ونذكر سين

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 05:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-02-2014, 05:55 AM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ونذكر سين


    ونذكر سين

    من مجموعة (ونذكر سين ونصوص أخرى) تحت الإصدارفي أكتوبر 2014

    --------------------

    اطلت مكوثي بها بعدك ردحا وكنت ظننت أني قبلك ذاهبُ. وأنت الآنَ هناك هناكْ وتلح عليّ بأسئلة النار. ألا تكف عنها يا غريبْ؟ حتى وأنت بين يدي مليك قهارْ؟ ألا إنك في مأمنٍ من
    سهامي أكيدٍ ...أكيد، ليس كما كنت سابقأ تنال عقابك مني سريعاً على اخطاء تسميها صغيرةْ ونذهب بعدها أنت وأنا نحو (طحنية) أو نحو فولٍ في البازار! أو نحو هُزال الغزَلْ!
    تقول لي: بنات "الأحفاد" يخفن انتظارك وكذا بنات "كلية المعلمات"! حسنٌ! حسن. ولكني أخاف حسن(1) وليمونه القشعري أكثر من خوفي على ما بدا لي ك(شيئ) بلا كيسيّ صفن!
    وكنت تقول لي: عيب فهذا شعارٌ لمجلسنا البلدي! وكنت أقول لك بل هو ما نصب الاغرابُ فوقنا حين أزف رحيلهم لنذكرهم بغيظ! فتضحك.
    كان يسرك أن أقدح في بريطانيا العظمى و كنتَ تشكر أنت روسيا ! وكنا نخاف كذلك خ ويصعب وضعها بين قوسين، فالشداد شدادٌ حتى على اللغة! فدعنا الآن منها فهي قصوى، حريٌ بها السرد الأقصى.
    وكنا نخاف ونهوى تلك البنت سلوى. أتذكرها؟ كانت تمر كمر الغمام على شارع الموردة فننسى أنه الحرُ يمضُنا وأنه كدر الطرماج أو ربما ضراط "سلاطين". في الحقيقة كنا نخاف أن لا ترانا أو أن ترانا كنملٍ شقيْ. نخاف سلوى أكثر من مخافتنا القاضي حبيب. هههههههه
    أتذكر هذا كله؟ أتذكر كل هذا ؟ لا ...بجد ! أتذكره؟ لاني أعلم أن ليس هناك في عالمك الجديد مثله. ليس في عالمك أن تخدع سائق تاكسي وتستدرجه لباب البيت ثم تهرب من باب خفي فيركض السائق المحنوق وتلحقْ أن تختفي!
    ليس فيه مثل هذا كله فماذا فيه بربك. فاكهةً وأبّا؟
    وتسألني أن أفتح الملفْ. لكنني متشكك في دقة الاحداثِ والصدفْ. وأنت الذاكراتُ على ضفاف الأمسِ كنت ونيسها الأكبرْ.
    أخي، لديك مطلقُ الأبدْ. فلا تكلفني شططْ واذهبْ . سأذهبُ. وهل اذهبْ بغير تذكرٍ طفيفْ للطوابع الانيقةِ التي احتازها "حمد". كنت تقول إني لا أدانيه فهو يذهب خلف كبري النيل الأزرق في مضارب الفرنجةِ والشوامْ وأذهب أنا إلى "الملاجا" و"سوق الهنود" حتى أشم رائحة السعوطْ وتهرب مني عفاريت الترامْ .كنت أنت بلا هواية. تذهب للنهر متى تشاء. وتصطاد الطيور خلف مبنى الاذاعة. كنت أدس ألبومي باعزاز وفخر وتشهر أنت في وجهي "قلّوبية" صدئه أو نبلةً بلستكي "طيران" (2)
    لم تكن تلك هواياتْ. فما جدوى أن تشوي طائراً في حجم ود ابرق؟ ربعُ لقمةٍ سائغةْ أو حتى أقلْ! لكنها كبرياءُ الصائدينْ. كذلك أين الهواية حين قطعتْ نهر النيل سابحا حتى الجزيرةِ توتي ونحن نرقب بين ذعرٍ وانبهارْ ورجعتَ مزجورا على مركبٍ ألح صاحبها أن يأخذك لأهلكْ لولا أن قلنا له: لا أهلْ لك! حيلةٌ مررها أصغرنا وهو بعدُ باللباس، لم يجفْ! فغادرنا الريس مغاضباً يضرب بعصاه النيلْ وكان فيه مسٌ من محسْ!
