|
Re: ع . العزيز كمبالي : آراء في المشهد الثوري المصري على ضوء 3 يوليو (Re: Abdel Aati)
|
واحدة من النقاط المهمّة ايضاً هي أن 25 يناير نفسها - في وجهة نظري - لم تبلغ نهايتها الموضوعية بتأسيس بديل جذري لنظام مبارك، فقد تواطأت جميع القوي السياسية المصرية - وعلى رأسها الأخوان المسلمين – لتمرير عملية إنتقال السلطة من مبارك إلى المجلس العسكري في 11 فبراير، وهو ما كان في واقع الأمر إنقلاباً داخل القصر على مبارك - ومن ثم – على إرادة 25 يناير التي هتفت بإسقاط النظام بكامله. لم يتم – على سبيل المثال - تأسيس مجلس إنتقالي ديمقراطي يتكون من مختلف ألوان الطيف السياسي ليكون بديلاً تؤول إليه السلطة، وإختار الجميع الطريق السهل – طريق المجلس العسكري – وبدأ كلٌ يرتّب نفسه لخوض الإنتخابات البرلمانية والرئاسية وفقاً للشروط والسياقات التي وضعها الإنقلابيون، وإنهمك الجميع في السباق إلى قصر الإتحادية، فأُهملت تماماً عملية التأسيس الديمقراطي للمرحلة الجديدة لحين الفراغ من حسم الصراع حول كرسي الرئاسة.
وبطبيعة الحال، كان الأخوان هم الأكثر جهوزية للإستفادة من مرحلة المجلس العسكري، واستطاعوا أن يفرضوا شروطهم على باقي مكونات الطيف السياسي، فانتصر خيارهم في الإستفتاء على التعديلات الدستورية، وفازوا بالأغلبية في الإنتخابات البرلمانية، ونال محمّد مرسي في النهاية ثقة القوى الثورية نفسها في مواجهة الفريق شفيق واصبح أول رئيس منتخب ديمقراطياً في تاريخ مصر.
نحن كسودانيين نعلم أكثر من غيرنا في هذا العالم أن الرهان على حركات الإسلام السياسي هو رهان خاسر لا محالة، لكنني على يقين – كناشط سياسي ديمقراطي – أن هزيمة المشروع الإسلامي في المنطقة لا تتم إلا في ساحة المنازلة الديمقراطية لا في سواها، فحساسية العسكر تجاه قضايا الحقوق والحريات والتطور الديمقراطي لا تختلف عن تلك التي تتسّم بها الحركات الإسلامية.
وإن الذين يعتقدون الآن أن الأخوان المسلمين قد هُزموا في 30 يونيو يفوت عليهم أن اللجوء للعسكر قطع الطريق أمام 30 يونيو نفسها كثورة تصحيحية، فالإزاحة عبر الجيش فكّت العزلة التي فرضتها 30 يونيو على الأخوان كتنظيم وكمشروع، وضخّت مزيداً من المحفّزات الأيدولوجية في مشروع الإسلام السياسي عبر المنطقة كلها، وسيتعزّز بذلك بقاء الأخوان المسلمين كقوّة اجتماعية فاعلة في المجتمع المصري. والخاسر الوحيد في النهاية هو التجربة الديمقراطية المصرية.
أخطر شئ يواجه التجربة الديمقراطية في مصر الآن هو تلك النزعة الشعبوية التي يتسم بها الفاعلين الديمقراطيين عموماً (سياسيين ومثقفين) في تعاطيهم مع عملية الإنتقال الديمقراطي منذ 25 يناير 2011م، وهي تتبدى أكثر في مواقف أولئك الذين تهافتوا لدخول السباق الرئاسي من قَبْل فعادوا لينادوا بـ "شرعية الميدان"، وفي اصوات من هتفوا مرةً: "يسقط حكم العسكر" وعادوا اليوم ليهتفوا: "أضرب يا سيسي".
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
ع . العزيز كمبالي : آراء في المشهد الثوري المصري على ضوء 3 يوليو | Abdel Aati | 08-05-13, 11:16 AM |
Re: ع . العزيز كمبالي : آراء في المشهد الثوري المصري على ضوء 3 يوليو | Abdel Aati | 08-05-13, 11:18 AM |
Re: ع . العزيز كمبالي : آراء في المشهد الثوري المصري على ضوء 3 يوليو | Abdel Aati | 08-05-13, 11:19 AM |
Re: ع . العزيز كمبالي : آراء في المشهد الثوري المصري على ضوء 3 يوليو | Abdel Aati | 08-05-13, 11:20 AM |
Re: ع . العزيز كمبالي : آراء في المشهد الثوري المصري على ضوء 3 يوليو | Abdel Aati | 08-05-13, 11:21 AM |
Re: ع . العزيز كمبالي : آراء في المشهد الثوري المصري على ضوء 3 يوليو | Abdel Aati | 08-05-13, 11:23 AM |
Re: ع . العزيز كمبالي : آراء في المشهد الثوري المصري على ضوء 3 يوليو | Abdel Aati | 08-05-13, 12:53 PM |
Re: ع . العزيز كمبالي : آراء في المشهد الثوري المصري على ضوء 3 يوليو | Abdel Aati | 08-06-13, 12:18 PM |
Re: ع . العزيز كمبالي : آراء في المشهد الثوري المصري على ضوء 3 يوليو | Nasr | 08-07-13, 02:31 AM |
Re: ع . العزيز كمبالي : آراء في المشهد الثوري المصري على ضوء 3 يوليو | Abdel Aati | 08-16-13, 02:03 PM |
|
|
|