سبعة عشر مدينة (سودانية) في قلب أميريكا!!

Quote: حاجة أخرى متعلقة وهي الهجرات والفخر بالمهاجرين الأوائل.. غلط! لا يوجد أي معنى للفخر بهجرة المهاجرين الأوائل ولا الحاليين "كدا بس" ما لم نربط ذلك بأعمال ما جليلة قاموا بها ونأتي بالشواهد المادية. الهجرة إلى بلد آخر تعني أول ما تعني أن البلد الأم أصبحت غير صالحة للسكن أو/و العيش لأسباب إقتصادية أو/و أمنية أو/و صحية. كالتصحر والحروب وإنتشار الأمراض. تلك من بدهيات التجربة البشرية. وإن جاز لأحدهم الفخر بالهجرة والمهاجرين فلسنا نحن "السودانيين" بل الشوام، طبعاً بكل تأكيد، فرئيس الأرجنتين الأسبق منعم سوري الأصل وفي رواية ماركيز "ساعة موت معلن" عدة أسماء شامية وكلنا نعرف جبران خليل جبران وإيليا أبو ماضي في الماضي وشكيرة هذه الأيام. وفي سفينة التايتنيك الغارقة في العام 1912 عشرات المهاجرين الشوام الذين كانوا من قبل مهاجرين في أرووبا لعشرات السنين وفي تلك اللحظة كانوا في طريقهم إلى بلاد الأحلام للحاق بالمئات من أبناء جلدتهم الذين سبقوهم حوالي مئة عام سابقة على العام 1912. بعد، لا يوجد فخر بالهجرة ولكن بالأعمال، لأن الهجرة مذمة من حيث هي إخلاء للبلد الأصل بسبب نقص الأنفس والثمرات. وهذا بالضبط كان حال بلاد الشام ذاك الزمان، بلاد فقيرة جداً وتعيسة جداً مما حدا بالكثير من أهلها للهجرة إلى الغرب وغرب أفريقيا والأميركتين والسودان أيوة السودان الواحد دا!. السودان الذي كان في العكس يستقبل الوافدين ولا يحتاج أهله للهجرة ولا الهروب منه وكان السودان يسع أهله ويزيد فكان به الأقباط والشوام و السعوديين "الرشايدة" مثلاً واليهود والأغاريق (شارع كترينا في العمارات) بالمناسبة قبل عدة أيام تحدثت بالمصادفة مع الحفيدة المباشرة لكترينا اليونانية، تقيم في لندن في الوقت الراهن وهي سودانية مية المية برغم دمها الأغريقي وتعوس الكسرة ولا تعرف غير السودان (أخلت بلادها السودان مع من أخلوها من أهلها في زمان ثورة الإنقاذ!). ذاك هو السودان الذي كان. فخرنا أن بلادنا كانت غنية وقبلة للعالمين من فقراء الأرض ومعذبيها لا العكس رحيمة بهم وحفية بالجميع وخيرة كل الخير حتى ألمت بها الإحن والمحن.