نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم)
|
مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!.1-4 صهيب حامد استثارني المقال الذي كتبه الاستاذ مصطفى البطل في رده على الدكتور حسن الجزولي فيما ذكره هذا الاخير في كتابه (نور الشقائق ) حول الشول بت حلوة او (فوز ) ،فانا من بعض قد استهوتهم قصة صالون فوز الادبي (لدى نهاية طاشرات القرن الماضي الى عشرينياته) التي حكاها كثيرون وان استفاض حولها الاستاذ حسن نجيلة كثيرا في كتابه (ملامح من المجتمع السوداني ) ، اذ لم يكتفي الاستاذ حسن نجيلة بفض السر فقط حيال الصالون ولكنه كشف كذلك مرتادي الصالون من اباء الحركة الوطنية الاوائل ، وان دار حديث ولقط بانه قد سكت عن بعض الشخوص ومنهم الراوي (الشيخ) الذي روى عنه الاستاذ نجيلة .. وهو ما حدى باستاذنا شوقي بدري صاحب (حكاوي ام درمان ) ان يذهب لاكثر مما ذهب اليه استاذنا نجيلة كي يؤكد ان الشيخ الذي روى عنه الاستاذ حسن نجيلة في كتابه (ملامح من المجتمع السوداني ) ليس غير ابراهيم بدري (والده) واحد اباء الحركة الوطنية السودانية ومن الرعيل الاول من الاداريين السودانيين في عهد الانجليز !!. ما الذي اراد ان يقوله الاستاذ البطل في مقاله بصحيفة الخرطوم الموسوم ب (وأين نور الشقائق من مي زيادة؟حسن الجزولي وشخصية فوز ) . وما لا شك فيه ان البطل كاتب مسلول اليراع فصيحه وان لم يسعفه كل ذلك من الوقوع في شراك وافخاخ التعجل في اطلاق الاحكام على الظواهر ذات الطبيعة التاريخية والاجتماعية المعقدة دون ان يزيل من نظارته الشوائب الثقافية التي قد تقوده الى التحيز واللاموضوعية في قضايا ذات ابعاد اشكالية (problematique) . فالاكيد ان البطل لم يختار طوعا ان تصفي اختيارات ثقافية ما عبره حساباتها وان كبلته هذه الاختيارات باصفاد كتلك التي كبلت فولرينتينو اريثا الذي جر على كاحليه اصفادا تزن عشرة ارطال من اجل قضية حب في منطقة ما على ساحل الكاريبي كما يروي ماركيز في احدى رواياته، اما صاحبنا البطل على مرمى حجر من خط الاستواء فلقد جر اغلال ثقافة كاملة كبلته منذ الازل وهو يزدرد صارقيلتها التي التقطها وسط هوام ايديولوجيا الوسط وهو يرد على الدكتور حسن الجزولي فيما كتبه حول فوز (الشول بت حلوة ) . فولرينتينو اريثا شخصية من خيال كاتب الفنتازيا السحرية غابرييل جارسيا ماركيز حيث ان اصفادا تزن عشرة ارطال لن تثقل على خيال ، اما لشخص من لحم ودم يجر اضعاف تلك الاغلال؟.. يا لهو من حمل ثقيل !!!. اذ ليس فحسب ان البطل يعتقد انه يزدرد برتقالات ارينديرا بحوصلات الماس بداخلها ولكنه وبحماسة توراتية يمارس خرقا (بفتح الفاء والراء ) فكريا دون ان يرف له جفن ودون ان يعي ان ما يقوله او تقوله عبره اختياراته الثقافية هو نتاج مفارقة ذات ابعاد ثقافية واجتماعية . ليس البطل وحده ولكن عديد رموزنا الثقافية والفكرية هم اليوم ليسو اكثر من تروس في ماكينة ثقافية كبيرة جدا جدا يقفون على حصاتها وهم يرددون اصداءها ويظنون انهم يعتلون الجبال الشوامخ!! .
اولا وقبل الخوض في الاطار الثقافي والاجتماعي الذي اتاح ظاهرة فوز وصالونها والذي عاشت فيه الشول وامها حلوة ، وللاسف فان البطل يظل ذاهلا عن الحقيقة في عمقها وهو يقول (تلك هي فوز فمن هي مي زيادة؟ المتفق عليه انها شاعرة وأديبة ومترجمة، تجيد ست لغات منها العربية والفرنسية والايطالية والانجليزية. درست في جامعة القاهرة ثم مارست التدريس. لها ديوان باللغة الفرنسية، كما نشرت عددا مهولاً من المؤلفات والكتابات الادبية والنقدية والاجتماعية. وقد اشتهرت بالصالون الذائع الصيت الذي كانت تعقده كل ثلاثاء. وكان من بين اصدقائها الخلّص عدد كبير من قادة الفكر واعلام الثقافة في مصر والشام واوربا. مقارنة مي بفوز لا تجوز. لسبب بسيط هو ان الثانية أمية، لا تقرأ ولا تكتب، وان تذوقت الشعر والغناء. بينما الاولى مثقفة عريضة، بمعايير زمانها وبمعايير اليوم. كما أنها منتجة للثقافة بلسان قومها وبألسنة الآخرين، وتعتبر من أعمدة ما عرف بالنهضة العربية. بل أن قيمتها زادت بمرور الوقت فصار اسمها اكثر توهجا في الدوائر الاكاديمية العربية والغربية، مقارنة مع جل الأسماء التي أمت صالونها. وليس الأمر هنا أمر الصالون الفكري كمساحة يلتقي فيها المثقفون والأدباء، وانما يرتبط الصالون بسيدته، وبالقدرة على البذل الفكري والعطاء الثقافي) . ان اولى علائم الذهول في المقارنة الجاحدة التي يؤديها البطل اعلاه بين مي زيادة وفوز هي عين المقارنة الاكثر جحودا التي تضع دوما الثقافة العالمة والكتابية ازاء الثقافة الشفاهية والشعبية ، فكما يقول البروفسير محمد اركون استاذ كرسي تاريخ الفكر العربي والاسلامي بالسوربون ان هناك خاصية تاريخية اجتماعية تستبعد كل الجانب غير المكتوب في الحياة الاجتماعية والثقافية ، ان التضاد الثنائي بين الخاص والعام او الثقافة العالمة والثقافة المحلية او الجاهلة او غيرها من الاسماء التي دلت دوما لكتلة ثقافية واجتماعية غير مرغوب فيها كل ذلك يمثل احدى المحاور الاساسية للثقافة العربية الاسلامية الكلاسيكية التي لم تزل تسود الفضاء الاجتماعي والثقافي في السودان . ان هذه الخاصية ذات نتائج وانعكاسات حاسمة لمن يريد ان يفهم المجتمعات العربية والاسلامية والتي بقيت اجزاء كبيرة منها خارج دائرة الثقافة الحضرية العالمة ودائرة الكتابة . اذن ليس يكفي ان تكون مي زيادة تتحدث عدة لغات وتجيد الكتابة كي تتفوق على الشول بت الحلوة حيث ان هذا الفرق لا يشير سوى لدالة سوسيولوجية حيث يظل دوما ان الثقافة في خاصيتها الحديثة وفي اطارها البنيوي لا تفرق بين المحكي والمقال والمرئي وبين المكتوب والمنظوم ان لم يكن النمط الاول هو ذو اولوية في النظر . اذن لا يمكنك ان تدعي التنوير وتكون مضطرا لحسم المقارنة دون النظر للمرحلة التاريخية (في عمر كل مجتمع ) التي عاشت فيها كل من فوز ومي حيث يعد ما قامت به فوز انفلات كبير وعظيم من اطارها الاجتماعي في ذلك الظرف التاريخي بعكس ما قامت به مي زيادة مقارنة بالاطار الاجتماعي في مرحلته التاريخية تلك .واي خرق فكري يقودنا كي يكون معيارنا هو دلالة الكتابة واجادة اللغات ونحن ابناء مركزية الثقافة العربية الاسلامية التي تملؤنا زهوا بان رسولنا هو النبي الامي !!!. نعم ان فوز كانت مثقفة ومثقفة كبيرة جدا بمعايير المجتمع الذي عاشت فيه كما ان مي زيادة كانت مثقفة بمعايير المجتمع الذي عاشت فيه كذلك ، فوز كانت راقصة ومغنية وشاعرة وناقدة بيد انها لا تجيد الكتابة والقراءة ، اما مي زيادة فقد كانت بعض ذلك مع اجادتها للكتابة والقراءة وستة لغات ومؤلفة لما لا يحصى ولا يعد من الكتب وقد استلهمت كل ذلك من مجتمع قطع شوطا في مضمار الحداثة ، اما فوز ومقابل ذلك فلقد كانت بداية الالهام وتدشين الحداثة الذي انتج كينونة نصية ضخمة ومهيبة لم تنتهي بكل معلقات خليل فرح الوجدانية وان بدأت بها ولم تنتهي باشعار توفيق صالح جبريل وان بدأت بها وكذلك اشعار البنا ولم تنتهي بها وغيره من خير يسيل بغير اخر . كثيرون عاصروا تلك الفترة يعتقدون ان قصيدة (ميس ايفانز) الشهيرة