المقال قوي المحتوى، وفي الصميم واللغة رفيعة ومجوّدة، كعادتكم في ضبط الجودة..
وصحيح أن ضبط أمثال اؤلئك "الأثرياء الجدد" الذين باتت تصفعنا وجوههم يومياً من خلال شاشات الفضائيات من المرابين والسماسرة و تجار العملات أمرٌ مهم وواجب.
فأمثال هؤلاء اللصوص إن كانوا في دولة غير السودان فإن مكانهم الطبيعي إما أن يُعلقوا ويُخنقوا بتلك العمائم المتسخة بالسُحت ونهب المال العام فوق أعواد المشانق، أو وفي أفضل الاحتمالات، أن يُرمى بهم في أقبية السجون وعفنها وظلامها، بدلاً من أن تُسلط عليهم فلاشات الفضائيات وتقديمهم كأمثلة ونماذج يُقتدي بها.
رجال فسادهم تراكم في حجم الجبل، ومخازيهم عديدة تغطي الجبال، يُقدمون في الفضائيات السودانية، وفي حضور وصُحبة كبار كروش الدولة، ويُطلق على الواحد منهم لقب: (رجل البـِـر والإحسان). لا غرابة في ذلك، فنحن في زمن المخازي والمهازل، الزمن الذي نالت فيه الراقصة (فيفي عبده) و"بجدارة" لقب "الأم المثالية"!.
غير أن الذي أحزنني - أخي أبو جودة- هو أنك عُدتَ في نهاية مقالك تخاطب (علي بابا) السودان ليعالج الفساد وأنت تعلم أنه هو أس فساد السودان وراعيه.. فساد يُجمِع ويشهد عليه حتى بعض رفاقه من "الإسلاميين" بأنه ينخر بين جدران بيته إن لم يكن داخل غرفة نومه.
وقضايا الفساد بعضها مثبت بالأدلة القاطعة، وبعضه أحيل إلى مكتب (آل كابوني) ممهوراً بتوقيع النائب العام (كخط هيثرو مثلاً وغير ذلك من قضايا فساد أزكمت الأنوف) ..
كما أن ذلك (الأب الروحي) الذي تخاطبه أن يُصلح العطب كيف له أن يفعل ذلك وهو المعطوب والمزكوم بأنفلونزا الخنازير، وكيف لـ (آل كافوري) أن يعالج أمراً هو من صميم صنعه ومن لغوثة يديه، وكيف له أن يتخلص من العفن وهو غاطس في قاع العفن مع عدد من أفراد عائلته وبطانته؟!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة