الطائفية .. قراءة مغايرة .. من التجريم إلى التشخيص ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 01:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-27-2013, 01:29 PM

أحمد الابوابي
<aأحمد الابوابي
تاريخ التسجيل: 02-08-2011
مجموع المشاركات: 837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطائفية .. قراءة مغايرة .. من التجريم إلى التشخيص .. (Re: أحمد الابوابي)

    الجريدة ...الأحد 3 اكتوبر 2010

    الطائفية و الهوس الديني .. من التجريم إلى التشخيص .(2)


    الطائفية في السودان خصوصية المصطلح و المفهوم:

    لا يغيب عن بصر اللبيب أن كلمة الطائيفية لها مدلولاتها المتعددة التي سنحاول استعراضها، هنا بشكل وافي، كما أن لها صور مختلفة باختلاف الدول التي يدور عنها الحديث .. ففي لبنان، مثلاً تأخذ معنيي الإختلاف الديني (الملّي) بين المسلمين و المسيحيين، و كذلك الإختلاف المذهبي بين السنه و الشيعة ..الخ..أما في مصر فهي تأخذ المعنى الأول (الملي)، بصورة أساسية ، بينما في العراق ، تأخذ المعنى الثاني (المذهبي)، بصورة أساسية .. أما هنا في السودان فإن المصطلح يستخدم حصرياً للتعبير عن الإختلاف بين الطائفتين الكبيرتين من المسلمين (السنة؟؟) و هما الختمية و الأنصار ، و ثالثتهما (الهندية)، أحياناً.. و لم يؤثر استخدامها للتعبير عن الاختلاف الديني رغم أن السودان وصف دوماً بأنه بلد متعدد الأديان و الثقافات.. الخ..
    و (الطائفية) بحسب ( ويكيبديا) و بعض القواميس هي نوع من الإنتماء و الإلتزام الجامد و المشتط تجاه مجموعة دينية تفترق عن مجموعة أكثر شمولية و قديمة النشأة ... هذا الإنتماء المشتط ، الجامد، في تقديري يؤثر سلباً على ثلاث علاقات أساسية هي : العلاقة القائمة بين الفرد و ذاته، أعني مقدرته على التصالح مع ذاته، و على الرؤية الناصعة، المستقلة، و الإختيار السليم كما تؤثر على علاقته مع الآخر المنتمى إلى كيان موازي ثم على انتمائه و عمق إخلاصه للكيان الجامع كالديانة و الوطن، مثلاً .. هذا في حال وقعت المقارنة و وجب الاختيار بين الكيانين .. بذا يتضح أن ضرر (الطائفية)، و خطرها متعدي .. أي أنه يتجاوز الفرد إلى الآخر و الكل أيضاً .. (الطائفية) هي حالة من تضخم اعتبارات القائد، و المجموعة، على حساب اعتبارات الآخر، و الكيان الشامل الذي يجمعك معه، أي (الآخر) .. ف (الطائفية)، و الحالة هذه، لا تستقيم مع التزام الفرد للحياد و العدالة تجاه الآخر ولا الولاء المخلص للكيان الأكبر ، كالوطن مثلاً .. الأهم على الدام هو مصالح الطائفة و رأي زعيم الطائفة و أتباعها ..

    ثالوث الإنتماء الطائفي : الزعامة الطائفية .. الكيان الاجتماعي .. الفكر:

    و انتماء الفرد للطائفة المعينة هو علاقة ذات ثلاثة أبعاد : الأول مع الكيان الإجتماعي (الطائفي)، و الثاني مع رأس الطائفة سواء أكان شخص (زعيم)، أو مؤسسة .. و البعد الثالث هو الفكر المتبنى من قبل الطائفة.. و لك، هنا أن تلاحظ أن هذه ثلاثة العلاقات تؤثر على بعضها بصورة واضحة ..
    فكلما كانت العلاقة مع الزعيم الطائفي قائمة على الحوار و تبادل الرأي و احساس الفرد بالكرامة و الإستقلالية و هو في حضرة رأس الكيان أو و هو في لحظة اختيار حاسم سياسي أو اجتماعي كانت صلة الفرد تجاه الفكر أكثر تحرراً و نقدية و بذا تتحقق علاقة إيجابية مع الفكر المحدد تسمح بالتطوير و التثوير.. و في نفس الوقت تكون علاقته بالمجموعة أقرب إلى التواشج الصحي و كان الفرد أكثر شعوراً بالأمان و هو يواجه محكه الفرداني في التفكير و التعبير مما يجعله لا يخاف غوائل المجموعة و بطشها و إقصاءها في حال خالف رأيه و اجتهاده ما كان عند الجماعة حقاً، و صواباً ... و العكس في كل ما سبق، بالعكس ... فالقائد الطائفي، الحريص على الإتّباع السالب، و الطاعة العمياء يخلق من حوله مجتمعاً باطشاً بالأفراد و أفراداً تابعين خاملين سالبين ..

