|
Re: ع . العزيز كمبالي : آراء في المشهد الثوري المصري على ضوء 3 يوليو (Re: Abdel Aati)
|
ما افهمه أنا من الديمقراطية كنظام سياسي – قبل كل شئ – أنها "نظام"، وهي - من حيث هي نظام - تمثّل الإجراءات جزء أساسي من فعاليتها، ويكون استخدام مصطلحات مثل "إرادة الجماهير" - "الشرعية الثورية" - "صوت الشارع" - "شرعية الميدان" وغيرها من المصطلحات المفخخة لا قيمة له، لأنها غير ذات دلالة ضمن ميكانيزمات عمل "النظام" الديمقراطي. ومن هذه الزاوية فإن "الشرعية" كمفهوم يتناول مصدر تفويض السلطة يجب أن يُفهم في سياق أن إرادة الجماعة (الجماهير – الشعب – المواطنين) فيما يتعلّق بتفويض السلطة في "النظام" الديمقراطي يتم التعبير عنها فردياً في النهاية من خلال إجراء محدد هو التصويت.
الثورة المصرية – من الناحية السياسية - هي بالأساس بنت الحركات الإحتجاجية من رحم حركة كفاية (2004) ضد التمديد لحسني مبارك أو توريث إبنه، مروراً بحركة 6 ابريل (2008) التي انطلقت أساساً للتضامن مع اضراب العمّال بمدينة المحلة، وحملة تمرّد التي نسّقت ملايينية 30 يونيو الملحمية (2013)، وحتى نصل إلى جبهة 30 يونيو التي تشكلت مؤخراً، وهي جميعها حركات ذات طابع شبابي في العموم، فالأحزاب السياسية التقليدية – كنظيرتها السودانية – عجوزة ومشوشة الرؤية وتفتقر للمبادرات الخلاقة والمرونة في الحركة، وهذه جميعها خصائص تميّز الحركات الشبابية، بالإضافة إلى أنها استطاعت لخصائصها المذكورة أن تجعل من فعاليتها نشاطاً مرتبطاً بالمجتمع فتحوّلت من مجرد تنظيمات سياسية فوقية إلى حركات تغيير إجتماعي واسع.
من مصلحة التجربة الديمقراطية المصرية أن تحافظ الحركات الشبابية على العامليْن الرئيسيين لنجاحها وهما "الديناميكية العالية" و"المحمول الأيدولوجي الخفيف" مع الإحتفاظ بمسافة دائمة من الأحزاب، وهذا بالضبط ما تحتاجه حركات التغيير في السودان، تحتاج للتركيز على انتاج المبادرات الخلّاقة وإلى المرونة في الفعل، وأن لا تقع في فخ التبعية لتحالف قوى الإجماع الوطني، وأجدني في - سياق التغيير - أهتم أقل بالجانب الأيدولوجي، فالتركيز في نوع الخطاب المطروح على حساب الديناميكية يقود إلى الجمود والتمترس، ويولّد نزعات الخوف من الإنحسار والفناء، في حين أن الفعالية الحركية تساهم في تطوير المنتج الأيدولوجي نفسه، عبر تراكم التجارب المتعددة.
ونلاحظ منذ 2004 في مصر، أن مراكز الفعل الإحتجاجي ظلّت تنتقل من حركة الى اخرى، كل حسب مقدرته على الإبتكار والحركة والتكيّف مع متطلبات مرحلته، فمن "كفاية" إلى "6 ابريل" إلى "تمرّد" والآن ينتقل زمام المبادرة الشبابية إلى "جبهة 30 يونيو". وبينما نلاحظ أن عدد من التكوينات القديمة ما زالت محافظة على وجودها، نجد أن واحدة قد خفت ضوئها بينما لمع نجم ثانية، وأن ثالثة استنفذت غرضها فماتت وانتقل قياديوها إلى رابعة، وهكذا، وتساعد هذه المرونة في تجاوز العثرات بهمّة وتسمح بتصحيح المسار عند الحاجة، فإذا أخطأت تمرّد ووضعت ثقتها في العسكر، تستطيع جبهة 30 يونيو أن تقف في مواجهتهم عندما تتكشّف ملامح الإنحراف.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
ع . العزيز كمبالي : آراء في المشهد الثوري المصري على ضوء 3 يوليو | Abdel Aati | 08-05-13, 11:16 AM |
Re: ع . العزيز كمبالي : آراء في المشهد الثوري المصري على ضوء 3 يوليو | Abdel Aati | 08-05-13, 11:18 AM |
Re: ع . العزيز كمبالي : آراء في المشهد الثوري المصري على ضوء 3 يوليو | Abdel Aati | 08-05-13, 11:19 AM |
Re: ع . العزيز كمبالي : آراء في المشهد الثوري المصري على ضوء 3 يوليو | Abdel Aati | 08-05-13, 11:20 AM |
Re: ع . العزيز كمبالي : آراء في المشهد الثوري المصري على ضوء 3 يوليو | Abdel Aati | 08-05-13, 11:21 AM |
Re: ع . العزيز كمبالي : آراء في المشهد الثوري المصري على ضوء 3 يوليو | Abdel Aati | 08-05-13, 11:23 AM |
Re: ع . العزيز كمبالي : آراء في المشهد الثوري المصري على ضوء 3 يوليو | Abdel Aati | 08-05-13, 12:53 PM |
Re: ع . العزيز كمبالي : آراء في المشهد الثوري المصري على ضوء 3 يوليو | Abdel Aati | 08-06-13, 12:18 PM |
Re: ع . العزيز كمبالي : آراء في المشهد الثوري المصري على ضوء 3 يوليو | Nasr | 08-07-13, 02:31 AM |
Re: ع . العزيز كمبالي : آراء في المشهد الثوري المصري على ضوء 3 يوليو | Abdel Aati | 08-16-13, 02:03 PM |
|
|
|