منطقة شندي "رمانة" أهل السودان .. رجالاتها وتجارها ومفكريها ومبدعيها..

Quote: الفنان عبد الله الماحي رائد فن الحقيبة صحية الانتباهة الجمعة, 22 أغسطس 2014 م ******* من داخل موسوعة الغناء السوداني يبرز فن الحقيبة كأساس له. وهو ما جعل عدد من الفنانين داخله يظهرون كرواد له. بالطبع كان الفنان عبد الله الماحي هو رائد فن الحقيبة وذلك حين نقل غناء «الحوبى» وهو الغناء الذي كان سائداً آنذاك ويعتمد على كرير الأصوات صعوداً وهبوطاً بكبوشية شمال الخرطوم وفي العام1900م ولد الفنان عبد الله الماحي.. كعادة الصغار في تلك السنوات الحق بالخلوة التي حفظ فيها قدراً من القرآن الكريم.. ومن ثم دلف نحو حياة أهله المليئة بالإنتاج والعمل في حقول الزرع. داخل هذه البيئة الممتلئة جمالاً بخضرة المروج وأذكار المتصوفة ووجود فن الغناء الأول الذي ابتداه خاله محمد ود الفكي بكبوشية ومن ثم انتقل إلى كل السودان.. وجد عبد الله الماحي نفسه يردد تلك الاغاني في مهدها قبل ان يطورها وتصبح ذات منظومة غنائية كان هو احد روادها كفن حقيقي. داخل هذا الجو كان يوجد كل من الأوائل من فناني المنطقة الذين كانوا يقومون باحياء ليالي الأفراح والأسمار على شاطئ النيل ورمال المنطقة وهم ود بعشوم وصالح كمبال. وعلي اللومنجي فظل يردد أغانيهم ويحفظ جديد المستحدث منها. شكل حادثة كتابته لأغنيات الفنان صالح كمبال باللوح المخصص لكتابةآيات القرآن الكريم غضب شيخ الخلوة فكان عقابه صارماً بصبحة صديقه حامد سر الختم كان قرار مغادرتهم المنطقة نحو شندي ومنها بالقطار إلى الخرطوم التي يقيم بها خاله ود الفكي. لتبدأ رحلته مع الفن بعد أن قام خاله بتحفيظه عدداً من الأغنيات. بحلول العام 1931 كان عبد الله الماحي أحد أساطين الغناء.. وذلك رغماً عن وجود المنافسة الحامية ما بين أقطابه آنذاك وهم كرومة وسرور والأمين برهان. تعاون عبد الله الماحي مع فطاحلة شعراء الحقيبة الموجودين بالساحة آنذاك وهم محمد ود الرضي وإبراهيم العبادي وسيد عبد العزيز مع وجود الشاعر صالح عبد السيد أبو صلاح الذي كان تعاونه معه في مرحلة لاحقة. في غنائه لأغنية «متى مزاري أوفي نزاري» وهي من ضمن الأغنيات التي تغنى بها عدد من فناني الحقيبة آنذاك السبب في شهرته خارج الحدود. وتحديداً بمصر التي وصلها لتسجيل أول اسطوانه غنائية في تاريخ الغناء السوداني في العام 1932م وهي الزيارة التي فتحت الباب واسعاً أمام بقية الفنانين لتسجيل أغنياتهم فيما بعد. لإعجاب عدد مقدر من الناس بفنه السبب في تسمية مواليدهم الذكور باسمه فكان اسم الماحي في عقدي الثلاثينيات والاربعينيات شائعاً إعجاباً به. ظل عبد الله الماحي مقيماً بأم درمان بحي الركابية حتى العام 1951م ومنها انتقل لمسقط رأسه كبوشية للبقاء فيها كصاحب عمل منظم بحقول أهله الزراع ومتجره الصغير الذي كان منتدى لأهل المنطقة من كبار السن. في أغنياته التي تغنى بها خلال مسيرته الفنية تاريخ ناصع من الأداء وجمال الصوت وحسن مخارج الألفاظ التي لم يكن ليجاريه فيها أحد. في العام 1962م وتحديداً في أبريل منه كان تنظيم مهرجان المديريات الذي نظمته وزارة الاستعلامات والعمل «الثقافة والإعلام حالياً» بقيادة وزيرها اللواء طلعت فريد. فكان أن أرسل في طلبه من كبوشية للغناء بالمسرح القومي بأم درمان فغنى كما كان قبل ثلاثين عاماً. ويومها وقف الحضور وهم يرددون من ورائه أغنياته في إعجاب بصوته وقدراته الفنية. في صيف العام 2000م وتحديداً في منتصف يونيو منه توفي الرائد الغنائي في فن الحقيبة بمسقط رأسه بكبوشية دون أن تقوم المؤسسات الرسمية بتسجيل عمل وثائقي له.. له الرحمة