هي من كلمات الشول بت حلوة وان شكك البعض في ذلك ولكن الجميع اتفقوا ان القصيدة قد الفت في دار فوز وقطعوا بالف ولام العهد بانهم سمعوا الشول تدلي بدلوها الذي وجد مكانه في ثنايا القصيدة التي دشنت لتعليم المرأة في السودان (مقال للاستاذ مبر محمود بمنتدى سودانيات )، بيد ان الاعتقاد لم يقف هناك فحسب ولكن كثيرون اكدوا ان كثير من اغاني خليل فرح وغيره قد الفتها الشول بت حلوة وان برزت باسماء اخرين ، حيث لم يعتاد المجتمع بعد انذاك مثل هذه الادوار من نساء ، وليس فوز فحسب بل ان كثير اشعار واغاني تلك الحقبة خصوصا اغاني التراث هي من تاليف نساء اما خرجت للعلن باسماء رجال او خرجت غفلا الامر الذي جذب احد اصدقائنا المهتمين بالتراث لاجتراح رسالة دكتوراة قيد الاعداد عن هذه الظاهرة.. نواصل .
------- اليوم 29 اكتوبر 2013 يصحيفة الخرطوم
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | صهيب حامد | 10-29-13, 09:54 AM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | حاتم الياس | 10-29-13, 10:08 AM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | بله محمد الفاضل | 10-29-13, 10:24 AM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | صهيب حامد | 10-29-13, 03:55 PM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | صهيب حامد | 10-29-13, 07:51 PM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | صهيب حامد | 10-30-13, 06:41 PM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | Balla Musa | 10-30-13, 07:19 PM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | صهيب حامد | 10-31-13, 11:40 AM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | صهيب حامد | 10-31-13, 12:08 PM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | صهيب حامد | 10-31-13, 05:28 PM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | صهيب حامد | 11-01-13, 07:15 AM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | عبدالحفيظ ابوسن | 11-01-13, 07:24 AM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | صهيب حامد | 11-01-13, 02:14 PM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | صهيب حامد | 11-01-13, 06:53 PM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | Yasir Elsharif | 11-01-13, 08:13 PM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | علاء سيداحمد | 11-01-13, 08:25 PM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | munswor almophtah | 11-01-13, 10:50 PM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | صهيب حامد | 11-02-13, 06:48 PM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | صهيب حامد | 11-03-13, 06:34 AM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | Yasir Elsharif | 11-03-13, 07:33 PM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | yaser mostafa | 11-03-13, 07:42 PM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | صهيب حامد | 11-05-13, 10:44 PM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | صهيب حامد | 11-03-13, 07:22 PM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | صهيب حامد | 11-03-13, 07:22 PM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | صهيب حامد | 11-03-13, 10:42 PM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | كمال علي الزين | 11-03-13, 11:37 PM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | صهيب حامد | 11-06-13, 05:39 AM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | علي الكرار هاشم | 11-06-13, 06:38 AM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | صهيب حامد | 11-08-13, 03:26 PM |
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) | صهيب حامد | 11-09-13, 07:43 PM |
|
|
|