|
Re: how to live with a life-threatening illness...كيف تتعايش مع مرض مهدد للحياة؟ (Re: احمد سيد احمد)
|
عندما رجع "كيلي" منزله بعد ان عرف مرضه ظل وحيدا في غرفة صغيرة تحت الدرج, لا يتكلم – لا يقرأ ولا يكتب ولا يشاهد التلفزيون. جلس هناك محاولا التعامل مع فكرة ان اطفاله سينشئون بدون وجده معهم , كما ان زوجته هي التي ستكون دعامة الاسرة بدون وجوده معها للمساعدة. عندما كان يستيقظ في الصباح كان يتمنى ان لو كان سرطانه هذا مجرد حلم مزعج. علقت الكآبة على الجو الاسري, رغم ان كلمة سرطان لم تذكر ابداً. صنع الصمت حاجزا بينهم, حاجبا كل تعابير التعاطف الطبيعية , القلق والكآبة. "مارك" ذو ال 13 عاما اصبح متجهماً , بينما صار "لوري" ذو الـ 8 سنوات في هدوء تام وخفوت. اما "تامي" ذات الـ 12 سنة فأصبحت تأتي بكروت التقارير الانذارية من المدرسة وذلك لأنها كانت تعاني من مشكلة عدم التركيز. في الحقيقة , لم يعد لحياتهم السابقة أي اثر ظاهر. معظم اصدقاء "كيلي" جنحوا بعيدا عنه عندما علموا انه كان يموت. ظهر تغير ايجابي في الملامح الخارجية لـ "كيلي" اثناء عودته وزوجته "واندا" للبيت من اول جلسة علاج كيميائي كان ذلك في احد تلك الايام الخريفية المشرقة, حيث لمعت اوراق الاشجار باللون البرتقالي , الاصفر والاحمر وذلك بسبب ضوء الشمس الساقط عليها. حطت الطيور السوداء ذات الاجنحة الحمراء على الاسوار , وكان المزارعون خارج حقولهم للتحضير لموسم زراعي آخر. كان كل العالم حول "كيلي" يزخر بالحياة , وادرك "كيلي" انه مازال جزءاً من هذا العالم. قال "كيلي" لزوجته "واندا" هاتفاً " دعينا نذهب الى البيت ونأكل "الشواء" . "فقد طال بنا الزمن من آخر مرة اكلنا فيها الشواء" . اظهرت "واندا" ابتسامة موافقة. اخبر "كيلي" زوجته "واندا" انه ادرك ان اطفاله سيكونون في وضع افضل عند اخبارهم بحقيقة ما يعانيه, لذلك فقد خطط ان يخبرهم. في تلك الليلة, وبعد اكل الشواء اخذ "كيلي" اطفاله الثلاث للخارج وجلسوا خلف الشرفة واخبرهم بكل ما يستطيع من لطف انه مصاب بالسرطان, والذى سيؤدي في النهاية الى وفاته على الارجح. بدأ كلٌ من "تامي" و"لوري" في البكاء, بينما ظل "مارك" بلا حركة. "اسمعوا", قالها "كيلي", "انني اخضع للعلاج . سوف اظل حياً لأطول مدة ممكنة لي. اود منكم مساعدتي للعيش مع السرطان ستكون هناك ايام سيئة لنا , لكن يمكننا ان نجد ايام سعيدة ايضا. لا ينبغي لنا ان نحب الموت, لكن ينبغي ان لا نكون مرعوبين بسببه. بمجرد تلقيهم للصدمة الابتدائية, بدا وكأن الصبية قد تأقلموا مع مرض والدهم. معرفة انهم ربما يفقدونه جعلتهم اكثر انفتاحا في حنانهم له.
|
|
|
|
|
|