|
Re: ختام دوري الوفاء للراحل ميرغني الشايب بميدان رابطة الصالحية وتحت رعاية اللجنة القومية (Re: ismeil abbas)
|
وتسلم إنتا يا إسماعين أخوي .. وشكراً على الملاحظة التي تشى باليقظة والحيوية طبعاً أخوك كتر عليه تشابه التواريخ والأسماء وهذا من علامات ضعف الساعة البيلوجية ولله الحمد ..
عندما سافر الراحل محجوب شريف للعلاج .. كتب له الراحل ميرغني الشايب ما يلي:
منذ عقود طويلة أصبح السودان مصدر أحزان وفواجع، واستطالت حوائط المبكى وانتصبت شواهد القبور في كل شارع وممشى، وقبور أخرى مجهولة بلا شواهد أو هوية. آثرنا نحن السلامة والخلاص الشخصي، ومارسنا النوستالجيا والاجترار المهين لمآثر غابرة، ونضالات دارسة، لعل في ذلك بعض العزاء عن الغياب الطويل والشعور الجارف بالذنب، إلا أن محجوباً نهض فوق كل ذلك سامقاً وشامخاً، ومعه رهط من الرفاق والأصدقاء. لم يثب إلى "السفن الغارقة والهاربة"، بل يمم وجه شطر المستقبل، وتأبط الشعر والوطن، ومضى موغلاً في الحلم واليقظة "وهزّ بالمنشور وبشّر" وهتف "أن أجمل الأطفال قادمون ساعة فساعة"، "ومكان السجن مستشفى" . هذا الوعي الشقي منذ اليفاعة، القابض على الجمر، القادم من "المدينة عرب" المنذور للأخطار والحرائق، لم يسقط في براثن الذات القاتلة، ولم يصغ إنتباهاً "لذهب المعز....."، رغم أن ذلك إغواء وإغراء لا يقاوم، في زمن الفاقة والمسغبة وضيق ذات اليد وانفراط عقد الرفاق. لك حبي يا صديقي الملحمي، وأعلم يقينا أنك ستعود من "الُلندرة" كما كان يردد صديقنا خالد الكد (خالد الحربي)، أكثر ألقاً وبريقاً وبهاءاً، ستعود "للجميلة المستحيلة"، وستمطرنا شعراً يلملم شتات نفوسنا، ويمنحنا القدرة على التماسك.
أما عند رحيل ميرغني الشايب فقد كتب محجوب شريف قصيدة بعنوان:
ميرغني الشايب وداعا يا الما عرف قلبك شوايب
|
|
|
|
|
|
|
|
|