|
Re: جيدلكم ياشماليين : إجتراركم للعموميات أوصلكم للمأساة وسيقودكم للأس (Re: أسامة العوض)
|
أما في مجال التعليم الديني وهو المعضلة فهناك روابط متعددة فبعض الدول تلتزم بوضع مناهج تربوية لمادة الدين وتدرسها كل حسب ديانته منها بعض الدول الاوروبية مثل ألمانيا والنمسا (يدرسان الاسلام للمسلمين) وبعض الدول الاوروبية تسمح للأسر بسحب أطفالها من فصول الدين. وبعضها لا تدرس الدين في مدارسها الحكومية ولكن تسمح به في المدارس الخاصة مثل امريكا والهند واليابان ولكن تدرس في الجامعات والكليات المتخصصة في العلوم الدينية theology وتسمح بالمدارس الخاصة المدعومة من قبل منظمات دينية الصين تحظر تدريسه أو التطرق له في التعليم الرسمي العام إلا في مستوى جامعي أو أعلى فقط للكليات المتخصصة في علم الأديان وهي نادرة للغاية وغالباً صغيرة جداً وبميزانية ضئيلة وبعضها لا تدرسه مطلقاً ولا تدعمه مادياً , حكومياً كان أو خاصاً ولا تسمح بأي مظاهر تدل عليه مثل فرنسا لكنها تسمح به ضمن أضيق القوانين الاستثنائية في بعض مناطقها وهناك من تدرس الدين السائد في الدولة فقط مثل اليونان (ارثودوكس) واسرائيل (التوراة والتلمود) وإيران (الإسلام الشيعي) باكستان والسعودية (الإسلام السني) والفاتيكان (لا توجد بها مدارس أو جامعات لكن تمنح تراخيص لجامعات الدول الاخرى التي تدرس علوم الكتاب المقدس) وبعضها تجعل مادة الدين اختيارية كايرلندا وبولندا بعض الدول لا تدرسه في مدارسها ولكن القانون يسمح لها أن تدعم مادياً المدارس الدينية مثل كندا وهي بالفعل تدعمها بسخاء
وجود الدولة كعضو في منظمات مثل منظمة العالم الاسلامي ورابطة العالم الاسلامي المبنية على الديانة الاكثرية في الدولة يجعلها ملزمة بمقررات هذه المنظمات
تلتزم دول مثل أمريكا بتعيين وظائف برتب مثل الكاهن والقديس والإمام والخطيب والواعظ لحوالي 18 ديانة معتمدة في جيوشها ضمن ما يسمى بالدعم الديني Religious Support من أجل إتمام الطقوس الدينية التي لا تتم إلا بوجودهم أو للمرجعية الدينية , وتمنع أي مظاهر دينية مميزة ماعدا لرجال الدين المعتمدين لديها Chaplains ومساعديهم , والمظاهر مثل أن يرتدي الواعظ المسلم الطاقية البيضاء ويرتدي اليهودي طاقية صغيرة kippah ..الخ , ويسمح قانوناً لمعتنقي ديانة السيخ بعدم حلق اللحية والشعر لأن حلقها تخرجه من ملته كما تسمح شرطة بريطانيا لنفس الطائفة بعدم ارتداء القبعة الواقية أثناء قيادة الموتر دون أن يطالهم العقاب.
إذن هناك تقاطعات بين الدين والدولة , تصغر أو تكبر وفق نسق في غاية التعقيد يرتكز في الأساس على طبيعة المجتمع والعقد الاجتماعي الذي يربط أطرافه وبعض من كان يدعو لفصل الدين عن الدولة في السودان كان يعني منع تغوّل الدين بتفسيرات بشرية على مجريات الدولة على أن تتسق الدولة مع روح الدين المتمثل في العدل والعدالة الإجتماعية والحرية والكرامة ولأن السودان عانى من تغوّل الدين المتطرف على الدولة وفشل في إدارتها والحفاظ عليها سينعكس هذا الفشل الذريع على كل جوانب الدين ويؤدي في نهاية المطاف سنصل لمطالبة أجزاء كبيرة من المجتمع بفصله تماماً عن الدولة بسياق مقارب لما حدث تاريخياً في أوروبا
|
|
|
|
|
|