منطقة شندي "رمانة" أهل السودان .. رجالاتها وتجارها ومفكريها ومبدعيها..

Quote: 31-مايو-2014:السناهير ..خرجنا من المتمة بسبب حملات الدفتردار الطرق الصوفية في السودان لها أثر كبير على الحياة السياسية والاجتماعية، وهي متعددة بتعدد المناطق والأسر.. والسناهير يشكلون واحدة من تلك الأسر التي ساهمت في تشكيل المجتمع السوداني عامة.. في حوشهم بأم درمان جلست اليهم (المستقلة) فكان هذا الحوار القصير: هدى عثمان حميدة الخروج من المتمة: عندما قامت حملة الدفتردار الانتقامية ضد الجعليين والتي احرقوا خلالها المتمة ومن ضمن الحريق كانت خلوة جدودنا الذين ماتوا كلهم في ذلك الحريق، ولم يبقَ منهم إلا الحاج أحمد، الذي اوصاه أبوه قبل وفاته ووضع تلك الوصية أمانة في عنقه الى يوم القيامة، حيث امره بأن يذهب الى قرية الشيخ الطيب ود البشير رجل أم مرح، ويؤسس هناك لأسرة السناهير ويحفظ اسمهم الذي كاد أن يلتهمه حريق المتمة ففعل. السناهير والأزهر الشريف: عقب انتهاء حملات الدفتردار الانتقامية على دار الجعليين ذهب جدنا الكبير الى الأزهر الشريف لتلقي العلم، وبعد رجوعه طلب علم التصوف على يد الشيخ أحمد الطيب ود البشير واستوطن بمنطقة الجميعاب، وتزوج منهم وأنجب الأولاد والبنات، الذين أصبحوا منارات يستضاء بها في العلم والصلاح والزهد، ويلتف الناس حول نورها الذي يجذبه من مشارق الأرض ومغاربها. استقرينا بالجميعاب بأمر نبوي شريف: كان التواصل بين جدنا الحاج أحمد السنهوري، وأولاد ناير زعيم الجميعاب، تواصلا أسريا، كان الحاج السنهوري ذائع الصيت في السودان فوصل صيته الى خلاوى الجميعاب، فطلب زعيمهم من الحاج السنهوري زيارتهم في خلوتهم في الإجازة، وارسل له حصانا إكراماً له ولعلمه وحتى يتمكن من الوصول الى قرية الجميعاب بام درمان، وبعد انتهاء فترة الزيارة أراد الشيخ السنهوري الرجوع الى المتمة فأمره الشيخ الطيب بالبقاء قائلا "بإذن من الرسول صلوسلم عليه ، في رؤية أنك تستقر بمنطقة الجميعاب - حوالي 3 كيلو من أولاد ناير- وتفتح خلاوى للتعليم وتعلم الناس" فاستجاب جدنا للأمر النبوي الكريم، واستقر بالمنطقة، وتزوج امرأة من الجميعاب انجب منها ستة أولاد وبنت واحدة، هم كالآتي:- محمد أحمد\ مدثر\ حاج محمد \الريح\ الأمين \ ودقيلي. أولاد الشيخ الريح السنهورى: الشيخ الريح السنهوري انجب 15 من الأولاد و17 من البنات كلهم توفوا الى رحمة المولى العظيم، ومازالت اثنتان من البنات على قيد الحياة هما آمنة وأم الحسين، أكبر أبناء الشيخ الريح وخليفته الخليفة الحاج وأنا مُسمَّى عليه. الخليفة الحاج السنهورى: الخليفة الحاج، شيَّخ بعده ابنه الخليفة محمد، الذي توفي 1967م، بعده تمَّ تشييخ الخليفة الريح وبعده الخليفة الذي توفي عام 2012م ومنذ ذلك الوقت أنا خليفة الخليفة وشيخ السناهير حالياً. السناهير وأم درمان: أبناء الشيخ هم الفكي محمد ود الشيخ الريح شقيق الحاج وهو الذي نقل الأسرة الى أم درمان جاء الى مدينة أم درمان وسكن في