انعتاق

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 10:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-26-2014, 07:33 PM

Ibrahim Shouk
<aIbrahim Shouk
تاريخ التسجيل: 04-11-2014
مجموع المشاركات: 47

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: انعتاق (Re: Ibrahim Shouk)

    العنوان هو المدخل الاول لقراءة النص ، فالعنوان يعطى صورة متكاملة للنص ، لذا فاختيار العنوان من اصعب المهام التى تواجه الكاتب ، إذن يمكن القول أن العنوان هو عصارة النص والشعاع الذى يضئ للقارئ دربه ويهديه فى سبل النص المتداخلة

    يحمل النص هذا عنواناً نكرة ومجهولا، والنَّكِرَةُ خلاف المعرفة ونقيضها ، والنكرة لابد من تعريفها ، ومن هذا المنحى فالعنوان يصدم وعى القارئ ، يحرك غريزة حب الاستطلاع لديه ويستفز تفكيره لفك شفرة هذا المبهم ، من مفتتح النص ندرك أن موضوعه هو الحرية ، فالعِتْقُ خلاف الرِّق وهو الحرية ، لكن أى حرية وتحرر من ماذا؟ هل هى تحرر من شئ مادى أم معنوى أم انفكاك من شراك الاثنين معاً؟

    يتكون النص من اربع مقاطع/لوحات مختلفة لكنها منظومة بخيط واحد هو الحرية ممايجعلها عقداً مترابطاً، بالدلوف الى بداية النص تجدنا أمام عائد بعد طول انتظار ، لكن متى يُبلُ ريقنا ونعرف كنه العائد هذا؟ تركنا الكاتب فى هذا المفترق لنكوِّن صوراً واحتمالات شتى لسبر غور هذه اللوحة ، تغير المشهد تماماً ورفعت الستارة لنجد انفسنا فى مسرح وفضاء الحدث المادى والمعنوى، مشهدٌ تكتنفه ظلامية ، خوف وسكون ، لكن .... فجأة يتحول كل شئ الى نقيضه ، حدث هذا عند معانقة الراوى لأحرف مملؤة بالشوق والامنيات ، هنا تتضح الرؤيا قليلاً ، انشرخ الصمت ، بحر الأسى المالح-العميق-الممتد شرع فى التراجع ، ومن ثمَّ فُتح الباب على مصراعيه لولوج انعتاقٍ معنوى ، وتعبير رويداً ... رويدا يدلنا على مدى كبر مساحة الأسى وعمقه لذا استحال الانحسار دفعةً واحدة ، التحرر هنا كان نتيجة لعامل القراءة/الكتابة ، إذن هل العائد هنا مُلهِمٌ للكاتب/الراوى ، رسالة/نص ، أم نهمٌ للقراءة؟

    اللوحة الثانية لزهرة تعيش حرة فوق أرضها ، لم تدم بهجتها طويلاً حتى نزعت قسراً وحشرت فى وعاءٍ للزهور ، شاب الشجن نظراتها لكنها لم تيأس بل تشبثت ببصيصِ أملٍ لم يبارحها ، حاولت أن تجرب نموذجاً من رموز التدجين بمشاهدتها للتلفاز ، فرحت حين شاهدت مسلسل النحل وفاح عطرها ، أدمنت مشاهدة المسلسل ، استُلبت ارادتها ، تم خداعها وصُوِّر لها النحل ككائن حى ، لكن ... بانتهاء مصدر الفرح وملجئه/المسلسل شحبت نظراتها وروحها فتصاعدت الأخيرة ، وبهذا الفعل انعتقت من الأغلال التى كانت تكبلها مادياً ومعنوياً .

    اللوحة الثالثة لعصفور حُبس فى قفصٍ/موطنٍ بديلٍ فى غاية الجمال ، الفاعل طفلٌ والغرض ليستمتع بالتغريد منفرداً ، لم يعد العصفور يغرد وبذا تمرد على السجن والسجان ، لكن هاجس الوطن والحرية لم يبارحه بل ظل سؤالاً يلح عليه، رضخ الطفل لطلب أهله ففك أسر العصفور ليطير حراً طليقاً ، انعتق من سجنه بشقيقه المادى/القفص والمعنوى/الصمت والحقد ، لم يعادى العصفور الطفل بل على النقيض تماماً ، عاد العصفور متوازناً معنوياً فهو المغرد والرفيق للطفل .

    اللوحة الرابعة والأخيرة لفلاحٍ يحبس الماء ويغليه فى إناءٍ ضيقٍ ليشرب قهوة أوشاى ، يغلى الماء غضباً من شدة الحرارة المرتفعة المسلطة عليه ، ينفجرُ بخاراً يصّاعد راقصاً فرِحاً بتحرره من السجن والعذاب ، يتجمع ويتوحد ليُشكِّل سحاباً ، ينظر الى الفلاح بشفقة ورثاء لحاله البائس الفقير من جهة ، ومن ناحية أخرى فالسحاب مايزال وجلاً متخوفاً من السجن والعذاب الذان قد يلاقيهما بهبوطه للأرض ، لكن الاحساس الموجب يتغلب هنا ، تظلل السحب شحيحة المياه الفلاح والتى تكثَّف ماؤها وثقل تجود عليه بمائها الماطر الذى يروى حقله ، الانعتاق هنا ماثل بشقيه المادى والمعنوى ، الأول يمثله انفلات بخار الماء من الابريق والأخير يظهر فى تفضُّلِ السحاب على الفلاح بالظل والمطر.

    بالنظر الى فضاء المقاطع الاربعة نلاحظ أنه يحتل حيزاً ضيقاً يتسع شيئاً فشيئا ، فضاء اللوحة الأولى هو احساس الراوى الذاتى ، اللوحة الثانية زهرة لاتستطيع الحركة مما يجعل مساحة حريتها ضيقة لكنه فضاء أرحب إذا ما قورن بفضاء اللوحة الاولى ، العصفور فى اللوحة الثالثة اتسعت مساحة حريته فهو قادر على الطيران والتحليق بعيداً ، لكنه بطوعه واختياره رضى أن يدور فى فلك الطفل والا يقبع فى قفصه المبهرج ، اللوحة الأخيرة لماء له حرية التشكُّل فى مساحة بين السماء والأرض.
                  

العنوان الكاتب Date
انعتاق Ibrahim Shouk07-23-14, 12:40 PM
  Re: انعتاق Nasr07-25-14, 00:23 AM
    Re: انعتاق Ibrahim Shouk07-25-14, 05:21 PM
  Re: انعتاق Ibrahim Shouk07-26-14, 07:33 PM
    Re: انعتاق Bushra Elfadil07-27-14, 02:19 AM
      Re: انعتاق Nasr07-27-14, 02:46 AM
        Re: انعتاق Ibrahim Shouk08-01-14, 04:21 PM
      Re: انعتاق Ibrahim Shouk07-29-14, 05:26 PM
        Re: انعتاق Ibrahim Shouk08-06-14, 12:20 PM
          Re: انعتاق Ibrahim Shouk08-10-14, 01:40 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de