    هل يستوي جمعُ الطوابعِ والشقاوات (العديلْ)؟ صحيح أن طابعَ فورموزا كلفني رهقاً ودقْ لكنني تمسكت به كنزًا عزيزًا وكما الحَدقْ إذ لم يك في أم درمان كلِها من حاز مثلي طابعاً لهذه البلد!(3) و...تسألني أن أفتح الملفْ! ولي ذاكرةٌ قابلةٌ للطرقْ! يستوي فيها خيالي والمدّونُ. لاتَ فرقْ!
    ذاكرتي تجيبك عن سؤالك في طشاش عن السينما وزمجرة الرغائب بالذهاب. حسنٌ. كيف عبورنا لخور" ابوعنجة" على ما قيل عنه: ربابيطٌ ملاقيطٌ عفاريتٌ على شكل الذئابْ وكيف شققناها أزقة "بانت" عابرين على شوك الهجس بالتحرش لأن الدنيا وقتها كانت أقاليمٌ لو أنت ذاكرْ ويالها من شبهة بقرابة مع الكلابْ! فكل حيٍ فيه ك لبٌ يزدريه عبورُ كل بٍ ليس منه! وتلك قاعدة عبرناها على ما تطلبه من عقف الاذنابْ. لكنني فوق ذلك لم أكن أحبها "سينما بانت" لأنَها يرودها رهطُ العساكر. لم أطق سينما العساكرْ. وما ذهبت إلا لأثبت لك ان "فوندا"(4) هو الشريرْ وجيمس ستيوارت كان البطلْ، كان الملاكْ. على عكس ما عرفنا ! وكنت تقول باستحالة ان يكون "فوندا" هو الشريرُ. صحيحٌ أغلبُ أفلامه صديقٌ للبطل أو خائنُ أشرْ لكنه في خاطري دوماَ بطلْ حتى ولوْ لأنَ ابنته جين(5) وللسينما مشاويرٌ سنذكرها. بانت، العرضة، برمبل- قديس ومن ثم البلو نايل، وطنية غرب. رطانة عاشقين. الحب يعني ألاّ تضطر لأن تقول إنك آسف! هل كل هذا تذكره هناك؟ حيث نهاية التاريخ والسينما أم أنك تذكر، فقط، سين؟

    نذكر سين. نذكرها على مر السنين. نذكرها لكي نجيب الاسئلة أو نزكي الترهات أو نذهب للمحطة الوسطي كي نجلب عاملاَ لان الدنيا قبايل عيد. أتذكرهم أمام قهوة شديد؟ يجلسون من فجرٍ لأن الرزق كان يوزع في الصباح ليس كما هو الآن يوزعه ابناء كارليوني من قبوٍ أسفل المرقص(6) و تسألني عن كيف تم كل ذلك. كيف تم عقد قراننا بالمعرفة؟ إنها السينما. خلعت علينا أردية الزهو مصحوبا بموسيقى. أتذكر كم عرفنا منهم؟ مَن يصنعون للرؤى موسيقى حتى أتاهم من يصنع للحن رؤاه(7) بل يصنع رؤيا بين موازير الغناء. هل رأيت الصاوي(8) يتلو عليك أسماء من ألّفوا الموسيقى لقتل طائر ساخر أو حتى لجملة ما أتى من لدن ايان فليمنج وصاحبه كونري. في مشوار عودته لبيتهم بالموردة يماطل الصاوي الظلام بالروئ أتى بها ويصغي، لمّّا يزل، لبداية الدور التاني وفيه -مثل ما روى - شيئ من الحسد. في جيده شيئ من حسد والدنيا كانت امتحانات لكننا لم نكن نصدق ان دخول السينما مضيعة لوقت. كنا ندخل السينما لان الفيلم موسيقاه من صنع برنشتاين أو جولدسميث أو موريس جار. ولكنك بالمناسبة لم تكن تحب مارلون براندو وجيمس دين رغم علمك بيسارية مزعومة كما عرفنا بعد عهد وزمان للمعلم اليا كازان ولم تكن بمأمن من براندو ودليلي على ذلك التي شيرت الأسود!