منطقة أبوروف وودنوباوي ورجع ثاني الى الجميعاب وأسس قرية السناهير، ومازالت هذه القرية موجودة شمال مدينة أم درمان، استوطن فيها الناس وأصبحت مدينة كبيرة معروفة يقصدها الناس من كل أنحاء السودان طلباً للعلم أو التبرك أو الشفاء وقضاء الحوائج. شجرة النسب: تزوج الفكي أم حمد فاطمة بنت الشيخ البشير ود بابكر جعلية حضورية انجبت له أولاد وبنات، تزوج أبناء شقيقه بالسناهير من بنات أم درمان انجب منهن (شيخ الريح وقيلي، التجاني، بشير، مدينة، خديجة ومبروكة) كل السناهير تزوجوا من الجميعاب، ما عدا الشيخ محمد تزوج من أم درمان بنت الشيخ البشير وهذا هو سر وجودنا في أم درمان . انتقال المشيخة: السناهير مشيخة قديمة بها سلسلة من الشيوخ حيث ابتدأت من حاج أحمد بن سنهوري بن مدثر بن سنهوري بني حمودة واستمرت متسلسلة حتى الآن وكلهم مشايخ كبار لهم كراماتهم واتباعهم ومريديهم في كل أنحاء السودان وخارجه. الشيوخ والعلاج بالقرآن: أنواع الأمراض التي نعالجها هي فقدان العقل بتلاوة القرآن والآيات الخاصة بالشفاء والسحر والعين، والمسألة مفتوحة غير مقيدة وكله يتم عن طريق الدعاء وآيات الشفاء ونسأل المولى عز وجل الشفاء لكل مرضى المسلمين، وأهلي كلهم علماء درسوا في معهد أم درمان العلمي، وتشبعوا بالعلم الديني والروحي وهم من أصحاب الكرامات التي يتحدث بها الناس، لذلك قصدنا الكثيرون طالبين الشفاء والبركة والدعاء لهم. الخليفة الحاج والجيران: لدىَّ علاقات حميمة وعُشرة حلوة واحترام متبادل مع أهل أبوروف، فهم ناس مستنيرون ومتضامنون في الأفراح والأتراح، كما اتواصل مع ناس بيت المال وأبوروف منطقة ممتدة حتى سوق الشجرة، وأبوروف وبيت المال معظم سكانهما من السناهير والخرسان والمكاوير والخنادقة وعدد من القبائل الأخرى. الخليفة الحاج خليفة الشيخ الريح: الخلافة بالنسبة لي مسئولية دينية عقائدية كبيرة جدا فهي تضع على عاتقي مسئولية عظيمة حملها أجدادنا من قبلنا خلف بعد سلف بكل جد لذلك اعتبرها عبئا إضافيا لأعبائي الأساسية، فمنذ نعومة أظافرنا نشأنا وسط هذا العمل الدعوي الاجتماعي، لكن رغم ذلك فأنا سعيد جدا واحس برضا نفسي وأحبابي في الله، وما كنت اسعى لها لكنها جاءتني بعد فقد اعزاء الناس وهو فقد عظيم لا استطيع ملء مكانته لأنه رجل كان حبيب أهله وعشيرته فمكانته كبيرة ولا استطيع سد جزءاً مما كان يعمله، فقد كان ينفق في السراء والضراء وله بال واسع وهو رجل حكيم في حل المشاكل والصُلح بين الناس، وهذا هو دأب السناهير عامة في تعاملهم مع الناس بمحبة وإخاء وتواضع كبير جدا، يتعاملون مع المريدين كطبقة وتجدهم أخوان في الله يجتمعون عليه ويتفرقون عليه. الحوليات والليالى الدينية: الاحتفالات الدينية متعددة لدى السناهير بتعدد المناسبات الإسلامية فدائما ما نحتفل بالمولد وليلة الإسراء والمعراج والنصف من شعبان والعيدين مثلنا مثل بقية الطرق الصوفية الأخرى، فكل الأسرة تذهب لحضور هذه المناسبات الدينية العظيمة مهما كانت الظروف والأحوال.