مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 03:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-29-2013, 09:54 AM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم)

    مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!.1-4
    صهيب حامد

    استثارني المقال الذي كتبه الاستاذ مصطفى البطل في رده على الدكتور حسن الجزولي فيما ذكره هذا الاخير في كتابه (نور الشقائق ) حول الشول بت حلوة او (فوز ) ،فانا من بعض قد استهوتهم قصة صالون فوز الادبي (لدى نهاية طاشرات القرن الماضي الى عشرينياته) التي حكاها كثيرون وان استفاض حولها الاستاذ حسن نجيلة كثيرا في كتابه (ملامح من المجتمع السوداني ) ، اذ لم يكتفي الاستاذ حسن نجيلة بفض السر فقط حيال الصالون ولكنه كشف كذلك مرتادي الصالون من اباء الحركة الوطنية الاوائل ، وان دار حديث ولقط بانه قد سكت عن بعض الشخوص ومنهم الراوي (الشيخ) الذي روى عنه الاستاذ نجيلة .. وهو ما حدى باستاذنا شوقي بدري صاحب (حكاوي ام درمان ) ان يذهب لاكثر مما ذهب اليه استاذنا نجيلة كي يؤكد ان الشيخ الذي روى عنه الاستاذ حسن نجيلة في كتابه (ملامح من المجتمع السوداني ) ليس غير ابراهيم بدري (والده) واحد اباء الحركة الوطنية السودانية ومن الرعيل الاول من الاداريين السودانيين في عهد الانجليز !!. ما الذي اراد ان يقوله الاستاذ البطل في مقاله بصحيفة الخرطوم الموسوم ب (وأين نور الشقائق من مي زيادة؟حسن الجزولي وشخصية فوز ) . وما لا شك فيه ان البطل كاتب مسلول اليراع فصيحه وان لم يسعفه كل ذلك من الوقوع في شراك وافخاخ التعجل في اطلاق الاحكام على الظواهر ذات الطبيعة التاريخية والاجتماعية المعقدة دون ان يزيل من نظارته الشوائب الثقافية التي قد تقوده الى التحيز واللاموضوعية في قضايا ذات ابعاد اشكالية (problematique) . فالاكيد ان البطل لم يختار طوعا ان تصفي اختيارات ثقافية ما عبره حساباتها وان كبلته هذه الاختيارات باصفاد كتلك التي كبلت فولرينتينو اريثا الذي جر على كاحليه اصفادا تزن عشرة ارطال من اجل قضية حب في منطقة ما على ساحل الكاريبي كما يروي ماركيز في احدى رواياته، اما صاحبنا البطل على مرمى حجر من خط الاستواء فلقد جر اغلال ثقافة كاملة كبلته منذ الازل وهو يزدرد صارقيلتها التي التقطها وسط هوام ايديولوجيا الوسط وهو يرد على الدكتور حسن الجزولي فيما كتبه حول فوز (الشول بت حلوة ) . فولرينتينو اريثا شخصية من خيال كاتب الفنتازيا السحرية غابرييل جارسيا ماركيز حيث ان اصفادا تزن عشرة ارطال لن تثقل على خيال ، اما لشخص من لحم ودم يجر اضعاف تلك الاغلال؟.. يا لهو من حمل ثقيل !!!. اذ ليس فحسب ان البطل يعتقد انه يزدرد برتقالات ارينديرا بحوصلات الماس بداخلها ولكنه وبحماسة توراتية يمارس خرقا (بفتح الفاء والراء ) فكريا دون ان يرف له جفن ودون ان يعي ان ما يقوله او تقوله عبره اختياراته الثقافية هو نتاج مفارقة ذات ابعاد ثقافية واجتماعية . ليس البطل وحده ولكن عديد رموزنا الثقافية والفكرية هم اليوم ليسو اكثر من تروس في ماكينة ثقافية كبيرة جدا جدا يقفون على حصاتها وهم يرددون اصداءها ويظنون انهم يعتلون الجبال الشوامخ!! .

    اولا وقبل الخوض في الاطار الثقافي والاجتماعي الذي اتاح ظاهرة فوز وصالونها والذي عاشت فيه الشول وامها حلوة ، وللاسف فان البطل يظل ذاهلا عن الحقيقة في عمقها وهو يقول (تلك هي فوز فمن هي مي زيادة؟ المتفق عليه انها شاعرة وأديبة ومترجمة، تجيد ست لغات منها العربية والفرنسية والايطالية والانجليزية. درست في جامعة القاهرة ثم مارست التدريس. لها ديوان باللغة الفرنسية، كما نشرت عددا مهولاً من المؤلفات والكتابات الادبية والنقدية والاجتماعية. وقد اشتهرت بالصالون الذائع الصيت الذي كانت تعقده كل ثلاثاء. وكان من بين اصدقائها الخلّص عدد كبير من قادة الفكر واعلام الثقافة في مصر والشام واوربا. مقارنة مي بفوز لا تجوز. لسبب بسيط هو ان الثانية أمية، لا تقرأ ولا تكتب، وان تذوقت الشعر والغناء. بينما الاولى مثقفة عريضة، بمعايير زمانها وبمعايير اليوم. كما أنها منتجة للثقافة بلسان قومها وبألسنة الآخرين، وتعتبر من أعمدة ما عرف بالنهضة العربية. بل أن قيمتها زادت بمرور الوقت فصار اسمها اكثر توهجا في الدوائر الاكاديمية العربية والغربية، مقارنة مع جل الأسماء التي أمت صالونها. وليس الأمر هنا أمر الصالون الفكري كمساحة يلتقي فيها المثقفون والأدباء، وانما يرتبط الصالون بسيدته، وبالقدرة على البذل الفكري والعطاء الثقافي) .
    ان اولى علائم الذهول في المقارنة الجاحدة التي يؤديها البطل اعلاه بين مي زيادة وفوز هي عين المقارنة الاكثر جحودا التي تضع دوما الثقافة العالمة والكتابية ازاء الثقافة الشفاهية والشعبية ، فكما يقول البروفسير محمد اركون استاذ كرسي تاريخ الفكر العربي والاسلامي بالسوربون ان هناك خاصية تاريخية اجتماعية تستبعد كل الجانب غير المكتوب في الحياة الاجتماعية والثقافية ، ان التضاد الثنائي بين الخاص والعام او الثقافة العالمة والثقافة المحلية او الجاهلة او غيرها من الاسماء التي دلت دوما لكتلة ثقافية واجتماعية غير مرغوب فيها كل ذلك يمثل احدى المحاور الاساسية للثقافة العربية الاسلامية الكلاسيكية التي لم تزل تسود الفضاء الاجتماعي والثقافي في السودان . ان هذه الخاصية ذات نتائج وانعكاسات حاسمة لمن يريد ان يفهم المجتمعات العربية والاسلامية والتي بقيت اجزاء كبيرة منها خارج دائرة الثقافة الحضرية العالمة ودائرة الكتابة . اذن ليس يكفي ان تكون مي زيادة تتحدث عدة لغات وتجيد الكتابة كي تتفوق على الشول بت الحلوة حيث ان هذا الفرق لا يشير سوى لدالة سوسيولوجية حيث يظل دوما ان الثقافة في خاصيتها الحديثة وفي اطارها البنيوي لا تفرق بين المحكي والمقال والمرئي وبين المكتوب والمنظوم ان لم يكن النمط الاول هو ذو اولوية في النظر . اذن لا يمكنك ان تدعي التنوير وتكون مضطرا لحسم المقارنة دون النظر للمرحلة التاريخية (في عمر كل مجتمع ) التي عاشت فيها كل من فوز ومي حيث يعد ما قامت به فوز انفلات كبير وعظيم من اطارها الاجتماعي في ذلك الظرف التاريخي بعكس ما قامت به مي زيادة مقارنة بالاطار الاجتماعي في مرحلته التاريخية تلك .واي خرق فكري يقودنا كي يكون معيارنا هو دلالة الكتابة واجادة اللغات ونحن ابناء مركزية الثقافة العربية الاسلامية التي تملؤنا زهوا بان رسولنا هو النبي الامي !!!.
    نعم ان فوز كانت مثقفة ومثقفة كبيرة جدا بمعايير المجتمع الذي عاشت فيه كما ان مي زيادة كانت مثقفة بمعايير المجتمع الذي عاشت فيه كذلك ، فوز كانت راقصة ومغنية وشاعرة وناقدة بيد انها لا تجيد الكتابة والقراءة ، اما مي زيادة فقد كانت بعض ذلك مع اجادتها للكتابة والقراءة وستة لغات ومؤلفة لما لا يحصى ولا يعد من الكتب وقد استلهمت كل ذلك من مجتمع قطع شوطا في مضمار الحداثة ، اما فوز ومقابل ذلك فلقد كانت بداية الالهام وتدشين الحداثة الذي انتج كينونة نصية ضخمة ومهيبة لم تنتهي بكل معلقات خليل فرح الوجدانية وان بدأت بها ولم تنتهي باشعار توفيق صالح جبريل وان بدأت بها وكذلك اشعار البنا ولم تنتهي بها وغيره من خير يسيل بغير اخر . كثيرون عاصروا تلك الفترة يعتقدون ان قصيدة (ميس ايفانز) الشهيرة هي من كلمات الشول بت حلوة وان شكك البعض في ذلك ولكن الجميع اتفقوا ان القصيدة قد الفت في دار فوز وقطعوا بالف ولام العهد بانهم سمعوا الشول تدلي بدلوها الذي وجد مكانه في ثنايا القصيدة التي دشنت لتعليم المرأة في السودان (مقال للاستاذ مبر محمود بمنتدى سودانيات )، بيد ان الاعتقاد لم يقف هناك فحسب ولكن كثيرون اكدوا ان كثير من اغاني خليل فرح وغيره قد الفتها الشول بت حلوة وان برزت باسماء اخرين ، حيث لم يعتاد المجتمع بعد انذاك مثل هذه الادوار من نساء ، وليس فوز فحسب بل ان كثير اشعار واغاني تلك الحقبة خصوصا اغاني التراث هي من تاليف نساء اما خرجت للعلن باسماء رجال او خرجت غفلا الامر الذي جذب احد اصدقائنا المهتمين بالتراث لاجتراح رسالة دكتوراة قيد الاعداد عن هذه الظاهرة.. نواصل .




    -------
    اليوم 29 اكتوبر 2013 يصحيفة الخرطوم
                  

10-29-2013, 10:08 AM

حاتم الياس
<aحاتم الياس
تاريخ التسجيل: 08-25-2004
مجموع المشاركات: 1981

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    بدأت بهذا المقال الجميل صباحى...شكراً ياصهيب...لاأظنك تعرف أن كتابتك ليها مزاج بمقاس قهوة الصباح
                  

10-29-2013, 10:24 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: حاتم الياس)

    من المنصف وضع كل زهرة بمحيطها
    ودراسة كافة الظروف التي تجعل من رحيقها
    موازياً لرحيق أخرى تشابهها في العطاء بلا مقابل
    ....الخ

    المقارنات -في ظني- دائماً ينقصها الكثير لتكون قادرة على عكس مناطق مختلفة
    تؤدي إلى الخروج برؤى منضبطة وحقة وصحيحة
    لكن
    بمقياس المحبة قد يتجنب المُقارِن مزالق المقارنات



    شكراً أخي صهيب على النظر بمحبة إلى إنسانة قدمت الكثير
    ولم يزل أثرها باقياً في الوجدان



    تحياتي واحترامي
                  

10-29-2013, 03:55 PM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: بله محمد الفاضل)

    العزيز /حاتم الياس ..

    حديثك قلادة اتشرف بها كثيرا خصوصا وانها صادرة من حاتم الياس









    ----
    بس باقي ليك بنلحق قهوة صباحك ؟.
                  

10-29-2013, 07:51 PM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: بله محمد الفاضل)

    العزيز بلة محمد الفاضل،،،
    تحياتي وشاكر لكلماتك






    شكراً أخي صهيب على النظر بمحبة إلى إنسانة قدمت الكثير ولم يزل أثرها باقياً في الوجدان
                  

10-30-2013, 06:41 PM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!.2-4
    صهيب حامد

    حسنا .. اما وقد انتقدنا في الحلقة الفائتة المقارنة الجاحدة التي اقامها البطل بين الشول بت حلوة (فوز) ومي زيادة وكيف انه قد نال تطفيفا من ثقافة صاحبتنا على خلفية اميتها الكتابية وقد تسرب من وعيه ان هذا الفرق لا يشير سوى لدالة سوسيولوجية حيث يظل دوما ان الثقافة في خاصيتها الحديثة وفي اطارها البنيوي لا تفرق بين المحكي والمقال والمرئي وبين المكتوب والمنظوم ان لم يكن النمط الاول هو ذو اولوية في النظر . اذن الاولى ان نعلم أي وسط اجتماعي الذي كناه في ذلك الوقت كي نقيس دالة الوعي السوسيولوجي وهو ما كان اولى بالمقارنة بدلا من المقارنات الجاحدة التي اداها البطل في حبور دون ادوات نقدية فاعلة لواقعنا الثقافي والاجتماعي ؟. نحن اذن نقف امام المجتمع السوداني بام درمان ما بعد كرري .. فلقد قُدّر الأنصار الذي إشتركوا في الواقعة بنحو (51.500) مجاهد، كما قدر الأمراء بنحو 86 أمير كبير و376 أمير صغير، والخيول التي إشتركت في الواقعة نحو (5.500) وان السلاح بلغ نحو 14 ألف بندقية بخلاف المدافع والسيوف والحراب، وقد أستشهد من الأنصار في تلك الواقعة وما سبقها منذ فركة ومرورا بالنخيلة وغيرها نحو خمس وعشرون الف منهم 68 من الأمراء . يقول مؤرخ سوداني ان ام درمان قد إنكمشت بدرجة محسوسة في الأيام الأولى من الحكم الثنائي نتيجة إنتقال القبائل التي فرض عليها الخليفة الهجرة والإقامة في العاصمة لتكون عوناً له وعضداً أو لتكون تحت عينه ومراقبته الشديدة إتقاء الفتنه والإضطراب ،وقد وجدت هذه القبائل الفرصة بعد معركة أمدرمان . وبعد أن إنحسر عدد السكان نتيجة عودة القبائل إلي مناطقها القديمة تركزت الحياة داخل المدينة بينما تركت الأطراف ولذلك تقلصت مساحة المدينة وأصاب أطرافها الخراب. اذن مات خمسة وعشرون الفا من جيش كان مؤلفا من خمسين الفا ، واذا ما علمنا ان مجتمع ام درمان في المهدية كان بالاساس مجتمعا مقاتلا اذن لعلمنا انه لم يتبقى من سكانها سوى العجزة والنساء والاطفال والمرضى ، اما البقية فقد هرست نصفه الة الحرب الرهيبة على سفح جبل سورغام !!. اما ما تبقى من جيش الخليفة ما بعد انجلاء المعركة قد انتصف الى نصفين ..نصف سار خلف خليفة المهدي اما النصف الاخر فلقد تشتت اما رجوعا الى مناطقه الاصلية او ابتعادا على الاقل من مرمى مدافع الماكسيم ونيران البواخر. اذن نحن امام صورة ماسوية لبقايا مجتمع ام درمان ما بعد (الكسرة) ، بالطبع انه من المسكوت عنه وغير المفكر فيه على طول وعرض وامتداد تاريخنا المعاصر ، مجتمع كامل لم يتبقى منه سوى نسائه واطفاله وعجزته ومرضاه وما يستتبع ذلك من نتائج ثقافية واجتماعية لم يكتب عنها احد . مثالي هنا هو ابرز رموزنا الوطنية ممن نجو من بطش ذلك التاريخ (الامام عبد الرحمن المهدي) ، فلقد فر كثيرون بعد الواقعة بما في ذلك المجموعة التي كانت تحمي ابناء المهدي وعلى راسها الخليفة شريف حيث يبدو ان هذا الاخير قد آثر عدم اللحاق بخليفة المهدي بام دبيكرات لاسباب نفسية حيث حملَ بعض الجمال التي ارسلها لهم هذا الاخير من هناك وهم قرب تندلتي باسر المقاتلين الذين مع الخليفة بام دبيكرات ، ومن ثم قبض عليهم الانجليز حيث ارسلوا اولا الى (الشوال) ومن ثم الى (الشكابة) حيث لقى الجمع هناك حتفه عدا ابناء المهدي الصغار الذين ارسلوا الى مصر اما اصغرهم على الاطلاق (عبد الرحمن) فلقد ترك في السودان وليس له من رعاية سوى والدته و عاطفة السودانيين . ان امدرمان ما بعد كرري كانت مدينة يتيمة او كما كتب هلال زاهر السادات (وصارت أمدرمان مدينة يسكنها النساء والأطفال والجرحي المقعدين من مجاهدي الأنصار ، وتحملت النساء إعالة ورعاية وتربية الأطفال وصرن يتكسبن من بيع ما تيسر من أشياء بسيطة مثل الطواقي والمناديل المطرزة ) . اذن دعونا وبلا مواربة نقول المسكوت عنه واللامفكر فيه لما يزيد عن القرن حيث ان ام درمان لم يسكنها الا من كان مضطرا لذلك ، وما درى البطل ان القبائل التي يدعي ان لها احياء ما بعد كرري بام درمان قد ادركت ان ما ترجوه قد تركته ببسطام (كما اعتاد ان يقول ابن عربي في فتوحه ) فعادت الى بسطامها بعد ان رحلت وحتف انفها الى البقعة الطاهرة باوامر المهدي وخليفته .
    اذن ام درمان ما بعد كرري قد صارت نسيجا مختلفا عن كل ما يحكيه البطل عن الطبيعة البطريركية والمحافظة لمجتمع ام درماني ، فبغياب الرجال في المجتمع انعدمت الهيراركية التقليدية القائمة على السيطرة الابوية وبله نشأت المدينة في براح قيمي هي اليوم تدين له بالكثير. أي غلالة غطت عين البطل وهو يقول (خطر لي خاطر آخر حول ذلك القدر من الحرية الذى تمتعت به الشول و امها حلوة، في مجتمع ام درمان القبلي المحافظ، حيث جرت العادة ان تسكن مجموعات قبلية بعينها هذا الحي او ذاك. واذا عقدنا رباط ذلك الواقع بالطبيعة البطريركية للمجتمع الامدرماني في عشرينات القرن العشرين، جاز التساؤل: من اين نبعت تلك الحرية؟ ما هو مصدرها؟ هل الشول وامها حلوة تنتميان الى المجموعات المنبتة قبلياً؟ تلك التى أسست للتنظير حولها الباحثة اليابانية يوشيكو كوريتا في بحثها الشهير حول جذور القومية السودانية وثورة 1924؟ وان لم تكن الشول وامها حلوة تنتميان الى تلك المجموعات المنبتة قبلياً، فسيبرز بالضرورة سؤال آخر يلح على الخاطر: هل ترتب على الهزيمة التاريخية في كرري تفكك في اواصر القبيلة والتقاليد القبلية امتد لما يقارب الثلاثة عقود؟ ) .. اذن يا صديقي البطل من هنا نبعت الحرية التي تمتعت بها الشول وامها وهنا كان مصدرها ولكن عين الرضا عن كل ما تعتقده عيب كليلة !!!!؟.
    للاسف نحن شعب قصير الذاكرة ، نتغنى بكرري ونفخر بها ولكننا نتحلل بل ننكر كل ما تمخض عنها واول ذلك الهزيمة نفسها بكرري التي حولناها الى انتصار وكتبنا ان اجدادنا قد شتتوا كتل الغزاة الباغية ما لان فرسان لنا بل فر جمع الطاغية (!!!!!) ، هانحن عبر اكبر فنان انجبناه ننكر اننا انهزمنا وبذا يصعب علينا الاعتراف بنتائج الهزيمة كذلك ..النتيجة الاولى وهي اننا اصبحنا بلدا محتلا لنيف وخمسين عاما وما تلا ذلك من نتائج اهمها انقطاع تجربتنا الثقافية والاجتماعية لما يزيد عن الربع قرن وهو ما اتاح بروز الكثير من النماذج كالشول بت حلوة التي بالف ولام العهد تعد راس جبل الجليد لمجتمع ننكره اليوم على لسان احد كبار كتابنا !!.


    ----
    اليوم 30 اكتوبر 2013 بصحيفة الخرطوم
                  

10-30-2013, 07:19 PM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    قرأت الجزء الأول وأعجبت بفكرتك أيما إعجاب..
    شكرا على هذا الدفق العذب.
                  

10-31-2013, 11:40 AM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: Balla Musa)
                  

10-31-2013, 12:08 PM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!.3-4
    صهيب حامد

    حسنا .. وبعد ان فصَلنا في الحلقة السابقة أي وضع اجتماعي قد ساد ام درمان ما بعد كرري حيث هرست الة الحرب الحديثة نصف جيش الخليفة ومن ثم اندحار ما تبقى من قوات اما خلف خليفة المهدي او رجوعا الى مناطقهم الاصلية وهكذا كي لا يبقى لام درمان سوى العجزة والنساء والاطفال وهو الامر الذي جعل المجتمع الناشئ ما بعد كرري يعيش في براح قيمي عريض ، ذلك من جانب اما من جانب اخر فثمة عامل اخر اساسي وحاسم اثر في مجتمع امدرمان وبله على قيمه الثقافية والاجتماعية ، حيث لم يكن مجتمع امدرمان انذاك فقط ما تبقى من المجتمع المهدوي ما بعد كرري ، ولكن اندمج معه مكون اخر كبير وخطير وهو مجتمع الجنود السودانيين من بقايا وضحايا الرقيق الذين سيقوا الى مصر وانقطعت صلتهم ليس بالسودان فحسب وانما بقبائلهم الاصلية وقد كان اغلبهم من مجموعات قبائل جنوب السودان وجبال النوبة الذين شكلوا اربعة اورطات من مجموع الجيش الفاتح الذى هزم جيوش الخليفة عبد الله بكرري. لقد اشار (البطل) او تسائل ما اذا كانت فوز او الشول بت حلوة من ذوى الاصول الزنجية والمنبتين قبليا (negroids but detribalized people) ، يقول البطل ذلك في سياق يكشف توهانه في التقاط ما مثله هؤلاء المنبتين انذاك كرأس رمح للمجتمع السوداني الحديث ما بعد سقوط المهدية . ان لفظة (المنبتين ) التي اطلقها البطل في مقاله لا تعبر جيدا عن ما قصدته الباحثة اليابانية يوشيكو كوريتا في مبحثها الرائع عن علي عبد اللطيف وهي تطلق عليهم مصطلح (DETRIBALIZED PEOPLE ) أي الذين لا قبيلة لهم ، ولكن مترجم الكتاب كشخص صادر عن ثقافة حددت اختياراته ترجم اعلاه الى (المنبتين ) دون ان يعي الحمولة الايديولوجية التي تئن تحتها الكلمة وما تزنه من اصفاد لم ينج منها حتى البطل !! . يذكر الدكتور محمد جلال هاشم انه يمكن احالة معظم ما بلغنا من حداثة في هذا الشأن على ضآلته الى اربعة روافد رئيسية اولا في مجال السلوك الاجتماعي (والذي لم يجترح وفق رؤية نظرية بعينها بل جرى اكتسابها بالتثاقف ) لا اجد غير المجموعات السوداء المنبتة قبليا التي انحدر اغلبها من مؤسسة الرق ومن المؤسسة العسكرية في بداية القرن العشرين ، فهذه الطبقة لم تقم بريادة العديد من المؤسسات الابداعية فيما اشتهر عنها مثل مؤسسة الرقص والغناء خاصة حينما تحامته القبائل ذات الاصول العربية بوسط السودان ومراكزه الحضرية فحسب بل قطعت شوطا اكبر بكثير ، اذ تكاد ان تكون لوحدها التي ادخلت جميع الاطعمة التي نعرفها في السودان ذي الثقافة العربية الاسلامية اليوم . كما هي التي دشنت السلوك المنزلي البيتي الان من جلوس على الكراسي ونوم على الاسرة وتناول الطعام على السفرة ، أي على تربيزة وليس جلوسا على الارض . هذا بخلاف اشتمال المنزل على ارفف للكتب بغية مطالعتها بعيد الغذاء ، ثم وجود الفونوغراف للاستماع للموسيقى ...وهكذا ، ثم هي نفس الطبقة الي رادت تعليم المرأة وتخديمها ، فضلا عن ريادتها ومقاربتها الرشيدة لمفهوم الحركة الوطنية السودانية الحديثة ممثلة في حركة الللواء الابيض التي قادها الزعيم علي عبد اللطيف ومعه اخوة ينتمون لنفس الارومة مثل ثابت عبد الرحيم وعبد الفضيل الماظ وغيرهم كثر من رواد حركة اللواء الابيض وثورة 1924 .. انتهى .
    اذن فاذا ما كان ذلك كذلك فلقد صار ابناء هؤلاء الجنود السودانيين من بقايا جيش الفتح هم ابناء المدن ( خصوصا الخرطوم ) حيث انشئت الاحياء كي يكون الجنود هم لحمتها وسداها ، فيقبع المجتمع القبلي الذي ساند المهدية خلف الاسوار ذلك الى حدود 1924 . اذ لا بد ان يكون ابناء المنبتين القبليين من ابناء من حملوا مع الانجليز معول هدم المهدية قد بلغوا الحلم السياسي . فبينما كان ابناء المجتمع التقليدي يقبعون خلف اسوار المدن الجديدة كان هؤلاء المنبتون من يحتلون المقاعد الامامية في المدارس القليلة انذاك التي افتتحها العهد الجديد وكي تكون لهم الاولوية في دخول المدرسة الحربية ، باختصارفان ابناء المنبتين هم من كان ينطبق عليهم لقب المثقف من طاشرات القرن الفائت الى عشرينياته لذا فليس مستغربا ان يقدم ابناء البلد ابناء المنبتين قبليا لقيادتهم سواء سياسيا من امثال علي عبد اللطيف او عسكريا كما في مثال عبد الفضيل الماظ وثابت عبد الرحيم او في اوساط العمل المدني في مثال زين العابدين عبد التام الذي قاد مظاهرات 1924 او ابنه الدكتور عبد الوهاب زين العابدين الذي تزعم اهم حركات المد اليساري في السودان وهي الحركة السودانية للتحرر الوطني (الحزب الشيوعي السوداني فيما بعد) التي اقيل من سكرتاريتها وسط الكثير من الاقاويل حيال الطريقة التي اقيل بها في نهاية اربعينيات القرن الماضي . ان اهم ما كان متوجبا على البطل ان يعلمه انه ومنذ سقوط المهدية مرورا بطاشرات وعشرينيات القرن الماضي والى بعد ذلك قليلا او كثيرا فلقد كان لهؤلاء ممن انفلتوا من انتمائاتهم القبلية تاثيرا كبيرا على القيم الثقافية والاجتماعية السائدة وما يتبع ذلك من انفلات كذلك من معهود في الفضاء الثقافي والاجتماعي لمجتمعنا التقليدي وهو ما ذكره الدكتور محمد جلال هاشم في مقتطفه الذي اوردناه اعلاه عن مؤثرات الحداثة في السودان .
    ان اهم نتائج ثورة 1924 انها دفعت الانجليز لتهميش فئات المنبتين قبليا وحرمانهم من التعليم والتوظيف واتجهت الى ابناء القبائل بعد ان كانت النخبة السودانية الحديثة تتجه ليكون اغلب روادها من فئة المنبتين ، وكي نعلم لاي مدى كان الانجليز دقيقين في انفاذ هذه السياسة فلقد وجهوا جميع المدارس بعدم قبول ابن عبد الفضيل الماظ تلميذا بكنباتها، ويا للحسرة فلدى احتفال السودانيين بعد الاستقلال في ظل الحكم الوطني ببطولة ابيه خرج مع الجموع لدى النصب الذي اقيم باسم ابيه دون ان يعلم احد من يكون (!!!!) ولقد عمل حدادا في ورشة بحي بانت ومات فقيرا لا يذكره احد !!. هنا يتوجب علينا الرجوع الى جذر الخلاف الذي ادى الى انشقاق جمعية الاتحاد السوداني ، فبينما كان تيار عبيد حاج الامين يقف ضد تمثيل رموز المؤسسة التقليدية السودانية (ممثلين في زعماء الطوائف ) للشعب السوداني كان هناك تيار اخر داخل الجمعية بقيادة سليمان كشة يؤكد على تمثيل هؤلاء للشعب السوداني . انه الخلاف الذي ادى الى انشقاق جمعية الاتحاد السوداني وتكوين الاوائل لجمعية اللواء الابيض بعد ان انضم اليهم علي عبد اللطيف . لقد كان تكوين اللواء الابيض بقيادة علي عبد اللطيف احباطا كبيرا للانجليز وهم يرون ابناء الجنود السودانيين الذين اسسوا معهم السودان الجديد قد انحازوا لغريمهم الاخر في الحكم (المصريين ) كما هو مبين في شعار الجمعية كما انهم فوضوا الوفد بقيادة سعد زغلول ممثلا لارادة السودانيين بدلا عن زعماء الطوائف السودانيين لهذه الارادة . تلك هي النقطة التي ادت لانشقاق سليمان كشة ،فرغم ان سليمان كشة كان من الرعيل الاول من مثقفي الحركة الوطنية السودانية عند مطلع عشرينيات القرن الماضي فهو من مؤسسي جمعية الاتحاد السوداني الا انه اختلف مع زملائه عبيد حاج الامين وصالح عبد القادر وحسن شريف ومحي الدين جمال ابو سيف وغيرهم من قادة جمعية الاتحاد الذين آثروا الانضمام للمنظمة الجديدة بفيادة علي عبد اللطيف ، فكشة كان يقف ضد موقف اللواء الابيض في عزل الزعماء التقليديين عن تمثيل الارادة السودانية ، حيث تأكد فيما بعد ان ذلك الموقف لم يكن سياسيا فحسب خصوصا لو علمنا ان لكشة خلافا قديما مع علي عبد اللطيف حول عنوان كتاب وسمه كشة ب ( شعب عربي كريم ) بيد ان علي عبد اللطيف اصر على ابدال العنوان ب (شعب سوداني كريم ). ان المخزي ان كشة لم يقف هاهنا في خلافه مع مجموعة اللواء الابيض وعلي عبد اللطيف بل لقد كتب سليمان كشة تحت مسمى ( ابن النيلين ) بجريدة الحضارة واصفا علي عبد اللطيف بانه احد ابناء الشوارع وكيف ان البلاد قد اهينت حين تحدث امثال علي عبد اللطيف باسمها ، وليس ذلك فحسب بل اضاف متسائلا عمن يكون علي عبد اللطيف ولاي قبيلة ينتتمي !!؟.فكما بؤكد الدكتور محمد سعيد القدال فانه قد شاع بين عضوية جمعية الاتحاد السوداني ان سليمان كشة قد افشى اسرار الجمعية للمخابرات مما حدى بالشاعر توفيق صالح جبريل ان يهحوه قائلا :سليمان كان بديع الزمان معانيه ساحرة ساخرة ، هوى لا يعي ببساط الرياح وحطم مرآته الساحرة ، فباع الضمير بفلس ل(ولس) الا اين ذمتك الطاهرة. انا لا اتمنى لكاتب كبير كالبطل ان يتحول لكشة حديث يردد ازاء الشول بت حلوة ما ردده كشه حيال البطل علي عبد الللطيف وصحبه ولا ادري أي وعي قد كلل ناصية البطل حين التقط هذا الفخ ووقع فيه طوعا وليس حتف انفه !!. يردد البطل كل ذلك وهو يتابط يقينا كاسحا بانه امتلك حجر الفلاسفة وما درى انه يقف على حصاة من المعرفة ككثيرين سبقوه وقد ظن انه يعتلي الجبال الشوامخ !!! .
                  

10-31-2013, 05:28 PM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    يا مراحب العزيز بلة موسى

    وانشا الله البوست يشيلك
                  

11-01-2013, 07:15 AM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    لمزيد من القراءة
                  

11-01-2013, 07:24 AM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    مقال جيد ممتع
    مبذول فيه جهد جاد ورصين
    لك الانحاءة
                  

11-01-2013, 02:14 PM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: عبدالحفيظ ابوسن)

    عزيزنا عبد الحيظ ابو سن


    شاكرين للكلمات الطيبات


    وخليك معانا
                  

11-01-2013, 06:53 PM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    مصطفى البطل ... او التاريخ على حافة الهاوية !! 4-5
    صهيب حامد

    لماذا لا يكون احتمالا واردا بذهن البطل ان تكون (الشول بت حلوة) هي ابنة احد ابطالنا الذين سقطوا في كرري وفقدت الى جانبه باقي اهلها ولم يتبقى لها الا امها ، اذ ان القصة حول دار فوز تنسجم مع الفرضية اعلاه ، فاحد اباء الوطنية السودانية الحديثة واحد مؤسسي جمعية الاتحاد السوداني (محي الدين جمال ابو سيف ) يلتقي ام فوز في احدى الاسواق في اواخر طاشرات القرن الماضي حيث يبدو انه يعلم جيدا مدى معاناة الاسرة فيتفق مع الام لايجار جزء من منزلها تدفع جمعية الاتحاد السوداني جزء او كل كلفته . ان الامر المضحك ان البطل يكتب عن تلك الحقبة التي تبعد ما يقل قليلا عن القرن من حاضرنا وهو يحاكمها (أي تلك الحقبة ) من نفس احداثيات تاريخنا الراهن وكأن قبة الظرف الثقافي والاجتماعي لم تتزحزح قيد انملة .. اولا لمدينة كامدرمان ما بعد كرري ( في ما ذكرناه حول ظروفها اعلاه وما تحكيه القصص الشفاهية ) فلن يكون للخمر حرمة كحرمتها اليوم اولا دع عنك تلك الحقبة بل ان القصص تعلمنا ان (المريسة) نفسها لم تكن امرا مكروها في ام درمان ما قبل كرري ، فالمهدية كانت تدينا شعبيا تشددت في حرمة اشياء مثل (التمباك) ولكنها تساهلت في اشياء اخرى محرمة من وجهة نظر الاسلام الكلاسيكي الذي يمثل مركزيتنا الثقافية اليوم ، وما قصة خليفة المهدي مع النور عنقرة ببعيدة !!!. ومن ثم ثانيا فأن الخمر لم تكن محرمة قانونا في فترة الحكم الثنائي اذا علم ان الحكومة كانت ترعى ذلك النشاط كما ذكر الاستاذ شوقي بدري في حكاويه ان مفتش ام درمان برمبل كان يقول لستات الانادي (انا عايز انداية نديف زي بتاع حياة ) هذه الاخيرة التي كانت تغطي البرام بالتل وهو قماش ابيض مخرم !!. اذن لم يلتقط البطل دلالة التخفي للدخول لدار فوز من قبل روادها حيث عزى ذلك لمخافتهم من مجتمع ام درماني محافظ انذاك لا يوجد سوى في خياله ، وهو كخيال بعضنا ونحن نعتقد الى اليوم ان ظاهرة النفاجات في البيوت السودانية هي نتيجة التواصل والترابط الاجتماعي بعيدا عن الضرورة المفضية الى ذلك .. افتقاد الرجل الذي يعول ويحمل المسؤولية ، فصار النفاج بديلا نفسيا وحلا جماعيا لذلك . لم يكن اعضاء جمعية الاتحاد السوداني يتخفون سوى من البوليس السياسي وليس لانهم يدخلون الى خمارة بعبارة اليوم حيث يجب ان لا ندس الرؤوس في الرمال اذ ان عادة شرب الخمر في البيوت السودانية لم تكن امرا منكرا كحالنا الان ، كي يعلمنا البطل ان الناس كانوا يتخفون لشرب الخمر وهو يذكر (أن هؤلاء الضيوف، الذين كانوا يقضون الساعات الطوال في دارها، كانوا يجهدون في الاستخفاء عند وصولهم الى تلك الدار، حتي لا يتنبه أحد الى شخصياتهم (أحيانا بدعوي الخوف من الرقابة الامنية للسلطات الاستعمارية. يا سلام!) ، يا سلام يا صديقي البطل (!!!!) وكأنك قد بعثت لتوك الينا وكأنك لا تدري ان الناس كانوا يقفون صفوفا في شمس الظهيرة في قلب سوق ام درمان وغيرها من البيوت لبلوغ الراحة الجسدية وعلى رؤوس الاشهاد..يا سلام !!. ثم يسير البطل متبسطا في قبول اقوال لا ترقى لمستوى الحقيقة ليقول ان بعضهم قد اكد ان الزعيم علي عبد اللطيف لم يكن من مرتادي دار فوز لكونه لا يشرب الخمر ، دون ان يعي- اي البطل - اي حرج قد اصاب وقاره الادبي كثيرا حيث ان مرتادي تلك الدار كانوا من اعضاء جمعية الاتحاد السوداني التي لم ينضوي اليها بطلنا ابدا – في احسن الاحوال ليس اكثر من متعاطف - وهو ما اكدته الباحثة يوشيكو كوريتا في كتابها (علي عبد اللطيف وثورة 1924 .. بحث في مصادر الثورة السودانية ) وقد بذلت الشواهد على ذلك، فلقد كان هذا الاخير انذاك بمدينة ود مدني ضابطا بالجيش وان لم يكون بعيدا عن روح جمعية الاتحاد السوداني حيث رفض تحية ضابط انجليزي عظيم فاحيل للتحقيق بالخرطوم فكتب مقاله الشهير الذي اودع السجن لعام بسببه ( مطالب الامة السودانية ) في العام 1923،ولتوه بعد خروجه من السجن تسبقه شهرته كي ينضم لتيار المواجهة بجمعية الاتحاد السوداني بقيادة عبيد حاج الامين فتكونت جمعية اللواء الابيض !!. ذلك هو الاطار التاريخي الذي طالب به البطل حسن الجزولي حين قال (قد تجاوز في بحثه الذي بين ايدينا عن قاعدة راسخة في البحث العلمي، وهي تلك التي يسميها الاكاديميون "الاطار التاريخي". تلك التي تتصل بضبط الاحوال الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المحيطة بمادة المقارنة. وأكاد أزعم أن الجزولي، ربما بدافع الاشواق الوطنية، او الشوفينية الامدرمانية الغاشمة، اختار الا يعتني بإنجاز المقارنة المطلوبة المتصلة بأوضاع التعليم والخلفية الثقافية والمناخ العام الذي انتج مي زيادة واضرابها، والواقع الموازي الذي قذف الى اتون حياة صاخبة ومضطرمة بالشول بت حلوة ومثيلاتها.(