    لم أدر كيف حصلتَ على ذاك القميصِ الاسودِ؟ تي شيرت! من الطوخي أم الزيات؟ أو ربما من حسن صالح خضر؟(9) وتضحك سعادْ لفظاعة تخميني إذ لايبيع هؤلاء السادة ملابس فهم تجار خردوات! ولم تُذهب سخريتها مني قولتي بانهم قد يفعلون ذلك في الاعياد. فلَيَستِ (ليّس، يليّسُ) الموضوعْ عليّ بأن قالت: إنت ما أدراك؟ وهل كانت مشاويرك أقصى من طرف السوق لتحضر قرصي بقانين Veganin؟
    كانت سعاد قد بانت من تحت ترابيزة المكوه لتشهد مبارزة محتملة بيني وبينك على غرار ما رأته منا حين لعبنا فيلم "الضحى الاعلى"! (10) فهي تدري أنك لا ترضى الحديث خارج ألعابنا عن تقليدك أبطال السينما ولكن رويدك يا صديقْ فذلك التي شيرت الاسود هو نفسه ما كان "قاشراً" به براندو في فيلمه العجيبْ الذي وصفته بأنْ ليس فيه سوى غرابة اسمهِ "جاك ذو العين الواحدة"(11) وحتى هذه ترجمها ذلك الخطاط ذو الشعر الكثيفْ الذي كان يكتب أسماء الافلام، ترجمها بتصرفٍ "قسوة الانتقام" واستوى على غبار الطرقات يدعو الناس من على عربةٍ يجرها في سرهِ حمارْ: أيها الناس هلموا! إنه أقوى من "صراع في الوادي" وأقوى من جانوار!(12) ثم لا ينسى أن يأخذ فص عنكوليب أو مخروط داندُرما نظير وقفةٍ مرموقة عند باب السينما!
    أنت الآنَ بعد ان تغدينا وفرغنا للبرنامج الاوربي مابعد نشرة الاخبارْ أو لفيصل النور التجاني(13) تخرج للفناء الخلفي بذلك التي شيرت وتجلس تحت الشمس تلقط بالملقاط حباتِ الشباب (رغم تحذير الوالدةْ) ألم يفعل براندو نفسَ هذا الشئ في فلمهِ؟
    ألا إنك في مأمنٍ من سلاطتي! وليتك كنتَ هنا لتسمع وصفَ شخصٍ اسمه دريدا لحرب الخليج! ألم يقل إنها ألعابٌ تلفزيونية؟ بل قال آخر إسمه بودريار إن التلفزيون هو الذي يشاهدنا! بالغَ هذا البودريار أليس كذلك؟ ولكن دعك منهم فلن تهمك تعقيدات ما بعد الذهاب!
    أتذكر سين؟ وأنا وأنت وآخرين وأخريات والحفلة كانت ب"عوض الكريم". صبحيةٌ أخرى جريئة من صبحيات أم درمان مفضوحُها الصبُ والصباتْ حيث لا ليلٌ يسربل النظراتْ ولا يعلو على روؤس الجرتق غير فوح الأماني الضارياتْ والقيزان تلملمها الخالات. بالله عليك دعني أحكي لأن جوهر انقسامك عني، قبل زمجرة تناتوس، يتحسس الباحث بعضاً منها في ما يلي وما هو آت ف"سين" في حمى تخبط الوجد النهاري على الملأ لم تكن لتتوقع -سين منو- بل إلهةٌ بلا أعباءْ أو فوق العادة Goddess-at-large لم تكن لتتوقع أن تطلب منها أن تجلب لك (لقيمات)!
