اناس سحرتهم الجزيرة،،فبكوا اطلالها بحرقة... ساقتبس من كتابات لعشاق الجزيرة،،متيمين،،هاموا بعشق ارضها المباركة،، وانسانها الطيب الحبوب... استاذن د النور حمد،،فقد كتب عنها اجمل الكلم.. ورد في الشعر العربي القديم: ((وليس يصح في الأذهان شيءٌ، إذا احتاج النهار إلى دليل)). وهكذا لم أحتج إلى دليل أستوثق به من موت المكان في الجزيرة، فقد كان الموات مطبقا عليه، وكان أكثر من بادٍ للعيان. الغيط خالٍ من الناس، ويلف الآفاق صمتٌ عميقٌ، وثمة شيءٌ ثقيلٌ على القلب، يشبه زحف الموت الحثيث على الحياة، وتربصه بها. شيء فادحٌ، مثل خفوت النبض في شرايين أضعفت الشيخوخة انقباضها وانبساطها، وبدا لها أن الخيار المتبقي هو الاستسلام. قبل أربعة عقودٍ، أو خمسة خلت، كان هذا الغيط، جميلاً، مشرقاً، نابضاً بالحياة. كان خُفراء الري فيه واقفين على قناطرهم، يتفقدون كل شيء، من مطلع الفجر، إلى الهزيع الأخير من الليل. كانت روح الأمل ترفرف، على هذه البقاع، رغم القسمة الطيزى التي قام عليها المشروع منذ ابتدائه. كان الناس منتشرين في الغيط يتصايحون. أما الآن فلا يسعف الدواخل سوى صوت عبد الوهاب البياتي، وهو يردد: ((البحر ماتَ! وغيبت أمواجُه السوداءُ قلعَ السندباد/ ولم يعد أبناؤه يتصايحون مع النوارس/ والصدى المبحوحُ عادْ/ والأفقُ كفنَّه الرمادْ/ فلمن تغني الساحرات؟/ والبحرُ ماتْ/ والعشب فوق جبينه يطفو/ وتطفو دنيواتْ/ كانت لنا فيها، إذا غني المغني ذكرياتْ/ غرقت جزيرتنا/ وما عاد الغناءْ، إلا بكاءْ))!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة