الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف البنيوى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 09:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-27-2013, 11:22 PM

عبدالغفار محمد سعيد
<aعبدالغفار محمد سعيد
تاريخ التسجيل: 04-17-2006
مجموع المشاركات: 10075

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف البنيوى

    نشر بالصحف التالية : جريدة سودانايل ، جريدة حريات و جريدة الراكوبة - بتاريخ 12/06/2012
    الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف البنيوى وازمة التغيير (1 – 5 )

    جزء من ورقه تهدف لاستنطاق ومحاورة وفهم و معالجة بعض تعقيدات المسالة السياسية فى السودان

    Quote: قوى الاجماع شروط التحالف و الضعف البنيوى :

    احد اهم مظاهر ضعف القوى المعارضه السودانية هو اصرار قياداتها الغريب و الغير منطقى على ضرورة إجماع كل الاحزاب و التنظيمات التى تشكل الجسم الفضفاض " قوى الإجماع الوطنى " على كل مايختص بالصراع مع النظام " الامر الذى تسبب ولفترة طويلة من تاريخ العمل المعارض فى إلتفاف بعض القوى السياسية على الحقيقة التى اتضحت للجميع منذ وقت طويل وهى ان هذا النظام المتماهى مع الدولة بسلب مؤسساتها وادواتها ووظائفها ،لا تسمح بنيته الايدلوجيه و لا يرغب ابدا فى التنازل و التواضع و التحول لحزب سياسى ديمقراطى ، وان الطريق الوحيد المتبقى للقوى السودانية الباحثة و العاملة من اجل مستقبل الوطن هو الاتفاق على ضرورة إقتلاعه من جذوره بكل الادوات و الطرق الممكنة.
    ارى انه من الطبيعى تضارب مواقف قيادات الاحزاب المختلفه حسب موقعها من الصراع الاجتماعى المحتدم فى السودان ، ليس هذا فحسب بل من الممكن ايضا وفق ما ارى ان تغير بعض القيادات السياسية مواقفها وبالتالى تحالفاتها فى سياق الصراع السياسى و الاجتماعى الجارية عملياته فى ظاهر وباطن عملية الحراك وفى تجلياته العنيفة و السلمية.
    لكنى لا استطيع فهم ان ترهن قوى الاجماع الوطنى ولفترة طويلة مسالة اصبحت واضحه منذ وقت طويل وهى انه (لاحل لمشاكل البلد خارج اطار اقتلاع هذا النظام من جذوره ، واعادة بناء اسس الدولة وهيكلتها) بموقف بعض القيادات السياسية شبه المتحالفة مع النظام !
    هنا يتبدى شيئا مهما و واضحا من قصور الخيال السياسى الخطير ، لان المنطق يقول بضرورة إستخدام التجارب التاريخية و المعارف النظرية والخبره المتراكمة عن الفعل السياسى و الاجتماعى فى فهم حركة المجتمع وتحليل اسباب مواقف القوى المختلفة وفق مصالحها ، بدل عن ذلك ظلت قوى الاجماع الوطنى ولفترة طويلة مشلولة امام مواقف الامام الصادق المهدى والذى ظل يعمل بصورة مرتبه وربما بتنثيق وترتيب مع اطراف فى النظام من اجل التمهيد للاتفاق مع النظام ابتدأ بالخروج من السودان متوجها الى اريتيريا فى عمليته (تهتدون) فى ديسمبر 1996 ثم شرع فى لقاءت وحوارات ثتائية مع النظام ممثلا فى لقائه مع الامين العام للمؤتمر الوطنى فى ذلك الوقت الدكتور حسن الترابى فى جنيف مايو 1999 ثم لقاءالامام و رئيس النظام الحالى عمر البشير فى جيبوتى فى نوفمبر 1999 ، والذى توصل فيه الصادق المهدى و السلطة الحالية ممثلة فى رئيسها عمر البشير لاتفاق سموه (نداء الوطن) ومن مخرجات ذلك الاتفاق عودة الصادق المهدى وبالتالى حزب الامة الى داخل البلاد وتصفية الصادق المهدى عمل حزب الامة الخارجى بما فيه العمل المسلح.
    ثم توالت تفاصيل السناريو بمحاولة خلخة بنية التجمع وعرقلة عمله ابتدأ بطرح شعار اعادة هيكلته والهجوم الشرس عليه ومحاوله تعطيل نشاطه بخروج الإمام وبالتالى حزبه الامة عن التجمع فى سبتمبر عام 2000.
    ثم يعيد الامام مرة اخرى صناعة نفس المواقف التاريخية القديمه فى( ملهاة جديده ) ، بنفس سلوكه وعقليته وتحالفاته التى لا تنتهى مع النظام الحالى ، فى نفس الوقت وحزبه عضو فى تحالف المعارضه الجديد (قوى الإجماع الوطنى ) بتوقيعه إتفاق التراضي الوطني، بين حزب الأمة والمؤتمر الوطني، في عام 2008 ، الإمام الذى لم يتوانى عن البحث بمختلف الطرق و الوسائل لانقاذ النظام وليس انقاذ الشعب السودانى!
    وكى لا ننسى فقد قام ذلك الاتفاق (التراضى الوطنى ) بين حزب الامة و المؤتمر الوطنى على ما اشير إليه بعبارة (الثوابت ) وذكر بالنص ان اهمها ( قطعيات الشريعة الاسلامية).
    ولكى لا ننسى ايضا تم ذلك الاتفاق بين الامام الصادق المهدى والبشير و وقتها كانت الحركة الشعبية لتحرير السودان قد عقدت مؤتمرها للتو 2008 وكان اهم مخرجاته الاصرار والتصميم الاكيد على (الوحدة الطوعية ) .
    ليس هذا فحسب بل حتى عندما خلصت قوى الاجماع الوطنى فى ياناير عام 2011 الى ضرورة إسقاط النظام كحل لجميع مشاكل بلادنا السودان ، كانت اولى الاشارات السلبية و التى تدل على عدم اكتمال الوعى و التصور حول حجم التحديات ومدلولات الاشارات والتحالفات ، اشكالية فهم تجارب التاريخ وقراءته ، هو ان ذلك الأجتماع التأريخى اقيم بدار حزب الامة ، اى بدار الحزب الذى عجز قائده عن إلغاء قوانين سبتمبر ،وفضل بكامل قواه العقلية التحالف مع الجبهة الاسلامية فى ذلك الوقت بعد انتخابه كرئيس وزراء فى الفترة ( 1986 – 1989 ) ، كما كان يخطط مع الترابى لفرض قوانين اسلامية فى تلك الفتره ، ظل الامام الصادق المهدى و منذ وقت مبكر بعد انقلاب الاسلامويين فى رحله عمره السياسى من (تهتدون ) حتى (تتراضون ) ، يناصر النظام ، ويسعى لتسويقه ويلتف على كل خطط اسقاطه ،اما تصريحاته الاخيرة بان سبب خروجه من السودان فى عملية ( تهتدون) كان بسبب ان صلاح قوش قد هدده بانه سيكون رهينة فى يد السلطة امام نشاط التجمع الوطنى ، فقد كشف بعض دوافع الإمام لتحطيم عمل التجمع فى الخارج، ثم كانت اغرب تقليعات الامام الواقع فى غرام السلطة الفاشيه هو تصريحه بأنه سيعتزل العمل السياسى إن لم يحل المؤتمر الوطني نفسه، ويكون حكومة قومية !! ، بالطبع لا المؤتمر الوطنى حل نفسه ولا الإمام اعتزل العمل السياسى.
    لم تتوقف مظاهر ومضامين السقوط الاخلاقى و السياسى للامام الصادق المهدى المدعى إنتهاج الديمقراطية الليبرالية منذ ان خرق الدستور و القانون وحقرهما ، واصر على حل الحزب الشيوعى وطرد نوابه من البرلمان عام 1966 و صولا لكلمته فى أم درمان – كرري- الإسكانات ، في الاحتفال المقام بذكرى الرجبية بتاريخ 01/06/ 2013 ، والذى نظمته هيئة شئون الأنصار للدعوة والإرشاد حيث اشهر فيها خطه الداعم للنظام "والذى كان يحاول احيانا اخفائه تحت ركام عباراته الغامضه المستهلكه "، بدعوة معلنه لانصاره بل لكل الشعب السودانى بالانخراط فى الجيش للدفاع عن النظام ، النظام الذى صفى الجيش السودانى وجعله جيشا للحركة الاسلاموية ، ثم كون المليشيات المختلفه من قوات الدفاع الشعبى وغيرها ، الجيش والمليشيات التى عملت على حرق قرى دارفور وقتل المواطنين واغتصاب النساء والفتيات ، تلك القوات التى تغصف قرى جنوب كردفان و النيل الازرق بطائرات الانتنوف المحملة ببراميل المتفجرات ، دعا الامام كل الشعب السودانى وخاصة انصاره بالانضمام لها حيث قال : (ونحن أنصار الله نوجه نداء لكل أنصار الله أن ينخرطوا في القوات المسلحة، راجين أن يجد ذلك تجاوباً من كافة مواطني السودان)1.
    ثم توالت الاشارات و الدلائل التى تدل على الضعف البنيوى لاحزاب (قوى الاجماع ) 2 و قصور خيالها السياسى وهى تتجلى فى مخرجات ذلك الاجتماع التاريخى و المتمثلة فى ان المجتمعين لم يوضحوا شيئا حول خطة اسقاط النظام ، الادوات و الفعاليات و السبل ، ومدى واقعيتها ، التكتيكات التى تتدرج فى تطورها وفق دور القوى المختلفة كى تكتمل لتكون استراتيجيا قوى الاجماع المدنية و التى هى بدورها استراتيجيا قوى الريف متمثلة فى كيان تحالفها " الجبهة الثورية" مع اختلاف ادوات اسقاط النظام.
    كما ان قوى الاجماع الوطنى لم تطرق الى ان احد اهم سببين لكوارث السودان ، الاول هو احتكار السلطة و الثروة فى السودان الاوسط لدى فئة محددة (نادى السلطة ) وبالتالى تهميش الريف السودانى العريض وافقار جماهير المدن ، الثانى هو الايدلوجية التى يحملها هذا النظام "وتوجد بذرتها المؤذيه فى تركيبة الاحزاب الطائفية" و التى اعتمدت على اسغلال الدين و العرق من اجل السيطرة على الدولة السودانية ، ولم توضح قوى الاجماع مدى رغبتها فى تغيير هذا الواقع نهائيا والى الابد ، كما لم توضح مدى ابتعادها او اقترابها مع ايدلوجية الاسلاموطفيليين، المسالة التى كانت ستساهم فى فهم و رؤية بعض الشروط الهامة لنهضه السودان و لتكوين الاحزاب فى المستقبل حتى لاتتكر تجربة استبعاد الجماهير العريضه وتهميشها من ناحية و لا تتكر مثل تجربة الاسلاموطفيليين ، التجربة الدموية الفاشية البغيضه ، فى دوران عبثى يحمل اهم ملامح تطور التاريخ السياسى السودانى النكوصى الرث.
    أما موقف قائد ثانى اكبر الاحزاب الطائفية الاتحاد الديمقراطى الاصل السيد محمد عثمان الميرغنى فليس اقل تخازلا وتهاونا وبعدا عن الوطنية واغترابا عن تطلعات الشعب السودانى عن الامام الصادق المهدى ، تأملوا كيفية الاستهتار بمصير الوطن و المواطنين عندما ارسل المرغنى رسالة تأييد للرئيس البشير على خطابه الذى القاه يوم الاحد الموافق 19/12/2010 ، بمدينة القضارف قبل 20 يوما من الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان ، ذلك الخطاب الذى بلغ درجة كبيرة من السؤ بحيث انه كشف بوضوح مذهل رغبة البشير ومن خلفه تنظيمه الاسلاموى فى انفصال الجنوب كى يعود بالحكم الى مايشبه فترة التسعينات من حيث التلسط الانفراد بالسلطة والبطش بإسم الاسلام ، عدم الرغبة فى استكمال استحقاق إتفاقية السلام المتمثل جزء منها فى المشورة الشعبية ، الخطاب الذى قال البشير فيه (إذا انفصل جنوب السودان فإن الشمال سيغير الدستور ولن يكون هناك مجال في ذلك الوقت للحديث عن تنوع الثقافات والعرق ، وأضاف أن الشريعة الإسلامية ستكون المصدر الرئيس للدستور وسيكون الإسلام الدين الرسمي والعربية اللغة الرسمية) ، (وكالة رويتر للانباء).
    __
    1 – لاحظ/ى الإيحاء الدينى المكثف فى عبارة (انصار الله ) ، الساعيه لتزييف الوعى وتقديس (فعل) ان يكون شخص ما (مناصرا له هو الامام )! بمتابعة ودراسة تاريخ الحركة السياسية السودانية اتضح لنا ان ( الاحزاب الطائفية ) متمثلة فى الامام الصادق المهدى وطبيعة حزبه الطائفية ، و الميرغنى وكذلك طبيعة حزبه الطائفيه هما المدرسة التى تعلم منها الاخوان المسلمين / الجبهة الاسلامية / الوطنى ، اساليب ووسائل تزييف الوعى، كما يعتبر الحزبين ذوى الطبيعة الطائفيه الدينية حاضنه طبيعية لقابيلة الانخداع بالشعارات الدينية التى تكرث لخدمة السياسة.
    2 - عندما نتحدث هنا عن قوى الإجماع الوطنى فنحن نتحث بوضوح عن هذا التحالف و عن كل الاحزاب و المنظمات والهيئات الممثله له و المخططه لعمله والمسيره له.
                  

07-30-2013, 00:56 AM

عبدالغفار محمد سعيد
<aعبدالغفار محمد سعيد
تاريخ التسجيل: 04-17-2006
مجموع المشاركات: 10075

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف البن (Re: عبدالغفار محمد سعيد)

    الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف البنيوى وازمة التغيير (2 – 5 )
    نشر بكل من جريدة حريات و الراكوبة وسودنايل بتاريخ 18/06/2013

    Quote: تجارب الاحزاب السياسية السودانية فى التحالفات لا تقيم و لا تقوم:
    من اوضح علامات الضعف الفكرى للتنظيمات السياسية السودانية هو عدم الاهتمام بتقييم تجاربها فى التحالفات السياسية ، ومن اهم تجارب التحالفات السياسية هى تجربة (التجمع الوطنى الديمقراطى ) ، والتى لم تقيم حتى اليوم ، ليس هذا فحسب بل ان نفس الاحزاب بدون تقييم تجربتها الجبهوية السابقة دخلت فى تحالف جديد هو (قوى الإجماع الوطنى).
    كان المؤتمر الثاني للتجمع فرصة لتقييم التجربة ودراستها والخروج بالعبر المفيدة حول السلبى والايجابى وكيفية التطوير لكن للاسف لم يعالج ذلك المؤتمر أية قضية من القضايا التي طرحت عليه، ولم يفعل مؤسساته العاطلة،لقد كان مؤتمرا عقده يساوى عدمه من حيث المقدمات والنتائج.
    لم يقل لنا التجمع او اى طرف من الاطراف التى كونته لماذا حدثت كل تلك التراجعات الاساسية عن البرنامج، و تلك التراجعات العامة عن الهدف .
    على الرغم من ان هيئة قيادة التجمع قد اصدرت قرار بان يتم تقييم تجربة التجمع قبل الدخول والعودة للسودان الى ان شيئا من ذلك لم يحدث ، عدم التبصر وتقييم النتائج وتفعيل عملية النقد البناء، ادت كلها لوقوع احزاب التجمع فى شرك المؤتمر الوطنى الذى اودى بهم بالمشاركه الصورية فى السلطة ، وكان الغريب فى الامر هو ان احزاب التجمع قد قبلت بالمشاركة فى السلطة التشريعية ورفضت المشاركة فى المستوى التنفيذى للسلطة ، بينما كانت اللآلية للاختيار فى الجهازين التشريعى و التنفيذى تتم عن طريق التعيين وليس الانتخاب الحر فما الفرق اذا؟
    لماذ لم تقيم اطراف التجمع مدى صحة مشاركتها المؤتمر الوطنى فى الحكم؟
    يعج خطاب (قوى الاجماع الوطنى)2 بالتناقضات ويتميذ بالإرتباك الناتج عن التحرك دون خطط مدروسه و لا ارتباط وثيق بالتجمعات الشعبيه ولا رؤيه واضحه لعمل جماهيرى يسعى لاسقاط النظام ، فمثلا تصريحهم الذى اعقب كلمة الصادق المهدى بمناسبة الرجبيه فى 01/06/2013 ، والتى اشهر فيها تايده للنظام وحضه انصاره بالانخراط فى الجيش ، حيث جاء بجريدة الراكوبة (نقلا عن جريدة الميدان) بتاريخ 04/06/2013 ،على لسان رئيس لجنة الإعلام بالتحالف كمال عمر في مؤتمر صحفي عقد بدار حزب المؤتمر الشعبي يوم 03/06/2013 ، الاتى : ( إن التحالف عقد اجتماعا لهيئته العليا أمس وأمن فيه على أنهم لم ولن ينتظروا أي حزب لا يدعو لإسقاط النظام ولا يتبنى ذلك لغة ومنهجاً) مضيفاً: ( إن التحالف انتظر كثيراً وطويلاً ). ما لم توضحه هذه التصريحات هو لماذ انتظر التحالف كثيرا و طويلا؟
    وما الذى كان يطلبه التحالف من ذاك الانتظار ؟ ، وماهى المعطيات التى بنى عليها قراره بهذا الانتظار العبثى الذى لا معنى و لا مبنى له!
    ثم وها هى قوى الاجماع وقد توصلت لهذا القرار الخطير بعدم الانتظار ما الذى ستفعله؟ وماهو الفرق فى وجود قوى الاجماع الوطنى قبل قرار عدم الانتظار وبعده؟ مامدى تأثير القرار فى حركة قوى الاجماع وسط الجماهير ؟ ، لماذا لم تستفد احزاب وقوى الاجماع الوطنى من التاريخ السياسى الجاريه احداث حتى اليوم فى السودان من اجل تقييم مواقف القوى المختلفه؟ ، لماذا لم يدرسوا مواقف الامام الصادق المهدى و السيد المرغنى من التصفية العرقية والحرب المستمرة فى دارفور وجنوب كردفان و النيل الازرق؟ لماذا لم يقيموا الموقف الاخلاقى للامام من الجماهير التى كانت تصوت له فى الانتخابات البرلمانية بدون قيود و لا شروط؟
    هل كان من الصعب حقا قراءة تاريخ مواقف زعيمى الحزبين الطائفيين وتحليلها على ضوء كل المعلومات والحقائق المتوفرة ، ثم والتوصل لنتائج بالإستعانة بالمعارف و المناهج فى التحليل ؟
    لماذا كل هذا القصور فى الخيال السياسى لقوى مناط بها دارسة الماضى والتفاعل مع الحاضر والانفعال به من اجل صناعة المستقبل ؟ اين يكمن الخلل بالضبط !
    يحيرنى فى احيان كثيره افراط فى التفاؤل (حول نهوض حركة الجماهير ) فى خطابات بعض القاده السياسيين من قوى الاجماع
    واتعجب لقوى تكاد لاتملك خططا وادوات للعمل القاعدى و الجماهيرى ، قوى تكللها الحيرة ويميذها الاغتراب عن الجماهير ، لا يمكنها الإسهام فى صناعة النهوض الجماهيرى ،اذا كيف للذى لا يستطيع الإسهام فى الحراك والتحريك كل هذا (الافراط فى التفاؤل) ؟ ، عندما تطلق هذا السؤال لاحدهم ، يجيب عليك بطريقه ملتويه ، (بانه لابد من امل ، ولا حياة بلا أمل) ، هكذا وببساطه ترتبك المصطلحات و يوظف معنى اصطلاحى قسرا كى يعمل فى غير مكانه من "اجل ماذا لااعرف" ! ذلك وعكس تلك الإجابات الملتويه ان طرح الاسئلة الملحة المرتبطة بواقع القوى السياسية فى غاية الاهمية والجديه من اجل رسم خطوط الحركة وسط الناس و تصحيح اخطاء وقصور الحراك أما ان يتم الهروب المتعمد من ذلك بجعل (الافراط فى التفاؤل ) هو ( الامل الذى لا يمكن الحياة بدونه) ، لا يمكن فهم ذلك إلا وفق لعبة الاستهبال فى اسالب السياسة السودانية ، والتى تحدد خيوط السياسة بالخداع و الالتفاف والفهلوة.

    تشبه خطة ال100 يوم لاسقاط النظام ، التى طرحتها قوى الاجماع الوطنى ابتدأ من 01/06/2013 ، ماتواتر عنها من اعلانات لا ترقى لدرجة برنامج واضح مدروس يحمل بين جوانحه المعرفه الواضحه بالازمة السودانية مسبباتها ، عواملها ، ظروفها ومقتراحات علاج جوانبها المختلفه ، بحيث نستطيع تجاوز كل مشاكل الماضى فى إتجاه مستقبل يعد بدولة المواطنة المبنية على التعدديه الثقافيه والموظفه لها فى اتجاه التقدم ، الساعية للتنمية المتوازيه الضامنة للعلاج و التعليم ، الحامية لكيانها من الايدلوجيات الاحاديه.
    مايلفت النظر ان الاعلان عن خطة ال100 يوم ، جاء بعد اعلان المتحدث الرسمى لقوى الاجماع وتصريحه بانهم ( لن ينتظروا احدا ) بعد الآن ، ولقد جاء ذلك الإعلان عقب كلمة الامام الصادق المهدى فى أم درمان – كرري- الإسكانات ، في الاحتفال المقام بذكرى الرجبية بتاريخ 01/06/ 2013 ، والذى اشهر فيها خطه الداعم للنظام " كما ذكرنا" ، بينما تم التصريح فى الايام القريبه الماضيه بان الامام الصادق المهدى يمثل احد القاده الموافقين على هذه الخطه ، وهذا بالطبع امر ياخذ من مصداقية وجدية وفاعلية خطة المئة يوم !!
    من الاشياء غير المتوقعه فى السياسة عموما بينما تمثل حقيقة جلية بواقع الارقام والتواريخ فى السياسة السودانية هى انه اذا قارنا بين قوى الإجماع (الحضريه ) و التى تختط النضال السلمى ، (والجبهة الثورية)3 (الريفيه) التى تختط النضال المسلح ، فى مسألة العناية النظرية بقضايا تكتيك واستراتيجيا التغيير و الثورة نجد ان قوى الاجماع الوطنى فقيره للاسف فى مسألة معالجة اهم الجوانب التكتيكية الاستراتيجيه " هنالك حيث يتداخل التكتيك بالاستراتيجيا" بمعنى انه ليس لها طرح نظرى واضح حول منهج حركتها وسط الجماهير الذى يمثل حراك مجموع قواها والذى يمكن ان ينتج تصور حول كيفية تصعيد العمل الثورى و قيادته فى إتجاه التغيير ، التغيير باعتباره استراتيجيا، هذا من ناحية من ناحية ثانية فقر تصوراتها عن المستقبل ، وهل المطلوب ( الاستراتيجيا) هو مجرد تغيير النظام كما حدث من قبل فى اكتوبر وابريل ؟ ، ماهو تصور هذه القوى لمابعد تغيير هذه السلطة!! ماهى العوامل المشتركة فى الرؤية التكتيك و الاستراتيجيا بين احزاب قوى الاجماع نفسها!
    بينما نجد وضوحا كبيرا والتقاء واسعا فى معظم الاهداف ( التكتيكية و صولا الى درجة كبيرة من الاستراتيجيا) بين القوى المكونة للجبهة الثورية ، وتكفى وثيقة الفجر الجديد التى عكفت عليها وخطتها وارتضتها واجازتها هذه القوى ، والتى تبين نضوجا سياسيا ، وتناثقا اخلاقيا يمثله طرح قضايا مابعد التغيير فى الهواء الطلق وعلى مشهد من كل القوى السياسية السودانية وبعلانية وبصدر رحب يتقبل الإنتقاد وبمرونه لتعديل الوثيقه وتصحيحها فى اتجاه خط وطنى عام مبنى على الوضوح النظرى والاتفاق على الاهداف ، والحرص على إنهاء الاسباب التى تكاد تتسبب فى تفتيت السودان وذهاب ريحه ، والتجهيز لاعادة بناء دولة مابعد التغيير على اسس صحيحة تحفظ لكل مواطنيها كرامتهم و تساوى بينهم .
    كانت هذه الملاحظات ستدهش المراقب غير المتطلع على مجريات السياسة السودانية ، حيث كان من البدهى ان يتوقع ذلك المراقب وضوحا نظريا من منظمات الحضر السلمية و التى يعتمد وجودها اساسا على تاسيس خط نظرى يشمل تفكيكا كاملا لكل معضلات البلاد ورؤية حول طرق علاجها ومخطط يوضح دور القطاعات المختلفه من الجماهير فى تنفيذه ، و هكذا تعمل كل من تنظيمات الحضر من خلال قواعدها على تكريسه فى ارض الواقع السياسى ، ثم وبنفس المستوى يتم التخطيط للدور النظرى والعملى لعملها الجبهوى ، فأين ذلك من تجربة قوى الإجماع الوطنى؟
    نفس المراقب سيندهش للمرة الثانية عندما يكتشف سعة الخيال السياسى لقوى الريف الثائرة مقارنه بقوى الحضر ، حيث يجد القوى الثورية المتحالفة التى تبدى البطولات الفائقه فى ميادين القتال وتقدم التضحيات الغالية بل تحاصر النظام وتكبله الخسائر الفادحه ، لا تكتفى بذلك بل تتقدم ايضا نظريا فى رؤيتها حول مستقبل البلاد ويقدح منتسبيها وقادتها اذهانهم وينتجون الرؤى النظرية المهمومة بمستقبل البلاد ، التى تحاول ليس معالجة امر التغيير فقط بل مغذاه ومحتواه ومرماه ، مستندة على الحقائق الدامغة التى تبين فشل تجربتى التغيير السابقتين (21 اكتوبر 1964 ، ابريل 1985 ) فى معالجة ازمات البلاد المستوطنه ، وبناء على هذا اعتمد طرحها حول ان تغيير السلطة الحالية وحده ليس مسألة هامة بل الذى يتصدر الاهمية هو نوع التغيير واهدافه ومراميه ونتائجه، هى القضايا الهامة والتى تمثل استراتيجيا الجبهة الثورية فى التغيير ، المتضمنه فى مشروع ( الفجر الجديد)4 .
    سيندهش المراقب مرات عديه عندما يصل لعلمه انه منذ ان طرحت قوى الجبهة الثورية مشروع الفجر الجديد فى ياناير من هذا العام على قوى الإجماع الوطنى ، بعد ان تنصل من تنصل منها منه بحجة مراجعته وتعديل بعض بنوده وتغيير بعضها، ، وحتى الآن لم تصل قوى الاجماع الوطنى لرائى نهائى حوله بعد !! على الرغم من ان شهرين كانا سيكونا كافيين تماما لمحاورته ، تعديله و الاضافة له ، واستشارة الكفاءات المختلفه حول المهام المختلفه ثم الوصول لنتيجه واضحه حوله ، لكن هاهو الشهر السادس من السنة قد انصرم إلا قليلا ولاشئ ينبئ بقرب وصول الاجماع الوطنى لرؤية وطنية حول وثيقه تنتظرهم وهى تكاد تكون جاهذه!!


