يوميات الثورة السودانية - الجزء الثالث

Quote: بالنظر إلى ما أدلى به السيد الصادق المهدي في لقاء الأحباب الذي أجري معه. والذي بث عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك واليوتيوب والذي تضمن هجوماً مغرضا على بعض قيادات وكوادر الحزب ومنهم شخصِي الضعيف، أود توضيح ما يلي : أنني وآخرون من القيادات وقطاع عريض من المستنيرين والمهتمين في حزب الأمة مشغلون حالياً بأزمة الوطن وسبل خلاصه من قبضة نظام الانقاذ المدمر ومسكونون بهم تصحيح مسيرة الحزب ولمّ شمل جماهيره التي تفرقت بسبب ما آلت اليه أوضاع حزبنا من إنحرافات عن المسيرة وغموض في الخطاب السياسي وتردي في الأداء السياسي والتنظيمي وكذا ما ساد بيئة الحزب من تنفير وتخوين. كنا نود ان لا نلتفت الى ما يشغلنا عن همنا الأساسي وان لا نضيع وقتاً وجهداً في الرد على المهاترات السياسية ومحاولات النيل من شخوصنا السياسية لأغراض معلومة. ولكن طفح الكيل ولزم توضيح الحقيقة .. حزبنا و منذ سنوات خلت في حالة إختطاف حقيقي، يتحكم به ويهيمن عليه رئيس الحزب ونفر قليل يحاولون وضعه في خدمة أجنداتهم الخاصة ومصلحة حلفائهم المحتملين غير مبالين في ذلك بمستقبل الوطن ومصير جماهيره . هؤلاء النفر عطلوا مؤسسات الحزب الشرعية واتخذوا دونها مؤسسات موازية وسمحوا بالتجاوزات والفوضى والاتصالات المشبوهة لخدمة أهدافهم، وتبنوا بإسم الحزب خطاباً سياسياً لا يعبر عن تطلعات قواعده وجماهيره. هذه الفوضى وضعت المؤسسات في حكم المغيبة وأصبح الإجتهاد سيد الموقف.. رئيس الحزب يتبنى أطروحات غير مجازة من المؤسسات ويدفع بها على نهج إستدراجي ولا يقيم وزناً لرأي جماهير حزبنا. هذا الحال المزري دفع بنا وبغيرنا إلى تبني اجتهادات موازية بغية إنقاذ الحزب وتصحيح مساره، وهذا ما لم يعجب رئيس الحزب مما دفعه للإدعاء بأننا تركنا الحزب. هذا الإدعاء الباطل تفضحه المواقف :- عندما غادر عبد الرحمن الصاق المهدي الحزب إلى قصر النظام واستنكر ذلك الجماهير، رد الرئيس أن عضوية الحزب كالجنسية لا تسقط عن إبنه. ولما اجتهدنا نحن في تحالف مع الجبهة الثورية المعارضة قال عنا اننا تركنا الحزب. فبينما تبنى رئيس الحزب إستجداء الحلول من النظام، إخترنا نحن المواجهة والضغط على النظام. وبينما قبل رئيس الحزب الإنحناء لنيل الأوسمة من رأس النظام، اخترنا نحن معارضة النظام برؤوس مرفوعة. وبينما فرط الرئيس في وحدة الحزب وجاهر بلغة التنفير والتخوين وطرد المخالفين لرأيه، اخترنا نحن ما يسترد القادة والكوادر والقواعد إلى حضن الحزب. فبينما اختار رئيس الحزب الأجندة الخاصة والمصالح الضيقة، اخترنا نحن المصلحة العامة وفضاء الوطن العريض. وبينما أرسل البعض وفد المقدمة إلى قصر النظام، توجهنا نحن إلى ميادين النزال. بينما يمد الآخرون اليد السفلى مع النظام، رفعنا نحن يد العزة وكبس الزناد. فإننا بإسم حزب الأمة انطلقنا وبه نمضي، ولا يساورنا أدنى شك بأن اجتهادنا هو نبض الشارع ومبتغى جماهير حزبنا الوفية. ويقيننا أن الغالبية العظمى من قيادات وكوادر وقواعد حزبنا وكذا جماهير شعبنا تؤيد هذا المسعى وهذا ما يهمنا ويعزز عزمنا ولا نلتفت الى ما دونه .. إننا على هذا الطريق نمد يداً بيضاء للجميع ونحترم كافة الإجتهادات التي تصب في مصلحة تصحيح المسيرة وتحقيق الأهداف المنشودة لإسقاط نظام الإنقاذ وتأسيس دولة القانون والعدالة والديموقراطية والحكم الرشيد ... نصر الدين الهادي المهدي 27 فبراير 2014