عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 02:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-04-2013, 09:58 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... (Re: الكيك)

    المساجلات بين الدكتور عبد الله والقراى بدات عقب نشر مقالات له بصحيفة الراى العام تحدث فيها الدكتور عن الشريعة مطالبا ان تكون قوانيين الدولة مستمدة من نصوصها رد عليه القرى بهذا المقال من جزئين بصحيفة اجراس الحرية


    الكاتب : admino || بتاريخ : الخميس 01-01-2009
    عنوان النص : تعقيب على د. عبد الله علي ابراهيم في الدفاع عن الفقهاء وقوانينهم
    : الشريعة والحداثة (1)
    د.عمر القراي


    ليس في المعاني الانسانية ما هو أرفع من الدين ، فلقد نشأت المجتمعات على الأعراف الدينية ، فحفظتها ، بما ارست فيها من قواعد الأخلاق والسلوك .. فالدين أول ماعرف الانسان ، وسيكون آخر ما يعرف .. فقد تصور الانسان البدائي قوى الطبيعة المختلفة ، آلهة جبارة ، تتحكم في حياته ، ولا تأبه بمصيره ، فتزلف اليها ، وقرب لها القرابين ..وكان يرى اقرباءه الذين ماتوا في احلامه ، وهم يتحركون وكأنهم في حياتهم العادية ، ومن هنا نشأت فكرة الحياة الأخرى ، ومختلف التصورات عنها..وزاد الخوف من بطش الآلهه ، اذ تعدى الأذى في الدنيا الى العذاب في الحياة الدائمة !! ولكن ذلك الخوف هو الذي حفز الانسان في مراقي التطور ، فخوفه من عناصر الطبيعة ، ومن الحيوانات المفترسة ، ومن اعدائه ممن هم مثله ، مدد خياله ، ووسع حيلته في التخفي ، والمناجزة ، وشحذ ذكاءه ، فاكتشف قوانين الطبيعة واستغلاها في تصنيع سلاحه وتطويره من السلاح الحجري حتى القنبلة الهايدروجينية !! أما الخوف من عقاب الآلهه في الحياة الأخرى ، فقد اعانه على كبت رغائبه وشهواته، والخضوع لعرف الجماعة ، حتى في غياب الرقيب ، وضمان الأمن من بطشها ، ومن هنا نشأ الضمير الانساني في سحيق الآماد ..

    فلم يرسل الله الرسل ليخبروا الناس بان لهم الهاً ، لأن ذلك سبقتهم اليه رسل العقول . فقد ادرك العقل البدائي الساذج بالتجربة المعاشة ، ان ليس هناك شئ صنع نفسه بنفسه .. فقام في خلده ان هذه الأرض الواسعة ، والجبال الهائلة ، والبحار والانهار والاشجار السامقة والسماء والشمس والقمر والنجوم ، لا يمكن الا ان تكون قد صنعت بيد صانع قدير ، أقوى وأحكم من الانسان !! وهكذا نشأ الدين في الأرض ، ثم ألمت به أسباب السماء ، على مكث ، وتلبث ، فهذبته ، وسيرته وفق أرادة هادية من ظلام الوثنيات الى نور التوحيد .. فعرفت أديان التوحيد الله للناس ، ووصفته لهم على قدر طاقتهم ، ومهدت طريق الرجعى له بمناهج العبادة وحسن الخلق ، والطقوس المختلفة ، مما نشرته الأديان على مر الأزمان ..

    (2)

    في تلك المراحل البدائية من مسيرة الدين ، كان هناك مشرفون على القرابين وحراس للنار ، وامكنة العبادة ، فأخذ هؤلاء يفسرون للعوام رغبة الآلهه ، ويستلمون الهدايا باسمها ، ويحافظون على مكانتهم بتلاوة التعاويز والرقي ، التي لا يفهمها عامة الناس !! فاذا ارتفع الدين في النفوس ، قام سدنة النار ، وحراس المعابد ، والكهنة بواجبهم تجاه الآلهه ، وتجاه المواطنين ، ومثلوا صوت العقل ، بينهم وبين الأقوياء ، الذين كانوا يغتصبون حقوق الجماعة ، ويبنون على آلامها امجادهم الشخصية .. وحين ينحط الدين في النفوس يخاف رجال الدين من الزعماء الأقوياء ، ويطمعون في عطاياهم ، فيهرعون لمساعدتهم في بسط نفوذهم على الفقراء ، والمساكين ، ويستعملون الحجج الدينية التي تدعو العامة للتسليم للزعماء ، والخضوع لهم ، والا غضبت عليهم الآلهه ، واستحقوا بطش الزعماء !! وهكذا يختل ميزان العدل ، ويسود الظلم والفساد ، ويجمع الطغاة الى السلطة الزمنية ، الني اغتصبوها بالقوة ، سلطة دينية تلحقهم برضا الآلهه يحققها لهم الكهان ورجال الدين .. وبسبب جهل العامة بالدين، لاحتكار رجال الدين لاسراره ، وبسبب ضعف علماء الدين ، وطمعهم ، جاء الحكام الأقوياء الذين ادعوا الآلوهية نفسها !! ومن هؤلاء الفراعنة الذين حكموا مصر ، وغيرهم ممن عاصرهم ، وسبقهم ، أو لحقهم من الملوك ..