    -------
    نشر اليوم 1 نوفمبر 2013 بصحيفة الخرطوم حيث سقط هذا الجزء من الحلقة الثانية فصارت الحلقات خمس بدلا عن اربع
                  

11-01-2013, 08:13 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48584

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)
                  

11-01-2013, 08:25 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    شكراً استاذ / صهيب على هذا المقال الرائع .. الجهد المبذول فيه واضح
    كن بخير ..

    (عدل بواسطة علاء سيداحمد on 11-01-2013, 08:28 PM)

                  

11-01-2013, 10:50 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: علاء سيداحمد)




    ما كتبه حسن الجزولى فى كتابه نور الشقائق وما تناوله بإجتهاد كبير عن فوز
    تلك الرمز الهام فى تاريخنا الإجتماعى والثقافى وحضورها الطاغى والفعال فى
    تلك الحقبه والتى لا أحسب أن المجتمع فيها كان منقسما أو منفصما بل كان
    مجتمعا متلاحما متداخلا بكل عناصر تكوينه فالنفاج رفع الكلفه ولعب الطاب
    والسيجه يمارسها الرجال والنساء بالتساوى لا بل النفير يشترك فيه الكل
    وأن إضاءات البطل فى الرد على الأستاذ حسن الجزولى وإبداء آرائه وقراءته
    لتلك الفوز كظاهره أمر يحمد عليه ليأتى الأخ صهيب مسهبا بدلائل وبراهين
    تجمل الوجه الذى الذى أراد البطل أن يظهره كما ينبغى له وفقا لمعطياته
    فتفجر من ثلاثتهم ومن أسهم فى التنوير كالباحثه اليابانيه ودكتور محمد
    جلال هاشم ونجيله وفتح النافذه الأولى على ذلك الكنز الإجتماعى المهول الذى
    كلما أخذنا منه يزداد غموضا وهلامية تدفعنا جميعا فى تفعيل كل وسائل
    البحث وتقليب كل مكتوب ومتناقل حتى تتضح الحقائق وتنكشف الألغاز وتستقيم
    الخارطه ويستقر الرأى برافو لثلاثتكم ولمن أخذتم منهم وبذاك يمكن أن نصل
    للإنصاف والتصافى وفعل الواجب علينا.


    شكرا صهيب
                  

11-02-2013, 06:48 PM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: munswor almophtah)

    مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!.5-5
    صهيب حامد
    اما المضحك حقا ان اكثر الروايات موثوقية تؤكد ان الشول وامها حلوة ليسوا من بقايا الرقيق ،،بعضها يقول انهما من بربر وبعض اخر يقول ان حلوة كانت من اولاد الريف وقريبة لاسرة مشهورة بام درمان من ال بيومي ، حيث ان الخلط ام (الخطل) لست ادري فيما قاله البطل حيال اصول الشول وامها ناجم عن كثرة من تسمين ب (فوز ) واشهرهن فوز التي قطنت بالقرب من حديقة الجندول انذاك والتي ذكر استاذنا شوقي بدري انها كانت ذات علاقة بابراهيم بدري والده وله منها ولد (محمد ) مات في خمسينيات القرن الماضي بالسحائي ، وان استدرك شوقي بدري ان ذلك كان في نهايات ثلاثينيات القرن الماضي . حسنا ..وكما ذكرنا في حلقتنا السابقة ان كشة لم يكتفي بخلافه مع مجموعة اللواء الابيض وعلي عبد اللطيف بل لقد كتب سليمان كشة تحت مسمى ( ابن النيلين ) بجريدة الحضارة واصفا علي عبد اللطيف بانه احد ابناء الشوارع وكيف ان البلاد قد اهينت حين تحدث امثال علي عبد اللطيف باسمها ، وليس ذلك فحسب بل اضاف متسائلا عمن يكون علي عبد اللطيف ولاي قبيلة ينتتمي !!؟.فكما بؤكد الدكتور محمد سعيد القدال فانه قد شاع بين عضوية جمعية الاتحاد السوداني ان سليمان كشة قد افشى اسرار الجمعية للمخابرات مما حدى بالشاعر توفيق صالح جبريل ان يهحوه قائلا :سليمان كان بديع الزمان معانيه ساحرة ساخرة ، هوى لا يعي ببساط الرياح وحطم مرآته الساحرة ، فباع الضمير بفلس ل(ولس) الا اين ذمتك الطاهرة. انا لا اتمنى لكاتب كبير كالبطل ان يتحول لكشة حديث يردد ازاء الشول بت حلوة ما ردده كشه حيال البطل علي عبد الللطيف وصحبه ولا ادري أي وعي قد كلل ناصية البطل حين التقط هذا الفخ ووقع فيه طوعا وليس حتف انفه !!! .
    اذن وبعد كل ذلك هل من متزيِد كي يؤكد لنا لم نحن والى اليوم نعيش في دوامة ودايلما الدائرة الخبيثة ليس منذ الاستقلال بل ومنذ ما حدث على اثر تداعيات احداث العام 1924 !!؟. مالا شك فيه ان مثل ما قاله استاذنا مصطفي عبد العزيز البطل اعلاه هو عين ما تؤمن به اغلب بل جل النخبة السودانية التي انتجتها تداعيات ما بعد 1924 منذ مؤتمر الخريجين مرورا بقيام الاحزاب السياسية السودانية في اربعينيات القرن الماضي وانتهاءا بثورة الانقاذ الوطني ، حيث ظل تاريخنا هو التمادي في اغفال دالة التطور الاجتماعي في السودان منذ ثورة 24 والى اليوم وما اهدرناه من فرص بديلة فوت علينا انجاز التسوية التاريخية الناجزة من اجل سودان موحد مستقر كخيار مرتضى لكافة الاقوام السودانية بكافة الوان الطيف العرقي والثقافي . فلقد حاكم استاذنا البطل الشول بت حلوة على ظهر اختيار فكري ثقافي ناتج عن اختيارات تاريخية واجتماعية تحملنا من عراقيبنا جميعا كعبيد ولكن على احصنة !. ان سودان ما بعد كرري كان يسير صوب التسوية التاريخية حين كان علينا وحتف انفنا ان نقبل واقع التعامل مع ابناء المنبتين قبليا كأنداد في طريق العمل الوطني الشاق والطويل الى ان بدى للانجليز ان هؤلاء المنبتين قبليا قد انحازوا لغريمهم الشريك في الحكم الثنائي(المصريون) ، ذلك ما اثبتته ثورة 1924 التي قادها ابناء المنبتين قبليا واحتشد لها في الشوارع نفس هذا الصف الاجتماعي الامر الذي اثار قادة المؤسسة السودانية التقليدية من زعماء الطوائف الذين وصفوا قادة ثورة 1924 بانهم اولاد الشوارع وانبرى سليمان كشة كي يقول فيهم كل ذلك الادب الذي اكد لنا من أي وعاء يمتاح الكثيرون وكيف تسود وجوه الصحائف والى اليوم ، انها (ايديولوجيا كشة) التي ازرت بالمنبتين واستخذتهم باسم زعماء الطوائف الذين صاروا فيما بعد حصان طروادة الذي حارب عبره الانجليز غريمهم الاخر (المصريون) ومن يد اخرى منحوا به انفسهم سك تمثيل الارادة الشعبية السودانية على نقيض اللواء الابيض التي هدفت لمنح هذا التفويض للوفد بقيادة سعد زغلول بعد فوزه في انتخابات 1923 . لقد تم ومنذ ذلك التاريخ التهميش التاريخي والمبرمج لفئة اساسية من المجتمع السوداني ، وبذا رجع الى الوراء كل من علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ وثابت عبد الرحيم وزين العابدين عبد التام والدكتور محمد ادم ادهم وزاهر السادات ورويدا رويدا الى الاختفاء ، وهكذا برز السيد الفيل ومحمد علي شوقي وابراهيم احمد ومحمد احمد محجوب وحماد توفيق واسماعيل الازهري ومبارك زروق وعبد الله خليل ويحى الفضلي الى ان تم احتلال المسرح تماما من قبل النخبة السودانية الكائنة اليوم !!. نعم لقد احتفظ الفريق المنهزم ببعض الامتيازات الصغيرة والمبرمجة حيث برزت الكتلة السوداء في ما بعد منتصف اربعينيات القرن الماضي بقيادة زين العابدين عبد التام ود.محمد ادم ادهم ولكن في اطار جلب دعم محدود للجمعية التشريعية التي رفضها الاتحاديون ، نعم في اطار هذا الدور فقط حيث انسحب حزب الامة من الدوائر التي ترشح فيها مرشحو الكتلة السوداء ، ورويدا رويدا الى ان تلاشى أي اثر ودور للمنبتين قبليا خصوصا بعد اندلاع الحرب في الجنوب لدى 1955 حيث ظل الحوار والتمثيل السياسي حكرا للذين يحملون السلاح من الاصلاء من ابناء الجنوب وليسوا المنبتين . واي قدر يزري بنا وقد استخذينا هؤلاء المنبتين قبليا ، فلقد استدارت اللعبة لصالح الذين يقاتلون من اجل هوية بديلة (بالكااااامل!!) بعد ان ازحنا الممثلين السابقين الذين تماهوا في هوية سودانية تحمل جينات الشمال والجنوب كما حملوا قيم مجتمع اسلامي عربي اكتسبهم في اوان ما مع احتفاظهم ببقايا قيم اصولهم القديمة على السوية ، الخلطة التي طرد البطل بسببها الشول بت حلوة من جنة مقامات امثال مي زيادة !!. ولكن ومن يد اخرى فهناك امرا اخر ، وكما لاحظ الكثير من البحاثة والمؤرخين فان الثورة المهدية كانت حربا على كل ما ينتمي لحقبة التركية السابقة وهو ما لاحظه د. عبد الله علي ابراهيم في بحثه حول (المهدي والعلماء) ، اذن المهدية كانت حربا على النسخة العالمة والسنية من الاسلام كما قبلها الاتراك . وهكذا كانت المهدية تدينا شعبيا استند الى الحضرات وزيارات نبي الله الخضر ، فحتى التكتيك الحربي لمعركة كرري قد اختاره نبي الله الخضر في احدى حضرات خليفة المهدي كي يهجم الانصار لدى الصباح وهو ما حدى بالامير يونس ود دكيم ان يقول لخليفة المهدي بعد المعركة مدبرين ...توا نحنا معردين اها بيكون نبي الله الخضر معرد معانا !!؟، ومن هنا كان انفعال الحزام السوداني في كردفان ودارفور والجزيرة بها . وكذلك فلقد اعقب سقوط المهدية وبداية عهد الحكم الثنائي مجموعة من الثورات اسماها قلم المخابرات بتورات النبي عيسى ( مجموعة من الثوار ادعوا كونهم النبي عيسى) رجوعا لما في المخيال الشعبي ان النبي عيسى سوف يعقب المهدي المنتظر ، لذا فلم يكن امام الانجليز سوى الانحياز لنسخة الاسلام الكلاسيكي السني ضمن نسخ المذاهب الاسلامية العديدة ، وهي النسخة التي كان بامكانها مقاومة وهزيمة معتقد المهدي المنتظر وفكرة رجوع النبي عيسى وغيرها من افكار قد ابانت للانجليز من قبل ان الله (واحد) !!!! .
    وهكذا تطورت نسخة الاسلام السني الكلاسيكي والتي ارتضاها الانجليز لاسباب سياسية منهجا يتم دعمه ورعايته لتستحيل اليوم لما يمكننا تسميته بمركزية الثقافة العربية والاسلامية والتي تعتبر الايديولوجيا الرسمية للدولة السودانية الحديثة ما بعد الاستقلال والى اليوم وليس لاحد منا يد في ذلك بمن في ذلك من يطلق عليهم البعض (متتشددي الانقاذ) . اذن فان البطل يطلق سهامه على الشول بت حلوة من كنانة ما اسميناها بمركزية الثقافة العربية والاسلامية اعلاه حيث يجد والى جانبه القذة بالقذة استاذنا عبد الله حمدنا الله وكثيرون يمكنهم ان يبصموا على ما قال بالعشرة دون رد ودون ان يقرؤوا ما سطر د.حسن الجزولي في (نور الشقائق) ، فقط لان ماكينة بضخامة هذه المركزية ومن فرط ضخامتها لا ترضى لهم سوى بدور التروس وليس لهم من خيار فهي تحملهم من عراقيبهم كالفيروس المحتل الذي نشاهده في افلام الخيال العلمي الامريكية الحديثة !!. في محاضرة شهيرة اقامها الدكتور حسن حنفي في العام 2000 بدعوة من شعبة الفلسفة بجامعة النيلين قال ان آفة المفكر والمثقف السوداني اليوم التي اعاقته كثيرا واقعدت واضرت به هي المدخل الايديولوجي لتناوله للظواهر ، فللاسف حقا ان مثقفينا لا ينتقدون ادواتهم جيدا قبل استخدامها في الفك والتركيب ..بيد انه حتى جزارينا يشحذون سكاكينهم قبل الذبح وهو حال ميكانيكيينا كذلك في تعاملهم مع ادواتهم عدا نخبتنا والمثقفين ولله في خلقه شئون !!.