    Quote: 3 – نعنى بالجبهة الثورية كل التنظيمات التى ارتوافقت واجتمعت فى اطار العمل الجبهوى من خلال التنظيم الذى يجمعها و الذى اصطلح على تسميته بالجبهة الثورية ، ثم توافقت نفس هذه التنظيمات على برنامج للتغيير واعادة هيكلة الدولة والذى اصطلح على تسميته بالفجر الجديد
    4 – مشروع الفجر الجديد هو الوثيقة (مشروع برنامج) يشمل قوى التغيير السلمى منها والمسلح و التى طرحت رؤية كاملة حول اسقاط النظام ابتدأ من ادوات الاسقاط انتهاء بمشروع التغيير فى معناه الاسترايجى المعنى بإعادة هيكلة الدولة و ارثاء قيم التعددية الثقافية و الدينية واقامة دولة المواطنة ، والسعى لتثبيت دعائم نظام الرفاهية الذى يجعل حقوق المواطن اللاساسية السياسية والاقتصادية فى الدرجة الاولى ويتيح العلاج المجانى و التعليم الاساس المجانى الاجبارى

    (عدل بواسطة عبدالغفار محمد سعيد on 07-30-2013, 01:00 AM)

                  

08-01-2013, 01:38 PM

عبدالغفار محمد سعيد
<aعبدالغفار محمد سعيد
تاريخ التسجيل: 04-17-2006
مجموع المشاركات: 10075

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف البن (Re: عبدالغفار محمد سعيد)

    الأحزاب السياسية السودانية: بين قصور الخيال السياسي والضعف البنيوي وأزمة التغيير (3 – 5 )
    نشر بكل من جرائد الراكوبة ، سودانايل و حريات بتاريخ 25/06/2013
    Quote: الخيال السياسى و تاريخ الصراع السياسى و التغيير:
    ( الخيال أهم من المعرفة. فالمعرفة محدودة حول ما نعيه ونفهمه، بينما الخيال يشمل العالم وكل ما سيكون هناك لنعيه ونفهمه مستقبلا ) - آلبرت آينشتاين.
    (الجنون هو أن تفعل الشيء نفسه مرة بعد مرة وتتوقع نتيجة مختلفة) ـ آلبرت آينشتاين
    (لا يمكننا حل المشاكل باستخدام نفس العقلية التي أنشأتها) ـ آلبرت آينشتاين
    الخيال السياسى ، المفهوم و المصطلح:
    الفرق بين الفنتازيا و الخيال:
    تختلف الفانتازيا عن الخيال و تعمل فى حقل الابداع الادبى وتعتمد على خلق صور ذهنية خالصة تعمل فى حالات كثيره باستخدام الظواهر الطبيعية الخارقه والسحر ، وتختلف الفانتازيا ايضا عن الخيال العلمى ، حيث يقدم الخيال العلمى توجه واضح لمواضيع علمية .
    أهمية الخيال هى فهم الواقع ، استيعابه ، تحريكه وتفعيله و الانطلاق به من الوضعيه الحادثه الماثله إلى واقع جديد طبيعى وقابل للازدهار يتخلق خلال تحقيق اهداف سياسية متقدمه ، هذا يعنى ان السياسى المبدع يجب ان يتمتع بالقدره على التوقع (الخيال)، حتى يستطيع الإسهام فى التقدم السياسى.
    السياسة مثلها مثل باقى العلوم تطلب من ممارسيها قدرا من ملكة الابداع حتى تكون لهم بصماتهم المميزة لذلك اقامت لها الدول كليات متخصصة لدراسة علومها ، كما انشات لها معاهد الدراسات و البحوث المتخصصة فى فروعها العديده، الاستراتيجى منها وغير ذلك ، ومثل الهندسة المعمارية التى تتطلب الخيال كى يبدع المهندس ( الملتزم بقوانين الرياضيات ، الفيزياء و الكيمياء) فى هندسة المبانى المبتكره البديعه ، والعلوم التطبيقية التى تتطلب خيالا، (وليس غريبا على احد كيف مهد الخيال العلمى للكثير من الانجازات و الاكتشافات العلمية) ، وحتى الرياضيات تقتضى خيالا رياضيا خصبا خاصة فى جانب الرياضيات البحته. ذلك هو السبب الذى جعل البعض يقول ان العقلية الصحيحة لن يكون ممكنا وجودها بدون جرعه من الخيال ، ويتفق معظم المبدعين على انه لا وجود للابداع اطلاقا ( فى مختلف التخصصات) بدون خيال.
    الخيال السياسى المبدع:
    إن اعمال الخيال السياسي المبدع فى واقع السودان سيخلق أدوات تحليلية وإبداعية جديدة لرؤية واقع شعوب السودان رؤية خلاقة متجاوزة، وسوف يحرك واقع السياسة السودانية المصاب بجرثومة الجمود العقائدى و التصحر الفكرى ، العجز وفقدان القدرة على الاستشراف والمسكون بتوالى سيطرة الطائفية ، الانقلابات العسكرية ، والاسلام السياسى ، وثبات تمكن فئة من الوسط الجغرافى (نادى السلطة) على كل مقدرات البلاد، تناغم كل قوى الوسط السياسى المعارضه للسلطة الحاكمه فى تصورها للتغيير والذى ينتهى فى رؤاها ببرلمان يتصدره حزبى الامة و الاتحاد الديمقراطى ، ويوجد بجانبهما الاسلاموطفييلين ، ثم يقبع على هامشه اليسار السعيد بحرية صحافة ، عمل نقابى وندوات عامره تستمر لسنوات قليلة.
    ديمقراطية شكلانية ومائعه مرتبطه بالطائفية مما يجعلها تخرج على شاكلتها، بجوهر فاسد لا معنى لها ولا تسمن أو تغني من جوع، ديمقراطية لا تأبه بالرعاة و المزارعين فى اطراف البلاد الاربعة ولا تعنيهم فى كثير او قليل، بل لاتعنى حتى اغلب فقراء المدن فى بلد امى يقبع منذ استقلاله تحت سلطة علاقات اقتصاد شبه اقطاعى ، فهل يوجد فقر خيال اكثر من فقر خيال الاحزاب السودانية؟
    من اهم اسباب عجز خيال الساسة فى بلادنا هو اختلال معظم مؤسساتنا السياسيه فى بنيتيها الفكرية و التنظيمية ، فهى مؤسسات ، تفتقد لممارسة الديمقراطيه الداخليه ، تعتمد فى تراتبيتها التنظيمية على الاوامريه ، مؤسسات مغلقه اوشبه مغلقه ، اما الاحزاب الطائفيه فترتبيتها هى تراتبية الزعيم الروحى واسرته واقربائه باتباعهم.
    مثل هذه التركيبة للمؤسسات الحزبيه البيروقراطية بطبيعتها تجنح نحو الروتين ونحو إيجاد أساليب عمل قياسية ثابتة تتبعها دون كثير من الحاجة للتغيير ، لذلك فان اغلب التنظيمات السياسية تعانى من ما يعرف فى حقل دراسة السلوك ب متلازمة ( لم يصنع هنا) ، فى إدارة علم الأمراض الكلاسيكية، والتي تتجلى فى رفض فريقا ما لاستخدام التكنولوجيا التي لم يصنعوها بانفسهم ، ويشير هذا التوصيف عموما إلى المؤسسات التى تقوم على رفض الافكار أو الحلول المقترحات التي تأتي من خارجها، وما لم تكن الفكرة وليدة داخل المؤسسة نفسها فإنها تعاديها ، حيث تتم معاداة الافكار التى تأتى من خارج المؤسسة او خارج ايدلوجية المؤسسة ، بهذه الكيفية ينضب خيال منتسبى هذه المؤسسات او يقمع، وتجهض افكارهم تحت سلطة البيروقراطيه وتسلط الاوامريه.
    قادة اليمين السودانى يتمتعون بقدر من المكر، فهم اكثر حساسية وحسما تجاه مصالحهم الطبقية و الذاتيه مقارنة بقيادات اليسار السودانى، حيث لا يفرطون فيها مهما غلى الثمن ، لا كنهم لا يتمتعون بخيال سياسى خصيب اسوة باغلب قيادات العمل السياسى فى السودان يسارا ويمينا ، اوضح ملامح إفتقارهم للخيال السياسى تتجلى فى عدم استشراف المستقبل و التضحية بمصالحهم الطبقيه الانية الذاتية مقابل الخلود فى تاريخ البلاد كرموز عملت وضحت من اجل القطاعات الواسعة للشعب السودانى ، حيث يتوقع ان هم انحازوا لمصالح الشعب ان ينصب لهم الشعب فى المستقبل التماثيل عرفانا لما قدموه بدلا ان يلعنهم احتقارا على مايفعلوه به الآن ، لو انحازوا لمصالح الوطن سيعمد الشعب الى تدريس تاريخهم فى المدارس للاجيال الصاعده بكل الفخر المقرون بعرفان على تضحياتهم من اجل الشعب ، لكنهم لا يملكون قدرا كافيا من الخيال السياسى يدفعهم للرهان على المستقبل . التمظهر الثانى لفقر خيالهم السياسى يكمن فى عدم ادراكهم انهم لن يستطيعون ايقاف الثورة التى اشتعلت ، ولا يستطيعون اعادة السيطرة على ثوار الريف بعد ان خاضوا النضال الضارى من اجل حقوقهم وامتلكوا فى خضم النضال الشرس الوعى الذى يؤهلهم لاقتلاع حقوقهم.
    هم لايدركون ان قواهم الطبقية او اوهامهم العرقية لن تستطيع ايقاف الثورة ،والتى اصبحت فعلا فى إتجاه التحقق ، جدلية فى طريق الفعل، تفاعلات تعتمل فى ظاهر وباطن حركة التاريخ المتحقق و الذى فى طريقه للتحقق ولا مهرب و لامفر من التغيير الكبير، التغيير الجزرى ، الذى سيقلب معادلة السلطة و يعمل على هيكلة الدولة واعادة ترتيب الوطن .
    حول تجربتى الانتقال السلمى الديمقراطى للسلطه فى السودان ، أكتوبر 1964 نموزجا
    في عام 1881 ثار رجُل الدين السوداني/ محمد أحمد عبدالله، وأعلن نفسه مهدياً وقاد ثورة وطنية/دينية ضد الحُكم التُركي/المصري وفي خلال أربعة أعوام تمكن من الإستيلاء على الخرطوم في يناير 1885
    وقد استمر حُكم المهدية بقيادة الخليفة/ عبد الله التعايشي، لمُدة ثلاثة عشر عاماً، حتى سقوط الخرطوم في معركة كرري الشهيرة عام 1898 (علماً بأن المهدي توفي بعد ستة أشهُرٍ فقط من تحرير الخرطوم)، وبسقوط الخرطوم اكتملت عملية إعادة فتح السودان بقيادة اللورد البريطاني/ كتشنر، وخضعت البلاد للحُكم الثُنائي (الإنجليزي/المصري) حتى إعلان الإستقلال في الأول من يناير 1956 بعد نضال سلمي قادته النُخب المتعلمة التي انتظمت في ما يُعرف بمؤتمر الخريجين، وقد انتهى المطاف بالخريجين إلى التوزع بين أحزاب الطائفتين الدينيتين– أحزاب الأشقاء العديدة برعاية زعيم الطائفة الختمية، السيد/ علي الميرغني، وحزب الأمة برعاية إمام طائفة الأنصار، السيد/ عبد الرحمن المهدي- بينما انتظمت القوى اليسارية والديمقراطية في حركة التحرر الوطني (حدتو) والنقابات العُمالية والمهنية.

    انعقد مؤتمر جوبا فى خريف 1947 ، واشترك فيه بعض السلاطين وصغار الموظفين، وضباط صف البوليس ممن كانوا يعتبرون طليعه الزعامه المثقفه و التقليدية فى الجنوب حينذاك ولقد اقترحوا انشاء هيئة تمثيلية بالجنوب، ترسل فى المستقبل ممثلين لها الى الخرطوم لينالوا مايحتاجون اليه من خبرة، ويناقشوا الامور التى تهم الجنوب والشمال. واكدوا ان الجنوب يحتاج الى ضمانات توفر له اسباب التقدم، والحفاظ على ذاتيته فى فى سودان المستقبل الموحد.

    أما الاعضاء الشماليون ، بقيادة القاضى محمد صالح الشنقيطى، فقد عددوا الطيبات التى تنتظر الجنوب فى السودان الموحد. واشاروا فى هذا الصدد الى المرتبات والاجور لتى يمكن مساواتها، والوظائف الكبرى التى يمكن ان يتقلدها ابناء الجنوب.

    اسفرت المفاوضات السياسية بين الزعماء السياسين الشماليين والحكومة المصرية حول مقترح الحكم الذاتى عن اتفاق فى ياناير عام 1953 منح السودان بموجبه حق تقرير المصيرن ولم يشرك فى هذه المفاوضات اى شخص من الجنوب، ولم يخص الجنوب باى ضمانات، فى 12 فبراير 1953 وقعت فى القاهرة اتفاقية بين الحكومتين البيرطانية والمصرية بشأن الحكم الذاتى وتقرير المصير للسودان.
    وبالنظر إلى خصوصية وضع الجنوب، وما تعرض له من عزله إبان الحكم البريطانى، طالب الجنوبيون قبل إعلان الاستقلال بالحكم الفيدرالى، والذى وعدوا بأن يتم النظر فيه عند وضع الدستور الدائم للسودان، الا أن اللجنة القومية للدستور التى مارست عملها فى الفترة 1956- 1958، رفضت مطلب " الحكم الفيدرالى" ، وتعللت بتخوفها من أن يشكل ذلك المطلب خطوة نحو انفصال الجنوب عن الشمال.

