+++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 10:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-14-2014, 07:32 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 24-9-2006

    العقل البشري.. أهميته - أنواعه - قوته أو انحرافه

    كلمتكم من قبل عن أهم عناصر الإنسان وهى الجسد والعقل والروح. وتحدثنا بشيء من التفصيل عن الضمير والإرادة والقلب... ونود اليوم أن نتكلم عن العقل...

    العقل هو الذي يميز الإنسان عن باقي المخلوقات الحية الأرضية.

    وهو أساس شخصية كل عالم ومخترع، وكل فيلسوف وأديب... وهو عماد كل نجاح وتفوق ونبوغ. وهو الأساس الذي يُبنى عليه كل مشروع وكل هيئة. وكثيرًا ما يوزن الإنسان بمقدار قيمة عقله..

    والعقل هو الصلة بين الكاتب والقارئ: أحدهما يملى، والثاني يستوعب. والعقل هو عماد التعليم، وكل المعاهد العلمية على تنوع مستوياتها...

    العقل جهازه هو المخ، وإنتاجه هو الفكر، وخزانته هي الذاكرة.

    وحسب نوعية العقل، تكون نوعية فكره. فإن كان العقل ممتازًا، تكون أفكاره ممتازة. وإن كان عاديًا، تكون أفكاره عادية...

    والمخ والقلب هما أهم عنصرين تعتمد عليهما حياة الإنسان الجسدية. فإن ضعفت كل أجهزة الإنسان، وبقى مخه وقلبه سليمين، فإنهما يُبقيان عليه. لأنه ماذا يبقى من شخصية الإنسان، إذا أصيب مثلا بالزهايمر، وفقد ذاكرته، وفقد معها علاقته بالماضي وكل ما ادّخره في ذاكرته من معلومات. وأصبح مخه ليس قادرًا على إنتاج جديد. وإن أنتج شيئًا، سوف ينساه!!

    وللأسف، فإن (العقل) -على الرغم من كل أهميته- لا يوجد له قسم خاص بدراسته في كل كليات الجامعة. وهم يدخلونه تحت عنوان (علم النفس) في كلية الآداب. بالجامعة برغم وجود فارق كبير بين مفهوم النفس ومفهوم العقل، وإن كانوا يدمجونها معًا بالقول إن الإنسان له نفس عاقلة...

    وأتذكر أنه في أيام دراستنا بالجامعة، فإن الدكتور وليم الخولي -إذ أراد أن يتخصص في دراسة العقل- فإنه بعد إتمام دراسته في كلية الطب، وتخرجه كطبيب، التحق كطالب بكلية الآداب قسم علم النفس، لكي يكون مؤهلًا لدراسة العقل دراسة علمية متكاملة. وهكذا صار فيما بعد مديرًا لمستشفى الأمراض العقلية بالخانكة

    والعقل أنواع ودرجات:

    فهناك العقل العبقري، والنابغة، والذكي، والحاد الذكاء. والعقل العادي، وما هو أقل من ذلك. ويوجد العقل البسيط، والعقل المفكر. والعقل العميق في تفكيره، والعقل الضحل في التفكير... والعقل الذي يتقبل المعلومات بالتسليم، وغيره الشكاك، والذي يود أن يفحص كل شيء. والعقل البحاثة، والذي يستقبل بحوث غيره. والعقل الذي يحب أن تنمو مواهبه وقدراته باستمرار، والى جواره المكتفى بما عنده.. ويوجد العقل الذي له حدود لتفكيره، وآخر يتجاوز كل حدود. ويوجد العقل المعتد بذاته، والعقل المتواضع الذي يقبل من غيره، ويكون مستعد أحيانًا أن يتنازل عن فكره. وهناك العقل العنيد، والآخر السهل في تعامله. والعقل السليم، والعقل المنحرف أو المريض. وأنواع أخرى..

    ونضيف إلى كل ما ذكرناه، أن العقل ليس منزهًا عن الخطأ

    فمن الممكن جدًا أنه يخطئ. ولعلنا نسأل: هل العقل هو الذي يخطئ أم أفكاره تخطئ؟ أم أنه لا يمكن الفصل بينهما؟

    لقد أخطأ كثير من الفلاسفة الوثنيين، وأنتجوا أفكارًا منحرفة. وأفكارهم كان لها تأثيرها على عقول غير الدراسين، فلوّثت أفكارهم، وشتّت عقولهم. فانحرفت تلك العقول، وانحرفت أفكارها. وانتشرت عدوى الأخطاء بين كثيرين..

    وهناك أمراض تصيب العقول، حتى عقول الكبار...

    مثل البارانويا (جنون العظمة، والشيزوفرينيا Schizophrenia انفصام الشخصية). وأحيانًا يندمج هذان المرضان معًا، فيصاب الشخص بـ(بارانويل شيزوفرينيا Paranoial Schizophrenia). وربما تندرج معهما عقدة الاضطهاد Persecution Complex. فيخيّل إليه أن كثيرين يريدون اضطهاده أو الإيقاع به!

    هناك أيضًا مرض (الألزهايمر alzheimer's disease) أي فقدان الذاكرة. وهذا قد يزحف على الشخص تدريجيا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فيبدأ أن ينسى شيئًا فشيئًا، حتى ينسى كل معارفه وأقاربه. هذا المرض أصاب ريجين رئيس أمريكا، حتى نسى أنه كان رئيسًا للولايات المتحدة! وقد أصاب هذا المرض كثيرًا من الكبار، على الرغم من نبوغهم السابق...

    وأمراض العقول عديدة، يعرفها المتخصصون. ويعرفون طرق علاجها وأساليب التعامل معها...

    على أن هناك أسئلة حول العقل وأهميته وعمله، نذكر منها:

    * هل يمكن للعقل أن يتغير عن نوعيته أو درجته؟ وهل يمكن أن ينمو؟

    لا شك أن العقل يرتفع مستواه، إذا خالط عقولًا أعلى منه، وأراه – في اتضاع أن يستفيد منها... ويبقى السؤال قائمًا: هل العقل هو الذي يرتفع مستواه؟ أم أن أفكاره هي التي يرتفع مستواها؟

    ونفس الوضع بالنسبة إلى نمو العقل: هل هو الذي ينمو؟ أم درجة تفكيره هي التي تنمو؟ وهل ينمو العقل أم قدراته؟

    وبالنسبة إلى نضوج الطفل ونموه، يبقى السؤال قائمًا: هل عقل الطفل ينمو كلما تقدم به العمر؟ أم أن العقل تُكتشف فيه قدرات كانت كامنة غير معروفة، ومواهب كانت فيه لم تكن تُستخدم بعد..؟

    * هل يعيش الإنسان بالعقل أم بالروح؟

    طبعًا بالروح يعيش كل أحد على الأرض حياة عادية. أما بالعقل، فإلى جوار الحياة العادية، يعيش الخاصة التي تعتبر حياتهم حياة...، والذين يستمر إنتاجهم الفكري يحيا بعد موتهم..

    وأيضًا بالعقل يعيش المجتمع الحياة العادية. أما بالروح فيحيون حياة مقدسة منتسبة إلى الله...

    وبعد، هل قلنا ما يلزم قوله عن العقل؟ كلا، فمن العقل أن نقول إن الموضوع أطول من هذا بكثير...
    +++
                  

06-16-2014, 03:20 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 1-10-2006

    الجسد.. هل هو مصدر كل خطية؟!


    كثير من النسّاك يرون أن الجسد هو مصدر الخطايا جملةَ! ويرون أن كل الخطايا ترجع إلى ثلاثة: الجسد والعالم والشيطان! وأن الشيطان يستخدم الجسد بالذات! بل يبالغ البعض ويقولون إن الجسد هو خطية في ذاته!!

    ونحن نقول لهم: لو كان الجسد خطية في ذاته، ما كان الله قد خلق جسدًا على الإطلاق، وما كان قد أبدع في تكوين هذا الجسد...

    فلقد خلق الله أجسادًا للبشر والحيوانات والأسماك والطيور... ولكن أبدعها جميعًا في كثرة أجهزته وأدقها هو الجسد البشرى. فهل يُعقل أن يكون هذا الجسد مجرد وعاءٍ للخطيئة ؟! وهو أكمل جسد في الخليقة...

    يقولون إن جسد المرأة هو سبب سقوط الرجل!!

    ونقول لهم أن سبب سقوط الرجل هو شهوته. كما أنه قادر على ممارسة شهوته بدون المرأة، على الأقل بفساد قلبه وبتصورات ذهنه التي تسبح في مجال أوسع من نطاق الواقع!

    إن الخطيئة تبدأ في العقل والقلب أولًا. وبعد ذلك تبحث لها عن سبب خارجي عملي لكي تتعلق به. وهنا تبدو المرأة باعتبارها الشماعة التي يعلّق الرجل عليها أخطاءه!!

    لا ننسى أيضًا أن الروح لها أخطاؤها، والعقل أيضًا له أخطاؤه.

    وقد تكون أخطاء الروح والعقل أكثر. فلماذا التركيز إذن على الجسد وأخطائه ؟! ربما لأن غالبية أخطاء الجسد واضحة ومكشوفة، بينما أخطاء العقل -على الرغم من كثرتها وبشاعتها- غير مكشوفة،! لذلك فهي تختفي وراء الجسد، وتصدّره للمسئولية!!

    بينما -في الكثير من الحالات- العقل هو الذي يتسبب في خطايا الجسد..

    هو الذي يفكر في الخطية وفي طريقها وفي توقيتها، ثم يدفع الجسد إلى ارتكابها... فعلى من تقع مسئولية الخطية إذن؟ على العقل أم على الجسد؟ على كليهما طبعًا. على العقل أولًا كمحرضٍ ومدبرّ. ثم على الجسد أخيرًا كمنفذ...

    إن غالبية ما يقال ضد الجسد، هو نتيجة المبالغة في إكرام الروح!

    ولكن لا يجوز في إكرام الروح، أننا نهبط بمستوى الجسد حتى أننا نسلبه كل حقوقه! فالجسد له ماله، وعليه ما عليه، وكذلك الروح. كما أن الأخطاء المنسوبة إلى الجسد، هي منسوبة فقط إلى غرائزه إذا أسُى استخدامها... وما أسهل استخدام كل هذه الغرائز في طريق الخير...

    كما لا يصح في الحكم على الجسد، أننا نركز على السلبيات فقط، بينما نتجاهل الايجابيات وهى ذات تفاصيل عديدة...

    والمعروف أن غالبية النساك الحقيقيين، ما كانوا في كل تداريبهم الروحية، يهدفون إلى تعذيب الجسد، بل إلى توجيهه روحيًا.. والى تهذيب غرائزه وليس قتلها...

    إننا بالجسد يمكننا أن نخدم الله، وأن نخدم الناس، ونفعل الخير

    * بالجسد نركع ونسجد، ونعبد الله، ونرفع أيدينا في الصلاة، ونحنى هاماتنا أمام الله. ونعبّر عن خشوع الروح بواسطة خشوع الجسد. وبالجسد نصوم، ونقدم أجسادنا ذبيحة لله. وبالجسد ندخل إلى أماكن العبادة، ونستمع فيها إلى كلمة الله ووصاياه على أفواه الواعظين... وكل مشاعر العبادة التي هي داخل القلب، نعبّر عنها بالجسد...

    * وبالجسد أيضًا نفعل الخير، ونخدم الناس. به نمشي ونذهب إلى أماكن المرضى ونزورهم. وبه نمد أيدينا ونعطي للمحتاجين والفقراء. وبه نعقد كل الاجتماعات التي تبحث كل ما يؤول إلى خير المجتمع. وبه نجلس مع الفقراء ونبحث مشاكلهم. وبه نربت بأيدينا على الأطفال، ونقدم لهم عطفًا وحنانًا. وكل عواطف القلب نؤيدها بواسطة الجسد.

    ومن اهتمام البشر بالجسد، كل ما يبذلونه من جهد في علاجه من مرضه والعمل على إراحته من تعبه، والعمل على العناية بصحته، وعلى تقديم ألوان من الأنشطة له في النوادي وغيرها.

    ومن اهتمام الله بالجسد، قيامة الجسد بعد موته، وحفظه سالمًا إلى الأبد،

    وتهيئة مكان له في الأبدية السعيدة... ولو كان الجسد مصدرًا لكل خطية، ما كان الله يقيمه في اليوم الأخير، ليحيا في الأبدية حياة لا خطية فيها...

    ومن اهتمامنا بالأجساد، احتفاظنا برفات الأبرار والقديسين كذكرى باقية بعد موتهم، وللتبرك بها أيضًا.

    وكذلك ما نقيمه لهذه الأجساد من تماثيل تعمر بها الميادين، وكلها تخليد ذكرى أصحابها، ولاحتفاظ التاريخ بها، فلا تُنسى..

    وأيضًا ما يحتفظ به غالبية الناس من صور لأحبائهم، سواء منهم الأحياء أو الذين انتقلوا من هذا العالم. وكلها صور للأجساد وليس للأرواح..لكي بصورة الجسد يتذكرون حياتهم وسيرتهم. وكذلك الاحتفاظ بصور الشخصيات الشهيرة...

    أيضًا التحنيط.. أليس هو دليلًا آخر على الاهتمام بالأجساد، ولو لحفظها لرجوع الروح والاتحاد بها، حسب عقيدة قدماء المصريين.

    أما بدعة حرق الأجساد (التي لا نؤمن) فقد بدأت ببدعة أخرى هي (عودة التجسد) Reincarnation وبها يولد الإنسان مرة أخرى في جسد جديد، ويظل ينتقل في ولادات متتابعة، وفي تجسدات متعددة، إلى أن ينحل من الجسد بإتحاد روحه في الملأ الأعلى، بما يعرف عند الهنود بحالة النرفانا Nirvana. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). والذين يعتقدون بهذا الأمر لا يهمه الجسد الحالي في شيء، مادام بعد موته ستحل روحه في جسد آخر. ولذلك كانوا يحرقون أجسادهم، ثم يحتفظون بجزء من رمادها في قارورة صغير، كتذكار.. وقد رأيت هذا بنفسي في إحدى مدن الشرق الأوسط. زعيم الهند المهاتما غاندي الذي كانوا يقدسونه للغاية، حرقوا جسده أيضًا وألقوا رماده في النهر ليباركه.

    بقيت نقطة أخيرة يلزم أن أقولها في أهمية الجسد وهى:-

    أهمية الجسد في التناسل، وتتابع الأجيال.

    فلولاه ما بقى أحد من البشر من أبناء آدم وحواء!!
    +++
                  

06-16-2014, 11:46 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    (يوم الاحد)
    صوم الرسل
    15 يونيو 2014
    8 بؤونة 1730
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 15 : 7 ، 8 )
    أُبارِك الربَّ الذي أفهَمني. وأيضاً في اللَّيلِ أدبتني كُليَتايَ. تقدَّمتُ فرأيتُ الربَّ أمامي في كلِّ حينٍ، لأنَّه عن يميني كي لا أتَزَعزَعُ. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 4 : 38 ـ 41 )
    ثُمَّ قام من المجمع ودخل بيت سمعان. وكانت حماةُ سمعان قد أخذتها حُمَّى شديدةٌ. فسألوه من أجلِها. فوقف فوقها وزجر الحُمَّى فتركتها! وفي الحال قامت وخدمتهم. ولمَّا غربت الشَّمس، جميع الذين عندهم مرضى بأمراض مختلفةٍ، قدَّموهم إليه، فوضَع يديه على كلِّ واحدٍ منهم وشفاهم. وكانت أيضاً شياطين تخرج من كثيرين وهى تصرخ قائلة: " أنت المسـيح ابن الله! " فكان ينتهرهم ولم يدعهم يتكلَّمون، لأنَّهم عرَفوه أنَّه المسيح.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 33 : 1 ، 2 )
    أُبارِكُ الربَّ في كلِّ وقتٍ. وفي كلِّ حينٍ تسبِّحته في فَمي. بالربِّ تَفتَخِرُ نفسي. ليسمع الودَعَاءُ ويفرحونَ. هللويا
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 16 : 2 ـ 8 )
    وباكراً جدّاً في أوّل الأسبوع أتينَ إلى القبر، إذ طلعت الشَّمس. وكُنَّ يُقلنَّ لبعضهنَّ: " مَن يُدحرج لنا الحجر عن باب القبر ". فرفعنَ عيونهنَّ ورأينَ أنَّ الحجر قد دُحرج! لأنَّه كان عظيماً جدّاً. ولمَّا دخلنَ القبر رأينَ شابّاً جالساً عن اليمين لابساً حُلَّةً بيضاء فارتعبنَ. أمَّا هو فقال لهُنَّ: " لا ترتعبنَ! أنتنَّ تطلبنَ يسوع النَّاصريَّ المصلوب. قد قام! ليس هو ههنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه. لكن اذهبنَ، وقُلنَ لتلاميذه ولبطرس إنَّه يسبقكم إلى الجليل. هناك ترونه كما قال لكم ". فخرجنَ سريعاً من القبر، لأنَّ الرِّعدة والحيرة أخذتاهنَّ. ولم يَقلنَ لأحدٍ شيئاً، لأنَّهُنَّ كُنَّ خائفاتٍ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس
    ( 2 : 6 ـ 16 )
    لكنَّنا نتكلَّم بحكمةٍ بين الكاملين. لا بحكمةٍ هذا الدَّهر، ولا بحكمة رؤساء هذا الدَّهر، الذين يُبطَلونَ. بل ننطق بحكمة الله في سرٍّ: الحكمة المكتومة، التى سبق الله فعيَّنها قبل الدُّهور لمجدنا، التي لم يعرفها أحدٌ من رؤساء هذا الدَّهر. لأنهم لو عرفوها لمَا صلبوا ربَّ المجد. بل كما هو مكتوبٌ: " مالم تراه عينٌ، ولم تسمع به أُذنٌ، ولم يخطر على قلب بشرٍ: ما أعدَّه الله للذين يُحبُّونه ". فأعلَنَه الله لنا نحن بروحه. لأنَّ الرُّوح يفحص كلَّ شىءٍ، حتَّى أعماق الله. لأنَّه مَن مِن النَّاس يعرف أُمور الإنسان إلاَّ روح الإنسان السَّاكن فيه؟ هكذا أيضاً أُمورُ الله لا يعرفها أحدٌ إلاَّ روح الله. ونحن لم نأخذ روح العالم، بل الرُّوح الذي من الله، لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله. التي نتكلَّم بها أيضاً، ليس بتعليم أقوال حكمة بشريَّة، بل بتعليم الرُّوح، مُقارنين الرُّوحيَّات بالرُّوحيَّات. ولكنَّ الإنسان النفساني لا يقبل ما لروح الله، لأنَّه عنده جهالةٌ، ولا يقدر أن يعرفه لأنَّه حُكِمَ فيه روحياً. وأمَّا الرُّوحانيُّ فيَحْكُمُ في كلِّ شىءٍ، وهو لا يُحْكَمُ فيه من أحدٍ. لأنَّه مَن عرفَ فكرَ الربِّ ومَن يمكنه أن يُعلِّمه؟ وأمَّا نحنُ فلنا فكرُ المسيحِ.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )


    الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الثانية
    ( 1 : 1 ـ 9 )
    سمعان بطرس عبد يسوع المسيح ورسوله، إلى الذين نالوا معنا إيماناً مُكرماً مساوياً لنا. ببرِّ إلهنا والمُخلِّص يسوع المسيح. لتكثر لكم النِّعمة والسَّلام بمعرفة الله ويسوع المسيح ربِّنا.كما أن كلَّ شيءٍ قد صار لنا بقوة لاهوته للحياة والتَّقوى، التى أُعطِيَت لنا مجاناً بمعرفة الذي دعانا بمجده والفضيلة، وبواسطة هذه الأمجاد الجليلة، التي أُعطِيَت لنا للكرامة لكي تصيروا بها شُركاء الطَّبيعة الإلهيَّة، هاربين من شهوة الفساد التي في العالم. ولهذا عينه ـ وأنتم باذلون كلّ اجتهاد ـ قـدِّموا في إيمانكم فضيلة، وفي الفضيلة معرفة، وفي المعرفة تعفُّفـاً، وفي التَّعفُّف صبراً، وفي الصَّبر تقوى، وفي التَّقوى مودَّة أخويَّةً، وفي المودَّة الأخويَّة محبَّة. لأن هذه إذا كانت فيكم وكثرت، تُصَيِّركُمْ لا مُتكاسلين ولا غير مُثمرين لمعرفة ربِّنا يسوع المسيح.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل
    ( 14 : 8 ـ 22 )
    وكان يجلس في لِسترة رجلٌ عاجزُ الرِّجلين، مُقعدٌ من بطن أُمِّه، ولم يمشِ قطُّ. هذا كان يسمع بولس يتكلَّم، فشَخَصَ إليه، وإذ رأى أن له إيماناً ليُشفَى، قال له بصوتٍ عظيم: " قُمْ مُنتصِباً على رجليكَ ". فوثب وصار يمشى. فالجموع لمَّا رأوا ما فعله بولس، رفعوا صوتهم بلغةِ ليكأونيَّة قائلين: " إنَّ الآلهة تشبَّهوا بالبشر ونزلوا إلينا ". فكانوا يَدعون برنابا " زَفسَ " وبولس " هَرمَسَ "، إذ كان هو المُتقدِّم في الكلام. فأتى كاهن زَفس الذي كان قُدَّام المدينة، بثيران وأكاليل عند الأبواب، وكان يريد أن يذبح مع الجموع. فلمَّا سَمِع الرَّسولان، برنابا وبولس، مزَّقا ثيابهما، وأسرعا إلى الجمع صارخين وقائلين: " أيُّها الرِّجال، لماذا تصنعون هذا؟ نحن بشرٌ أيضاً نقبلُ الآلام مِثلكم، نُبشِّركم بأن تبتعدوا عن هذه الأباطيل وترجعوا إلى الإله الحيِّ الذي خلق السَّماء والأرض والبحر وكل ما فيها، الذي في الأجيال الماضيَة ترك جميع الأُمَم يسلكون في طرقهم مع أنَّه لم يترك نفسه بلا شاهدٍ، وهو يفعل خيراتٍ يُعطِيكم من السَّماء أمطاراً وأزمنةً مثمرةً. ويُشبِع قلوبكم طعاماً وسروراً ". فلمَّا قالا هذا كَفَّ الجموع بالجَهدِ عن أن يذبحوا لهما. ثُمَّ أتى يهودٌ من أنطاكية وإيقونية وأقنعوا الجموع، فرجموا بولس، وجرُّوه إلى خارج المدينة، ظانِّينَ أنَّه قد مات. ولكن إذ أحاط به التَّلاميذ، قام ودخل المدينة. وفي الغد خرج مع برنابا إلى دَربَة. فبشَّرا في تلك المدينة وتلمذا كثيرين. ورجعا إلى لِسترة وإيقونية وأنطاكية، يثبِّتان أنفس التَّلاميذ ويعِظانِهِم أنْ يثبُتوا في الإيمان، وأنَّه بضيقاتٍ كثيرةٍ ينبغي أن ندخل ملكوت الله.
    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم الثامن من شهر بؤونه المبارك
    1.تذكار تكريس كنيسة السيدة العذراء المعروفة بالمحمة
    2. تذكار القديسة تمادا وأولادها وأرمانيوس وأمه
    3.استشهاد جرجس الجديد
    1 ـ فى هذا اليوم من سنة 901 ش تذكار تكريس كنيسة السيدة العذراء والدة الإله فى البلدة المعروفة بالمحمة ( مُسطُرد )، حيث ينبوع الماء الفائض من العين التى استنبعتها والدة الإله عند عودتها من أرض مصر. وذلك أنه لما ذهب يوسف إلى مصر كقول الملاك وصل إلى أوائل الصعيد، وفى عودته وصل إلى المطرية ومنها إلى المحمة. وقد بُنيت فى هذا المكان كنيسة على اسم السيدة العذراء.شفاعتها تكون معنا. آمين.
    2 ـ وفيه أيضاً تذكار القديسة تمادا وأولادها وأرمانيوس وأُمه.شفاعتهم تكون معنا. آمين.
    3 ـ وفيه أيضاً استشهد القديس جرجس الجديد، الذى كان إسماعيلياً تابعاً لأبيه، فآمن بالسيد المسيح وانتظم فى سلك الرهبنة، فأمسكوه وعاقبوه شديداً، وأوقفوه أمام الملك الظاهر، فاعترف بالسيد المسيح. فأراد أن يثنيه عن إيمانه بعطايا جزيلة ولكنه رفض، فأمر بقطع عنقه، ونال إكليل الشهادة سنة 1103 ش، 1387 م. شفاعته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 12 : 6 )
    أُسبِّح الربَّ الذي أحسنَ إليَّ. وأُرتِّل لاِسم الربِّ العالي. أمَّا أنا فعلى رَحمَتِكَ توكَّلتُ. يَبتهِجُ قلبي بخلاصِكَ. هللويا
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 5: 17 ـ 26 )
    وفي أحد الأيَّام كان يُعلِّم، وكان الفرِّيسيُّون ومُعلِّمو النَّاموس جالسينَ وهم قد أتوا من كلِّ الجليل واليهوديَّة وأورشليم. وكانت قوَّة الربِّ لشفائهم. وإذا برجال قد أحضروا إليه رجلاً مفلوجاً على سرير، وكانوا يُحاولون أن يُدخِلوه ويَضعوه أمامه. ولمَّا لم يَجدوا كيف يُقدِّمونه إليه لسبب الجمع، صعدوا على السَّطح. ودلُّوه مع السرير من على السقف في الوسط قُدَّام يسوع . فلمَّا رأى إيمانهم قال للمفلوج: " أيُّها الإنسان مغفورةٌ لكَ خطاياك ". فابتدأ الكتبة والفرِّيسيُّون يُفكِّرون قائلين: " مَن هذا الذي يتكلَّم بهذه التجاديف؟ مَن يقدر أن يغفرَ الخطايا إلاَّ الله الواحد وحده؟ " فعلِّم يسوع بأفكارهم، وأجاب وقال لهم: " لماذا تُفكِّرونَ في قلوبكم؟ أيُّما أيسر: أن يُقال مغفورةٌ لكَ خطاياك، أم أن يُقال قُمْ وامشِ؟ ولكن لكي تعلموا أن لاِبن البشر سلطاناً على الأرض أنْ يغفر الخطايا "، قال للمفلوج: " لك أقول قُمْ واحمل سريرك واذهب إلى بيتك ". فللوقت قام أمامهم، وحمل ما كان راقداً عليه، ومضى إلى بيته وهو يُمجِّد الله. فأخذت الجميع حيرةٌ ومجَّدوا الله. وامتلأُوا خوفاً قائلين: " إنَّنا قد رأينا اليومَ عجائبَ ! ".
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

06-16-2014, 09:05 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    (يوم الاثنين)
    صوم الرسل
    16 يونيو 2014
    9 بؤونة 1730
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 104 : 8 )
    لم يتركْ إنساناً يَظلِمهم، وبكَّتَ ملوكاً مِن أجلِهم، قائلاً : " لا تمَسوا مُسحائي، ولا تُسيئوا إلى أنبيائي. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 11 : 37 ـ 51 )
    وفيما هو يتكلَّم سألهُ فريسيٌّ أن يأكل عنده، فدخل واتَّكأ. وأمَّا الفريسيُّ لمَّا رأى تعجَّب أنه لم يغتسل أوَّلاً قبل الأكل. فقال له الربُّ: " أنتم الآن أيُّها الفريسيُّون تنقُّون خارج الكأس والصحفة، وأمَّا داخلكم فمملوءٌ اختطافاً وخبثاً. أيُّها الجهال، أليس الذى صنع الخارج صنع الدَّاخل أيضاً؟ بَـلْ أَعطوا ما عندكم صدَقة، وهـا كل شيءٍ يتطهر لكم. ولكن وَيْـلٌ لكم أيُّها الفريسيُّون، لأنكم تُعشِّرون النَّعناع والسَّذاب وكل بقلٍ، وتتجاوزون عن الحقِّ ومحبَّة الله. وكان يجب أن تفعلوا هذه وأن لا تتركوا تلك الأُخر! ويلٌ لكم أيُّها الفريسيُّون، لأنكم تُحبُّون المجلس الأوَّل فى المجامع، والتحيَّات فى الأسواق. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون فإنكم مِثل القبور التى ليست ظاهرة، والناس عليها ماشون ولا يعلمون! ". فأجاب واحدٌ من النَّاموسيِّين وقال له: " يا أيُّها المعلِّم، عندما تقول هذه تشتمنا نحن أيضاً ". أما هو فقال: " وأنتم أيضاً أيُّها الناموسـيُّون ويلٌ لكم، لأنكم تُحمِّلون النَّاس أحمالاً عثرة وأنتم لا تمسُّون الأحمال بإحدى أصابعكم. ويلٌ لكم، فإنكم تبنون قبور الأنبياء، وآباؤكم قتلوهم. فأنتم إذاً تشهدون وتُسرون بأعمال آبائكم، لأنهم هم قتلوهم وأنتم تبنون قبورهم. ومن أجل هذا أيضاً قالت حكمة الله: إنِّي أُرسِل إليهم أنبياء ورسلاً، فيقتلون منهم ويطردونهم كيما يُنتقم من هذا الجيل لدم جميع الأنبياء المسفوك منذ إنشاء العالم، من دم هابيل إلى دم زكريَّا بن برخيا الذى أُهلِكَ بين المذبح والبيت. نعم إني أقول لكم: إنه سيُطلب من هذا الجيل!.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 104 : 12 )
    أَرسل موسى عبدَهُ، وهارون الذى اختارَه، جعل فيهما أقوال آياته وعجائبه، كى يحفظوا حقوقهُ، ويطلبوا ناموسَهُ. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 17 : 1 ـ 9 )
    وبعد ستَّة أيَّام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنَّا أخاه وأصعدهم على جبل عالٍ منفردين وحدهم. وتجلَّى قُدَّامهم، وأضاء وجهه كالشَّمس، وابيضت ثيابه كالنُّور. وإذا موسى وإيليَّا قد ظهرا له يُخاطبانه. فأجاب بطرس وقال ليسوع: " ياربُّ، إنه حسنٌ لنا أن نكون ههنا! أتشاء أن نصنع هنا ثلاث مظالَّ. واحدة لك، وواحدة لموسى، وواحدة لإيليَّا ". فبينما هو يتكلَّم وإذا سحابةٌ نَيِّرةٌ قد ظلَّلتهم، وإذا صوتٌ من السَّحابة قائلاً: " هذا هو ابني الحبيب الذى سُرت به نفسي فأطيعوه ". فلمَّا سمع التَّلاميذ سقطوا على وجوههم وخافوا جدّاً. فجاء إليهم يسوع ولمسهم وقال لهم: " قوموا ولا تخافوا ". فرفعوا عيونهم فلم يروا أحداً إلاَّ يسوع وحده.وفيما هم منحدرين من الجبل أوصاهم يسوع قائلاً: " لا تُعلِموا أحداً بالرؤية إلى أن يقوم ابن البشر من الأموات ".
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين
    ( 11 : 17 ـ 27 )
    وبالإيمان قرَّب إبراهيم إسحق حين جُرِّب. وقرَّب ابنه الوحيد ذاك الذى قَبِلَ المواعيد بسببه، الذى قيل له: " أنه بإسحق يُدعى لك زرعٌ ". وافتكر فى نفسه أن الله قادرٌ أن يقيمه من الأموات، فمن أجل هذا أخذه بمثلٍ. بالإيمان من أجل ما سيكون بارك إسحق يعقوب وعيسو. بالإيمان يعقوب عنـد موته بـارك كـل واحــد من ابنـي يوسـف، وسـجـَد على رأس عصـاه.بالإيمان يوسف عند موته ذكر خروج بني إسرائيل وأوصى من أجل عظامه. بالإيمان موسى، لما وُلِدَ، أخفاه أبواه ثلاثة أشهر، لأنهم رأيا أن الصَّبيَّ جميلاً، ولم يخافوا من أمر الملك. بالإيمان موسى لمَّا كَبِرَ أنكر أن يُدعَى ابناً لابنة فرعون، وشاء بالأحرَى أن يتألم مع شعب الله أفضل من أن يتنعَّم بالخطيَّة زمناً يسيراً، إذ جعل عار المسيح عنده أنه غنىً عظيماً أوفر من كنوز مصر، لأنه كان ينتظر حُسن المُجازاة. بالإيمان ترك مصر ولم يَخفْ من غضب الملك، لأنه كان مداوماً للغير منظور كأنه واحدٌ منظورٌ.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الثانية
    ( 1 : 19 ـ 2 : 1 ـ 8 )
    وثابتٌ عندنا كلام الأنبياء، هذا الذى هو نعم ما تصنعونه إذا تأملتم إليه، كمثل سراج مضيءٍ فى موضع مُظلم، حتى يظهر النَّهار، والنور يشرق ويظهر فى قلوبكم، وهذا أولاً فاعلموه: أن كل نبوَّات الكتب ليس تأويلها فيها من ذاتها خاصة. وليست بمشيئة البشر جاءت نبوَّة فى زمان، بل تكلَّم أُناس بإرادة الله بالروح القدس.وقد كانت أنبياء كذبة فى الشَّعب، مثل ما يكون فيكم مُعلِّمون كذابون، هؤلاء الذين يأتون ببدع هلاك. والسيِّد الذى اشتراهم يجحدونه، ويجلبون على أنفسهم هلاكاً سريعاً. وكثيرون ينجذبون نحو نجاساتهم، ومن قِبَـلِهم يُجدَّف على طريق الحقِّ. وبالظُّلم وكلام الباطل يتَّجرون بكم، هؤلاء الذين دينونتهم منذ البدء لا تبطل، وهلاكهم لا ينعس. فإن كان الله لم يُشفِق على الملائكة الذين أخطأوا، لكن أسلمهم فى وثـاق الظُّلمة والزمهرير ليُحفَظوا للدينونة مُعـذَّبين، والعـالم الأول لم يُشـفِـق عليه، لكن نوحـاً الثَّامـن المُنـادِي بالبِّر حفظه، وأتى بماء الطوفان على العالم المُنافق. والمدن الأُخر سادوم وعامورة أحرقهما وحكم عليهما بالخسف، وجعلهما عِبرةً للمنافقين الذين سيكونون، والصدِّيق لوط خلَّصه من ظلمهم، ومن تقلبهم الرديء وسلوكهم النجس. لأنه بالنَّظر والسَّمع كان الصدِّيق ساكناً بينهم، ويوماً فيوماً كانوا يُحزِنون نفس الصدِّيق بأعمال مُخالفة للناموس.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 15 : 21 ـ 29 )
    لأن موسى منذُ الأجيال الأولى كان له من يكرز به فى كل مدينة، فى المجامع إذ يقرأونه فى كل سبتٍ. حينئذٍ رأى الرُّسل والقسوس وكل الكنيسة أن يختاروا رجالاً منهم ليرسلوهم إلى أنطاكية مع بولس وبرناباس: يهوذا الذى يُدعَى برساباس، وسيلاس، رجلين مُتقدِّمين فى الإخوة. وكتبوا بأيديهم هكذا: " الرسل والقسوس والإخوة يُهدون سلاماً إلى الإخوة الذين من الأُمم فى أنطاكية وسوريَّة وكيليكيَّة: إذ قد سَمعنا أن قوماً منكم قد خرجوا فأقلقوكم، إذ يميلون أنفسكم بأقوال التى لم نقولها. فقد رأينا واجتمعنا برأيٍ واحدٍ واخترنا رجليْن وأرسلناهما إليكم مع حبيبينا برناباس وبولس، أُناس قد بذلوا أنفسهم عن اسم ربِّنا يسوع المسيح. فأَرسلنا معهما يهوذا وسيلاس، وهما أيضاً يخبرانكم بهذا القول. لأنَّ الرُّوح القدس قد ارتضَى ونحن أيضاً أن لا نزيد عليكم ثقلاً أكثر، غير هذه الضرورية: احفظوا نفوسكم من ذبائح الأوثان، ومن الدم الميت، والمخنوق، ومن الزنى، وهذه إذا حفظتم نفوسكم منها فَنِعِمَّا ما تصنعون. كونوا مُعَافينَ.
    ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم التاسع من شهر بؤونه المبارك
    1.نياحة صموئيل النبى
    2.شهادة القديس لوكيانوس وأربعة آخرين معه
    3.نقل أعضاء القديس مرقوريوس إلى مصر
    1 ـ فى مثل هذا اليوم من سنة 2947 للعالم تنيح الصدِّيق العظيم صموئيل النبي. وقد ولِدَ هذا البار فى رامتايم صوفيم من جبل أفرايم. واسم أبيه ألقانا وأمه حنَّة. وكانت عاقراً وبمداومتها الطلبة رزقها الله صموئيل. فربته فى بيتها ثلاث سنوات، ثم قدَّمته إلى هيكل الله كما سبق أن نذرت قبل الحَبَل به. فخدم عالي الكاهن إلى أن كبر. وكان وَلدا عالي قد سلكا سلوكاً ردياً فدعا الرب صموئيل فى إحدى الليالي وهو نائم، فظنَّ أن عالي هو الذى يدعوه، فذهب إليه وقال له: هل دعوتني يا سيدي. فأجابه: لا، ارجع اضطجع. فلما مضى دعاه الرب ثانية وثالثة، وهو فى كل مرة يقوم ويذهب إلى عالي. فعلِم عالي أن الرب هو الذى يدعوه فقال له: ارجع اضطجع وإذا دعاك تقول: تكلَّم يا رب لأن عبدك سامع. ولما دعاه الرب وأجابه كما علَّمه عالي قال له الرب: " هوذا أنا فاعل أمراً كل من سمع به تَطِنُّ أُذناه. فى ذلك اليوم أُقيم على عالي كل ما تكلَّمتُ به على بيته. أبتدئ وأكمِّل. وقد أخبرته بأني أقضي على بيته إلى الأبد من أجل الشر الذى يعلم أن بنيه قد أوجبوا به اللعنه على أنفسهم ولم يردعهم. ولذلك أقسمت لبيت عالي أنه لا يُكَفَّـر عن شـرِّ بيت عالي بذبيحة أو بتقدمةٍ إلى الأبد .وبعد هذا أمر الرب أن يمسح شاول بن قيس ملكاً على إسرائيل. ولما خالف شاول أوامر الرب مسح صموئيل داود بن يسَّى ملكاً بأمر الرب، وتنبأ وحكم بني إسرائيل عشرين سنة. صلاته تكون معنا. آمين.
    2 ـ وفى مثل هذا اليوم أيضاً شهادة القديس لوكيانوس وأربعة آخرون معه. وكان كاهناً للأوثان فى عهد الملك أوريليانوس قيصر. وأبصر تعذيب الشهداء بالضرب والحرق وتقطيع الأعضاء كما شاهد كثيرين يُلقون فى النار ولم تمسسهم بأذى، فتعجب وتحقق أنه ليس لأوثانه قوة على فعل مثل هذا، وأن الإله الذى يفعل هذه الآيات هو الإله الحق. وللحال صرخ قائلاً: "أنا مسيحي، أنا مسيحي". فقبضوا عليه وقدموه للملك فوبخه على ذلك ووعده ثم توعده. وإذ لم يرجع عن عذبه كثيراً ثم طرحه فى السجن، وعاد الملك فاستحضره مع أربعة من المسيحيين وألقوهم فى النار. فأرسل الله مطراً غزيراً أطفأ النار. أخيراً علقوه على خشبة، وسمَّروا جسده بمسامير كبيرة، فأسلم الروح فى يد الرب. أما الأربعة الآخرون فقد قُطِعت رقابهم. ونال الجميع إكليل الشهادة. صلاتهم تكون معنا. آمين.
    3 ـ وفى مثل هذا اليوم أيضاً: نُعيِّد بتذكار نقل أعضاء القديس مرقوريوس أبي سيفين إلى كنيسته فى مصر، وذلك فى عهد رئاسة البابا يوأنس الرابع والتسعين من باباوات الإسكندرية .صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 98 : 5 ـ 6 )
    مُوسَى وهارونُ فى كهنتهِ. وصَموئيلُ فى الَّذينَ يَدعونَ بِاسمه. كانوا يَدعونَ الربَّ وهو كانَ يَستجيبُ لهُم. بعمودِ الغمام كان يُكلِّمهُم. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 23 : 14 ـ 36 )
    الويلُ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون، لأنكم تُغلقون ملكوت السَّموات قُدَّام النَّاس، فأنتم لا تدخلون ولا تدعون الآتين أن يدخلوا. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون، لأنكم تطوفون البحر والبر لتصنعوا غريباً واحداً، وإذا كان فتصيرونه ابناً لجهنَّم مضاعفاً عليكم. ويلٌ لكم أيُّها القادة العميان القائلون: من يحلف بالهيكل فليس بشيءٍ، ومَن يحلف بذهب الهيكل كان عليه. أيُّها الجُهَّال والعُميان، أيُّما أعظم: الذَّهب أم الهيكل الذى يُقدِّس الذَّهب؟ ومن يحلف بالمذبح فليس بشيءٍ، ومن يحلف بالقربان الذى فوقه كان عليه. يا أيُّها الجُهَّال والعُميان، أيُّما أعظم: القربان أم المذبح الذى يُقدِّس القربان؟ فمَن يحلف بالمذبح فقد حلف به وبكلِّ ما فوقه. ومَن يحلف بالهيكل فقد حلف به وبالسَّاكن فيه، ومَن يحلف بالسَّماء فقد حلف بعرش الله وبالجالس عليه. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون، لأنكم تُعشِّرون النَّعناع والشِّبثَّ والكمُّون وتركتم عنكم أثقل النَّاموس: الحكم والرَّحمة والإيمان. وكان يجب أن تعملوا هذه ولا تتركوا تلك. أيُّها القادة العُميان، الذين يُصفُّون عن البعوضة ويبلعون الجمل. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون، لأنكم تنظفون خارج الكأس والصَّحفة، وداخلهما مملوء اختطافـاً ونجاسـة. أيُّها الفريسـيُّ الأعمى، طهِّـر أولاً داخل الكأس والطاس لكي يتطهَّر خارجهما. الويلُ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون، لأنكم تُشبهون قبوراً تبدو مُبيَّضة خارجها يظهر حسناً، وداخلها مملوء عظام أمواتٍ وكل نجاسة. هكذا أنتم أيضاً: تبدو ظواهركم للناس مثل الصدِّيقين وبواطنكم مُمتلئة رياءً وكل إثم. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيون المراؤون، لأنكم تبنون قبور الأنبياء وتُزيِّنون مدافن الأبرار، وتقولون: لو كُنَّا فى أيَّام آبائنا لم نكُن شركاءهم فى دم الأنبياء. فتشهدون إذاً على نفوسكم أنكم أبناء قتلة الأنبياء. وأكملتم أنتم أيضاً مِكيال آبائكم. أيُّها الحيَّات أولاد الأفاعي، كيف تهربون من دينونة جهنَّم؟ من أجل هذا هأنذا أُرسِل إليكم أنبياء وحكماء وكتبة، فتقتلون منهم وتَصلِبونَ، وتجلِدون منهم فى مجامعكم، وتطردونهم من مدينة إلى مدينة، لكي ما يأتي عليكم كل دم زكيٍّ سُفِكَ على الأرض، من دم هابيل الصدِّيق إلى دم زكريَّا بن براخيَّا الذى قتلتموه بين الهيكل والمذبح. الحقَّ أقول لكم: إن هذه جميعها تأتي على هذا الجيل.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

06-17-2014, 03:55 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 8-10-2006

    الفكر.. نقاوته وسقطاته

    الإنسان الطاهر النقي، ينبغي أن يكون طاهرًا في جسده وروحه، وأيضًا في أفكاره وحواسه ومشاعره، وحتى في أحلامه وظنونه.

    وهكذا عليه أن يحرص على نقاوة أفكاره، لأن فكره مِلك لله. أما الذي يترك فكره ينشغل بأمور خاطئة، إنما يدل على أن الله لا يملك قلبه، لأنه من داخل القلب تنبع الأفكار

    وإن كان القانون لا يحاسبك على أفكارك، فإن الله يحاسبك عليها وكذلك الضمير يبكتّك على الفكر الخاطئ، لأن الضمير أقوى من القانون، وأوسع مجالًا منه. لذلك فالذي يحترس ألاّ يخطئ بفكره، من الصعب عليه أن يخطئ بالعمل والفعل. ومن هنا كانت نقاوة الفكر سببًا في نقاوة الإنسان كله...

    أما عن مصادر الفكر الخاطئ فهي كثيرة. وعلى الإنسان أن يبعد عن كل ما يجلب له فكرًا خاطئًا، وعن كل الأمور التي تسبب نجاسة فكره...

    فقد تأتى الأفكار بسبب قراءات خاطئة، أو سماعات غير لائقة، أو بسبب الوسط الخارجي: من خُلطة أو عِشرة أو صداقة بطالة... وقد يتولد الفكر الرديء من فكر آخر رديء.

    لذلك ينبغي أن يبعد الإنسان عن كل هذا، لكي يحتفظ بنقاوة فكره. وفي نفس الوقت يملأ ذهنه بأفكار نقية بديلة.

    وقد تتوالى الأفكار الخاطئة من رغبات أو شهوات رديئة داخل القلب. وفي الواقع إن الرغبات والأفكار يتعاونان معًا. يمكن لكل منهم أن يكون سببًا ونتيجة. فالفكر الرديء يمكن أن ينجب شهوة رديئة. وكذلك الشهوة الرديئة يمكن أن تلد أفكارًا رديئة. وفي أحيانًا كثيرة تكون الأفكار معبرة عن الشهوات. فالذي يعمل على تنقية قلبه من الرغبات الرديئة، حينئذ سوف تتنقى أفكاره تبعًا لذلك..

    والأفكار والشهوات قد يلدن أحلامًا أو ظنونًا. فالشيء الذي تفكر فيه أو تشتهيه قد تحلم به. وبهذا تكون على إنسان مسئولية في بعض الأحيان تجاه أحلامه! وكلما يتنقى قلب الإنسان وفكره، فعلى هذا القدر تتنقى أحلامه. أما إذا حلم بشيء ضد أفكاره ورغباته، فقد ينزعج بسبب ذلك ويصحو بسرعة. ولا يستمر الحلم طويلًا

    وقد تكون الأفكار الشريرة في بعض الأوقات مجرد حرب من الشيطان، يريد بها أن يعكر صفو القلب ويفقده سلامه الداخلي. ولكن ليست كل الأفكار الشريرة حروبًا من الشياطين. فهناك فرق واسع بين حروب الأفكار والسقوط بالفكر. فالفكر الشرير إذا كان مجرد حرب من الشيطان، يكون قلب الإنسان رافضًا له، وتحاول الإرادة بكل قوتها أن تطرده وتتخلص منه ولا تقبله على الإطلاق.

    أما سقطة الإنسان بالفكر، فإنه يكون خلاله راضيًا به، أو ملتذًا به. وقد يحاول أن يستمر فيه ويستبقيه ويطيله. وقد يتضايق إن طرأ سبب يقطع حبل هذه الأفكار.

    لذلك إن خطرت هذه الأفكار الشريرة بذهنك، كن مقاومًا لها بصدق. أما إن استبقيتها، يكون هذه اختبارًا لنقاوة أفكارك!

    نصيحتي لك أن تقاوم الأفكار الشريرة وتهرب منها. فإن حاربك فكر شرير، حاول أن تشغل ذهنك بشيء آخر، لكي تهرب منه. يمكنك أن تفكر في أمر يكون أكثر عمقًا من الفكر الشرير، فيغير مجرى تفكيرك

    أو اشغل نفسك بالقراءة في شيء ممتع، لكي تتحول أفكارك من ذلك الموضوع الرديء إلى موضوع القراءة. ويمكن أن تصلى سرًا وترفع قلبك إلى الله طالبًا أن يبعد الفكر عنك... وإن لم ينفعك كل هذا، انشغل بعمل يدوى، أو تكلم مع أي إنسان لكي تطرد عنك ذلك الفكر.

    واحذر من أن تستسلم للفكر الرديء، لأن هذه خيانة منك لله وانضمام منك لأعدائه. على أن هروبك من الفكر من بدء وروده على ذهنك، هو أسهل وأيسر من محاولتك الهروب بعد استبقائه فترة... لأن الفكر كلما استمر معك فترة، فإنه يمارس سلطة عليك، ويُخضع إرادتك إلى جاذبيته، حتى تصبح عبدًا له تنفذ مشيئته.. وإذا استمر معك الفكر، قد يتحول إلى انفعال، أو إلى رغبة أو شهوة... وقد يتطور إلى محاولة التنفيذ. وبهذا تنتقل من خطيئة الفكر إلى خطيئة العمل!

    وقد يأتي الفكر الشرير من الفراغ.. وكما يقول المثل "فكر الكسلان معمل للشيطان... فالإنسان المنشغل العماّل، يتحكم في أفكاره، ويوجهها حسب نوع مشغوليته. فالتلميذ المجتهد يوجه أفكاره نحو دروسه. والعالم المنشغل أفكاره في العلم. والصانع المنشغل تنحصر أفكاره في صناعته.. وأي واحد من هؤلاء وأمثالهم، إن أتاه فكر شرير، لا يجد له مكانًا من ذهنه...

    أما الذي يقضى وقته في فراغ، فإن ذهنه يتعرض للأفكار الشريرة. لأنه لا يوجه أفكاره، بل الأفكار هي التي توجهه. أما أنت فابدأ بالمبادرة. قم إذن بتوجيه أفكارك. ولا تترك الأفكار تعبث بك وتوجّهك...

    إن الفكر يمكن أن يكون سلاحًا في يدك، أو يكون سلاحًا ضدك. فاتخذه صديقًا لك لا عدوًا. واعرف أن أعظم المشروعات النافعة بدأت بفكرة، وكل الأعمال الإنسانية العظيمة بدأت بفكرة. ونحن في احتياج إلى خبراء في شتى العلوم والصناعات، نستقدمهم من بلاد بعيدة أو قريبة لكي نحصل من كل منهم على أفكار تحوى علمه وخبرته... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فلتكن إذن أفكارك كنزًا لك ولغيرك. ولتكن أفكارك بركة للمجتمع الذي تعيش فيه... فإن لم تستطع أن تجعل أفكارك مصدر نفع لك وللناس، فعلى الأقل لا تجعلها سبب ضياع لك تفقدك مصيرك الأبدي، وتفقدك نقاوة قلبك...

    لا تنتظر حتى يحاربك الفكر الشرير ثم تتعب في مقاومته، بل أبدأ أنت واشغل فكرك بالتأملات والأفكار الصالحة، وبمشاعر الحب نحو الله والناس، حتى يستحى منك ذهنك إن أراد الشيطان أن ينجسه أو يسقطه. لذلك انشغل دائمًا بكل ما هو نافع...

    واعرف إن الله يقرأ أفكارك ويفحصها. لذلك ينبغي أن تخجل من نفسك كلما استسلمت للفكر الخاطئ. وإن سقطت في الفكر فلا تيأس وتستمر. بل أسرع وقوّم أفكارك. وليكن الله معك، يهبك نقاوة الفكر كعطية إلهية من عنده.
    +++
                  

06-18-2014, 11:34 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 15-10-2006

    الذات أو الأنا

    نود أن نتحدث في هذا المقال عن خطورة حرب الذات روحيًا. مما يشمل محبة الذات، والشعور بالذات، ومحاولة تمجيد الذات، وجعلها فوق الكل، وما ينتج عن كل ذلك من خطايا.

    من أولى الخطايا التي تلدها (الأنا) الكبرياء.

    فالمهتم (بالأنا) يريد باستمرار أن يكبرّ ذاته. فتكون ذاته كبيرة في عينيه، وأيضًا كبيرة في أعين الآخرين. ويكون في ذلك معجبًا بذاته. وقد يقع في ما يسمونه (عشق الذات) فنفسه جميلة جدًا في عينيه، كمن يحب باستمرار أن ينظر في مرآة، ويتأمل محاسنه..!

    ومن هنا، فالذي يقع في محبة الذات، قد يقع أيضًا في الغرور.

    ويظن في ذاته أكثر من حقيقة نفسه. أنه يحسّب أنه شيء، وأن له أهمية خاصة، أو له مواهب خاصة، أو أنه يمتاز على غيره: يفهم أكثر، أو له مركز أكبر. وهذا الشعور يعطيه ثقة زائدة بالنفس يريد أن يفرضها على الآخرين، وبهذا الشعور ينقاد إلى العظمة والى محبة المتكآت الأولى.

    ربما هذا الشعور بالذات يأتي إلى الإنسان في سن المراهقة،عندما يشعر بانتقاله إلى مرحلة أعلى تمنحه أهمية معينة.

    وما أكثر ما يستمر معه هذا الشعور المراهق، كلما طال به العمر. ولكنه يأخذ مظاهر أخرى غير مظاهر سن المراهقة.

    وقد يحدث هذا الشعور للطفل من كثرة المديح أو التشجيع، أو بسبب التفوق، أو بسبب ملكات خاصة. غير أن هذا الشعور قد لا يكون له خطورة عند الطفل. ولكنه غالبًا ما ينحرف عند الكبار.

    ومن هنا فإن محبة الذات قد تقود إلى الغيرة والحسد:

    وفى هذه الغيرة يريد أن كل شيء يصل إليه هو. فيصل إليه كل المديح والمال، وكل الإعجاب بالنجاح والتفوق، وكل الاهتمام.

    إنه ليس فقط يحب لذاته أن تُمدح، بل أن يكون المديح كله له وحده! وإن مدحوا غيره، تتعب نفسه ويتضايق، كما لو كان ذلك الغير الذي مدحوه قد اغتصب منه حقًا موقوفًا عليه..!

    ونلاحظ أن المهتم بذاته يركز على تحقيق ذاته:

    إنه لا يفكر في ملكوت الله، إنما في ملكوته هو! فملكوت الله لا يشغله، إنما تشغله ذاته وكيف يحقق لها وجودها وطموحها! حتى في صلاته يرى أن عمل الله له، هو أن يبنى له ذاته، ويكبّر له ذاته على الأرض وفي السماء. وهكذا لا تشمل صلواته سوى عبارات أريد.. وأريد...

    والذي يركز على ذاته يريد أن الكل يعملون على تحقيق ذاته:

    فالمجتمع الذي يحيط به، عليه أن يحقق له ذاته. وحتى الكنيسة مثلًا واجبها أن تحقق له ذاته. وإذا لم يحدث هذا يثور على الكل! وربما يبتعد عن الوسط الديني كله، لأنه لم يجد ذاته فيه!!

    بل أن كل شخص لا يحقق له ذاته، يبتعد عنه، حتى الله نفسه! وهذا يذكرنا بالوجوديين الذين كل واحد منهم يبحث عن وجوده هو، وكيف يتمتع بهذا الوجود. ولسان حاله يقول: من الخير أن الله لا يوُجد، لكن أوجد أنا..!

    ومعنى الوجود عنده هو التمتع باللذة. فإن كانت وصايا الله تقف ضد متعته الجسدية والمادية، فلا كان الله ولا كانت وصاياه!.. إلى هذا الحد تقود الأنا والذات.

    وفى كل هذا، يكون المهتم بذاته وحدها، بعيدًا كل البعد عن التواضع!

    ذلك لأن محبته للكرامة قد تقف حائلًا أمامه في الوصول إلى حياة الاتضاع. فهو يرى في التواضع إقلالًا من شأنه، وإبعادًا له عن العظمة التي يريدها لنفسه! إنه يحب لذاته أن تُحترم من الجميع. بل يلذ له أن يكون المحترم الوحيد! وأن يكون هو الوحيد الذي هو موضع اهتمام الناس وتقديرهم.

    ومحبو الذات: كل فرحهم في الأخذ لا في العطاء:

    يظنون أنهم بالأخذ يبنون الذات ويكبرونها ويضيفون إليها جديدًا...! أما العطاء فيقوم به الإنسان الذي يخرج من الاهتمام بذاته إلى الاهتمام بغيره، ويؤمن بقول السيد المسيح مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ.

    وبهذا ممكن أن الإنسان المهتم بالأخذ، يقع بالتالي في البخل:

    فهو يريد أن تزيد أمواله لكي تتمتع بها الذات، فيصعب عليه أن يعطى. ويرى أن العطاء يُنقص المال الذي تعب هو في جمعه.

    ولهذا فإن كثيرًا من الأغنياء يريدون باستمرار أن تكثر أرصدتهم في البنوك، ويفتخرون بذلك. ولهذا يرى من الصعب عليه أن يدفع حتى العشور أو الزكاة أو حق الله عليه في أمواله. ونرى أن غالبية التبرعات يدفعها الفقراء ومتوسطو الحال، إلا ما ندر.

    والذي يثق بذاته أكثر مما يجب، قد يقع في الاعتداد بالنفس. وفي ذلك يبعد عن الطاعة والمشورة، لأنه لا يطع إلا فكره، ولا يثق إلا برأيه...

    وهو في كل ذلك لا يعتمد إلا على نفسه. فهو حكيم في عيني ذاته: يعرف كل شيء، فلماذا يلجأ إلى المرشدين؟! ولماذا يستشير؟! أي شيء جديد سوف يأخذه من الاستشارة؟!.. ولهذا إن أشار عليه أحد الكبار بشيء، لا يقبل ذلك بسهولة بل يجادل كثيرًا ويحاور. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وهكذا أيضًا مع أبيه بالجسد...

    لهذا فالإنسان المعتد بذاته، يكون صلب الرأي عنيدًا...

    وما أسهل ما يختلف مع الآخرين. ويعتبر أن كل من يخالفه في الرأي، هو بالضرورة على خطأ. وهو أن دخل مع أحد في نقاش، فليس من السهل عليه أن يقتنع، لأن الذات عنده لا يمكنها أن تتراجع!

    * بل المعتد بذاته يكون عنيدًا حتى في علاقته مع الله نفسه!

    وبهذا لا يستطيع أن يحيا حياة التسليم، ومن الصعب أن يقول للرب "لتكن مشيئتك" بل مشيئتي يا رب اطلب منك أن تنفذها...

    ولأنه بار في عيني نفسه، لذلك لا يعترف إطلاقًا بخطأ وقع فيه:

    وإن كان خطؤه واضحًا، فإنه يحول المسئولية في ذلك إلى غيره! فإن رسب في امتحان، يعلل ذلك بصعوبة الأسئلة، أو بشدة المصححين. أو أنه يلوم الله الذي لم يساعده بل قد تخلى عنه، فرسب...

    أما إن نجح في الامتحان، فإنه ينسب ذلك إلى ذاته وإلى مجهوده وذكائه، وفى ذلك لا يشير مطلقا إلى معونة الله له، ولا يشكر... وإن سألته في هذا، يقول لك: أشكر من؟ وعلى أي شيء ؟! لقد فعلت كل شيء بنفسي ونجحت بمجهودي الخاص بدون أية معونة من أحد!! فلا داعي أذن لعبارة الشكر هذه...

    وبعد، إن هناك الكثير مما نقوله عن الذات، فإلى اللقاء في عدد مقبل إن شاء الرب وعشنا.
    +++
                  

06-19-2014, 02:32 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    (يوم الخميس)
    صوم الرسل
    19 يونيو 2014
    12 بؤونة 1730
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 148 : 1 ، 2 )
    سبِّحوا الربَّ من السَّموات. سبِّحوه فى الأعالي. سبِّحوه يا جميع ملائكتهِ. سبِّحوه يا جميع قواتِهِ. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 13 : 44 ـ 52 )
    يُشبِه ملكوت السَّمواتِ كنزاً مُخْفىً فى حقلٍ، وجدهُ إنسانٌ فخبأهُ. ومِن الفرح مضى وباع كلَّ ما لهِ واشترى ذلكَ الحقلَ. وأيضاً يُشبه ملكوت السَّموات رجُلاً تاجراً يَطلبُ الجواهر الجيدة، فلمَّا وجد جوهرةً واحدةً ثمينةً، مضى وباع كل شـيءٍ لهُ واشـتراها. وأيضاً تُشـبه ملكوت السـَّموات شبكةً أُلقيت فى البحر، فجمعت من كلِّ جنسٍ. ولمَّا امتلأت جذبوها إلى الشاطئ، وجلسوا ينتقون فجمعوا الجيادَ فى الأوعيةِ، وأمَّا الرديء فرموهُ خارجاً. وهكذا سيكون فى نهاية هذا الدهر: تخرج الملائكة ويفرزون الأشرار من بين الأخيار، ويقذفونهم فى أتون النَّار. هناك يكون البُكاء وصرير الأسنان قال لهم يسوع: " أفهِمتم هذا كلَّه؟ " قالوا له: " نعم يا ربُّ ". قال لهم: " من أجل هذا كلُّ كاتبٍ مُتعلِّم فى ملكوتِ السَّمواتِ يُشبِهُ رجُلاً ربَّ حقلٍ يُخرِج من كنزهِ جُدداً وعُتقاء ".
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 103 : 4 ، 3 )
    الذى صنعَ ملائكتَهُ أرواحاً. وخُدَّامهُ ناراً تلتهب. الذى جعلَ مسالِكهُ على السَّحابِ. الماشي على أجنحةِ الرِّياح. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 15 : 3 ـ 10 )
    فخاطبهم بهذا المَثَلِ قائلاً: " أيُّ رجلٍ منكم لهُ مئَةُ خروفٍ، إذا أضاعَ واحداً منها، أفلا يترك التِّسعة والتِّسعين فى البريَّة، ويذهب ويطلب الضَّالَّ حتَّى يجده؟ وإذا وجده يحمله على منكبيه فرحاً، وإذا جاء إلى المنزل يدعو أصدقاءه وجيرانه قائلاً لهم: افرحوا معي جميعاً، لأني قد وجدت خروفي الضَّالَّ. أقول لكم أنه يكون فرحٌ فى السَّماء بخاطئٍ واحدٍ يتوب أكثرَ من التِّسعة والتِّسعين باراً الذينَ لا يحتاجون إلى توبةٍ. أو أيَّة امرأةٍ لها عشرة دراهم، إن أضاعت واحداً منها، ألا تُوقِد سراجاً وتكنس البيت وتُفتِّش البيت حتى تجده؟ وإذا وجدته تدعو صديقاتها وجاراتها قائلةً: افرحنْ معي لأنِّى وجدتُ درهمي الذى ضاعَ. هكذا أقولُ لكُم أنه يكون فرحٌ قُدَّام ملائكة الله بخاطئٍ واحدٍ يتوب.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين
    ( 1 : 1 ـ 2 : 1 ـ 4 )
    بأنواع كثيرةٍ وأشباهٍ متنوعةٍ كلَّمَ اللهُ آباءنا بالأنبياء منذ البدء، وأمَّا فى هذه الأيَّام الأخيرة كلَّمنا فى ابنهِ، الذى جعلهُ وارثاً لكلِّ شيءٍ، وبه خلق العالَمين، الذي وهو بهاءُ مجدهِ، ورَسْمُ أُقنومهِ، وحاملٌ الكل بكلمة قوتهِ، وبه صنع تطهير خطايانا، جلس عن يمين العظمة فى الأعالي، صائراً مختاراً أفضل من الملائكة بهذا المقدار كما أنهُ ورث اسماً مُمتازاً أكثر منهم. لأنَّهُ لِمَنْ من الملائكة قال قطُّ: " أنت ابني وأنا اليوم وَلَدْتُكَ " ؟ وأيضاً: " أنا أكون له أباً وهو يكون لي ابناً " ؟ وأيضاً متى دخل البكر إلى العالم يقول: " ولتسجد له كل ملائكةِ الله ". وعن الملائكة يقول: " الصَّانع ملائكتهُ أرواحاً وخُدَّامهُ لهيبُ نارٍ ". وأمَّا عن الابن فيقول أيضاً: " كرسيُّك يا الله إلى دهر الدُّهور. وقضيب الاستقامة هو قضيب مُلكِكَ. لأنك أحببت العدل وأبغضت الظُّلم. من أجل ذلك مَسحكَ الله إلهكَ بزيت الابتهاج أفضل من أصحابك ". و " أنت يا ربُّ منذُ ذلك البدء أسَّست الأرض، والسَّموات هى عمل يديك. هى تبيد وأنت تبقى، وكلُّها كثوبٍ تَبلى، وكرداءٍ تطويها فتتغيَّر. وأمَّا أنت فأنت، وسنوك لن تفنى ". ثُمَّ لمَن مِن الملائكة قال قطُّ: " اجلس عن يميني حتَّى أضع أعداءك موطئاً لقدميك " ؟ أليس جميعهم أرواحاً خادمة مُرسَلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص!.لذلك يجب أن نصغي بالأكثر إلى ما سمعناه لئلاَّ نسقط، لأنه إن كانت الكلمة التى تكلَّم بها ملائكةٌ قد صارت ثابتةً، وكلُّ تعدٍّ ومعصيةٍ نال مُجازاةً بحكم لائقٍ، فكيفَ نَخلُص نحنُ إن أهملنا خلاصاً عظيماً، قد ابتدأ الربُّ بالتَّكلُّم عنه، ثُمَّ تثبَّت لنا مِن الذين سمعوا، شاهداً الله معهم بآياتٍ وعجائبَ وقوَّاتٍ متنوِّعةٍ ومواهب الرُّوح القدس، حسب إرادتهِ.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي واخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة يهوذا الرسول
    ( 1 : 1 ـ 13 )
    يهوذا عبد يسوع المسيح، وأخو يعقوب، إلى المحبوبين فى الله الآب، المحفوظين والمدعوين ليسوع المسيح. لتكثر لكم الرَّحمة والسَّلام والمحبَّة.أيُّها الأحبَّاء، إذ كنت أصنع كل الجَهْدِ لأكتب إليكم عن خلاصكم جميعاً، اضطررت أن أكتب إليكم واعظاً أن تجاهدوا فى الإيمان المُسلَّم مرَّةً لكم أيُّها القدِّيسون. لأنه قد اختلط بنا أُناسٌ خُلْسَةً قد سبق فكتبَ عنهم لهذه الدَّينونة، مُنافقونَ، يُغيرون نعمة ربّنا إلى النَّجاسةِ، ويُنكرونَ السيِّد الوحيد: ربَّنا المسيح. فأُريد أن أُذكِّركم، ولو علمتم كل شيءٍ، أن يسوع فى المرة الأولى خلَّص شعبهُ من أرض مصر، وفى المرة الثانية أهلك الذين لم يؤمنوا بهِ. والملائكة الذين لم يحفظوا رئاستهم، بل تركوا مسكنهم حفظهم إلى دينونة اليوم العظيم بأغلال أزليَّة تحت الظُّلمة. كما أن سدوم وعَمورة والمدن التى حولهما، إذ زنت على طريق مثلهما، ومضت وراء جسدٍ آخر، جُعِلت مثالاً مُكابدةً عقابَ نار أبديَّةٍ. وكذلك هؤلاء أيضاً المحتلِمُون، يُنجِّسون جسدهم، ويحتقرون السِّيادة، ويَفتَرون على الأمجادِ. وأمَّا ميخائيل رئيس الملائكة، فلمَّا قاوم إبليس وتكلَّم عن جسد موسى، لم يجسر أن يُورِد حُكم افتراءٍ عليه، بل قال: " ليزجرك الربُّ ". ولكن هؤلاء يفترون على ما لا يعلمون. وأمَّا ما يعرفونه بالطَّبيعة، كالحيوانات غير النَّاطقة، ففى ذلك يَفسُدُون. الويلُ لهم لأنهم سلكوا فى طريق قايين، وانصبُّوا إلى ضلالة بلعام لأجل أُجرةٍ، وهلكوا فى مجادلة قورح. هؤلاء هم الذين فى وِدَادِكُم ملومون يتنعمون معكم، راعيين أنفسهم وحدهم بلا خوف. غيومٌ بلا ماءٍ تحملها الرِّياح وتردها. أشجارٌ خريفيَّةٌ بلا ثمر قد ماتت مرتين، وقُلِعت من أصلها. أمواجُ بحر هائجةٌ مُزبِدَةٌ بخزيهُم. نجومٌ تائهةٌ محفوظٌ لها قتام الظَّلام إلى الأبد.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم،لأن العالم يزول وشهوته معه، وأمَّا مَن يعمل بمشيئة اللـه فإنَّهُ يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 10 : 1 ـ 20 )
    كان فى قيصريَّة رجلٌ اسمه كرنيليوس، قائدَ مئَةٍ من الكتيبةِ التى تُدعَى الإيطاليَّة. وهو تقيٌّ وخائف اللـه مع جميع بيتهِ، يصنع صدقاتٍ كثيرةً للشَّـعب، ويُصلِّي لله فى كلِّ حين. فرأى ظاهراً فى رؤيا نحو السَّاعة التَّاسعة من النَّهار، ملاكَ الله قد دخل إليه وقال له: " يا كرنيليوس ". أمَّا هو فلمَّا شَخَصَ إليه وصار فى خوف، قال: " ماذا يا سيِّد؟ " فقال له: " صلواتك وصدقاتك صعدت تذكاراً أمام الله. والآن أَرسِل إلى يافا رجالاً واستدعي سمعان المُلقَّب بطرس. إنه نازلٌ عند واحد يُدعَى سمعان الدبَّاغ الذى بيته عند البحر. هذا إذا جاء يُكلِّمك كلاماً تخلُص به أنت وكل بيتك ". فلمَّا انطلق الملاك الذى كان يخاطبه، دعا اثنين من عبيده، وفارساً تقيّاً من الذين كانوا يُلازمونه، وأخبرهم بكل شيءٍ وأرسلهم إلى يافا. ثُمَّ فى الغد فيما هم يُسافرون ويقتربون إلى المدينة، صعِد بطرس على السَّطح ليُصلِّي فى وقت السَّاعة السَّادسة. وكان قد جاع وأراد أن يأكل. وبينما هم يُهيِّئون له وقع عليه سهوٌ، فرأى السَّماء مفتوحة، وإناء نازلاً عليه مثل ثوبٍ عظيم كتانٍ مربوطاً بأربعةِ أطرافٍ. وكان فيهِ كل الدواب ودباباتِ الأرض وطيور السَّماء.وصار إليهِ صوتٌ: " قُم يا بطرس، اذبح وكُلْ ". فقال بطرس: " كلا ياربُّ، لأني لم آكل قطُّ نجساً أو دنساً ". ثُمَّ صار إليه صوتٌ ثانيةً: " ما طهَّره الله لا تدنِّسهُ أنت! ". وكان هذا على ثلاث مرَّاتٍ، وللوقت رُفِعَ الإناء إلى السَّماء.فبينما بطرس يتفكر فى نفسه: ماذا عسى أن تكون الرُّؤيا التى رآها؟، إذا الرِّجال الذين أُرسِلوا من قِبَل كرنيليوس، وكانوا قد سألوا عن بيت سمعان وقد وقفوا على البـاب فنادوا يستخبرون: هل سمعان المُلقَّب بطرس نازلٌ هناك؟ وبينما بطرس مُتفكِّرٌ فى نفسه لأجل الرُّؤيا، قال له الرُّوح: " هوذا ثلاثة رجال يطلبونك. لكن قُم وانزل واذهب معهم غير مرتابٍ فى شيءٍ، لأنِّى أنا قد أرسلتهم ".
    ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم الثاني عشر من شهر بؤونه المبارك
    1.نياحة البابـا يســطس البطريــرك الـ ( 6 )
    2.جلوس البابا كيرلس الثاني البطريرك الـ ( 67 )
    3.تذكار ميخائيل رئيس الملائكة
    4.نياحة القديسة أوفيمية
    1 ـ فى مثل هذا اليوم من سنة 135 م تنيح البابا القديس يسطس السادس من باباوات الكرازة المرقسية. وكان هذا القديس قبل رسامته رجلاً فاضلاً عالماً. تعمَّد مع أبيه وأمه وآخرين على يد القديس مرقس الرسول. وقد رسمه القديس أنيانوس شماساً فقساً، وعيَّنه للوعظ، واُنتُخِبَ للرئاسة خلفاً للبابا أبريموس. فرعى شعبه أحسن رعاية مدة عشر سنين. وتنيح فى شيخوخة صالحة مُرضِية. صلاته تكون معنا. آمين.
    2 ـ وفى مثل هذا اليوم أيضاً فى 12 بؤونه سنة 808 ش ( 6 يونية سنة 1092 م ) ، تنيح البابا العظيم القديس كيرلس الثانى البطريرك الـ ( 67 ) من باباوات الكرازة المرقسية. وقد ترهب بصومعة سنجار. ونظراً لعلمه وتقواه انتخبوه بطريركاً خلفاً للقديس أخرسطوذولو البابا السادس والستين، واعتلى الكرسي فى 22 برمهات سنة 794 ش ( 18 مارس سنة 1078 م ). غير أن بعض الأساقفة شقوا عليه عصا الطاعة وقصدوا خلعه. وعقدوا مجمعـاً من سبعة وأربعين أســقفاً. ولمَّا عَلِم الحاكـم الفاطمي بهذا الشقاق دعا الأساقفة إلى بستانه الكبير وخاطبهم بكلام شديد أنطقه الله على لسانه.ولكن خُولي البستان ( شيث ) انحاز لخصوم البابا فعاتبه بطرس تلميذ البابا وحدثت مشادة بينهما أثناء خروج البابا. فقال البابا للخولي: " إن كان للحاكم سلطان، فللمسيح سلطان السماء والأرض ". ونزل البابا عن دابته وضرب له مطانية وكان ذلك يوم السبت 23 مسرى سنة 802 ش. ولما كان السبت التالي آخر مسرى حدث أن غضب الحاكم على الخولي وركب لوقته إلى البستان وأمر بقطع عنقه. وقد تم ذلك فى نفس الموضع الذى ضرب له فيه البابا المطانية وفى نفس الساعة. وقال الحاكم للأساقفة المُنشقين: " كونوا جميعاً شرعاً واحداً، وأطيعوا رئيسكم ". وهكذا تم الصُّلح بين الجميع وذهبوا إلى كنيسة القديس مرقوريوس وقاموا بصلاة القداس يومي السبت والأحد ورجعوا إلى كراسيهم فرحين.وقضى هذا البابا على الكرسي أربع عشرة سنة وشهرين وثلاثة عشر يوماً. ثم تنيح بسلام. صلاته تكون معنا. آمين.
    3 ـ وفيه أيضاً تذكار الملاك ميخائيل، رئيس الملائكة، الشفيع فى جنس البشر، الذى ظهر ليشوع بن نون وقال له: " أنا رئيس جند الله ". وعضده وحطم العمالقة، وأسقط مدينة أريحا فى يده، وأوقف له الشمس.شفاعته تكون معنا. آمين.
    وكان الوثنيون بالإسكندرية، يعبدون الصنم زُحَل، صاحب التمثال الذى بَنَته كليوباترا فى اليوم الثانى عشر من شهر بؤونه.وفى أيام الملك قسطنطين، وعهد البابا الكسندروس، أخذ فى وعظ الجميع مُظهراً لهم خطأ عبادة الأوثان التى لا تعقل ولا تتحرك وخطأ تقديم الذبائح لها. ثم حول هيكل هذا الصنم إلى كنيسة بِاسم الملاك ميخائيل بعد أن حطم التمثال، وطلب منهم أن يذبحوا الذبائح لله الحيِّ ويوزعوها على الفقراء الذين دعاهم إخوته، حتى يكسبوا بذلك شفاعة الملاك ميخائيل. وكانت هذه الكنيسة تُسمى وقتئذ بكنيسة القيسارية.وقد قيل أن هذا العيد أيضاً أُخِذَ عن المصريين القدماء الذين كانوا يعتقدون أن زيادة النيل تبتدئ فى الليلة الثانية عشرة من شهر بؤونه ( نزول النقطة )، أى دمعة إيزيس آلهة الخصب والنماء. وهى الدمعة التى أراقتها حزناً على زوجها " أوزيريس " إله الخير الذى قتله " تيفون " إله الشرّ.وقد اُستُبدِلَ هذا العيد فى المسيحية بعيد رئيس الملائكة ميخائيل.شفاعته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.
    4 ـ وفى مثل هذا اليوم أيضاً: تنيحت القديسة أوفيمية. وكانت زوجة لرجل يتقـي اللـه ويعمل صدقـات كثيرة. وكان يهتم بثلاثة أعياد كـل شـهر وهى: تذكار الملاك ميخائيل فى الثانى عشر، وتذكار والدة الإله فى الحادي والعشرين، وتذكار البشارة والميلاد والقيامة فى التاسع والعشرين. ولما دنت ساعة وفاته أوصى زوجته بحفظ هذه العادة، وأن لا تقطع عمل الصدقات، خصوصاً فى الأعياد الثلاثة. فأحضرت صورة الملاك ميخائيل. وبعد وفاة زوجها ثابرت على تنفيذ وصيته. فحسدها الشيطان وأتاها فى شكل راهب، وجعل يحدثها ويؤكد لها أنه مشفق عليها. ثم أشار عليها أن تتزوج لتُرزق أولاداً، وأن تكف عن عمل الصدقات لئلا ينفذ مالها. وقال لها: إن زوجك قد نال الملكوت فلا يحتاج إلى صدقة. فأجابته قائلة: إنني قطعت مع نفسي عهداً بأن لا ألتصق برجل بعد زوجي، وزادت بقولها: إذا كانت الطيور كاليمام والغربان لا تعرف ذكراً آخر بعد الأول. فأولى بالبشر الذين خُلِقوا فى صورة الله ومثاله أن يكونوا هكذا. فتركها الشيطان غاضباً.ولما أتى يوم عيد الملاك وقد جهزت كل ما يلزم كعادتها ظهر لها الشيطان فى زي ملاك وأعطاها السلام قائلاً: أن الملاك ميخائيل، أرسله إليها يأمرها أن تترك الصدقات، وتتزوج برجل مؤمن. ثم قال لها: إن امرأة بدون رجل كسفينة بغير رئيس. وصار يورد لها من الكتاب المقدس أدلة عن إبراهيم وإسحق ويعقوب وداود وغيرهم ممن تزوجوا وأرضوا الله. فأجابته قائلة: إن كنت ملاك الله، فأين الصليب علامة جنديتك، لأن جندي الملك لا يخرج إلى مكان إلا ومعه هذه العلامة. فلما سمع منها هذا الكلام عاد إلى شكله الأول ووثب عليها يريد خنقها. فاستغاثت بالملاك ميخائيل صاحب العيد، فخلَّصها فى الحال. ثم قال لها: هيا رتبي أمورك لأنك فى هذا اليوم تنتقلين من هذا العالم، وقد أعد لكِ الرب ما لم تره عين ولا سمعت به أذن ولم يخطر على قلب بشر. وأعطاها السلام وصعد إلى السماء.أما القديسة فإنها بعد انتهاء العيد، استدعت إليها الأب الأسقف والكهنة وسلَّمت لهم أموالها لتوزيعها على المحتاجين، ثم تنيحت بسلام.صلاتها تكون معنا. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 102 : 17 ، 18 )
    بارِكوا الربَّ يا جميع ملائكتَهِ. المُقتدِرينَ بقوتهم الصَّانعينَ قولهُ. بارِكوه يا جميع قوَّاتهِ. خُدَّامهُ العاملينَ إرادتَهُ. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 13 : 24 ـ 43 )
    وضربَ لهم مثلاً آخرَ قائلاً: " تُشبِه ملكوت السَّموات رجلاً زرع زرعاً جيداً فى حقلهِ. وفيما النَّاس نيامٌ جاء عدُّوه وزرع زواناً فى وسط القمح ومضى. فلمَّا نبت القمح وأثمر، حينئذٍ ظهر الزَّوان أيضاً. فجاء عبيد ربِّ الحقل وقالوا له: " يا سيِّدنا أليس زَرْعاً جيِّداً زَرَعْتَ فى حقلكَ؟ فمِن أين وُجِدَ فيه هذا الزوان أيضاً؟ فقال لهم: إنسانٌ عدوٌّ فعل هذا. فقالوا لهُ: أتريد أن نذهب ونجمعه؟ أما هو فقال: لا! لئلاَّ تقلعوا القمح مع الزَّوان وأنتم تجمعونه. لكن دعوهما يَنميان كلاهما معاً إلى زمان الحصاد، وفى وقت الحصاد أقول للحصَّادين: اجمعوا الزَّوان أوَّلاً واربطوه حزماً ليُحرق بالنَّار، وأمَّا القمح اجمعوه إلى مخزني ". وقَدَّم لهم مثلاً آخر قائلاً: " تُشبِه ملكوت السَّموات حبَّة خردلٍ أخذها إنسانٌ وزرعها فى حقلهِ وهى أصغر جميع البذور. ولكن متى نمت فهى أكبر البقول جميعها، وتصيرُشجرةً، حتى أن طيورالسَّماء تأتي وتستظلُّ في أغصانها ".وقال لهم مثلاً آخر قائلاً: " تُشبِه ملكوت السَّموات خميرةً أخذتها امرأةٌ وخبَّأتها فى ثلاثةِ أكيالٍ دقيقٍ حتى اختمر العجين جميعهُ ". هذا كلُّهُ خاطب به يسوع الجموع بأمثالٍ، وبغير مثلٍ لم يكُن يكلِّمهم، لكي يتمَّ ما قيل بالنبيِّ القائل: " سأفتحُ بأمثالٍ فمي، وأنطقُ بمكتوماتٍ مُنذُ إنشاء العالم ". حينئذٍ صرفَ يسوع الجموع وجاء إلى البيتِ. فجاء إليهِ تلاميذهُ قائلينَ: " فسِّر لنا مَثل زوان الحقل ". أمَّا هو فأجاب وقال لهم: " الزَّارع الزَّرع الجيِّد هو ابن البشر. والحقل هو العالم. والزَّرع الجيِّد هو بنو الملكوت. والزَّوان هم بنو الشِّرِّير. والعدوُّ الذي زرعهُ هو إبليس. والحصاد هو انقضاء هذا الدهر. والحصَّادون هم الملائكة. فكما يُجمَع الزَّوان أوَّلاً ويُحرق بالنَّار، هكذا يكون فى انقضاء هذا العالم: يُرسِل ابن البشر ملائكتَهُ فيجمعون من ملكوتهِ جميع المعاثر وفاعلي الإثم، ويطرحونهم فى أتون النَّار. حيث هناك يكون البُكاء وصرير الأسنان. حينئذٍ يُضيءُ الأبرار كالشَّمس فى ملكوت أبيهم. مَن لهُ أُذُنَانِ للسَّمعِ فليَسمَعْ ".
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

06-20-2014, 05:29 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 22-10-2006

    الذات تلد جمهرة من الخطايا

    1- لعل أول خطية للآن هي الأنانية:

    وفيها الإنسان يتمركز حول ذاته، لا يفكر إلا فيها هي، وأن يكون لها كل ما تريد. وفي ذلك يفضلها على الكل. فإذا اصطدمت ذاته بمحبة إنسان، يفضّل ذاته على هذا الإنسان. وإن تعارضت رغبات ذاته مع بعض المبادئ أو القيم، فإنه يضحى بكل المبادئ والقيم لكي يحقق ما ترغبه ذاته. بل إن اصطدمت ذاته بمحبة الله أو بطاعة وصاياه، فإنه يفضلها على كل وصايا الله، ويكسر تلك الوصايا لأجلها.

    وطبعًا لكل هذا نتائجه في حياته بصفة عامة...

    2- أيضًا المحب لذاته قد يصبح لحوحًا يتعب غيره:

    إنه يريد أن ينفذ فكره أو رغبته بكافة الطرق وبكل سرعة! لذلك يلجأ إلى الإلحاح الشديد الذي يتعب أعصاب غيره. وذلك بتكرار الطلب، والضغط على تنفيذه الآن، وكما هو، وبسرعة، مهما كانت هناك عوائق تمنع من ذلك، ومهما كان الوقت غير مناسب!! ولكن الأنا تريد، ولا يهمها إحراج من تطلب منه، أو إعاقته عن عمله.. وإذا اعتذر، لا يهمه عذره، وتعاود الإلحاح مرة أخرى، وتضغط...

    وبهذا يصبح التعامل مع مثل هذه الأنا صعبًا جدًا...

    3- والذات تقود كذلك إلى الرياء:

    فالذي يحب ذاته، يريد أن الناس يرون هذه الذات في أجمل صورة، وأن يراه الناس على غير حقيقته، فيبدو أمامهم فاضلًا وبارًا، مهما كان في داخله عكس ذلك، ومهما كانت له خطايا مخفاة! وهكذا ينال منهم مديحًا لا يستحقه. وهو لا يهمه التقدير الحقيقي لذاته، إنما يكفيه المظهر الخارجي مهما كان خادعًا للناس. وكل هذا رياء. على أن الرياء لابد أن ينكشف ولو بعد حين. وكما قال الشاعر:

    ثوب الرياء يشفّ عما تحته... فإذا التحفت به فإنك عارٍ

    4- وفي سبيل محبة الذات يقع أيضًا في الكذب:

    والمعروف أن الكذب هو غطاء للذات، تغطي به أخطاءها ونقائصها، حتى لا تنكشف أمام الآخرين. فتنكر ما فعلته من خطأ. وإن انكشف إنكارها، تخفيه بكذب آخر... وهكذا لكي تبدو ذاتها بلا عيب!

    كذلك قد يكون الكذب أحيانًا هو وسيلة الذات التي توصلها إلى أغراضها. فتلتمس الحيل وتخترع الأسباب لكي تصل إلى ما تريد...

    وسواء كان الكذب هو وسيلة للذات في أغراض آثمة تريدها، أو لإخفاء أمور آثمة لا تحب أن تنكشف.. فالذات هي الدافع في كليهما...

    5- ومحبة الذات تكون بعيدة دائمًا عن العطاء والبذل وخدمة الآخرين:

    فالذي يحب ذاته لا يريد أن يعطي، لأنه باستمرار يريد أن يأخذ ويزداد، لا أن ينقص ما عنده، بالعطاء. وإن حدث أنه أعطى في يوم ما، إنما لكي يأخذ من وراء ذلك مديحًا أو سمعة طيبة، وليس حبًا في الناس وإراحتهم. وهو لا يعرف خدمة الآخرين، لأنه لا يحس باحتياجاتهم بسبب تمركزه حول ذاته. وإن دخل ذات يوم في مجالات الخدمة العامة، فلا يكون ذلك إلا بحثًا وراء السلطة والشهرة والنفوذ والمظهر الخارجي، لكي ينال اسمًا في المجتمع!!

    6- ومحبة الذات تقود إلى الإنفراد بالسلطة:

    فمحب الذات إذا دخل في إدارة ما، يريد أن يجمّع كل السلطات في يديه. ويقول لا يتم شيء إلا بإذني وبمشورتي وفكري. فالقرار هو قراري، والتدبير هو تدبيري، وهكذا لا يشترك معه أحدًا في النفوذ. يذكّرنا بإمبراطور فرنسا الذي قال L'Etat est moi أي الدولة هي أنا.

    وهكذا فإن الحكم الديكتاتوري في التاريخ أساسه الذات، لأنه حكم الفرد الواحد، أي الذات المنفردة بالسلطة...

    7- والمحارب بالأنا من الصعب أن يتعاون مع أحد:

    لأنه يريد أن عقله هو الذي يسود. فالمتعاون معه إما أن يكون خاضعًا لفكره أو على الأقل متماشيًا معه، وإلا يصطدمان أو ينفصلان!

    * أيضًا من الأنا وعنادها تتولد الانقسامات والصراعات...

    ومن الأنا تتسبب الخلافات العائلية، حيث يتسبب كل فرد برأيه. وقد يصل الأمر إلى المحاكم والقضايا، وما يسبق ذلك من شقاق وشجار وانفعال. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وفي كل ذلك لا يفكر أي شخص في سعادة غيره ولا في إرضائه. بل هي الذات التي لا تفكر إلا في راحتها، ولو تبني راحتها على تعب الآخرين! ولا تفكر إلا في كرامته هي وحقوقها سواء كان ذلك داخل الأسرة أو خارجها.

    بل من الذات أيضًا تتسبب الحروب، ولكن على مستوى الدول...

    8- والمحارب بالذات، ما أسهل أن يصير عدوانيًا:

    فيقف موقفًا عدوانيًا ضد كل من يقف في طريق ذاته موقفًا معارضًا أو منافسًا، أو من يظنه كذلك. ذلك لأنه لا يحب أن ينافسه أحد! لذلك فإن معارضة الغير له تسبب له غضبًا، ويتحول الأمر إلى خصومة. وتشتد الخصومة فتتحول إلى حقد. ذلك لأنه لا يستطيع أن يغفر الإساءة بسهولة! وإذا طال الوقت، وشعر أن ذاته لم تنل حقها... حينئذ قد يفكر في إرضاء ذاته بالانتقام. وهنا يصبح عدوانيًا...

    ولا شك أن كل جرائم الأخذ بالثأر سببها الذات.

    9- الإنسان الواثق بذاته، يفرض هذه الذات وطلباتها على الله نفسه!

    فهو لا يقول للرب في صلاته "اكشف يا رب ما تريد في أن أفعل... ولتكن مشيئتك". ولا يطلب إرشاد الله له، إنما يفرض على الله طلباته! وكأنه يقول "هذا الموضوع الذي أعرضه اليوم عليك يا رب: أنا قد درسته جيدًا. وبقى عليك أن تنفذه لي. وأن تفعل كذا وكذا لي!! وليس فقط يفرض مشيئته على الله دون أن يطلب معرفة مشيئة الله! بل بالأكثر يطلب أن يكون ذلك بسرعة وبغير إبطاء!!

    وهو أيضًا يراقب أعمال الناس، ويحاول أن يفرض إرادته عليهم!

    10- والذي يحاول أن تكبر ذاته في عينيه، يتخيل ذلك في أحلام اليقظة:

    وهى محاولة لتكبير الذات ولو في عالم الخيال. أو هي صورة للذات التي لا يشبعها الواقع الذي تعيش فيه، فتلجأ إلى إشباع ذاتها بأحلام اليقظة. فتتخيل أنها صارت كذا وكذا، وفعلت كذا وكذا. ونالت من الناس ألوانًا من الإعجاب والتوفير والتمجيد!! وهكذا تعيش في جو من المجد الباطل Vain glory. ثم تصحو منه لترى أنه ليست لها القدرة لتصل إلى ما تخيلته في أحلامها!!
    +++
                  

06-20-2014, 04:25 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الكرام ..

    اليوم الجمعة ..

    وبعد قليل ..

    أبونا الورع مكارى يونان ..

    وعلى قناة الكرمة ...

    ومن على هذا الرابط ...

    http://alkarmatv.com/alkarma-tv-live-streaming

    الرب يبارك حياتكم ...

    أخوكم وعمكم العجوز ...
    أرنست
    +++
                  

06-20-2014, 04:33 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الكرام ..

    اليوم الجمعة ..

    الآن ..

    أبونا الورع مكارى يونان ..

    وعلى قناة الكرمة ...

    ومن على هذا الرابط ...

    http://alkarmatv.com/alkarma-tv-live-streaming

    الرب يبارك حياتكم ...

    أخوكم وعمكم العجوز ...
    أرنست
    +++
                  

06-21-2014, 04:13 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 29-10-2006

    اتجاهات ثلاثة: الفردي - الاجتماعي - نحو الله

    أمام البشر جميعًا ثلاثة اتجاهات في الحياة هي الاتجاه الفردي، والاتجاه الجماعي، والاتجاه نحو الله... وقد يختار البعض اتجاهًا واحدًا من هذه الثلاثة يسلكون فيه ويركزون عليه. وقد يجمع البعض بين اتجاهين. وما أقل الذين يسلكون في الاتجاهات الثلاثة كلها بحكمة

    أما الاتجاه الفردي واجبات الإنسان نحو نفسه وحدها. بينما الاتجاه الاجتماعي فيشمل واجبات الشخص نحو المجتمع الذي يعيش فيه. كما أن الاتجاه الثالث فيهتم الإنسان بواجباته نحو الله في العبادة والسلوك الروحي.

    الاتجاه الفردي

    فيه يهتم الإنسان كيف يبنى ذاته في كل ما يرفع مستواه:

    * كأن يهتم بعقله وذكائه وفهمه. وينمى مواهبه في ذلك، كما يعمل على اكتساب مواهب أخرى. وربما يدخل في تدريبات عقلية لتنمية الذاكرة أو الفهم، أو الاستنتاج، أو سرعة البديهة، أو حل مشكلات عقلية أو ألغاز لتنمية الذكاء أو قوة الملاحظة... فيصير بهذا كله شخصًا لماحًا، يدرك بسرعة ما لا يدركه غيره. وينظر إلى الأمر الواحد من عدة زوايا. ويحسب توقعات لكل ردود الفعل لكل عمل يقوم فيه. وبهذا يكتسب فراسة تنفعه...

    * وقد يهتم بثقافته ومعرفته: فيضيف إلى عقله وذكائه كثيرًا من المعلومات في عديد من العلوم والفنون. ويصبح واسع الإطلاع له دراية بأمور متعددة سواء من الناحية النظرية أو الناحية العملية والخبرة...

    * وقد يهتم أيضًا بأن تكون له نفسية سويّة، بعيدة عن الخوف والاضطراب والقلق. وما إلى ذلك من الأمراض النفسية. وإن كان يحاربه شيء من هذا كله، يحاول أن يحلله ويعرف أسبابه ويعالجه، حتى لا يقع فيه... وهكذا يصل إلى الصفاء النفسي...

    * وقد يهتم البعض برفاهية نفسه ومتعتها، فيحيطها بكل ما يمكنه من أسباب التسلية والمتعة، بحيث أن تكون بريئة. وهكذا يقضى وقته في ألوان من الترفية من قراءات والعاب وموسيقى ومن سائر الفنون... والبعض يجد متعة في نوع من الرياضة يمارسه أو ينبغ فيه أو يكتفي بالفرجة على أبطاله.

    * وربما يهتم البعض بقوة جسده أو صحته، ويرى أن ذلك يساعده على رفاهية الحياة والبعد عن المرض والألم. لذلك يضع لنفسه نظامًا ثابتًا للراحة، ونظامًا يوميًا للرياضة، ونظامًا في التغذية والتقوية...

    إن كان رجلًا يهمه قوة جسده وصحته. وإن كانت امرأة فإنه يهمها جمال جسدها ورشاقته. وكل من الاثنين يبذل وقتًا من أجل الاهتمام بالجسد.

    وغالبية الناس- من الناحية الفردية- يهمهم النجاح في الحياة:

    سواء الطالب في دراسته، أو الموظف في عمله، أو رجل الأعمال في مشروعاته، وبالمثل العالم والمفكر. كذلك رب الأسرة وصاحب أي مسئولية، يهمه النجاح في مسؤوليته.

    ولكن يختلف الناس في مستوى النجاح الذين يسعون إليه: هل هو نجاح عادى أم متفوق أم عبقري، أم له رقم قياسي... كما يختلفون في طريقة الوصول إلى هذا النجاح. والبعض يقيس نجاحه بالمركز الذي يصل إليه في حياته العملية. والبعض الآخر يقيس نجاحه بمدى إتقانه للعمل الذي يعمله مجردًا من عنصر المكافأة عليه.

    كل هذا وما يشبهه يدخل في الاتجاه الفردي.

    الاتجاه الاجتماعي:

    وفيه الفضائل التي يمارسها الإنسان وسط الناس أو في علاقته معهم.

    ومنها: فضيلة الاحتمال وعدم الغضب أو النرفزة:

    سواء الغضب داخل نفسه من تصرفات تحدث له من آخرين، أعنى الغضب المكبوت. أو غضب آخر ثائر لا يستطيع ضبطه، ويكون له أثره في علاقته مع غيره. يضاف إليه ما يصاحب هذا الغضب من أخطاء ومن قرارات لها خطورتها...

    * فالإنسان الفاضل على المستوى الاجتماعي يضبط نفسه وقت الغضب

    ويحرص ألا تصدر منه إهانة لغيره أثناء غضبه، ولا جرح لشعوره. لا بكلمة شتيمة ولا بكلمة تهديد. كما يحرص ألا يفقد أعصابه ويعلىّ صوته. إنما يكون متزنًا مالكًا لنفسه. لا تزعزعه إهانة من غيره، ولا تهبط بمستواه. كذلك في غضبه لا يستخدم العنف الجسماني، كالذي يدخل في عراك يستعمل فيه الضرب واللكم أو ما هو أسوأ من ذلك. فإن هذا كله يهبط بمستواه الاجتماعي، وهو ضد كرامته وسمعته وسط الناس.

    * البعد عن الغضب فضيلة سلبية، تقابلها إيجابيًا البشاشة والوداعة:

    فالإنسان الفاضل اجتماعيًا يكون بشوشًا له ملامح مريحة تجعل الآخرين يحبونه. وقد يتصف بالمرح البريء وباللطف وبروح الدعابة، فيفرح من يختلط به، وتلذ له عشرته. ويبسط على جلسته مع الآخرين روح الصفاء والود.

    وهو يتصف بالوداعة وطيبة القلب، وسعة الصدر في التعامل مع الآخرين. ولا يسمح بأن تتأزم الأمور بينه وبين غيره. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وما أسهل أن يرد على إساءة الغير بفكاهة تجعله يبتسم، وتزول روح التوتر..

    وهكذا ينطبق عليه المثل العامي بأنه (إنسان بحبوح).

    * وعكس ذلك كله -من الناحية الاجتماعية- الإنسان النكدي...!

    الذي بروح النكد يخسر الناس. فالآخرون يبعدون عن عشرته خوفًا من أن يفقدوا معه سلامهم الداخلي. ومن أمثلة ذلك الزوجة النكدية التي في كل مرة تقابل زوجها بالبكاء والحزن، والتحقيقات الكثيرة، والعتاب الشديد على أتفه الأمور..! وبهذا تجعل زوجها يهرب من منزله، ويفضّل قضاء الوقت مع أصدقائه بعيدًا عن النكد..!

    3- الرجل الفاضل، يتصف أيضًا بالتعاون، وحسن التعامل، وخدمة الغير

    فهو لا يعيش لنفسه فقط، إنما يكون خدومًا للآخرين، يساهم معهم في أمورهم ويتعاون معهم. ولا يدخل في مشاكل مع أحد. ويتحاشى كل ما يضر بالغير. يجد فيه الناس حسن التعامل، فيطمئنون إليه ويحبونه.

    ويتبادلون معه نفس الروح والأسلوب. ويرتبط بالصداقة مع كثيرين...

    4- والإنسان الفاضل اجتماعيًا، يتميز بالكلام الطيب:

    حقًا إن الإنسان: بكلامه يتبرر، وبكلامه يدان. والرجل الفاضل لا تصدر منه إلا الكلمة الحلوة التي تجذب الناس إليه. وله اللسان النقي، الذي لا يجرح ولا يُحرج...

    * وهو يتميز أيضًا بالصدق. وصدقه يجعله موضع ثقة الناس. فهم يطمئنون إلى صحة كلامه، وصحة ما ينقله إليهم من الأخبار، وبخاصة إذا ما كان يتميز أيضًا بالدقة التامة وعدم المبالغة. أما الكذوب فيفقد ثقة الآخرين وبخاصة إذا انكشف، وهو يفقد احترام الناس مهما كان مركزه.

    * والرجل الفاضل يتميز أيضًا بعفة اللسان:

    فهناك ألفاظ لا يستطيع الإنسان العفيف أن ينطق بها، إن كانت خارجة عن حدود الأدب أو الذوق، أو تخدش مسامع الفضلاء! لهذا فهو مهذب في ألفاظه، ينتقيها انتقًاء. وهو يبعد عن الألفاظ الجنسية، وعن الفكاهات الرديئة وعن ألفاظ المجد، وعن الشتيمة والسباب، وعن التشهير ومسك سيرة الآخرين، أو تناولهم بالتهكم والحط من قيمتهم...

    *والإنسان الفاضل يستفيد الناس من علمه ومعرفته وحتى من أسلوب كلامه.

    وهو لا يضيع وقت غيره في ثرثرة، ولا يتحدث في أمور ليست من اختصاصه، ولا من تخصصه. بل يقول الكلمة المتزنة الموثوق بها التي لها مراجعها، والكلمة التي تضيف إلى سامعه ما ينفعه وما يحتاج إليه...

    5- الإنسان الفاضل من صفاته أيضًا الشفقة والعطاء:

    كما لو كان كل من يقابله يأخذ منه شيئًا... إن لم يكن نفعًا ماديًا، فعلى الأقل يحس أنه يشعر باحتياجاته وظروفه ويتعاطف معه في إشفاق وبإخلاص...

    6- كذلك الإنسان الاجتماعي الفاضل هو إنسان عادل منصف:

    يعطى كل ذي حق حقه. لا يظلم أحدًا، ولا ينحاز إلى أحد ضد أحد. بل هو منصف في كل أحكامه ومعاملاته. ويأخذ للآخرين حقهم حتى من نفسه! ولا يمكن أن يرتفع على حساب غيره، أو ينال راحته على تعب غيره. وهو مستعد أن يعتذر لأي إنسان له حق عليه، فينصفه ويعطيه حقه...

    7- والإنسان الاجتماعي الناجح يتصف بالنشاط والحيوية:

    إنه لا يكون خاملًا أبدًا في المجتمع الذي يعيش فيه. بل هو شعله من نشاط. أينما حلّ يملأ المكان حركة وبركة. وكل مسئولية يقوم بها، يظهر فيها إنجازه وإنتاجه، ويشعر الكل أنه دائمًا يعمل. وهو لا يكسل ولا يبحث عن راحته، بقدر ما يسعى إلى نجاح العمل. وهكذا يعجب الناس بحيويته، ويصبح موضع ثقة في كل ما يتولاه من مسئوليات، غير شهوته لمسئوليات أكبر..

