دينكا نقوك تقول لا للشمال بـ 99.9% .. والبشير يقع في حرج التسويات مع القبائل الشمالية

Quote: خلطت قبيلة دينكا نقوك أوراق حكومة البشير ونظيرتها الجنوبية، بالتصويت بنعم للانضمام لجنوب السودان، وبنسبة تصل إلى 99.9% في الاستفتاء الذي أجري من جانب واحد خلال اليومين الماضيين، مما يفرض المزيد من الحرج على حكومة البشير التي تراهن على بقاء أبيي الغنية بالنفط في الجانب الشمالي، وهي الهدية التي كان البشير يريد إهدائها للقبائل العربية التي لطالما ناصرته في قتل الأبرياء الجنوبيين فيما يعرف بحروب المراعي، وتخفي ورائها حروبا عنصرية. وأعلنت أمس نتيجة الاستفتاء بنعم للجنوب، في وقت يؤكد الاستفتاء فشل المفاوضات التي أجريت بين البشير وسلفاكير الأسبوع الماضي، والتي لم تتوصل إلى نتيجة واحدة اسمها السماح بعبور حملة الجوازات الدبوماسية بين البلدين دون تأشيرات، ولم تتوصل لأي اتفاق بشأن أبيي، والتي تعد بنتيجة التصويت، محسوبة على تيار الجنوب، مما يفتح المجال مجددا أمام تصادمات مع القبائل العربية وينذر بعواقب ربما تتمدد لتغلق منافذ النفظ الذي باتت حكومة البشير تعتمد على رسوم عبوره في محاولة لوقف التضخم، والذي بدأته بسلسلة اجراءات اقتصادية بدأت برفع الدعم عن المحروقات، والتي تسببت في انفجار الشارع السوداني، مما استدعى الحكومة للتعامل المفرط معها وقتل العشرات، مما أثار المجتمع الغربي الذي أدان ومنه منظمة العفو الدولية ذلك القمع، إلا أن أجازة العيد كانت الفرصة التي استنشقت فيها الحكومة السودانية الهواء لتعلن أنها باقية في موقعها بعدما انسحب المحتجون من الشوارع لأسباب غير معروفة في ظل استمرار وجود السبب الرئيسي لخروجهم إلى الشوارع، وهو ما عزاه المراقبون إلى القمع المفرط، مؤكدين أنه ربما عاد الشعب إلى منازله، لكن الحكومة سقطت شرعيتها في قلوبهم، وهو ما تدلله الكتابات والحوارات التي راح يتفوه بها الكثير من أبناء السودان ضد حكومة البشير وهو أمر لم يعهد من قبل في الخرطوم ولا الولايات السودانية. لكن البشير الذي عاد من رحلة الحج مؤخرا انتهز الفرصة للوعيد والتهديد مجددا ضد كل من يخرج ضده، فيما فتح المجال أمام رفيقه في انقلاب 1989 غازي صلاح الدين العتباني إلى قول لا، ليعلن تبني حزبا جديدا يراه البعض على أنه الوجه الآخر للحكومة الحالية، لكنه من بوابة ما يسمى الإصلاح، لتمرير الأمر على الشعب السوداني الذي يبدو أنه بات يفقد درب الربيع العربي. وتقع ابيي بين السودان وجنوب السودان وتبقى واحدة من نقاط الخلاف الرئيسية التي لم تحل منذ توقيع اتفاق السلام الشامل في 2005 الذي انهى عقدين من الحرب الاهلية بين الحكومة السودانية وحركة التمرد الجنوبية واسفر عن تقسيم السودان في 2011.