يوميات الثورة السودانية - الجزء الثالث

Quote: شكل مقتل الطالب علي أبكر موسى أول أمس داخل حرم جامعة الخرطوم هزة جديدة لضمير الرأي العام الذي تعود على الاهتزاز لسفك دماء الطلبة واليافعين على يدي زبانية النظام، مثلما يسفك أهاليهم في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وفي مناطق السدود وغيرها بدون أن يرمش له جفن.. حريات استطلعت بعض قادة القوى السياسية والنشطاء حول الحدث الذي يأتي بينما يعلن النظام ويرفع راية الحوار. دكتور الشفيع خضر القيادي بالحزب الشيوعي صمت هنيهة بعد سؤال (حريات) له عن تعليقه على الحدث ثم قال : من كثرة الدماء التي تسيل في البلد لا نعرف ما نقول وكيف نبدأ بالتعليق، وأردف قائلاً: هذا قتل ممنهج ويرتبط بنزعة عنصرية واضحة. وكل الكلام الذي دار ويدور حول لجان تحقيق ومحاولة وقف سفك الدماء في الـ15 سنة الماضية ذهب مع الريح، شالته الرياح، الصراع السياسي في السودان تعدى قداسة الدم، ولا بد من وقفة من كل القوى السياسية والمجتمع المدني لكيلا يتحول السودان لمرتع لعصابات تقتل في وضح النهار. وقال خضر: هناك إشارات ان هناك مخازن للسلاح في جامعة الخرطوم ومناطق أخرى واستمرار وجودها ومعرفة الناس بها وعدم التصدي لذلك جريمة في حق الوطن، ادعو كل القوى السياسية والمدنية وخاصة في جامعة الخرطوم للوقوف صفا واحدا والتشاور لوقف القتل داخل الجامعة وخارجها، وهذا يطرح ضرورة وقف السياسات في البلد وضرورة احداث تغيير تام في البلد يغير هذا البلد لواقع معافى. المطلوب خطوات عملية من كل القوى السياسية لوقف هذا القتل الممنهج. وقالت الأستاذة سارة نقد الله رئيسة المكتب السياسي لحزب الأمة القومي : إن ما حدث من مآلات تدهور الوضع في دارفور وانتقال الحرب من حرب بين الحركات المسلحة والحكومة بسبب لاغبن والتهميش الى عهد يشهد حروبا قبلية وتسليح القبائل ومليشيات الحكومة وانهيار الدولة تماما في دارفور فالدولة الآن منهارة تماما في الإقليم، وهذا أدى لأوضاع إنسانية أسوأ مما كان في 2004م وهو العام المعروف بأنه الأسوأ إنسانياً والذي جر كل انتباه العالم للإقليم والوضع الآن أسوأ منه. لذلك تنادى ابناؤنا في رابطة أبناء دارفور في الجامعات والمعاهد العليا وكانت لديهم مخاطبة وكتبوا مذكرة يزمعون تقديمها لوزير العدل ليعمل تحقيقا في الأحداث التي تجري هناك، كانوا يريدون التجمع لذلك السبب وتضامن معهم طلاب آخرون وبينما هم مارقين داهموهم ناس الشرطة رموهم بالبمبان وناس الأمن اطلقوا الرصاص على الطلاب فاستشهد ابننا علي ابكر موسى ثانية اقتصاد وهناك سبعة مجروحين، الشرطة طلعت بيان قالت إن هناك طلاب مسلحين ينتمون للحركات هم الذين اطلقوا الرصاص وهذا كلام غير صحيح، ناس الأمن هم الذين استباحوا الجامعة، وكون الرصاص يطلق داخل الجامعة فهذا نهاية الانهيار. بالأمس اجتمعت جهات شعبية كثيرة التجمع كان ضخما وتم تشييعة في مقابر الصحافة وذلك لأن قوات الامن منعت دفنه في مقابر حمد النيل، حضرت فئات كبيرة من الشعب السوداني أغلبها حوالي 90% منها من الشباب الثائر كلهم أكدوا أن هذه الدماء لن تروح هدرا، ذكروا دماء شهداء سبتمبر وشهداء جامعة الجزيرة. وأضافت سارة: هذه مؤشرات خطيرة ان الدولة غير مسئولة فالناس كانوا استبشروا خيرا بدعوة الحوار، قوى أساسية مثلنا في حزب الأمة القومي استبشرنا بأن نعمل مخارجة بدون اراقة دماء، ولكن للأسف المؤتمر الوطني كل مرة يكسر كل مجاديف الناس الذين يريدون مخارج