|
Re: يا ريت نقرأ تحليل من طرف محايد .. لماذا فشلت محادثات أديس أبابا بين الحركة الشعبية وبين الحكومة (Re: cantona_1)
|
تحياتي علي المفاوضات لم تفشل ولكن أجلت لعشرة ايام لدراسة مقترح توفيقي قدم من امبيكي يعود الطرفان بعدها لمعاودة المفاوضات لكن الواضح الان ان المواقف متباعدة والثقة غير متوفرة وعادة دي بتعتبر جولة استكشافية اي طرف عايز يعرف الطرف الاخر سقفه الاعلى شنو عشان يبني عليها استراتيجية التفاوض وايضا استكشافية للوسيط الدولي ان يعرف مواقف الطرفين ليسهل عليه تقديم مقترح وسط يجمع بين الاثنين وبرضك يمكن تكون تكتيك لكسب مزيد من النقاط ووضع طرف تحت الضغط لا تتوقع ان يتفق الطرفان من اول جولة او حتى ثاني جولة ربما في الجولة القادمة يتفق على بعض النقاط ويتم تاجيل اخر لجولة اخرى المرحلة الاهم هي مرحلة بناء الثقة بين الاطراف ودي حتحتاج زمن يعني اتوقع ان يتفق الطرفان في الجولة القادة على وقف اطلاق نار لاسباب تسهيل عملية الاغاثة بعد ان يتفق الطرفان على كيفية ادراة العملية وربما يعهد مهمة تنفيذها الى طرف محايد بمراقبة مشتركة من الطرفين وهذه هي الية بناء الثقة بين الطرفين يمكن بعدها تقديم مقترحات اخرى في الجانب السياسي والامني الوضع الان هو كما يلي : الحركة الشعبية ترى ان الاحتياجات الانسانية لها الاولوية وكذلك المجتمع الدولي والحكومة ايضا موافقة على هذا ولكن الاختلاف في طريقة تنفيذ امدادات الاغاثة حيث ترى الحكومة ان يكون عن طريقها هي خوفا من ان تستغل الامدادات في تشوين الحركة الشعبية والحركة الشعبية لا تثق في المنظمات الحكومية وتعتبرها جزء من النظام وان الحكومة ستستغل هذا المدخل لتحقيق اهداف سياسية واستخبارية والحقيقة ان تجارب حرب الجنوب تعطي مبرر للاثنين في عدم الثقة في الطرف الاخر فقد استغلت الحركة الشعبية منظمات الاغاثة في امداد قواتها وكذلك الحكومة السودانية استغلت المنظمات الانسانية لاهداف امنية واستخبارية ويوجد ادلة كثيرة على ذلك وكذلك سجلت حالات منع امداد اغثي لمناطق تعتبر داعمة للطرف الاخر الانقاذ اول ما جات حولت الهلال الاحمر الى ذراع لجهاز الامن ودفعت اليه بكثير من كوادرها الامنية وكذلك كمنظف للارض بعد العمليات العسكرية لاخفاء الجرائم التي ترتكبها القوات الحكومية ومليشيات الدفاع الشعبي نقطة اخرى الحركة تريد الاحتفاظ بجيشها كضمان لها في حالة نكوص الحكومة عن تنفيذ الاتفاق في لحظة والحكومة رايها ان يحل الجيش الشعبي في زمن اقصاه ستين يوما انعدام الثقة بين الطرفين يقف عائقا هنا والحقيقة ان وجود طرفين يحملان السلاح ليس وضعا جيدا على الاطلاق ولكن المؤتمر الوطني تعود الا يلتزم بوعوده الا تحت ضغط السلاح وهم عادة لا يفاوضون الا من يرفع في وجههم السلاح يتوقع في جولة اخرى ان تقبل الحكومة بوضع مماثل لنيفاشا بحيث يحتفظ كل طرف بقواته لوقت معين ومن ثم يصار الى تفكيكها واحتكار السلاح للدولة فقط وهو الوضع الطبيعي الحركة تطالب بحكومة انتقالية لمدة ثلاثين شهرا ومناقشة القضايا على اساس قومي حيث ان المشكلة في السودان جذورها واحدة (مركز متسلط على هامش مضطهد) الحكومة لا توافق على هذا المقترح وترى ان تتقاسم السلطة مع الحركة الشعبية بنفس نسب نيفاشا ولكن هناك اطراف اخرى تعقد المسالة وهم حلفاء الحركة الشعبية من حركات دارفور والحكومة والحركة الاثنان سيماطلون في هذا الامر حتى تحقيق اختراق في جانب مهمة بن شمباز مع حركات دارفور ودخولها في عملية تفاوض جادة في الدوحة خاصة بعد نجاحه في جمع جميع اطراف الحراك الدارفوري المسلح (عبد الواحد وجبريل ومناوي ) في اجتماع واحد وخروجهم ببيان يبدو جيدا وهو قبولهم لمبدا الحل السياسي للازمة نقطة اخرى الحكومة ترى ان جلوسها للمفاوضات مع الحركة الشعبية هو استجابة لقرار مجلس الامن 2046 والذي يتكلم عن مشكلة جنوب كردفان والنيل الازرق الحركة ترى ان يكون اساس التفاوض هو الاتفاق الاطاري الموقع بين نافع وعقار في 2011 الامر هنا مسالة مناورات ليس الا ومحاولة لكسب الزمن ووضع ضغوط على طرف دون الاخر فالقرار الدولي ليس قرآنا يتلى ولا انجيلا يتعبد به وكذلك اتفاق نافع عقار فالمجتمع الدولي سيرتضي ما يتفق عليه الطرفان طبعا لا يمكن ان نقول ان المفاوضات فشلت او انهارت بل ان مجرد جلوس الطرفين للتفاوض هو نجاح وتحرك من المواقف القديمة وان كان طفيفا ولكن سيثمر في القريب فالطرفين وصلا الى قناعة انه لا حل الا الحل السياسي الحركة الشعبية فقدت حليفها دولة جنوب السودان المشغول بنفسه والحكومة السودانية كل تنتقل الى مربع فشل اقتصادي وسياسي وامني جديد ويتوقع ان تفشل حتى في تسديد مرتبات الموظفين في حال استمر الانفاق العسكري بالمعدل الحالي وارتفاع معدلات التضخم اتمنى ان اكون قدمت لك رؤية محايدة :)
|
|
|
|
|
|
|
|
|