    (3)

    وحين تأذن الله تعالى أن يسوق الوثنيات الى غايتها ، بعد ان استنفدت غرضها ، جاءت أديان التوحيد مواجهة لعقائدالشرك ، وللملوك الذين نصبوا أنفسهم آلهه على البشر ..فكانت ثورة أبراهيم الخليل ، عليه السلام ، على آلهة قومه ، وحواره المشهود مع الملك الذي ادعى الالوهية .. ثم جاء موسى عليه السلام ينازع فرعون الوهيته المزعومة ، ويخرج بني اسرائيل من بطشه وقهره ، ويهلكه وسدنته من رجال الديانة المصرية القديمة .. ولما كانت سطوة الملوك لا تزال قوية في النفوس ، والاتباع بعيدين عن الوعي الذي يؤهلهم لحكم انفسهم ، فقد ارسل الله الانبياء الملوك فجاء داؤد وسليمان عليهما السلام .. ولعل هذا ما جعل اليهود ينتظرون نبياً ملكاً ، فلما جاء عيسى عليه السلام فقيراً زاهداً ، رفضوه واغروا به حكامهم من الرومان .. ولقد كان فقهاء اليهود الذين يسمون الكتبة أو الفريسيين يحاولون بشتى الطرق ان يعزلوا المسيح عليه السلام عن الناس ، ويوقعوا بينه وبين الحاكم ، حين عجزوا من مناظرته ، وحواره .. ولقد كانو كمن سبقهم من الكهنة يتمسكون بقشور الشريعة ، ويفرطون في جوهر الدين !! ولقد وصفهم المسيح عليه السلام وأحسن وصفهم حين قال :

    لكن الويل لكم أيها الكتبة و الفريسيّون المراءوون ! فانكم تغلقون ملكوت السموات في وجوه الناس ، فلا انتم تدخلون ولا تدعون الداخلون يدخلون ! الويل لكم ايها الكتبة والفريسيّون المراءوون فانكم تلتهمون بيوت الارامل ، وتتذرعون باطالة صلواتكم لذلك ستنزل بكم دينونة أقسى ! الويل لكم أيها الكتبة والفريسيّون المراءوون ! فانكم تطوفون البحر والبر لتكسبوا متهوداً واحداً فاذا تهود جعلتموه أهلاً لجهنم ضعف ما انتم عليه .. الويل لكم أيها القادة العميان ! الويل لكم ايها الكتبة والفريسيّون المراءوون فانكم تؤدون حتى عشور النعنع والشبث والكمون وقد أهملتم أهم ما في الشريعة : العدل والرحمة والأمانة ... ايها القادة العميان ! انكم تصّفون الماء من البعوضة ولكنكم تبلعون الجمل ! الويل لكم أيها الكتبة والفريسيّون المراءوون فانكم كالقبور المطلية بالكلس تبدو جميلة من الخارج ولكنها من الداخل ممتلئة بعظام الموتى وكل نجاسة ! كذلك انتم أيضاً تبدون للناس ابراراً ولكنكم من الداخل ممتلؤن بالرياء والنفاق ( انجيل متى 23) !

    ولقذ تآمر الفريسيّون على عيسى عليه السلام ، وسلموه لقتلته ، وذلك أقصى ما بلغ رجال الدين من السوء ومن تزلف الحكام .. على ان المسيحية نفسها وقعت في شرك رجال الدين وتبريرهم لصلف الحكام !! فبعد بضع سنوات من عهد المسيح عليه السلام كتب القديس بولس " ومن يقاوم السلطان فانما يعاند ترتيب الله " !! (روجيه غارودي (1996) : نحو حرب دينية . ترجمة صياح الجهيم. بيروت : دار عطية للطباعة والنشر. ص 15). وبعد فترة ظهر رجال الدين المسيحي الذين يستغلون أقدس المقدسات لمصلحتهم الشخصية .. وكانوا يبيعون صكوك الغفران للمذنبين ، ويرفلون في الحرير الى جانب الحكام ، ثم يثبطون من همم الثوار من الفقراء والمحرومين ، ويعدونهم بالجنة اذا هم خضعوا للملوك وأدوا عطاياهم للكنيسة !! وحتى يحكموا قبضتهم على رقاب الناس ، عقّد رجال الدين المسيحية ، وصبغوها بالكهنوت والاسرار ، وجعلوها طلاسم تصعب على العامة ، واخضعوا المكانة عند الله، الى الدراسة والتخصص، في علوم الكهنوت ، واصبحوا يشرعون لأتباعهم ، ما يناقض جوهر الدين المسيحي ويجوزونه باسمه !!

    (4)

    لقد كانت ثورة مارتن لوثر ( 1483-1546) تستهدف تخليص الدين المسيحي من عقابيل الكهنوت والغنوصية ، التي أزرت بهيبته في نفوس الأذكياء ، وكان اعتراضه على الكنيسة يتجه الى تعميم المعرفة التي كانت تحتكرها، وتوجيه النظر الى غاية الدين بدلاً عن مظاهره التي أغرقه فيها رجاله .. ومع ان المذهب البروتستانتي سار خطوات في طريق الاصلاح الا انه أيضاً أوجد رجال دينه بعد فترة ، مما ساق الى الاعتراض من جديد ، باساليب جديدة ..

    على ان الاعتراض هذه المرة ، جاء متأثراً بزخم الثورة الفرنسية وعنفوانها ، فلم يقف عند رجال الدين وانما تعداهم الى الدين نفسه !! ومن ابرز الفلسفات التي ثارت على المؤسسة الدينية ورفضت الدين من ثم ، فلسفة كارل ماركس (1818 – 1883 ) فقد رأى الدين كوسيلة في يد رجال يستغلون به البسطاء ، ويخدمون به مصالح الطبقة الرأسمالية الحاكمة .. ورأى اتباع الدين عاجزون عن الادراك السليم لمأساتهم ، وكأنهم قد خدروا بواسطة الوعود والخطب الدينية ، فوصف الدين بانه " افيون الشعوب" !! وكل الافكار التي تلت الماركسية تأثرت بها بصورة من الصور ، وسعت بمختلف الوسائل والعلوم لتثبت صحة الزعم بان الدين ما هو الا تصور الانسان البدائي للطبيعة ، وهو تصور لا بد من تجاوزه كشرط من شروط تطور الواقع الجديد .. وهكذا تبنت مرحلة الحداثة التصور العلماني ، ونجحت أوربا في فصل الدين عن الدولة ، وعزلته عن دوره التشريعي والأخلاقي ، واقامت مفاهيمها ،على أديم الفكر المادي، بشقيه الشيوعي والرأسمالي ..

