|
في جنح الظلام قبيل الفجر
|
اعلم تماما اني اكتب هذه الاسطر مدركا ان ازهار المروج لن تتفتح ولن تهتز عرائش القلب ولن يفوح البنفسج في صدري وانفاسي .. هذه المره ترتجف اصابعي ، تتلعثم كلماتي .. يمكن ان تتوارى الكثير من الاشياء في ظلمة الليل وسكونه .. مع ان الليل يخفي تحته الاشياء كالعباءه الا ان هذه الليله ستختلف عن سابقاتها .. دوت صرخة في الظلام .. ايقظت كل الحواس .. ارتعشت لها اوراق القلب ولفحتها رياح اللهفه .. من بين ظلام الليل وظلام الرحم خرجت بوجهها المشع لعب الشوق بشعيراتها قبل النسيم .. صرخت وكانها بتلك الصرخه تلعن الظلام وتحمد الله ان ابصرت النور..! تسعة اشهر وبضع ليالي قضتها في ظلام .. اليوم ابصرت الضياء .. ولكن لحظه .!! اين امي ..!؟ اين ابي ؟ اين الاهل ؟ الاقارب ؟ اين انا ؟ من انا ؟ لايهم .!! المهم اني خرجت من تلك الظلمه اللعينه .. ساخلد الى النوم سأغمض عيني قليلا .. ولكن مهلا ..!! اسمع هممات لابد انهم الاهل جاءو مرحبين بي .. ماهذه الاصوات لما كل هذا الهرج والمرج ..؟ ماذا ..!! يرموها عند شاطي البحر..!! يقتلوها ..!؟ يرموها في المرحاض ؟ من يعنون ؟ عن ماذا يتحدثون ؟ من يقصدون ؟ اين امي ..؟ اين ابي ..؟ لماذا لم تقبلني امي ..؟ لماذا لم يقبلني ابي ؟ الم يشتقاقوا الي.؟ الم يتلهفوا مجيئي ؟؟
لا يهم ..!! المهم اني خرجت من تلك الظلمه اللعينه .. ساخلد للنوم .. اغمضت عيناها الصغيرتان ، ارتسمت بسمه صغيره على شفتاها ، احاطتها هالة من براءة الاطفال .. نامت فرحة متفائلة دون ان يكون لديها أي سبب لذلك سوى فرحة خروجها من الظلام لم تفهم كيف يخيم الحزن فجأه في الصباحات او عند العشيات دون سبب ظاهر .. لو كانت تعلم من اين ياتي الحزن لاوصدت دونه الابواب ولما اذنت له بالدخول .. نامت وكل ما تتمناه ان يزورها الفرح وقت ما يشاء وكثيرا اذا امكن ..! حلمت باشواق اولئك الذين كانو ينتظرون قدومها حلمت باحضان امها تدفئها .. ولكن مهلا ..!! ماهذا ؟ انه الظلام مرة اخرى ، الظلام يغطيني .. اشعر بلسعات ..! اني اتألم ..!! ماهذا الذي يسري في جسدي .؟ ماهذا الذي يغطي وجهي ويتجول في اطرافي .؟ لماذا لا يوجد من يزيل عني هذه الالام ؟ اين ذهب الجميع .؟ اين امي ؟ اين ابي ؟ اين الاهل , الاقارب اين انا ؟ من انا ؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|