    يا إلهي! أذهلت كيوبيدَ واللهِ! نقل الإسعافُ إله الحب مغشياً عليه! لقيمات؟
    أنا لا أشير لصعوبة جلبه، وقد لملمت الخالات أقداحه، بل أشير لطلبه! لم أدر كيف يجرؤ أحدٌ أن يعطب وَجداً بدهنٍ تنز منه لقيمات؟ وهذا لو حدث بعد سنين لكنت قلت عليك وأنت تطارد
    في المرآة تلك الحشرة المسؤولة، في زعمك، عن حب الشبابْ ولا وجود لها لكنت قلت: إنها الواقعية! الواقعية الاشتراكية أن تطلب من حبيبة مرجوة تراها لأول مرة في بيت عرس أن تحضر لك شيئاً من جوا، من باطن المضيف!
    في ذلك اليوم ذهب مرتضى دون أن يأخذنا معه. أتذكر؟ ربما باعنا مرتضى تلك الليلة من أجل نورا وهي لم تكن تحبه وتزوجته زورا (وهما الاثنان للمناسبة في نواحيكم إثر حادثٍ مشين) أقول ربما باعنا وربما طلبت منه سين أن يتركنا لها، هكذا كانت تريدنا جمعاً، وليس مفردينْ. يتركنا لها! وما لم تفهمه يا بعيد أن سين لم ولا تحب القسمةْ.
    قلت لسيف وانا أبحث عنك في وسط أولياء الطشمة: قالت إنها تحبه. فقال لي: دي؟ أم مخاخيت دي تحب شنو؟ كان قاسيا كعهدنا به اذا ذكرنا الفتياتْ (تدري أنه تزوج، قال، لأنه لم يجد جميلةً في قبيل العاهراتْ)! وكنت سأدافع عنها وأقول إن المخاخيت توقفت لعلاقة عكسية بينها والنهدين لكنني رأيت لحظتها البراقْ. نعم البراقْ. ذاك الذي ردفتنا فيه حتى بيتنا ومررنا به فوق سيارة مرتضى فرمتك سين بنظرة سنينة لأنك مشهد نورا كان قد خلبك! كانت نورا بأضواء المساء محضورة. فقلتَ يا لَلجمال.
    بأبي وأمي أنت يا أخي، معاكسَ النجماتْ، من المناسب أن أحكي لك ما سمعتَه من قبل ولم تصدقْ بل ما فعلته أنت نفسُك ولم تصدقَه لأنك الآن في مقعد صدقٍ لا يحتفي ب ولا يحتوي ابعادْ. فتقبلني بعرفانٍ أخاً لك من إرما أم قدودْ التي ليس بها غير الحدودْ.
    ما حدث ببساطةْ هو عندما عثرنا عليك علمتُ منك أنك ذهبتَ مع أولاد ود أرو وأعادوك لبيت الحفلة في حال يسهل معها تصور البراقْ وغيره من العجائب الممكناتْ لكنك عقلنت السطلة! وتذكرت سين.
    سين هذه التي سبها سيفُ الدينْ وهي أطعم من زوجه البدين. سين....يا عزيزي أقوى من الدهاقنة السلاطين وأرق من نسمة كما قالت ستنا أم كلثوم! لكن سيف وأمثاله وحتى أنا وأنت وسائر العباد لم نُعطَ من عرفانها بأكثر من بقعة بقعتين على غلاف مجلة الشبكة !
    ذات مساءْ كنت بشارع النيل بصحبة امرأة لا أعرفها فاذا بي أشوف لك سين، تمشي غير بعيد من مجلسنا وبصحبتها رجل لا أعرفه! لا تبتئس فمقصدي من الحكاية أعمق من أن يكدرعليك أبديتك الوارفة! وبشارةً بذلك هاك فزورة أعطيك لحلها مهلةً سبعينَ سنةً ضوئيةْ. إن
    كنتم هكذا تعدون. أو في رواية أخرى: الفورةَ عندكم بالفرسخ والهكتار! و ما وسعت رحمته الواحد القهارْ. كم عدد من لايعرف بعضهم البعضَ حتى الآن؟
    ......
    .........