    (5)

    وحين جاء الاسلام ، وضع نفسه من أول وهلة ضد ظاهرة رجال الدين .. وسحب البساط من تحت أرجلهم ، حين جعل منهاج المعرفة الاساسي التقوى بدلاً عن الدرس والاطلاع ، فكان رسوله أمّي وامته امّية !! قال تعالى " هو الذي بعث في الأمّيين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ، ويزكيهم ، ويعلمهم الكتاب والحكمة ، وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين " .. ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ، يعلم الناس ما لا تصح العبادة الا به عن طريق الهيئة ، فلم يتحدث عن فرائض الوضوء أو مستحباته ، وانما كان يتوضأ امام الأعرابي فيعلمه الوضوء ، وهكذا علمه جبريل عليه السلام .. ولقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم للأمة ان العلم الحقيقي لا يتأتى بكثرة الاطلاع ، واحتراف الحفظ والاستذكار ، وانما هو ثمرة التقوى ، وبلغهم قوله تعالى " واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شئ عليم" وقال في شرح ذلك " من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم " !! .. ولهذا انشغل الأصحاب رضوان الله عليه بالعمل ، وكان أحدهم لا يحفظ الآيات التي تنزل حديثاً ، ما لم يكن قد طبق الآيات السابقة ، خشية النفاق !! وهم في ذلك ينظرون لقوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتاً عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون " !!

    وفي اتجاه المحاربة العملية لظاهرة رجال الدين ، لم يتميز النبي صلي الله عليه وسلم على اتباعه بلبس معين ، أو مكانة معينة ، حتى ان الأعرابي اذا قدم الى مجلسه سأل : أيكم محمد؟! ولقد تنبأ النبي صلي الله عليه وسلم للمسلمين بالانحدار، والمفارقة ، واتباع نفس انحرافات الامم السابقة فقال " لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه !! قالوا : أأليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟! " !! ولقذ رأينا كيف ان الأمم السابقة ، ابتدعت ظاهرة رجال الدين ، الذين يتميزون بزي خاص ، ومكانة خاصة ، وكيف ان المتأخرين من علماء المسلمين وفقهائهم كانوا يلبسون ثياباً خاصة ، مميزة ، تشبه الى حد كبير لبس حاخامات اليهود وقساوسة النصارى !!

    ولعل اول اشارة في النعي على رجال الدين ما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها فقد رأت بعض الرجال يغطون روؤسهم ، ويمشون ببطء ، ويتظاهرون بالمسكنة ، ويخفضون أصواتهم ، فقالت : من هؤلاء ؟! قالوا : هؤلاء القراء !! قالت : أخبروهم لا يميتوا علينا ديننا !! فقد كان عمر أقرأ الناس ، وكان اذا تكلم أسمع ، واذا مشى أسرع ، واذا ضرب أوجع !!

    (6)

    على ان الفقهاء والوعاظ ورجال الدين لم يظهروا في شكل مؤسسة بالغة الأثر في حياة المسلمين الا بعد الفتنة الكبرى ، حين انتصر معاوية بن ابي سفيان على عليّ بن ابي طالب رضي الله عنه فتحولت الخلافة الى ملك عضوض !! ولما كان الملك وتوارث الحكم ، بدعة جديدة ، تفتقر الى السند الديني ، والتأييد الشعبي ، فقد اعتمد ملوك بني أميّة على الفقهاء ووعاظ السلاطين ليوطدوا سلطانهم ويبرروا ظلمهم ، وفسادهم !! ولم يحدث ذلك الانحراف في يوم وليلة ، وانما كان أوائل الفقهاء أقرب الى روح الدين ، فأعترض قلة منهم على بعض ملوك بني أميّة فنكلوا بهم ، وارهبوا بهم غيرهم ، حتى خضع سائر الفقهاء ، وعلماء الشريعة الى الحكام ، واصبح ذلك الخضوع المنكر ، ديدنهم منذ ذلك الوقت ..

    وبينما احتضنت دولة بني أميّة الفقهاء وعلماء الشريعة ، قتلت آل البيت ، وشردتهم ، ففروا بدينهم الى الفلوات ، وقضوا أوقاتهم في اللجأ الى الله ، والذكر والفكر ، بعيد عن بطش السلطة ، ومن هؤلاء نشأ التصوف الاسلامي ، كفكر واسلوب مغاير تماماً للفقهاء ومذاهبهم !! فحين شغل الفقهاء وقتهم بمداهنة الحكام ، وترقب عطاياهم ، والخوف من بطشهم ، والاجتهاد في تفصيل الفتاوى حسب مصالحهم وأهوائهم ، انشغل السادة الصوفية بتجويد العبادة والتوسل اليها بالزهد في الدنيا ، ثم حسن معاملة الناس ، بكف الأذى عنهم ، وتحمل أذاهم وتوصيل الخير لهم !!

    ومن حسن التوفيق الالهي ان السودان ، لم يفتح بالسيف كغيره من البلاد ، وانما توغل الدين في ربوعه عن طريق التصوف .. فلو كان الاسلام قد قدم الينا تحت ظلال السيوف ، لكان للفقهاء الذين يسيرون في ركاب الملوك ، الاثر البالغ على حياة الناس ، واخلاقهم ، وانشغالهم بمظهر الدين بدلاً من مخبره !! ومع ذلك فان السلطة التي وجدها الفقهاء في السودان ، انما كانت بسبب من اثر النفوذ المصري علينا ، فقد درس كثير من السودانيين في الأزهر ، وعادوا لينشؤا المعاهد الدينية التي يروجون من خلالها لآراء الفقهاء القدامى ، دون فهم لجوهر الدين ، أو اعتبار لتطور الحياة !!
    (7)

    كتب د. عبد الله علي ابراهيم ، الباحث والمؤرخ المعروف عدة مقالات نشرت في شهر ابريل 2003م بجريدة الرأي العام ، ولقد أوضح غرضه من كتابة هذه المقالات بقوله:

    أريد في المقالات التي انشرها متتابعة ان ارد الشريعة الى مطلبها الحق ان تكون مصدراً للقوانين في بلد للمسلمين . ولست أرى في مطلبها هذا بأساً أو ظلماً لغير المسلمين . فهي عندي مما يسع التشريع الوطني العام ويهش له متى خلا دعاتها من نازعة "الوطنية الاسلامية " وبذلوا سماحتها للوطن لا يفقرقون بين أهله متوسلين الى ذلك بحرفة القانون عارضين اجتهادهم من خلال مؤسسات التشريع بالدولة . ولست ادعي علماُ فيما يجد غير انني اتفاءل بما سلف من خصوبة الشريعة وحسن تدريب وذوق المشرعين بها من قضاة المحاكم الشرعية على عهد الاستعمار وما تلاه في ترتيب قوانين ألتزمت خير الأسرة المسلمة وانتصفت للمرأة ما وسعها . وهي ما اسميه التقليد الشرعي السوداني 1898 -1983 . (الرأي العام 29/4/2003م)

    ومع ان مقالات الكاتب قد جاءت طويلة ومفصلة ، الا انه لم يخبرنا كيف ان الشريعة ، لوكانت هي مصدر القوانين ، لن يكون في ذلك ظلم لغير المسلمين ، أو ظلم للمرأة ، بل لم يعط القارئ أي نصوص مما تقوم عليه الشريعة ليدلل بها على ما يمكن ان تحققه من مساواة وعدالة .. كما انه لم يقف عند محاولات تطبيق الشريعة في السودان أو ايران أو باكستان ليحدثنا عن السبب في فشل تلك التجارب ، وضمان عدم فشل التجربة الجديدة لو أردنا تطبيق الشريعة مرة أخرى !!

    لقد اتجهت مقالات د. عبد الله علي ابراهيم لتؤكد ان محافظتنا على ديننا وثقافتنا ، تقتضي ان نجعل الشريعة مصدر كافة قوانينا ، بما في ذلك قوانين الأحوال الشخصية ، وينتج عن ذلك رد اعتبار الفقهاء وعلماء الشريعة ، الذين قلل الاستعمار من مكانتهم ، بسبب انهم كانوا رمز للوطنية لدفاعهم عن قوانين الشريعة ، في وجه القانون الانجليزي الوضعي !!

    ان محاولتي في هذه المقالات ، تتجه لأن توضح ان تمسكنا بالدين ، يقتضي الفهم الذي يميز بين الدين والشريعة ، فيدعو الى تطوير الشريعة حتى ترتفع الى جوهر الدين ، والى قامة العصر من تحقيق الحرية والديمقراطية ، وان غياب هذا الفهم هو الذي أدى الى فشل تطبيق الشريعة !! كما ان الفقه قد قصّر قصوراً مزرياً ، أخرجه عن جادة الشريعة دع عنك جوهر الدين .. ومن هنا جاء ظلم الفقهاء وعلماء الشريعة للمرأة ، ولغير المسلمين ، بصورة لا يمكن تعميتها ، بمثل محاولات د. عبدالله !!

    ولم يكن القضاة الشرعيين والفقهاء وطنيين ، وانما كانوا يخدمون غرض الاستعمار ، ويتسقطون رضاه !! ثم انهم ساروا من بعد الاستقلال في ركاب الطائفية ، واستغلوا بواسطة الجماعات الاسلامية ، لرفع شعار الدولة الدينية ، الذي تحول الى تصعيد للحرب الأهلية باسم الجهاد !! وهم بذلك كانوا يشوهون الدين بمساندتهم للسلطة ، وبرفضهم ، وتآمرهم على الصورة المتقدمة ، التي طرح بها في السودان منذ مطلع الخمسينات ، فيما عرف بالفكر الجمهوري ، ومن هنا كان لا بد من كشفهم ، ومواجهتهم حتى لا ينفر الاذكياء عن الدين ، بسبب سوء ممارسة رجال الدين ، ويرد شعبنا المعين الصافي بعد ان تطهر من اوضار الجهلات !!

    ان مقالات د. عبد الله علي ابراهيم ، قد جاءت في وقت مناسب ، يتحاور فيه السودانيون بالداخل والخارج ، حول مستقبل بلادهم ، ويسعون الى تحقيق السلام ، وتوسيع قاعدة المشاركة ، وهي بذلك تعطينا فرصة لنوضح ربما للكثيرين من ابنائنا وبناتنا ، جانب من تاريخنا ، وقع عليه كثير من التزييف لمصلحة قوى التخلف ، مما جعل قضية الدين والدولة ، أهم القضايا التي يجب ان نثيرها ، دون ان نمل الحديث فيهاً !!



    صحيفة أجراس الحرية
    http://www.ajrasalhurriya.net/ar/news.php?action=viewandid=1260
    --------------------------------------------------------------------------------
    الكاتب : admino || بتاريخ : الخميس 08-01-2009
    عنوان النص : الشريعة والحداثة (2)..
    نزعت الرقابة أجزاء كبيرة منه

    : تعقيب على د. عبد الله علي ابراهيم في دفاعه عن الفقهاء وقوانينهم



    ان الافتراض الاساسي، في مقالات د. عبد الله علي ابراهيم ، لجعل الشريعة مصدر القوانين في السودان ، وتحسره على عدم الأخذ بها منذ ان جلا الاستعمار عن هذه البلاد، هو ان الشريعة ليس بها " بأساً أو ظلماً لغير المسلمين " كما انها " انتصفت للمرأة ما وسعها"(راجع مقالات د. عبد الله علي ابراهيم أو كتابه في نفس المعنى) !! ولعل ما ساق لهذا الخطأ هو الخلط بين الدين وبين الشريعة، وهو خلط قد جاز طويلاً على علماء المسلمين وعامتهم.. فالدين هو التوحيد ، وهو في بدايته الاقرار لله بالوحدانية ، وفي قمته التسليم التام له سبحانه وتعالى . وحين قال تعالى " ان الدين عند الله الاسلام " عنى التسليم للارادة الالهيه ، ولم يعن الاسلام بمعنى الشريعة التي اتى بها محمد صلى الله عليه وسلم !! وذلك لأن الاسلام سابق لهذه الشريعة..

    وعن ذلك يقول تعالى " انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء "، فانبياء بني اسرائيل قد كانوا مسلمين ، وابراهيم الخليل عليه السلام قد كان مسلماً ، قال تعالى " ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين * اذ قال له ربه أسلم قال اسلمت لرب العالمين " !! والدين بهذا المعني واحد ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم " خير ما جئت به أنا والنبيون من قبلي لا اله الا الله " ..

