|
Re: قراءة في كتاب: نبوة محمد التاريخ والصناعة (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)
|
يا قيقا انت قلت الزول دا عنده مقال واحد قلنا ليك الزول دا عنده كتاب ومقالات وريتك اسم كتابو مشيت قوقلتو وجبتو وجبت نقد له من ناقد غير متخصص ومقطع يشي بتواضع الكاتب
ياقيقا النقد دا علم راسو عديل بقروه ويتخرجو منه ذي المحاسبة اربعة سنة بحالها الناس بتقرا الحاجة الاسمها نقد دا يعني تبدا بالنقد بالترتارة... اي زول لاقي ليه كيبورد وباسورد وعينو قوية طوالي يبقى ناقد ودي ياها الخفة البنقولها ليكم ..
لا يمكن تقدح في معرفة خالد موسى ابدا ...كان للورق عنده الورق وكان للانتاج عنده الانتاج..
موش قلت ليك الفي كثير بس انت ما ناقش
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة في كتاب: نبوة محمد التاريخ والصناعة (Re: اميرة السيد)
|
Quote: لو خليتو الخبز لخبازينه كان اخير
|
عشان ياكل نصو مش؟ [حسب منطوق المقولة]
لا ياستي .. اصلاً انا ما مقتنع بيها ذاتو!! ليه الناس الامينين كملوا في الدنيا دي!؟
زول مؤدلج -محول العقيدة لايديولجيا- لا أأتمنه على عقيدتي .. ولا يمثلني التكليف في الاسلام فردي .. والحساب فردي بعدينك
لن ينفعني (الكاتب) خالد موسى ولا ابن تيمية، ولا حجة الاسلام (!) يومها
انتو ادوا خبزكم لخبازو الما امين يعوسوا ليكم فطير، وياكل نصو انا عقيدتي ما للعب
---------
متأكدة اني قوقلتها - بعد ما وريتني انت - يا دكتورة؟ يعني مافي احتمال اكون اتحيلت عشان اجيبا هنا كدليل على تخليط (الكاتب) خالد موسى، وتلفيقيته، وقسره للواقع ليطابق ايدولوجيتو!؟
ان شاء الله بس يكون لحق وعدل، ما تبقى عليو البقت على (حجة الاسلام) ابي حامد الغزالي!؟
ان لم يفعل فليفعل .. العمر ماااا مضمون .. وبالمرة خليو يشوف معاهو تقويله للرسول (ص) اقوال لم تثبت عنه في الصحاح الكلام دا خطير بمقاييس العقيدة الاسلام ما محتاج لدفاع زي دا ... الله الغني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة في كتاب: نبوة محمد التاريخ والصناعة (Re: فتح الرحمن حمودي)
|
Quote: ياقيقا النقد دا علم راسو عديل بقروه ويتخرجو منه ذي المحاسبة اربعة سنة بحالها الناس بتقرا الحاجة الاسمها نقد دا يعني تبدا بالنقد بالترتارة...
اي زول لاقي ليه كيبورد وباسورد وعينو قوية طوالي يبقى ناقد ودي ياها الخفة البنقولها ليكم ..
|
ؤ منو هو اسي الجاب سيرة (النقد الادبي)!؟
يازولة قولي بسم الله
(الكاتب) و (الناقد الادبي) خالد موسى دا مع (خفتو البحثية) كما بلفح من طرف .. اها شنو ليك؟ ما فاهم معنى الحديث الاستشهد بيو في غير موضعه ذاتو:
عزيزي القارئ كدي احكم انت عن ياتو (أدب) يتحدث النص المنسوب للرسول (ص) بسند ضعيف جدا، واه، غريب، وعير ثابت:
Quote: حديث " أدبني ربي فأحسن تأديبي " حديث :
" أدبني ربي فأحسن تأديبي(1) "
أخرجه العسكري في الأمثال من جهة السدي عن أبي عمارة عن علي رضي اللَّه عنه، قال: قدم بنو نهد بن زيد على النبي صلى اللَّه عليه وسلم، فقالوا: أتيناك من غوري تهامة، وذكر خطبتهم، وما أجابهم به النبي صلى اللَّه عليه وسلم، قال: فقلنا: يا نبي اللَّه، نحن بنو أب واحد، ونشأنا في بلد واحد، وإنك لتكلم العرب بلسان ما نفهم أكثره، فقال: إن اللَّه عز وجل أدبني فأحسن أدبي، ونشأت في بني سعد بن بكر، وسنده ضعيف جداً , إن اقتصر شيخنا على الحكم عليه بالغرابة في بعض فتاويه، ولكن معناه صحيح، وكذا جزم ابن الأثير بحكايته في خطبة النهاية وغيرها.
