|
Re: زهايمر الأصابع (Re: Ishraga Mustafa)
|
لم تشتعل اصابعها الا بحكاياتها والابتسامة العريضة .. ابتسمت وهى تسمع مناجاتي: {اصابعك التي تقطف ورد اليأس من وجهى ... ما اشهى الرقص... رقصة الفلامنغو التي اعشقها فقط حين تمضى اصابعك خطوة للأمام وارجع انا خطوتين للوراء... اشتهى اصابعك التي تحرضني ان امضى بخطوة واسعة نحو الازل.... اصابعك التي فلت الحزن من قلبي... اصابعك غرست اشجار الحزن في دربي... كل دروبي طاقات تتفجر نهرا تلو نهر... انا أنثى الانهار يا حبيبي.... اصابعك سر من اسرار الخلق واعادة التكوين... اصابعك امواج قلبي... قلبي امواج الدانوب الحزينة.. اصابعك التي تعيدني طفلة احبو على صدرك جديرة بالغناء وصليل النهر... نهر الوجود.. اصابعك التي وعدتني ذات قلق حياتي بانها سوف تمسح عن وجهى كل آثار الدموع التي انسكبت والتي سوف تفعل.. وما كنت تظن انها نفس الاصابع التي ستدر حليبها وملحها في عيوني. اصابعك حديقة غناء, تثمر في وجهى طفولتك وصباباتك وتقلبات طقسك وبين كل هذا تشهق شجرات قلبي بالحياة وتنتظر موتها واقفة. انام وعلى قلبي ابتسامة كلما مشت اصابعك {الهوينا} على وجهى... اصابعك سر الفلوات والضوء. كلما دنت قطوفها لدمعاتي.. كلما غرست ورده حمراء على خدى... كان صوتي يتهادى من المغارات البعيدة..}
نقراتها على المنضدة التي بيننا أعادتني من انسرابي.. ثلاثة وجوه حولنا.. صوت بنتها البالغة من العمر ستين عاما تناديها: ?Mama. Ich bin da? Wie geht’s dir
وكأنى اقول لأمي ايضا انا هنا.. كيف حال قلبك؟ رجلان في منتهى الخمسينات ومبتدأ الحياة اصابعها مازالت تهمى في المنضدة التي بيننا.. المرأة ذات التسعين شجرة تفاح كانت هنا.. فقط لترمى التحية لصغارها الذين صاروا كبارا في قطار الحياة.. ومازالت أصابعي ممسكة بخيط في الهواء.. خيط يتشظى بناري وأسئلتي وتنقر على الباب.. لا لتدخل.. بل لتمضى في سلام دروبها دون خذلان. تبا.. لقد قطعوا علينا خيوطنا وانسرابنا عبر مغارات الزمن.. هناك كان الزمن رحيما وبديعا وبسيطا هنا فاحت رائحة الادوية والاقطان المعقمة وهناك فاح في قلبي قطنك.. طويل التيلة.. فاحت اصابعك بسر حقول الليل ونقرات الشجن والفنتازيا و....و....مازالت أصابعي نملات تجوس في جسدك لتدخر فيه قمحاتنا لشتاء قادم.. حبيبي.. لقد نسيت اصبعى الصغير بين أصابعك الشهية و لا تنفك عن اصبعي {حلاوة حربة} الذى تركته لك مع سبق الاصرار والترصد لتسكت به قلقك الطفولي وتنام قليلا.... سيكتب كل فجر على ظهرك: الحب سيرتنا التى لن تنتهى... لا تخف ان شقاك الى نهرين.. عند تلك البؤرة سنلتقى حيث يهدر النهر بتوحده ,والسواحل باشواقها لتاتينك لا تغرق بل تغرقنا بالحياة الحياة اغنيه عذبة تنسرب بنا فى الفضاءات القصية..... هناك حيث عدت للتو من انسرابى.
|
|
|
|
|
|