    ومع ان الدين واحد الا ان الشرائع قد اختلفت باختلاف الامم ، بسبب تطور الحياة ، ومن ثم تغيير المجتمعات .. ذلك ان الشريعة انما هي القوانين والاحكام ، التي تنزلت من الدين ، لتدرج المجتمات نحو غايات الدين العليا ، وهي لملامستها لواقع المجتمع تتأثر به ، وتراعي امكانات وطاقات افراده .. ولتوضيح هذا الأمر يضرب الاستاذ محمود محمد طه ، المثل باختلاف شريعة الزواج بين آدم عليه السلام ، ومحمد صلى الله عليه وسلم ، فبينما كان زواج الأخ من أخته شريعة دينية في عهد آدم ، اصبح حراماً في شريعة محمد ، بل شمل التحريم ما هو أبعد من الأخت كالخالة و العمة وغيرها ، يقول الاستاذ محمود :
    فاذا كان هذ الاختلاف الشاسع بين الشريعتين سببه اختلاف مستويات الأمم ،وهو من غير أدنى ريب كذلك ،

    فان من الخطأ الشنيع ان يظن انسان ان الشريعة الاسلامية في القرن السابع تصلح بكل تفاصيلها ، للتطبيق في القرن العشرين . ذلك بان اختلاف مجتمع القرن السابع ، عن مستوى القرن العشرين ، أمر لا يقبل المقارنة ، ولا يحتاج العارف ليفصل فيه تفصيلاً ، وانما هو يتحدث عن نفسه . فيصبح الأمر عندنا أمام أحدى خصلتين: أما ان يكون الاسلام كما جاء به المعصوم بين دفتي المصحف ، قادراً على استيعاب طاقات القرن العشرين ، فيتولى توجيهه في مضمار التشريع ، وفي مضمار الأخلاق ، واما ان تكون قدرته قد نفدت ، وتوقفت عند حد تنظيم مجتمع الفرن السابع ، والمجتمعات التي تلته مما هي مثله . فيكون على بشرية القرن العشرين ان تخرج عنه ، وتلتمس حل مشاكلها في فلسفات اخريات ، وهذا ما لا يقول به مسلم .. ومع ذلك فان المسلمين غير واعين بضرورة تطوير الشريعة .. وهم يظنون ان مشاكل القرن العشرين يمكن ان يستوعبها وينهض بحلها ، نفس التشريع الذي استوعب ، ونهض بحل مشاكل القرن السابع ، وذلك جهل مفضوح ..( محمود محمد طه : الرسالة الثانية من الاسلام ص 8)

    ولما كان القرآن قد حوي كل شئ ، فان التطور الذي حدث لا يحتاج الى رسالة جديدة ، وان احتاج الى تشريع جديد !! ولقد حوى القرآن المكي الذي كان منسوخاً ، بسبب قصور المجتمع عن شأوه ، التشريع المناسب للبشرية في عصرنا الحاضر ، وانما بعث هذا التشريع لتفصل منه القوانين هو ما اسماه الاستاذ محمود محمد طه تطوير التشريع ، وزعم انه السبيل الوحيد لعودة الاسلام في حياة المسلمين .. هذه الفكرة التي فصلها الاستاذ محمود في حوالي الاربعين كتاباً، وكتب حولها تلاميذه ما يربو على المائة وخمسين كتاباً، وقاوم بسببها تطبيق قوانين سبتمبر التي زعمت كافة الجماعات الاسلامية بانها الشريعة، حتى بذل حياته ثمناً لذلك ، لم تحظ من د. عبد الله علي ابراهيم بأي اشارة على الرغم من ان بحثه المطول قد كان حول الخلاف المحتدم حول القوانين الشرعية في السودان ، ولم ينس ان يذكر فيه حتى معارضة أو موافقة الاتحاد النسائي !!
    (9)
    أول ما تجدر الاشارة اليه في أمر الشريعة ، هو انها لا تساوي بين المواطنين في الحقوق والواجبات لانها تقوم على العقيدة التي تفضل المسلم على غيره !! قال تعالى في ذلك " ان العزة لله ولرسوله وللمؤمنين " .. ولقد اتجه التطبيق العملي لهذا المفهوم الى قتال المشركين حتى يسلموا ، وقتال أهل الكتاب_ اليهود والنصارى_ حتى يسلموا أو يعطوا الجزية !! قال تعالى " فاذا انسلخ الاشهر الحرم فأقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا واقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ان الله غفور رحيم " .. ولقد حددت هذه الآية ، وهي من آخر ما نزل في شأن التعامل مع المشركين ، زمان قتالهم بانقضاء الاشهر الحرم ، وحددت مكان قتالهم بانه حيث وجدوا ، وحددت سبب قتالهم بانه كفرهم وعدم اقامتهم شعائر الاسلام ، وحددت وقف القتال معهم ، بدخولهم في الاسلام واقامتهم الشعائر !! واعتماداً على هذه الآية جاء حديث النبي صلى الله عليه وسلم " أمرت ان أقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فان فعلوا عصموا مني دماءهم واموالهم وأمرهم الى الله "..

    أما أهل الكتاب فقد قال تعالى عنهم " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " !!
    ونزولاً عند هذا التوجيه ارسل النبي صلى الله عليه وسلم رسائله المشهودة لملوك الفرس والروم " أسلموا تسلموا يكن لكم ما لنا وعليكم ما علينا، فان ابيتم فادوا الجزية والا فاستعدوا للقتال" !! هذه هي خيارات الشريعة لليهود والنصارى : اما الاسلام ، أو الجزية ، أو القتال ..أما بالنسبة للمشركين فهما خياران لا ثالث لهما : الاسلام أو القتال !!

