أشوف حبيبتي .. و أنظر خدودها ... عساها ترحم ... تكون ودوده ...

Quote: يا سلام عليك يا يحيى؛ تحيا انت وتحية لك.. تعرف ما تتحدث عنه في هذا البوست هو (الوطن). وهو في صحيحه امتداد للأسرة. فبينما كنا نضحك علي بعضنا في الكورة وفي اللعب وخلافه يظل الأحساس هو أحساس أسري (وطني) صادق لا مراء فيه. هذا ما عشته انت و(أنا) وآخرين في جامعة الخرطوم. وقد عشنا نحن أبناء الريف تنوعا ربما أكبر وأوسع في داخليات المدارس الثانوية الكبري مثل خورطقت وحنتوب والفاشر الثانوية. ذلك سودان ذلك الزمان الذي تكاد تنعدم فيه النظرة العنصرية الجهوية الضيقة والتي صارت (بفعل فاعل أثيم) جرثومة للتهميش وازدراء الآخر مما قاد للنزاع المسلح والبلاوي. وكيف كان الناس يحتفون بالتفوق والمقدرات القيادية دون الألتفات لعرق او لون. حتي الكيزان كانت كل قياداتهم آنذاك من ما يعرف الآن بالهامش: جار النبي؛ يحي بولاد؛ تجاني ع/القادر؛ بناني .. رمت بي الصدفة المجردة أن أسكن في البركس في عامي الأول في جامعة الخرطوم في داخلية (مكتب النشر) في عنبر قوامه حوالي عشرة جلهم من (ودمدني) ألا أنا. لم أشعر بالغربة بينهم بل صار مولانا محي الدين وودسلمان وودالعمدة ومامون واحمد فضل وعادل سليمان (الذي ذكرته انت في بوست سابق) ومصطفي حسين أصدقاء اشتاق اليهم علي الدوام. زرت ودمدني معهم وانا طالب ودخلت بيوت بعضهم لترحب بي الأمات والأخوات والعمات وكأنني ابنهن. وزرتها وانا رجل مع زوجتي والتي احبت المكان والناس. هكذا السودان والذي يوشك أن يضيع منا .. تبكي عليه يا يحي بمعونة قلم رشيق وأسلوب سهل ممتنع؛ ولكننا (نجعر) عديل كدا لذات الوطن. فكل شئ يمكن نسيانه الاّ الوطن!! أكتب فنحن نقرأ ونشاركك الأحساس شفت كيف يا صديقي!