لا سيما وفي تاريخ أصبهان لأبي نُعيم بسند ضعيف أيضاً، من حديث ابن عمر قال: قال عمر: يا نبي اللَّه، ما لك أفصحنا؟ فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: جاءني جبريل فلقنني لغة أبي إسماعيل.
بل أخرج أبو سعد ابن السمعاني في أدب الاملاء بسند منقطع، فيه من لم أعرفه عن عبد اللَّه أظنه ابن مسعود رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: إن اللَّه أدبني فأحسن تأديبي، ثم أمرني بمكارم الأخلاق، فقال: خذ العفو، وأمر بالمعروف، وأعرض عن الجاهلين.
ولثابت السرقسطي في الدلائل، بسند واه، من حديث جد محمد بن عبد الرحمن الزهري، قال: قال رجل من بني سليم للنبي صلى اللَّه عليه وسلم:يا رسول اللَّه، أيدالك الرجل امرأته، قال: نعم، إذا كان ملفجاً، قال: فقال له أبو بكر: يا رسول اللَّه، ما قال لك، قال: قال لي أيماطل الرجل امرأته، قلت: نعم، إذا كان مفلساً، قال: فقال أبو بكر: ما رأيت أفصح منك، فمن أدبك يا رسول اللَّه؟ قال: أدبني ربي، ونشأت في بني سعد.
وبالجملة فهو كما قال ابن تيمية: لا يعرف له إسناد ثابت. ------------------- (1) قرأته مسنداً بإسناد ضعيف، في كتاب الأربعين، المنسوب لأحمد الرفاعي، لكني غير واثق من صحة ما ينسب إليه من المؤلفات، لأنها من صنع أبي الهدى الصيادي الذي كان يكتب مؤلفات في مناقب الرفاعي، وينسبها إلى علماء في القرن الثامن الهجري أو قبله أو بعده. =========== المصدر : انظر كتاب : المقاصد الحسنة للإمام محمد بن عبد الرحمن السخاوي(831 : 903هـ- 1427: 1496م) بتحقيق الشيخ عبد اللَّه بن محمد الصديق الغماري
http://www.hadielislam.com/arabic/index.php?p...es%2Farticleandid=4845
|
----------
يا طبارك قوم لف ... يا ريس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة في كتاب: نبوة محمد التاريخ والصناعة (Re: أمين عمر)
|
Quote: ) خالد موسى، وتلفيقيته، وقسره للواقع ليطابق ايدولوجيتو!؟ |
المشكلة وين ياقيقا لو الزول كتب بايدلوجيته؟
انت قايلو حيعمل بي شيت اي انسان فيالدنيا بتاثر عليه ايدلوجيته في الكتابة هناك مدارس ادبية قامت على الافكار والفلسفات
خالد موسى كاتب ممتاز وباحث ممتاز وكتاباته ممتعة وواضحة
اي زول حر يكتب وجهة نظره فيما يكتبه لكن لا يحق لاي اانسان محاسبته على ايلوجيته وتاثرها على كتاباته ولا يبقى مخو مقسم لصناديق وتلفيقيته دي كثيرة ووصفة سالبة البوست دا انتهى بعرض كتاب من زول شاطر اكاديميا وباحث ممتاز دي ما عايزة اي غلاط
ممكن اعرف انت كتبت كم عرض لكتاب في حياتك وقريت كم عرض لكتاب ؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة في كتاب: نبوة محمد التاريخ والصناعة (Re: د.نجاة محمود)
|
Quote: ممكن اعرف انت كتبت كم عرض لكتاب في حياتك وقريت كم عرض لكتاب ؟؟؟
|
ولا واحد
------------
ممكن اسألك بالمقابل؟
انت قريتي الكتاب المعروض في المقال؟ واذا كان الاجابة لا .. بنيتي تقريرك داك على شنو؟ مش متفقين انو علينا بالمكتوب (فغط) لا غير؟
Quote: اي زول حر يكتب وجهة نظره فيما يكتبه لكن لا يحق لاي اانسان محاسبته على ايلوجيته وتاثرها على كتاباته ولا يبقى مخو مقسم لصناديق
|
انا برضو حر اكتب في شنو وبي شنو ومتين ؤ وين ول شنو؟
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة في كتاب: نبوة محمد التاريخ والصناعة (Re: أمين عمر)
|
عمرك اطول من عمري يا أمين عمر ... وفوق هذا وذاك خالد موسى ممن يحفظون الود والوداد ... حلو المعشر ... حاضر البديهة ... مثقف ومفكر ومرح ... هميم ولميم ... ومابه ما يعيبه سوى هذه الآيديولوجيا اللعينة ... افسدت علينا جل اصدقاءنا ومعارفنا وحيواتنا الاجتماعية والسياسية والثقافية والفكرية ...
