تباريح جريح .

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 10:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-02-2014, 07:52 PM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تباريح جريح . (Re: shaheen shaheen)

    Catherine2minWColourSketchcopy.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    مُلاحظات سريعة

    شهد السودان فى العقود الاخيرة تغيرات سالبة على الصعيد الاجتماعى يمكن للمراقب ملاحظتها بكل سهولة ويسر .
    لقد ساهمت السياسات الاقتصادية الرسمية والتى انحازت للشرائح المُنحازة للتوجه الفكرى الرسمى للدولة فى هذا التغيير السالب .
    1

    من اكثر الملاحظات التى يمكن ايرادها , ظاهرة خفوت الطبقة الوسطى او اضمحلالها تماماً بحسب تقدير بعض علماء الاجتماع , وهو ما انعكس على الجفاف الذى نشهده فى جميع مجالات الابداع والفكر المختلفة .
    الطبقة الوسطى هى الطبقة التى تقدم التنوع فى كافة مجالاته وهى العمود الفقرى لاتجاهات الحداثة والعقلانية والعلمانية والتبشير بمدارس العدل الاجتماعى والمواطنة , وبخفوت صوتها او تلاشيها التام من مسرح الفعل سادت تيارات السلفية لسد الفراغ وتعلق الناس بقشور الدين وليس جوهره الرائع والحقيقي .
    وفى بلد انتخب اول نائبة برلمانية فى منتصف عقد ستينيات القرن الماضى عاد النقاب بقوة لشوارعه ونحن فى بدايات قرن جديد وألفية جديدة .
    2

    سياسات التحرير الاقتصادى والخصخصة وان نالت رضاء السادة فى البنك الدولى وأساطين هيكلة اقتصاديات الدول النامية فى النقد الدولى , إلا انها وكما العادة قادت لهز اساس اجتماعى هش فى دولة رخوة اساساً .
    التشريد من الوظائف بدافع تطهير العناصر الغير مؤمنة بالمشروع الحضارى فى الجيش والشرطة والقضاء والتعليم الخ , او بسبب التخلص من القطاع العام , وما رافق ذلك من عدم وجود بديل فى مجال التوظيف فى اسواق العمل والتصاعد الجهنمى فى اسعار السلع الاساسية وانسحاب الدولة تماماً من مجالات التعليم والصحة والمواصلات العامة , كل ذلك اسقط المزيد من الشرائح الاجتماعية المختلفة فى منطقة تحت خط الفقر وقاد للتفكك الاسرى وانتشار الدعارة السرية .
    3

    كان الحلم المشروع , والذى تمثل فى بتوسيع قاعدة التعليم وقمته , حلم تحول للأسف الشديد الى كابوس , فرغم التباهى بعدد مدارس الاساس والثانوى وبعدد الجامعات الا ان المحصلة النهائية كانت صفر كبير .
    فهم قد اتبعوا تحريرهم الاقتصادى والذى يعنى عندهم ان الدولة غير مُلزمة بالتوظيف , كما اننا لسنا فى دولة تنتهج سياسات رأسمالية حقيقية حتى نقول ان هناك سوق يخلق توظيف تلقائى او يُتيح للمشروعات الصغيرة طريقاً للنمو , كانت النتيجة عشرات الالاف من الشباب يحملون شهاداتهم الجامعية وعضوية نادى البطالة .
    البيئة الدراسية والمنهج المتبع فى السلم التعليمى من اول درجة فيه اخرجت لنا شخصيات قادرة فقط على ترديد التلقين وليس الابتكار والخلق , والكارثة انهم ينسون ما تم تلقينه لهم بعد سنة فقط من انتهاء سنوات تعليمهم العجاف فتأمل ! , وهم ربما الاسعد حظاً من اولئك الذين تسربوا من التعليم فى مراحله المختلفة نتيجة لوضعهم الاقتصادى الاكثر تردياً .
    الانقسام الطبقى الحاد للمجتمع عندنا يظهر بكل وضوح فى مجالى التعليم والصحة , الفئات الاكثر ضعفاً تم حشرها فى مدارس وجامعات حكومية اقل ما يمكن القول عنها انها عبارة عن مزبلة كبيرة , بينما الفئات الاكثر حظاً فى تورتة الثروة لها مدارسها وجامعاتها الخاصة وكادرها عالى التأهيل والذى تم تجريفه من الطرف الآخر .
    كما ان المسيرة التى سار عليها التعليم منذ الاستقلال السياسى باحتقار التعليم الفنى وإعلاء كعب التعليم الاكاديمى قد تركت بصماتها القوية على الصعيد الاجتماعى باحتقار العمل اليدوى وتقدير الافندى صاحب الياقة البيضاء الذى يجلس خلف مكتب خشبى وهو منغمس فى حل الكلمات المتقاطعة .
    4

