|
Re: حكايات ابن سوداني عادي وأب سوداني غير عادي: الشهيد محمد عمر حسن (Re: مدثر محمد عمر)
|
عيوني تؤلمني.. والحال أرق من طرقة اّبري أبيض.. وأنا أستحي أن أطلب نظارة بعد أن كسرت نظارتي أو أضعتها لا أدري.. أصر علي أن نذهب ونشتري واحده.. أصررت علي ان عيوني بخير.. حاول أن يقنعني بالمنطق فجادلته أنني لا أحتاجها فسكت.. كم علمني أحترامه لرأيي الخطأ مرارا أن لا أحرم الناس حق أن يخطئوا.. لا بد أن التربية صعبة وأصعب من عمل راشد الذي زاوله كعامل بناء يحمل الخرسانه ليكمل تعليمه فظل طيلة أيام الجمعة يتألم من ظهره..
بعد أيام وجعتني عيوني بشده.. لم أستطع تحمل الألم.. جئته منكسراً: يابا.. انا داير اعمل نظاره ..
ضحك بسخرية ورد علي: يا ولدي انا لي فتره بقول ليك ارح نعمل ليك نظاره ارح نعمل ليك نظاره ما سمعت كلامي... أها هسهالقروش طاف عليها طائف من ربك وهم نائمون !!
ثم ضحكنا سويا كثيرا.. تعلمت ذلك اليوم أن ثمة طرق كثيرة لمداواة البؤس ربما منها السخرية.. لا غرو أنني كنت أزداد سخرية كلما تقدم بي العمر..
|
|
|
|
|
|