خُـطبة قوية وجديرة بالاستماع لها .. أهديها إلى الأخت تراجي والأخ Muhib

Quote: السيدة في الصورة سيدة أفريقية، وتاريخ الحدث يعود لشهور قليلة مضت.. فالسيدة صاحبة الصورة اُحضرت (=اختطفت) من وطنها الأصلى (اثيوبيا) وعمرها فقط ثلاث سنوات، لتعيش في "واحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" كما كان وما يزال يُسمى ذلك الكيان العنصري.. كيان دولة "شعب الله المختار". كل ذنب السيدة في الصورة واسمها (بنينا تمانو شاتا) أنها ذهبت للتبرع بدمها، وربما لم تكن ، لسذاجتها وطيبة قلبها تدري أن الدماء الصافية النقية الزرقاء لا تقبل أن تمتزج حتى بدماء نائبة يهودية اثيوبية طالما أن أصولها غير (اشكنازية) و"عِرقها دساس". العنصرية والعبودية بشكلها التجاري البغيض، كانت وما تزال صناعة رأسمالية بامتياز.. الرأسمالية الأمريكية لم تمارِس العنصرية فقط ضد السود والأفارقة ، فقد أبادت أمريكا ما يزيد عن 100 مليون من الهنود الحمر هذا غير الذين نجوا من الموت بأعجوبة لكنهم تعرضوا للأخصاء وغيره من صنوف العذاب. وفي بداية العام الماضي اعترف أحد المسؤولين الإسرائيليين في تحقيق صحفي لصحيفة (هاآرتز) أن إسرائيل كانت تُجبر الأثيوبيات من نساء الفلاشا على أخذ حُـقن الـ (ديبوبروفيرا) بهدف تعقيمهن (=إخصائهن) قبل السماح لهن بالهجرة إلى (أرض الميعاد) وقد وصفت الصحيفة ذلك الفعل بأنه (نوع من التطهير العرقي ولكن دون دماء أو جثث). وهذا الفعل الإسرائيلي لا يختلف كثيراً عن العذابات التي كانت تحدث للهنود الحمر وعن الأهوال التي كانت تمارس على من يتم استرقاقهم من الأفارقة قبل قرون مضت. مشكلة (بنينا تمانو شاتا) أخي سيف اليزل أن ملامحها تشبهني وتشبهك وربما تشبه الأخت تراجي والأخ محب .. ولا تشبه أولئك الاشكناز الذين تجري في عروقهم الدماء الصافية الزرقاء. ما يؤلمني هو هذا التماهي المخزي لبعض بني جلدتنا مع أسوأ كيان عنصري عرفه التاريخ.. مثلما تتماهى إسرائيل نفسها مع النازية وتعيد إنتاج ما فعله المجرم (هتلر) بحق اليهود خلال الحرب العالمية الثانية. فبدلاً من أن ترفع الأخت تراجي والأخ محب صوتهما دفاعاً عن لاجئين فروا من جحيم الإنقاذ إلى جهنم إسرائيل، نراهما يسارعان إلى إيجاد المبررات وتوليد الأعذار و الدفاع عن الكيان الإسرائيلي الذي تأسس أصلاً على أساطير دينية عنصرية: (أرض الميعاد) ، (من النيل إلى الفرات) ، (شعب الله المختار). وما يزال يمارس العنصرية بأبشع صورها ضد الفلسطينيين (مسلمين ومسيحيين) وضد والأفارقة (مسيحيين ومسلمين) وغيرهم ممن يسميهم "الأغيار".