هل الإيمان بالدين،يجعل من العالم مكاناً أفضل؟مناظرة بين ملحد و متديِّن

Quote: لا أظن عاقلاً يرضى ويقر ما هو حاصل الآن في موضوع الابتعاث في بلادنا، فقد خرج عن هدفه الأساسي تماماً، وبدأت آثاره السيئة تظهر على السطح سريعاً. وإذا كان الغيورون قد نصحوا وأنكروا قديماً البعثات الأولى التي خرجت من بلادنا وذهب فيها أبناء هذه البلاد إلى مصر والشام وخرجت الفتاوى في ذلك الوقت بالمنع والتحريم وكانوا يعتبرونه انحرافاً خطيراً حصل في المجتمع، فكيف بحالنا اليوم والابتعاث لا يكون في الغالب إلا إلى دول الكفر والإلحاد والفجور. وليت الأمر اقتصر على شبابنا، بل تعدى الأمر إلى إرسال بنات المسلمين وهنّ دون سن العشرين ولوحدهنّ إلى تلك البلاد ولا حول ولا قوة إلا بالله. لا أدري والله أين ذهب عقل الرجل -ولا أقول دينه فربما يكون ضعيف الدين- لكن أين ذهب عقله وابنته لوحدها هناك في بلاد الكفر لا يعلم أين تنام؟ وعلى ماذا تستيقظ؟ ومع من تذهب؟ في بلاد يُخشى فيها على الرجل الكبير العاقل. إذا كان الإنكار حاصلاً اليوم -ويجب أن يكون كذلك- على تأخر النساء في الرجوع إلى البيت في مناسبات الزواج وهنّ في نفس المدينة وفي الغالب يكنّ مجموعة وربما مع والدتهنّ، فكيف الحال بعرض المسلمة لوحدها ولسنوات في بلادٍ حوادث الاغتصاب والتحرش الجنسي فيها بالدقائق وليس بالساعات يومياً وبأرقام مخيفة في بلد لا يعرف للدين والخلق وزناً. إذا كان عند الشخص قليل من الذهب أو مبلغ من المال في بيته فأين يحفظه؟ في الغالب أنه يضعه في خزنة محكمة حفاظاً عليه من السرقة والضياع، ولا يمكن أن عاقلاً يضع ذهبه أو ماله في مكان مكشوف ولو في بيته. أليس العرض أولى بالحفظ في مكان محكم؟ كيف يهون على الولي أن يرسل ابنه أو ابنته إلى بلاد مكشوف فيها كل شيء، وليس هناك ساتر ولا حماية لشيء، بدءاً من الدين والعقيدة ومروراً بالأخلاق والسلوك وانتهاءً بالعِرض والشرف والعفة. لا أظن عاقلاً يتردد في أن الملاحظ على كل من ابتُعث إلى ديار الكفر في الغالب أن جوانب عدة من قضية الولاء والبراء تضعف عنده، ومع كل أسف سمعنا شيئاً من هذا من بعض الأخيار من طلبة العلم ممن عاش فترة من حياته هناك، فكيف بهؤلاء الفتية الصغار ذكوراً وإناثاً ممن ذهبوا بشعور الإعجاب وروح الانهزامية. والخطورة تكمن بعد عودة هؤلاء وتقلدهم المناصب والمسئوليات بعد تخرجهم وقد اهتزت لديهم أسس وأصول من معتقدهم.