    والجزية ليست ضريبة دفاع ، يدفعها أهل الذمّة ، من يهود ونصارى ، للمسلمين الذين غزوا بلادهم وبسطوا سلطانهم عليها، لأنهم يقومون بحمايتهم فحسب ، لكنها الى جانب ذلك اقرار بالخضوع ، واظهار للطاعة ، واشعار بالمهانة والذل ، هدفه ان يسوق الذمي الى الاسلام .. جاء في تفسير قوله تعالى " عن يد وهم صاغرون " " أي عن قهر وغلبة .. وصاغرون أي ذليلون حقيرون مهانون ولذلك لا يجوز اعزاز أهل الذمّة ولا رفعهم على المسلمين بل هم أذلاء صغرة أشقياء كما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام واذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه الى أضيقه"( تفسير ابن كثير: الجزء الثاني ص 132)

    ومعلوم ان غير المسلم لا يصح له ان يكون رئيساً للدولة المسلمة ، ولا ان يتولى قيادة الجيش لأن الجيش جيش جهاد !! وليس له الحق في تولي القضاء الذي يقوم على قوانين الشريعة الاسلامية !! ومن الناحية الاجتماعية لا يجوز له ان يتزوج المرأة المسلمة ، ولما كان دفعة للجزية الغرض منه اشعاره بالصغار ، فانه لنفس الغرض لا يتولى المناصب الرفيعة ولا يؤتمن على اسرار المسلمين .. فقد روي ان ابو موسى الاشعري اتخذ كاتباً نصرانياً ، فقال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه : الا اتخذت حنيفياً ؟ قال: يا امير المؤمنين لي كتابته وله دينه !! قال عمر : لا اعزهم اذ اذلهم الله ولا ادنيهم اذ ابعدهم الله !! ثم قرأ قوله تعالى " يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين " !!( المصدر السابق)
    فهل يمكن لمثقف أمين ان يقول بان غير المسلم لا يتضرر بتطبيق قوانين الشريعة الاسلامية ؟!

    (10)
    ومما يترتب على الجهاد اتخاذ الاسرى رقيقاً ، ومع ان الاسلام وجد الرق سائداً في الجاهلية ، الا انه لم يلغه ، كما ألغى الزنا ، والربا ، والميسر ، وغيرها ، وذلك لانه فرض الجهاد ، فاضطر الى مجاراة عرف الحرب والاسر .. ولقد اقرت الشريعة الرق كنظام اجتماعي ، وتعايش المسلمون االأوائل مع عبيدهم يبيعونهم ، ويشترونهم ، ويعتقونهم احياناً اذا لزمت احدهم الكفارة .. ورغم ان الشريعة دعت الى حسن معاملة العبيد ، من الناحية الاخلاقية ، الا ان الوضع القانوني للعبد ، يجعله أقل في القيمة الانسانية من الحر ، فمع انه انسان الا ان اعتبر مثل المتاع الذي يملكه سيده .. وقد اسرف الفقهاء في بيان ذلك بمستوى ينفر منه الذوق السليم .. فالسيد اذا قتل العبد لا يقتل ، واذا اصابه دون القتل يقدر المصاب بالقيمة الماليه للعبد !! فقد ورد ان العبد " ان كسرت يده أو رجله ثم صح كسره فليس على من اصابه شئ فان اصاب كسره ذلك نقص أو عثل ( جبر على غير استواء) كان على من اصابه قدر ما نقص من ثمنه " !! ( راجع : موطأ الامام مالك : باب الرق)

    وحين يتخذ الاسرى من الرجال عبيداً ، يتخذ الاسيرات من النساء اماء ، ويعتبرن مما ملكت يمين اسيادهن .. وقد اجازت الشريعة للمسلمين ان يعاشروا ما ملكت ايمانهم بغير زواج ، فاصبح للمسلم الحق في معاشرة عدد غير محدود من النساء .. قال تعالى " والذين هم لفروجهم حافظون * الا على ازواجهم أو ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين " .. ويجوز للمسلم ان يبيع جاريته لغيره ، وان يشتري غيرها من الجواري ، يعاشرهن ثم يبيعهن مرة أخرى !! وهكذا نشأ سوق للجواري بجانب سوق العبيد ، واصبح نظام الاماء مثل نظام العبيد ، نظاماً اجتماعياُ راسخاً مرتبطاً أيضاً بالجهاد !!

    وقد يقول قائل ان نظام الرق والاماء قد كان سائداً في الماضي لكنه لا يعنينا الآن !! وفي الحق ان الدعوة لجعل الشريعة مصدراً للقوانين انما تسوق كنتيجة طبيعية الى اقامة الدولة الاسلامية .. ومتى ما قامت الدولة الاسلامية ، ولو بمجرد الادعاء ، فان حربها مع خصومها أو مع الاقليات غير المسلمة تعتبر جهاداً ، مما يعيد كل هذه الصور من جديد !!

    (11)
    عندما تعالت صيحات منظمات حقوق الانسان عن اعادة الرق في السودان في منتصف التسعينات ، قامت بعثة من المنظمة السودانية لحقوق الانسان بالسفر لجنوب السودان وكتبت في تقريرها الذي كان له اثراً بالغاً :


    خلال الفترة ما بين 17 و22 مايو عام 1999 قامت المنظمة السودانية لحقوق الانسان فرع القاهرة ، ممثلة في نائب رئيسها والامين العام بزيارة الى أقليم بحر الغزال في جنوب السودان ، بغرض الوقوف على أوضاع حقوق الانسان في المنطقة وللتحري في اتهامات بممارسة الرق. وقد اجرت المنطمة خلال الزيارة – التي شارك فيها ممثلون لمنظمة التضامن المسيحي ومجموعة تمثل التلفزيون والصحافة الكندية _ تحقيقات ميدانية ومقابلات مباشرة مع كافة الاطراف ذات الصلة بقضية الرق من مواطنين تمت اعادتهم من الاسترقاق ، وتجار شاركوا في عمليات استعادة الرقيق ، وسلاطين وزعماء ، ومسؤولين عن الادارة الأهلية ، واهالي وذوي العائدين من الاسترقاق الى جانب مواطنون عرب يعيشون في المنطقة وتجار قادمين من الشمال. وابدت المنظمة اهتماماً خاصاً بافادات الاطفال وعملت على توثيق لقاءاتها المباشرة بالمعنيين عبر عدة وسائل للتوثيق وخلصت الى ما يلي :

    • ظاهرة الرق ليست مستحدثة بل قديمة وهي قد ارتبطت بداية بالصراعات القبلية في المنطقة غير انها اتسعت بشكل يدعو للقلق في ظل النظام الحالي الذي تقوم سلطاته بالتشجيع على ممارسة الرق وتنظيمها والاشراف عليها . وتقوم السلطات بتجنيد أعداد من ابناء المسيرية والرزيقات ضمن قوات الدفاع الشعبي وتوفر للمجند منهم حصاناً وبندقية كلاشنكوف ومبلغ 50 الف جنيه للقيام بغارات على القرى التي تشتبه السلطات في انها تدعم الحركة الشعبية لتحرير السودان ، ويحتفظ المغيرون من هؤلاء المجندين بما يحصلون عليه من رقيق وأبقار وممتلكات باعتبارها مغانم الحرب الجهادية .