    أما علاقة الفرد بالمجموعة فتوثر بشكل حيوي و خطير على كلا البعدين الآخرين – العلاقة مع رأس الطائفة ومع الفكر .. و يمكننا أن نقرر بكل ثقة أن (الطائفية) في كل تجلياتها إنما هي صنيعة اجتماعية أعني أنها تتأثر بالسلوك الجماعي تجاه القائد أكثر من تأثرها بسلوك القائد تجاه الجماعة .. هذا مع الأخذ في الاعتبار لخطورة دور القائد من حيث الرفض، و الإقرار (التشجيع)، تصريحاً ، و تلميحاً (إيحاءاً ) ، لكافة أنماط اسلوك الطائفي .. و الحق أن للجماعة طرق كثيرة في صنع هالة من القداسة حول القائد باصطناع العقائد، المتصفة بالتقديس و التعظيم و (الأسطرة) و المشجعة للسلوك القائم على الاعتمادية و الانقياد ( الطاعة العمياء) .. كما أن للطائفة طرقها المختلفة، في تدجين الأفراد، و الحفاظ عليهم داخل السياج الطائفي عبر أساليب غسل الدماغ و التقريب، و الترقية في الكيان المحدد ترغيباً و العزل الاجتماعي و الإقصاء و اغتيال الشخصية ترهيباً ..
    أما الفكر فكلما كان قائماً على الغموض و الغيبية فيما يخص مقولاته، و الألقاب و المقامات فيما يخص القائد، كان أدعى لترسيخ القداسة و انسياق الأفراد، تبعاً لذلك ، إلى حالة من تهيب التفكير النقدي و من ثم التسليم بما يقوله القائد و ما تعتقده الطائفة و الإنصياع وراء الآراء الجماعية حول أمر ما و القرارات حول الموقف المعين .. و هذا البعد بالذات-بعد العلاقة مع الفكر- هو ما يجعل الفكر الديني التصوف بشكل خاص أكثر قابلية لقيام (الطائفية) فيه من أي فكر آخر ..

    التصوف و بذرة (الطائفية) :