    فى اول ياناير 1954 حصل الحزب الاتحادى على اغلبيه 51 مقعدا من مجموع المقاعد وقدرها 97 ، بينما حصل منافسه حزب الامة على 22 مقعدا ، وانتخب السيد اسماعيل الازهرى رئيسا لاول وزارة سودانية وهو السكرتير والرئيس السابق لمؤتمر الخرجيين لعدة سنوات، وهو مؤسس حزب الاشقاء ورئيس الحزب الوطنى الاتحادى.
    وشكلت فى 9 ياناير 1954 اول وزارة سودانية من اعضاء الحزب الوطنى الاتحادى.
    فى اغسطس 1955 انهت لجنة السودنة أداء مهامها وفى نفس الشهر وافق البرلمان على تقريرها النهائى، نال الجنوب بموجبها ست وظائف فقط مقابل ثمانمائية وظيفة للشمال وفى نقس الشهر حدث التمرد الاول فى الجنوب فى 18 اغسطس 1955 ، تفجرت على إثره حرب أهلية استمرت لسبعة عشر عاماً 1955-1972، ولم تتوقف إلا بعد حصول الجنوب على الحُكم الذاتي إتفاقية أديس أبابا- 1972.

    اجتمع البرلمان فى التاسع عشر من ديسمبر 1955 ليتناول اقتراحا يرمى لاعلان الاستقلال، فتقدم الاعضاء الجنوبيون بشرط يلزم تحقيقه ثمنا لموافقتهم على الاقتراح، هو قيام نظام فدرالى للحكم، يساير روح مؤتمر جوبا، ولقد قبل الزعماء الشماليين هذا المطلب ، لكنهم كما اتضح بعد ذلك لم يكونوا جادين فى ذلك، ولقد قبل طلب الجنوبيين عند نظر اقتراح الاستفلال، كما قال زعيم المعارضه آنذاك السيد محمد احمد محجوب، لارضاء الجنوبيين، وحملهم على تاييد قرار الاستقلال
    فاز حزب الأُمة بقيادة عبدالله خليل، بأغلبية مقاعد البرلمان وتحالف مع حزب الشعب الديمقراطي (حزب الختمية) وشكل حكومة إئتلافية فى يونيو 1957 سلمت السُلطة للعسكر بقيادة المجلس الأعلى للقوات المُسلحة برئاسة الفريق إبراهيم عبود في نوفمبر 1958 .
    اطلق نظام عبود "مثلما يفعل غالبا قادة الانقلابات العسكرية " الوعود للشعب السودانى بالنماء و الرخاء و السلام ، لكنه مالبس ان زاد اوار الحرب الاهلية اشتعالا بحجة حسمها ، وعمل على قمع الشعب فانتفض ضده فى اكتوبر 1964 .
    إنتفاضة اكتوبر 1964 ، مالها وما عليها:

    اخذت انتفاضه اكتوبر 1964 زخمها وبريقها كما نرى من كونها حدثت فى وقت لم تعرف فيه افريقيا و الشرق الاوسط هذا النوع من الانتفاضات السلمية التى تنتهى باستسلام العسكر و قبولهم بتسليم السلطة للقادة المدنيين، وانعتقد ان جل قيمتها كفعل ثورى سودانى و كمنجز تاريخى انسانى تكمن فى انها قد قد اكدت على مسالتين اولهما اهمية الديمقراطية كممارسة شعبية ، وثانيهما قدرة اداوات النضال السلمى " وفق شروط محددة " على قيادة عملية التحول الديمقراطي
    اهم القضايا التى طرحهتا انتفاضه اكتوبر 1964 هى ابرازها قضية الوحده الوطنية ممثلة فى قضية جنوب السودان
    حيث تحول شعار مشكلة جنوب السودان الى برنامج تجلى فى مداولات و مقررات مؤتمر المائدة المستديره ، وفى برنامج لجنة الاثنى عشر و التى اصبحت نقطة مرجعيه ارتكز عليها اتفاق اديس ابابا فى مارس 1973 .
    وبعيدا عن الشعارات البراقه التى طرحت على وقع الانتفاضه وبعد استسلام العسكر وتسليمهم السلطة ،فى زخم الانتفاضه ، فى ظل حرية الصحافة ،وبتفهم كامل وموضوعى لمسألة هامة هى ان الاحزاب الطائفية ، التقليديه ومنذ الاستقلال ، كما كتب احد قادتها ومفكريها وهو محمد احمد محجوب: (لم تكن لديها برامج محدده ومفصله لمعالجة النمو الاقتصادى و الاجتماعى )، ذلك انها لم تكن تجتزب اليها العضوية عن طريق الاقناع العقلانى ، بل كان اساس انضمام العضوية لها يعتمد على الانتماء غالبا للطائفة الدينية او الاعجاب الشخصى بالزعيم او بنسب الزعيم او طمعا فى بركات الزعيم الدينية او الدنيوية ، بينما كان لليسار خلفياته الفكريه التى يستند عليها عموما و برامجه السياسيه التى كان يطرحها كحل لمشاكل السودان على وجه الخصوص ، "بوضحونا حول هذه الحقائق التاريخية الهامة وفق ما نرى" ، وبحثا فى العوامل والاسباب الموضوعيه التى يستند عليها الباحث فى اطار الظرف التاريخى المستهدف، فى توصيف الفعل والحدث التاريخى وفق ظروفه، معطياته ، صناعه ادواته ، ونتائجه ، وبوعينا الكامل بان عملية التغيير الاجتماعى فى جدليتها تبدأ بتصور فكرى ، تتم ترجمته بواسطة حامليه الى برنامج سياسى ، يتم التعبير عنه فى علاقه الحامل بالمحمول من خلال الشعارات التى تعكسه وتنادى بتطبيقه، سنستعرض هنا ميثاق انتفاضه اكتوبر باعتباره الاطار النظرى الذى توافق عليه المنتفضون على المستوى و السقف النظرى (الفكرى) ،للفعل السياسى فى اقصى مداه العملى المراد لانتفاضه اكتوبر 1964 انجازه :
    ميثاق انتفاضة اكتوبر 1964 :
    1 - قيام حكومة مدنية انتقالية تتولى الحكم وفق دستور 1956 المعدل. 2 - اجراء الانتخابات في فترة لا تتعدى شهر مارس 1965 لجمعية تأسيسية تمارس السلطة التشريعية وتضع الدستور
    3 - اطلاق الحريات العامة، والغاء القوانين المقيدة لها. 4 - تأمين استقلال القضاء وجامعة الخرطوم . 5 - اطلاق سراح المعتقلين السياسيين. 6 - وانتهاج سياسة خارجية في فترة الانتقال ضد الاستعمار والاحلاف.
    هذا الميثاق اعلاه و الذى اجمعت عليه القوى السياسية فى السودان " الاحزاب الشمالية" و اعلنه سر الختم الخليفه فى الثالثين من اكتوبر 1964 ، لا يحمل فى مضمونه اى اجندة اصلاح اجتماعى اقتصادى سياسى حقيقيه تؤثر ايجابا فى حياة السواد الاعظم للشعب السودانى ، ناهيك عن اجندة (ثورة ) ، تسعى للتغيير الجزرى للواقع الاقتصادى الاجتماعى السياسى السودانى ، بتغيير علاقات الانتاج ، معادلة السلطة ، هيكل الدولة ، كرامة الانسان السودانى ، محاربة الجهل و الفقر و المرض ، تهدف لارساء دعائم العدالة الاجتماعية.
    فى الواقع عبر ميثاق اكتوبر بشكل واضح واساسى عن هموم مهنية ، مصلحية لشرائح من الطبقة الوسطى السودانية فى شمال السودان، الطلاب و المهنيين من (أطباء ومهندسين ومحامين وأساتذة جامعيين وموظفين). وعلى الرغم من ان العمال قد شاركوا فى انتفاضه اكتوبر 1964 ، خاصة عمال السكه حديد إلى ان الميثاق لم يعبر عنهم باى حال.
    كانت انتفاضه اكتوبر انتفاضه القوى الحديثة ( الحضر ) ، وقد عبرت عن هذه القوى فى الميثاق وعن مطامحها ورغبتها المشروعه فى بناء مجتمع عصرى جديد تحقق ذاتها فى إطاره ، لكن مشكلة القوى التى قادت الانتفاضه تكمن فى عجزها عن القبض على اللحظة التاريخية الحاسمة التى اتاحتها الانتفاضه بتسخير المد الثورى الجارف بالضغط على القوى السياسية فى اليمين من اجل توافق تاريخى حول قضايا السياسة السودانية ( قضايا المواطن و الوطن فى كل انحاء البلاد ريفها و حضرها ) ، الاساسية بتشكيل اطار تنظيمى لجبهة وطنية تقدمية تستوعب كل قوى الحداثة ، القوى السودانية ذات المصلحة فى الانعتاق من الواقع المتخلف الاقصائى المازوم .
                  

08-02-2013, 05:31 PM

عبدالغفار محمد سعيد
<aعبدالغفار محمد سعيد
تاريخ التسجيل: 04-17-2006
مجموع المشاركات: 10075

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف البن (Re: عبدالغفار محمد سعيد)

    *************
                  

08-02-2013, 05:32 PM

عبدالغفار محمد سعيد
<aعبدالغفار محمد سعيد
تاريخ التسجيل: 04-17-2006
مجموع المشاركات: 10075

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف البن (Re: عبدالغفار محمد سعيد)

    *************
                  

08-02-2013, 05:33 PM

عبدالغفار محمد سعيد
<aعبدالغفار محمد سعيد
تاريخ التسجيل: 04-17-2006
مجموع المشاركات: 10075

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف البن (Re: عبدالغفار محمد سعيد)

    *************
                  

08-02-2013, 05:43 PM

عبدالغفار محمد سعيد
<aعبدالغفار محمد سعيد
تاريخ التسجيل: 04-17-2006
مجموع المشاركات: 10075

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف البن (Re: عبدالغفار محمد سعيد)

    الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف البنيوى وازمة التغيير (4 – 5 )
    نشر بكل من جرائد حريات ، سودانايل و الراكوبة بتاريخ 02/07/2013
    Quote: بين الانتفاضه و الثورة هل هو خلط ام ارتباك مفاهيم ؟ :
    حول مصطلح الثورة
    يصر عدد كبير من الناشطين السياسسين على تسمية انتفاضه اكتوبر بالثورة ، خاصة اليساريين من جيل اكتوبر اولئك الذين ساهموا فى صناعتها او عايشوا احداثها ، وعلى الرغم من حرص اليساريين السودانيين على ضبط المصطلحات و الالتزام بمدلولاتها مقارنة بغيرهم من القوى ، لكنهم يتعاملون بعدم واقعية غريبة ،مع موضوع اكتوبر حيث يغيب عليهم ان مصطلح ثورة هو الانتاج المعرفى و التحليلى لمفهوم ثورة ، والمفاهيم توجد فى حقل الفكر ، وللماركسية مثلا تصور واضح لمفهوم الثورة فكيف اذا حدث هذا الخلط؟
    نرى انه فى بلد تسيطر عليه علاقات انتاج شبه اقطاعى ، على القوى الحريصة ، من الحاملين للسلاح و الذين ينتهجون الصراع السلمى ان تجتزب (بعد اسقاط النظام) ، جميع الفئات والطبقات الاجتماعية من اجل تحقيق الثورة الديمقراطيه ، الحرص على انجاز (البعد الاجتماعى للديمقراطية) ، وهى الضمان لاستمرار الديمقراطية السياسية ، الديمقراطية فى جوانبها القانونية و الاجرائية ، وهى ثورة مناط بها فى الدرجة الاولى العمل بقصدية عن طريق انشاء المعاهد المتخصصة فى الدراسات الاستراتيجية المختلفة من اجل التخطيط للاقتصاد و السياسة و التعليم و غيرها، و من اجل تحديث وسائل وادوات الانتاج فى اتجاه تحديث المجتمع المنتج وتطويره فى اتجاه ( راسمالية مستأنسه) ، "نموزج الدول الاسكندنافية"* ، يتم ذلك عن طريق تخطيط ومكننة الزراعة و التوسع الرأسى فيها ، انشاء الصناعات التحويلية المرتبطة بالزراعة من تعليب للخضر و الفواكه وعصر للزيوت وتعبئة المشروبات المختلفه ، استقرار الرعاة الرحل واقامة المزارع المختلطه فى مناطقهم ، العمل على التوسع فى مجال الصناعات التحويلية ،تجفيف الالبان ، الصناعات الجلدية ، تعليب اللحوم، وبقية المجالات الصناعية،اعادة تأهيل سكك حديد السودان وربط كل البلاد بشبكة الخطوط الحديديه و النقل،اعادة تأهيل شبكة النقل النهرى لغرض تفعيل التجارة مع دولة الجنوب، تشجيع الاستثمار وفق قوانين تحفظ مصالح الشعب و الدولة ، منع الرأسمالية الطفيلية من نهب مقدرات الدولة، تثبيت دعائم الحقوق الاساسية و المواطنه ،التوسع فى خدمات الكهربا و الماء للصناعة والزراعة ، توسيع التعليم التقنى ، العلاج و التعليم الاساس، ومن اهم قوى الثورة الديمقراطية بالاضافة للقطاعات الاخرى الفلاحين المهمشين الثائرين على سلطة الاسلاموطفييليين، الفلاحين الذين ادى خوضهم للنضال الشرس المسلح الى ادراكهم ان القيادات التقليدية الطائفية و زعماء شبه الاقطاع الذين كانوا يحظون بتايدهم فى الماضى لا ولن يعملوا لمصلحتهم ابدا ،ان اليسار الذى وقف طويلا متشككا وعاجزا عن فهم الثورة المسلحة فى الريف السودانى من ناحية و عمل على سجن طاقات ناشطيه و القوى الصديقة له وجماهير الحضر السودانى فى تحالفات ظلت تدور طوال الفترات الماضية فى فلك احزاب الزعماء الطائفيين و الاقطاعيين ، اصحاب المصلحة فى استمرار علاقات الانتاج القائمة من ناحيه اخرى ، ظل طوال الفتره الماضيه يقدم خدمات مجانية لقوى الثورة المضاده من الاسلاموطفيليين وغيرهم.
    مُصطلح ثورة عموما يعنى عملية تغيير جذرية شاملة تهدم ماكان قائماً من نُظم حُكم سياسية وعلاقات إقتصادية ومُسلمات أيدولوجية ووشائج إجتماعية ومرجعية ثقافية، وتستبدلها برؤي جديدة وأنساق جديدة
    أن المعنى المركزي للثورة ، عند كارل ماركس يتلخص في: هدم المجتمع القائم القديم و اسقاط البرجوازية و تحرير البروليتاريا
    لا يجمع علماء الاجتماع السياسى حول ماهية تعريف الثورة ، ذلك لانه لاتوجد احكاما مطلقه فى مجال العلوم الاجتماعيه، لكنهم يلتقون فى نقاط اساسية يمكن ان تشكل تعريفا اجماعيا للثورة وتلك النقاط هى : انها تغيير مفاجئ، سريع ، عميق الاثر فى الكيان الاجتماعى ، التغيير الذى يحطم استمرارية الاوضاع الراهنة فى المجتمع .
    عرف البروفسور "هاري ايكشتاين" الثورة في مقدمته عن الحرب الداخلية بأنها "محاولات التغيير بالعنف أو التهديد باستخدامه ضد سياسات في الحكم أو ضد حكام أو ضد منظمة". كما يوصف عالم الاجتماع "هربرت بلومر" الثورة بأنها تسعى لهدم و إعادة بناء وتنظيم النظام الاجتماعي كله من جديد. ويرى كارل مانهايم أن الثورة عمل واعى مقصود وإن كانت بعض عوامل هذا العمل الاجتماعي لاشعورية. ولذا فهو يؤكد أن الثورة تعني فيما تعنيه توقع حدوث تحطم في الكيان الاجتماعي القائم وفي التنظيم الاجتماعي الحادث القائم. باختصار فإن الثورة هى ردود أفعال الأفراد والجماعات على الأحوال الراهنة غير المرضيه في حياتهم الاجتماعية عامة، على أن تنتظم هذه الردود في عمليات السلوك الجمعي.
    هكذا نرى انه يصبح من الخلط المفاهيمى و التخبط الفكرى اطلاق مصطلح ثورة على الانتفاضات التى فشلت في إحداث تغيير حقيقي في بُنية المُجتمع الاجتماعية و البنية السياسية و فى مناهج تنميته، حتى وإن نجحت في إسقاط نظُم الحُكم السابقة لها وتغيير القيادات الحاكمة .
    جيل الستينات اليسارى ونستاليجيا اكتوبر:
    فى اعتقادى ان الارتباط الرومانسى الحالم بتجربة اكتوبر 1964 وتوصيفها غير الموضوعى بالثورة الشعبية يكمن فى الحالة النفسية للكثير من يساريى ستينات القرن الماضى الذين لا يفتقدون و يحنون لاكتوبر نفسها بل اعتقد ان اكتوبر فى العقل الباطنى لذاك الجيل ترمز لازهى فتراتهم من حيث المكانة الاجتماعية والوضع المادى والثقافى و الفكرى ، فهم يحنون لذاك الوقت عندما كانت الخرطوم باريس افريقيا وبها الكثير من عناصر الرفاه و التسلية، ( حكى لى أحدهم قائلا ان الطلبة السودانيين الذين كانوا يدرسون آن ذاك فى بريطانيا وبقية الدول الاوربيه شرقها وغربها ، كانوا يفضلون الاحتفال بمناسبة رأس السنة فى الخرطوم). تلك خرطوما كانت تقرأ ما تكتبه القاهرة وتطبعه بيروت، عندما كانت مرتبات افنديتها تضمن لهم حياة مرفهة. بحدوث انقلاب مايو 1969 ثم هجمته المتوحشه على الحزب الشيوعى دخل اليسار السودانى فى اسواء ظروف العمل الفكرى و التنظيمى ، حيث واجه نظام مايو القمعى التسلطى الدكتاتورى اليسار بالاغتيال على اعواد المشانق و رميا بالرصاص ، وبالاعتقالات و الارهاب.
    التطور النكوصى الرث و اكتوبر المفقود :
    من الملاحظ فى التاريخ السياسى و خاصة ابتدأ من انقلاب مايو 1969 ،( تطور القمع) ، تطور استخدام السلطات لاجهزةالقمع ، " الاجهزة الامنية و الجيش و الشرطة " فى قمع الحركة السياسة عموما و اليسار على وجه الخصوص فى الحضر السودانى ، وفى ازدياد اوار الحرب الاهلية فى الجنوب ، عندما نقول "تطور القمع " نعنى ان السلطات المتتالية كانت اشرس و اقبح من التى سبقتها، وان التدهور طال كل جوانب الحياة من خدمات صحية وتعليمية ، وتدهور الاقتصاد ، ونعنى بكل هذا ان تطور البلاد صار تطورا نكوصيا رثا، ذلك انه وبانقلاب الاسلامويين على السلطة فى يونيو 1989 ، وصل الحال الى درجة لا تطاق و لا يوجد لها مثيل فى المنطقه حولنا من حيث استخدام اجهزة قمع السلطة ضد المواطنين العزل ، استحداث ادوات قمع جديده ( مليشيا الدفاع الشعبى و المليشيات الاخرى )، اتساع دائرة القمع الذى وصل الى حد التصفيات الجماعية فى الجنوب اولا ، ثم جنوب كردفان ، ثم دارفور، واخيرا جنوب كردفان مرة اخرى و النيل الازرق.
    هذا التطور التدريجى " نحن هنا بالطبع نتحدث عن تطور سلبى فى شمال السودان" رافقه تطور إيجابى فى أليات المقاومة فى جنوب السودان ، حيث تطورت حركة المقاومة من انانيا 1 ، ثم انانيا 2 . بينما كانت حركتى انانيا 1 ، و 2 ، حركات قوميه جنوبيه تنادى بمطالب محدده للاقليم الجنوبى ، كان التطور النوعى التقدمى يتمثل فى نشأت الحركة الشعبية لتحرير السودان عام 1983 ، ولاول مرة نشأت حركة سياسية و عسكرية ببرنامج ثورى قومى متقدم لكل السودان فى الجنوب ، وضمت فى عضويتها على المستوى العملى مواطنيين من كل السودان ، هذا الاختلاف بين ضعف الحركة السياسية السودانية فى الشمال وتنازلاتها عن مبادئها مع تطور استخدام الدولة لاجهزة العنف بالاضافة لا ستخدام الدين ايضا كادة ارهاب فى الصراع السياسى ، وتطور الحركة السياسية و العسكرية فى جنوب السودان من جانب أخر بشكل مختلف مع تطور استخدام الدولة لاجهزة قمع الدولة يستدعى الوقوف عنده ، دراستة و البحث فى جوانبه .
    هكذا رافق بوضوح تطور عنف الدولة زيادة ضعف اليسار السودانى وتنازلاته عن كثير من المسائل التى كانت تعتبر مبدئية له
    هذا الضعف و التنازلات التدريجية ادت فى نظرنا الى مسألتين اساسيتين ، اولهما انفضاض جماهير الحضر من حوله رغم اكتمال شروط النهوض الجماهيرى ، وذلك لعدم ثقه الجماهير الحضر فى القوى السياسية المعارضه عموما ، ثانيا فيما نعتقد ادت ظروف التراجع المستمر لتمسك جيل الستينات بصورة انتفاضه اكتوبر و التى تعتبر افضل ماصنعته حركة اليسار فى تاريخ السودان " وهى بالفعل إنتفاضه كانت انجازا لا يشق له غبار فى وقتها"، وكان من الممكن ان تنتج حركة الجماهير تحت قيادة اليسار افضل منه لو كان تطورها يسير بصورة ايجابيه دون تنازلات طوال الفترة الماضيه ، لكن وبشعور جيل اكتوبر بعجزه عن الفعل الايجابى وعدم قدرته على حل مشاكل البلاد ، عمد الى الهروب الى جنة اكتوبر المفقوده و التى صارت يوتوبيا.
    هكذا نستطيع فهم وجود اكتوبر فى مخيله ذلك الجيل كاعلى حالات تصور المستقبل " عائد عائد يا اكتوبر" وارفع ما يمكن للحركه الجماهيريه تحقيقه ، هكذا وسط حالة التراجع و التخبط و العجز عن الفعل تختلط الاشياء مع اشتداد الامر وإدلهام الخطوب فيكون الهرب الى جنة اكتوبر المفقوده. والتى لم تحقق ما يكفى للشعب السودانى فى صورتها المنجزه ولن تحقق للشعب ما يستحقه فى اعادة انتاجها ودون التفكير فى ، مصلحة كل الشعب السودانى، و الظروف الموضوعية بكل تعقيداتها من تصفيات عرقيه و قتل جماعى يواجه بقوى مسلحة فى الريف اتحدت وهى تكبل النظام الفاشى الهزيمة تلو الهزيمة، قوى تتعامل بتفهم لظروف النضال فى الحضر ، وقد طرحت مشروع وثيقه للقوى السياسية فى حضر السودان من اجل التوافق حولها بعد تعديلها وتطويرها من قبل احزاب الاجماع الوطنى كى تكون البرنامج الذى يهتدى به الجميع فى الحضر و الريف ، والتنسيق من خلالها للعمل المشترك اثناء وبعد اسقاط النظام الفاشى.
    لماذا فشلت انتفاضه اكتوبر؟
    يُمكن إيجاز أسباب فشل إنتفاضة أكتوبر 1964، وعجزها عن إحداث تحول ديمقراطي حقيقي، في العوامل التالية:-
    طبيعة التركيبة الداخليه للاحزاب التقليدية الطائفية الكبيرة التي تولت زمام الحُكم بعد الهبة الشعبية، و التى لاتقوم على الديمقراطيه بل على التبعيه ،وفاقد الشئ لا يُعطيه ، إستهتار القيادات الطائفيه بجماهيرها و بالشعب السودانى وبالدولة السودانية المتمثل فى تسليم حزب الأُمة بزعامة رئيس الوزراء ووزير الدفاع عبد الله خليل، الحُكم للفريق عبود في عملية تسليم وتسلم لمجرد إحتمال سحب الثقة من حكومته ، هذا من ناحية ومن ناحية ثانية أرسل زعماء حزب الشعب الديمقراطي لحكومة عبود قبيل سقوطها عام 1964 ( مذكرة كرام المواطنين ) لمساندة الحكم العسكري، هذا وكى تكتمل الصورة لاننسى مُشاركة عناصر الحزبين الطائفيين الكبيرين في كافة الحكومات الشمولية.
    غياب أي رؤية حول الديمقراطيه الاجتماعيه فى ميثاق اكتوبر، عدم اهتمام الاحزاب السياسية بتضمين القضايا الحقيقية للمواطن السودانى فى انحاء السودان المختلفه فى ميثاق اكتوبر ، عدم وجود رؤية تنموية للأحزاب التي تولت الحُكم بعد ثورة أكتوبر، إذ لم يكُن لها برنامج واضح للتغيير والتنمية، حيث كان البقاء في الحُكم هو غاية مطلبها ، ولم تعرف الخطط الاقتصادية واضحة المعالم التى توضع بواسطة المتخصصين ، ولم تعمل بمنهجاً مُحدداً للتنمية، وقد اعتمدت الحكومات الحزبية على التجريب الذي ينجح حيناً ويفشل في غالب الأحيان، وفي هذا تتشابه جميع الأنظمة التي تعاقبت على حُكم السودان، عسكرية و مدنية ، وهذا الامر من عوامل التطور النكوصى الرث الذى غرقت فيه البلاد.
    شهدت فترة الستينات انتشار ظاهرة الإنقلابات العسكرية في الدول التي نالت إٍستقلالها حديثاً فى افريقيا و الشرق الاوسط، ولعل حكومة ما بعد أكتوبر 1964 بالسودان كانت هي الحكومة الديمقراطية الوحيدة في العالمين العربي والإفريقي.
    من اهم واوضح مظاهر نكسه انتفاضه اكتوبر هو فشلها فى تحقيق اهم القضايا التى طرحتها وهى حول الوحده الوطنية والاعتراف بحق الجنوبيين في حكم فيدرالي ، حيث عجزت القوى السياسية السودانية عن تفهم مطالب الجنوب العادلة وكانت النتيجة استمرار الحرب الاهلية.


