الأستاذ محمود محمد طه: يا ابا العركي "البخيييييت": سيد التوب "أصيل" كيفنو؟؟!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 05:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-16-2014, 01:03 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأستاذ محمود محمد طه: يا ابا العركي "البخيييييت": سيد التوب "أصيل" كيفنو؟؟!!

    cl_ustaz_75.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    شفت التوب وما لاقاني اجمل منو
    سيد التوب "أصيل" كيفنو


    وَلا صِرَاخُ العَالَمِ .. كُلِّهِ؟!

    الإثنين
    غداة إعدام الشهيد محمود ضحى السابع عشر من يناير عام 1985م، جاءني صديقي الموسيقار المغني أبو عركي البخيت مُشوَّش الشَّعر، مُجعَّد الثوب، مُسهَّد الرُّوح، متورِّم العينين، دامع الفؤاد، مُحتقباً عوده الفصيح، وشفافيَّته الثوريَّة، واختياراته الباذخة، ورهاناته التي لا تخيب قط، وجلس في ركن الغرفة يُسمِعني، كما (زرقاء اليمامة)، لحناً ظلَّ عاكفاً عليه طوال ليلة البارحة، وقد تجافى جنباه، في سبيل ذلك، عن مضجعهما، وجافت عيناه الكرى وجافاهما.
    ما كاد عركي يطلق لحنجرته العنان، ويتوغل في الاغنية ـ النبوءة، حتى أخذ الكون كله يستحيل، رويداً رويداً، إلى كرة من البللور، وعركي إلى كائن أثيري، وأنا نفسي إلى شبكة من الاعصاب العارية المشدودة، فقد اقشعرَّ بدني، وقفَّ شَعر رأسي، وتحشدت دمدمة العواصف في أذنيَّ، ووجيب (الجلجلة) تحت قدميَّ، وإذا بكلمات الفيتوري التي كان نضَّدها قبل ذلك بما يناهز العشرين سنة كأنْ لم تولد إلا في تلك اللحظة، بل كأنْ لم تولد إلا لأجل تلك اللحظة:
    ـ "أرضُكَ ظمأى/ والخريفُ شَحَّ هذا العامْ/ والمتسوِّلونَ يزحفون، والاقزامْ/ يُعَربدونَ في حُطام المَملكة/ يا ملِكاً مُتَوَّجاً على حُطامْ/ يا قائِداً بغَير مَعْرَكة/ هذا أوانُ المَعْرَكة"!

    كمال الجزولي صحيفة أجراس الحرية
                  

01-17-2014, 06:41 AM

باسط المكي
<aباسط المكي
تاريخ التسجيل: 01-14-2009
مجموع المشاركات: 5473

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: يا ابا العركي andquot;البخيييييتandquot;: سيد التوب andquot;أصيلandquot; كيفنو؟؟ (Re: عبدالله عثمان)

    التحية لك ولعركي الانسان
    الف رحمة ونور علي روح الاستاذ
                  

01-17-2014, 09:13 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: يا ابا العركي andquot;البخيييييتandquot;: سيد التوب andquot;أصيلandquot; (Re: باسط المكي)

    تسلم يا باسط يا مكي
    خريطة السودان وهي مكتملة عندك تفرح وترد الروح وهذا هو ما سعى له الأستاذ
    دار في الحضرة لابس الأثواب
    لي به نظرة وهي فتح الباب


    sudan20sudan20sudan1.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

01-17-2014, 09:17 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: يا ابا العركي andquot;البخيييييتandquot;: سيد التوب andquot;أصيلandquot; (Re: عبدالله عثمان)

    هذه أثوابهم والحلل
    ليت شعري أين قومي نزلو
    نزلوا بالشعب من كاظمة
    هي قلبي والحشا والمقل

    sudan20sudan20sudan2.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

01-17-2014, 09:21 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: يا ابا العركي andquot;البخيييييتandquot;: سيد التوب andquot;أصيلandquot; (Re: عبدالله عثمان)