    +++
                  

06-22-2014, 09:33 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    (يوم الاحد)
    صوم الرسل
    22 يونيو 2014
    15 بؤونة 1730
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 6 : 1 ، 33 : 15 )
    ياربُّ لا توبِّخني بغضبك. ولا تؤدِّبني بغيظك. لأنِّي تَوكَّلتُ عليكَ ياربُّ. وأنتَ تَستجيبُ ياربي وإلهي. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 7 : 7 ـ 12 )
    " اسألوا تُعطوا. اُطلُبوا تجدوا. اِقرعوا يُفتح لكُم. لأنَّ كلَّ مَن يَسأل يأخُذ، ومَن يَطلُب يجد، ومن يقرع يُفتح لهُ. أم أَيُّ إنسانٍ منكم يسأله ابنهُ خُبزاً، فيُعطيه حجراً؟ أو يسأله سمكةً فيُعطيهِ حيَّةً؟ فإن كُنتم وأنتُم أشرارٌ تعرفون أن تُعطوا أولادكم عطايا جيِّدةً، فكم بالحريِّ أبوكُم الذي في السَّموات، يُعطي الخيرات للذين يسألونه! فكلُّ ما تُريدون أن يفعل النَّاس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم، لأن هذا هو النَّاموس والأنبياء.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 37 : 22 ، 23 )
    لا تُهملني يا إلهي. ولا تتباعد عنِّي. التفت إلى معونتي ياربُّ خلاصي. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 24 : 1 ـ 12 )
    ثمَّ في أول الأُسبوع، باكراً جداً، أتينَ إلى القبر‎ وقدَّمنَ الحنوط الذي أعددنه، ومعهُنَّ نسوة أُخرياتٍ. فوجدنَ الحجر مُدحرجاً عن باب القبر، فدخلنَ ولم يجدنَ جسد الربِّ يسوع. وحدث بينما هُنَّ مُتحيِّراتٍ من أجل هذا، إذا رجلان وقفا فوقهنَّ بثيابٍ برَّاقةٍ. وإذ كنَّ خائفاتٍ ونكَّسن وجوههُنَّ إلى الأرض، قالا لهُنَّ: " لماذا تطلُبن الحيَّ بين الأموات؟ ليس هو ههنا لكنَّه قام! اُذكرنَ كيف كلَّمكُنَّ وهو بعد في الجليل قائلاً: إنه ينبغي أن يُسلَّم ابن الإنسان في أيدي أُناس خُطاةٍ، ويُصلب، وفي اليوم الثَّالث يقوم ". فتذكَّرنَ كلامه، ورجعنَ من القبر، وأخبرنَ الأحد عشر وجميع الباقين بهذا كلِّه. وكانت مريم المجدليَّة ويونَّا، ومريم أُمُّ يعقوب والباقيات معهُنَّ، اللَّواتي قُلنَ هذا للرُّسل. فتراءى كلامهُنَّ لهم كالهذيان ولم يصدِّقوهُنَّ. فقام بطرس وركض إلى القبر، وتتطلع داخلاً ورأى الثِّياب وحدها، فمضى إلى بيته مُتعجِّباً ممَّا كان.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس
    ( 4 : 1 ـ 16 )
    هكذا فليحسبنا النَّاس كخُدَّام المسيح، ووكلاء سـرائِر الله، ثمَّ يُسأل في الوكلاء لكي يوجد الإنسان أميناً. وأمَّا أنا فأقَلُّ شيءٍ عندي أن يُحكَم فيَّ منكم، أو من يوم بشرٍ. بل لستُ أحكُم في نفسي أيضاً. فإنِّي لستُ أعرف شيئاً من ذاتي. لكنَّني لست بذلك مُبرَّراً. ولكنَّ الذي يَحكُم فيَّ هو الربُّ. إذاً لا تحكموا في الشيءِ قبل الوقت، حتَّى يأتي الربُّ الذي سيُنيرُ خفايا الظَّلام، ويُظهِر آراء القلوب. فحينئذٍ تكون الكرامة لكلِّ واحدٍ من الله. فهذا يا إخوتي حوَّلته تشبيهاً إلى نفسي وإلى أبُلُّوس من أجلكم، لكي تتعلَّموا فينا أن لا تفتكروا فوق ما هو مكتوبٌ، كي لا ينتفخ أحدٌ لأجل الواحد على صاحبه. لأنه مَن يُميِّزك؟ وأي شيءٍ لك لم تأخذه؟ وإن كنت قد أخذت، فلماذا تفتخر كأنَّك لم تأخُذ؟ إنَّكم قد شبعتم! قد استغنيتم! ومَلَكتُم بدوننا! وليتكم مَلَكتُم لنَملِك نحنُ أيضاً معكم! فإنِّي أظن أنَّ الله أظهرنا نحنُ معشر الرُّسل آخِرِين، كأنَّنا محكومٌ علينا بالموت. لأنَّنا صِرنا منظراً للعالم، للملائكة والنَّاس. نحن جُهَّالٌ من أجل المسيح، وأمَّا أنتم فحكماء في المسيح! نحن ضعفاءُ، وأمَّا أنتم فأقوياء! أنتم مُكرَّمون، وأمَّا نحن فبلا كرامةٍ! إلى هذه السَّاعة نجوع ونعطش ونَعْرَى ونُلْكَمُ وليس لنا إقامةٌ، ونتعب عاملين بأيدينا. نُشتَمُ فنُبارِك. نُضطهد فنحتمل. يُفترى علينا فنطلب. صِرنا كأقذار العالم ووس خ كل شيءٍ إلى الآن. ليسَ لكي أُخجِّلكم أكتب بهذا، بل كأولادي الأحبَّاء أُؤدِّبكم. لأنَّه وإن كان لكم ربواتٌ من المُرشِدين في المسيح، لكن ليس آباءٌ كثيرون. لأنِّي أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل. فأطلب إليكم أن تكونوا مُتمثِّلينَ بي.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الثانية
    ( 1 : 19 ـ 2 : 1 ـ 9 )
    وثابتٌ عندَنا كلام الأنبياء، هذا الذي هو نعم ما تصنعونه، إذا تأملتم إليه كمثل سراج مُضئ في موضع مُظلم، حتى يظهر النَّهار، والنُّور يشرق ويظهر في قلوبكم، عالمين هذا أولاً: أن كلَّ نبوَّات الكُتب ليس تأويلها فيها من ذاتها خاصةً. وليست بمشيئة البشر جاءت نبوَّةٌ في زمانٍ، بل تكلَّم أُناس بإرادة الله بالرُّوح القدس. وقد كان أنبياءُ كذبةٌ في الشَّعب، كما سيكون فيكم مُعلِّمون كذبةٌ، هؤلاء الذين يَدُسُّون بدع هلاكٍ. والسَّيد الذي اشتراهُم يجحدونه، ويجلبون على أنفسهم هلاكاً سريعاً. وكثيرون ينجذبون نحو نجاساتهم. ومن قِبلهم يُجَدَّف على طريق الحقِّ. وبالظُّلم وكلام الباطل يتَّجرون بكم. هؤلاء الذين دينونتهم مُنذ البدء لا تبطُل، وهلاكهم لا ينعس. فإن كان الله لم يُشِفق على الملائكة الذين أَخطأُوا، لكن أسلَمهم في وثاق الظُّلمة والزَّمهرير، ليُحفَظوا للدينونة مُعذَّبين. ولم يُشفق على العالم الأوَّل، لكن نوح الثَّامن المُنادي بالبرِّ حفظه، وأتى بماء الطوفان على العالم المُنافق. والمُدن الأُخر سَدوم وعَمورة أحرقهما، وحكم عليهما بالخراب، وجعلهما عِبْرَةً للمُنافقين الذين سيكونون، والصِّدِّيق لوط خلَّصه من ظُلمهم، ومن تقلبهم الردئ وسلوكهم النَّجِس. لأنه بالنَّظر والسَّمع كان الصِّدِّيق ساكناً بينهم، ويوماً فيوماً كانوا يُحزنونَ نفس الصِّدِّيق بأعمالٍ مُخالفةٍ للنَّاموس. يَعلَمُ الربُّ أن يُنقِذَ الأتقياءَ مِن التَّجارب، ويحفظ المُنافقين إلى يوم الدِّين مُعَذَّبينَ.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 17 : 1 ـ 12 )
    فلمَّا اجتازوا في أمفيبوليس وأبولونيَّة، أتيا إلى تسالونيكي، حيث كان مجمع اليهود. فدخل بولس إليهم حسب عادته، وتكلَّم معهم من الكُتب ثلاثة سبوتٍ، موضِّحاً ومبيِّناً أنَّه كان ينبغي أن المسيح يتألَّم ويقوم من بين الأموات، وأن هذا هو يسوع المسيح هذا الذي أُبشِّركُم به. فآمن قومٌ منهم وانحازوا إلى بولس وسيلا، وجمعٌ كثيرٌ من المُتعبِّدين ومن اليونانيِّين، ومن النِّساء المُتقدِّمات ( عددٌ ) ليس بقليلٍ. فغار اليهود واتَّخذوا رجالاً أشراراً من أهل السُّوق، وجمعوا جمعاً وهيَّجوا المدينة، وقاموا على بيت ياسون طالبين أن يُحضِروهما إلى الجمع. ولمَّا لم يجدوهُما، جرُّوا ياسون وآخَرين من الإخوة إلى رؤساء المدينة صارخين: " إنَّ هؤلاء الذين أقلقوا المسكونة حضروا إلى هَهُنا أيضاً. وقد قَبِلهم ياسون. وهؤلاء كلُّهم يُقاومون أوامر المَلك قائلين إنَّه يوجد مَلكٌ آخر: يسوع! فأزعجوا الجمع ورؤساء المدينة إذ سمعوا هذا. ولما أخذوا كفالةً من ياسون ومن الباقين، أيضاً أطلقوهُم. وأمَّا الإخوة فللوقت ودَّعوا بولس وسيلا ليلاً إلى بيريَّة. وهما لمَّا وصلا إلى هناك دخلا إلى مجمع اليهود. وكان هؤلاء أشرف من الذين في تسالونيكي، فقبلوا الكلمة بكل سُرور فاحصينَ الكتب كل يوم: هل هذه الأُمورهكذا؟ فآمن منهم كثيرون ومن النِّساء اليونانيَّات الشَّريفات ومن الرِّجال ( عددٌ ) ليس بقليل.
    ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )

    السنكسار
    اليوم الخامس عشر من شهر بؤونه المبارك
    1. تسلُم رفات القديس العظيم مار مرقس الرسول من يد البابا بولس السادس بابا روما
    2. تكريس كنيسة مار مينا بمريوط
    1 ـ فى مثل هذا اليوم من سنة 1684 للشهداء الأطهار الموافق السبت 22 من شهر يونية سنة 1968 م وفى السنة العاشرة لحبرية البابا كيرلس السادس وهو البابا المائة والسادس عشر فى سلسلة باباوات الكرازة المرقسية تسلم الوفد الرسمي الموفد من قِبل البابا كيرلس السادس رفات القديس العظيم مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية والبطريرك الأول للكرازة المرقسية، من يد البابا بولس السادس بابا روما فى القصر البابوي بمدينة الفاتيكان. وكان الوفد مؤلفاً من عشرة من المطارنة والأساقفة بينهم سبعة من الأقباط وثلاثة من المطارنة الأثيوبيين، وثلاثة من الأراخنة . أما المطارنة والأساقفة فهُم على التوالي بحسب أقدمية الرسامة: الأنبا مرقس مطران أبو تيج وطهطا وطما وتوابعها رئيس الوفد، والأنبا ميخائيل مطران أسيوط وتوابعها، الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج والمنشاة وتوابعها، والأنبا بطرس مطران أخميم وساقُلته وتوابعها، والأنبا يوحنس مطران تيجري وتوابعها بأثيوبيا، والأنبا لوكاس مطران أروسى وتوابعها بأثيوبيا، والأنبا بطرس مطران جوندار وتوابعها بأثيوبيـا، والأنبا دوماديـوس أسقف الجيزة وتوابعها، والأنبا غريغوريوس أسقف عام للدراسات اللاهوتية العليا والثقافة القبطية والبحث العلمي، والأنبا بولس أسقف حلوان وتوابعها.وأما الأراخنة المدنيون بحسب ترتيب الحروف الأبجدية فهُم: الأستاذ إدوارد ميخائيل الأمين العام للجنة الملية لأوقاف البطريركية، والأستاذ فرح أندراوس الأمين العام لهيئة الأوقاف القبطية، والأستاذ المستشار فريد الفرعوني وكيل المجلس الملي بالإسكندرية.وقد غادر الوفد البابوي السكندري القاهرة بعد ظهر يوم الخميس 13 بؤونه سنة 1684 ش الموافق 20 يونيه سنة 1968 م فى طائرة خاصة يرافقه فيها نحو 90 من أراخنة القبط بينهم سبعة من الكهنة. وكان فى استقبالهم بمطار روما بعض المطارنة والكهنة موفدين من قبل البابا بولس السادس، وسفير جمهورية مصر العربية لدى الفاتيكان.وتحددت الساعة الثانية عشرة من صباح يوم السبت 15 بؤونه الموافق 22 يونيه لمقابلة الوفد البابوي السكندري لبابا روما وتسلم رفات مارمرقس الرسول. وقُبيل الموعد المحدد بوقت كاف تحرك الرَكب المؤلف من الوفد البابوي السكندري وأعضاء البعثة الرومانية الكاثوليكية برياسة الكاردينال دوفال كاردينال الجزائر ومعه المطران فليبرا اندز أمين عام لجنة العمل على اتحاد المسيحيين والمطران أوليفيتي مطران البندقية ( فينيسيا ) وثلاثة من الكهنة فى موكب رسمي وقد أقلتهم سيارات الفاتيكان الفاخرة تتقدمها الدراجات البخارية إلى القصر البابوي بمدينة الفاتيكان.وفى الساعة عشرة تماماً دخل الوفد البابوي السكندري يتقدمه الأنبا مرقس مطران أبو تيج وطهطا رئيس الوفد، يتبعه المطارنة والأساقفة بحسب ترتيب الرسامة ثم الأراخنة، وكان البابا بولس السادس عند مدخل مكتبــه الخاص واقفاً يســتقبل رئيس وأعضاء الوفــد الواحد بعد الآخر، ثـم جلس على عرشه، وجلس أعضاء الوفد، وبدأ البابا بولس السادس يتكلم وهو جالس يحيي الوفد ومشيداً بالبابا كيرلس السادس وبكنيسة الإسكندرية ويهنيء بافتتاح الكاتدرائية المرقسية الجديدة وباستلام رفات مارمرقس الرسول. ورد الأنبا مرقس رئيس الوفد بكلمة قصيرة قال فيها أنه يحمل إليه تحيات أخيه بابا الإسكندرية ثم سلَّمه خطاباً من البابا كيرلس السادس يوجِّه فيه الشكر إليه ويفيده بأسماء أعضاء الوفد الرسمي الذين انتدبهم نيابة عنه لاستلام رفات مارمرقس الرسول. ثم نهض البابا بولس ونهض أعضاء الوفد معه، وحمل بابا روما ورئيس الوفد السكندري معاً الصندوق الحاوي لرفات مارمرقس، وسار الكل اثنين اثنين فى موكب رسمي وانتقلوا من مكتب البابا إلى قاعة كبيرة كانت قد أُعدت لاستقبال الأقباط المرافقين للوفد الرسمي ليشهدوا اللحظة المُقدسة السعيدة، ووضِع صندوق الرفات على مائدة خاصة ثم تقدم الحبر الروماني وسجد أمام الصندوق وقبَّله، وفعل كذلك الوفد البابوي السكندري وتلاه بقية أعضاء الوفد. وفى أثناء أداء هذه التحية الإكرامية لرفات مارمرقس الرسول كان الكهنة القبط ينشدون الألحان الكنسية المناسبة، وقد استحوزت السعادة على قلوب الجميع مصريين وأجانب ومرت تلك اللحظات رهيبة وسعيدة، وكان الموقف كله مثيراً وقد خيم على القاعة جو عميق من الروحانية والتقوى والقداسة والورع.ثم جلس بابا روما على عرشه وحينئذ نهض الأنبا غريغوريوس وألقى نيابة عن الوفد خطاباً باللغة الإنجليزية نقل فيه تحية البابا كيرلس السادس إلى البابا بولس السادس، مُعبراً عن سعادة مسيحيي مصر وأثيوبيا بعودة رفات مارمرقس الرسول بعد أحد عشر قرناً ظل فيها جسد مارمرقس غريباً عن البلد الذى مات فيه شهيداً.ورد بابا روما فى خطاب رسمي باللغة الفرنسية كان يقرأه وهو جالس على عرشه أشاد فيه بتاريخ كنيسة الإسكندرية، ونضالها الطويل الرائد فى ميدان العقيدة، وأشاد أيضاً بأبطالها وعلمائها من أمثال أثناسيوس الرسولي، وكيرلس عمود الإيمان، وبنتينوس، واكليمندس، راجياً أن يكون حفل اليوم علامة محبة ورابطة تربط بين كنيسة الإسكندرية وكنيسة روما، وطلب البابا الروماني فى خطابه إلى رئيس وأعضاء البعثة البابوية الرومانية أن يحملوا تحياته ومحبته وتقديره إلى البابا كيرلس السادس واكليروس كنيسة الإسكندرية ومصر وشعبها.
    بعد ذلك نهض البابا بولس والأنبا مرقس رئيس الوفد ليتبادلا الهدايا التذكارية فقدم الأنبا مرقس هدايا البابا كيرلس السادس. وهى أربع:
    1 ـ صندوق فاخر مُغطى ومبطن بالقطيفة الحمراء ويحمل كتاب العهد الجديد باللغة القبطية البحيرية، مجلد بجلد فاخر بلون بني ممتاز، وكُتب عليه الإهداء باللغتين القبطية والإنجليزية من البابا كيرلس إلى البابا بولس السادس مع الإشارة إلى تاريخ اليوم وهو السبت 22 يونيه 1968م الموافق 15 بؤونه 1684 للشهداء.
    2 ـ صندوق فاخر مُغطى ومبطن بالقطيفة الحمراء ويشتمل على قطعة نسيج أثرية ثمينة من القرن الخامس والسادس الميلادي عُثر عليهما فى بلدة الشيخ عبادة بمحافظة المنيا، وقد كانت هذه القطعة ضمن محفوظات المعهد العالي للدراسات القبطية بالقاهرة قدمها للبابا كيرلس السادس مساهمة وتعبيراً عن السرور العام بعودة رفات مارمرقس.
    3 ـ صندوق فاخر مُغطى ومبطن بالقطيفة الحمراء ويحمل اسطوانات القداس الباسيلي وألحانه كاملة، التى أصدرها قسم الموسيقى والألحان بالمعهد العالي للدراسات القبطية.
    4 ـ صندوق فاخر مُغطى ومبطن بالقطيفة الحمراء ويحمل سجادة ممتازة طولها متران و 30 سنتيمتراً من صنع فلاحي قرية الحرانية بمصر تحت إشراف الفنان الدكتور رمسيس ويصا واصف الأستاذ بالمعهد العالي للدراسات القبطية، وقد سجل على هذه السجادة رسوم عدة تمثل قصة حياة يوسف الصديق كاملة.
    وقد أُعجب بابا روما بهذه الهدايا الثمينة كل الإعجاب وشكر بابا الإسكندرية شكراً جزيلاً وقال أنه سيحتفظ بهذا كله فى الفاتيكان ذخيرة لكل الأجيال. ثم وزع البابا بولس السادس بيده هدية تذكارية لكل أعضاء الوفد البابوي السكندري عبارة عن صليب رُسِم عليه المسيح مصلوباً ويقف على جانبي الصليب القديس بطرس الرسول على يمين المسيح والقديس بولس الرسول على يساره ومن خلف الصليب نُقِش اسم بولس السادس الحبر الأعظم. كما أهدى البابا لجميع الكهنة والمرافقين ميداليات تذكارية نقشت عليها صورتا ماربطرس وماربولس من جهة، وعلى الوجه الآخر نُقِش صورة بولس السادس الحبر الروماني، ثم قدم البابا الروماني للأنبا مرقس رئيس الوفد البابوي السكندري وثيقة رسمية بتاريخ 28 مايو سنة 1968 م تشهد بصحة الرفات وأنها بالحقيقة رفات مارمرقس الرسول وأنها استخرجت من مكانها الأصلي بكل وقار، وقد وقَّع عليها الأسقف بروفير حارس ذخيرة الكرسي الرسولي ووكيل عام مدينة الفاتيكان. وكانت الساعة قد صارت الأولى بعد الظهر، وبذلك انتهى الحفل الرسمي لتسليم رفات القديس مرقس وعاد الوفد إلى فندق ميكل أنجلو ( الملاك ميخائيل ) بروما." بركة مارمرقس الرسول تشمل الجميع. آمين. "
    2 ـ فى هذا اليوم تذكار ظهور جسد القديس الجليل، والشهيد العظيم مارمينا، وتكريس كنيسته بمريوط. وذلك أنه لما كان جسد هذا القديس مخفي وأراد الرب اظهاره، حدث أنه كان فى تلك الجهة راعي غنم. وفى أحد الأيام غطس خروف أجرب من خرافه فى بركة ماء كانت بجانب المكان الذى به جسد القديس. ثم خرج من الماء وتمرغ فى تراب ذلك المكان، فبرئ فى الحال. فلما عاين الراعي هذه الأعجوبة، بُهت وصار يأخذ تراب ذلك المكان ويسكب عليه من ماء هذه البركة ويلطخ به كل خروف أجرب أو به عاهة فيبرأ فى الحال. وشاع هذا الأمر فى كل الأقاليم حتى سمع به ملك القسطنطينية، وكان له ابنة وحيدة مُصابة بالبرص. فأرسلها أبوها إلى هناك واستعلمت من الراعي عن كيفية التخلص من مرضها فعرَّفها. فأخذت من التراب وبللته بالماء وتوارت، ثم لطخت جسمها ونامت تلك الليلة فى ذلك المكان. فرأت فى الحلم القديس مينا وهو يقول لها: " قومي باكراً واحفري فى هذا المكان فتجدي جسدي ". واستيقظت من نومها فوجدت نفسها قد شُفيت. ولما حفرت فى المكان وجدت الجسد المقدس فأرسلت إلى والدها وأعلمته بهذا الأمر. ففرح كثيراً وشكر الله ومجَّد اسمه. وأرسـل المال والرجال، وبنى فى ذلك الموضع كنيسة كُرست فى مثل هذا اليوم.ولما تملَّك أركاديوس وأنوريوس أمرا أن تُبنى هناك مدينة سميت مريوط. وكانت الجماهير تتقاطر إلى تلك الكنيسة يستشفعون بالقديس الطوباني مينا. وقد شرَّفه الله بعمل الآيات والعجائب التى كانت تظهر من جسده الطاهر، حتى احتل المسلمون المدينة وهُدمت الكنيسة.أما تاريخ حياة هذا القديس فهو مذكور تحت اليوم الخامس عشر من شهر هاتور. " شفاعته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين. "

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 60 : 4 ، 7 )
    أنتَ يا اللهُ استمعتَ إلى صلواتي. أعطيتَ ميراثاً للذينَ يَرهبونَ اسمكَ. لذلك أُرَتِّل لاِسمك إلى دهرِ الدُّهورِ. لأفي نُذُورِي يوماً فيوماً. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 12 : 22 ـ 37 )
    حينئذٍ أُحضِرَ إليه أعمى مجنونٌ وأخرس فشفاه، حتَّى إنَّ الأعمى الأخرس تكلَّم وأبصرَ. فدُهِشَ الجُموع كلُّهم وقالوا: " ألعَلَّ هذا هو ابن داود؟ " أمَّا الفرِّيسيُّون فلمَّا سمعوا قالوا: " هذا لا يُخرج الشَّياطين إلاَّ ببعلزبول رئيس الشَّياطين ". فلمَّا رأى يسوع أفكارهم، قال لهم: " كلُّ مملكةٍ إذا انقسمت على ذاتها تُخربُ، وكلُّ مدينةٍ أو كلُّ بيتٍ إذا انقسما على ذاتهما لا يثبتان. فإن كان الشَّيطان يُخرج الشَّيطان فَقَد انقسم على ذاته. فكيف تثبت مملكته؟ وإن كنت أنا ببعلزبول أُخرِج الشَّياطين، فأبناؤكم بمَن يُخرِجون؟ لذلك هم يصيرون قضاةً لكُم! وإن كنتُ أنا بروح الله أُخرِج الشَّياطين، فقد وصل إليكم ملكوت الله! أَمْ كيف يستطيع أحدٌ أن يدخل بيت القويِّ وينهب أمتعته، إن لم يَربِط القويَّ أوَّلاً، وحينئذٍ يَنهبُ بيته؟ مَن ليسَ معي فهو عليَّ، ومن لا يجمع معي فهو يُفرِّق. لذلك أقول لكم: كل خطيَّةٍ وكل تجديفٍ يُغفر للنَّاس، وأمَّا التَّجديفُ على الرُّوح القدس فلن يُغفَرَ له. ومَن يقول كلمةً على ابن البشر يُغفرُ له، وأمَّا مَن يقول على الرُّوح القدس فلن يُغفرَ له، لا في هذا الدَّهر ولا في الآتي. اِجعلوا الشَّجرة جيِّدةً وثمرها جيداً، أو اجعلوا الشَّجرة رديَّةً وثمرها رديَّاً. لأنَّ من الثَّمَرة تُعرف الشَّجرة. يا أولاد الأفاعي: كيف تقدرون أن تتكلَّموا بالصَّالحات وأنتم أشرارٌ. فإنَّه من فضلة القلب يتكلَّم الفمُ. الإنسان الصَّالح من كنزه الصَّالح يُخرِج الصَّلاح. والإنسانُ الشِّرير مِن كنزه الشِّرير يُخرِج الشَّر. ولكن أقول لكم: إن كلَّ كلمةٍ بطَّالةٍ يتكلَّم بها النَّاس سوف يُعطُونَ عنها حِساباً يوم الدَّينونة. لأنَّه بكلامِكَ تتبرَّر وبكلامِكَ يُحكم عليكَ.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

06-23-2014, 02:08 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 5-11-2006

    الالتزام.. صفاته وعناصره

    الإنسان الفاضل يلتزم بكل كلمة يقولها، وبكل وعد يعد به، وبكل اتفاق يبرمه مع آخرين، وبكل نظام يخضع له...

    كما يلتزم بكل عهد بينه وبين الله. ويلتزم بقيم وأخلاقيات وقواعد روحية. وهو يحيا حياة على مستوى المسئولية. لذلك فهو محترم من الكل. إن قال كلمة، تكون لها عند الناس أهميتها ووزنها، بل تكون أفضل من أي اتفاق مكتوب وموثق. حتى إن لم يقل كلمة، بل هز رأسه بعلامة الموافقة، يدركون تمامًا أنه سيلتزم بهذه الموافقة، بدون شهود وبدون إمضاء!!

    التزامه هذا دليل على الرجولة، ودليل على احترام الكلمة، واحترام الوعد والاتفاق. إنه سلوك شريف...

    والإنسان الفاضل يلتزم أيضًا بما يقرره ويفرضه على نفسه. وكذلك بما يقرره النظام العام، وما توجبه المبادئ السليمة. وكذلك يشعر أن هناك التزامًا تفرضه وصايا الله بما يلزم لها من طاعة...

    الوفاء بالوعود والعهود:

    إنك في حياتك كلها يا أخي لاشك قدمت لله الكثير من التعهدات في مناسبات متعددة. فهل وفيّت بهذه الوعود أمام الله؟ وهل كنت في كل ذلك على مستوى الالتزام بما وعدت الله به؟! كم من مرة وقعت في ضيقة شديدة، وتعهدت أمام الله -إن هو أنقذك منها- أن تفعل كذا وكذا... فهل أنت قد التزمت بكل ما تعهدت به أمام الله في ضيقتك؟ وكذلك ما تعهدت به أثناء مرضك؟!

    وهل أنت التزمت بكل نذر نذرته أمام الله؟

    وكم مرة -أثناء مشاعر التوبة التي مرت بك- تعهدت أن تترك الخطيئة نهائيًا ولا تعود إليها... فهل التزمت بتلك التعهدات؟

    وكم مّرت عليك مناسبات مقدسة، أو مناسبات تاريخية، وقفت فيها أمام الله تعده بوعود كثيرة. فهل التزمت بكل ما قلته من وعود؟ أم أن لسانك كان يردد قول الشاعر:

    كم وعدتُ الله وعدًا حانثًا ليتني من خوف ضعفي لم أعِدْ

    وإن كان هذا هو مدى التزامك بمواعيدك في علاقتك مع الله، فماذا نقول بالأكثر عن التزامك بالوعود وبالمواعيد في علاقتك مع الناس؟!

    راجع نفسك بدقة وحاسبها عن مبدأ الالتزام في كل حياتك العملية... وضع أمامك في هذه المحاسبة مضار عدم الالتزام.

    عدم الالتزام

    * إن عدم الالتزام يحوى في داخله لونًا من اللامبالاة، ومن التسيبّ، والتحلل من كل رباط، وكل شرط وكل اتفاق... بطريقة لا تدعو إلى الاحترام! وعدم الالتزام ليس فيه أي شعور بالمسئولية أمام الله وأمام الناس وأمام الضمير. وليست فيه جدية. بل هو دليل على الضعف...

    وغير الملتزم يحاول أن يتفطن بالحجج والأعذار، ليفلت من المسئولية!

    نعم، ما أكثر أن يعتذر بالعوائق والموانع، وبأن الأمر قد خرج تمامًا من نطاق إرادته وقدرته، أو أن الظروف لم تسمح! أو أنه قد نسى، أو لم يجد الوقت، ولم يجد الإمكانية...! وغالبًا ما يكون السبب الحقيقي هو أنه لم يتعود على أن يحيا حياة الالتزام، وأن يحترم كلمته!!

    أما الإنسان الروحي الملتزم، فإنه يبذل كل جهده للانتصار على العوائق إن وجدت! وأن ينفذ التزامه مهما حدث، ومهما كانت الصعوبة... كرجل على مستوى المسئولية... بل إنه يشعر في داخله باحتقار لنفسه، حينما يقدم عذرًا لإعفائه من الالتزام!

    * لذلك فإنك تشعر بالراحة، حينما تعمل مع إنسان يتميز بالالتزام...

    إن اتفقت معه على شيء، تتوقع تمامًا انك تتفق على أمر مضمون سيأتي بنتيجة سليمة... إنك في عملك مع الملتزمين تنام مستريحًا، واثقًا بأنك تعمل مع من يقّدر الموقف ويحترم الاتفاق.

    * أما غير الملتزم، فإنه يسلك بحسب هواه، ولا يبالى بأمر ولا بنظام. ويحاول أن يتملّص من كل ما يراه قيدًا...

    وهو لا يخضع لشيء من النظام العام، شاعرًا بأن له حريته الخاصة، مهما كسرت هذه الحرية في طريقها من نظم أو قواعد! لذلك فإن غير الملتزم لا يفهم المعنى الحقيقي للحرية، ظانًا أن الحرية هي لون من التسيب لا يلتزم فيه بشيء! ومعتقدًا أن النظم هي قيود تقيد فكره وإرادته وعمله!! بينما الحرية الحقيقية هي أن يتحرر من الشهوات والرغبات والعادات التي تقيده...

    * وإذ يتحلل من الالتزام باسم الحرية، يضطر المجتمع أن يلزمه بالقوة. فيخرج من الالتزام إلى الإلزام... وهكذا تلزمه القوانين والعقوبة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ويحتاج من المجتمع إلى مراقبة ومحاسبة ومتابعة وتفتيش. فإن أصرّ على عدم التزامه، يتعرض للجزاء. فيضطر إلى أن يلتزم على الرغم منه!

    صفات الملتزم

    الملتزم لا يلتزم بالعمل فقط، وإنما أيضًا بنوعية ممتازة في أدائه..

    وبهذا يحالفه النجاح في كل ما يعمل، لأنه يعمل بجدية وإخلاص. ولا يحتاج مطلقًا إلى رقيب، يكفى ضميره ونيته الطيبة.

    وهو يشعر أن أي تقصير في التزامه، إنما يسبب حرجًا له ولكل العاملين والمتعاونين معه، مما لا يرضاه لنفسه ولهم...

    * وهو خارج محيط العمل مع الناس، يسلك بالتزام في حياته الخاصة، في كل ما يمس روحياته، في كل عبادته من صلاة وتأمل، وكل علاقته مع الله -تبارك اسمه- في طاعته والعمل بوصاياه... ويكون ملتزمًا في كل نظام روحي يضعه لنفسه، فلا يتهاون فيه ولا يقصّر...

    * وهكذا يكون الملتزم باستمرار قدوة ودرسًا لغيره، يتعلمون من حياته الجدية.

    * والملتزم يحرص على كل طاقاته، لكي يستطيع الوفاء بالتزاماته... فهو يحرص كل الحرص على وقته، لأنه يحتاج إلى هذا الوقت في القيام بالمسئوليات التي تلقى على عاتقه... لذلك فهو حريص ألا يضيّع هذا الوقت في تفاهات تعرض له، أو تسليات يمكنه الاستغناء عنها...

    * ولأن الملتزم لا يحب أن يقف النسيان عقبةً في طريق وفائه بالتزاماته، لذلك فهو يذكّر نفسه باستمرار بما يجب عليه عمله..
    +++
                  

06-24-2014, 03:21 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    (يوم الاثنين)
    صوم الرسل
    23 يونيو 2014
    16 بؤونة 1730
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 111 : 5 ، 2 ، 7 )
    ذِكر الصِّدِّيق يكون إلى الأبد. ولا يَخشَى مِن السَّماع الخَبيث. وبِرُّه دائم إلى أبدِ الأبدِ. يرتفع قرنُهُ بالمجدِ. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 24 : 42 ـ 47 )
    اسهروا إذاً لأنَّكم لا تعلمون فى أيَّةِ ساعةٍ يأتي ربُّكم. واعلموا هذا أنه لو كان ربُّ البيت يعلم فى أيَّةِ ساعة يأتي السَّارق، لسهر ولم يدع بيته يُنهب. لذلك كونوا أنتُم أيضاً مُستعدِّين، لأنه فى السَّاعة التى لا تعرفونها يأتي ابن الإنسان فيها. فمَن هو يا ترى العبد الأمين والحكيم الذى يُقيمه سيِّدهُ على عبيده ليُعطيهُم طعامهم فى حينه؟ طوبى لذلك العبد الذى إذا جاء سيِّدهُ يجده يفعل هكذا. الحقَّ أقول لكم: إنه يُقيمه على جميع أمواله.‍‍‌
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي (91 : 8 ، 12 )
    ويرتَفع قَرني مثل وحيد القرن. وشَيخُوخَتي فى دهنٍ دَسم. ويَكونون بما هُم مُستريحون يخبرون بأن الربَّ إلهنا مُستقيمٌ. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 19 : 11 ـ 19 )
    وإذ كانوا يَسمَعونَ هذا عادَ فقالَ مَثَلاً، لأنَّهُ كانَ قريباً مِن أُورُشَليمَ، وكانوا يَظُنُّونَ أنَّ ملكوتَ اللهِ عتيدٌ أنْ يَظهَرَ فى الحالِ.فقالَ: " كان إنسانٌ شريفُ الجنسِ ذهبَ إلى كورةٍ بعيدةٍ ليأخُذَ مُلكاً لنفسهِ ويَرجعَ. فدَعا عشرةَ عبيدٍ لهُ وأعطاهُمْ عشرةَ أَمْنَاءٍ، قائلاً لهُم : تاجِروا فى هذه حتَّى آتِيَ. وأمَّا أهلُ مدينتهِ فكانوا يُبغِضونَهُ، فأرسَلُوا وراءَهُ سَفارَةً قائلينَ: لا نُريدُ أنَّ هذا يَملِكُ علينا. ولمَّا رجعَ بعدَمَا أَخَذَ المُلْكَ، قالَ أنْ يُدعَى إليهِ العبيدُ الَّذينَ أعطاهُمُ الفضَّةَ، لِيعلَمَ بِمَا تَاجَرَ كُلُّ واحدٍ. فجاءَ الأوَّلُ قائلاً: يا سيِّدي، مَنَاكَ رَبِحَ عشرةَ أَمْنَاءٍ. فقال لهُ: نِعِمَّا أيُّها العبدُ الصَّالحُ، لأنكَ كُنتَ أميناً فى القليلِ، فليكُنْ لكَ سُلطانٌ على عشرِ مُدنٍ. ثُمَّ جاءَ الثاني قائلاً: يا سيِّدي، إنَّ مَنَاكَ قد رَبِحَ خمسةَ أَمْنَاءٍ. فقالَ لهذا أيضاً: وكُنْ أنتَ على خمسِ مُدنٍ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين
    ( 11 : 32 ـ 12 : 1 ـ 2 )
    ماذا أقولُ أيضاً؟ لأنه يُعوزُني الوقت إن أخبَرت عن جدعون، وباراق، وشَمشُون، ويَفتاحَ، وداود، وصَموئيل، والأنبياء الأُخر، الذين بالإيمان قَهَروا مَمالِك، وعملوا البر، ونالوا المواعيد، وسدُّوا أفواه أُسودٍ، أخمدوا قوَّة النَّار، ونجوا مِن حدِّ السَّيف، وتقوُّوا فى الضَّعف، صاروا أقوياء فى الحرب، وهزموا جيوش الغُرباء، أَخَذَت نِساءٌ أمواتَهُنَّ من بعد قيامةٍ. وآخرون ضُربوا مثل الطُّبول ولم يقبلوا إليهم النَّجاة لكى ينالوا القيامة الفاضِلة. وآخرون صُلبوا بالهزء والجلد، ثم فى قُيودٍ أيضاً وحَبسٍ. ورُجموا، ونُشِروا بالمناشِير، وجُرِّبوا، وماتوا بقتل السَّيف، وطافُوا فى فراء وجُلودِ مِعزَى، معُوزين مُتضايقين مُتألِّمين، هؤلاء الذين لم يكن العالم يستحقَّهمْ. تائهين فى القفار والجبال والمغاير وشقوق الأرض. فهؤلاء كلُّهُم، شُهِد لهم من قِبل الإيمان، ولم ينالوا الموعد. لأن الله منذ البدء تقدَّم فنظر من أجلنا أمراً مختاراً، لكى لا يُكمَلُوا بدوننا.من أجل هذا نحن أيضاً الذين لنا سحابةُ شهداء هذا مقدارها مُحيطة بنا، فلنطرح عنَّا كلَّ تكبُّر، والخطيَّة القائمة علينا جداً، وبالصَّبر فلنسعى فى الجهاد الموضوع لنا، وننظر إلى رئيس الإيمان ومُكمِّله يسوع، هذا الذى عوض ما كان قُدَّامه من الفرح صبر على الصَّليب واستهان بالعار، وجلس عن يمين عرش الله.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة يعقوب الرسول
    ( 5 : 9 ـ 20 )
    لا يئنَّ بعضكم على بعضٍ يا إخوتي لئلاَّ تُدانوا. هوذا الدَّيَّان واقف على الأبواب. خذوا لكم يا إخوتي مثالاً لاحتمال المشقَّات وطول الأناة: الأنبياء الذين تكلَّموا بِاسم الربِّ. ها نحن نُغبِط الذين صبروا. لأنكم سَمِعتم بصبر أيُّوب وعاقبة الربِّ قـد رأيتموها. لأن الربَّ عظيم الرَّأفة جداً وطويل الآناة.وقبل كل شيءٍ يا إخوتي، لا تحلفوا، لا بالسَّماء، ولا بالأرض، ولا بقسم آخر. وليكن كلامكم نعم نعم، ولا لا، لئلاَّ تكونوا تحت الحُكم.وإن كان واحد منكم قد ناله تعب فليُصلِّ. والفرح القلب فليُرتِّل. وإن كان واحد منكم مريضاً فليدعُ قسوس الكنيسة وليُصلُّوا عليه ويدهنوه بزيتٍ بِاسم الربِّ، وصلاة الإيمان تُخلِّص المريض، والربُّ يُقيمه، وإن كان قد عمل خطايا تُغفَر له. واعترفوا بخطاياكم بعضكم لبعضٍ، وصلُّوا على بعضكم بعضٍ، لكيما تُشفَوا. وصلاة البارِّ فيها قوة عظيمة فعالة. كان إيليَّاس إنساناً تحت الآلام مثلنا، وصلَّى صلاةً كي لا تُمطِر السَّماء، فلم تُمطِر على الأرض ثلاثَ سنينَ وستَّةَ أشهُرٍ. وصلَّى أيضاً، فأعطت السَّماء المطر، والأرض أنبتت ثمرها.يا إخوتي، إذا ضلَّ واحدٌ منكم عن سبيل الحقِّ وردَّه واحدٌ، فليعلم أن من يردَّ الخاطئ عن طريق ضلالته، فإنه يُخلِّص نفسه من الموتِ، ويستُر خطايا كثيرة.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 18 : 24 ـ 19 : 1 ـ 6 )
    وكان يوجد يهوديٌّ اسمه أبولُّوس إسكندريُّ الجنس، رجلٌ فصيحٌ قَدُمَ إلى أفسس مُقتدر فى الكتب. هذا كان تلميذاً لطريقة الربِّ. وكان وهو حارٌّ بالرُّوح يتكلَّم ويُعلِّم بتدقيق ما يختصُّ بيسوع. عارفاً معموديَّة يوحنَّا فقط. وابتدأ هذا يُجاهر فى المجمع. فلمَّا سمعه بريسكِّلا وأكيلا قَبِلاه إليهما، وعلَّماه طريق الله بأكثر تدقيق. وإذ كان يُريد أن ينطلق إلى أخائية، حضُّوا الإخوة وكتبوا للتلاميذ أن يقبلوه. فلمَّا جاء هذا نفع المؤمنين كثيراً بالنِّعمة، لأنه كان يُفحِم اليهود باشتداد جهراً، مُبيِّناً لهم من الكتب أن المسيح هو يسوع.فحدث إذ كان أبولُّوس فى كورنثوس، أن بولس بعدما اجتاز فى النواحي العالية لكى يأتي إلى أفسس وجد تلاميذاً. فقال لهم: " هل قَبِلتُم الرُّوح القُدس لما آمنتم؟ " قالوا له: " ولا سمعنا أنه يوجد روح قدس ". فقال لهم: " فبماذا اعتمدتم؟ " فقالوا: " بمعمودية يوحنَّا ". فقال بولس: " إن يوحنَّا عمَّد الشعب بمعموديَّة التَّوبة قائلاً أن يؤمنوا بالذى يأتي بعده، أي بيسوع ". فلمَّا سَمِعوا اعتمدوا بِاسم الربِّ يسوع. ولمَّا وضع بولس يديه عليهم حلَّ الرُّوح القدس عليهم، فطفقوا ينطقونَ بألسِنة ويتنبَّأون.
    ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين.)
    السنكسار
    اليوم السادس عشر من شهر بؤونه المبارك
    نياحة القديس أبانفر السائح
    فى مثل هذا اليوم تنيح الأب الفاضل صاحب الذِكر الجميل والشيخوخة الصَّالحة القديس أبانفر السائح ببرية الصعيد. وذلك قد ذكره القديس بفنوتيوس الذى حركته نعمة الله شوقاً إلى رؤية عبيد الله السواح. فأبصر جماعة منهم. ومن بينهم القديس أبانفر وكتب قصصهم. وقال أنه دخل البرية مرة ووجد عين ماء ونخلة ورأى القديس مقبلاً إليه عرياناً ومستتراً بشعر رأسه ولحيته. فلمَّا رآه الأب بفنوتيوس خاف وظنه روحاً. فشجَّعه القديس ، وصلَّب أمامه ، وصلَّى الصلاة الربانية ، ثم قال له : " مرحباً بك يا بفنوتيوس ". فلمَّا دعاه باسمه هدَّأ روعه. ثم صليا وجلسا يتحدثان بعظائم الله. فسأله بفنوتيوس أن يعرفه عن سيرته، وكيف وصل إلى هناك. فأجابه: " إنني كنت فى دير رهبان أتقياء قديسين، فسمعتهم ينعتون سكان البريَّة السواح بكل الأوصاف الجميلة. فقلت لهم: وهل يوجد من هو أفضل منكم. فأجابوا نعم. سكان البريَّة السواح، لأننا نحن قريبون من العالم. إن ضاق صدرنا وجدنا من يُعزينا. وإن مرضنا وجدنا من يفتقدنا. وإن تعرينا وجدنا من يكسونا. أما سكان البريَّة، فليس لهم شئ من ذلك. فلما سمعت منهم هذا جزع قلبي.ولما كان الليل أخذت قليلاً من الخبز، وخرجت من الدير، ثم صليت إلى السيِّد المســيح أن يهديني إلى موضع أُقيـم فيه، فسهَّـل لي الـربّ أن وجدت رجلاً قديساً. فأقمت عنده حتى علَّمني كيف تكون السياحة. وبعد ذلك أتيت إلى هنا فوجدت هذه النخلة وهذه العين. تطرح النخلة اثني عشر عرجوناً فى كل سنة. فيكفيني كل عرجون شهراً. وأشرب الماء من هذه العين. ولي اليوم ستون سنة لم أرَ وجه إنسان سواك.وبينما هما يتحدثان بهذا نزل ملاك الربِّ، وأعلم القديس أبانفر بقُرب نياحته. وفى الحال تغير لونه وصار شبه نار. ثم أحنى ركبتيه وسجد للربِّ. وبعد أن ودَّع القديس بفنوتيوس، أسلم روحه الطاهرة، فكفَّنه القديس بفنوتيوس ودفنه فى مغارته، ورغب أن يسكن موضعه. ولكن بعدما دفنه نشفت النخلة وسقطت، أما عين الماء فجفت. وكان ذلك بتدبير من الله ليعود القديس بفنوتيوس إلى العالم ويبشرهم بذكر السواح القديسين الذين رآهم. " صلاتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين. "

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 91 : 10 ، 11 )
    الصدِّيقُ كالنَّخلةِ يزهوُ. وكمثلِ أرز لبنان ينموُ. مَغروسِينَ فى بيتِ الربِّ. وفى ديارِ بيت إلهنا زاهرينَ. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 12 : 32 ـ 44 )
    لا تَخف أيُّها القطيع الصَّغير، لأنَّ أباكم قد سُر أن يُعطيكُم الملكوت. بيعوا ما لكُم وأعطوا صدقة. اعملوا لكم أكياساً لا تَقْدُمْ وكنزاً لا يفنى فى السَّموات، حيث لا يَقرَبُ سارقٌ ولا يُفسده سوسٌ، لأنَّه حيث يكون كنزكم هُناك يكون قلبكم أيضاً.لتكُن أحقاؤكم ممنطقة وسرجكم موقدة ، وأنتم أيضاً تشبهون أُناساً ينتظرون سيِّدهم متى يعود من العرس، حتى إذا جاء وقرع يفتحون له فى الحال. طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيِّدهم يجدهم ساهرين. الحقَّ أقول لكم: أنه يتمنطق ويُتكئهم ويقف ويخدمهم. وإن أتى فى الهزيع الثَّانى أو إذا أتى فى الهزيع الثَّالث ووجدهم هكذا، فطوبى لأولئك العبيد. وإنَّما اعلموا هذا: أنه لو عرف ربُّ البيت فى أية ساعة يأتي السَّارق لسهر، ولم يدع بيته يُنقَب. فكونوا أنتم أيضاً مستعدِّين، لأنَّه فى ساعة لا تعرفونها يأتي ابن الإنسان. فقال له بطرس: ياربُّ، ألنا تقول هذا المثل أم قلته للجميع أيضاً؟. فقال الربُّ: فمن هو ياترى الوكيل الأمين والحكيم الذى يُقيمه سيِّده على عبيده ليُعطيهم طعامهم فى حينه؟ طوبى لذلك العبد الذى إذا جاء سيِّده يجده يفعل هكذا! حقاً أقول لكُم: أنَّه يُقيمه على جميع أمواله.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

06-24-2014, 02:08 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 12-11-2006

    القيم السليمة والتقييم الخاطئ

    إن كلمة (قيم) اللغوية هي كلمة جمع ومفردها (قيمة). وتعني الأشياء ذات القيمة التي تقود الإنسان في حياته. والمقصود بها اصطلاحًا. هي الأمور السامية ذات القيمة التي يهتم بها كل من يتبع طريقًا فاضلًا، ويتمسك بها كمبادئ يبدأ بها كل عمل يعمله...

    فم هي الأشياء التي لها قيمة في تقديرك؟ والتي تقودك في حياتك؟

    إن الناس يختلفون من جهة القيم. فالإنسان الروحي له قيم عالية يضعها أمامه باستمرار. بينما هناك أشخاص في العالم، يعيشون بلا قيم أو لهم قيم أخرى غير روحية، أو لهم تقييمهم الخاص للأمور.

    * في قلب كل إنسان يوجد اهتمام بشيء معين له القيمة الأولى في تقديره الخاص. ومن أجل هذا الشيء يبذل كل جهده. وفيه يركّز كل عاطفته. فهناك من يركز كل همه في المال، ويعطيه كل القيمة. وهناك من يركز القيمة كلها في الشهرة أو العظمة. وهناك من يجعل القيمة كلها في النجاح أو التفوق...

    وبحسب هذا التركيز قد تختفي القيم السابقة التي ربما لا يفكر فيها إطلاقًا!

    وهنا يقف أمامنا موضوع هام هو:

    الغرض والوسيلة:

    فإنسان له غرض معين يعطيه كل القيمة، ربما في سبيله لا يهتم بنوعية الوسيلة التي توصله إليه، وقد تكون وسيلة خاطئة! فلا مانع مثلًا من الكذب والخداع والفن والحيلة لكي يصل إلى غرضه أيًا كان هذا الغرض! فإن وصل، يشعر بفرحة النجاح، حتى إن كانت راحتك قائمة على تعب الآخرين!

    لا شك إن هذا هو إنسان وصولي، يعيش بلا قيم، قد فقد السمو في الغرض والوسيلة، كليهما! وفرحه فرح باطل!

    أما الإنسان الروحي، فيضع أمامه غرضًا صالحًا. ولابد أن تكون وسائله الموصلة إلى هذا الغرض الصالح هي وسائل صالحة أيضًا.

    فهكذا يكون أصحاب القيم والمبادئ.

    وهنا نتعرض لموضوع هام هو:

    معنى النجاح

    كل إنسان يشتاق إلى النجاح. ويمثل النجاح إحدى القيم التي يضعها أمامه. ولكن ما هو النجاح. ونقصد النجاح بمعناه الحقيقي...

    ذلك لأن الأشرار يفرحون أيضًا إذا ما نجحوا في تحقيق الشر الذي يريدونه! وكل صاحب غرض يفرح بنجاحه في الوصول إلى غرضه مهما كان خاطئًا! ونحن لا نقصد النجاح بهذا المعنى..

    فالنجاح الحقيقي هو أن تصل إلى نقاوة القلب، وليس فقط إلى تحقيق أغراضك أيًا كانت.. وهكذا يكون النجاح هو أن تنتصر على نفسك، لا أن تنتصر على غيرك.

    والنجاح هو أن تصل إلى ملكوت الله في قلبك. وكل غرض آخر لك يكون داخل هذا الملكوت.

    فإن خرج نجاحك عن هذه القيم، يكون فشلًا لا نجاحًا.

    والعجيب أنه كثيرًا ما يطرح إنسان بأنه قد نجح بينما السماء ترثى لحاله! وقد يضمن أنه نجح في أمر من أمور هذا العالم الحاضر، بينما يكون قد خسر أبديته!

    وهنا لابد لنا أن نعرض لإحدى القيم الهامة وهى الاهتمام بالأبدية.

    الاهتمام بالأبدية

    الإنسان الروحي يكون اهتمامه الأول هو بأبديته، أي في مصيره الأبدي. وينمو في هذا الشعور حتى تشغل الأبدية كل اهتمامه، تصير الأبدية صاحبة القيمة الأولى في حياته. وكل عمل أو غرض يتعارض مع أبديته يرفضه رفضًا كاملًا. وهذا الاهتمام بالأبدية يجعل لحياته اتجاها روحيًا ثابتًا، حريصًا على محبة الله وحفظ وصاياه.

    هذا الاتجاه الروحي يفقده الذين جعلوا القيمة الأولى لحياتهم هي الانشغال بالعالميات وبالمركز والمتعة انشغالا ملك كل تفكيرهم، وأنساهم الحياة الأبدية، كما أنساهم قول السيد المسيح: "ماذا يستفيد الإنسان، لو ربح العالم كله وخسر نفسه"...!!

    ليتك تسال نفسك أيها القارئ العزيز: م هي قيمة الحياة الأبدية عندك؟ هل هي إحدى القيم الأساسية التي تحرص عليها، ولا تبرح ذاكرتك في أي وقت؟ أم أنت لا تفكر فيها على الإطلاق، تشغلك عنها اهتمامات كثيرة؟ فما هي هذه الأمور الكثيرة التي تنال منك اهتماما وتقيمًا أكثر من أبديتك؟! أما آن الأوان أن تصلح موازينك الروحية، وتعيد تقييمك للأمور، حتى تنال ما يليق بها من اهتمام وتركيز في قلبك وفي فكرك وفي توزيع وقتك؟

    إنه كلما ترتفع قيمة الأبدية في قلبك وفي فكرك، فعلى هذا الحدّ تصغر وتتضاءل قيمة شهوات العالم في نظرك.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وهذه بلا شك واحدة من معالم الطريق الروحي... لأنه سيأتي وقت يفارق فيه الإنسان كل ما في العالم من متع وملاذ، ويقف ليقدم للّه حسابًا.

    لقد جرَّب القديس أوغسطينوس كل شهوات العالم قبل توبته، ولكن لما تاب وصغرت كل هذه الأمور في نظره، أستطاع أن يقول: جلست على قمة العالم، حينما أحسست في نفسي أني لا أشتهي شيئًا ولا أخاف شيئًا.

    أتركك الآن يا قارئي العزيز وإلى اللقاء في المقال المقبل لنكمّل باقي تأملاتنا.
    +++
                  

06-24-2014, 10:51 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    (يوم الثلاثاء)
    صوم الرسل
    24 يونيو 2014
    17 بؤونة 1730
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 31 : 12 ، 7 ، 32 : 1 )
    افرحوا أيُّها الصدِّيقون بالربِّ وتهلَّلوا. للمُستقيمين ينبغي التَّسبِيحُ. مِن أجْـلِ هذا تَبتَهِلُ إليكَ كلُّ الأبرارٍ فى آوانٍ مُستقيم. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 25 : 14 ـ 23 )
    وكأنَّما إنسانٌ مُسافـرٌ دَعا عبيدَهُ وسلَّمهُم أموالَهُ، فأعطَى واحداً خَمسَ وزناتٍ، وآخَرَ وَزنتينِ، وآخَرَ وَزنةً. كُلَّ واحدٍ على قدرِ طاقتِهِ وسافرَ. فمضَى الَّذي أخذَ الخمسَ وزناتٍ وتاجَرَ بِها، فرَبِحَ خمسَ أُخَرَ. وهكذا أيضاً الَّذي أخذَ الاثنتينِ، رَبِحَ اثنتينِ أُخريَينِ. وأمَّا الَّذي أخذَ الواحدةَ فمضَى وحفـرَ في الأرضِ وأخفى فضَّةَ سـيِّدهِ. وبعدَ زمانٍ طويلٍ جاءَ سـيِّدُ أُولئكَ العبيدِ وحاسبهُمْ. فجاءَ الَّذي أخذَ الخمسَ وزناتٍ وقدَّمَ خمسَ وزناتٍ أُخَرَ قائلاً: يا سيِّدُ، خمسَ وزناتٍ أعطيتَني. هُوَذا خمسُ وزناتٍ أُخَرُ ربِحْتُهَا. فقال لهُ سيِّدهُ: حسناً أيُّها العبدُ الصّـَالحُ والأميـنُ. كُنـتَ أميـناً عـلى القليلِ فأُقِيمُكَ على الكثيرِ. اُدخُلْ إلى فرحِ سيِّدكَ. ثُمَّ جاءَ الَّذي أخذَ الوزنتينِ وقال: يا سيِّدُ، وزنتينِ سلَّمتَني. هُوَذا وزنتانِ أُخريانِ ربِحتُهُما. قال له سيِّدُهُ: نِعِمَّا أيُّها العبدُ الصَّالحُ والأمينُ. كُنتَ أميناً على القليلِ فأُقيمُكَ على الكثيرِ. اُدخُلْ إلى فرحِ سيِّدكَ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 32 : 1 ، 12 )
    ابْتَهِجُوا أيُّها الصِّدِّيقونَ بالربِّ. للمُستَقِيمِينَ يَنبغي التَّسبِيحُ. طُوبَى للأُمَّةِ التى الربُّ إلهُهَا. والشَّعبِ الَّذي اختارَهُ مِيراثاً لهُ. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 19 : 11 ـ 19 )
    وإذ كانوا يَسمَعونَ هذا عادَ فقالَ مَثَلاً، لأنَّهُ كانَ قريباً مِن أُورُشَليمَ، وكانوا يَظُنُّونَ أنَّ ملكوتَ اللهِ عتيدٌ أنْ يَظهَرَ في الحالِ.فقالَ: " كان إنسانٌ شريفُ الجنسِ ذهبَ إلى كورةٍ بعيدةٍ ليأخُذَ مُلكاً لنفسهِ ويَرجعَ. فدَعا عشرةَ عبيدٍ لهُ وأعطاهُمْ عشرةَ أَمْنَاءٍ، قائلاً لهُم : تاجِروا في هذه حتَّى آتِيَ. وأمَّا أهلُ مدينتهِ فكانوا يُبغِضونَهُ، فأرسَلُوا وراءَهُ سَفارَةً قائلينَ: لا نُريدُ أنَّ هذا يَملِكُ علينا. ولمَّا رجعَ بعدَمَا أَخَذَ المُلْكَ، قالَ أنْ يُـدعَـى إليهِ العبـيـدُ الَّذيـنَ أعـطـاهُمُ الفضَّـةَ، لِيعلَمَ بِمَا تَاجَرَ كُلُّ واحدٍ. فجاءَ الأوَّلُ قائلاً: يا سيِّدي، مَنَاكَ رَبِحَ عشرةَ أَمْنَاءٍ. فقال لهُ: نِعِمَّاً أيُّها العبدُ الصَّالحُ، لأنكَ كُنتَ أميناً فى القليلِ، فليكُنْ لكَ سُلطانٌ على عشرِ مُدنٍ. ثُمَّ جاءَ الثاني قائلاً: يا سيِّدي، إنَّ مَنَاكَ قد رَبِحَ خمسةَ أَمْنَاءٍ. فقالَ لهذا أيضاً: وكُنْ أنتَ على خمسِ مُدنٍ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي
    ( 3 : 20 ، 4 : 1 ـ 9 )
    وأمَّا نَحنُ فَسيرتَنَا ( فَوَطِنيـَّـتُنا ) في السَّمَواتِ، الَّتى مِنها نَنتَظِرُ مُخلِّصنا ربنا يَسوعَ المَسيح، هذا الَّذي سيُغَيِّرُ جسد تواضُعِنا ليَكُونَ مُشاركاً لصُورةِ جسدِ مَجدِهِ، بِحَسبِ عَملِ استِطاعَتهِ أنْ يُخضِعَ لِنَفسِهِ كُلَّ شَيءٍ.إذاً يَا إخوَتي الأحِبَّاءَ والمَحبُوبينَ، يَا فَرحِي وإكليلِي، اثبُتُوا هكَذا في الربِّ أيُّها الأحبَّاءُ.أَطلُبُ إلى أفُوديَةَ وأَطلُبُ إلى سِنْتيخِي أنْ تَفتكِرَا فى هذا بعينه فى الربِّ. نَعمْ أسْألُكَ أنتَ أيضاً، أيُّها المُختار شَريكِى ( سنزيكا ) ساعِدهما، هَاتان اللَّتان جاهَدتَا مَعِي في الإنْجيلِ، مَعَ أَكْلِيمَندُسَ أيضاً وباقي العامِلينَ مَعي، الَّذينَ أسماؤُهُمْ مَكتُوبة في سفـرِ الحَياةِ.اِفـرَحُوا في الربِّ كُلَّ حِينٍ وأقُولُ أيضاً افـرَحُوا. وليَظهَر حِلمُكُمْ لِجَميـع النَّاسِ. الربُّ قَريبٌ. لا تَهتمُّوا بشيءٍ، بَـل في كُلِّ شيءٍ بالصَّلوةِ والدُّعاءِ مَعَ الشُّكرِ، لتُعلمْ طِلباتُكُم لدَى اللهِ. وسلامُ اللهِ الَّذي يَفوقُ كُلَّ عَقلٍ، يَحفَظُ قُلوبَكُم وأفكارَكُم فى المَسيح يَسوعَ.وأخيراً يا إخوَتي كُلُّ ما هُو حَقٌّ، كُلُّ ما هُو جَليلٌ، كُلُّ ما هُو عادِلٌ، كُلُّ ما هُو طاهِرٌ، كُلُّ شيءٍ بمحبةٍ، كُلُّ شيءٍ بِحسنِ صيتٍ، ما فيهِ فَضيلَةٌ أو ما فيهِ كَرامَةٌ، فَفِى هذهِ افْتَكِروا. هَذِهِ هِى الَّتى تَعَلَّمتُمُوها، وتَسَلَّمتُمُوها، وسَمِعتُمُوها، ونَظَرتُمُوها فيَّ، فهَذه افعلوها، وإلهُ السَّلام يكُونُ مَعَكُمْ.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة يعقوب الرسول ( 5 : 9 ـ 20 )
    لا يَئِنَّ بعضُكُم على بعضٍ يا إخوتي لِئَلاَّ تُدانوا. هوَذا الدَّيانُ واقفٌ على الأبوابِ. خُذوا لكُم يا إخوتي مثالَ احتمال المشقَّاتِ وطول أناةٍ: الأنبياءَ الَّذينَ تكلَّموا بِاسم الربِّ. ها نحنُ نُغبِط الَّذينَ صبروا. لأنكُم سَمِعتُم بصبرِ أيُّوبَ وعاقِبةَ الربِّ قـد رأيتُموها. لأنَّ الربَّ هو عظيمُ الرَّأفةِ جداً وهو طويلُ الآناةِ. وقبل كلَّ شيءٍ يا إخوتي، لا تحلِفوا، لا بالسَّماءِ، ولا بالأرضِ، ولا بقَسَم آخر. وليَكُن كلامكُم نعم نعم، ولا لا، لئلاَّ تكونوا تحت الحُكم.وإن كان واحدٌ منكم قد نالهُ تعب فليُصلِّ. والفرح القلب فليُرتِّل. وإن كان واحدٌ منكم مريضاً فليدعُ قسوس الكنيسة وليُصلُّوا عليه ويدهنوه بزيتٍ على اسم الربِّ، وصلوة الإيمان تُخلِّص المريضَ، والربُّ يقيمُه، وإن كان قد عمل خطايا تُغفرُ له. واعترفوا بخطاياكم بعضُكُم لبعضٍ، وصلُّوا على بعضكم بعضٍ، لكيما تشفوا. وصلوة البارِّ فيها قوة عظيمة فعالة. كان إيليَّا إنساناً تحت الآلام مِثلَنا، وصلَّى صلوة كى لا تُمطِر السَّماء، فلمْ تُمطِر على الأرض ثلاثَ سنينَ وسِتَّةَ أَشهُر. وصلَّى أيضاً، فأعطت السَّماء المَطر، والأرض أنبتت ثَمَرَها.يا إخوتي، إذا ضلَّ واحدٌ منكم عن سبيل الحقِّ وردَّهُ واحدٌ، فليعلَم أن من يَردُّ الخاطئ عن طريق ضلالته، فإنه يُخلِّص نفسهُ من الموتِ، ويَستُر عن خطايا كثيرة.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنَّهُ يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 11 : 19 ـ 26 )
    أما الذين تشتَّتُوا من الضِّيق الذي حصل بسبب استفانوس فأتوا إلى فينيقية وقبرس وأنطاكية، وهم لا يُكلِّمون أحداً بالكلمة إلا اليهود فقط. وكان منهم قومٌ، قُبرسيُّون وقيروانيُّون، هؤلاء الذين لمَّا دخلوا أنطاكية كانوا يتكلَّمون مع اليونانيِّين مُبشِّرين بالربِّ يسوع. وكانت يد الربِّ معهم، فآمن جمعٌ كثيرٌ ورجعوا إلى الربِّ.فبلغ القول عنهم إلى آذان الكنيسة التي في أُورُشليم، فأرسلوا برنابا إلى أنطاكية. هذا لما أتى ورأى نعمة الله فرِح، وكان يُعزي الجميع أن يثبُتوا في الربِّ برضاء القلب لأنه كان رجلاً صالحاً ومُمتلئاً من الرُّوح القدس والإيمان. فانضَّم إلى الربِّ جمعٌ عظيمٌ.ثمَّ خرج إلى طَرسُوسَ ليَطلُب شَاوُل. ولمَّا وجده أَصعده إلى أنطاكية. فحدث أنَّهما اجتمعا في الكنيسة سنةً كاملةً وعلَّمَا جمعاً كبيراً. وسُميَّ التَّلاميذ الذين في أنطاكية أولاً مَسيحيِّين.
    ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بِيِعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم السابع عشر من شهر بؤونه المبارك
    1.عودة رفات القديس العظيم مارمرقس إلى الكاتدرائية المرقسية الجديدة
    2.نياحة القديس أنبا لاتصون البهنساوى
    1 ـ فى مثل هذا اليوم من سنة 1684 للشهداء الأطهار الموافق الاثنين 24 من شهر يونيه سنة 1968 لميلاد المسيح، وفى السنة العاشرة لحبرية البابا كيرلس السادس وهو البابا المائة والسادس عشر فى سلسلة باباوات الكرسي الإسكندري عاد إلى القاهرة رفات القديس العظيم ناظر الإله الإنجيلي مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية والبطريرك الأول من بطاركة الإسكندرية. وكان البابا كيرلس السادس قد انتدب وفداً رسمياً للسفر إلى روما لتسلم رفات القديس مرقس الرسول من البابا بولس السادس، وتألف الوفد البابوي من عشرة من المطارنة والأساقفة بينهم ثلاثة من المطارنة الأثيوبيين، ومن ثلاثة من كبار أراخنة القبط.أما المطارنة والأساقفة فهُم حسب أقدمية الرسامة: الأنبا مرقس مطران كرسي أبو تيج وطهطا وطما وتوابعها ورئيس الوفد، الأنبا ميخائيل مطران كرسي أسيوط وتوابعها، الأنبا أنطونيوس مطران كرسي سوهاج والمنشاة وتوابعها، والأنبا بطرس مطران كرسي أخميم وساقُلته وتوابعها، والأنبا يوحنس مطران كرسي تيجري وتوابعها بأثيوبيا، والأنبا لوكاس مطـران كرسـي أروسـي وتوابعها بأثيوبيـا، والأنبا بطـرس مطران كرسـي جوندار وتوابعها بأثيوبيا، والأنبا دوماديوس أسقف كرسي الجيزة وتوابعها، والأنبا غريغوريوس أسقف عام الدراسات اللاهوتية العليا والثقافة القبطية والبحث العلمي، والأنبا بولس أسقف حلوان وتوابعها.وطار الوفد البابوي الإسكندري إلى روما فى يوم الخميس 13 بؤونه سنة 1684 ش الموافق 20 من يونيه سنة 1968م فى طائرة خاصة أقلتهم ومعهم نحو 90 قبطياً من المرافقين، كان من بينهم بينهم سبعة من الكهنة. وفى الساعة الثانية عشرة من يوم السبت الموافق 15 من بؤونه الموافق 22 من يونيه ذهب الوفد البابوي السكندري ومعه أعضاء البعثة البابوية الرومانية فى موكب رسمي إلى القصر البابوي بمدينة الفاتيكان وقابلوا البابا بولس السادس وتسلَّموا منه الرفات المقدس فى حفل رسمي كان يجلله الوقار الديني ويتسم بالخشوع والتقوى ولقد كانت لحظة تسلم الرفات المقدس بعد أحد عشر قرناً كان فيها جسد مارمرقس محفوظاً فى مدينة البندقية ( فينيسيا ) بايطاليا، لحظة رهيبة بقدر ما هى سعيدة.
    وفى اليوم التالي وهو الأحد 16 بؤونه الموافق 23 يونيه أقام الوفد البابوي السكندري قداساً حبرياً احتفالياً بكنيسة القديس أثناسيوس الرسولي بروما خدم فيه جميع المطارنة والأساقفة العشرة والكهنة المرافقون وقد حضر أعضاء البعثة البابوية الرومانية وجميع المرافقين من القبط وعدد كبير من الأقباط المُقيمين بروما ومن الأجانب ومندوبي الصحف ووكالات الأنباء. وكان قداساً رائعاً رُفِع بروحانية عميقة. وبعد قراءة الإنجيل حمل المطارنة والأساقفة صندوق الرفات المقدس وطافوا به 3 مرات أنحاء الكنيسة، ثم بخر المطارنة والأساقفة أمام الرفات بحسب ترتيب أقدمية الرسامة وكان الكهنة والشمامسة يُرتلون الألحان المناسبة.وعـاد الوفـد البابـوي السـكندري، ومعه أعضاء البعثة البابوية الرومانية يحملون الرفات المُقدس فى يوم الاثنين فى موكب رسمي تتقدمه الدراجات البُخارية إلى المطار. ومن هناك استقلوا طائرة خاصة قامت خصيصاً من القاهرة ووصلت إليها فى العاشرة والنصف من مساء اليوم نفسه. وكان البابا كيرلس فى انتظار وصول الرفات وكان يصحبه مارأغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، وعدد كبير من المطارنة والأساقفة الأقباط والأجانب، ورؤساء الطوائف والأديان مصريين وأجانب، وألوف من أفراد الشعب مسيحيين ومسلمين، يُرتلون وينشدون أحلى الأناشيد الدينية. وكان المطار كله يدوي بالترانيم. وعندما رست الطائرة صعد البابا إلى سلم الطائرة وتسلم من يد رئيس الوفد الصندوق الثمين الذى يحمل رفات مارمرقس الرسول. وفى هذه اللحظة رأى الكثيرون وخاصة المطلون من شرفات المطار ثلاث حمامات بيضاء ناصعة البياض حلقت فوق الطائرة. ولما كان الحمام لا يطير فى هذا الوقت من الليل فلم يكن هذا إذاً بحمام عادي، ولعله أرواح القديسين ترحب برفات القديس العظيم مارمرقس.ونزل البابا كيرلس يحمل صندوق الرفات على كتفه بين ترتيل الشمامسة ويتبعه موكب ضخم من كتل بشرية تُعد بالألوف يرنمون مع الشمامسة فرحين متهللين حتى أن رئيس البعثة البابوية الرومانية ذُهِل من تلك المظاهرة الدينية الكبيرة، وأعرب عن تأثره البالغ بتدين الأقباط وعظيم إجلالهم وإكبارهم للقديس مرقس، وقال أن ما رآه فاق كل تقديره، فما كان يتوقع بتاتاً أن يكون استقبال رفات مارمرقس بهذه الحماسة الروحية البالغة، خاصة وأن الجماهير ظلت منتظرة بالمطار منذ الخامسة مساء ـ حيث كان مقرراً وصول الطائرة ـ إلى الساعة الحادية عشرة مساء أو يزيد. وعاد البابا فى سـيارته ومعه صندوق الرفـات إلى الكاتدرائيـة المرقسـية الكبرى القديمة بالأزبكية ووضع الصندوق على المذبح الكبير المُدشن بِاسم مارمرقس الرسول وظل الصندوق هناك إلى اليوم الثالث لوصوله. وفى صباح يوم الأربعاء 19 بؤونه الموافق 26 يونيه فى نحو السادسة صباحاً حمل البابا صندوق الرفات وأتى به فى سيارته الخاصة إلى دير الأنبا رويس الذى كان يُعرف بدير الخندق، والقائمة على أرضه الكاتدرائية المرقسية الجديدة التى افتتحها البابا كيرلس بحضور الرئيس جمال عبد الناصر رئيس جمهورية مصر العربية، والإمبراطور هيلاسلاسي الأول امبراطور اثيوبيا فى اليوم السابق مباشرة وأعني به الثلاثاء 18 بؤونه الموافق 25 يونيه. وقد وضع البابا رفات مارمرقس على مائدة فى منتصف شرقية هيكل الكاتدرائية الجديدة. وظل كذلك طوال مدة القداس الحَبري الحافل الذى رأسه البابا كيرلس السادس واشترك معه البطريرك مارأغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس وعدد من مطارنة السريان والهنود والأرمن الأرثوذكس. وحضر القداس الإلهي جلالة هيلاسلاسي الأول امبراطور اثيوبيا وعدد كبير من رؤساء الأديان ومندوبي الكنائس والطوائف من مختلف بلاد العالم وعدد من أفراد الشعب يزيد على ستة آلاف نسمة. وبعد القداس نزل البابا فى موكب رسمي يحمل صندوق الرفات إلى المزار الجميل المُعد له تحت الهيكل الكبير. ووضع الصندوق فى جسم المذبح الرخامي القائم فى وسط المزار وغُطِيَ بغطاء رخامي ومن فوقه مائدة المذبح. وأنشدت فرق مختلفة ألحاناً مناسبة تحية لمارمرقس، بسبع لغات مختلفة أي بالقبطية، والأثيوبية، والسريانية، والأرمنية، واليونانية، واللاتينية، والعربية. وكان يوماً سعيداً من أسعد الأيام التى شهدتها مصر وكنيسة الإسكندرية والكرازة المرقسية. " بركة مارمرقس الرسول تشمل الجميع. آمين. "
    2 ـ وفى مثل هذا اليوم أيضاً تنيح القديس العظيم الأنبا لاتصون. من أهل البهنسا. وذات يوم دخل الكنيسة فسمع قول السيد المسيح فى الإنجيل المقدس: " من أراد أن يُخلِّص نفسه يُهلكها. ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. أو ماذا يُعطِي الإنسان فداءً عن نفسه ". فلمَّا سمع ذلك التهب قلبه، فترك العالم ومضى إلى جبل شيهيت، وأجهد نفسه بصلوات متواترة وأصوام كثيرة. وظهر له ملاك الرب وأمره أن يمضي إلى القديس ايسوذورُس، ليُلبسه الاسكيم المقدس فذهب إليه، وبعد أربعين يوماً ألبسه إياه. فزاد فى نسكه. ثم انفرد فى البرية وهناك حضر إليه القديس بلامون. وذلك أن الشيطان كان قد ظهر للقديس بلامون فى شكل امرأة، وأخذ يغريه على الزواج منها ذاكراً بعض رجال العهد القديم، الذين كانوا متزوجين، ومع ذلك كانوا أبراراً. ولكن القديس عرف أنه الشيطان. فرسم على نفسه علامة الصليب وصلَّى إلى الرب، فتحول الشيطان إلى دخان وغاب عنه. فذهب القديس بلامون إلى القديس لاتصون يسترشده فى المحاربات الشيطانية. فأرشده إلى كيفية التغلب عليها. ورجع الأب بلامون إلى مكانه، أما القديس لاتصون فقد ازداد فى نسكه وتقشفه حتى تنيح بسلام. " بركة صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين. "

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 33 : 18 ، 67 : 4 )
    كثيرةٌ هي أحزان الصدِّيقين. ومن جميعها يُنجِّيهم الربُّ. والصدِّيقون يفرحونَ ويتهللونَ أمام اللهِ. ويتنعمون بالسرور. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 12 : 32 ـ 44 )
    لا تَخف أيُّها القطيع الصَّغير، لأنَّ أباكم قد سُر أن يُعطيكُم الملكوت. بيعوا ما لكُم وأعطوا صدقة. اعملوا لكم أكياساً لا تقدم وكنزاً لا يفنى في السَّموات، حيث لا يقرب سارقٌ ولا يُفسده سوسٌ، لأنه حيث يكون كنزكم هُناك يكون قلبكم أيضاً.لتكُن أحقاؤكم ممنطقة وسرجكم موقدة ، وأنتم أيضاً تشبهون أُناساً ينتظرون سيِّدهم متى يعود من العرس، حتى إذا جاء وقرع يفتحون له في الحال. طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيِّدهم يجدهم ساهرين. الحقَّ أقول لكم: أنه يتمنطق ويُتكئهم ويقف ويخدمهم. وإن أتى في الهزيع الثَّاني أو إذا أتى فى الهزيع الثَّالث ووجدهم هكذا، فطوبى لأولئك العبيد. وإنَّما اعلموا هذا: أنه لو عرف ربُّ البيت في أية ساعة يأتي السَّارق لسهر، ولم يدع بيته يُنقَب. فكونوا أنتم أيضاً مستعدِّين، لأنَّه في ساعة لا تعرفنها يأتي ابن الإنسان.فقال له بطرس: ياربُّ، ألنا تقول هذا المثل أم قلته للجميع أيضاً؟. فقال الربُّ: فمن هو يا ترى الوكيل الأمين والحكيم الذي يُقيمه سيِّده على عبيده ليُعطيهم طعامهم في حينه؟ طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيِّده يجده يفعل هكذا! حقاً أقول لكُم: أنَّه يُقيمه على جميع أمواله.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

06-25-2014, 07:39 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 19-11-2006

    عودة إلى القيم السليمة

    تحدثنا في العدد الماضي عن القيم السليمة التي يلتزم بها كل إنسان، حتى وصلنا إلى الاهتمام بالحياة الأبدية.. واليوم نتابع حديثنا في موضوع القيم السليمة فنتكلم عن:

    علاقتك بالغير

    ما هي قيمة الإنسان في نظرك، أي إنسان؟ هل تنظر إليه باعتباره أخًا لك في البشرية؟ تحبه، ويهمك أمره. هل تهتم بكل أحد؟ آخذًا درسًا من الله الذي يهتم بالكل، طبعًا في حدود قدراتك... هل تحرص على مشاعر الناس، كل الناس؟ وهل تقدّر قيمة النفس، أي نفس؟

    هل كل إنسان نفسه ثمينة عندك؟ وهل كل إنسان نفسه تمامًا كنفسك؟ تحب له ما تحبه لنفسك. وتحرص عليه وعلى مصالحه. كما تحرص على أعزّ أحبائك: ما يصيبه كأنه أصابك، وما يفرحه يفرحك. وما يسئ إليه كأنه أساء إليك؟

    هذه هي إحدى القيم التي يحافظ عليها الإنسان الروحي، أعني تقديره لقيمة النفس البشرية، وحرصه الشديد في المحافظة على حقوق وعلى مشاعر كل أحد...

    إنك يا أخي -إن ارتفعت قيمة الإنسان في نظرك- لوجدت نفسك بالضرورة تحترم كل إنسان، وتحب كل إنسان، ولا تجرؤ على أن تجرح شعور إنسان ما. ولا تجرؤ على أن تخطئ إلى أحد، ولا أن تخطئ مع أحد! بل تخاف أن يطالبك الله بدمه في اليوم الأخير..!

    * أنا أعرف أنك تهتم بمشاعر الكبار. ولكنك قد تتجاهل الصغار وتنساهم! اعلم إذن أن الله تبارك اسمه يهتم بالكل: بالصغير وبالكبير، بالسيد وبالعبد، بالخادم وبالمخدوم.. يشرق بشمسه على الأبرار والأشرار، ويمطر على الصالحين والطالحين... ويشبع كل حي من رضاه... فلنتبع خطواته..

    ليس أحد منسيًا عند الله. كل نفس عزيزة عنده، يرعاها بكل حب وإشفاق، كراع صالح يهتم بكل خرافه...

    فكن أنت هكذا، لأن الله قد ترك لنا مثالًا نحتذيه...

    لو صار للإنسان هذه القيمة في نظرك، ستحترم حرية الناس، وستحترم حقوقهم. فلا تغضب أحدًا، ولا تغضب أحدًا، ولا تظلم أحدًا، ولا تضر أحدًا، ولا تشهر بسمعة أحد، بل تشمل الكل بمحبتك..

    وقيمة النفس البشرية، تدعوك إلى خدمة الناس، حينما يحتاجون إلى ذلك. بل -لو أدّى الأمر- بذل النفس من أجلهم... وأيضًا الاهتمام بالنفس الواحدة، فلا تضيع في زحمة الجماهير..! وهكذا نرى الإنسان الروحي يتعب لأجل غيره...

    هنا ونعرض لإحدى القيم الأخرى وهى:

    الراحة والتعب:

    الإنسان العادي يهمه أن يستريح ولو تعب الناس. أما صاحب القيم فيجد راحته الحقيقية في أن يتعب هو لكي يستريح الناس الراحة عنده هي أن يريح غيره لا نفسه، بل أن نفسه تستريح في راحة غيره.

    والراحة في مفهومه هي راحة ضميره وليس راحة جسده... ولا مانع عنده في أن يتعب جسده، إن كان بذلك يمكنه أن يريح غيره، وبذلك يرتاح ضميره...

    وهو يدرك تمامًا أن الراحة الحقيقية هي الراحة في الأبدية فليتنا نتعب ههنا بقدر إمكاننا في عمل الخير، عارفين إن الإنسان في الأبدية سيأخذ أجرته بحسب تعبه على الأرض.

    وكل الأبرار قد تعبوا في عمل البر، وفي نشر البر، وفي الجهاد المتواصل لأجل بناء ملكوت الله على الأرض.

    لذلك فإن التعب من أجل الخير هو إحدى القيم التي يهتم بها الإنسان البار، وهو علامة من معالم الطريق الروحي..

    ننتقل إلى نقطة أخرى في موضوع القيم، وهى:-

    الروح والجسد:

    غالبية الناس.. في تقييم احتياجاتهم- يعطون كل القيمة للجسد وليس للروح، ويظهر هذا في اهتماماتهم العملية: فهم يقدمون كل الاهتمام بأجسادهم وبأجساد أبنائهم وأقاربهم... وهكذا يهتمون بطعام الجسد، وبصحته، وقوته وجماله. ويعطون الجسد كل ما يحتاج من غذاء ومن دواء وعلاج، وما يحتاجه من راحة ونشاط واستجمام...

    أما الروح قد تنال نفس الاهتمام. لأن تقييم احتياج الروح ليس واردًا على الذهن، وربما يكون مهملًا...!

    لذلك تضعف أرواح الناس، إذ لا تجد غذاءها الروحي الكافي، ولا الاهتمام بكل ما تحتاج إليه من تقوية ومن رياضة روحية، ومن سائر المنشطات الروحية كالقراءة والتأمل والتراتيل والاجتماعات الروحية، والصلوات والألحان، والعظات، والتداريب الروحية...

    حقًا إن التقييم الذي نعطيه للروح هو الذي يحدد مسلكنا في الحياة.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وهو الذي يجعلنا نهتم بالقيم الروحية، وبالوسائل الروحية التي تنمينا روحيًا، وتدفعنا إلى التقدم باستمرار في الطريق الروحي...

    وسنضرب مثالًا في العمل الروحي وهو الصلاة:

    ما هو تقييمك للصلاة؟

    * هل هو مجرد معونة لك في وقت الضيق؟ تلجأ إليه (حينما تحتاج) إلى الله؟!

    * أم هي فرض عليك؟ إذ لم تؤده تشعر بتأنيب ضمير، لمجرد التقصير!

    * أم هي غذاء روحي لازم لك؟ إن لم تتناوله تفتر في حياتك الروحية!

    * أم هي متعة تشعر بحلاوة مذاقها؟ فتنسى الدنيا وكل ما فيها، وتود لو طال بك الوقت في الحديث مع الله!.

    حسب تقييمك للصلاة، تكون درجة روحانيتك فيها، وتكون أيضًا قدرتك على الاستمرار في عمل الصلاة...
    +++
                  

06-26-2014, 03:08 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 26-11-2006

    الهدف والوسيلة

    نحن جميعًا نتفق في الأهداف أو الأغراض، مادامت النية سليمة، ومادام الهدف نافعًا وخيرًّا. ولكننا قد نختلف في الوسائل الموصلة الأهداف...

    فما هي أسباب الاختلاف في الوسائل إذن؟

    سببها اختلاف الفكر والعقل. فكلٌ منا له فكره الخاص ونظرته الخاصة إلى الأمور. كذلك تختلف الأفكار في درجة الذكاء، وبالتالي في الاستنتاج وفي الحكم والتقدير. ويختلف الناس أيضًا في الطباع وفي نوع النفسية. كذلك يختلفون من جهة البيئة المحيطة بكل منهم ومدى تأثيرها عليه..

    لذلك نجد أشخاصًا يتميز كل منهم بطيب العنصر وبمحبة الخير. ومع ذلك فوسائلهم مختلفة... كلٌ منهم له طريقته وأسلوبه، وله منهجه الخاص في الوصول إلى الغرض. ولهذا كثير ما يحدث خلاف في العمل الجماعي حسبما نرى العديد من الهيئات...

    أحيانًا يوجد تنوع وأحيانًا أخرى يوجد اختلاف وخلاف...

    ونحن لا نعترض على التنوع، فهو يؤدي إلى ثراء في الفكر وفي الخبرة. أما الاختلاف والخلاف فكثيرًا ما يتسبب في انقسام وصراعات. وربما يتحول من الموضوعية إلى خلاف شخصي يتطور إلى خصام وعداوة!

    ويحدث الخلاف حينما يرى البعض أن طريقه هو الطريق السليم الوحيد، وينتقد غيره من الطرق ويحاول تحطيمها!

    والحل هو إيجاد تنسيق وتكامل وتعاون بين الطرق المتعددة المتنوعة الواصلة إلى نفس الغرض الواحد...

    وسنضرب الآن عدة أمثلة من الاختلاف حول الغرض الواحد..

    ففي موضوع الإصلاح مثلًا:

    الإصلاح أمر يريده الجميع ويتفقون عليه. ولكن تتعدد الآراء وتختلف في الوسائل التي يمكن بها أن يتم الإصلاح المنشود...

    * فيرى البعض أن الإصلاح ينبغي أن يتم عن طريق لجنة من الحكماء، أو من الشيوخ ذوى الخبرة والمعرفة يضعون مفهومه وقواعده وأنظمته... بينما يرى البعض الآخر أن الإصلاح يضعه الشعب كله صاحب المصلحة الأولى فيه. وأنه لابد أن يتم برضي الشعب وموافقته على كل بند من بنوده...

    * يرى البعض أن الإصلاح يتم عن طريق الحلول الإيجابية البناءة، وهى واضحة المعالم للجميع. بينما يصرّ البعض الآخر على أن الإصلاح السليم لا يمكن بناؤه إلا بواسطة دراسة متأنية متعمقة تخص كل الموضوعات التي يشملها الإصلاح. وليس المهم عامل الزمن، بل التركيز على الإتقان...

    * يرى البعض أن لا أسلوب يوصل إلى الإصلاح إلا العنف، عن طريق النقد الشديد والمنشورات والتجريح والتشهير... ذلك لأن المخطئين الذين سيتخلص الإصلاح منهم، لا يمكن إزاحتهم إلا باستخدام الشدة معهم وكشفهم أمام الجماهير. بينما يرى آخرون أنه لا يجوز -في أسلوب الإصلاح- أن نفقد الوداعة واتضاع القلب، بل نحتفظ بروحياتنا...

    وهكذا تتعدد الوسائل، بل تختلف أحيانًا، والغرض واحد وهو الإصلاح.

    وللأسف، لا ننكر في موضوعنا هذا، أن البعض يستخدم أحيانًا:

    فيرى أنه مادامت الغاية سليمة، فلا مانع من استخدام أية الوسائل مهما كانت خاطئة! وإن عاتبت هذا الشخص على أخطائه، يحتج بأنه يسعى إلى غرض نبيل! كلا، فالغرض النبيل يلزم أن تكون وسائله نبيلة أيضًا. ولا يصح الجمع بين الخير والشر ليسيرا معًا في طريق واحد!!

    * بالمثل أب يقسو جدًا على ابنه حتى يعقده نفسيًا. ويحتج بغرض مقدس هو تربية ابنه! هذا الغرض سليم، ولكن الوسيلة مخطئة... أو أم تتدخل في صميم الحياة الزوجية لأبنتها، وقد تتسبب في فصلها عن زوجها! وتبرر ما تفعله بحرصها على كرامة ابنتها.. إنها وسيلة غير حكيمة تؤدي إلى الضياع..

    وكثيرًا ما ضيعّ الناس علاقاتهم بغيرهم، كنتيجة للوسيلة الخاطئة...

    مثال ذلك شخص يسعى إلى مصالحة غيره. إنه هدف سليم بلا شك.. ويرى أن وسيلة ذلك هي العتاب. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولكنه في طريقة العتاب، يعيد الأوجاع والجروح القديمة، ويضغط عليها بأسلوب يتعب الطرف الآخر. ويخرج من العتاب وقد ساءت العلاقة عن ذي قبل! لأن طريقة العتاب كانت سيئة... بعكس ذلك إنسان آخر يستطيع بالعتاب أن يكسب الموقف. بل يجعل الطرف الآخر يتفهم الموضوع على أحسن وجه، ويعتذر له، ويخرجان صديقين وكأن شيئًا لم يكن...

    العتاب هو العتاب. ولكن وسيلته عند واحدٍ مقبولة ومجدية. وعند آخر متعبة ومؤذية، وتأتي بعكس المطلوب..!

    إنسان يعاتب بطريقة هادئة، والآخر يعاتب بطريقة ساخطة.

    الأول يعاتب بحب وعشم، والثاني يعاتب بحقد وانتقام.

    هذا يريد أن يصالح. وذاك يريد أن يثبت للطرف الآخر أنه مخطئ، وأنه يستحق ما ناله منه..!!

    لذلك، نصيحتي لك أيها القارئ العزيز:

    إن اشتركت مع أحد في عمل ما، أو من أجل خير ما، لا يكفي أن يكون مشتركًا معك في الهدف أو الغرض، وإنما ينبغي أن يكون مشتركًا معك أيضًا في الوسيلة وأسلوب العمل...

    لئلا تكون طريقته في تنفيذ الغرض المشترك غير طريقتك. فتختلفان معًا، أو يسبب لك مشاكل باعتباركما شريكان في عمل واحد...

    ما أكثر الوسائل للغرض الواحد. وكلُ منها ترى أنها الأفضل والأصلح.

    ولنضرب المثل فتربية الأبناء: إنه هدف سليم يتفق عليه الجميع. ولكنهم يختلفون في أسلوب التربية:

    * فالبعض يمنحون أولادهم الحرية الكاملة، كما في كثير من بلاد الغرب. وحينما يكبر الأولاد، لا يمارس الآباء أية سلطة عليهم. ويبررون ذلك بأنهم يريدون للابن أن تكون له شخصيته المستقلة التي لا تقع تحت ضغط..

    * هناك أسلوب عكس هذا يلجأ إليه آباء آخرون، وهو التشديد الكامل لحماية الأبناء من الانحراف. ولكنه قد يوجد كبتًا له ردود فعل سيئة...

    * وهنا طريق وَسَط: لا هو بالحرية التي فيها تسيب، ولا هو التشديد والتقييد.. هو أسلوب الأب الذي يصادق ابنه. ويشرح ويعلّم ويُقْنِع ويحاور... ولا شك أن الإقناع -ولو أنه يأخذ وقتًا وجهدًا- إلا أنه يُوجِد حافزًا في الداخل، يكون أفضل من الأوامر والنواهي التي هي مجرد ضغوط من الخارج...
    +++
                  

06-27-2014, 03:37 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الكرام ..

    اليوم الجمعة ..

    وبعد قليل ...


    مع أبينا الورع مكارى يونان ..

    وعلى قناة الكرمة ...

    ومن على هذا الرابط ...

    http://alkarmatv.com/alkarma-tv-live-streaming

    الرب يبارك حياتكم ...

    أخوكم وعمكم العجوز ...
    أرنست
    +++
                  

06-27-2014, 06:24 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الكرام ..

    اليوم الجمعة ..

    الآن ..مع أبينا الورع مكارى يونان ..

    وعلى قناة الكرمة ...

    ومن على هذا الرابط ...

    http://alkarmatv.com/alkarma-tv-live-streaming

    الرب يبارك حياتكم ...

    أخوكم وعمكم العجوز ...
    أرنست
    +++
                  

06-28-2014, 04:03 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 1-12-2006

    تهنئة لجريدة الأهرام في عيدها المائة والثلاثين

    يسرني أن أهنئ جريدة الأهرام على هذا الجسر الطويل الممتد الذي عبرته خلال ثلاثة قرون من الزمان، في عهود تنوّع حكّامها من خديوي، إلى سلطان، إلى ملك، إلى رئيس جمهورية. وقد زارها ثلاثة من رؤساء جمهوريتنا: جمال عبد الناصر، وأنور السادات، وحسني مبارك. وجلسوا في مكاتبها، وتحدثوا إلى محرريها، وامتدحوا خط سيرها الذي تحوّل باستمرار إلى الأفضل...

    كم من جرائد عامة سبقت الأهرام أو عاصرتها، ولكنها اختفت ولم تستمر، وتخلّفت عبر هذا الزمن الطويل. أما (الأهرام) فقد صمدت أمام تيارات كثيرة حتى احتفلت بعيدها المائة والثلاثين...

    وأهنئ جريدة الأهرام على ذلك العدد الكبير من مشاهير الكتّاب الذين حرروا فيها، من قادة الفكر والقلم، ومن رجال السياسة والأدب، من يمنحون هيبة للكلمة، ويستخدمون وقارًا في التعبير... من أمثال د.طه حسين، ود. نجيب محفوظ، والأستاذ توفيق الحكيم، ود. لويس عوض، ود. بطرس غالي، والأستاذ أحمد بهاء الدين، والأستاذ أحمد الصاوي محمد، والأستاذ يوسف السباعي، ود. يوسف إدريس، وبنت الشاطئ... وكذلك من احتضنتهم جريدة الأهرام من بداية عملهم الصحفي، إلى أن بلغوا علو قامتهم فيها... وأيضًا بعض من تتلمذوا في (الأهرام)، ثم أنشأوا لهم صحفًا خاصة، أو استعارتهم مجلات وجرائد ليصيروا رؤساء تحرير لها...

    ومن هنا، فإن (الأهرام) لم تكن مجرد صحيفة أو جريدة، وإنما مدرسة ضمت العديد من الأساتذة وأخرجت للصحافة العديد من أصحاب الأقلام المعروفين...

    وبهذه المناسبة أهنئ الأهرام أيضًا على مجموعة مميزة من رؤساء تحريرها: بدءًا بمؤسسيها سليم تكلا وبشارة تكلا، ومرورًا بالأستاذ محمد حسنين هيكل، والأستاذ علي أمين، والأستاذ أنطون الجميل... إلى رئيس تحريرها حاليًا الأستاذ أسامه سرايا.

    وإلى جوار كل هؤلاء نذكر كوكبة تحيط برئيس التحرير: من نواب رئيس التحرير، والمشرفين على الأقسام المتعددة للجريدة، ومحرري الأبواب المتنوعة، حيث تصل في مجموعها إلى أكثر من ثلاثين صفحة، الأمر الذي يحتاج إلى جهد عقول كثيرة...

    نهنئ (الأهرام) أيضًا بتنوع موضوعاتها وأهميتها. فهي تشمل إلى جوار السياسة الخارجية، ما تنشره عن أخبار الدولة، وكافة ما يهم القراء من موضوعات في التعليم، والاقتصاد، والفكر المستنير، وفي الأحداث الجارية، وما يلزمه من الإعلانات بتعدد أنواعها.. وكذلك آخر أخبار الرياضة والفن...

    ولا ننسى إطلاقًا صفحة الكاراكاتير characatures التي أشرف عليها مدى سنوات طويلة الأستاذ الفنان صلاح جاهين، الزجّال والشاعر والروائي والرسّام الفكاهي، الذي أسعد كثيرين بإنتاجه الأدبي والفني.

    كما كانت الصفحة قبل الأخيرة لجريدة الأهرام تمثل أهم ما يُنشر في الصحف عامةً عن الوفيات والعزاء. وقد نمت حتى أصبحت تحوي عددًا من الصفحات...

    يضاف إلى كل هذا، الإصدارات الخاصة بالأهرام. ولعل في مقدمتها الأهرام الدولي، والأهرام الاقتصادي، وعديد من المجلات. وأذكر هنا إنني كنت -أثناء تواجدي للعلاج في أمريكا- أقرأ جريدة الأهرام كل يوم، ويسرني صدورها بانتظام في بلاد الغرب.

    إن ثقة الناس بجريدة الأهرام وما تنشره، جعلها واسعة الانتشار في مصر وخارج مصر أيضًا. وهذه الثقة أيضًا هي التي ساعدت الأهرام على الاستمرار مدى 130 عامًا، والى المزيد في مستقبل الأيام أيضًا...

    وجريدة الأهرام لا تمثل وجهة نظر حزب من الأحزاب السياسية كما في الجرائد الحزبية. كما لا تمثل فكر شخصي معين أو هيئة ما كما في الجرائد الخاصة. إنما هي تمثل مصر أولًا وأخيرًا، في سياسة من الحياد ومن الرزانة في النشر، حافظت عليها كل هذا الزمن..

    وحتى اسمها أيضًا (الأهرام) له الطابع المصري الصميم.. والحياد الذي اتصفت به الأهرام، هو من الأسباب الهامة الرئيسية التي ساعدت على ثقة القراء بها.

    إن عدد المشتغلين في جريدة الأهرام من محررين وإداريين وموظفين وعمال -سواء في نفس الجريدة أو إصداراتها- هو عدد كبير جدًا... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولذلك كان من السهل أن يكون لها مركزها -بالانتخاب- في عضوية نقابة الصحفيين، وحتى في منصب النقيب نفسه أحيانًا...

    وهذا الأمر أضاف إلى جريدة الأهرام مركزا آخر مميزًا إلى جوار مركزها المميز في التحرير والإدارة وسعة الانتشار...

    إن صدور (الأهرام) كجريدة يومية بحجمها المميز، وكذلك ما صدر عنها من مجلات... كل ذلك كان لابد في تسهيل تنفيذه، من وجود مطابخ خاصة تقوم بهذا العبء كله. وهكذا أنشئت مطابع الأهرام، ونمت على أحدث طراز، وأصبحت تُطبع فيها أيضًا جرائد أخرى أفسحت الأهرام صدرها لها، واحتضنت طبعًا في مطابعها.

    وبهذا صارت لمطابع الأهرام شبه خدمة عامة تقوم بها بالإضافة إلى طبع جريدتها الخاصة وباقي إصداراتها...

    وبعد، إن الحديث عن كل ما يتعلق بجريدة الأهرام، قد يطول بنا حتى يتحول هو أيضًا إلى هرم آخر...

    لذلك، فليعذرني القارئ العزيز إن اكتفيت بهذه النقاط البسيطة التي ذكرتها في تحية وتهنئة (الأهرام) بعيدها المائة والثلاثين، جعله الله عيدًا سعيدًا للجريدة وأسرتها العريقة من المحررين والقراء.
    +++
                  

06-29-2014, 09:50 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    (يوم الأحد)
    صوم الرسل
    29 يونيو 2014
    22 بؤونة 1730
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 83 : 9 ، 5 )
    أيُّها الربُّ إله القواتِ استمع إلى صلاتي. أنصِت يا إله يعقوبَ. طُوبَى لكلِّ السُّكانِ في بيتِكَ. يُبارِكونَكَ إلى أبدِ الأبدِ. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 5 : 34 ـ 48 )
    وأمَّا أنا فأقول لكم: لا تحلِفوا البتَّة، لا تحلِفوا بالسَّماء لأنَّها كُرسيُّ الله، ولا بالأرض لأنَّها موطئُ قدميه، ولا بأُورشليم لأنَّها مدينة الملِك العظيم. ولا تحلف برأسك، لأنَّك لا تقدر أن تجعل شعرةً واحدةً بيضاءَ أو سوداءَ. بل ليكُن كلامكم: نَعَم نَعَم، ولا لا. وما زاد على ذلك فهو من الشِّرِّير.سمعتُم أنَّه قِيلَ: عينٌ بعينٍ وسنٌ بسنٍّ. وأمَّا أنا أقول لكم: لا تقاوِموا الشَّر، بل مَن لطمكَ على خدِّكَ الأيمن فحوِّل له الآخَر أيضاً. ومَن أرادَ أن يُحاكِمَك ويأخذ ثوبك فاترك له الرِّداء أيضاً. ومَن سخَّركَ ميلاً واحداً فامشِ معه اثنين. ومَن سألكَ فأَعطِه، ومَن أراد أن يقترض منكَ فلا تَرُدَّهُ. سمعتُم أنه قِيلَ: أحبِب قريبك وابغِض عدوَّك. وأمَّا أنا فأقول لكم: أحبُّوا أعداءكُم. بارِكوا لاعنيكُم. وصلُّوا لأجل الذين يطردونكم، لكي تصيروا أبناء أبيكم الذي في السَّمَواتِ، فإنَّه يُشرِق شمسه على الأشرار والأخيار، ويُمطِر على الأبرار والظَّالمين. لأنَّه إنْ أحببتُم الذين يحبُّونكم، فما هو أجركم؟ العشَّارون أيضاً يفعلون كذلك. وإن سلَّمتُم على إخوتكم فقط، فأيَّ فضل تصنعون؟ فالوثنيون أيضاً يفعلون هكذا. فكونوا إذاً أنتُم كاملينَ كما أنَّ أباكم الذي في السَّمَواتِ هو كاملٌ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 60 : 4 ، 7 )
    أنتَ يا اللهُ استمعتَ إلى صلواتي. أعطيتَ ميراثاً للذينَ يَرهبونَ اسمكَ. لذلك أُرَتِّل لاِسمك إلى دهرِ الدُّهورِ. لأفي نُذُورِي يوماً فيوماً. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 20 : 1 ـ 18 )
    وفي أوَّل الأُسبوع جاءت مريم المجدليَّة إلى القبر باكراً، والظَّلام باقٍ. فرأت الحجر مرفوعاً عن باب القبر. فأسرعت وجاءت إلى سمعان بطرس وإلى التِّلميذ الآخَر الذي كان يسوع يُحبُّه، وقالت لهما:" قد أخذوا سيِّدي من القبر ولستُ أعلم أين وضعوه ". فخرج بطرس والتِّلميذ الآخر وأتيا إلى القبر. وكان يسرعان كلاهما معاً. فركض التِّلميذ الآخَر وسبق بطرس وتقدم أوَّلاً إلى القبر، وتطلع داخلاً ورأى الثِّياب موضوعةً، ولـم يدخل. ثُـمَّ جاء سمعان بطرس يتبعه، ودخل القبر ونظر الأكفان موضوعة، والمنديل ـ الذي كان على رأسه ـ ليس موضوعاً مع الثِّياب، بل ملفوفاً وموضوعاً في ناحية وحده. فحينئذٍ دخل التِّلميذ الآخر الذي جاء أوَّلاً إلى القبر، فرأى وآمن، لأنَّهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب: أنَّه ينبغي له أن يقوم من بين الأموات. فمضَى التِّلميذان أيضاً إلى موضعهِما. أمَّا مريم فكانت واقفةً عند القبر خارجاً تبكي. وفيما هيَ تبكي تطلَّعت داخل القبر، فأبصرت ملاكين جالِسين بثيابٍ بيضٍ واحداً عند رأسه والآخر عند رجليه، حيثُ كان جسد يسوع موضوعاً. فقالا لها: " يا امرأة، ما بالكِ تبكين؟ " فقالت لهما: " إنَّهم أخذوا سيديِّ ولستُ أعلم أين وضعوه ". ولمَّا التفتت إلى الوراء، فنظرت يسوع واقفاً، ولم تعلم أنه يسوع. فقال لها يسوع: " يا امرأة، لماذا تبكين؟ ومن تطلبين؟ " فظنَّت تلكَ أنه حارس البُستان، فقالت له: " يا سيِّدي، إن كنت أنت قد حملته فاعلِمني أين وضعته، وأنا آخذه ". قال لها يسوع: " يا مريم! " فالتفتت تلك وقالت له بالعبرانية: " رَبُّوني " الذي تفسيره يا مُعلِّم. قال لها يسوع: " لا تلمسيني لأنِّي لم أَصعَد بعدُ إلى أبي. ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إنِّي صاعدٌ إلى أبي الذي هو أبوكم، وإلهي الذي هو إلهكم ". فجاءت مريم المجدليَّة، وأخبرت التَّلاميذ أنَّها رأت الربَّ، وأنَّه قال لها هذا.
    ( والمجد لـله دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي
    ( 4 : 2 ـ 18 )
    كونوا مواظبين على الصَّلاة ساهرينَ فيها بالشُّكر، مُصلِّين في ذلك لأجلنا نحن أيضاً، لكي يَفتح اللهُ لنا باباً للكلام، لنتكلَّم بسرِّ المسيح، هذا الذي من أجله أنا مُوثقٌ أيضاً، كي أُظهِرهُ كما يجب أن أتكلَّم. اسلكوا بحكمةٍ مِن جهة الذين هم من خارج، مُفتدين الوقت. ليكن كلامكم كلَّ حينٍ بنعمةٍ، مُصلَحاً بملح، لتعلَموا كيف يجب أن تجاوبوا كلَّ واحدٍ.جميع أحوالي: سيُعرِّفكم بها تيخيكُس الأخ الحبيب، والخادم الأمين، والعبد الشَّريك في الربِّ، الذي أرسلته إليكم لهذا الأمر، ليَعرف أخباركم ويُعزِّي قلوبكم، مع أنسيموس الأخ الأمين الحبيب الذي هو منكم. هما سيُخبِرانكم بكلِّ ما ههنا. يُسلِّم عليكم أرسترخُس المأسور معي، ومرقس ابن عم برنابا، الذي أخذتم لأجله وصايا. إن أتى إليكم فاقبلوه. ويسوع الذي يُدعَى يُسطُس. الذين من الختان. هؤلاء هم وحدهم العاملون معي لملكوتِ اللهِ، الذين صار لي بهم العزاء. يُسلِّم عليكم أبفراس الذي هو منكم، عبدٌ للمسيح يسوع، هذا الذي يُجاهد كلّ حين لأجلكم بصلواته، لكي تثبُتوا كاملين وممتلئين في مشيئة اللهِ. فإنِّي أشهد له بأنَّه له غيرة كثيرة لأجلكم، ولأجل الذين في لاودكيَّة، والذين في هيرابوليس. يُسلِّم عليكم لوقا الطَّبيب الحبيب، وديماس. سلِّموا على الإخوة الذين في لاودكيَّة، وعلى نمفاسَ، وعلى الكنيسة التي في بيته. ومتى قُرئَت عندكم هذه الرِّسالة، فلتُقرأ في كنيسة اللاودكيِّين، والتي من لاودكيَّة تقرأونها أنتم أيضاً. وقولوا لأرخبُّس: " انظُر إلى الخدمة التي قبِلتها في الربِّ، لكي تُتمِّمها ". سلامي بيدي أنا بولس. اُذكروا وُثقي. النِّعمة معكم. آمين.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة يعقوب الرسول
    ( 5 : 9 ـ 20 )
    لا يَئِنَّ بعضُكُم على بعضٍ يا إخوتي لِئَلاَّ تُدانوا. هوَذا الدَّيانُ واقفٌ على الأبوابِ. خُذوا لكُم يا إخوتي مثالَ احتمال المشقَّاتِ وطول أناةٍ: الأنبياءَ الَّذينَ تكلَّموا بِاسم الربِّ. ها نحنُ نُغبِط الَّذينَ صبروا. لأنكُم سَمِعتُم بصبرِ أيُّوبَ وعاقِبةَ الربِّ قـد رأيتُموها. لأنَّ الربَّ هو عظيمُ الرَّأفةِ جداً وهو طويلُ الآناةِ. وقبل كلَّ شيءٍ يا إخوتي، لا تحلِفوا، لا بالسَّماءِ، ولا بالأرضِ، ولا بقَسَم آخر. وليَكُن كلامكُم نَعَم نَعَم، ولا لا، لئلاَّ تكونوا تحت الحُكم.وإن كان واحدٌ منكم قد نالهُ تعب فليُصلِّ. والفرح القلب فليُرتِّل. وإن كان واحدٌ منكم مريضاً فليدعُ قسوس الكنيسة وليُصلُّوا عليه ويدهنوه بزيتٍ على اسم الربِّ، وصلوة الإيمان تُخلِّص المريضَ، والربُّ يقيمُه، وإن كان قد عمل خطايا تُغفرُ له. واعترفوا بخطاياكم بعضُكُم لبعضٍ، وصلُّوا على بعضكم لأجل بعضٍ، لكيما تُشفوا. وصلوة البارِّ فيها قوة عظيمة فعالة. كان إيليَّا إنساناً تحت الآلام مِثلَنا، وصلَّى صلوة كي لا تُمطِر السَّماء، فلمْ تُمطِر على الأرض ثلاثَ سنينَ وسِتَّةَ أَشهُر. وصلَّى أيضاً، فأعطت السَّماء المَطر، والأرض أنبتت ثَمَرَها.يا إخوتي، إذا ضلَّ واحدٌ منكم عن سبيل الحقِّ وردَّهُ واحدٌ، فليعلَم أن من يَردُّ الخاطئ عن طريق ضلالته، فإنَّه يُخلِّص نفسهُ من الموتِ، ويَستُر عن خطايا كثيرة.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل
    ( 18 : 1 ـ 11 )
    وبعد هذا مضى بولس من أثينا وجاء إلى كورنثوس، فوجد يهوديَّاً اسمه أكيلا، بُنطيَّ الجنس، كان قد جاء حديثاً من إيطاليا، مع بريسكلاَّ امرأته، لأنَّ قلوديوس كان قد أمر أن يُنفى جميع اليهود من رومية، فجاء إليهما. وأقام عندهما لكونه من صناعتهما وكان يشتغلان معاً، لأن صناعتهما كانت عمل الخيام. وكان يتكلَّم في المجمع كلَّ سبتٍ، ويُقنع اليهود واليونانيِّينَ. ولمَّا قَدُمَ سيلا وتيموثاوس من مكدونيَّة، كان بولس يُداوم على الكلام وهو يشهد لليهود أن المسيح هو يسوع. وإذ كانوا يقاوِمونه ويُجدِّفون نفضَ ثيابَهُ وقال لهم: " دمُكم على رأسِكم. أنا بريءٌ. مـن الآن أنطلق إلى الوثنيِّين ". فانتقل من هناك وجاء إلى بيت واحدٍ يُدعَى تيطس ابن يُسطُس، كان مُتعبِّداً للهِ، وكان بيته ملاصقاً للمجمع. أمَّا كريسبُسُ رئيس المجمع فآمن بالربِّ مع جميع بيتهِ، وكثيرون من الكورنثيِّين إذ سمعوا آمنوا واعتمدوا. فقال الربُّ لبولس برؤيا في اللَّيل: " لا تخف، بل تكلَّم ولا تسكت، لأنِّي أنا معك، ولا يقوم عليك أحدٌ ليؤذيك، لأنَّ لي شعباً كثيراً في هذه المدينة ". فأقام سنةً وستَّةَ أشهُرٍ، يُعلِّم بينهم بكلمة الله.
    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم الثاني والعشرون من شهر بؤونه المبارك
    تذكار تكريس كنيسة القديسين قزمان ودميان وإخوتهما وأُمهم
    فى هذا اليوم نُعيِّد بتذكار تكريس كنيسة القديسين قزمان ودميان وإخوتهما أنتيموس ولاونديوس وأبرابيوس وأمهم ثاؤذوتى كانوا من إحدى بلاد العرب وكانت أمهم تخاف الله، مُحِبَّة للغرباء، رحومة. وقد ترملت عليهم صغاراً فربتهم وعلَّمتهم مخافة الربّ. وتعلَّم قزمان ودميان مهنة الطب. وكانا يعالجان المرضى بلا أجر، أما إخوتهما فمضوا إلى البرية وترهبوا.ولمَّا كفر دقلديانوس وأمر بعبادة الأوثان أعلموه عن قزمان ودميان، أنهما يبشران فى كل مدينة بالسيد المسيح، ويحرضان على عدم عبادة الأوثان. فأمر بإحضارهما وتسليمهما لوالي المدينة الذى عذبهما بأنواع العذاب المختلفة. ثم استعلم منهما عن مكان إخوتهما. ولمَّا عرفه استحضرهم وأمهم أيضاً. وأمرهم أن يُبخروا للأوثان فلم يطيعوا أمره. فأمر أن يُعصر الخمسة فى المعصرة. ولمَّا لم ينلهم أذى أخرجهم وألقاهم فى أتون النار ثلاثة أيام وثلاث ليال، ثم طرحهم فى مستوقد حمام. وأخيراً وضعهم على أَسِرَة من الحديد الساخن. وفى هذه جميعها كان الربُّ يقويهم ويشفيهم. ولمَّا تعب الوالي من تعذيبهم، أرسلهم إلى الملك فعذبهم هو أيضاً. وكانت أمهم تُعزيهم وتصبرهم. فانتهرها الملك فلعنته فى وجهه، ولعنت أوثانه النَّجسة فأمر بقطع رأسها. ونالت إكليل الشهادة. وبقى جسدها مطروحاً لم يجسر أحد أن يدفنه. وكان القديس قزمان يصرخ فى أثناء ذلك قائلاً: يا أهل المدينة. أليس بينكم أحد ذو رحمة فيستر جسد هذه الأرملة العجوز ويدفنها؟ عند ذلك تقدم بقطر بن رومانوس وأخذ الجسد وكفنه ثم دفنه.ولمَّا علم الملك بما عمل بقطر أمر بنفيه إلى ديار مصر. وهناك نال إكليل الشهادة. وفى الغد أمر الملك بقطع رؤوس القديسين قزمان ودميان وإخوتهما. فنالوا إكليل الحياة فى ملكوت السموات. وبعد انقضاء زمان الاضطهاد، بُنيت لهم كنائس عديدة، أظهر الربُّ فيها آيات وعجائب كثيرة. " شفاعتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين. "
    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 68 : 26 ، 27 ، 25 )
    اُطلبوا اللهَ لتحيا نفسُكم، لأنَّ الربَّ قد استجابَ للبائسينَ. أُسبِّحُ اسمَ الربِّ بالتمجيدِ، وأرفَعَهُ بالتسبيح. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 6: 27 ـ 38 )
    لكنِّي أقول لكم أيُّها السَّامعون: أحبُّوا أعداءكم، أحسِنوا إلى مُبغضِيكم، بارِكوا لاعنيكم، صلُّوا لأجل الذين يضطهدونكم. مَن لطمك على خدِّكَ فحوِّل له الآخر، ومَن أخذ ثوبك فلا تمنعه مِن أن يأخذ رداءَك. وكلُّ مَن سألك فأعطِه، ومَن أخذ الذي لكَ فلا تُطالِبه. وكما تُريدون أن يفعل النَّاس بكم، افعلوا أنتم أيضاً بهم هكذا. وإنْ أحببتم الذين يحبُّونكم، فأيُّ أجرٍ لكم؟ فإنَّ الخُطاة أيضاً يُحبُّونَ مَن يُحبّهم. وإذا صنعتم الخير مع الذينَ يُحسنونَ إليكم، فأيُّ فضلٍ لكم؟ فإنَّ الخُطاة يفعلون هكذا. وإنْ أقرضتم الذينَ ترجونَ أن تستردُّوا منهم، فأيُّ فضلٍ لكم؟ فإنَّ الخُطاة أيضاً يُقرِضون الخُطاة لكي يأخذوا منهم العوضَ. بل أحبُّوا أعداءكم، وأحسِنوا إليهم وأقرِضوا غير مؤمِّلينَ شيئاً، فيكون أجركم عظيماً وتكونوا بني العليِّ، فإنَّه صالحٌ على غير الشَّاكرين والأشرار. فكونوا رُحماء كما أن أباكُم أيضاً رحيمٌ.ولا تَدينوا فلا تُدانوا. لا تقضوا على أحدٍ فلا يُحكم عليكم. اغفروا يُغفَر لكم. أَعطوا تُعطَوا، كيلاً جيِّداً مُلبَّداً مهزوزاً فائِضاً يُعطُونَ في أحضانِكُم. لأنَّه بالكيل الذي تَكِيلونَ يُكالُ لكُم.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

06-30-2014, 03:42 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    (يوم الاثنين)
    صوم الرسل
    30 يونيو 2014
    23 بؤونة 1730
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 31 : 12 ، 7 ، 32 : 1 )
    افرحوا أيُّها الصدِّيقون بالربِّ وتهلَّلوا. للمُستقيمين ينبغي التَّسبِيحُ. مِن أجْـلِ هذا تَبتَهِلُ إليكَ كلُّ الأبرارٍ فى آوانٍ مُستقيم. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 25 : 14 ـ 23 )
    وكأنَّما إنسانٌ مُسافـرٌ دَعا عبيدَهُ وسلَّمهُم أموالَهُ، فأعطَى واحداً خَمسَ وزناتٍ، وآخَرَ وَزنتينِ، وآخَرَ وَزنةً. كُلَّ واحدٍ على قدرِ طاقتِهِ وسافرَ. فمضَى الَّذي أخذَ الخمسَ وزناتٍ وتاجَرَ بِها، فرَبِحَ خمسَ أُخَرَ. وهكذا أيضاً الَّذي أخذَ الاثنتينِ، رَبِحَ اثنتينِ أُخريَينِ. وأمَّا الَّذي أخذَ الواحدةَ فمضَى وحفـرَ في الأرضِ وأخفى فضَّةَ سـيِّدهِ. وبعدَ زمانٍ طويلٍ جاءَ سـيِّدُ أُولئكَ العبيدِ وحاسبهُمْ. فجاءَ الَّذي أخذَ الخمسَ وزناتٍ وقدَّمَ خمسَ وزناتٍ أُخَرَ قائلاً: يا سيِّدُ، خمسَ وزناتٍ أعطيتَني. هُوَذا خمسُ وزناتٍ أُخَرُ ربِحْتُهَا. فقال لهُ سيِّدهُ: حسناً أيُّها العبدُ الصّـَالحُ والأميـنُ. كُنـتَ أميـناً عـلى القليلِ فأُقِيمُكَ على الكثيرِ. اُدخُلْ إلى فرحِ سيِّدكَ. ثُمَّ جاءَ الَّذي أخذَ الوزنتينِ وقال: يا سيِّدُ، وزنتينِ سلَّمتَني. هُوَذا وزنتانِ أُخريانِ ربِحتُهُما. قال له سيِّدُهُ: نِعِمَّا أيُّها العبدُ الصَّالحُ والأمينُ. كُنتَ أميناً على القليلِ فأُقيمُكَ على الكثيرِ. اُدخُلْ إلى فرحِ سيِّدكَ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 32 : 1 ، 12 )
    ابْتَهِجُوا أيُّها الصِّدِّيقونَ بالربِّ. للمُستَقِيمِينَ يَنبغي التَّسبِيحُ. طُوبَى للأُمَّةِ التى الربُّ إلهُهَا. والشَّعبِ الَّذي اختارَهُ مِيراثاً لهُ. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 19 : 11 ـ 19 )
    وإذ كانوا يَسمَعونَ هذا عادَ فقالَ مَثَلاً، لأنَّهُ كانَ قريباً مِن أُورُشَليمَ، وكانوا يَظُنُّونَ أنَّ ملكوتَ اللهِ عتيدٌ أنْ يَظهَرَ في الحالِ.فقالَ: " كان إنسانٌ شريفُ الجنسِ ذهبَ إلى كورةٍ بعيدةٍ ليأخُذَ مُلكاً لنفسهِ ويَرجعَ. فدَعا عشرةَ عبيدٍ لهُ وأعطاهُمْ عشرةَ أَمْنَاءٍ، قائلاً لهُم : تاجِروا في هذه حتَّى آتِيَ. وأمَّا أهلُ مدينتهِ فكانوا يُبغِضونَهُ، فأرسَلُوا وراءَهُ سَفارَةً قائلينَ: لا نُريدُ أنَّ هذا يَملِكُ علينا. ولمَّا رجعَ بعدَمَا أَخَذَ المُلْكَ، قالَ أنْ يُـدعَـى إليهِ العبـيـدُ الَّذيـنَ أعـطـاهُمُ الفضَّـةَ، لِيعلَمَ بِمَا تَاجَرَ كُلُّ واحدٍ. فجاءَ الأوَّلُ قائلاً: يا سيِّدي، مَنَاكَ رَبِحَ عشرةَ أَمْنَاءٍ. فقال لهُ: نِعِمَّاً أيُّها العبدُ الصَّالحُ، لأنكَ كُنتَ أميناً فى القليلِ، فليكُنْ لكَ سُلطانٌ على عشرِ مُدنٍ. ثُمَّ جاءَ الثاني قائلاً: يا سيِّدي، إنَّ مَنَاكَ قد رَبِحَ خمسةَ أَمْنَاءٍ. فقالَ لهذا أيضاً: وكُنْ أنتَ على خمسِ مُدنٍ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي
    ( 3 : 20 ، 4 : 1 ـ 9 )
    وأمَّا نَحنُ فَسيرتَنَا ( فَوَطِنيـَّـتُنا ) في السَّمَواتِ، الَّتى مِنها نَنتَظِرُ مُخلِّصنا ربنا يَسوعَ المَسيح، هذا الَّذي سيُغَيِّرُ جسد تواضُعِنا ليَكُونَ مُشاركاً لصُورةِ جسدِ مَجدِهِ، بِحَسبِ عَملِ استِطاعَتهِ أنْ يُخضِعَ لِنَفسِهِ كُلَّ شَيءٍ.إذاً يَا إخوَتي الأحِبَّاءَ والمَحبُوبينَ، يَا فَرحِي وإكليلِي، اثبُتُوا هكَذا في الربِّ أيُّها الأحبَّاءُ.أَطلُبُ إلى أفُوديَةَ وأَطلُبُ إلى سِنْتيخِي أنْ تَفتكِرَا فى هذا بعينه فى الربِّ. نَعمْ أسْألُكَ أنتَ أيضاً، أيُّها المُختار شَريكِى ( سنزيكا ) ساعِدهما، هَاتان اللَّتان جاهَدتَا مَعِي في الإنْجيلِ، مَعَ أَكْلِيمَندُسَ أيضاً وباقي العامِلينَ مَعي، الَّذينَ أسماؤُهُمْ مَكتُوبة في سفـرِ الحَياةِ.اِفـرَحُوا في الربِّ كُلَّ حِينٍ وأقُولُ أيضاً افـرَحُوا. وليَظهَر حِلمُكُمْ لِجَميـع النَّاسِ. الربُّ قَريبٌ. لا تَهتمُّوا بشيءٍ، بَـل في كُلِّ شيءٍ بالصَّلوةِ والدُّعاءِ مَعَ الشُّكرِ، لتُعلمْ طِلباتُكُم لدَى اللهِ. وسلامُ اللهِ الَّذي يَفوقُ كُلَّ عَقلٍ، يَحفَظُ قُلوبَكُم وأفكارَكُم فى المَسيح يَسوعَ. وأخيراً يا إخوَتي كُلُّ ما هُو حَقٌّ، كُلُّ ما هُو جَليلٌ، كُلُّ ما هُو عادِلٌ، كُلُّ ما هُو طاهِرٌ، كُلُّ شيءٍ بمحبةٍ، كُلُّ شيءٍ بِحسنِ صيتٍ، ما فيهِ فَضيلَةٌ أو ما فيهِ كَرامَةٌ، فَفِى هذهِ افْتَكِروا. هَذِهِ هِى الَّتى تَعَلَّمتُمُوها، وتَسَلَّمتُمُوها، وسَمِعتُمُوها، ونَظَرتُمُوها فيَّ، فهَذه افعلوها، وإلهُ السَّلام يكُونُ مَعَكُمْ.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة يعقوب الرسول ( 5 : 9 ـ 20 )
    لا يَئِنَّ بعضُكُم على بعضٍ يا إخوتي لِئَلاَّ تُدانوا. هوَذا الدَّيانُ واقفٌ على الأبوابِ. خُذوا لكُم يا إخوتي مثالَ احتمال المشقَّاتِ وطول أناةٍ: الأنبياءَ الَّذينَ تكلَّموا بِاسم الربِّ. ها نحنُ نُغبِط الَّذينَ صبروا. لأنكُم سَمِعتُم بصبرِ أيُّوبَ وعاقِبةَ الربِّ قـد رأيتُموها. لأنَّ الربَّ هو عظيمُ الرَّأفةِ جداً وهو طويلُ الآناةِ.وقبل كلَّ شيءٍ يا إخوتي، لا تحلِفوا، لا بالسَّماءِ، ولا بالأرضِ، ولا بقَسَم آخر. وليَكُن كلامكُم نعم نعم، ولا لا، لئلاَّ تكونوا تحت الحُكم.وإن كان واحدٌ منكم قد نالهُ تعب فليُصلِّ. والفرح القلب فليُرتِّل. وإن كان واحدٌ منكم مريضاً فليدعُ قسوس الكنيسة وليُصلُّوا عليه ويدهنوه بزيتٍ على اسم الربِّ، وصلوة الإيمان تُخلِّص المريضَ، والربُّ يقيمُه، وإن كان قد عمل خطايا تُغفرُ له. واعترفوا بخطاياكم بعضُكُم لبعضٍ، وصلُّوا على بعضكم بعضٍ، لكيما تشفوا. وصلوة البارِّ فيها قوة عظيمة فعالة. كان إيليَّا إنساناً تحت الآلام مِثلَنا، وصلَّى صلوة كى لا تُمطِر السَّماء، فلمْ تُمطِر على الأرض ثلاثَ سنينَ وسِتَّةَ أَشهُر. وصلَّى أيضاً، فأعطت السَّماء المَطر، والأرض أنبتت ثَمَرَها.يا إخوتي، إذا ضلَّ واحدٌ منكم عن سبيل الحقِّ وردَّهُ واحدٌ، فليعلَم أن من يَردُّ الخاطئ عن طريق ضلالته، فإنه يُخلِّص نفسهُ من الموتِ، ويَستُر عن خطايا كثيرة.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنَّهُ يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 11 : 19 ـ 26 )
    أما الذين تشتَّتُوا من الضِّيق الذي حصل بسبب استفانوس فأتوا إلى فينيقية وقبرس وأنطاكية، وهم لا يُكلِّمون أحداً بالكلمة إلا اليهود فقط. وكان منهم قومٌ، قُبرسيُّون وقيروانيُّون، هؤلاء الذين لمَّا دخلوا أنطاكية كانوا يتكلَّمون مع اليونانيِّين مُبشِّرين بالربِّ يسوع. وكانت يد الربِّ معهم، فآمن جمعٌ كثيرٌ ورجعوا إلى الربِّ.فبلغ القول عنهم إلى آذان الكنيسة التي في أُورُشليم، فأرسلوا برنابا إلى أنطاكية. هذا لما أتى ورأى نعمة الله فرِح، وكان يُعزي الجميع أن يثبُتوا في الربِّ برضاء القلب لأنه كان رجلاً صالحاً ومُمتلئاً من الرُّوح القدس والإيمان. فانضَّم إلى الربِّ جمعٌ عظيمٌ.ثمَّ خرج إلى طَرسُوسَ ليَطلُب شَاوُل. ولمَّا وجده أَصعده إلى أنطاكية. فحدث أنَّهما اجتمعا في الكنيسة سنةً كاملةً وعلَّمَا جمعاً كبيراً. وسُميَّ التَّلاميذ الذين في أنطاكية أولاً مَسيحيِّين.
    ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بِيِعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم الثالث والعشرون من شهر بؤونه المبارك
    نياحة القديس أبانوب المعترف
    فى مثل هذا اليوم تنيح الأب القديس الطاهر أبانـوب المعترف. كان هذا القديس راهباً فاضلاً بأحد أديرة الصعيد فى زمان دقلديانوس، الذى عذَّب الشهداء كثيراً وسفك دماءهم. حتى أنه سفك دماء ثمانين شهيداً فى يوم واحد.وحدث فى أحد الأيام أن ذكر أحدهم اسم القديس أبانوب، فاستحضره أريانا والي أنصنا وعرض عليه السجود للأوثان. فأجابه القديس قائلاً: " كيف أترك سيدى يسوع المسيح وأعبد الاوثان المصنوعة من الحجارة ". فعذَّبه كثيراً ثم نفاه إلى الخمس مدن الغربية، فأقام هناك محبوساً سبع سنين حتى أهلك الربُّ دقلديانوس، وملك قسطنطين البار، وأصدر أمره باطلاق جميع من فى السجون واحضارهم إليه ليتبارك منهم. لا سيما الفضلاء منهم وهم زخارياس الاهناسي، ومكسيميانوس الفيومى، وأغابى الذى من دهنى، وأبانوب الذى من بالاؤس. فانطلق رسول الملك يُخرج القديسين من السجون. فكانوا يخرجون وهم يرتِّلون ويسبحون الله.وكان القديس أبانوب قد عاد من الخمس مدن وأقام بجبل بشلا بجوار بلـده، والتقى به رسـول المـلك فأخـذه معـه فـي مركـب إلى أنصنــا. فالتقوا بالمسيحيين وبالأساقفة ورسـموا القديس أبانوب قساً. وحدث بينما كان يُقدِّس، وعند قوله: " هذا قُدس القديسين. فمن كان طاهراً فليتقدم "، أنه رأى السيد المسيح له المجد يتجلَّى فى الهيكل بمجده الأسنى وهو يغفر خطايا الشَّعب التَّائب. وسافر الرسول إلى الملك ومعه القديسون وكان عددهم اثنين وسبعين. ركب كل اثنين منهم عربة. ولما مروا على إحدى البلاد وكان بها أديرة للعذارى، خرج للقائهم سبعمائة عذراء، وهن ينشدن ويرتِّلن أمامهم حتى غابوا عن الأعين، ولما وصلوا ودخلوا عند الملك طلب إليهم أن يغيروا ثيابهم بأُخرى جديدة فلم يقبلوا. فتبارك منهم وقبل جراحاتهم وأكرمهم. وقدَّم لهم مالاً فرفضوا، وأخذوا ما تحتاجه الكنائس من ستور وأوان. ثم ودعهم الملك وعادوا إلى بلادهم. وعاد القديس أبانوب إلى ديره. ولما أكمل سعيه تنيح بسلام.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 33 : 18 ، 67 : 4 )
    كثيرةٌ هي أحزان الصدِّيقين. ومن جميعها يُنجِّيهم الربُّ. والصدِّيقون يفرحونَ ويتهللونَ أمام اللهِ. ويتنعمون بالسرور. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 12 : 32 ـ 44 )
    لا تَخف أيُّها القطيع الصَّغير، لأنَّ أباكم قد سُر أن يُعطيكُم الملكوت. بيعوا ما لكُم وأعطوا صدقة. اعملوا لكم أكياساً لا تقدم وكنزاً لا يفنى في السَّموات، حيث لا يقرب سارقٌ ولا يُفسده سوسٌ، لأنه حيث يكون كنزكم هُناك يكون قلبكم أيضاً.لتكُن أحقاؤكم ممنطقة وسرجكم موقدة ، وأنتم أيضاً تشبهون أُناساً ينتظرون سيِّدهم متى يعود من العرس، حتى إذا جاء وقرع يفتحون له في الحال. طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيِّدهم يجدهم ساهرين. الحقَّ أقول لكم: أنه يتمنطق ويُتكئهم ويقف ويخدمهم. وإن أتى في الهزيع الثَّاني أو إذا أتى فى الهزيع الثَّالث ووجدهم هكذا، فطوبى لأولئك العبيد. وإنَّما اعلموا هذا: أنه لو عرف ربُّ البيت في أية ساعة يأتي السَّارق لسهر، ولم يدع بيته يُنقَب. فكونوا أنتم أيضاً مستعدِّين، لأنَّه في ساعة لا تعرفنها يأتي ابن الإنسان.فقال له بطرس: ياربُّ، ألنا تقول هذا المثل أم قلته للجميع أيضاً؟. فقال الربُّ: فمن هو يا ترى الوكيل الأمين والحكيم الذي يُقيمه سيِّده على عبيده ليُعطيهم طعامهم في حينه؟ طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيِّده يجده يفعل هكذا! حقاً أقول لكُم: أنَّه يُقيمه على جميع أمواله.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

07-01-2014, 00:28 AM

Muhib
<aMuhib
تاريخ التسجيل: 11-12-2003
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    Sorry I have been busy .. Praying for you and for the ministry
    .
                  