    Quote:
    * بدأ بعد الثورة الصناعية –( الدول الاسكندنافية ) و ينادي بأهمية المساواة الاقتصادية الاجتماعية بين الأفراد في المجتمع ويعتبر المجتمع ملزما ومسؤولا تجاه الأفراد الذين يعيشون فيه ، هناك أهمية لتحقيق الحرية لكن يجب تدخل النظام بصورة واسعة في مجريات الأمور لضمان المساواة الاقتصادية الاجتماعية للأفراد ( المساواة في مجالات التعليم , الإسكان ، الصحة ، الدخل ، مستوى المعيشة .. )كذلك ينادي بتدخل السلطة بمؤسساتها لتطبيق المساواة الاقتصادية الاجتماعية يجب عدم الفصل بين المجال السياسي والاقتصادي الاجتماعي .( التدخّل لتقليص الفجوات الاجتماعية الاقتصادية للطبقات الضعيفة ) ،ان الحرية والمساواة السياسية لا يضمنان للمواطن الحرية الحقيقية والمساواة نصا وروحا .إنما المساواة في كافة المجالات الحياتية الاجتماعية والاقتصادية .فالمساواة بالمفهوم الجوهري تعني تقليص الفجوات الاجتماعية الاقتصادية لأنها تؤثر على الحياة السياسية،تعطي المواطن استقلالية وأمن لازمين للمشاركة السياسية – وليست المساواة السياسية والقضائية كافية لذلك .لذا هذا التوجه على استعداد للمس بحقوق وحريات الفرد لحد معين من أجل تقليص الفجوات التي من شأنها تحقيق تكافؤ فرص حقيقي لكل فرد في الدولة ليتطور ويحقق طموحاته . لا يكفي المساواة بالمفهوم الشكلي ( تعليم مجاني ) بل يجب توظيف الأموال من خزينة الدولة للطبقات الضعيفة هذا التدخل يمس بحريات وأملاك الأفراد الآخرين في الدولة ( ضرائب ).
                  

08-04-2013, 04:45 PM

عبدالغفار محمد سعيد
<aعبدالغفار محمد سعيد
تاريخ التسجيل: 04-17-2006
مجموع المشاركات: 10075

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف البن (Re: عبدالغفار محمد سعيد)

    **********
                  

08-04-2013, 04:56 PM

عبدالغفار محمد سعيد
<aعبدالغفار محمد سعيد
تاريخ التسجيل: 04-17-2006
مجموع المشاركات: 10075

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف البن (Re: عبدالغفار محمد سعيد)

    نشر بكل من جرائد الراكوبة و سودانايل بتاريخ 09/07/2013 ، وبجريدة حريات بتاريخ 12/07/2013
    الاحزاب السياسية السودانية: بين قصور الخيال السياسي و الضعف البنيوى وازمة التغيير (5 – 5 )
    جزء من ورقه تهدف لاستنطاق ومحاورة وفهم و معالجة بعض تعقيدات المسالة السياسية فى السودان.
    Quote: ازمة التغيير:
    حول العامل الذاتى فى حاضر ( الحضر) السودانى مقارنة مع واقع الانتفاضات العربية:
    قوى التغيير و وسائل التغيير:
    نبتدر حديثنا عن التغيير بتثبيت استحالة تحقق الراى القائل ان الحل الامثل للازمة السودانية يكمن فى مبادرة الرئيس وحزبه بمبادرة وطنية (مساومة تاريخية ) تضمن انتقال السلطة السلمى وبداية الفترة الانتقالية ، ذلك ان التجارب الدامية التى تشمل تحطيم الخدمة المدنية السودانية بغرض التمكين عن طريق الفصل الجماعى ، الإقتتال بين اجنحة التنظيم الاسلاموى فى سبيل السلطة ، التعذيب و القتل ،استخدام القبلية و العرق فى الصراع السياسى ، التصفية العرقية واستغلال الدين، القتل الجماعى ونهب البلاد والفساد الكبير اثبتت عدم اهلية و رغبة الرئيس وحزبه فى اخراج البلاد من ازمتها الخطيرة التى تهدد بتفتيت ماتبقى من السودان.
    يرتفع فى المنطقة العربية متوسط دخل الفرد كثيرا عنه فى السودان، عليه ينتشر استخدام التكنلوجيا عموما و الكمبيوتر والانترنت على وجه الخصوص بشكل كبير جدا مقارنة بالسودان.
    وفق التحولات التى اقتضتها العولمة والتى ساهمت التكنلوجيا فى ترسيخها ، ساهم الانترنت فى خلق انماط غير تقليديه من الجماعات ومن العلاقات الاجتماعية والتفاعلات التي لا ترتبط بهوية أو قومية بذاتها ولا ترتبط أيضا بإطار فيزيائى محدد المعالم والأبعاد ولكنها تتم عبر الفضاء المعلوماتي الذي تشكل بفضل الانترنت ، لا يشترط في تأسيس هذه الجماعات بيئة جغرافية واحدة أو هيكل أو بناء محدد لها كما هو متعارف في الجماعات التقليدية ولكن تتم العضوية في هذه المجتمعات من خلال معرفة العضو المتفاعل باستخدام تقنية العبور إلي الجماعة والاهتمامات المشتركه.
    استخدام الكمبيوتر والانترنت حرر كثير من الشباب العرب من عبودية الاعلام الرسمى واتاح لهم السباحة الحرة فى عالم كامل من الرأى الحر والمعلومات المتاحة من مختلف المصادر ، والمعارف المبذولة دون قيود السلطة السياسية المباشرة وقيود السلطات الاخرى غير المباشرة ، (هذا بغض النظر عن سؤال هل حققت الانتفاضات العربية اهدافها ام لا؟)، مما اتاح لهم تبادل الرأى ونشر الوعى بضرورة تغيير الانظمة القائمة ، وكان الانترنت من اهم وسائل تعبئة ، توحيد وتنظيم قوى التغيير الشبابيه، حيث إطلعت بعد ذلك بمهامها ففى تونس على سبيل المثال عندما كانت حكومة بن علي تحكم سيطرتها على كل وسائط و وسائل الإعلام، وعلى الاتصالات الإلكترونية وغيرها و عندما اندلعت احداث سيدى بوزيد منعت السلطة المراسلين من السفر إليها لتغطية الأحداث ، ولكن لان (الفيسبوك)، لم يكن يخضع لرقابة الدولة اثناء اندلاع التظاهرات ، استطاع الشباب التونسى ان يتصل مع بعضه البعض ويتبادل مقاطع فيديو وصور توثق للاحداث، ومن ثم استطاعوا من إرسال ونشر تداعيات احداث ثورتهم لكل العالم عن طريق مقاطع الفديو عبر (اليوتيوب) ، اما ( التيتور)، فقد استخدموه لنشر الاخبار المقتضبه المستجده لحظة حدوثها ، ولقد ساهمت الانتفاضات العربية فى تسهيل استيعاب مفهوم (ثورة الانترنت) ، والعولمة فى جانب ايجابى من جوانبها المتناقضة، عبر دروس فى الواقع اليومى ، حيث سجلت التكنلوجيا الحديثة فتوحات جديدة كانت مستعصية على التخيل ، كما جعلت كل السلطات المستبده اين ماوجدت ترتجف خوفا من مقبل الايام.
    الوضع فى السودان يختلف كثيرا جدا ، حيث يبلغ مستخدمى الانترنت اقل من 1 % ، وحتى داخل هذه النسبة الضئيلة من من تتوفر لهم امكانية استخدام الانترنت،لا يتوفر وعى كاف بخطورة الامكانات المتاحة لهم ، فمثلا معظم اساتذة الجامعات لا توفر لهم جامعاتهم خدمة الانترنت ، اما الذين تتوفر لهم الخدمة من اساتذة الجامعات لا يستخدم اغلبهم الإيميل ، دعك من المكتسبات الاخرى *1-
    عليه نستطيع القول ان تجربتنا تختلف فى السودان وعلينا التفكير فى ادوات ووسائل تناسب واقعنا.
    أولا قوى التغيير:
    قيادات الاحزاب الطائفية التقليدية ، ترجح التحالف مع النظام "وتعطى احيانا مؤشرات وكانها مع اسقاط النظام وذلك ارضاء لقواعدها من الشباب الراغب فى اسقاط النظام" ، وعلى الرغم من ان شباب هذين الحزبين الكبيرين والذين لا شك ابدا فى وطنيتهم واستعدادهم للبذل و جاهزيتهم للصراع ، فهم ما انفكوا يضغطون بشدة على قيادتى حزبيهم من اجل ان تحسم قيادة حزيبهما امرها تجاه هذا الامر ، ( المزكرات التى ارفعت قبل فترة لقيادتى الحزبين من عضوية شابه) ، الا ان قيادتى حزب الامة والاتحادى لا تذال تناور تجاه هذا الأمر الجوهرى ، وربما تفضل هذه القيادات صفقة مع النظام على المشاركة فى معركة التغيير، لكن يمكننا القول ان هناك تيار رئيسى داخل الحزبين الكبيرين يقف مع اسقاط النظام.
    القوى الصاعدة:
    حركة قرفنا، حركة شباب للتغيير(شرارة)، ومنتدى شروق وغيرهم من المجموعات الشبابية
    هذه المجموعات الشبابية و خاصة مجموعة قرفنا قد سجلت ابتداء من عام 2010 اساليب جديده فى منازلة النظام ومقاومته، حيث خاطبت الجماهير فى الاسواق والاماكن العامة وشاركت فى معظم التظاهرات التى خرجت ضد النظام وهى تنظيمات ليس لها هياكل تنظيمية كتلك التى للاحزاب ، هذه التنظيمات تجتزب حتى الشباب الذين ينضوون تحت عضوية الاحزاب التقليدية واليسارية، تتميز هذه التنظيمات بسرعة التنسيق ( الموبايل)، استوعبت السلطة خطورة هذه التنظيمات فتعاملت مع عضويتها بعنف شديد وقسوة متناهية لحد اغتصاب بعض الناشطات، تتعامل بعض عضوية هذه التنظيمات مع الانترنت ، ولكن لمحدودية عدد الشباب الذين تتوفر لديهم الخدمة فان تاثير الانترنت لن يكون كبيرا فى التنظيم و التعبئة والتحرك، لكن للموبايل دور مؤثر نسبة لانتشاره. سيكون لهذه المجموعات دور كبير فى صناعة التغيير القادم.
    دور الاجماع الوطنى فى التغيير:
    نرى انه على قوى الاجماع الوطنى الخروج من دائرة العمل داخل دورها، الساحات و الميادين العامة اقرب الى وجدان الناس من دور الاحزاب ، عليهم الوصول للناس فى احيائهم وحواريهم وازقتهم ، من هناك يمكن كسب ثقة الناس واقناعهم بالانضمام الى الصفوف المقاومة و بضرورة تكوين" لجان التنسيق الشعبيه " بمهامها المختلفة .
    بين الشباب الثائر واحزاب الاجماع الوطنى - اهم دروس انتفاضة يونيو 2012 :
    فى الظروف الطبيعية للشعوب و الدول، تتبادل الاجيال خبرة العمل السياسى والتنظيمى و المدنى حيث تتعلم وتكتسب الاجيال الجديدة خبرات الاجيال القديمة وتطورها فى سيرورة النضال ضد السلطة ومقاومة ادوات حمايتها لنفسها ، ثم تظهر قيادات الثورة من بين القيادات الموهوبة الشابة ، الأمر الذى كان يؤدى فى تدرج منطقى ومعقول لصناعة ادوات التغيير فى زمن اقل وحشد جماهير الشعب من خلال منظماته المدنية البديلة لتلك التى شلتها الدولة فتتحقق صيرورة الجديد وتلتحم بحركة القوى الثورية الثائرة المقاومة فى الريف لتصنع مستقبل البلاد.
    نشأ شباب الحضر الناشط الحالى فى ظروف قطيعة قسرية مع الاجيال الناشطه قبله فى مجالات السياسة والثقافة سببه الهجرة التى لم يسبق لها مثيل و التى شملت الكثير من القيادات السياسية الوسطية الناشطة الذين تم فصلهم من العمل وتشريدهم وتعذيبهم، كما شمل الناشطين فى المجال الثقافى ، تلك الهجرة التى حدثت بعد انقلاب يونيو 1989 ، وظروف تراجع كبير لليسار، وتطور نكوصى مخيف فى كل اوجه حياة المجتمع السودانى ، والذى ارهقه واعاد صياغته الاسلامويين على اساس تزييف وعى متعلميه ونشر الخرفات الغيبية ،مستخدمين كل وسائل الاعلام الحكومية المتاحة، ناشرين الكاذيب والاوهام والخرافات ابتدأ من قتال القرود إلى جانبهم فى حربهم الفاشية ضد الجنوب السودانى و مرورا برائحة دم قتلاهم التى تفوح مسكا ....الخ
    فى كثير من الاحوال سمعنا وقرأنا عن تذمر الشباب الثائر من تقاعس الاحزاب السياسية فى العمل الى جانبهم من اجل التجهيز و الاعداد للثورة ، حدث هذا خاصة اثناء وبعد انتفاضة يونيو الماضى 2012 ، هذا التذمر يشمل حتى الشباب الحزبيين انفسهم حيث
    تكمن الازمة الحقيقية فى محدودية قدرة الاحزاب نتيجة لضعفها التنظيمى و رثاثة خطابها السياسى وعجزه عن استنهاض الجماهير فى الفترة الماضيه ، وبالتالى غربتها عن جماهيرها (هى) اولا ومن ثم جماهير الشعب السودانى ، وعدم وضوح رؤيتها وترددها الغريب وتقاعسها الغير مفهوم عن الفعل الثورى، اذا على الشباب الحزبى التمعن ودراسة هذا الأمر ، عدم التخلى عن مؤسساته الحزبية بل الضغط عليها فى اتجاه تفعيلها، لتأخذ موقعها فى النضال ، وموقعها على خارطة الفعل ، من جهة و التنثيق مع الشباب غير الحزبى عن طريق المنظمات الشبابية فى اتجاه التغيير.
    عرف الشارع السودانى خلال السنوات الماضية وللاسف الشباب فقط وهم اقرب لنفسيته من القيادات الحزبية غير الفاعلة.
    على القيادات السياسية لقوى الاجماع الوطنى التغلب على ضعف منظاماتهم ونفض الوهن عن كاهلها، ومراجعة خطاباتها وتجويد ادواتها فإن خبرة القيادات فى العمل السياسى و التنظيمى مهمة جدا ومفيدة للغاية، وان الثورة تقتضى توحد الصفوف وتراصها ومن اجل التغيير لا مناص ولا طريق و لا حل سوى بإصطفاف كل القوى المخلصة الساعية للتغيير وتحالفها من اجل اسقاط هذا النظام ، واعادة بناء الدولة والانسان.
    من اسباب هزيمة انتفاضة يونيو 2012 :
    احد اسباب هزيمة انتفاضة يونيو 2012 ، الشبابية هو عدم تمتع الشباب بقدرات تنظيمية كافية وافتقار حراكهم لاحد ابجديات العمل السياسى الا وهو التأمين السياسى ، حيث كانوا يقيمون بعض وقفاتهم الاحتجاجية أمام مبانى جهاز الامن ، ولم تكن لهم كوادر احتياط غير مكشوفه كى تقوم بمهام الصلة والاتصال بين التجمعات الشبابية المختلفه وغير ذلك من المهام ، حيث استطاعت الاجهزة الامنية اعتقال كوادرهم الاساسية النشطة فاصابهم ذلك بالشلل والاحباط الامر الذى يفسر انحسار حراكهم طوال الفترة الماضيه.
    ايضا من اسباب فشل انتفاضة يونيو 2012 هو عدم دخول حركة قرفنا فى تحالف "ائتلاف شباب ثورة يونيو" والذى اعلن عن نفسه ببيان صدر فى 25 يونيو 2012 ، نرى ان هناك اهمية قصوى للتنسيق بين جميع الحركات الشبابية بما فيها شباب الحركات المسلحة .
    ايضا نستطيع القول ان احد اسباب فشل الانتفاضه هو عدم التنسيق بين الحركات الشبابية و شباب الحركات المسلحة
    ما العمل ، كيف نساعد الشباب ... ومن ما نبدأ... وماهى شروط انتصار الثورة ؟

