يوميات الثورة السودانية - الجزء الثالث

Quote: الموقف المبدئي للحزب الشيوعي السوداني من ضرورة النظر لأزمة السودان الماثلة الآن والذي يشدد على ضرورة الحل الشامل لا يأتي من فراغ ولا من باب التشدد ضد السلطة القائمة؛ إنما لإعتبارات يختبر الواقع قوتها ومصداقيتها كل يوم، كما أن التجارب السابقة واتفاقيات السلام الموقعة مع أطراف الصراع قبل انفصال الجنوب وأطراف من دارفور وقوى سياسية معارضة، وماعاد من الممكن القبول بأي حل يتجاهل سبب من أسباب الأزمة، لايمكن تحقيق السلام في ظل الدكتاتورية واحتكار السلطة، ولايمكن استتاب السلام دون النظر للأزمة الاقتصادية والأزمة الإنسانية العميقة التي تعبر عن نفسها بكل قسوة في مناطق النزاعات وفي كل أنحاء السودان، معظم السودانيين دفعوا ثمن الحروب الأهلية مباشرة بالموت والتشرد أو الوقوع تحت عبء اقتصاد الحرب الذي أفقر السودان وأهله. الآن بدأت إرادة الحل الشامل تعبر عن نفسها، الورقة التوفيقية التي دفعت بها الوساطة الإقليمية في مفاوضات السلام بين الحركة الشعبية قطاع الشمال والمؤتمر الوطني تبنت الحل الشامل، ورغم أنها رؤية توفيقية لأجل الدفع بعملية التفاوض بين الطرفين إلى الأمام، إلا أنها تشكل نقلة في طريقة النظر لأزمة السودان، وفي حقيقة الأمر نجد أن اتفاقية نيفاشا لم تتجاهل قضية السودان الشاملة إلا أن الطرفين الموقعين عليها عملاً على إفراغها من روحها ويتحمل المؤتمر الوطني المسؤولية الأولى في ذلك. ما يهمنا الآن الدفع بالإرادة الوطنية والإقليمية التي بدأت تتشكل لأجل الضغط للنظر لأزمة السودان في إطارها العام، وممارسة الضغوط على المؤتمر الوطني صاحب المصلحة الأولى في تجزئة القضايا بغرض الحفاظ على مكاسبه السياسية والاقتصادية التي نالها عنوة عن طريق احتكار السلطة والتمكين, إننا ندعم كل المبادرات الوطنية المطروحة من المنظمات المدنية وموقف الوساطة الإقليمية وندعو لممارسة كل أشكال الضغوط على المؤتمر الوطني حتى يقبل ويحترم إرادة شعب السودان ورغبته في الحل الشامل لأزمة السودان.