|
Re: الكورة في مدينة الأبيض (Re: عبدالدين سلامه)
|
من الصعب جدا أن يصف واصف مدى تعلّق أبناء الأبيض بمدينتهم وحبهم لها ، ولا مدى السحر الحميمي والارتباط الوثيق الذي تحمله هذه المدينة بين حناياها ، ولا معرفة الأسر لبعضها رغم كبر حجم المدينة ، ولا الطبقية واللاطبقية التي امتازت بها المدينة منذ القدم ، فالأحياء التي كانت هي الراقية في المدينة كحي القبة والشويحات والمواليد والبترول الذي جاء لاحقا لتلك الأحياء العريقة ليجر معه الأحياء الشرقية بذات المواصفات في البدء كالدرجة التي أصبحت الآن ثانية ، وأيضا الحي السوري ، وحي الموظفين ، تقابلها أحياءا أخرى وضعت نفسها في طبقة مختلفة نسبيا كالأرباع الخمس ( من الربع الأول وحتى الربع الخامس ) ، والرديف والعشر وحسيب الذي التحق لاحقا ليجاور العشر وجبرونا العتيقة ، وأيضا زندية التي تحولت للهجرة ، وفريق فور الذي تحول ربعا خامس ، والميرم المتحولة إلى الوحدة ، وودالياس وفلسطين اللذين تجاورا منذ القدم ومعهما المعاصر ، وحي البقارة ، وطيبة وأمير الذي انقسم إلى قش وطين ، وغيره من الأحياء الكثيرة المتناثرة التي اشتهرت حت في عشوائياتها بإفساح مساحات واسعة للتهوية ، وكميادين لكرة القدم التي كان كل مكان شاغر ميدانا لها ، حتى بين الأزقة والحواري ، ولم تسلم الثمار الخفيفة أو الهوائية لبعض النباتات ، ولا الجوارب والأقمشة من أن تجد نفسها مُرغمة تتحول لكرة يتراكلها الصغار أو الكبار من الصبية ، ولم تسلم حتى الحيشان والشوارع والأزقة والحواري من أن تجد نفسها مرغمة على أن تكون ميادينا لكرة القدم ، حتى الخيران ، والرمال والكثبان لم تقف عائقا في طريق هذه المستديرة في مدينة الأبيض . ونواصل .....
|
|
|
|
|
|
|
|
|