... المهم ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة في كتاب: نبوة محمد التاريخ والصناعة (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)
|
Quote: ومابه ما يعيبه سوى هذه الآيديولوجيا اللعينة ... افسدت علينا جل اصدقاءنا ومعارفنا وحيواتنا الاجتماعية والسياسية والثقافية والفكرية
|
عليك نووووووووووووور
-----------
ما عبنا عليه غيرها
وهداك الكلام قدام الناس مجتهد، ومهذب وكتابتو جيدة .. أحسن من غيرو ... اللخ اللخ
ودا كلو من واقع كتابتو (فغط) لا غير
فااا شنو يا ريس تقوم تلف بس .. آند كولكت بيبرز معاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة في كتاب: نبوة محمد التاريخ والصناعة (Re: فتح الرحمن حمودي)
|
Quote: ان شاء الله بس يكون لحق وعدل، ما تبقى عليو البقت على (حجة الاسلام) ابي حامد الغزالي!؟
ان لم يفعل فليفعل .. العمر ماااا مضمون .. وبالمرة خليو يشوف معاهو تقويله للرسول (ص) اقوال لم تثبت عنه في الصحاح الكلام دا خطير بمقاييس العقيدة الاسلام ما محتاج لدفاع زي دا ... الله الغني
|
يا شباب الكلام دا كان فيو غلط قولوا لي غلطان .. خلونا نعتذر
----------
يا كمان ما تعملوا فيها رايحين .. طالبوا (الكاتب) (الناقد الادبي) (الجهبذ) خالد ما يقول الرسول (ص) ما لم يثبت عليه سند صحيح ويتحرى الاحاديث في وظانها وصحاحها .. ويفهما كويس قبل ما يستشهد بيها
الا هل بلغت؟ اللهم فاشهد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة في كتاب: نبوة محمد التاريخ والصناعة (Re: Amin Elsayed)
|
Quote: (وهي عبارة استوحاها من وصفي في الكتاب لأبي طالب بالوثني النبيل)، وإن كنت أصف نفسي وموقفي الفكري بالعقلاني، كما أنبههه أن الملحد أو العقلاني ليس بصاحب لاهوت وإنما هو صاحب ناسوت لأن مركز الدائرة في رأيه ليس الإله وإنما الإنسان).
|
ما بال البروف يصادر (العقل) ويحتكره لـ[الملحد] حصراً!؟ اليس في اللتدين عقل!؟
وقع ليكم كلامنا؟
برااااكم وبكتابت امثال (الكاتب) خالد في العصر الحديث، و(حجة الاسلام) في العصور الغابرة ومن تبعهم بغير احسان بتحشرونا في الزاوية الضيقة دي!!
خموا وصروا
------------
يا اخ امين شنو يا معلم .. دي ما (قيل) قبل كدي!!