07-01-2014, 04:03 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Muhib)

    الإبن الحبيب محب ..

    شكراً لرسالتكم البسيطة الغنية بالمعانى الروحية ..

    Quote: Sorry I have been busy .. Praying for you and for the ministry
    .


    الرب يبارك حياتكم ..

    والدكم ..
    ارنست
    +++
                  

07-02-2014, 11:00 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    (يوم الثلاثاء)
    صوم الرسل
    1 يوليو 2014
    24 بؤونة 1730
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 39 : 3 )
    فأقام على الصَّخرةِ رجليَّ. وسهَّل خطواتى. وجعل في فمي تسبيحاً جديداً. وسُبحاً لإلهنا. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 7 : 22 ـ 25 )
    لأنه يوجد كثيرونَ سيقولونَ لي في ذلك اليَوم: ياربُّ ياربُّ، أَليسَ بِاسمك تنبَّأنا، وبِاسمك أخرجنا شياطين، وبِاسمك صنعنا قوَّاتٍ كثيرةً؟ فحينئذٍ أُظهِر لهم إني لا أعرفكُم قطُّ! إذهبوا عنِّي يا فاعلي الإثم!فكلُّ مَن يَسمع أقوالي هذه ويعمل بها، أُشبِّهُه برجلٍ عاقلٍ، بنى بيته على الصَّخر. فنزل المطر، وجاءت الأنهارُ، وهبَّت الرِّياحُ، وصدمت ذلك البيت فلم يسقُط، لأنَّ أساسه كان ثابتاً على الصَّخرِ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 88 : 16 ، 13 )
    حقي ورحمتي معهُ، وبِاسمي يرتفع قرنهُ، حينئذٍ بالوحي تكلَّمتُ مع بنيِكَ، وقلت إنِّي وضعتُ عوناً على القويِّ. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 13 : 23 ـ 30 )
    فقال له واحدُ: " يا سـيِّد، أقليلٌ هم الذين يخلُصون؟ " فقال لهم: اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضَّيِّق، فإنِّي أقول لكم: إنَّ كثيرين سيطلبون أن يدخلوا ولا يقدرون وإذا بلغ أن يقوم ربُّ البيت ويُغلِق الباب، فتبتدئون بالوقوف خارجاً وتقرعون الباب قائلين: يا ربُّ يا ربُّ، افتح لنا، فيجيب ويقول لكم: لا أعرفكم من أين أنتُم! حينئذٍ تبتدئون تقولون: أكلنا قُدَّامك وشربنا، وعلَّمت في شوارعنا. فيقول لكم: إني لا أعرفكم من أين أنتم! اذهبوا عنِّي يا جميع فاعلي الظُّلم. هناك يكون البُكاء وصرير الأسنان، مَتَى رأيتم إبراهيم وإسحق ويعقوب وجميع الأنبياء في ملكوت الله، وأنتم مطرحون خارجاً. ويأتون من المشارق والمغارب ومن الشمال والجنوب، ويَتَّكِئُونَ في ملكوت اللهِ. هوذا آخِرُونَ يكونون أوَّلين. وأوَّلون يكونون آخِرِينَ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس
    ( 3 : 1 ـ 8 )
    وأنا أيضاً أيُّها الإخوة لم أستطع أن أُكلِّمكم كروحيِّين، بل كجسديِّين كأطفالٍ في المسيح، سَقَيتُكم لبناً لا طعاماً، لأنكم لم تكونوا بعدُ تستطيعون، وحتى للآن أيضاً لا تستطيعون، لأنكم بعد جسديُّون. فأنه إذ فيكم حسدٌ وخِصامٌ، ألستم جسديِّين وتسلكون بحسب البشر؟ لأنه إذا قال ‎‎‎‎‎‎‎‎واحدٌ: " أنا لبُولُس " وآخر: " أنا لأبُلُّوس " أفلستُم جسديِّين؟ فمَن هو أبُلُّوس، ومن هو بولُس؟ بل خادمان آمنتُم بواسطتهما، وكما أعطى الربُّ لكلِّ واحدٍ: أنا غرستُ وأبُلُّوس سقى، لكن الله كان يُنْمِي، إذاً ليس الغارسُ شيئاً ولا السَّاقي، بل الله الذي يُنْمِي، والغارس والسَّاقي هما واحدٌ، ولكن كل واحد سيأخُذُ أُجرته بحسب تعبِهِ.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الثانية
    ( 1 : 1 ـ 11 )
    سمعان بطرس عبد يسوع المسيح ورسوله، إلى الذين نالوا معنا إيماناً مُكرماً مساوياً لنا. ببرِّ إلهنا والمُخلِّص يسوع المسيح. لتكثر لكم النِّعمة والسَّلام بمعرفة الله ويسوع المسيح ربِّنا.كما أن كلَّ شيءٍ قد صار لنا بقوة لاهوته للحياة والتَّقوى، التى أُعطِيَت لنا مجاناً بمعرفة الذي دعانا بمجده والفضيلة، وبواسطة هذه الأمجاد الجليلة، التى أُعطِيَت لنا للكرامة لكى تصيروا بها شُركاء الطَّبيعة الإلهيَّة، هاربين من شهوة الفساد التى في العالم. ولهذا عينه ـ وأنتم باذلون كل اجتهاد ـ قـدِّموا في إيمانكم فضيلة، وفى الفضيلة معرفة، وفى المعرفة تعفُّفـاً، وفى التَّعفُّف صبراً، وفى الصَّبر تقوى، وفى التَّقوى مودَّة أخويَّةً، وفى المودَّة الأخويَّة محبَّة. لأن هذه إذا كانت فيكم وكثرت، تُصَيِّركُمْ لا مُتكاسلين ولا غير مُثمرين لمعرفة ربِّنا يسوع المسيح. لأن الذي ليس عنده هذه، هو أعمى قصير البَصر، قد نسيَ تطهير خطاياه السَّالفة. لذلك بالأكثر اجتهدوا أيُّها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين بالأعمال الصَّالحة. لأنكم إذا فعلتم ذلك لن تَزِلُّوا أبداً. لأنه هكذا يُقدَّم لكم بغنى دخول إلى ملكوت ربِّنا ومُخلِّصنا يسوع المسيح الأبديِّ.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 15 : 13 ـ 29 )
    وبعدما سكتا أجاب يعقوب قائلاً: " أيُّها الرِّجال إخوتنا، اسمعوني. سمعان قد أَخبر كيف افتقد الله أولاً الأُمَم ليأخذ منهم شعباً على اسمه. وهذا توافقه أقوال الأنبياء، كما هو مكتوبٌ: سأرجع بعد هذا وأبني أيضاً خيمة داود السَّاقطة، وأبني أيضاً ردمها وأُقيمها ثانية، لكي يطلب الباقون من النَّاس الربَّ، وجميع الأُمَم الذين دُعِيَ اسمى عليهم، يقول الربُّ الصَّانع هذا الأمر، المعروف عند الربِّ منذُ الأزل. لذلكَ أنا أقضي أن لا يُثَقَّل على الرَّاجعين إلى اللهِ من الأُمَم، بل يُرسَل إليهم أن يمتنعوا عن ذبائح الأصنام، والزِّنى، والمخنوق، والدَّم المائت. لأنَّ موسى منذُ الأجيال الأولى كان له من يكرز به في كل مدينة، في المجامع إذ يقرأونه في كل سبتٍ.حينئذٍ رأى الرُّسل والقسوس وكل الكنيسة أن يختاروا رجالاً منهم ليرسلوهم إلى أنطاكية مع بولـس وبرناباس: يهـوذا الذي يُدعَـى برسـاباس، وسيلاس، رجُلين مُتقدِّمين في الإخوة. وكتبوا بأيديهم هكذا: " الرسل والقسوس والإخوة يُهدون سلاماً إلى الإخوة الذين من الأُمَم في أنطاكية وسوريَّة وكيليكيَّة: إذ قد سَمعنا أن قوماً منكم قد خرجوا فأقلقوكم، إذ يُميلون أنفسكم بأقوال التي لم نقولها. فقد رأينا واجتمعنا برأيٍ واحدٍ واخترنا رجُليْن وأرسلناهما إليكم مع حبيبينا برناباس وبولس، أُناس قد بذلوا أنفسهم على اسم ربِّنا يسوع المسيح. فأَرسلنا معهما يهوذا وسيلاس، وهما أيضاً يخبرانكم بهذا القول. لأنَّ الرُّوح القدس قد ارتضَى ونحن أيضاً أن لا نزيد عليكم ثقلاً أكثر، غير هذه الضرورية: احفظوا نفوسكم من ذبائح الأوثان، ومن الدَّم الميت، والمخنوق، ومن الزِّنى، وهذه إذا حفظتم نفوسكم منها فَنِعِمَّا ما تصنعون. كونوا مُعَافينَ.
    ( لم تزَلْ كَلمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم الرابع والعشرون من شهر بؤونه المبارك
    شهادة القديس العظيم الأنبا موسى الأسود
    فى مثل هذا اليوم استشهد القديس الأنبا موسى الأسود صاحب السيرة العجيبة. هذا الذى اغتصب ملكوت السَّموات حقاً كما قال الإنجيل: " ملكوت الله يُغصَب والغاصِبون يختطفونه " .كان فى حياته الأولى عبداً لقوم يعبدون الشَّمس، جباراً قوياً كثير الافراط فى الأكل وشرب الخمر، يقتل ويسرق ويعمل الشر، ولا يستطيع أحد أن يقف فى وجهه أو يعانده. وكان فى أكثر أوقاته يتطلع إلى الشمس ويخاطبها قائلاً: " أيتها الشمس! إن كنتِ أنتِ الإله فعرِّفينى ". ثم يقول: " وأنتَ أيها الإله الذى لا أعرفه عرِّفنى ذاتك " ، فسمع يوماً مَن يقول له: " إن رهبان وادي النطرون يعرفون الله، فاذهب إليهم وهم يعرفونك ". فقام لوقته وتقلد سيفه وأتى إلى البرية. فالتقى بالقديس ايسوذورس القس، الذى لما رآه خاف من منظره فطمأنه موسى قائلاً: أنه إنما أتى إليهم ليعرفوه الإله. فأتى به إلى القديس مقاريوس الكبير، وهذا وعظه ولقنه الأمانة وعمَّده وقبله راهباً وأسكنه فى البريَّة، فاندفع القديس موسى فى عبادات كثيرة تفوق عبادة كثيرين من القديسين.وكان الشيطان يقاتله بما كان فيه أولاً من محبة الأكل والشرب وغير ذلك. فيُخبِر القديس ايسيذورس بذلك. فكان يُعزِّيه ويُعلِّمه كيف يعمل ليتغلب على حيل الشَّيطان.ويروى عنه أنه كان إذا نام شيوخ الدير، يمر بقلاليهم ويأخذ جرارهم ويملأها من الماء الذى كان يُحضره من بئر بعيدة عن الدير وبعد سنين كثيرة فى الجهاد حسده الشيطان وضربه بقرحة فى رجله، أقعدته وطرحته مريضاً. ولما علم أنها من حرب الشيطان، ازداد فى نسكه وعبادته، حتى صار جسده كخشبة محروقة. فنظر الربُّ إلى صبره وأبرأه من علته، وزالت عنه الأوجاع، وحلَّت عليه نعمة الله. ثم بعد زمن اجتمع لديه خمسمائة أخ فصار أباً لهم. وانتخبوه ليرسموه قساً. ولما حضر أمام البطريرك لرسامته أراد أن يُجربه، فقال للشيوخ:" من ذا الذى أتى بهذا الأسود إلى هنا. اطردوه ". فأطاع وخرج وهو يقول لنفسه: " حسناً عملوا بكَ يا أسود اللون " ، غير أن البطريرك عاد فاستدعاه ورسمه ثم قال له: " يا موسى. لقد صرت الآن كُلَّك أبيض ". واتفق أن مضى مع الشيوخ إلى القديس مقاريوس الكبير. فقال القديس مقاريوس: " إنى أرى فيكم واحداً له إكليل الشهادة "، فأجابه القديس موسى: " لعلي أنا هو، لأنه مكتوب: مَن قتل بالسيف فبالسيف يُقتَل ". ولما عاد إلى ديره لم يلبث طويلاً حتى هجم البربر على الدير. فقال حينئذ للإخوة الذين كانوا عنده: " مَن شاء منكم أن يهرب فليهرب ". فقالوا له: "وأنت يا أبانا لماذا لا تهرب؟"، فقال:" أنا أنتظر هذا اليوم منذ عدة سنين ". ودخل البربر فقتلوه وسبعة إخوة كانوا معه. غير أن أحد الإخوة اختفى وراء حصير، فرأى ملاك الرب وبيده إكليل وهو واقف ينتظره، فلم يلبث أن خرج مسرعاً إلى البربر فقتلوه أيضاً.فتأملوا أيها الاحباء قوة التوبة وما فعلت. فقد نقلت عبداً كافراً قاتلاً زانياً سارقاً، وصيَّرته أباً ومُعلِّماً ومُعزياً وكاهناً وواضع قوانين للرهبان ومذكوراً على المذابح. ويوجد جسد هذا القديس بدير البرموس الآن. " صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين. "

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 60 : 1، 2 )
    استمع يا الله طلبتي. اصغَ إلى صلاتي. على الصَّخرةِ رفعتني وأرشدتني. صِرتَ رجائي وبُرجاً حصِيناً. هللويا
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير (14 : 25 ـ 35 )
    وكان جموعٌ كثيرةٌ سائرين معه، فالتفت وقال لهم: " مَن يأتى إليَّ ولا يُبغِض أباه وأُمَّه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته، حتَّى نفسه أيضاً، فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً. ومن لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يُمكنه أن يصير لي تلميذاً. فإنه مَن منكم يُريد أن يبني بُرجاً أفلا يجلس أوَّلاً ويحسب النَّفقة، وهل عنده ما يُكمِّله؟ لئلاَّ يضع الأساس ولا يقدر أن يُكمِّله، فيبتدئ جميع النَّاظرين يهزأون به، قائلين: إنَّ هذا الرَّجُل ابتدأ يبني ولم يقدر أن يُكمِّلهُ. أو أيُّ ملك يمضى إلى محاربة ملك آخر، أفلا يجلس أوَّلاً ويتشاور: هل يقدر أن يُلاقي بعشرة آلافٍ الذي يأتي عليه بعشرين ألفاً؟ وإلاَّ فما دام بعيداً منه يُرسِل شفاعةً طالباً سِلماً. فهكذا كلُّ واحدٍ منكم إن لم يترك جميع أمواله لا يقدِر أن يصير لي تلميذاً.الملحُ جيدٌ. فإن فسد الملح فبماذا يُمَلح؟ فلا لأرضٍ يصلح ولا لمزبلةٍ، بل يُلقى خارجاً. مَن لهُ أُذنان للسَّمع فليَسمع! ".
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

07-03-2014, 04:06 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 10-12-2006

    الفضائل لا تتعارض بل تتكامل

    لا يوجد تناقض في الفضائل, ولا يهدم بعضها بعضًا مهما بدت بعض التناقضات للعين غير الفاحصة! والإنسان الحكيم لا يقتنى إحدى الفضائل على حساب فقد فضيلة أخرى, بل يجاهد لاكتساب الكل...

    لذلك فهو يجمع بين الحب والحزم, وبين الرحمة والعدل, وبين الوداعة والشجاعة, وبين البساطة والحكمة... فكلها فضائل تتمشى معًا في غير تعارض ولا تناقض. وسنبدأ حديثان عن تكامل الفضائل...

    الحب والحزم

    الشخصية المتكاملة تجمع بين الطيبة والقوة, وبين الحب والحزم. وهذا الأمر لازم جدًا في محيط الآباء, والمدرسين, ورجال الإدارة. فيكون في طبعهم الحنو, ومن صفاتهم أيضًا الهيبة. وليس من الصالح أن حنوهم يفقدهم هيبتهم. فالهيبة لازمة لحفظ النظام وحفظ القيم. والحنو لازم حتى يطيعهم الناس عن حب وليس عن رعب!

    * على أنه من الأشياء الغريبة في محيط الأسرة, أن الوالدين يوزعان أحيانًا الحب والحزم فيما بينهما: فيكون للأم الحب, وللأب الحزم! بينما ينبغي أن يكون الحب والحزم لكل منهما...

    وفى هذا, نرى أنه إذا أخطأ الابن أو حاول أن يخطئ, تحاول الأم أن تمنعه عن ذلك بقولها له"... لئلا يغضب أبوك ويعاقبك".. دون أن تقول له إنه هي أيضا لا ترضى عن ذلك الأمر!! ويختلط الأمر على الابن, ولا يعرف أين الحق. وكل ما في الأمر أنه يتقى غضب الأب!

    * ويحدث أحيانًا أخرى أن رئيسًا لإدارة ما يريد أن يكسب محبة مرؤوسيه, ولأجل هذا يتهاون في حقوق العمل ولا يكون حازمًا في معاقبة المخطئين.

    وربما تحدث نتائج سيئة جدًا, لهذا الحنو الخالي من الحزم.

    الوداعة والشجاعة

    هاتان الصفتان لا تتعارضان. فمن الخطأ أن يظن شخص أن صفة الوداعة تمنعه من الشجاعة, وتحوُله إلى جثة هامدة لا نخوة فيها ولا شهامة ولا حياة..! كما من الخطأ أن تحوله الشجاعة إلى التهور أو إلى العنف بفقدان وداعته. وإنما عليه أن يستخدم الوداعة حين تحسن الوداعة, ويستخدم الشجاعة حين تلزم الشجاعة. وتظهر كلً من هاتين الصفتين في الحين المناسب لها. وكما قال سليمان الحكيم " لكل شيء زمان. ولكل أمر تحت السموات وقت".

    الوداعة ليس معناها الضعف, والشجاعة ليس معناها العنف. والوداعة والشجاعة يجب أن تمتزج كل منهما بالحكمة والفهم. وأتذكر أنني قلت مرة في رثاء أستاذ عظيم لنا:

    يا قويًا ليس في طبعهِ عنفٌ ووديعًا ليس في ذاتهِ ضعفُ

    يا حكيمًا أدّب الناس وفى زجره حبً وفي صوته عطفُ

    لك أسلوبُ نزيه طاهرُ ولسانُ أبيض الألفاظ عفُّ

    إذن ليكن الإنسان وديعًا. ولكن لا يسمح للطيبة أو الوداعة, أن تفقده كرامته وحقوقه وهيبته، وتدفع غيره إلي اللعب به، وإلا فسوف يكره الناس الطيبة، والمشكلة ليست فيها، وإنما في إساءة فهمها، وفي استخدامها وحدها بعيدة عن غيرها من الفضائل. ولذلك يجب أن نزن كل فضيلة بميزان دقيق، ولا نمارسها وحدها بغير حكمة...

    البساطة والحكمة

    من الأخطاء الواضحة أن يوصف إنسان بالبساطة، بينما لا تكون له حكمة. بل تكون بساطته هذه لونًا من السذاجة، وتؤخذ عليه بعض التصرفات. ويحاول البعض أن يعذروه، بقولهم عنه أنه بسيط! وفي الواقع ليست هذه بساطة حقيقية.

    * فالبساطة هي عدم التعقيد، وليست عدم الحكمة، وليست هي السذاجة.. البساطة الحقيقية هي بساطة حكيمة. والحكمة يمكن أن تكون أيضًا حكمة بسيطة. ومن الجائز أن يقول إنسانًا كلامًا حكيمًا جدًا، وبأسلوب بسيط. وتكون له حكمة في عقله، وبساطة في قلبه وفي أسلوبه. فهو يتصرف في عمق الحكمة وبكل بساطة. حكمته ليس فيها تعقيد الفلاسفة. وكلامه العميق يكون واضحًا وبسيطًا يفهمه الكل.

    * كذلك فليس معنى البساطة أن تصدقّ كل ما يقال لك بدون تفكير، أو تعطى مجالًا للبعض أن يخدعك أو يلهو بك! إنما في بساطة تعاملك مع الناس، تكون مفتوح العينين حاضر الذهن، تستطيع أن تميز الذئاب التي تلبس ثياب الحملان. كما لا تعيش في جو من الحذر والشك والظنون...

    * وأيضًا الإنسان البسيط -حينما يطيع من هو أكبر منه- إنما يمزج الطاعة بالحكمة. وبهذا لاتقاد شخصيته المتكاملة بفضيلة واحدة منفصلة عن باقي الفضائل الأخرى...

    الرحمة والعدل

    هاتان الفضيلتان يمكن أن تجتمعا معًا، ولا تناقض بينهما...

    والله -جل جلاله- من صفاته الرحمة وأيضًا العدل، بغير انفصال بينهما. فرحمته مملوءة عدلًا، وعدله مملوء رحمته. ويمكن أن نقول إنه عادل في رحمته، وإنه رحيم في عدله.

    هما صفتان تتكاملان، ولا تتناقضان إطلاقًا

    إذن متى يختلف العدل عن الرحمة عند بعض البشر؟ يحدث الاختلاف في حالة التطرف من جهة ممارسة أيّ منهما.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أي عندما يتحول العدل عند البعض إلي قسوة، أو تتحول الرحمة إلى استهانة بحقوق العدل، وتشجيع الآخر على الخطأ، ولو عن غير قصد!

    وهنا يمكن أن نقول إن الشخص الرحيم يمكن أن يعاقب المخطئ، ولكن في رفق على قدر ما يحتمل ذلك المخطئ. وأيضًا بقصد إصلاحه وإعطاء درس لغيره، وليس بروح الانتقام ولا بعنف...

    وهكذا فإن المسئول عن إدارة عمل، لا يجوز له أن يسلك في فضيلة التسامح والعفو عن المخطئين، بأسلوب يسئ إلي العمل، وتسقط به هيبة الإدارة، ويسوده التسيب واللامبالاة!! وهنا يكون المسئول قد فقد فضيلة العدل وفضيلة الحزم، وظنّ أن المعاقبة خطية !

    إنما بالتكامل في الفضائل، يعرف الإنسان متى يعفو، ومتى يعاقب. ويكون روحيًا في كلا الحالين. ويعرف متى يعمل العمل المناسب، في الوقت المناسب، وبالسبب الداعي إليه...
    +++
                  

07-03-2014, 08:31 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 17-12-2006

    لا تجعل راحتك على تعب الآخرين -1

    ما أكثر الخطايا التي يقع فيها من يبنى راحته على تعب الآخرين... وسنضرب لذلك أمثلة عديدة منها:

    1- من يقيم حفلة ساهرة صاخبة، بميكروفونات تنقل الصوت عاليًا عبر عدة شوارع...

    ويستمر على ذلك إلى ما بعد منتصف الليل في لهو وغناء وضوضاء. ولا يبالى في كل ذلك بشعور غيره ولا بمصلحته! فالمحتاج إلى نوم لا يستطيع أن ينام. والتلميذ لا يستطيع أن يذاكر. والمريض يزعجه الصوت، وربما يكون قد تناول حبوبًا منومة تفقد مفعولها. وباقي الناس تفقد حريتهم في الكلام وفى القراءة وفي الاستمتاع بوقتهم... ولكن صاحب الحفلة مسرور بحفلته، وغير عابئ بتأثيرها على غيره!

    * ومثال ذلك أيضًا: من يفتح راديو أو ترانزستور في أتوبيس أو قطار... هو يريد أن يسمع ولا يهمه غيره...

    2- مثال آخر: من يجد لذته في التهكم والضحك على غيره...

    فيتخذ ذلك الشخص مجالًا للسخرية والتفكه والتسلية، غير مبال بجرح مشاعره, جاعلًا السامعين يشاركونه في جعل ذلك الإنسان أضحوكة لهم.. وبخاصة إن كان لا يستطيع الدفاع عن نفسه، أو يحتشم من ذلك لأن الذي يستهزئ به أكبر منه سنًا أو مقامًا...

    هذا الساخر إنما يحاول أن يجد راحته في تعب غيره نفسيًا.

    3- كذلك من يدخن سيجارة, وبجواره من يكره رائحتها...

    ينفخ دخانها في وجهه أو فيما حوله. ولا يهمه أن غيره يكاد يختنق من رائحة الدخان, وبخاصة لو كان ذلك في مكان مغلق! ونشكر الله أن كثيرًا من شركات الطيران تمنع التدخين داخل الطائرة... ونلاحظ أن زوجات كثيرات يتعبن من أزواجهن المدخنين الذين يعكرون جو البيت كله برائحة دخانهم...

    * يدخل تحت بند التدخين أيضًا المصانع التي تلوث الجو بالدخان، وتؤذى صحة الإنسان.. وكذلك العربات التي تنفث في سيرها دخانًا.

    4- مثال آخر: من يتعب غيره بمكالمات تليفونية قد تطول...

    يطلب غيره تليفونيا في أي وقت. وقد يكون ذاك نائمًا, أو على مائدة الطعام, أو عنده ضيوف, أو يكون منشغلًا بعمل هام يجب أن يقوم به.. ويظل هذا الشخص يتكلم ويتكلم, دون أن يسأل هل الذي يسمعه لديه وقت لسماعه أم لا؟ بينما اللياقة تقتضى أن يسأل..!

    5- وبنفس الوضع، الحكم على بعض الزيارات...

    إنسان يزور صديقًا أو قريبًا له على غير موعد، دون أن يتأكد هل هذا الصديق مستعد لاستقباله أم لا! ولكنه يدخل ويجلس ويتكلم. وقد تطول الجلسة, وصاحب البيت يخجل من أن يقول له أنه مُنشغل, أو كان على وشك الخروج لمهمة معينة أو موعد مع آخرين... ويكون هذا الضيف وهو جالس في بيت صاحبه, إنما هو جالس على أعصابه!

    وما أصعب مثل هذه الزيارات إن كانت خلال أيام الامتحانات، ويعلو فيها الصوت، والطلبة الذين في البيت يحتاجون إلى هدوء.. ولكن هؤلاء الضيوف يحاولون أن يجدوا راحتهم, ولو على تعب غيرهم!

    6- أيضًا هناك أشخاص يريدون أن يتكلموا, وربما في موضوعات لا يستريح لها سامعوها..!

    وقد يتحدثون عن أسرار أناس آخرين, أو مشاكل معينة, أو أخطاء قد حدثت, أو يفتحون أذهان سامعيهم لمعرفة أمور جديدة عليهم من الخير لهم أن لا يعرفوها.. ولكنهم يريدون أن يتكلموا, ولو أتعبوا السامعين, ولو صبوا في آذانهم معلومات مؤذية, ولو أتلفوا أفكارهم..!

    وقد يحاول السامع أن يهرب, ولكنهم يضغطون بالكلام لأنه يجدون متعتهم في الحديث, شاء السامع أن يسمع أم لم يشأ! هذا بالإضافة إلى إضاعة وقته..

    7- كذلك من يضغط على غيره, إنما يبحث عن راحة هو بتعب الغير..

    وقد يكون هذا الضغط على إرادته, لكي ينفذ ما لا يريد! وربما يُستخدم فيه أحيانًا الإلحاح المتعب الذي يشكل ضغطًا على أعصابه وعلى أُذنيه, وقد يكون الضغط مباشرًا أو عن طريق وسطاء. أو قد يكون ضغطًا على ضميره بلون من التهديد... المهم أن يصل هذا الشخص إلى تحقيق غرضه بالضغط أو بضغوط. ولا يهمه مطلقًا شعور من يضغط عليه, ولا تعب أعصابه أو تعب ضميره, وتعب فكره وتعب إرادته, ومقدار الوقت الذي تستغرقه الضغوط...

    8- هناك أشخاص آخرون يستريحون نفسيًا عن طريق الشكوى والبكاء, ويشركون غيرهم في آلامهم باستماع مشاكلهم ومتاعبهم وأحزانهم...

    ولو حدث ذلك مرةً أو في أحدى المناسبات, لكن ممكنًا الاحتمال بشعور المشاركة الاجتماعية.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولكن ماذا عن أشخاص تعودوا الشكوى والبكاء والنكد..؟! فما أن يقابلوا حتى ينفتح ريكوردر الشكوى والحزن والتعب والبكاء إلى غير ما لا نهاية! ومهما حاول السامع أن يخفف عنهم لا يستطيع. ويزداد الأنين والتعب, وربما لغير سبب أو لسبب تا فه, أو بحديث متكرر وبلا نتيجة! المهم أنه يريدون أن ينفسوا عن أنفسهم, ولو تعب سامعوهم... نصيحتي لمثل هذا الشاكي أن ينظر إلى ملامح سامعه.. ويرى هل تعب أو ضجر؟ وهل من الممكن أن يكمل كلامه أم لا...

    ما أكثر الذين يفقدون أصدقائهم ومعارفهم, بمداومة الشكوى والبكاء...

    9- نقطة أخرى هي التبرج:

    إنسانة تقف طويلًا أمام المرآة قبل أن تخرج من منزلها. ولا تفارق المرآة حتى ترضى تمامًا عن نفسها وأنها صارت في منتهى الجمال والفتنة, وأن كل من يراها لابد سيعجب بها! ولا يهمها في كل ذلك أنها قد توقع غيرها في شَرك. بل كل راحتها النفسية أن تكون موضع الإعجاب, ولو تعب الذين يعجبون بها! نصيحتي لها: لا تجعلي محبة الذات تقودك, بل اهتمي أن لا تكوني عثرة لأحد...

    10- نقطة مشابهة, مع اختلاف في التفاصيل: وهى بعض المُتزينات في الحفلات:

    إنسانة تريد أن تكون الأولى في إحدى الحفلات. وقد تحضر حفل عُرس, وتحاول أن تكون أجمل وأشيك من العروس نفسها! فتلبس ملابس فوق مستوى الكل, وتتحلى بحلىّ لا تتحلى به امرأة أخرى. تريد أن تجذب انتباه الكل, ولو ألغت وجود غيرها! حتى ولو أتعبت باقي النساء وشعرن بصغر نفس وبضآلتهن إلى جوارها! هذه أيضا تبحث عن راحتها بتعب الأخريات.

    وإن ناقشها أحد في ذلك, ترد قائلة "إنها حفلة, ويجب أن أهتم فيها بأناقتي".

    نعم، ولكن في حدود المعقول, ودون إثارة الغيرة, ودون الدخول في مقارنات. أليس في الحفلة ما يناسب مستوى المشتركات فيها, بأناقة معقولة..

    وبعد, يا قارئي العزيز, أرى أن هذا الموضوع يحتاج إلى مزيد من الأمثلة. فإلى اللقاء في المقال المقبل, إن شاء الرب وعشنا.
    +++
                  

07-04-2014, 01:39 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 24-12-2006

    لا تجعل راحتك على حساب تعب الآخرين -2

    تحدثنا في مقالنا السابق عن عشرة أمثلة للذين يبنون راحتهم على تعب الآخرين. واسمحوا لي أن أكمل هذا الموضوع بأمثلة أخرى:

    11- ما أكثر المشاكل العائلية التي سببها أيضًا: من يجعل راحته على تعب غيره, ولا يبالى بمن يتعبه!

    مثال ذلك: الزوجة التي تطلب من زوجها طلبات فوق طاقته المالية، وبهذا ترهقه ماليًا، أو تضطره إلى الاقتراض أو إلى الديون. أو أن يقول لها "ليس معي". وأحيانًا تحرجه بالتحدث عن حظها العاثر في أن تتزوج رجلًا ليس معه ما ينفقه عليها! وهكذا تجرح شعوره...

    ونفس الكلام ينطبق على الابن الذي يكّلف والديه بما هو فوق طاقتهما...

    وخارج محيط الأسرة، يمكن أن نذكر المواطن الذي يطلب هو أيضًا من الدولة ما هو فوق طاقتها...

    12- ومثال آخر للذين يجعلون راحتهم على تعب غيرهم:

    من يريد أن يبنى مجده على هدم غيره. ويظن بهذا أنه يُظهر تفوقه!

    مِثل كاتب يريد أن يحطم جميع البديهيات والمسلّمات التي يعرفها الكل, محاولًا أن يثبت خطأها لكي يقدم رأيًا جديدًا, كأنه يفهم أكثر من سابقيه, أو أنه هو الوحيد الذي يفهم! وأن كل ما ورثناه من الأجيال السابقة هو خطأ في خطأ! ومن هنا نشأ المبتدعون الذين يبتدعون شيئًا جديدًا لعله يبنى لهم مجدًا... وهنا أحب أن أفرّق بين المبتدعين والمبدعين..

    ومن الأمثلة: أيضًا من يريد أن يظهر علمه بناء على جهل غيره. أو أن يسأل غيره أسئلة محرجة المقصود بها أن، يظهر جهل ذاك. ثم يجيب هو على نفس الأسئلة ليظهر تفوقه...

    13- مثال آخر: من يخفى مواهب غيره لكي تظهر مواهبه هو:

    فلا يسمح لغيره بالظهور, لكي يبقى وحده في الصورة... كالأستاذ الجامعي الذي لا يعطى المعيد فرصة ولا درجة علمية إلا بشق الأنفس.

    ونفس الإشكال يقع فيه غالبية الناشئين: فلا فرصة سهلة لكاتب ناشئ, أو لمخترع ناشئ, أو لفنانٍ ناشئ. لأن الكبار والمشهورين يريدون أن يحتكروا العبقرية ذاتها! ويجدون راحتهم في أن يخلو الجو لهم بلا منافس مهما تعب كل الناشئين. فيحتكرون الجو, ويحتكرون الغير..!

    ويدخل في هذا المجال أيضًا: من يحضر اجتماعًا أو حوارًا, ولا يعطى فرصة لغيره أن يتكلم, فيكون وحده هو المتكلم الظاهر...

    14- ومن أمثلة الراحة بتعب الآخرين: الزوج الغياّر.

    إنه الزوج الذي -من أجل غيرته على زوجته- يكاد يحبسها في البيت, لا يراها أحد, ولا تتكلم مع أحد. ولا تضحك على فكاهة قالها الغير مهما كانت فكاهة تُضحك الحجر! وإلا يقيم الدنيا ويقعدها... كأنما أشترى عصفورة جميلة وحبسها في قفص. حتى إن غنّت داخل القفص, يمنعها من الغناء... وهكذا تضيقّ عليها تضييقًا يجعلها تكره الحياة بسببه... وإن جادلته أو عاتبته, يقول لها "هذا هو الذي يريحني"! ولكنها راحة على تعب غيرك, لا تقيم فيها أي اعتبار لشعور زوجتك.

    ومثل الزوج الغيّار, الزوجة الغيّارة أو النكدية, أو الكثيرة التحقيق مع زوجها في كل تحركاته ومقابلاته. والتي ترهقه بأسئلة تحرجه. وذلك لكي تطمئن هي وتستريح, مهما تعب هو...

    15- وتظهر الراحة على تعب الآخرين في مشكلة الزحام:

    فكل واحد في الزحام يريد أن يسبق غيره, أو يأخذ مكان غيره, أو يصل هو ولا يهمه أن يصل غيره أو لا يصل! ويظهر هذا الأمر بشكل أوضح في مشاكل المرور: من جهة السيارة التي تريد أن تمّر ولو عطلت غيرها أو عطلت المرور كله...

    * ويشبه هذا من يحرص على الأماكن الأولى في بعض الاجتماعات, أو يحاول أن يحجزها قبل مجيئه بطريقة ما, وكذلك من يقف في اجتماع, ولو أخفى الرؤية عن غيره. والعجيب أن هذا الزحام قد يحدث في الأماكن المقدسة أيضًا.

    وقد سمعنا مرة على سقوط ووفاة بعض التلاميذ الصغار, نتيجة لزحامهم خوفًا أو هربًا.

    16- وموضوع الزحام يذكرنا بالمنافسات عمومًا.

    ونقصد بالذات المنافسات التي يلجأ فيها البعض إلى طرق خاطئة, لكي يتعبوا غيرهم أو يتخلصوا منه... منها المنافسة في محيط الوظائف والمناصب والترقي... حيث يزيح المنافس شخصًا من مكانه ومركزه ليحل محله, أو يأخذ درجة أو علاوة بدلًا منه, ولو بتقديم شكاوى ضده أو إشاعة المذمة فيه, أو يتسبب في فشله لكي يضيعه... ويدخل في مثل هذه المنافسات, المضاربات في الأسواق.

    أما في مجال السياسة, فيحدث أحيانًا أن يحارب حزب حزبًا آخر ينافسه, أو يحاول إسقاطه في الانتخابات بطرق غير مشروعة, أو ينشر عنه أخبارًا كاذبة!

    17- مثال آخر: هو أنواع من السرقة والغش والاحتكار:

    فالنشال يريد أن يأخذ ما في جيب غيره, ليضعه في جيبه هو. وينطبق هذا على كل سرقة أو ربح غير مشروع... سواء كان ضحيته أفرادًا أو الدولة.

    ويدخل في هذا المجال: الغش في التجارة, واحتكار الأسواق, والمضاربات فيها, والربا الفاحش, والسوق السوداء, والهروب من الضرائب أو الجمارك, والإقرارات المزيفة للذمة المالية.. في كل هذه, يبنى كل إنسان راحته على تعب غيره...

    ومثلها صاحب العمل الذي يبخس أجور العمال والموظفين, لكي يغتني هو, وكأنه يسرق تعبهم وعرقهم.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وكذلك الذي يطلب رشوة لكي يتتمم عملًا مشروعًا! إنها أيضًا سرقة, وقد تكون بالإكراه أو الإلزام. وهى راحة خاطئة على تعب الآخرين... وأيضًا من يسرق فكر غيره وينسبه إلى نفسه. ومن يترجم كتابًا من تأليف غيره وينسبه إلى نفسه..

    18- نذكر كذلك النظرية المعروفة باسم (كبش الفداء):

    تحدث مثلًا سرقة كبيرة في إحدى الشركات يقوم بها أحد الكبار. ولكي ينجو هذا الكبير من المسئولية, يُقدم -بدلًا منه- موظف بسيط, أو مدير الحسابات, أو عضو مجلس إدارة منتدب. وتلصق التهمة بأحد هؤلاء, بينما ينجو المخطئ الحقيقي, وينال راحته بتعب غيره. الذي يُعتبر كبش الفداء...

    كذلك محاولة النجاة من مسئولية أي خطأ بإلصاقه بشخص آخر.

    وبالمثل من يتهم غيره ظلمًا, لكي يفلت هو من العقوبة..

    19- يدخل في موضوعنا هذا: الاستعمار والحروب:

    حيث تجد إحدى الدول القوية راحتها في تحطيم دولة أخرى, أو في استغلالها لمصلحتها, أو حصارها اقتصاديًا, أو استعمارها..

    وقد يفعل الأفراد مثل هذا في حدودهم الضيقة...

    20- نذكر أيضًا محبي الاستطلاع, ومحبي معرفة أسرار الناس:

    كثيرًا ما يجد هؤلاء راحتهم في ما يتعب غيرهم.. سواء الذين يريدون معرفة أسرارهم, أو الذين يلحون عليهم بالسؤال لكي يستخرجوا منهم معلومات عن طريق الأسئلة المتواترة والإلحاح المتعب, حتى يعصروهم عصرًا لكي يحصلوا على كل ما عندهم من معلومات بالضغط والإحراج...

    21- هناك أيضًا: اغتصاب الفتيات وإغراؤهن:

    فقد يجد شاب راحته الجنسية في أن يضيّع فتاة ويغتصبها, ويقضى بهذا على مستقبلها... وحتى مجرد العلاقة التي تشغل عقل الفتاة وعاطفتها, وتؤثر سلبيًا على سمعتها, وعلى دراستها إن كانت تلميذة أو طالبة في الجامعة... كل ذلك لمجرد أن يجد الشاب متعته في مصادقة فتاة, مهما أساء إليها بهذه الصداقة! إنها راحة مبنية على تعب الآخرين...

    22- أخيرًا: موضوع الغضب والنرفزة...

    إنسان أعصابه متعبة ومتضايق. يريد أن ينفّس عن ضيقه بأن يصب غضبه على الآخرين كلامًا أو كتابةً, لكي يستريح هو مهما تعبوا هم! وما ذنبهم في تعرضهم لأعصابه المرهقة ؟! وإن عاتبته في ذلك, يقول لك: "لم أستطع أن أستريح إلا بعد أن قلت هذه الكلمة"! ولكنها راحة خاطئة سببت تعبًا لغيرك.
    +++
                  

07-04-2014, 03:55 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الكرام ..

    اليوم الجمعة ..

    وبعد قليل ...


    مع أبينا الورع مكارى يونان ..

    وعلى قناة الكرمة ...

    ومن على هذا الرابط ...

    http://alkarmatv.com/alkarma-tv-live-streaming

    الرب يبارك حياتكم ...

    أخوكم وعمكم العجوز ...
    أرنست
    +++
                  

07-06-2014, 01:14 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 31-12-2006

    دعوة إلى التوبة في بداية العام

    فيما نحن نبدأ عامًا جديدًا، علينا أن نبدأه بقلب جديد، وفكر نقي، وسلوك بعيد عن أخطاء الماضي. وهذا يقودنا حتمًا إلى التوبة، وقبل أن ندخل في هذا الموضوع بالتفصيل، يهمنا أن نوضّح.

    م هي التوبة؟

    * التوبة هي يقظة روحية

    لأن الخاطئ هو إنسان غافل، لا يدرك تمامًا ما هو فيه، ولا يعرف إلى أين تقوده أخطائه. إنه مثل كرة تتدحرج من على جبل، وبسرعة، وقوة تدفعها إلى أسفل. وتظل هكذا تهبط وتهبط، إلى أن تصطدم بحجر كبير فتتوقف.. وحينئذ تسأل ذاتها إلى أنا ذاهبة؟! هنا التوبة التي توقفها فلا تنحدر أكثر...

    *إذن التوبة هي صرخة من الضمير، وثورة على الماضي في اشمئزاز يرفض السقوط السابق، ويستحى ويخزى...

    * التوبة هي تغيير لحياة الإنسان وسلوكه. ليست هي انفعالًا وقتيًا نحو الله. إنما هي تغيير جدي وجذري في الفكر والقلب وفي المعاملات، بحيث يشعر كل من يتعامل مع هذا التائب، إن حياته قد تغيرت، وكذلك طباعه وأسلوبه في الحديث. وأصبح رافضًا عمليًا لكل خطاياه السابقة... وأفكاره صارت من نوع آخر.

    لذلك قيل عن التوبة إنها تجديد للذهن.

    * التوبة هي رجوع إلى الله

    هي اشتياق قلب أبعدته الخطية عن الله، فأنفصل عنه. ثم شعر أنه لا يستطيع أن يبعد أكثر. فكان لزامًا عليه أن يرجع...

    ومادامت الخطية هي خصومة مع الله، تكون التوبة هي الصلح معه، ومع الملائكة وأرواح القديسين.

    * لذلك قيل إن التوبة هي استبدال شهوة بشهوة

    هي شهوة للحياة مع الله، بدلًا من شهوة العالم والمادة والجسد.

    * والتوبة هي استجابة من الإنسان لدعوة الله إليه..

    إنها استجابة من الضمير لصوت الله فيه. وهى استجابة من الإرادة لما يحثها الضمير عليه. بل هي استجابة من الإنسان بصفة عامة لعمل النعمة معه في قيادته إلى الخير وإبعاده عن كل خطأ..

    * التوبة هي فرصة لصفحة جديدة، يفتحها الله في علاقته معك. فيما يغفر لك الماضي كله. إنها فرصة تقوّي فيك الرجاء، وتبعد عنك اليأس مهما ساءت الحالة أو طال السقوط...

    * التوبة هي باب الرحمة، وباب الغفران:

    إنها جسر يوصّل بين الأرض والسماء. وهى سبب فرح في السماء وعلى الأرض. فرح في السماء عند الملائكة وأرواح القديسين بعودة التائب إلى الله. وفرح على الأرض للتائب وأهله وكل المجتمع المحيط به

    وفي نفس الوقت هي عذاب للشيطان الذي يحاول عرقلتها. ذلك لأنها تخلص وتعتق المسبيين الذي سباهم بشره. ولأن تعبه الذي تعب به في سنين عديدة، تضيعه التوبة منه. لقد زرع الشوك في أرضنا خلال زمن طويل. وإذا بالتوبة تحرقه في يوم واحد، وتطهرّ الأرض.

    * التوبة هي حياة الانتصار وأنشودة الغالبين.

    وهى بداية الرحلة التي يقطعها الإنسان في طريق الطهر والنقاء.

    دعوة إلى التوبة:

    * ليتك تستجيب أيها القارئ العزيز إلى نداء التوبة في هذا العام الجديد، ولا تظن أنك في غير احتياج إلى التوبة بحجة أنك بعيد عن كل ألوان الخطأ.حقًا، غن الذي لا يرى أنه محتاج إلى التوبة، هو شخص لم يفحص ذاته جيدًا.

    * لذلك يلزم لكلٍ منا أن يجلس إلى نفسه في بداية هذا العام، ويحاسب نفسه بكل دقة، وبلا مجاملة، وبلا أعذار وتبريرات، لكي يكتشف ما يحتاج إليه من تغيير، ليصل إلى ما هو أفضل..

    * وإن كان أحد لا يخطئ بالفعل، فربما يجد أنه يخطئ أحيانًا بالفكر، أو بالنية، أو بمشاعر القلب. وكل هذا تحتاج أيضًا إلى توبة. لأن الإنسان البار، يجب أن يشمل البر فكره وقلبه ونياته...

    والنقطة الأولى إذن في طريق التوبة، هي الرغبة في التوبة

    لأن كثيرين لا يريدون أن يتوبوا. بل يجدون لذة في خطاياهم تدعوهم إلى البقاء فيها. أو أن طباعهم جميلة في أعينهم لا يحبون أن يغيروها... لهذا فإن مجرد الرغبة في التوبة، هي نقطة حسنة تتلقفها النعمة وتعمل عملها في الإنسان، وتدفعه إلى ترك الخطية.

    واهم من ترك الخطية بالفعل، هو التخلص من شهوتها:

    فقد يوجد إنسان لم ينتقم لنفسه مطلقًا ممن أساءوا إليه. ولكن شهوة الانتقام في قلبه، لم يتنق منها بعد. وربما يحنّ إلى هذه الشهوة. وقد يندم على فرص معينة كان يمكنه فيها أن ينتقم ولم يفعل! مثل هذا الشخص، ربما ترك الخطيئة لمجرد إطاعة وصية الله، وليس لأنه يكرهها...! والمفروض أن يتدرج في حياة النقاوة، حتى تنتزع هذه الخطية وكل خطية من قلبه

    لذلك قيل إن كمال التوبة هو كراهية الخطية.

    أي أن يصل إلى الوضع الذي يكره فيه الخطية من كل قلبه، بحيث يشمئز منها، ولا يحتاج إلى بذل أي مجهود في مقاومتها إن عرضت له. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ذلك لأنها لم تعد تتفق مع طبيعته النقية. مثال ذلك يوسف الصديق الذي سعت الخطيئة إليه وألحت عليه، فرفض وهرب منها...

    على أن ترك الخطية التي تحارب الإنسان، حتى كراهيتها.. تأتي بعدها خطوة أخرى وهى:

    ترك الخطايا التي تتكشف له بالنمو الروحي:

    ذلك لأن الله تبارك اسمه من فرط حنوه علينا- لا يشاء أن تنكشف لنا كل خطايانا وضعفاتنا دفعةً واحدة، حتى لا نقع في صغر النفس. وإنما كلما نسمع عظة روحية، وكلما نقرأ في كتاب الله وفي الكتب الروحية، تتكشف لنا ضعفات في أنفسنا، وتقصيرات تحتاج إلى علاج وإلى توبة. وهكذا ندخل في عملية تنقية للذات قد تستمر مدى الحياة.

    إذن هناك توبة عن النقائض التي يكشفها..النمو.

    ولا تقتصر فقط على محاربة السلبيات التي هي فعل الخطايا.

    علينا أن نعرف أن الشيطان في محاربته لنا، قد يترك ميدانًا يحاربنا فيه لكي يتحول إلى ميدان آخر. فعلينا أن نكون مستعدين له في كل الميادين. حتى الخطية التي نكون قد استرحنا منها فترة، قد يعاود قتالنا فيها. وبهذا فإن التوبة ليست مرحلة من حياتنا وتنهي، وإنما هي تستمر معنا. وهكذا تصبح عملًا يوميًا يلزمه حرص دائم حتى لا نخطئ.

    فلنصلِ أن يمنحنا الرب قوة في هذا العام لكي نفعل باستمرار ما يرضي صلاحه. ولتكن نعمته عاملة مع جميعنا.
    +++
                  

07-06-2014, 08:57 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 7-1-2007

    جاء السيد المسيح للكل.. يرفع معنويات الجميع

    أهنئكم يا أخوتي بعيد الميلاد المجيد، وببدء عام جديد، راجيًا لكم فيه حياة سعيدة مباركة، ثابتة في محبة الله وطاعته، ومصليًا لأجل بلادنا مصر المحبوبة لكي يمنحها الله الرخاء والسِعة، ويديم عليها الاستقرار والهدوء...

    ويسرني في عيد ميلاد السيد المسيح، أن أحدثكم عن بعض ما تركه لنا من أمثولة طيبة، وكيف كان يعمل دائمًا على راحة كل الناس: يحب الكل ويخدم الكل، ويرفع معنويات الضعفاء، ويرشد ويعلّم...

    كان قلبًا مفتوحًا للكل، يجول يصنع خيرًا (أع 10: 38).

    فيشعر كل إنسان أن له نصيبًا في المسيح

    اهتم بالأمم كما اهتم باليهود، وشمل حنانه الأبرار والخطاة، القديسات والساقطات، الأطفال والكبار، والجياع، والمسبيين، النساء والرجال. وبسط عطفه على الفقراء والمحتاجين والجياع، والتعابى والضعفاء. وأيضًا بالمرضى والمصروعين من الشياطين. وفي اهتمامه لم ينس الحزانى على موتاهم. بل إنه لم يغفل حتى مقاوميه فأشفق عليهم...

    وقال "تعالوا إليَّ يا جميع التعابى والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت11: 28).

    وقال أيضًا إنه جاء ليعصب منكسري القلوب، وينادى للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق، ويعزى كل النائحين (أش61: 21).

    نعم، جاء يطلق الذين وقعوا في أسر الشياطين، أو الخطية، أو الأمراض. وكل من كانوا في ضعف أو عجز.

    * فمن جهة المرضى: شفى مريض بيت حسدا الذي ظل ملقى في مرضه مدى 38 سنة إلى جوار البركة، حتى قال السيد المسيح "قم احمل سريرك وامشِ" (يو5: 8) فقام وحمل سريره ومشى. وشفى أيضًا المفلوج الذي أنزلوه إليه من السقف بسبب الزحام (مر2). وكان كل الذين عندهم مرضى بأنواع أمراض كثيرة يقدمونهم إليه، فكان يضع يديه عليهم ويشفيهم (لو4: 4). وقيل إنه كان "يطوف كل الجليل، يعلّم في مجامعهم، ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفى كل من يئس من شفائه، ومن عجز الطب في علاجه.

    فلجأوا إليه باعتبار أنه رجاء من ليس له رجاء، ومعين من ليس له معين.. وكان يشفى جميع المتسلط عليهم إبليس.

    * فالمصروعون من الشياطين، كان – ينتهر الشيطان فيخرج منهم. وكان بعضهم يصرخ ويقول له "مالنا ولك؟ أجئت قبل الوقت لتعذبنا". ومن بين الذين شفاهم مريم المجدلية التي كان عليها سبعة شياطين، فأخرجهم منها، فتبعته وصارت تلميذه له (لو8: 2). وشفى رجلًا من كورة الجدريين كانت به شياطين كثيرة (لو8: 30)

    * أما عن إقامة الموتى: فقد أقام ابنة يايرس رئيس المجمع (لو8: 41، 55). وأقام إبن أرملة نايين، وكان شابًا وحيدًا لأمه تبكى عليه (لو7: 11، 12). وبين الذين أقامهم أيضًا: لعازر أخو مريم ومرثا من بيت عنيا (يو11)

    وكان السيد المسيح حانيًا على الخطاة، ويقتادهم إلى التوبة.

    كان لا يعتبرهم أشرارًا، بقدر ما يعتبرهم مرضى. وكان يقول عنهم في رفق: "ما جئت لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة. لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب، بل المرضى" (مر2: 17). وهكذا جعل للخطاة نصيبًا فيه.

    ومن هؤلاء الخطاة جماعة (العشارين)، وكانوا محتقرين من الناس في جيلهم، لأنهم كانوا محبين للمال ومشهورين بالظلم. هؤلاء رفع المسيح معنوياتهم أيضًا، واقتادهم إلى التوبة والخلاص. ومن بينهم متى العشار الذي صار فيما بعد واحدًا من الاثني عشر. وزكا العشار الذي دخل المسيح إلى بيته، ولم يبالِ بتذمر الناس لدخوله بيت رجل خاطئ. بل قال لهم "اليوم حصل خلاص لهذا البيت، إذ هو أيضًا ابن إبراهيم (لو19: 9). وفي مثل الفريسي والعشار (لو18: 9-14) أظهر للناس أن العشار في انسحاق قلبه وطلبه للرحمة، كان أفضل من الفريسي المفتخر ببره. لذلك فإن العشار خرج من الهيكل مبررًا دون ذاك..

    السامريون كانوا أيضًا خطاة، ولكن شملهم حنانه وعطفه.

    وكان اليهود لا يعاملون السامريين باعتبارهم منحرفين عن الإيمان. فحدث ذات يوم أن أحدى قرى السامرة رفضت قبول السيد المسيح. وحينئذ اقترح عليه تلميذاه يعقوب ويوحنا أن يطلب فتنزل نار من السماء وتفنيهم. ولكنه انتهرهما وقال لهما "لستما تعلمان من أي رجل أنتما. لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس، بل ليخلص" (لو9: 51- 56).

    وفى مرة أخرى ضرب للناس مثل السامري الصالح الذي أنقذ يهوديًا ملقى على الطريق بين حيّ وميت (نتيجة اعتداء بعض قطاع الطرق عليه). فحمله السامري على دابته، واعتنى به حتى شُفى، بينما كان قد مّر عليه كاهن ثم لاوي، وجازا مقابله دون أي اهتمام (لو10: 30-37). ومازال اسم السامري الصالح يطلق الآن على الهيئات التي تعتني بالغير مهما كان دينه أو عقيدته.

    المهم أن السيد المسيح أطال أناته على السامريين حتى قبلوا الإيمان فيما بعد (يو4).

    وأيضًا شمل حنانه (الأمم) أي الشعوب غير اليهودية.

    وكانوا مكروهين جدًا من اليهود، على اعتبار أنهم يعبدون آلهة وثنية، وأنهم غرباء عن رعوية إسرائيل، بلا ناموس، ولا أنبياء، ولا عهد مع الله (أف2: 13). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). هؤلاء اجتذبهم السيد المسيح إليه وأظهر أنهم مقبولون أمام الله.

    وفى شفائه لغلام قائد المائة الأممي، أعجب بإيمان ذلك القائد، وقال عنه "لم أجد في إسرائيل إيمانًا مثل هذا" (مت18: 10). كما شفى أيضًا ابنة المرأة الكنعانية، وهى من شعب يعتبره اليهود ملعونًا. وقال لتلك المرأة "عظيم هو إيمانك" (مت15: 28)

    وبعد القيامة قال لتلاميذه "تكونون لي شهودًا في أورشليم وكل اليهودية، وفى السامرة، والى أقصى الأرض" (أع1: 8). كما أوصاهم قائلًا "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعلموهم جميع ما أوصيتكم به" (مت28).

    كما قال فيما بعد لتلميذه بولس الرسول "ها أنا أرسلك بعيدًا إلى الأمم" (أع22). وقال له في مرة أخرى "كما شهدت لي في أورشليم، ينبغي أن تشهد لي في رومية أيضًا" (أع23). وهى أشهر مدينة للأمم وقتذاك.

    وهكذا كان السيد المسيح لكل الأمم وكل الشعوب.

    وكذلك رفع معنويات المرأة، وأعطاها مجالًا.

    أعطى المرأة مكانةً لم تكن لها في العالم اليهودي. وبارك النساء وخدمة النساء "ونسوة كثيرات كن يتبعنه من الجليل ويخدمنه من أموالهن (لو8: 2، 3)، (مت27: 55). وقد طوّب الأرملة الفقيرة التي دفعت في الصندوق من أعوازها (مر12: 44) كما أنه أقام العشاء الأخير في بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس. وقد تحول هذا البيت فيما بعد إلى كنيسة (أع12: 12)، وكذلك بيت ليديا بائعة الأرجوان (أع16).

    وكما اهتم بالنسوة القديسات، كذلك شمل عطفه الساقطات أيضًا. فدافع عن المرأة الخاطئة التي ضُبطت في ذات الفعل، وقال لمن طلبوا رجمها "من كان منكم بلا خطية، فليرجمها أولًا بحجر" (يو5: 7). فلما مضى هؤلاء، قال لها "ولا أنا أيضًا أدينك. اذهبي ولا تخطئي مرة أخرى".

    واهتم السيد المسيح أيضًا بالأطفال ورفع معنوياتهم.

    الأطفال الذين كان ينظر الكبار إليهم في احتقار واستصغار، وينتهرونهم أحيانًا ويطردونهم من طريقه. هؤلاء قال عنهم "دعوا الأطفال يأتون إليَّ ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات" (لو18: 16). وأيضًا رفع طفلًا في الوسط وقال "إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال، لن تدخلوا ملكوت الله" (مت18: 3)، يقصد مثل الأطفال في براءتهم وبساطتهم.

    وكان يحب الأطفال ويحتضنهم ويباركهم (مر10: 16) ولما انتهروهم وهم يسبحون يوم أحد الشعانين، دافع عنهم بقول المزمور "من أفواه الأطفال والرضعان هيأت سبحًا" (مت21: 16). لذلك كله كان يحبه الأطفال ويلتفّون حوله.

    كان قلبا عطوفًا على الكل، لا يرفض أحدًا حتى الذين ينتقدونه!

    فالفريسيون الذين كانوا يقفون ضده، والذين كانوا يريدون أن يصطادوه بكلمة، لم يمتنع عن زيارتهم وإظهار الحب لهم، وأن لهم رجاء فيه. ولما دعاه سمعان الفريسي، دخل إلى بيته واتكأ... وناقشه ودخل معه في حوار (لو7: 36- 47). مع أن ذلك الفريسي كان قد فتح له باب بيته، ولم يفتح له باب قلبه... حتى الذين صلبوه التمس لهم عذرًا وقال "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون" (لو23: 34).

    وأشفق على الضعفاء والجياع والمرضى

    وقال لمن يصنعون معهم إحسانًا -ولو بزيارتهم- "مهما فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي قد فعلتم" (مت25: 40). وفي معجزة إشباع الجموع من الخمس خبزات، قال لا أستطيع أن اصرفهم جياعًا لئلا يخوروا في الطريق (مت15: 32).

    ومن اهتمامه بالفقراء أنه اختار تلاميذه الفقراء صيادي السمك. وكان غالبيتهم من غير المثقفين، ولكنه منحهم من عنده الحكمة والقوة.

    وكانت له شعبية كبيرة، باهتمامه بالكل

    وكان يعلم الناس أعمق التعاليم، ولكن في بساطة أسلوب يفهمه الكل، الكبير والصغير، الجاهل والمتعلم. وكان في شعبيته يتبعه الألوف وكثيرًا ما كانوا يزحمونه... كان يدخل بيوت الناس، ويدخل إلى سفن الصيادين. يقابل الكل ويكلمهم: في الطريق، وفي المزارع، وعلى الجبل، وفي مواضع خلاء، وعند شاطئ البحيرة.. في كل مكان. ودخل مجامع اليهود أيضًا، وعلّم الناس فيها (لو4: 16- 21).. كان للكل، يعمل لأجل الجميع...

    وكل الذين قابلوه منحهم بركة أو نعمة أو إرشادًا. ولم يغلق ذاته على أحد أطلاقًا. وفتح أبواب الخلاص أمام الجميع. ولم يقصر محبته على طائفة أو مجموعة معينة، أو نوعية خاصة من الناس، أو شعب واحد...

    كان للكل، للعامي والفيلسوف. كان للصيادين البسطاء كما للوقا الطبيب والفنان، كما لشاول الفيلسوف الذي قرأ الكثير من الكتب وتهذب عند قدميّ غمالائيل معلم الناموس (أع22: 3)... وكل أحد كان يشعر بدالة وصداقة، تربطه بهذا المعلم الصالح وبسماحته ومحبته وحنانه وإشفاقه ومعرفته بالطبيعة البشرية واحتياجاتها...

    ختامًا يا إخوتي، هذا الموضوع طويل. فاقتصر على ما ذكرته، وأطلب سلامًا للعالم كله، في الشرق الأوسط، وفي السودان والصومال، وفي بلاد الغرب، وفى فلسطين التي عاش فيها السيد المسيح حوالي الثلاثين عامًا، وكذلك مصر التي مكث فيها ثلاث سنين ونصف

    كونوا جميعًا بخير، وليبارك الله هذا العام، ويبارك دولتنا المحبوبة ورئيسها حسنى مبارك، وكل العاملين فيها.
    +++
                  

07-07-2014, 03:28 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 14-1-2007

    عوائق التوبة

    كثيرون مقتنعون بأن العام الجديد يجب أن يبدأ بقلب جديد وبروح جديدة, وحياة نقية مقبولة أمام الله, لكي يبارك هذا العام ويجعله سعيدًا. ولكن على الرغم من هذا الاقتناع, ما أقل الذين يحيون التوبة التي تُرضى الله فيرضى عنهم. فلماذا؟ هل لأن حماس العام الجديد قد فتر, ولم يستمر معهم؟ أم لأن التوبة صعبة أمامهم, وهناك عوائق عديدة في طريقها ؟!

    أتذكر أنه منذ 46 عامًا, وصلني بهذا الشأن خطاب من شاب عزيز عليّ, فتأثرت جدًا ثم أرسلت له ردًا قلت في مقدمته: "وصلني خطابك يا أخي المحبوب. وَيُخَيَّل إلىّ أنني قرأته مرارًا قبل أن أراه"..

    إنه صورة حياة أعرفها, وقصة قلوب كثيرةً.

    هي أفكار تتعب كثيرين, عوائق تقف أمامهم في الطريق إلى الله, تحول دون توبتهم, وتمنع نموهم الروحي: فالبعض يعجز عن التوبة. والبعض يبدأ ولا يستمر... فم هي تلك العوائق؟

    * أولًا لأن التوبة هي أكثر شيء يحاربه الشيطان:

    لأن معناها أن التائب سيفلت من حبائله, ولا يعود أن يخضع له بعد. وهكذا يضيع كل تعب الشيطان الذي بذله الشيطان من قبل في إسقاطه. لذلك فإن الشيطان يقدم له كل أنواع الإغراءات التي تثنيه عن عزمه الصالح, ويتيح له فرصًا للخطية ما كان يحلم بها قبلًا بحيث تضعف أمامها إرادته, أو يعيد إلى ذهنه ذكريات الخطايا التي هي محببة إليه, أو يظهر صعوبة الطريق إلى الله. وهكذا يجد نفسه في حرب من شهوات القلب, ومن كثرة الأفكار, فيستسلم..!

    * من عوائق التوبة أيضًا ضعف الشخصية التي تنقاد إلى المحيط...

    فالمفروض في الإنسان الروحي أن تكون له شخصية قوية ثابتة لا تنجرف مع المحاربات الخارجية من الخارج...

    إن سمكة صغيرة يمكنها أن تقاوم التيار وتسير عكسه ما دامت لها إرادة. بينما كتلة ضخمة من الخشب- قدر هذه السمكة مئات المرات- يمكن أن يجرفها التيار, لأنه لا إرادة لها. لذلك -إن أراد أحد أن يتوب- يجب أن يكون قوى الشخصية, قوى الإرادة. يعزم ويقدر...

    * عائق آخر في طريق التوبة هو تأجيلها

    إن الشيطان, إذا وجد أن عزم الإنسان قوى, وأنه مصمم على التوبة, لا يحاربه حربًا مكشوفة بالامتناع عن التوبة خوفًا من رفضه ذلك. بل يدعوه إلى التأجيل بأعذار معينة, أو بإغراءات يقول له فيها: ليس الآن, فالعمر أمامك طويل ويمكنك أن تتوب في أي وقت, إنما الآن أمامك أمور عديدة لتقضيها ولا تناسبها التوبة!!

    على أن التأجيل له أكثر من خطورة: فإن فرص التوبة قد تفلت. فإن الخطية إذا استمرت مدة أطول, قد تأخذ سلطانًا عليه وتثبّت أقدامها. كذلك ربما بالتأجيل: مجرد الرغبة في التوبة قد تختفي. والتأثيرات الروحية التي دفعت إليها, قد تفقد قوتها. كما أن التأجيل في مضمونة حتى يكون خطوة نحو الإلغاء...

    * من عوائق التوبة أيضًا: اليأس

    حيث يقول الخاطئ "كيف يمكنني أن أتوب, وأنا عاجز تمامًا عن القيام من سقطتي؟! وإرادتي لا تستطيع مطلقًا أن تقاوم إغراءات الخطية ومحبتها التي في قلبي, وأفكارها المغروسة في عقلي!!

    يا أخي إن كنت قد يئست من نفسك, فالسماء لم تيأس من توبتك. وإن كنت غير قادر على الخلاص من شهوات قلبك, فالله قادر على أن يخلصك منها. فقد خلّص كثيرين من قبلك, وكانت حالتهم أسوأ..

    فلا تخف إذن, ولا مجال لليأس, ولا تصغر نفسك. فالنعمة حينما تعمل سوف تعطيك قوة. ولا تهم الآن مقاومتك, ضعيفة أو عاجزة..

    * يقول البعض: "هل من المعقول أن أعيش طول عمري بعيدًا عن الخطية, وهى تجرى في دمى؟! إن تبت اليوم, فسوف أرجع غدًا!!"

    إنها مغالطة يلقيها الشيطان في قلبك. كما أنك ستعيش في التوبة بنفس هذا القلب الذي يحب الخطية!! كلا, فسوف يعطيك الله قلبًا جديدًا تُنزع محبة الخطية. وحينئذ لن تفكر في الرجوع إليها, بل ستندم على ما فعلته سابقًا. وشعورك الحالي سوف يتغير. وسوف تزول من عقلك الأفكار والصور التي كانت تلوثه من قبل...

    إذن احترس من الفكر الذي يقول لك "إن التوبة صعبة وغير ممكنة. فكل عائق سوف تزول صعوبته, حينما تعمل نعمة الله معك.

    على أن أكبر عائق للتوبة, أن يشعر الشخص أنه غير محتاج إلى التوبة.

    وهذا ما يسمونه بالبر الذاتي, أي أن يكون الإنسان بارًا في عيني نفسه! ويقول في جرأة: ماذا فعلت من خطأ حتى أتوب عنه؟! بل إن حياته جميلة في عينيه, كيف يغيّرها! حقًا إن الإنسان لا يمكنه أن يتوب, إلا وشعر بأن في حياته بعض النقائص أو الأخطاء فيسعى إلى إصلاح ذاته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لذلك على كل إنسان -من هذا النوع- أن يصلح موازينه الروحية. ويسعى دائمًا نحو الكمال. حينئذ سوف يشعر بأن المسافة طويلة بينه وبين المطلوب منه أن يفعله.

    ولكن مما يعوق التوبة, أن يقارن الشخص نفسه بمستويات ضعيفة:

    فيظن -مع هذه المقارنة- أنه في حالة حسنة لا تحتاج إلى توبة. أو يضع أمامه الأعذار, كأن يقول "كل الناس هكذا... فهل أشذ عن الكل؟!". طبعًا ليس عذرًا أن يكون الشر مسيطرًا على أغلبية الناس. فأبونا نوح عاش بارًا في عصر سيطرت عليه الخطية, حتى أغرق الكل بالطوفان...!

    عمومًا فإن مخافة الله إن وُجدت في القلب, فسوف تبعده عن الخطية, وتقوده إلى التوبة...
    +++
                  

07-08-2014, 05:33 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 21-1-2007

    خطورة الخطوة الأولى المؤدية إلى الخطية

    إن أردت يا أخي أن تحترس من السقوط, ابعد كل البعد عن الخطوة الأولى المؤدية إليه. وأعرف أن أطول طريق بدايته خطوة..

    وفى غالبية الأحوال لا تهجم الخطية دفعة واحدة بكل قوتها. إنما قد تزحف زحفًا, ربما في مدة طويلة, نحو القلب. القلب الذي تريد أن تقتحمه, حتى تصل إليه بتدريج طويل...

    فالذي يقع في الإدمان, لا يقع فيه فجأة,، إنما بتدرج قد لا يشعر به إلا بعد أن يصبح فريسة له. كذلك من يقع في لعب القمار أو في الرشوة, قد يصل إلى ذلك بعد فترة. وهكذا شهوة الزنا, وأيضًا شهوة السلطة..

    فعلى الإنسان الحكيم أن يعرف من أين تأتيه الخطوة, ويرقب مراحلها. وعلى رأى المثل "الباب الذي تأتى منه الريح, عليه أن يسده ويستريح".


    ومراحل الخطية تبدأ غالبًا باتصال, ثم انفعال, ثم اشتعال...

    تصل الخطيئة أولًا عن طريق أسباب خارجية, أو فكر يلقيه الشيطان في القلب, أو عن طريق التهاون أو المعاشرات الرديئة. فإن أعطاها الإنسان مجالًا, قد تؤثر عليه فينفعل بها, سواء أكان انفعالًا فكريًا أو عاطفيًا. فإن تهاون من جهة هذا الانفعال الداخلي, تتحول إلى اشتعال. وفي هاتين المرحلتين تكون مؤثرات الخطية قد انتقلت من الخارج إلى الداخل, وهذا أخطر. وقد يتطور الأمر إلى ما هو أشدّ...

    يتطور الأمر إلى صراع داخلي, ربما ينتهي إلى استسلام فسقوط...

    إنه صراع بين الضمير والخطية, أو بين الروح والمادة. والصراع يدل على أن الإنسان رافض للخطية, ولكنها تلح عليه وهو يقاوم. إنها مرحلة متعبة, غير إنها أفضل من الاستسلام والسقوط. والإنسان قد أوقع نفسه في هذا الصراع, بتهاونه في المراحل السابقة...

    وأنت لا تضمن نتيجة هذا الصراع بينك وبين الخطية...

    فقد تنجح فيه بعد تعب. وقد تفشل فتلقى سلاحك, وتستسلم للعدو وتسقط. فالخطية من طبعها أنها لا تستريح حتى تكمل.

    وإن سقطت في الخطية لا يتركك عدو الخير بل يستمر في محاربته, حتى تتكرر الخطية إلى أن تصبح عادة عندك أو طبعًا فيك. وتصل إلى الوضع الذي لا تستطيع أن تقاوم... بل تخضع لكل ما يقترحه الشيطان عليك, كعبدٍ له وللخطية التي سيطرت عليك.

    إنه نوع من السبي, وقد يتطور إلى وضع أبشع...

    قد تتطور العبودية للخطية إلى مذلة العبودية...!

    أى الوضع الذي فيه يشتهى الخطية ولا يجدها..! ويطلبها متوسلًا بكل قواه. كمن يطلب شهوة المال, أو شهوة المقتنيات, أو شهوة الجسد, فلا يجدها. أو كمن يطلب العظمة أو الكبرياء أو الانتقام والتشفي. ويسعى بكل رغبته لعله يجد...

    وكأنه يتوسل إلى الشيطان, أو يتسول من الشيطان, أن يمنحه الخطية. والشيطان لا يلبى نداءه ولا يستجيب... وهذه مذلة! وقد يتمادى الشيطان فيحتقر هذا الإنسان ومطالبه الخاطئة..!

    فليفتكر كل شخص في أي مرحلة هو كائن؟

    فليتك يا أخي تختصر هذا الجهاد, وتبعد عن الخطوة الأولى.

    فهذا أسهل لك وأربح, وأكثر ضمانًا. كما أن بعدك هذا عن مسببات الخطية, ويدل على نقاوة قلبك, وعلى عدم قبولك للتفاوض مع العدو أو التعامل معه.

    ضع أمامك مثال النبتة الصغيرة والشجرة الضخمة: فإنه من السهل جدًا أن تقتلع شجيرة صغيرة من الأرض. ولكنك إن صبرت عليها حتى صارت شجرة ضخمة, يكون من الصعب عليك اقتلاعها, لأن جذورها قد امتدت في الأرض وتعمقت. وحتى إن نجحت, فهناك خطورة...

    قد تنتصر على فكر شرير في داخلك بعد صراع مريرًا, ولكنه في صراعك معه, يكون قد نجّس فكرك وربما قلبك أيضًا...

    وحتى إن طردته من عقلك الواعي, قد يبقى في ذاكرتك وفي عقلك الباطن. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وربما يعود إليك بعد حين, أو يظهر في أحلامك أو في ظنونك... فلماذا كل هذا التعب؟! الوضع السليم هو أن تتخلص منه قبل أن يستقر, وقبل أن يتسع نطاقه في تدمير روحياتك.

    وبقدر إمكانك حاول أن تبعد عن الخطوة الأولى المؤدية إلى الخطية. ولا تسمح للخطية أن تتطور معك, أو أن تجعلك تتطور معها.. هذا إذا أردت أن تتوب, وأن تحفظ قلبك نقيًا.

    وفى أي مرحلة وُجدتَ, لا تتطور إلى ما هو أسوأ.

    لأن إرادتك قد تكون قوية في أول هذه المعركة الروحية, في مرحلة اتصال الخطيئة بك. فإذا انفعلت, تكون إرادتك قد بدأت تستجيب للخطأ. وفي الاشتعال تكون قد ضعفت. وفى الصراع تدخل في مرحلة حياة أو موت. فإن سقطت, تكون إرادتك قد وقعت صريعة في هذه الحرب. وإن صرت عبدًا للخطيئة, تكون إرادتك قد انتهت تمامًا, وتصبح إنسانًا مسلوب الإرادة. فالتفت إذن إلى نفسك, واحترس من الخطوة الأولى...

    لأنه كلما يخطو الإنسان خطوة نحو الخطية تضعف إرادته ويميل إلى الخطية.

    ويكون قد أعطى الشيطان مجالًا, ووسّع له مكانًا في داخل نفسه. وكلما يخطو خطوة أخرى, تقل مخافة الله في قلبه. بل يكون سقوطه بالعمل متوقعًا جدًا.

    إذن لا يجوز إهمال أية خطية مهما كانت تبدو صغيرة, إنما ينبغي الحرص منها. فإن أي ثقب بسيط في سفينة, قد يتسع إذا أُهمل, حتى يتحول إلى كارثة. ونهر النيل في مجراه العظيم, قد بدأ بقطرات أمطار سقطت على جبل الحبشة, وسارت حتى وصلت إلينا نهرًا... وإهمالنا الضئيل في روحياتنا -إن تركناه حتى يكبر- يصير مخربًا لنا...

    فلنحترس إذن مدققين من جهة محاربة الأخطاء.

    التي ربما تكون أحيانًا عبارة عن قليل من الكسل والتهاون والتراخي. فالذي يهتم بالقليل, بلا شك سيقاوم الكثير. وكما يقول المثل الانجليزي "اهتم بالبنس, وستجد أن الجنيه يهتم بنفسه" Take care of the pennies and the pounds will take care of themselves.

    كن إذن دقيقًا جدًا. لأن الخطأ الذي قد تظنه بسيطًا, ربما يجر إلى مشاكل ضخمة. واعرف أن التدقيق سوف يعلمك الحرص..

    فالذي يهتم بالحشمة داخل غرفته الخاصة, سوف يحتشم بالطبع في خارجها. والتي في حجرتها الخاصة المغلقة عليها, تستحي من أرواح الملائكة والأبرار, هذه لابد أنها ستسلك بحشمة في الخارج أمام الناس..

    إن الشيطان ذكي, لا يحارب الإنسان البار بخطية بشعة دفعة واحدة, ولا يطلب منه بابًا واسعًا يدخل منه إلى حياته. وكل ما في الأمر, أنه قد يستأذنك في ثقب إبرة, فلا تبالي وتسمح له, وهذا يكفيه. ثم يظل يوسعه حتى يتلف الحياة كلها!

    وما أكثر الخطايا التي تدخل من ثقب إبرة!

    فاحترس إذن وكن مدققًا...
    +++
                  

07-09-2014, 10:31 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 28-1-2007

    أنواع نفسيات

    ليست كل النفسيات من نوع واحد، سواء في ذلك الأبرار أو الأشرار. فكل واحد له طبعه الذي يتميز به عن الآخر.. فهناك نفسيات اجتماعية يمكنها أن تندمج مع الآخرين وتتعامل معهم، ونفسيات أخرى تحب الوحدة والهدوء. ونفسيات ثالثة تندمج في الأمرين معًا: يمكنها أن تعيش في المجتمع أو تعيش في الوحدة، حسبما تتيح الظروف لها، وتنجح وتنتج في الحالين.

    توجد نفسية مستريحة، وتريح غيرها من الناس.

    تعيش سعيدة وراضية، ويكون تعاملها مع الناس سهلًا. الخير الذي فيها تفيض به على الآخرين. وما في طبعها من الكرم والحب تغدقه على غيرها. نفسية خدومة تخدم كل من يقابلها في طريق الحياة وهى مستعدة أن تبذل وتجزل العطاء، وتتعب لتريح الآخرين.

    ومن هذا النوع الممرضين والممرضات، والذين يعملون في إطفاء الحرائق وإنقاذ الغرقى، والذين يكرسون أنفسهم في خدمة مرضى الجذام lepers ومرضى السلّ، وفي خدمة المعوقين والعجائز والمسنين، ويجدون سعادتهم في إسعاد غيرهم...

    أما النفسية الشريرة: فما فيها من شرّ، تظنه في غيرها...

    فالإنسان الكذاب يظن أن جميع الناس يكذبون مثله! وإن قلت له شيئًا، يسأل "أصحيح هذا الكلام؟ هل أنت متأكد؟ إذن احلف لي. هل بذمتك حدث هذا فعلًا؟..." ذلك لأن الكذب الذي في طبعه يسقطه على غيرك، ويشك في كل ما يصل إليه.

    والشخص الماكر، يظن بالمثل أن غيره يمكر به، وكذلك غير الأمين لا يأتمن أحدًا على سرّ، ولا على ماله، ولا على عرضه...

    وإن كان في نفسية شخص: الخداع، يفكر أن كل من يقابله يمكن أن يخدعه فيتخوف منهم. وإن كانت الخيانة في طبعه، يظن أن غيره سيخونه، فيحترس حتى من أصدقائه المقربين. وإن كان في نفسيته سوء الظن، يسئ الظن في كل من يتودد إليه.

    وإن كان شخص في نفسيته عقدة الاضطهاد Persecution Complex يظن أن كل شخص يمكن أن يضايقه أو يتآمر عليه. وبذلك يعيش في خوف وربما في انطواء.

    وهذا النوع من الناس ينفث فيمن حوله نفس الخوف والشك.

    ويقول لمن يطلب نصيحته: خذ حذرك من الناس. فمن الجائز أن يخدعوك إذ يكذبوا عليك أو يضطهدوك.. وبهذا النصح يربى فيه ما يشبه نفسيته! حتى بعض الوظائف المعينة تجد عند أصحابها نفسية الشك والتحقيق في كل شيء...

    والنفسيات تتنوع أحيانًا بحسب الوراثة أو البيئة أو التربية.

    فالابن مثلًا يمكن أن يرث نوعًا من النفسية, من أبيه أو أمه. أي يَرِثْ طبعًا معينًا يظل ثابتًا في نفسيته, أو يلتقطه من نوع التربية.. وهكذا نرى بعض الشعوب تتميز بطباع خاصة, أو نفسية تسود على الغالبية

    أو يتأثر الشخص بالجو العام, حتى في التقاليد, وفي العقيدة أيضًا. فمثلًا في البلاد الشيوعية, يتأثر الطفل من صغره بالجو الشيوعي, ويصير شيوعيًا. لا تقبل نفسيته الإيمان بوجود الله, ولا بحياة أخرى.

    وفى تأثير البيئة والجو العام على طباع الناس ونفسياتهم, نجد كثيرا من الناس سافروا إلى الخارج وقضوا هناك فترة طويلة, قد أثر ذلك على طباعهم وتقاليدهم. وحينما يرجعون إلى بلادهم, تكون نفسياتهم قد تغيرت, وصارت لهم طباع لم تكن فيهم من قبل!

    وأحيانًا تتأثر النفسية بالقدوة والمثل ونوع الصداقة.

    وفى ذلك قال أحد من الأدباء "إن قلت لي من هم أصدقاؤك, أقول لك من أنت". ومن المبالغة الشديدة في هذا التأثر, تقول بعض الأمثال الشعبية "من عاشر قومًا أربعين يومًا, صار منهم"!!

    * وتتأثر النفسية أيضًا بنوع القراءة, إن كانت عميقة ومقنعة لهم.

    * كما تتأثر النفسية أيضًا بنوع العُقد.

    فمثلًا إنسان خانه صديقه العزيز عليه جدًا, وكانت تلك الخيانة عميقة الأثر في نفسه. فقد تغرس في نفسيته عقده من الصعب أن يتخلص منها. وهى أن أي شخص يمكن أن يخونه. فيتخوف من بعض أصدقائه ويحترس من خيانة غيره له.

    كذلك من يقع في عقده الخوف, ومن طباعِ تكونت فيه منذ طفولته, وعقّدته في بعض الأمور.

    ومع كل ما ذكرناه, يمكن للنفسية أن تتغير...

    بل قد تتغير إلى العكس, إن أثَّرت عليها عوامل مضادة على درجة من العمق. كما حدث في توبة بعض مشاهير التاريخ...

    ومثال ذلك القديس أوغسطينوس الذي كان في بدء حياته بعيدًا عن الله والإيمان, وبعيدًا عن حياة العفة والطهارة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وقد كتب تفاصيل خطاياه في كتاب اعترافاته...

    ولكنه لما تاب.. وكانت توبته صادقه وعميقة, تغير إلى العكس تمامًا, وصار راهبًا ثم أسقفًا. وقاد حياة الفضيلة والتأمل في جيله, بل ترك تأثيره الروحي في أجيال طويلة من بعده...

    ومن الناحية الطبية, يمكن للنفسية أن تتعب وتمرض..

    بل تدخل أيضًا في صراع مع الذات, وتنقسم على ذاتها.. وقد يصيبها القلق والاضطراب وربما لغير سبب مقنع...

    نعم, هناك نفسيات قلقة باستمرار وخائفة ومنزعجة. الشك يصيبها بالقلق. مثل أم تأخر ابنها إلى ساعة متأخرة بالليل. وتظل تلعب بها الأفكار: ربما حدث له حادث مؤسف, أو ربما خطفه بعض الأشرار.

    ويظل زوجها في البيت يبتسم في وجهها ويلاطفها. ربما أبننا تأخر في المذاكرة مع أصدقائه, أو قد يكون في لهو معهم أو في النادي. وهى تستمر في قلقها, وتقول لزوجها: ربما تعب أبننا من معاملتنا, وفّضل البعد عن البيت. وهكذا تظل في القلق حتى يرجع ابنها بسلامة, دون أن يضره شيء.

    وهناك نفسية تتعب فتضر ذاتها:

    كإنسان في نفسيته بعض التردد والخوف, فلا يقدر على اتخاذ قرار سريع أو بطئ. فهو دائما يتقلب في ما ينبغي أن يفعله أو يتجه إليه: كمن يتردد في نوع الدراسة التي يدرسها, أو في نوع العمل أو الوظيفة التي تحكم مستقبله. أو يتردد في موضوع الزواج وأية فتاة يختار؟ وهل سيسعد في اختياره أم لا.

    وتردده هذا, يصل به إلى نوع آخر من المرض النفسي, هو عدم الثقة بالنفس. فلا يثق بأي شيء يصل إليه تفكيره: هل هو صواب أم خطأ. ويضطر أن يقابل غيره, ويعرض عليه الأمر. وما يصل إليه من مشورة, ربما لا يثق هل يستطيع أن ينفذه أم لا؟

    إنها نفسية تحتاج إلى من يسندها باستمرار, ومن تثق في حكمته وصحة رأيه.

    وبعد, ألا ترى معي أن هذا الموضوع طويل, وأن أنواع النفسيات يحتاج منا إلى لقاء آخر لنوفيه حقه؟

    إذن إلى اللقاء في المقال المقبل إن شاء الله.
    +++
                  

07-09-2014, 09:47 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 4-2-2007

    أنواع أخرى من النفسيات

    تحدثنا في المقال السابق عن تنوع النفسيات, وذكرنا بعضًا منها. واليوم نكمل هذا الموضوع بذكر أنواع أخرى , فمنها

    * النفسية المهزوزة المنهارة:

    هذه النفسية التي تتعب وتنهار في أية ضيقة تصادفها. وتبكى وتنهمر دموعها, وتستخدم العقاقير لكي تهدأ قليلًا أو تنسى. فتستخدم حبوبًا مهّدئة أو مسكنّة, وأحيانًا حبوبًا منّومة أو شبه مخدّرة, لكيما تخرج من المشكلة التي اصطدمت بها... أنها نفس مهزوزة غير قادرة على احتمال أية صعوبة في مسيرتها, وتحتاج إلى من يسندها باستمرار!

    فإما أن يسندها معين يعينها, أو تسندها الأدوية!

    إنها تُذَكَّرني بنوعين في زراعة العنب: هما العنب الأرضي, وعنب التكعيبة:

    ففي العنب الأرضي تقلّم الشجرة, بحيث تقف وحدها...

    بينما النوع الآخر يحتاج إلى تكعيبة يستند عليها! ولا يقوم إلا بها. وإن وقع من هذه التكعيبة, ينفرط على الأرض ويتلف...

    وهكذا النفس الضعيفة المنهارة تحتاج إلى تكعيبة يستند عليها! وهذه التكعيبة إما أن تكون زوجًا, أو مرشدًا, أو تكون أبًا أو أمًا أو صديقًا وما أشبه ذلك, تستشيره وتطلب إرشاده, ولا تحيا بدونه...!!

    * النفس الهادئة, الصافية والشفافة:

    هي نفس -في هدوئها- تشيع الهدوء في كل مكان توجد فيه... وهى أيضًا نفسية هادئة بشوشة تشيع الفرح بين الناس, حيثما وُجدت..

    بالإضافة إلى كونها نفسية متعاونة مخدومة تساعد الكل وتريحهم..

    وهى أيضًا نفسية هادئة شفافة. يمكن لأي شخص أن يطمئن إليها ويستريح.

    كما يمكنك أن تستودعها أسرارك وأنت مطمئن, ويمكنك أن تسترشد بها, وأنت واثق بحكمة نصائحها...

    وهى أيضًا نفسية فيها سلام داخلي مبنى على الإيمان, وفي داخلها اطمئنان حقيقي يجعلك مطمئنًا طالما أنت معها...

    * هناك أيضًا نفسيات حساسة جدًا:

    حساسيتها فوق الوصف, وهى حساسية من جهة ذاتها وراحتها وكرامتها. حيث أن أقل كلمة تتعبها وتجرح شعورها... وكأنها نوع من الحرير, إذا مرّ عليه أقلّ غبار يخدشه! إنها نفسية ناعمة إلى أبعد حد, لا تحتمل مرّ النسيم. فكم يكون الخطر إن هبّت عليها عاصفة!!؟

    هذا النوع من النفسيات: إذا جلست إليها, فلا بد أن تتكلم بحرص, وأن تتعامل بحذر. وقبل أن تلفظ بكلمة, لابد أن تفكر جيدًا: هل هذه الكلمة تجرحها أم لا؟ وهل هي تشك فيها, أو أنها تفهمها بطريقة خاطئة!!؟ وبهذا الحرص تتجنب هذه النفسية خوفًا عليها!!

    * توجد نفسية أخرى شكاكة:

    تشك في كل أحد, وتشك في زوجها إن كانت امرأة. وتشك في الزوجة إن كانت نفسية رجل. كما أنها تشك في رئيسها في العمل: أيريد ترقيتها أو يعطل ترقيتها أو يضطهدها بأية الطرق!!

    بل أنها قد تشك في الله أيضًا, إذا تأخرت معونته, أو إن حدث ولم يستجب صلاة لها! أو إن ظنت أنه تخلى عنها في أي موقف!

    وإن تكلمت مع هذه النفسية, قد ترى الشك في عينيها, وفي صوتها ولهجتها, وفي ملامحها. وتنظر إليك نظرة تشعر بها أنها تشك في كلامك...

    وقد تطلب إليك أن تثبت كلامك ببراهين كثيرة. ويظهر الشك في نوع أسئلتها!.. أصحيح هذا؟ ولماذا؟ ومتى حدث؟ ولمن؟ ومن هو الشاهد على هذا؟ أسئلة كثيرة تحاصرك بها...!

    وعلى رأى المثل "ما أسهل أن يدخل الشك إلى العقل وما أصعب خروجه"!

    * هناك نفسية أخرى متشائمة:

    إنها تتشائم من كل شيء: من صوت الغراب, ومن صوت البوم, ومن وجوه بعض الناس إن اصطبحت بهم, وتقول حينئذ: يا رب استر. يا رب مرّر هذا اليوم على خير. ويدركها التشاؤم إن قرأت في إحدى الجرائد من طالعك في هذا اليوم, أو ماذا تقول النجوم..!

    هذه النفس المتشائمة تشيع التشاؤم في عقول من يتعاملون معها من الناس. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ودائمًا تتوقع أسوأ النتائج وأسوأ الأحداث!! وإن سمعت عن حرب أو كارثة, تتوقع أن نهايتنا قد قربت..! وكذلك في المرض, تبالغ في مرضها! وتظن أنه سينتهي بكارثة أو بالموت! وإن حاول الطبيب أن يطمئنها, تشك في كلام الطبيب, وأنه يخفى عنها الحقيقة!

    * نفسيات أخرى دائمة الكآبة أو النكد, والنقّادة:

    من الصعب أن تبتسم. زميلاتها في العمل يسمونها "كئيبة هانم"!

    وقد تتحول الكآبة عندها إلى نكد. وتصبح شخصية نكدية, تشيع النكد في كل مكان تحل فيه, فتجدها دائمة العتاب, ولأي سبب. وتنظر إلى كل الأمور بمنظار أسود. وينطبق عليها قول الشاعر:

    نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا

    إنها نفسية نقادة, دائمة النقد. وتصف كل شيء بالفساد, وتنادى بالإصلاح! ويُخَيَّل إليَّ إنها إذا نظرت أيضًا إلى المرآة, ستنادى كذلك بلزوم الإصلاح! وتقصد إصلاح المرآة طبعًا لتكون صادقة في تقديم صورة من ينظر إليها!!

    * توجد أيضًا نفسية قاسية، وطبعها شديد:

    مثل الأم القاسية أو الأب القاسي، في تربية الأبناء، إذ لا يجدان وسيلة لمواجهة أخطاء الصغار إلا بالقسوة. وكذلك كل من تكون له سلطة أو إدارة أو رقابة، ويستخدمها بقسوة في أحكامه...

    إن النفس القاسية – ومثلها النقّادة، لا يسلم أحد منها، ومن لسانها "الذي تعود الشدة في التعامل مع غيره، صغيرًا كان أم كبيرًا... والعجيب أن هذا النوع يظن أن تصرفه سليم!!

    * هناك أيضًا النفسية الجشعة:

    هذه التي لا تكتفي, مهما نالت ومهما أخذت. ومنها يقول سليمان الحكيم "كل الأنهار تجرى إلى البحر, والبحر ليس بملآن"..!

    مثال ذلك من لا يشبع من المال. بل يشتاق إلى المزيد, مهما كانت له من الثروة, ومن لا يشبع من المديح, ومن لا يشبع من النفوذ أو من الشهرة. وإنما يتطلع إلى ما هو أكثر...

    والجشع قد يدفع صاحبه إلى طرق غير شرعية أو غير لائقة. وقد يلجأ إلى الغش أو التزوير أو الجريمة بأي نوع..

    والعجيب أن هذه النفسيات لا تحب أن تتغير, ولا تقبل أي نصيحة. وهى لا تريد أن تتطور إلى أفضل. والحكيم من يفحص ذاته جيدًا.. ويحاول أن يرى العيوب التي فيها ويصلحها..

    وبعد, وقد تحدثنا عن هذه النوعيات من النفوس, يُخَيَّل إليَّ أن هناك نوعًا نحتاج أن نكمل به موضوعنا, إن كانت هناك فرصة.
    +++
                  

07-10-2014, 06:54 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 11-2-2007

    نفوس مريحة وأخرى غير مريحة

    النفوس المريحة هي التي تريح غيرها

    وهكذا قد يجلس إنسان معك فتستريح لوجوده معك. وتود لو أن جلسته تطول مهما مرّ الوقت. بينما يجلس إليك آخر، فتظل تعدّ الدقائق متمنيًا لو أنه رحل عنك، وبسرعة. ذلك لأن الشخص الأول مريح، والثاني متعب..

    فإنسان يمرّ عليك، كالنسيم الهادئ أو النسيم العَطر..

    وآخر يمرّ بك، وكأنه عاصفة هوجاء..!

    فما هي إذن النفس المريحة؟ وما هي صفاتها؟

    ولماذا تكون نفوس بعض الناس متعبة وغير مقبولة؟

    هذا ما نود أن نتحدث عنه في مقالنا هذا:

    أول نفس مريحة في حياة كل إنسان، هي أمه:

    يرى الطفل راحته في صدرها الدافئ، وفي إرضاعها له، وفي نظراتها الحانية، وفى ابتسامتها، وفي استجابتها لاحتياجاته... ومعها يشعر دائمًا بالاطمئنان والأمن.

    والطفل الرضيع، الذي نظن أنه لا يدرك شيئًا، من العجيب أنه يستطيع أن يميز أمه أو مرضعته عن أية امرأة أخرى... فهي حين تحمله تبسّ له، ويبتسم هو لها في فرح وبشاشة. بينما تحمله امرأة أخرى فيصرخ...
    الطفل حسّاس جدًا من جهة ملامح الناس:

    هو لا يتضايق مطلقًا من أي كلام فيه انتهار أو غضب، لأنه لا يفهم معنى الكلام. لكنه يفهم الملامح، ويميز النظرة المريحة من النظرة المتعبة. ويميز الملامح البشوشة من الملامح المزعجة. فيطمئن إلى النفس المريحة، من نوع النظرة، وشكل الملامح، ونبرة الصوت. ويميز النفس المريحة التي تداعبه وتلاعبه وتلاطفه.

    لذلك، احترسوا باستمرار، واضبطوا ملامحكم حينما تقابلون الأطفال احترسوا من جهة الانتهار والتوبيخ، لأن الملامح فيه لا تكون مريحة..

