فيديو خطير .. حسن نصر الله أعلنها من زماان..مباشرة مع الولي الفقيه!

Quote: وصف حزب الله بقلم - جهاد فاضل: يجزم فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبناني السابق في تصريح أدلى به في مؤتمر رجال المال والأعمال الذي انعقد حديثًا في قرية قرب البحر الميت بأن حزب الله ليس "حزبًا لبنانيًّا" وإنما هو "فرقة إيرانيّة". لم يلجأ السنيورة إلى التفصيل والتعليل في الحكم الذي أصدره كما لم يستغرب أحد الحكم بحدّ ذاته، أو يُلحقه بالافتراء والتجنّي. فعلى صحّته ما لا يُحصى من الحجج والأدلة منذ موافقة الإيرانيين على إنشائه زمن الخميني وصولاً إلى زمن الناس هذا، زمن الخامنئي. فإيران هي التي أنشأته بقرار صادر عن أعلى المستويات فيها، كما هي التي موّلته وسلّحته، وتموّله وتُسلّحه، كما لو أنه "فرقة إيرانيّة" بحتة بحسب تعبير السنيورة. نحن إذن أمام حزب محكم الارتباط بإيران كما هو محكم التنظيم في آن وغير قابل للاختراق إلاّ في الحدود الدنيا لأسباب منها أن الانتساب إليه محظور على غير الشيعة. وقد قُصد بذلك تحصين سرّيته إلى أبعد حدّ، والمذهبيّة بلا شك تدفع في هذا الاتجاه، كما تدفع في اتجاه الولاء حتى الموت للمشروع الإيراني في المنطقة. حزب الله والحالة هذه منظمة عسكريّة مذهبيّة تعتمد السرّية والولاء للأصل أو للمركز، تأتمر بأمره وتُطيعه طاعة مطلقة شبيهة بطاعة المُريد لشيخه. وهي بذلك تفترق عن منظمات أخرى في العالم ذات طابع عسكري كمنظمة "الفارك" الكولومبيّة، أو منظمة "إيتا" الإسبانية، من حيث استقلاليّة القرار. "فارك" و"إيتا" كل منهما عقله، أو قراره، في رأسه، أمّا حزب الله فعقله، أو قراره، في أذنيه، كما يقول ابن الرومي، أي أن الإمرة بيد سواه، وما عليه هو سوى الطاعة والتنفيذ. كل ذلك لا يخضع للمناقشة عند الباحثين والدارسين، فهو يدخل في باب المعروف، الذي لا لزوم للبرهنة عليه تمامًا كالنهار الذي لا يحتاج إلى دليل. ولأن حزب الله ليس مستقلاًّ وذا سيادة، كما يُفترض بالحزب أن يكون، بل هو تابع لدولة أجنبيّة ذات طابع فاشيّ داخلة في صدام مع العالم أجمع تقريبًا، فإن من غير الممكن وضعه في خانة الملائكة والأولياء والقدّيسين عند البحث في التهم التي تُوجّه إليه عادة فهناك ما لا يُحصى من التهم الموجّهة إليه، هنا وهناك في القارات الخمس. وكل تهمة من هذه التهم كافية لوحدها للإساءة إلى سمعته. فكيف إذا تعاضدت هذه التهم مع بعضها بعضًا، وقام بينها وبين ما يُنسب إلى الحزب في الداخل اللبناني، من تهم أخرى لا يجدها أعداء الحزب غير قابلة للتصديق؟ ومن هذه التهم تنفيذ عمليّة اغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق، وعمليّات أخرى مرتبطة بها، وكلها عمليّات معروضة الآن أمام محكمة دوليّة في هولندا يُفترض أن تبدأ محاكماتها خلال أسابيع، ومسألة كون حزب الله منظمة إرهابيّة مسألة مطروحة الآن أمام منظمات إقليميّة ودوليّة مثل الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج. وقد زاد هذه المسألة وضوحًا دخول حزب الله الحرب إلى جانب بشار الأسد ضدّ الثورة القائمة بوجهه. وكان من شأن هذا الدخول جناية الحزب على نفسه إن لم يكن إقدامه على ما يُمكن تسميته بحالة "انتحار جماعي"، وكأنّ الحزب لم يتمكّن من انتزاع فكرة "المقاومة" من كينونته: فمن مقاومة إسرائيل إلى مقاومة الشعب السوري في ثورته على جلاّده. ولكن شتّان بين المقاومتين. فإذا كانت الأولى شرعيّة وواجبة، فإن الثانية تدخل في عداد الكبائر، ولكن ماذا يفعل المُريد إذا أمره شيخه؟ على أن هناك ملاحظات أخرى تتصل بمقاومة حزب الله لإسرائيل منها أن هذه المقاومة عبارة عن أمر عمليّات إيراني أيضًا، أو عن تكليف إيراني، بتعبير آخر. وليس مبعث هذا التكليف وطنية وغيرة، بل سياسة وخطة لا غير. لأسباب كثيرة يتوسّل النظام الإيراني قضيّة فلسطين كمدخل إلى التأثير والنفوذ في العالم العربي. فهو يبحث عن دور ونفوذ وشعبيّة وتوسّع يجد أن هناك عنصرين يُساعدانه في تحقيقها: أولهما فلسطين الاسم السحري الذي يهب البركات لكل من يتلفّظ به أو يقترب منه وثانيهما المذهبيّة الشيعيّة. اسم فلسطين يُؤمّن ما لا يُحصى من الأرباح، والمذهبيّة مُربحة أيضًا تقسم العرب قسمين وتضرب أيّ مشروع نهضة عربيّة في الصميم. لكل ذلك يُمكن القول إن فكرة مقاومة إسرائيل التي اضطلع بها حزب الله منذ بدأ إلى اليوم فكرة مجلوبة من إيران وقد اقتضتها مصالح إيران تمامًا كما اقتضت هذه المصالح تسعير المذهبيّة كي لا تقوم للعرب، أعداء الفرس التاريخيين، قائمة إلى يوم القيامة، يُؤيّد ذلك أن شيعة لبنان مثلهم مثل بقيّة طوائف لبنان لم يروا يومًا أن تحرير فلسطين أمر مُوكل إليهم، أو إليهم وحدهم، فهو أمر فلسطيني وعربي عام بالدرجة الأولى، خاصّة أن لبنان فتى نحيل ضامر البنية لا يجوز تحميله من الأعباء ما تضيق به صدور أشقائه الأقوى منه عضلات وقدرات مثل مصر وسوريا على سبيل المثال. فلماذا المقاومة في لبنان ومن لبنان الذي تحرّرت أرضه وليس من سوريا الخاضع قسم كبير من أرضها للاحتلال؟ ولماذا شيعة لبنان وحدهم وليس بقيّة أطياف ومكوّنات الشعب اللبناني؟ وهل سنّة لبنان أقلّ وطنيّة من شيعته وبقيّة طوائفه؟ فالمقاومة استنادًا إلى كل ذلك مسألة ملتبسة وجديرة بوقفة نزيهة ومجرّدة. ولكن استنادًا إلى الالتصاق التام بين حزب الله وإيران، وإيران دولة غير عربيّة علينا أن نحذر من "الغلوّ" في الحبّ والغيرة، وأن نحسب هذا الغرام الملتهب تجاه فلسطين على غير العواطف والمشاعر الجيّاشة. هذا إن لم نقل إنه غرام إيران بذاتها وبمصالحها، وقرار إيراني محسوب بدقة. إنّ من يُراقب خطاب حزب الله تجاه إسرائيل يجده خطابًا بالغ التشنّج لحمته وسداه تهديد لا ينقطع بالسبعين ألف صاروخ إذا اعتدت إسرائيل على "لبنان". ليس في الأفق ما يُشير إلى أن إسرائيل في وارد الاعتداء على "لبنان"، بل على "إيران". لذلك يرى المراقبون أنه في كل مرّة يستخدم فيها حزب الله عبارة "اعتداء إسرائيل على لبنان" على المرء أن يحذف عبارة "لبنان" ويضع مكانها عبارة "إيران" لتستقيم الجملة، و"يبان المستور" وهذا الرأي في محله بالتأكيد لأن إيران وحدها في القلب وليس سواها "سواها" عبارة عن مكان أو عن قطعة أرض نُسيطر عليها ونُوظّفها ونُلحقها في يوم ما قريب أو بعيد بالجمهوريّة الإيرانيّة الإسلاميّة. وليس هذا من قبيل الاستنتاج بل من خطاب قديم للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بثّته إحدى الفضائيّات اللبنانيّة قبل أيام جاء فيه أن غاية حزب الله هي قيام فرع للجمهوريّة الإيرانيّة الإسلاميّة في لبنان وإلحاق لبنان لاحقًا بهذه الجمهوريّة ومرشدها صاحب الزمان. كان هذا الخطاب زمن الخميني، ولكن ما الذي تغيّر في الجوهر زمن الخامنئي؟ بعض العبارات والألفاظ والتكتيكات لا أكثر ولا أقلّ، إيران الشيعيّة هي الأساس وليس لبنان وليس العرب وليس فلسطين قطعًا. لبنان بنظر حزب الله مستقبله أن تحكمه طائفة واحدة هي الشيعة وبذلك يتحوّل من بلد طوائف إلى بلد طائفة واحدة قائدة، والطوائف الأخرى تابعة لها. الطوائف اللبنانيّة تنبّهت إلى كل ذلك ولكن متأخّرًا وبعد فوات الأوان. ومشروع حزب الله "مُبرمج" ويغزّ السير إلى الأمام دون أن يلتفت القائمون عليه إلى أحد، والصدام مع الآخرين ومع التاريخ قبل كل شيء، لا بدّ أن يحصل قريبًا أو بعد حين. كاتب لبناني