|
Re: وداعا غوموليمو موتسواليدي .... (Re: أحمد الطيب بدرالدين)
|
أحمد تحياتي
يبدو ان فرضية اغتيال غوموليمو يتم التعامل معها بجدية في بتسوانا؛ فقد قرر حزبه تكوين لجنة خبراء مستقلة للنظر في الحادث وكذلك طالب تحالف المعارضة (المظلة من أجل التغيير الديمقراطي) بتحقيق مستقل وتم فتح حساب بنكي لتمويل نشاط الخبراء في هذا الصدد . من جهته اسراع ايان خاما في التعزية وتكرارها يوضح خوفه من الاتهام وخصوصا ان قيادات المعارضة قد ذكرت من قبل انها موجودة في قوائم سوداء للمخابرات العسكرية البتسوانية .
بوصفه نائبا لرئيس الشبكة الليبرالية الافريقية لمنطقة الجنوب الافريقي كان غوموليمو مسؤولا عن تطوير العلاقات مع الاحزاب الليبرالية هناك ودعمها. في هذا فقد قدم دعما كبيرا لحزب التحالف الديمقراطي في جنوب افريقيا والذي ارتفع نصيبه من 16% في البرلمان الى 23% في انتخابات مايو الاخيرة. كما تفضلت فقد كان ناقدا قويا لسياسات المؤتمر الوطني الافريقي وحليفه الحزب الشيبوعي هناك - كما قدم دعما منقطع النظير للحركة الديمقراطية في زيمباوبوي وموزمبيق؛ وفي اخر اجتماع للمكتب التنفيذي للشبكة اخبرنا بوصوله الى مجموعات ليبرالية في كل من ناميبيا وانغولا وتواصله معهم . نعم الرجل بكاريزمته العالية ومقدراته الخطابية الخطيرة وحب الجماهير له وتواضعه الجم كان يمثل نموذجا لقيادة جديدة لم تكن لتعجب قادة زيمبابوي او موزمبيق او زوما او المعني مباشرة في بوتسوانا بالتغيير ايان خاما .
بوتسوانا بوضعها الاقتصادي القوي وديمقراطيتها المستقرة فعلا كان يمكن ان تحدث تغييرا كبيرا ليس في الجنوب الافريقي بل وفي عموم القارة اذا وصل موتسواليدي فيها للسلطة . ورغم انه كان مرشح لمنصب نائب رئيس الجمعهورية الا انه بكاريزمته العالية ومقدراته الفكرية والخطابية الهائلة وعلاقاته العالمية الممتدة كان سيكون المتور الحقيقي للتغيير والقائد الحقيقي للبلاد. لقد امضيت عيد الفطر السابق في غابروني في اغسطس 2013 ؛ وامضيت وقتا طويلا مع الرجل وخرجت معه للاسواق والاماكن العامة؛ ورأيت كيف كان الناس يستقبلونه بالحب والاحترام - وقد حصد الرجل وحزبه اي انتخابات تكميلية في الفترة السابقة وسيطر على رئاسة مدينة غابروني - العاصمة - كما ان قائد القوات البرية البتسوانية قد استقال من منصبه ومن الحزب الحاكم وانضم لحزب موتسواليدي مما اوضح ان الرجل يملك نفوذا حتى داخل المؤسسة العسكرية نفسها.
موت غوموليمو يشبه لي اغتيال كريس هاني رغم اختلاف انتماءات الرجلين؛ فقد كان هاني ماركسسيا بينما موتسواليدي ليبرالي - اجتماعي ؛ ولكن ما تشابه فيهما هو عمرهما الشاب ومقدراتهما العالية وحب الشباب والجماهير لهما ونظافة ايديهما وتهديدهما لمواقع النفوذ ؛ وانا مؤقن ان هاني لو عاش لكان هو قائد جنوب افريقيا اليوم ولطور من اطروحاته كثيرا ؛ فالرجل كان دائم التعلم ولقد ابدى مرونة ونضجا سياسيا كثيرا في سنينه الاخيرة . وهكذا كان العزيز غوموليمو الذي انشطرت قلوبنا لفقده .
|
|
|
|
|
|
|
|
|