    وصدّقوني، نفس الأمر يكون أيضًا في معاملة الكبار:

    هم أيضًا يحتاجون إلى التعامل مع النفوس المريحة، فيريحهم كذلك شكل الإنسان وملامحه وأسلوب معاملته. وربما الواحد منهم يرى شخصًا لأول مرة فلا يستريح إليه بسبب تعبيرات وجهه، أو نبرة صوته وحدته، أو حركاته. وملامح ذلك الشخص توحي إليه بعدم الاطمئنان وعدم الثقة به..!

    ويحدث هذا أيضًا في اختيار الأصدقاء: فهناك من تنجذب إليه وتشعر من أول لقاء، كما لو كنت تعرفه منذ زمان، بينما آخر تنفر منه تلقائيًا!!

    نفس الكلام نقوله عن الأطباء:

    هناك طبيب يستريح إليه المريض، في بشاشته من جهة، وفي شرحه للمرض وللعلاج من جهة أخرى. وأيضًا في ما يعطيه من بريق الأمل والرجاء مهما كان المرض خطيرًا. ويشعر المريض بالاطمئنان إلى أنه في يد أمينة مخلصه تعمل على الاهتمام بصحته، وأنه في رعاية طبية مع قلب عطوف..

    وأيضًا نقول نفس الكلام عن المرشد الروحي:

    المرشد المريح الذي يعرف نفسية وظروف من يطلب منه الإرشاد، ويعرف الحروب الروحية التي يتعرض لها. كما يدرك تمامًا ما هي الإرشادات التي يمكنه تنفيذها، وما مدى قدرته على السير في الحياة مع الله بطهارة وبرّ، ومقدار النعمة الممنوحة إليه... لذلك يقابله في حنو وإشفاق، مهما كانت خطاياه، ويقوده في التدرج الممكن حتى يصل...

    وبهذا يفتح المسترشد قلبه، ويتكلم بصراحة، دون أن يخشى قسوة من المرشد أو انتهارًا له بسبب ضعفاته...

    من صفات النفوس المريحة

    الإنسان البشوش هو صاحب نفس مريحة:

    طبيعة الناس أنهم يحبون البشاشة، ويستريحون إلى الوجه البشوش، الذي من فيض سلامه القلبي يفيض بالسلام وبالراحة على كل من يقابله...

    البشاشة هي فرح ينتقل من نفس إلى نفس. لذلك فإن غالبية الناس يحبون النفوس المريحة التي تدخل البهجة إلى القلب. ومن هؤلاء: الفنانون المتخصصون في التمثيل الكوميدي، والفنانون ذوى المواهب في الرسم الكاريكاتوري characatures المصحوب بفكاهة لطيفة، طالما أن الفكاهة تكون بريئة ولطيفة ولا خطأ فيها...

    ولأن البشاشة والفكاهة تريح النفس، لذلك فإن بعض المصورين قبل أن يلتقطوا الصورة يطلبون إلى الناس أن يبتسموا أولًا، لأن الوجه المبتسم يكون مريحًا لمن يراه.. على أن البعض -بطبيعتهم- لهم وجوه مبتسمة بشوشة في كل المناسبات. وهؤلاء لهم نفوس مريحة...

    كذلك الإنسان الوديع الهادئ هو من النفوس المريحة:

    إنه بهدوئه يُدخل الهدوء إلى قلب الآخرين. ومهما كانت الأمور صعبة، تعمل النفس الهادئة على تهوينها وتخفيف وقعها. وبهذا تريح الغير. وفي جو من الطمأنينة تبحث تلك الأمور معهم، لكيما تعمل في هدوء إلى حلّ..

    وأيضًا الإنسان الوديع الهادئ هو إنسان مريح في معاملته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لأنه يأخذ الأمور ببساطة، فلا يُغضب أحدًا، ولا يغضب هو من أحد. بل يتعامل مع الكل في سهولة وبساطة ويسر. وهكذا لا تتعقد الأمور أبدًا في التعامل معه.

    أيضًا المبشرون بالخير، هم من أصحاب النفوس المريحة:

    إن الناس يسعدون بمن يبشرهم بخبر طيب... ويعتبرونه بشارة خير، ويرون كلامه فًالًا حسنًا.

    إن الأخبار التي تنشر في الصحف، والتي تذاع من القنوات الفضائية، تختلف من واحدة إلى أخرى، فمنها ما تريح الناس بما تعلنه ومنهم ما تزعجهم وتخيفهم. وطوبى للمبشرين بالخير. لأنهم مريحون..

    كذلك صانعو الخير هم من أصحاب النفوس المريحة:

    وطبيعي أن الناس يستريحون لمن يعمل خيرًا معهم، ويحبونه. وهكذا فإن الذين يعملون على إنقاذ الآخرين، والذين يتصرفون بحنو وإخلاص في الجمعيات الخيرية، وكل من يتطوعون لإنقاذ الآخرين، ومن يتبرعون بدمائهم للمرضى في المستشفيات، كل أولئك وأمثالهم من النفوس المريحة...

    النفوس غير المريحة

    إنهم على أنواع كثيرة للأسف الشديد:

    منهم أصحاب الدم الثقيل، غير المقبولين في كلامهم، ولا في تصرفاتهم ولا يستريح أحد إلى معاشرتهم ولا إلى الخلطة معهم. إنهم منفرون.

    ومنهم أصحاب النفوس المتطفلة، الذين يحشرون أنفسهم فيما لا يعنيهم والذين لا يعترفون بخصوصيات أي إنسان وإن اقتربوا من أحد، يريدون أن يعرفوا ليس أخباره فقط، وإنما صميم أسراره. بل يسألونه أيضًا عما يريد أن يعمله وعن نواياه وأفكاره. وإن أحجم عن الإجابة، يتهمونه بعدم الإخلاص وعدم الحب وعدم الثقة بهم... إنهم نفوس غير مريحة.

    ومن النفوس غير المريحة، أولئك الذين يتصفون بالإلحاح الشديد، غير مقدرين ظروف من يلحون عليه، ويضغطون على فكره وأعصابه. ويريدون بإلحاحهم أن يحصلوا على غرضهم والى الوصول إلى طلبهم، مهما تعب الذي يلحون عليه... إنهم نفوس غير مريحة.

    ومن النفوس غير المريحة أيضًا: القوم المتشائمون، الذين ينظرون إلى الحال الراهن وإلى المستقبل بمنظار أسود قاتم, وينشرون ما عندهم من تشاؤم في كل موضع يكونون فيه. وحيثما يسيرون يصطحبون معهم النحس والشؤم. وكأنهم بوم ينعق... إنهم غير مريحين.

    ومن النفوس غير المريحة, أولئك الذين يجادلون لمجرد حب الجدال. فلا يعتمدون على منطق, ولا يخضعون لكلام منطقي. ويصرّون على فكرهم بجدال هو مضيعة للوقت وتعب للأعصاب...

    ومن النفوس غير المريحة: الأنانيون, والذين يطيلون الكلام في ثرثرة بدون معنى, والذين يتصفون بالنكد والوجوه المتجهمة باستمرار, والذين لا يبالون بغيرهم, والذين يتصفون بالبرود في معاملاتهم... وأمثال هؤلاء من أنواع أخرى.
    +++
                  

07-11-2014, 11:51 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    الجمعة, 11 يوليو 2014 --- 4 أبيب 1730

    القراءة لهذا اليوم

    قراءات عيد الرسل

    العشية
    مزمور العشية
    من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي.
    بركاته علينا، آمين.
    مزامير 68 : 35 , 3
    الفصل 68
    35 مخوف أنت يا الله من مقادسك . إله إسرائيل هو المعطي قوة وشدة للشعب . مبارك الله
    3 والصديقون يفرحون . يبتهجون أمام الله ويطفرون فرحا
    مبارك الآتي باسم. الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد.
    آمين.
    إنجيل العشية
    قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
    فصل شريف من بشارة معلمنا متى الإنجيلي.
    بركته تكون مع جميعنا، آمين.
    متى 10 : 16 - 23
    الفصل 10
    16 ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب ، فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام
    17 ولكن احذروا من الناس ، لأنهم سيسلمونكم إلى مجالس ، وفي مجامعهم يجلدونكم
    18 وتساقون أمام ولاة وملوك من أجلي شهادة لهم وللأمم
    19 فمتى أسلموكم فلا تهتموا كيف أو بما تتكلمون ، لأنكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به
    20 لأن لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم
    21 وسيسلم الأخ أخاه إلى الموت ، والأب ولده ، ويقوم الأولاد على والديهم ويقتلونهم
    22 وتكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمي . ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص
    23 ومتى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى . فإني الحق أقول لكم : لا تكملون مدن إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان
    والمجد لله دائماً.

    باكر
    مزمو باكر
    من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي.
    بركاته علينا،
    آمين.
    مزامير 97 : 11 - 12
    الفصل 97
    11 نور قد زرع للصديق ، وفرح للمستقيمي القلب
    12 افرحوا أيها الصديقون بالرب ، واحمدوا ذكر قدسه
    مبارك الآتي باسم الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد.
    آمين.

    إنجيل باكر
    قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
    فصل شريف من بشارة معلمنا مرقس الإنجيلي.
    بركته تكون مع جميعنا، آمين.
    مرقس 13 : 9 - 13
    الفصل 13
    9 فانظروا إلى نفوسكم . لأنهم سيسلمونكم إلى مجالس ، وتجلدون في مجامع ، وتوقفون أمام ولاة وملوك ، من أجلي ، شهادة لهم
    10 وينبغي أن يكرز أولا بالإنجيل في جميع الأمم
    11 فمتى ساقوكم ليسلموكم ، فلا تعتنوا من قبل بما تتكلمون ولا تهتموا ، بل مهما أعطيتم في تلك الساعة فبذلك تكلموا . لأن لستم أنتم المتكلمين بل الروح القدس
    12 وسيسلم الأخ أخاه إلى الموت ، والأب ولده ، ويقوم الأولاد على والديهم ويقتلونهم
    13 وتكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمي . ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص
    والمجد لله دائماً أبدياً، آمين.

    قراءات القداس
    البولس
    بولس، عبد يسوع المسيح، المدعوّ رسولاً، المُفرَز لإنجيل الله.
    البولس، فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى عبرانيين .
    بركته تكون مع جميعنا، آمين.
    عبرانيين 12 : 3 - 14
    الفصل 12
    3 فتفكروا في الذي احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا في نفوسكم
    4 لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية
    5 وقد نسيتم الوعظ الذي يخاطبكم كبنين : يا ابني ، لا تحتقر تأديب الرب ، ولا تخر إذا وبخك
    6 لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ، ويجلد كل ابن يقبله
    7 إن كنتم تحتملون التأديب يعاملكم الله كالبنين . فأي ابن لا يؤدبه أبوه
    8 ولكن إن كنتم بلا تأديب ، قد صار الجميع شركاء فيه ، فأنتم نغول لا بنون
    9 ثم قد كان لنا آباء أجسادنا مؤدبين ، وكنا نهابهم . أفلا نخضع بالأولى جدا لأبي الأرواح ، فنحيا
    10 لأن أولئك أدبونا أياما قليلة حسب استحسانهم ، وأما هذا فلأجل المنفعة ، لكي نشترك في قداسته
    11 ولكن كل تأديب في الحاضر لا يرى أنه للفرح بل للحزن . وأما أخيرا فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام
    12 لذلك قوموا الأيادي المسترخية والركب المخلعة
    13 واصنعوا لأرجلكم مسالك مستقيمة ، لكي لا يعتسف الأعرج ، بل بالحري يشفى
    14 اتبعوا السلام مع الجميع ، والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب
    نعمة ربنا يسوع المسيح فلتكن معكم ومعي، يا آبائي وأخوتي،
    آمين.

    الكاثوليكون
    فصل من رسالة 1 لمعلمنا بطرس .
    بركته تكون مع جميعنا،
    آمين.
    1 بطرس 4 : 12 - 19
    الفصل 4
    12 أيها الأحباء ، لا تستغربوا البلوى المحرقة التي بينكم حادثة ، لأجل امتحانكم ، كأنه أصابكم أمر غريب
    13 بل كما اشتركتم في آلام المسيح ، افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضا مبتهجين
    14 إن عيرتم باسم المسيح ، فطوبى لكم ، لأن روح المجد والله يحل عليكم . أما من جهتهم فيجدف عليه ، وأما من جهتكم فيمجد
    15 فلا يتألم أحدكم كقاتل ، أو سارق ، أو فاعل شر ، أو متداخل في أمور غيره
    16 ولكن إن كان كمسيحي ، فلا يخجل ، بل يمجد الله من هذا القبيل
    17 لأنه الوقت لابتداء القضاء من بيت الله . فإن كان أولا منا ، فما هي نهاية الذين لا يطيعون إنجيل الله
    18 وإن كان البار بالجهد يخلص ، فالفاجر والخاطئ أين يظهران
    19 فإذا ، الذين يتألمون بحسب مشيئة الله ، فليستودعوا أنفسهم - كما لخالق أمين - في عمل الخير
    لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم؛ لأن العالم يمضي وشهوته. أما الذي يصنع إرادة الله فيثبت إلى الأبد.
    آمين.

    الإبركسيس
    فصل من اعمال آبائنأ الرسل الأطهار الحواريين المشمولين بنعمة الروح القدس،،
    بركتهم تكون معنا. آمين.
    اعمال 7 : 44 - 8 : 1
    الفصل 7
    44 وأما خيمة الشهادة فكانت مع آبائنا في البرية ، كما أمر الذي كلم موسى أن يعملها على المثال الذي كان قد رآه
    45 التي أدخلها أيضا آباؤنا إذ تخلفوا عليها مع يشوع في ملك الأمم الذين طردهم الله من وجه آبائنا ، إلى أيام داود
    46 الذي وجد نعمة أمام الله ، والتمس أن يجد مسكنا لإله يعقوب
    47 ولكن سليمان بنى له بيتا
    48 لكن العلي لا يسكن في هياكل مصنوعات الأيادي ، كما يقول النبي
    49 السماء كرسي لي ، والأرض موطئ لقدمي . أي بيت تبنون لي ؟ يقول الرب ، وأي هو مكان راحتي
    50 أليست يدي صنعت هذه الأشياء كلها
    51 يا قساة الرقاب ، وغير المختونين بالقلوب والآذان أنتم دائما تقاومون الروح القدس . كما كان آباؤكم كذلك أنتم
    52 أي الأنبياء لم يضطهده آباؤكم ؟ وقد قتلوا الذين سبقوا فأنبأوا بمجيء البار ، الذي أنتم الآن صرتم مسلميه وقاتليه
    53 الذين أخذتم الناموس بترتيب ملائكة ولم تحفظوه
    54 فلما سمعوا هذا حنقوا بقلوبهم وصروا بأسنانهم عليه
    55 وأما هو فشخص إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس ، فرأى مجد الله ، ويسوع قائما عن يمين الله
    56 فقال : ها أنا أنظر السماوات مفتوحة ، وابن الإنسان قائما عن يمين الله
    57 فصاحوا بصوت عظيم وسدوا آذانهم ، وهجموا عليه بنفس واحدة
    58 وأخرجوه خارج المدينة ورجموه . والشهود خلعوا ثيابهم عند رجلي شاب يقال له شاول
    59 فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو ويقول : أيها الرب يسوع اقبل روحي
    60 ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم : يا رب ، لا تقم لهم هذه الخطية . وإذ قال هذا رقد
    الفصل 8
    1 وكان شاول راضيا بقتله . وحدث في ذلك اليوم اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في أورشليم ، فتشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة ، ما عدا الرسل
    لم تزل كلمة الرب تنمو وتعتز وتثبت في كنيسة الله المقدسة.
    آمين.

    السنكسار
    اليوم 4 من الشهر المبارك أبيب, أحسن الله استقباله، وأعاده علينا وعليكم، ونحن في هدوء واطمئنان، مغفوري الخطايا والآثام، من قِبَل مراحم الرب، يا آبائي وأخوتي.
    آمين.
    نقل اجساد اباكير ويوحنا ( 4 أبــيب)
    في هذا اليوم نعيد بنقل أعضاء القديسين الجليلين أباكير ويوحنا وذلك أنه بعد أن نالا إكليل الشهادة كما هو مذكور تحت اليوم السادس من شهر أمشير أخذ بعض المؤمنين جسديهما ووضعوهما في كنيسة القديس مرقس الإنجيلي قبلي الإسكندرية وظلا بها إلى زمان القديس كيرلس الكبير عمود الدين حيث ظهر له ملاك الرب وأمره بنقل أعضاء هذين القديسين إلى كنيسة القديس مرقس الأخرى التي علي البحر فنقلهما بكرامة عظيمة ثم بني لهما كنيسة بتلك الجهة ورتبوا لهما عيدا في هذا اليوم وكان بجانب الكنيسة هيكل لعبادة الأوثان يجتمع فيه كثيرون من الوثنيين ولما رأوا العجائب التي تظهر في كنيسة القديسين آمن كثيرون منهم بالسيد المسيح .
    صلاتهما تكون معنا . ولربنا المجد دائما . آمين

    مزمور القداس
    من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي،
    بركته تكون مع جميعنا، آمين.
    مزامير 34 : 19 - 20
    الفصل 34
    19 كثيرة هي بلايا الصديق ، ومن جميعها ينجيه الرب
    20 يحفظ جميع عظامه . واحد منها لا ينكسر
    مبارك الآتي باسم.
    الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من.
    الآن وإلى الأبد آمين.

    القداس
    قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
    فصل شريف من بشارة معلمنا لوقا الإنجيلي
    بركته تكون مع جميعنا، آمين.
    لوقا 11 : 53 - 12 : 12
    الفصل 11
    53 وفيما هو يكلمهم بهذا ، ابتدأ الكتبة والفريسيون يحنقون جدا ، ويصادرونه على أمور كثيرة
    54 وهم يراقبونه طالبين أن يصطادوا شيئا من فمه لكي يشتكوا عليه
    الفصل 12
    1 وفي أثناء ذلك ، إذ اجتمع ربوات الشعب ، حتى كان بعضهم يدوس بعضا ، ابتدأ يقول لتلاميذه : أولا تحرزوا لأنفسكم من خمير الفريسيين الذي هو الرياء
    2 فليس مكتوم لن يستعلن ، ولا خفي لن يعرف
    3 لذلك كل ما قلتموه في الظلمة يسمع في النور ، وما كلمتم به الأذن في المخادع ينادى به على السطوح
    4 ولكن أقول لكم يا أحبائي : لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ، وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر
    5 بل أريكم ممن تخافون : خافوا من الذي بعدما يقتل ، له سلطان أن يلقي في جهنم . نعم ، أقول لكم : من هذا خافوا
    6 أليست خمسة عصافير تباع بفلسين ، وواحد منها ليس منسيا أمام الله
    7 بل شعور رؤوسكم أيضا جميعها محصاة . فلا تخافوا أنتم أفضل من عصافير كثيرة
    8 وأقول لكم : كل من اعترف بي قدام الناس ، يعترف به ابن الإنسان قدام ملائكة الله
    9 ومن أنكرني قدام الناس ، ينكر قدام ملائكة الله
    10 وكل من قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له ، وأما من جدف على الروح القدس فلا يغفر له
    11 ومتى قدموكم إلى المجامع والرؤساء والسلاطين فلا تهتموا كيف أو بما تحتجون أو بما تقولون
    12 لأن الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما يجب أن تقولوه
    والمجد لله دائماً أبدياً، آمين.
    +++
                  

07-11-2014, 04:09 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الكرام ..

    اليوم الجمعة ..

    وبعد قليل ...


    مع أبينا الورع مكارى يونان ..

    وعلى قناة الكرمة ...

    ومن على هذا الرابط ...

    http://alkarmatv.com/alkarma-tv-live-streaming

    الرب يبارك حياتكم ...

    أخوكم وعمكم العجوز ...
    أرنست
    +++
                  

07-12-2014, 02:20 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 18-2-2007

    ما بين الطموح والقناعة

    القناعة فضيلة وهى ضد الطمع. والإنسان الفاضل يحب أن يكون راضيًا ومكتفيًا بما هو فيه. فهل فضيلة القناعة بهذا المعنى تتعارض مع الطموح الذي يريد باستمرار أن يكون حاله أفضل مما هو فيه؟ أم يستطيع الإنسان المتدين أن يجمع في حياته بين القناعة والطموح دون أن يخطئ؟

    والجواب هو أنه ليس كل طموح خطيئة, بل قد يكون فضيلة.

    والحكم في ذلك يرجع إلى نوع الطموح, وإلى وسيلته...

    فهناك طموح روحي, وهو في نفس الوقت يتفق مع طبيعة الإنسان.

    فالاشتياق إلى الكمال هو فضيلة. ونقصد به الكمال النسبي, نسبة ً إلى ما يستطيعه الإنسان وما وُهبت له من نعمة ومن عون إلهي. أما الكمال المطلق فهو لله وحده. وقد وضع الله في طبيعة الإنسان أن يشتاق إلى النمو وإلى الكمال, حتى بذلك يمكنه أن ينمو في الفضيلة وفي عمل الخير. وهذا بلا شك طموح روحي, يجب على الإنسان أن يسعى إليه...

    فلا يجوز للإنسان أن يكتفى بوضع معين في البر, يتجمد عنده دون أن يتقدم أو يتحرك ويمتد إلى ما هو أفضل. فهذه ليست قناعة سليمة, إنما خمول في الحياة الروحية. فيجب أن يمتد الإنسان إلى قدام, ما دام ذلك في مقدوره ولا يتعارض مع أي وصية إلهيه...

    هناك إذن أنواع من الطموح, وكل نوع له هدفه:

    * يوجد طموح في جمع المال, وصاحبه لا يكتفي مهما اقتنى. وهدفه هو الشهرة أو النفوذ أو شراء الناس بالمال, أو الإنفاق على الملاذ والشهوات. وربما في طموحه هذا يعزّ عليه أن ينقص ماله في الإحسان إلى غيره أو الصرف على مشروع خيري. هو يعبد المال ويتكل عليه...

    مثل هذا الطموح المالي هو طموح خاطئ.

    * هناك طموح آخر في السلطة والنفوذ, والارتفاع في المناصب والألقاب.

    ليس من أجل استخدام النفوذ في خدمة المجتمع. إنما الهدف كله هو محبة العظمة والكبرياء. وهذا أيضا طموح خاطئ.

    * هناك طموح آخر في العلم, والتفوق في البحوث العلمية. وهذا الطموح مطلوب ويستحق التقدير, بحيث يستخدم العلم في الخير.

    * كذلك طموح روحي, وهو فضيلة, بحيث يكون في حكمة, ولا يقود إلى الغرور, ولا ينحرف إلى التطرف...

    أما الطموح الشرير, فقد ظهر بأعلى قمته في الشيطان:

    إنه طموح يهدف إلى التأله ومنافسة الله في سلطانه, وتكوين مملكة شريرة تعادى الله, وتجذب البشر إليها بعيدًا عن الله. بطموح في تدبير فرص للخطيئة, والنمو في وسائل اللهو والفساد, وابتكار أساليب جديدة في الشر. وعدم الاكتفاء بعدد الساقطين في حبائله, بل يطمح إلى إسقاط الكل. ويفرح في طموحه إن أسقط أحد الأقوياء أو الأبرار, وإن انتشر الشرّ وزاد.

    ويعلّم أنصاره الطموح في درجات الفساد, وجذب الآخرين إليه. فالذي يحترف النصب والاحتيال عنده طموح في ابتكار أساليب جديدة في النصب, ويفرح بنجاحه في ذلك.

    أخشى أن يكون من نفس الطموح الشرير, طموح بعض علماء الهندسة الوراثية:

    أقصد الذين بدأوا يتدخلون في أمور تتعلق باختصاص الله في الخلق! بأن يتحكموا في نوعية الإنسان الذي يُولد, ويشكلون الجنين حسب هواهم من جهة المواصفات التي يريدونها. ويقدمون بويضات مخصبة أحكموا فيها دمج ما أرادوه من أوصاف الجينات. حتى صارت لهم بنوك لتلك البويضات المخصبة, تتلقى ما تريده الأم من نوع الجنين من حيث نوعه وشكله ولونه وذكائه!! وتدرجوا إلى ما أسموه بالاستنساخ"!

    نحن لا نعارض مطلقًا الطموح في العلم, بحيث يكون للعلم حدود لا يتعداها إلى الدخول في اختصاص الله وحده...

    والطموح الخاطئ كما يكون خاطئًا في نوعه, كذلك قد يكون خاطئًا في وسيلته:

    مثال ذلك شخص يريد أن يرتفع, ويضع في طموحه أن يكون أعظم الكل. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فتكون وسيلته هي أن يحطم كل من يراه منافسًا له في العظمة والارتفاع, لأنه في طموحه يريد أن يكون أعظم من الكل, وأعلى من الكل. سواء كان طموحًا في العظمة أو في الغنى أو في المناصب. والأمثلة على ذلك لا تُحصى, نشاهدها في الحياة العملية...

    * وقد يكون الطموح خاطئًا بسبب شهوة لا تكتفي ولا تشبع.

    كأن يقع شخص في شهوة المال. وكلما نال منه يطمح إلى نوال المزيد. وتظل نفسيته في تعب, لأن خياله يسبح في أرقام من المال أكبر أضخم. وينطبق عليه قول سليمان الحكيم "كل الأنهار تجرى إلى البحر, والبحر ليس بملآن. وهكذا يقوده هذا الطموح المالي إلى لون من الجشع, وربما إلى وسائل خاطئة لتحقيق أهدافه وبالمثل من يقع في شهوة العظمة, أو في شهوة الشهرة. ولا يكتفي...

    نقطة أخرى من الطموح الخاطئ, وهى الغرور.

    ففى بعض الأحيان قد يمتزج الطموح بالغرور: إما بغرور سابق أو بغرور لاحق. فالغرور السابق هو أن يظن شخص في نفسه أنه يستطيع- في طموحه- أن يقوم بأعمال هي فوق مستواه بكثير. فيتحدى أو يعد بأداء مهام لن يقدر عليها!

    وليس هذا في الأمور المادية فقط, بل حتى في الأمور الروحية! إذ يريد في طموحه أن يقفز إلى فضائل قد وصل إليها الأبرار بعد جهاد طويل! أو أنه يهدف إلى مستويات يظنها فضائل, وهى ليست كذلك. ولذلك فإن الحكماء من المرشدين ينصحون مثل هذا الطامح بالتعقل وعدم التطرف.

    أما الغرور اللاحق, فهو أن مثل هذا الشخص- في طموحه يصل إلى الخيلاء والتكبر, ويرتفع في عيني نفسه. ويظن أنه قد وصل إلى ما لم يصل إليه غيره!

    إن الطموح بمعنى النمو الدائم في طاعة الله ومرضاته, يكون فضيلة. لكنه إذا تحول إلى مجرد الإعجاب بالذات (الـEgo) يصبح خطيئة...

    لأن التمركز حول الذات- إن دخل في أية فضيلة- فإنه يفسدها, إذ يهبط بمستواها, ويغيّر هدفها الصالح..

    فكل إنسان عليه أن يبذل جهده لكي يداوم النجاح ويرتفع مستواه. أما إن تحول هدفه في النجاح إلى مجرد التفوق على غيره- ولو بمستوى ضعيف- يكون قد انحرف في طموحه! لأن الإنسان الصالح يفرح بارتفاع غيره, ولا يهدف إلى مجرد التفوق على الغير. بل يريد الوصول إلى الكمال وأن يصل غيره أيضًا.

    والذي يطمح في الوصول إلى المستويات العليا, لا يدخل في صراع مع الغير, ويحتفظ بقلبه نقيًا. فلا يفرح بالعلو مع هبوط الغير...

    وهنا قد يسأل البعض: كيف يكون لي طموح نحو الكمال, بينما الكمال هو لله وحده؟

    ونجيب بأن الكمال المطلق لله وحده. ولكن الكمال النسبي ممكن لأي إنسان, أي ما يصل إليه من كمال بالنسبة إلى ما لديه من مقدرة وإمكانيات وما يهبه الله من النعمة. ومثال ذلك يمكن لأحد الطلبة في دراسته أن يصل لدرجة الكمال في علم من العلوم حسب مستواه. إنه مجرد كمال نسبى...

    * سؤال آخر: كيف يمكن التوفيق بين الطموح والقناعة؟

    بينما القناعة معناها الرضا بالقليل. أما الطموح فلا يرضى بالقليل, بل أنه يهدف إلى المزيد!! وأن يمتد إلى قدام..

    والإجابة سهلة. وهى أن القناعة هي قناعة في الماديات. أما في الأمور الروحية, فيمكن للإنسان القانع ماديًا أن يكون له طموح روحي. وبالمثل نقول عن الزهد: انه زهد في مشتهيات العالم الفاني. فعلى الإنسان القانع أن يمتد إلى قدام في حدود الإمكانيات المتاحة له, ويقنع بما تصل إليه إمكانياته..

    سؤال أخير: ماذا عن الطموح في العلم؟

    والجواب هو أن هذا الطموح واجب. ونحن نهنئ أبنائنا النابغين في العلم ونفتخر بهم. ولكن على كل إنسان أن يحتفظ بالتوازن في حياته.

    فمع طموحه في العلم, لا يهمل في روحياته, ولا يقصّر في صلواته وتسابيحه ومعرفته الدينية بحجة دراسته وانشغاله بتحصيل العلم. وإنما اهتموا بهذه, ولا تهملوا تلك. والله هو المعين.
    +++
                  

07-13-2014, 04:36 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 25-2-2007

    الذكاء.. عناصره - أنواعه - موانعه

    الذكاء هو تجلى العقل والفكر. وهو الوسام الذي يتزين به العاقلون. كما أنه الطريق إلى السمو إن أستخدم في الخير.

    والذكاء يتميز بصفات معينة وعناصر يعمل من خلالها, منها: الفهم, والاستنتاج, والذاكرة, والتفكير, ودقة الملاحظة, وسرعة البديهة... وله علاقة بالحكمة والشفافية... وسنحاول أن نتكلم بشيء من التفاصيل عن كلٍ من هذه العناصر وفروعها:

    * الفهم:

    الفهم عند الناس على مستويات. والشخص الذكي يتميز بقدرته على سلامة الفهم, ودقة الفهم,. فهو لا يخطئ في فهم الأمور, ولا فهم الشخصيات وطبيعة الناس ومقاصدهم. لا يستطيع أحد أن يخدعه, فهو يكشف الخداع مهما كان مستورًا أو ملتويًا

    وفى سرعة فهمه لا يحتاج إلى شرح كثير أو إلى توضيح, ولا يحتاج إلى وقت لكي يفهم. بل كما يقول المثل العامي "يفهمها وهىّ طايرة" بل على الأكثر يفهمها قبل أن تطير... وهو لا يفهم فقط ما يفعله غيره من نحوه, وإنما أيضًا ما ينوى ذلك الغير أن يفعله...

    والأمور التي تبدو معقدة أمام الكثيرين, لا تكون كذلك بالنسبة إليه لأنه بذكائه يحلّ تلك العقد..

    ويقال عن فهم مثل هذا الذكيّ إنه لماّح:

    ذلك لأنه يلمح المقاصد والأغراض قبل أن تنفذ, ويلمح المشاعر دون أن يُفصح عنها. يدرك نفسيه غيره وما يريده, من مجرد ما توحي به ملامحه, وما تريد أن تنطق به عيناه, وكذلك من لهجة صوته, ومن نوعية ألفاظه...

    وهذا الذكي الفهيم اللماح -إن قرأ شيئًا- لا يقتصر فقط على قراءة السطور, بل يقرأ أيضًا ما وراء السطور, وما هدف الكاتب وإن لم يكتبه...

    لذلك فهو يتعامل مع الناس, وهو يفهمهم, كما يفهم مفاتيح شخصياتهم.

    * الاستنتاج

    الإنسان الذكي له قدرة على الاستنتاج, وهو يخرج من ذلك بنتائج سليمة. كل خطوة يستطيع أن يستنتج ما بعده. ومقدمات أي أمر تقوده إلى نتائجه. وهو لا يقتصر على معرفة الجزيئات, إنما بسهولة يستخرج منها الكليات. فتفاصيل الأحداث مثلًا, يجمعها ويرتبها ويخرج منها بنتائج معينة, وتكون سليمة…

    وقد يسمى البعض هذا, لونًا من الفراسة, أو من التنبؤ, ويرون أن الدبلوماسيين يتصفون غالبًا بهذه الصفة

    والقدرة على الاستنتاج يلزمها أيضًا دقة الملاحظة:

    فالإنسان الذكي لا تفوته ملاحظة شيء. ودقة ملاحظته كما تشمل الأشياء, تشمل المواقف, والأساليب, والسياسات, والأهداف, ونوعية الألفاظ التي تُستخدم. كما تلاحظ أيضًا تطورات الأمور, واتجاهات الرياح التي تهب: ومن أين؟ وإلى أين؟

    لذلك فالشخص الذكي إنسان مفتوح العينين, متوقد الذهن.

    * الذاكرة

    الذاكرة لازمة جدًا للإنسان الذكي. لأن ضعف الذاكرة يقف عائقًا أمام الفهم السليم وأمام الاستنتاج وما يلزمه من تجميع المعلومات ومقارنتها ومعرفة مدلولاتها…

    والذاكرة على أنواع وصفات. ولعل في مقدمتها: الذاكرة الحافظة, أي التي تحفظ المعلومات داخل العقل ولا تنساها. غير أن الله سمح بالنسيان لكي ينسى العقل المعلومات ال########ة ويفسح المجال للأمور الهامة والأساسية. والناس يختلفون في مدى ما تحفظه ذاكرة كل منهم. وهناك من تحتفظ ذاكرته بأمور قديمة العهد, وبتفاصيل دقيقة. وهناك من تقوى ذاكرته في حفظ الأرقام, أو في حفظ الأسماء. أو في حفظ نصوص معينة…

    والذاكرة الحافظة هي في نفس الوقت ذاكرة خازنة أي تخزن المعلومات في العقل الواعي أو في العقل الباطن.

    وهناك ذاكرة مرتبة: لا تكتفي بخزن المعلومات, إنما ترتبها أيضًا. بحيث أن أراد الشخص أن يتحدث في موضوع معين, يجد المعلومات قد وصلت إليه من ذاكره مرتبة تتعلق بكل ما يخص هذا الموضوع من معارف مختزنة من قبل.

    وهناك ذاكرة فوتوغرافية: بحيث إذا تذكّر شخص موضوعًا معينًا قد قرأه, يجد الصورة واضحة أمامه, نفس الصفحة من فوق أو من تحت أو في الوسط, وكأنه يعود إلى قراءتها…

    وكلما ازدادت قوة الذكاء, جمع العقل كل هذه الأنواع من الذاكرة..

    * سعة العقل

    حيث يوصف الذكي بأنه Broad-Minded أي واسع أو شامل في تفكيره. ينظر إلى كل أمر من زواياه المتعددة. ولا ينحصر مطلقًا في زاوية واحدة لا يتعداها..! وهذا ما يتعب الإنسان الضيق في فكره..

    فالإنسان الواسع العقل يكون ذكيًا في حساباته, يعمل حسابًا لكل صغيرة وكبيرة, وينظر إلى النتائج المحتملة إيجابًا أو سلبًا.

    وهكذا فالإنسان الذكي يعمل حساب ردود الفعل لكل تصرفاته.

    فلا يكفى مثلًا أن يقول كلمة يرى أنها حق وصدق, إنما يتأكد من ردود فعلها وكيف يفهمها غيره, وماذا تكون النتيجة. وهكذا حينما يصارح أو يعاتب...

    * أنواع ودرجات الذكاء

    هناك ذكاء بالفطرة, بالموهبة أو بالوراثة. وُلد فيه الإنسان هكذا ولا فضل له فيه. وقد تكون كل أسرته بهذا الذكاء أيضًا.

    وهناك ذكاء يسمونه بالحاسة السادسة. وهو يحتاج إلى تفاصيل وشرح.

    على أنه هناك ذكاء مكتسب. أو نقول بدقة أكثر "تنمية الذكاء". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ويكون ذلك بتداريب كثيرة على ذلك, مثل المتدرب على حل الألغاز أو حل المشكلات, والتمرينات التي يتدرب عليها الطلبة في علمي الهندسة والجبر. وقد يأتي ذلك أيضًا بقراءة قصص الأذكياء, وبمعاشرة الأذكياء والحكماء وكبار السن وذوى الخبرة.

    وفى درجات الذكاء يمكن أن نذكر الذكي intelligent واللامع الذكاء Brilliant .والعبقري أو النابغة Genius. وكل من هؤلاء له أوصاف ودرجته وقدراته.

    بقى أن أتحدث عن عناصر أخرى في موضوعنا هي:

    1- علاقة الذكاء بالحكمة وبالمعرفة والمؤثرات الخارجية.

    2- الاستخدام الجيد للذكاء والاستخدام الرديء.

    3- العوائق التي تقف أمام الذكاء فتمنع استخدامه.

    فإلى اللقاء في العدد المقبل إن أحيتني نعمة الرب وعشنا.
    +++
                  

07-13-2014, 08:08 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 4-3-2007

    الذكاء.. استخدامه وعوائقه

    إذا استخدم الذكاء في حكمة, كان بركة عظيمة لصاحبه ولكل المتعاملين معه. وإذا أُسيءَ استخدامه ينتج عنه شرّ وضرر. مثله مثل المال, والوقت, وبعض المخترعات: على حسب استعمالها, تكون النتيجة خيرًا أو شرًا.. هكذا الذكاء...

    فالذكاء من جهة الخير:

    * هو سبب نجاح الإنسان وسبب تفوقه, سواء في الدراسة أو العمل أو أي مشروع يقوم به, وهو أيضًا سبب نجاحه اجتماعيًا في علاقته مع الآخرين. وبالذكاء يمكنه أن يخرج من أي مأزق, وأن يحل أي مشكلة تحل به.

    * والذكاء مصدر كبير لروح الفكاهة والدعابة والترفيه. وكل الذين اتصفوا بخفة الروح كانوا أذكياء, ويتقنون كيف يستخدمون الكلمة الواحدة بأكثر من معنى, ويدركون العنصر الذي تتأثر به نفوسهم ويثير فيها روح المرح والبهجة..

    * والذكاء يصلح أيضًا في الدفاع عن النفس والدفاع عن الغير. وهو لازم لمن يعملون في مجال المحاماة وفي مجال التقاضي.

    * والذكاء يصلح جدًا للعاملين في التحقيقات وفي الأمن. وبه يكتشفون الجريمة ومرتكبيها, كما يكتشفون خداع من يفكر بينما هو المرتكب الحقيقي للجرم... بل الذكاء أيضًا لكل من يدير عملًا ويراقب سير الأمور فيه.

    * والذكاء نافع أيضًا لأن يتعرف به الإنسان على حقيقة ذاته وأسباب أخطائه وطرق مقاومتها. والإنسان الذكي لا تخدعه حيل الشياطين في إسقاطه. بل هو أيضًا لازم لمن يعمل في مجال الإرشاد الروحي, به يدرك عمق الحروب الروحية وطرق مقاومتها...

    * والذكاء نافع جدًا في كسب ثقة الناس واحترامهم. وكل الناس يعجبون بالإنسان الذكي, ويرحبون بصداقته وبالعمل معه...

    * وإن كان الجمال سلاح المرأة ومصدر أعجاب الناس بها, فإن الذكاء كثيرًا ما يكون سلاح الرجل ومصدر التفاف الناس حوله. وهو الذي يرشحه لكثير من الوظائف والمناصب, ويفسح له مجالًا في العمل الاجتماعي.

    ولكن الذكاء- للأسف- يُستخدم أحيانًا بطريقة سيئة.

    * فقد يتحول إلى لون من المكر والدهاء.

    * وما أسهل أن يُستخدم الذكاء في الغش وفي التزوير, وفي تلفيق التهم على الأبرياء, وفى نهب الآخرين والسطو على حقوقهم.

    * والمعروف أن أشهر قادة العصابات كانوا أذكياء. وكذلك كل من يقومون بأعمال التخريب وبأنواع شتى من الجرائم والنصب والاحتيال...

    * وبالاستخدام السيئ للذكاء يمكن خداع البسطاء. وكلما اشتد ذكاء أولئك الأشرار يمكنهم أن يخدموا الكبار أيضًا... والبعض منهم يلتصقون بأصحاب المناصب الكبيرة لكي يعملوا من خلالهم, إذ يشعرونهم أنهم أكثر الناس إخلاصًا لهم, وأنهم يقدمون النصيحة النافعة, وبهذا ينالون ثقتهم ويورطونهم في أمور تضرهم...

    * والذكاء السيئ يمكنه أن ينشر الشائعات المغرضة, ويسبكها حتى تبدو وكأنها حقيقة يصدقها الغير...

    * واذا استخدم الذكاء السيئ في مجال السياسة أو في الحروب, أو خداع الأمم الضعيفة, فإنه يكون ويلًا لها...

    * والذكاء السيئ يمكن أن يُستخدم في الجاسوسية بتمثيل ذكاء يستطيع به الجاسوس أن يتنكر أو يتخفى تمامًا, ولا يسمح بمجال للشك فيه...

    * ويعوزنا الوقت أن نتحدث عن ألوان الاستخدام السيئ للذكاء.

    الفرق بين الذكاء والحكمة:

    الذكاء يظهر في التفكير العقلي السليم, والحكمة تظهر في التصرف الحسن. وقد يجتمعان معًا: فالإنسان الحكيم يكون ذكيًا. ولكن ليس كل ذكي يكون حكيمًا في تصرفاته, إذ تقف أمامه عوائق معينة تعطل هذا الذكاء في عمله.

    ومن أجمل ما قيل في الحكمة والذكاء, قول الشاعر:

    إذا كنت في حاجةٍ مرسلًا .:. فأرسِل حكيمًا ولا توُصهِ

    وإن باب أمرٍ عليك التوى .:. فشاور لبيبًا ولا تعَصهِ

    فم هي الأمور التي تعوق الذكاء, وتفقده الحكمة في التصرف؟

    * ربما يكون إنسان ذكيا, ولكنه قليل المعرفة. يقع في أخطاء بعيدة عن الحكمة في التصرف, وتُسمى "خطايا الجهل". وقد يوجد إنسان آخر كثير المعرفة عن طريق قراءة واسعة في الكتب, ولكنه ليس ذكيًا, ويلقبونه بالإنجليزية Bookish من قراءة الكتب بلا فهم أو بلا حكمة. فالكتب بالنسبة إليه طلاء خارجي لشخصية فارغة من الداخل..!

    * وربما يفقد الذكي الحكمة, إن كان غضوبًا أو متوتر الأعصاب, أو في حالة نفسية سيئة لا تساعده على التفكير. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لذلك فإن العقل يتعطل عن قيادة تصرفاته, وتتولى قيادته الأعصاب فيخطئ...

    * وقد يوجد إنسان ذكي, ولكنه شهواني. وحينما تسيطر عليه الشهوة, لا تترك مجالًا للعقل لأن يعمل. وحينئذ تقوده الشهوة, ويقع في أخطاء وفي خطايا بعيدة تمامًا عن الحكمة على الرغم من ذكائه! أو قد يستخدم ذكاؤه في تنفيذ شهواته, غير حاسب نتائج كل ذلك... وربما تكون الشهوة شهوة المال, أو شهوة الشهرة, أو شهوة السلطة, أو شهوة الجسد... وأيًا كان نوعها, فإنها تعطل عقله عن العمل السليم وعن التصرف الحكيم...

    * وربما يكون الذكي سماعًا, أي يتأثر كثيرًا بما يسمع, ويصدقه, ويثق بما تصل إليه من معلومات, وما أكثر ما تكون خاطئة. ولكنه يبنى قراره حسب ما يسمعه, ولا يكون قرارًا حكيمًا.

    * وربما يساعده على هذا السلوك غير الحكيم, أنه ليس لديه وقت لفحص الأمر ودراسته, فيتخذ قرارًا خاطئًا بسبب سرعة البت في الأمور. ويشبه الوقوع في مثل هذا الخطأ: الذكي ولكنه مندفع بطبعه. وبالمثل الإنسان الشديد الحساسية...

    ومن هذا كله نرى أن نوع النفسية تؤثر على استخدام الذكاء, أو تعوق استخدامه أحيانًا...

    * فقد يكون الإنسان ذكيًا, ولكنه مستعبد من عادة رديئة تسيطر عليه, وتخضعه لحكمها, فيتصرف تصرفات خاطئة. إذ قد توقف العقل بكل ذكائه, وتولت العادة دفة القيادة...

    * أو قد تقوده مشاعر الحقد, أو الحسد, أو الغيرة, أو الغرور. وتدفعه بعيدًا عن الحكمة, ويستسلم ذكاؤه لتلك المشاعر فيخطئ ويرتكب ما لا يمكن أن يفعله إنسان حكيم..!

    حقًا أن الإرادة قد تقف ضد الذكاء. وإذا سيطرت, لا يكون الإنسان وقتذاك في كامل عقله ولا يتصرف بذكاء! وهكذا يفعل ما يضر نفسه, سواء كان يدرى ذلك أو لا يدرى

    نقطة أخيرة أقولها قبل أن أختم هذا الموضوع وهى:

    متاعب الذكاء:

    *كما أن الذكاء له منافع, له أيضًا متاعب!

    منها أن الذكي قد يظن غيره على نفس الدرجة من الفهم, وقد لا يكونون ذلك. فيتضايق إن لم يفهموا ما يريده منهم, أو ما يريده لهم. وربما تتعب أعصابه, ويتضايق بسبب ذلك, ويثور أو يحزن, لأنه كان يتوقع غير ما يحدث..!

    * أو قد يعتمد شخص على ذكائه, فلا يعمل ما ينبغي له أن يعمل, وذكاؤه وحده لا يكفى. فتكون النتائج سيئة..

    * أو قد ينحرف اتجاه الذكاء- فكرًا وليس عملًا- ويستخدم كل طاقاته في الانحراف الفكري. ومثال ذلك بعض الفلاسفة الملحدين, كان لهم نشاط عقلي كبير, ولكنه انحرف فوقع في ضلال وأوقع غيره معه. وهكذا أصحاب البدع أيضًا...
    +++
                  

07-13-2014, 08:26 PM

ahmedona
<aahmedona
تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 6562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)



    سلام على من إتبع الهدى ---

    يا أستاذ / Sudany Agouz فاتح بوست تبشير بالمسيحية ولا تحب المناقشة في المسيحية ....

    أثببت لنا أولاً ---

    لماذا بعض الكنائس المسيحية تعتبر عيسى عليه السلام إبن الله ....

    وكنائس آخرى أن عيسى هو الله .....

    أين الحقيقة أولاً بين الكنائس المسيحية ؟؟؟؟؟
                  

07-14-2014, 07:40 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: ahmedona)

    الأخ الحبيب أحمدونا ..
    شكراً لمداخلتكم الكريمة :
    Quote:

    سلام على من إتبع الهدى ---

    يا أستاذ / Sudany Agouz فاتح بوست تبشير بالمسيحية ولا تحب المناقشة في المسيحية ....

    أثببت لنا أولاً ---

    لماذا بعض الكنائس المسيحية تعتبر عيسى عليه السلام إبن الله ....

    وكنائس آخرى أن عيسى هو الله .....

    أين الحقيقة أولاً بين الكنائس المسيحية ؟؟؟؟؟


    أخى الحبيب .. من الذى قال لكم .. بأننى لا أحب المناقشة فى المسيحية ..
    بالعكس أخى ..
    لو كنتم متابعين البوست وتقرأون ما هو مكتوب .. لاستطعتم معرفة الإجابة على سؤالكم البديهى ..

    وهنا أود أن أكرر الإجابة .. مرة ومرات ..
    والإجابة مرة أخرى هى .. إن المسيح هو إبن الله .. وهو الله .. وانه عندما
    جاء الى العالم .. جاء فى صورة إنسان كامل .. وإله كامل ..
    وأنا أعذركم أخى .. لأنه من الصعب أن تتخيلوا أن الإنسان
    كيف يكون إلهاً متجسداً .. ولكن هذا لا يصعب على الله جل
    جلاله .. فبيده كل الحل وكل الربط ..

    وإجابتى البديهية أيضاً .. والتى أقرب بها دائماً الإجابة ..
    مثلاً .. الشمس .. عندما تنظر الى الشمس ..
    هى عبارة عن قرص الشمس ..
    وضوء الشمس
    وحرارة الشمس
    .. وهنا أسأل .. هل تستطيع فصل القرص عن الضوء .. أو الحرارة ..
    فالثلاثة شئ واحد لا يمكن أن تجزئتهم .. الثلاثة فى واحد .. وواحد فى ثلاثة ..
    وهكذا الله جل جلاله .. له ثلاثة أقانيم .. لا يمكن فصلهم عن بعضهم البعض ..
    الله الآب .. و الإبن .. و الروح القدس ..

    فيا أخى .. إن أردت أن تعرف الله .. فاطلب منه بإخلاص .. وأنا واثق إن
    كان طلبك .. بكل إخلاص .. وبكل أمانة .. وبكل لجاجة فى الطلب ..
    لأراك الله ذاته .. بطريقة تفهمها أنت .. قد يتحدث إليك .. بكلمات تفهمها ..
    قد يظهر لك فى رؤيا .. قد يرسل لك شخصاً ليعلمك ..

    فأنا أقول لكم .. يا أخى الوقت أصبح مقصراً .. فعليك أن تطلب الله بأسرع فرصة ..
    لأن العمر غير مضمون ..
    الرب يبارك حياتكم ..
    شكراً أخى مرة أخرى ..
    أخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست
    +++
                  

07-15-2014, 11:59 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 11-3-2007

    فضيلة ضبط النفس

    يقول سليمان الحكيم "مالك نفسه خير ممن يملك مدينة" فمن ذا الذي يملك نفسه. إنه الذي يستطيع أن يراقب نفسه ويحكمها...

    ولا شك أن ضبط النفس يشمل عناصر كثيرة: منها ضبط اللسان, وضبط الفكر, وضبط الفكر, وضبط الحواس, وضبط الفم من جهة الأكل, وضبط الرغبات والشهوات, وضبط الأعصاب في حالة الغضب, وضبط باقي التصرفات.

    والذي لا يستطيع أن يضبط نفسه بنفسه, يحتاج إلى من يضبطه. وربما يعرض نفسه لمن يعاقبه.

    ضبط اللسان:

    يقول الحكيم "كثرة الكلام لا تخلو من معصية. أما الضابط شفتيه فعاقل". وقال آخر"كثيرًا ما تكلمت فندمت. وأما عن السكوت فما ندمت قط".

    والذي يضبط لسانه ينجو من خطايا عديدة: فلا يقع في إهانة الآخرين بالشتيمة أو بالتهكم القاسي, أو التهديد, أو التعالي عليهم...

    ولا يقع في الكذب ولا المبالغة, ولا التجديف ولا القَسَم الباطل, ولا في كلام المجون, ولا في الثرثرة. ولا في الافتخار والتباهي والبر الذاتي. ولا في مسك سيرة الناس, ولا في الغيبة, ولا في الوقيعة. ولا في التملق والرياء, وخداع الآخرين, مع جمهرة أخرى من الأخطاء...

    وما أعمق عبارة "إذا سكت الجاهل, يُحسب حكيمًا".

    إن الكلمة الخاطئة التي تقولها تُحسب عليك, مهما اعتذرت عنها...

    فما دمت قد لفظتها ووصلت إلى آذان الناس وإلى أذهانهم ومشاعرهم, لم تعد ملكًا لك وحدك, بل أصبحت ملكًا لغيرك: يحللّها ويحكم عليها.. بينما كنت أنت الذي تحكم عليها قبل أن تقولها. فأصبحت هي التي تحكم عليك, لأنك بكلامك تُدان...

    * وضبط الشفتين له فوائد كثيرة: منها أن الإنسان يعطى نفسه فرصة للتروي والتفكير قبل أن يتكلم, ويأخذ أيضًا فرصة لانتقاء الألفاظ واختيار الكلمة المناسبة, وحساب ردود الفعل لكل كلمة يقولها...

    وما أجمل قول الشيخ الروحاني "سَكِّت لسانك لكي يتكلم قلبك".

    وخذها نصيحة: ليس كل ما تسمعه, تردده على آذان غيرك. وإلا فإنك تجلب لهم أفكارًا هم في غنى عنها. وأخطر من ذلك انك تكتب ما كنت تقول. فإن ما تكتبه يصير وثيقة عليك.

    ضبط الفكر:

    هو أن يحرس الإنسان أفكاره, ولا يقبل كل فكر يرد إلى ذهنه, ويكون حريصًا على أن تكون أفكاره نقية طاهرة. وإن وصل إليه فكر خاطئ, يحذر من التمادي فيه والتعامل معه, وإنما يطرده بسرعة لئلا يسيطر عليه ويتحول إلى مشاعر في قلبه...

    إذن كن حذرًا يا أخي من أفكار الغضب والانتقام والشهوة, ومن أفكار الحسد والغيرة والحقد, ومن أفكار الكبرياء والافتخار وتمجيد الذات. ومن كل أفكار الشر والأباطيل وكل فكر لا يمجد الله.

    وإن لم تقدر على ذلك, تذكر المثل الذي يقول "إن كنت لا تستطيع أن تمنع الطير من أن يحوم حول رأسك, فعلى الأقل لا تجعله يعيش في شعرك".

    لذلك لا تستبقِ في داخلك فكرًا خاطئًا. وحاول أن تشغل ذهنك باستمرار بأفكار نافعة, حتى إن حاربك الشيطان بفكر, لا يجدك متفرغًا له.

    وهناك وسيلة أخرى لحفظ الفكر وهى ضبط الحواس.

    ضبط الحواس:

    الحواس هي أبواب الفكر, فاحرس هذه الأبواب.

    اضبط السمع والنظر واللمس, حتى لا تُدخل إليك فكرًا خاطئًا. ولتكن حواسك طاهرة. وما يصل إلى حواسك بدون إرادتك, لا تفكر فيه, ولا تعد إليه بإرادتك. فمثلًا قد تكون النظرة الأولى مصادفة وغير مقصودة, ولكن معاودة النظر تكون بلا شك بإرادتك, وتحاسب عليها إن كانت تجلب إليك فكرًا رديئًا.

    واعرف أن حواسك ليست فقط تجلب إليك أفكارًا, وإنما أيضًا قد تترسب في عقلك الباطن, وتتحول إلى أحلام وظنون...

    إذن فضبط الحواس يساعد على نقاوة الأفكار, ونقاوة الأحلام والظنون. وهو يساعد كذلك على نقاوة المشاعر...

    ضبط المشاعر:

    إن وجدت شعورًا خاطئًا قد زحف إلى قلبك, فلا تتجاوب معه, بل حاول أن تتخلص منه بسرعة قبل أن يرسخ فيك. وباستمرار احتفظ بنقاوة قلبك. ولا تستسلم لأية شهوة أو رغبة خاطئة, بل قاومها...

    وإن دخل الشعور الرديء إلى قلبك, فلا تجعل الأمر يتطور معك إلى ما هو أسوأ, أو يؤثر على إرادتك ويتحول إلى عمل...

    وإن تدرجت إلى مرحلة العمل, فاضبط نفسك ولا تجعل العمل الخاطئ يتحول إلى عادة ويسيطر عليك.

    ولا تسمح أن تكون مشاعرك حرة طليقة بلا قيد أو ضبط.

    وإنما اضبط نفسك من جهة استخدام الحرية. ولتكن حريتك منضبطة.

    لتكن حرية طاهرة, لا تفعل فيها ما لا يليق. ولتكن حرية مسالمة وعاقلة, لا تتعدى فيها على حريات الغير, ولا على حقوق الغير, ولا على النظام العام أو القانون...

    والحرية الحقيقية هي أن يتحرر قلبك أولًا من كل خطأ. وحينئذ يمكنك أن تستخدم حريتك الخارجية في حكمة وسلام.

    ضبط الأعصاب:

    الإنسان القوى يستطيع أن يضبط أعصابه, وبخاصة في حالة الإثارة وتحريك الغضب. وهكذا يضبط نفسه من جهة الاندفاع والتهور, ومن جهة اتخاذ أي قرار سريع وهو في حالة انفعال...

    وإن وجد نفسه منفعلًا, يحرص على أن يضبط لسانه, وبقدر إمكانه يضبط ملامحه أيضًا, ويضبط حركاته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولا يسمح لنفسه أن لا يخطئ في حق غيره مهما أخطأ ذلك الغير في حقه. لأن الخطأ لا يجوز معالجته بالخطأ.

    الضبط الخارجي:

    الإنسان الذي لا يضبط نفسه بنفسه, قد يُرغم على الانضباط من الخارج, بغير إرادته. كابن لا ينضبط من تلقاء ذاته, فيضبطه التأديب وتربية والديه له. أو أي إنسان يرغمه على الانضباط: القانون والعرف والعقوبة.

    أو إنسان يضطر إلى الانضباط عن طريق الخوف, أو بدافع الخجل من الناس, أو خشية الانكشاف أو الفضيحة.

    أو شخص لا يضبطه نقاء قلبه, إنما وجود موانع تعوقه, أو عدم قدرة منه, أو أن الفرصة غير سانحة, أو لمقاومة آخرين له... وكلها أسباب غير روحية, ولا تنبع من داخله

    أما الشخص الروحي فينضبط من الداخل بإرادته, حبًا منه للخير, وحرصًا منه على إطاعة الله, وتقويمًا منه لإرادته الخاصة..

    وانضباطه الداخلي -في قلبه وفكره- يساعده على الانضباط من الخارج أيضًا. ويكون انضباطه الخارجي تعبيرًا عن داخله أيضًا..

    على أنه باستمرارية الانضباط الخارجي, سواء كان الإنسان مرغمًا عليه من الخارج, أو أنه يغصب نفسه على ذلك, فبهذا الاستمرار يتعود الإنسان أن يكون منضبطًا..
    +++
                  

07-15-2014, 12:10 PM

ود الباوقة

تاريخ التسجيل: 09-21-2005
مجموع المشاركات: 47163

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    يا اخ الدنيا رمضان الله يرضى عليك احترم مشاعرنا في هذا اشهر الفضيل .. اللهم ببركة هذا الشهر الفضيل ان تهدي عجوز لدخول الاسلام وان تشرح صدره وتلين قلبه وتسهل عليه النطق بالشهادتين شهادة الا اله الا الله وان محمد رسول الله.
                  

07-15-2014, 12:47 PM

ahmedona
<aahmedona
تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 6562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: ود الباوقة)

    Quote: وهنا أود أن أكرر الإجابة .. مرة ومرات ..
    والإجابة مرة أخرى هى .. إن المسيح هو إبن الله .. وهو الله .. وانه عندما
    جاء الى العالم .. جاء فى صورة إنسان كامل .. وإله كامل ..

    وأنا أعذركم أخى .. لأنه من الصعب أن تتخيلوا أن الإنسان
    كيف يكون إلهاً متجسداً .. ولكن هذا لا يصعب على الله جل
    جلاله .. فبيده كل الحل وكل الربط ..

    شكراً العم أرسنت للرد ...

    هل ما ذكرته يوضح أن الله قد تجسد وأتى بنفسه للعالم أم انه أرسل للعالم ابنه الوحيد ؟؟؟
                  

07-16-2014, 03:42 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: ahmedona)

    الأخ الحبيب أحمدونا ،
    شكراً أخى لتعقيبكم الكريم ..

    أريد الرجوع الى الكتاب المقدس للإجابة على سؤالكم ..
    ومن رسالة يوحنا الأولى والأصحاح الرابع:

    " بهذا أظهرت محبة الله فينا ان الله قد ارسل ابنه الوحيد الى العالم لكى نحيا به "

    وهذا لا يعنى البتة ان الله الإبن قد انفصل عن الله الآب لحظة واحدة ولا طرفة عين ..

    وكما سبق و قلت لكم أخى .. ان هذه العملية صعبة لأى إنسان عادى أن يستوعب
    هذه الحقيقة إلا بالروح القدس .. والذى حبانا به الله جل جلاله لأحبائة المسيحيين ..

    أرجو أن أكون قد استطعت الإجابة على سؤالكم الكريم ..

    ودمتم أخى ..
    عمكم العجوز
    ارنست
    +++
                  

07-16-2014, 10:45 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 18-3-2007

    الهدوء.. تاريخه وعناصره وأنواعه

    تاريخ الهدوء:

    الهدوء هو الأصل في هذا الكون. وهو الأصل قبل خلق هذا الكون أيضًا. كان الله وحده منذ الأزل, في هدوء كامل. ومرّت ملايين السموات, أو ملايين الملايين, بل ما هو أكثر. بل قبل أن يوجد الزمن, وقبل أن تُعرف مقاييسه... والهدوء هو الأصل.

    ثم بدأ الله يعمل كخالق, وخلق كل شيء. وهكذا "في البدء خلق الله السموات والأرض". وتمت قصة الخلق في هدوء. خلق الله الكون. وعاش الكون في هدوء. وكمثال لذلك كانت الأجرام السمائية تتحرك في الفلك, بكل نظام ودقة, وبكل هدوء, بدون اضطراب. نهار يعقبه ليل, وليل يعقبه نهار. لا ضجيج ولا صراع...

    إذن متى بدأ الكون يفقد هدوءه؟

    كان ذلك بعد أن خلق الله مخلوقات عاقلة, ذات إرادة حرّة.. ومرّت على هذه الكائنات العاقلة فترة وهى هادئة: ليس من يتشاجر, ولا من يتخاصم, ولا من يحتج, ولا من يخالف أو يعصى, ولا من يثير مشكلة أو اضطرابًا بأية صورة من الصور.

    وكان أول فقد للهدوء سببه الشيطان.

    وسقط الشيطان وهوى, وتبعته مجموعة من أتباعه.

    ومن جهة البشر: عاش الإنسان أولًا في هدوء. حتى الوحوش كانت تحيا معه في هدوء. لا عداوة بينه وبينها. ل هي تفترسه ولا حتى تهجم عليه. ولا هو يصيدها أو يطاردها أو يخافها. بل تجمعه معها رابطة من الألفة والمعيشة المشتركة الهادئة. وكما كان الأمر مع أبينا آدم, كان نفس الوضع مع أبينا نوح في الفلك. فالوحوش المفترسة في أيامنا, لم تكن مفترسة في أيام آدم.. وما كانت تفترس حيوانًا أضعف منها...

    على أن الإنسان الأول أخطأ وطُرد من الجنة. وسجّل لنا الكتاب كيف أن أخًا قتل أخاه. ثم امتلأت الأرض شرًا وضجيجًا...

    غير أن هذه الفترة الصاخبة, التي تعيشها البشرية على الأرض, لا تقاس إطلاقًا بالهدوء الشامل الذي كان منذ الأزل, والذي سيكون في الأبد إلى ما لا نهاية...

    إنها نقطة مضطربة في بحر الهدوء اللانهائي.

    ولعل الملائكة ينظرون إلى عالمنا في تعجب. ولعلهم يقولون: لماذا الضجيج في هذا الكوكب؟ ولماذا يعيش الناس في صخبٍ هكذا؟ متى يهدأون؟! ويقينًا إنهم لن يهدوأ إلا إذا وصلوا إلينا. لأن الهدوء هو منهج الحياة في السماء..

    عناصر الهدوء:

    ما هو الهدوء؟ وما عناصره؟ وما نتائجه؟

    وما الفضائل التي ترتبط بالهدوء, وتُفقد بفقده؟

    وكيف يمكن للإنسان أن يحصل على الهدوء, ويستمر فيه؟

    إن الهدوء يشمل حياة الإنسان كلها, في الداخل والخارج, ما ظهر منها وما استتر. وهكذا يشمل:

    1- الهدوء الداخلي: ويشمل هدوء النفس, وهدوء القلب, وهدوء الفكر.

    2- هدوء الجسد: ويشمل هدوء الحواس, وهدوء الحركات.

    3- هدوء الأعصاب: ويشمل روح البشاشة, وهدوء الملامح أيضا.ً

    4- هدوء الكلام: ويشمل نوعية الكلام وطريقته, وهدوء الصوت.

    5- هدوء التصرف: ويشمل الهدوء في الحياة العملية, والسلوك الخاص.

    وأيضًا هدوء الحلول فيما يصادف الإنسان من مشاكل.

    وتتعلق بكل هذه الأنواع أمور أخرى منها:

    أ- هدوء الطبيعة, وهدوء المكان, وهدوء المسكن.

    ب- فضائل ترتبط بالهدوء.

    ج- طبيعة الهدوء, وهل هو هدوء حقيقي, أم مجرد مظهر هادئ, أم هدوء مؤقت, أوانه لم يُختبر بعد؟؟

    الهدوء الحقيقي:

    1- لا يمكن أن نحكم على إنسان بأنه هادئ, إلا إذا حدث اختبار لهدوئه...

    فقد يبدو الإنسان هادئًا, لأن الظروف الخارجية التي حوله هي الهادئة, ولم تحدث مشكلة أو إثارة تختبر هدوءه. وربما لو اصطدمت به, يظهر على حقيقته إن كان هادئًا أم لا...

    أى إن اصطدم مع شخص آخر في الرأي أو في التصرف. أو إن أصابته إهانة أو أذى, أو تعّرض لكلمة جارحة... حينئذ يمكن من تصرفه أن نحكم على حقيقة أو مدى هدوئه.

    ونفس الوضع إن وقع في مشكلة ما, أو في ضيقة, أو تعرّض لمرض, أو واجهته صعوبة ما... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فإن ذلك يكون اختبارًا لنفسيته, واختبارًا لأعصابه: كيف يسلك ويتصرف, وهل يفقد هدوءه وينزعج؟ أم يحتمل ويحل المشكلة في هدوء؟ هذا هو أول اختبار للهدوء الحقيقي, لأن كل إنسان يمكنه أن يكون هادئًا في الظروف الهادئة.

    2- أما الاختبار الثاني, فهو مدى الاستمرار في الهدوء.

    فالهدوء الحقيقي هو هدوء دائم, كشيء من الطبع. فلا يهدأ الإنسان إلى فترة معينة, ثم يفقد بعدها هدوءه, ويتغير سلوكه أمام المشاكل!!

    إنما هي الطبيعة الهادئة التي تستمر في هدوئها, مهما طال الزمن وتغيّر الحال.

    الإنسان الهادئ بطبعه لا تغيّره المشاكل والاصطدامات, بل على العكس تظهر ما عنده من رحابة الصدر ومن وداعة وطيبة القلب.

    3- والهدوء الحقيقي ليس هو الهدوء الظاهري, بل الداخلي

    فلا يكون الشخص هادئًا من الخارج فقط, بينما في داخله بركان ثائر!! بل على العكس يكون هدوؤه الداخلي هو منبع وسبب هدوئه الخارجي.

    4- وهناك فرق بين الهدوء الحقيقي, والهدوء الذي قد يكون مثيرًا..!

    وذلك لأنه يحدث أحيانًا أن شخص قوي الأعصاب يمكنه أن يحتمل زميلًا منفعلًا, ويردّ عليه بهدوء شديد أو ببرود شديد بأسلوب يثير أعصابه بالأكثر. فيزداد انفعاله, ويقابل هو هذا الانفعال بمنتهى الهدوء أو البرود, متفرجًا عليه, وجاعلًا منه مجال نقد من الحاضرين!

    كلا, ليس هذا هو الهدوء بمعناه الروحي السليم. فالإنسان الروحي لا يحطم غيره بهدوئه. فأخوه المنفعل هو وديعة في يديه, يحافظ على أعصابه وعلى سمعته. ويحاول أن يوصّله إلى الهدوء هو أيضا.ً والإنسان المحب للهدوء لا يكون فقط هادئًا, وإنما أيضًا مهدئًا. وإن وجد غيره هائجًا, يهدئه بالجواب الليّن..

    5- والإنسان الهادئ إما أن يكون قد وُلد هكذا, أو يكون الهدوء عنده مكتسبًا.

    والهدوء المكتسب يحتاج إلى جهد, وإلى تدريبات نود أن نعرض لها فيما بعد. وكل جهد في الوصول إلى الهدوء, له مكافأته وأجره... والذي يصل إلى الهدوء بالتدريج والتدريب والجهد, لا يعود يبذل فيما بعد جهدًا, بل يكون راسخًا في حياة الهدوء, وله في ذلك خبرات. ولذلك فإنه يحافظ على هذا الذي اقتناه بتعب وبمعونة كبيرة من النعمة...

    وأنت -يا أخي القارئ- إن كنت غير هادئ بطبيعتك, فلا تقل لا شأن لي بالهدوء. لقد وُلدت وطبيعتي هكذا!

    حتى إن كنت قد وُلدت هكذا, فليس هذا عذرًا. يمكنك أن تتغير, وتجاهد لكي تقتنى الهدوء. ولكي تصل إلى ذلك: عليك أن تقتنى الهدوء. ولكي تصل إلى ذلك: عليك أن تقتنع بأهمية الهدوء, وبفائدته لك ولمن تتعامل معهم. وتقتنع أيضًا بأن هناك فضائل تتعلق بالهدوء, من صالحك أن تقتنيها...

    ولكي أحدثك عن كل هذا, أرجو أن يسمح لنا بفرصة في المقال التالي لنتابع حديثنا, إن أحبت نعمة الرب وعشنا.
    +++
                  

07-17-2014, 05:36 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    (يوم الأربعاء)
    16 يوليو 2014
    6 ابيب 1730
    العشية
    مزمور العشية
    من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي.
    بركاته علينا، آمين.
    مزامير 18 : 34 - 39
    الفصل 18
    34
    الذي يعلم يدي القتال ، فتحنى بذراعي قوس من نحاس
    35
    وتجعل لي ترس خلاصك ويمينك تعضدني ، ولطفك يعظمني
    36
    توسع خطواتي تحتي ، فلم تتقلقل عقباي
    37
    أتبع أعدائي فأدركهم ، ولا أرجع حتى أفنيهم
    38
    أسحقهم فلا يستطيعون القيام . يسقطون تحت رجلي
    39
    تمنطقني بقوة للقتال . تصرع تحتي القائمين علي
    مبارك الآتي باسم. الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد.
    آمين.
    إنجيل العشية
    قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
    فصل شريف من بشارة معلمنا متى الإنجيلي.
    بركته تكون مع جميعنا، آمين.
    متى 10 : 16 - 23
    الفصل 10
    16
    ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب ، فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام
    17
    ولكن احذروا من الناس ، لأنهم سيسلمونكم إلى مجالس ، وفي مجامعهم يجلدونكم
    18
    وتساقون أمام ولاة وملوك من أجلي شهادة لهم وللأمم
    19
    فمتى أسلموكم فلا تهتموا كيف أو بما تتكلمون ، لأنكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به
    20
    لأن لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم
    21
    وسيسلم الأخ أخاه إلى الموت ، والأب ولده ، ويقوم الأولاد على والديهم ويقتلونهم
    22
    وتكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمي . ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص
    23
    ومتى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى . فإني الحق أقول لكم : لا تكملون مدن إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان
    والمجد لله دائماً.

    باكر
    مزمو باكر
    من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي.
    بركاته علينا،
    آمين.
    مزامير 45 : 3 , 6
    الفصل 45
    3
    تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار ، جلالك وبهاءك
    6
    كرسيك يا الله إلى دهر الدهور . قضيب استقامة قضيب ملكك
    مبارك الآتي باسم الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد.
    آمين.

    إنجيل باكر
    قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
    فصل شريف من بشارة معلمنا لوقا الإنجيلي.
    بركته تكون مع جميعنا، آمين.
    لوقا 7 : 11 - 17
    الفصل 7
    11
    وفي اليوم التالي ذهب إلى مدينة تدعى نايين ، وذهب معه كثيرون من تلاميذه وجمع كثير
    12
    فلما اقترب إلى باب المدينة ، إذا ميت محمول ، ابن وحيد لأمه ، وهي أرملة ومعها جمع كثير من المدينة
    13
    فلما رآها الرب تحنن عليها ، وقال لها : لا تبكي
    14
    ثم تقدم ولمس النعش ، فوقف الحاملون . فقال : أيها الشاب ، لك أقول : قم
    15
    فجلس الميت وابتدأ يتكلم ، فدفعه إلى أمه
    16
    فأخذ الجميع خوف ، ومجدوا الله قائلين : قد قام فينا نبي عظيم ، وافتقد الله شعبه
    17
    وخرج هذا الخبر عنه في كل اليهودية وفي جميع الكورة المحيطة
    والمجد لله دائماً أبدياً، آمين.

    قراءات القداس
    البولس
    بولس، عبد يسوع المسيح، المدعوّ رسولاً، المُفرَز لإنجيل الله.
    البولس، فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى تيموثاوس .
    بركته تكون مع جميعنا، آمين.
    2 تيموثاوس 2 : 3 - 15
    الفصل 2
    3
    فاشترك أنت في احتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح
    4
    ليس أحد وهو يتجند يرتبك بأعمال الحياة لكي يرضي من جنده
    5
    وأيضا إن كان أحد يجاهد ، لا يكلل إن لم يجاهد قانونيا
    6
    يجب أن الحراث الذي يتعب ، يشترك هو أولا في الأثمار
    7
    افهم ما أقول . فليعطك الرب فهما في كل شيء
    8
    اذكر يسوع المسيح المقام من الأموات ، من نسل داود بحسب إنجيلي
    9
    الذي فيه أحتمل المشقات حتى القيود كمذنب . لكن كلمة الله لا تقيد
    10
    لأجل ذلك أنا أصبر على كل شيء لأجل المختارين ، لكي يحصلوا هم أيضا على الخلاص الذي في المسيح يسوع ، مع مجد أبدي
    11
    صادقة هي الكلمة : أنه إن كنا قد متنا معه فسنحيا أيضا معه
    12
    إن كنا نصبر فسنملك أيضا معه . إن كنا ننكره فهو أيضا سينكرنا
    13
    إن كنا غير أمناء فهو يبقى أمينا ، لن يقدر أن ينكر نفسه
    14
    فكر بهذه الأمور ، مناشدا قدام الرب أن لا يتماحكوا بالكلام . الأمر غير النافع لشيء ، لهدم السامعين
    15
    اجتهد أن تقيم نفسك لله مزكى ، عاملا لا يخزى ، مفصلا كلمة الحق بالاستقامة
    نعمة ربنا يسوع المسيح فلتكن معكم ومعي، يا آبائي وأخوتي،
    آمين.


    الكاثوليكون
    فصل من رسالة 1 لمعلمنا بطرس .
    بركته تكون مع جميعنا،
    آمين.
    1 بطرس 3 : 8 - 15
    الفصل 3
    8
    والنهاية ، كونوا جميعا متحدي الرأي بحس واحد ، ذوي محبة أخوية ، مشفقين ، لطفاء
    9
    غير مجازين عن شر بشر أو عن شتيمة بشتيمة ، بل بالعكس مباركين ، عالمين أنكم لهذا دعيتم لكي ترثوا بركة
    10
    لأن : من أراد أن يحب الحياة ويرى أياما صالحة ، فليكفف لسانه عن الشر وشفتيه أن تتكلما بالمكر
    11
    ليعرض عن الشر ويصنع الخير ، ليطلب السلام ويجد في أثره
    12
    لأن عيني الرب على الأبرار ، وأذنيه إلى طلبتهم ، ولكن وجه الرب ضد فاعلي الشر
    13
    فمن يؤذيكم إن كنتم متمثلين بالخير
    14
    ولكن وإن تألمتم من أجل البر ، فطوباكم . وأما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا
    15
    بل قدسوا الرب الإله في قلوبكم ، مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم ، بوداعة وخوف
    لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم؛ لأن العالم يمضي وشهوته. أما الذي يصنع إرادة الله فيثبت إلى الأبد.
    آمين.

    الإبركسيس
    فصل من اعمال آبائنأ الرسل الأطهار الحواريين المشمولين بنعمة الروح القدس،،
    بركتهم تكون معنا. آمين.
    اعمال 27 : 42 - 28 : 6
    الفصل 27
    42
    فكان رأي العسكر أن يقتلوا الأسرى لئلا يسبح أحد منهم فيهرب
    43
    ولكن قائد المئة ، إذ كان يريد أن يخلص بولس ، منعهم من هذا الرأي ، وأمر أن القادرين على السباحة يرمون أنفسهم أولا فيخرجون إلى البر
    44
    والباقين بعضهم على ألواح وبعضهم على قطع من السفينة . فهكذا حدث أن الجميع نجوا إلى البر
    الفصل 28
    1
    ولما نجوا وجدوا أن الجزيرة تدعى مليطة
    2
    فقدم أهلها البرابرة لنا إحسانا غير المعتاد ، لأنهم أوقدوا نارا وقبلوا جميعنا من أجل المطر الذي أصابنا ومن أجل البرد
    3
    فجمع بولس كثيرا من القضبان ووضعها على النار ، فخرجت من الحرارة أفعى ونشبت في يده
    4
    فلما رأى البرابرة الوحش معلقا بيده ، قال بعضهم لبعض : لا بد أن هذا الإنسان قاتل ، لم يدعه العدل يحيا ولو نجا من البحر
    5
    فنفض هو الوحش إلى النار ولم يتضرر بشيء ردي
    6
    وأما هم فكانوا ينتظرون أنه عتيد أن ينتفخ أو يسقط بغتة ميتا . فإذ انتظروا كثيرا ورأوا أنه لم يعرض له شيء مضر ، تغيروا وقالوا : هو إله
    لم تزل كلمة الرب تنمو وتعتز وتثبت في كنيسة الله المقدسة.
    آمين.
    +++
                  

07-17-2014, 07:29 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    (يوم الخميس)
    17 يوليو 2014
    10 ابيب 1730
    العشية
    مزمور العشية
    من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي.
    بركاته علينا، آمين.
    مزامير 89 : 19 - 21
    الفصل 89
    19
    حينئذ كلمت برؤيا تقيك وقلت جعلت عوناً على قوي . رفعت مختارا من بين الشعب
    وجدت داود عبدي . بدهن قدسي مسحته
    الذي تثبت يدي معه . أيضا ذراعي تشدده
    مبارك الآتي باسم. الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد.
    آمين.
    إنجيل العشية
    قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
    فصل شريف من بشارة معلمنا متى الإنجيلي.
    بركته تكون مع جميعنا، آمين.
    متى 10 : 34 - 42
    الفصل 10
    34
    لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما على الأرض . ما جئت لألقي سلاما بل سيفا
    فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه ، والابنة ضد أمها ، والكنة ضد حماتها
    36
    وأعداء الإنسان أهل بيته
    37
    من أحب أبا أو أما أكثر مني فلا يستحقني ، ومن أحب ابنا أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني
    38
    ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني
    39
    من وجد حياته يضيعها ، ومن أضاع حياته من أجلي يجدها
    40
    من يقبلكم يقبلني ، ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني
    41
    من يقبل نبيا باسم نبي فأجر نبي يأخذ ، ومن يقبل بارا باسم بار فأجر بار يأخذ
    42
    ومن سقى أحد هؤلاء الصغار كأس ماء بارد فقط باسم تلميذ ، فالحق أقول لكم : إنه لا يضيع أجره
    والمجد لله دائماً.

    باكر
    مزمو باكر
    من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي.
    بركاته علينا،
    آمين.
    مزامير 132 : 9 , 10 , 17 , 18
    الفصل 132
    9
    كهنتك يلبسون البر ، وأتقياؤك يهتفون
    10
    من أجل داود عبدك لا ترد وجه مسيحك
    17
    هناك أنبت قرنا لداود . رتبت سراجا لمسيحي
    18
    أعداءه ألبس خزيا ، وعليه يزهر إكليله
    مبارك الآتي باسم الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد.
    آمين.

    إنجيل باكر
    قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس.
    فصل شريف من بشارة معلمنا لوقا الإنجيلي.
    بركته تكون مع جميعنا، آمين.
    لوقا 6 : 17 - 23
    الفصل 6
    17
    ونزل معهم ووقف في موضع سهل ، هو وجمع من تلاميذه ، وجمهور كثير من الشعب ، من جميع اليهودية وأورشليم وساحل صور وصيداء ، الذين جاءوا ليسمعوه ويشفوا من أمراضهم
    18
    والمعذبون من أرواح نجسة . وكانوا يبرأون
    19
    وكل الجمع طلبوا أن يلمسوه ، لأن قوة كانت تخرج منه وتشفي الجميع
    20
    ورفع عينيه إلى تلاميذه وقال : طوباكم أيها المساكين ، لأن لكم ملكوت الله
    21
    طوباكم أيها الجياع الآن ، لأنكم تشبعون . طوباكم أيها الباكون الآن ، لأنكم ستضحكون
    22
    طوباكم إذا أبغضكم الناس ، وإذا أفرزوكم وعيروكم ، وأخرجوا اسمكم كشرير من أجل ابن الإنسان
    23
    افرحوا في ذلك اليوم وتهللوا ، فهوذا أجركم عظيم في السماء . لأن آباءهم هكذا كانوا يفعلون بالأنبياء
    والمجد لله دائماً أبدياً، آمين.

    قراءات القداس
    البولس
    بولس، عبد يسوع المسيح، المدعوّ رسولاً، المُفرَز لإنجيل الله.
    البولس، فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى عبرانيين .
    بركته تكون مع جميعنا، آمين.
    عبرانيين 7 : 18 - 8 : 13
    الفصل 7
    18
    فإنه يصير إبطال الوصية السابقة من أجل ضعفها وعدم نفعها
    19
    إذ الناموس لم يكمل شيئا . ولكن يصير إدخال رجاء أفضل به نقترب إلى الله
    20
    وعلى قدر ما إنه ليس بدون قسم
    21
    لأن أولئك بدون قسم قد صاروا كهنة ، وأما هذا فبقسم من القائل له : أقسم الرب ولن يندم ، أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق
    22
    على قدر ذلك قد صار يسوع ضامنا لعهد أفضل
    23
    وأولئك قد صاروا كهنة كثيرين من أجل منعهم بالموت عن البقاء
    24
    وأما هذا فمن أجل أنه يبقى إلى الأبد ، له كهنوت لا يزول
    25
    فمن ثم يقدر أن يخلص أيضا إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله ، إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم
    26
    لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا ، قدوس بلا شر ولا دنس ، قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السماوات
    27
    الذي ليس له اضطرار كل يوم مثل رؤساء الكهنة أن يقدم ذبائح أولا عن خطايا نفسه ثم عن خطايا الشعب ، لأنه فعل هذا مرة واحدة ، إذ قدم نفسه
    28
    فإن الناموس يقيم أناسا بهم ضعف رؤساء كهنة . وأما كلمة القسم التي بعد الناموس فتقيم ابنا مكملا إلى الأبد
    الفصل 8
    1
    وأما رأس الكلام فهو : أن لنا رئيس كهنة مثل هذا ، قد جلس في يمين عرش العظمة في السماوات
    2
    خادما للأقداس والمسكن الحقيقي الذي نصبه الرب لا إنسان
    3
    لأن كل رئيس كهنة يقام لكي يقدم قرابين وذبائح . فمن ثم يلزم أن يكون لهذا أيضا شيء يقدمه
    4
    فإنه لو كان على الأرض لما كان كاهنا ، إذ يوجد الكهنة الذين يقدمون قرابين حسب الناموس
    5
    الذين يخدمون شبه السماويات وظلها ، كما أوحي إلى موسى وهو مزمع أن يصنع المسكن . لأنه قال : انظر أن تصنع كل شيء حسب المثال الذي أظهر لك في الجبل
    6
    ولكنه الآن قد حصل على خدمة أفضل بمقدار ما هو وسيط أيضا لعهد أعظم ، قد تثبت على مواعيد أفضل
    7
    فإنه لو كان ذلك الأول بلا عيب لما طلب موضع لثان
    8
    لأنه يقول لهم لائما : هوذا أيام تأتي ، يقول الرب ، حين أكمل مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهدا جديدا
    9
    لا كالعهد الذي عملته مع آبائهم يوم أمسكت بيدهم لأخرجهم من أرض مصر ، لأنهم لم يثبتوا في عهدي ، وأنا أهملتهم ، يقول الرب
    10
    لأن هذا هو العهد الذي أعهده مع بيت إسرائيل بعد تلك الأيام ، يقول الرب : أجعل نواميسي في أذهانهم ، وأكتبها على قلوبهم ، وأنا أكون لهم إلها وهم يكونون لي شعبا
    11
    ولا يعلمون كل واحد قريبه ، وكل واحد أخاه قائلا : اعرف الرب ، لأن الجميع سيعرفونني من صغيرهم إلى كبيرهم
    12
    لأني أكون صفوحا عن آثامهم ، ولا أذكر خطاياهم وتعدياتهم في ما بعد
    13
    فإذ قال جديدا عتق الأول . وأما ما عتق وشاخ فهو قريب من الاضمحلال
    نعمة ربنا يسوع المسيح فلتكن معكم ومعي، يا آبائي وأخوتي،
    آمين.

    الكاثوليكون
    فصل من رسالة 3 لمعلمنا يوحنا .
    بركته تكون مع جميعنا،
    آمين.
    3 يوحنا 1 : 1 - 15
    الفصل 1
    1
    الشيخ ، إلى غايس الحبيب الذي أنا أحبه بالحق
    2
    أيها الحبيب ، في كل شيء أروم أن تكون ناجحا وصحيحا ، كما أن نفسك ناجحة
    3
    لأني فرحت جدا إذ حضر إخوة وشهدوا بالحق الذي فيك ، كما أنك تسلك بالحق
    4
    ليس لي فرح أعظم من هذا : أن أسمع عن أولادي أنهم يسلكون بالحق
    5
    أيها الحبيب ، أنت تفعل بالأمانة كل ما تصنعه إلى الإخوة وإلى الغرباء
    6
    الذين شهدوا بمحبتك أمام الكنيسة . الذين تفعل حسنا إذا شيعتهم كما يحق لله
    7
    لأنهم من أجل اسمه خرجوا ، وهم لا يأخذون شيئا من الأمم
    +++

    (عدل بواسطة Sudany Agouz on 07-17-2014, 07:30 PM)

                  

07-18-2014, 03:29 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الكرام ..

    اليوم الجمعة ..

    وبعد قليل ...


    مع أبينا الورع مكارى يونان ..

    وعلى قناة الكرمة ...

    ومن على هذا الرابط ...

    http://alkarmatv.com/alkarma-tv-live-streaming

    الرب يبارك حياتكم ...

    أخوكم وعمكم العجوز ...
    أرنست
    +++
                  

07-19-2014, 12:35 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 25-3-2007

    فوائد الهدوء والفضائل المرتبطة به

    * الهدوء يريح الأعصاب, ويساعد الفكر في عمله. وفي الهدوء يمكن للإنسان أن يحل مشاكله, بأعصاب غير مضطربة وفكر غير مشوش.

    وفى التعامل مع الناس, الطريقة الهادئة أكثر تأثيرًا في النفس وتأتى بنتائج مقبولة, بعكس الطرق العنيفة التي تأتى بردود فعل سيئة. لذلك فالإنسان الهادئ محبوب من الناس, يساعدهم هدوءه على قبول كلامه.

    وفى الحياة العملية الشيء الذي يُعمل في هدوء, يأتي بنتائج أفضل..

    * غير أن بعض الناس طبيعتهم نارية. أينما يحلّ الواحد منهم, يحلّ معه التوتر والغليان, ويسبقه ضجيجه. هو عبارة عن شعلة متقدة, حيثما ألقيت أشعلت وأحرقت, وتفجّر منها الشرار. والشخص الناري نظراته من نار, كلماته قذائف, وطلباته أوامر لا تقبل التأجيل.

    هذه الطبيعة الثائرة, إن وجدت هادئًا تثيره. أما الطبيعة الهادئة فإن وجدت ثائرًا تهدئه.

    * الشخص الهادئ الأعصاب لا ينفعل بسرعة. وربما لا ينفعل أيضًا ببطء. إنه كالجبل الرأسي, تعصف به الرياح وهو راسخ. أو هو كالجنادل الستة التي تعترض النيل في أقصى الجنوب, مهما عصفت بها الأمواج تبقى هادئة في مكانها, لا تتأثر ولا تتزحزح…

    أما الإنسان الثائر الأعصاب, فأنه ينفعل بسرعة ويثور ويصخب, وربما لأتفه الأسباب أو بغير ما سبب. لمجرد شكوكه الداخلية وتصوراته!

    بعكس الإنسان الهادئ, فهو قوى, تعجز الأسباب الخارجية عن أن تثيره.

    بل تستطيع أعصابه القوية أن تصمد أمامها. وهكذا ينال إعجاب الناس. بينما الثائر الصاخب: مهما ثار وضج، وشتم وهدّد، وبدأ وكأنه يخيف غيره، فإنه لا ينال احترام أحد. ثورته تدل على ضعفه وعلى عدم قدرته في ضبط نفسه...

    * الشخص غير الهادئ نفسيًا, يضع هموم الدنيا كلها فوق رأسه. ويتعرض بذلك لمشاكل كثيرة: فيفقد سلامه الداخلي, ويقع في الاضطراب والقلق وما في ذلك من أتعاب, وربما يقع كذلك في الكآبة والحزن والارتباك. وقد يصاب نتيجة لذلك بأمراض عديدة جسدية ونفسية. إنه يضر نفسه صحيًا وفكريًا واجتماعيًا. ويفقد شخصيته واحترام الناس له. إنه يغضب منهم يغضبون عليه. وإن ثار عليهم, ما أسهل أن يعاملوه بالمثل, فيفقد صداقتهم ومحبتهم, وقد يتعرض لعداوتهم.

    * غير الهادئ: أقل كلمة تعكره, وأقل تصرف يثيره. وربما تحاربه رغبة في الانتقام وفي الدفاع عن نفسه, وفي إثبات وجوده وحماية كرامته. فيثور ولا يصل إلى نتيجة, بل تسوء حالته. وفي كل حال يخسر المواقف, وتُمسك عليه أخطاء...

    * أما الإنسان الهادئ, فإنه بالجواب اللين يصرف الغضب, ويمكنه أن يهدئ مناقشه مهما كان ثائرًا...

    ودائمًا الإنسان الهادئ هو الأقوى... لأنه أستطاع أن يتحكم في أعصابه وفي ألفاظه. ولأنه ارتفع فوق مستوى الإثارة فلم تقوَ عليه. وأيضًا لأنه- في هدوئه- يمكنه أن يتحكم في الموقف, وأن يدير الحوار بغير انفعال.

    * انظروا إلى السماء في هدوئها. وكذلك الملائكة وكيف ينفذون أوامر الله في هدوء عجيب. وكيف يعلمون في حراستنا وحفظنا بهدوء كامل حتى أننا لا نشعر بهم ولا بعملهم...! وانظروا أيضًا كيف كان الشهداء هادئين أثناء استشهادهم, يستقبلون الموت في هدوء وبكل فرح, لملاقاة الرب...

    * أيضًا القلب الهادئ يتمكن من العمل الروحي, في الصلاة والتأمل والقراءة والتسبيح. أما إذا فقد القلب هدوءه, فإنه لا يقدر على التأمل. وإن حاول الصلاة تسرح أفكاره وتطيش. وإن قرأ كتابًا لا يمكنه أن يركزّ ويفهم ويتابع... لأجل كل هذا كان النُساك والرهبان يبحثون عن الهدوء والسكون. لأنه في الجو الهادئ, وفي المكان الهادئ, البعيد عن الصخب والضوضاء, يمكنهم أن يمارسوا عملهم الروحي...

    فضائل ترتبط بالهدوء

    * الهدوء له علاقة بالمحبة, يأخذ منها ويعطيها:

    فالإنسان المحب يكون هادئًا في علاقته مع الناس. لا يثور عليهم, ولا يمتد ولا يشتد. أما الكراهية فإن دخلت إلى قلب شخص, تكون كالبركان الثائر الذي لا يهدأ. تريد أن تنتقم وأن تحطم. ولا تهدأ حتى تنفذ ما تريد, وتنفّس عما في داخلها.

    والعالم يحتاج إلى الحب والهدوء, لكي يحل مشاكله. يحلها بالتصالح وليس بالتصارع. ففي الهدوء وبالهدوء, يمكن أن يتلاقى الناس مهما اختلفت أفكارهم, ليحلوا مشاكلهم في هدوء الحوار المشبع بالحب.

    أما إن اختفى الهدوء, فإن الحب يختفي معه. إذ لا تبقى المحبة مع التشويش والصخب والضوضاء, والحدة في الصوت, والشدة في التصرف...

    * لهذا ترتبط فضيلة الهدوء بفضيلة السلام أيضًا.

    فالإنسان الهادئ يكون على الدوام مسالمًا. كان أن المسالم يكون بطبيعته هادئًا. الهادئ لا يخاصم ولا يصيح, ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لذلك يعيش مع الناس في سلام, لأنه لا يتشاجر مع أحد, ولا يحلّ مشاكله بالعنف, بل بالهدوء.

    إن السلام قد يُفقد بين عنيف وعنيف. ولكنه لا يُفقد بين عنيف وهادئ. لأن الهادئ يحتمل العنيف. كما أن النار لا تطفئها النار, بل يطفئها الماء... فإن كان الهادئ يستطيع بهدوئه أن يطفئ نار العنفاء. فكم بالأولى يكون السلام بين اثنين هادئين. كذلك فإن الهدوء مظهر يعبرّ عن السلام الداخلي في الشخص الواحد.

    * والعلاقة بديهية بين الهدوء والوداعة.

    لأن الهدوء هو فرع من فروع الوداعة, حتى أن اسميهما يتبادلان المواقع. فحينما نتكلم عن الهادئ نتكلم عن الوديع. وحينما نتكلم عن الوديع نتكلم عن الهادئ. والذي يفقد هدوءه, بلا شك يفقد وداعته...

    * هناك علاقة أيضًا بين الهدوء والعمق:

    فالإنسان الهادئ يمكنه أن يصل إلى العمق. ومن يصل إلى العمق, يصير عميقًا. وهنا يحضرني عبارة قالها أحد الآباء الأدباء الروحيين وهى:

    "عندما رمى بي الله حصاة على بحيرة الحياة, أحدثت فقاقيع على سطحها ودوائر لا حصر لها. ولكنني حينما وصلت إلى القاع صرت هادئًا".

    حقًا إن السطحيين يحاولون أن يحدثوا فقاقيع على سطح الحياة ودوائر لا حصر لها. ولكنهم إن وصلوا إلى العمق يصيرون هادئين... وهكذا من يصل إلى نضج الحياة وإلى عمق الفكر وعمق الروحيات.

    أما الإنسان السطحي غير العميق, فلا يكون هادئًا, بل يجول باحثًا عن ذاته, أو محاولًا أن يحقق ذاته, هنا وهناك.

    * والهدوء يتعلق أيضًا بالإيمان والتسليم

    الذي يحيا حياة الإيمان, يعيش في هدوء قلبي, شاعرًا أن حياته في يديّ الله الحانيتين. لذلك لا يقلق أبدًا ولا يضطرب. وإن حاقت به مشكلة يثق بأن الله لابد سيحلها, وينتظر الرب في هدوء. وبالأيمان يقول "كله للخير". وإن أتعبته الضيقات إلى حين, يقول "مصيرها أن تنتهي". فيهدأ قلبه ويستقر.

    كما أن الذين يحيون في الإيمان, لا يكونون سببًا في تعكير هدوء غيرهم.
    +++
                  

07-20-2014, 04:55 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 1-4-2007

    هدوء النفس والفكر

    1- هناك أشياء كثيرة تعكر هدوء النفس أحيانًا، منها أخطاء الآخرين:

    فقد تكون أخطاؤهم مؤذية أو مغلقة أو مثيرة تُفقد الإنسان هدوءه. ربما تصدر منهم حروب أو مضايقات أو معاكسات. وهكذا يمكن فقد الهدوء بسبب جار مشاكس، أو زميل متعب في العمل، أو مدير عنيف. أو بسبب أخطاء الغير التي تسبب ضررًا، أو تُلجئ الشخص أن يكون في حالة حرص مستمر، أو في حالة توتر بسبب ما يتوقعه من مشاكل.

    فقد يخرج المدرس عن هدوئه بسبب تصرفات تلاميذه. وقد يفقد الأب هدوءه بسبب أخطاء الابن. وربما تصرفات من بعض أفراد تؤثر على هدوء المجتمع كله.

    2- وقد يفقد الإنسان هدوءه بسبب معاشرة غير الهادئين:

    فإن عاشر إنسانًا مضطربًا أو قلقًا أو خائفًا، ربما تنتقل عدوى أخطاء هذا الشخص إليه، أي ينتقل إليه الخوف أو الاضطراب أو القلق. وبالعكس فإن معاشرة الهادئين تُدخل الهدوء إلى النفس.

    إن كثيرًا من النواحي النفسية يمتصها الإنسان من غيره، جيدة كانت أم رديئة... لذلك ليس غريبًا إن داومت الجلوس في مكان فيه سجن، أن تتنجس نفسك بما تسمعه من أحاديث الناس. وليس بعيدًا إن عاشرت إنسانًا كثير الشك، أن يسرى الشك إلى فكرك وقلبك دون أن تقصد!

    3- مما يفقد الهدوء أيضًا، بعض الأخبار ووسائل الإعلام:

    * ما أكثر ما تقدمه بعض الفضائيات والصحف وسائر وسائل الإعلام من أخبار مثيره قد تزعج نفسيات الناس، وتؤثر على أفكارهم وأعصابهم. حتى ليظن البعض أن هناك دمارًا قد حدث أو كوارث سوف تحدث! وقد تتلاحق هذه الأخبار بسرعة، حتى ما يفيق الشخص من سماع خبر، إلا ويلاحقه خبر آخر.. وهكذا يعيش البعض في توتر! وهناك صحفيون يرون أن الإثارة هي دليل النجاح في نشر أخبارهم، فيختارون العناوين المثيرة والأخبار المثيرة، بغض النظر عما تحدثه في النفوس، وقد لا تكون صحيحة.

    * ونفس الوضع ينطبق على الأخبار التي يرويها الناس في أحاديثهم.

    أخبار المشاكل والضيقات والآلام والفضائح، سواء على مستوى عام أو على مستوى الأسرة أو الفرد. وهناك من يروى بأسلوب فيه انفعال شديد، ينقله إلى من يسمعه فينفعل بانفعاله..

    ويعيش الناس في شدّ وجذب من جرّاء الأخبار المتلاحقة. حتى أن من يريد أن يحيا في هدوء، يحاول أن يبعد عن هذه الأخبار المثيرة..

    4- وأهم ما يُفقد الإنسان هدوءه، ما تحدث له من مشاكل:

    * فصغار النفوس، أقل مشكلة تزعجهم. أما الكبار فقد يتضايقون إلى حين، إن بدت المشكلة بلا حلّ. فإن وصلوا إلى حل، تهدأ نفوسهم.

    الإنسان غير الهادئ قد يقيم الدنيا ويقعدها إن صادف مشكلة. وقد يكون تصرفه في علاجها، هو مشكلة أخرى يسببها وتكون أسوأ مما أراد علاجه!

    * والإنسان قد يفقد هدوءه أمام مشكلة خاصة، أو أمام مشكلة عامة، كالمواصلات أو الروتين أو المشاكل الاقتصادية.

    هدوء الفكر:

    الإنسان غير الهادئ، تشغله أفكار كثيرة، تموج وتطيش، وتروح وتجئ، ولا تثبت على حال. فكرً يجذبه إلى هنا، وفكر يشده إلى هناك. وذهنه دائم التغير. والأفكار تؤثر على نفسه، فتكون غير مستقرة. وهكذا يحاربه القلق والشك، ويدفعانه إلى الخوف والتردد.

    فالفكر الشكاك القِلق يفقد هدوءه من الداخل:

    ويظل يسائل نفسه في حيرة: هل هو على حق في شكوكه، أم إنها وهم بدافع من الخوف؟ وكيف يمكنه أن يتحقق من ذلك؟ وربما لا يصل إلى حل، وتظل الشكوك تعذبه وتؤرقه، وتختفي أحيانًا ثم تظهر. وفي شكوكه ما أسهل أن تسوء علاقته مع الآخرين.

    والشك على أنواع: سواء كان شكًا في وقائع أو أشخاص، أو في عقيدة أو في الله نفسه. وربما يكون شك الشخص في ما ينتظر مستقبله.. وفي كل ذلك يكون العقل مضطربًا، وأفكاره حائرة وغير هادئة.

    على أن هدوء القلب قد يجلب هدوء الأفكار. وقد ينجوا الشخص من شكوكه باستشارة بعض الحكماء، وبالصلاة لكيما ينقذه الله من شكه ويكشف له الحقيقة، ويُبعد عنه الاضطراب والقلق والحيرة.

    ومن مظاهر عدم هدوء الفكر: حالة الفكر الطائش الجوّال:

    إن الفكر الهادئ يكون مركزًا، ومستقرًا في موضوع تفكيره، وله عمق في التفكير. أما الفكر غير الهادئ، فإنه يجول من موضوع إلى موضوع. ويطيش في أمور متعددة، بغير هدف. كالتلميذ الذي تطيش أفكاره اثناء المذاكرة، أو المصلى الذي تطيش أفكاره أثناء الصلاة.

    وقد قال أحد الآباء "إن كانت النار طعامها الوقود، فإن الفكر طعامه الحكايات". فالفكر الطائش غير الهادئ يهوى الحكايات. وينتقل من قصة إلى قصة، ومن خبر إلى خبر، ومن شخص إلى آخر، دون أن يهدأ، سواء في قراءته أو صلاته أو صمته. إنه يذكرنا بالشيطان الذي يهوى الجولان في الأرض والتمشي فيها!

    ومن مظاهر عدم هدوء الفكر، حالة الفكر النقّاد:

    ذلك الفكر الذي لا يعجبه أحد، ولا يعجبه شيء. فهو باستمرار ثائر على الأوضاع، يرى أن الحق قد ضاع! وهو دائمًا ينظر إلى كل الأمور بمنظار أسود. ويهوى أن ينتقد كل ما يصل إلى علمه. ولو عن غير معرفة وعن غير دراسة وعن غير فهم لمجريات الأمور!! وعلى رأى المثل العربي "الناس أعداء ما جهلوا".

    وهذا الشخص قد يحشر نفسه في ما لا شأن له وبه، ويتحدث بأسلوب الواثق في أمور ليست من اختصاصه. ومشكلته أن في قلبه سخطًا أو حقدًا، أو أن فيه تذمرًا على سائر الأمور، فيصل إلى النقد، ويتباهى بأنه ينقد. بينما يفقد فكر هدوءه. وأكثر من هذا، يحاول! إشاعة عدم الهدوء في عقول غيره، ينشر أفكاره الناقدة غير الهادئة.

    ومن الأفكار غير الهادئة، الفكر اللحوح:

    هذا النوع من الفكر يلحّ على عقل الإنسان إلحاحًا، ويضغط عليه بطريقة متعبة. وإن حاول العقل أن يتخلص منه، لا يستطيع، بل يستمر فيه. وبخاصة ذلك الفكر الذي ينام به الإنسان ويصحو، ويلحّ عليه بلا هوادة ولا راحة، حتى أثناء عمله وأثناء سيره. وأخطر من هذا أن يدفعه إلى التنفيذ بسرعة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولا يعطيه فرصة لمراجعته!

    هذا الفكر اللحوح يفقد الإنسان هدوءه، ويعطله عن أمور أخرى قد تكون هامة جدًا. ويضغط على أعصابه ويتلفها، لكيما تحسب أن تنفيذ هذا الفكر هو أسهل وسيلة للراحة منه...

    إن الفكر اللحوح هو فكر مشاغب وعنيف، كما لو كان يرغم صاحبه...

    ومن أنواع الأفكار غير الهادئة: الفكر المتقلب:

    ذلك الذي يعرض الشيء وعكسه. وتارة يوافق على أمر ما، وفي وقت آخر يعارضه. ويتحمس للموضوع حينًا، ثم يفتر حماسه! إنه كأمواج البحر، في المدّ والجزر. وهو فكر متردد يسبب لصاحبه القلق وعدم الاستقرار. يذكّرنا بقول الشاعر:

    كريشة في مهب الريح طائرةٍ لا تستقر على حالٍ من القلق

    أما الفكر الهادئ، فإنه يشبه السفينة التي تشق طريقها في هدوء، في مسار واحد، لا تضطرب فيه، ولا تنحرف يمنة ولا يسرة..