    لقد كان الأستاذ محمود محمد طه شديد الحرص على التمييز بين الطرق الصوفية و الكيانات (الطائفية) .. و لقد عبر بوضوح عن الخطر الماثل أمام كل مربي صوفي و هو أن يتحول إلى طائفي .. و لقد وصف المسألة، في بساطتها بأنها (( فركة كعب))، دلالة على يسر التحول و قرب مأتاه.. و الفرق الحاسم عنده بين الصوفي و الطائفي هو أن الأول لديه ما يقدمه للمريدين من الترشيد و الإصلاح و هو مع ذلك زاهد في دنيا الناس ..أما الطائفي فهو حريص على الدنيا و مفلس عن الترشيد .. و الحق أن التمييز بين القيادي الصوفي و الطائفي أمر في غاية الصعوبة إذ أن الشخصين كثيراً ما يجتمعا في شخص واحد .. و هنا أود أن أقول أن العلاقة بين الطريقة الصوفية و الطائفة السياسية هي إحدى تمظهرات مشكلة العلاقة بين الدين و السياسة أو كما يحب بعض أصدفائنا تسميته (الديني و السياسي)، .. أو بتعبير آخر (السياسة و القداسة )، و لإن كان سؤال ما إذا كان يمكن فصل الدين عن السياسة من أعقد الأسئلة فإن مهمة الفصل بين الصوفي و الطائفي، تبقى هي أيضاً معقدة جداً و شائكة .. ينسب إلى السيد الصدق المهدي شعار رفعه في الستينات فحواه ألا قداسة مع السياسة .. و هو شعار لا بد أنه قد نال إعجاب الكثيرين من المناهضين للطائفية، في طيف السياسة السودانية الواسع، ذلك الوقت و لكن يظل السؤال حول : كيف ؟؟ هو العقبة التي ترجع الشعار، ربما إلى خانة الطوباوية خصوصاً و أن (القداسة)، كانت حين رفع الشعار عند شخص آخر هو الإمام الهادي رحمه الله..
    لقد ظل القضاء على (الطائفية) حلماً للسواد الأعظم من النخبة السودانية سواء أكانوا في داخل الكيانات (الطائفية) و خارجها ، من يمين الطيف إلى يساره، لكن ظلت الظاهرة باقية مع بعض التجميل و التحوير هنا و هناك.. و لعل هذا ما يجعلنا نعيد طرح السؤال بحثاً ، عن رؤية تعين على فعل إيجابي، و تغيير حقيقي، و أكيد.. ربما يعزي البعض الأمر إلى الأمية ، و انتشارها ، في هذا البلد ، و لكن لا بد لي أن أقول بأن الأمية ، وحدها ، لا تصلح تفسيراً كافيها ، للظاهرة ، ولا (لاستدامتها).. و لذا سأحاول أن أسهم ببعض النقاط التي ربما حملت شيئاً جديداً، مفيداً..

    إن تناقض القداسة، و السياسة في المجتمعات التي يشكل الدين جزءاً مقدراً من حياتها و خصوصاً تلك التي تسود فيها القيم الصوفية لهو في تقديري المعضلة الأساسية أمام (عصرنة ) التصوف .. و ذلك لأن التصوف يقوم على مفهوم أساسي، هو مفهوم المقامات و التراتبية الروحية و الذي يتبعه أن رأي من هو أعلى منك مقاماً هو مظنة أن يكون أقرب للصواب من رأيك .. ثم أن هذه التراتبيه تأخذ معناها الأوكد و الأخطر حين تتجسد في شكل ألقاب محددة يكون لها أثرها النفسي الداعي لالتزام (الأدب) و الورع و الحائل دون النزعة النقدية و الإستقلالية التي يستلزمها السلوك الديمقراطي أو قل (الليبرالي).. و هنا نصل إلى تناقض (ديالكتيك)، يجب استحضاره بين (الحرية ) و (الأدب) و نحن نصف ظاهرة (الطائفية) .. و هذا ما سأبدأ به الحلقة القادمة من المقال..
    نواصل ..
                  

العنوان الكاتب Date
الطائفية .. قراءة مغايرة .. من التجريم إلى التشخيص .. أحمد الابوابي04-27-13, 01:22 PM
  Re: الطائفية .. قراءة مغايرة .. من التجريم إلى التشخيص .. أحمد الابوابي04-27-13, 01:25 PM
    Re: الطائفية .. قراءة مغايرة .. من التجريم إلى التشخيص .. أحمد الابوابي04-27-13, 01:29 PM
      Re: الطائفية .. قراءة مغايرة .. من التجريم إلى التشخيص .. أحمد الابوابي04-27-13, 01:37 PM
        Re: الطائفية .. قراءة مغايرة .. من التجريم إلى التشخيص .. Abdel Aati04-28-13, 03:52 PM
          Re: الطائفية .. قراءة مغايرة .. من التجريم إلى التشخيص .. أحمد الابوابي04-28-13, 05:47 PM
        Re: الطائفية .. قراءة مغايرة .. من التجريم إلى التشخيص .. كمال عباس04-28-13, 05:46 PM
          Re: الطائفية .. قراءة مغايرة .. من التجريم إلى التشخيص .. أحمد الابوابي05-02-13, 01:17 PM
            Re: الطائفية .. قراءة مغايرة .. من التجريم إلى التشخيص .. سعد مدني05-02-13, 02:52 PM
              Re: الطائفية .. قراءة مغايرة .. من التجريم إلى التشخيص .. أحمد الابوابي05-02-13, 05:34 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de