    • يشارك في الغارات على القرى والبلدات المراحيل – وهو الاسم الذي يطلقه الأهالي المحليون على مجموعات المجندين – وافراد الدفاع الشعبي أو القوات المسلحة. وسواء تمت الغارات بمشاركة الاطراف الثلاثة أو عن طريق مجموعة واحدة منها يتم نقل حصيلة الغارات من رقيق وابقاروخلافه الى مناطق تقع تحت سمع وبصر السلطات السودانية.


    • يتم تجميع الرقيق والغنائم الاخرى في حظائر معدة لهذا الغرض تقوم بحراستها قوات نظامية ( قوات مسلحة و قوات دفاع شعبي ) وتقع هذه الحظائر على مسافة تتراوح بين 5 الى 7 ساعات سيراً على الأقدام من المناطق التي استهدفتها الغارات .
    • في مرحلة لاحقة ينقل الرقيق الى مدن المجلد والميرم عبر رحلات تستغرق من 6 الى 9 أيام ويتم أثناء هذه الرحلات إعدام أعداد كبيرة من الرجال بضربهم ، وهم مقيدي الايدي والأرجل ، بهراوات على الرأس ، كما يتم الاحتفاظ باعداد من الشباب كمجندين ، وتتعرض النساء الى عمليات أغتصاب متكرر بواسطة الحراس والعاملين على نقلهم ، ويتم أثناء الرحلة ربط كل 9 أو 10 من الرقيق بواسطة حبل طويل الى بعضهم البعض .


    • يتم بيع الرقيق الى اسياد جدد حيث تستخدم النساء في أعمال الزراعة والرعي وجلب الماء وطحن الذرة ( بلا مقابل ) بالاضافة لتقديم خدمات جنسية نزولاُ على رغبات اسيادهن ، ولا تتبدل معاملة الرقيق بعد انجابهن من سادتهن كما لا يعامل اطفالهن بذات المعاملة التي يحظى بها الاطفال الطبيعيون للسادة ويطلق على الرقيق اسماء جديدة تكون في الغالب
    اسماء عربية. (راجع دورية المنظمة السودانية لحقوق الانسان . فبراير 2000)
    ولعل من أهم ما جاء في هذا التقرير، الافادات العديدة المسجلة ، لأشخاص عانوا من تجربة الاسترقاق المريرة . ورغم قسوة هذه الافادات ومرارتها حتى لمن يقرأها الا انني ارى ان نورد واحدة منها كنموذج بالغ الدلالة على ما وصل اليه الحال تحت الحكومة التي تدعي تطبيق الشريعة . جاء في الافادة :


    من " كوروك" غرب "أويل" تم اختطافها قبل 14 شهراً ومعها حوالي 300 شخص من الدينكا تم اختطافهم بواسطة اعداد كبيرة من المهاجمين الذين كانوا خليطاً من الجنود النظاميين وقوات الدفاع الشعبي والمدنيين : ثم اخذنا الى " ابو مطارق " وفي الطريق تم إغتصابي بواسطة عدة اشخاص ، وقد تعرضت للضرب الشديد –زوجي "بول يول داو" قتل قبل عامين من اختطافي – تم اخذي من " ابو مطارق" بواسطة شخص اسمه علي وكان يعاملني بقسوة شديدة ، يضربني ويقذف بالأكل على الأرض ويطلب مني أكله وكان علي مرتبط بالزراعة في مكان بعيد من المنزل ، وكان يناديني " بنت الجانقي" وكان يطلب مني الصلاة وحين اذكر له اني لا اعرف كان يضربني ب "القنا" .... اصرّ سيدها على ان يقوم بطهارتها حتى يتزوجها ، وقد تم ذلك بعد ان تم تثبيتها على " العنقريب" بحضور زوجة سيدها وعدد آخر من النساء ، وقد تمت الطهارة دون بنج ، وكان الجرح ينزف لمدة أربعة أيام دون توقف ، وبالرغم من الألم والإرهاق بسبب النزيف ، فقد اجبرت على العمل في اليوم التالي مباشرة ، وقد ضاجعها سيدها بعد ثلاثة أشهر من "الطهارة".(المصدر السابق)