    كضبا كاضب! ثم فيما العجلة؟ أم تراك شرعت في جغمسة البرزخ بحسابك الذي حررته كما زعمت من سطوة ارخميدسْ وذهبتَ قبل أن تشرح لي لماذا نغيّر اسم شارع الزبير الي شارع كوبرنيكوس! هذا الذي ظننت أنه بائع جبن رومي على تقاطعي شارع القصر والجمهورية!
    عندما رأيتُ سين ومن معها، المرأة التي جلستْ معي على زعم المساجْ تجشمت شوك السياجِ وفَحَّطتْ! ورحتُ أنا في حمّى استجوابي المفجوع أشربك أطراف الحديث! كان استجواباً ضافياً ذا نتائجَ باهرة! فلقد نفتْ سين أنها هي سينْ رغم غباء من معها إذ تدخلَ كي يؤكد أنها هي سين وأنْ: أها ح تعمل شنو ؟ وتم تبادل النظرات، ليس حدراً بيني وبينه بل بيني وبين سين كأنها تسألني عن رفيقها: هو قال مالو؟ كانت حجتها القوية أنها هي سين ولكنْ ليست سين التي أعرفها! وهنا انبسط صاحبنا معتبراَ هذا القول انتصاراَ له. تدري أنت إنكار البشر! أتذكر "مختار" حينما ضبطه والده يدّخنْ في الديوانْ وما كان منه الا أن قال: يا بوي دا ما أنا فصاح الحاجُ والده: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وخرج. هه! مختار فيما بعد قال إنه كاد يشعلها مرة أخرى من نشوة انتصارْ!
    حقيقةً أعددنا خيالنا لفادح الإنكار. فارجع لسنوات الطفولة. هل تذكر ربيعْ الذي هو الآنَ اخصائيٌ تليع؟ كان معنا في روضة بِسمِلة(14) أنت لم تكن معنا طبعاً ولا أذكر لك روضةْ! ربيعٌ هذا فعلها يوماً في الفصل وتوكلْ وكادث المعلمة أنت تقضي رائحةً لكنها قامت وبعملية تحديدِ موقعٍ أنفيةْ حددتِ الكنبةَ حيث جلس ربيع وتقدمت بحذر فشافت البلل وأخضر الضبابين! لكنه أجاب على سؤالها:
    - انت عملتها؟
    - لا ماعملتها!
    لا زلت أعد إجابته تلك من خرافات ما قبل المدرسةْ ومن أقوى الاجابات!
    ونرجع لسين. فهي قالت إنها هي أصلاَ ليست بشْر. شفت ليك إنكار؟ لا وقامت زي شوارزنجر، أتذكره في فيلمه ذاك، حين خلع عينه أمام المرآة ليصلحها لانها اصيبت واحتاجت لقطع غيار؟ مثله قامت سين فكشفت عن جيب بلوزتها فرأيت هناك سوستة، ليس في البلوزة، بل في ما بين نهديها وقالت لي: أنا أندرويد!
    قلت لها: اندرويد؟ لا بالله؟ يعني عشان زريتك مع واحد تاني تعمليها لي خيال علمي؟
    قالت: أنا ممكن اقلع ليك قلبي تشوف الفيوزات الفيهو وترجعو
    قلت لها: تقلعي لي قلبك؟ إنتِ رجعتي القلوب القلعتيها؟
    وصدّق أنه لم تكن هناك فكاهة! فأنا انزعجت من الثقة، انزلقت في مرونة الخيال! ورغم ذلك فسين لا تكذب فهي ليست من نسلنا، ليست من نسل آدم. وهي التي علمتني كيف أميّز بين نسل آدم وأنسلةً أخرى ذكية! وللمناسبة فلقد تزايد عددهم بقدر مذهل بأكثر مما كان في أيام محاولاتك أنسنت بعضهم! تلك التي انتهت لكوارث لم ينتبه لها أحد! ولن آتي على تفصيلها! ولكن، سألتها، من هذا الأحمق الذي (كفشتها) معه. قالت: آه إنه لايرى. واضافت: لم ير ما أطلعتك عليه لتوي! ثم بقوة قالت: ألا تصدق ما أقول!
    والتفتت نحوه وقالت: أنظر لوجهي يا داحس.