    هو رب منه قهر لابس الثوب المزوّق

    وفي رواية "المذّوق" ولآهل "الذوق" فيها أذواق ولا يزيغ عنها الا من عميت منه المقل

    Alustazsudan255B1sudan255D.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

01-18-2014, 07:45 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: يا ابا العركي andquot;البخيييييتandquot;: سيد التوب andquot;أصيلandquot; (Re: عبدالله عثمان)

    asim.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    جاء في كتاب (مطمع الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل الأندلس) صفحة153
    علم الأعلام الطاهر الأثواب الباهر الألباب الذي أنسى ذكاء إياس وترك التقليد للقياس وأنتج الفرع من الأصل
                  

01-18-2014, 09:32 AM

د.أحمد الحسين
<aد.أحمد الحسين
تاريخ التسجيل: 03-17-2003
مجموع المشاركات: 3265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: يا ابا العركي andquot;البخيييييتandquot;: سيد التوب andquot;أصيلandquot; (Re: عبدالله عثمان)

    فى حجيرته
    ( أو " الغاسلة " كما أسماها شيخ ابراهيم يوسف )

    وذكرت أياماً..!
    وكنت بقربكم أحيا
    وأغرف من روائعكم
    وأملأ راحتى ألقاً
    وأسرح فى خمائلكم
    وأشرق بالرضى صبا
    وكان الله فى القلب
    أضعت الروح والقلبا
    وكان القلب مشكاة
    فلا شرقاً... ولا غرباً
    وكنت أتيه فى روض
    وكانت مهجتى ترقى
    وزاملتى ... مطوعة
    وتطوى ... الدرب والدربا
    وكان السيد الأعلى
    رقيقاً ... رائعاً... سلسا
    يمهد دربنا أهلاً
    يقدم نفسه سهلا
    وكان السيد الأعلى
    منابع رحمة تترى
    على العباد تملأهم
    فيغدو بعدهم قربا
    وأدخل فى " حجيرته "
    حزيناً ... دامعاً ... أرقا
    يحط يداً على كتفى
    يزيل الهم والكربا
    ويمنع عنى الغم
    إذا ما جيئت مضطربا
    ويجلسنى على نور
    فيرقص داخلى طربا
    يسآئلنى عن الأهل
    وكان الأهل والصحبا
    وأخرج من " حجيرته "
    ويكسونى الرضى ثوبا
    ومأخوذاً بهيبته
    تضئ سريرتى مددا
    له الأشواق أرفعها
    وطاب مديحه رطبا
    وطاب مديحه ذكراً
    وطابت ذكرة عطره
    ويكفينى به حسباً
    ويكفى فكره نسبا
    ويكفى حوضه دارا
                  

01-18-2014, 03:45 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: يا ابا العركي andquot;البخيييييتandquot;: سيد التوب andquot;أصيلandquot; (Re: د.أحمد الحسين)

    يا كبييييييييييييييييييييييييييييييرنا
    Quote: ويكسونى الرضى ثوبا
    ومأخوذاً بهيبته
    تضئ سريرتى مددا
    له الأشواق أرفعها

                  

01-18-2014, 04:22 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: يا ابا العركي andquot;البخيييييتandquot;: سيد التوب andquot;أصيلandquot; (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: كتب علي ابوسن في المجذوب والذكريات:
    ولقد تمنيت أن لو عاش المجذوب ليشهد الإحتفال الضخم الذى أقمناه عبر اسبوع كامل بنادي الأساتذة، تخليدا لذكرى الشهيد محمود محمد طه، وكان احتفالا ذا طابع "سنابي" إذ قدّم متحدثيه د. عدلان الحردلو أبوسن، وكن أنا أول المتحدثين. وقد شعر كلانا بانتماء محمود الكامل الينا، وانتمائنا اليه، فكرا وروحا وبلدا وتقاليدا، فقد كان الشهيد يلبس الثوب كأهلنا