    د. عمر القراي
                  

العنوان الكاتب Date
عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الكيك11-02-13, 10:09 PM
  Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الكيك11-02-13, 10:23 PM
    Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الكيك11-02-13, 10:28 PM
      Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الكيك11-02-13, 10:33 PM
        Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الكيك11-02-13, 10:49 PM
          Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... صلاح عباس فقير11-02-13, 11:54 PM
            Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... Nasr11-03-13, 01:06 AM
              Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... MAHJOOP ALI11-03-13, 01:35 AM
                Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... MAHJOOP ALI11-03-13, 01:59 AM
                  Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... adil amin11-03-13, 03:57 AM
                  Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الصادق اسماعيل11-03-13, 04:01 AM
                    Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الصادق اسماعيل11-03-13, 04:09 AM
                    Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الصادق اسماعيل11-03-13, 04:09 AM
                      Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الصادق اسماعيل11-03-13, 04:19 AM
                        Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... بهاء بكري11-03-13, 10:14 AM
                          Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الكيك11-03-13, 03:51 PM
                          Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... كمال علي الزين11-03-13, 04:34 PM
                            Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... محمد الكامل عبد الحليم11-03-13, 05:33 PM
                            Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... جمال المنصوري11-03-13, 05:52 PM
                              Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الكيك11-03-13, 08:52 PM
                                Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الكيك11-03-13, 09:00 PM
                                  Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... HAYDER GASIM11-04-13, 00:01 AM
                                    Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... Nasr11-04-13, 02:26 AM
                                    Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... Nasr11-04-13, 03:20 AM
                                      Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... adil amin11-04-13, 05:41 AM
                                        Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الكيك11-04-13, 08:48 AM
                                          Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الكيك11-04-13, 09:58 AM
                                            Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الكيك11-04-13, 06:48 PM
                                              Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... محمد حيدر المشرف11-04-13, 07:36 PM
                                                Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الكيك11-05-13, 03:27 PM
                                                  Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... عبدالله الشقليني11-05-13, 08:55 PM
                                                    Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... عبدالله الشقليني11-06-13, 08:02 AM
                                                      Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... نصر الدين عثمان11-06-13, 01:01 PM
                                                        Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... عبدالله الشقليني11-06-13, 05:50 PM
                                                        Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الكيك11-06-13, 05:59 PM
                                                          Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... MAHJOOP ALI11-07-13, 06:44 AM
                                                            Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... بهاء بكري11-07-13, 07:00 AM
                                                              Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الكيك11-07-13, 04:33 PM
                                                                Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الكيك11-07-13, 04:37 PM
                                                                  Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الكيك11-08-13, 11:25 AM
                                                                    Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الكيك11-08-13, 08:30 PM
                                                                      Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... عبدالله الشقليني11-08-13, 09:16 PM
                                                                        Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... بهاء بكري11-09-13, 08:02 AM
                                                                          Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... بهاء بكري11-09-13, 08:51 AM
                                                                            Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... بهاء بكري11-09-13, 09:10 AM
                                                                              Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... بهاء بكري11-09-13, 09:24 AM
                                                                                Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... بهاء بكري11-09-13, 12:21 PM
                                                                                  Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... طلعت الطيب11-09-13, 01:09 PM
                                                                                    Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... صلاح عباس فقير11-09-13, 08:25 PM
                                                                                      Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... صلاح عباس فقير11-09-13, 08:38 PM
                                                                                        Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... بهاء بكري11-10-13, 10:15 AM
                                                                                          Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... عبدالله الشقليني11-10-13, 12:11 PM
                                                                                            Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... طلعت الطيب11-10-13, 01:43 PM
                                                                                              Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... عبيد الطيب11-10-13, 02:02 PM
                                                                                            Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... عبدالله الشقليني11-10-13, 05:22 PM
                                                                                              Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... صلاح عباس فقير11-10-13, 05:57 PM
                                                                                                Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... بهاء بكري11-11-13, 06:22 AM
                                                                                                  Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... عبدالله الشقليني11-11-13, 10:18 AM
                                                                                                    Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... طلعت الطيب11-11-13, 11:18 AM
                                                                                                      Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... Amjad ibrahim11-11-13, 10:15 PM
                                                                                                        Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... HAYDER GASIM11-12-13, 02:38 AM
                                                                                                          Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... كمال عباس11-12-13, 03:48 AM
                                                                                                            Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... عبدالله الشقليني11-12-13, 05:02 AM
                                                                                                              Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... بهاء بكري11-12-13, 08:10 AM
                                                                                                                Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... طلعت الطيب11-12-13, 11:19 AM
                                                                                                                  Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... عبدالله الشقليني11-13-13, 04:55 AM
                                                                                                                    Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... MAHJOOP ALI11-13-13, 05:58 AM
                                                                                                                      Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... بهاء بكري11-13-13, 06:35 AM
                                                                                                                        Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... طلعت الطيب11-13-13, 11:31 AM
                                                                                                                          Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... Bushra Elfadil11-13-13, 02:11 PM
                                                                                                                            Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الكيك11-13-13, 04:45 PM
                                                                                                                              Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الكيك11-13-13, 04:49 PM
                                                                                                                            Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... كمال عباس11-13-13, 04:49 PM
                                                                                                                              Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... طلعت الطيب11-14-13, 00:11 AM
                                                                                          Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... د.نجاة محمود11-14-13, 04:27 AM
                                                                                            Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... د.نجاة محمود11-14-13, 04:31 AM
                                                                                              Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... طلعت الطيب11-14-13, 10:49 AM
                                                                                                Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الكيك11-14-13, 11:29 AM
                                                                                                Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... عبدالله الشقليني11-14-13, 06:45 PM
                                                                                                  Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... كمال عباس11-14-13, 11:25 PM
                                                                                                    Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... MAHJOOP ALI11-15-13, 04:51 AM
                                                                                                      Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... عبدالله الشقليني11-15-13, 04:31 PM
                                                                                                        Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... بهاء بكري11-16-13, 07:59 AM
                                                                                                          Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... طلعت الطيب11-16-13, 10:31 AM
                                                                                                            Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... كمال عباس11-16-13, 10:04 PM
                                                                                                        Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... عبدالله الشقليني11-16-13, 05:07 PM
                                                                                                          Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... طلعت الطيب11-16-13, 08:35 PM
                                                                                                            Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الكيك11-16-13, 10:04 PM
                                                                                                              Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... عبدالله الشقليني11-17-13, 03:27 AM
                                                                                                                Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... عبدالله الشقليني11-17-13, 07:09 AM
                                                                                                                  Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الكيك11-17-13, 11:05 AM
                                                                                                                    Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الكيك11-17-13, 03:44 PM
                                                                                                                      Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... طلعت الطيب11-17-13, 04:24 PM
                                                                                                                        Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... MAHJOOP ALI11-18-13, 01:18 AM
                                                                                                                          Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... adil amin11-18-13, 04:52 AM
                                                                                                                  Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... عبدالله الشقليني11-18-13, 09:59 AM
                                                                                                                    Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... عبدالله الشقليني11-18-13, 12:02 PM
                                                                                                                      Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... طلعت الطيب11-18-13, 11:18 PM
                                                                                                                        Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... كمال عباس11-19-13, 03:12 AM
                                                                                                                          Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... عبدالله الشقليني11-19-13, 06:24 AM
                                                                                                                            Re: عبد الله على ابراهيم ...فى وجه العاصفة ....كتاب السودان غاضبون ... الكيك11-19-13, 10:59 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de