|
Re: الي الاستاذ هشام أمين .. فيما يختص بآيات الحكم فى القرآن... (Re: سعد مدني)
|
ان لفظ ( الحكم) التى وردت فى هذه الآيات، لاتعنى باي حال من الاحوال ( حكم الدولة) او ( الحكومة)، كما تعرف هذا الكلمات حالياً فى العلوم السياسية و الاجتماعية، و المقصود بها، يمكن ايجازه فى التالى:
- القضاء بين الناس* - الفصل فى الخصومات* - الرشد و الحكمة*
و انما تم نزع الالفاظ من سيقاها العام، و دون النظر فى اسباب نزولها، ليتم استخدامها من قبل الاسلام السياسى لأضفاء القدسية علي دعاويهم حول ( الحكم الاسلامى) و (الحكومة الاسلامية). اي بعبارة اخري تغبيش الوعي العام بأن الله سبحانه و تعالى يدعو الي ( الحكومة الاسلامية) عبر الاستخدام النفعى للآيات القرانية كوقود لمعركة وصول جماعات الاسلام السياسى (للحكم.)
القضاء بين الناس (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) [ سورة النساء : الآية 58] الفصل فى الخصومات (إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) ( الزمر: الآية 39) الرشد و الحكمة (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) ({ آتيناه حكما وعلما} يعني النبوة، حباه بها بين أولئك الأقوام)** ({ آتيناه حكما } حكمة)***({ حُكْمًا وَعِلْمًا } قَالَ : الْعَقْل وَالْعِلْم قَبْل النُّبُوَّة)**** (فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ)
وأمَّا الآياتُ الثَّلاثُ التي في سورةِ المائدةِ {ومَنْ لم يحكمْ بما أنزلَ الله فأولئكَ هم الكافرون} {ومَنْ لم يحكمْ بما أنزلَ الله فأولئكَ هم الظَّالمون}ا{ومَنْ لم يحكمْ بما أنزلَ الله فأولئكَ هم الفاسقون}.
فهى لم تنزل بخصوص اقامة (حكومة) فى بلد ما او ( حكم دولة) معينة، و (انما نزلت عندما اخفي اليهود ن النبى حكم رجم الزانى، فى واقعة احتكموا اليه لكى يقضى فيها(..) اي ان هذه الايات نزلت فى اهل الكتاب، و انهم وحدهم المقصودين بها، لا المؤمنين ( المسلمين)..و علي ذلك معظم الثقاة من مفسرى القرآن الكريم ( الجامع الاحكام القران الكريم المسمى تفسير الطبرى، ص- 185 و ما بعدها، اسباب النزول لابى الحسن الواحدى ص 131 و ما بعدها، اسباب النزول للسيوطى ص 72 و ما بعدها، تفسير البيضاوى ص 177 و ما بعدها)* اي ان هذه الآيات نزلت فى ( القضاء) و ليس فى تقرير( الحكم) الذى نعرفه الآن، و انها كذلك نزلت فى اهل الكتاب علي حسب الوقائع التى ذكرها المفسرون، و لم تنزل وقائع تاريخية كان طرفها المسلمين لحل اشكالية ( الحكم - اي الامارة). و لكن ما نعرفه حالياً ان معظم هذه الايات تستخدم بكثرة من قبل جماعات الاسلام السياسى، لإيهام الناس بأن المقصود بها ( حكم الدولة). و اذا عرف الغرض بطل العجب، فهذه الجماعات، تلفق معانى جديدة لهذه الآيات الكريمة، و تنزع الالفاظ من سياقها التاريخى، حتي توافق هواها - لفظ الحكم - لتستخدمها فى عراكها السياسى مع بقية الاحزاب حول احقيتهم فى الوصول الي السلطة، طالما هم يرفعون شعارات ( حكم الله) و طالما هم ينادون ب ( الحكومة الاسلامية).
____________________ * محمد سعيد العشماوى..الاسلام السياسى ** تفسير ابن كثير *** تفسير الجلالين **** تفسير الطبرى
|
|
|
|
|
|