    الهجرة من المدن الى الريف ظاهرة طبيعية ترافقت مع انتقال البشرية من المجتمع الزراعى الى المجتمع الصناعى لذلك نجد الاكتظاظ والازدحام غير الانسانى فى كل المدن .
    لكن عندنا كانت الهجرة ليست للبحث عن الفرص الافضل فقط والحياة الاكثر صخباً , بل كانت نتيجة للتنمية غير المتوازنة باهمال الريف تماماً فى الشمال والجنوب والشرق والغرب والوسط , فكانت الحروب التى نعرفها , وكان ظهور احزمة الفقر التى تطوق خاصرة المدن الكبرى وهى تعانى الحرمان والتهميش العرقى والاقتصادى والانسانى , احزمة قد تنفجر فى اى لحظة فى وجه الجميع وبصورة عشوائية دون ان تحمل اى تصور او فلسفة سياسية واضحة فى ذهنها , وما الاحداث التى اعقبت أغتيال (جون قرنق) إلا دليل ساطع على ذلك .
    لقد تم ترييف كامل للمدينة السودانية وبالتحديد مع انهيار الطبقة الوسطى وأحلامها العريضة فى التحديث , والترييف هنا ليس بالمعنى العنصرى الاقصائى وإنما بمعناه الاجتماعى بنقل عقلية الريف فى التزمت الدينى والاخلاقى وفى الركود والمحافظة وفى السلوك الذى ينظر بعداء واستهجان لعادات التمدن وسلوكها فى الملبس وطريقة الاكل والتهذيب فى الحديث وارتياد الانشطة الثقافية وضروب الترفيه المختلفة .. وتكفى زيارة خاطفة لاى من دورات المياه العمومية فى كل انحاء العاصمة المثلثة لنعرف مدى التردى الذى وصل له ساكن المدنية فى سلوكه الشخصى .
    هذا الترييف هو العدو الاول فى اى انتخابات حرة نزيهة قادمة لتيارات اليسار السودانى بمختلف الوان طيفه وهو الذى سيقوم بإسقاط مرشحيها فى الدوائر الجغرافية المختلفة , الترييف هو البيئة الصالحة لشجيرات شوك التيارات الاسلامية والسلفية , والتمدن والتحديث هما بيئة زهور العلمانية والعقلانية والتجديد الدينى .
    5

    لابد ان تكون نتيجة هذا الاحتقان الاجتماعى نكوص الى الوراء فكانت عودة عقارب الساعة , فالمجتمعات البشرية انتقلت من العشيرة الى القبيلة ثم الى الشعب بمعناه القانونى وليس العاطفى وربما بعدها الى الامة مثل شعوب الاتحاد
    الاوروبى .
    وعندنا كانت الطائفية فى وقتها نقلة من القبلية الى ماعون عريض , وكذلك كانت الطرق الصوفية نقلة من القبلية الضيقة الى فضاء اكثر اتساعاً , لكننا انتكسنا الى مربع الانطلاق البدائى فى التعامل الاقتصادى والسياسى والاجتماعى .
    ومهما كانت مجهودات شرطة أمن المجتمع فى اللهث لمحاربة الرذيلة , فسيظل هذا الاحتقان الاجتماعى وهذا الانهيار الاقتصادى هما الفقاسة الكبرى للجريمة وارتفاع حالات الطلاق والدعارة السرية وانتشار المخدرات والزواج السرى بمختلف اشكاله , والارتماء فى احضان شبكات التجسس الاقليمية والعالمية , وازدياد نسبة العثور على الاطفال اللقطاء فى مكبات الزبالة .
    لقد فقدنا الحلم القومى القديم , حلم من اجهشوا بالبكاء يوم رفع علم الاستقلال على سارية القصر الجمهورى , ومن حلم مجتمع متنوع وقوى وقادر تحولنا الى ما نحن عليه الان مجتمع مهترىء ومرقع مثل جلباب درويش , مجتمع قاسى ومتوحش مثل مجرم .

    شاهين
                  

العنوان الكاتب Date
تباريح جريح . shaheen shaheen07-30-14, 02:19 PM
  Re: تباريح جريح . صلاح عباس فقير07-30-14, 03:33 PM
    Re: تباريح جريح . shaheen shaheen08-01-14, 09:47 AM
      Re: تباريح جريح . shaheen shaheen08-01-14, 10:04 AM
        Re: تباريح جريح . shaheen shaheen08-07-14, 05:12 PM
  Re: تباريح جريح . Amjad ibrahim08-08-14, 00:20 AM
    Re: تباريح جريح . shaheen shaheen08-10-14, 08:40 PM
      Re: تباريح جريح . shaheen shaheen11-01-14, 01:01 PM
        Re: تباريح جريح . shaheen shaheen11-02-14, 07:52 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de