    -------------
    نشر اليوم 2 نوفمبر 2013 بصحيفة الخرطوم
                  

11-03-2013, 06:34 AM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    العزيز ياسر الشريف تحياتي



    ممنون وجودك في البوست ومتابع مشاركتك في بوست البطل





    شاكرين للكلمات الطيبة






    -----
    اظنك دكتور ياسر الشريف المليح من الابيض عيادتك في الربع التاني كانت جنب بيتنا
                  

11-03-2013, 07:33 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48584

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    تسلم يا عزيزي صهيب

    بالضبط أنا ياسر الشريف المليح.. أرجو أن تعرفني باسمك كاملا، فقد بحثت البروفايل ولم أجد الإسم الثالث.. وأنا سعيد جدا بأن أتعرف عليك، وأنا أيضا أتابع كتاباتك..

    ياسر
                  

11-03-2013, 07:42 PM

yaser mostafa

تاريخ التسجيل: 11-05-2006
مجموع المشاركات: 797

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    تحياتي أستاذ صهيب

    هذا البوست من اكثر ما قرأت في المنبر مؤخرا ثراء و تميزا .....قمين به أن يعتلي قمة المنبر .


    شكرا جميلا
                  

11-05-2013, 10:44 PM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: yaser mostafa)

    العزيز ياسر مصطفى
    تحياتي والسلام


    شاكر للكلمات الطيبة





    شكرا جميلا

    كذلك
                  

11-03-2013, 07:22 PM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: علاء سيداحمد)

    علاء سيد احمد يا مراحب
    وممنون لكلماتك



    شكراً استاذ / صهيب على هذا المقال الرائع .. الجهد المبذول فيه واضح كن بخير ..



    -----
    رائع بذوقك
                  

11-03-2013, 07:22 PM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: علاء سيداحمد)

    علاء سيد احمد يا مراحب
    وممنون لكلماتك



    شكراً استاذ / صهيب على هذا المقال الرائع .. الجهد المبذول فيه واضح كن بخير ..



    -----
    رائع بذوقك
                  

11-03-2013, 10:42 PM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    اديبنا الاريب منصور المفتاح
    ازيك يا عزيز وسعيد بطلتك البهية
    وكلماتك الباسقات ..
    دمت بكل هذه الرهافة والاناقة الاسطورية والبهاء الاديب

    تحياتي
                  

11-03-2013, 11:37 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    (*)

    ظللت ولأيام أقرأ مستمتعاً بهذا الجهد الجاد ياصهيب وأعدت قراءته ولم تنقطع متعة القراءة الأولى
    رغم جهدك المقدر إلا أنك تستند على إفتراضات حول تاريخ مدينة الخرطوم وسكانها قبيل المهدية وبعدها ومابعد ثورة 24
    وهي ثلاثة فترات هامة وثلاثة حقب مختلفة وبعد ان تفرغ سأعود للحديث عن التكوين الديمغرافي لمدينة الخرطوم القديمة
    في تلك الحقب الثلاثة التي أشرت إليها هنا , وهو حديث ربما عززته بوثائق قديمة أصدرتها السلطات التي حكمت الخرطوم ف لك الحقب
    لأن خريطة الخرطوم الديمغرافية التي تحدثت عنا تعرضت لتغيير بقوة السلاح ومن ثمتم تزييف تاريخها عمداً أيضاً ..
    ولايسعني حقيقة إلا ان أثني على جهدك الذي ميزة على غيرة عادة أهل هذا البورد , ميزه الافكار المرتبة والميل إلى التجويد والكتابة
    بمسؤلية , أنت قلم ثر وثري وباحث متمكن ومجتهد ورغم أنك تكتب عن قضايا جادة إلا أنك تجيد جعلها ممتعة على غير حال الكتابة الجادة
    التي توصلنا إلى (القراية أم دق) أي قراءة مادة مفيدة وجادة .

    شكرا لك على ما أمتعت وما أهديت من مادة جعلتني أعود لقراءة ما يكتب هنا ......

    محبتي حتى أعود ..
                  

11-06-2013, 05:39 AM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: كمال علي الزين)

    العزيز كمال علي الزين ياااا مراحب
    وسعيد بمداختك

    ظللت ولأيام أقرأ مستمتعاً بهذا الجهد الجاد ياصهيب وأعدت قراءته ولم تنقطع متعة القراءة الأولى رغم جهدك المقدر إلا أنك تستند على إفتراضات حول تاريخ مدينة الخرطوم وسكانها قبيل المهدية وبعدها ومابعد ثورة 24 وهي ثلاثة فترات هامة وثلاثة حقب مختلفة وبعد ان تفرغ سأعود للحديث عن التكوين الديمغرافي لمدينة الخرطوم القديمة في تلك الحقب الثلاثة التي أشرت إليها هنا , وهو حديث ربما عززته بوثائق قديمة أصدرتها السلطات التي حكمت الخرطوم ف لك الحقب لأن خريطة الخرطوم الديمغرافية التي تحدثت عنا تعرضت لتغيير بقوة السلاح ومن ثمتم تزييف تاريخها عمداً أيضاً .. ولايسعني حقيقة إلا ان أثني على جهدك الذي ميزة على غيرة عادة أهل هذا البورد , ميزه الافكار المرتبة والميل إلى التجويد والكتابة بمسؤلية , أنت قلم ثر وثري وباحث متمكن ومجتهد ورغم أنك تكتب عن قضايا جادة إلا أنك تجيد جعلها ممتعة على غير حال الكتابة الجادة التي توصلنا إلى (القراية أم دق) أي قراءة مادة مفيدة وجادة . شكرا لك على ما أمتعت وما أهديت من مادة جعلتني أعود لقراءة ما يكتب هنا ......


    نعم فالاكيد ان هذا الموضوع يحتاج لاضاءات مختلفة وبزاوايا عديدة وهو ما سوف يجعلنا ننتظر مساهمات كتلك التي وعدتنا بها بفراغ الصبر
    خصوصا وانها تاتي من شخص يشهد له اهل المنبر بالقدرة على النفاذ الى جوهر الاشياء مثلك
    تحياتي وشاااااااااااااااااااااااكر للمجاملة والكلمات الطيبة
                  

11-06-2013, 06:38 AM

علي الكرار هاشم
<aعلي الكرار هاشم
تاريخ التسجيل: 02-10-2007
مجموع المشاركات: 3710

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    مشكور الاخ صهيب علي المقالات والتحليل الرائع
    وأجدني أسيرا للغة الرفعية والأسلوب الشيق الذي تخط به المقال
    فعلا لدينا مناطق لم يمر عليها التسجيل والتوثيق وتظل عرضة للاهواء والآراء حتى نصل لقول فصل
    موضوع فوز بكل أسف يتم تناوله بذهنية الرفض غاليا من أجل عدم كشف المستور رغم انه اصبح تاريخ

    تحياتي ونتابع
                  

11-08-2013, 03:26 PM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: علي الكرار هاشم)

    الاخ علي هاشم الكرار
    تحياتي وشاااااااااااااااااكر للكلمات الطيبة



    فعلا يجب ان نهتك ستار اللامفكر فيه والمسكوت عنه في تاريخنا القريب والبعيد



    تحياتي
                  

11-09-2013, 07:43 PM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مصطفى البطل ..او التاريخ على حافة الهاوية !!. (صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    لمزيد من القراءة














    --------
    للعزيزين دكتور ياسر الشريف ومنصور المفتاح للاسف اجد معاناة للارسال عبر المسنجر ،، بس بتتحل ..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de