    ===
    المشهد التم في 18 يناير في كوبر دة، شفتو في رؤيا بدري ... أشوف الناس واقفين تلاتة دوائر .. الجمهوريين في الدائرة التالتة الخارجية .. ساحة مستطيلة زي بتاعت كوبر التم فيها التنفيذ دي... تجي طيارة تنزل أشوف الأستاذ بي توبو وعراقيهو ركب فيها وطارت في الجو ... بكيت بكاء شديد حتى وراي استاذ سعيد دة بدأ يربت على ضهري محاول يهديني ويقول يا أحمد انحنا ما اسمتعتنا بيهو كتير .. الغريب أشوف في الرؤيا ركب معاهو في نفس الطائرة زول واحد بس وهو الشيخ محمد أحمد ابو سن* ... بعرفو من بدري وكان اول وزير للشئون الإجتماعية في أول حكومة بعد الاستقلال ... الأغرب انو ي بعد يوم يومين من الأحتفال بالذكرى الأولى أو التانية للتنفيذ استمعت للنشرة في الراديو سمعت نعي من رئاسة الجمهورية للشيخ محمد أحمد ابو سن ... غريبة مش كدي؟؟!!
    بتصرّف مما يحكي الأستاذ أحمد عبدالرحمن العجب ...
    كتب معتصم سليمان
    Quote: الشيخ محمد أحمد أبو سن
    حديثنا اليوم عن محمد أحمد أبوسن رحمه الله .. ومحمد أحمد لا أتحدث عنه كوزير في أوائل الحكم الوطني ، ولا كشيخ لمشايخ الخطوط الأربعة التي تتكون منها سلطته الإدارية الأهلية التي ورثها عن آباءه و أجداده في كلاً من رفاعة أبوسن و بطانة أبوسن .. و إنما أريد أن أتحدث عن بعض من صفاته في حدود معرفتي لأبناء هذا الجيل المتطلع للإلمام بصفات الأخيار و التأسي بهم .. عرفته عندما كان يأتي لزيارة عمه الشيخ عبدالله أبوسن و يتوقف في قريتنا الصغيرة " ودقراص " للسلام على شيخنا الفكي وقيع الله و من معه ثم يذهب لبيت حبوبتنا ( آمنه أحمد بركات ) زوجة عمه الشيخ عوض الكريم أبوسن رحمه الله .... فتقول حبوبتنا : دي المَحَـنّـة ..و يقال أنها سألوها عندما أرادوا أن يعطوها مثل غيرها من زوجات الشيخ ، قالت مادايرة أي شيء غير المحنة مع الـسِـناب .. !! و مع ذلك أعطوها و ظلوا يواصلوها رحمة الله عليها .. كان الشيخ يتميز بسعة الصدر .. و الحديث القليل فيما ينفع الناس .. و يجبر الخواطر و يلاطف العــامة ، و ينصح من يستشيره .. كانت له أفكاره و رؤاه الموروثة و المكتسبة عن علم و معرفة .. و مع كل هذا كان متواضعاً يجلس حيث يجلس من معه أو معهم من الناس .. وكان على لبسه المعروف الثوب و العمامة و هو " الوزير " .. مثل لبس آباءه و أجداده .. رحمه الله و بارك في أبناءه و وفق ابنه " عبد الله " في تحمل عبء المسؤولية التي و رثها إرثاً و كسباً في مجالات عمله بعد تخرجه من جامعة الخرطوم ..
                  

01-18-2014, 04:46 PM

Adel Mohammed Abdulrahman
<aAdel Mohammed Abdulrahman
تاريخ التسجيل: 05-03-2013
مجموع المشاركات: 143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: يا ابا العركي andquot;البخيييييتandquot;: سيد التوب andquot;أصيلandquot; كيفنو؟؟ (Re: عبدالله عثمان)

    Quote:
    شفت التوب وما لاقاني اجمل منو
    سيد التوب "أصيل" كيفن

    يا سلام يا استاذ عبدالله ود عثمان
    لم اري في حياتي اجمل من هذا التوب ،وبطبع روح صاحب التوب وهوالذي جعل هذا التوب الابيض اجمل
    ولا اغنية اجمل من هذه الاغنية
    واصيل كيفن حسم كل شي والعندو واحد زي الاستاذ علي قيد الحياة اليورني بس ما يكون كلام جرائد
                  

01-19-2014, 08:14 AM

د.أحمد الحسين
<aد.أحمد الحسين
تاريخ التسجيل: 03-17-2003
مجموع المشاركات: 3265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: يا ابا العركي andquot;البخيييييتandquot;: سيد التوب andquot;أصيلandquot; (Re: Adel Mohammed Abdulrahman)

    فوق
                  

01-20-2014, 06:55 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: يا ابا العركي andquot;البخيييييتandquot;: سيد التوب andquot;أصيلandquot; (Re: د.أحمد الحسين)