    أن الأفكار الهادئة تنبع من قلوب هادئة. بينما الأفكار غير الهادئة تفقد القلب هدوءه. وكذلك القلب غير الهادئ يزعج الأفكار.
    +++
                  

07-20-2014, 11:24 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    (يوم الأحد)
    20 يوليو 2014
    13 ابيب 1730
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 127 : 1 ، 5 ، 6 )
    طُوبَى لجميع الَّذينَ يَتَّقونَ الرَّبَّ، السَّالكينَ في طُرقهِ. يُباركُك الربُّ مِن صهيونَ. وتُبصرُ خيرات أورشليمَ جميعَ أيام حياتِك. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 16 : 1 ـ 18 )
    وقال أيضاً لتلاميذه: " كان إنسانٌ غنيٌّ له وكيلٌ، فوشيَ به إليه بأنه يُبَذِّر أمواله. فدعاه وقال له: ما هذا الذي أسمعه عنكَ؟ أعطني حساب الوكالة لأنَّك لا تكون وكيلاً بعد. فقال الوكيل في نفسه: ماذا أفعل؟ سيِّدي يأخذ منِّي الوكالة. ولستُ أستطيع أن أنقب وأستحي أن أسأل صدقة. قد علِمتُ ماذا أصنع، حتَّى إذا عُزلتُ عن الوكالة يقبلوني في بيوتهم. فدعا كل واحدٍ من مديوني سيِّده، وقال للأوَّل: كـم عـليـك لسـيِّدي؟ أمَّـا هو فقال: مئة قفيز ( بثِّ ) زيتٍ. فقال: خُذ صكَّك واجلس عاجلاً واكتُب خمسين. ثم قال لآخر: وأنت كم عليك؟ فقال مئَة كرِّ قمح. فقال له: خُذ صكَّك واكتُب ثمانين. فمدح السيِّد وكيل الظُّلم إذ بحكمةٍ صنع، لأنَّ أبناء هـذا الدَّهر أحـكم من أبناء النُّور في جيلهم. وأنا أقول لكم: اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظُّلم، حتى إذا فَنِيتُم يقبلونكم في المظالِّ الأبديَّة. الأمين في القليل يكون أميناً أيضاً في الكثير. والظَّالم في القليل ظالمٌ أيضاً في الكثير. فإنْ لم تكونوا أُمناء في مال الظُّلم، فمَن يأتمنكُم على الحقِّ؟ وإنْ لم تكونوا أُمناء في ما هو للغير، فمَن يُعطيكُم ما هو لكم. لا يَقدرُ عبدٌ أن يَخدِم سيِّدَينِ، لأنَّهُ إمَّا أن يُبغِضَ الوَاحِد ويُحبَّ الآخَرَ، أو يُطيع الوَاحد ويَحتَقِر الآخَرَ. لا تَقدرونَ أن تَخدِموا اللهِ والمَالَ ".وكان الفرِّيسيُّونَ أيضاً يَسمَعون هذا كُلَّهُ، وهُم مُحِبُّونَ للمَال، فكانوا يستهزئون به. فقال لهُم: " أنتُمُ الَّذينَ تُبرِّرونَ أنفُسَكُم قُدَّامَ النَّاس! ولكنَّ اللهَ يَعرفُ قُلوبَكُم. إن المُستَعلي عِندَ النَّاس هو رِجْسٌ عند اللهِ.كانَ النَّاموسُ والأنبياءُ إلى يوحنَّا. ومِن ذلك الوقتِ يُبَشَّرُ بمَلكوتِ اللهِ، وكلُّ واحدٍ يَغتَصِبُ نفسَهُ إليه. ولكنَّ زوال السَّماءِ والأرضِ أيسرُ مِن أن يسقُطَ حرف واحد مِن النَّاموس. كُلُّ مَن يُطلِّقُ امرأتَهُ ويَتَزَوَّجُ بأُخرَى يَزني، وكُلُّ مَن يَتَزَوَّجُ بمُطَلَّقةٍ مِن بعلها يَزني.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 40 : 1 ، 2 )
    طُوبى للذي يتفهَّمُ في أمرِ المسكينِ والفقيرِ، في يوم السوءِ يُنجِّيهِ الربُّ. الربُّ يحفظهُ ويحييهِ، ويجعلهُ في الأرضِ مغبوطاً. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 16 : 2 ـ 8 )
    وباكراً جدّاً في أوّل الأسبوع أتينَ إلى القبر، إذ طلعت الشَّمس. وكُنَّ يُقلنَّ لبعضهنَّ: " مَن يُدحرج لنا الحجر عن باب القبر ". فرفعنَ عيونهنَّ ورأينَ أنَّ الحجر قد دُحرج! لأنَّه كان عظيماً جدّاً. ولمَّا دخلنَ القبر رأينَ شابّاً جالساً عن اليمين لابساً حُلَّةً بيضاء فاندهشنَ. أمَّا هو فقال لهُنَّ: " لا تخفنَ! أنتنَّ تطلبنَ يسوع النَّاصريَّ المصلوب. قد قام! ليس هو ههنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه. لكن اذهبنَ، وقُلنَ لتلاميذه ولبطرس إنَّه يسبقكم إلى الجليل. هناك ترونه كما قال لكم ". فخرجنَ سريعاً وهربنَ من القبر، لأنَّ الرِّعدة والحيرة أخذتاهنَّ. ولم يَقلنَ لأحدٍ شيئاً، لأنَّهُنَّ كُنَّ خائفاتٍ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القـداس
    البولس من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل غلاطية
    ( 1 : 1 ـ 24 )
    بولس، رسولٌ لا مِن النَّاسِ ولا بإنسانٍ، بل بيسوع المسيح واللهِ الآبِ الذي أقامَهُ مِن الأمواتِ، وجميعُ الإخوةِ الذينَ معي، إلى كنائسِ غلاطيَّة. النعمة لكُم والسَّلام مِن اللهِ أبينا وربنا يسوعَ المسيح، هذا الذي بَذلَ نفسهُ عن خطايانا، ليُنقذَنا مِن هذا العالم الحاضِر الشِّرِّير حسبَ إرادةِ اللهِ والآب، الذي له المجد إلى أبد الآبدين. آمين. إنِّي أتعجَّب أنَّكُم تَنتقلونَ هكذا سريعاً عن الذي دعاكُم بنعمة المسيح إلى إنجيلٍ آخرَ. الذي ليس هو آخر، غير أنَّه يوجد قومٌ يُزعجونَكُم ويريدوِّن أن يُحَوِّلوا إنجيلَ المسيح. ولكن إن كُنَّا نحن أو ملاكٌ مِن السَّماء يُبشِّركُم بغير ما بشَّرناكُم به فليكن محرُوماً. كما سبقنا فقلنا أقول الآن أيضاً: إن كان أحدٌ يُبشِّركُم بغير مَا قبِلتُم فليكن محروماً. أفأستَعطفُ الآن النَّاس أَمْ الله؟ أَمْ أطلُب أن أُرضيَ النَّاس؟ فلو كُنتُ بعد أطلُب أن أُرضيَ النَّاس، لم أكُن عبداً للمسيح. وأُعرِّفُكُم أيُّها الإخوةُ أن الإنجيلَ الذي بشَّرتُ بهِ، ليس بحسبِ إنسان.ٍ لأنِّي لم أقبَلَهُ مِن عندَ إنسانٍ ولا عُلِّمتُهُ. بل بإعلانِ يسوعَ المسيح. فإنَّكُم سَمعتُم بسيرتي قبلاً في الدِّيانة اليهوديَّة أنِّي كُنتُ اضطهدُ كنيسةَ اللـهِ بإفراط وأُخربها. وكُنتُ أتقدَّمُ في الدِّيانةِ اليهوديَّةِ على كثيرينَ مِن أترابي في جنسي، إذ كُنتُ أَوْفَرَ غيرةً على مَا سَلَّمَهُ إليَّ آبائي. ولكن لمَّا سَرَّ الله الذي أفرزنى مِن بطنِ أُمِّي، ودعاني بنعمتِهِ. ليُعلِن ابنهُ فيَّ لأُبشِّرَ بهِ بين الأُمَم، للوقتِ لم أستشِر لحماً ودماً. ولا صعِدتُ إلى أورشليم إلى الرُّسُل الذينَ قبلي بل انطلقتُ إلى العَربيَّة، ثمَّ رَجعتُ أيضاً إلى دمشقَ. ثمَّ بعد ثلاثِ سنينَ صَعدتُ إلى أورشـليمَ لأنظُرَ كيفا أي الصفا، ومكثتُ عنده خمسـةَ عشرَ يوماً. ولكنَّني لم أرَ غيرَهُ مِن الرُّسُلِ إلاَّ يعقوبَ أخا الربِّ. والذي أكتُبُ بهِ إليكُم هوذا قُدَّام اللـهِ أنِّي لستُ أكذبُ فيهِ. وبعد ذلكَ جئتُ إلى نواحي سوريَّة وكيليكِيَّةَ. ولكنَّني كُنتُ غير معروفٍ بالوجه عند كنائس اليهوديَّة التي في المسيح. غير أنَّهُم كانوا يسمعونَ أنَّ الذي كان يضطهدُنا قبلاً، يُبشِّرُ الآن بالإيمانِ الذي كان قبلاً يُتلفُه. فكانوا يُمجِّدون اللـهَ فيَّ.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة يهوذا
    ( 1 : 14 ـ 25 )
    وتنبَّأ عن هؤلاءِ أيضاً أخنوخُ السَّابعُ مِن آدمَ قائلاً: " هوذا قد جاءَ الربُّ في ربواتِ قدِّيسيهِ، ليَصنَعَ دينونةً على الجَميع، ويُوبِّخ جميعَ المُنافقينَ على جميع أعمال نفاقهِم التي نافقوا بها، وعلى كلِ شيءٍ صعبٍ تكلَّمَ به عليهِ خُطاةٌ منافقون ". هؤلاءِ هُم مُتذمرونَ ملومون، سالِكونَ بحسبِ شهواتِهم، فَمُهُم يتكلَّم بعظائم، يُحَابُونَ الوجوهِ مِن أجلِ المنفعةِ. وأمَّا أنتُم يا أحبائي فاذكروا الأقوال التي قالها سابقاً رُسُلُ ربَّنا يسوعَ المسيح. فإنَّهُم كانوا يقولونَ لكُم إنَّه في الزمان الأخير سيأتي قومٌ طغاة، يسلكونَ بحسبِ شهواتِ نفاقهم. هؤلاء هُم المُعتزلونَ بأنفسهم، نَفسانيُّون لا روحَ لهُم. وأمَّا أنتُم يا أحبَّائي فابنوا أنفسكُم على إيمانكُم الأقدسِ، مُصلِّينَ في الرُّوح القُدُس، ولنحفظَ أنفسنا في محبةِ اللهِ، مُنتظرينَ رحمة ربِّنا يسوعَ المسـيح للحياةِ الأبديَّةِ. وبكِّـتوا البعض عندما يكونوا مُدانين، وخلِّصوا البعض، واختطفوهم مِن النَّار، وارحموا البعض بالتَّقوى مُبغضينَ حتَّى الثَّوبَ المُدنَّس مِن الجسدِ. والقادرُ أن يحفظكُم غير عاثرينَ، ويُقيمكُم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج، الله وحده مُخلِّصنا، بيسوع المسيح ربنا، له المجد والعظمة والعز والسُّلطان، قبل كل الدُّهور والآن وإلى دهر الدَّاهرين. آمين.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 5 : 19 ـ 23 )
    ولكنَّ ملاكَ الربِّ فتحَ أبوابَ السِّجن في اللَّيل وأخرجَهُم وقال: " اذهبوا وكلِّموا الشَّعبَ في الهيكل بجميع كلام هذه الحياة ". فلمَّا سَمعوا بكَّروا ودخلوا الهيكل وجعلوا يُعَلِّمونَ. ثمَّ جاء رئيس الكهنة وكل الذينَ معه، واجتمعوا في المجمع مع كلِّ شيوخ بني إسرائيل، وأرسلوا إلى الحبس ليُؤتى بهم. ولكنَّ الخُدَّام لمَّا جاءوا لم يَجدوهُم في السِّجن، فرجعوا وأخبروا قائلين: " إنَّنا وجدنا الحبس مُغلقاً بكُلِّ حرصٍ، والحُرَّاس واقفينَ خارجاً على الأبواب، ولمَّا فتحنا لم نجد في الدَّاخل أحداً ".
    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم الثالث عشر من شهر أبيب المبارك
    1. نياحة القديس بيسنتاؤس أسقف قفط
    2. شهادة القديس أبامون الطوخي
    3. شهادة الأنبا شنوده في أوائل حكم العرب
    1 ـ في مثل هذا اليوم تنيح الأب القديس الأنبا بيسنتاؤس أسقف قفط. كان قد ترهَّب منذ حداثته وقام بعبادات كثيرة، ودرس الكتاب المقدس، وحفظ أغلب أسفاره، كما درس كتب الكنيسة. وكان لا ينظر إلى وجه امرأة مُطلقاً. وحدث أن امرأة مصابة بداء عضال، انتظرته حتى خرج من الكنيسة واقتربت منه لتقبل يده لإيمانها أنها ستنال الشفاء. ولكنه حين رآها تدنو منه أسرع في خطاه. وإذ لم تلحقه أخذت قليلاً من التراب الذي وطأه بقدميه، ووضعته على مكان الألم، فزال للحال.ولمَّا رُسِمَ أسقفاً، كان وهو يُقدِّس ينظر الملائكة ترفرف بأجنحتها في الهيكل. وكان هذا الأسقف حسن المنطق في وعظه، لا يمل أحد من سماع تعليمه. ولمَّا أعلمه الرب بقرب نياحته جمع شعبه، ووعظهم وثبتهم على الإيمان، وأوصاهم كثيراً. ثم سلم روحه بيد الرب. وقد أظهر اللـه من جسده آيات كثيرة حتى أن تلميذه أخذ قطعة من كفنه، ووضعها على المرضى فشفوا. صلاته تكون معنا. آمين.
    2ـ وفى مثل هذا اليوم أيضاً استشهد القديس أبامون. كان من مدينة طوخ من كرسي بنها، وقد ظهر له الملاك ميخائيل، وأمره أن يمضي إلى أنصنا ويعترف بالمسيح. فذهب إلى هناك واعترف أمام أوخيوس الوالي بالسيد المسيح، فعذَّبه كثيراً بالمعصرة والحديد المُحمى في النار والضرب بالسّياط، ثم ألقاه في مستوقد الحمام، وفي هذا جميعه كان الرب يقويه ويقيمه سالماً، واستحق أن يظهر له السيد المسيح ويَعِدُه بالملكوت السمائي، وقد صنع هذا القديس آيات كثيرة. ولمَّا قطعوا رأسه بالسيف نال إكليل الشهادة. وكان القديس يوليوس الأقفهصي حاضراً، فأخذ جسده ولفه بلفائف فاخرة، وأرسله مع غلامين إلى بلده. صلاته تكون معنا. آمين.
    3ـ وفى مثل هذا اليوم أيضاً استشهد القديس شنوده. كان هذا رجلاً فاضلاً ومُحافظاً على العمل بالوصايا المسيحية. وكان ذلك في أوائل أيام دخول العرب مصر. فسعى به بعض أعدائه لدى الحاكم. فاستحضره وعرض عليه ترك دينه فرفض، وجاهر مفتخراً بالسيد المسيح. فغضب الوالي وعذَّبه كثيراً، وأخيراً قطع رأسه. فنال إكليل الشهادة.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 118 : 1 ، 2 )
    طُوباهم الذين بلا عيبٍ في الطَّريقِ، السَّالكونَ في ناموسِ الربِّ. طوباهُم الذينَ يفحصونَ عن شهاداته، ومِن كلِّ قلبهم يطلبونه. هللويا
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 18: 1 ـ 9 )
    في تلكَ السَّاعةِ تَقدَّمَ التَّلاميذُ إلى يسوعَ قائلينَ: " مَن هو الأعظمُ في ملكوتِ السَّموات؟ " فدعَا طفلاً وأقامهُ في وسطِهم وقال: " الحقَّ أقولُ لكُم: إن لم تَرجعوا وتَصيروا مثلَ الأولادِ فلن تَدخلوا ملكوتَ السَّمواتِ. فَمن اتَّضعَ مثلَ هذا الصبي فهذا هو العظيم في ملكوتِ السَّمواتِ. ومَن قَبِل صبياً هكذا بِاسمي فقد قَبِلني. ومَن أعثر أحد هؤلاء الصِّغار المؤمنين بي فخيرٌ له أن يُعلَّق في عُنقهِ حجرُ الرَّحى ويُغرَق في البحرِ. ويلٌ للعالم مِن العثراتِ. فأنه لابُدَّ أن تأتي الشكوك، ولكن ويلٌ لذلك الإنسانِ الذي به تأتي العثرة. فإن أعثرتكَ يدكَ أو رجلُكَ فاقطعهما وألقِهما عنك. لأنَّهُ خيرٌ لكَ أن تدخل الحياة أعرج أو أَقطع مِن أن تُلقى في النار الأبديَّة ولكَ يدان أو رجلان. وأن أعثرتكَ عينك اليُمنى فاقلعها وألقها عنك. لأنَّهُ خيرٌ لكَ أن تدخل الحياة أعور مِن أن تُلقى في جهنَّم النَّار ولكَ عينان.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

07-21-2014, 10:25 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 8-4-2007

    القيامة العامة يتبعها التمتع بما لا يُرى

    أهنئكم يا اخوتي وأبنائي بعيد القيامة المجيد, وبنعمة القيامة التي وهبها لنا الله, لنحيا حياة أخري في الأبدية السعيدة.

    وأهنئ الرئيس المحبوب حسني مبارك بالنتائج الموفقة لكل رحلاته لخير مصر, ولصالح الوطن العربي الكبير, راجيا له ولكم كل بركة وخير, وليحفظ الله العالم في أمن وسلام.

    وبعد, أود أن أحدثكم في هذا العام المبارك عن جوهر المتعة في العالم الآخر بالقيامة, وهي قول الكتاب المقدس "ما لم تره عين, ولم تسمع به إذن, ولم يخطر على بال إنسان ما أعدّه الله للذين يحبونه" (اكو 9:2). ولهذا نصحنا الكتاب بقوله "غير ناظرين إلى الأشياء التي تُرى, بل إلى التي لا تُرى, لأن التي تُرى وقتية, وأما التي لا تُرى فأبدية" (2 كو 4: 18).

    فما هي إذن تلك الأشياء التي لا تُرى؟ وما الذي لم تره عين وقد وُعدنا أن نتمتع به في الأبدية؟

    * من الأشياء التي لا تُرى: الأبدية:

    نحن نسمع عن الأبدية, ونقرأ عنها في وعود الله, ولكننا لم نرَ الأبدية, فكل شيء أمامنا إلي زوال, وحياتنا علي الأرض لها نهاية. فالذي ينظر باستمرار إلى الأبدية, وإلي امتداد حياته بعد الموت, يعمل لهذه الأبدية, ويستعد لها باستمرار, بالتوبة والعمل الصالح ونشر الخير في كل مكان ومع كل أحد, والذي يفكر في الأبدية باستمرار, لا ينظر إلي هذا العالم الحاضر, ولا يهتم به, موقنا بأن العالم يبيد وشهوته معه. كذلك لا يركز رغباته في المادة ولا يشتهيها... هو يعيش في العالم, ولكن العالم لا يعيش فيه, كما يمكنه أن يملك المادة, ولكن لا يسمح للمادة أن تملكه, بل يستخدمها للخير.

    إن العالم والمادة من الأشياء التي تُرى , فهي لذلك وقتية -فلا يجعلهما سببا لضياعه روحيًا- فقد قال السيد المسيح "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه" (مت 16: 26) ولهذا كل ما نفقده من العالم والمادة لا نحزن عليه, لأنه سوف لا يصحبنا في اليوم الأخير, ولا يكون معنا في الأبدية.

    * أيضا من الأمور التي لا تُرى: الملائكة وأرواح الأبرار:

    إن الملائكة أرواح, وهم حولنا يروننا, وينقذوننا من أخطار كثيرة, وعلى الرغم من وجودهم حولنا, فنحن لا نراهم بهذه العيون المادية, ولكننا سنراهم بلا شك بعد القيامة في الأبدية السعيدة, وكذلك سنرى أرواح الأبرار الذين سبقونا إلي السماء.

    أما الآن, فنحن بالروح نؤمن بوجود الملائكة, ونراهم بالإيمان ونستحي أن نفعل خطية في حضرتهم, على الرغم من أنها غير مرئية حاليًا.

    * من الأشياء التي لا تُرى أيضا: الروح:

    الروح لا تُرى, أما الجسد فهو من المرئيات, لذلك فالشخص الروحي, يحيا مهتمًا بروحه, وغذائها الروحي, وإن كان الجسد له غذاؤه المادي, فإن الروح تتغذى بحياة الفضيلة والبر, وتتغذي بمحبة الله وبعمل الخير, وبالصلاة والتسبيح, وبكلام الله في عمقه وروحانيته, والإنسان الذي يهتم بأبديته, يحرص على نموه الروحي وعلى التدريبات الروحية النافعة له. ذلك لأن اهتمامه بروحه ومصيرها الأبدي يجعله يبذل كل جهده في عمل ما يربطها بالله ووصياه فتكون مقدسة له.

    في نفس الوقت يجعل روحه هي التي تقود جسده, ولا تخضع أبدًا لغرائزه, بل بكل حرص وتدقيق, تتخلص من شهوات الجسد, ومن طياشة الحواس, ومن شهوة العين وتعظم المعيشة. فلا يكون لهذه المرئيات سلطان عليه...

    * كل متع الحياة الأرضية من الأشياء التي تُرى, أما متع الأبدية فهي ما لم تره عين, ولم يخطر علي قلب إنسان.

    * وهكذا فإن الآباء النسّاك, قد نظروا إلى كل متع هذه الحياة, فإذا هي زائلة وفانية لا تستحق اهتمامهم, فارتفعوا فوق مستواها وفوق كل رغبة فيها, وماتوا عن العالم, وزهدوا كل متعه الأرضية, ناظرين إلى ما سوف يتمتعون به بعد القيامة.

    * وفي هذا المعنى يقول القديس أغستينس "جلست على قمة العالم، حينما أحسست في نفسي أني لا أشتهي شيئًا ولا أخاف شيئًا".

    * وأكبر مثال في الارتفاع عن كل المرئيات، وعن الحياة الأرضية ذاتها، مثال الشهداء الذين تقدموا إلى الموت بفرح، غير ناظرين إلى العالم وكل ما فيه، ورافضين الإغراءات التي عرضت عليهم. ذلك لأنهم كانوا مركّزين كل أبصارهم وقلوبهم في ما لا يرى في الحياة بعد الموت.

    * من الأشياء التي لا تُرى أيضا, المعنويات:

    وأعني بها المُثل, القيم, والمبادئ, والحق, والخير, والبر... وأيضًا الإيمان لأنه هو "الثقة بما يرجى, والإيقان بأمور لا تُرى" فالذي يعيش بالإيمان, إنما يعيش ناظرًا إلى ما لا يُرى.

    وهو حينما يتطلع إلى السماء, لا ينظر فقط إلى هذا الغلاف الجوي المحيط بنا, الذي تسبح فيه الطائرات. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولا إلي الفَلَك الذي توجد فيه الشمس والأجرام السماوية البعيدة, وإنما إلي ما هو فوق ذلك بكثير... إلى السماء التي فيها الملائكة وعرش الله, والتي فيها كل شيء يسير حسب مشيئة الله, فلا خطية ولا عصيان. وأيضا السماء التي فيها أرواح الأبرار منتظرين يوم القيامة, وبدء الحياة الأبدية.

    * والذين ينظرون إلى ما لا يُري, يتوجهون بقلوبهم وأفكارهم إلى الله -جلّت قدرته- الله الذي لم يره أحد قط في لاهوته...

    إننا لم نرَ الله, لأن عيوننا هذه قاصرة عن رؤياه. ولكننا رأينا قوته وعجائبه, وعمل نعمته فينا وفي غيرنا. رأينا يده التي لا تُرى, وهي تتدخل في مشاكلنا وتحلها. ورأينا كرمه الذي يفتح كوى السماء ويفيض علينا, ويشبع كل حي من رضاه... ورأينا الله كيف يقيم الحق, ويسحق الباطل, وكيف يحكم للمظلومين...

    أما المتعة الحقيقية بعشرة الله في الأبدية فهذا ما لم نره بعد, ولكننا ننتظره بالإيمان.. الإيمان بما لم تره عين ولم يخطر على بال إنسان.

    أما كيف سنتمتع بعشرة الله في الأبدية, وما كنه تلك العشرة؟ فمن جهة هذا الأمر من الخير لي أن أصمت. إن الأبدية هي التي ستعلن لنا هذا الأمر الذي غالبا ما تعجز اللغة عن شرحه ووصفه..!

    * ومادامت الأبدية بهذا الجمال الذي لا يوصف, إذن يجب علينا أن نستعد لها...

    نستعد لها بمحبتها قبل أن نصل إليها. ونستعد لها بعدم التعلق بالمرئيات والانشغال بها. حقا إن القلب الذي يرتفع فوق المرئيات, هو حصن منيع لا ينهدم. إنه مستوي فوق العالم وفوق المادة والجسد..

    فالذي يتعلق قلبه تماما بحب المرئيات وشهوة الأمور التي في العالم, هذا المسكين حينما يترك الجسد ويصعد إلى السماء, أيجدها غريبة عليه؟! أو يصاب بالإحباط الذي لا يجد فيها ما يشتهيه من متع الدنيا؟ أم تراه يسأم السماء -إن كان قد وصل إليها- ويرى هذه الدنيا هي الأفضل!!

    لذلك يا أخوتي وأبنائي علينا أن نتدرب من الآن علي محبة السمائيات ومحبة الأمور التي لا تُري. ونكنز لنا كنوزا في السماء, إن ذهبنا إلى هناك نجدها...

    نعمل ما نستطيعه, ونطلب من نعمة الله أن تكمل لنا ما لا نقدر عليه. ولنتمسك بذلك الهدف السامي.

    وعلينا أن نصلي من أجل الحب والسلام في العالم كله, وبخاصة في فلسطين ولبنان والعراق, وفي كل العالم العربي, وفي أفريقيا..

    وكل عام وجميعكم بخير.
    +++
                  

07-22-2014, 04:39 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    (يوم الاثنين)
    21 يوليو 2014
    14 ابيب 1730
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي (112 : 1 ، 2)
    طوبى للرجل الخائف الرب، ويهوى وصاياه جداً، يقوى زرعه على الأرض، ويُبارك جيل المستقيمين هللويا
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 25 : 14 – 23)
    وكأنما إنسان مسافر دعا عبيده وسلمهم أمواله. فاعطى واحدا خمس وزنات واخر وزنتين واخر وزنة كل واحد على قدر طاقته وسافر للوقت.فمضى الذي اخذ الخمس وزنات وتاجر بها فربح خمس وزنات اخر. وهكذا الذي اخذ الوزنتين ربح ايضا وزنتين اخريين.واما الذي اخذ الوزنة فمضى وحفر في الارض واخفى فضة سيده.وبعد زمان طويل اتى سيد اولئك العبيد وحاسبهم.فجاء الذي اخذ الخمس وزنات وقدم خمس وزنات اخر قائلا يا سيد خمس وزنات سلمتني هوذا خمس وزنات اخر ربحتها فوقها. فقال له سيده نعما ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك. ثم جاء الذي اخذ الوزنتين وقال يا سيد وزنتين سلمتني هوذا وزنتان اخريان ربحتهما فوقهما. قال له سيده نعما ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك.
    ( والمجد لله دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 132 : 1 ، 9)
    أذكر يارب داود وكل دعته، كما أقسم للرب ونذر لإله يعقوب، كهنتك يلبسون العدل، وأبرارك يبتهجون من أجل داود عبدك. هللويا
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير( 6 : 17 – 23)
    ونزل معهم ووقف في موضع سهل هو وجمع من تلاميذه وجمهور كثير من الشعب من جميع اليهودية واورشليم وساحل صور وصيدا الذين جاءوا ليسمعوه ويشفوا من امراضهم.والمعذبون من ارواح نجسة وكانوا يبراون.و كل الجمع طلبوا ان يلمسوه لان قوة كانت تخرج منه وتشفي الجميع.ورفع عينيه الى تلاميذه وقال طوباكم ايها المساكين لان لكم ملكوت الله.طوباكم ايها الجياع الان لانكم تشبعون طوباكم ايها الباكون الان لانكم ستضحكون.طوباكم اذا ابغضكم الناس واذا افرزوكم وعيروكم و اخرجوا اسمكم كشرير من اجل ابن الانسان. افرحوا في ذلك اليوم وتهللوا فهوذا اجركم عظيم في السماء لان اباءهم هكذا كانوا يفعلون بالانبياء.
    ( والمجد لله دائماً )

    القـداس
    البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل العبرانين
    ( 11 : 17 – 31)
    بالايمان قدم ابراهيم اسحق وهو مجرب قدم الذي قبل المواعيد وحيده.الذي قيل له انه باسحق يدعى لك نسل.اذ حسب ان الله قادر على الاقامة من الاموات ايضا الذين منهم اخذه ايضا في مثال. بالايمان اسحق بارك يعقوب وعيسو من جهة امور عتيدة.بالايمان يعقوب عند موته بارك كل واحد من ابني يوسف وسجد على راس عصاه. بالايمان يوسف عند موته ذكر خروج بني اسرائيل واوصى من جهة عظامه. بالايمان موسى بعدما ولد اخفاه ابواه ثلاثة اشهر لانهما رايا الصبي جميلا ولم يخشيا امر الملك. بالايمان موسى لما كبر ابى ان يدعى ابن ابنة فرعون. مفضلا بالاحرى ان يذل مع شعب الله على ان يكون له تمتع وقتي بالخطية. حاسبا عار المسيح غنى اعظم من خزائن مصر لانه كان ينظر الى المجازاة. بالايمان ترك مصر غير خائف من غضب الملك لانه تشدد كانه يرى من لا يرى. بالايمان صنع الفصح ورش الدم لئلا يمسهم الذي اهلك الابكار. بالايمان اجتازوا في البحر الاحمر كما في اليابسة الامر الذي لما شرع فيه المصريون غرقوا. بالايمان سقطت اسوار اريحا بعدما طيف حولها سبعة ايام. بالايمان راحاب الزانية لم تهلك مع العصاة اذ قبلت الجاسوسين بسلام.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة معلمنا يعقوب الرسول
    (1 : 12 – 21)
    طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة لانه اذا تزكى ينال اكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه.لا يقل احد اذا جرب اني اجرب من قبل الله لان الله غير مجرب بالشرور وهو لا يجرب احدا.ولكن كل واحد يجرب اذا انجذب وانخدع من شهوته.ثم الشهوة اذا حبلت تلد خطية والخطية اذا كملت تنتج موتا. لا تضلوا يا اخوتي الاحباء. كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند ابي الانوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران. شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه.اذا يا اخوتي الاحباء ليكن كل انسان مسرعا في الاستماع مبطئا في التكلم مبطئا في الغضب. لان غضب الانسان لا يصنع بر الله.لذلك اطرحوا كل نجاسة وكثرة شر فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة ان تخلص نفوسكم.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    (19 : 11 – 20)
    وكان الله يصنع على يدي بولس قوات غير المعتادة. حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل او مازر الى المرضى فتزول عنهم الامراض وتخرج الارواح الشريرة منهم. فشرع قوم من اليهود الطوافين المعزمين ان يسموا على الذين بهم الارواح الشريرة باسم الرب يسوع قائلين نقسم عليك بيسوع الذي يكرز به بولس.وكان سبعة بنين لسكاوا رجل يهودي رئيس كهنة الذين فعلوا هذا. فاجاب الروح الشرير وقال اما يسوع فانا اعرفه وبولس انا اعلمه واما انتم فمن انتم. فوثب عليهم الانسان الذي كان فيه الروح الشرير وغلبهم وقوي عليهم حتى هربوا من ذلك البيت عراة ومجرحين.وصار هذا معلوما عند جميع اليهود واليونانيين الساكنين في افسس فوقع خوف على جميعهم وكان اسم الرب يسوع يتعظم.وكان كثيرون من الذين امنوا ياتون مقرين ومخبرين بافعالهم. وكان كثيرون من الذين يستعملون السحر يجمعون الكتب ويحرقونها امام الجميع وحسبوا اثمانها فوجدوها خمسين الفا من الفضة.هكذا كانت كلمة الرب تنمو وتقوى بشدة.
    ( لم تزَلْ كَلمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم الرابع عشر من شهر أبيب المبارك
    1. شهادة بروكوبيوس الأورشليمي
    2. نياحة البابا بطرس الخامس ( 83 )
    1 ـ في مثل هذا اليوم من سنة 303م ( 8 يوليه ) استشهد القديس بروكوبيوس. وُلِدَ في مدينة أورشليم من أب مسيحي يُدعى "خرستوفورس" أي " اللابس المسيح "، وأم اسمها ثاؤدوسية كانت تعبد الأصنام. ولمَّا توفى والده، أخذت ثاؤدوسية ابنها وذهبت إلى أنطاكية، وقدَّمت هدايا فاخرة إلى الملك دقلديانوس، وطلبت منه أن يُقلِد ولدها ولاية إحدى المدن. فقَبِلَ هديتها وأجاب طلبتها، وعيَّن ولدها والياً على الإسكندرية. وأوصاه بتعذيب المسيحيين، وأعطاه أمراً بذلك. فلمَّا ابتعد قليلاً عن أنطاكية، سمع صوتاً من العلاء يُناديه باسمه، ويذم فعله ويتهدده بالموت لأنه تجاسر وقَبِلَ أن يعمل ما يخالف أمر اللـه. فقال له: " مَن أنت يا سيدى؟ أسألك أن تريني ذاتك ". فظهر له صليب من نور، وسمع صوتاً يقول له: " أنا يسوع ابن اللـه المصلوب بأورشليم ". فخاف جداً وارتعب وعاد إلى بيت شان، وعمل له صليباً من ذهب على مثال الصليب الذي ظهر له.وحدث له وهو في طريقه إلى الإسكندرية أن هجم عليه بعض العرب لسلب ما لديه. فتغلب عليهم بالصليب الذي معه. وعندئذٍ قالت له أمه: " الآن يجب عليك أن تُقدِّم الضحية للآلهة التي نصرتك على أعدائك "فأجابها: " إنما أُقدِّم الضحية ليسوع المسيح الذي عضدني بقوة صليبه ". فلمَّا سمعت أمه هذا الكلام غضبت، وأرسلت إلى دقلديانوس تُعلِمه بذلك. فأرسل إلى والي قيصرية فلسطين أن يتحقق هذا الأمر ويتولى تعذيبه. فلمَّا استحضره الوالي واعترف بالمسيح، ضربه ضرباً موجعاً حتى أشرف على الموت ثم زجه في السجن. فظهر له السيد المسيح مُحاطاً بملائكته ثم حلّه من وثاقه وشفاه من جراحه. وفى الصباح سأل عنه الوالي فقيل له أنهم وجدوه مفكوكاً سليماً. فاستحضره إلى بيت الأصنام حيث كان قاصداً إلى هناك ليُصلِّي. فلمَّا حضر القديس ورآه الجميع صحيحاً تعجبوا كلّهم ونادوا باسم المسيح قائلين: " نحن مسيحيون مؤمنون بإله بروكوبيوس ". وكان بينهم أميران واثنتا عشرة امرأة وثاؤدوسية أمه. فضُرِبت أعناقهم جميعاً ونالوا إكليل الشهادة. وكان ذلك في اليوم السادس من شهر أبيب. وأمر الوالى بإعادة القديس إلى السجن، لينظر في أمره.وبعد ثلاثة أيام استحضره وقال له: " أنا أبقيتك هذه المدة لترجع إلى عقلك وترحم ذاتك وتقدِّم الضحية للآلهة ". فأجابه القديس: " أن السيد المسيح وحده هو الإله الحقيقي، أمَّا هذه التماثيل المصنوعة من الحجارة والأخشاب، فليست آلهة، وهيَ لا تضر ولا تنفع ". فغضب الأمير وأمر أن يُشق جنباه بالسيف. فمدَّ سياف اسمه " ارشلاؤس " يده بالسّيف، فيبست للحال وسقط ميتاً. فأمر الوالي بطعنه بالسكاكين، ووضع الخل في مكان الطعنات. ثم سحبوه من رجليه إلى السجن. فمكث فيه ثلاث أيام، والأمير حائر في أمر تعذيبه. ثم ألقاه في حفرة بها نار، فنجاه الربُّ ولم ينله أذى. وأخيراً أمر الأمير بقطع رأسه فنال إكليل الشهادة. صلاته تكون معنا. آمين.
    2ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً من سنة 1064ش ( 8 يوليه سنة 1348م ) تنيَّح البابا بطرس الخامس البطريرك الـ 83 ، وكان يُعرف ببطرس بن داود وهو من دير أبي مقار، وكان قساً بدير شهران، وتولى الكرسي في 6 طوبه سنة 1056ش ( 2 يناير سنة 1340م ) وكانت أيام رئاسته كلَّها أمن وسلام. وتنيَّح بعد أن أقام على الكرسي ثماني سنوات وستة أشهر وستة أيام، ودُفِن بمصر القديمة. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير معلمنا داود النبي (1 : 1)
    طوبى للرجل، الذى لم يسلك فى مشورة المنافقين، وفى طريق الخطاة لم يقف، وفى مجلس المستهزئين لم يجلس. هللويا
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 4 : 23 - 5 : 16)
    وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب.فذاع خبره في جميع سورية فاحضروا اليه جميع السقماء المصابين بامراض واوجاع مختلفة والمجانين والمصروعين والمفلوجين فشفاهم.فتبعته جموع كثيرة من الجليل والعشر المدن واورشليم واليهودية ومن عبر الاردن. ولما راى الجموع صعد الى الجبل فلما جلس تقدم اليه تلاميذه. ففتح فاه وعلمهم قائلا.طوبى للمساكين بالروح لان لهم ملكوت السموات. طوبى للحزانى لانهم يتعزون. طوبى للودعاء لانهم يرثون الارض. طوبى للجياع والعطاش الى البر لانهم يشبعون. طوبى للرحماء لانهم يرحمون. طوبى للانقياء القلب لانهم يعاينون الله. طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون. طوبى للمطرودين من اجل البر لان لهم ملكوت السماوات. طوبى لكم اذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا لان اجركم عظيم في السماوات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم. انتم ملح الارض ولكن ان فسد الملح فبماذا يملح لا يصلح بعد لشيء الا لان يطرح خارجا ويداس من الناس. انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل ولا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت.فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

07-22-2014, 10:18 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    (يوم الثلاثاء)
    22 يوليو 2014
    15 ابيب 1730
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 39 : 3 )
    فأقام على الصَّخرةِ رجليَّ. وسهَّل خُطواتي. وجعل في فمي تسبيحاً جديداً. وسبحاً لإلهنا. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 7 : 22 ـ 25 )
    لأنَّهُ يوجد كثيرونَ سيقولونَ لي في ذلك اليَوم: ياربُّ ياربُّ، أَليسَ بِاسمك تنبَّأنا، وبِاسمك أخرجنا شياطين، وبِاسمك صنعنا قوَّاتٍ كثيرةً؟ فحينئذٍ أُظهِر لهم إني لا أعرفكُم قطُّ! إذهبوا عنِّي يا فاعلي الإثم! فكلُّ مَن يَسمع أقوالي هذه ويعمل بها، أُشبِّهُه برجُلٍ عاقلٍ، بنى بيته على الصَّخر. فنزل المطر، وجاءت الأنهارُ، وهبَّت الرِّياحُ، وصدمت ذلك البيت فلم يسقُط، لأنَّ أساسه كان ثابتاً على الصَّخرِ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 88 : 16 ، 13 )
    حقِّي ورحمتي معهُ، وبِاسمي يرتفع قرنهُ، حينئذٍ بالوحي تكلَّمتُ مع بنيِكَ، وقلت إنِّي وضعتُ عوناً على القويِّ. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 13 : 23 ـ 30 )
    فقال له واحدُ: " يا سـيِّد، أقليلٌ هم الذين يخلُصون؟ " فقال لهم: اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضَّيِّق، فإنِّي أقول لكم: إنَّ كثيرين سيطلبون أن يدخلوا ولا يقدرون وإذا بلغ أن يقوم ربُّ البيت ويُغلِق الباب، فتبتدئون بالوقوف خارجاً وتقرعون الباب قائلين: يا ربُّ يا ربُّ، افتح لنا، فيجيب ويقول لكم: لا أعرفكم من أين أنتُم! حينئذٍ تبتدئون تقولون: أكلنا قُدَّامك وشربنا، وعلَّمت في شوارعنا. فيقول لكم: إني لا أعرفكم من أين أنتم! اذهبوا عنِّي يا جميع فاعلي الظُّلم. هناك يكون البُكاء وصرير الأسنان، مَتَى رأيتم إبراهيم وإسحق ويعقوب وجميع الأنبياء في ملكوت الله، وأنتم مطرحون خارجاً. ويأتون من المشارق والمغارب ومن الشمال والجنوب، ويَتَّكِئُونَ في ملكوت اللهِ. هوذا آخِرُونَ يكونون أوَّلين. وأوَّلون يكونون آخِرِينَ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس
    ( 3 : 1 ـ 8 )
    وأنا أيضاً أيُّها الإخوة لم أستطع أن أُكلِّمكم كروحيِّين، بل كجسديِّين كأطفالٍ في المسيح، سَقَيتُكم لبناً لا طعاماً، لأنكم لم تكونوا بعدُ تستطيعون، وحتى للآن أيضاً لا تستطيعون، لأنكم بعد جسديُّون. فإنَّهُ إذ فيكم حسدٌ وخِصامٌ، ألستم جسديِّين وتسلكون بحسب البشر؟ لأنَّهُ إذا قال ‎‎‎‎‎‎‎‎واحدٌ: " أنا لبُولُس " وآخر: " أنا لأبُلُّوس " أفلستُم جسديِّين؟ فمَن هو أبُلُّوس، ومن هو بولُس؟ بل خادمان آمنتُم بواسطتهما، وكما أعطى الربُّ لكلِّ واحدٍ: أنا غرستُ وأبُلُّوس سقى، لكن الله كان يُنْمِي، إذاً ليس الغارسُ شيئاً ولا السَّاقي، بل الله الذي يُنْمِي، والغارس والسَّاقي هما واحدٌ، ولكن كل واحدٍ سيأخُذُ أُجرته بحسب تعبِهِ.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الثانية
    ( 1 : 1 ـ 11 )
    سمعان بطرس عبد يسوع المسيح ورسوله، إلى الذين نالوا معنا إيماناً مُكرماً مساوياً لنا. ببرِّ إلهنا والمُخلِّص يسوع المسيح. لتكثر لكم النِّعمة والسَّلام بمعرفة الله ويسوع المسيح ربِّنا.كما أنَّ كلَّ شيءٍ قد صار لنا بقوة لاهوته للحياة والتَّقوى، التى أُعطِيَت لنا مجاناً بمعرفة الذي دعانا بمجده والفضيلة، وبواسطة هذه الأمجاد الجليلة، التى أُعطِيَت لنا للكرامة لكى تصيروا بها شُركاء الطَّبيعة الإلهيَّة، هاربين من شهوة الفساد التى في العالم. ولهذا عينه ـ وأنتم باذلون كل اجتهاد ـ قـدِّموا في إيمانكم فضيلةً، وفى الفضيلة معرفةً، وفى المعرفة تعفُّفـاً، وفى التَّعفُّف صبراً، وفى الصَّبر تقوى، وفى التَّقوى مودَّة أخويَّةً، وفى المودَّة الأخويَّة محبَّة. لأن هذه إذا كانت فيكم وكثرت، تُصَيِّركُمْ لا مُتكاسلين ولا غير مُثمرين لمعرفة ربِّنا يسوع المسيح. لأن الذي ليس عنده هذه، هو أعمى قصير البَصر، قد نسيَ تطهير خطاياه السَّالفة. لذلك بالأكثر اجتهدوا أيُّها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين بالأعمال الصَّالحة. لأنَّكم إذا فعلتم ذلك لن تَزِلُّوا أبداً. لأنه هكذا يُقدَّم لكم بغنى دخول إلى ملكوت ربِّنا ومُخلِّصنا يسوع المسيح الأبديِّ.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنَّهُ يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 15 : 13 ـ 29 )
    وبعد ما سكتا أجاب يعقوب قائلاً: " أيُّها الرِّجال إخوتنا، اسمعوني. سمعان قد أَخبر كيف افتقد الله أولاً الأُمَم ليأخذ منهم شعباً على اسمه. وهذا توافقه أقوال الأنبياء، كما هو مكتوبٌ: سـأرجع بعد هـذا وأبني أيـضاً خيمـة داود السَّاقطة، وأبني أيضاً رَدْمَهَا وأُقيمها ثانيَةً، لكي يطلب الباقون من النَّاس الربَّ، وجميع الأُمَم الذين دُعِيَ اسمى عليهم، يقول الربُّ الصَّانع هذا الأمر، المعروف عند الربِّ منذُ الأزل. لذلكَ أنا أقضي أن لا يُثَقَّل على الرَّاجعين إلى اللهِ من الأُمَم، بل يُرسَل إليهم أن يمتنعوا عن ذبائح الأصنام، والزِّنى، والمخنوق، والدَّم المائت. لأنَّ موسى منذُ الأجيال القديمة، له في كلِّ مدينةٍ مَنْ يَكرِز بهِ، إذْ يُقرأُ في المَجامِع في كلَّ سَبْتٍ ". حينئذٍ رأى الرُّسل والقسوس وكل الكنيسة أن يختاروا رجالاً منهم ليرسلوهم إلى أنطاكية مع بولـس وبرناباس: يهـوذا الذي يُدعَـى برسـباس، وسيلاس، رجُلين مُتقدِّمين في الإخوة. وكتبوا بأيديهما للرسل والقسوس والإخوة الذين في أنطاكية وكيليكيَّة والشام. أيها الإخوة الذين من الأُمَم: افرحوا لأننا قد سَمعنا أن قوماً منكم قد خرجوا فأقلقوكم، إذ يُميلون أنفسكم بأقوالٍ لم نقولها. فقد رأينا واجتمعنا برأي واحدٍ واخترنا رجُليْن وأرسلناهما إليكم مع حبيبنا برناباس وبولس، أُناس قد بذلوا أنفسهم على اسم ربِّنا يسوع المسيح. فأَرسلنا معهما يهوذا وسيلاس، وهما أيضاً يُخبِرَانِكُم بهذا القول. لأنَّ الرُّوح القدس قد ارتضَى ونحن أيضاً أن لا نُزيدُ عليكم ثِقلاً أكثر، غير هذه الضرورية: احفظوا نفوسَكُم مِن ذبائح الأوثان، ومن دَّم الميت، والمخنوق، ومن الزِّنى، وهذه إذا حفظتم نفوسكم منها فَنِعِم ما تصنعون. كونوا مُعَافينَ.
    ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين.)
    السنكسار
    اليوم الخامس عشر من شهر أبيب المبارك
    1. نياحة أنبا افرآم السريانى
    2. شهادة كرياكوس ويوليطة أمه
    3. شهادة أنبا هرسيوس
    4. نياحة أنبا آمون أسقف سخا
    1ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً من سنة 379م تنيَّح الأب القديس الأنبا افرآم السرياني. وُلِدَ في مدينة نصيبين في أوائل الجيل الرابع من أبوين وثنيين في أيام الملك البار قسطنطين. واتفق له أن اجتمع بالقديس يعقوب مطران نصيبين، الذي وعظه وعلَّمه حقائق الإيمان المسيحي، فآمن افرآم على يديه، وتعمَّد منه ولبث عنده. وأخذ في التعبد الزائد حتى فاق أهل زمانه، وصار يُجادِل الأُمَميين، ويتغلب عليهم بالنعمة التي فيه. ولمَّا اجتمع مجمع نيقية صحب معلمه مار يعقوب إلى هناك.وحدث في أحد الأيام والقديس افرآم قائم في الصلاة أن رأى عموداً من نور، مُمتداً من الأرض إلى السماء. فلمَّا تعجب من ذلك سمع صوتاً يقول له: " هذا الذي رأيته هو القديس باسيليوس أسقف قيصرية ". فاشتاق أن يراه وذهب إلى قيصرية، ودخل الكنيسة ووقف في زاوية منها فرأى القديـس باسيليـوس وهو مُرتـدي بدلـة الكهنوت مُوشــاة بالذهـب. فشـكَّ فـي قداسته. فأراه الرب حمامة بيضاء حلَّت على رأسه.ثم ألهم اللـه القديس باسيليوس بوجود القديس افرآم، فاستدعاه بِاسمه فعجب الأنبا افرآم كيف عرفه وسلَّما على بعضهما. ثُمَّ رسمه القديس باسيليوس شماساً فزاد في نسكه. وظهرت منه فضائل عظيمة تفوق الوصف. منها أن أحد النِّساء المحتشمات استحت أن تعترف للقديس باسيليوس مشافهة. فكتبت خطاياها منذُ صباها في قرطاس، وأعطته للقديس باسيليوس. فلمَّا تناوله وعرف ما فيه صلَّى من أجلها فابيضَّ القرطاس إلاَّ من خطية واحدة كانت عظيمة. فبكت المرأة وتضرعت إليه أن يُصلِّي عنها ليغفر لها اللـه خطيتها هذه. فقال لها: " اذهبي إلى البرية حيث القديس افرآم وهو يُصلِّي من أجلك ". فذهبت إليه وأعلمته بذلك. فقال لها: " أنا رجل غير أهل لهذه الدرجة. فعودي إلى القديس باسيليوس لأنَّه رئيس كهنة، وأسرعي قبل خروجه من هذا العالم ". ولمَّا رجعت المرأة وجدته قد تنيَّح، وهو محمول على رؤوس الكهنة. فبكت وألقت القرطاس على نعشه. وصلت إلى اللـه مستشفعة بالقديس، ثم أخذت القرطاس فوجدته قد صار أبيض.وقد صنع القديس افرآم آيات كثيرة. وفي أيامه ظهر ابن ديصان وكان كافراً، فجادله هذا الأب حتَّى تغلب عليه. وقد وضع مقالات وميامر كثيرة جداً.ولمَّا أكمل جهاده انتقل إلى الرب .صلاته تكون معنا. آمين.
    2ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً: استشهد القديس كرياكوس ويوليطة أمه. عندما كان عمر كرياكوس ثلاث سنوات، بارحت أمه أيقونية موطنها، ومعها ولدها إلى طرسوس، هرباً من الوالي الذي كان يُعذِّب المسيحيين، ولكنها وجدته هناك. فسعوا بها لديه. فاستحضرها وعرض عليها عبادة الأوثان ، فقالت له: " أن قولك هذا لا يقبله طفل ابن ثلاث سنوات ". فقال لها: " نسأل طفلك هذا ". فأنطق اللـه الطفل وصاح قائلاً : " إن معبوداتك حجارة وأخشاب صنعة الأيدي، وليس إله إلاَّ سيدى يسوع المسيح ". فاندهش الحاضرون وافتضح الوالي، ولذلك عذَّبه عذاباً يفوق سنه، وعذَّب أُمّه أيضاً بأنواع كثيرة، وكان الرب يُقيمهما سالمين، وشاهد ذلك أُناسٌ كثيرون، فآمنوا بالسيد المسيح ونالوا إكليل الشهادة. وأخيراً أمر الوالي بقطع رأسيهما، ونالا إكليل الحياة. صلاتهما تكون معنا. آمين.
    3ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً استشهد القديس الجليل أنبا هرسيوس بصول. صلاته تكون معنا. آمين
    4ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً تنيح أنبا آمون أسقف سخا." شفاعته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين. "

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 60 : 1 ، 2 )
    اِستمع يا اللهُ طلبتي. اصغَ إلى صلاتي. على الصَّخرةِ رفعتني وأرشدتَنِي. صِرتَ رجائي وبُرجاً حصِيناً. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير (14 : 25 ـ 35 )
    وكان جموعٌ كثيرةٌ سائرين معه، فالتفت وقال لهم: " مَن يأتى إليَّ ولا يُبغِض أباه وأُمَّه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته، حتى نفسه أيضاً، فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً. ومن لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يُمكنه أن يصير لي تلميذاً. فإنه مَن منكم يُريد أن يبني بُرجاً أفلا يجلس أوَّلاً ويحسب النَّفقة، وهل عنده ما يُكمِّله؟ لئلاَّ يضع الأساس ولا يقدر أن يُكمِّله، فيبتدئ جميع النَّاظرين يهزأون به، قائلين: إنَّ هذا الرَّجُل ابتدأ يبني ولم يقدر أن يُكمِّلهُ. أو أيُّ ملك يمضى إلى محاربة ملك آخر، أفلا يجلس أوَّلاً ويتشاور: هل يقدر أن يُلاقي بعشرة آلافٍ الذي يأتي عليه بعشرين ألفاً؟ وإلاَّ فما دام بعيداً منه يُرسِل شفاعةً طالباً سِلماً. فهكذا كلُّ واحدٍ منكم إن لم يترك جميع أمواله لا يقدِر أن يصير لي تلميذاً.الملحُ جيدٌ. فإن فسد الملح فبماذا يُمَلح؟ فلا لأرضٍ يصلح ولا لمزبلةٍ، بل يُلقى خارجاً. مَن لهُ أُذنان للسَّمع فليَسمع! ".
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

07-23-2014, 03:28 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 15-4-2007

    هدوء اللسان وهدوء الملامح والحواس

    هدوء اللسان

    اللسان الهادئ محبوب من الكل. واللسان غير الهادئ يوقع صاحبه في أخطاء كثيرة. وعدم هدوء اللسان له مظاهر نذكر من بينها:

    1- اللسان الكثير الكلام لا يتوقف بينما كثرة الكلام لا تخلو من المعصية.

    إنه لسان يتكلم باستمرار, في أي موضوع, حتى ما يخرج عن اختصاصه ومعرفته. لا يستطيع أن يضبط ذاته داخل شفتيه. ولا يبطل الكلام حتى في أدق نقاط العلوم, ولا في أدق أسرار السياسة. المهم أن يتكلم وكفى... حتى في أخبار الناس وخصوصياتهم. إنه لسان غير منضبط, لا يستطيع صاحبه أن يتحكم فيه ولا يهدئه.. وما أجمل قول المزمور "ضع يا رب حافظًا لفمي, وبابًا حصينًا لشفتيّ".

    2- ومن عدم هدوء اللسان: حدة الصوت وعلوّه وصخبه.

    إن الشخص الهادئ يتكلم بصوت هادئ كأنه نسيم عابر. أما غير الهادئ فيتكلم بصوت كأنه عاصفة هوجاء.

    * هناك أشخاص- حتى في الوعظ- يعظون بصوت عالٍ وحاد, بل إنهم ينتهرون السامعين في عنف, وأمامهم ما كان يقال عن الخطباء قديمًا: إنهم (يهزون أعواد المنابر). ويكون السامعون جالسين على أعصابهم! ويكون تأثير هذا الوعظ هو الانفعال, وليس التأثير الروحي.

    أما الواعظ الروحي فيقنع الناس بالتعليم النافع في هدوء, بعمل الروح فيهم وليس بانفعال حواس الجسد. لذلك قد ينفعل البعض أثناء العظة من الواعظ الانفعالي, ثم يفقدون الانفعال بعد حين. أما الإقناع الروحي الهادئ, فهو أكثر تأثيرًا وثباتًا داخل النفس.

    * وإن كان الصوت العالي يُستخدم أحيانًا وسط الجماهير لكي يسمعوا, فما لزوم استخدامه في الأحاديث الخاصة؟! إن الشخص الهادئ لا يرفع صوته وهو يتحدث إلى غيره. فلا يعلو صوته فوق احتياج السامع. وهو في نقاشه لا يحدث ضجيجًا. أليس أمرًا معيبًا أن يتناقش البعض , فتعلو أصواتهم وتتداخل, حتى بسببهم سامعوهم يتشاجرون! نعم هناك أشخاص يصيحون حين يتكلمون, ويصرخون حين يهمسون. ويتكلمون بسرعة, وفى أصواتهم ضوضاء...

    3- ومن مظاهر عدم هدوء الصوت أيضًا: الألفاظ الشديدة الجارحة.

    إنسان مثلًا كلامه شديد وصعب, كلام مرّ وجارح, ناقد ولاذع وهدّام. تخرج الكلمات من فمه, وكأنها قذائف اندفعت من صاروخ.. بينما يستطيع أن يعبرّ عن رأيه وقصده بألفاظ هادئة..

    4- ومن مظاهر هدوء اللسان هدوء الحوار.

    الإنسان الهادئ يناقش في هدوء, وبه يكسب الآخرين, كما كان القديس ديديموس الضرير يناقش الفلاسفة الوثنيين في أدب جم دون أن يهاجمهم. فكانت طريقته أن يربحهم, لا أن يحطمهم ويخجلهم.

    أما المناقش غير الهادئ, فإنه يحول الحوار إلى شجار, تحمى فيه المناقشة, ويتوتر الجو ويتكهرب إلى أبعد الحدود. تجد في أسلوبه تحفزًا وهجومًا, واستعدادًا عنيفًا للرد قبل أن يستوعب الرأي. وهو يحاورك لا لكي يفهمك أو يصل معك إلى الحقيقة, إنما لكي يفحمك أو يهزمك. ويحاول أن يتهكم عليك وعلى آرائك, وكأنك عدو ويريد أن ينتقم منك.

    أما المناقش الهادئ, فإنه يكسبك صديقًا أثناء حواره معك, ويتكلم في موضوعية, بكل هدوء, ولا يقاطعك أثناء النقاش. ولا يتعرض مطلقًا لشخصك. وإن كنت ثائرًا يهدئك. وقد يقنعك وتوافقه على رأيه, بدون أن تشعر أنك خرجت منهزمًا. وفى هدوئه لا يشعرك مطلقًا إنكما خصمان, بل صديقان يحاولان معًا أن يصلا إلى الحقيقة.

    غير الهادئين إذا تناقشوا, يقاطعون بعضهم بعضًا. وقد يكون خمسة في مناقشة: أربعة يتكلمون في نفس الوقت, وواحد منهم فقط يسمع ذلك الضجيج. وليس أحد آخر عنده استعداد لأن يسمع غيره! إنها أفكار كثيرة تتصارع. وكل واحد يرى أن الحق في فكره الخاص.

    5- وما نقوله عن الحوار يمكن أن نقوله عن العقاب, الهادئ وغير الهادئ.

    6- ليس المطلوب فقط أن يكون اللسان هادئًا بل بالأكثر يكون مهدئًا.

    ومن أمثلة ذلك قول سليمان الحكيم "الجواب اللين يصرف الغضب, والكلام الموجع يهيج السخط". إن الشخص الهادئ يفيض من هدوئه على الآخرين فيهدئهم إن كانوا ثائرين. أما غير الهادئ فيثيرهم بهياجه.

    هدوء الملامح

    قليل من الناس يستطيعون التحكم في ملامحهم. فالملامح تكشف حالة القلب, فإن اضطرب القلب, ظهر ذلك في ملامح الوجه. وكذلك إذا اغتاظ أو تضايق أو اشمئز أو خاف. كل ذلك تكشفه نظرات عينيه. إنها اعترافات غير إرادية تعلن عما في داخله. وقد يضطرب إنسان, وإن سألوه يفكر ولكن نبرات صوته, وحركات يديه أو شفتيه, ونظرات عينيه وخلجات ملامحه.. كل ذلك ينطق بما في داخله, ولا يسمح بمجال للشك.

    لا تظنوا أن القلب هو باستمرار خزانة تكتم أسراره فكثيرًا ما يكون مكشوفًا ومنفتحًا بواسطة الملامح لكل شخص لماح.

    إن القلب الهادئ ملامحه هادئة ومريحة. تحب أن تجلس إليه لكي تتأمل الهدوء العجيب الذي يفيض من القلب ويكسو الملامح. لذلك لم يكن عجيبًا أن أحد تلاميذ القديس الأنبا أنطونيوس يقول له "يكفيني مجرد النظر إلى وجهك يا أبى" ففي وجهه كان يرى السلام الذي يملأ قلبه.

    لذلك على الإنسان أن يهدئ قلبه, لكي تهدأ ملامحه تبعًا لذلك.

    هدوء الحواس

    * هناك أشخاص أجسادهم غير هادئة, لا تستطيع أن تستقر في مكان واحد. تريد أن تروح وتجئ, وتقوم وتقعد. حتى في بيتها لا تستقر طويلًا, وإنما لابد من الزيارات والفُسَح ونزهة الجسد, والانتقال من مكان إلى آخر. هذا ما نسميه طياشة الجسد.

    وهناك من يتحركون بلا سبب. الجسد يتحرك باستمرار. وإن تكلم تتحرك يداه, وربما رأسه تتحرك أيضًا, وقد يشير بأصابعه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وربما يتناقش اثنان وتنظر إلى أيديهما فتجدها دائمة الحركة. إنها طياشة الحركات. بعكس الجندية التي يتكلم فيها الجندي في وضع هادئ. فإن حّرك يديه يقال له [اثبت]!

    في بعض الأحيان تلزم الحركة قليلًا للتعبير عن الانفعال الداخلي. أما أن تكون الحركة مستمرة فهذا غير معقول. وما أكثر من تدل حركاتهم على عدم الهدوء. حتى إن دخل الشخص منهم أو خرج، يحدث ضجيجًا في فتح الباب أو إغلاقه. وإن تحرك يحدث صوتًا في مشيه, وإن حّرك السكر في كوب من الشاي، يُخَيَّل إليك أنه يدق جرسًا. بينما الهادئون لا تسمع لهم صوتًا.

    * في بعض البلاد الهادئة, تجد أيضًا المظاهرات هادئة.

    هي مسيرة احتجاج هادئة. بينما المظاهرات حسب قواميسنا ضجيج هنا وهناك, حيث يصيح المتجمهرون ويهتفون, ويلوحون بأيديهم, ويقيمون الدنيا ويقعدونها, وكأنهم في شبه ثورة. أما في البلاد الهادئة, فتخرج المظاهرات تعبر عن رأيها بلافتات تحمل فكرها ومطالبها. وتنتقل من مكان إلى آخر, فتنقل إليه فكرها في هدوء.

    * وهدوء الجسد يصحبه هدوء الحواس, الذي يساعد على هدوء الفكر.

    الحواس الطائشة- من نظر وسمع وشمّ- تجلب أفكارًا. والأفكار تؤثر على مشاعر القلب. وهكذا قد يجلس الإنسان في اجتماع وعيناه زائغتان, تنظران ماذا يفعل هذا؟ وماذا يفعل ذلك؟ أو قد يجلس شخص على مائدة, وتتجول عيناه ليرى ماذا يأكل هذا أو ذاك؟ وكيف؟ وتتبع ذلك أفكار.

    وإطلاع الحواس على أسرار غيرها, يدخل ضمن زنا الحواس:

    وينطبق هذا على الأذن إن حاولت أن تسمع ما ليس من حقها سماعه. وكذلك العين التي تحاول أن تبصر ما ليس من حقها أن تبصره. إنها حواس غير هادئة همها الجولان في الأرض والتمشي فيها.

    والحواس الطائشة غير الهادئة تتسبب في إثارة الأعصاب, وبخاصة إن كان هدفها البحث عن خبر مثير أو منظر مثير.

    والعجيب أن الحواس أحيانًا لا تكون هادئة, حتى في أثناء الصلاة. فجولانها هنا وهناك يعطل تركيزها في الصلاة وانشغالها في العبادة. وقد يسرح الفكر مع عدم التركيز.

    +++
                  

07-24-2014, 11:31 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 22-4-2007

    الحرية.. ضوابطها وأنواعها


    لقد خلقنا الله أحرارًا, لا نُستعبد لشيء, ولا نُستعبد لأحد. ومن الكلمات الجميلة عن الحرية, ذلك المثل الانجليزي الذي يقول:

    "لو أنك فقدت كل شيء -ماعدا الحرية- فأنت لا تزال غنيًا"...

    ولكن الحرية لها شروط وحدود, وإلا فأنها تتحول إلى لون من التسيب. ومع محبتنا العميقة للحرية, إلا أننا لا نؤمن بالحرية المطلقة, ولا نأمن لنا. بل الحرية السليمة هي الحرية المنضبطة...

    فم هي الحرية المنضبطة؟ وما هي ضوابطها؟

    * كل إنسان حرّ, بحيث لا يعتدي على حريات غيره أو حقوقه. فهو لا يستطيع أن يضع يده في جيب غيره, ويقول "أنا حرّ أضع يدي حيثما أشاء"!! كما لا يليق به أن يقيم حفلًا بمكبرات صوت واسعة الانتشار، تزعج المريض الذي هو في حاجة إلى النوم والراحة، وتعطل طالب العمل الذي لا يمكنه أن يذاكر دروسه في وسط من الضجيج... وما يشبه ذلك من حالات

    * والإنسان أيضًا حرّ، بحيث لا يخالف النظام العام. فهو لا يستطيع أن يقود سيارته بعكس قواعد المرور، ويقول "أنا حر أقود سيارتي حيثما أشاء"!

    * والإنسان حرّ بحيث لا يتعدى القانون, ولا حتى العرف السائد, وإلا عرضّ نفسه للعقوبة والجزاء. وعدم معرفته بالقانون لا تعفيه إطلاقًا من المسئولية إذا ما خالفه.

    * وأيضًا الإنسان حرّ, بحيث لا يخالف أي وصية من وصايا الله تبارك اسمه. وإن كان الله قد خلقنا أحرارًا, إلا إنه في نفس الوقت وضع لنا وصايا يجب أن نلتزم بطاعتها. أما إن خالفناها, فإننا نعرض أنفسنا للعقوبة الإلهية...

    * والإنسان حرّ, بشرط أنه لا يضر نفسه.. فليس هو حرًا في تعاطي المخدرات أو المسكرات, أو في الأضرار بصحته بأية طريقة من الطرق, أو بأية عادة ضارة, أو بالإهمال في دراسته. وليس هو حرًا في نوعية الألفاظ التي يستخدمها, سواء كانت نابية أو غير لائقة...

    لكل هذا ينبغي أن يضبط الإنسان نفسه فيما يستخدم الحرية.

    وإن لم يضبط نفسه, يتعرض لأن يضبطه المجتمع أو القانون. وما أجمل العبارة التي قالها أحد الآباء "احكم يا أخي على نفسك, قبل أن يحكموا عليك". إذن انضباط الحرية يبدأ من الضمير أولًا, ثم من المجتمع أو القانون الذي ينظم كافة العلاقات...

    وقد وُضع القانون لحماية المجتمع من انحرافات البعض في استخدام الحرية, وأيضًا لحماية الضعيف من بطش القوى. كما وُضع القانون لتنظيم الحريات ومنعها من التسيب.

    والإنسان الذي لا يضع حريته تحت إشراف من المراقبة والمحاسبة, فإن القانون سيتولى هذه المحاسبة وأيضًا المعاقبة. ومن حق القانون -في حالة انحراف الحرية- أن يحكم بالسجن بل وبالإعدام أيضًا. وإن كان السجن يمنع السجين من الحرية, إلا إنه في الواقع يمنعه من إساءة استخدام الحرية في إيذاء الغير. وكذلك الإعدام هو حماية للمجتمع ممن يستخدم حريته ضد غيره استخدامًا لا يستحق معه الحياة. وفي الكتاب المقدس آية تحكم بأن "سافك دم الإنسان, بيد الإنسان يُسفك دمه" وأيضًا "نفس تؤخذ عوضًا عن نفس". وتقوم الدولة بتنفيذ ذلك...

    وهناك فروع كثيرة للحرية, منها:

    الحرية الشخصية, وحرية العقيدة, وحرية الفكر.

    والحريات العامة, منها: حرية الرأي, وحرية الاجتماع, وحرية النشر, وحرية الصحافة. وكل ذلك في حدود القانون والقواعد الموعية..

    * فالحرية الشخصية لها شروط أيضًا. فلا يجوز لأي إنسان- باسم الحرية أن يقوم بأي عمل مخلّ بالآداب, كأن يسير عاريًا في الطريق, ولا يجوز أن يفتح ريكوردر في ركوبه للأتوبيس ويقول هذه حريتي. كما أنه في حريته الشخصية لا يسمح له بأن يتزوج زيجة غير شرعية, أو أن يمارس الشذوذ الجنسي, كما لا يجوز لفنانة أن ترقص في الطريق. وكذلك ليس من الحرية الشخصية أن ينتحر الإنسان, إذ ليس من حقه أن يقتل نفسه. فنفسه مِلك لله الذي خلقها, وأيضًا مِلك للمجتمع الذي رعاها وعلّمها وأنفق عليها وينتظر منها أن ترد الجميل.

    ومن الحرية الشخصية, حرية العقيدة أيضًا. فالإيمان أمر بين الإنسان وربّه, لا يكرهه عليه أحد أو يغيرّه...

    ومن جهة حرية الفكر. فالإنسان حرّ يفكر كما يشاء. ولكنه مسئول أمام الله عن نقاوة فكره. فكل فكر خاطئ يُحاسب عليه أمام ضميره وأمام الله.

    أما حرية الرأي وحرية النشر: فهما مكفولتان حسب القانون بحيث لا ينشر أحدًا أفكارًا هدامة أو يقُصد بها إثارة الجماهير وقيادتهم في ما يضر المجتمع. وكما يُسمح للإنسان بحرية الفكر والرأي, فإن عليه أن يلتزم بنزاهة الرأي وصدقه. فإن خرج عن هذا, يكون قد أساء استخدام الحرية, وتقع عليه المسئولية.

    ونفس الوضع نقول عن حرية الاجتماع, فهي مكفولة طالما هي بريئة وصالحة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أما إذا كانت تهدف إلى قلب الأنظمة القائمة, فما أسهل أن يوجد سبب لمنعها. ليس منع حرية الاجتماع, وإنما لمنع أهدافها الخاطئة.

    حرية الصحافة: هي أيضًا قائمة حسب القانون. ولكن ينطبق عليها ما قلناه في حرية النشر. فلها أن تكتب ما تشاء مساهمة في بناء المجتمع وتثقيفه وتوضيح الأمور له. أما إذا تحولت كتابات بعض الأخبار أو المقالات إلى السب والقذف والتشهير والمساس بسمعة الآخرين, فحينئذ تدخل تحت طائلة القانون, لأن السب والتشهير ليسا من خواص الصحافة كما ينبغي لها أن تكون...

    خلاصة القول أن الحرية هامة ولازمه, بشرط عدم انحرافها..

    ويستطيع أن يستخدم الحرية استخدامًا سالمًا, من يستخدمها استخدامًا سليمًا. وعمومًا فالصفة الأولى للحرية, أن يتحرر المرء من الداخل. يتحرر من الخطيئة, ومن الذات, ومن كل عادة خاطئة أو طبع رديء. وحينئذ يستطيع أن يستخدم الحرية بأسلوب لا يسئ فيه إلى أحد, ولا يسئ فيه إلى نفسه, ولا تنطبق عليه عقوبات القانون ولا لوم المجتمع له.

    ومن احترم حريات الغير, يحترم الكل حريته. أما إذا ظلمه أحد, فسوف يدافع المجتمع عنه. وينصره الله الذي يحكم للمظلومين.
    +++
                  

07-24-2014, 11:39 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 29-4-2007

    عفة اللسان والقلم والفكر، وعفة اليد

    يظن البعض أن العفة قاصرة فقط على عفة الجسد... بينما هي تشمل أيضًا عفة الحواس من نظر وسمع ولمس. وكذلك عفة القلب, وعفة اليد, وعفة اللسان, وعفة الفكر والقلم.

    عفة اللسان:

    * وواضح أن عفة اللسان تعنى أنه يبعد عن كل كلمة رديئة. وكما قال السيد المسيح "كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس, سوف يعطون عنها حسابًا في يوم الدين". ولا يقصد بالكلمة البطالة مجرد الكلمة الخاطئة, وإنما أيضًا كل كلمة بلا نفع, أو كل كلمة ليست للبنيان.

    * والإنسان العفيف لا يلفظ كلمة شتيمة أو إهانة أو تهكّم, ذلك لأنه يحترم غيره, ولا يسئ إلى أحد بكلمة جارحة, ولا بكلام استهزاء أو احتقار أو ازدراء, في أي حديث أو في أي عتاب.

    وأذكر في يوم أربعين إنسان روحي, توفي سنة 1951م قلت عنه:

    لكَ أسلوب نزيه طاهرُ ولسانُ أبيض الألفاظ عفُّ

    لم تنل بالذمّ مخلوقًا ولم تذكر السوءَ إذا ما حلّ وصفُ

    إنما باللطف والتشجيع قد تصلح الأعوجَ, والأكدرُ يصفو

    لهذا فإن الذي يستخدم ألفاظًا جارحة, أو ألفاظًا قاسية, وكأنها كرجم الطوب, ليس هو إنسانًا عفيف اللسان...

    اللسان العفيف لا يشهّر بغيره, ولا يكشف عورة إنسان في حديثه. لأن عفته تمنعه من ذلك.

    اللسان العفيف هو لسان مؤدب مهذب. يزن كل كلمة يلفظ بها, ولا يحتاج إلى مجهود لكي يتكلم كلامًا عفيفًا, لأن هذا هو طبعه وقد تعوّده.

    واللسان العفيف لا يستخدم ألفاظًا معيبة من الناحية الخلقية. فهو لا يتلفظ بألفاظ جنسية بذيئة. ولا يذكر قصصًا أو فكاهات جنسية, ولا يقبل سماعها إن قيلت من غيره. ولا يردد أغاني من نفس النوع, بل يخجل من النطق بها, ولا فيما بينه وبين نفسه في مسكنه الخاص. إنه لا يتدنى إلى هذا الوضع. ويمنعه أدبه من استخدام لغة لا تتفق والأدب الذي تعوّده.

    * واللسان العفيف قد تعوّد أيضًا عفة التخاطب. كما أنه قد تعوّد على أدب الحوار. فهو لا يقاطع غيره أثناء الحديث معه, ولا يوقفه عن الكلام لكي يتكلم هو. ولا يعلو صوته في الحوار. ولا يحاول أن يقلل من شأن غيره في حواره, لكي يثبت رأيه هو. ولا يهين غيره أثناء المناقشة. فكل هذه الأمور وأمثالها مما لا يسمح به أدبه.

    * واللسان العفيف يكون موضوعيًا في حواره, ولا يتعرض إلى الجوانب الشخصية في من يتحاور معه. وإنما يكون منطقيًا في ما يقوله. لا يمكن أن يصف محدثه بالجهل أو عدم الفهم. ولا يكشفه في هذه النواحي. بل يركزّ على موضوع النقاش.

    عفة القلم:

    وعفة اللسان ترتبط بعفة القلم.

    وأعنى القلم الذي يراعى كل ما قلناه فيما يكتب. فلا يشهّر بأحد, ولا يجرح أحدًا. ولا يعمد إلى الإهانة. ولا يشيع عن إنسان ما ليس فيه. بل يحرص على أعراض الناس, ويرى أن سمعتهم أمانة لا يمكن لقلمه أن يتجاوزها. بل القلم النزيه لا يكتب إلا بموضوعية تتفق وعفته...

    * وهنا نرى عفة النقد ونزاهته... أي النقد العادل البريء الموضوعي, الذي يهدف إلى الحق بغير تجريح. ويزن الأمور بميزان سليم. ويذكر النقاط البيضاء أولًا قبل غيرها من النقاط التي لا يوافق عليها. وهكذا يعطى كل ذي حق حقه.

    وفى نقده لا يدخل في نوايا الناس وما في قلوبهم, فتلك أمور لا يعرفها سوى الله وحده.

    * على أنى أضيف إلى كل ما ذكرناه, أن خطية القلم ومثلها خطية اللسان هي خطية ثانية في الترتيب الزمني أو الفعلي. أما الخطيئة الأولى فتكمن في القلب الذي يعبر عنه اللسان كما يعبر عنه القلم في كتابته. ومن القلب يخرج الفكر, ويعبّر اللسان حينًا والقلم حينًا آخر.

    عفة القلب وعفة الفكر:

    هذه الصفة الداخلية, يُبنى عليها كل تعفف من الخارج.

    وعفة القلب هي عفة المشاعر والعواطف والأحاسيس, وعفة المقاصد والنيات والرغبات. وعن عفة القلب تصدر بلا شك عفة الفكر, وعفة اللسان, كما تصدر عن القلب أيضًا عفة الحواس, فكل هذه خارجة من مصدر واحد.

    * لذلك أن وجد أحد أن فكره قد بدأ يسير في مجرى غير عفيف, فليسرع ويقاوم هذا الفكر ويوقفه قبل أن يتطور إلى أجهزته الأخرى, وقبل أن يعبّر الفكر عن وجوده بطريق اللسان أو القلم أو الحواس أو العمل. وليهتم إذن بحالة قلبه وعواطفه التي هي مصدر لفكره أيضًا.

    * وعفة القلب والفكر, لها علاقة بالعقل الباطن.

    فالعقل الباطن يعمل عن طريق المخزون فيه من أفكار ومن رغبات وصور ومشاعر. فإن كان المخزون في العقل الباطن غير عفيف, حينئذ يظهر ذلك في أحلام غير عفيفة, وفى ظنون وأفكار من نفس النوع.

    * وهنا يقف أمامنا سؤال كثير ما يسأل البعض وهو: هل مثل تلك الأحلام غير العفيفة تعتبر خطيئة, بينما هي غير إرادية؟ والإجابة إنها ليست غير إرادية تمامًا, بل يمكن أن نقول عنها إنها شبه إرادية أو نصف إرادية, لأنها ناتجة عن مخزون إرادي سابق في العقل الباطن. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لأنها لو كانت بالتمام غير إرادية, لاستيقظ منها الشخص دون أن تكمل, لأنه لا خبرة له بها ولا طاقة له باحتمالها.

    عفة اليد:

    اليد العفيفة لا تمتد إلى ما لغيرها, سواء بسرقة أو بأي لون من اغتصاب حقوق الغير. كذلك لا تعتبر يدًا عفيفة, تلك التي تفرح بربح غير جائز.

    ويدخل في هذا الأمر: الربا الذي يفرضه الرابي على الفقراء المحتاجين, وأيضًا احتكار بعض التجار سلعًا معينة في السوق, أو فرض أسعار عالية مجحفة بمن يشترى. فتمتلئ أيدي هؤلاء من مال أخذوه من تعب الناس واحتياجهم, ظلمًا وقهرًا. وكما قلت عن مثل ذلك في إحدى القصائد:

    خطفوهُ من يد الجوعان بل من رضيع لم يوفّوه فطاما

    ومن عفة اليد أيضًا العفة في الطلب.

    حيث يستحى الإنسان العفيف اليد أن يمد يده. بل أذا أعطى البعض له, يستحى أن يأخذ. بينما الإنسان غير العفيف قد يطلب ما لا يستحقه. وكأنه حق قد سلبه منه الذي يتوقع منه العطاء. وحينما يأخذ شيئًا, لا يستحى أن يطلب أزيد وأزيد!

    * ختامًا أرجو أن أكمل لكم موضوع العفة في المقال المقبل إن أحبت نعمة الرب وعشنا.
    +++
                  

07-25-2014, 03:24 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 6-5-2007

    مراحل الخطيئة

    في غالبية الحالات لا تهجم الخطيئة على الإنسان دفعة واحدة بكل قوتها، إنما تزحف إليه زحفًا حتى تصل إليه بشيء من التدريج. لذلك فلينظر كل شخص من أين تأتيه الخطية، ويرقب تطورها، ويحترس..

    * ومراحل الخطية تبدأ غالبًا باتصال، ثم انفعال، فاشتعال.

    فتتصل الخطية بأي شخص عن طريق العثرات أو التهاون أو الصدفة، أو المعاشرات الرديئة، أو لقاءات الحياة العادية. فإن أعطاها مجالًا، قد تؤثر عليه فينفعل بها سواء أكان انفعالًا فكريًا أو عاطفيًا أو بطريق الحواس. فإن تهاون مع هذا الانفعال، يشتد فيتحول إلى اشتعال. وفي هاتين المرحلتين تكون مؤثرات الخطية قد انتقلت من الخارج إلى الداخل، وفي هذا خطورة. وقد يتطور الأمر إلى ما هو أشدّ...

    * يتطور الأمر إلى صراع داخلي، ربما ينتهي إلى تسليم وسقوط...

    إنه صراع بين الضمير والخطيئة، أو بين الروح والمادة. وهذا الصراع يدل على الإنسان رافض للخطيئة، وأنه يقاوم. وهى مرحلة متعبة، ولكنها أفضل من الاستسلام للخطأ والسقوط. وهكذا يكون الإنسان قد أوقع نفسه في هذا الصراع بتهاونه في المراحل السابقة...

    * والصراع مع الخطيئة غير مضمون النتيجة

    ويتوقف على مدى مقاومة الشخص، وعلى تدخل النعمة لإنقاذه... فقد تدركه المعونة الإلهية، وتنتشله بطريقة ما مما هو فيه. وقد يتعب من الصراع ويفشل، ويلقى سلاحه ويستسلم ويسقط. وذلك لأن الخطيئة من طبيعتها أنها لا تستريح حتى تكمل.

    * فإن سقط الشخص في ذلك الصراع مع الشر، لا يتركه الشيطان بل يستمر في محاربته له، حتى تتكرر الخطيئة، وحتى تتحول إلى عادة أو إلى طبع فيه. ويصل إلى الوضع الذي لا يستطيع فيه أن يقاوم...!

    * وهذا ما نسميه بالعبودية للخطية. حيث يخضع لكل ما يقترحه الشيطان عليه، كعبد له وللخطية التي سيطرت عليه. ثم لا يكتفي عدو الخير بأن يجعل فريسته عبدًا له، إنما يتطور إلى ما هو أبشع...

    * تتطور العبودية إلى مذلة العبودية..!

    أي إلى الوضع الذي يشتهى فيه الشخص الخطية التي تسيطر عليه، ولا يجدها..! ويطلبها متوسلًا بكل قواه. يتوسل ولا يتوصل.. كمن يطلب شهوة المال، أو شهوة الجسد، فلا يجدها. أو كمن يطلب العظمة أو الكبرياء، أو الانتقام أو التشفي. ويسعى بكل رغبات قلبه لعله يجد... وكأنه يتوسل إلى الشيطان، أو يتسول من الشيطان، أن يمنحه الخطية! وهذه مذلة.. وقد يتمادى الشيطان في غروره، ويحتقر هذا الشخص الذليل..!

    * فلينظر كل شخص في أية مرحلة من هذه المراحل هو كائن؟

    * وليختصر الجهاد والصراع، ويبعد عن الخطوة الأولى.

    فهذا أسهل له وأربح وأكثر ضمانًا. كما أنه بابتعاده عن أول مرحلة من مراحل الخطية، يدل على عدم قبوله لها بسبب نقاء قلبه.. ويريح نفسه من التفاوض مع الشيطان بعدم التعامل معه.

    إنه من السهل على أي شخص، أن يقتلع من الأرض نبتة صغيرة أو شتلة أو شجيرة. ولكن إن صبر عليها حتى تصير شجرة ضخمة، حينئذ يكون من الصعب عليه اقتلاعها. وهكذا مع فكر الخطيئة منذ بدايته...

    * قد ينتصر إنسان على فكر شرير بعد صراع مرير، ولكنه في أثناء الصراع يكون قد نجّس ذهنه وربما قلبه.

    وحتى إن طرد الفكر من عقله الواعي، قد يبقى في ذاكرته وفي عقله الباطن. وربما يعود إليه بعد حين، أو يظهر في أحلامه أو في ظنونه... فلماذا كل هذا التعب؟ الوضع السليم هو التخلص منه من بادئ الأمر، قبل أن يستمر، وقبلما يتسع نطاقه في تدمير الروحيات. والانتصار على الفكر يبدأ من مرحلة الاتصال. فليحاول كل شخص أن يبتعد عن الاتصال بمصادر الخطية.

    يقول داود النبي في المزمور "طوبى للإنسان الذي لم يسلك في مشورة الأشرار، وفي طريق الخطاة لم يقف، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس".. لذلك لا تسمح للخطيئة أن تتطور معك، أو تجعلك تتطور معها. ومن أول خطوة ابتعد عنها. هذا إذا كنت تريد أن تتوب، وأن تحتفظ بقلبك نقيًا...

    * لذلك في أية مرحلة من مراحل الخطية وجد الإنسان نفسه، فليجاهد أنها لا تتطور إلى أسوأ.

    لأن الإرادة تكون قوية في أول القتال، أعنى في مرحلة الاتصال. فإذا وصل الشخص إلى مرحلة الانفعال، تكون إرادته قد بدأت تستجيب للخطأ. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وفى الاشتعال تكون قد ضعفت. أما في مرحلة الصراع، فإن الإرادة تكون بين الحياة والموت. وإن سقطت تكون قد وقعت صريعة في حربها ضد الخطية. وفي حالة العبودية للخطية تكون الإرادة قد ماتت تمامًا. ويصبح الإنسان حينذاك مسلوب الإرادة.. إذن فليعلم هذه الحقيقة جيدًا:

    إنه كلما يخطو خطوة في طريق الخطية، تضعف إرادته.

    وكلما يضعف، يميل إلى الخطية، ويكون قد أعطى الشيطان مكانًا ووضعًا داخل نفسه. وكلما يخطو خطوة أخرى نحو الخطية، تقل مخافة الله في قلبه، ويكون سقوطه بالعمل متوقعًا جدًا...

    والإنسان الحكيم لا يستهين بأية خطية، مهما بدت صغيرة...

    فأي ثقب بسيط في سفينة، قد يتسع إذا أُهمل حتى يتحول إلى كارثة غرف. ونهر النيل بمجراه العظيم بدأ بقطرات مياه أمطار سقطت على جبال الحبشة واستمرت في سيرها حتى وصلت إلينا نهرًا. وأطول مشوار في طريق الخطية بدأ بخطوة واحدة

    لذلك فلنحترس مدققين من جهة أي تهاون أو تراخ في كلامنا أو تصرفنا، عارفين أن من يهتم بالقليل، سيهتم بلا شك بالكثير. وكما يقول المثل الانجليزي "اهتم بالبنس، فتجد أن الجنيه يهتم بنفسه": Take care of the pennies and the pounds will take care of themselves لذلك كن دقيقًا جدًا. فربما خطأ بسيط يجرّ إلى مشاكل كثيرة. بينما التدقيق ينفعك ويعلمك الحرص...

    فالذي يهتم بالحشمة مثلًا وهو داخل غرفته، لابد انه سيحتشم خارجها. الذي في حجرته الخاصة يستحى من أرواح الملائكة والأبرار، هذا لابد سيسلك باحتشام في الخارج أمام الناس، وتصير الحشمة من طباعه التي يقودها. وهكذا في باقي تصرفاته...

    * إن الشيطان ذكي جدًا. لا يهاجمك بخطية بشعة دفعةً واحدة. لا يطلب منك بابًا واسعًا يدخل منه إلى حياتك. وكل ما في الأمر أنه يستأذنك في ثقب إبره. وقد لا تبالي فتسمح له. وهذا يكفيه، ويظل يوسعه حتى يتلف حياتك كلها...

    * حقًا ما أكثر الخطايا التي تدخل من ثقب إبره..!

    إنه لا يدعوك مثلًا إلى إهمال الصلاة، لكنه قد يقترح تأجيلها بعض الوقت ريثما تستعد. ثم يظل يؤجل ويؤجل حتى يفوتك موعد الصلاة أو تنساها. وهكذا يفعل معك بالنسبة إلى التوبة..

    * والخطوة الأولى إلى الخطية تختلف من شخص إلى آخر، وتتنوع حسب الظروف. فكن يقظًا من هذه الناحية. وإذا دُفعت إلى الخطية الأولى، فلا تكمل وتصل إلى الثانية...

    واحترس من أن تكون الخطوة الأولى بالنسبة إليك، هي الغرور والثقة الزائدة بالنفس التي تقودك إلى عدم الاحتراس أو إلى شيء من الفتور...

    كذلك استفد من دراسة الخطوة الأولى التي أسقطت غيرك. وبخاصة أولئك الذين كانوا أقوياء، أو ظنوا أنهم أقوياء.

    وبالاحتراس من الخطوة الأولى، تتدرب على حياة التدقيق وعلى حياة الجهاد الروحي. وليكن الله معك.
    +++
                  

07-26-2014, 05:16 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 6-5-2007

    مراحل الخطيئة

    في غالبية الحالات لا تهجم الخطيئة على الإنسان دفعة واحدة بكل قوتها، إنما تزحف إليه زحفًا حتى تصل إليه بشيء من التدريج. لذلك فلينظر كل شخص من أين تأتيه الخطية، ويرقب تطورها، ويحترس..

    * ومراحل الخطية تبدأ غالبًا باتصال، ثم انفعال، فاشتعال.

    فتتصل الخطية بأي شخص عن طريق العثرات أو التهاون أو الصدفة، أو المعاشرات الرديئة، أو لقاءات الحياة العادية. فإن أعطاها مجالًا، قد تؤثر عليه فينفعل بها سواء أكان انفعالًا فكريًا أو عاطفيًا أو بطريق الحواس. فإن تهاون مع هذا الانفعال، يشتد فيتحول إلى اشتعال. وفي هاتين المرحلتين تكون مؤثرات الخطية قد انتقلت من الخارج إلى الداخل، وفي هذا خطورة. وقد يتطور الأمر إلى ما هو أشدّ...

    * يتطور الأمر إلى صراع داخلي، ربما ينتهي إلى تسليم وسقوط...

    إنه صراع بين الضمير والخطيئة، أو بين الروح والمادة. وهذا الصراع يدل على الإنسان رافض للخطيئة، وأنه يقاوم. وهى مرحلة متعبة، ولكنها أفضل من الاستسلام للخطأ والسقوط. وهكذا يكون الإنسان قد أوقع نفسه في هذا الصراع بتهاونه في المراحل السابقة...

    * والصراع مع الخطيئة غير مضمون النتيجة

    ويتوقف على مدى مقاومة الشخص، وعلى تدخل النعمة لإنقاذه... فقد تدركه المعونة الإلهية، وتنتشله بطريقة ما مما هو فيه. وقد يتعب من الصراع ويفشل، ويلقى سلاحه ويستسلم ويسقط. وذلك لأن الخطيئة من طبيعتها أنها لا تستريح حتى تكمل.

    * فإن سقط الشخص في ذلك الصراع مع الشر، لا يتركه الشيطان بل يستمر في محاربته له، حتى تتكرر الخطيئة، وحتى تتحول إلى عادة أو إلى طبع فيه. ويصل إلى الوضع الذي لا يستطيع فيه أن يقاوم...!

    * وهذا ما نسميه بالعبودية للخطية. حيث يخضع لكل ما يقترحه الشيطان عليه، كعبد له وللخطية التي سيطرت عليه. ثم لا يكتفي عدو الخير بأن يجعل فريسته عبدًا له، إنما يتطور إلى ما هو أبشع...

    * تتطور العبودية إلى مذلة العبودية..!

    أي إلى الوضع الذي يشتهى فيه الشخص الخطية التي تسيطر عليه، ولا يجدها..! ويطلبها متوسلًا بكل قواه. يتوسل ولا يتوصل.. كمن يطلب شهوة المال، أو شهوة الجسد، فلا يجدها. أو كمن يطلب العظمة أو الكبرياء، أو الانتقام أو التشفي. ويسعى بكل رغبات قلبه لعله يجد... وكأنه يتوسل إلى الشيطان، أو يتسول من الشيطان، أن يمنحه الخطية! وهذه مذلة.. وقد يتمادى الشيطان في غروره، ويحتقر هذا الشخص الذليل..!

    * فلينظر كل شخص في أية مرحلة من هذه المراحل هو كائن؟

    * وليختصر الجهاد والصراع، ويبعد عن الخطوة الأولى.

    فهذا أسهل له وأربح وأكثر ضمانًا. كما أنه بابتعاده عن أول مرحلة من مراحل الخطية، يدل على عدم قبوله لها بسبب نقاء قلبه.. ويريح نفسه من التفاوض مع الشيطان بعدم التعامل معه.

    إنه من السهل على أي شخص، أن يقتلع من الأرض نبتة صغيرة أو شتلة أو شجيرة. ولكن إن صبر عليها حتى تصير شجرة ضخمة، حينئذ يكون من الصعب عليه اقتلاعها. وهكذا مع فكر الخطيئة منذ بدايته...

    * قد ينتصر إنسان على فكر شرير بعد صراع مرير، ولكنه في أثناء الصراع يكون قد نجّس ذهنه وربما قلبه.

    وحتى إن طرد الفكر من عقله الواعي، قد يبقى في ذاكرته وفي عقله الباطن. وربما يعود إليه بعد حين، أو يظهر في أحلامه أو في ظنونه... فلماذا كل هذا التعب؟ الوضع السليم هو التخلص منه من بادئ الأمر، قبل أن يستمر، وقبلما يتسع نطاقه في تدمير الروحيات. والانتصار على الفكر يبدأ من مرحلة الاتصال. فليحاول كل شخص أن يبتعد عن الاتصال بمصادر الخطية.

    يقول داود النبي في المزمور "طوبى للإنسان الذي لم يسلك في مشورة الأشرار، وفي طريق الخطاة لم يقف، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس".. لذلك لا تسمح للخطيئة أن تتطور معك، أو تجعلك تتطور معها. ومن أول خطوة ابتعد عنها. هذا إذا كنت تريد أن تتوب، وأن تحتفظ بقلبك نقيًا...

    * لذلك في أية مرحلة من مراحل الخطية وجد الإنسان نفسه، فليجاهد أنها لا تتطور إلى أسوأ.

    لأن الإرادة تكون قوية في أول القتال، أعنى في مرحلة الاتصال. فإذا وصل الشخص إلى مرحلة الانفعال، تكون إرادته قد بدأت تستجيب للخطأ. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وفى الاشتعال تكون قد ضعفت. أما في مرحلة الصراع، فإن الإرادة تكون بين الحياة والموت. وإن سقطت تكون قد وقعت صريعة في حربها ضد الخطية. وفي حالة العبودية للخطية تكون الإرادة قد ماتت تمامًا. ويصبح الإنسان حينذاك مسلوب الإرادة.. إذن فليعلم هذه الحقيقة جيدًا:

    إنه كلما يخطو خطوة في طريق الخطية، تضعف إرادته.

    وكلما يضعف، يميل إلى الخطية، ويكون قد أعطى الشيطان مكانًا ووضعًا داخل نفسه. وكلما يخطو خطوة أخرى نحو الخطية، تقل مخافة الله في قلبه، ويكون سقوطه بالعمل متوقعًا جدًا...

    والإنسان الحكيم لا يستهين بأية خطية، مهما بدت صغيرة...

    فأي ثقب بسيط في سفينة، قد يتسع إذا أُهمل حتى يتحول إلى كارثة غرف. ونهر النيل بمجراه العظيم بدأ بقطرات مياه أمطار سقطت على جبال الحبشة واستمرت في سيرها حتى وصلت إلينا نهرًا. وأطول مشوار في طريق الخطية بدأ بخطوة واحدة

    لذلك فلنحترس مدققين من جهة أي تهاون أو تراخ في كلامنا أو تصرفنا، عارفين أن من يهتم بالقليل، سيهتم بلا شك بالكثير. وكما يقول المثل الانجليزي "اهتم بالبنس، فتجد أن الجنيه يهتم بنفسه": Take care of the pennies and the pounds will take care of themselves لذلك كن دقيقًا جدًا. فربما خطأ بسيط يجرّ إلى مشاكل كثيرة. بينما التدقيق ينفعك ويعلمك الحرص...

    فالذي يهتم بالحشمة مثلًا وهو داخل غرفته، لابد انه سيحتشم خارجها. الذي في حجرته الخاصة يستحى من أرواح الملائكة والأبرار، هذا لابد سيسلك باحتشام في الخارج أمام الناس، وتصير الحشمة من طباعه التي يقودها. وهكذا في باقي تصرفاته...

    * إن الشيطان ذكي جدًا. لا يهاجمك بخطية بشعة دفعةً واحدة. لا يطلب منك بابًا واسعًا يدخل منه إلى حياتك. وكل ما في الأمر أنه يستأذنك في ثقب إبره. وقد لا تبالي فتسمح له. وهذا يكفيه، ويظل يوسعه حتى يتلف حياتك كلها...

    * حقًا ما أكثر الخطايا التي تدخل من ثقب إبره..!

    إنه لا يدعوك مثلًا إلى إهمال الصلاة، لكنه قد يقترح تأجيلها بعض الوقت ريثما تستعد. ثم يظل يؤجل ويؤجل حتى يفوتك موعد الصلاة أو تنساها. وهكذا يفعل معك بالنسبة إلى التوبة..

    * والخطوة الأولى إلى الخطية تختلف من شخص إلى آخر، وتتنوع حسب الظروف. فكن يقظًا من هذه الناحية. وإذا دُفعت إلى الخطية الأولى، فلا تكمل وتصل إلى الثانية...

    واحترس من أن تكون الخطوة الأولى بالنسبة إليك، هي الغرور والثقة الزائدة بالنفس التي تقودك إلى عدم الاحتراس أو إلى شيء من الفتور...

    كذلك استفد من دراسة الخطوة الأولى التي أسقطت غيرك. وبخاصة أولئك الذين كانوا أقوياء، أو ظنوا أنهم أقوياء.

    وبالاحتراس من الخطوة الأولى، تتدرب على حياة التدقيق وعلى حياة الجهاد الروحي. وليكن الله معك.
    +++
                  

07-26-2014, 06:49 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 13-5-2007

    القوة.. عناصرها ومصادرها

    ما هي القوة الحقيقية؟ لأنه توجد قوة زائفة.

    القوة ليست هي العنف, فالعنف منفّر. وليست هي حب السيطرة وإخضاع الآخرين. وليست هي التهور والاندفاع والجرأة على كل كبير, كتلميذ يتحدى معلمه, أو ابن يتجرأ على أبيه! وليست هي قوة شمشونية في الجسد والعضلات.. ول هي الاحتداد بالنفس بأسلوب خاطئ والافتخار بهزيمة الآخرين. وأيضًا القوة ليست هي استخدام السلطان في غير موضعه, ولا هي الإدعاء باللسان..! إذن م هي القوة؟ وما عناصرها وما مظاهرها

    من أهم عناصر القوة: قوة الشخصية

    أي أن يكون الإنسان قويًا في عقله, في فهمه, في قدرته على الاستيعاب وعلى الاستنتاج. قويًا في ذاكرته, في سرعة بديهته, في حكمته وحسن تصرفه. ويكون أيضًا قوى الإرادة والعزيمة, وقويًا في حسن إدارته للأمور. وأيضًا يكون قويًا لا يهتز أمام أي تهديد أو تخويف.

    وتظهر قوته أيضًا في كل عمل يعمله, وفي كل مسئولية يتحملها. فيكون قادرًا على تحمل المسئوليات مهما كانت كبيرة أو خطيرة. فيقوم بعمله بكل جدية, وبكل أمانة والتزام. ومهما حدثت من عوائق أو مضايقات, لا يقلق ولا يضطرب, بل يقف كالجبل الراسخ لا يتزعزع. وواثقًا بأن كل مشكلة لها حل, وأن الله يعمل معه ويعمل به..

    وهذا الإنسان القوى في شخصيته, يكون له تأثير في المجتمع الذي يعيش فيه, وربما يمتد تأثيره إلى أجيال... وهو لا يتأثر بأخطاء البيئة- إن وجدت- بل تكون له القدرة على التأثير على غيره, عن طريق فكره واتجاهاته ومبادئه وقدوته الصالحة.

    عنصر آخر من عناصر القوة, هو ضبط النفس:

    ولا شك أن ضبط النفس يحتاج إلى قوة داخلية. وقد قال سليمان الحكيم "مالك نفسه خير ممن يملك مدينة". وضبط النفس يشمل قوة لضبط الأفكار فلا تسرح فما لا يليق, وقوة أخرى لضبط الحواس حتى لا يخطئ بالنظر أو السمع أو اللمس, مع ضبط لمشاعر القلب وعواطفه. كذلك الذي يتدرب على ضبط النفس, يحتاج إلى قوة أخرى ليضبط لسانه, فلا تخرج من فمه كلمة خاطئة ولا كلمة زائدة... كل هذا يدل على قوة داخلية تستطيع أن تتحكم في الفكر والحواس واللسان والمشاعر.

    والإنسان الذي يضبط نفسه هو إنسان قوى يمكنه أن يتحكم أيضًا في غرائزه وانفعالاته, ويرتفع فوق مستوى الإثارة. ذلك لأن الإثارة الخارجية لا يمكنها أن تثيره من الداخل, لأنه يكون دائمًا أقوى منها. فهو لا ينفعل مثلًا ويثور إذا ما تعرض لإساءة من أحد, ولا يقاوم الشر بالشر, ولا يرد على الكلمة الخاطئة بمثلها. إنه شخص قوى. لا يغلبه الشر, بل يغلب الشر بالخير, ويستطيع أن يسيطر على الغضب, ويكون قويًا في أعصابه فلا تفلت منه...

    ومن هنا فمن مظاهر القوة: قوة الاحتمال:

    فالإنسان القوى يستطيع أن يحتمل الشدائد والضيقات. وإن أصابته تجربة, لا تهزه من الداخل. بل يصمد ويمكنه أن يتحملها إلى أن تمرّ... كما أنه يحتمل أيضًا أخطاء الآخرين. عارفًا أن الإنسان المخطئ هو الضعيف الذي لم يضبط نفسه. ولذلك فإن الأقوياء هم الذين يقدرون أن يحتملوا ضعفات الضعفاء. والشخص القوى من الداخل, ليس فقط يقدر على الاحتمال, وإنما أكثر من هذا يمكنه أن يغفر للمسيء ويسامحه...

    الإنسان الضعيف يحتاج إلى من يحتمله. أما القوى فيحتمل غيره, يحتمل طباع المسيء وأخطاءه وتصرفاته.. هنا تظهر القوة الروحية التي بها يصبر, ولا يضج ولا يتذمر, إنما يتصرف بصدر واسع وقلب منفتح, وبحنو على الآخرين كمرضى

    والإنسان القوى هو قوى في حبه وبذله وعطائه:

    هذه هي المحبة القوية, التي ليست بالكلام واللسان بل بالعمل والحق. ولعل من أعمقها محبة الأم لرضيعها, ومحبة الجندي لوطنه, ومحبة الراعي لرعيته. وتظهر قوة هذه المحبة بالأكثر في بذل الذات وتظهر بأجلى صورها في سيرة الشهداء الذين بذلوا حياتهم في فرح, وكذلك في حياة النسّاك وأهل الزهد الذين تركوا كل شيء لكي يتفرغوا لمناجاة الله. كما تظهر أيضًا في مخاطرات الذين يعملون في إخماد الحرائق, وفي إنقاذ الغرقى وأمثال تلك الأعمال الإنسانية.

    وفى هذا المجال, لا ننسى أيضًا الذين يبذلون كل جهدهم في علاج مرضى السلّ والجذام, وفي العناية بالمعوقين والمكفوفين, وفي العناية بالأيتام, وبالذين ليس لهم أحد يهتم بهم.

    إنها المحبة القوية التي لا تتضجر من أنين المريض, ولا من شكوى المحتاج, ولا من إلحاح المتضايق, ولا من طلبات المعوزين. بل في قوة تبذل الوقت والجهد والعاطفة لأجل إراحة الآخرين. وتكون مستعدة -في قوة حبها وعطائها- أن تبذل أكثر وأكثر...

    ومن عناصر القوة: قوة الإيمان وقوة الصلاة.

    أقصد الإيمان القوى بالله الذي لا يضعف ولا ينحرف مهما حاربته الشكوك والظنون. الإيمان بالوجود دائمًا في حضرة الله, فيخجل أن يخطئ أمامه, واثقًا أن الله يرى كل شيء. بل حتى بالفكر والنية يخشى أن يخطئ لأنه يؤمن إيمانًا قويًا أنه الله فاحص للقلوب وعارف بما في الأفكار والنيات. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وأيضًا الإيمان القوى بأن الله يتدخل ويحل المشاكل ويرسل الفرح من عنده. وكذلك الإيمان القوى بالأبدية والحياة الأخرى والعمل لها.

    ومن الأيمان القوى تصدر أيضًا الصلاة القوية التي تثق بأن الله يسمع وأن الله يستجيب. إنها الصلاة التي يمكنها في قوة أن تفتح أبواب السماء, وأن تصنع المعجزات...

    هناك قوة أخرى في التوبة, وفي الصمود أمام المحاربات الروحية:

    التوبة القوية التي تكون حدًا نهائيًا يمنع الخطية, وتكون فاصلًا بين حياة وحياة, بحيث لا يرجع الشخص مرة أخرى إلى الخطأ مهما كانت الإغراءات والضغوط الخارجية. تلك التوبة القوية التي قال عنها القديسون إنها ليست مجرد ترك للخطية, بل هي كراهية للخطية, يمتد بعدها التائب في العمل الإيجابي البناء, وفي حياة البر التي تنمو معه يومًا بعد يوم.

    والشخص الروحي القوى هو الذي ينتصر باستمرار على محاربات الشيطان, مهما كانت تلك المحاربات شديدة وضاغطة.. وهو في توبته تكون له القوة التي يعترف بها أنه قد أخطأ, مثلما فعل القديس أغستينوس الذي كتب اعترافاته ونشرها لكي تقرأها الأجيال. ودلّت تلك الاعترافات على صدق توبته.

    والقوة الروحية تتميز بأنها دائمة. مستمرة ومستقرة:

    بلا ذبذبة أو نكسة ورجوع إلى الوراء.

    لأنه ما أسهل -عند كثيرين- أن يظهروا أقوياء في موقف معين, أو في فترة معينة, ثم تخور قواهم بعد ذلك.

    وهنا يقف أمامنا سؤال يطرح ذاته: ألا يحدث أن البعض قد يضعف أحيانًا؟ فم هي أسباب الضعف؟ وما أنواعه؟ وما علاجه؟ هذا ما أود أن أحدثك عنه في المقال المقبل, إن أحبت نعمة الرب وعشنا.
    +++
                  

07-28-2014, 00:49 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 20-5-2007

    الضعف.. أنواعه ومعالجته

    تكلمنا في المقال السابق عن القوة وعناصرها ومصادرها. ولكن لا ننكر أنه توجد بين كثير من الناس ضعفات. فم هي أنواع الضعف؟ وما الموقف منها؟ وما العلاج؟

    قد يوجد إنسان ضعيف, ولا ذنب له في ذلك:

    مثال ذلك: من وصل إليه الضعف عن طريق الوراثة. سواء كان الضعف في جسده أو في قواه العقلية... أو هو إنسان قد وُلد بصحة ضعيفة, أو في مستوى اجتماعي ضعيف, أو ما أشبه...

    وضعف الجسد قد يقاسى منه الإنسان الروحي أيضًا, إذ قد يقف عائقًا أمام بعض الممارسات الروحية. فمثل هذا الضعف لا يجوز أن يتضايق الشخص منه, بل يعمل ما يستطيعه على قدر ما يحتمله جسده. إنما المهم أن يحتفظ بروحه قوية وصالحه, عارفًا تمامًا إن الله لا يطالب الإنسان بما يفوق طاقته...

    وقد يوجد إنسان أعصابه ضعيفة:

    وضعف الأعصاب إما أن يكون له سبب جسدي بيولوجي, وهذا يحتاج إلى علاج طبي. وإما أن يكون ضعف الأعصاب راجعًا إلى سبب نفسي أو روحي, كأن يكون الشخص سريع الغضب, سريع الانفعال. وبالتالي يكون ضعيف الاحتمال, ويحتاج إلى شخص يحتمله, ذلك لأن الإنسان القوى هو الذي يستطيع أن يحتمل الضعيف.

    على أن الإنسان الغضوب الضعيف الاحتمال, عليه أن يعالج هذا الضعف الذي فيه. وذلك بأن يبعد بقدر إمكانه عن كل الأسباب التي تثيره, وعن المجالات التي توقعه في النرفزة, ويتجنب الاحتكاك بالأشخاص الذين لا يستريح إلى معاملاتهم نفسيًا. وفي نفس الوقت يمارس تداريب روحية في البعد عن الغضب, وأن يعمل على تقوية أعصابه من الناحية الجسدية. كما يلزمه أن يتأنى في تصرفاته وفى ثورته. ويضع أمامه النتائج السيئة للغضب, قبل أن يغضب... كما ينفعه كثيرًا أن يقرأ عن سير الودعاء والهادئين, ويحاول أن يحاكيهم في تصرفهم. ولا يترك نفسه إلى هذا الضعف. وليس مقبولًا منه أن يعتذر قائلًا: ماذا أفعل؟ فطبعي هكذا!! فالمفروض أنه ينتصر على طبعه ويغيرّه...

    هناك نوع آخر من الناس ضعيف في إرادته:

    ضعيف في تنفيذ ما يريده من الخير, أو ضعيف في مقاومة بعض الخطايا, أو أن من طبعه التردد. فإرادته لا تستطيع أن تقرر ما ينبغي عليه أن يفعله. وإن قرّر شيئًا, قد لا يقدر أن يثبت فيه, بل تراوده أفكار أخرى مختلفة...

    على أن هناك تداريب عديدة لتقوية الإرادة يمكن أن يسلك فيها. كما يمكنه أن يستشير إنسانًا حكيمًا أو مرشدًا روحيًا موثوقًا به, وينفذ ما يقوله له ولا يبطئ. وقد يقوى إرادته عن طريق الصوم, وعن طريق التغصب, أي يغصب نفسه ولا يدللها ولا ينفذ لها كل ما تريده. كما يقوّى إرادته عن طريق الفهم وبالإقناع. وإن كان خاضعًا لعادة تسيطر عليه, يقاومها بكل شدة ولا يستسلم لها مطلقًا مهما كانت الدوافع, عالمًا أن الاستسلام للعادة يزيده ضعفًا على ضعف, ويزيد العادة تعمقًا ورسوخًا...

    وقد يوجد شخص ضعيف أمام غيره:

    أو أمام بعض الأشخاص بالذات. بحيث لا يقدر أن يعصى أو يقاوم فلانًا من الناس, أو يخجل منه ويقوده الخجل إلى الخطأ. أو هو ضعيف أمام طلبات زوجة, أو صديق, أو شخص أكبر منه سنًا أو مقامًا. أو هو ضعيف أمام رأى الجماعة التي تحيط به, وقد تكون جماعة مخطئة. أو هو ضعيف أمام ارتباطات قد ارتبط بها من قبل, أو تعهدات تعهد بها دون فحص دقيق ودون معرفة بكل نتائجها..

    مثل هذا الشخص عليه أن يفضّل الحق على الشخص, ويطيع ضميره أكثر مما يطيع الظروف المحيطة. ويفيده أيضًا أن يخاف من النتائج السيئة التي يقوده إليها خجله وطاعته لغيره. أو يتحاشى لقاء الأشخاص الذين يضعف أمامهم, أو يواجههم ويشرح لهم بكل صراحة ما يتوقعه من نتائج سيئة لو نفذ لهم ما يريدون.

    هناك نوع من الضعف هو ضعف النفسية:

    فقد يوجد إنسان نفسيته ضعيفة, من نوع الناس الذين يسمّونهم "صغار النفوس"... هذا النوع يقلق بسرعة, ويضطرب وينهار ربما لأتفه الأسباب. وهو يشك في ذاته وفي قدراته وفي مواجهته للمواقف، ويخاف من النتائج التي تنتظره، ولا يستطيع أن يحتمل. ولا يقدر أن يثبتّ في موقف ويتحمل مسئوليته... ومثل هذا الشخص له نفسية طفل صغير، حتى إن كان كبيرًا في السن. وربما منذ طفولته، لم يعوّدوه الإقدام أو الاعتماد على النفس، أو أنه وقع في حياته تحت تخاويف كثيرة أو مرّ بتجارب مؤسفة وفاشلة أفقدته الثقة بنفسه، فوصل إلى حالته هذا فما موقفنا منه؟

    ما أجمل عبارة "شجعوا صغار النفوس اسندوا الضعفاء تأنوا على الجميع"... لذلك علينا أن نفتح طاقة من الرجاء لتضئ على الجالسين في الظلمة خائفين ومضطربين... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). نحدثهم عن عمل الله وتدخله، ونقوّى عزيمتهم، ونسهّل لهم الطريق، ونزيل من أمامهم المخاوف ونثبتّهم... إن الله نفسه يسند الضعفاء الذين كالأطفال، ويرسل لهم معونة من عنده، ولا يحتقر ضعفهم، ويظل يدرّبهم حتى يصيروا أقوياء، أو تتحسن نفسيتهم شيئًا فشيئًا.

    يوجد أحيانًا من هو ضعيف في الأسلوب أو في التفكير:

    الإنسان الضعيف التفكير يمكن أن ينمى قدرته على عمق أكبر من التفكير بقدر ما تحتمل قدراته العقلية. ولعل ما درسناه في الرياضة ونحن صغار في تمارين الهندسة والجبر يحمل أمثلة من تدريب الفكر، وكذلك ما يسلك فيه البعض من جهة حلّ الألغاز، كل هذا وغيره ينمى الفكر. وإذا عجز البعض عن الحل، لا نعطى لهم كل الحل دفعة واحدة، وإنما نقودهم في خطوة وندفعهم إلى التفكير في غيرها وهكذا. ولكن لا ييأس من هو ضعيف في فكره، بل يتدرب. كذلك كثرة الإطلاع مفيدة، على شرط أن يقرأ الشخص ما ينميه فكريًا...

    وقد يقوى الشخص على التفكير، ويكون ضعيفًا في التعبير، أي لا يستطيع أن يعبر بطريقة سليمة أو بأسلوب جيد عما يريد. هذا أيضًا يمكن علاجه بالتدريج وبالتدريب...

    أخيرًا، هناك من هو ضعيف في إيمانه:

    والإيمان على درجات في قوته. ولست أقصد مجرد الإيمان النظري بوجود الله، إنما بالأكثر الإيمان الذي يظهر عمليًا في حياة الإنسان اليومية. فقد يتعرض شخص لمشكلة، ويضعف إيمانه في إمكانية حلها أو في تدخل الله لإنقاذه منها. وقد يصلى ولكن يضعف إيمانه في استجابة الله لصلاته..! وعلى أية الحالات فإن الذي يخطئ وهو يعرف أن الله يرى كل شيء ويسمعه, ما مدى إيمان هذا الشخص برؤية الله له؟!