    على الجميع التفكير فى كيفية المساعدة فى اعداد قيادات وتدريبها من بين الكوادر الصلبة من الشباب
    يمكننا باستخدام الامكانات التكنلوجية الهائلة التى وفرها لنا التطور التقنى فى العالم ، العمل على تعويض بعض الجوانب المهمة مثلا:
    - يمكن المساعدة فى جوانب تطوير العمل السياسى و الفكرى و التنظيمى عن طريق نقل الخبرات للشباب بتوفير القنوات المناسبة لذلك ، استخدام التكنلوجيا المتمثلة فى الادوات والوسائط التقنية، التفكير فى كل الجوانب التى يمكن ان تسهم فى تطوير الحركة و الحراك.
    - يمكن لتجمعات السودانيين فى الخارج دعم حركة الشباب بالتبرعات المالية.

    لماذا توقفت حركة قرفنا عن استخدام هذه الاداة النضالية الفعالة ؟

    الشباب يمكنهم الابداع بابتكار وسائل وادوات نضال تناسب الواقع السودانى والظروف التى يعيشونها فى الداخل ، غير مفهوم لماذا اوقفت مجموعة قرفنا طريقة عملها الجماهيرى المميز والفاعل المتمثل فى المخاطبة الجماهيرية المباشرة.
    لقد اكسبت المخاطبات المفتوحة فى سياق الحراك الجريئ من خلال التمرد على السلطة الفاشية والسعى للتغيير ، حركة قرفنا زخما وتأييدا جماهيريا كبيرا وهو الذى جعل حركة قرفنا تشتهر وتكسب احترام الشعب السودانى ، فى نفس الوقت اخافت المخاطبات المفتوحة السلطة كثيرا وجعلتها ترتجف وذلك يفسر ردات فعلها العنيفة ضد الناشطات والناشطين.
    الجماهير تلتف حول الثورى المبادر الانشط والاخلص العامل في صفوفها ، إنها تلتف حول هؤلاء الاشد حرصا وتضحية ومثابرة في النضال من اجل تحقيق اهدافها. ثقة الجماهير هي التي تجتذبها الى الثوريين المبادرين وليس العكس. فلا تنقاد الجماهير لقيادة شخص اعتبارا لايدلوجيته او اصله العرقى او موقعه الاجتماعى ، او عمره وانما تضع الجماهير ثقتها فى الثورى لانه المبادر في النضال الملتحم بصفوفها ومن اجل تحقيق مصالحها واهدافها الانية والبعيدة.

    قد يقول قائل ان كلفة هذه الوسيلة كبيرة مقارنة بالوسائل الاخرى ، حيث ستعمل السلطة على اعتقال الناشطات/ين وتعذيبهم ، لكن الإجابة انه للأسف لايوجد عمل ثورى دون كلفه، والمردود الإيجابى لهذه الاداة النضالية يستدعى اعمال النظر و التفكير فى اعادة استخدامها وستكون فاعليتها كبيرة ومردوها عظيم اذا تم استخدامها من كل التنظيمات الشبابية.
    كل التنظيمات الشبابية مدعوة لاستخدام المخاطبات المفتوحة ، عليهم التفكير فى مدى ثورية ونجاعة وفوائد المخاطبات المفتوحة فى الاسواق ومواقف الباصات ومناطق التجمعات الكبيرة ، اذا حدث هذا سيأتى يوم ليس ببعيد حيث ستحمى جماهير الشعب الناشطين من بطش اجهزة الدولة وتضمن خروجهم الآمن من تلك المواقع ، وبذلك يسير تطور الثورة الى الامام كثيرا حيث تصير الجماهير نفسها مشاركة فى الفعل الثورى، يلى ذلك تصدى الجماهير للفعل الثورى والخروج الكامل.
    ان جماهير شعبنا ستستمع للتنظيمات التى تجدها بجانبها وتتعرف عليها من خلال المخاطبات التى تخاطب هموم الشعب وقضاياه
    وعندها تستطيع التنظيمات الشبابية مخاطبة الناس فى ثقة مطالبة لهم بالخروج فيلبون النداء ويلتحمون مع الشباب فى التظاهرات والاحتجاجت ومختلف المناسبات.
    بين قوى الريف و احزاب الحضر:
    كوابح التغيير:
    من اهم شروط الاستعداد والتجهيذ للتغيير الاتفاق على صيغ سياسية وقانونية تعالج فترة مابعد اسقاط النظام الحالى ذلك من اجل التمهيد لاكتمال شرط اصطفاف القوى السياسية السلمية منها و المسلحة ، المنظمات الشبابية و المنظمات النسوية ، منظمات المجتمع المدنى عموما ، الشئ الذى يحاول مشروع وثيقة الفجر الجديد القيام به منذ ياناير الماضى. على اساس انه لابد من منصة مشتركة تستند عليها قوى التغيير وتتفق حولها على التغيير وعلى الفترة الانتقالية ومهام ما بعد التغيير.
    المخاوف المتبادلة : الريف و الحضر:
    تحمل قوى الريف وجماهيره مخاوف تجاه قوى الحضر ، وتحمل قوى الحضر وجماهيرها مثلها تجاه قوى الريف، من تخوفات قوى الريف مثلا التجربة التاريخية للجنوب القديم مع الدولة المركزية والتى تميزت بعدم وفاء احزاب الحضر بالمواثيق والعهود.
    احد المآخذ الاساسية هى ان عدم قيام قوى الحضر ( احزاب الاجماع الوطنى) بجهود واضحه من اجل استنهاض الشارع ، تنظيمه وتحريضه واستنفاره ، سببه ان قوى الحضر لا ترغب فى المساهمة بنصيب فى دفع فواتير التغيير.
    بينما يرى البعض ان الاسترخاء الذى ينعم به الوسط فى الحضر سببه ان قوى الحضر لا تهتم بمعاناة اهل الريف الذين تعمل فيهم السلطة تقتيلا وتشريدا وابادة واغتصابا.
    يفكر البعض فى ان قوى الحضر لا تختلف كثيرا على المستوى الاستراتيجى فى مصادر تفكيرها عن النظام الاسلاموى الحاكم.
    يتخوف الكثيرين من ان قوى الحضر قد تعمل بعد تغيير النظام على اعادة انتاج الازمة القديمة وذلك عن طريق خنق تطلعات الريف عبر نظام مركزى صارم و ظالم.
    بعض مخاوف وهواجس قوى الحضر وجماهيره من قوى الريف المسلحة:
    اهم التخوفات واولها هى ان السلاح الذى بيد ثوار الريف ربما يغريهم بالاستيلاء على السلطة فى البلاد بقوة ذلك السلاح وبدعوى انهم من اسهموا بالقدح الاعلى فى اسقاط النظام ، عندها تكون البلاد قد استبدلت بندقية ببتدفية اخرى ، دكتاتورية بدكتاتورية اخرى ، شمولية بشمولية اخرى ، وهم يستعرضون من اجل توضيح وجهة نظرهم التجارب التاريخية العالمية التى تؤكد امكان حدوث ذلك.
    احد التخوفات الرئيسية و التى ترددها الاوساط الشعبية فى " مدن " الحضر والتى تاثرت بالترديد اليومى المتكرر "لبربقنده" الاعلام الرسمى عن عنصرية الحركات المسلحة " وان الحركات المسلحة سترتكب القتل والاغتصاب على الهوية اذا هى دخلت الخرطوم .
    احد اهم المخاوف هو انه و نسبة لهشاشة الدولة السُّودانية، مع وجود القوَّات المسلحة السُّودانية كقوة وحيدة متماسكة، فان اسقاط النظام بالقوة ، " النظام المتماهى مع الدولة باختطاف وظائفها، سيؤدى لانهيار الدولة السُّودانية نفسها. فحتى التجانس الإثنى واللغوى والدينى لم يعصم الصومال من السقوط فى عالم الدول.
    احد المخاوف المنتشرة هو امكان انتشار الفوضى و إنهيار الدولة المركزية تحت وقع الصراع المسلح بين الفصائل المختلفه اثناء وبعد اسقاط النظام ودخول البلاد فى فوضى عارمة تحاكى الصوملة.
    عندما تبنى القوى السلمى منها و المسلح منصة الانطلاق ، وتتوافق على الصيغ القانونية والسياسية للمرحلة الانتقالية تكون قد وضعت القواعد الاساسية للعمل المشترك ، الامر الذى سيقود للثقه المتبادلة بين القوى السياسية المدنية و الثورية المسلحة.
    على قوى التغيير ادراك حقيقة ان الظروف الدقيقة فى تاريخ الثورات تتفرد دائما بتمايز الصفوف ، الإصطفاف واعادة الاصطفاف ، حيث تتحرك القوى المختلفة حسب مصالحها ، لذلك فان العمل الثورى سوف يتطور وفق مصالح القوى ، لكن تظل القوى الثورية الواضحة الرؤى فى الموقع الطليعى من الثورة والتغيير.
    فى هذه المرحلة الحرجه من عمر البلاد لابد من ان تحدد الجبهة الثورية وقوى الاجماع آليات بعينها للتحاور و التعاون والتفاهم فى ظل تعدد ادوات التغيير .
    من المهم إعادة تنظيمات الجبهة الثورية النظر في مفهوم “التهميش” بهدف تجاوز التعريف الضيِّق له على أساس العرق أو الإثنيَّة، الذي يتجاهل الطبيعة المعقدة للمفهوم ومضامينه الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والثقافيَّة، وبالتالي يستبعد الفئات المُهمَّشة الأخرى، بما في ذلك العمَّال والمزارعين والمستأجرين الزراعيين والرعاة و المعلمين ، و عموما كل فقراء الحضر.

    قضايا مابعد اسقاط النظام - قبل البداية العملية للمرحلة الانتقالية:
    مهد مشروع وثيقة الفجر الجديد مقترحا مشروعا متكاملا لقضايا مابعد اسقاط النظام فى اتجاه التغيير ، عالج مشروع وثيقة الفجر الجديد الجوانب القانونية و الاجرائية للفترة الانتقالية ، نرى انه تحوطا لعدم حدوث فراغ سياسى على القوى السودانية فى الجبهة الثورية و الاجماع الوطنى و القوى الشبابية و النسائية و المجتمع المدنى ، عليهم الاتفاق على انشاء حكومة منفى أو (مجلس وطنى) " او جسم باى اسم اخر " يتابع التأسيس لمرحلة اسقاط النظام ويكون فى حالة انعقاد مستقر لمعالجة كل القضايا التى ستطرى ابان هذه المرحلة حتى لا تحدث مفاجاءات غير ساره ، ثم حتى يتم التوقى من حدوث اى فراغ سياسى ، ثم للتوافق حول قضايا المرحلة الانتقالية الاجرائية العملية المتفق عليها نظريا فى وثيقة الفجر الجديد ( فى حال اتفاق الجميع عليها).
    تفتقر القوى السودانية السلمى منها و المسلح الى الحساسية و الرؤية الواضحة تجاه موضوع اهمية الاعلام فى معركة التغيير ، الامر الذى يجعل الاهتمام بالعمل على انشاء (ردايو) مثلا ، "يعالج مهام الاعلام الثورى و يفند بربقنده السلطة واكاذيبها ، ويحرر عقول المواطنيين من محاولات السلطة الدؤوبه لتذييف وعيهم ، يكون مصدرا للمعلومات عن الحراك وتطوراته ، يعمل على ازالة المخاوف المتبادلة بين مواطنى الريف و الحضر ويرسى التفاهم و التعاضد والتعاون على التمسك بالدولة الواحدة ، والتخطيط لبنائها ورفعتها وخير اهلها فى المستقبل" ، غير ذى اهمية ولا يتصدر اجندة القوى السودانية المختلفه.
    بإيجاز شديد : قوى الثورة المضاده:
    نتوقع ان تكون المجموعة الاسلاموية التى تطلق على نفسها (سائحون)، فى الطريق لاعداد نفسها كبديل للمؤتمر الوطنى من ناحية وكفصيل اسلاموى سيقاتل من اجل ان لاتذهب السلطة بعيدا عن الاسلامويين ، يمهد لذلك شعبيا بإدعاء العفة وعدم الرضاء عن الفساد النتن الذى يشمل كل رموز السلطة ومؤسساتها ، وبعدائه للمؤتمر الوطنى واختلافه معه من ناحية ، من ناحية اخرى سيقوم بتنظيم صفوفه ومن تبقى من الاسلامويين وتجنيد شباب جدد فى صفوفه كى يقود الثورة المضاده ، وهناك منظمات اخرى من المتوقع ان تكون رصيد جاهزا للثورة المضاده منها الجماعة الوثيقة الصلة بالسلطة و التى تطلق على نفسها اسم جبهة الدستور الإسلامي.