    تسلم يا كبير(نا)
    مضى طاهر الأثواب لم تبق روضة غداة ثوى إلا اشـتهت أنها قبر

    v1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    مقال الدكتور منصور خالد حول إعدام المفكر / محمود محمد طه

    جريدة السياسة الكويتية
    يناير 1985
    Quote: وقد كان فوت الموت ســهلا فرده إليه الحفاظ المر والخلق الوعـر
    فأثبت في مستنقع المـوت رجلـه وقال لها من تحت أخمصك الحشر
    غدا غدوة والحمد نسـج ردائــه فلم ينصرف إلا وأكفانه الأجـر
    مضى طاهر الأثواب لم تبق روضة غداة ثوى إلا اشـتهت أنها قبر

    وما كان لمحمود أن يرد عنه غائلة الموت بالجزع، فما جزع من المصائب إلا من اتهم ربه.. وما كان ليدفع عنه البلوى بالانخزال أمام المهووسين، وبدع الدجاجلة، واضطغان الذين ما استطاعوا عبر ما يقارب نصف قرن من الزمان أن يجابهوا الرأي برأي أوثق.. فإن فعل خان ماضيه، وتنكَّر لتعاليمه، وقد عرف الناس الراحل الكريم، على لينِ عريكتِه، رجلاً أصمعيَّ الفؤاد، صلب القناة.. إن الذي يأبى على نفسه من الدنيا الفضول - ولا يطلع غيره على ما لا يعلمه عنه إلا الله، لا ينكسر أمام الموت كما يفعل "إمام" آخر الزمان الذي أكداه السعي وراء الحياة، فراراً في كل معركة، ولواذاً عند كل لقاء، وتهالكاً أمام كل مجابهة، فأين مروءة محمود من مِرائه، وأين حلم محمود من غلوائه، وأين تواضع محمود من خيلائه، وأين جرأة محمود من انخزاله وانزوائه..

    إن اغتيال محمود محمد طه، شهيد الفكر، لرزءٌ أكبر من أن توفيه الدموع السواجم. وما اغتال محموداً دهرٌ خئون، وإنما انتاشته سهام صدئة، أطلقها قضاة تالفون، ودعاة عاطبون، وحاكم فاجر، معتل العقل، آن له أن يلجم..

    لقد ذهب محمودٌ إلى رحاب سنية، وجنابٍ حانٍ، وهو راضٍ، وكيف لا يرضى بذلك، الرجل الذي يودع فلذة كبده، وعينه لا تدمع، وهو يقول لمن جاء لعزائه "لقد ذهب ابني إلى أبٍ أرحم"!! نعم! ذهب محمود إلى ذاك الأب الأرحم، وبقينا نحن في خُلْف شعورٍ وزمانٍ عقيمٍ عقم الخصي الأوكع الذي قتل أباً شجاعاً فتاكاً - نعم! بقينا نحن في زمان كزمان الصوفي المتبتل أبوبكر الواصلي، زمانٌ ليس فيه آداب الإسلام، ولا أخلاق الجاهلية، ولا أحلام ذوي المروءة، فما أشد أهل السودان اليوم حاجةً، وقد استبدت بهم الدواهي العظام، والكروب العضال إلى ذوي الرأي السديد والعزم الحديد.. أوغبن في الرأي وخورٌ في العزيمة؟! معاذ الله!

    لقد كانت دعوة محمود، على اختلاف الرأي حولها، دعوة مفكر حر، ما حمل يوماً عصا، حتى ليتوكأ عليها وهو الشيخ الذي قارب الثمانين، وكانت رسالته لمثقفي السودان، الذين أجدبت فيهم الأفئدة، وظمئت العقول، وأظلمت الألباب، كانت رسالته للمثقفين حتى يملكوا زمام أمرهم، ويوغلوا في دينهم المتين برفق، بدلاً لتركه للسفلة، السقاط، من المتاجرين بالدين والمطمورين بالخرافة، والمبخوسين حظاً بين الناس يوم قسمت العقول..