    ونظر الأبله ملياً ورفع كتفيه دون أن يبدو أنه رأى!
    كان ثمة دودٌ أخضر يخرج من بين عينيها. وكانت تأخذه بحنان ورقة وتضعه على النجيل فيختفي ولكن ليس بالضبط في هيئة دود بل في هيئة لا أقدر على وصفها. قالت لي: ألم أقل لك أنه لا يرى. ويحيا بجسد ذي علاقة غريبة مع الذاكرة. سرعان ما تنمحي وتعود بكراً مثل شريط الكاسيت الجديد. أما الموت فهذا النوع من المخلوقات يتغذى من الموت.
    لا تسلني كيف! وبدأ الرجل أو ربما ذلك الشخص خروجاً هادئاً من المشهد ثم أخذ يركض.
    قلت: يا سين أنت كإنسانة..تصلحين. أرجوك تعاملي معنا كبشر!
    فسألتني منك! قلت ابعثي داحس، قد يأيتك بالخبر اليقين! تسأليني عنه كأنك في الغيوب تحتاسين؟ قالت: سألتُ كما تريدُ، كما البشرْ.
    قلتُ أنا الذي يحتاجه فهل تأتينني به، هل تقدرين؟
    وحين قالت: بلى، شهقت حتى حط عسكري قبضته القوية على ذراعي. فأول ما ذكرتُ أننا في شارع النيل، وليلاً. وتلك ساعة يتلمظ مرأى النقود فيها أيُما عسس!

    *

    يا حبيباً بتُ أشكو حرقة الوجد إليه، بلغني بأن على جانبكم من الحياة معارف جديدة وربما مراجعات كنت أنت الأكثر حدة تجاهها. كنتَ لا تحب المراجعات. فهل أنت الآن أفهم مما كنت عليه معنا؟ هل أنت تفهم بشكل مختلف وأحسن بحيث أن سخريتك من (سين) للحد الذي جعلك توظفها لتلبياتك التي لا تشاركك فيها هي وبلا أدنى مكافأة منك لها على صبواتها، سخريتك تلك لا تزيد عن أن تبديك في صورة قديمة وباهتة لزاهد وأنت الآن لا يرضيك تمرين يتسع عنه ارتداد الطرف؟
    وان كانت لك وصايا تردي بها سين لعالمنا من حين لآخر وبتجاوز لا تخطئه العين عن وصل حميم لها مع شخوص غاربة فلماذا لا تزوّدها بوصايا لنا لا تسندها اجهزة حتى لو كانت في وزن وصايا الأرض في ريش الحمام؟ فضةٌ، زبدٌ وشوق.


    ------------------------------
    (1) صاحب كشك بيع عصير الليمون امام بلدية ام درمان
    (2) النبلة هي مفردة النبال كما في قول خليل فرح: نحنا النبال. وهي أداة لصيد الطيور تصنع من سيرين يقطعا من لساتك اطارات السيارات ويربطا على عود بشكل Y وكان منها نوع مصنوع من سيور قيل إنها من لساتك اطارات الطائرات فيقولون عليها لساتك طيران بما يعني تفوقها في القذف وغيري أعلم!
    (3) بلغنا ونحن هواة جمع طوابع أن هاوٍ في نمرة اتنين، ولم نك بعد في سن قطع الكوبري بين ام درمان والخرطوم ولا نرى الحجاز أقرب من نمرة اتنين، بلغنا أنه يحتاز طابعاً لفورموزا وهي حسب ونسة لي مع تاج السر الملك تايلاند الحالية فشحذنا هممنا لنجد طابعاً لهذه البلد العجيبة التي هي في نهاية الامر موزا كعاقبة ل (فور). وحدث أن عثرت انا على هذا الطابع النادر في كوشة في ميدان الملاجا بسوق ام درمان ونازعني فيها بعض من كانوا معي واشتبكنا بالايادي فدافعت عن حيازتي لها ودام ذلك الصراع قرابة الساعتين على طول المسافة بين ميدان الملاجا واطراف الموردة الشمالية حيث حي الهاشماب. وعند وصولي البيت كانت الطابعة أو الطابع كما صححني الباقر موسى في القاهرة مكرفسة لدرجة أن الوالدة قامت بكيها لي بالمكواة و هي تآذرني في صمودي بعد الحصول عليها.
