|
من الذي يخاف الجبهة الثورية؟
|
كلما ازدادت حدة المعارك بين قوات الجبهة الثورية وقوات نظام المؤتمر الوطني تعالت الاصوات الرافضة للعنف. ورفض العنف وادانته واجب كل عاقل في هذا الظرف، ولكن القوى الرافضة للعنف تتوزع في مساحة عريضة من مناصرة الحكومة علنا أو خفية وصولا لاولئك المؤمنين بالمقاومة المدنية من اجل اسقاط النظام. في هذا الصدد اود طرح عدد من التساؤلات وتناول بعض القضايا المتعلقة بهذا الموضوع بغرض المزيد من الايضاح وفرز الكيمان كما يقولون. هل يشكل ايقاف العنف من جانبة الجبهة الثورية ضمانة لاستعادة السلم والديمقراطية في السودان؟ لنفترض أن فصائل الجبهة الثورية قد القت سلاحها كما طالب النظام ذات لحظة وعادت هذه الفصائل لمربع المقاومة المدنية فهل توفر حكومة المؤتمر الوطني وجيشها الفرصة للاحتجاجات المدنية وكفالة حق التظاهر والاضراب كوسائل مدنية للاحتجاج على اداء الحكومة. وهل تطلق الحكومة الحريات مرة أخرى ومنها حرية الصحافة وحرية التعبير والتنظيم والتجمع وكافة الحريات الاخرى المتعارف عليها دوليا؟ اقول هذا وفي ذاكرتي وذاكرة الجميع التااريخ الدموي الطويل لنظام الانقاذ منذ لحظته الاولى وتصفية معارضيه داخل بيوت الاشباح التي كانت اولى ابتكاراته من اجل اسكات صوت المعارضة السلمية المدنية والنقابية فقتل الدكتور الشهيد على فضل ليستمر مسلل القتل والتعذيب طوال سنوات حكم الانقاذ انتهاءا بمقتل طلاب دارفور في جامعة الجزيرة ومقتل الطلاب بجامعة نيالا. فهل سيتوب هذا النظام من الدماء التي سفكها ويرسل منسوبي جهاز أمنه لدورات استشفائية يتعلمون خلالها احترام حرمة الروح والجسد لاقتلاع شهوة التعذيب والقتل والاغتصاب ، الهوايات المعروفة لافراد هذا الجهاز؟ اعادة عقارب الساعة: تفترض دعوة وضع حد للعنف ليس كف النظام نفسه عن القتل واستخدام الطيران ضد المدنيين وتجنيد المليشيات وتسليحها واطلاق يدها من اجل حفظ توازنات اثنية أو محلية في مناطق مختلفة من درافور وكردفان، ولكنها تفترض ان تكف الجبهة الثورية عن عملياتها العسكرية التي تسعى من خلالها للاطاحة بالنظام واستعادة الديمقراطية وايجاد نظام يحقق العدالة والمساواة بعيدا عن دعاوى العرقية التي احياها نظام الانقاذ ورعاها حتى بات تجاهل مسألة العرقية حين الحديث حول الكثير من المشاكل امر يتجاهل الواقع الماثل. كما أن اقناع الفصائل الحاملة للسلاح بالعودة لحظيرة النضال المدني أمر لا يخلو من خيالية ، وفرضية أن حكومة المؤتمر الوطني ستترك عناصرهم بسلام بعد كل هذه الدماء والمرارات أمر ممعن في الخيالية. باختصار مثل هذه الدعوة تفترض امكانية اعادة عقارب الساعة للوراء دون توقع اي تعقيدات تعيق هذه العملية. خراب كلما اشتد اوار الحرب ايضا واصبحت الجبهة الثورية تشكل خطرا واضحا وواقعيا على نظام المؤتمر الوطني تعالت الاصوات بأن انتصار الجبهة الثورية يعني نهاية السودان بشكله المتعارف عليه ، وهو أمر صحيح لأن السودان قد انتهى والخراب قد حدث منذ استيلاء الجبهة الاسلامية على الحكم في العام 1989 . ولكن البعض لا يرى إلا ما يريد ويحبذ رؤيته. فالنازحين جراء احداث الرهد وام روابة وابو كرشولا يساوي عددهم ثلث الذين نزحوا في اقليم دارفور فقط في الاشهر الاخيرة منذ احداث جبل عامر والسريف. ومع ذلك فلم يتحرك احد ولو بالحديث حول مأساة اهل دارفور منذ عمليات القتل والتهجير الاولى ومسلسل العنف المستمر طوال هذه الفترة. لا اريد هنا انا اضرب على أي وتر عرقي هنا ولا يمثل هذا غرض من اغراض هذه الكتابة، ولكن فقط اود كشف التعامل بالقطاعي مع الضمير ومع الحس الانساني بشكل عام ناهيك عن احساس المرء بأن جزءا من وطنه ينزف. لهذه الدرجة اصبنا بقصر النظر وعلى دين حكامنا الذين يرون كافوري آمنة فيحق لهم الرقص والهز ابتهاجا بانتصارات عسكرية زائفة. مشروع ورؤية معارضة حين يتم الحديث حول الجبهة الثورية وفصائلها لا يتم الحديث حول مشروع للمقاومة لهذا النظام الذي دفع الناس وشجعهم على حمل السلاح كي يخلق مثل هذا الواقع الماثل. الكثير من المهمومين بمصير هذا الوطن اشاروا لوقوع الفصائل المسلحة في فخ استدرجهم اليه المؤتمر الوطني وجيشه وميلشياته باستدراجهم لخلق وضعية يستخدم فيها النظام التعبئة للجهاد لخلق مشروعية بقائه ومواصلة نهبه لثروات البلاد وابتزاز ما تبقى من معارضة باسم هذه الحرب المقدسة والحد بالتالي من الحريات ومن اي شكل من اشكال المعارضة وهذا ما حدث ويحدث حتى اللحظة. ولكن من ناحية اخرى فإن برنامج الجبهة الثورية وفصائلها واضح بما يكفي ويدعو للعمل على استعادة الديمقراطية ومحاولة بناء السودان مرة اخرى على أسس مدنية لا وعلى اساس المواطنة بغض النظر عن الدين والعرق واللون، وهو أمر يبدو انه لا يعجب من يستثمر الدين ومن يستثمر القبيلة أو المنحدر في الحفاظ على مصالحه وهم التحالف الحالي المؤتمر الوطني والسادة وابنائهم والشرائح المستفيدة من هذا النظام الفاسد. هذه هي الجهات التي تحاول تصوير عناصر الجبهة الثورية كعصابات وقطاع طرق ولكنا رأينا تمسك عناصر الجبهة الثورية وجيشها بشرف الخصومة واخلاقيات الحرب بالكشف عن اسماء الاسرى ولنقارن ذلك بنظام وجيش لم يكن لديه اسرى طوال تاريخ حربه رافعا شعار "ما تجيبو حي" لندرك من هم العصابة.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من الذي يخاف الجبهة الثورية؟ (Re: ابراهيم حموده)
|
Quote: هل يشكل ايقاف العنف من جانبة الجبهة الثورية ضمانة لاستعادة السلم والديمقراطية في السودان؟ لنفترض أن فصائل الجبهة الثورية قد القت سلاحها كما طالب النظام ذات لحظة وعادت هذه الفصائل لمربع المقاومة المدنية فهل توفر حكومة المؤتمر الوطني وجيشها الفرصة للاحتجاجات المدنية وكفالة حق التظاهر والاضراب كوسائل مدنية للاحتجاج على اداء الحكومة. وهل تطلق الحكومة الحريات مرة أخرى ومنها حرية الصحافة وحرية التعبير والتنظيم والتجمع وكافة الحريات الاخرى المتعارف عليها دوليا؟
|
الاخ العزيز ابراهيم حموده التحية والتجلة لك وانت تسطر الحقيقة الناصعة بلا مواربة والتي اصبحت جرما ويهرب منها الكثيرون وفق منطق الاوهام السائد حيث كل حسب مصالحه الخاصة ومزاجه فغياب مثل هذه الحقائق الناصعة التي ادت الى قيام النظام الفاشي واستمراره ويراهن ببقائه الا لمنطق الاوهام والتبرير والتحييزات الضيقة السائد في سودان ما بعد الاستقلال فهذا ما جعل فهم الاخوانجية الارهابي الوافد حزبا سياسيا في السودان من فوق وليس بدعم الجماهير اي كانوا ليمثلون جزء من ارادة شعب السودان وتفكيره ومزاجه وتاريخه وتراثه وكل شئ فيه وارجو ان لا تترك التواصل في هذا البوست كما نحن ايضا نواصل معك ونستاذنك في الاستلاف منه كمان وبالقطع لا اشكرك فهذا واجبك فيما هو واقع بالفعل وتحياتي العطرة لك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من الذي يخاف الجبهة الثورية؟ (Re: Arabi yakub)
|
كلما ازدادت حدة المعارك بين قوات الجبهة الثورية وقوات نظام المؤتمر الوطني تعالت الاصوات الرافضة للعنف. ورفض العنف وادانته واجب كل عاقل في هذا الظرف، ولكن القوى الرافضة للعنف تتوزع في مساحة عريضة من مناصرة الحكومة علنا أو خفية وصولا لاولئك المؤمنين بالمقاومة المدنية من اجل اسقاط النظام.
