الطائفية .. قراءة مغايرة .. من التجريم إلى التشخيص ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 01:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-27-2013, 01:37 PM

أحمد الابوابي
<aأحمد الابوابي
تاريخ التسجيل: 02-08-2011
مجموع المشاركات: 837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطائفية .. قراءة مغايرة .. من التجريم إلى التشخيص .. (Re: أحمد الابوابي)

    الطائفية و الهس الديني .. من التجريم إلى التشخيص (3)

    هذه هي الحلقة الثالثة في مناقشة موضوعي الطائفية ، و الهوس الديني ، على نحو تشخيصي ، يبعد ، أو يسعى لأن يبتعد ، عن الحكم التجريمي .. و هي الأخيرة في ما يخص موضوع الطائفية .. و لست أعتقد بأنني قد تناولت الأمر يما يكفي من التفصيل ، بل إني قد حاولت الاختصار لأقصى الحدود ، و عزائي بأن ما تم ، و سيتم هو فتح لبعض الأبواب المغلقة ، و استفزاز لنوع من التفكير ، ربما لا تجد له عند الكثيرين حماساً ، أو عليه اجتراءاً ..

    الفكر ، و العقيدة .. الحق ، و الرجال ..

    أن نقطة الخطر في العلاقة بين القائد والمقود في مجتمع تحكمه قيم صوفية هو أن العلاقة هنا عقدية ، و عاطفية من الدرجة الأولي .. هذا بخلاف العلاقة في المؤسسات العلمانية ، التي يمكن أن يقال أنها تغلب عليها المضامين عقلانية مع عدم غياب العاطفة ، قطعاً.. ففي المجتمع الصوفي التكوين ، و التوجه ، الفرد ( المقود ) محتاج للقيادي كي يصح دينه ، لأن القيادي بالنسبة للمقود هو تجسيد للقيم العليا (المجردة) ، و هو الواسطة والوسيلة بينه وبين النبي ... و هذه علاقة أشبه بعلاقة الأبن بأبيه ، اكثر منها ، بعلاقة الأخ ، بأخيه .. هذا ما يؤدي لغياب عنصر (الاستقلالية) ، الذي هو شرط أساسي للحوار الفكري الحر ، و التفكير النقدي .. ولقد كانت العلاقة في الطرق الصوفية منذ نشأتها تقوم علي الطاعة المطلقة .. لقد كانت الطاعة المطلقة للمرشد هي طريق الفيوضات والأنوار لدي المتصوفة وكانت هي طريق الكمال والفلاح. . إن هذه الخاصية ، لهي في تقديري ، عقبة أمام التزام الفكر الصوفي في واقعنا المعاصر الذي يسيطر على الشباب فيه القلق ، و الشك في كل شيء ، و نمت في من هم في سن الطفولة نزعة المطالبة بالحوار ، و الإقناع . و لإن كانت خاصية الطاعة المطلقة خطيرة ، فيما يخص الكيان الداخلي ، و علاقة الفرد بقائده ، و إخوته ، فإن الأخطر هو انتقال هذه السمة – سمة الطاعة ، و التسليم- من حيز الترشيد ،و التسليك الديني ، إلى حيز الحراك السياسي ، و التفاعل مع واقع يحتاج للدرس ، و التحليل ، لا التصديق ، و التسليم ، و مع ( الآخر)، الذي يقتضي منك حواراً لابد ، للفكر المستقل (فكرك أنت ) ، أن يكون حاضراً فيه.. كما أنك تنتمي إلى كيان أكبر فيه آخرين لا يشاركونك اعتباراتك (العقائدية) ، التي تجعلك تقول أحياناً في شأن شيخك : (لإن قال فقد صدق)..
    لكل ما سبق فإن القداسة لا يمكن فصلها ، من السياسة بالأماني ، و الشعارات ، بل بالمجهود المستمر لحظة بلحظة ، من قبل القادة ، لتحرير العقول من أمرين هما الخوف – خوف المخالفة ، و الإنمياز- و الكسل الذهني .. و بالمقابل مجهود من المقودين ليضعوا كل أمر يعرض عليهم ، في إطاره الموضوعي الذي تصح المقولة ، فيه أو تخطأ بغض النظر عن من هو قائلها ، أكان شيخك ، أم أخوك ، أم عدوّك .. و الترياق في كل أولئل ه في كلمة واحدة هي (الفكر) .. و لعله من المفيد أن نذكر الأسهام العملي للأستاذ محمد محمد طه في هذا الأمر عبر ما عرف بقاعدة (الطاعة بفكر ، و المعصية ، بفكر) ، فبهذه القاعدة يتحمل مسئولية تفكيره ، و عمله ، بحيث لا يحق له أن يحمل القيادي أمراً خاطئاً أقدم عليه ، بحجة أنه كان متبعاً لأمر القيادي ، و توجيهه .. فهنا يكون الفكر ، و النظر هو وسيلتك في التعامل مع المعضلات ، و الخيارات سواء أأطعت قائدك ، أم عصيته .. هذه في تقديري مساهمة مقدرة في إيجاد التوازن في العلاقة بين القائد ، و المقود تجعل الطلافين في حاجة للتيقظ الفكري ، الاجتهاد ، فلا القائد مخول لأن يطاع فيما أمر بلا قيد ،و لا المقود معفي من الإختيار ، و إعمال الفكر.. و كما قلت فإن الأمر يحتاج لليقظة ، و الاجتهاد ، و هذا لعمري مجهود ، لا يتاتى إلا لقائد تحرر في داخله من حب التبعية ، و الإنقياد ، ( لذة النهي و الأمر ) ،و توكدت في ذاته كرامة الإنسان ، و حريته ، و قيمة الفكر الحر ، و حتميته .. هذا و إلا فكل رابطة صوفية ، تحمل في داخلها جرثومة الطائفية..