    وفي البدء كانت الكلمة، وقد بدأ محمود كلمته بالدعوة لخلق الجمال "لأن الله جميل يحب الجمال" ولا مكان للحب والجمال في نفوس الحاقدين والحاسدين، ناهيك عن القتلة السفاحين، وقد كتب شهيد الفكر في أول عدد من الصحيفة "الجمهورية" في الخامس عشر من يناير 1954 تحت عنوان "خلق الجمال":

    ((نحن نبشر بعالم جديد، وندعو إلى سبيل تحقيقه، ونزعم أنا نعرف ذلك السبيل، معرفةً عملية، أما ذلك العالم الجديد، فهو عالمٌ يسكنه رجالٌ ونساءٌ أحرار، قد برئت صدورهم من الغل والحقد، وسلمت عقولهم من السخف والخرافات، فهم في جميع أقطار هذا الكوكب، متآخون، متحابون، متساعدون، قد وظفوا أنفسهم لخلق الجمال في أنفسهم وفيما حولهم من الأشياء، فأصبحوا بذلك سادة هذا الكوكب، تسمو بهم الحياة فيه سمتاً فوق سمت، حتى تصبح وكأنها الروضة المونقة، تتفتح كل يوم عن جديد من الزهر، وجديد من الثمر))

    ففي البدء كانت هذه الكلمة، التي تدعو لعالم لحمته الحرية، وسداه الحب، ولا حرية مع الطغيان والخرافة، ولا حب مع الغل والحقد. وما قال محمود شهيد الفكر بأنه يعرف هذا العهد الجديد، كما يردد الأدعياء القاصرين، الذين يسعون لكتابة الفصل الأخير من تاريخ الإنسان، وإنما قال "نحن نبشر به"، وما قال محمود بأنه سيخلق هذا العالم الجديد الحافل بالزهر والثمر، كما يدعي الذين يتحدثون عن البعث الجديد وهم يذلون البشر بالتبول على رؤوسهم، وإنما قال "نحن ندعو إلى سبيل تحقيقه"، وما قال محمود وهو الأديب الأريب، لا الثأثأ الفأفأ، بأنه سيد العارفين الذي لا تكتنف دعاويه ذرة من شك، وإنما قال "إنا نعرف ذلك السبيل". ومن أجل كل هذا أحب الناس محموداً مع اختلافهم عليه. كان هذا هو البدء، ثم مضى في أخريات أيامه، - عوداً على البدء- يدعو مثقفي السودان للحوار الفكري، الحر الطليق، حول أمور دينهم ودنياهم، بدلاً من تركها للموميات المحنطة، والمنافقين المتكذبين باسم الإسلام. فقد عرف أهل السودان، كما عرفنا الدعاة الأطهار، وقد خلت نفوسهم من الغل، وسلمت أفئدتهم من الحسد، وطهرت ألسنتهم من الإسفاف، وتجافت أرواحهم عرض الدنيا الزائل، لا كشاف أئمة آخر الزمان الذين ما تركوا معصية إلا وولغوا فيها. ومن هذا رسالته (( النهج الإسلامي والدعاة السلفيون)) ديسمبر 1980 والتي جاء فيها:

    (( إن على المثقفين ألا يتركوا ساحة الفكر، لعقليات تريد أن تنقل تحجرها إلى الحياة باسم الدين، وتريد أن تصفي باسم تحكيم الإسلام سائر مكتسبات هذا الشعب التقدمية التي حققتها طلائـعه المثقفة عبر صراعها الطويل من أجل الحرية والمساواة، ثم على المثقفين أن يتخلصـوا من مواقفهم السلبية المعهودة نحو مسألة الدين فيكسروا الاحتكار الذي ضربه الدعـاة الدينيون حول الدين. إن المثقفين، في الحقيقة، لهم أولى بالدين من هؤلاء الدعاة الأدعياء الذين حجَّروا، وجمَّدوا الدين، ذلك بأن المثقفين يمثلون روح العصر، بأكثر مما يمثلها هؤلاء)).

