|
الجماهير الاتحادية كيف يتم تمثيلها في المرحلة القادمة؟
|
الحوار المطروح الآن في الساحة السياسية السودانية ، القبول به أو رفضه سيان بالنسبة للجماهير الاتحادية العريضة المنتشرة في أرياف ومدن السودان. القيادات الاتحادية ، الرئاسة وقبلها الأمانة العامة كلاهما أصبحا جزءا من الحكومة وهي بالطبع الجهة التي تطرح الحوار .. والرئاسة والأمانة العامة كما هو معلوم مسجلتان في حزبين أحدهما استولى على اسم الحزب وسبق الآخرين بتسجيله ، والآخر تلكأ ثم عاد وسجّل مضيفا كلمة الأصل لاسم الحزب وبين الحزبين سيل من الاتهامات المتبادلة عن سرقة الحزب وممارسة الديكتاتورية داخل الحزب وغيرها من الاتهامات. وقامت أحزاب ومجموعات اتحادية أخرى لم تجد سبيلا للمعارضة الفاعلة ولم تجد أذنا صاغية من الحكومة . والصراع يدور بين طائفة الختمية ونخبة اتحادية ترى في قيادة الختمية ابتعادا عن المبادئ الديمقراطية للحزب العريق ، وتشكو انعدام المؤسسية والتوجه الأسري لتوريث قيادة الحزب . في حين أن قيادة الختمية تعتبر هؤلاء مارقين ومتمردين على القيادة وتتهم بعضهم بانهم سبقوها لكعكة السلطة حتى أصبحوا جزءا من الإنقاذ نفسها . وهناك نخبة تمردت على كل هؤلاء وبقيت تكون أحزابها ومجموعاتها ثم تنفضّ وتندمج وتتفرق من جديد وكل طرف مصرّ على موقفه ، فلا الرئاسة مستعدة لممارسة الديمقراطية ولا الأمانة العامة مستعدة للتنازل عما اعتبرته مكتسبات سياسية ومادية .. ولا المجموعات الأخرى مستعدة لتقديم التنازل ولا هي ايضا مستعدة لتصعيد الصراع حتى بلوغ غاية تخليص الحزب ممن اختطفوه. وبقيت الجماهير الاتحادية ساكنة كأنها أم لطفل مختطف ، تسعى لاسترداده بالصبر والحسنى ، وتتحاشى العنف والشدة خوفا على طفلها وليس خوفا ممن اختطفوه وهذه الجماعير ليست قابعة في أعماق الاستكانة السياسية ، لكنها تمارس نضالها اليومي مع بقية الشعب السوداني أو ما يمكن أن نطلق عليها الأغلبية الصامتة وفي صمتها كلام كثير والقيادة بكل انقساماتها لا تمثل هذه الجماهير ، بل وكما يبدو أن الرئاسة والأمانة العامة كلاهما لا يحتاجان لحوار مع الحكومة . فكيف يحاور الجزء الكل؟ أما بقية المجموعات الاتحادية بالرغم من انها في الفهم العام ربما كانت تحمل بعض قناعات الجماهير الاتحادية إلا أنها ضعيفة وليست لديها المقدرة على انتزاع التفويض الجماهيري ، كما أن الحكومة ليست حريصة على إقامة حوار مع هذه المجموعات لصغرها وتفرقها .ولعلمها بضعف سندها الجماهيري . والأدهى أن تجمع المعارضة ايضا لا يقبل هذه المجموعات باعتبارها مجموعات ضرار تنفر مجموعة الرئاسة أو قيادة الختمية وتباعد بينها وبين التجمع . إذن من هو المتحدث باسم الجماهير الاتحادية ؟ وما هو موقف هذه الجماهير من القبول بالحوار أو رفضه ؟ وما هو الدور الذي ستقوم به الجماهير الاتحادية في مستقبل السودان السياسي؟
|
|
|
|
|
|