|
عندما خرجت من غرفة العمليات .
|
ادركت اننى نجوت . وادركت اننى مُنحت فرصة اخرى جديدة . قال لى : اننى فى مرحلة الافاقة من التخدير تحدثت عن (حسين مروة) باستفاضة مُدهشة . تفسيرى كان اننى اندمجت قبل الدخول فى مطالعة النزعات المادية , واننى هربت بعقلى من وسـاخات السياسية المزعجة وارتميت فى احضان تهاويم الفلسفة الاسلامية بتعقيداتها التى لا تنتهى . قال : او هو الاستعداد . قلت : الاستعداد يبدأ لمستشرف ايام مُقبلات فى الدنيا او الاخرة , اما بالنسبة لى فهى (تشطيبات) الختام نحو الفناء الابدى . استعرضت امام المرآة بفخر اثار المشرط بجوار القلب , كنت اخاف من سمعة الطب السودانى , وضعت يدى على قلبى للتأكد من عدم نسيان (مسمار او صوملة) .. كان يدق دقاته المعتادة تك , تك , تك , تك , تك , مثل ساعة سويسرية الصنع لو توقفت ضعت . عندما خرجت من الباب الرئيسى ادركت اننى نجوت , امامى كان هناك صياح ولطم وسقوط على الارض , احدهم لم يُمنح فرصة جديدة , هل كان فى مرحلة الاستعداد ام التشطيبات ؟ . وضعت يدى على قلبى , وقلبى (كعب آخيل) لو اصابه الرمح فى زحام الشوارع ضعت على الاسفلت .
|
|
|
|
|
|