    لقد أحسن شهيد الفكر الظن بدعوة نميري للإسلام، وما كانت تلك الدعوة إلا كلمة حق أريد بها باطل، فما أراد النميري الإسلام إلا سوط عذاب، وآلة تعذيب يقهر بها الخصم، ويروع بها المناهض. وما كان لذي الصبوات في شبابه، والنزوات في كهولته أن يفعل غير هذا، بل ما كان غريباً - والحال هذه- أن يمضي صاحب الدعوة المزعومة للبعث الإسلامي، دافعاً بالسودان إلى بدعٍ لم تعرفها الدولة الإسلامية إلا في عهود الانحطاط التتري والشعوذة الأيوبية، والطغيان المملوكي.. فما عاد الإسلام هو الإسلام، ولا أصبح السودان هو السودان، ودون الناس هذه المخلوقات الديناصورية التي أخرجها النميري من حظائرها. والتي لا مكان لها في عالم اليوم، إلا في متاحف التاريخ الطبيعي.. كما أحسن شهيد الفكر الظن بمثقفي السودان وهو يستحثهم للدفاع عن حقـهم في الحياة، وفي التفكير، وفي الإرادة الحرة الطليقة، فوقفوا - أغلبهم ذاهلين- أمام بدع الجاهلية، وضلالات المهووسين وتقحم المتفيقهين.. وكل ذلك باسم الدين، والدين منهم براء!! ومع كل هذا الهوس والتعصب المذموم، المزعوم، صمت هؤلاء الأدعياء المنافقون على انتهاب بيت المال على يد خازنه، وصمتوا على بيع ديار المسلمين في مزاد مقفول لمشترٍ واحد هو "الخاشقجي"، وصمتوا على تجاوز الحاكم لأحكام السماء في تعامله مع ذوي البأس من غير المسلمين، كما فعل مع المصارف الأجنبية حول الربا، وصمتوا على هرطقة الحاكم وهو يساوي نفسه بالرسول الكريم، عليه أفضل الصلوات، وصمتوا على تجاسر الحاكم وهو يفترض لنفسه عصمة في دستور حاكه بيده، والعصمة لم يعرفها الإسلام إلا لمحمد صلَّى الله عليه وسلَّم، وقد عصمه بارئه، وصمتوا على خيانة بيضة الإسلام وهو يتقاضى الثمن الربيح على تهجير يهود إثيوبيا لإسرائيل. صمتوا عن كل هذا، فالإسلام في عرفهم هو القطع والجلد والتشهير بالشارعين في الزنا.. وعلم الله أن الزناة الحقيقيين هم زناة الفكر والقلم، "وستكتب شهادتهم ويسألون"..

    وعلَّ مثقفي السودان، قد رأوا ما يمكن أن يقود إليه الهوس الديني وشهدوا ما يمكن أن يؤدي إليه صمت الشياطين الخرس عن الحق.. ويا ليت أهلي يعلمون! يا ليتهم يعلمون، أن الطاغية الذي لا يقتصد في محاسبته رجل مسالم هو أول الناس إجفالاً عندما يلوح له بالعصا، فما سلَّ "الإمام" سيفه إلا أمام أعزل، وما طالب الطعن والنزال إلا في ساحة خلاء.. ودون الناس توسله وتضرعه للصنديد جون قرنق في أدغال الجنوب، ودون الناس انكساره أمام الأب فيليب عباس غبُّوش؛ وما انكسر البطل إلا لأن الشيخ الذي أحوجت سمعه الثمانون إلى ترجمان قد قالها ولم يُبال!! "إن مسَّني أحد بضر فسنجعل الدماء تجري أخاديد".. ودون الناس تهالكه بالأمس أمام الأطباء.. وهو يكذب وفي لسانه لسع الحية.. أوهناك من يصدق بعد كل هذا بأن هذا العاطب معتل العقل يتصرف من وحي دينه؟! فالله يعلم بأن إمام السودان الذي يتكئ اليوم على عصاة مهترئة اهتراء منسأة سليمان، لظالم بلا إرادة، وصارمٌ بلا عزم، وحـليم بغير اقتدار، ومحارب بسيف من خشب، كسيف سميِّه "أبي حية النميري". وما غدره وطغيانه إلا طغيان ضعيف مرتجف. إن العصبة الظالمة التي تتحلق حول إمام آخر الزمان "كافورنا هذا" إنما تجهل، كما يتجاهل، بأن شهيد الفكر سيبقى ضميراً مؤرقاً، ومصباحاً مسرجاً، في هذا الديجور الحالك الذي يعيش فيه أهل السودان؛ سيبقى في غرسه البشري الذي أورق، وفي نبته الفكري الذي اكتهل، وسيبقى في نفوس كثير من السودانيين كنموذج للرجل الذي تجافى مزالق السـقوط، وما فتئ يحترم في الناس أغلى ما يملكون - عقولهم-. وسيبقى إسم محمود بعد كل هذا حياً في نفوس الذين لا ينامون على الهوان، بما سيثيرها فيهم من بغض للظلم وإدانة للعدوان واستنكار للهوس، وإنكار للغدر..