    و لعل هذا يرجعنا إلى قيمة و محك إنساني لا يختص به كيان معين ، و هو الجمع ، بين الفكر ، و العاطفة (الشعور) .. كيف نستطيع ، أن نكون حريصين على جعل الحق ضالتنا ، نتحرّاه ، و نطلبه ، و نأخذ به ، أيّا من كان قائله ، رغم ، ما تنطوي عليه ، قلوبنا ، من حب ، و تقدير ، أو بغض ، و احتقار ، لمن نخالطهم ، من أشخاص ؟؟ .. كيف نستطيع ، أن نتعامل ، مع الحق كنقطة ، متحرّكة ، و نسبية ، و خصيصة ، لا يحتكرها ، أحد ، على ظهر هذا الكوكب ؟؟ .. إن إحدى آفات الفكر ، هي الإلتواء .. و إن من خصال الفكر الملتوي ، هي الإطلاق ، و التعميم .. و لعلّ العاطفة الفجّة ، هي من أبرز ما يلتوي ، بالفكر ، و يُحيّزه ، و يجعله أقرب إلي الإطلاق ، و التعميم .. و العقيدة عندي ، ليست ، سوى القليل ، من الفكر ، و الكثير ، من العاطفة ..

    الحق ، و ارجال : ..


    إن تفاضلية الفكر، و العاطفة ، هي ، فيما أرى تتصل مع تفاضلية أخرى ، هي تفاضلية الحق ، و الرجال ، تلك القديمة .. لعل القراء يذكرون ذلك السؤال ، الذي سأله رجل للإمام علي ، عن كيف يمكننا أن نحكم بين فريقين ، يقود كلاهما أجلّ أصحاب رسول الله (ص) ، و من هم مبشرون بالجنة .. فما كان من الإمام على إلا أن قال له .. ( إنك امريء ملبس عليك .. ليس بالرجال يعرف الحق ، إنما بالحق يعرف الرجال.. إعرف الحق ، تعرف أصحابه ) .. و معرفة الحق تحتاج الفكر القوي المحايد .. و تحتاج معه أيضاً ، الصبر ، و المجاهدة .. و لكن النفس ، تميل إلى الراحة ، و اليسر .. لذا فالأيسر لها ، هي أن تصنف الرجال ، إلى رجل هو موضع ، و حبها ، و ثقتها ، فتسلمه ، أمر فكرها ، فإن قضى أمراً ، فما لها ، في ذلك ، من خيرة ، دعك ، عن إعتراض ، و رجل هو موضع شكها ، و تمردها ، فيكون ، منها ، نحوه دوماً ، السخط ، و الاعتراض.. إن الطائفية تنتج عندما يكون الرجال عندنا أحبّ من الحق..
    إنّ إحدى أزماتنا في هذا مجتمعنا السوداني هي ، أننا لا زلنا نعطي للرجال ، وزناً ، و اعتباراً ، يفوق ، و بكثير ، ما نعطي ، من وزن ، و اعتبار ، للحق .. و بهذا فإن آفة الطائفية هي واردة الحدوث في أي مجتمع تتضحم فيه قيمة الرجال ، و الكيان الطائفي ، على حساب الحق ، .. ..
    و هنا أقول أن هناك صورة منفرة ظل يقدمها المناهضون للطائفية ، و هي أن نواب التنظيمات (الطائفية) ، يتحركون بالإشارة .. و لعل من يذكرون ذلك كانوا يقولونه ، و هم راضين عن أنفسهم ، و شاعرين بأنهم بمأمن من الطائفية ، ولكني أقول لهؤلاء ، و هؤلاء بأن الطائفية ، ستظل شبحاً يطارد كل الكيانات القائمة الآن ، و أخص منها الدينية ، و المرتكزة على قيم صوفية بشكل أخص ... و أن ما نراه ، في آخر الطريق ، في محطة الذين يتحركون بالإشارة ، يبدأ مما يحدث ، في أولى محطات الطائفية .. كلا المحطتين ، بها لافتة كتب عليها : قف .. الرجال أهم ، من الحق ..
                  

العنوان الكاتب Date
الطائفية .. قراءة مغايرة .. من التجريم إلى التشخيص .. أحمد الابوابي04-27-13, 01:22 PM
  Re: الطائفية .. قراءة مغايرة .. من التجريم إلى التشخيص .. أحمد الابوابي04-27-13, 01:25 PM
    Re: الطائفية .. قراءة مغايرة .. من التجريم إلى التشخيص .. أحمد الابوابي04-27-13, 01:29 PM
      Re: الطائفية .. قراءة مغايرة .. من التجريم إلى التشخيص .. أحمد الابوابي04-27-13, 01:37 PM
        Re: الطائفية .. قراءة مغايرة .. من التجريم إلى التشخيص .. Abdel Aati04-28-13, 03:52 PM
          Re: الطائفية .. قراءة مغايرة .. من التجريم إلى التشخيص .. أحمد الابوابي04-28-13, 05:47 PM
        Re: الطائفية .. قراءة مغايرة .. من التجريم إلى التشخيص .. كمال عباس04-28-13, 05:46 PM
          Re: الطائفية .. قراءة مغايرة .. من التجريم إلى التشخيص .. أحمد الابوابي05-02-13, 01:17 PM
            Re: الطائفية .. قراءة مغايرة .. من التجريم إلى التشخيص .. سعد مدني05-02-13, 02:52 PM
              Re: الطائفية .. قراءة مغايرة .. من التجريم إلى التشخيص .. أحمد الابوابي05-02-13, 05:34 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de