أب قزة .. (فلكلور دارفوري)..!!

Quote: ويبدأ الاطفال و النساء و البنات فى الاحتفاء به لانه يكون في قمة انتشائه متنرحاً مستمتعاً بايقاعاته المذهلة التي يصيغها مع اهازيج و زغاريد النسوة اللائي يكن في اشد الحماس للرقص و الطرب مع ايقاعه السحري المحرك للصخر , هؤلاء النسوة يحملن فى اياديهن اغصان شجر النيم و اغصان الاشجار غير الشوكية و ويلوحن بها تلويح انثوي موغل في الدلال و الغنج و التفدع و التكسر, مسيرة أب قزة من باب بيت (الفدادية) و الى وصوله بيت العرس او الطهور تكون المجموعة المصاحبة له و التي تتجمع بصورة عفوية كما هي تقاليد أهل دارفور نجد ان عدد الملتحقين بمسيرة (أب قزة) يزيد مع كل مسافة واحد بلوك سكني في الحي الذي يعبر به, اجمل ما في ايقاع أب قزة هو الطريقة المموسقة التى يتمايل بها أب قزة مع ضربه لنقارته التي يحملها متدلية امامه بحجمها الكبير و في العادة عدد ضرباته لهذه النقارة يأتي في توقيت زمني مرتب بعد عدة ضربات من نقارة التمبالي التي تصغرها كثيراً فى الحجم والصوت , عندما تتراقص النسوة من حوله وهو يخطو خطواته المتأنية ليأتي دوره فى ابهاج الناس بضربه للنقارة الكبيرة التي امامه فيخرج منها صوت اكثر دوزنة و فخامة و ضخامة من صوت الجيتار, هذا الايقاع يعتبر واحد من الايقاعات النادرة التي تتميز بها دارفور , عندما يصل (أب قزة) الي المحطة الاخيرة وهي بيت الفرح تعلو الاهازيج و الزغاريد ويعلم من بداخل المنزل و خارجه بوصول (أب قزة) , ثم تشتد الانفعلات و التفاعلات بهذا الحدث البهيج, فيقوم الصغير و الكبير فى التعاطي مع هذا الجمال الاسطوري , اكثر ما يشدني الى فرقة أب قزة هو التمبالي حينما يشتد به الحماس فتراه يتصبب عرقاً ولولا قيمة المريسة الغزائية و الصحية لخر صريعاً من جراء ما يبذله من جهد في ضربه لنقارة (التمبل )ذات الصوت المبكي من عظم الشجن الذي يحمله صوتها,كانت نهارات و امسيات في منتهى الروعة و الادهاش تخللت مدينة نيالا عروس المدائن التي كساها الحزن في هذه الايام , باذن المولى القدير ستعود سيرتها الاولى التي أسس لها أب قزة و كل صناع الفرح من أهلها الطيبين.