    لقد اغتال النميري، والعصبة التالفة من خلفه من كل مشعوذ ومنافق ومتاجر بالدين، لقد اغتال كل هؤلاء باسم الإسلام والمسلمين مفكراً حراً، أعزلَ من كل سلاح، إلا القلم، ومع هذا، فما تركوا لهؤلاء المسلمين فرصة الابتهاج بهذا الذبح الثمين، بل هرَّبوا جثمانه خشية ما لا تحمد عقباه. لقد أخرج النميري العسس والعيون والسلاح والحديد فكذَّب بذلك كل دعاويه ودعاوي من حوله من المنافقين، فما أراد النميري بجرمه الشنيع الفاحش هذا، وما تبعه من مظاهرة بالقوة، إلا إرعاب أهل الشمال، بعد أن تركه أهل الجنوب، يسلِّح على نفسه، حتى ذهب لبيع السودان كله نفطاً وقطناً وتراباً حتى يبتاع بثمنهم سـلاحاً، يدفع عنه، لا عن السودان، العوادي - وحربه في الجنوب حربُ بغيٍ، وما بغى المرءُ إلا على نفسه!! ويا ليت حاكم السودان كان يملك الحس من المسئولية الوطنية التي تجعله يقول ما كان يقوله شهيد الحرية: (( "تقول الحكومة راح منا عشرون وقضينا على ستمائة من المتمردين" أما نحن فنقول "لقد راح ستمائة وعشرون مواطناً سودانياً")). وعلَّ إمام الباطل يعرف في نهاية الأمر، أنه يتاجر برأسمال غيره، وما تاجر برأسمال غيره إلا المفلس، فالجيش جيش الشعب، والسلاح سلاح الشعب.. ولن يرضى هذا الشعب لنفسه أن يكون وقوداً لحرب جائرة، أشعلها حاكمٌ ظنينُ عقلٍ.. كما لا يرضى لنفسه، أن يكون أداة بطش في يد طاغية لا ظهير له.. فيوم أن تجيء الحاقة فلا غوث لعاطب ولا ملاذ لتالف، ولا يحسبن الظالمون بأن دم أبي الشجاع سيذهب هدراً ليبقى فيها ليسرح خصيٌ أوكع، أو لتمرح إماءٌ لكع.

    د. منصور خالد

    http://www.sudanyat.org/vb/showthread.php?t=4583
                  

01-23-2014, 11:04 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: يا ابا العركي andquot;البخيييييتandquot;: سيد التوب andquot;أصيلandquot; (Re: عبدالله عثمان)

    scan0028.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    Quote: إنه رمز بديع حسن * تحته ثوب رفيع معلم
    وأنا الثوب على لابسه * والذي يلبسه ما يعلم
                  

01-23-2014, 03:36 PM

Adel Mohammed Abdulrahman
<aAdel Mohammed Abdulrahman
تاريخ التسجيل: 05-03-2013
مجموع المشاركات: 143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: يا ابا العركي andquot;البخيييييتandquot;: سيد التوب andquot;أصيلandquot; (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: لقد كانت دعوة محمود، على اختلاف الرأي حولها، دعوة مفكر حر، ما حمل يوماً عصا، حتى ليتوكأ عليها وهو الشيخ الذي قارب الثمانين، وكانت رسالته لمثقفي السودان، الذين أجدبت فيهم الأفئدة، وظمئت العقول، وأظلمت الألباب، كانت رسالته للمثقفين حتى يملكوا زمام أمرهم، ويوغلوا في دينهم المتين برفق، بدلاً لتركه للسفلة، السقاط، من المتاجرين بالدين والمطمورين بالخرافة، والمبخوسين حظاً بين الناس يوم قسمت العقول



    شفت التوب يا عبيد الله جميعا
    سيد التوب اصيل كفينو

    مضى طاهر الأثواب لم تبق روضة غداة ثوى إلا اشـتهت أنها قبر
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de