    (4) فوندا هو هنري فوندا الممثل السينمائي الذى نال الاوسكار عن فيلم " في بحيرة ذهبية" على آخر أيامه.
    (5) جين هي جين فوندا وجين فوندا إبنة المذكور أعلاه هي جين فوندا. علم على رأسه نار.
    (6) راجع روايات ماريو بوزو مؤلف رواية العرّاب.
    (7) يشاع ان ثيودوراكيس وليس كزنزاكيس، عفواَ، وضع موسيقى فيلم زد Z قبل الفيلم.
    (8) الصاوي هو عبد الوهاب الصاوي السفير السابق ويمكن أن تكون الاشارة معني بها شقيقه الأصغر المهندس مصدق لا فرق.
    (9) كلها اسماء محلات أو اصحابها بسوق أم درمان.
    (10) هو High Noon هاي نوون، فيلم كاوبوي شهير جاري كوبر شخصياً!
    (11) One Eyed Jacks فيلم كاوبوي أخرجه ومثله الممثل الاشهر مارلون براندو. تعلم براندو
    وجيمس دين وبول نيومان وآخرون فيما عُرف بمدرسة "الطريقة" التي أنشأها المخرج إليا كازان في الخمسينيات.
    (12) أسماء أفلام سينمائية شهيرة.
    (13) معد ومقدم برنامج ركن الجنوب في الستينيات.
    (14) مدرسة مس ميللر (خواجية من المستعمرين) وكان الناس يقولون مدرسة بسمِلة!

    (عدل بواسطة mustafa mudathir on 09-02-2014, 05:28 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
ونذكر سين mustafa mudathir09-02-14, 05:55 AM
  "الترقيم "، "الترقيم" ،و ما أدراك ما "الترقيم" osama elkhawad09-02-14, 07:59 AM
    Re: andquot;الترقيم andquot;، andquot;الترقيمandquot; ،و ما أدراك ما andquot;الترقيمandquot; مني عمسيب09-02-14, 09:14 AM
      Re: andquot;الترقيم andquot;، andquot;الترقيمandquot; ،و ما أدراك ما andquot;الترقيمandquot; munswor almophtah09-02-14, 09:58 AM
        الترقيم و ما أدراك ما الترقيم mustafa mudathir09-02-14, 03:33 PM
          Re: الترقيم و ما أدراك ما الترقيم dardiri satti09-02-14, 05:38 PM
            Re: الترقيم و ما أدراك ما الترقيم mustafa mudathir09-02-14, 11:58 PM
              Re: الترقيم و ما أدراك ما الترقيم سيف اليزل الماحي09-03-14, 07:14 AM
  Re: ونذكر سين أبوبكر عباس09-03-14, 06:43 AM
    Re: ونذكر سين mustafa mudathir09-03-14, 06:03 PM
      Re: ونذكر سين mustafa mudathir09-03-14, 07:59 PM
        Re: ونذكر سين فتحي الصديق10-03-14, 08:05 AM
          Re: ونذكر سين mustafa mudathir10-04-14, 01:13 AM
            Re: ونذكر سين mustafa mudathir10-05-14, 06:43 PM
              Re: ونذكر سين محمد على طه الملك10-06-14, 03:37 AM
                Re: ونذكر سين mustafa mudathir10-08-14, 03:31 AM
                  Re: ونذكر سين محسن خالد11-20-14, 11:11 PM
                    Re: ونذكر سين mustafa mudathir11-21-14, 07:04 AM
  Re: ونذكر سين محمد حيدر المشرف11-21-14, 10:39 AM
  Re: ونذكر سين محمد حيدر المشرف11-21-14, 10:52 AM
  Re: ونذكر سين امير الامين حسن11-21-14, 12:14 PM
    Re: ونذكر سين علي دفع الله11-21-14, 03:02 PM
      Re: ونذكر سين mustafa mudathir11-22-14, 01:06 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de