|
Re: المسيحيون يغادرون مدينة الموصل قبيل انتهاء المهلة (Re: Haju Muktar)
|
Quote: بوجوه أرهقتها الآلام والأحزان، فر نحو 25 ألفا من مسيحيى الموصل إلى مدن كردستان، ولأول مرة فى تاريخ العراق تخلو المدينة العريقة من مسيحييها ، عقب قيام تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» بطردهم من موطنهم فى الموصل ، بعد أن خيرهم بين اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو المغادرة ، وقد فضلت الغالبية الخيارالأخير، بعد تعرضهم لعمليات قتل وخطف وتدمير ممتلكاتهم والإستيلاء على كنائسهم التى تقدر بحوالى 30 كنيسة، يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 1500 عام.
وتهجير مسيحيى الموصل هو جريمة شنيعة لايمكن السكوت عليها، يرتكبها هؤلاء المتطرفون بطرد المسيحيين الذين عاشوا فيها جنبا إلى جنب إلى جوار أشقائهم المسلمين ولاصلة لها بالإسلام من قريب أو بعيد ، الذى يدعو للعدل والرحمة والإنصاف والتسامح والتعايش. والمسيحيون فى الموصل والعراق ليسوا أجانب أو وافدين ، بل هم السكان الأصليون، ومن يطردونهم الآن هم الوافدون الغرباء على العراق أرض الحضارات القديمة ، سواء بفكرهم الوافد المتطرف ، الذى يطلق عزفا نشازا ، أوهم غرباء بالفعل ، حيث يستقطب التنظيم المتطرف أعضاء أجانب من بلاد شتى.
وقد جاءت كلمات رجال الدين المسيحيين فى الموصل مؤثرة ، تدعو المسلمين للتحرك لإدانة ماحدث فى الموصل ، لأنه لايعبر عن قيم الإسلام المتسامحة ، ويهدم أكثر من 1400 عام من التعايش بناها المسلمون مع أبناء الطوائف والديانات الأخرى.
وتفتح هذه القضية أمامنا كعرب ومسلمين أهمية تعزيز نسيج الوحدة الوطنية فى بلداننا، التى أصبحت معرضة للتمزق بفعل التعصب وغياب قيم التسامح والإختلالات فى التمثيل السياسى والعدالة الإجتماعية والإقصاء ، مما فتح الباب على مصراعيه أمام انقسامات مجتمعية حادة ، باتت تهدد وحدة ومستقبل أوطاننا.
لقد هب العالم كله ومنظماته لإدانة إرهاب داعش و المتطرفين باسم الإسلام ، وحسنا فعلوا، لكن من الضرورى جدا إدانة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره ، أيا كانت ملة مرتكبيه ، فى بورما وأفريقيا الوسطى وغيرها من بقاع العالم ، فهذا أدعى لمحاصرته ، وللتأكيد على مبدئية المواقف ، وعدم استغلالها لتحقيق أغراض أو مصالح خاصة .
|
مقال اسماء الحسيني
|
|
|
|
|
|
|
|
|