في هذا الصدد اود طرح عدد من التساؤلات وتناول بعض القضايا المتعلقة بهذا الموضوع بغرض المزيد من الايضاح وفرز الكيمان كما يقولون. هل يشكل ايقاف العنف من جانبة الجبهة الثورية ضمانة لاستعادة السلم والديمقراطية في السودان؟
لنفترض أن فصائل الجبهة الثورية قد القت سلاحها كما طالب النظام ذات لحظة وعادت هذه الفصائل لمربع المقاومة المدنية فهل توفر حكومة المؤتمر الوطني وجيشها الفرصة للاحتجاجات المدنية وكفالة حق التظاهر والاضراب كوسائل مدنية للاحتجاج على اداء الحكومة. وهل تطلق الحكومة الحريات مرة أخرى ومنها حرية الصحافة وحرية التعبير والتنظيم والتجمع وكافة الحريات الاخرى المتعارف عليها دوليا؟ اقول هذا وفي ذاكرتي وذاكرة الجميع التااريخ الدموي الطويل لنظام الانقاذ منذ لحظته الاولى وتصفية معارضيه داخل بيوت الاشباح التي كانت اولى ابتكاراته من اجل اسكات صوت المعارضة السلمية المدنية والنقابية فقتل الدكتور الشهيد على فضل ليستمر مسلل القتل والتعذيب طوال سنوات حكم الانقاذ انتهاءا بمقتل طلاب دارفور في جامعة الجزيرة ومقتل الطلاب بجامعة نيالا. فهل سيتوب هذا النظام من الدماء التي سفكها ويرسل منسوبي جهاز أمنه لدورات استشفائية يتعلمون خلالها احترام حرمة الروح والجسد لاقتلاع شهوة التعذيب والقتل والاغتصاب ، الهوايات المعروفة لافراد هذا الجهاز؟
اعادة عقارب الساعة:
تفترض دعوة وضع حد للعنف ليس كف النظام نفسه عن القتل واستخدام الطيران ضد المدنيين وتجنيد المليشيات وتسليحها واطلاق يدها من اجل حفظ توازنات اثنية أو محلية في مناطق مختلفة من درافور وكردفان، ولكنها تفترض ان تكف الجبهة الثورية عن عملياتها العسكرية التي تسعى من خلالها للاطاحة بالنظام واستعادة الديمقراطية وايجاد نظام يحقق العدالة والمساواة بعيدا عن دعاوى العرقية التي احياها نظام الانقاذ ورعاها حتى بات تجاهل مسألة العرقية حين الحديث حول الكثير من المشاكل امر يتجاهل الواقع الماثل.
كما أن اقناع الفصائل الحاملة للسلاح بالعودة لحظيرة النضال المدني أمر لا يخلو من خيالية ، وفرضية أن حكومة المؤتمر الوطني ستترك عناصرهم بسلام بعد كل هذه الدماء والمرارات أمر ممعن في الخيالية. باختصار مثل هذه الدعوة تفترض امكانية اعادة عقارب الساعة للوراء دون توقع اي تعقيدات تعيق هذه العملية.
خراب
كلما اشتد اوار الحرب ايضا واصبحت الجبهة الثورية تشكل خطرا واضحا وواقعيا على نظام المؤتمر الوطني تعالت الاصوات بأن انتصار الجبهة الثورية يعني نهاية السودان بشكله المتعارف عليه ، وهو أمر صحيح لأن السودان قد انتهى والخراب قد حدث منذ استيلاء الجبهة الاسلامية على الحكم في العام 1989 . ولكن البعض لا يرى إلا ما يريد ويحبذ رؤيته. فالنازحين جراء احداث الرهد وام روابة وابو كرشولا يساوي عددهم ثلث الذين نزحوا في اقليم دارفور فقط في الاشهر الاخيرة منذ احداث جبل عامر والسريف. ومع ذلك فلم يتحرك احد ولو بالحديث حول مأساة اهل دارفور منذ عمليات القتل والتهجير الاولى ومسلسل العنف المستمر طوال هذه الفترة. لا اريد هنا انا اضرب على أي وتر عرقي هنا ولا يمثل هذا غرض من اغراض هذه الكتابة، ولكن فقط اود كشف التعامل بالقطاعي مع الضمير ومع الحس الانساني بشكل عام ناهيك عن احساس المرء بأن جزءا من وطنه ينزف. لهذه الدرجة اصبنا بقصر النظر وعلى دين حكامنا الذين يرون كافوري آمنة فيحق لهم الرقص والهز ابتهاجا بانتصارات عسكرية زائفة.
مشروع ورؤية معارضة
حين يتم الحديث حول الجبهة الثورية وفصائلها لا يتم الحديث حول مشروع للمقاومة لهذا النظام الذي دفع الناس وشجعهم على حمل السلاح كي يخلق مثل هذا الواقع الماثل. الكثير من المهمومين بمصير هذا الوطن اشاروا لوقوع الفصائل المسلحة في فخ استدرجهم اليه المؤتمر الوطني وجيشه وميلشياته باستدراجهم لخلق وضعية يستخدم فيها النظام التعبئة للجهاد لخلق مشروعية بقائه ومواصلة نهبه لثروات البلاد وابتزاز ما تبقى من معارضة باسم هذه الحرب المقدسة والحد بالتالي من الحريات ومن اي شكل من اشكال المعارضة وهذا ما حدث ويحدث حتى اللحظة.
ولكن من ناحية اخرى فإن برنامج الجبهة الثورية وفصائلها واضح بما يكفي ويدعو للعمل على استعادة الديمقراطية ومحاولة بناء السودان مرة اخرى على أسس مدنية لا وعلى اساس المواطنة بغض النظر عن الدين والعرق واللون، وهو أمر يبدو انه لا يعجب من يستثمر الدين ومن يستثمر القبيلة أو المنحدر في الحفاظ على مصالحه وهم التحالف الحالي المؤتمر الوطني والسادة وابنائهم والشرائح المستفيدة من هذا النظام الفاسد. هذه هي الجهات التي تحاول تصوير عناصر الجبهة الثورية كعصابات وقطاع طرق ولكنا رأينا تمسك عناصر الجبهة الثورية وجيشها بشرف الخصومة واخلاقيات الحرب بالكشف عن اسماء الاسرى ولنقارن ذلك بنظام وجيش لم يكن لديه اسرى طوال تاريخ حربه رافعا شعار "ما تجيبو حي" لندرك من هم العصابة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من الذي يخاف الجبهة الثورية؟ (Re: Khalid Kodi)
|
ول ابا ابراهيم..حبابك يا صديقي كتر خيرك على هذا الصوت غير المتشنج..و اتمنى ان يقود الى نقاش هادئ و مثمر..
بالنسبة لسؤالك في العنوان ، ان جاز لنا تناول الأمر بالتجزئة ، فاقول: اعتقد ان مؤسسة النازية السودانية و ايدولوجيتها الإسلاموعروبية هي اكثر من يخاف الجبهة الثورية الآن.. لأن الصراع الآن بين مشروعين فقط: احدهم مشروع يريد تفكيك الهيمنة و الياتها و الآخر مشروع يريد ان تستمر الهيمنة و الياتها ، و المحافظة على الوضع كما هو حتى لو كلف الأمر دفع كل الأثمان الباهظة..تحديدا الجبهة الإسلامية بكل اطيافها اضافة لشيوخ الطائفية فهؤلاء هم من يخافون الجبهة الثورية الان..و خوفهم تبريره: أن انتصار الجبهة الثورية يعني نهاية مشروعهم الممتد منذ عهد الإستقلال عن المستعمر الإنجليزي.. هذا الخوف يتم الترويج له تحت خطاب العنصرية و التجييش العاطفي..و الضرب على وتر القبيلة و الدين و الثقافة حتى..في جانب اخر.. هذه المؤسسة النازية لا تريد الإعتراف بانها انتهت تماما في السودان و انها استنفدت اغراضها ، سواءا على مستوى الخطاب الفكري أو على مستوى السلوك العملي اليومي ، ناهيك عن المخيال الإجتماعي الذي يمكن ان يطرح حلول للمشكل السوداني..و في نفس الوقت لا تريد أن تفكك نفسها بهدوء.. و هي على اصرار ان تقاتل الى اخر جندي..و هذا ما سينتهي بها المطاف فيه..
العنف و العمل المسلح اداة من ادوات التغيير..و لم توجد فقط مع الجبهة الثورية في التجربة السودانية للتغيير.. فانت تذكر جيدا.. في بداية عهد نميرى.. ابتدأ الإمام الهادي خيار العنف (تيار ديني اسلامي ضد تيار علماني)..و استمر الخيار حتى بعد وفاة الإمام..و كان ذلك عبر احزاب الجبهة الوطنية (الأمة و الإتحادي و الأخوان المسلمون)..و بلغ الأمر اوجه في العملية الجريئة التي قادها المرحوم العميد محمد نور سعد..و انتهت بدخول الخرطوم في الثاني من يوليو 1976.. و كلنا نذكر خطاب سلطة نميري وقتها و الذي لعب على وتر القبيلة و الجهوية و الإثنية و كان يصف جند الجبهة الوطنية بانهم غرابة حاقدين..وانتهى الأمر بمصالحة 1977 التي لململت القادة (و من عجب هم اس النازية السودانية) و تركت الجند في الصقيعة..و لم تعالج الأزمة التي من اجلها تم رفع السلاح..و استمر خيار التغيير عبر العمل المسلح في بداية حكم الجبهة الإسلامية (يونيو 1989)..و ذلك عبر تجربة احزاب التجمع الوطني الديموقراطي..و كانت هناك جيوش عديدة تخوض عمل مسلح ضد نظام الخرطوم (جيش الأمة/حزب الأمة ، جيش الفتح /الحزب الإتحادي الديموقراطي ، جيش مجد/الحزب الشيوع السوداني ، نمور الجبال /الحزب القومي ، جيش مؤتمر البجا ، جيش التحالف الفيدرالي ، قوات التحالف الوطني ، القيادة الشرعية للقوات المسلحة)..و قد عادت تلك الجيوش بموجب اتفاقية نيفاشا و تساكنت مع النظام..و ان كانت المشروعية اعطت اولئك الحق في اختيار اداة العمل المسلح كاداة للتغيير.. فهي ايضا اعطت الجبهة الثورية مشروعية خيارها (غض النظر عن اتفاقنا مع هذا الخيار ا م لأ)..و مؤسسة النازية كانت تفرح حينما انقسمت حركات دارفور المسلحة الى اكثر من اربعين حركة مسلحة..و لكن ازعجها كثيرا أن تعود الوحدة بين الحركات المسلحة تحت غطاء الجبهة الثورية.. فهناك فرق كبير ان تتحدث عن واقع حركات متشظية..و بعد قليل تجد ان هذه الحركات تحدت نفسها و توحدت تحت مظلة واحدة.. فالسودان اليوم انفرزت فيهو الكيمان كما قلت ..و انظر هذه هي خياراتنا: جبهة اسلامية في الحكم.. جبهة ثورية معارضة و تعمل لتغيير الحكم..و احزاب تجمع وطني.. ايضا تسعى لتغيير الحكم..و اذا دققت الأمر لم تعد الجبهة الثورية هي حملة السلاح فقط و انما تضم اطياف عديدة بمن فيهم من يؤمن بالتغيير السلمي.. يعني ست شهور لي قدام احتمال كبير تبقى خيار الناس كلهم في السودان ، تترك الجبهة الإسلامية في الصقيعة..!!