بالتي هي احسن ويريدون أن يوصلوا الناس بالتي هي اسوأ. ولدى سؤال (حريات) عن مدى تأثير الحدث على استجابة حزبها للحوار خاصة في ظل تنامي الرأي العام الذي يدين الحوار في ظل مقتل الطلاب قالت سارة: الاستجابة للحوار كان قرار اجهزتنا في الحزب ولدى اجتماع الأجهزة سنضع رايا خاصة وقد كانت اجراءات بناء الثقة وتهيئة المناخ إحدى أهم محاور نقاشنا واهتمامنا لإنجاح الحوار، واعتقد يجب ان تنناقش في ان الناس كلما اردنا ونادينا بالكوديسا -2 نجد ان المؤتمر الوطني وجماعته غير واعين بمقدار الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في البلد وسادرين في غيهم ولولا ذلك فإن تجمعا سلمياً ومهتما بمآلات الوضع في دارفور كتجمع طلاب دارفور ما كان يمكن أن تتم مقابلة مظاهرتهم بهذا العنف. ثم أردفت سارة بتأكيد: المؤسسة سوف تعمل تدابيرها ونحن سنصعد التعبئة الشعبية في كل الأحوال. وقال الأستاذ كمال عمر القيادي بالمؤتمر الشعبي لـ (حريات): هذا موضوع ليس سهلا، مقتل الطالب يضاف لسلسلة اغتيالات بالذات في قطاع الطلاب وهو قطاع مهم في حاضرنا ومستقبلنا، وكل احداث القتل ماشة بمنهج واحد غالبها حتى الآن لم يقدم أي من المجرمين الذين ارتكبوا الجرائم للعدالة سواء في جامعة الجزيرة أو قبلها ممن قتلوا الطلاب في جامعة الخرطوم وغيرها. يأتي القتل والحكومة طارحة شعار حوار وأنها مستعدة لأن تقدم تنازلات حل شامل، هذا يهزم مصداقيتها تماما ونحن المجموعة التي تتكلم عن الحوار هذا يثبت لنا ان شعار الحوار أجوف لا قيمة له، فالخطاب السياسي لم يتغير وطريقة التعامل مع الحقوق السياسية والمدنية لم تتغير يقتل الناس لسلب حق التعبير، هذا يتطلب منا مراجعة لمواقفنا تجاه النظام حيث يستمر النظام في نفس منهجه. وأضاف مؤكدا: هذا يحتاج منا كقوى سياسية ان نغير منهجنا في التعامل مع النظام. وقال: نحن سنلاقيهم وسنوصل لهم رسالة واضحة جدا، كلنا مجمعون ان هذا النظام لا بد ان يرحل وبقوة وبشدة ومقتل الطالب وضع سيء في تعامل النظام مع الحريات ادخلنا كموجموعة تتكلم عن الحوار في محل سيء جدا فكيف نحاور نظاما يقتل الناس في الجامعات ودارفور وغيرها. وختم الأستاذ كمال الجزولي الناشط والكاتب والأمين العام لاتحاد الكتاب السودانيين إستطلاع (حريات) قائلاً : هذا الحدث رغم التهافت الذي تبديه بعض أجهزة الدولة في نفيها مسئوليتها عنه يدل دلالة قوية على أن النظام ليس جاداً فيما يشقشق به من كلام عن التغيير، فلئن كانت أولى مهام هذا التغيير هي وقف الحرب ونشر السلام وثقافته، فمن غير معقول أن يتسق هذا مع توجيه بنادق السلطة إلى صدور طلاب يخرجون في مظاهرة مسالمة ليعبروا عن وجهة نظرهم في أية مسألة، وبالتالي فإن دعوات التغيير من السلطة الآن تستوجب إعادة النظر والتعامل معها بحذر، أما السلطة نفسها فإن كانت حقا جادة في الحديث عن التغيير فعليها إثبات ذلك بالاستجابة للشروط الموضوعية التي طرحتها كثير من القوى تطالب بوقف الحرب، ونشر السلام، ومحاسبة الجناة في الجرائم التي ارتكبت في شتى أنحاء البلاد، سواء في دارفور أو جنوب كردفان، أو النيل الأزرق أو كجبار أو في الخرطوم نفسها وآخرها تقريباً مقتل هذا الطالب على أيدي أجهزة تشير كل الدلائل إلى أنها حكومية. هذا بالطبع قبل أن نتحدث عن الشروط الأخرى المتعلقة بتكوين الحكومة القومية الانتقالية التي يعهد إليها صناعة الدستور الجديد المتوافق عليه وإجراء الانتخابات النزيهة وعقد المؤتمر الدستوري..الخ.