    في كل ذلك على الإنسان أن يقوى إيمانه في ثقة كاملة بالله وعمله، ورؤيته وتدخله. وإن حاربه الضعف, يصلى ويقول: "أنني أؤمن يا رب. أعن ضعف إيماني".
    +++
                  

07-28-2014, 10:12 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 27-5-2007

    مستويات ثلاثة في سلوك الإنسان: الجسد والروح والنفس

    يتكون الإنسان من ثلاثة عناصر رئيسية هي الجسد والروح والنفس. وقد كان قدماء المصريين يميزون بين الروح والنفس.. فالروح يسمونها "الكا"، والنفس يسمونها "البا".. وسنحاول في هذا المقال أن نتحدث عن هذه العناصر الثلاثة، ومدى تأثير كل منها على الإنسان. وسنبدأ أولا بالجسد والروح، وبعد ذلك عن النفس..

    * الجسد مأخوذ من المادة، فهو في احتياج إلى المادة بطريقة طبيعية لحفظ كيانه، من جهة غذائه وشرابه ودوائه، ومن جهة إقامته وراحته. فإن أخذ من المادة ما يلزمه، لا يكون قد أخطأ في شيء...

    ولكن وجه الخطأ يأتي، حينما يشتهى الجسد المادة بطريقة غير طبيعية، وحينما تسيطر عليه هذه الشهوة وتعطل عمل الروح، إذ يشتهى الجسد ما هو ضد شهوة الروح فيقاومها...

    * والجسد ليس شرًا بطبيعته، وإلا ما كان الله قد خلق جسدًا، لأنه لا يخلق شرًا. ولكن الشر هو في انحراف شهوات الجسد. وذلك حينما يقع الجسد في شهوة الزنى، أو شهوة البطنة، أو في السكر والعبث، أو في شهوة القنية والامتلاك، أو شهوة المال عمومًا، أو شهوة ما يمتلكه الغير.

    * مثل هذا الشخص يصير جسدانيًا، أي أنه يسلك في شهوات الجسد، وهو في هذه الحالة يكون بلا ضابط، وتسيطر عليه الحواس، بحيث يسعى باستمرار إلى متعة هذه الحواس – وبكون مستواه هو مستوى كثير من الحيوانات التي تعيش بأجسادها ولأجسادها...

    ولكن فليست كل الأجساد في هذا المستوى الجسداني، إذ توجد أجساد طاهرة، لأشخاص يعيشون في الجسد، ولكن ليس حسب أهواء الجسد وشهواته. بل يمكنهم أن يضبطوا تلك الشهوات والأهواء والغرائز لتسلك في مسلكها دون انحراف.

    والجسد المنضبط هو الذي يخضع لقيادة الروح ولا يقاومها

    فإن كنا قد تحدثنا عن المستوى الجسداني وأخطائه ولزوم انضباطه. فما هو المستوى الروحي إذن؟

    الإنسان الروحي يهتم بسلامة روحه، وبالنمو في السلوك بالروح، سواء بالنسبة إلى نفسه أو إلى غيره. وهكذا يتحاشى كل ما يعطل روحياته. ويضع أمامه في كل حين، وفي كل أمر، أن تكون صلته دائمة بالله تبارك اسمه، ينفذ وصاياه، ويبنى ملكوت الله على الأرض، وينشغل بمحبة وملائكته وسمائه. ويقول كما قال داود النبي في المزمور "محبوب هو اسمك يا رب، فهو طول النهار تلاوتي". وفى نفس الوقت يحرص على أن قلبه نقيًا لا يوجد فيه شيء يعكر صفو علاقته مع الله.

    والإنسان الروحي يتغذى بالفضيلة، ويتغذى بالصلاة والتسبيح ومحبة الله. يقوده ضميره الصالح، وعقله المنيرّ، وفهمه السليم لوصايا الله، وحرصه الشديد على مصيره في الأبدية، وحبه للخير حيثما يحل، ومهما كانت الظروف.

    * وروحه تخضع لله، وجسده يخضع لقيادة روحه. ويحفظ التوازن بين احتياجات جسده، والضوابط التي تضعها مبادئه ومثالياته...

    هذا هو المستوى الروحي الذي يسلك فيه الإنسان بالروح. على أن الإنسان مهما بلغ من مستوى روحي، يجب ألا يغتّر بذاته أو تأخذه الخيلاء والكبرياء، ظانًا أنه أرتفع إلى المستوى الذي لا يمكن أن يخطئ. بل يعرف أن الشيطان له حيله الكثيرة، وأنه "قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح" كما قال سليمان الحكيم. ولذلك فالإنسان الروحي، مهما بلغ من علو، يلزمه التواضع. وفي نفس الوقت يحيا حياة الحرص والتدقيق، وفي حكمة حتى لا تخطئ. ولكي يتفادى أية نكسة في حياته الروحية، محترسًا من أية خدعه يخدعه بها الشيطان...

    * وفى كل ذلك يعتمد على الله في كل شيء. ودائمًا ينسب كل قوة يعمل بها إلى الله الذي منحه إياها. ويطلب باستمرار أن يحفظه الله من الزلل.

    تكلمنا عن المستويين الجسداني والروحاني. فما هو إذن المستوى النفساني، الخاص بالنفس؟

    في المستوى النفساني يتركز الإنسان حول نفسه. ويقع في حب الذات وما تشتهيه النفس من رفعة وسلطة، ومن شهرة ومديح الناس. وقد يقع في الأنانية، إذ يحب ذاته وحدها، ويرجو الخير -كل الخير- لنفسه فقط وليس للغير. وبهذا قد يقع أيضًا في الحسد والغيرة، ويدبر المكائد حتى لا ينافسه أحد... وهكذا فإنه يستخدم الفكر أيضًا والمشاعر من أجل النفس، أي من أجل نفس واحدة هي نفسه!

    وقد يطلب من الله بعض المواهب، ويكون غرضه منها ليس عمل الخير ولا خدمة المجتمع، وإنما التباهي بما قد وصل إليه، لكي ينال رفعة في نظر الغير.

    وهذا المستوى النفساني بعيد عن حياة الروح تمامًا التي تتصف بالتواضع وإنكار الذات وتفضيل الغير... والعجيب أن الشخص النفساني -كلما يحاول أن يرفع نفسه- يكون قد هبط بها إلى أسفل، حتى في نظر الناس لأنهم ينفرون ممن يحب التباهي ومن يتمركز حول نفسه...

    وسنحاول أن نقارن بعض الشيء بين هذه المستويات الثلاثة التي يسلك الإنسان في واحدة منها...

    نقطة معينة هامة وهى متعة كل مستوى:

    الجسد متعته في اللذة، واللذة هي من عمل الحواس، كما أنها مؤقتة وزائلة. وهى تختلف تمامًا عن الفرح والسرور. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أما النفس فسرورها ولذتها تكون في حيز ضيِّق وهو الذات. وهو سرور محدود وزمني، يكون له وقت عارض وينتهي...

    ولكن الروح هي التي تفرح الفرح الحقيقي. تفرح بالخير وانتشاره، وتفرح بوجودها في حضرة الله. وتفرح بانتصارها على شهوات الجسد وعلى إغراءات الشيطان، وتفرح بنجاح الآخرين ونموهم وبرّهم. بل تفرح أيضًا بما يُسمى "مذاقة الملكوت" أي كيف تتذوق ملكوت الله وهى على الأرض وتبتهج بعشرته. كذلك فإن الروح تتميز بأنها تفرح بالألم إذ كان من أجل الله. وفرح الروح هو فرح دائم يبدأ ههنا على الأرض ويستمر في الأبدية.

    ما يظنه المستوى الجسدي أو المستوى النفسي من فرح -أو من لذة وسرور- ما أسهل أن ينقلب في الأبدية إلى حزن، حين يكشف لهم الله حقيقة ما كانوا فيه فيندمون!

    كذلك الشهوة تختلف تمامًا في المستويات الثلاثة: فشهوة الجسد هي في المادة، وشهوة النفس هي في الذات، أما شهوة الروح فهي في الخير والأبدية والحياة مع الله...

    يبقى السؤال الأخير في مقالنا هو: هل يمكن التوفيق بين هذه المستويات الثلاثة؟ وكيف؟

    يمكن ذلك في الشخصية المتكاملة، التي تعمل كلها من أجل هدف واحد مجاله الخير. بحيث لا تتعارض اتجاهات الروح مع الجسد ولا مع النفس. فالنفس تنكر ذاتها، والجسد لا يأخذ من المادة إلا ما يلزمه فحسب. ولا ينحرف الإنسان في كل عناصره عن هدف الخير.
    +++
                  

07-29-2014, 09:44 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 3-6-2007

    هدوء الطبيعة والمساكن

    الطبيعة الهادئة تنقل هدوءها إلى النفس. وهدوء الطبيعة يساعد على هدوء الطبع. ومحبو الهدوء يبحثون عنه أينما وُجد.

    * من أجل ذلك يخرج الناس إلى الحدائق والبساتين، حيث المناظر الطبيعية الجميلة تهدئي الأعصاب. وإن لم يستطيعوا ذلك بصفة دائمة، فعلى الأقل في أيام العطلات. كما يسافر الأثرياء إلى بلاد ذات طبيعة جميلة. وكثير من الناس يضعون في بيوتهم زهورًا في أوانٍ خاصة، أو يزينون جدران منازلهم ببعض مناظر طبيعية مريحة.

    ولا شك أن ازدحام المساكن في المدينة -أية مدينة- يسبب ضوضاء وصخبًا للحواس. وبخاصة في الشوارع التجارية حيث يزدحم الناس بطريقة غير عادية – وكذلك في الأماكن التي تكثر فيها المصانع والمستشفيات والجامعات والمدارس، أو ما يسمونه (منطقة الخدمات) في المدينة.

    ويستتبع ذلك تعدد طرق المواصلات وما تحدثه من أصوات وضجيج. وبخاصة في ساعات بدء وانتهاء العمل في شتى المصالح، وأقصد ما يسمونه Rush hour حيث يخرج الآلاف من الموظفين والطلبة ومن رجال الأعمال إما بعرباتهم الخاصة أو في البحث عن الأتوبيسات وعربات الترام وعربات الأجرة. وهنا يبدو ضجيج المدينة في عمقه، مما يتعب محب الهدوء ويفقده هدوء الحواس. وقد تتعطل المواصلات من كثرة الزحام في المدن المكتظة بالسكان، وما يتبع كل هذا من مشاكل وانفعالات وتعطل مصالح البعض وضياع الوقت.

    لهذا كله، كان كثيرون يفضلون السكنى في الضواحي، حتى أن مدينة لندن مثلًا يفضل بعض سكانها أن يقطنوا خارج المدينة أو في ضواحيها المعروفة باسم Suburbia (كالمعادى بالنسبة إلى القاهرة مثلًا).

    وعلى الأقل، إن لم يستطع البعض السكنى في الضواحي، فإنهم يقضون فيها نهاية الأسبوع كفترة راحة واستجمام، بعيدًا عن ضجيج المدينة...

    كما أنه -التماسًا للهدوء- بعض المدن لا تسمح أنظمتها ببناء كل مساحة الأراضي السكنية. فلا يُسمح لصاحب الأرض إلا ببناء ثلث مساحة أرضه أو ربعها. ويستخدم الباقي كفضاء أو حديقة. وهكذا تبعد المساكن عن بعضها البعض، كما توجد الخضرة التي تساعد على هدوء الأعصاب والهدوء النفسي. ويكتسب المكان جمالًا بما فيه من أشجار وأزهار. ويتمتع كل شخص بكمية كافية من الهواء النقي، وبمناظر طبيعية تجلب الهدوء إلى النفس...

    وأمثال هذه المدن لا يُسمح فيها إلا بارتفاع محدود للمساكن... وتبعًا لكل ذلك يقل الزحام وتقل الضوضاء. وتكون هذه الأحياء السكنية هي الأحياء الهادئة في المدينة.

    ولكن نظرًا لارتفاع ثمن الأراضي حاليًا، ولكثرة السكان ولأزمة المساكن، فإن مثل هذه المساكن المريحة الهادئة، من الصعب أن تتوفر إلا للقادرين الذين يحبون الهدوء والسكون. وتلافيًا لهذا النقص، تحاول بعض المدن أن تخصص مساحات معينة داخل المدينة لتكون حدائق عامة كتنفس للناس... على أن هذه الحدائق -على الرغم من نواحيها الجمالية والصحية- غالبًا ما تكون أمكنة صاخبة من جهة الصوت، باعتبارها أماكن للترفيه وليس للهدوء.

    لهذا فإن الذين يلتمسون الهدوء، ولا يجدونه في هذا كله، فإنهم يُنصحون بتغيير الجو التماسًا لهدوء الأعصاب...

    وقد قرأت مرة في أثناء الحرب العالمية، أن ايزنهاور Eisenhower رئيس أمريكا ذهب ليقضى نهاية الأسبوع إلى جوار إحدى البحيرات، حيث التقطوا له صورة هناك وهو يصيد السمك. كل ذلك على الرغم من مسئولياته الخطيرة. ولكنه كان يعرف جيدًا أن راحة الأعصاب سوف تريحه في تحمل مسئولياته، وتعطيه نشاطًا للفكر وهدوءًا للنفس..

    وبعض الآباء كانوا يجدون الهدوء في البرية. وكانوا يفضلون هدوء الليل على ضجيج النهار. وكانت صلواتهم في الليل الهادئ أكثر عمقًا وتأملًا مما في النهار الصاخب. وأتذكر أنني كتبت في مذكرتي في إحدى الليالي، وأنا في مغارتي في الجبل (ربما سنه 1960) البيتين الآتيين:

    هدوء الليل موسيقى وأسرارً تهامسني

    وصوت الريح في رفقِ ِ يصب اللحن في أذني

    أما في المدن، فإنه للأسف، قد غيروا هدوء الليل، وجعلوه مجالًا لصخب الملاهي والحفلات بكافة أنواعها وبرامجها وضجيجها...

    مما يؤثر على الهدوء أيضًا: الأصوات وشدة الأضواء وبعض الألوان: فالأصوات العالية تزعج الهدوء، سواء ما يصدر من القطارات والعربات وآلات التنبيه، والدراجات البخارية (الموتوسكلات)، وأصوات الطائرات، ومكبرات الصوت في الاحتفالات (إن كانت خارج مكان الاحتفال).. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). بل حتى أصوات المارة في الطرقات، وأصوات الباعة في بعض الأحياء الشعبية..

    إن صخب الأصوات في المدينة يفقد أهلها هدوء الحواس، وبخاصة إن كانت تلك الأصوات تعلو وتتداخل وتستمر بلا ضابط.

    وحتى في أحاديث الناس العادية: هناك من يتحدثون في هدوء، فلا يرتفع صوتهم ويعلو. بينما غيرهم يتكلمون فيسببون ضوضاء تُفقد المكان هدوءه، ويشعر سامعوهم كأنهم في شجار أو في معركة.. والموضوع الهادئ هو أن يتكلم الشخص على قدر احتياج سامعه، ولا يرفع صوته فوق الحاجة. ومحبو الهدوء لا يستريحون إلى الصوت العالي ولا إلى الصوت الحاد..

    لذلك قد تكون التليفونات أحيانًا سببًا يُفقد البعض هدوءهم... وذلك إذا ما أكثر البعض استعمالها وطالت أحاديثهم، وأفقدت الطرف السامع إحساسه بملكيته لوقته، أو أشعرته بأنه قد فقد راحته، أو تعطلت أعماله بسبب تلك المكالمات..! لذلك فإن الذين يريدون قضاء وقت هادئ، يبعدون عن استخدام التليفونات إلا في الضروريات فقط.

    الألوان كذلك منها ما يشيع الهدوء في النفس، ومنها ما يثير الناظر إليه. فاللون الأخضر مثلًا لون هادئ، وكذلك اللون السماوي. بعكس الألوان الحمراء والصاخبة، إلا إذا كان لونها مجرد تنوع في مجموعة، يضفى وجوده جمالًا خاصًا. ولهذا فإن كثيرين يختارون لجدران بيوتهم ألوانًا مريحة للنظر، وكذلك ألوان أثاثاتهم وألوان ملابسهم. ويختارون في حدائقهم ألوانًا من الزهور تريح أعصابهم...

    وكما نذكر الألوان، نذكر الأضواء أيضًا: فالأضواء الشديدة مثيرة وتتعب العين والأعصاب. وهكذا فإن الكشافات القوية التي للسيارات، تتعب أعين السائقين في الاتجاه المضاد.

    مما يزعج الهدوء أيضًا: ماكينات المصانع إن كانت في مناطق سكنية، فإلى جوار أصواتها، كثير منها يلوث الجو بالدخان أو بالبخار أو بغير ذلك مما يكون له تأثير على الصحة كما أنه يفقد الهدوء.

    إن العالم لا يستغنى عن المصانع ولها فوائدها الاقتصادية.. ولكن ليس مكانها وسط مساكن الناس، ويحسن اختيار أماكن أخرى لها... وفي بعض الدول توجد مدن معنية من المعروف أنها مدن صناعية. وهى غير باقي المدن التي يعيش ساكنوها في جو هادئ. ويكفى أن عمال تلك المصانع يتحملون متاعبها.

    وينطبق هذا الكلام أيضًا على المناطق التي تنتج البترول، والتي تعمل في الأسمنت والجير ومشاكل ذلك. إلى جوار الضجيج الذي يصدر عن مصانع الصلب والحديد وأدواته المتعددة...

    ونحن نشكر الله أن بلادنا هادئة من نواحٍ طبيعية معينة فلا توجد فيها ثورات من باطن الأرض من براكين أو زلازل، كما أنها لا تقاسى من اجتياح السيول، ولا من الثلوج وذوبانها.

    أما كيف يقتنى الناس الهدوء من حيث داخل نفوسهم وطباعهم، فهذا له موضوع خاص سوف ننشره إن أحبت نعمة الرب وعشنا.
    +++
                  

07-30-2014, 07:17 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 10-6-2007

    تدريبات على الهدوء

    إذا أردت أن تدرب نفسك على الهدوء -وبخاصة هدوء القلب وهدوء الأعصاب وهدوء الحياة- فعليك بالنصائح الآتية:

    1- لا تسمح لأي شيء أن يثيرك. بل تقبّل كافة الأمور بنفس هادئة، لا تنفعل كثيرًا بالأسباب الخارجية مهما كانت تبدو متعبة، ولا تقلق وتضطرب. وإن انفعلت، حاول أن تضع هدوءا لانفعالك، وأن تهدئ نفسك. ولا تتصور أو تتخيل نتائج خطيرة سوف تحدث، فهذا التخيل سوف يزعجك. وقل لنفسك: إن كل مشكلة لها حل أو بضعة حلول. فكرّ إذن في الحلول، حينئذ يدخل الهدوء إلى قلبك. وإن عجزت عن إيجاد حلّ، استشر غيرك. وإن عجز الغير أيضًا، فأعطِ المشاكل مدى زمنيا تحل فيه. واطلب معونة الله وتدخله وستره. وباستمرار اجعل المشاكل تدور حولك من الخارج، دون أن تدخل إلى قلبك فتؤذيك. إن الأمواج الهائجة إذا صدمت السفينة من الخارج لا تضرها. ولكن إن وُجد ثقب في السفينة تدخل منه المياه، حينئذ تكون السفينة في خطر. احرص إذن على عدم وجود ثقوب في نفسك تدخل منها المشكلة إلى أعصابك لتحطمها.

    2- كن دائمًا قوى القلب قوى الإيمان، واسع الصدر في مقابلة المتاعب، بحيث لا تتضايق بسرعة. واعلم أن الضيقة قد سميت هكذا، لأن القلب قد ضاق عن أن يتسع لها. أما القلب الواسع فإنه لا يتضيق بشيء. إن قطعة من الطين إذا ألقيت في كوب من الماء فإنها تعكره. أما إذا ما ألقيت في المحيط فإنها لا تعكره. بل يفرشها في أعماقه ويقدم لك ماءً رائقًا...

    اعرف يا أخي أنه إذا وقع حجر على جبل، فأنه لا يهزه. ولكن إن وقع هذا الحجر على زجاج فإنه يهشمه ويفتته. لهذا كن جبلًا لا زجاجًا.

    3- مما يفيدك في حياتك، أن تكون لك روح المرح وبالبشاشة. فإنها تجلب للإنسان هدوءًا في النفس، واسترخاءً في الأعصاب، وتبعد عنه الكآبة والاضطراب. ومهما كان الجو مكهربًا وصاخبًا، فإن الإنسان المرح، يستطيع بفكاهة لطيفة أن يزيل جو التوتر.. وعمومًا فإن المتصفين بالمرح، تكون أعصابهم هادئة. بل إنهم بالأكثر يمكنهم أن يهدئوا غيرهم أيضًا. كما أن الوجوه البشوشة تشيع الهدوء في الآخرين. لهذا درّب نفسك على البشاشة والمرح، وتقبّل كثيرًا من الأمور بهذه الروح...

    4- كذلك أن أردت أن تكسب الهدوء، يمكنك ذلك بمعاشرة الأشخاص الهادئين، بعكس الذين يختلط دائمًا بالمضطربين والثائرين، فإنهم ينقلون إليه عدوى مشاعرهم. فالخائفون ينقلون إليه خوفهم، والمتشائمون ينقلون إليه تشائمهم. وكذلك فالذين يحاربهم الشك والضيق ينقلون إلى غيرهم الشكوك والضيقات. أما معاشرة الهادئين فإنها تمنح الثقة والطمأنينة والسلام.

    قد تقرأ خبرًا مزعجًا فتتعلق. ثم تقابل شخصًا هادئًا فتجده قد تقبّل الخبر بمنتهى الثقة وهو مطمئن تمامًا أنه سوف لا يحدث شيء متعب على الإطلاق. ويشرح لك، فيبدأ الاطمئنان يزحف من نفسه إلى نفسك فتهدأ. ألست ترى إذن أنك بمعاشرة الهادئين يمكنك أن تمتص إيمانهم وهدوءهم، وتأخذ من سلامهم الداخلي سلامًا لنفسك... وتأخذ أيضًا نموذجًا وقدوة من طباعهم الهادئة، وتحاول أن تحاكيها إذ تعجبك وتريحك. وتتعود على طريقة تفكيرهم في مقابلة المشاكل والضيقات، وتتعلم من ذكائهم كيف يستوعب العقل المشكلة ويهضمها، وكيف يمكنه إن يفهم الأمور ويحل المشاكل ويستنتج الطرق الصالحة لعلاجها، كما تتعلم أيضًا من إيمانهم ومن طول بالهم واحتمالهم وصبرهم.

    إن معاشرة الهادئين هي من أفضل أنواع المهدئات.

    5- كذلك درّب نفسك على عدم الاندفاع وعدم التسرع. واعرف أن قلة الصبر تدل على عدم هدوء الإنسان في الداخل. فالإنسان الهادئ يكون دائمًا طويل البال. فإن اضطرب يفقد القدرة على الصبر. ولا يستطيع أن ينتظر حتى تحُلّ الأمور. إنما يريد أن يعمل الآن أي عمل، أو يتكلم أي كلام، أو يتخذ أي قرار!! وفي ذلك ما يضره.

    6- ما دمت لم تصل بعد إلى فضيلة الهدوء، أبعد إذن بقدر إمكانك عن أسباب الإثارة وكل مصادرها. ابحث ما هي الأسباب التي تجعلك تفقد هدوءك، سواء كانت منك أو من الخارج. وتحاشى هذه الأسباب وبخاصة في المعاملات. وكما قال أحد الحكماء "لا تأخذ وتعطى مع إنسان يقاتلك به العدو". وابعد عن المناقشات الحادة. ولا تستصحب غضوبًا. وابعد أيضًا عن القراءات التي تفقدك الهدوء، وعن سماع الأخبار التي تزعجك.

    7- وفى معاملاتك مع الآخرين لا تفترض المثالية في جميع الناس. فإن قوبلت بتصرف خاطئ من البعض، لا تتضايق. فالناس هكذا: فيهم الطيب والرديء. ولا تتوقع أنك ستتعامل مع ملائكة أو قديسين، إنما مع بشر عاديين، لا نسمح لأخطائهم من نحونا أن تقلقنا..!

    وأيضًا لا ترد على أحد وأنت غضبان. إنما انتظر إلى أن تهدئ نفسك، ثم أكمل الحديث معه، أو على الأقل اصمت. فليس من صالحك ولا من صالحه أن تناقشه وأنت في حالة توتر. واحذر من أن ترد على الإساءة بإساءة، وإلا تكون قد شابهت المسيء في أخلاقه...

    8- ابعد عن استخدام العنف بكل أنواعه، ولا تواجه العنف بالعنف. فليس هذا هو أسلوب الروحيين. فالإنسان الروحي لا يغلبنّه الشر، بل يغلب الشر بالخير. وإذا تملكتك الحيرة في التصرف، فشاور أحد الحكماء واعمل بمشورته. فإنك بهذا تضيف إلى فكرك فكرًا أكثر خبرة. وتتعلم الحياة عمليًا...

    9- لا تلجأ إلى العقاقير لكي تحصل على الهدوء. واعلم أن استخدام المسكنات والمهدئات والمنومات لها ردود فعلها واحذر من أن تتعودها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). إنها كلها تتيهك عن نفسك، دون أن تحل مشاكلك أو تزيل متاعبك. إنما اعمل على حلّ إشكالاتك داخل نفسك، وبحلول عملية وطرق روحية. واعرف أن الذي يتعود تعاطي المسكنات، قد تصبح إدمانًا ولا تفيده بل قد يضطر إلى إزادة كمياتها. وما أن يفيق منها حتى يجد نفسه كم هي بنفس متاعبها وبدون حلّ...

    10- كذلك لا تلتمس الهدوء بالانطواء والهرب. ولا تظن أنك في انطوائك على نفسك قد صرت هادئًا! كلا، فهذا مرض آخر وليس هدوءًا.. فإن كانت لك مشكلة في بيتك، لا تظن أن حل المشكلة هو في هروبك إلى النادي أو المقهى أو إحدى السهرات، بينما تظل المشكلة قائمة كما هي. لا تصلح إلا بمواجهتها، ومعرفة أسبابها وحلها عمليًا..

    11- تعوّد الهدوء في دخولك وخروجك، وفي طريقة كلامك بحيث تكون ألفاظك هادئة ليست فيها كلمة عنيفة أو جارحه. وقبل أن تلفظ كلمة فكرّ في نتائجها وفي تأثيرها على غيرك...

    وإذا كتبت خطابًا غير هادئ، فلا ترسله بسرعة. بل اتركه يومًا أو يومين، وأعد قراءته، وغيرّ ما يلزم تغييره فيه. وكل فكر يلحّ عليك، لا تسرع في تنفيذه ولا تطاوعه. بل أنتظر حتى تفحصه في هدوء...

    12- أخيرًا، أنصحك بأن تعطى جسدك ما يحتاجه من الراحة ولا ترهقه. فإن الإنسان في حالة الإرهاق، تكون أعصابه عرضة لعدم الاحتمال، وربما يفقد هدوءه ويتصرف بغضب أو عصبية لأتفه الأسباب مما يندم عليه فيما بعد. لذلك لا تدخل في مناقشة حادة وأنت مرهق. ولا تأخذ قرارًا مصيريًا وأنت مرهق.
    +++
                  

07-31-2014, 05:20 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 24-6-2007

    الوداعة وقوة الشخصية

    بدأت معكم في مقالي السابق موضوعًا عن الوداعة. فتحدثت عن علاقة الوداعة بدماثة الخلق، فشرحت بعضًا من شخصية الإنسان الوديع، ورقته وهدوئه ولطفه واحتماله... ولكي نستكمل هذا الموضوع، علينا أن نتحدث عن نقطة أخرى هامة وهى علاقة الوداعة بقوة الشخصية، وبالذات بفضائل أخرى مثل الشجاعة والشهامة والنخوة والجرأة، وهل كل تلك الفضائل تتعارض مع الوداعة في رقتها وهدوئها؟...

    إن الفضائل لا يناقض بعضها بعضًا، فهي تتكامل ولا تتعارض. وينبغي أن يفهم الناس معنى الوداعة في حكمة. فالمعروف أن الطيبة هي الطبع السائد عند الوديع. ولكن عندما يدعوه الموقف إلى الشهامة أو الشجاعة أو الشهادة للحق، فلا يجوز أن يمتنع عن ذلك بحجة التمسك بالوداعة. أما إن امتنع عن الموقف الشجاع، فلا تكون هذه وداعة حقيقة، إنما تصير رخاوة في الطبع، وعدم فهم للوداعة، بل عدم فهم للحياة الروحانية بصفة عامة. فالروحانية ليست تمسكًا بفضيلة واحدة تُلغى معها باقي الفضائل، إنما هي في ممارسة كل الفضائل معًا بطريقة متجانسة ومتعاونة...

    إن الشخص الوديع الطيب الهادئ، ليس هو جثة هامدة لا تتحرك.. بل إنه- إذا دعته الضرورة – يتحرك بقوة نحو الخير ونحو الغير.. ولا يكون هذا ضد الوداعة في شيء. إنما عدم تحركه يكون نوعًا من الخمول، ويُلام عليه. وربما يصبح هزأة في نظر الناس...

    فالوديع يمكن أن يدافع عن المظلوم، وان ينقذ المحتاج. هل إذا رأى شخصًا في خطر، معرّضًا للقتل من بعض الأشرار، ألا يهمّ بإنقاذه، أم يحجم عن ذلك مدعيًا أن الوداعة لا تتدخل في شئون الغير؟! وهل إن سمع فتاة تصرخ وهى تستغيث بسبب أشخاص يحاولون الاعتداء عليها، أتراه يبعد عن إنقاذها، أم هو بكل شهامة ينقذها، ولو أدّى به الأمر أن يدخل في عراك أو شجار... فهكذا يكون موقف الرجولة والفروسية. وهو لا يتعارض مع الوداعة في شيء...

    إن الوديع لا يكون سلبيًا باستمرار، إنما يتخذ الوضع الإيجابي حينما تدفعه الضرورة إلى ذلك. فهو يشهد للحق ولا يمتنع. كما يتدخل لحل مشاكل الغير حين يكون في طاقة يده أن يفعل ذلك. ويكون حله للمشاكل في هدوء يتفق مع طبيعته، وفي حدود الواجب عليه.

    من خصال الوديع أنه لا يتكلم كثيرًا. ولكنه في ذلك يضع أمامه قول سليمان الحكيم "لكل شيء تحت السموات وقت. للكلام وقت، وللسكوت وقت"... لذلك فهو يتكلم حين يحسن الكلام. ويصمت حين يحسن الصمت. وإذا تكلم يكون لكلامه تأثيره وقوته. وإن صمت تكون في صمته أيضًا قوة – ولكنه لا يصمت حين تدعوه الضرورة إلى الكلام، شاعرًا بأننا أحيانًا ندان على صمتنا...

    هنا ونسأل: هل يمكن للإنسان الوديع الطيب القلب أن ينتهر ويوبخ ويؤدب؟ نقول: إن كان ذلك من واجبه، فلابد أن يفعل ذلك. فالأب له أن يؤدب أولاده، وإن لم يؤدبهم يجازه الله على تقصيره. وكذلك المدرس بالنسبة إلى تلاميذه، ورئيس أي عمل بالنسبة إلى مرؤسيه. فكل هؤلاء يمكنهم أن ينتهروا ويوبخوا المخطئين، حفظًا على سلامة سير الأمور. ولا يكون ذلك ضد الوداعة... على أن يكون التوبيخ في غير قسوة، وبأسلوب عفيف لا تتدنى فيه الألفاظ عن المستوى اللائق. والمعروف أن الأنبياء والرسل كانوا يوبخون البعيدين عن طريق الرب لكي يقودوهم إلى التوبة. وما كان يتهمهم أحد بأنهم ضد الوداعة.

    في موضوع الوداعة إذن، ينبغي أن نفرق بين الأشخاص الذين هم في وضع المسئولية، وبين الذين لا مسئولية لهم. فالذي هو في منصب الإدارة والمسئولية، له أن يأمر وينهى، بكل حزم لكي تستقيم أمور إدارته. ولكن ليس له أن يأمر في تسلط أو غطرسة، فهذا لا يتفق مع الوداعة. وهكذا يحتفظ بين الوداعة والسلطة. ولكن الإنسان الوديع العادي الذي لا مسئولية له، فإنه ينأى عن الأمر والنهى واستخدام السلطة.

    كذلك فالشخص المسئول ينبغي أن تكون له هيبته واحترامه، لا في كبرياء، إنما لتوقير منصبه وشخصه أيضًا. ويمكن أن يجمع بين الوداعة والهيبة. فهو لا يكلم الناس من فوق، في تعالٍ بل في بساطة وحسن تعامل واحترام لمشاعرهم، دون الإخلال بوقار رئاسته. وهكذا فإن الشخص المسئول، يمكن أن يكون وديعًا، لا و ضيعًا. وكبيرًا لا متكبرًا...

    هل يمكن إذن للإنسان الوديع أن يغضب وأن يحتج دون أن يتعارض ذلك مع وداعته.

    نعم، يمكن أن يغضب، ولكن في غير نرفزة (عصبية) لأن النرفزة هي ضعف في الأعصاب لا يليق بالوداعة. إنما الوديع في غضبه يعبر عن عدم رضاه، ويعبر عن ذلك في حزم وفي هدوء، بدون صخب أو ضوضاء... وهو في غضبه يعمل على تصحيح الأخطاء.

    وله أيضًا أن يحتج، ولكن في أدب وبأسلوب يليق بوداعته. واحتجاجه يكون تعبير عن عدم رضاه.

    إن الإنسان الوديع له إنسانيته الكاملة، وله حقوقه وعليه واجبات. وإن كانت الطيبة هي الصفة السائدة في شخصيته، إلا أنها لا تلغى باقي صفات الشخصية من الشجاعة والشهامة والجرأة والشهادة للحق. كما أن للوديع حماسة قد تظهر في حينها، وإرادة تحب أن تعمل. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). والطيبة عنده لا تعنى السذاجة، وإنما هي دائمًا تمتزج بالحكمة، وتسلك بالأسلوب الرصين في هدوء وبعد عن الضجيج.

    فالوديع لا يهين أحدًا، وفي نفس الوقت لا يعرّض ذاته للمهانة.. وهو لا يرد على الإساءة بالإساءة، وأيضًا يبعد عن المسيئين ويتحاشى الخلطة بهم. وهو يحترم الناس، ويتصرف بما يدعوهم إلى احترامه. هو في مستوى مرتفع عن الخطأ. فبقدر إمكانه لا يقع في خطأ. أما إن أخطأ إليه أحد، فذاك يبكته ضميره ويبكته الآخرون.

    لهذا كله لا نتناول الوداعة بأسلوب أنصاف الحقائق، بل نعرضها بحقيقتها الكاملة، سواء من جهة دماثة الخلق، أو من جهة قوة الشخصية أيضًا. وبهذا تتضح صورتها الحقيقية.
    +++
                  

08-01-2014, 03:47 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الكرام ..

    اليوم الجمعة ..

    وبعد قليل ...


    مع أبينا الورع مكارى يونان ..

    وعلى قناة الكرمة ...

    ومن على هذا الرابط ...

    http://alkarmatv.com/alkarma-tv-live-streaming

    الرب يبارك حياتكم ...

    أخوكم وعمكم العجوز ...
    أرنست
                  

08-02-2014, 04:35 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 1-7-2007

    ثلاثة تفاصيل لفضيلة الأمانة

    لست أقصد مجرد الأمانة في المال والأمور المادية، أي أن الإنسان لا يكون سارقًا أو ناهبًا لغيره... إنما أقصد الأمانة بوجه عام في كل حياة الإنسان الروحية، في تفاصيل ثلاثة.

    أمانة في علاقته مع الله، ومع الناس، ومع نفسه...

    كثيرون بدأوا الحياة معًا. ولكن بعضهم وصل، والبعض لم يصل، والبعض تأخر. فما السبب في كل ذلك؟ السبب هو مقدار أمانة كلِّ منهم. فالذين وصلوا هم الذين كانوا في غاية الأمانة في أداء دورهم في الحياة والقيام بواجباتهم ومسئولياتهم على أكمل وجه...

    والأمانة تشمل الأمور العالمية، كما تشمل الأمور الروحية. فكما يهتم الإنسان بروحياته، ينبغي أن يكون أمينًا في كل عمل يعمله. فالتلميذ ينبغي أن يكون أمينًا في دراسته، في مذاكراته ومراجعته ونجاحه وتفوقه. وكذلك العامل في إتقانه لعمله وحفظه لمواعيده. وبالمثل الموظف وكل من هو في مسئولية. فيوسف الصديق كان إنسانًا روحيًا وأمينًا في عمله، سواء في خدمته لفوطيفار حتى ازدهر عمل الرجل. كما كان خادمًا في عمله كوزير تموين لمصر، حتى أنقذها وأنقذ البلاد المحيطة لها من المجاعة.

    وتوجد في الحياة العملية أمور لاختبار الأمانة: مثال ذلك: هل من الأمانة أن يحصل شخص على شهادة مرضية زائفة، يقدمها للحصول على عطلة من العمل بدون وجه حق. وهو في ذلك لا يكتفي بأن يكون غير أمين، إنما يوقع الطبيب معه ويجره إلى الخطأ معه! كذلك من يأخذ بدل سفر بدون وجه حق، أو يطلب بمكافأة على عمل زائد Over time بينما يمكن القيام بنفس العمل في الوقت العادي بدون زيادة!

    والأمثلة كثيرة من جهة عدم الأمانة في الحياة العملية: منها من ينقل الأخبار بطريقة غير أمينة. أو من لا يكون أمينًا على سرّ اؤتمن عليه. كذلك من لا يؤدى أية مهمة كُلّف بها بالأمانة المطلوبة.

    الأمانة تجاه الله

    * فقلبك الذي هو ملك لله، لا تفتحه لأعدائه. وهكذا فإن الإنسان الأمين نحو الله وحفظ وصاياه، لا يتساهل مع أية خطية، ولا يتراخى مع الفكر الخاطئ، بل بكل أمانة يطرده بسرعة ولا يقبل أن يفصله أي فكر أو أية مشاعر عن محبة الله وعن طاعته وحفظ وصاياه. وهو يحفظ تلك الوصايا ولا يحيد عنها أمينًا في تنفيذها، لا يلتمس في ذلك ولا تبريرًا، وينتصر على كل العوائق.

    * وهو أمين أيضًا في صلواته وكل نواحي عبادته، وأمين في عقيدته وفي إيمانه وفي تقديم صورة مشرقة عن الإنسان المؤمن. وهو أمين في خدمة بيت الله وفي دعوة الناس إليه. ويفعل ذلك بكل جدية. يبدأ يومه بالله وينهيه بذكر اسمه. ويحيا باستمرار في حياة الشكر، يشكر الله على نعمته وستره ورضاه. ولا يتذمر مطلقًا على مشيئة الله... وهو باستمرار حريص أنه لا ينطق باسم الله إلا بخشوع يليق بعزة الله وجلاله ومجده.

    والأمين في علاقته بالله يكون أمينًا في نذوره وعهوده. يعرف أنه من الخير له أن لا ينذر من أن ينذر ولا يفي. كما يكون أمينًا أيضًا في واجباته المالية من نحو الله.

    أمانة الإنسان نحو نفسه

    يضع أمامه مصيره الأبدي. فيهتم بروحه ونقاوة قلبه. ويكون أمينًا كل الأمانة في مقاومة الخطية، وفي السلوك في حياة الفضيلة والبر. ويعطى روحه غذاءها اليومي من الصلوات والتراتيل وقراءة كتاب الله والتأمل فيه. ولا يقتصر على مجرد الاهتمام بالجسد واحتياجاته. بل يجعل روحياته في المرتبة الأولى من اهتماماته، بحيث ينمو كل حين في حياة البر، حتى يصل إلى الكمال النسبي الممكن له كإنسان...

    كذلك يكون أمينًا في تثقيف نفسه بكل مصادر المعرفة والحكمة. حتى ينمو في عقله وفكره وذكائه. وإن كان طالب علم، يكون أمينًا في دراسته لكي يصل – ليس فقط إلى النجاح – إنما إلى التفوق أيضًا والامتياز.

    والإنسان الأمين لا يعتذر مطلقًا بقلة إمكانياته، إنما يحاول أن ينمى إمكانياته وقدراته بكافة الطرق. وهو لا يعتذر بالعوائق والموانع، بل يبذل كل جهده للانتصار عليها. وفي كل يقوّى إرادته فلا تخور ولا تضعف.

    والإنسان الأمين لا يتساهل مع نفسه في أي شيء. بل يضبط نفسه تمامًا. وذلك أنه إن تساهل من جهة أخطاء الحواس، تحاربه الأفكار. وإن تساهل مع الأفكار، تحاربه الشهوات. وإن تساهل مع الشهوات، يسقط في العمل الخاطئ. إنه في أمانته يكون كالجبل الراسخ تصدمه العواصف والأنواء فلا تنال منه شيئًا...

    والإنسان الأمين نحو نفسه، يكون أمينًا من جهة وقته. فيستغل كل دقيقة من حياته لفائدته وفائدة الآخرين... وهو يدرك تمامًا أن الوقت جزء من حياته لا يجوز له أن يبدده.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ويحرص أن يكون وقته في صالحه وليس ضده، بحيث لا يندم على وقت قضاه في عمل ما.

    الإنسان الأمين على نفسه، يعرف أن له نفسًا واحدة إن خسرها خسر كل شيء وليس ما يعوضها... وهكذا يذكر باستمرار انه "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه". لذلك فهو يهتم بحاضر نفسه ومستقبلها. ويحرص على خلاص نفسه...

    أمانته نحو الآخرين

    الإنسان الأمين يحرص على الآخرين كما يحرص على نفسه. ويهتم بخلاصهم كما يهتم بخلاص نفسه.

    إنه لا يكتفى بأنه لا يؤذى أحدًا، بل يبذل جهده لعمل الخير نحو كل أحد. ويكون كالشمعة التي تضئ لكل أحد، وكالشجرة التي تظلل على كل من يحتمي بها. ويكون صانع خير وصانع سلام مع الكل...

    والإنسان الأمين يحتفظ بأسرار الناس لا يفشى شيئًا منها ولو لأقرب المقربين إليه. ولا يفضح ضعفات أحد بل يكون سترًا له وغطاء... وإن وجد أحدًا محتاجًا إلى معونة لا يقصر في إعانته، ويفعل ذلك في سرية بحيث لا يخجله أمام غيره... ويكون معينًا لمن ليس له معين، ونورًا للسائرين في الظلمة...

    وأمانته نحو الآخرين تلزمه أن يشاركهم في أحزانهم وفي أفراحهم، وتقتضيه الأمانة أن يزور المريض منهم، وأن يعزى من يحتاج إلى عزاء. وأن يقدم النصيحة المخلصة لمن يلزمه النصح، وأن يشترك في حل مشاكل من هو في ضيقة، مادام هذا الأمر في قدرته. ويكون قلبًا محبًا للكل، ويحترم الصغير منهم والكبير. ولا يحتقر الساقط بل يساعده على القيام...

    على أن هناك من يسأل بعد كل هذا:

    ولكن ماذا استطيع أن أفعل، إن كان لا يمكنني الوصول إلى هذا المستوى؟ وإن كنت -على الرغم من ضعفي- أريد أن أكون أمينًا الأمانة كلها، فكيف أبدأ.

    أرجو -إن أعطاني الرب فرصة- أن أجيب عن هذا السؤال، فإلى اللقاء.
    +++
                  

08-03-2014, 04:50 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

    (يوم الأحد)
    3 اغسطس 2014
    27 ابيب 1730
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 58 : 8 ، 14 )
    أنتَ يا اللـهُ ناصري، إلهي رحمتُه تسبقُ فتُدركُني. أنتَ مُعينى لكَ أُرتِّل يا إلهي. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 7 : 1 ـ 10 )
    ولمَّا أكمَلَ أقوالهُ كُلَّها في مَسامِع الشَّعبِ دَخلَ كفرَ ناحومَ. وكان عبدٌ لقائدِ مئةٍ، متألماً مُشرفاً على الموتِ وكانَ مُكَرَّماً عِندَهُ. فلمَّا سمعَ عن يسوعَ، أرسل شيوخَ اليهودِ إليه يسألهُ أن يأتي ويشفي عبدهُ. فلمَّا جاءوا إلى يسوع طلَبوا إليه باجتهادٍ قائلين: " أنَّه مُستحقٌ أن تفعل له هذا، لأنَّه مُحبٌّ لأُمَّتنا، وقد بنَى لنا المجمعَ ". فمشى يسوع معهم. وإذ كان غيرَ بعيدٍ عن البيتِ أرسَلَ إليهِ قائدُ المِئةِ أصدقاء يقولُ له: " ياربُّ، لا تَتعب. فإني لستُ مُستحقّاً أن تدخُل تَحتَ سقفِ بيتي. لذلكَ لم أحسِب ذاتي مُستحقّاً أن آتي إليك لكن قُل كلمةً فيبرأ فتاي. فإني أنا إنسانٌ مُرَتَّبٌ تحتَ سُلطانٍ، وأنَّه تحت يدي جندٌ. فأقول لهذا: اذهب فيذهبُ، ولآخر: تعال فيجئ، ولعبدي: افعل هـذا فيفعـلُ ". فلمَّا سمعَ يســوعُ هـذا تعجَّـبَ منـهُ، والتفـتَ إلى الجمـع الذي يتبَعهُ وقال: " الحقّ أقولُ لكُم: إني لم أجد في كلِّ إسرائيل إيماناً بهذا المقدَار ". فرجعَ المُرسَلون إلى البيتِ، فوجَدوا العَبدَ المريضَ قد برأ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 85 : 11 ، 12 )
    أعترفُ لكَ أيُّها الربُّ إلى الأبدِ، وأُمجدُ اسمَـكَ. لأنَّ رحمتَكَ عظيمةٌ عليَّ. وقد نجيتَ نفسي. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 20 : 1 ـ 18 )
    وفي أوَّل الأُسبوع جاءت مريم المجدليَّة إلى القبر باكراً، والظَّلام باقٍ. فرأت الحجر مرفوعاً عن باب القبر. فأسرعت وجاءت إلى سمعان بطرس وإلى التِّلميذ الآخَر الذي كان يسوع يُحبُّه، وقالت لهما:" قد أخذوا سيِّدي مِن القبر ولستُ أعلم أين وضعوه ". فخرج بطرس والتِّلميذ الآخر وأتيا إلى القبر. وكان الاثنان يركضان معاً. فسبقَ التِّلميذُ الآخَرُ بُطرس وتقدم أوَّلاً إلى القبر، وتطلع داخلاً ورأى الثِّياب موضوعةً، ولـم يدخل. ثُـمَّ جاء سمعان بطرس يتبعه، ودخل القبر ونظر الأكفان موضوعة، والمنديل الذي كان على رأسه ـ ليس موضوعاً مع الأكفان، بل ملفوفاً وموضوعــاً في ناحية وحده. فحينئذٍ دخل أيضاً التِّلميذ الآخر الذي جاء أوَّلاً إلى القبر، فرأى وآمن، لأنَّهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب: أنَّه ينبغي له أن يقوم من بين الأموات. فمضَى التِّلميذان أيضاً إلى موضعهِما. أمَّا مريم فكانت واقفةً عند القبر خارجاً تبكي. وفيما هيَ تبكي تطلَّعت داخل القبر، فأبصرت ملاكين جالِسين بلباس بيضٍ واحداً عند رأسه والآخر عند رجليه، حيثُ كان جسد يسوع موضوعاً. فقالا لها: " يا امرأة، ما بالكِ تبكين؟ " فقالت لهما: " إنَّهم أخذوا سيديِّ ولستُ أعلم أين وضعوه ". ولمَّا التفتت إلى الوراء، فنظرت يسوع واقفاً، ولم تعلم أنه يسوع. فقال لها يسوع: " يا امرأة، لماذا تبكين؟ ومَن تطلبين؟ " فظنَّت تلكَ أنه البُستانيُّ، فقالت له: " يا سيِّدي، إن كُنت أنت قد حملته فاعلِمني أين وضعته، وأنا آخذه ". قال لها يسوع: " يا مريم! " فالتفتت تلك وقالت له بالعبرانية: " رَبُّوني " الذي تفسيره يا مُعلِّم. قال لها يسوع: " لا تلمسيني لأنِّي لم أَصعَد بعدُ إلى أبي. ولكن امضي إلى إخوتي وقولي لهم: إنِّي صاعدٌ إلى أبي الذي هـو أبوكم، وإلهي الذي هو إلهكم ". فجاءت مريم المجدليَّة، وأخبرت التَّلاميذ أنَّها رأت الربَّ، وأنَّه قال لها هذا.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي
    ( 1 : 27 ـ 30 ، 2 : 1 ـ 11)
    فَقط عيشوا كما يَحقُّ لإنجيل المسيح، حتَّى إذا جئتُ ورَأيتُكُمْ، أو كُنتُ غائباً أسمَعُ عنكُم أنَّكُم تَثبتونَ في روح واحدٍ، مُجاهدينَ مَعاً بنفسٍ واحدةٍ لإيمانِ الإنجيل، غير مُخَوَّفينَ بشيءٍ مِن المُقاومينَ، الأمرُ الذي هو لهُم بيِّنَةٌ للهلاك، وأمَّا لكُم فَلِلخلاص، وذلكَ مِن اللـه. لأنَّهُ قد وُهِبَ لكُم لأجل المسيح لا أن تُؤمِنوا به فَقَط، بَل أيضاً أن تَتَألَّمُوا لأجلِهِ. إذْ لكُم الجهاد عَينُهُ الذي رَأيتُموهُ فيَّ، والآن تَسمَعونه فيَّ أيضاً.فإنْ كانَ وعظٌ مَا في المسيح. إن كان عزاءٌ ما للمحبَّةِ. إن كانت شركةٌ ما في الرُّوح. إن كانت أحشاءٌ ورأفةٌ، فتمِّموا فرَحي حتَّى تَفتكِروا فِكراً واحِداً ولكُم محبَّةٌ واحدةٌ بنفسٍ واحدةٍ، مُفتكرين شيئاً واحداً، لا تصنعوا شيئاً بتحزُّبٍ أو بعُجبٍ، بل بتواضُع، حاسبين بعضُكُمُ البعضَ أفضَلَ مِن أنفُسِهم. لا تنظُروا كلُّ واحدٍ إلى ما هو لِنفسهِ، فقط بل كلُّ واحدٍ إلى ما هو للآخرين أيضاً. فليكن هذا الفكرُ في كلِّ واحدٍ منكُم وهذا هو الذي في المسيح يسوع أيضاً: الذي إذ كان في صورةِ اللـهِ، لم يَحسِب خُلسَةً أن يكونَ مُعادِلاً للـه. لكنَّهُ أخلى نفسهُ، آخذاً صورة عبدٍ، صائِراً في شِبهِ النَّاس. وإذ وُجِدَ في الهيئةِ كإنسانٍ وضَعَ نفسهُ وأطاعَ حتَّى الموتَ موتَ الصَّليبِ. لذلكَ زادهُ اللـهُ رفعة، وأنعم عليهِ بِاسم فوقَ كلِّ اسم. لكي تَجثُوا بِاسم يسوعَ كلُّ ركبةٍ ممَّنْ في السَّماءِ ومَن على الأرضِ ومَن تحتَ الأرضِ، ويعترفَ كلُّ لسانٍ أنَّ يسوعَ المسيحَ هو ربٌّ لمجدِ اللـهِ الآبِ.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
    ( 1 : 25 ـ 2 : 1 ـ 10 )
    وهذه الكلمة التي بُشِّرتُم بها. فاطرحوا عنكم إذاً كلّ شرٍّ وكل غش وكل رياءٍ وكل حسدٍ وكل نميمةٍ، وكأطفال مَولُودِينَ الآن اشتهوا اللبن العقلي العديم الغشِّ لكي تَنموا به للخلاصِ. إن كنتم قد ذُقتُم أن الربَّ صالحٌ.الذي إذ تأتونَ إليه حجراً حيَّـاً مَرذولاً من النَّاس ولكن مُختارٌ من الله وكريمٌ. كونوا أنتُم أيضاً كحجارةٍ حيَّةٍ مَبنِيِّيـن بيتـاً روحانياً، كهنوتاً طاهراً لتقديم ذبائحَ روحيَّةٍ مقبولةٍ عند اللهِ بيسوع المسيح. لأنه مكتوبٌ في الكتاب إنِّي هأنذا أضعُ في صِهيونَ حجراً مُختاراً في رأس الزاويةِ كريمـاً والذي يؤمن به لن يُخـزى، فلكُم أنتُم أيُّهـا الذين تُؤمنـون الكرامة، وأمَّا الذين لا يؤمنون فالحجرُ الذي رذَلَهُ البنَّاؤون هو قد صار رأس الزَّاوية وحجر عثرةٍ وصخرةَ شكٍ. الذين يَعثُرونَ بالكلمة غير موافقينَ للذى وُضِعُوا لهُ. وأمَّا أنتم فجنسٌ مُختارٌ وكهنوتٌ ملوكيٌّ وأُمَّةٌ مُقدَّسةٌ وشعبٌ مُبررٌ لكي تُخبِروا بفضائلِ ذاك الذي دعاكُم من الظُّلمةِ إلى نورهِ العجيبِ، الذينَ قَبْلاً لمْ تكونوا شَعباً وأمَّا الآن فأنتُم صِرتُم شعبُ اللـه، الذين كنتُم غير مرحومينَ وأمَّا الآن فمرحُومونَ.
    ( لا تحبوا العالم ، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 19 : 11 ـ 22 )
    وكان الله يصنع على يدي بولس قوَّاتٍ كثيرة، حتَّى أنهم كانوا يأخذون مناديل ومآزر من على جسده ويضعونها على المرضى، فتزول عنهم الأمراض، وتخرج الأرواح الشِّرِّيرة.فابتدأ قومٌ من اليهود الطَّوَّافين المُعَزِّمِينَ أن يُسمُّوا بِاسم الربِّ يسوع على الذين بهم الأرواح الشرِّيرة قائلين: " نستحلفكم بالربِّ يسوع الذي يَكرز به بولس! " وكان سبعة بنين لواحد يُدعَى سكاوا، يهوديّ رئيس كهنة يفعلون هذا. فأجاب الرُّوح الشرِّير وقال لهم: " أمَّا يسوع فأنا أعرفه، وبولس أنا أَعْلَمُهُ، أمَّا أنتـم فمَن أنتـم؟ " فـوثب عليهم الرجـل الـذي كان بـه الرُّوح الشِّرير، وتسلط وقوي عليهم، حتى هربوا من ذلك البيت عراة مشدوخي الرؤوس. وصار هذا ظاهراً لجميع اليهود واليونانيِّين السَّاكنين في أفسس. فوقع خوفٌ على جميعهم، وكان اسم الربِّ يسوع يتعظَّم. وكان كثيرون من الذين آمنوا يأتون مُعترفين ومُخبرين بأفعالهم، وكان كثيرون من الذين يستعملون السِّحر يُقدِّمون كتبهم ويحرقونها أمام الجميع. وحسبوا أثمانها فوجدوها تُقدر بخمسة ربوات من الفضَّة. هكذا كانت كلمة الربِّ تنمو وتقوى بشدَّةٍ.ولمَّا كمِلَت هذه الأُمور، وضعَ بولس في نفسهِ أنَّه بعدما يجتازُ في مكدونيَّة وأخائية يذهبُ إلى أورشليم، قائلاً: " إنِّي بعد ما اذهب إلى هناك ينبغي لي أن أرى رومية أيضاً ". فأرسلَ إلى مكدونيَّة اثنينِ مِن الذينَ كانوا يخدِمونَهُ: أرسطوس وتيموثاوس، وأمَّا هو فلبثَ زماناً في أسيَّا.
    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم السابع والعشرون من شهر أبيب المبارك
    1. تكريس كنيسة القديس أبي فام
    2. شهادة القديس أبامون الشهيد
    1ـ في مثل هذا اليوم تمَّ تكريس كنيسة أبي فام. صلاته تكون معنا. آمين.
    2ـ وفى مثل هذا اليوم أيضاً استشهد القديس أبامون، من أهل ترنوط. واتفق أنه ذهب إلى الصعيد ورأى ما يعمله الأشرار بالقديسين، فتقدم إلى أريانوس والي أنصنا، واعترف أمامه بالسـيد المسـيح. فعذَّبه بالضـرب وتمشيط لحمه وتسمير جسده بمسامير طويلة. وكان السيد المسيح يقوِّيه ويشفيه. ثم أرسله إلى الإسكندرية فظهر له ملاك الرب وشجعه وقواه. وهناك عذبوه كثيراً واستشهد كثيرون بسببه. منهم عذراء اسمها تاؤفيلا أتت إلى الوالي واعترفت بالسيد المسيح ووبَّخته على عبادته الأصنام. فطرحها في النار ولكن الرب أنقذها منه، وأخيراً قطعوا رأسها كما قطعوا رأس القديس أبامون. بركة صلاتهما تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 39 : 5 ، 15 )
    وأنتَ أيُّها الربُّ إلهي جعلتَ عجائِبَكَ كثيرةً. وفي أفكارِكَ ليسَ مَن يُشبِهُكَ. وليقُل في كلِّ حينٍ. الذينَ يحبونَ خلاصكَ. فليَعظُم الربُّ. هللويا
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 11: 1 ـ 45 )
    وكانَ إنسانٌ مريضاً يُدعى لعازرُ، مِن بيتِ عَنيا مِن قرية مريم ومرثا أُختها. وكانت مريم، هذه هيَ التي دهنت الربَّ بطيبٍ، ومسحت رجليهِ بشعرها. وهيَ التي كان لعازر أخوها مريضاً، فأرسلت الأُختان إليه قائلتين له: "يا سيِّدُ، هوذا الذي تَحبُّه مريض".فلمَّا سمع يسوعُ قال: " المريضُ ليس للموتِ، بل لأجلِ مجدِ اللـهِ، ليتمجَّد ابن اللـهِ به ". وكانَ يسوعُ يُحبُّ مرثا ومريم أختها ولعازر. فلمَّا سمعَ أنَّه مريضٌ مكثَ حينئذٍ في الموضع الذي كان فيهِ يومينِ. ثمَّ بعد ذلك قال لتلاميذه: " هلمَّا بنا إلى اليهوديَّة أيضاً ". قال له تلاميذه: " يا مُعلِّم، الآنَ كانَ اليهودُ يطلبونَ أن يرجموكَ، وتذهب أيضاً إلى هناك ". أجاب يسوعُ: " أليست ساعاتُ النَّهار اثنتي عشرةَ؟ مَن يسير في النَّهار لا يعثُر لأنَّه ينظُر نورَ هذا العالم، ولكن مَن يمشي في اللَّيلِ يعثُرُ، لأنَّ النُّورَ ليس فيهِ ". قال هذا وبعد ذلك قال لهم: " لعازر حبيبنا قد نام. لكنِّي أذهبُ لأوقظَهُ ". فقال التلاميذ له: " ياربُ، إن كان قد نامَ فهو يقومُ ". وكان يسوعُ يقول عن رقاد موته، وهُم ظنوا أنَه يقولُ عن رقادِ النوم. حينئذٍ قال لهم يسـوع علانيةً : " لعازرُ ماتَ. وأنا أفرحُ لأجلكُم إنِّي لم أكُن هُناكَ، لتؤمنوا. ولكن هلُمّ بنا إليه ". فقال توما الذي يُقالُ له التَّوأم للتَّلاميذ رُفقائِه: " هلُمّ بنا نحنُ أيضاً لكي نموتَ معهُ ". فلمَّا جاء يسوعُ إلى بيت عنيا وجدَ أنَّهُ قد صارَ لهُ أربعةُ أيَّام في القبر. وكانت بيتُ عنيا قريبةً مِن أُورشليم نحوَ خمسَ عشرةَ غلوةً. وكانَ كثيرون مِن اليهودِ قد جاءوا إلى مرثا ومريم ليعزُّوهُما عن أخيهِما. فلمَّا سَمِعَت مرثا أنَّ يسوعَ آتٍ قامت ولاقتهُ، وأمَّا مريمُ فاستمرَّت جالسةً في البيتِ. فقالت مرثا ليسوعَ: " يا سيِّدُ، لو كنتَ ههُنا لم يمُت أخي. لكنَّنى الآنَ أعَلَمُ أنَّ كلَّ ما تطلبُه مِن اللـهِ يُعطيه لكَ اللـهِ ". قال لها يسوعُ: " سيقومُ أخوكِ ". قالت لهُ مرثا: " أنا أعلَمُ أنَّه سيقومُ في القيامة، في اليوم الأخير ". فقال لها يسوعُ: " أنا هو القيامةُ والحياةُ. مَن آمنَ بي ولو ماتَ فسيحيا، وكلُّ مَن كان حيّاً وآمَنَ بي فلن يموتَ إلى الأبدِ. أتؤمنينَ بهذا؟ " قالت له: " نعم يا سيِّد. أنا قد آمنتُ أنَّك أنتَ هو المسيحُ ابنُ اللـهِ، الآتي إلى العالم ". ولمَّا قالت هذا مَضت ودَعت مريمَ أُختَها سريعاً وخرجت إليه، ولم يكن يسوع قد جاءَ إلى القرية، بل كان في المكان الذي لاقتهُ فيهِ مرثا. ثمَّ إنَّ اليهودَ الذينَ كانوا معها في البيتِ يُعزُّونها، لمَّا رأوا مريم قامت عاجلاً وخرجت، تبعوها ظانين: " إنَّها تذهبُ إلى القبر لتبكي هناك ". فمريمُ لمَّا أتَتْ إلى حيثُ كانَ يسوعُ ورأتهُ، خرَّت عندَ رجليهِ قائلةً لهُ: " يا سيِّدي، لو كُنتَ ههُنا لم يَمُت أخي ". فلمَّا رآها يسوعُ تبكي، واليهودُ الذينَ جاءوا معها يبكونَ، انزعَج بالرُّوح واضطربَ، وقال لهم: " أين وضعتُموهُ؟ " قالوا له: " يا سيِّدُ، تعالَ وانظُر ". بَكَى يسوعُ. فقال اليهودُ: " انظُروا كيف كان يُحبُّهُ ". وقال بعضٌ منهُم: " ألمْ يقدِر هذا الذي فتحَ عيني المولود أعمىَ أن يجعل هذا أيضاً لا يموتُ؟ ". فتحننَ يسوعُ أيضاً في نفسِهِ وجاءَ إلى القبر، وكانَ مغارةً وقد وُضِعَ على بابه حجرٌ عظيمٌ. وقال لهم يسوعُ: " ارفعوا الحجرَ ". قالت له مرثا، أُختُ الميت يا سيِّدُ، قد أنْتَنَ لأنَّ لهُ أربعةَ أيَّام ". قال لها يسوع: " ألم أقُلْ لكِ: إنْ آمَنتِ تَرينَ مجدَ اللـهِ؟ ". فرفعوا الحجرَ مِن على بابِ القبر، ورفعَ يسوعُ عينيهِ إلى فوقُ، وقال: " أيُّها الآبُ، أشكُرُكَ لأنَّكَ سَمعتَ لي، وأنا عَلِمتُ أنَّك في كلِّ حينٍ تسمعُ لي. ولكن لأجلِ هذا الجمع المُحيط بي قُلتُ، ليؤمنوا أنَّك أرسلتني ". ولمَّا قال هذا صرخَ بصوتٍ عظيم: " لعازر هَلُمَّ خارجاً ". فخرجَ الميتُ ويداهُ ورجلاهُ مربوطاتٌ بلفائف، ووجهُهُ ملفوفٌ بمنديلٍ. فقال لهُم يسوعُ: " حُلُّوهُ ودَعوهُ يَذهب ". فكثيرونَ مِن اليهودِ الذينَ جاءوا إلى مريم، ونظروا ما فعلَ يسوعُ، آمَنوا بهِ.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

08-03-2014, 09:08 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الكرام ..

    الآن ...


    مع أبينا الورع مكارى يونان ..

    وعلى قناة الكرمة ...

    ومن على هذا الرابط ...

    http://alkarmatv.com/alkarma-tv-live-streaming

    الرب يبارك حياتكم ...

    أخوكم وعمكم العجوز ...
    أرنست
    +++
                  

08-04-2014, 02:06 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    (يوم الاثنين)
    4 اغسطس 2014
    28 ابيب 1730
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 67 : 24 ـ 25 )
    تُبادِرُ الرؤساءُ إلى كلِّ المُرتِّلين، في وسطِ صبايا ضارباتٍ بالدفوفِ. في الكنائس باركوا اللـه، والربُّ مِن ينابيع إسرائيلَ. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 26 : 6 ـ 13 )
    وفيما كان يسوعُ في بيتِ عنيا في بيتِ سمعان الأبرص، جاءت إليه امرأةٌ معها قارورةُ طيبٍ كثير الثَّمن، فسكبتهُ على رأسِهِ وهو مُتَّكئٌ. فلمَّا رأى تلاميذهُ ذلك تقمقموا قائلين: " لماذا كان هذا الإتلافُ ؟ لأنَّه كان يُمكن أن يُباع هذا بكثيرٍ ويُعطى للفُقراءِ ". فعلِمَ يسوعُ وقال لهم: " لماذا تُتعبونَ المرأةَ ؟ فإنَّها قد عمِلَت بي عملاً حسناً ! لأنَّ الفُقراء معكُم في كلِّ حينٍ، وأمَّا أنا فلستُ معكُم في كلِّ حينٍ. لأنَّ هذه قد سَكَبَت هذا الطِّيبَ على جسدي لتَكْفيني. الحقَّ أقولُ لكُم : حيثما يُكرز بهذا الإنجيل في كلِّ العالم يُخبرْ أيضاً بما فعلتهُ هذه المرأة تذكاراً لها.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 8 : 2 ، 3 )
    مِن أفواهِ الأطفال والرُّضعان هيأتَ سُبحاً، لأنِّي أرى السَّمَواتِ أعمالَ يديكَ، والقمر والنجوم أنتَ أسَّستَها. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 4 : 15 ـ 24 )
    قالت له المرأةُ: " يا سيِّدُ أعطني هذا الماء لكي لا أعطشَ ولا آتي إلى هنا لأستقيَ ". قال لها يسوعُ: " اذهبي وادعي زوجكِ وتعاليْ إلى هنا ". أجابت المرأةُ وقالت: " ليسَ لي زوجٌ ". قال لها يسوعُ: " حسناً قلتِ ليسَ لي زوجٌ ، لأنَّه كان لكِ خمسةُ أزواجٍ، والَّذي معكِ الآنَ ليسَ هو زوجكِ. هذا قُلتِ بالصِّدقِ ". قالت له المرأةُ: " يا سيِّدُ أرى أنَّك نبيٌّ! آباؤُنا سجدوا على هذا الجبل، وأنتُم تقولون إنَّ موضع السجود في أورشليمَ الذي ينبغي أن يُسجدَ فيهِ ". قال لها يسوعُ: " يا امرأةُ، صدِّقيني أنَّه تأتي ساعةٌ، حتَّى أنَّه لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم يُسجد للآب. أنتم تسجدونَ للذي لا تعرفونه. أمَّا نحن فنسجُد للذي نعرفه. لأنَّ الخلاصَ هو من اليهود. ولكن ستأتي ساعةٌ ، وهيَ الآن، حين السَّاجدون الحقيقيُّونَ يَسجدون للآب بالرُّوح والحقِّ، لأنَّ الآب أيضاً يطلب مثل هؤلاء الذين يسجدون له. الله روحٌ هو. والذين يسجدون له يجب أن يسجدوا بالرُّوح والحقِّ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس
    ( 5 : 8 ـ 21 )
    سيروا إذاً كأولاد النُّور. لأنَّ ثمرَ الروح هو في كلِّ صلاحٍ وبرٍّ وحقٍّ. مُختبرين مَا هو مَرضيٌّ عند الرَّبِّ. ولا تشتركوا في أعمال الظُّلمة غير المُثمرةِ بل بالحريِّ وبِّخوها. لأنَّ الأمور التي يفعلونها سرّاً ، ذكرُها أيضاً من العار. ولكنَّ كلَّ ما يوبِّخهُ النُّور يُعلن. لأنَّ كلَّ ما أُظهِرَ فهو نورٌ. ومن أجل هذا يقول: " قُم أيُّها النَّائم وقُمْ واقفاً من بين الأمواتِ فيُضيءَ لكَ المسيحُ ". فانظروا الآن يا إخوتي نظراً شافياً بالتَّدقيق كيف تسيرون لا كجهلاء بل كحكماء. مُفتدين الوقت لأنَّ الأيَّام شرِّيرةٌ. من أجل هذا لا تكونوا أغبياء بل افهموا ما هيَ إرادة الرَّبِّ. ولا تسكروا بالخمر الذي فيه عدم الصحة بل كونوا كاملين بالرُّوح، ومكلِّمين أنفسكم بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وتراتيل روحيَّة، مُسبِّحين ومُرتِّلين للربِّ في قلوبكم. شاكرين كلَّ حينٍ على كلِّ شيءٍ في اسم ربِّنا يسوع المسيح واللـه الآب. خاضعين بعضكم لبعض في خوفِ المسيح.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
    ( 3 : 5 ـ 14 )
    لأنه هكذا كانت قديماً النِّساءُ القدِّيساتُ أيضاً المتوكِّلاتُ على الله ، يُزيِّنَّ أنفسهنَّ خاضعاتٍ لرجالهنَّ، كما كانت سارةُ تُطيعُ إبراهيم وتدعوه سيِّدى. التي صرتُنَّ لها أولاداً ، صانعاتٍ الخير، وغير خائفاتٍ خوفاً من أحد البتَّة.كذلك أنتم أيضاً أيُّها الرِّجالُ ، كونوا ساكنينَ معهُنَّ عالمين أن النِّساء آنية ضعيفة، مُعطينَ إيَّاهُنَّ كرامةً، كالوارثاتِ أيضاً نعمة الحياة بأي نوع لكي لا تُعاقَ صلواتكُم. والنهايةُ، كونوا جميعاً برأي واحدٍ، وكونوا مشتركين في الآلام. وكونوا مُحبيِّن الإخوة رحومين مُتواضعين، غير مُجازينَ عن شرٍّ بشرٍّ أو عن شتيمةٍ بشتيمةٍ، بل بالعكس مُبارِكينَ، لأنكم لهذا الأمر دُعيتم لكي ترثوا البركة. لأنَّ من أراد أن يُحبَّ الحياة ويرى أيَّاماً صالحةً، فليكفُفْ لسانهُ عن الشَّرِّ وشفتيه من أن يَتكلما بالمَكْرِ، وليَحِد عن الشَّرِّ ويصنع الخير، وليطلُب السَّلام ويَجِدَّ في أثرهِ. لأنَّ عيني الرَّبِّ تنظران الأبرارُ وأُذنيهِ تنصتان إلى طلبهم، وأمَّا وجه الرَّبِّ ضدُّ فاعلي الشَّرِّ.فمن ذا الذي يمكنه أن يؤذيكم إذا كنتم غيورين على الخير؟ ولكن وإن تألَّمتُم من أجل البرِّ، فطوباكم. وأمَّا خوفهُم فلا تَخافوهُ ولا تضطربوا.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 21 : 5 ـ 14 )
    ولكن حدث لمَّا استَكملنَا الأيَّام خرجنا ومشينا، وهم يُشيِّعوننا، مع نساءٍ أيضاً وأولادهم إلى خارج المدينة. فجثونا على رُكبنا على الشَّاطئ وصلَّينا. ولمَّا ودَّعنا بعضنا بعضاً ركبنا السفينة. وأمَّا أولئك فرجعوا إلى خاصَّتهم.وأمَّا نحن فأقلعنا من صور، وأقبلنا إلى بتولمايس ( عكا ) فسلَّمنا على الإخوة وأقمنا عندهم يوماً واحداً. ثم خرجنا في الغد وجئنا إلى قيصريَّة، فدخلنا بيت فيلُبُّس المُبشِّر، إذ كان واحداً من السَّبعة وأقمنا عنده. وكان لهذا أربع بناتٍ عذارى كنَّ يتنبَّأنَ. وبينما نحن مُقيمونَ هناك أيَّاماً كثيرةً، جاء واحد من اليهوديَّة نبيٌّ اسمه أغابوس. فجاء إلينا، وأخذ منطقة بولس، وربط يَدَيْ نفسه ورجليه وقال : " هـذا ما يقوله الرُّوح القـدس : إن الرَّجُـل الذي له هذه المِنْطَقَةُ، سيربُطهُ اليهود هكذا في أورشليم ويُسلِّمونه إلى أيدِي الأُمَم ". فلمَّا سمعنا هذا طلبنا إليه نحنُ والإخوة الذين في ذلك المكان أن لا يصعد إلى أورشليم. حينئذٍ أجاب بولس وقال: " ماذا تفعلون؟ تَبْكُونَ وتُحزنون قلبي، لأنِّي مُستعدٌّ ليس أن أُربط فقط، بل مُستعدٌّ أن أموتَ أيضاً في أورشليم لأجل اسم الربِّ يسوع ". ولمَّا لم يُقنَع سكتنا قائلين: " لتكن إرادةُ الربِّ ".
    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم الثامن والعشرون من شهر أبيب المبارك
    نياحة القديسة مريم المجدلية
    فى مثل هذا اليوم تنيحت القديسة مريم المجدلية، وهى التى تبعت السيد المسيح فأخرج منها سبعة شياطين، فخدمته وقت الآمه وصلبه وموته ودفنه. وهى التى بكرت مع مريم الأخرى إلى القبر ورأت الحجر مدحرجاً والملاك جالساً عليه. ولما خافتا قال لهما الملاك: " لا تخافا فأنى أعَلَم أنكم تطلُبان يسوع المصلوب، ليس هو ههنا لأنه قام ". وهى التى ظهر لها المخلص وقال لها: " اذهبى وأعلمى إخوتى وقولى لهم إنى أصعد إلى أبى وأبيكم وإلهي وإلهكم ". فأتت وبشرت التلاميذ بالقيامة، وبعد صعود الرب بقيت في خدمة التلاميذ ونالت مواهب الروح المعزى. فتمت بذلك نبوة يوئيل النبى القائلة: " ويكون بعد ذلك أنى أسكب روحى على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلاماً ويرى شبابكم رؤى " . هذه القديسة بشرت مع التلاميذ وردت نساء كثيرات إلى الإيمان بالمسيح. وأقامها الرسل شماسة لتعليم النساء وللمساعدة عند تعميدهن. وقد نالها من اليهود تعييرات واهانات كثيرة وتنيحت بسلام وهى قائمة بخدمة التلاميذ.صلاتها تكون معنا. ولربنا المجد دائما .آمين.
    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 44 : 16 )
    يُدخلنَ إلى المَلكِ عذارى في إثرِها. جميعُ أقربائها إليه يقدَّمْنَ. يَبلُغنَ بفرحٍ وابتهاجٍ يَدخُلنَ إلى هيكلِ المَلكِ. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 25 : 1 ـ 13 )
    حينئذٍ يُشبهُ ملكوت السَّمَوات عشر عذارى، أخذن مصابيحهُنَّ وخرجن للقاء العريس. وكان خمسٌ منهُنَّ جاهلاتٍ، وخمسٌ حكيماتٍ. أمَّا الجاهلاتُ فأخذنَ مصابيحهُنَّ ولم يأخذنَ معهُنَّ زيتاً، وأمَّا الحكيماتُ فأخذن زيتاً في آنيتهنَّ مع مصابيحهنَّ. وإذ أبطأ العريسُ نعسنَ جميعهنَّ ونِمنَ. ففي منتصف اللَّيل صار صراخٌ: هوَذا العريس قد أقبل، فاخْرُجنَ للقائهِ! حينئذٍ قامت جميع أولئك العذارى وزينَ مصابيحهنَّ. فقالت الجاهلات للحكيمات: أعطيننا من زيتكنَّ فإنَّ مصابيحنا تنطفئُ. فأجابت الحكيمات قائلاتٍ: لعله لا يكفي لنا ولكنَّ، فالأحرى أن تذهبن إلى الباعة وابتعنَ لكُنَّ. وفيما هُنَّ ذاهباتٌ ليبتعنَ جاء العريسُ، والمستعدَّاتُ دخلنَ معه إلى العُرس، وأُغلق الباب. وأخيراً جاءت بقيَّة العذارى أيضاً قائلاتٍ: ياربنا ياربنا افتح لنا. فأجاب وقال الحقَّ أقول لكُنَّ: إنِّي لا أعرفكُنَّ. فاسهروا إذاً لأنَّكُم لا تعرفونَ اليومَ ولا السَّاعةَ.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

08-05-2014, 04:47 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 15-7-2007

    مخافة الله.. لماذا وكيف؟

    جميع الناس يحتاجون إلى مخافة الله وهى لازمة لهم لتصدهم عن ارتكاب الخطايا والذنوب والآثام: ليس فقط للذين يعيشون في حياة الخطية بكل استباحة واستهتار، ويكسرون وصايا الله بكل جرأة دون أي خوف أو حياء، بل أيضًا يثورون على القيم والمبادئ ويصل بهم الأمر إلى التذمر على الله... وإنما المخافة لازمة كذلك للذين يخطئون اعتمادًا على رحمة الله ومغفرته، ناسين أن الله عادل وأنه قدوس، ضد الخطية بكل صورها.

    وعندما خلق الله الإنسان، كان هذا الإنسان لا يعرف الخوف. ولكن الخوف دخل إلى قلبه نتيجة للخطيئة، وأصبح ملازمًا لها: قبل الخطية وأثناءها وبعدها..

    فالخوف الأول الذي يسبق الخطية، هو خوف السقوط، وهو يدفع صاحبه إلى الحرص والبعد عن كل أسباب الخطية ومصادرها، إذ أنها أوقعت كثيرين ومنهم من كانوا أقوياء. ولكن الشيطان كثير المكر والحيلة والخداع، والتخوف من خداعه نافع جدًا، لأنه يحمى الشخص من السقوط...

    فإن أخطأ، يقع في خوف آخر، هو خوف الانكشاف. إذ يخاف أن يعرف الناس خطيئته وينكشف، ويقع في الفضيحة والعار، ويتعرض لألسنة الناس التي لا ترحم، وتصبح سمعته مضمضة في أفواههم..! لذلك يقول علماء النفس أن المجرم كثيرًا ما يحوم حول مكان جريمته، خائفًا من أن يكون قد ترك هناك أثرًا يدل عليه... وهذا العامل النفساني يستغله المحققون. فإن أشاروا إلى شيء من آثار الجريمة، قد يضطرب المجرم أو ينهار...

    والخطاة يخافون من اليوم الأخير الذي تنكشف فيه الأعمال وتُفحص الأفكار والنيات... فأين يهربون في ذلك اليوم وأين يختفون..؟! وإن كانت خطاياهم لا تنكشف على الأرض بأسباب وحيل شتى، فلابد أنها ستنكشف أمام الديان العادل وأمام الكل في يوم الحساب...

    بل ان هناك أمرًا آخر يخاف منه الإنسان الروحي، وهو أن خطاياه قد تكون مكشوفة أمام أرواح الذين انتقلوا من هذا العالم، سواء أمام أحبائه الذين كانوا يثقون به فيندهشون! أو أمام الذين كانوا ينتقدونه فيرون أنهم كانوا على حق..!

    ولعل إنسانًا يسأل: وماذا ترانى أفعل اذن؟ والجواب هو أن التوبة تمحو خطاياك، وكأنك لم تفعلها. ولا تعود لك خطايا تخاف أن تنكشف، بعد أن محاها الله بتوبتك. فإن كنت تخاف الانكشاف في اليوم الأخير، تُب من الآن.

    نوع آخر من الخوف يرتبط بالخطيئة هو خوف العقوبة، أو الخوف من نتائج الخطيئة... والخاطئ يخاف من عقوبتين: إحداهما أرضية، والأخرى سماوية. والعقوبة السماوية رهيبة وأبدية...

    أما العقوبةٍ الأرضية فهي على أنواع: إما عقوبة من المجتمع: فضيحة واحتقار، أو نبذ هذا الشخص إن كانت خطيئته بشعة، أو عدم الثقة به في المستقبل... أو عقوبة من القانون مثل السجن أو ما هو أشد. أو عقوبة يوقعها الله عليه بطريقة ما، أو لعنة...

    وهناك خوف روحي يتابع الخاطئ، أو يخافه الإنسان المحترس من السقوط. إنه يخاف من غضب الله عليه إذا أخطأ، أو أن تتخلى عنه النعمة وتفارقه المعونة الإلهية. ويخاف -إن سقط- أن يأخذ الشيطان سلطانًا عليه، ويفقد حرية إرادته، وإذا بالشر الذي ليس يريده، إياه يفعل! وهكذا يخاف – إن سقط – أن يتوالى سقوطه، ويتحول الأمر معه إلى أسوأ... ويخاف أن يأتيه الموت فجأة، وهو غير مستعد لملاقاة الرب...

    قال أحد القديسين "إني أخاف من ثلاثة أمور: أخاف من لحظة مفارقة روحي لجسدي. وأخاف من ساعة الوقوف أمام الديان العادل. كذلك من لحظة صدور الحكم علىّ"... فإن كان القديسون يخافون على الرغم من ارتفاعهم العجيب في حياة الفضيلة، فماذا نقول نحن الضعفاء عن أنفسنا؟!

    إن الذي يخاف الله، لا يخطئ. أما الذي يخطئ فإنه شاهد على نفسه أنه لا يخاف الله... والذي يخاف الله، لا يعمل شرًا حتى في الخفاء. لأنه يعرف أن الله يرى كل شيء، ويسمع كل شيء، ويفحص حتى أعماق القلوب...

    ولعل البعض يسأل "ما رأيك إذن في من يعمل الشر ولا يخاف؟" والجواب هو أن هذا الشخص قد وصل إلى حالة الاستهتار واللامبالاة. أو أن ضميره مريض أو متعطل عن العمل. أو أن دوامة العالم تجرفه، ولا تعطيه فرصة لمراجعة نفسه ولا للتفكير في أعماله. فهو في غيبوبة روحية: إن استيقظ منها، لابد سيخاف. وبعض من أمثال هؤلاء الناس، نراهم في ساعة الموت، أو إذا اقتربوا من الموت، لابد أن الخوف يرعبهم. لأنهم لم يعملوا لأجل تلك الساعة ولم يستعدوا لها. ويشعرون أنهم قد أضاعوا حياتهم... هؤلاء يقول عنهم المزمور إنهم لم يسبقوا أن يجعلوا الله أمامهم...

    فإن كنت تريد إلا تخاف في اليوم الأخير، فلتخف الآن.

    ونحن نشكر الله الذي منحنا المخافة التي تمنعنا من الخطية وبالتالي مما يتبعها. مخافة الله توصل الإنسان إلى التوبة والى تنفيذ الوصايا إنها بداية الطريق الروحي، وهى أيضًا سياج للحياة الروحية حتى لا تعثر ولا تنحرف. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فالذي يخاف الله، يطيع الله ويعمل كل ما يوافق مشيئته الإلهية. كما أن المخافة تعلم الإنسان الحرص والتدقيق في كل ما ينوى أن يفعله، وتعلمه ضبط النفس حتى لا يسقط. أما إذا لم توجد مخافة الله في القلب، فما أسهل أن ينطبق عليه المثل القائل "إذا لم تستح، فافعل ما تشاء"!!

    ومخافة الله تقود أيضًا إلى الجدية في الحياة الروحية، وأن يكون الإنسان ملتزمًا على الدوام. أي حيث لا تكون هناك مخافة، فبالتالي لا توجد ضوابط، ويتحول الشخص إلى التسيب واللامبالاة... أما الإنسان الملتزم الجاد، فإنه يقول في نفسه "إن الله سوف يحاسبني على أدق الأمور. فلا يجوز أن أتهاون أو أتساهل..." لذلك فهو يحاسب نفسه على كل تصرف، بل أيضًا على كل أفكاره ونياته، وعلى كل صغيرة وكبيرة. ويشعر كما لو أنه واقف أمام جهاز تسجيل، يسجل عليه كل مشاعره وعواطفه... وهذا المسجل سيذاع في اليوم الأخير، أمام الملائكة وكل البشر.

    وهكذا فإن المخافة تقود الإنسان إلى النمو الروحي، وما يلزم هذا النمو من الجهاد والتعب، لكي يتقدم في كل يوم عن سابقه، حتى يصل إلى الكمال النسبي المطلوب منه... وكلما رأى أن الطريق طويل أمامه، حينئذ يصل إلى اتضاع القلب، وتقوده المخافة إلى الخشوع، ليس في وقت الصلاة فقط، إنما في كل حين.

    ومخافة الله تدعوه إلى مزيد من المعرفة، حتى لا يخطئ أو يقصّر عن جهل. ولهذا فإنه يلجأ إلى الاستفاضة في القراءة الروحية، وأيضًا إلى استشارة المختبرين فيما يحتاج إليه من معرفة أعمق. ويصلى كثيرًا لكي يرشده الله فيما ينبغي أن يفعله...
    والذي يخاف الله، لا يركز فقط على نفسه، بل يهتم كذلك بجميع أحبائه ومعارفه، حتى يقودهم معه إلى مخافة الله، حرصًا على أبديتهم وخلاص أنفسهم، ويبذل في سبيل ذلك ما يستطيعه من جهد...
    +++
                  

08-05-2014, 04:47 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 15-7-2007

    مخافة الله.. لماذا وكيف؟

    جميع الناس يحتاجون إلى مخافة الله وهى لازمة لهم لتصدهم عن ارتكاب الخطايا والذنوب والآثام: ليس فقط للذين يعيشون في حياة الخطية بكل استباحة واستهتار، ويكسرون وصايا الله بكل جرأة دون أي خوف أو حياء، بل أيضًا يثورون على القيم والمبادئ ويصل بهم الأمر إلى التذمر على الله... وإنما المخافة لازمة كذلك للذين يخطئون اعتمادًا على رحمة الله ومغفرته، ناسين أن الله عادل وأنه قدوس، ضد الخطية بكل صورها.

    وعندما خلق الله الإنسان، كان هذا الإنسان لا يعرف الخوف. ولكن الخوف دخل إلى قلبه نتيجة للخطيئة، وأصبح ملازمًا لها: قبل الخطية وأثناءها وبعدها..

    فالخوف الأول الذي يسبق الخطية، هو خوف السقوط، وهو يدفع صاحبه إلى الحرص والبعد عن كل أسباب الخطية ومصادرها، إذ أنها أوقعت كثيرين ومنهم من كانوا أقوياء. ولكن الشيطان كثير المكر والحيلة والخداع، والتخوف من خداعه نافع جدًا، لأنه يحمى الشخص من السقوط...

    فإن أخطأ، يقع في خوف آخر، هو خوف الانكشاف. إذ يخاف أن يعرف الناس خطيئته وينكشف، ويقع في الفضيحة والعار، ويتعرض لألسنة الناس التي لا ترحم، وتصبح سمعته مضمضة في أفواههم..! لذلك يقول علماء النفس أن المجرم كثيرًا ما يحوم حول مكان جريمته، خائفًا من أن يكون قد ترك هناك أثرًا يدل عليه... وهذا العامل النفساني يستغله المحققون. فإن أشاروا إلى شيء من آثار الجريمة، قد يضطرب المجرم أو ينهار...

    والخطاة يخافون من اليوم الأخير الذي تنكشف فيه الأعمال وتُفحص الأفكار والنيات... فأين يهربون في ذلك اليوم وأين يختفون..؟! وإن كانت خطاياهم لا تنكشف على الأرض بأسباب وحيل شتى، فلابد أنها ستنكشف أمام الديان العادل وأمام الكل في يوم الحساب...

    بل ان هناك أمرًا آخر يخاف منه الإنسان الروحي، وهو أن خطاياه قد تكون مكشوفة أمام أرواح الذين انتقلوا من هذا العالم، سواء أمام أحبائه الذين كانوا يثقون به فيندهشون! أو أمام الذين كانوا ينتقدونه فيرون أنهم كانوا على حق..!

    ولعل إنسانًا يسأل: وماذا ترانى أفعل اذن؟ والجواب هو أن التوبة تمحو خطاياك، وكأنك لم تفعلها. ولا تعود لك خطايا تخاف أن تنكشف، بعد أن محاها الله بتوبتك. فإن كنت تخاف الانكشاف في اليوم الأخير، تُب من الآن.

    نوع آخر من الخوف يرتبط بالخطيئة هو خوف العقوبة، أو الخوف من نتائج الخطيئة... والخاطئ يخاف من عقوبتين: إحداهما أرضية، والأخرى سماوية. والعقوبة السماوية رهيبة وأبدية...

    أما العقوبةٍ الأرضية فهي على أنواع: إما عقوبة من المجتمع: فضيحة واحتقار، أو نبذ هذا الشخص إن كانت خطيئته بشعة، أو عدم الثقة به في المستقبل... أو عقوبة من القانون مثل السجن أو ما هو أشد. أو عقوبة يوقعها الله عليه بطريقة ما، أو لعنة...

    وهناك خوف روحي يتابع الخاطئ، أو يخافه الإنسان المحترس من السقوط. إنه يخاف من غضب الله عليه إذا أخطأ، أو أن تتخلى عنه النعمة وتفارقه المعونة الإلهية. ويخاف -إن سقط- أن يأخذ الشيطان سلطانًا عليه، ويفقد حرية إرادته، وإذا بالشر الذي ليس يريده، إياه يفعل! وهكذا يخاف – إن سقط – أن يتوالى سقوطه، ويتحول الأمر معه إلى أسوأ... ويخاف أن يأتيه الموت فجأة، وهو غير مستعد لملاقاة الرب...

    قال أحد القديسين "إني أخاف من ثلاثة أمور: أخاف من لحظة مفارقة روحي لجسدي. وأخاف من ساعة الوقوف أمام الديان العادل. كذلك من لحظة صدور الحكم علىّ"... فإن كان القديسون يخافون على الرغم من ارتفاعهم العجيب في حياة الفضيلة، فماذا نقول نحن الضعفاء عن أنفسنا؟!

    إن الذي يخاف الله، لا يخطئ. أما الذي يخطئ فإنه شاهد على نفسه أنه لا يخاف الله... والذي يخاف الله، لا يعمل شرًا حتى في الخفاء. لأنه يعرف أن الله يرى كل شيء، ويسمع كل شيء، ويفحص حتى أعماق القلوب...

    ولعل البعض يسأل "ما رأيك إذن في من يعمل الشر ولا يخاف؟" والجواب هو أن هذا الشخص قد وصل إلى حالة الاستهتار واللامبالاة. أو أن ضميره مريض أو متعطل عن العمل. أو أن دوامة العالم تجرفه، ولا تعطيه فرصة لمراجعة نفسه ولا للتفكير في أعماله. فهو في غيبوبة روحية: إن استيقظ منها، لابد سيخاف. وبعض من أمثال هؤلاء الناس، نراهم في ساعة الموت، أو إذا اقتربوا من الموت، لابد أن الخوف يرعبهم. لأنهم لم يعملوا لأجل تلك الساعة ولم يستعدوا لها. ويشعرون أنهم قد أضاعوا حياتهم... هؤلاء يقول عنهم المزمور إنهم لم يسبقوا أن يجعلوا الله أمامهم...

    فإن كنت تريد إلا تخاف في اليوم الأخير، فلتخف الآن.

    ونحن نشكر الله الذي منحنا المخافة التي تمنعنا من الخطية وبالتالي مما يتبعها. مخافة الله توصل الإنسان إلى التوبة والى تنفيذ الوصايا إنها بداية الطريق الروحي، وهى أيضًا سياج للحياة الروحية حتى لا تعثر ولا تنحرف. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فالذي يخاف الله، يطيع الله ويعمل كل ما يوافق مشيئته الإلهية. كما أن المخافة تعلم الإنسان الحرص والتدقيق في كل ما ينوى أن يفعله، وتعلمه ضبط النفس حتى لا يسقط. أما إذا لم توجد مخافة الله في القلب، فما أسهل أن ينطبق عليه المثل القائل "إذا لم تستح، فافعل ما تشاء"!!

    ومخافة الله تقود أيضًا إلى الجدية في الحياة الروحية، وأن يكون الإنسان ملتزمًا على الدوام. أي حيث لا تكون هناك مخافة، فبالتالي لا توجد ضوابط، ويتحول الشخص إلى التسيب واللامبالاة... أما الإنسان الملتزم الجاد، فإنه يقول في نفسه "إن الله سوف يحاسبني على أدق الأمور. فلا يجوز أن أتهاون أو أتساهل..." لذلك فهو يحاسب نفسه على كل تصرف، بل أيضًا على كل أفكاره ونياته، وعلى كل صغيرة وكبيرة. ويشعر كما لو أنه واقف أمام جهاز تسجيل، يسجل عليه كل مشاعره وعواطفه... وهذا المسجل سيذاع في اليوم الأخير، أمام الملائكة وكل البشر.

    وهكذا فإن المخافة تقود الإنسان إلى النمو الروحي، وما يلزم هذا النمو من الجهاد والتعب، لكي يتقدم في كل يوم عن سابقه، حتى يصل إلى الكمال النسبي المطلوب منه... وكلما رأى أن الطريق طويل أمامه، حينئذ يصل إلى اتضاع القلب، وتقوده المخافة إلى الخشوع، ليس في وقت الصلاة فقط، إنما في كل حين.

    ومخافة الله تدعوه إلى مزيد من المعرفة، حتى لا يخطئ أو يقصّر عن جهل. ولهذا فإنه يلجأ إلى الاستفاضة في القراءة الروحية، وأيضًا إلى استشارة المختبرين فيما يحتاج إليه من معرفة أعمق. ويصلى كثيرًا لكي يرشده الله فيما ينبغي أن يفعله...
    والذي يخاف الله، لا يركز فقط على نفسه، بل يهتم كذلك بجميع أحبائه ومعارفه، حتى يقودهم معه إلى مخافة الله، حرصًا على أبديتهم وخلاص أنفسهم، ويبذل في سبيل ذلك ما يستطيعه من جهد...
    +++
                  

08-05-2014, 08:52 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 22-7-2007

    حياة الشكر

    الإنسان الشاكر هو الذي يذكر الجميل أو العون المقدم إليه، ولا ينساه مطلقًا بل يقدّره ويشكر عليه. فالشكر في قلبه وعلى لسانه، لله وللناس. فإن كان الله قد صنع معه خيرًا عن طريق أحد من الناس، فهو يشكر الله على ذلك، وأيضًا يشكر الإنسان الذي كان واسطة طيبة في وصول ذلك الخير إليه.

    ولكن غالبية الناس الشاكرين، إنما يشكرون أحيانًا، أي في مناسبة معينة، أو على خير بالذات قد وصل إليهم. أما حياة الشكر فتعني أن الإنسان يشكر الله في كل حين، وعلى كل شيء. فهو يشعر على الدوام أن حياته في يد الله وحده، وأن الله باستمرار يصنع الخير معه. لذلك فهو يقبل كل ما يأتي من عند الله بفرح، ويشكر عليه. ويقول في إيمان "كله للخير"...

    ولكن قد يسأل البعض ويقول: نحن نؤمن بلا شك أن كل ما يأتي من عند الله هو خير. ولكن ماذا عن الأمور التي تأتينا من الناس، وقد لا تكون كلها خيرًا؟! نجيب على هذا بأن تصرفات الناس حيالنا: إن كانت خيرًا فستصل إلينا بما فيها من خير. ولكن إن لم تكن كذلك -وكانت شرًا مثلًا- فإن الله المحب لنا وللخير - سوف يحوّلها إلى خيرًا، وتصل إلينا خيرًا في النهاية...

    لذلك فالمؤمنون الحقيقيون يشكرون الله دائمًا على كل شيء. وحيثما يشكرونه، لا يفعلون ذلك لمجرد الاستسلام لمشيئته، أو طاعة لوصيته كأمر مفروض عليهم!! كلا، فليس هذا هو الشكر الحقيقي، وليس الشكر هو مجرد ألفاظ تقال بدون اقتناع، كأداء الواجب... بل هم يشكرون الله من كل القلب، وبكل الثقة، متأكدين تمامًا أن الله لا يسمح بأن يحدث لهم سوى الخير. وأنه – كضابط للكل – يرقب كل ما يحدث لهم، ويدبر الموقف لصالحهم. لذلك هم يشكرونه على كل ما يحدث لهم، واثقين أنه سينتهي لخيرهم. وهنا ترتبط حياة الشكر بحياة الإيمان...

    وحياة الشكر عند المؤمنين على درجات: أقلها الشكر على المعجزات والمواهب الفائقة والنعم العظيمة، وعلى الخيرات الوافرة والواضحة التي لا يشك أحد في عظم نفعها. وربما في غير ذلك قد لا يشكر البعض! وقد تمر عليهم النعم (البسيطة) مرورًا عابرًا، مع خيرات أخرى يرونها طبيعية وعادية ولا تحتاج إلى شكر!!

    وهناك شكر أعلى في مستواه، وهو الشكر على القليل، ونحن إن شكرنا على القليل يمنحنا الله الكثير. ولكن الملاحظ في المستوى العادي أن أي إنسان قد يشكر على شفاء مريض من داء خطير كالسرطان مثلًا. ولكنه إن شكر على الشفاء من دور زكام أو برد، فإنه يدل على أنه متعود في حياته على الشكر، سواء على الكثير أو القليل...

    ولعله من فوائد الشكر، استمرار النعم وزيادتها. وفي هذا قال أحد الآباء: "ليست موهبة بلا زيادة، إلا التي بلا شكر"..

    هناك درجة أخرى من الشكر: هي الشكر على الخفيات، على ما لا يرُى... إنه شكر من أجل المتاعب التي كان من الممكن أن تصل إلينا، ولم تصل. وذلك بسبب حفظ الله لنا وعنايته... إن الشيطان بلا شك يبذل كل جهده لضررنا وإسقاطنا. فإن كنا الآن بخير، فسبب ذلك أن الله تبارك اسمه قد منع الضرر عنا قبل أن يصل إلينا، أعنى الضرر الذي لا نعرفه... ونحن نشكر الله على هذا الحفظ وهذه الرعاية...

    طبيعي أننا نشكر الله على الضيقات التي أنقذنا منها. ولكن هناك ضيقات أوقفها في الطريق ومنعها من أن تصل إلينا، ونحن لا نعرفها. ولكننا نشكره على حفظه لنا منها. إذن شكرنا على إنقاذنا من الضيقة التي نراها شيء. وشكرنا على حفظه لنا من ضيقات لا نراها، هذا أمر أعظم...

    صدقونى، لو أن الله كشف لنا كل ما كان يدُبر ضدنا في الخفاء، وقد نجانا الله منه، ما كانت حياتنا كلها تكفى للشكر... الممزوج بالحب..

    هناك درجة أخرى، أعلى من كل ما سبق، وهى الشكر في كل حين، وعلى كل شيء. وفيها تكون حياة الإنسان كلها شكرًا... والشكر الدائم لا يحتاج إلى سبب واضح محدد، وما أكثر الاسباب كما سنذكر فيما بعد. ولكن يكفى أننا في رعاية الله الذي يريد لنا الخير. وهذا اللون من الشكر لا يتوقف على نوعية الحال الذي نحن فيه..

    هناك درجة نبيلة وسامية جدًا من الشكر، وهى الشكر على الضيقات: ليس فقط على الضيقات التي أنقذنا الله منها، بل بالحري على الضيقات القائمة التي ما زلنا نعيش فيها، وبالإيمان نثق أنها لخيرنا.

    إن الصبر على الضيقة واحتمالها فضيلة، والرضى بالضيقة وقبولها فضيلة أكبر. ولكن ما هو أعظم من الكل، الشكر على الضيقة، وأعنى الشكر بفرح، وليس كمجرد واجب. ذلك لأننا إن شكرنا على النعم فقط، يكون حبنا هو للنعم، وليس لله معطيها... أما إن شكرناه حتى على الضيقة فإننا نبرهن على أننا نحب الله ذاته وليس مجرد عطاياه.

    إننا نشكره مهما حدث. ولا نسمح للأحداث المؤلمة أن تقللّ من إيماننا بحفظ الله، أو تقللّ شكرنا له، أو أن تنزع سلامنا منا...

    وهذا الشكر له تأثيره على الآخرين، فيتعزون به، ونكون لهم قدوة في الضيقات. وقد قلت كثيرًا إن الضيقة سميت ضيقة لأن القلب قد ضاق عن أن يتسع لها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أما القلب الواسع فإنه لا يتضيق بشيء. وطبيعي أن الذي يشكر على الضيقة سيشكر على كل شيء.

    والإنسان الروحي يشكر على الضيقات، لأنها تقوى روحياته وتمنحه عمقًا في الصلاة وعمقًا في الصوم، وتزيد إيمانه إذ يرى فيها كيف أن يد الله تعمل، وكيف يتدخل لمعونته. كما تعطيه خبرات روحية. ولهذا فهو لا يتذمر أبدًا في حياته مهما كانت الظروف.

    والذي يمارس حياة الشكر الدائم يجد أسبابًا كثيرة تدعوه إلى الشكر. فهو يشكر الله أولًا لأنه خلقه ومنحه الوجود، بل بالأكثر خلقًا إنسانًا عاقلًا حرًا مريدًا، كما يشكره على كل المواهب التي منحه إياها، ليس فقط على المواهب الفائقة للطبيعة إنما على التي تبدو له طبيعية، مثل الذكاء، أو رخامة الصوت، أو جمال الصوت، أو القدرة على الإقناع، أو القدرة على الاحتمال.

    ويشكر الله على الإيمان الذي وُلد فيه، والذي يشتهيه كل الملحدين ولا يجدونه. يُحكى أن فيلسوفًا ملحدًا رأى فلاحًا أمميًا راكعًا يصلى من كل قلبه وبكل مشاعره. فقال "إنني مستعد أن أتنازل عن كل فلسفتي ودراستي في مقابل أن أحظى بشيء من إيمان هذا الفلاح البسيط الذي يخاطب شخصًا لا يراه"!! وأنت يا أخي مؤمن، أفلا تشكر؟!

    أشكر الله أيضًا لأنه يعطيك فرصًا كثيرة للتوبة. لأن ملايين من الذين في الجحيم يشتهون ساعة واحدة من الحياة أو أقل، لكي يقدموا فيها توبة، ولا يجدون..! وأنت إن قرر الله أن يأخذ روحك، ألا تشتهى بعض دقائق من هذا العمر الذي لا تشكر عليه...

    أشكر الله على كل إحساناته إليك منذ وُلدت: كم مرة طلبت من الله طلبًا فاستجاب لصلاتك؟ كم من ضيقة أنقذك منها؟ وكم من مرض شفاك منه أو أنقذك من الإصابة به؟ كم باب رزق فتحه أمامك؟ كم خطية ارتكبتها ولم يحاسبك الله حسب خطاياك، بل أحتملك!! أتستطيع إذن أن تحصى إحسانات الله إليك؟! لست أظن ذلك ممكنًا! فكم بالأكثر لو أضفت إليها إحساناته إلى أحبائك وأقربائك، والى الوطن كله...

    اشكر الله أيضًا على الصحة التي أنت فيها. وكما يقول الحكيم: "إن الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء لا يشعر به إلا المرضى.." إن كثيرين من الذين يرقدون على فراش المرض يشتهون أن يمشوا على أرجلهم مثلما تمشي. وأيضًا الذين يُعالجون عند أطباء العيون يشتهون نعمة البصر التي لك. فاشكر على كل هذا وعلى غيره...

    أخيرًا، إن شكرت، فاشكره أيضًا على نعمة الشكر هذه، واستمر فيها.
    +++
                  

08-06-2014, 05:44 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 29-7-2007

    الغضب الخاطئ.. خطية منفرة ومدمرة

    الشخص الروحي -إذا غضب- يكون غضبه مجرد تعبير عن عدم رضاه على الخطأ. ويكون غضبًا لأجل الحق، أو دفاعًا عن الآخرين. وقد يكون بحزم، ولكن لا يفقد فيه أعصابه، ولا يخطئ بلسانه. ومثل هذا الغضب لا لوم عليه. ولكن هناك غضبًا خاطئًا، تدخل فيه النرفزة التي هي تلف في الأعصاب. ومعه قد يعلو الصوت أو يحتد ويشتد، وينفعل الشخص انفعالًا واضحًا معيبًا، ويبدو ذلك أيضًا في ملامحه وأعصابه. هذا هو الغضب الخاطئ...

    وهذا النوع من الغضب يحمل في طياته العديد من الأخطاء: فبالإضافة إلى ما فيه من حدة وعصبية، فيه أيضًا قساوة قلب. وتزداد هذه القساوة كلما ازدادت حدة الغضب. وقد تصل في بعض الأحيان إلى العنف، والى الضرب والاعتداء.

    وطبعًا في حالة الغضب لا يحتمل الشخص غيره، وتزول منه مشاعر المحبة، لأن المحبة تحتمل كل شئ وتصفح عن المسيء. أما الغضوب فإنه لا يصفح عن غيره في إساءاته، أو ما يظن إنها إساءة. ولا يستطيع أن يغفر. وبالتالي يحرم نفسه من مغفرة الله له شخصيًا..

    والغضوب يقع في كثير من خطايا اللسان. فهو تلقائيًا يهين مَنْ يرى أنه قد أساء إليه، ويحكم عليه أحكامًا. وقد يَتَلَفَّظ بكلمات جارحة ويشتم، غير محترم لغيره. ويتصرف بأسلوب غير لائق، ربما يلومه عليه الناس ويفقدون تقديرهم له. وهو قد يندم أخيرًا على ما فعله، حينما تهدأ أعصابه الثائرة ويتوقف غضبه. ولكن بعد فوات الوقت...

    ويكون في كل ذلك قد وقع في عدم ضبط النفس، وفي عدم السيطرة على الأعصاب وعلى اللسان. وربما يكون فيما قاله عن غيره أثناء ثورة غضبه، قد ظلمه بأحكام هو برئ منها، أو على الأقل لم يصل أبدًا إلى مستواها. ولكن في الغضب يتصور الشخص في من يهاجمه أفكارًا مبنية على سوء الظن لم تحدث منه ولن تحدث.

    وقد يتطور الغضب بمشاعره الخاطئة فيتحول إلى بغضه، وتتحول هذه البغضة إلى خصومة والى معارك تستمر. لأن ما يخطئ به الشخص في غضبه، ربما لا يستطيع أن يعالج نتائجه. فيما تلفظ به من شتائم أو إهانات أو تهديدات أو جرح شعور أو اتهامات ظالمة... هذا كله قد يترك في نفسية الطرف الآخر تأثيرات عميقة، تحوّل الأمر إلى كراهية بينهما...! وهكذا حتى لو تاب الغضوب عن غضبه، ربما تظل نتائج غضبه باقية...!

    ومع الغضب أيضًا تكمن خطية التهور والاندفاع: فغالبًا ما يكون الغضب مصحوبًا بالتسرع، أو يكون نتيجة للتسرع والاندفاع، ويأخذ فيه الشخص قرارات أو تصرفات غير مدروسة، وهو في حالة انفعال..!

    وهذا الغضوب يريد أن ينتقم لكرامته أو لحقوقه، ولرد اعتباره، ويعمل على رد ما يرى أنها إساءة بما هو أشدّ منها!

    وفى أثناء الغضب يفقد كل فضائل الوداعة والتواضع. لأنه يفقد حلمه وهدوءه، ويفقد اللطف والبشاشة والحنو، ويتحول إلى كائن ثائر هائج الطبع. وهو يفقد أيضًا صفات الشخص المتضع، لأنه كما قال أحد الآباء الروحيين "إن الإنسان المتواضع لا يُغضب أحدًا، ولا يَغضب من أحد". فالمتواضع يجلب الملامة على نفسه فلا يَغضب. كما أنه يلتمس بركة كل أحد ودعاه ورضاه، لذلك لا يسمح لنفسه أن يغضب أحدًا.

    والشخص الغضوب يفقد أيضًا سلامه، ويفقد الكثير من علاقاته، إذ أنه في غضبه يفقد سلامه الداخلي، سلام القلب والفكر وسلامة الأعصاب، كما يفقد في نفس الوقت سلامه وعلاقته مع من يغضب عليه. أليست غالبية قضايا الطلاق والمشاكل الزوجية سببها الغضب!! ولاشك أنه في حالة الغضب يفقد علاقته مع الله، إذ يكسر وصاياه الخاصة بالتسامح والاحتمال وحسن التعامل مع الناس... وعمومًا فإن ساعة غضبه تكون ساعة نكد وكآبة له، وربما لغيره أيضًا...

    الغضب أيضًا يكون مصحوبًا بالجهل: جهل الإنسان بما يفيده وما يضره، وجهله بنظرة الناس إليه في حالة نرفزته، وجهله بالنتائج السيئة التي لغضبه: حيث يدمر علاقاته مع غيره، وقد يدمر سلام بيته وأسرته، ويدمر اثناء ذلك بعض روحياته. كما أنه قد يفقد وظيفته أو ترقيته، إذ كان غضبه عنيفًا مع رؤسائه في العمل. وربما في لحظة يضيع ما بناه في سنوات! حقًا إن الغضب خطية مدمرة. وكما قال سليمان الحكيم "لا تسرع بروحك إلى الغضب، لأن الغضب يستقر في حضن الجهال"..

    من كل ذلك، نرى أن الغضب خطية مركبة، تحمل في داخلها كثرة من المعاصي. كذلك فإن هذه النرفزة مضرة على صحة صاحبها: وعلى رأى أحد العلماء الذي قال "إن جسم الإنسان أثناء الغضب يفرز سمومًا". وفي التعبير العامي نقول عن الغضوب: إن دمه قد تعكّر...

    والغضب قد يتسبب في أمراض كثيرة، منها ارتفاع ضغط الدم، وأمراض الأعصاب، والسكر، وبعض أمراض القلب والمعدة. وبعض الأشخاص قد يرتعش أثناء غضبه، أو يرتجف صوته وألفاظه!