عنف الجبهة الثورية حتى الآن تحت الضبط و الكنترول..نقول بذلك و نحن نقرأ تجارب جيراننا من الدول الأخرى.. خصوصا التجربة الأثيوبية التي كانت فيها حملات منظمة تحت شعار ( الرعب الأحمر)..و التي كانت متطرفة في انزال العنف..و قتال اهل نظام منقستو.. فالرعب الأحمر لم يفرق بين مدني و عسكري..و انما كان يأخذ بشبهة القرب و الموالاة لنظام منقستو..نفس الأمر حدث في التجربة التشادية..و هذا الأمر لم يحدث في عنف الجبهة الثورية..و حتى الحالات الطارئة التي تحدث عنها الراي العام كانت تقع في عين اعتبار قادة الجبهة الثورية و يحاكمون الفالت من جندهم..و شهادات ايجابية كثيرة قيلت حول سلوك عسكر الجبهة الثورية..و هذه امور مهمة..فلا احد يطلب من الجبهة الثورية ان تلقي سلاحها و الطرف الآخر يحمل السلاح..ولا احد يطلب من الجبهة الثورية ان لا تدافع عن نفسها..و لكن النقة تأتي في مكان العنف و امده..صحيح ان الثورة الأثيوبية استمرت لمدة سبعة عشر عاما ( و شملت كل اقاليم اثيوبيا)..و قد يبلغ الأمر بالجبهة الثورية ان تستمر عشرات السنين..و لكن العنف اذا لم يصل الخرطوم بصورة مباشرة فلن يحدث تغيير يذكر..و في نفس الوقت مهما كان سلوك اهل الجبهة الثورية منضبط الى حد ما.. فان حالة الحرب و معيشة الناس في ظل الحرب قد يؤثر كثيرا في التعاطف مع الجبهة الثورية.. اضافة لإستمرار الحرب في اقاليم بعينها..و نقل الحرب الى كل اقاليم السودان قد يعدل كثيرا في تاثر البعض بالغبن بان مناطقه هي الوحيدة التي تشكل مسرح عمليات..و هذا ، مسالة العمليات في مناطق معينة ، قد يخلق ضغط في المستقبل و ناس الأقاليم ديل يطالبوا بتمييز ايجابي..! بهذا الفهم.. حتى اذا وضعت الجبهة الثورية سلاحها و تخلت عن اداة التغيير عن طريق العنف فليست هناك ضمانات لحل المشكل السوداني ، و لن تحدث ديموقراطية حقيقية و لن يحدث تداول سلمي للسلطة..و انما الجبهة الإسلامية ( و من خلفها مؤسسة النازية السودانية) ستظن انها انتصرت و ستعود لتجديد ادوات الإحتواء لإستمرار هيمنتها..
ساعود لاحقا لتناول نقاط اخرى..