    Quote:
    *1 - لهذا بالضرورة مدلولات عميقة سالبة تستدعى كثير من الاسئلة حول الاتصال اليومى بين الاساتذه بعضهم البعض والاساتذة واداراتهم المباشرة وغير المباشرة ، سنتقاضى هنا عن اسئلة بخصوص عملية البحث العلمى واتصال الاساتذة بطلبتهم الباحثين ، ولان هذا ليس موضوع بحثنا هنا فسندع لغيرنا سبر اغوار الموضوع.



    مراجع:

    بروفسور / محمد عمر بشير : تاريخ الحركة الوطنتية فى السودان 1900 – 1969 – طبع عام 1980
    أبيل ألير : جنوب السودان – التمادى فى نقض المواثيق و العهود – الطبعة الاولى 1992
    د. منصور خالد : النخبة السودانية وادمان الفشل – الجزء الاول – دارالامين للنشر - 1993
    محمد احمد محجوب : الديمقراطية فى الميزان - جامعة دمشق - كلية اداب 1989
    هانى رسلان : حق تقرير المصير لجنوب السودان .. جدلية المسار والتداعيات ، الاهرام- مركزالدراسات السياسية والاستراتيجية العدد رقم 138، ابريل 2004
    د. عمر القراي : أزمة المعارضة !!
    د. حاتم الكعبي : في علم اجتماع الثورة ، 1959
    مهدى اسماعيل مهدى عثمان : فشل تجارب الإنتقال الديمقراطي في السودان- أكتوبر 1964 و أبريل 1985
    وليد رشاد زكى : المجتمع الافتراضي. نحو مقاربة للمفهوم ، ابريل 2009
    بابكر عباس الامين ، في ذكري ثورة اكتوبر السودانية
    د. الواثق كمير: الكُرَةُ في مَلْعَبِ الرَّئيس: تفكُّك الدَّولة السُّودانية: السِّيناريو الأكثر تَرجيحاً
    حسين احمد حسين : حيثيات الواقع الاقتصادى – الإجتماعى فى السودان وآفاق التغيير السياسى
    سمية قادري ومحمد المهدي شنين : بحث: سوسيولوجيا الثورة
    د. الواثق كمير : نحو بناء دولة المواطنة السودانية: إسقاط النظام أم ... صناعة البديل؟
    عبدالغفار محمد سعيد: أوان التغيير - ثورة الريف انطلقت ...أين سياسيى وثوار الحضر؟
                  

08-04-2013, 08:49 PM

Khalid Kodi
<aKhalid Kodi
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 12477

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف البن (Re: عبدالغفار محمد سعيد)

    الرفيق عبد الغفار،
    هذا بوست ممتاز ..... سيبفى فى الكتاب.

    ودى

    .
                  

08-05-2013, 00:22 AM

عبدالغفار محمد سعيد
<aعبدالغفار محمد سعيد
تاريخ التسجيل: 04-17-2006
مجموع المشاركات: 10075

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف البن (Re: Khalid Kodi)

    سلام يارفيق خالد

    كنت اظن بانه سيحظى بالقراءة و النقاش

    لكن .......................... يبدو ان الناس هنا صارت لا تطيق

    القراءة التى تحتاج مجهود
                  

08-05-2013, 02:18 AM

Khalid Kodi
<aKhalid Kodi
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 12477

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف البن (Re: عبدالغفار محمد سعيد)

    إنه الخوف من مواجهة الواقع يارفيق !

    أتمنى ان تشتغل علي الورقة مع مادة بوست يوميات الثورة ... فكلاهما يشكلان ماده توثيق وتحليل بديلتان.

    تحياتى .
                  

08-05-2013, 06:56 PM

عبدالغفار محمد سعيد
<aعبدالغفار محمد سعيد
تاريخ التسجيل: 04-17-2006
مجموع المشاركات: 10075

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف البن (Re: Khalid Kodi)

    شكرا خالد

    دى فكرة معقوله
                  

08-06-2013, 03:54 PM

عبدالغفار محمد سعيد
<aعبدالغفار محمد سعيد
تاريخ التسجيل: 04-17-2006
مجموع المشاركات: 10075

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف البن (Re: عبدالغفار محمد سعيد)

    Quote: ازمة التغيير:
    حول العامل الذاتى فى حاضر ( الحضر) السودانى مقارنة مع واقع الانتفاضات العربية:

    قوى التغيير و وسائل التغيير:


    نبتدر حديثنا عن التغيير بتثبيت استحالة تحقق الراى القائل ان الحل الامثل للازمة السودانية يكمن فى مبادرة الرئيس وحزبه بمبادرة وطنية (مساومة تاريخية ) تضمن انتقال السلطة السلمى وبداية الفترة الانتقالية ، ذلك ان التجارب الدامية التى تشمل تحطيم الخدمة المدنية السودانية بغرض التمكين عن طريق الفصل الجماعى ، الإقتتال بين اجنحة التنظيم الاسلاموى فى سبيل السلطة ، التعذيب و القتل ،استخدام القبلية و العرق فى الصراع السياسى ، التصفية العرقية واستغلال الدين، القتل الجماعى ونهب البلاد والفساد الكبير اثبتت عدم اهلية و رغبة الرئيس وحزبه فى اخراج البلاد من ازمتها الخطيرة التى تهدد بتفتيت ماتبقى من السودان.
                  

08-11-2013, 02:45 PM

Khalid Kodi
<aKhalid Kodi
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 12477

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف البن (Re: عبدالغفار محمد سعيد)

    ****
                  

08-11-2013, 05:10 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف البن (Re: Khalid Kodi)

    عبدالغفار
    تحياتي موضوع مهم وغياب الديمقراطية عن الاحزاب جعل عضويتها غير مهتمه

    ولا يهمها الامر لان عضو الحزب رجل او امراة اقصي حد يصله هو نائب \ه رئيس/ه

    اتمني حوار حول الازمة
    وكيفية العلاج كل الاحزاب شريكه في المرض
                  

08-12-2013, 06:39 PM

عبدالغفار محمد سعيد
<aعبدالغفار محمد سعيد
تاريخ التسجيل: 04-17-2006
مجموع المشاركات: 10075

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف البن (Re: Sabri Elshareef)

    Quote: عبدالغفار
    تحياتي موضوع مهم وغياب الديمقراطية عن الاحزاب جعل عضويتها غير مهتمه

    ولا يهمها الامر لان عضو الحزب رجل او امراة اقصي حد يصله هو نائب \ه رئيس/ه

    اتمني حوار حول الازمة
    وكيفية العلاج كل الاحزاب شريكه في المرض


    شكرا صبرى
    كنت اتوقع حوارا ساخنا يغنى جوانب الموضوع
    الحقيقة انا كنت محتاج للحوار عشان اتعلم منه فى اطار المثاقفه
    وعشان يفتح عينى على الامور الغايبه على
    وعشان بى صوره عامه يكون جزء من اسهام المهمومين نحو القضايا المطروحه ومطروقه
                  

08-13-2013, 12:42 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف البن (Re: عبدالغفار محمد سعيد)

    يرفع للأهمية ؛ حتى رجعة قريبة ..
                  

08-13-2013, 10:29 PM

Khalid Kodi
<aKhalid Kodi
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 12477

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف البن (Re: Abdel Aati)

    الاخ عبد الغفار ،
    تحياتى :

    الجزء أدناه وماأسست عليه :

    (حول مصطلح الثورة
    يصر عدد كبير من الناشطين السياسسين على تسمية انتفاضه اكتوبر بالثورة ، خاصة اليساريين من جيل اكتوبر اولئك الذين ساهموا فى صناعتها او عايشوا احداثها ، وعلى الرغم من حرص اليساريين السودانيين على ضبط المصطلحات و الالتزام بمدلولاتها مقارنة بغيرهم من القوى ، لكنهم يتعاملون بعدم واقعية غريبة ،مع موضوع اكتوبر حيث يغيب عليهم ان مصطلح ثورة هو الانتاج المعرفى و التحليلى لمفهوم ثورة ، والمفاهيم توجد فى حقل الفكر ، وللماركسية مثلا تصور واضح لمفهوم الثورة فكيف اذا حدث هذا الخلط؟)

    أعتقد ان أزمة المؤرخين فى السودان أنهم يروا ويروا التاريخ من مرجعية واحدة فقط.. وهى مرجعية المؤرخ والصانع للحدث او الحراك .. الذى من الشمال النيلى فقط !

    حتى انظر الى نسبة من رجعت لهم فى الورقة التى قدمت فى هذا البوست !

    تجدنى ارى فى بوست يوميات الثورة السودانية قيمة كبيرة لأنه عمد على سرد الاحداث التى تبنى التاريخ والتى ليس من الضرروره صادرة عن من هم من الشمال النيلى وحسب .

    أكتوبر - ثورة بمقاييس من عبرت عنهم - من عبرت عن مشكلاته وغاياته وهم صفوة الشماليين - حققت أكتوبر مكاسب سياسية فى الحريات وهى طموح (ثوار ) الشمال النيلى حينها وعلى حسب قدراتهم ... بالنسبة لمن نسمى اليوم ب (المهمشين- الهامش) لا تعنى اكتوبر شيئا لهم ، فهى لم تعبر لاعن إحتياجاتهم ولاعن غاياتهم.

    أعتقد فى مشروع تحقيقك ان تكتب عن خطين متوازيين من التاريخ ومن صنع التاريخ والرؤى للمستقبل - قد يتقاطعا هنا وهناك .. .. أوكى ..

    أراك تحدثت عن حركات انانيا 1 و2 .. يجبا ان يتم إعتماد هذا كمصدر اساسى لصنع تاريخ السودان الحديث- لمن يعبر عنهم هذا التاريخ ولاشنو؟

    .. ايضا يجب إعتماد وثائق تنظيم الكومالو وحراكهم الفكرى والسياسى كجزء اصيل وأساسى فى بنية تاريخنا الحديث ... لمن يعبر عنهم هذا التاريخ .. لأن الذى يجرى اليوم من غايات ومطالب فى يتداخل مع غايات الكومالو .. وغيره طبعا ..
    ويجب إعتماد مئات الشهادات الحية من أبناء وبنات النوبه التى يحكوا فيها تجاربهم-/ هن وتجارب مجتمعاتهم ويعبروا فيها عن مطالبهم واحالمهم والطريق لتحقيق هذه المطالب كجزء اصيل وأساسى من كتابة التاريخ ...

    هذه الشهادات تمثل تاريخ موازى لمن صنع إكتوبر / ابريل .. والمؤسف أن معظم المؤرخين والسياسيين والمثقفين لايروا فى السودان وتاريخه سوى الرواية التى هى شمالية المنطلقات وشمالية الغايات ويريدوا ان يعتمدوها كتاريخ للسودان برمته .. وهنا السطحية!

    للسودان او فى السودان أكثر من روايه ....

    مع ودى.
                  

08-16-2013, 11:01 AM

عبدالغفار محمد سعيد
<aعبدالغفار محمد سعيد
تاريخ التسجيل: 04-17-2006
مجموع المشاركات: 10075

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف البن (Re: Khalid Kodi)

    Quote: أعتقد فى مشروع تحقيقك ان تكتب عن خطين متوازيين من التاريخ ومن صنع التاريخ والرؤى للمستقبل - قد يتقاطعا هنا وهناك .. .. أوكى ..

    أراك تحدثت عن حركات انانيا 1 و2 .. يجبا ان يتم إعتماد هذا كمصدر اساسى لصنع تاريخ السودان الحديث- لمن يعبر عنهم هذا التاريخ ولاشنو؟

    .. ايضا يجب إعتماد وثائق تنظيم الكومالو وحراكهم الفكرى والسياسى كجزء اصيل وأساسى فى بنية تاريخنا الحديث ... لمن يعبر عنهم هذا التاريخ .. لأن الذى يجرى اليوم من غايات ومطالب فى يتداخل مع غايات الكومالو .. وغيره طبعا ..
    ويجب إعتماد مئات الشهادات الحية من أبناء وبنات النوبه التى يحكوا فيها تجاربهم-/ هن وتجارب مجتمعاتهم ويعبروا فيها عن مطالبهم واحالمهم والطريق لتحقيق هذه المطالب كجزء اصيل وأساسى من كتابة التاريخ ...

    هذه الشهادات تمثل تاريخ موازى لمن صنع إكتوبر / ابريل .. والمؤسف أن معظم المؤرخين والسياسيين والمثقفين لايروا فى السودان وتاريخه سوى الرواية التى هى شمالية المنطلقات وشمالية الغايات ويريدوا ان يعتمدوها كتاريخ للسودان برمته .. وهنا السطحية!

    للسودان او فى السودان أكثر من روايه ....


    سلام يا رفيق خالد
    الكلام ده فعلا مهم
    مؤكد حاستفيد منه
                  

08-31-2013, 03:14 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف البن (Re: Sabri Elshareef)

    *****
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de