    ومن نتائج الغضب أيضًا عرقلة الصلاة: فقد يحاول الشخص أن يصلى بعد غضبه، فيجد أن فكره يتشتت أثناء الصلاة، ويسرح في الأسباب التي من أجلها قد غضب، أو في نتائج ما حدث وفي مستقبل تعامله مع من أغضبه. ويتصور أمورًا عديدة، ويكون كمن يكّلم نفسه، أو يكلم غيره. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ويرى أن صلاته التي سرح فيها في هذا كله، لا يمكن أن تُحسب صلاة. وإنما البركان الذي داخله مازال ينفث حممًا..!

    والغضب باعتباره خطية مكشوفة ومفضوحة، يكون باستمرار معثرًا للآخرين، ولا يعطى صورة طيبة عن الذي يغضب ويتنرفز، ويبدو أمام الناس ضعيفًا فاقد الأعصاب، غير مسيطر على نفسه، لا يستطيع أن يضبطها... كما يبدو أنه والشخص الآخر الذي تسبب في غضبه، كلاهما متشابهان في الخطأ مع اختلاف النسبة...

    ومن أجل كل هذه الأخطاء التي يشملها الغضب، وكل نتائجه السيئة، فإن فضيلة الاحتمال تبدو مضيئة وذات قدر كبير... ومعروف أن الاحتمال بعيد عن الرغبة في إثبات الذات ومحبة الكرامة، كما أنه دليل على الرحمة، فيمتزج بفضيلة العفو عن المسيء، ويدل على سعة الصدر وطهارة القلب وسموه. وهو يُوجد دالة عند الله، وتفرح به الملائكة، وينال صاحبه عزاءً على الأرض، وإكليلًا في السماء...

    والإنسان الذي يحتمل المسيء، هو بلا شك أقوى من المسيء، وأقوى ممن يغضب بسبب الإساءة. إنه الأقوى لأنه استطاع أن يضبط نفسه فلا يخطئ ولا يرد الإساءة بمثلها. وهو الأقوى في أعصابه وفي إرادته وفي صبره، وفي انه لم ينزل بنفسه إلى مستوى المسيء في أخطائه لكي يرد عليه بما يستحقه. وبعض الآباء يرى أن المسيء هو شخص ضعيف، يحتاج إلى من يحتمل ويقيمه بالصبر من أخطائه وسقطاته...

    أتذكر اننى حينما كنت أعمل في التعليم منذ حوالي 60 عامًا، أن جاءني زميل وقال لي "أنا لا أستطيع أن احتمل فلانًا" فقلت له "ولكن الله يا أخي مازال يحتمل هذا الشخص في كل أخطائه إليك والى غيرك، كما يحتمل أخطاء غيره أيضًا. فاصبر أنت عليه، وربما باحتمالك تكسبه ويندم. أما إن رددت عليه، فإن الموضوع سيكبر"...

    أما بعد، فأود أن أقول إن الغضب يكون على أنواع ودرجات. وأنا لم أحدثك إلا عن جانب واحد من الغضب الثائر العدواني. فإلى اللقاء في مقال آخر إن أحبت نعمة الرب وعشنا، لكي استكمل معك هذا الموضوع أو أحاول أن أستكمله...
    +++
                  

08-07-2014, 03:31 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    (يوم الخميس)
    7 اغسطس 2014
    1 مسري 1730
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 67 : 33 ، 4 )
    عجيبٌ هو الله في قدِّيسِيه. إلهُ إسرائيلَ هو يُعطي قوةً وعِزاً لشعبِهِ. والصِّدِّيقون يَفرحون ويتهلَّلون أمامَ اللهِ. ويَتَنَعَّمون بالسرورِ. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 10 : 16 ـ 23 )
    ها أنا أُرسِلكُم كغنم في وسَطِ ذئابٍ فكونوا حُكماءَ كالحيَّاتِ وبُسطاءَ كالحمام. واحذروا مِن النَّاسِ، لأنَّهُم يُسلِّمونكُم إلى مجالسَ وفى مجامعهِمْ يَجْلِدُونكم. وتُقـَـدَّموا أمامَ ملـوكٍ وولاةٍ مِن أجـْـلي شهادةً لهُـم وللأُمَم. فَـمَتَى أَسْـلَمُوكُمْ فلا تَهْتَمُّوا كيفَ أو بِما تَتَكَلَّمُون، لأنَّكُم تُعطونَ في تِلكَ السَّاعةِ ما تَتكَلَّمون بِه. لأنَّ لستُم أنتُم المُتَكلِّمين بَل روحُ أبيكُم الذي يتَكَلَّمُ فيكُم. وسَيُسلِّم الأخ أخاه إلى الموتِ ويُسلِّم الأبُ ولدَهُ، ويَقُـومُ الأولادُ على آبائِهمْ ويَقْتُلونهم. وتكونون مُبْغَضِينَ مِن الجَميع مِن أجْلِ اسمي، والذى يَصبُر إلى المُنْتَهى فهذا يَخلُصُ. فإذا طَردوكُم في هذه المدينةِ فاهربوا إلى الأُخرى، فإنِّي الحقَّ أقول لكُم لا تُتَمِّمُون جولانِ مُدُن إسرائيلَ حتَّى يأتي ابنُ الإنسانِ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 96 : 11 )
    نُورٌ أَشرقَ للصدِّيقين. وفرحٌ للمُستقيمين بقلبهِم. افرحوا أيُّها الصدِّيقونَ بالربِّ. واعترفوا لذكرِ قُدسِهِ. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 13 : 9 ـ 13 )
    فانظُروا إلى نفوسِكُم، لأنَّهُم سيسلِّمونكُم إلى مجالسَ وسيَضربونكُم في المحافِل وتُوقفُونَ أمامَ ولاةٍ وملوكٍ مِن أجْلي شهادةً لهُم ولجميع الأُمَم. ويَنبَغي أوَّلاً أنْ يُكرزَ بالإنجيلِ. فإذا قدَّموكُم ليُسلِّموكُم فلا تَهتمُّوا مِن قَبْلُ بِما تتكلَّمونَ به، لأنَّكُم تُعطونَ في تِلكَ السَّاعـةِ ما تتكلَّمـونَ به، لأنَّ لستُم أنتُم المُتكلِّمينَ بَل الرُّوحُ القُدسُ. وسيسلِّم الأخُ أخاهُ إلى الموتِ والأبُ يُسلِّم ابنهُ، ويقومُ الأولادُ على آبائِهم ويقتلونَهُم. وتَكونونَ مُبغَضِينَ مِن الجميع مِنْ أجْلِ اسمي، والَّذى يَصبرُ إلى المُنتهَى فهَذا يَخلُصُ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين
    ( 12 : 3 ـ 14 )
    فتفكَّروا في الذي احتملَ هكذا مِن الخطاةِ المُقاومينَ لنفوسِهِم وحدهُم لئلاَّ تَكلُّوا وتَخُوروا في نفوسِكُم.فإنَّكُم لمْ تَقفوا حتَّى الدَّم مُجاهِدينَ ضِدَّ الخطِيَّةِ. وقد نَسِيتُمُ التَّعليمَ الذي خاطبكُم به كبنينَ. يا ابني لا تَحتقِرْ تأديبَ الربِّ ولا تَخُرْ إذا وَبَّخَكَ. لأنَّ الذي يُحبُّه الربُّ يؤدِّبهُ ويَضربُ كلَّ ابنٍ يَقبَلُهُ. فاصبروا على التَّأديبِ فيُكلِّمكُم اللهُ كالبنينَ، فأيُّ ابنٍ لا يؤدِّبهُ أبوهُ، ولكنْ إنْ كُنتُم بلا تأديبٍ المُشترِكُ فيه الجميع فأنتُم إذاً نُغولٌ لا بنونَ. ثُمَّ وإنْ كان لنا آباء جسدانيونَ مُؤدِّبينَ كُنَّا نَستَحي منهم، أفَلا نَخضَعُ بالأولى لأبي الأرواحِ فنَحيا. لأنَّهُ أولئِكَ أَدَّبونا أيَّاماً قليلةً حسبَ إرادتهِم، وأمَّا هذا فلِمَنفعَتنا بالأكثر لكي ننالَ مِن قداستهِ. ولكنَّ كلَّ تأديبٍ في وقتهِ الحاضِر لا تَجدهُ للفرحِ بَل للحَزَنِ، وأمَّا أخيراً فَيُعطي الَّذينَ يتدرَّبونَ بهِ ثمرَ برٍّ للسَّلام. لذلكَ قوِّمُوا الأيَاديَ المُستَرخِيَةَ والأرجُلَ المُخلَّعَةَ، واصنعُوا لأرجُلِكُم مَسَالِكَ مُستقيمَةً لكي لا يميلَ الأعرَجُ بَل بالحَريِّ يَبرأ. اسعوا في أَثر الصُّلح مع جميع النَّاسِ وأيضاً في الطهارةِ التى بِدونِها لنْ يَرَى أحدٌ الربَّ.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
    ( 4 : 12 ـ 19 )
    يا أحبائي لا تَستغرِبوا مِن البَلوى المُحرِقَة التى تحدث بَينْكُم لأجْلِ تجربتكُم كأنَّهُ أمرٌ غريبٌ قد أصابكُم، بَل كما اشتَرَكتُم في أوجاع المسيح، افرحُوا لكى تَفرحُوا بِابتهاج في استِعلانِ مَجدِهِ أيضاً. وإنْ عُيِّرتُم بِاسم المسيح، فَطُوبَى لكُم، لأنَّهُ ذا المَجد والقوَّة وروح اللهِ يَحلُّ عليكُم. فلا يَتألَّم أحَدُكُم كقاتِلٍ أو سارِقٍ أو فاعِل شرٍّ أو كناظِر إلى ما ليسَ لهُ. ولكنْ إنْ كانَ كَمَسيحيٍّ فلا يَخجَلْ، بَل يُمَجِّدُ اللهَ بهَذا الاِسم. لأنَّهُ الوقتُ لابتِداءِ القَضاءِ مِن بَيتِ اللهِ. فإنْ كان قد ابتدأ أوَّلاً مِنَّا، فَمَا هى عاقبةُ الَّذينَ لا يُطِيعُونَ إنجيلَ اللهِ؟ وإنْ كانَ البارُّ بالجَهْدِ يَخلُصُ، فالخاطئُ والمُنافِقُ أينَ يَظهَرانِ؟ فإذاً الَّذينَ يَتألَّمونَ كمشِيئةِ اللهِ، فليَستَودِعوا أنفسَهُم للهِ الخالق الأمين في عملِ الخيرِ.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 7 : 44 ـ 8 : 1 )
    وأمَّا خَيمةُ الشَّهادةِ فكانت مع آبائنا في البرِّيةِ، كما أَمَرَ الذي كلَّمَ موسَى أنْ يَصنعَها على حسب المِثالِ الذي كانَ قد رآهُ، هَذه التى قد أَدخَلَها آباؤنا مَعهم وقَبِلُوها مع يشوعَ في مُلكِ الأُمَم الَّذينَ طردهُم اللهُ مِن وَجْهِ آبائنا، إلى أيام داودَ الذي وَجَدَ نِعمَةً أمامَ اللهِ، والتمسَ أنْ يَصنعَ مَسكَناً لإلهِ يَعقوبَ. ولكنَّ سُليمانَ بَنَى لهُ بَيتاً. ولكنَّ العَليَّ لا يَسكُنُ في مصنوعاتِ الأيادي، كما يقول النبي: السَّماءُ كرسيٌّ لي، والأرضُ موطئٌ لقَدمَيَّ. أيَّ بيتٍ تَبنوهُ لي قال الربُّ أو أيٌّ هو مكانُ راحَتي؟ أليسَتْ يَدي خَلقتْ هذه الأشياءَ كلَّها؟ يا قُساةَ الرِّقابِ، وغيرَ المَختونِينَ بقلوبِهم وآذانِهم، أنتُم في كلِّ حينٍ تُقاوِمونَ الرُّوحَ القُدسَ. كمَا كانَ آباؤكُم كذلِكَ أنتُم أيضاً. مَنْ مِن الأنبياءِ لمْ يَضطَهِدهُ آباؤكُم، وقد قَتَلوا الَّذينَ سَبَقوا فأنذروا بِمجيءِ البارِّ، هَذا الذي أنتُم الآنَ أسلَمتمُوه وقتلتُموه، وأنتُم الَّذينَ قَبِلتُم النَّاموسَ بترتيبِ ملائكةٍ ولمْ تَحفظوهُ؟ فلمَّا سَمِعوا هذا احتدُّوا بقلبِهم وجعلوا يَصِرُّونَ أسنانهَم عليه. وأمَّا استفانوسُ فَشَخَصَ إلى السَّماءِ وهو مُمتلئٌ مِن الإيمانِ والروح القُدسِ، فرأى مَجدَ اللهِ، ويسوعَ قائِماً عن يمينِ اللهِ. فقال: " ها أنا أَنظرُ السَّمَواتِ مَفتوحةً، وابنَ البشر قائِماً عن يمينِ اللهِ ". فصَاحوا جميعهُم بصوتٍ عظيم وسَدُّوا آذانَهُم، وهَجَموا عليهِ جميعهُم بنهضةٍ، وأخرَجوه خارِج المدينةِ ورجَموهُ. والشُّهودُ وضَعوا ثيابَهُم عند رِجلَي شابٍّ اسمه شَاوُلُ. ورجَموا استفانوسَ وهو يَدعُو ويقولُ: " أيُّها الربُّ يسوعُ اقْبَلْ رُوحِي ". ثُمَّ جَثا على رُكبَتَيهِ وصَرَخَ بصوتٍ عظيم قائِلاً : " ياربُّ لا تحسِب عليهم هذه الخطيَّةَ ". وإذ قالَ هَذا رَقَـدَ. وأمَّا شَاوُلُ فكانَ مُوافِقاً على قتلِهِ.

    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم الأول من شهر مسرى المبارك
    1.شهادة القديس أبالي ابن يسطس
    2. نياحة البابا القديس كيرلس الخامس بابا الإسكندرية المائة والثاني عشر
    1 ـ في مثل هذا اليوم استشهد القديس أبالي ابن يسطس ابن الملك نوماريوس. كان هذا القديس ولي عهد مملكة الروم. وقد تغيب في الحرب، ولمَّا عاد إلى أنطاكية وجد دقلديانوس قد أقام عبادة الأوثان. ومع أن أبالى كان قادراً على قتله وأخذ المملكة منه، إلاَّ أنه اختار المملكة الباقية التى لا تزول. فتقدم إلى دقلديانوس واعترف بالمسيح. فلاطفه دقلديانوس كثيراً. وإذ لم يفلح في جذبه إلى عبادة الأوثان، نفاه مع أبيه يسطس وأمه ثاؤكلية إلى مدينة الإسكندرية وكتب إلى أرمانيوس واليها بأن يلاطفهم أولاً، وأن عصوا يُفرق بينهم. ولأن أرمانيوس الوالي كان يعرف منزلتهم الملكية، فقد أرسل يسطس إلى أنصنا، وزوجته إلى صا، وأبالى ابنه إلى بسطة. وترك لكل واحد منهم غلاماً يخدمه. ولما أتى أبالى إلى بسطة واعترف بالمسيح، عذبه الوالي عذاباً أليماً بالضرب والحرق وتقطيع الأعضاء. ولما رأى الوالي أن كثيرين يؤمنون بسبب ما رأوا من ثبات هذا القديس على التعذيب، وأن الرب كان يشفيه من جراحاته، أمر بقطع رأسه المقدسة، فنال إكليل الشهادة. صلاته تكون معنا. آمين.
    2 ـ وفى مثل هذا اليوم أيضاً من سنة 1643 ش ( 7 أغسطس سنة 1927 م ) تنيح الأب التقى الجليل البابا كيرلس الخامس، المائة والثانى عشر من باباوات الكرازة المرقسية. ولد هذا الأب في مدينة تزمنت بمحافظة بنى سويف سنة 1831 م، من أبوين تقيين فسمياه يوحنا وربياه أحسن تربية، وأنشآه على الآداب المسيحية. وكان ذا ميل شديد إلى الدراسة في الكتاب المقدس وأخبار القديسين. وفى سنة 1843 م رُسم شماساً وهو ابن اثنتى عشرة سنة، فقام بخدمة الشماسية خير قيام. ولمَّا كان ميالاً بطبعه الفطرى إلى الزهد والتقشف وحب الوحدة، فقد ترك العالم وقصد دير السيدة العذراء الشهير بالسريان بوادى النطرون، وهناك تتلمذ للأب الشيخ الروحى القمص جرجس الفار أب اعتراف الرهبان. وعَلِمَ أبوه بمكانه فحضر إليه وأخذه ولكن حب النسك الذي كان مُتملِّكاً عليه لم يدعه يلبث قليلاً، فعاد إلى البرية وترهب في دير البراموس سنة 1850 م. فأحسن القيام بواجبات الرهبنة واشتهر بالنسك والعفة والحلم، حتى أصبح قدوة صالحة لسائر الرهبان. فرسموه قساً سنة 1851 م، ثم قمصاً سنة 1852 م. وكان عدد رهبان الدير في ذلك الوقت قليلاً جداً، وايراد الدير يكاد يكون معدوماً. فكان هذا الأب يكد ويجد في نسخ الكتب وتقديمها للكنائس، ويصرف ثمنها على طلبات الرهبان من أكل وكسوة.وذاعت فضائله من علم وحلم وتقوى، فرسم بطريركاً في 23 بابه سنة 1591 ش ( أول نوفمبر سنة 1874 م ) باحتفال مهيب. فوجه عنايته إلى الإهتمام ببناء الكنائس، وتجديد الأديرة، والعطف على الفقراء والعناية بشئون الرهبان. وفى سنة 1892 م، فضل أن يُنفَى من أن يُفرط في أملاك الرهبان، كما نُفِى معه الأنبا يوأنس مطران البحيرة والمنوفية ووكيل
    الكرازة المرقسية وقتئذ، وبعد ذلك عاد الاثنان من منفاهما بإكرام وإحترام زائدين. وقد ازدانت الكنيسة في عصره بالقديسين والعلماء: منهم الأب العظيم رجل الطُهر والوداعة والإحسان الأنبا ابرآم مطران كرسي الفيوم(1) هذا الحبر الذي بلغت فضائله حداً بعيداً من الذيوع والإنتشار وبلغ من تناهيه في الإحسان على الفقراء وذوي الحاجات أنه لم يكن يدخر نقوداً. بل كان كل ما يُقدمه له أهل الخير يوزعه على المحتاجين. وله من العجائب التي أجراها في إخراج الشياطين وشفاء المرضى الشئ الكثير. ومن العلماء الأب اللاهوتي الخطير والخطيب القدير الايغومانس فيلوثاؤس إبراهيم الطنطاوي، رئيس الكنيسة المرقسية الكبرى. والأب العالِم الجليل والراهب الناسك الزاهد القمص عبد المسيح صليب البراموسي، الذي كان مُلِماً إلماماً تاماً باللغات القبطية والحبشية واليونانية والسريانية وقليل من الفرنسية والإنجليزية، وقد تحلى بصبر لا يجارى في البحث والتنقيب في ثنايا الكتب الدينية فترك مؤلفات ثمينة تنطق بفضله.وقد اتخذ البابا كيرلس المرحوم حبيب جرجس الذي كان مديراً للكلية الإكليريكية شماساً له: فكرس حياته للكلية ونهض بها، وساعد البابا في توسيع مبانيها بمهمشة، وكان البابا يزورها ليبارك طلبتها. وكان هذا الشماس واعظاً قديراً، رافق البابا في رحلاته إلى الصعيد والسودان. وقام بترجمة الكتب الدينية من اللغات الأجنبية إلى العربية، وأصدر مجلة الكرمة لنشر الحقائق الإيمانية بأسلوب إيجابي، وألف كتباً كثيرة منها: كتاب أسرار الكنيسـة السـبعة وكتاب عزاء المؤمنين وسر التقوى وغيرها، وقد عَلَّمَ وربى أجيال كثيرة من رجال الدين الذين نهضوا بالكنيسة وملأوا منابرها بالوعظ، وأصدار المؤلفات الدينية.وقد بذل البابا البطريرك أقصى جهده في النهوض بشعبه إلى أرقى مستوى، كما اهتم بطبع الكتب الكنسية، وتنيح بسلام بعد أن قضى على كرسي البطريركية اثنتين وخمسين سنة وتسعة أشهر وستة أيام. " شفاعته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين. "

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 33 : 18 ، 19 )
    كثيرةٌ هي أحزان الصدِّيقين. ومن جميعها يُنجِّيهم الربُّ. يَحفظُ الربُّ جميعَ عِظامِهم. وواحدةٌ منها لا تنكَسِرُ. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 11 : 53 ـ 12 : 1 ـ 12 )
    وفيمَا هو يقول هذا ابتدأَ الكتبةُ والفرِّيسيُّونَ يَنظرونَ رَدِياً، ويكلِّمونهُ في أمورٍ كثيرةٍ، ويَمكُرونَ لِيَصطادوهُ بكلمةٍ مِن فمهِ.وفي أثناءَ ذلِكَ إذ اجتمعَ رَبَواتٌ كثيرةٌ، حتَّى داسَ بعضُهُم بعضاً، ابتدأَ يسوعُ يقولُ لتلاميذِهِ: " أولاً تَحرَّزوا لأنفسِكُم مِن خميرِ الفرِّيسيِّينَ الذي هو رياؤهُم، فليسَ شئٌ مكتومٌ إلاَّ وسيظهَرُ، ولا خفيٌ إلاَّ وسيُعلَمُ. والَّذي تقولونهُ في الظُّلمةِ سيُسمعُ في النُّورِ، وما قلتموهُ في الأذنِ في المَخادع يُنادَى به على السُّطوح. ولكنْ أقولُ لكُم يا أصدقائي: لا تخَافُوا مِنَ الَّذينَ يَقتلُونَ جَسَـدَكُم، وبعد ذلِكَ ليسَ لهُـم أنْ يَفعلوا شيئاً أكثرَ. بَـل أُعلِمكُـم مِمَّـنْ تخافُونَ: خَافُوا مِنَ الذي بعدما يَقتُلُ، لهُ سلطانٌ أنْ يُلِقِيَ في جَهنَّمَ. نَعَم أقولُ لكُم: مِنْ هَذا خَافُوا‍. أَلَيسَتْ خَمسَةُ عصافيرَ تُباعُ بِفَلْسَيْنِ، وواحدٌ مِنها لا يُنسَى قُدَّام اللهِ؟ بَل شُعورُ رؤوسِكُم أيضاً جميعُها مُحصاةٌ. فلا تَخافُوا الآنَ. أنتُم أفضَلُ مِنْ عَصافيرَ كثيرةٍ. وأقولُ لكُم: إنَّ كُلَّ مَنْ يَعترفُ بي قُدَّامَ النَّاسِ، يَعترفُ بهِ ابنُ الإنسانِ أيضاً قُدَّامَ مَلائِكةِ اللهِ. ومَنْ أَنكَرَني قُدَّامَ النَّاسِ، يُنكَرُ قُدَّامَ مَلائِكةِ اللهِ. وكُلُّ مَنْ يقول كلمةً على ابنِ الإنسانِ يُغفَرُ لهُ، وأمَّا مَنْ يُجدِّف على الرُّوح القُدسِ فلن يُغفَرُ لهُ. ومَتَى قدَّمُوكُم إلى المجامِع والرُّؤساءِ والسَّلاطِينِ فلا تَهتمُّوا كيفَ أو بِمَا تُجِيبونَ أو بِمَا تَقولونَ، لأنَّ الرُّوحَ القُدُسَ يُعلِّمُكُم في تِلكَ السَّاعةِ مَا يَجِبُ أنْ تَقولوهُ.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

08-08-2014, 03:49 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الكرام ..

    اليوم الجمعة ..

    وبعد قليل ...


    مع أبينا الورع مكارى يونان ..

    وعلى قناة الكرمة ...

    ومن على هذا الرابط ...

    http://alkarmatv.com/alkarma-tv-live-streaming

    الرب يبارك حياتكم ...

    أخوكم وعمكم العجوز ...
    أرنست
    +++
                  

08-08-2014, 07:16 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    احبائى الكرام ..

    هناك برنامج على الهوااء مباشرة .. الآن ..

    اسمه : " أنا مش كافر " ..

    على قناة الكرمة و من على هذا الرابط :

    http://alkarmatv.com/alkarma-tv-live-streaming

    انه برنامج هام جداً .. لكل من المسلم والمسيحى ..
    أتمنى من كل شخص الدخول الآن و الإستفادة منه ..

    الرب يبارك حياتكم ..
    أخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست
    +++
                  

08-09-2014, 05:27 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة
    البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 12-8-2007

    الخير.. في ذاته ووسيلته وهدفه

    ما هو الخير؟ وما هي مقاييسه؟

    لكي نحكم على أي عمل بأنه خير، ينبغي أن يكون هذا العمل خيرًا في ذاته، وخيرًا في وسيلته، وخيرًا في هدفه. وبقدر الإمكان يكون أيضًا خيرًا في نتيجته...

    فما معنى أن يكون العمل خيرًا في ذاته؟ إننا نطرح هذا السؤال لأن كثيرين -بنية طيبة- قد يعملون أعمالًا يظنونها خيرًا، وهى على عكس ذلك ربما تكون شرًا خالصًا!

    مثال ذلك الذي يقتل ابنته التي أخطأت، بحجة أنه يريد أن يغسل شرف الأسرة ويمحو عارها! وفى نفس الوقت يكون قد حرم ابنته من الحياة، وحرمها من إعطائها فرصة للتوبة... ومثله من يقسو على ابنته قسوة تجعلها تطلب الحنان من مصدر آخر ربما يقودها إلى الانحراف. وقد يظن هذا الأب أنه في شدته وقسوته يكون حازمًا في تربيته وحريصًا على عفة ابنته بينما أسلوبه الخاطئ يؤدى إلى عكس ما يطلب...

    إن الناس يختلفون فيما بينهم في معنى الخير وفي الحكم على الأعمال. وقد يعمل أحدهم عملًا فيعجب به البعض ويمتدحونه، بينما يتضايق غيرهم من نفس هذا العمل. ويتجادل الفريقان، وكل منهما يؤيد وجهة نظره بأدلة وبراهين. ويبقى الحق حائرًا بين هؤلاء وأولئك! ولعلنا نلاحظ هذا الصراع في تصرفات الأحزاب السياسية، وفي النظرة إلى أمور عديدة تتعلق بالفن وبأنواع من الملاهي والترفيهات...

    لذلك -من أجل التأكد من خيرية العمل- علي كل إنسان أن يتروي ويتمهل في حكمه علي الأمور... ومن أجل هذا أيضًا أوجد الله المشيرين وذوي الخبرة والفهم كإدلاء في طريق الحياة يشرحون أين هو اتجاه الغير.

    ولكن يشترط في المرشد أن يكون حكيمًا دارسًا وصافيًا في روحه وعميقًا قي فهمه، لئلا يضل غيره من حيث لا يدري ولا يقصد. ولئلا ينطبق حينئذ المثل القائل "أعمي يقود أعمي، كلاهما يسقطان في حفرة"... كذلك فإن من يسترشد، عليه أن يدقق في اختيار من يرشده، ولا يجري وراء كل نصيحة مهما كان قائلها، بل يتبع الحق.

    علي أن سؤالك قد يقف أمامنا، وهو: هل الضمير هو الحكم في معرفة الخير؟ وهل نتبعه بلا نقاش؟

    أجيب وأقول: يجب علي الإنسان أن يطيع ضميره، ولكن يُشترط أن يكون ضميره صالحًا، فهناك ضمائر تحتاج إلى هداية، وضمائر قد شوهها مرشدون مضلون، وضمائر لا تسندها عقول فهيمة حكيمة. ولنعلم أن الضمير يستنير بالمعرفة: بالوعظ والتعليم والقراءة والنصح. وما أكثر ما يعمل البعض عملًا بضمير مستريح، ثم يتضح أنه كان عملًا خاطئًا!

    إن الإنسان الصالح ينمو يومًا بعد يوم في معرفته الروحية، وبهذا النمو يستنير ضميره أكثر، فيعرف ما لم يكن يعرف، ويدرك أعماق من الخير لم يكن يدركها قبلًا. وربما فضائله السابقة التي كان يفتخر بها، تتضح كأنها لا شيء في ضوء نموه...

    الخير أيضًا يرتبط بنسيانه، إذ ننسي الخير الذي عملناه، من فرط انشغالنا بالسعي وراء خير آخر أعظم منه وأكبر. كما أننا نري أن الخير الذي تم، لم نعمله نحن، وإنما عمله الله بواسطتنا. وكان يمكن أن يعمله بواسطة غيرنا، غير أنه من محبة الله لنا، أنه أعطانا الفرصة أن نعمل، وفي الواقع أن نعمته هي التي كانت تعمل بنا...

    وعمومًا فالخير هو أن يرتفع الإنسان فوق مستوي ذاته ولذاته، وأن يطلب الحق أينما وُجد، ويثبت فيه ويحتمل من أجله. والخير لا يتجزأ ولا يتناقض. فلا يكون إنسان خيّرًا وغير خيّر في وقت واحد.

    والإنسان الخيّر ليس هو الذي تزيد حسناته علي سيئاته. فربما سيئة واحدة تتلف نقاوته وتضيّعه! إن نقطة حبر واحدة كافية لأن تعكر كوبًا مملوءًا من ماء نقي صافٍ. وميكروبًا واحدًا كافٍ لأن يلقي شخصًا علي فراش المرض. فليس هو محتاجًا إلي مجموعات متعددة من الجراثيم لكي يُحسب مريضًا. وبنفس المنطق، فإن خطيئة واحدة تضيع نقاوة الإنسان.

    وهكذا فإن الإنسان الشرير ليس هو الذي يرتكب كل أنواع الشرور، إنما بواسطة شر واحد لا يصبح إنسانًا خيّرًا مهما كانت له فضائل، ولكن يفسد قيمتها هذا الشر الواحد..

    فإن أردت أن تكون خيّرًا، سر في طريق الخير كله. ولا تترك في نفسك شائبة واحده تعكر نقاء قلبك. ولا تظن أنك تستطيع أن تغطي رذيلة بفضيلة، أو أنك تعوّض سقوطك في خطيئة معينة، بنجاحك في زاوية أخري من زوايا الخير. بل في المكان الذي هزمك الشيطان فيه، يجب أن تنتصر... علي نفس الخطيئة ونفس نقطة الضعف. ونحن مطالبون إذن بأن نسير في طريق الكمال النسبي المتاح لنا كبشر، لأن النقص ليس خيرًا.

    والخير ليس هو فقط أن نعمل الخير، بل بالأحرى أن نحب الخير الذي نفعله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فقد يوجد إنسان يفعل الخير دون أن يريده. أو أن يعمل الخير بدافع الخوف، أو بدافع الرياء لكي ينظره الناس ويكتسب مديحًا. أو لكي يهرب من انتقاد الآخرين. وقد يوجد من يفعل الخير وهو متذمر ومتضايق: كمن يقول الصدق ونفسيته مُتعبه، وكان يود لو يكذب وينجو. وكمن يتصدق علي فقير وهو ساخط ويود ألا يدفع.. فهل نسمي كل ذلك خيرًا؟!

    وقد يوجد من يفعل الخير لمجرد إطاعة وصية الله، دون أن يصل قلبه إلى محبة تلك الوصية. مثل الذي لا يرتكب الزنا والفحشاء لمجرد وصية الله التي تقول: لا تزنِ، دون أن تكون في قلبه محبة العفة والطهر. وفي ذلك فال القديس جيروم: "يوجد أشخاص عفيفون بأجسادهم فقط، بينما نفوسهم زانية"! أمثال هؤلاء اهتموا بالخير في شكلياته وليس في روحه. والخير ليس مجرد شكليات، وليس لونًا من المظاهر الزائفة.

    من أجل هذا -لكي نحكم علي العمل بأنه خير- يجب أولًا أن نفحص دوافعه وأسبابه وأهدافه.

    فقد يوبخك اثنان: أحداهما بدافع الحب، والآخر بدافع الإهانة. ويكون عمل أحداهما خيرًا، والآخر شرًا...

    وقد يشترك اثنان في تنظيم سياسي وطني: أحداهما من أجل حب الوطن وخدمته، والثاني من أجل حب المناصب والظهور!

    الخير إذن هو شهوة في القلب لعمل الصلاح، تعبر عن ذاتها وعن وجودها بعمل صالح. وليس هو مجرد روتين آلي للعمل الصالح.

    ماذا إذن عن باقي الأمور الخاصة بالخير، وبخاصة في وسائله ونتائجه؟ أستسمحك أيها القارئ العزيز في أن نكمل هذا الموضوع في عدد مقبل.
    +++
                  

08-10-2014, 04:40 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    (يوم الأحد)
    10 اغسطس 2014
    4 مسري 1730
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 32 : 19 ، 16 )
    فلتكن رحمتُك ياربُّ علينا كمثل اتِّكالنا عليكَ. هوذا عينا الربِّ على خائفيه، والمتَّكلين على رحمته. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 6 : 45 ـ 56 )
    وللوقتِ ألزمَ تلاميذهُ أن يَركَبوا السَّفينَةَ ويَسِيرُوا أمامهُ إلى العبر، إلى بيتِ صيدا، حتَّى يصرفَ الجمعَ. فلمَّا ودَّعَهُم مَضَى إلى الجبلِ ليُصَلِّي. ولمَّا صَارَ المَسَاءُ كانَت السَّفِينةُ في وسَطِ البَحر، وهو وحَدهُ كانَ على الشاطئِ. فرآهُم مُعَذَّبِينَ في الجَذفِ، لأنَّ الرِّيحَ كانت ضِدَّهُم. وفي الهَزيع الرَّابع مِنَ اللَّيل أتَاهُم مَاشِياً على البَحر، وكانَ يُريدُ أن يَتجاوزَهُم. فلمَّا رأوهُ مَاشِياً على البَحر ظنُّوهُ خَيَالاً، فصرَخُوا. لأنَّ الجَميعَ رأوهُ واضطرَبُوا. فللوقتِ كلَّمَهُم وقالَ لهُم: " تَشجعوا. أنا هوَ. لا تَخَافوا ". فصَعِدَ إليهم إلى السَّفينةِ فسَكنتِ الرِّيحُ، فبُهتُوا جداً في أنفُسِهم. لأنَّهُم لم يَفهمُوا بالأرغفةِ إذ كانت قلوبُهُم غليظةً. فلمَّا عَبرُوا إلى العبر جاءُوا إلى شاطئ جَنِّيسارَتَ وأرسَوا.ولمَّا خَرجُوا مِنَ السَّفينةِ عَرَفُوه للوَقتِ. فطافُوا جَميعَ تلكَ الكُورَةِ، وابتَدأُوا يَحمِلُونَ المَرضَى على أَسِرَّةٍ إلى حَيثُ سَمِعُوا أنَّهُ هُنَاكَ. وحَيثُما دخلَ إلى القُرى أو المُدُن أو المَزارع كانوا يضعونَ المرضى في الأسواق، وكانوا يَطلبونَ إليهِ أن يَلمِسُوا ولو هُدبَ ثَوبهِ. فكانَ كُلَّ الذين يَلمسونهُ يُشفونَ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 32 : 17 ـ 18 )
    نفسُنا تنتظرُ الربَّ في كلِّ حينٍ، لأنَّهُ هو مُعيِنُنا وناصرُنا. وبهِ يفرحُ قلبُنا لأنَّنا على اسمهِ القدُّوسِ اتَّكَلنا. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 28 : 1 ـ 20 )
    وبعدَ السبتِ، عندَ فجر أول الأُسبوع، جاءت مريمُ المجدليَّة ومريمُ الأُخرى لتنظُرا القبرَ. وإذا زلزلةٌ عظيمةٌ قد حدثت، لأنَّ ملاك الربِّ نزل من السَّماء ودحرج الحجر عن باب القبر، وجلس عليه. وكان منظرهُ كالبرق، ولباسهُ أبيض كالثَّلج. ومِن خوفِهِ اضطرب الحرَّاس وصاروا كأمواتٍ. فأجاب الملاك وقال للمرأتين: " لا تخافا أنتُما، فإنِّي أعلم أنَّكُما تطلُبان يسـوع الذي صُلِبَ. ليـس هو ههُـنا، بل قـام كمـا قـال. هلُمَّـا انظُـرا الموضِع الذي كان موضوعاً فيه. واذهبا سريعاً قولا لتلاميذه: إنه قد قام من بين الأموات. وها هو يسبقكُم إلى الجليل. هُناك ترونه. ها أنا قد قُلتُ لكُما ". فخرجتا سريعاً من القبر بخوفٍ وفرحٍ عظيمٍ، مُسرعتين لتُخبِرا تلاميذه. وإذا يسوع استقبلهما قائلاً: " سلامٌ لكما ". فأمَّا هُما فأمسكتا بقدميه وسجدتا له. حينئذٍ قال لهما يسوع: " لا تخافا. اذهبا اعلما إخوتي أن يذهبوا إلى الجليل، وهناك يرونني ".وفيما هما ذاهبتان إذا قومٌ من الحُرَّاس جاءوا إلى المدينة وأخبروا رؤساء الكهنة بكل ما كان. فاجتمعوا مع الشُّيوخ، وتشاوروا، وأعطوا العسكر فضَّةً كثيرةً قائلين: " قولوا‎ إنَّ تلاميذه أتوا ليلاً وسرقوه ونحنُ نيامٌ. وإذا سمع الوالي هذا القول نُقنعه نحنُ، ونجعلكم مُطمئنِّين ". أمَّا هُم فأخذوا الفضَّة‎ وفعلوا كما علَّموهم، فشاع هذا القول عند اليهود إلى هذا اليوم. وأمَّا الأحد عشر تلميذاً فمضوا إلى الجليل إلى الجبل، حيث وعدهم يسوع باللقاء. ولمَّا رأوه سجدوا له، ولكنَّ بعضهم شَكّ فتقدَّم يسوع وخاطبهم قائلاً: " دُفعَ إليَّ كل سُلطانٍ في السَّماء وعلى الأرض، فامضوا الآن وتلمذوا جميع الأُمَم‎ وعمِّدوهم بِاسم الآب والابن والروح القدس. وعلِّموهم أن يحفظوا جميع الأُمور التي أوصيتكم بها. وها أنا معكُم كلَّ الأيَّام إلى انقضاء الدَّهر ". آمين.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس
    ( 9 : 1 ـ 27 )
    ألستُ أنا حراً؟ ألستُ أنا رسولاً؟ أمَا رأيتُ يسوعَ المسيحَ ربَّنا. ألستُم أنتُم عملِي في الرَّبِّ. إن كُنتُ لستُ رسولاً إلى آخرين فإنَّما أنا إليكُم رسولٌ. لأنَّكُم أنتُم ختمُ رسالتي في الرَّبِّ. هذا هو احتِجَاجي عندَ الذين يفحصونني: أليس لنا سُلطانٌ أن نأكُلَ ونشربَ؟ أليس لنا سُلطانٌ أن تتبعنا أُخت زوجة كباقي الرُّسُل وإخوة الرَّبِّ وكيفا ( وصفا )؟ وأَمْ أنا وبرنابا وحدَنا ليسَ لنا سُلطانٌ أن لا نَشتَغِل؟ مَن تَجَنَّدَ قَطُّ بنفقَةِ نَفسِهِ؟ ومَنْ يَغرسُ كرماً ولا يأكُل من ثمره؟ أو مَنْ يَرعى قطيع غنم ولا يأكُل مِن لبنِ القطيع؟ ألعلِّي أتكلَّمُ بِهذا كَإنسـانٍ؟ أَم ليسَ النَّاموسُ نفسـه أيضاً يقولُ هــذا؟ فإنَّهُ مكتوبٌ أيضاً في ناموسِ موسى: " لا تَكُمَّ ثَوراً دَارِساً ". ألعلَّ الله تُهِمُّهُ الثِّيرانُ؟ أَم يَقولُ مُطْلَقاً مِن أجلِنا؟ لأنَّهُ مَكتوبٌ مِن أَجلِنا. أنه ينبغي للحَرَّاثِ أن يَحرُثَ عَلَى رجاءٍ، وَللدَّارِسِ أن يَترجَّى أن يَأخُذَ. إن كُنَّا نَحنُ قَد زَرَعنَا لَكُمُ الرُّوحيَّاتِ، أفَعَظيمٌ إذا حَصَدنا مِنكُمُ الجَسَدِيَّاتِ؟ إن كان آخرون شُركاءَ في سُلطانِكُم فَنحنُ بالأَولَى كثيراً؟ لكِنَّنا لم نَستَعمِل هذا السُّلطانَ بَل نَحتملَ كُلَّ شيءٍ لئلاَّ نَجعَلَ عَثرَةً لإنجيلِ المسيح. ألستُم تعلَمونَ أنَّ الَّذينَ يعمَلون في الهياكلِ يأكُلونَ مِمَّا للهَيكلِ؟ والَّذينَ يُلازِمونَ المَذبَحَ يَقتَسِمونَ مع المَذبَح؟ هكذا أيضاً رَسَمَ الرَّبُّ: أنَّ الَّذين يُنادونَ بالإنجيلِ، مِن الإنجيلِ يَعيشونَ. أمَّا أنا فَلَم أستَعمِل شيئاً من هذا، ولا كَتَبتُ هذا لِكَي يَصِيرَ فيَّ هَكَذا. لأنَّهُ خيرٌ لي أن أموتَ مِن أن يُعطِّلَ أحدٌ فَخري. لأنَّه إن كُنتُ أُبَشِّرُ. فَلَيسَ لي فَخرٌ، إذ الضَّرورةُ مَوضُوعَةٌ عليَّ. فَوَيلٌ لي إن كُنتُ لا أُبَشِّرُ. فإنَّه إن كُنـتُ أفعَلُ هـذا طـوعاً فلي أجـرٌ، ولكن إن كانَ كَرْهاً فقد استؤمنتُ على وكالةٍ. فما هو أجري إذ وأنا أُبَشِّرُ أجعَلُ إنجيل المَسيح بلا نفقةٍ، حتَّى لم أستعمِل هذا السلطان في الإنجيل. فإنِّي إذ كُنتُ حُرّاً مِن الجميع، استعبَدتُ نفسي للجميع لأربح الأكثرينَ. فصِرتُ لليَهُودِ كيَهُوديٍّ لأربح اليَهودَ. وصرت للَّذينَ تَحتَ النَّاموسِ كأنِّي تحت النَّاموسِ. مع أنِّي لستُ تحت النَّاموس لأربح الَّذينَ تَحتَ النَّاموسِ. وصِرت للَّذينَ بلا نَامُوسٍ كأنِّي بلا نَاموسٍ. مع أنِّي لستُ بلا ناموس اللـه، بل تَحتَ ناموسٍ للمسيح لأربَحَ الَّذينَ بلا نَاموسٍ. صِرتُ للضُّعَفاءِ كضعيفٍ لأربح الضُّعَفاءَ. صِرتُ للجميع كل نوع لأُخلِّصَ على كلِّ حالٍ قوماً. وهذا كُله أنا أفعَلُهُ لأجل الإنجيلُ، لأكُونَ شَريكاً فيهِ. ألستُم تَعلمُونَ أنَّ الَّذين يَركُضونَ في الميدانِ جميعُهُم يَركُضُونَ، ولكنَّ واحداً فقط هو الذي يأخُذ الجَعالة؟ هكذا اركُضوا أنتم لكي تَنالوا. وكلُّ مَنْ يُجَاهدُ يَضبُطُ نفسَهُ في كلِّ شيءٍ. أمَّا أولئك فَلِكـي يأخذوا إكليلاً يَفنَى، وأمَّا نحنُ ( فإكليلاً ) لا يَفنَى. إذاً، أنا أركُضُ هكذا كأنَّهُ ليسَ عَن غير يَقينٍ. هكذا أُلاكم كأنِّي لا أضربُ الهواء. بل أَقمَعُ جَسَدِي وأَستَعبِدُهُ، حتَّى بعدَ مَا بشرتُ للآخرينَ لا أصيرُ أنا نفسي مرفوضاً.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
    ( 3 : 8 ـ 15 )
    والنهايةُ ، كونوا جميعاً برأي واحدٍ، وكونوا مشتركين في الآلام. وكونوا مُحبيِّن الإخوة رحومين مُتواضعين، غير مُجازينَ عن شرٍّ بشرٍّ أو عن شتيمةٍ بشتيمةٍ، بل بالعكس مُبارِكينَ، لأنكم لهذا الأمر دُعيتم لكي ترثوا البركة. لأنَّ من أراد أن يُحبَّ الحياة ويرى أيَّاماً صالحةً، فليكفُفْ لسانهُ عن الشَّرِّ وشفتيه من أن يَتكلما بالمَكْرِ، وليَحِد عن الشَّرِّ ويصنع الخير، وليطلُب السَّلام ويَجِدَّ في أثرهِ. لأنَّ عيني الرَّبِّ تنظران الأبرارُ وأُذنيهِ تنصتان إلى طلبهم، وأمَّا وجه الرَّبِّ ضدُّ فاعلي الشَّرِّ.فمن ذا الذي يمكنه أن يؤذيكم إذا كنتم غيورين على الخير؟ ولكن وإن تألَّمتُم من أجل البرِّ، فطوباكم. وأمَّا خوفهُم فلا تَخافوهُ ولا تضطربوا.بل قدسوا الرب المسيح في قلوبكم.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 19 : 23 ـ 40 )
    وحدث في ذلك الوقت اضطرابٌ ليس بقليل بسبب هذا الطَّريق، لأن واحداً اسمه ديمتريوس، صائغ فضة صانع هياكل فضة لأرطاميس، كان يُربِّح الصُّنَّاع ربحاً ليس بقليل. فجمعهم مع الصُّنَّاع الآخرين الذين حوله وقال لهم: " أيُّها الرِّجال أنتم تعرفون أن ربحنا إنَّما هو من هذه الصِّناعة. وأنتم تنظرون وتسمعون أنه ليس من أفسس فقط، بل وحتى من جميع آسيَّا، قـد اســتمـال بولـس هذا جمـعـاً كثيـراً قائـلاً: أن هــذه التـي تُصــنع بـالأيــادي ليست آلهةً. فليس نصيبنا هذا وحـده في خطر مِن أن يحصل في إهانة، بل أيضـاً هيكل أرطاميس ـ الآلهة العظيمة ـ أن يُحسب لا شيء، وإنه سوف تُهدم عظمتها، هذه التي يعبدها جميع آسيَّا وكل المسكونة ". فلمَّا سمعوا هذا امتلأوا غضباً، وطفقوا يصرخون قائلين: " عظيمةٌ هي أرطاميس التي لأهل أفسس ". فامتلأت المدينة اضطراباً وجروا جميعاً بنفس واحدة إلى المشهد خاطفين معهم غايوس وأرسترخُس المكدونيَّين، رفيقي بولس في السَّفر. ولمَّا كان بولس يريد أن يدخل إلى الجمع، لم يدعه التَّلاميذ. وآخرون من رؤساء المدينةـ كانوا أصدقاءهـ أرسلوا يطلبون إليه أن لا يُسلِّم نفسه إلى المشهد. وآخرون كانوا يصرخون بشيءٍ آخرَ، لأن المحفل كان مُضطرباً، وأكثرهم لا يدرون لأيِّ شيءٍ كانوا قد اجتمعوا. فاجتذب اليهود إسكندر من الجمع، فأشار إسكندر بيده يريد أن يحتجَّ للجمع. فلمَّا عرفوا أنه يهوديٌّ، صار صوتٌ واحدٌ من الجميع صارخين نحو مدَّة ساعتين قائلين: " عظيمة هي أرطاميس التي لأهل أفسس ".فلمَّا هدَّأ الكاتب الجمع قال: " أيُّها الرِّجالُ الأفسسيُّون، مَن هو مِن الناس لا يعرف أن مدينة الأفسسيِّين مُتعبِّدة لأرطاميس العظيمة ولتمثالها الذي هبط من زَفْسَ؟ وليس أحد يقدر أن يُقاوم هذه الأشياء، فلذا ينبغي أن تكونوا ثابتين ولا تفعلوا شيئاً بخفة. لأنكم أتيتم بهذَيْن الرَّجلين إلى هنا، وهما ليسا سارقي هياكل، ولا مُجدِّفين، على آلهتكم. فإن كان ديمتريوس والصُّنَّاع الذين معه لهم دعوى على أحدٍ، فإنه تُقام أيَّامٌ للقضاء، ويوجد ولاةٌ، فليـرافعـوا بعضهم بعضـاً. وإن كنتم تطلـبون شـيئاً آخـر، فإنه يُقضَى بينكم في محفلٍ شرعيٍّ. لأنَّنا في خطر أن نُحاكَم من أجل اضطراب هذا اليوم. وليس حُجَّةٌ يُمكننا من أجلها أن نُعطِي جواباً عن هذا الشَّغب ". ولمَّا قال هذا صرف المحفل.
    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم الرابع من شهر مسرى المبارك
    1. نياحة حزقيا ملك إسرائيل
    2. تكريس كنيسة العظيم أنبا أنطونيوس
    1 ـ فى مثل هذا اليوم تنيح الملك البار حزقيا بن آحاز الملك. وهو من نسل داود سبط يهوذا. هذا الصديق لم يقم ملك مثله على بني إسرائيل بعد داود. لأنهم جميعاً عبدوا الأوثان وبنوا لها المذابح. أما هو فإنه عندما ملك كسر الأصنام وهدم مذابحها، وقد جازه اللـه خيراً بأكثر مما عمل. ففي السنة الرابعة عشرة لملكه، حاصر سنحاريب ملك آشور مدينة أورشليم. وكان سنحاريب ملكاً عظيماً قوياً يخشاه ملوك زمانه، فخاف منه حزقيا، وأرسل إليه أمولاً كثيرة، فلم يرض بها، وأرسل يتهدده ويتوعده ويفتري بلسانه النجس على اللـه سبحانه وتعالى قائلاً: " لا يخدعك إلهك الذي أنت مُتكل عليه قائلاً: لا تدفع أورشليم إلى يد ملك آشور ".فبكى حزقيا ومزق ثيابه، ولبس مسحاً ودخل بيت الرب وصلى أمامه قائلاً: " أيها الرب إله إسرائيل، الجالس فوق الكاروبيم. أنت هو الإله وحدك لكل ممالك الأرض. أنت صنعت السماء والأرض. أمل يارب أذنيك واسمع. افتح يارب عينيك وانظر. واسمع كلام سنحاريب الذي يجدف عليك. حقاً يارب أن ملوك آشور قد خربوا الأمم وأرضيهم. والآن أيـها الرب خلصـنا من يده، فتعلم ممالك الأرض كلها أنك أنت الرب الإله وحدك ". ثم أرسل إلى إشعياء النبي يعرفه بما قاله سنحاريب ويطلب منه أن يُصلي عنه. فأعلمه إشعياء أن اللـه سيقوي قلبه، وأنه سيفعل بسنحاريب فعلاً لم يسمع مثله في الأرض كلها. وفي تلك الليلة نزل ملاك الرب، وقتل من جنود سنحاريب مائة وخمسة وثمانين ألفاً في ساعة واحدة. ولما استيقظوا في الصباح، ووجدوا جنودهم قتلى، انهزم ما تبقى منهم وعادوا إلى بلادهم. ولما دخل سنحاريب إلى بيت الآلهة ليُصلى وثب عليه ولداه وقتلاه، وتخلص حزقيا من يده ومجد اللـه.ولما مرض حزقيا مرض الموت، حضر إليه إشعياء الني وقال له : " هكذا قال الرب: أوص بيتك لأنك تموت ولا تعيش" فأدار وجهه نحو الحائط، وصلى إلى الرب، فأرسل إليه إشعياء ثانية وأعلمه أن الرب قد زاده خمس عشرة سنة أخرى. ولما طلب من إشعياء الدليل على ذلك رد له الشمس عشر درجات. وخافه الملوك وقدموا له هداياهم لأنهم عرفوا أن اللـه معه. وأقام في المُلك تسعاً وعشرين سنة. وكانت جملة حياته أربعاً وخمسين سنة. وتنيح بسلام. وله تسبحة ـ مدونة في كتب التسابيح ـ قالها بالروح القدس حينما عوفي من مرضه. صلاته تكون معنا. آمين.
    2 ـ وفى مثل هذا اليوم أيضاً تكريس كنيسة العظيم أنطونيوس. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 79 : 13 )
    ياربُّ إلهُ القوَّاتِ ارجع واطَّلِع من السماءِ، وانظر وتعهَّد هذه الكرمةَ. أصلِحها وثبِّتها. هذه التي غرَسَتها يمينُك. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 20 : 9 ـ 19 )
    وابتدأ يتكَلَم مع الشَّعبِ بهذا المثلَ: " كان إنسانٌ غرسَ كرماً وسلَّمهُ إلى كرَّامينَ وسَافرَ زماناً طويلاً. وفي الوقتِ أرسلَ عبداً إلى الكرَّامينَ ليعطوهُ مِن ثَمَرِ الكرم، فجَلَدهُ الكرَّامونَ، وأرسلوه فارغاً. فعادَ وأرسَلَ إليهم عبداً آخرَ، فجَلَدُوا ذلكَ الآخرَ أيضاً وأهانوهُ، وأرسلوهُ خائباً. ثمَّ عادَ فأرسَلَ إليهم الثالث. فجرَّحُوا هذا أيضاً وأخرجوهُ. فقال صاحبُ الكرم: ماذا أفعلُ؟ أُرسلُ ابني الحبيبَ. لعلَّهُم يَخجلونَ منه! فلمَّا رآهُ الكرَّامون تآمَرُوا فيمَا بينَهُم قائلينَ: هذا هو الوارثُ. هَلُمُّوا نقتُلهُ لكي يَصيرَ لنا الميراثُ. فأخرجوه خارجَ الكرم وقتلوهُ. فماذا يَفعلُ بهم صاحبُ الكرم؟ يأتي ويُهلِكُ هؤلاء الكرَّامينَ ويُعطي الكرم لآخرينَ ". فلمَّا سمعُوا قالوا: " حاشا! " أمَّا هو فنظرَ إليهم وقال: " إذاً ما هو هذا المكتوبُ: الحجرُ الذي رذلهُ البنَّاؤونَ هذا قد صار رأسَ الزَّاويةِ. وكلُّ مَن يَسقُطُ على ذلكَ الحجرِ يَترضَّضُ، ومَن سَقطَ هو عليهِ يَسحقُهُ؟ " فطلبَ الكتبة ورؤساءُ الكهنةِ أن يلقُوا أيديهُم عليهِ في تلكَ السَّاعةِ، ولكِنَّهُم خافوا الشَّعبَ، لأنَّهُم عرفوا أنَّهُ قالَ هذا المثلَ عليهِم. ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

08-10-2014, 11:34 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الكرام ..

    الآن ...


    مع أبينا الورع مكارى يونان ..

    وعلى قناة الكرمة ...

    ومن على هذا الرابط ...

    http://alkarmatv.com/alkarma-tv-live-streaming

    الرب يبارك حياتكم ...

    أخوكم وعمكم العجوز ...
    أرنست
    +++
                  

08-11-2014, 02:07 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    (يوم الاثنين)
    11 اغسطس 2014
    5 مسري 1730
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 31 : 12، 7، 32 : 1 )
    افرحوا أيُّها الصدِّيقون بالربِّ وتهلَّلوا. للمُستقيمين ينبغي التَّسبِيحُ. مِن أجْـلِ هذا تَبتَهِلُ إليكَ كلُّ الأبرار فى آوان مُستقيم. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 10 : 34 ـ 42 )
    " لا تظنُّوا إني جئتُ لأُلقي سلاماً على الأرض. ما جئت لأُلقي سلاماً بل سيفاً. فإني أتيت لأفرِّق الإنسان ضدَّ أبيه، والابنة ضدَّ أُمِّها، والعروس ضدَّ حماتها. وأعداء الإنسان أهل بيته. من أحبَّ أباً أو أمّاً أكثر منِّي فلا يستحقُّني، ومَن أحبَّ ابنه أو ابنته أكثر منِّي فلا يستحقُّني، ومَن لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يستحقُّني. مَن وجدَ نفسه يُضِيعُهَا، ومن أضاع نفسه من أجلي يجدها. مَن يقبلكم فقد قبلني، ومن يقبلني فقد قَبِلَ الذي أرسلني. ومَن يقبل نبيّاً بِاسم نبيٍّ فأجر نبيٍّ يأخذ، ومَن يقبل بارّاً بِاسم بارٍّ فأجر بارٍّ يأخُذ. ومَن يسقي أحد هؤلاء الصِّغار كأس ماءٍ باردٍ فقط بِاسم تلميذٍ، فالحقَّ أقولُ لكم أنه لا يُضِيعُ أجرَهُ ".
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 32 : 1 ، 12 )
    ابتهجوا أيُّها الصدِّيقون بالربِّ. للمُستقيمين ينبغي التسبيح. طوبى للأمة التي الرب هو إلهُهَا. والشعب الذي اختاره له ميراثاً. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 6 : 17 ـ 23 )
    ثم نزلَ معهُم ووقفَ في موضع حقلٍ وجماعةٍ مِن تلاميذهِ وجمهور كثير مِن الشَّعبِ مِن جميع اليهوديَّةِ وأُورُشَليمَ ومن ساحِل صورَ وصَيدا الذينَ جاءوا ليَسـمعوه ويُشـفَوا مِن أمراضِهمْ، والذين كانت تُعذبهم الأرواح النَّجسـةِ، كانَ يَشفيهُم. وكانَ كل الجمعُ يلتمسون أنْ يَلمسوه لأنَّ قوَّةً كانتْ تخرُجُ منهُ وتَشفِي جميعَهم. ورفعَ عينيـهِ إلى تلاميـذهِ وقالَ لهُم: طـُوباكُم أيُّها المَسَـاكينُ بالروح، لأنَّ لكُم ملكوتَ الله. طُوباكُم أيُّها الجياعُ الآنَ لأنَّكُم ستُشبَعونَ. طُوباكُم أيُّها الباكـونَ الآنَ لأنَّكُم ستَضحكونَ. طُوباكُم إذا أبغضكُم النَّاسُ واعتزلوكم وعيَّروكُم وأخرجُوا اسمكُم كشرِّيرٍ مِن أجلِ ابنِ البشر. افرحوا فى ذلكَ اليوم وتهلَّلوا، فإن ها هوَذا أجْرُكُم عظيمٌ فى السَّماءِ، لأنَّهُ هكذا كان آباؤهُم يَفعلونَ بالأنبياءِ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين
    ( 12 : 3 ـ 14 )
    فتفكَّروا فى الذي احتملَ هكذا مِن الخطاةِ المُقاومينَ لنفوسِهِم وحدهُم لئلاَّ تَكلُّوا وتَخُوروا فى نفوسِكُم.فإنَّكُم لمْ تَقفوا حتَّى الدَّم مُجاهِدينَ ضِدَّ الخطِيَّةِ. وقد نَسِيتُمُ التَّعليمَ الَّذي خاطبكُم به كبنينَ. يا ابني لا تَحتقِرْ تأديبَ الربِّ ولا تَخُرْ إذا وَبَّخَكَ. لأنَّ الذى يُحبُّه الربُّ يؤدِّبهُ ويَضربُ كلَّ ابن يَقبَلُهُ. فاصبروا على التَّأديبِ فيُكلِّمكُم اللهُ كالبنينَ، فأيُّ ابنٍ لا يؤدِّبهُ أبوهُ، ولكنْ إنْ كُنتُم بلا تأديبٍ المُشترِكُ فيه الجميع فأنتُم إذاً نُغولٌ لا بنونَ. ثُمَّ وإنْ كان لنا آباء جسدانيونَ مُؤدِّبينَ كُنَّا نَستَحي منهم، أفَلا نَخضَعُ بالأَوْلَى لأبي الأرواحِ فنَحيا. لأنَّهُ أولئِكَ أَدَّبونا أيَّاماً قليلةً حسبَ إرادتهِم، وأمَّا هذا فلِمَنفعَتنا بالأكثر لكي ننالَ مِن قداستهِ. ولكنَّ كلَّ تأديبٍ فى وقتهِ الحاضِر لا تَجدهُ للفرحِ بَل للحَزَنِ، وأمَّا أخيراً فَيُعطي الَّذينَ يتدرَّبونَ بهِ ثمرَ برٍّ للسَّلام. لذلكَ قوِّمُوا الأيَاديَ المُستَرخِيَةَ والأرجُلَ المُخلَّعَةَ، واصنعُوا لأرجُلِكُم مَسَالِكَ مُستقيمَةً لكي لا يميلَ الأعرَجُ بَل بالحَريِّ يَبرأ. اسعوا فى أَثر الصُّلح مع جميع النَّاسِ وأيضاً فى الطهارةِ التى بِدونِها لنْ يَرَى أحدٌ الربَّ.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
    ( 4 : 12 ـ 19 )
    يا أحبائي لا تَستغرِبوا مِن البَلوى المُحرِقَة التى تحدث بَينْكُم لأجْلِ تجربتكُم كأنَّهُ أمرٌ غريبٌ قد أصابكُم، بَل كما اشتَرَكتُم فى أوجاع المسيح، افرحُوا لكى تَفرحُوا بِابتهاج فى استِعلانِ مَجدِهِ أيضاً. وإنْ عُيِّرتُم بِاسم المسيح، فَطُوبَى لكُم، لأنَّهُ ذا المَجد والقوَّة وروح اللهِ يَحلُّ عليكُم. فلا يَتألَّم أحَدُكُم كقاتِل أو سارق أو فاعِل شرٍّ أو كناظِر إلى ما ليسَ لهُ. ولكنْ إنْ كانَ كَمَسيحيٍّ فلا يَخجَلْ، بَل يُمَجِّدُ اللهَ بهَذا الاِسم. لأنَّهُ الوقتُ لابتِداءِ القَضاءِ مِن بَيتِ اللهِ. فإنْ كان قد ابتدأ أوَّلاً مِنَّا، فَمَا هى عاقبةُ الَّذينَ لا يُطِيعُونَ إنجيلَ اللهِ؟ وإنْ كانَ البارُّ بالجَهْدِ يَخلُصُ، فالخاطئُ والمُنافِقُ أينَ يَظهَرانِ؟ فإذاً الَّذينَ يَتألَّمونَ كمشِيئةِ اللهِ، فليَستَودِعوا أنفسَهُم للهِ الخالق الأمين فى عملِ الخيرِ.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي فى العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 8 : 3 ـ 13 )
    وأمَّا شاول فكان يضطهد الكنيسة وهو يَدخل البيوتَ ويجُرُّ رجالاً ونساءً ويُسلِّمهم إلى السِّجن.أمَّا الذينَ تَشتَّتوا كانوا يَجولون مبشِّرينَ بكلمة اللـه. فانحدر فيلُبُّس إلى مدينةٍ من السَّامرة وكان يَكرزُ لهم بالمسيح. وكان الجموعُ يُصغونَ بنفسٍ واحدةٍ إلى مَا يقولهُ فيلُبُّس عند استماعهم ونَظَرهِمُ الآياتِ التي كان يَصنعها. لأنَّ كثيرينَ مِنَ الذينَ بهم أرواحٌ نجسةٌ كانت تخرجُ صارخةً بصوتٍ عظيمٍ. وكثيرونَ من المفلوجين والعُرج كان يَشفيهُم. فكان فرحٌ عظيمٌ في تلك المدينةِ. وكان في تلكَ المدينة رجلٌ اسمهُ سيمون يَستعمِلُ السِّحرَ مُسبباً كل شغبٍ في السامرةِ وقائلاً إني أنا شيءٌ عظيمٌ! وكان الجميع يَصغونَ إليه من كبيرهم إلى صغيرهم قائلين: " هذا هو قوَّةُ اللـه العظيمةُ ". وكان الجميع يصغون إليه لأنَّه أقام بينهم زماناً طويلاً يُطغيهم بالأسحار. ولكن لمَّا آمنوا بفيلُبُّس وهو يُبشِّرُ بالأمورِ المُختصَّةِ بملكوتِ اللـهِ وباسم يسوعَ المسيح اعتمدوا رجالاً ونساءً. وسيمون أيضاً نفسهُ آمَنَ. ولمَّا اعتمد كان يُلازم فيلبُّس. وإذ رأى آياتٍ وقوَّاتٍ عظيمةً تُجرىَ على يديه اندهشَ.
    ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بِيِعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم الخامس من شهر مسرى المبارك
    نياحة القديس يوحنا الجندي
    في مثل هذا اليوم تنيح القديس العابد يوحنا الجندي. وقد ولد من أبوين مسيحيين تقيين. ولما نشأ انتظم في سلك جنود الملك يوليانوس الكافر. وحدث أن أرسله يوليانوس مع بعض الجنود لإضطهاد المسيحيين. فكان يتظاهر بموافقة الجنود على اضطهادهم ولكنه كان في الحقيقة يدافع عنهم، ويعاملهم بالحسنى ويقضي حاجاتهم. وكان أيضاً مداوماً على الصوم والصلاة والصدقات، وعاش عيشة الأبرار حتى تنيح بسلام. وأظهر اللـه من قبره عجائب كثيرة. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 33 : 18، 19 )
    كثيرةٌ هي أحزانُ الصِّدِّيقين. ومن جَميعها يُنجِّيهُم الربُّ. يحفظُ الربُّ جميعَ عِظامهم. وواحدةٌ منها لا تَنكَسِرُ. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 4 : 23 ـ 5 : 1 ـ 16 )
    وكانَ يسوع يَطوفُ في كُلِّ الجليل يُعلِّم في مجامعهم، ويكرزُ ببشارةِ الملكوتِ، ويَشفي كُلَّ مرضٍ وكُلِّ وجع في الشَّعب. فذاع خبرُهُ في جميع سوريَّة. فأحضروا إليهِ جميع السُّقَماء بالأمراض والأوجاع المُختلفة، والمجانين والمصروعين والمفلوجين، فشفاهم. وتبعه جموعٌ كثيرةٌ مِن الجليل والعشر مُدن وأورشليم واليهوديَّة ومِن عبر الأردُنِّ.ولمَّا رأى الجموعَ صعدَ إلى الجبل، فلمَّا جلسَ جاء إليه تلاميذه. ففتحَ فـاه وعلَّمهُم قائلاً: " طُـوبى للمسـاكين بالرُّوح، لأنَّ لهُم ملكـوت السَّـموات. طُوبَى للذين ينوحون الآن، لأنَّهُم يَتَعـزَّون. طُوبَى للودعاء، لأنَّهُم يرثونَ الأرض. طُوبى للجياع والعطاش إلى البرِّ، لأنَّهُم يُشبَعونَ. طُوبى للرُّحماء، لأنَّهُم يُرحَمون. طُوبى للأنقياء القلب، لأنَّهُم يُعاينون الله. طُوبى لصانعى السَّلام، لأنَّهُم أبناء الله يُدعَون. طُوبى للمَطرودين مِن أجل البرِّ، لأنَّ لهُم ملكوت السَّموات. طُوباكُم إذا طردوكُم وعيَّروكُم وقالوا عليكُم كلَّ كلمةٍ شريرةٍ، مِن أجلي، كاذبين. افرحوا وتهلَّلوا، لأنَّ أجرَكُم عظيمٌ في السَّموات، لأنَّهُم هكذا طردوا الأنبياء الَّذينَ قَبلَكُم.أنتُم ملح الأرض، وإذا فَسَدَ المِلح فبماذا يُملَّح؟ لا يَصلُح بعد لشىءٍ، إلاَّ لأن يُطرح خارجاً ويُداس مِن النَّاس. أنتُم نور العالم. لا يُمكِن أن تُخفَى مدينةٌ موضوعةٌ على جبل، ولا يُوقِدونَ سراجاً ويضعونه تَحتَ مِكيال، بل يوضع على المنارة فيُضيء لكُلِّ مَن في البيت. فليُضئ نورُكُم هكذا قُدَّام النَّاس، لكي يَروا أعمالَكُم الحسنة، ويُمجِّدوا أباكُم الَّذي في السَّموات.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

08-12-2014, 02:52 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 5-8-2007

    الغضب الخاطئ.. أنواعه ودرجاته

    فى الغضب الخاطئ يوجد نوعان: غضب داخلي مستتر، وغضب واضح ظاهر. والغضب الداخلي هو غضب الفكر والقلب.

    فأنت قد لا تسئ باللسان إلى من أغضبك، وقد لا تجرحه بأية كلمة. وربما تبدو صامتًا لا ترد الإهانة بإهانة. ومع ذلك هناك ثورة في داخلك ولكنها مكبوتة. وهنا لا تستطيع أن تقول إنك لم تغضب. ففي الواقع إنك غضبت ولكنك كتمت غضبك.

    وربما كبتك لغضبك يكون لأسباب روحية أو غير روحية. أما السبب الروحي فهو ضبط النفس ومنعها من الخطأ، وتهدئتها ريثما تجد حلًا لتصريف الغضب من داخلك. وفي هذه الحالة نقول إنك لم تحتمل، وفي نفس الوقت لم تثر. انفعلت في داخلك، ولكنك وقفت عند هذا الحد حتى لا تخطئ بلسانك، ولا تخطئ بتصرفك، ولا تنتقم لنفسك. وهذا طبعًا أفضل من النرفزة والحدّة...

    وربما يكون كبت الغضب بسبب الخوف: أعنى الخوف من الشخص الذي أخطأ إليك، لأنه أقوى منك، أو أنك خاضع لإدارته، وتخشى نتائج الغضب، فربما تؤدى إلى حالة أسوأ. وقد يكون خوفك هو أن يأخذ الناس فكرة سيئة عنك إذا ثرت وانتقمت...

    وقد يكون سبب سكوتك هو الانتظار ريثما ترد أو تنتقم لنفسك فيما بعد. فأنت إذن صامت، لا لأنك قد غفرت للمسيء، وإنما لأن الفرصة الآن غير مواتية للرد، والغضب الظاهر قد يكشف نواياك، ومن الحكمة أن تظل هذه النوايا في الكتمان إلى أن يحين الوقت الذي تنتقم فيه لنفسك، وبقوة، وبدون أن تقع في مسؤولية! وكل هذه خطايا مكتومة مع الغضب المكبوت...

    وفى كل ذلك يكون الفكر منشغلًا بالخطية، والقلب كذلك. ويكون الغضب مالكًا على كل المشاعر. ويظل الذهن يُشبع مقاصده بأفكار الرد والانتقام، ومحاولة أخذ حقه بأنواع وطرق شتى، ومجازاة من أغضبه بأساليب متنوعة وبصور يريدها أن تحدث، ويتخيل حدوثها كما لو كانت واقفة. وبهذا يبرهن على أنه لم يحتمل ولم يصفح، وأن الغضب يشتعل في داخله...

    أمثال هذا النوع من الناس، وإن كانوا قد بعدوا عن الغضب الظاهر، إلا أنهم يغذون في داخلهم الغيظ والسخط، وإذ هم متعكرون في الداخل، لا يقابلون المسيء باللطف المعتاد. وقد يتحول السخط الذي في قلوبهم إلى لون من الحقد. وإن كان ذلك لا يؤذى الآخرين، لكنه يضر صاحبه ويفقده نقاوته.

    على إننا نقول إنه ليس كل الصامتين في مجال الغضب هم أنقياء، فهناك نوع من الصمت يمكن أن نسميه الصمت المثير. فقد يوجد شخص أعصابه قوية جدًا، يقف في منتهى البرود والجو يغلى، دون أن يغضب. ويستطيع بصمته وبروده أن يثير الطرف الآخر، ويجعله يغضب ويخطئ بالأكثر. وفي ذلك يظن أنه برئ لم يرتكب أي خطأ! بينما هو السبب في خطأ غيره. وكان يمكنه بكلمة لطيفة أو عبارة هادئة أن يهدئ هذا الذي يتكلم معه. وهو مسئول عمن أثاره وأغضبه ببروده...

    إن المطلوب منك، ليس فقط أنك لا تغضب ولا تثور، وإنما أيضًا أنك لا تتسبب في غضب غيرك... بل انك بهذا الصمت المثير تكون أكثر ذنبًا، لأنك تحاول أن تحصل على فخر أو مديح بصمتك عن طريق السبب في خطأ غيرك!!


    لقد قال الآباء الروحيون إنه توجد ثلاثة أنواع من الغضب:

    أ‌- نوع من الغضب يثور في الداخل.

    ب- ونوع آخر ينفجر في الكلمات والعمل والتصرف.

    ج- ونوع ثالث، وهو ليس مثل النوعين السابقين يغلى ويعمل في ساعة. بل هو يستمر أيامًا وفترات طويلة... وهذا النوع يتحول من غضب إلى بغضة أو كراهية. إذ ليس فقط يستسلم الشخص للانفعال، بل يستمر حانقًا، ويظل يغذى في داخله شعورًا ضد الآخر، ويلتصق ذهنه بأفكار ضده..

    إذا استمر الشخص يفكر: "ما الذي قاله لي هذا الشخص؟ وماذا يقصد؟ وهل من كرامتي أن أسكت على شيء من هذا؟ أنا أيضًا لابد أن أقول له... ولابد أن أعطيه درسًا لن ينساه..".

    إن فكّر هكذا، يصل إلى الانفعال والى التهيج والى الغضب والاضطراب. وإذا استمر الغضب يتحول إلى حقد، والى رغبة في الانتقام، سواء تمت أو لم تتم...

    والرغبة في الانتقام، أو الرد على الإساءة بمثلها، تمر في درجات: فقد يمكن لشخص أن يرد بالكلام، أو بالتعبير. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). بعبارة أو بإشارة أو بنظرة يُفهم منها أنه أوقفه عند حدة... وقد لا يفعل ذلك، ولكن تبقى في قلبه مرارة من نحوه.

    وشخص آخر يحاول أن لا تكون في قلبه أية مرارة أو حقد. ولكنه إن سمع شخصًا يسب ذلك الشخص أو ينتقده أو يقلل من شأنه، فإنه يبتهج بذلك. وهكذا يدل على أن قلبه ليس نقيًا إذ يفرح بإهانة غيره..!

    إنسان آخر لا يبتهج بسماع تحقير من أساء إليه. ولكنه علي الرغم من هذا لا يفرح بنجاحه. بل انه يتضايق إذا ما مدحه أحد أو أكرمه، شاعرًا في نفسه انه لا يستحق. وفي هذا كله لا يكون القلب نقيًا.

    مستوى آخر وهو أن شخصين أساء أحدهما إلى الآخر، ولكنهما تصالحا وعاشا فترة في سلام. ولا يكون في قلب أحداهما أية ضغينة نحو من أساء إليه. غير أنه يحدث بعد مضي بعض الوقت، أن يقول ذلك المسيء كلمة جارحة. فيبدأ المساء إليه أن يتذكر القديم كله. ويضطرب ليس فقط من أجل الإساءة الثانية، بل من السابقة أيضًا. ذلك لأنه لم ينسها، ومازالت في عقله الباطن.

    مثل ذلك الإنسان يشبه من اشتكي من جرح، ثم التأم ذلك الجرح ولكن بقي مكانه حساسًا. بحيث إذا اصطدم بشيء، يشعر بالألم أو قد يدمى الجرح بعد التآمه..!

    **هناك فرق بين التصرف والترسيب. تصريف الغضب معناه إنهاءه وعدم بقاء شيء مترسب من ذكراه. أما الترسيب فيشبه زجاجه بها دواء سائل، ومكتوب عليها "رج الزجاجة قبل الاستعمال" فالسائل من فوق يبقي رائقًا. ولكن إن رجرجت الزجاجة تجد أنه قد تعكر كله بسبب ما كان مترسبًا في القاع.

    **إذن في علاج الغضب والمتهيج، لا يكفي فقط أن تصفح، وإنما بالأكثر أن تنسى. وكما يقول المثل الإنجليزي.

    إننا لا نهدف فقط إلى أن يتخلص الشخص من الاضطراب والتهيج والانفعال الذي يضره، وليس فقط أن يزيل من قلبه كل حقد وغيظ. وإنما بالأكثر القلب الواسع والطبع الحليم الحكيم، الذي يكون أكبر وأسمى من أن تؤثر فيه إساءات الناس.

    يحضرني في هذا المجال مثال السفينة القوية السليمة التي تخوض البحر بكل أمواجه دون أن تضرها المياه والأمواج، ذلك لأنها محصنة. لا يوجد فيها ثقب يدخل منه الماء إلى السفينة، كما لا تستطيع المياه أن تغطيها وتتلفها...

    كذلك أمامي مثال الجنادل الستة في مجري النيل التي سُميت خطأ بالشلالات: تعصف بها المياه من كل ناحية وبقوة، وهي ثابتة في مكانها لا تتزعزع. هكذا الشخص القوى الذي مهما سمع من إساءة أو إهانة، لا تنال من أعصابه أو هدوئه. بل كما قال الشاعر عن المسيء:

    كناطحٍ صخرةً يومًا ليوهنها فلم يُضِرها وأوهى قرنه الصخرُ
    +++
                  

08-12-2014, 07:59 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 19-8-2007

    الخير.. صفاته وأعماقه

    ليس الخير عملًا مفردًا أو طارئًا، إنما هو حياة:

    فالشخص الرحيم مثلًا، ليس هو الذي تظهر رحمته أحيانًا في حادث معين. إنما الرحيم هو الذي تتصف حياته كلها بالرحمة. وتظهر الرحمة في كل أعماله وفي كل معاملاته، وفي أقواله وفي مشاعره، وفي أحكامه على تصرفات الناس. بل تبدو الرحمة أيضًا في ملامح وجهه... الخير هو اقتناع داخلي بحياة القداسة، مع إرادة مثابرة على عمل الخير وتنفيذه. هو حب صادق للفضيلة، تعبر عنه حياة فاضلة..

    والذي يحب الخير، يسعد بأن جميع الناس يعملون الخير، بدون غيره من أحد. فالذي يغار يدل على أن فيه شيء من الذاتية. أما محب الخير، فإنه يفرح حتى لو رأى أن جميع الناس يفوقونه في عمل الخير.. ويكون بذلك سعيدًا. المهم عنده أن يرى الخير، وليس المهم أن يتم الخير بواسطته أو بواسطة غيره، بعيدًا عن كل مشاعر الحسد...

    والإنسان الخيرّ يقيم تناسقًا في حياته بين فضائله. فلا تكون واحده على حساب الأخرى! خدمته مثلًا للمجتمع، لا تطغى على اهتمامه بأسرته. ونشاطه لا يطغى على أمانته لعمله. كما أن أمانته تجاه كل مسئولياته لا تعطل شيئًا من صلاته وعبادته...

    وهو يدرك أن الفضيلة التي تفقده فضيلة أخرى، ليست هي فضيلة كاملة أو خيرّة. لأن الفضائل تتعاون معًا، ويتداخل بعضها في البعض...

    فهكذا نتعلم من الله نفسه تبارك اسمه: فعدل الله مثلًا لا يمكن أن يتعارض مع رحمته، بل ولا ينفصل عنها. عدل الله عدل رحيم. ورحمته رحمة عادلة. عدل الله مملوء رحمة. ورحمة الله مملوءة عدلًا. ولا نستطيع أن نفصل بينهما. وعندما نقول عدل الله ورحمة الله، فلسنا من جهة الفصل بينهما نتكلم، إنما من جهة التفاصيل، لكي نفهم...

    والخير ليس هو فضيلة سلبية، بل ايجابية:

    ليس هو سلبية تهدف إلى البعد عن الشر، إنما هو إيجابية في عمل الصلاح ومحبته. فالإنسان الخيرّ ليس هو فقط الذي لا يؤذى غيره، بل هو بالحري الذي يبذل ذاته عن غيره. ليس هو فقط من لا يرتكب خطيئة، بل هو الذي يعمل برًا.

    والإنسان الخيرّ هو الذي يصنع الخير مع الجميع.

    حتى مع الذين يختلفون معه في الجنس أو اللون أو اللغة أو المذهب أو العقيدة.

    إنه كالينبوع الصافي يشرب منه الكل. وكالشجرة الوارفة يستظل تحتها الكل. إن الينبوع والشجرة لا يسألان أحدًا: ما هو جنسك؟ أو ما هو لونك؟ أو ما هو مذهبك. وهكذا الخير يعطى دون أن يتفرس في وجه من يعطيه. ويحب دون أن يحلل دم من يحبه..

    والإنسان الخيرّ يعمل باستمرار على توسيع طاقاته في عمل الخير...

    ولا يرضى على الخير الذي يعمله من أجل اتجاهه نحو خير أكبر. وفي اشتياقه إلى اللامحدود، يشعر أن هناك آفاقًا في الخير أبعد بكثير مما يفهمه حاليًا.. ويقينًا أننا عندما ندخل إلى عالم الروح في الأبدية، سننظر إلى ما عملناه من خير في العالم، فنذوب خجلًا ونتوارى في حياء!

    على أن كل ما نعمله من خير، إنما هو نتيجة لعمل نعمة الله فينا،

    أو هي نتيجة لتسليم أنفسنا إلى عمل نعمة الله. لذلك فالإنسان يبعد عن الخير، عندما يعلن انفصاله عن نعمة الله. أي عندما يرفض أن تقود النعمة حياته، وتبدأ إرادته البشرية أن تعمل منفردة!!

    حياة الخير إذن، هي حياة تسليم الإرادة لله، أي حينما يسلّم الإنسان لله كل فكره وكل مشاعره وكل عمله. ولعل هذا الإنسان حينما يقف في يوم الدينونة أمام الله، يقول في دالة الحب لله: على أي شيء سوف أدان يا رب؟ وأنا من ذاتي لم أعمل شيئًا! وإنما حياتي كلها كانت بين يديك. وكل شيء بك كان. وبغيرك لم تكن شيء مما كان!!

    فهل أعمالك أيها القارئ العزيز هي كذلك؟ أي هي مجرد عمل النعمة فيك. أم هي أعمال بشرية بحتة، قابلة للزلل وللخطأ والسقوط؟!

    واعلم أن الخير كالماء، الذي هو دائمًا يمشى ولا يقف...

    فإن وقف أصابه الركود... لذلك فإن الخير، باستمرار يمتد إلى قدام، يتحرك نحو الله ونحو الناس. فهو لا ينتظر حتى يجئ الناس إليه، يخطبون ودّه، بل هو الذي يتحرك اليهم دون أن يطلبوه. ولذلك -فلأنه الخير- فيه دائمًا عنصر المبادرة...

    وعمل الخير، على الدوام فيه لذة.

    حتى إن كان أحيانًا مملوءًا من الآلام. فآلامه حلوة المذاق، تريح القلب وتريح الضمير... فالذي ينقذ غريقًا يشعر بلذة في إنقاذه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). والتي ترضع طفلها، تشعر بلذة في إرضاعه. والذي يحسن إلى فقير، يشعر بسعادة فيما يسعده. والذى يضحى في سبيل وطنه، يجد كل المتعة والفخر في تضحيته...

    والخير لا يشترك إطلاقًا مع الشر. لأنه أية شركة بين النور والظلمة؟! لذلك نحن لا نوافق إطلاقًا على المبدأ المكيافيللي Machiavelli القائل بأن الغاية تبرر الواسطة the end justifies the means. أي أن الغاية الخيرة يمكن أن تكون تبريرًا للوسيلة الخاطئة! فوسيلة الخير ينبغي أن تكون خيرًا مثله. والخير لا يقبل أية وسيلة شريرة توصل إليه. إذ كيف يجتمع الضدان معًا؟!

    فالذي يلجأ إلى الكذب لكي ينقذ إنسانًا، والذي يلجأ إلى القسوة والعنف لكي ينشر بهما الحق أو ما يظنه حقًا.. والذي يلجأ إلى الرشوة لكي يحقق لنفسه خيرًا. والذي يلجأ إلى الإجهاض لكي يستر سمعة فتاة... كل أولئك قد استخدموا وسائل شريرة، لكي يصلوا بها إلى الخير، أو إلى ما يظنونه خيرًا!

    ولعل البعض يسأل: ماذا نفعل إذا كنا مضطرين إلى هذه الوسائل؟

    نجيب بأن هذه كلها وسائل سهلة وسريعة، يلجأ اليها الإنسان بطريقة تلقائية، دون أن يحاول بذل مجهود للوصول إلى الخير، ودون أن يبذل تضحية، ودون أن يتعب أو يحتمل...

    فالكذب مثلًا حلّ سريع وسهل. أما الإنسان الحكيم الخيرّ، فإنه يفكر ويجتهد ذهنه بعيدًا عن هذه الوسيلة. ويقينًا انه سيصل إلى وسيلة أخرى تريح ضميره. كذلك العنف والقسوة، كل منها حلّ سهل يلجأ إليه إنسان لا يريد أن يتعب في الوصول إلى حل آخر يكون وديعًا ولطيفًا...

    إن الخير يريدك أن تتعب من أجله، ولا تلجأ إلى الحلول السهلة السريعة ولكنها خاطئة...

    وبقدر تعبك من أجل الخير، تكون مكافأتك عند الله.. وبهذا المقياس تُقاس خيريتك. إن الحل السهل يستطيعه كل إنسان. أما الذي يكد ويتعب للوصول إلى تصرف سليم، فإنه يدل على سلامة ضميره وحبه للخير. عليك إذن أن تفحص الوسائل التي تستخدمها للوصول إلى الخير، وتتأكد أنها وسائل خيرّة.

    إن الشيطان حينما يفشل في إقناعك بطريق الشر، ويجدك مصرًا على الخير. فإذ يفشل في السيطرة على الهدف أو نوع العمل، قد يقنع بالسيطرة على الوسيلة، فيقدم لك خططًا للوصول... فاحذر إذن، ولا تجعله يكسب أية جولة في صراعه معك.

    أخيرًا، اطلب من الله أن تكون نتائج عملك خيرًا أيضًا:

    لاشك أنك قد لا تستطيع أن تتحكم في النتائج. وقد تتدخل في الأمر عوامل شريرة خارجة عن إرادتك، محاولة أن تفسد نتائج مجهوداتك الخيرّة... إنك كما تجاهد بكل قوتك أن تعمل خيرًا، فإن الشيطان -من جهته- يعمل بكل قوته لكيما يعرقل عملك. ولكن لا تيأس، فإن الله يتدخل لإعانتك.

    لهذا قلت لك إن العمل الخير تكون نتائجه -بقدر الإمكان- خيرًا.
    +++
                  

08-13-2014, 11:41 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 26-8-2007

    القلب الكبير

    إن الإنسان الضيق القلب يتأثر بسرعة، ويتضايق بسرعة، ويندفع في الانتقام لنفسه. أما صاحب القلب الكبير، فإنه واسع الصدر، يحتضن في داخله جميع المسيئين مع إساءاتهم. فلا تتعبه أخطاء الغير، ولا يقابل الإساءة بالإساءة. إنما تذوب جميع الإساءات في خضم محبته، وفي لجة احتماله...

    القلب الكبير أقوى من الشر. فالخير الذي فيه أقوى من الشر الذي يحاربه. فهو دائم الحب -مهما حدث- ودائم السلام يشبه الصخرة التي تلطمها الرياح وهى ثابتة لا تتزعزع. ويرى أن الخطاة عبارة عن أشخاص ضعفاء قد غلبهم الشر الذي يحاربهم. فهم يحتاجون إلى من يأخذ بأيديهم، وينقذهم مما هم فيه...

    فهو يعلم علم اليقين أن المسيء، إنما يسئ إلى نفسه قبل أن يسئ إلى غيره. وإذ هو يسئ إلى مستواه الروحي، وإلى نقاوة قلبه، وإلى سمعته، وإلى مصيره الأبدي. وفي نفس الوقت لا يستطيع أن يضر غيره ضررًا حقيقيًا... فالذي يشتم غيره مثلًا، إنما يعلن نوع أخلاقياته هو، دون أن يضر المشتوم في شيء. ويبقى المشتوم في مستواه العالي، لا تقلل الشتيمة من جوهر معدنه الكريم. بل تدل على خطأ مقترفها. والذي أصابته الإهانة -فإن كان قلبه كبيرًا- نراه لا يتأثر. بل يأخذ موقف المتفرج وليس موقف المنفعل..! وفي أعماق نفسه يشفق على المخطئ!

    وهنا تتضح أمامنا درجات روحية في مواجهة الإساءة: وهى احتمال الإساءة، ومغفرة الإساءة، ونسيان الإساءة، والعطف على المسيء وإنقاذه مما هو فيه، كما يشفق الطبيب على مريض ويعمل على علاجه مهما ساءت حالته.. ففي أية درجة من هذه الدرجات، تضع نفسك أيها القارئ العزيز؟.

    كل إنسان يستطيع أن يحب من يحبه، ويحترم من يحترمه، ويكرم من يكرمه. كل هذا سهل لا يحتاج إلى مجهود. ولكن نبيل هو الإنسان الذي يقابل الإساءة بالإحسان. ويحب المسيء لكي ينقذه من طباعه الميالة إلى الإساءة.

    هنا -بدون شك- تكون المحبة بلا مقابل. أي أن هذا الإنسان النبيل لم يأخذ محبة في مقابل محبته. وإذ لم يأخذ أجرًا على الأرض، يكون أجره محفوظًا في السماء..

    إن القلب الكبير ليس تاجرًا، يعطى حبًا لمن يقدّم له حبًا! أو يعمل خيرًا مع الذي ينقذه شكرًا!! بل هو يصنع الخير مع الكل، بلا مقابل. إنه يعمل الخير، لأن هذه هي طبيعته. فهو يعمل الخير مع من يستحقه، ومع الذي لا يستحقه أيضًا، مع المحب ومع المسيء، مع الصديق ومع العدو... مثل الشمس التي تشرق على الأبرار والأشرار، ومثل السماء التي تمطر على الصالحين والطالحين.. وهذا أيضًا درس نتعلمه من الله تبارك اسمه، الذي يحسن إلينا ونحن خطاة نكسر وصاياه!

    وهكذا نرى أن القلب الكبير لا يعامل الناس كما يعاملونه. وإنما يعاملهم حب سموه وحب نبل. وهو لا يتغير في سموه وفي نبله طبقًا لتصرفات الناس حياله. فهو لا يرد على الإساءة بإساءة. لأنه لا يقبل أن تصدر عنه إساءة نحو أحد، حتى لو كان ذلك في مجال الرد عليه..

    أما ضعاف القلوب، فإنهم يتأثرون بتصرفات الناس، ويتغيرون تبعًا لها...

    كذلك فإن القلب الكبير يعيش على الدوام في سلام داخلي، يملك عليه الهدوء. وكل ضيقات العالم لا تزعجه. إنه يستمد سلامه من داخل نفسه، وليس من الظروف المحيطة به...

    حقًا، إنه ليس من صالح الإنسان أن يجعل سلامه يتوقف على أسباب خارجية: إن اضطربت الأحوال، يضطرب معها، وإن هدأت يهدأ. فسبب خارجي يجعله يثور، وسبب آخر يجعله يفرح! سبب يبكيه وسبب يبهجه. ويكون في هذا كما قال الشاعر:

    كريشة في مهب الريح طائرة لا تستقر على حالٍ من القلقِ

    إن صاحب القلب الكبير يجعل الظروف الخارجية تخضع لمشاعره ولقوة صلابته، ولحسن تحكمه في انفعالاته. ولا يخضع هو لها...

    إن حدث حادث معين، يتناوله في هدوء. يفحصه بفكر مستقر، ويبحث عن حلّ له. كل ذلك وهو متمالك لأعصابه، متحكم في انفعالاته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وبهذا ينتصر، ويكون أقوى من الأحداث، ويحتفظ بسلامه الداخلي... ذلك لأن قلبه أقوى من الظروف، وأكبر من الأحداث.

    لذلك أيها القارئ العزيز، ليكن قلبك كبيرًا، وصدرك رحبًا. وقل لنفسك في ثقة: لا يليق بي أن أضعف، أو أن تنهار معنوياتي أمام الأخبار المثيرة، أو أمام الضغطات الخارجية، مهما حدث. سأحاول أني لا أنفعل. وإن انفعلت، سأحاول أن أسيطر على انفعالاتي... وبنعمة الله سوف أصمد إلى أن تمر العاصفة...

    لا تفكر في الضيقة التي أصابتك، ولا في أضرارها ومتاعبها. بل فكّر في إيجاد حلّ لها. إن كثرة التفكير في الضيقة هي التي تحطم الأعصاب وتتعب النفس. وأحيانًا يكون التفكير في الضيقة أشد إيلامًا من الضيقة ذاتها. أما التفكير في الحل فهو الذي يُوجد سلامًا...

    ضع في نفسك أن كل ضيقة لها حلّ، ولها مدى زمني تنتهي فيه. فإن وصلت إلى حلّ سوف تستريح. وإن لم تصل، ثق بروح الإيمان إن الله عنده حلول كثيرة، وإنه سوف يعينك ويحل إشكالاتك... وتذكّر ضيقات سابقة قد حلّها الله ومرت بسلام... واحذر من أن يوقعك الشيطان في اليأس، وأن يصّور لك الأمر معقدًا لا حل له. فإن الإنسان المؤمن لا ييأس. والذي يستسلم لليأس قد يتصرف تصرفًا خاطئًا ربما يكون أكثر ضررًا من المشكلة نفسها...

    إن القلب الكبير لا يستسلم للضيقات. بل قد لا يشعر بالضيقة، لأنها لم تضايقه. وأتذكر أنني قلت من قبل إن الضيقة سُميت ضيقة، لأن القلب قد ضاق عن أن يتسع لها. ولو كان القلب متسعًا، ما شعر أنها ضيقة، وما تضايق منها. الضيق إذن في قلوبنا وليس في العوامل الخارجية: فإن تعكرنا نحن من الداخل، تبدو أمامنا كل الأمور متعكرة. وإن تعبنا في الداخل، تبدو الأمور متعبة! أليس حقًا أن أمرًا من الأمور قد يضايق إنسانًا ما، وفى نفس الوقت لا يتضايق منه إنسان آخر، وهو نفس الأمر؟!

    ليس المهم إذن في نوع الأحداث التي تحدث لنا، بل المهم بالأكثر هو الطريقة التي نتقبل بها الأحداث ونتصرف معها...

    القلب الكبير يصمد في قوة أمام الإشكالات فيزداد قوة. أما الضعيف فينهار أمامها ويزداد ضعفًا. والإشكالات هي نفس الإشكالات! فإن أحاطت بك المتاعب من الخارج، احرص إنها لا تدخل مطلقًا إلى داخل نفسك. فالمياه تحيط بالسفينة من الخارج فلا تؤذيها. أما إن زحفت إلى داخل السفينة بسبب ثقب فيها، حينئذ يكون الخطر! فاحذر جدًا من أن يوجد ثقب في نفسيتك، تدخل منه المياه إلى قلبك، فيتعب..

    واعلم أن جميع التجارب والضيقات والمشاكل تؤول إلى الخير، إذا أمكننا الاستفادة منها.
    +++
                  

08-14-2014, 04:35 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 2-09-2007

    القلب العطوف

    كلمتكم في مقالنا السابق عن القلب الكبير المملوء بالتسامح والعفو، وهو أيضًا القلب العامر بالسلام والطمأنينة. واليوم أود أن أحدثكم عن القلب العطوف المملوء بالحنان والرقة الذي يفيض إشفاقًا على كل أحد، حتى على الذين لا يستحقون..!

    وحنو الإنسان على غيره قد يشمل الكائنات جميعًا. فيحنو على العصفور المسكين، وعلى الزهرة الذابلة، وعلى الشجرة العطشى إلى الماء. ويحنو على الحيوان الضعيف الخائف من وحش يفترسه!

    وقد يكون الحنو من نواحي مادية أو جسدية. كما يكون من نواحٍ نفسية أو معنوية. وخلاصة الأمر أن القلب العطوف يفيض بحنانه في كل المجالات وعلى الكل. فيشفق على الفقير المحتاج، وعلى المريض المتألم. كما يشفق على اليائس المتعب نفسيًا، وعلى الخاطئ الساقط المحتاج إلى من يأخذ بيده ويقيمه.

    والحنان ليس مجرد عاطفة في القلب، وإنما القلب العطوف تتحول فيه العاطفة إلى عمل جاد من أجل إراحة الغير. ذلك لأن الحنان النظري هو حنان قاصر ناقص، يلزمه إثبات وجوده بالعمل. فهو لا يحنو بالكلام واللسان، بل بالعمل والحق.

    إن القلب العطوف يمكنه أن يكسب الناس بحنوه. أما القلب القاسي فينفّرهم. لأن القلب القاسي دائمًا يحطم ويهدم. وقسوته لا تشفق ولا ترحم. إنها نار تأكل كل شيء، حتى نفس القاسي! أما الناس فيحتاجون إلى من يعطف عليهم، وإلى من يأخذ بأيديهم، فيشجع الضعيف، ويقيم الساقط. من يفهم ظروف الناس واحتياجاتهم وتكون له روح الخدمة، فيخدم الكل، ويساعد الكل ويعينهم. ولا يحتقر ضعفات الناس. بل يشددّ الركب المخلّعة والأيدي المسترخية.

    القلب العطوف يجول يصنع الخير. ولا يقول عن الساقطين الخاطئين إنهم لا يستحقون. بل يرى بالحري أنهم يحتاجون.

    أليس أن الله تبارك اسمه وهو في علو قداسته، نراه يشفق علينا، ونحن في عمق خطايانا. وهكذا يستر ولا يكشف! وكم من أناس غطسوا في الشر، فلم يكشفهم ولم يفضحهم، ولم يشأ أن يعلن مساوئهم للناس. لأنهم لو انكشفوا لضاعوا، وانسد أمامهم الطريق إلى التوبة بعد فقدهم لثقة الناس..!

    لذلك فأن القلب العطوف لا يتحدث عن أخطاء الناس، ولا يشّهر بها، ولا يقسو في الحكم عليها. بل قد يجد أحيانًا لهم عذر، أو يخفف من المسئولية الواقعة عليهم. وإن قابلهم، لا يفقد توقيره لهم، معطيًا إياهم فرصة لإصلاح وضعهم. بل أنه قد يضحي بنفسه من أجلهم، ويحمل بعض المسئولية عوضًا عنهم.

    قال أحد القديسين "إن لم تستطع أن تمنع من يتكلم على الغير بالسوء، فعلى الأقل لا تتكلم أنت". وقال أيضًا "إن لم تستطع أن تحمل خطايا الناس وتنسبها إلى نفسك لتنقذهم، فعلى الأقل لا تستذنبهم وتنشر خطاياهم".

    إن القلب العطوف يعيش في مشاعر الناس: يتصور نفسه في مكانهم، ولا يجرح أحد. ويبرهن على نقاوة قلبه بعطفه على الكل... وهو يعرف أن الطبيعة البشرية حافلة بالضعفات. وربما أقوى الناس تكون في حياته أيضًا ثغرات. لذلك فأن القلب العطوف ينظر إلى الناس في حنو، حتى في سقوطهم أيضًا. وبهذا كان أقوى المرشدين الروحيين هم الذين يفهمون النفس البشرية، ولا يقسون عليها في ضعفاتها.

    إن القلب العطوف، لا يعامل الناس بالعدل المطلق مجردًا، بل يخلط بالعدل كثيرًا من الرحمة. ولا يزن بميزان عدل جاف حرفي يطبق فيه النصوص. بل أيضًا يقدّر الظروف المحيطة، سواء كانت عوامل نفسية أو وراثية أو تربوية أو عوامل اجتماعية. أما الذي يصب اللعنات على كل مخطئ، دون أن يقدّر ظروفه أو يفحص حالته، فإنه قلب لا يرحم.

    القلب العطوف لا يحكم على أحد بسرعة. بل يعطي كل أحد فرصته للدفاع عن نفسه وتوضيح موقفه.

    وهو لا يكثر اللوم والتوبيخ.. وإن وبّخ، فإنما يكون ذلك بعطف وليس بقسوة. وقد يقدّم لتوبيخه بكلمة تقدير أو كلمة حب، حتى يكون التوبيخ مقبولًا. وإن احتاج الأمر منه إلى حزم وشده، فقد يفعل ذلك مضطرًا. ولكنه في مناسبة أخرى يصلح الموقف. ويعالج بالحنو نفسية ذلك المخطئ.

    والقلب العطوف لا يُخجل أحدًا ولا يجرح أحدًا. وقد يشير إلى الخطأ من بعيد بألفاظ هادئة. وربما بطريق غير مباشر، وربما في السرّ وليس في أسماع الناس.

    أما الذي يرجم الناس بالحجارة، فعليه أن يتروى، لئلا يكون بيته من زجاج... وليعلم أن كل الفضائل بدون المحبة ليست شيئًا، وأن المحبة تتأنى وترفق، وتكسب الناس بالحنو، ولا تخسرهم بالقسوة. ورابح النفوس حكيم.

    أيضًا القلب العطوف دائمًا يعطي.. وهو يعطي في حب، وباستمرار، دون أن يُطلب منه، بل بدافع داخلي..

    إنه دائم التفكير في احتياجات الناس ليقوم بها، دون أن يقولوا له.

    هذا القلب العطوف يريد أن يريح الناس وأن يسعدهم. وإن وُضعت في يده مسئولية، يستخدمها لراحة الناس. وإن وهبه الله ثروة أو سلطة أو أيه إمكانية، فإنه يستخدمها أيضًا لأجل راحة الناس، كل الناس.

    والقلب العطوف لا يستطيع أن ينام، إن عرف أن هناك شخصًا في تعب أو احتياج. بل يظل يفكر ماذا تراه يفعل لأجله. لذلك كان من المستحيل على مثل هذا القلب أن يؤذي أحدًا، لأنه يتألم لآلام الناس أكثر من تألمهم هم...

    والقلب العطوف يعطي من حبه وليس من مجرد جيبه، ويُشعر الآخذين من عطائه أنه من إنسان محب، وليس مجرد محسن. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وهو يعطي الكل. ولا يقتصر على الأصدقاء والأحباء وذوي القربى أو أخوته في الدين والمذهب، بل هو يريح الجميع.

    وهو يعطي بكور إيراداته، أي أوائل ما يصل إليه لكي يبارك الله الكل. يعطي المرتب الأول الذي يتقاضاه، والعلاوة الأولى، وأول ما يصل إليه من إيراد. فالجرّاح مثلًا يعطي أجر أول عملية يجريها، والطبيب يعطي أجر أول كشف، والمدرس يعطي أجر أول درس خصوصي. والصانع يقدم أجر أول عمل يقوم به. والزارع يعطي أول حصيد أرضه، وأول ثمر شجرة. كل ذلك يُقدّم عطية للمحتاجين والمعوزين.

    وأجمل ما في العطاء أن يعطي الإنسان من أعوازه ليسد احتياج غيره. وفي هذا منتهى الحب والحنو. لأن فيه تزول الذاتية، وتحل محلها محبة الغير، بل تفضيل الغير على المعطي نفسه.

    وفي كل هذا، يشعر القلب العطوف إنه إنما يعطي من مال الله لعيال الله، دون أي فضل من جهته! وكيف ذلك؟

    في الواقع أننا لا نعطي شيئًا من مالنا، بل من الله الذي أعطانا ما نعطيه، وأعطانا أيضًا موهبة العطاء. فكل شيء نملكه هو ملك لله. ونحن مجرد وكلاء على ما عندنا من مال، قد استودعنا الله إياه لكي ننفق منه على وجهات الخير. وهو الذي يعطي القلب العطوف ما فيه من عطف وإشفاق.
    +++
                  

08-14-2014, 06:54 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 9-9-2007

    فوائد النسيان

    من النسيان ما هو ضار وما هو نافع. والنسيان الضار ليس هو موضوعنا في هذا المقال. ومن أمثلته: أن ينسى المرء واجباته الدينية أو مسئولياته العملية. أو أن ينسى وعوده أو عهوده أو بالأكثر أن ينسى إحسانات الله إليه. وما يشبه ذلك وهو كثير.

    على أن النسيان ليس كله شرًا. فقد سمح به الله من أجل نفع الإنسان وفائدته، لو أنه أحسن استخدامه. فالإنسان الحكيم يعرف ما الذي ينبغي أن ينساه، وما الذي ينبغي أن يتذكره. وسنحاول في هذا المقال أن نشرح بعض المجالات التي يحسن فيها النسيان:

    فمن فوائد النسيان مثلًا أن ننسى إساءات الناس إلينا.

    ننساها لكي نستطيع أن نسامح وأن نغفر ونصفح. ولكي لا يملك الغضب على قلوبنا بسببها. وننساها لكي نهرب من شيطان الحقد ومن شيطان الكراهية إذا ثبتت في أذهاننا.

    فالذي ينسى أخطاء الناس إليه، يمكنه أن يقابل الكل ببشاشه، ويملك السلام قلبه، ولا يختزن فيه شرًا من جهة أحد. لذلك، إذا أساء إليك أحد، لا تحاول أن تسترجع في ذهنك إساءته إليك، ولا تتحدث مع الناس عما فعله بك ذلك المسيء، ولا تفكر في أية إهانة لحقت بك. لئلا يرسخ كل ذلك في ذاكرتك ويتعبك..

    ولا تنسَ فقط أخطاء الناس إليك، وإنما كل أخطائهم عمومًا..

    لأنك لو تذكرت على الدوام أخطاء الناس، لاسودت صورتهم في نظرك، ولعجزت أن تجد لك من بينهم صديقًا! إنه يندر أن يوجد أحد ليست له أية أخطاء. فلو أننا تذكرنا لكل أحد أخطاءه، لما استطعنا أن نتعامل مع أحد. وربما يدخل الشك إلى قلوبنا من جهة الناس جميعًا. وربما لا نستطيع أن نتكلم باحترام مع كل أحد.

    من هنا تبدو فائدة نسيان أخطاء الناس.. كما يجب أن ننسى لهم أخطائهم، لكي نطلب من الله نسيان خطايانا.

    وفى نفس الوقت الذي ننسى فيه أخطاء الناس، علينا أن نذكر خطايانا الخاصة لكي نصل إلى التوبة وإلى الاتضاع. موقنين تمامًا أنه إن نسينا خطايانا، سيذكرها لنا الله. أما إن ذكرنا خطايانا فسوف يغفرها لنا الله. إذن فليذكر كل أحد خطاياه، وينسى خطايا غيره. بعكس المتكبر الخالي من الحب، الذي دائمًا ينسى نقائصه، ودائمًا يذكر نقائص غيره، أو يتحدث عنها.

    من فوائد النسيان أيضًا أن ننسى فضائلنا، حتى لا نقع في الكبرياء والإعجاب بالنفس... فإن عملت خيرًا، أو إن شاءت نعمة الله أن تعمل خيرًا بواسطتك، فلا تذكر ذلك ولا تتذكره. لئلا يجلب لك التذكار مديحًا من الناس، تستوفى به أجرك على الأرض، دون أن يختزن لك الأجر في السماء.

    فالذي يفعل خيرًا، عليه أن يخفى الأمر، ليس فقط عن الناس، إنما حتى عن نفسه هو، بالنسيان.

    حقًا، إن الذي يذكر فضائله، أو يُظهر فضائله، إنما يقع في الغرور والخيلاء، ويفقد الكثير من ثوابه. لذلك إنسَ الخير الذي تعمله. وإن ألحّ عليك الفكر في تذكره، أنسب ذلك إلى عمل نعمة الله معك، وليس إلى إرادتك الخيرّة. واشكر الله الذي هيّأ لك الظروف التي ساعدتك. واذكر أيضًا أن ذلك العمل كان يمكن أداؤه بطريقة أفضل من التي عملته بها...

    من فوائد النسيان أيضًا أن ننسى المتاعب والضيقات:

    أحيانًا يكون التفكير في متاعب الضيقة أشد إيلامًا وضررًا من الضيقة ذاتها. لذلك من الخير لك أن تكون الضيقات خارجك وليست داخلك. أي لا تسمح لها بالدخول إلى فكرك، ولا الاختلاط بمشاعر قلبك لئلا تتعبك. أي حاول أن تنساها. وإن ألحّ عليك الفكر ولم تستطع أن تنسى، حاول أن تنشغل بالقراءة أو بالعمل أو بالحديث مع الناس، لكي تبعد الفكر عنك وتنسى..

    وعندما تنسى ضيقاتك ومتاعبك وآلامك، ستدرك أن النسيان نعمة وهبها الله. وستشكر الله الذي جعلك تنسى... أليس في معالجة المرضى المتعبين بأفكارهم ومشاكلهم النفسية، يقدم لهم الأطباء أدوية لكي تشتّت تركيز أفكارهم، فينسون! وبهذه الطريقة يحاول الإنسان أن يشترى النسيان بالطب والدواء والمال... إذن مبارك هو الله أن يهب النسيان مجانًا لمن يحتاجونه.. إذن إنسَ المتاعب والهموم، لأن تذكرها يجلب الأمراض النفسية والعصبية وأمراضًا أخرى. وهنا ندرك فوائد النسيان.

    من فوائد النسيان أيضًا، أن ينسى الإنسان الأسباب المعثرة التي تجلب له الخطية... فقد يقرأ شاب قصة بذيئة، أو يرى منظرًا خليعًا، أو يسمع كلامًا مثيرًا... وإن لم ينسى كل هذه الأمور، تظل تشغل فكره وتحاربه روحيًا، فتضيّع نقاوة قلبه. ولذا من الخير له أن ينسى... وقد يقع شاب آخر في مشكلة عاطفية، ويحاول من أجل إراحة قلبه أن ينسى. وإذا استطاع ذلك، يعترف إن النسيان نعمة عظيمة..

    لذلك حاول أن تنسى كل ما يعكر نقاوة قلبك. لا تجلس وتفكّر في أي شيء ينجس فكرك أو مشاعرك. وإن عبر أيّ من هذه الأمور على ذهنك، فلا تستبقه، بل اطرده بسرعة، ولا تعاود التفكير فيه، لكيما تنساه...