كتر خيرك يا ابراهيم.. كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من الذي يخاف الجبهة الثورية؟ (Re: Kabar)
|
Quote: اعتقد ان مؤسسة النازية السودانية و ايدولوجيتها الإسلاموعروبية |
صبي؟ الرفيق كبر قلب وماشي كويس كمان؟ بس عيبك انك خليت الباشمهندس الخبير الزراعي بريمة في اقرب ركن بالجنبة كدا وخلاص وهو مازال يسبح مع هوس العروبيواسلاموية عكس الكون ذاته؟ اها انا الان اتفق معاك بالكامل في كل ماسطرته هنا ماعدا علمانية بتاع السفاح النميري دا؟ فما عدا بالتاكيد نتفق معك ونهئك وندعمك كمان في هذا الاتجاه الذي نراه صحيحا واقل واجب ملزم لنا جميعا في ظل الازمة الراهنة؟ وهنا انت مرة اخرى تدخل نفسك في عهد الزامي طبعا عندما تقر بان النظام او المؤسسة النازية فدا كلام ملزم مناهضة النازية اولا باول فعندما تسطر كتابة اقرارا بان المؤسسة التي ظلت تحكم السودان منذ الاستقلال مؤسسة نازية وهذا صحيح طبعا فتلقائيا تعني اخلاقيا وانسانيا ومسئولية قانونية كل هذا تحطم عليك قبل غيرك الوقوف بعزم وقوة في وجه النازية بصلابة ودون مواربة كمان؟
واذا كان النازية هي التي جعلت المعسكر الشيوعي بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق والرسمالية العالمية والامبريالية معا في خندق واحد لمجابهة خطر النازية. والا ستكون كما يفعل اصحاب المصالح عالميا من دول ومؤسسات ومنظماتهم الذين اقروا بان الابادة الجماعية هي من اكبر الجرائم البشرية التي تدمغ الانسانية وتهدد البشرية جمعاء ويجب ان لا يتكرر هذا اقرارهم والالتزامهم, ثم هم انفسهم من يتسابق في اللهث وراء مرتكبي الابادة ولو عصابة كما الحال في الخرطوم؟ بل يمارسون الضغط الفعلي على ضحاياه لمصافحتهم والجلوس معهم ى والا فانت الجريمة ذاته كما ظللنا نشهد>
فكل هذا من اجل مصالحهم الخاصة وكل شئ بثمنه طبعا؟ بينما نحن وضعنا هنا فالتمن دا ذاته نحن؟ بين الدافع والمدفوع له اي كان واي ثمن ابدا لا يساوي خسائرنا الجسدية الجسيمة منذ الاستقلال. كما لا يسترد لنا حقا مشروعا في الوطن اذن عمليا امامنا حسم الامر في قصر غردون الكائن في الخرطوم الذي ظل ما من شر معلوم وغير معلوم الا وطبقه فينا عمليا وليس لدينا شئ نخسره اكثر مما خسرناه منذ الاستقلال, بس كون يخضع اقاليم السودان فقط مجرد اتباع لقصر غردون الذي اصبح ثكنة للنازية فهذا عار تاريخي يلاحقنا جيلا بعد جيل لا محال؟ وكانهم ينتقمون مننا في مقتل غردون مضاعفا للمرة المليون؟
وهذا ايضا ابدا لا يعني ان لا تقول الحق بالادلة والبرهان وليس بالمزاعم الفارغة والقطع واللصق؟ وارجو ان لا تقلب هوبة تاني كمان؟ واعتقد مافي مساحة ذاته اساسا لاي هوبا؟ فالنظام الفاشي يتنفس انفاسه الاخيرة لا محال خاصة وانه لم تلحق هزيمة يذكر بالجبهة الثورية ولا حتى المساس باي من فصائله مما يعني ان الجنود الاشاوس جاهزون ولديهم ما يقومون به في مقبل الايام وبصراحة مؤسسة النازية اخطات خطا استراتيجيا في حق نفسها عندما قامت بكل حماقة وغباء يحصد عليها في اعلان حرب الدولة على اخر معاقل حماتها ومصادر جنودها تاريخيا اها حيحارب بمنو بالضبط؟
ويعني المهدي كان قد تكبد المشاق وهرول الى الابيض وذهب بشخصه لقدير عشان شنو مثلا؟ عشان طق هشاب ولا تاجر فول مثلا؟ وما هو التغيير الذي حدث؟ ومازلنا ارثا لحفيده السفاح يهرول كلما ضاق به الحال بين ذويه من الاب عشان انينا تكية المهدي وخلاص؟ وكمان يرجع يبوبر لينا باصلو وفصلو؟ وواضح ان الاستعانة بالجيش التشادي دليل صارخ على شح مصادر الجندي للنظام الفاشي المعروف بل قالوا دايرين صواريخ حيث صاروخ مقابل كل جندي من الجبهة الثورية وانصارهم كمان؟ واعمل حسابك ما يفكو فيك صاروخ في جليد كندا تطلع دب كندي؟ ونوصيك ببناء السواتر والباقي على الكنديين وجنود الجبهة الثورية في الميدان؟
