منطقة شندي "رمانة" أهل السودان .. رجالاتها وتجارها ومفكريها ومبدعيها..

Quote: في رحاب الله .. الفكي الأمين بن الفكي يوسف 1925.. 2009م كتب الأستاذ: عبد القادر على النعيم كان إماماً وخطيباً لمسجد الفكي يوسف العتيق الكائن بمربع 8 "الحجازة" والذي تأسس قبل 500 عام ولم يكن مسجدا فقط بل يضم خلوة لتحفيظ القرآن الكريم والتعليم الديني وبه مآوى دائم للفقراء والمساكين ومن تقطعت بهم سبل الحياة .. فكانوا يجدون الغذاء للوجبات الثلاث ويحرص الفكي الأمين على تفقدهم بنفسه ويجالسهم ويأكل معهم ويرعى شئونهم .. كما كان يرعى شئون أهله وأقاربه وجيرانه ومعارفه ويسعى في قضاء حوائجهم في السر و الخفاء خصوصاً للضعفاء والمرضى والأيتام والآرامل .. وبلا مَنِّ ولا أذى بل كان يزينه التواضع والبساطة والزهد والتقشف في طلب الدنيا .. أما في طلب الدين فقد بلغت همته القمة فقد تبَّحر في علوم الدين من فقه وتوحيد وتصوف حتى انبثقت الحكمة من قبله على لسانه .. فكان دائم الاستشهاد بالأمثال والأقوال وأبيات الشعر المفعمة بأنوار النبوة بهدف التعليم والتربية .. فقد كان مثالا حيا للشمائل المحمدية في سيره بين الناس .. يراه الناس فيذكرون طيب الاخلاق والزهد ويرون فيه القدوة والأسوة الحسنة والتجافي عن حب الدنيا وحب التسلط.. فقد كان كالغيث أينما حل نفع .. وكحامل العطر تفوح روائحه الطيبة على من حوله .. ويلقى جليسه بالمودة والتبجيل صغيرا كان أم كبيراً ويتلقى عنه أنوار المعرفة وأسرار الدين ويودع جليسه بالفاتحة بتيسير أمور الدنيا ولحلول البركات والفتح الرباني على طالب الدعاء .. فينصرف مريده وهو مملوءُ بالغبطة ومنشرح الصدر. ألا رحم الله الزاهد والورع الشيخ : الفكي الأمين الذى عطَّر الزمان والمكان بسيرته وروحه التقية الطاهرة.