|
Re: عندما خرجت من غرفة العمليات . (Re: garjah)
|
فى عربة الاجرة ونحن فى طريق العودة كنت افكر فى اسمى الرباعى على شاشة الكمبيوتر . كان عندى الاصرار الكافى ان اقف امام الموظفة المختصة وهى تقوم بـ (تشطيبات) الخروج , انتهى عصر الملفات الطبية الورقية ودخلنا فى عصر هوس الشاشات الملونة . كان هناك جدول به تقسيمات ومربعات عجيبة , فى الاعلى كان اسمى يتصدر المشهد الاكروباتى ((شاهين محمد سليمان شاهين)) . تحدثت الموظفة المختصة فى هاتفها المحمول وهى تُمسك به بيدها اليسرى وتكتب بيدها اليمنى , تحدثت بلغة خمنتها على الفور - هدندوية ؟ . هزت راسها بالموافقة , وابتسمت ربما للذكاء النادر . - انتا من الشرق ؟ . - حلفاوى . - يعنى مُستعمر وما ساكن اصلى . - احنا قاعدين عندكم بعقد بيع يعنى تمليك , وما بعقد ايجار . زوجتى المصرية كانت تنقر باصابعها الطويلة النحيفة على الطاولة الرخامية الطويلة , لا تحبنى عندما اتحدث فى السياسة او الشأن العام , قالت لى بكل صراحة انها غريبة هنا وترغب فى حياة اسرية مستقرة هادئة بدون اى مشاكل , ونسخة صغيرة للغاية من (القرآن الكريم) دائماً فى شنطة يدها. جلس صديقى بجوار السائق واشتبكا فى تلاسن مُقارن بين ايام (الصادق) وايام (البشير) , جلست انا وزوجتى فى الخلف , من خلال نافذة العربة وجدت الخرطوم التى لا أحبها كالعهد بها, مُتسخة ومُزدحمة وكئيبة وملعونة , اغمضت عيونى ووضعت يدى على قلبى هرباً من كل هذه الكآبة .
|
|
|
|
|
|