والغريبة لا يتورعون للحظة في المزيد من البطش والتشريد للشباب الذين اصبح لا ملاذ لهم الا احضان الجبهة الثورية فاذا كان لا دراسة ولا عمل ومطاردات البوليس والاجهزة الامن النازي الجهوي بشكلك كدا في القرى والمدن عاوز تعمل شنو مثلا؟ وتمشي وين غير ميدان الجبهة الثورية لتعود الكرة؟ واذكر الرفيق باقان اموم قبل عامين قال كلام مهم جدا قال نحن نصحنا ناس الموتمر الوطني بانهم من الافضل حل مشكلة دارفور الان مع كل الحركات الموجودة الان لان هناك جماعة جداد اذا جاؤا عندها لا يستطيع احد مجرد الحديث معهم لانهم حيكونوا اكثر شراسة من قيادة الحركات الموجودين الان وواضح اننا الان امام هذا الواقع لا محال؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من الذي يخاف الجبهة الثورية؟ (Re: Arabi yakub)
|
Quote: لنفترض أن فصائل الجبهة الثورية قد القت سلاحها كما طالب النظام ذات لحظة وعادت هذه الفصائل لمربع المقاومة المدنية فهل توفر حكومة المؤتمر الوطني وجيشها الفرصة للاحتجاجات المدنية وكفالة حق التظاهر والاضراب كوسائل مدنية للاحتجاج على اداء الحكومة. وهل تطلق الحكومة الحريات مرة أخرى ومنها حرية الصحافة وحرية التعبير والتنظيم والتجمع وكافة الحريات الاخرى المتعارف عليها دوليا؟ |
شكرا ابراهيم حمودة على الكلام و التحليل المتماسك و المتوازن. و هنا انقل لك ما كتبته في احد البوستات عن من مناؤي الجبهة الثورية:
في العام الماضي و تحديدا في الفترة ما بين ابريل الى سبتمبر و بعد ان اصدر مجلس الامن قراره رقم 2046, توقفت العمليات العسكرية الدفاعية من جانب الجيش الشعبي و تبعها بقية فصائل الجبهة الثورية على الرغم من مواصلة طيران النظام قذفها للكثير من المناطق بجنوب كردفان. و في نفس ذلك التوقيت خرج الشباب في مظاهرات منددة بالسياسات التقشفية و تدهور المستوى المعيشي و خلقت جو مواتي للمناديين بالتغيير السلمي الجماهيري من المعارضة سوى كانت احزاب او منظمات مجتمع مدني او حتى افراد خصوصا بعد التحقير الذي طال الشعب السوداني من رموز النظام و دونك شذاذ افاق و غيرها. و دعمت الجبهة الثورية هذا التوجه من قبل الشباب و شاركت جماهيرها بفعالية في تلك الاحداث, لكن احزاب المعارضة خذلت جماهيرها و خذلوا الشباب و ما حادثة طرد المتظاهرين من مسجد ود نوباوي الاً شاهد على سلوك من يقولون انهم معارضة تدعوا لاسقاط النظام و في ذلك الوقت لم نسمع الاصوات التي تتهم الجبهة الثورية اليوم بانها ضد العمل السلمي الجماهيري بل ان هذا الاصوات كانت تشكك و تخذل و تسخر من الثوار الش
و خليني اكون صريح معاكم, من يناصبون الجبهة الثورية و القوى الداعمة لها العداء لا يخرجون من هذه الفئات 1- انهم اعداء التغيير و بالتالي انصار للنظام لارتباط مصالحهم المباشرة ببقاء نظام البشير في السلطة. 2- انهم فعلا يريدون ذهاب النظام و لكن يشعرون بالغيرة من التضحيات الكبيرة التي تقدمه الجبهة الثورية و لا يستطيعون هم القيام بعمل مماثل او حتى شبيه و بالتالي اقصى ما يقومون به هو بتبخييس نضالات و تضحيات الثورية. 3- يريدون التغيير و لكنهم يعتقدون ان عملية اسقاط نظام الابالسة يمكن ان يتم دون دفع اي ثمن و ده الفئة الاسوأ على الاطلاق.
| |
|
|
|
|
|
|
|