    من فوائد النسيان أيضًا أن تنسى كل الأمور التاف هة، لكي تُبقى في ذهنك الأمور النافعة لك ولغيرك...

    تصوّروا مثلًا لو أن إنسانا تذكرّ كل ما يمر عليه طوال يومه، أو طوال أسبوع أو شهر، من كل الأمور التاف هة التي تختص بالأكل والشرب وأحاديث الناس ومناظر الطريق، وأيضًا كل القراءات وكل الأحداث... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). هل مثل هذا الشخص تحتمل طاقة فكره وذاكرته أن تخزن فوق ذلك كله، المعلومات اللازمة له والأساسية؟! لا أظن ذلك... من أجل هذا يسمح الله -لفائدتنا- أن ننسى التاف هات، لكي تتبقى في ذهننا الأمور الهامة فقط. أما الذين يتذكرون كل الأمور التاف هة، أو يهتمون بها فلا ينسوها... هؤلاء ستكون أحاديثهم تا فهة أيضًا..

    كذلك تصوّروا مثلًا إن أراد أحد أن يصلى. ووردت في ذهنه وذاكرته كل الأخبار والأحاديث التي عبرت به في يومه... أتراه يستطيع أن يركز في فكره في الصلاة؟! أم يسرح فيما يتذكره!

    وأيضًا إن أراد أحد أن يذاكر درسًا، أو أن يكتب بحثًا، أو أن يناقش موضوعًا هامًا، أتراه يستطيع ذلك، بينما في ذهنه كل التا فهات التي مرّت به طوال يومه؟ أليس من المفيد له أن ينساها، ولو إلى حين!

    إن النسيان إذن هو عملية غربلة حيوية، تغربل في الذهن وفي الذاكرة جميع المعلومات والمعارف والمناظر والسماعات، التي وردت إلى العقل، فتستبقى النافع منها، وتطرد ما لا يفيد، عن طريق النسيان...

    لذلك فلنحاول جميعًا أن نتحكم في ميزان ذاكرتنا. فلا نستبقى فيها إلا كل ما يفيدنا. أما الباقي فننساه. من أجل هذا، سمح الله بوجود النسيان. على أنه يجب أن نكون حكماء في معرفة ما يفيدنا نسيانه. وما يجب علينا أن نتذكره.
    +++
                  

08-15-2014, 05:23 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 16-9-2007

    الصوم.. شروطه وفوائده

    من أعماق قلبي أهنئ أخوتي المسلمين في مصر والعالم الإسلامي كله، بحلول شهر رمضان، شهر الصوم الذي تقترب فيه القلوب معًا، وتقترب إلى الله. وليكن صومًا مباركًا مقبولا عند الله... وبهذه المناسبة أحب أن أحدثكم عن الصوم بمعناه الحقيقي أو بمفهومه الروحي، وعن شروطه وما يجب أن تلتصق به من الفضائل، وكيف يكون بهذا مفيدًا للأفراد وللجماعة...

    والصوم معروف في جميع الأديان، حتى في البوذية والهندوسية والكنفوشيوسية، وعند اليوجا بأسلوب أعمق في وسيلة لقهر الجسد لكي تأخذ الروح مجالها. وفي حياة المهاتما غاندي الزعيم الروحي للهند، نرى أن الصوم كان من أبرز الممارسات الواضحة في حياته، وكثيرًا ما كان يواجه به المشاكل...

    ويخطئ من يظن أن الصوم هو مجرد فضيلة للجسد، أو أنه مجرد علاقة الإنسان بالطعام وموعده. فالصوم في حقيقته هو عمل للروح في تساميها عن المادة والطعام، ويعبر الجسد عن رغبة الروح بالصوم. الصوم إذن هو حالة روح زاهدة تُشرك الجسد معها في الزهد. وهكذا لا يكون الصوم هو الجسد الجائع، بل بالحري هو الجسد الزاهد. فليس الصوم هو جوع الجسد، بل هو تسامى الجسد، ومعه طهارة الجسد. ليس هو حالة الجسد الذي يجوع ويشتهى أن يأكل. بل الجسد الذي يسمو -ولو إلى حين- عن شهوة الأكل!

    الصوم هو فترة ترتفع فيها الروح، وتجذب الجسد معها، لكي تخلصه من أحماله وأثقاله، ومن شهواته المادية، وتجذبه معها إلى فوق. فيعمل معها العمل الروحي بلا عائق. إذن الصوم هو فترة روحية يقضيها الجسد والروح معًا في عمل واحد هو عمل الروح! حيث يصلى الإنسان ليس فقط بجسد صائم، إنما بالأكثر بنفس صائمة: بفكر صائم عن الرغبات الخاطئة، وبقلب صائم عن الشهوات الرديئة، وبروح صائمة عن محبة الماديات. إذن هي فترة صالحة للاقتراب إلى الله أكثر من باقي الأيام.

    الصوم إذن فترة مقدسة، تشعر فيها بمتعة روحية، وترى أن صلتك بالله قد زادت وتعمقت. إنها ليست أيامًا عادية، بل هي أيام لها طابع مثالي غير عادى يتميز بالتدرب على النمو الروحي.

    لهذا كله، ينبغي أن نتأكد أن الصوم قد غيّر الكثير في حياتك إلى ما هو أفضل. فهل أنت يا أخي العزيز تدرك أن الصوم قد غيّر فيك شيئًا؟ أم تمر عليك أصوام خلال سنوات وسنوات، وأنت كما أنت، بنفس الصفات والضعفات؟!

    إن أردت التغيير في حياتك فضع أمامك الفضائل التي ينبغي أن ترتبط بالصوم، حتى تستفيد روحيًا من صومك!

    الصوم لابد أن تصحبه التوبة، بحيث يبعد الصائم عن الخطية، ويحرص على أن يكون فكره مقدسًا، وقلبه مقدسًا، وجسده أيضًا يكون طاهرًا. بحيث أنه كما يصوم الجسد عن الطعام، يصوم أيضًا عن كل شهوة خاطئة، وكل الملاذ المحرمة.

    واعلم انه بدون التوبة، يرفض الله صومك ولا يقبله. وبهذا تكون لا ربحت سماءً ولا أرضًا. وتكون قد منعت جسدك عن الطعام بلا فائدة وبلا أجر سماوي. فإن أردت أن يقبل الله صومك، راجع نفسك، واعرف ما هي خطاياك وأرجع عنها وتب. وبهذا تُصلح ذاتك وتصطلح مع الله في صومك. وإن أبطلت الخطية خلال أيام الصوم، فاستمر في إبطالها بعده. فالتوبة ليست قاصرة على فترة الصوم فقط. إنما بالتدرب عليها أثناء الصوم، تتعود عليها فيتنقى قلبك، وتحتفظ بهذا النقاء كمنهج حياة.

    وإذ تتوب في الصوم، اعدد نفسك للجهاد ضد الشيطان. ذلك أن الشيطان إذ يرى صومك وتوبتك، يحسد عملك الروحي ليفقدك ثمرة برك. وهكذا قد يقدم لك أثناء أيام الصوم إغراءات جديدة لم تكن متاحة قبلًا، وحيلًا عديدة يلتمس بها إسقاطك! فاحترس وقاوم كل ذلك. وإن رأيت الصوم فترة حروب روحية من عدو الخير، اجعلها أنت فترة انتصار روحي على كل الإغراءات.

    والصوم كما تصحبه التوبة، تصحبه أيضًا الصلاة والعبادة. فليس الصوم هو الاكتفاء بمنع الجسد عن الطعام، فهذه ناحية سلبية. أما الناحية الايجابية فهي إعطاء الروح غذاءها. فالجسد يصوم، والروح تتغذى بالصلاة والترتيل والألحان والتسابيح، وبالقراءات الروحية والتأمل الروحي. واعلم أن صلاة روحية تصليها وأنت صائم وضعيف في جسدك، هي أعمق من عشرات الصلوات التي تصدر منك وجسدك مملوء بالطعام وصوتك يهز الجبل!

    ولتكن صلواتك في الصوم هي من أعماق قلبك وبكل مشاعرك. ولا تحاول أن تريح ضميرك بمجموعة من التلاوات لا عمق فيها، ول هي خارجة من قلبك. وأعلم أن الصلاة -من واقع اسمها- هي صِلة... صلة قلب بإلهه.

    فهل فترة صومك متصلة بالله؟ أم أن فكرك منشغل بأمور كثيرة، ووقتك لا ينال منه الله شيئًا، تشغله باللهو أحيانًا وبألوان من المتع العالمية؟! وهل صلواتك وقراءاتك الروحية أثناء الصوم هي أكثر مما في باقي الأيام؟ وهل تجد في الصلاة متعة روحية؟.

    الصوم أيضًا لابد أن يصحبه ضبط النفس. لذلك احرص على أن تضبط نفسك ضد كل رغبة خاطئة، سواء أتتك من داخلك أو من حروب الشيطان. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). امسك إذن زمام إرادتك في يدك.

    في الصوم قد يشتهى جسدك أن يأكل فتمنعه، وتنجح في منعه. استخدم هذه الإرادة في منع كل رغبة بطالة، وكل عادة رديّة، وكل تصرف خاطئ، وكل شهوة للجسد. أما الذي يملك إرادته في الامتناع عن الطعام، وينغلب مع باقي شهواته، فماذا تراه قد استفاد من صومه؟!

    الصوم أيضًا تصحبه الصدقة والإحسان على الفقراء والمحتاجين. فالذي يشعر في الصوم بالجوع، يشفق على الجياع ويطعمهم. ولا يستطيع أن يأكل، إن شعر أن غيره لا يجد ما يأكله.

    وهكذا يعمل الكثيرون في الصوم على إقامة موائد للفقراء. على أن الأمر لا يصح أن يقتصر على تقديم الطعام، إنما يحسن أيضًا الاهتمام بهذا الفقراء لكي يستطيعوا أن يعيّدوا حينما يأتي بالعيد. وذلك بأن تقدم لهم الملابس والمصروفات...

    الصوم عن الطعام، يحسن أن يصحبه أيضًا صوم اللسان، وصوم القلب والحواس. وقد قال أحد الآباء "صوم اللسان خير من صوم الفم. وصوم القلب عن الشهوات خير من صوم الاثنين" أي خير من صوم اللسان والفم كليهما.

    فهل لسانك صائم عن كل كلمة رديئة؟ وإن كنت كاتبًا، هل قلمك صائم عن كل خطأ في الكتابة؟ ولاشك أن القلب الصائم عن الخطية يستطيع أن يصوّم حواسه عن الخطأ بالنظر أو بالسمع وما إلى ذلك. ويستطيع أن يصوّم لسانه عن كل الكلام الشرير، لأن الكلام بلا شك صادر عما في داخل القلب.

    والذي يريد أن يستفيد من صومه، تنفعه جدًا التداريب الروحية لتكون مصاحبة لصومه. فيدرب نفسه على ترك كل نقاط ضعفاته. كما يدربها على اقتناء ما ينقصه من الفضائل. فإن نجح في هذا التدريب، يكون قد خرج من الصوم بفوائد لا تُحصى.
    +++
                  

08-15-2014, 07:51 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    احبائى الكرام ..

    اليوم الجمعة .. أنا آسف ..

    أنا آسف مرة أخرى .. لانشغالى اليوم وتأخيرى عن رفع هذا البوست وتذكيركم
    لمحاضرة الآب الورع مكارى يونان ..

    ولكن .. بحمد الله ..
    هناك برنامج آخر على الهوااء مباشرة .. الآن ..

    اسمه : " أنا مش كافر " ..

    على قناة الكرمة و من على هذا الرابط :

    http://alkarmatv.com/alkarma-tv-live-streaminghttp://alkarmatv.com/alkarma-tv-live-streaming

    انه برنامج هام جداً .. لكل مسلم و لكل مسيحى ..
    أتمنى من كل شخص الدخول الآن و الإستفادة منه ..

    الرب يبارك حياتكم ..
    أخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست
    +++
                  

08-16-2014, 08:57 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 23-9-2007

    التعب المقدس

    من بين أصناف التعب نوعان: تعب شرير وتعب مقدس: أما التعب الشرير فهو مثل تعب الشيطان في إغراء الناس وفي محاولة إسقاطهم. ومثل تعب الأشرار والمتآمرين في كل تدابيرهم للإضرار بالآخرين. ومثل تعب الفاسدين لكي يصلوا إلى متعتهم في تحقيق الفساد، وما أشبه من هذه الأمور...

    أما التعب المقدس فهو الذي يتعبه الإنسان في إراحة غيره، أو في تنفيذ وصايا ربه، أو في جدية القيام بما عليه من واجبات ومسئوليات وهو في كل هذا التعب، يشعر براحة في ضميره، ويفرح بنتائج تعبه وثماره. كما أنه ينال أجرًا من الله حسب كل ما بذله من جهد وتعب، وينال أيضًا مديحًا من الناس...

    ولعل من الأمثلة الأكثر شهرة وشيوعًا في هذا التعب المقدس: تعب الوالدين في تربية الأبناء. من حيث العناية بالصغير منذ طفولته، والاهتمام بصحته وغذائه واحتمال الكثير من طلباته وضعفاته، واستمرار العناية به حينما يكبر. والتعب في الصرف عليه في كل مراحل تعليمه. وأيضًا تقويمه في مراحل الشباب واحتمال، ما قد ينشأ من انحرافاته وانفعالاته...

    ولا ننسى تعب الأم في تجهيز ابنتها للزواج، والعمل على استقرارها في بيت، والاطمئنان عليها في رعاية رجل يسعدها. والإنفاق عليها في هذا السبيل لكي تبدو في أجمل صورة يوم زواجها.

    والوالدان في كل تعبهما من أجل تربية ورعاية الأبناء، وفي العمل لضمان مستقبلهم لا يباليان بما يبذلانه من جهد ومن مال. وقد يضطران إلى الاستدانة، أو الالتحاق بعمل إضافي يزيد من إيرادهما للإنفاق على أبنائهما. ولا يؤلمهما ذلك بل يفرحان به... إنه تعب مقدس.

    ومن أمثلة هذا التعب أيضًا كل العاملين في خدمة المجتمع في شتى المجالات: مثل الطبيب الذي يبذل كل جهده لشفاء المريض ولإنقاذه من آلامه بقدر إمكانه. ونذكر في هذا المجال أيضًا الطبيب النفساني الذي يحتمل كثيرًا لكي يشفى مريضه من القلق أو الاضطراب أو الخوف أو الوهم أو الشك... مهما كلّفه ذلك من جهد مضني بسبب تعامله مع شخص غير طبيعي. ولكنه بكل صبر يتعب في احتماله، فهذا تعب مقدس... وينضم إلى هؤلاء العاملون في جمعيات الإسعاف، وفي الهلال الأحمر والصليب الأحمر، والمعالجون لمرضى الدرن ومرضى الجذام وغيرهم.

    ومن أبرز الذين يتعبون لأجل غيرهم رجال المطافئ الذين يقتحمون النيران والدخان لإنقاذ الأنفس والمباني من الحريق. وما أنبل رجل المطافئ الذي يدخل في بيت يحترق، ليحمل طفلًا أو امرأة أو عجوزًا، مضحيًا بنفسه لينقذ أولئك الضعفاء، وينقلهم من الموت إلى الحياة.. إن تعبه هو إكليل يُوضع فوق رأسه. إنه تعب مقدس.

    ينضم إليه في نفس العمل منقذو الغرقى، الذي يرمى أحدهم بنفسه في البحر، ويكافح الأمواج والدوّامات لينتشل شخصًا مشرفًا على الغرق ويحمله على ظهره إلى شاطئ النجاة.

    ومن الأمثلة البارزة في التعب المقدس رجال الجيش الذين يتعبون لحماية أوطانهم ويعيشون على الحدود في قسوة الحر والبرود، وفي خطورة الجو والبحر... ولا ننسى إطلاقًا ما بذله جنودنا في بسالة نادرة وفي تضحية بأرواحهم في حرب أكتوبر، حينما عبروا القناة وحطموا خط بارليف، وهم معرّضون للموت، حتى استرجعوا أرض سيناء من أيدي المحتلين لها، ورفعوا علم بلادنا في زهو وفخر. وسجّل لهم التاريخ كل تعبهم. إنه تعب مقدس...

    ومن أمثلة التعب المقدس في أعلى قممه، الشهداء. أولئك الذين ذاقوا كل أنواع الألم، ثم سفكوا دماءهم وبذلوا أرواحهم من أجل الوطن أو الدين أو مبدأ تمسكوا به. إنهم لم ينالوا تمجيدًا لهم في حياتهم، لكنهم نالوا ذلك بعد رحيلهم فمجدتهم الشعوب ومجدّهم التاريخ. وصار لهم مركز عظيم في السماء.

    نذكر أيضًا أولئك العلماء الذين يسهرون على الدوام، ويكدوّن أذهانهم وتفكيرهم، ليقدموا للعالم نتاج العلم، لا لكي يحصلوا على درجات علمية أو تشريفية، إنما لكي يريحوا الناس ويسهّلون لهم حياتهم. كالذين اخترعوا الفاكس والـ Mobile phone وتليفون السيارة. وكالذين يبذلون الجهد لاختراع أدوية لعلاج الأمراض المستعصية، أو لتخفيف آلامها أو لإيقاف انتشارها... هؤلاء لم يتعبوا من أجل نفوسهم، بل من أجل غيرهم. لذلك فتعبهم مقدس.

    ومن أمثلة هؤلاء أيضًا: ذلك العالم الذي اخترع لأجل المكفوفين طريقة الكتابة والقراءة بالبارز، طريقة (برايل). فمنحهم أسلوبًا للمعرفة. هو وكل الذين ينقلون إليهم المعارف بنفس طريقة برايل، ويتعبون في سبيل ذلك. وتعبهم تعب مقدس.

    نضم إليهم المهتمين بالصم والبكم، الذين اخترعوا لهم طرقًا للكلام بالإشارة، ووضعوا لهم قاموسًا لهذه الإشارات مزودًا بالصور. فأصبح الصم والبكم يتفاهمون مع بعضهم البعض بتلك الإشارات. حقًا، إن كل تعب لأجل هؤلاء هو تعب مقدس.

    كذلك المهتمين بجميع طوائف المعوقين، وأيضًا المهتمين بخدمة المسنين، وبخاصة الذين في حالة من الضعف والعجز لا يستطيعون خدمة أنفسهم. فالذين يخدمونهم يتعبون كثيرًا لأجلهم تعبًا مقدسًا...

    نضم إلى هؤلاء، كل من هو في مسئولية كبيرة أو صغيرة، ويبذل كل جهده للقيام بعمله بأمانة وإخلاص، لا يلجأ إلى الكسل أو الروتين، ولا يتكل على المساعدين والوكلاء. بل يباشر كل صغيرة وكبيرة لتتم المسئولية على أكمل وجه مهما تعب في سبيل ذلك، محتملًا التعب في أداء واجبه... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). كالراعي الذي لا يهتم براحة نفسه، بل يبذل جهده لأجل خرافه، فيأتي بها إلى المراعى الخضراء والى منابع الماء، ويحميها من كل اعتداء أو خطر تتعرض له. وأيضًا كالزارع الذي يتعب في حرث الأرض وزرعها وريّها، وتنظيفها من الآفات والحشائش المتطفلة. حينئذ يفرح بثمرة تعبه في موسم الحصاد.

    كذلك من الناحية الروحية: من يتعب في أداء واجباته نحو الله في أمور العبادة من صوم وصلاة وتسبيح وقراءة في كتاب الله وترديد آياته. ويحرص على مواعيد الصلاة في ساعات النهار وساعات الليل غير محتج بالراحة أو بالمشغوليات. إنه مهما تعب، يكون تعبه مقدسًا ومقبولًا أمام الله. وأيضًا مثله من يحرص على صومه بكل طهارة، ويبذل فيه ما يستطيعه من إطعام الفقير والمسكين... كل هؤلاء يجدون في تعبهم متعة روحية تعوضهم عما يبذلون، وتدفعهم إلى الاستمرار في عملهم الصالح مهما تعبوا...

    من الأمثلة الهامة أيضًا في التعب المقدس: ضبط النفس، وما يحمله ذلك من قهر جميع الشهوات المحاربة للروح، مهما تعب الإنسان وضغط على إرادته... لكي يتخلص من بعض العادات السيئة المسيطرة عليه. ولكي ينتصر على شياطين عدة تقاومه. وهو لا ينتصر عليها إلا بجهاد مع الفكر والقلب والحواس، جهادًا قد يتعب فيه، ولكن نعمة الله تسند جهده وتعبه، وتمنحه الانتصار في عمله الروحي.

    ومن ضمن ضبط النفس: ضبط اللسان فلا ينطق بكلمة خاطئة أو كلمة زائدة. وضبط الأعصاب حتى لا يسيطر عليها الانفعال ويقودها إلى ما لا يرضاه الضمير. وضبط الحواس فلا تطيش في ما لا يليق.

    أخيرًا أيها القارئ العزيز، أقول لك إن كل تعب تبذله ونفسك مستريحة، لا تشعر فيه بضيق أبدًا بل بلذة. بعكس التعب الذي تبذله في ضجر ######ط. وذلك لا يتمشي بلا شك مع رغبة الروح في الصلاح وفي عمل الخير.
    +++
                  

08-17-2014, 09:04 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 30-9-2007

    صوم اللسان

    ما أخطر أن يصوم الفم عن الطعام، بينما لا يصوم اللسان عن أخطاء الكلام وهى كثيرة ونتائجها سيئة جدًا! فم هي تلك الأخطاء التي يجب أن يصوم اللسان عنها؟

    من الأخطاء التي يجب أن يصوم عنها، جرح شعور الآخرين. ويشمل ذلك كلام السخرية بهم والتهكم والاستهزاء. وأيضًا أسلوب الكلام الجارح الموجع. وكذلك كل كلمات الإحراج التي تُخجل الغير، بقصد. وأيضًا كل كلام بقصد مضايقة السامع، مع الاستمرار في عدم مراعاة شعوره..

    ومن جرح الشعور بالأكثر، كلام الشماتة، فهو بمثابة وضع نار على جرح. إذ بدلًا من تعزية الناس في ضيقاتهم، تضاف إليهم آلام أشد بالشماتة.

    وأحيانًا يجرح اللسان شعور صديق بعتاب مُتعب..

    ومن أخطاء الكلام التي يجب أن يصوم اللسان عنها، كلام الإهانة، ويشمل طبعًا كل الشتائم بأنواعها.

    فإن تحدَّث شخص عن غيره في غيبته، يُسمَّى ذلك اغتيابًا، أما وإن نشر عيوب غيره أمام آخرين، فإنَّ ذلك يُسمَّى تشهيرًا. وإن كان تشهيره هذا في مقال في الصحف، فإنه يُسمَّى سبًَّا علنيًا وقذفًا مما يحاسب عليه القانون.

    والشتيمة قد تشمل إهانة إنسان في موقف مُعيَّن، أو أنها تطوِّق الإنسان كله. فهناك فرق بين أن يُقال عن شخص إنه كذب في الموقف الفلاني، وبين أن يُقال عنه إنه كذاب. فهذه العبارة الأخيرة تعني صفة لحياته كلها.

    ومن ضمن أساليب الشتيمة: التحقير والتصغير، أي التقليل من شأنه. كأن يُقال لأحد الرجال "يا ولد"!

    ومن كلام الإهانة أيضًا ما يثار حول شخص من شكوك وظنون تسيء إلى سمعته وسط الناس. ومنها أيضًا الحديث عن الفضائح والخصوصيات...

    وهذه كلها أخطاء يجب أن يتجنبها اللسان المُهذَّب. كما أنها تثير عداوات بينه وبين غيره. وقد تدعوهم إلى الرد عليه بالمثل. وكما يقول المَثَل: "من غربل الناس نخلوه".

    ومن أخطاء اللسان التي يجب أن يصوم عنها: الكذب بأنواعه الكثيرة، وأولها الكلام بعكس الحقيقة.

    على أنه من الكذب أيضًا: المبالغة، فهيَ ليست صدقًا خالصًا. ومنها استخدام كلمة (كل أو جميع) بمعنى مُطلَق. كأن يُقال: "كل الناس رأيهم كذا "، أو " كل شعب البلدة الفلانية بخلاء "!

    وقد تدخل في نطاق الكذب، أنصاف الحقائق. ولهذا يُقال: "إن أنصاف الحقائق، ليس فيها إنصاف للحقائق". ولذلك فإنَّ الشاهد في المحكمة يُطلَب منه أن يقول الحق، كل الحق، ولا شيء غير الحق.

    لهذا ينبغي الدقة في الكلام، لأنَّ هناك عبارات مُعيَّنة قد تعني مفهومًا غير المعنى المقصود!

    ومن أخطاء اللسان أيضًا: شهادة الزور، وكل الأحكام غير العادلة not fair ذلك لأنَّ مبرئ المذنب، ومُذنِّب البريء كلاهما ضد الحق. حتى لو احتج البعض أنه يدافع غيره. فالمفروض أنه يدافع ولا يكذب.

    ومن أخطاء اللسان: طُرق اللف والدوران في جو من عدم الوضوح والصراحة في الحديث، مع شعور السامع بأن الحقيقة تائهة، وأنَّ المُتكلِّم يريد أن يخفيها...

    ومن أخطاء اللسان: الخداع والتضليل، وبخاصة من المساعدين مع رؤسائهم. وكم من الرؤساء أخطأوا نتيجة التضليل من الذين حولهم.

    ومن أخطاء اللسان: التملُّق والنفاق، ومدح السامع بما ليس فيه، وإشعاره بأن ما يفعله هو سليم وممتاز، مهما كان خطأً! ويشمل ذلك أيضًا الرياء، والحديث بمظهر يبدو حسنًا وهو رديء! أو تبدو فيه الصداقة والإخلاص، على غير حقيقة الأمر! ويدخل في هذا النوع مَن يسمونهم ذوي لسانين. كشفَتيْن تقطران عسلًا، ومشاعرهما مُرَّة كالإفسنتين!

    من أخطاء اللسان أيضًا ويجب أن يصوم عنها، كل أخطائه التي هي ضد آداب الحديث والمناقشة. كأن يقطع حديث مَن يُكلِّمه، لكي يتحدَّث هو، أو مَن يأخذ الجلسة كلها لحسابه، دون أن يعطي فرصة لغيره أن يتكلَّم!

    * كذلك كثرة الجدل الذي لا يوصِّل إلى نتيجة مع الإصرار على رأي واضح الخطأ، وما يسمى بالملاججة أو بالعامية (المقاوحة)!

    وكذلك حب الانتصار في النقاش مع تحطيم الغير.

    ومن أخطاء اللسان أيضًا: الكلام الخارج عن حدود الأدب، الذي يخدش حياء العذارى وأهل العفة. مثل الحديث عن بعض أمور الجنس بطريقة مكشوفة!

    * وكذلك من أخطاء اللسان، الفكاهات غير المؤدبة، والأغاني الهابطة، وعبارات المجون، وكلام الإغراء الذي يحاول به أحد الشبان أن يجتذب فتاة! وأيضًا كل كلام غير محتشم أو غير مهذَّب أو بأسلوب مُتدنِّي.

    ويدخل في هذا المجال، المزاح الرديء، مع خطأ تسميته مزاحًا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وأيضًا كل أسلوب يصدر عن المُتكلِّم بغير احترام لغيره، أو بغير لياقة، بعيدًا عن الذوق السليم.

    ومن أخطاء اللسان أيضًا التي يجب أن يصوم عنها، إضاعة وقت الغير، في حديث غير نافع أو هو من التاف هات، مع الثرثرة وكثرة الكلام، وبخاصة مع شخص مسئول يحرص على وقته.

    * وقد يلجأ البعض إلى التطويل بغير داعٍ. فما يكفيه كلمة أو جملة يقول فيه محاضرة. وقد تكون إطالته مُملَّة أو حافلة بكثرة الشروح والمقدمات، حتى يضجر السامع ويقول له " هات من الآخر "! ومثله مَن يكرر الكلام، وكأن مَن يخاطبه لم يسبق له سماع ما قاله!

    * ومن أخطاء هذا النوع، الكلام بغير موعد. كمَن يُفاجئ شخصًا ويتحدَّث معه ويستمر في الحديث. ومن ذلك بعض المكالمات التليفونية التي تأتي فجأة دون حساب الوقت.

    ويدخل في هذا المجال: الزيارات غير المحدودة النهاية، وما فيها من ضياع وقت. وقد قال الأستاذ مكرم عبيد لبعض من هؤلاء الضيوف: "أهلًا بكم وسهلًا. تأتون أهلًا، ولا تخرجون سهلًا"!

    أخيرًا: إنَّ كل كلمة بطَّالة، وليست للبنيان أو للمنفعة يتكلَّم بها اللسان، سيعطى عنها حسابًا أمام الله. لهذا فإن صوم اللسان عن الأباطيل، هو فضيلة يجب أن نحرص عليها ونُدرِّب أنفسنا عليها.

    +++
                  

08-18-2014, 04:11 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    (يوم الاثنين)
    18 اغسطس 2014
    12 مسري 1730
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 4 : 7 ـ 9 )
    قد ارتسمَ علينا نورُ وجهكَ ياربُّ. أعطيتَ سروراً لقَلبي، لأنَّكَ أنتَ وحدكَ ياربُّ أسكنتنَي على الرجاءِ. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 8 : 28 ـ 42 )
    قال لهُم يسوعُ: " إذا رفعتُمُ ابنَ الإنسانِ، فحينئذٍ تَعلَمونَ أنِّي أنا هو، ولستُ أفعلُ شيئاً من ذاتي وحدي، بل كما علَّمَنِي أبي هذه أقولها. والذي أرسلني فهو معي، ولم يترُكني وحدي لأنِّي أصنع في كلِّ حينٍ ما يُرضيهِ ". وإذ هو يقول هذا آمن به كثيرونَ. وكان يسوع يقول لليهود الذين آمنوا بهِ: " إن أنتم ثبتُّم في كلامي فبالحقيقة أنتم تلاميذي، وتَعرفونَ الحقَّ، ويجعلـكُم الحقُّ أحراراً ". فأجابوا وقالوا له: " نحن ذُرِّيَّة إبراهيم ولم نَتَعبـد لأحدٍ قطُّ. فكيف تقولُ أنتَ: إنَّكُم تَصيرونَ أحراراً؟ " أجابهُم يسـوعُ: " الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم: إنَّ كلَّ مـن يصنعُ الخطيَّةَ فهو عبدٌ للخطيَّةِ. والعبدُ ليس بثابت في البيتِ إلى الأبدِ، وأمَّا الابنُ فهو يثبت إلى الأبدِ. فإن حرَّركُم الابنُ فحقاً تَصيرونَ أحراراً. أنا أعَلَم أنَّكم نسل إبراهيم. لكنَّكُم طلبتموني لتقتلوني لأنَّ كلامي ليس بثابت فيكُم. وما رأيته عند أبي فهذا أتكلم به، وأمَّا أنتُم فما سمعتموه عند أبيكم فإياه تصنعون ". فأجابوا وقالوا له: " أبونا هو إبراهيم ". قال لهُم يسوعُ: " لو كُنتم أنتم بني إبراهيم، لكُنتُم تعملونَ أعمال إبراهيم! وأنتُم الآنَ تطلبونَ أن تقتلوني، إنسان قائل لكُم الحقَّ الذي سمعتَهُ مِن اللهِ. هذا لم يفعلهُ إبراهيم. أنتُم تَصنعونَ أعمال أبيكُم ". قالوا له: " لسنا نحن مولودونَ مِن زنى. ولنا أبٌ واحدٌ هو اللهُ ".قال لهُم يسوعُ: " لو كان اللهُ أبوكُم لكُنتم تَحبُّونني، لأنِّي أنا خرجتُ من اللهِ وأتيت. فأنِّي لم آتِ مِن ذاتي وحدي، بل هو الذي أرسلَنِي ".
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 59 : 3 )
    أعطيتَ الذينَ يتقَّونَكَ علامةً، ليهرُبوا من وجهِ القوسِ، لكيما ينجوا أحبَّاؤكَ. خلِّصني بيميِنكَ. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 12 : 26 ـ 36 )
    مَن يَخدِمُنِي فليتبعني، وحيثُ أكونُ أنا فخادمي يكون معي هُناك. ومَن يخدِمُني يُكرمُهُ أبي. الآنَ نفسي مُضطربة. فماذا أقول؟ أيَّا أبتي نجِّنِي مِن هذه السَّاعةِ. لكن من أجل هذه السـاعة أتيتُ. يا أبتي مَجِّدِ ابنكَ ". فخرج صوتٌ من السَّماءِ قائلاً: " قد مَجَّدتُ، وأُمَجِّدُ أيضاً ". فلمَّا سمع الجمع الواقف كان يقول: " أن ما حدثَ هو رعدٌ ". وكان آخرون يقولونَ: " أن ملاكاً خاطبه من السماء ". فأجبهُم يسوع وقال: " إن هذا الصَّوت لم يكُن من أجلي بل من أجلِكُم. الآنَ دينونةُ هذا العالم. الآنَ رئيس هذا العالم يُطرحُ خارجاً. وأنا أيضاً إذا ارتفعتُ مِن الأرضِ أجذبُ إليَّ كلَّ واحدٍ ". وهذا كان يقوله مشيراً أنَّه بأي ميتة يموت. فأجابه الجمع وقال: " نحن سَمِعنا مِن النَّاموسِ أنَّ المسيحَ يَثبُت إلى الأبدِ، فكيف تقولُ أنتَ إنَّهُ ينبغي أن يُرفعَ ابن البشر؟ مَن هو ابن البشر؟ " قال لهُم يسوعُ: " أن النُّورُ فيكُم زمناً آخر يسيراً، فاسلكوا في النُّور مادام لكُم النُّورُ لكي لا يُدركَكُم الظَّلامُ. فإن مَن يمشي في الظَّلام لا يَعلَمُ أين يَمشي. مادامَ لكُم النُّورُ آمنوا بالنُّورِ لتصيروا أبناء النُّورِ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس
    ( 1 : 17 ـ 31 )
    لأنَّه لم يُرسلني المسيح لأُعَمِّدَ بل لأُبَشِّر، ليس بحكمة الكلام لكي لا يكون صَليبُ المسيح باطلاً.لأنَّ كلمةَ الصَّليبِ عندَ الهالكينَ جهالةٌ، وأمَّا عندنا نحنُ المُخلَّصينَ فهو قوَّةُ اللـهِ، لأنَّهُ مكتوبٌ: " إني سأُبيدُ حكمةَ الحُكماءِ، وسأرذل عَلمَ الفُهماءِ ". فأين الحكيمُ؟ وأين الكاتبُ؟ وأين مُبَاحِثُ هذا الدَّهرِ؟ ألم يُصيِّر اللـهِ حكمةَ هذا العالم جهلاً؟ لأنَّه إذ كان العالمُ في حكمةِ اللـهِ لم يَعرفِ اللـهَ بالحكمةِ، فَسُرَ اللـهُ أن يُخلِّصَ المؤمنينَ بجهالةِ الكرازةِ. لأنَّ اليهودَ يسألونَ آيات، واليونانيَّين يَطلبونَ حكمةً، أمَّا نحنُ فإنما نُبشَّر بالمسيح مصلوباً: لليهود عثرةً، وللأُمم جهالةً! ولنا نحنُ مَعشَّر الذينَ يخلِصون من اليهود واليونانيين أن المسيح عندهم هو قوَّةِ اللـهِ وحكمةِ اللـهِ. لأنَّ جهالةَ اللـهِ أحكَمُ مِن النَّاس! وضعفَ اللـهِ أقوى مِن النَّاس! فانظُروا دعوتكُم أيُّها الإخوةُ، أن ليس كثيرونَ حُكماءَ حسبَ الجسدِ، ليس كثيرون أقوياءَ، ليس كثيرونَ شرفاءَ. بل اختار اللـهُ جُهَّالَ العالم ليُخزي الحُكماءَ. واختار اللـهُ ضُعفاءَ العالم ليُخزي بهم الأقوياءَ. واختار اللـهُ أدنياءَ العالم والمرذولين والذينَ ليسوا موجودين ليُبطلَ بهم الموجودين، لكي لا يَفتخرَ كلُّ ذي جسدٍ قُدَّام اللـهِ. وأنتُم أيضاً منه بالمسيح يسوعَ، الذي صار لنا حكمةً مِن قبل اللـهِ برّاً وطهارةً وخلاصاً. كي كما هو مكتوبٌ: " أن مَن يَفتخرَ فليفتخر بالربِّ ".
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
    ( 2 : 11 ـ 25 )
    أيُّها الأحبَّاء، أطلب إليكم كغرباء ونزلاء، أن تبتعدوا عن الشَّهوات الجسديَّة التى تُقاتِل النَّفس، وأن يكون تصرفكم حسناً بين الأُمم، لكى يكونوا فيما يتكلمون به عليكم كفاعلي شرٍّ، إذ يَرون أعمالكم الصالحة يُمجِّدون الله فى يوم الافتقاد. فاخضعوا لكل ترتيب بشريٍّ من أجل الربِّ. إن كان للملك فكمَن هو فوق الكلِّ، أو للولاة فكمُرسَلِينَ منه للانتقام من فاعلي الشرِّ، وللمدح لفاعلي الخير. لأن هذه هى إرادة الله: أن تصنعوا الخير لكى تسدُّوا جهالة النَّاس الأغبياء. كأحرار، ولا تكن حريتكم كستار للشرِّ، بل كعبيد لله. أَكرموا كل واحد. حبُّوا الإخوة. خافوا الله. أَكرموا الملك.أيُّها العبيد، كونوا خاضعين لأربابكُم بكلِّ خوفٍ، ليس فقط للصَّالحين المترفِّقين، بل للأُخر المعوجِّين أيضاً. لأن هذا نعمةٌ، إن كان أحدٌ من أجل ضمير نحو الله، يحتمل أحزاناً وهو مظلومٌ. فما هو الافتخار إذا كنتم تُخطئون ويقمعونكم فتصبرون؟ لكن إذا صنعتم الخير وتألَّمتم وصبرتم، فهذه هيَ نعمة من عند الله، الذي دعاكم لهذا. لأن المسيح هو أيضاً تألَّم عنَّا، تاركاً لنا مثالاً لكي نتبع خطواته. الذي لم يُخطئ، ولم يوجد في فمه غشٍّ. وكان يُشتَم ولا يَشتم. وإذا تألَّم لم يغضب وأعطى الحكم للحاكم العادل. الذي رفع خطايانا على الخشبة بجسده، لكي ما إذا مُتنا بالخطايا نحيا بالبرِّ. والذي شُفِيتُم بجراحاته. لأنَّكم كنتم كمِثل خرافٍ ضالَّةٍ لكنَّكم رجعتمم الآن إلى راعيكم وأُسقف نفوسكم.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 10 : 34 ـ 42 )
    ففتحَ بطرُس فاهُ وقالَ: " إنِّي بالحقِّ أرى أنَّ اللهَ لا يأخُذُ بالوجوهِ. بل في كلِّ أُمَّةٍ، الذي يتَّقيهِ ويصنعُ البرَّ مقبولٌ عندهُ. وهو أرسل كلمتهُ لبني إسرائيل مُبشِّراً بالسَّلام مِن قِبَل يسوعَ المسيح. هذا هو ربُّ الكلِّ. وأنتُم تعرفونَ الكلمة التي كانت في كلِّ اليهوديَّةِ مُبتدِئاً مِن الجليلِ، بعد المعموديَّةِ التي كَرَزَ بها يوحنَّا. يسوعُ الذي من النَّاصرةِ كمثل ما مسحهُ اللهُ بالرُّوح القدس والقوَّةِ، هذا الذي جاء يَصنعُ الخير ويَشفي كلّ الذينَ قُهِروا مِن الشيطان، لأنَّ اللهَ كانَ معهُ. ونحنُ شُهودٌ لكلِّ شيءٍ صَنعَ في كورةِ اليهوديَّةِ وفي أورشليم هذا الذي قتلُوهُ أيضاً مُعلِّقينَ إيَّاهُ على خشبةٍ. هذا أقامهُ اللـهُ في اليوم الثَّالثِ، وأعطاهُ أن يَظهرَ ليس لجميع الشَّعبِ، بل للشُهود الذي سبقَ اللهُ فاختارهُم. الذين هُم نحنُ الذينَ أكلنا وشربنا معهُ من بعد قيامتهِ من بين الأمواتِ. وأمرنا أن نَكرزَ للشَّعبِ، ونشهدَ بأنَّ هذا هو المُعَيَّنُ مِن اللهِ دَيَّاناً للأحياءِ والأمواتِ. وهذا الذي شَهَدَ لهُ جميعُ الأنبياءِ أنَّ كلَّ مَن يؤمنُ بهِ ينالُ باسمهِ غفرانَ الخطايا ".
    ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم الثاني عشر من شهر مسرى المبارك
    1.تذكار الملاك الجليل ميخائيل رئيس الملائكة
    2.تملك الامبراطور البار قسطنطين الكبير
    1 ـ في هذا اليوم تعيد الكنيسة بتذكار رئيس الملائكة ميخائيل. هذا الذي بطلباته يفيض الرب مياه نهر النيل إلى حدها ومقدارها ويبارك الثمار.شفاعته تكون معنا. آمين.
    2 ـ وفى مثل هذا اليوم أيضاً تذكار جلوس الامبراطور البار قسطنطين الكبير على عرش رومية. وذلك أنه لما ملك على بريطانيا عوض أبيه قسطنديوس خلوروس سنة 306م أبطل المظالم من سائر المملكة، فأنتشر عدله وذاع صيته في سائر البلاد. فأرسل إليه عظماء رومية، طالبين منه أن ينقذهم من ظلم مكسيميانوس قيصر. فرثى لمصابهم وظل يفكر في كيفية إنقاذهم. فظهرت له علامة الصليب، فاعتصم بها ومضى لمحاربة مكسيميانوس فهزمه، وأثناء تقهقره سقط به جسر نهر التيبر، فغرق مع عسكره ومات شر ميتة. وكان ذلك في السنة السابعة من ملك قسطنطين، ولما دخل الامبراطور قسطنطين رومية استقبله عظماؤها وجميع سكانها باحتفال كبير وسرور زائد وعيدوا لإنتصاره سبعة أيام. وتقدم شعراء رومية وخطباؤها يمدحون الصليب الكريم، وينعتونه بمُخلِّص مدينتهم والمؤيد لملكهم. أما كيفية ظهور الصليب له وتغلبه به على مكسيميانوس، فقد كُتب في خبر نياحة هذا الامبراطور البار تحت اليوم الثامن والعشرين من شهر برمهات. ولربنا المجد دائماً. آمين.

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 64 : 1 ـ 2 )
    لكَ ينبغي التَّسبيحُ يا اللـهُ في صهيون. ولكَ تُوفى النذورُ في أورشليم. استمع يا اللـهُ صلواتي. لأنَّه إليكَ يأتي كلُّ بشرٍ. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 10 : 22 ـ 38 )
    وكانَ في ذاكَ الزمن عيدُ التَّجديدِ في أُورشليمَ، وكانَ شتاءٌ. وكانَ يسوعُ يمشَّي في الهيكلِ في رواقِ سليمانَ، فأحاط بهِ اليهودُ وقالوا لهُ: " إلى متى تُعَلِّقُ أنفُسَنَا؟ إن كُنتَ أنتَ المسيحَ فقل لنا علانيةً ". فأجابهم يسوعُ: " قد قلتُ لكُم فلم تؤمنوا، الأعمالُ التي أعملُها أنا بِاسم أبي هيَ تَشهدُ لي. ولكنَّكُم لستُم تؤمنونَ لأنَّكُم لستُم من خرافي، كما قلتُ لكُم. لأنَّ خرافي تسمعُ صوتي، وأنا أعرفُها فتتبعُني. وأنا أُعطيها حياةً أبديَّةً، ولن تهلكَ إلى الأبدِ، ولا يخطفُها أحدٌ مِن يدي. لأنَّ أبي الذي أعطاني هو أعظمُ من الكلِّ، ولا يقدرُ أحدٌ أن يخطفَ مِن يَدِ أبي. أنا وأبي نحنُ واحدٌ ". فأخذَ اليهودُ أيضاً حجارةً ليرجموهُ. فأجابهُم يسوعُ قائلاً: " أعمالاً كثيرةً حسنةً أريتكُم مِن عند أبي. فمن أجل أيِّ عملٍ منها ترجمونني. فأجابهُ اليهودُ وقالوا: " ليس مِن أجل عملٍ حسنٍ نرجمكَ، بل لأجل تجديفٍ، فإنَّكَ وأنتَ إنسانٌ تَجعلُ نفسكَ إلهاً " فأجابهُم يسوعُ وقال: " أليسَ مكتوباً في ناموسكُم: أنا قلتُ إنَّكُم آلهةٌ؟ فإن كان قال لأولئك أنَّهُم آلهةٌ الذينَ صارت إليهم كلمةُ اللـهِ، ولن يمكن أن يُنقضَ الكتاب، فالذي قدَّسهُ الآبُ وأرسلهُ إلى العالم، أتقولون له: إنَّكَ تُجدِّفُ، لأنِّي قُلتُ أنا هو ابن اللـهِ؟ إن كُنتُ لستُ أعملُ أعمالَ أبي فلا تؤمنوا بي. ولكن إن كُنتُ أعملها، فإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمالِ، لكي تَعلَموا وتعرفوا إني أنا في أبي وأبي فيَّ ".
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

08-19-2014, 05:37 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 7-10-2007

    الإيمان.. أنواعه ونتائجه

    الإيمان هو مستوى أعلى من العقل:

    العقل البشري محدود، ولا يدرك سوى الأمور المحدودة التي تدخل في نطاق إمكانياته. فهو يستطيع أن يوصلك إلى مُجرَّد معرفة وجود الله، وإلى معرفة بعض صفاته. ولكن الإيمان يكمل معك الطريق إلى أقصاه. وهكذا فإنَّ الإيمان بالوحي يكمّل ما لم يصل إليه العقل..
    العقل قد لا يدرك أشياء كثيرة ولكنه يقبلها:

    فليس من طبيعته أن يرفض كل ما لا يدركه. بل حتى في المحيط المادي في العالم الذي نعيش فيه، توجد مثلًا مخترعات كثيرة لا يدركها إلا المتخصصون، ومع ذلك فالعقل العادي يقبلها ويتعامل معها، دون أن يدرك كيف تعمل وكيف تحدث. والموت يقبله العقل ويتحدَّث عنه، ومع ذلك فهو لا يدركه، ولا يعرف كيف يحدث افتراق الروح عن الجسد! فإن كان العقل يقبل أمورًا كثيرة في عالمنا، وهو لا يدركها، فطبيعي لا يوجد ما يمنعه من قبول أمور أخرى أعلى من مستوى هذا العالم..
    عقل لا يدرك (المعجزة) كيف تتم، ولكنه يقبلها ويطلبها بل يفرح بها. وقد سميت المعجزة معجزة، لأنَّ العقل يعجز عن إدراكها وعن تفسيرها. ولكنه يقبلها بالإيمان، الإيمان بوجود قوة غير محدودة أعلى من مستواه، يمكنها أن تعمل المعجزة التي يعجز العقل عن إدراكها. وهذه القوة هي قوة الله القادر على كل شيء... وكمثال للمعجزات التي نقبلها جميعًا دون أن ندركها: معجزة خلق الكون من العدم، ومعجزة القيامة العامة من الأموات..

    إننا نحترم العقل ونستخدمه. ولكننا في نفس الوقت ندرك حدود النطاق الذي يعمل فيه. ولا نوافق العقل المغرور الذي يريد أن يعي كل شيء، رافضًا كل ما هو فوق مستوى إدراكه...

    الإيمان أيضًا هو مستوى فوق الحواس:

    إنه قدرة أعلى من قدرة الحواس التي لها نطاق مُعيَّن لا تتعداه. فالحواس المادية تدرك الماديات. غير أن هناك أمورًا غير مادية، تخرج عن نطاق قدرة الحواس المادية من نظر وسمع ولمس وشم... وحتى قدرة الحواس بالنسبة إلى الأشياء المادية، هي محدودة أيضًا. وكثيرًا ما تستعين الحواس بعديد من الأجهزة لمعرفة أشياء مادية أدق من أن تدركها حواسنا البشرية الضعيفة.

    وهكذا فالحواس لا تدرك ما لا يُرى، أي غير الماديات وغير المرئيات، كالأرواح مثلًا، سواء كانت أرواح بشر، أم أرواح الملائكة، أو الشياطين... وعدم إدراك الحواس لها، لا يعني عدم وجودها، إنما يعني أن قدرة الحواس محدودة.

    لذلك فإنني عجبت من رائد الفضاء الملحد، الذي قال إنه صعد إلى السماء ولم يرَ الله!! ظانًا أنه في تهكمه يمكن أن يرى الله بهذه العين الجسدية القاصرة التي لا ترى كثيرًا من الماديات! كما أن الله في كل مكان، في السماء وفي الأرض وما بينهما، ولا يحدّه مكان. فإن كان لم يرَ الله على الأرض، فطبيعي أنه لا يراه على القمر، ولا في أي موضع. إنَّ الله لا يراه أحد إلا بالإيمان.

    إنَّ الإيمان قوة في ذاته، كما يمنح صاحبه قوة:

    وكل مَن آمن بفكرة، يعطيه الإيمان بها قوة لكي ينفذها. من هنا فإنَّ المصلحين -في كل زمان ومكان- آمن كل منهم بفكرة، فجاهد بكل قوة لتنفيذها، مهما احتمل من مشقة، ومهما صبر.

    المهاتما غاندي مثلًا، آمن بحق بلاده في الحرية، وآمن بسياسة عدم العنف. ومنحه ذلك الإيمان قوة عجيبة استطاع بها أن يُحرِّر الهند، وأن يعطي الحقوق للمنبوذين ليتساووا مع إخوتهم. وأمكنه أن يحتمل الكثير لكي لا يسلك بعنف هو وأتباعه، ولا أن يلاقوا العنف بالعنف. إيمانه بالفكرة أعطاه القوة لتنفيذها...

    بل حتى الإيمان بالعلم يصنع الأعاجيب:

    مثال ذلك روَّاد الفضاء. وكمثال لإيمانهم ما درسوه عن منطقة انعدام الوزن في الفضاء، وكيف أن الإنسان يمكنه أن يمشي في الجو دون أن يسقط! فمَن من الناس يجرؤ أن يمشي في الجو دون أن يخاف؟ أمَّا الذي جعلهم ينفذون ذلك، فهو إيمانهم الأكيد ببحوث العلماء الذين قالوا بهذا. فمنحهم الإيمان شجاعة... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). حقًا إنَّ الفرق بين أشجع الناس وأخوف الناس هو الإيمان...

    ومن جهة الإيمان بالله، فهو على أنواع:

    هناك إيمان سطحي، نظري، عبارة عن عقائد مُعيَّنة يعتنقها الشخص، دون أن يكون لها تأثير في حياته. فيكون له اسم المؤمن، دون أن يكون له قلب المؤمن.

    وهناك أيضًا إيمان المناسبات، يظهر فقط في أماكن العبادة، وفي أوقات الصلاة والاستماع إلى العظات الدينية، ثم تنتهي فاعليته، ولا يكون له الدوام في باقي ظروف الحياة...

    وهناك إيمان قوي لا يتزعزع، مهما حاربته الشكوك أو حلَّت به الضيقات. وإيمان آخر مبني على الخبرات مع الله وعمله...

    أمَّا الإيمان العملي، فهو الإيمان الذي يمارسه الإنسان في كل يوم، فهو بالنسبة إليه حياة يحياها وله نتائج هامة جدًا...

    من نتائج الإيمان الحقيقي: السلام الداخلي.

    إذ يكون القلب مملوءًا بالسلام والهدوء. لا يضطرب مطلقًا، ولا يقلق، ولا يخاف. لأنه يؤمن بعناية الله وحمايته له، مهما كانت الظروف المحيطة تبدو مخيفة ومزعجة! فالقلب المؤمن لا يستمد سلامه من تحسن الظروف الخارجية، إنما من حفظ الله وعنايته.

    يخاف الشخص الذي يشعر أنه واقف وحده. أمَّا الذي يؤمن أن الله معه، فإنه لا يخاف. فإن قَلَّ إيمانه، ودخله الشك في حفظ الله له، حينئذ يخاف. الشك يضعف الإيمان، وضعف الإيمان يؤدي إلى الخوف. والخوف يؤدِّي إلى الانهيار والضياع. ففي كل مرَّة تخاف، وبّخ نفسك على قلة إيمانك. وقل لنفسك: أين هو إيماني بأنَّ الله موجود، وأنه هو الحافظ والمعين.

    نرى فاعلية الإيمان أيضًا وسط الضيقات:

    إن ضيقة واحدة قد تصيب اثنين: أحدهما مؤمن، والآخر غير مؤمن. فيضطرب غير المؤمن ويخاف ويقلق، ويتصوَّر أسوأ النتائج، وتزعجه الأفكار. أمَّا المؤمن فيُقابل الضيقة بكل اطمئنان. ويقول: "هذه المشكلة سيتدخَّل الله فيها ويحلّها وتزول". وقد تسأله كيف سيتدخَّل الله؟ وكيف يحلّها؟ فيجيبك: أنا لا أعرف كيف؟ ولكنني مؤمن أنَّ الله يهتم بنا أكثر مما نهتم بأنفسنا. وعند الله حلول كثيرة. وهو قادر أن يفتح كل باب مُغلَق.

    إنَّ المؤمنين ما كانوا يخافون حتى من الاستشهاد، لإيمانهم بأنه يوصلّهم إلى حياة أخرى أكثر سعادة، وهى أبدية.

    أيضًا من أهم نتائج الإيمان: نقاوة الحياة وحُسن السِّيرة:

    فالإنسان المؤمن يحترس في كل لفظ ينطق به، وفي كل عمل يعمله. لأنه يؤمن أنَّ الله موجود في كل مكان، ويسمع ويرى كل ما يفعله. لذلك هو يخجل من أن يرتكب خطيئة أمام الله الذي يراه. بل أن المؤمن يُدقق بحيث أن أفكار الخطيئة لا يقبلها عقله، ولا شهواتها تسكن في قلبه. وذلك لأنه يؤمن تمامًا بأنَّ الله يفحص القلوب ويقرأ الأفكار. لذلك يعمل المؤمن على حفظ ذاته نقيًا طاهرًا، سواء بالعمل أو اللسان، أو بالفكر أو بمشاعر القلب.

    +++
                  

08-19-2014, 04:41 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
    ( يوم الثلاثاء )
    عيد التجلي المجيد

    19 اغسطس 2014
    13 مسري 1730
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 98 : 5 ، 6 )
    مُوسَى وهارونُ في كهنتهِ، وصَموئيلُ في الَّذينَ يَدعونَ بِاسمه، كانوا يَدعونَ الربَّ وهو كانَ يَستجيبُ لهُم. بعمودِ الغمام كان يُكلِّمهُم. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 9 : 28 ـ 36 )
    وصار بعد هذه الأقوال بنحو ثمانيةِ أيَّام أنهُ، أخذَ بُطرسَ ويَعقوبَ ويُوحنَّا وصعدَ إلى الجبلِ ليُصلِّي. وفيما هو يُصلِّي صارت هيئةُ وجههِ مُتغَيِّرةً، ولباسهُ مُبيضّاً كالبرقِ. وإذا رجلانِ يَتكَلَّمانِ معهُ، وهمَا موسى وإيليَّا، اللَّذانِ ظهرا بمجدٍ، وتكَلَّمَا عن خُروجِهِ الذي كانَ عتيداً أن يُكَمِّلهُ في أورشليمَ. أمَّا بطرسُ واللَّذين معهُ فكانوا قد تَثَقَّلُوا بالنَّوم. فلمَّا استيقظُوا رأوا مَجدهُ، والرَّجُلينِ الوَاقفينِ معهُ. وفيمَا هُمَا يُفارقَانهِ قالَ بُطرسُ ليسوعَ: " يا مُعلِّمُ جَيِّدٌ أن نَكونَ ههنَا. وإن كُنتَ تُريدَ فلنصنع ثلاثَ مظالَّ: لكَ واحدةً، ولموسى واحدةً، ولإيليَّا واحدةً ". وهو لا يعلمُ ما يقولُ. وفيمَا هـو يقولُ ذلكَ كانت سـحابـةٌ فظلَّلتهُم. فخافـوا عنـدَما دخلـوا فـي السَّـحابـةِ. وصـارَ صـوتٌ من السَّحابةِ قائلاً: " هـذا هو ابني المختارُ. لهُ اسمعوا ". ولمَّا كانَ الصَّوتُ وجِدَ يسوعُ وحدهُ، وأمَّا هم فسكتوا ولم يُخبروا أحداً في تلكَ الأيَّامِ بشيءٍ ممَّا رأوهُ.

    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 103 : 29 ـ 31 )
    فليكُن مجدُ الربِّ إلى الأبدِ. يفرحُ الربُّ بجميعِ أعمالهِ. الذي ينظرُ الأرضَ فَيجعلُها تَرتَعِدُ. الذي يَمسُّ الجبالَ فتُدخِّنُ. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 17 : 1 ـ 9 )
    وبعد ستَّة أيَّام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنَّا أخاه وأصعدهم على جبل عالٍ منفردين وحدهم. وتجلَّى قُدَّامهم، وأضاء وجهه كالشَّمس، وابيضت ثيابه كالنُّور. وإذا موسى وإيليَّا قد ظهرا له يُخاطبانه. فأجاب بطرس وقال ليسوع: " ياربُّ، إنه حسنٌ لنا أن نكون ههنا! أتشاء أن نصنع هنا ثلاث مظالَّ. واحدة لك، وواحدة لموسى، وواحدة لإيليَّا ". فبينما هو يتكلَّم وإذا سحابةٌ نَيِّرةٌ قد ظلَّلتهم، وإذا صوتٌ من السَّحابة قائلاً: " هذا هو ابني الحبيب الذي سُرت به نفسي فأطيعوه ". فلمَّا سمع التَّلاميذ سقطوا على وجوههم وخافوا جدّاً. فجاء إليهم يسوع ولمسهم وقال لهم: " قوموا ولا تخافوا ". فرفعوا عيونهم فلم يروا أحداً إلاَّ يسوع وحده.وفيما هم منحدرين من الجبل أوصاهم يسوع قائلاً: " لا تُعلِموا أحداً بالرؤيا إلى أن يقوم ابن البشر من الأموات ".
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي
    ( 1 : 1 ـ 23 )
    بولسُ، رسولُ يسوعَ المسيح بمشيئةُ اللـهِ، وتيموثاوسُ الأخُ، إلى القدِّيسينَ في كولوسِّي، والإخوةِ المؤمنينَ في المسيح. نعمةٌ لكُم وسلامٌ من اللـهِ أبينَا وربِّنا يسوعَ المسيح. نشكُرُ اللـهَ أبا ربِّنا يسوعَ المسيح كلَّ حينٍ، مُصلِّينَ لأجلكُم، إذ سمعنا عن إيمانِكُم بالمسيح يسوعَ، ومحبَّتكُم لجميع القدِّيسينَ، من أجل الرَّجاءِ الموضوع لكُم في السَّمواتِ، الذي سمعتُم بهِ قبلاً في كلمةِ حقِّ الإنجيلِ،هذا الذي يوجد فيكُم كمَا في كلِّ العالمِ أيضاً، وهو مُثمرٌ ونامٍ وكما فيكُم أيضاً منذُ يومَ سمعتُم وعرفتُم نعمةَ اللـهِ بالحقيقةِ. كما تعلَّمتُم أيضاً من أبفراسَ العبدِ الحبيبِ الشريكُ معنا، الذي هو خادمٌ أمينٌ للمسيح لأجلكُمُ، الذي أخبرَنَا أيضاً بمحبَّتكُم في الرُّوح. من أجل ذلكَ نحنُ أيضاً، منذُ يومَ سمعنا، لم نَزَلْ مُصلِّينَ وطالبينَ لأجلكُم ونَسألُ أن تمتلئوا من معرفةِ مشيئتهِ، في كلِّ حكمةٍ وفهمٍ روحيٍّ لتسلكُوا كمَا يحقُّ للربِّ، في كلِّ رضىً، مُثمرينَ في كلِّ عملٍ صالح، ونامينَ في معرفةِ اللـهِ، مُتقوِّينَ بكلِّ قوَّةٍ بحسبِ قدرةِ مجدِهِ، بكلِّ صبرٍ وطولِ آناةٍ بفرح، شاكرينَ اللـهَ الآبَ الذي جعَلَنا كُفاةً للدخولِ في نصيبِ ميراثِ القدِّيسينَ في النُّور، هذا الذي أنقذنا من سلطانِ الظُّلمةِ، ونقلنا إلى ملكوتِ ابنِ محبَّتهِ، الذي نُلنَّا الخلاصِ بدمهِ لغفرانِ الخطايا. الذي هو صورةُ اللـهِ غير المنظورِ، بكرُ كلِّ خليقةٍ. فإنَّهُ فيهِ خُلِقَ الكلُّ: ما في السَّموات وما على الأرضِ، ما يُرَى وما لا يُرَى، سواءٌ كانت عروشاً أم سياداتٍ أم رياساتٍ أم سلاطينَ. الكلُّ بهِ قد صار ولهُ قد خُلِقَ. الذي هو قبلَ كلِّ شيءٍ، وفيه يقُومُ كلِّ شيءٍ وهو رأسُ الجسدِ: الكنيسة. الذي هو البداءةُ، البكــر مِنَ الأمواتِ، لكي يكـونَ هو مُتقـدِّماً في كلِّ شىءٍ. لأنَّهُ فيهِ سُرَّ أن يحلَّ كلُّ الملءِ، وأن يُصالحَ بهِ الكلَّ لنفسهِ، عاملاً الصُّلحَ بدمِ صليبهِ، بواسطتهِ، سواءٌ كانَ ما على الأرض، أم ما في السَّمواتِ. وأنتُمُ الذينَ كنتٌم قبلاً أجنبيِّينَ وأعداءً في أفكاركُم في الأعمالِ الشِّرِّيرةِ، قد صالحكُمُ الآن في جسم بشريَّتهِ بموتهِ، ليُقيِمكُم قدِّيسينَ بلا عيبٍ وبلا لومٍ أمامَهُ، إن ثبتُّم على الإيمانِ، مُتأسِّسينَ وراسخينَ وغير مُتزعزعينَ عن رجاءِ الإنجيل، الذي سمعتُمُوهُ، المكرُوزِ بهِ في كلِّ الخليقةِ التي تحتَ السَّماءِ، الذي صِرتُ أنا بولسَ خادماً لهُ.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الثانية
    ( 1 : 12 ـ 21 )
    لذلك لا أملُّ أن أُذكِّركُم في كل حينٍٍ بهذه الأمور، ولو أنَّكم عالمينَ وثابتينَ في الحقِّ الحاضر. ولكنِّي أظن أنَّه واجب حقٍّ عليَّ أن أُذكِّركُم ـ ما دُمتُ مُقيماً في هذا المسكن ـ أن أنهضكُم بالتَّذكرة، عالماً أنَّ مسكني سينحل سريعاً، كما أعلمنا ربُّنا يسوع المسيح. وأنا أُسرع في كلِّ حينٍٍ لتتذكروا هذه الأمور من بعد خروجي. لأنَّنا لم نَتْبَعْ خُرافاتٍ فلسفيةٍ، إذ عرَّفناكُم بقوَّة ربِّنا يسوع المسيح وظهوره، بل قد كُنَّا مُعاينين عظمته. لأنَّه أخذ كرامةً ومجداً من الله الآب، وإذ أقبل صوتٌ كهذا من المجد الأسنَى العظيم قائلاً: " هذا هو ابني وحبيبي الذي أنا به سُررتُ ". وقد سمعنا نحن هذا الصَّوت مِن السَّماء، حين كنَّا معه على الجبل المقدَّس. وثابتٌ عندنا كلام الأنبياء، هذا الذي هو نِعِمَّا ما تصنعونه إذا تأمَّلتم إليه، كمثل سراجٍ مضيءٍ في موضع مُظلِم، حتَّى يظهر النَّهار، والنُّور يُشرق ويظهر في قلوبكم، وهذا أوَّلاً فاعلموه: أنَّ كل نبوَّات الكُتب ليسَ تأويلُها فيها مِن ذاتها خاصةً. وليس بمشيئة البشر جاءت نبوَّةٌ في زمانٍ، بل تكلَّم أُناسٌ بإرادة الله بالرُّوح القدس.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 7 : 44 ـ 8 : 1 )
    وأمَّا خَيمةُ الشَّهادةِ فكانت مع آبائنا في البرِّيةِ، كما أَمَرَ الذي كلَّمَ موسَى أنْ يَصنعَها على حسب المِثالِ الذي كانَ قد رآهُ، هذه التى قد أَدخَلَها آباؤنا مَعهم وقَبِلُوها مع يشوعَ في مُلكِ الأُمَم الَّذينَ طردهُم اللهُ مِن وَجْهِ آبائنا، إلى أيام داودَ الذي وَجَدَ نِعمَةً أمامَ اللهِ، والتمسَ أنْ يَصنعَ مَسكَناً لإلهِ يَعقوبَ. ولكنَّ سُليمانَ بَنَى لهُ بَيتاً. ولكنَّ العَليَّ لا يَسكُنُ في مصنوعاتِ الأيادي، كما يقول النبي: السَّماءُ كرسيٌّ لي، والأرضُ موطئٌ لقَدمَيَّ. أيَّ بيتٍ تَبنوهُ لي قال الربُّ أو أيٌّ هو مكانُ راحَتي؟ أليسَتْ يَدي خَلقتْ هذه الأشياءَ كلَّها؟ يا قُساةَ الرِّقابِ، وغيرَ المَختونِينَ بقلوبِهم وآذانِهم، أنتُم في كلِّ حينٍ تُقاوِمونَ الرُّوحَ القُدسَ. كمَا كانَ آباؤكُم كذلِكَ أنتُم أيضاً. مَنْ مِن الأنبياءِ لمْ يَضطَهِدهُ آباؤكُم، وقد قَتَلوا الَّذينَ سَبَقوا فأنذروا بِمجيءِ البارِّ، هَذا الذي أنتُم الآنَ أسلَمتمُوه وقتلتُموه، وأنتُم الَّذينَ قَبِلتُم النَّاموسَ بترتيبِ ملائكةٍ ولمْ تَحفظوهُ؟ فلمَّا سَمِعوا هذا احتدُّوا بقلبِهم وجعلوا يَصِرُّونَ أسنانهَم عليه. وأمَّا استفانوسُ فَشَخَصَ إلى السَّماءِ وهو مُمتلئٌ مِن الإيمانِ والروح القُدسِ، فرأى مَجدَ اللهِ، ويسوعَ قائِماً عن يمينِ اللهِ. فقال: " ها أنا أَنظرُ السَّمَواتِ مَفتوحةً، وابنَ البشر قائِماً عن يمينِ اللهِ ". فصَاحوا جميعهُم بصوتٍ عظيم وسَدُّوا آذانَهُم، وهَجَموا عليهِ جميعهُم بنهضةٍ، وأخرَجوه خارِج المدينةِ ورجَموهُ. والشُّهودُ وضَعوا ثيابَهُم عند رِجلَي شابٍّ اسمه شَاوُلُ. ورجَموا استفانوسَ وهو يَدعُو ويقولُ: " أيُّها الربُّ يسوعُ اقْبَلْ رُوحِي ". ثُمَّ جَثا على رُكبَتَيهِ وصَرَخَ بصوتٍ عظيم قائِلاً : " ياربُّ لا تحسِب عليهم هذه الخطيَّةَ ". وإذ قالَ هَذا رَقَـدَ. وأمَّا شَاوُلُ فكانَ مُوافِقاً على قتلِهِ.
    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
    السنكسار
    اليوم الثالث عشر من شهر مسرى المبارك
    عيد تجلي ربنا على طور طابور
    في هذا اليوم تعيد الكنيسة بتذكار تجلي ربنا ومخلصنا يسوع المسيح على طور طابور. وكان معه في ذاك الوقت تلاميذه، بطرس ويعقوب ويوحنا. وهم الذين عناهم بقوله: " أن من القيام ههنا قوماً لا يذقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتياً في ملكوته ". وقد أكمل وعده هذا. فإنه بعد ستة أيام من قوله هذا أخذ التلاميذ الثلاثة وصعد بهم على جبلٍ عال منفردين، وتغيرت هيئته قدامهم، وأضاء وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالنور. وإذ موسى وإيليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه. وقد قصد المسيح بذلك أن يعلمنا بأنه رب موسى ومقيمه من الأموات. وإله إيليا ومنزله من السموات. وفي قول بطرس: إن شئت نقيم هنا ونصنع ثلاث مظال، ضعف وأدب. أما الضعف فلتفكيره أن الرب في حاجة إلى ما يستره من الشمس. وأما الأدب فلأنه لم يطلب لنفسه، ولمن معه من التلاميذ، ما طلبه للمسيح وموسى وإيليا. ولا تعجب من نقص علم التلاميذ فأنهم لم يكونوا قد أكملوا بعد. ولما قال هذا أتت سحابة وظللتهم، ليرى بطرس أنه غير محتاج إلى مظال مصنوعة بالأيدي. وأتاهم صوت ـ ليثبت في نفس التلاميذ ألوهيته قائلاً: " هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا ". ولما سمع التلاميذ ذلك، سقطوا على وجوههم، فلمسهم يسوع بيده المباركة وقال لهم: قوموا ولا تخافوا. فرفعوا أعينهم ولم يروا أحداً إلاَّ يسوع وحده . " له المجد دائماً إلى الأبد. آمين."
    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 86 : 1 ، 5 )
    أساساتُهُ على الجبالِ المقدَّسةِ. يُحبُ الربُّ أبوابَ صهيونَ. الأُمُ صهيون تقولُ: إن إنساناً. وإنسانٌ صار فيها. هو العليُّ الذي أسَّسها إلى الأبـدِ. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 9 : 2 ـ 13 )
    وبعد ستَّة أيَّامٍ أخذَ يسوعُ بطرسَ ويعقوبَ ويوحنَّا، وصعدَ بِهم إلى جَبَلٍ عالٍ مُنفردينَ وحدَهُم. وتغيَّرت هيئتهُ قُدَّامهُم، وصارتْ ثيابهُ تلمعُ بيضاءَ جدّاً مثلَ الثلج، لا يقدرُ قصَّارٌ على الأرض أن يُبَيِّضَ مثلَ ذلكَ. وظهرَ لهُمْ إيليَّا مع موسى، وكانَ يتكلَّمانِ مع يسوعَ. فحينئذ أجابَ بُطرس وقالَ ليسوعُ: " يا ربي، جيِّدٌ أن نكونَ ههنا. فلنصنع ثلاثَ مظالٍّ، لكَ واحدةٌ، ولموسى واحدةٌ، ولإيليَّا واحدةٌ ". لأنَّه لم يكن يَعلمُ ما يجاوب به. لأنَّهم كانوا مملوئينَ رُعباً وكانت سحابةُ تُظلِّلُهم. وصارَ صوتٌ من السَّحابةِ قائلاً: " هذا هو ابني حبيبي. لهُ اسمعوا ". فنظروا بغتة ولم يروا أحداً غير يسوع وحده معهم. وفيما هم نازلون من الجبل أوصاهم أن لا يحدثوا أحداً بما ابصروه إلا متى قام ابن الإنسان من الأموات. فحفظوا الكلمة لأنفسهم وصاروا يسألون بعضهم بعضاً ما هو القيام من الأموات. فسألوه قائلين لماذا يقول الكتبة أن إيليا ينبغي أن يأتي أولاً. فأجاب هو وقال لهم إن إيليا يأتي أولاً ويرد كل شىء. وكيف هو مكتوب عن ابن الإنسان أن يتألم كثيراً ويرذل. لكن أقول لكم إن إيليا أيضاً قد أتي وعملوا به كل ما أرادوا كما هو مكتوب عنه.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

08-20-2014, 06:00 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 14-10-2007

    النعمة.. أنواعها - موقفنا منها

    ما هي النعمة؟ إنها بلا شك ما ينعم به الله على خليقته... وأوَّل نعمة وهبها الله للخليقة هي نعمة الوجود، إذ أوجدهم وما كان لهم وجود من قبل. ونعمة الوجود تشمل أيضًا نعمة الحياة، بالنسبة إلى الملائكة والبشر وكل الكائنات الحية... وهذا النوع من النعمة هو النعمة الخالقة.

    هناك أيضًا نعمة الرعاية والحفظ. لأنه لو تخلَّت نعمة الله عن الكون لحظة واحدة، لهلك الكون بكل ما فيه. ولكن الله من محبته وعنايته، يمسك بهذا الكون ويرعاه بنعمته الحافظة.

    والنعمة الحافظة تشمل أيضًا نعمة الصحة. وكما يقول الحكيم: ”الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء لا يدركه سوى المرضى“.

    هناك نعمة أخرى هي نعمة الجمال. فمن البدء خلق الله كل شيء جميلًا. ونحن نرى ذلك في الطبيعة الجميلة من حدائق غنَّاء، ومن زهور وورود. ونراها بأجمل صورة في الفراشات الملونة، وفي الأسماك الملونة. كما نرى هذا الجمال في تغريد الطيور والبلابل، وفي خرير الماء، وفي نور القمر الهادئ الجميل.

    وفي كل عام تُقام مسابقات لملكات الجمال في العالم. فهل تدرك كل هؤلاء الملكات أن جمالهن هو نعمة من الله لهنَّ، عليهنَّ مقابلتها بالشكر للخالق المانح الجمال؟!

    هناك أيضًا نعمة السلام والطمأنينة يهبها الله لبعض الأفراد فتكون قلوبهم مملوءة بالسلام، بعيدة عن القلق والاضطراب والخوف. كما يهب هذه النعمة لبعض الدول أو الشعوب، فتعيش بعيدة عن الحروب والقلاقل والانقسامات والخصومات، تحيا في هدوء...

    كذلك كل خير يأتي للبشر، هو نعمة من الله. مثال ذلك بلاد أنعم الله عليها بخصوبة الأرض ووفرة المياه، وبالتالي كثرة الإنتاج. أو بلاد أنعم الله عليها بمعادن أو أحجار كريمة يستخرجونها من جبالها، أو ببترول وغازات من باطن أراضيها. وكل ذلك ينمي اقتصادها وينشر الخير فيها. إنها نعمة.

    على أن نِعَم الله لا نستطيع أن نحصيها. وإنما كل ما ذكرناه ما هو إلا مُجرَّد أمثلة. نضيف إليه نعمة النجاح في الحياة، ونعمة السمعة الطيبة ومحبة الناس لِمَن يجد نعمة في أعين الآخرين. وأيضًا نعمة النسل الصالح... بالإضافة إلى نعمة حرية الإرادة التي وهبنا الله إيَّاها...

    على أنه في قمة النِّعَم التي وهبنا الله إيَّاها نعمة الخلود، إذ تكون لنا حياة أخرى بعد نعمة القيامة من الموت، حيث نستمتع بالحياة الأخرى في النَّعيم الأبدي...

    نقطة أخرى نذكرها من جهة النعمة وهى وجود ثلاث مستويات لها: أحدها على المستوى العادي، والثاني على المستوى القيادي، والثالث على مستوى حالات خاصة.

    فمِن جهة المستوى العادي: النعمة تعمل في الكل. لا يوجد أحد لم تعمل معه نعمة الله... والنعمة هنا ترشد الإنسان إلى الخير، وتُقوِّيه على فعله. ولكنها لا ترغمه على ذلك، لكي يبقى الإنسان حُرًَّا، يفعل الخير برضاه وبكامل إرادته، حتى يستحق المكافأة على ذلك. أو هو يرفض...

    أمَّا الذين في المستوى القيادي، فإنهم ينالون من النعمة قوة مضاعفة: منها نعمة لأجل نفوسهم، ونعمة أخرى لأجل عملهم القيادي، للتأثير في الآخرين. ويزداد قدر النعمة الممنوحة لهم، بقدر ثِقَل المسئولية المُلقاة على عاتقهم.

    وكُلَّما تزداد صعوبة العمل القيادي أو خطورته، فإنَّ الله حينئذ ينعم على القادة بمواهب خاصة، قد تصل أحيانًا إلى المعجزات.

    أمَّا على المستوى الخاص، فهناك أشخاص تحتاج حالتهم إلى نعمة خاصة تتناسب مع ما هم فيه من ضيقات أو مشاكل، أو ما ينوون القيام به من مهام أو مشروعات، أو ما عليهم من مسئوليات.

    وتدخل في المستوى الخاص، نعمة الدعوة لِمَن يدعوهم الله للقيام برسالة مُعيَّنة، كالأنبياء والرُّسُل مثلًا. وحينئذ بالإضافة على نعمة الدعوة، يزودهم الله بنعمة أخرى تشمل الإمكانيات التي يحتاجها أداء هذه الرسالة...

    من جهة أنواع النعمة أيضًا، هناك نعمة ظاهرة ونعمة خفية. فالنعمة الظاهرة فهي المعونة الإلهية التي نراها ونحسَّها في حياتنا. أمَّا النعمة الخفية، فهي التي تعيننا دون أن ندري، أو التي تبعد عنا شرًا قبل مجيئه إلينا، ونحن لا ندري عنه شيئًا. كمؤامرات كانت تحاك حولنا، وأبطلها الله قبل أن تتم.

    وهناك نِعَم طبيعية يهبها الله للإنسان، كالقوة والجمال والذكاء والفن والحكمة. ونِعَم أخرى تُعتبَر فوق الطبيعة، مثل المواهب المعجزية.

    وهناك نِعَم تعمل فينا من الداخل، لتنقية قلوبنا وقيادة ضمائرنا وأفكارنا، وإرشادنا في طريق الفضيلة والبِرّ. ونِعَم أخرى تعمل من خارجنا، لتنقية الأوساط المحيطة بنا، وإبعاد القوات المُحاربة لنا...

    وهناك نعمة تبدأ في العمل معنا: إمَّا لأننا لا نريد أن نعمل، أو لأننا لا نستطيع أن نعمل، أو لأننا نجهل ما ينبغي علينا أن نعمله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فتأتي النعمة، وتنير عقولنا، وتحث إرادتنا، وتدفعنا إلى العمل دفعًا، وتُقوّينا على إتمامه.

    ونعمة أخرى ترانا قد بدأنا في عمل الخير، أو اتجهت نيتنا إليه، فتأتي لتكمل لنا الطريق، وتمنحنا الإمكانيات اللازمة لنا.

    والنعمة قد تأتي وحدها، وقد تُطلَب فتأتي.

    إنها تأتي وحدها، لأنَّ الله يعرف ضعف طبيعتنا وقوة الشياطين المُحاربة لنا، وأننا بدون معونته الإلهية لا نستطيع أن نعمل شيئًا، لذلك فهو يسندنا بنعمته التي تعمل فينا، والتي تعيننا بقوة من عنده، حتى نسير في طريقه بغير خوف ولا قلق...

    وقد تأتي النعمة إذا ما طلبناها في صلواتنا، أو نتيجة لصلوات الآخرين من أجلنا، أو لتشفُّع القديسين فينا، أو تأتي النعمة نتيجة لرضى الوالدين ودعواتهما الطيبة، أو لدعوات أُناس فقراء أو محتاجين قد ساعدناهم، فدعوا لنا بالبركة في حياتنا. أو تأتي النعمة لمُجرَّد حنو الله ومحبته وشفقته.

    على أننا في كل عمل النعمة معنا أو لأجلنا، علينا أن نتجاوب معها ونشترك في العمل، لأنَّ نعمة الله العاملة في الإنسان، ليست سببًا له في أن يتكاسل، تاركًا للنعمة أن تعمل وحدها، قائلًا: ”كله بالنعمة“. فلو كان كل شيء خاصًا بالنعمة فقط، ما أخطأ أحد! وما كان لأحد أن يكافئه الله على عمل خير، لأنه من ذاته لم يعمل شيئًا، وإنما النعمة هي التي عملت كل شيء!! لذلك علينا جميعًا أن نعمل مع النعمة، بكل عواطفنا، وبكل ما نملك من قدرة تستطيع النعمة أن تقوِّيها...

    أخيرًا، أُحب أن أقول وأنا آسف، أن هناك حالة يمكن أن نسميها تخلِّي النعمة. مثالها: إنسان أعانته النعمة على عمل عظيم، فتكبَّر قلبه وارتفع، ناسبًا كل شيء إلى قوته، وناسيًا عمل الله معه. حينئذ تتخلَّى عنه النعمة فيسقط أو يفشل، لكي يعود فيتضع ويعطي المجد لله.. وهناك أسباب أخرى للتَّخلِّي.
    +++
                  

08-21-2014, 02:02 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 21-10-2007

    كثيرون يعيشون خارج أنفسهم

    جاءني وهو في غاية الاضطراب والقلق، وقال لي: ”هناك خطر يُهدِّد البلد كله“. فقلت: ”أتقصد دولة تريد محاربتنا من الخارج؟“. فقال: ”كلا، إنه عدو يحيط بنا في كل مكان. بل إنه يوجد أحيانًا داخلنا“. فسألته: ”ألعلك تقصد الشيطان؟“. أجابني: ”لست أقصد الشيطان. إنما أقصد الميكروبات... التلوث: الماء ملوث، والجو ملوث. وما تنفثه المصانع والعربات من الدخان، وما يُلقَى في الماء من القاذورات. وما تُسبِّبَه أحيانًا بعض الأدوات الطبية غير المُعقَّمة تمامًا. والعدوى التي تأتي من المرضى الذين يتحركون هنا وهناك بغير علاج... كل هذا وغيره خطر يُهدِّد الناس“.

    وطفق هذا الأخ يتحدَّث عن المرض والتلوث والميكروبات حديثًا مستفيضًا يُكرِّره في أُذن كل مَن يقابله، في حماس شديد. إنه موضوع قد دخل في بؤرة تفكيره واستقرّ، وصار يشغل ذهنه باستمرار. وأصبح يهتم بنقاء الجو من الميكروبات، أكثر مما يهتم بنقاء قلبه وأفكاره من الخطايا والشهوات وكيفية التَّخلُّص منها... إنه واحد من الذين يعيشون خارج أنفسهم...

    شخص آخر تشغله الأخبار. هي أوَّل ما يهتم بقراءته حينما يطَّلع على جرائد الصباح، ويُتابعها في كل الصُّحف، ويُقارن ويدرس ويستنتج، ويتوقَّع ما سوف يحدث حسب تفكيره. كما يُتابع أيضًا الأخبار التي توردها وسائل الإعلام من شتَّى البلاد. ويظل يتحدَّث عن هذه الأخبار مع كل مَن يُقابله، سواء كانت أخبار السياسة أو المجتمع، أو أخبار الرياضة أو أخبار الفن... إنه يتغذى بالأخبار كما يتغذى بالأحاديث سواء كان قارئًا أو سامعًا أو مشاهدًا... وفي كل ذلك لا يهتم مُطلقًا بأخبار نفسه، ماذا عن حياته الروحية؟ وماذا عن سقوطه أو قيامه أو نموه؟ وماذا يمكن أن يفعله من أجل صلاح نفسه... إنه يعيش دائمًا خارج نفسه.

    شخص ثالث كل همّه واهتمامه في أموره المالية ومشروعاته الاقتصادية، وكيف يزيد ماله وتنمو ثروته، مع أخبار السوق والبورصة، وسعر الدولار والاسترليني واليورو. المال بالنسبة إليه هو كل شيء. هو الذي يشغل ذهنه وقلبه، وتتركَّز فيه كل عواطفه. بنجاحه في حساباته المالية يفرح، وباهتزازها بعض الشيء يحزن... إنه أيضًا يعيش خارج نفسه. يعيش وسط الحسابات، دون أن يقيم أي حساب لحياته الروحية وعلاقته بالله.

    شخص رابع لا تشغله سوى متعته الشخصية، وكل ما يتعلَّق بأمور اللهو، أو اللذة الحسية. تفكيره يدور حول الأفلام والمسرحيات، وحول اللقاءات والعواطف السطحية، والرحلات والحفلات، وما يعجبه من الغناء والموسيقى، وأيضًا ما يلذ له من الطعام والشراب... كلها أمور خاصة بالجسد وبالحواس. أمَّا نفسه، وأمَّا ضميره، فأمور لا تخطر له على بال، ولا تلاقي منه اهتمامًا... إنه يعيش خارج نفسه...

    هناك مَن هو أخف من كل مَن سبقوه، ولكنه أيضًا مشغول... تشغله أسرته، ولا يُفكِّر إلا في الأولاد وفي دراستهم ومستقبلهم، وفي زواج البنات وتكاليف كل ذلك. كما تشغله احتياجات الأسرة من: مأكل وملابس وسكن. ولا يتحدث سوى عن الأسعار وارتفاعها، والمُرتَّب الذي أصبح لا يكفي ولا يسد احتياجاته واحتياجات أسرته. ويظل يسهب في هذه الموضوعات وتفاصيلها. ولست ألومه في ذلك. ولكن اللوم يكمن حول الاستغراق في هذه الأمور، دون ترك أيَّة مساحة من التفكير والاهتمام في ما يلزم نفسه أيضًا..! لقد قال السيد المسيح: ” افعلوا هذه ولا تتركوا تلك “. أمَّا أن ينشغل الإنسان انشغالًا كاملًا بأموره المادية مع ترك روحياته إلى الإهمال، فهذا يضره بلا شك...

    يا أخي المبارك: إنَّ لك نفسًا واحدة، إن ربحتها ربحت كل شيء، وإن خسرتها خسرت كل شيء. وحقًا، ماذا يستفيد الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟!

    فلا ينفعك إذن أن تعيش خارج نفسك، تجذبك سائر اهتمامات الدنيا، وتستولي على كل فكرك وقلبك ومشاعرك ووقتك واهتماماتك، وتبعدك عن العناية بروحك، وكأنك في غيبوبة كاملة عن حياتك وعن مصيرك!! ولعلني هنا أسألك: متى تستيقظ؟ متى تُفكِّر في أبديتك؟! أعني في الحياة الأخرى ومصيرك فيها؟

    هذا الأمر الجوهري يحتاج منك إلى فحص الذات، ومراقبة الذات، ومحاسبة الذات، والعمل على تقويم الذات، وعلى نموها في حياة الفضيلة والبِرّ، وفي تكوين علاقة عميقة بينك وبين الله، وعلاقة طيبة مع سائر الناس...

    إذن افحص ذاتك. اجلس قليلًا مع نفسك، كما تجلس بالساعات مع الآخرين. واهتم بحالة هذه النفس كما تهتم بحالات غيرك من الناس، وتعلّق على أقوالهم وتصرفاتهم وطباعهم... هل فحصت ما هي طباعك؟ على الأقل ما هو الثابت منها الذي لا يتغيَّر. وماذا يقول الناس عنك، في السرّ أو في العلن، وبخاصة الذين يتضايقون منك أحيانًا...

    وفي فحصك لنفسك، لا تحاول أن تُبرِّر ذاتك في كل ما تفعل. ولا تحاول أن تلتمس لنفسك الأعذار في كل خطأ يلومك عليه الآخرون. إنما كُن عادلًا كل العدل في الحُكم على كل أعمالك وأقوالك، دون محاباة لنفسك.

    حاسب نفسك محاسبة دقيقة على كل تصرُّف، بل على كل ما يجول داخلك من مشاعر وأفكار ومن نيَّات وأغراض. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). واذكر باستمرار قول ذلك المُرشِد الحكيم في نصيحته: ”احكُم يا أخي على نفسك قبل أن يحكموا عليك “. ونتيجة لهذا كله، اعمل على تقويم نفسك، وعلاجها من كل ما يشينها. وابحث عن مسببات الأخطاء، وحاول أن تتفادها، وتحترس من جهتها حتى لا تسقط.

    وفي ملاحظة نفسك، وتفادي أخطائها، درِّب ذاتك على فضيلة ضبط النفس، فهي فضيلة كبرى ونافعة.

    اضبط إذن فكرك، وحواسك، واضبط لسانك، واضبط أعصابك... حينئذ لا يسهل سقوطك أبدًا، بل تكون على الدوام مُحترسًا ومُتحفِّظًا، وسالكًا بكل تدقيق وبكل جِدِّيَّة في جميع تصرفاتك.

    وإن أخطأت، عاقب نفسك على أخطائك، فنفسك تقبل منك العقوبة دون تذمُّر، كما تقبل منك اللوم والتوبيخ الذي رُبَّما لا تقبله من الغير.
    بهذا لا تكون في غيبوبة عن نفسك، بل مهتمًا به وملاحظًا لها، ومُلتزمًا بما ينفعها، ومُحافظًا لها بعيدًا عن كل خطأ وسقطة.

    +++
                  

08-21-2014, 01:35 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

    (يوم الاربعاء)
    20 اغسطس 2014
    14 مسري 1730
    عشــية
    مزمور العشية
    من مزامير أبينا داود النبي ( 131 : 7 ، 12 ، 13 )
    كَهنَتُكَ يلبسونَ العدل. وأبرارُكَ يبتهجون مِن أجل داود عبدكَ. هيَّأت سراجاً لمسيحي. وعليه يُزهِرُ قُدسي. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 4 : 23 ـ 5 : 1 ـ 16 )
    وكانَ يسوع يطوفُ في كل الجليل يُعلِّم في مجامعهم، ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وكل وجع في الشَّعب. فذاع خبرُه في جميع سوريَّة. فأحضروا إليه جميع السُّقَماء بالأمراض والأوجاع المُختلفة، والمجانين والمصروعين والمفلوجين، فشفاهم. وتبعه جموعٌ كثيرةٌ مِن الجليل والعشر المُدن وأورشليم واليهوديَّة ومِن عبر الاردُنِّ. ولمَّا رأى الجموعَ صعدَ إلى الجبل، فلمَّا جلسَ جاء إليه تلاميذه. ففتحَ فـاه وعلَّمهُم قائلاً: " طُـوبى للمسـاكين بالرُّوح، لأنَّ لهُم ملكـوت السَّـموات. طُوبَى للذين ينوحون الآن، لأنَّهُم يَتَعـزَّون. طُوبَى للودعاء، لأنَّهُم يرثونَ الأرض. طُوبى للجياع والعطاش إلى البرِّ، لأنَّهُم يُشبَعونَ. طُوبى للرُّحماء، لأنَّهُم يُرحَمون. طُوبى للأنقياء القلب، لأنَّهُم يُعاينون الله. طُوبى لصانعى السَّلام، لأنَّهُم أبناء الله يُدعَون. طُوبى للمَطرودين مِن أجل البرِّ، لأنَّ لهُم ملكوت السَّموات. طُوباكُم إذا طردوكُم وعيَّروكُم وقالوا عليكُم كلَّ كلمةٍ شريرةٍ، مِن أجلي، كاذبين. افرحوا وتهلَّلوا، لأنَّ أجرَكُم عظيمٌ في السَّموات، لأنَّهُم هكذا طردوا الأنبياء الَّذينَ قَبلَكُم.أنتُم ملح الأرض، وإذا فَسَدَ المِلح فبماذا يُملَّح؟ لا يَصلُح بعد لشىءٍ، إلاَّ لأن يُطرح خارجاً ويُداس مِن النَّاس. أنتُم نور العالم. لا يُمكِن أن تُخفَى مدينةٌ موضوعةٌ على جبلٍ، ولا يوقدونَ سراجاً ويضعونه تَحتَ مِكيالٍ، بل يوضع على المنارة فيُضيء لكُلِّ مَن في البيت. فليُضئ نورُكُم هكذا قُدَّام النَّاس، لكي يَروا أعمالَكُم الحسنة، ويُمجِّدوا أباكُم الَّذي في السَّموات.
    ( والمجد للـه دائماً )

    باكــر
    مزمور باكر
    من مزامير أبينا داود النبي ( 109 : 5 ، 6 ، 8 )
    أقسمَ الربُّ ولم يندم. أنكَ أنتَ هو الكاهنُ إلى الأبدِ على طقسِ ملشيصادقَ. الربُّ عن يمينِكَ. لذلكَ يرفعُ رأسـاً. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 6 : 17 ـ 23 )
    ونزلَ معهُم ووقفَ في موضع خلاءٍ مع جمع مِن تلاميذهِ وجمهور كثير مِن الشَّعبِ مِن جميع اليهوديَّةِ وأُورُشَليمَ وساحِل صورَ وصَيدا الَّذينَ جاءوا ليَسمعوا منهُ ويَشفيهم مِن أمراضِهمْ، والمُعذَّبونَ مِن الأرواح النَّجسةِ، كانَ يَشفيهُم. وكانَ الجمعُ يَطلبُ أنْ يَلمسهُ لأنَّ قوَّةً كانتْ تخرُجُ منهُ وتَشفِي الجَميعَ. ورفعَ عينيـهِ إلى تلاميـذهِ وقالَ لهُم: طـُوباكُم أيُّها المَسَـاكينُ بالروح لأنَّ لكُم ملكوتَ السَّمواتِ. طُوباكُم أيُّها الجياعُ الآنَ لأنَّكُم تُشبَعونَ. طُوباكُم أيُّها الباكونَ الآنَ لأنَّكُم ستَضحكونَ. طُوباكُم إذا أبغضكُم النَّاسُ وأفرَزوكُم وعيَّروكُم وأخرجُوا اسمكُم كشرِّيرٍ مِن أجلِ ابنِ الإنسانِ، افرحوا في ذلكَ اليوم وتهلَّلوا، فهوَذا أجْرُكُم عظيمٌ في السَّماءِ، لأنَّ آباءَهُم هكذا كانوا يَفعلونَ بالأنبياءِ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    القــداس
    البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى تلميذه تيموثاوس
    ( 3 : 10 ـ 4: 1 ـ 22 )
    وأمَّا أنتَ فقد اتبعت تَعليمي، ومثالي، ورسمي الأول، وإيماني، وأناتي، ومحبَّتي، وصبري، والاضطهادات، والآلام، التى أصابتني في أنطاكية وإيقونيَّة ولسترة. وجميع الاضطهادات قد احتملتها! ومن جميعها أنقذني الربُّ. وجميع الذينَ يريدون أن يعيشوا بالتَّقوى في المسيح يسوع يضطهـدون. ولكن النَّاس الأشرار الخـدَّاعين سيتقدَّمون في الشَّـر، بالأكثر ضالِّين ومُضِلِّينَ. وأمَّا أنتَ فاثبُت على ما تعلَّمته وأيقنته، عارفاً ممَّن تعلَّمت. وأنكَ مُنذ الطُّفوليَّة تعرف الكُتب المُقدَّسة، القادرة أن تُحكِّمكَ للخلاص، بالإيمان الذي في المسيح يسوع. لأن جميع الكتب المُوحى بها من الله، نافعة للتَّعليم والتَّوبيخ، للتَّقويم والتَّأديب الذي في البرِّ، لكي يكون رجل الله مُستعدَّاً، ثابتاً في كل عمل صالح. أنا أشهد أمام الله والمسيح يسوع، الذي يَدين الأحياء والأموات، عند ظهوره وملكوته: اكرز بالكلمة. اعكف على ذلك في وقتٍ مناسبٍ وغير مناسبٍ. وبِّخ، عظ. انتهر بكل أناةٍ وتعليم. لأنه سيكون وقتٌ لا يقبلون فيه التَّعليم الصَّحيح، بل حسب شهواتهم الخاصَّة يجمعون لهم مُعلِّمين ويسدُّون آذانهم، فيصرفون مسمعهم عن الحقِّ، ويميلون إلى الخُرافات. وأمَّا أنتَ فاستيقظ في كل شيءٍ. واقبل الآلام. واعمل عمل المُبشِّر. تمِّم خدمتكَ.فإنِّى أنا أيضاً سوف أنتقل، ووقت انحلالي قد حضر. قد جاهدتُ الجهاد الحَسن، وأكملت السَّعي، وحفظت الإيمان، وأخيراً قد وضِعَ لي إكليل البرِّ، الذي يهبه لي في ذلك اليوم، الربُّ الحاكم العادل، وليس لي وحدي فقط، بل ولجميع الذين يحبُّون ظهوره أيضاً.أسرع أن تأتي إليَّ عاجلاً، لأن ديماس قد تركني إذْ أحبَّ العالم الحاضر وذهب إلى تَسَالُونيكي، وكريسكيس إلى غلاطيَّة، وتيطس إلى دلماطيَّة. ولوقا وحده معي. خُذ مَرقُس وأحضره معك لأنه نافعٌ لي للخدمة. أمَّا تيخيكس فقد أرسلْته إلى أفسس. والعباءة التي تركتها في تَرُواس عند كاربُس، أحضرها متى جئتَ، مع الكُتب أيضاً ولا سيَّما الرُّقوق. إسكندر الحدَّاد فعل بي شروراً كثيرة. ليُجازهِ الربُّ حسب أعماله. فهذا احتفظ منه أنتَ أيضاً لأنه قاوم أقوالي جـدّاً. في احتجاجي الأول لم يأتي إليَّ أحـدٌ، بل الجميع تركوني. لا يُحسب عليهم. ولكن الربَّ وقفَ معي وقوَّاني، لكي تتمَّ بي الكرازة، ويسمع جميع الأمم، فأُنقِذتُ مِن فم الأسد. وسيُنجِّيني الربُّ من كل عمل رديءٍ ويُخلِّصني لِملكوته السَّماويِّ. هذا الذي له المجد إلى دهر الدُّهور. آمين. سلِّم على بريسكلا وأكيلا وبيت أونيسيفورس. أراستس بقى في كورنثوس. وأمَّا تروفيموس فتركته في ميليتس مريضاً. بادر أن تجيء قبل الشتاء. يُقرئك السلام أفبولس وبوديس ولينوس وأقلوديا وجميع الإخوة. الرب يسوع المسيح مع روحك. النِّعمة معكم. آمين.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى
    ( 5 : 1 ـ 14 )
    أطلب إلى الشُّيوخ الذين بينكُم، أنا الشَّيخ شريككُم، والشَّاهِد لآلام المسيح، وشَريك المجد العتيد أن يُعلَنَ، ارعوا رَعيَّة الله التي بينكُم وتعاهدوها، لا بالقهر بل بالاختيار، كمثل الله ولا ببخل بل بنشاط، ولا كمَن يتسلَّط على المَواريث، بل صائرينَ أمثلةً للرَّعيَّة. ومتى ظهر رئيس الرُّعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يضمحل.كذلك أنتُم أيُّها الشُّبَّان اخضعوا للشُّيوخ، وكونوا جميعاً مُتسربلينَ بالتَّواضع بعضكم لبعض، لأنَّ الله يُقاوِم المُستكبرين، ويُعطي نعمةً للمتواضعين. فتواضعوا تحت يد الله القويَّة لكي يرفعكُم في زمان الافتقاد، مُلقينَ كلَّ همِّكُم عليه، لأنه هو يعتني بكم.كونوا مُتيقِّظينَ واسهروا. لأن إبليس عدوكم يجول كأسدٍ زائر، يلتمس مَن يبتلعه. فقاوموه، راسخينَ في الإيمان، عالمين أن نفس هذه الآلام تُجرَى على إخوتكم الذين في العالم. وإله كل نعمةٍ الذي دعاكُم إلى مجدهِ الأبديِّ في المسيح يسوع، بعدما تألَّمتُم يسيراً، هو يهيئكُم، ويثبِّتكُم، ويقوِّيكُم، ويمكِّنكُم. له السُّلطان والمجد إلى الأبد. آمين. بيد سِلوانُس الأخ الأمين، ـ كمـا أظُنُّ ـ كتبتُ إليكُم بكلماتٍ قليلةٍ واعظاً وشاهداً، أن هذه هيَ نعمة الله بالحق التي فيها تَقُومُونَ. تُسلِّم عليكُم الصِّديقة المُختارة التي في بابلون ( مصر )، ومرقس ابني. سلِّموا بعضُكُم على بعض بقبلة المحبَّة. السَّلامُ لكُم جميعاً أيُّها الذينَ في المسيح يسوع.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 20 : 17 ـ 38 )
    ومن ميليتس أَرسَل إلى أفسُس واستدعَى قسوس الكنيسة. فلمَّا جاءُوا إليه قال لهم: " أنتم تعلمون من أوَّل يوم دخلت آسيَّا، كيف كنت معكم كلَّ الزَّمان، أخدم الربَّ بكلِّ تواضع ودموع كثيرةٍ، وبتجارب أصابتني بمكائد اليهود. كما وإنَّني لم أَخْفِ شيئاً من الفوائد إلاَّ وأخبرتكم وعلَّمتـكم به جهراً وفي كلِّ بيتٍ، شاهداً لليهود واليونانيِّين بالتَّوبة التي لله والإيمان الذي بربِّنا يسوع المسيح. والآن ها أنا أذهب إلى أورشليم مُقيَّداً بالرُّوح، لا أعلم ماذا يُصيبني فيها. غير أن الرُّوح القـدس يشهد لي في كلِّ مدينةٍ: إن وُثُقاً وشدائد تنتظرني. ولكني لستُ أحتسب نفسي ثمينة عندي في شيءٍ، حتَّى أُتمِّم سعيي والخدمة التي أخذتها من الربِّ يسوع، لأشهد ببشارة نعمة الله. والآن ها أنا أعلم أنَّكم لا ترون وجهي بعد، أنتم جميعاً الذين مررت بينهم كارزاً بملكوت الله. لذلك أُشهِدكم اليوم هذا أنِّي بريءٌ من دمكم جميعاً، لأنِّي لم أُؤخِّر أن أُخبِركم بكلِّ مشيئة الله. احترزوا إذاً لأنفسكم ولجميع الرَّعيَّة التي أقامكم الرُّوح القدس فيها أساقفةً، لترعوا كنيسة الربِّ التي اقتناها بدمه بنفسـه. لأنِّي أعلم: أنه مِن بعد ذهـابي سـيدخل بينكم ذئابٌ خاطفةٌ لا تُشفِقُ على الرَّعيَّة. ومنكم أنتم سيقوم رجالٌ يتكلَّمون بأقوالٍ ملتويةٍ ليجتذبوا التَّلاميذ وراءَهم. لذلك اسهروا إذاً، مُتذكِّرين أنِّي ثلاث سنين ليلاً ونهاراً، لم أَفتُرْ عن أن أُعلِّم بدموع كلَّ واحدٍ. والآنَ أستودعكم يا إخوتي للربِّ ولكلمة نعمته، القادرة أن تُثبِّتكم وتُعطيكم ميراثاً مع جميع المُقدَّسين. فضَّة أو ذهب أو ثوب أحدٍ لم أشته. أنتم تعلمون أن حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان. في كل شيءٍ أريتكم أنَّه هكذا ينبغي أن نتعب ونُعضِّـد الضُّـعفاء مُتذكِّـرين كلمات الربِّ يسـوع لأنَّه قـال:" مغبوطٌ هو العطاء أكثر من الأخذ ". ولمَّا قال هذا جثا على رُكبتيه مع جميعهم وصلَّى. وكان بُكاءٌ عظيمٌ من الجميع، ووقعوا على عُنُق بولس وقبَّلوه وهم متوجِّعين، ولا سيَّما من الكلمة التي قالها: إنهم لن يروا وجهه أيضاً. ثُمَّ شيَّعوه إلى السَّفينة.
    ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين.)
    السنكسار
    اليوم الرابع عشر من شهر مسرى المبارك
    تذكارالآية التي صنعها اللـه بمدينة الإسكندرية على يد أنبا ثاوفيلس بابا الإسكندرية ( 23 )
    في هذا اليوم تعيد الكنيسة بتذكار الآية العظيمة التي صنعها اللـه في عهد القديس ثاوفيلس البابا الثالث والعشرين. وذلك أنه كان في مدينة الإسكندرية رجل يهودي اسمه فيلكسينوس. كان غنياً جداً وخائفاً من اللـه، وعاملاً بشريعة موسى، وكان في المدينة فقيران مسيحيان. فجدف أحدهما قائلاً: " لم نعبُد المسيح ونحن فقراء. وهذا اليهودي فيلكسينوس غني جداً؟ ". فأجابه الثاني قائلاً: " مال الدنيا ليس له عند اللـه حساب. ولو كان له حساب لمَّا كان أعطاه لعابدي الأوثان والزناة واللصوص والقتلة. فالأنبياء كانوا فقراء مضطهدين، وهكذا الرسل أيضاً. والرب يقول إخوتي الفقراء ".فلم يتركه عدو الخير يقبل شيئاً من قول رفيقه، فجاء إلى فيلكسينوس اليهودي، وسأله أن يقبله في خدمته. فقال له: " لا يحل أن يعاشرني إلا من يدين بديني. فإن كنت تريد صدقة أعطيتك ". فأجابه ذلك المسكين قائلاً: خذني عندك وأنا أعتنق دينك وأعمل جميع ما تأمرني به. فأخذه إلى مجمعهم. فسأله الرئيس أمام جماعة اليهود قائلاً: " أحقاً تجحد مسيحك وتصير يهودياً مثلنا؟ ". فقال: " نعم ". وهكذا جحد المخدوع المسيح الإله أمام جماعة اليهود، وأضاف إلى فقره في المال فقر الإيمان. فأمر الرئيس أن يعمل له صليب من خشب ودفعوا له قصبة عليها أسفنجة مملوءة خلاً ثم حربة، وقالوا له: " أبصق على هذا الصليب، وقدم له هذا الخل واطعنه بالحربة، وقل: طعنتك أيها المسيح ". ففعل كل ما أمروه به. وعندما طعن بيده الآثمة الصليب المجيد، سال منه دم وماء على الأرض. ثم سقط ذلك الجاحد ميتاً يابساً كأنه حجر. فاستولى الخوف على الحاضرين، وآمن كثيرون منهم وصاحوا قائلين: " واحد هو إله النصارى. نحن مؤمنون به ". ثم أخذوا من الدم ومسحوا به عيونهم ووجوههم. وأخذ أيضاً منه فيلكسينوس، ورش على ابنة له ولدت عمياء فأبصرت للوقت. فآمن هو وأهل بيته وكثيرون آخرون من اليهود. وبعد ذلك أعلموا البابا ثاوفيلس بذلك. فأخذ معه الأب كيرلس وجماعة من الكهنة والشعب، وأتى إلى مجمع اليهود وأبصر الصليب والدم والماء. فأخذ منه وتبارك وبارك الشعب أيضاً. ثم نزع الدم من الأرض، ووضعه في إناء للبركة، وأمر بحمل الصليب إلى الكنيسة وبعد أن أخذ إقرار الحاضرين بالإيمان، عمدهم باسم الآب والابن والروح القدس وباركهم، ثم مضوا إلى منازلهم شاكرين السيد المسيح وممجدين اسمه القدوس."لربنا المجد دائماً.آمين".

    مزمور القداس
    من مزامير أبينا داود النبي ( 72 : 17 ، 18 ، 21 )
    أَمسَكتَ بيدي اليُمنى. وبمشورتَكَ أهديتني وبالمجد قَبِلتَني. وأنا فخيرٌ لي الالتصاق باللهِ وأن أجعلَ على الربِّ اتكالي. لأُخبِرَ بكُلِّ تسابيحِكَ في أبوابِ ابنةِ صهيونَ. هللويا.
    إنجيل القداس
    من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 10 : 1 ـ 16 )
    " الحقَّ الحقَّ أقول لكم: إنَّ الذي لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف، بل يطلع من موضع آخر، فذاك سارقٌ ولصٌّ. وأمَّا الذي يدخل مِن الباب فهو راعي الخراف. لهذا يفتح البوَّاب، والخراف تسمع صوته، فيدعو خرافه بأسمائها ويخرجها. فإذا أخرج خرافه الخاصَّة يذهب أمامها والخراف تتبعه، لأنَّها تعرف صوته. وأمَّا الغريب فلا تتبعه بل تهرب منه، لأنَّها لا تعرف صوت الغريب ". هذا المَثَلُ قاله لهم يسوع، وأمَّا هم فلم يعرفوا لأي شيءٍ كان يُكلِّمهم.ثُمَّ قال لهم يسوع أيضاً: " الحقَّ الحقَّ أقول لكم: إنِّي أنا هو باب الخراف. جميعُ الذينَ أتوا قبلي هُم سُرَّاقٌ ولصوصٌ، ولكنَّ الخراف لم تسمع لهم. أنا هو باب الخراف. إن دخل بي أحدٌ فيَخلُصُ ويدخل ويخرج ويجد مرعىً. وأمَّا السَّارق لا يأتي إلاَّ ليسرق ويَذبح ويُهلِك، وأمَّا أنا فقد أتيتُ لتكون لهم حياةٌ وليكون لهم أفضلُ. أنا هو الرَّاعي الصَّالِح، والرَّاعي الصَّالِح يبذل نفسه عن الخرافِ. وأمَّا الَّذي هو أجيرٌ، وليسَ راعياً، الذي ليست الخرافُ له، فإذا رأى الذِّئب مُقبِلاً يهرب ويترك الخراف، فيخطفُ الذِّئبُ الخرافَ ويُبدِّدها. لأنَّه أجيرٌ، ولا يُبالي بالخرافِ. أمَّا أنا فإنِّي الرَّاعي الصَّالِح، وأعرِف خاصَّتي وخاصَّتي تعرفُني، كما أن الآبَ يعرفُني وأنا أعرفُ الآبَ أيضاً. وأنا أضعُ نفسي عن خرافي. ولي خرافٌ أُخَرُ ليست من هذه الحظيرةِ، ينبغي لي أن آتي بهؤلاء الأُخَر أيضاً فتسمعُ صوتي، وتكونُ رعيَّةٌ واحدةٌ لراعٍ واحـدٍ.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  


[رد على الموضوع] صفحة 13 „‰ 16:   <<  1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de