مافي جديد؟
انا شايف انو (الكاتب) خالد موسى رمى بياضو .. وبيّض النية الكورة في ملعب البروف .. او ح نحسبا عليو هروب الى الامام
مازلنا منتظرين (2) و (3) من مقالات الاستاذ/ مختار اللخمي
مع الشكر والتحية نحنا هنا لا امل لنا في الحصول على نسخة من الكتاب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة في كتاب: نبوة محمد التاريخ والصناعة (Re: فتح الرحمن حمودي)
|
Quote: يا اخ امين شنو يا معلم .. دي ما (قيل) قبل كدي!!
مافي جديد؟
انا شايف انو (الكاتب) خالد موسى رمى بياضو .. وبيّض النية الكورة في ملعب البروف .. او ح نحسبا عليو هروب الى الامام
مازلنا منتظرين (2) و (3) من مقالات الاستاذ/ مختار اللخمي
مع الشكر والتحية نحنا هنا لا امل لنا في الحصول على نسخة من الكتاب |
الاستاذ/ فتح الرحمن حمودي خالد موسى لف و دور وماقدر يدين حد الرده ولا المادة 126 من قانون النظام الإسلامي في الخرطوم ورده الثاني كان موجه لإرضاء جماعته في الخرطوم. مامكن تحاور إنسان وتحكم عليه بالقتل في نفس الوقت.
أما الاستاذ/ مختار اللخمي فلم ينشر بقية مقاله
الكتاب سيصل لأي مكان. بس حبة صبر
النص التالي عن بن صياد: ابن صَيَّاد ومن المناسب أن نختم معالجتنا هذه لمعارضة اليهود العقائدية لمحمد بحديث موجز عن علاقة محمد بيهودي شكّل على ما يبدو تحديا متميزا له وملأه بقلق وتوجّس طيلة فترته المدنية، ونعني به الشخص المعروف بابن صيّاد. ولعل ابن صيّاد من أكثر الشخصيات غموضا إن لم يكن أكثرها غموضا في المادة الإسلامية. ولقد حار مفسرو الحديث واختلفوا في فهم طبيعة شخصيته: هل هو نبي أم كاهن أم هل هو الدجّال، وإن مالت أغلب الأحاديث إلى أنه الدجّال. ويبرز ما نسجه الخيال الإسلامي حول ابن صيّاد أوضح ما يبرز في حديث أخرجه الترمذي ومنسوب لأبي بَكْرَة نقرأ فيه: «قال رسول الله ... : يَمْكُثُ أبو الدجال وأمُّه ثلاثين عاما لا يولد لهما ولد ثم يولد لهما غلامٌ أعورُ أضرُّ شيء وأقلُّه منفعة، تنام عيناه ولا ينام قلبه. ثم نعت لنا رسول الله ... أبويه، فقال: أبوه طِوالٌ ضَربُ اللحم (نحيف) كأن أنفه منقار، وأمه فِرضاخية (ضخمة) طويلة الثديين. فقال أبو بكرة: فسمعنا بمولود في اليهود بالمدينة، فذهبتُ أنا والزبير بن العوّام حتى دخلنا على أبويه، فإذا نعتُ رسول الله ... فيهما، فقلنا: هل لكما ولدٌ؟ فقالا: مكثنا ثلاثين عاما لا يولد لنا ولد، ثم ولد لنا غلام أعور أضرُّ شيء وأقلُّه منفعة، تنام عيناه ولا ينام قلبه. قال: فخرجنا من عندهما فإذا هو مُنْجَدلٌ ]ملقي على الأرض[ في الشمس في قطيفة له وله همهمة، فتكشّف عن رأسه فقال: ما قُلْتُما؟ قلنا: وهل سمعتَ ما قلنا؟ قال: تنام عيناي ولا ينام قلبي.(31) وإذا نظرنا لمادة البخاري نجد أن ابن صيّاد يظهر فيها أول ما يظهر في حديث منسوب لابن عمر يحكي عن ابن صيّاد وهو صبي عندما ينطلق إليه محمد في رهط من أصحابه ليتحقّق من أمره: « ... حتى وجدوه يلعب مع الصبيان ... وقد قارب ابن صياد الحُلُم فلم يشعر حتى ضرب النبيُّ ... بيده ثم قال لابن صياد: تشهد أني رسول الله، فنظر إليه ابن صياد فقال: أشهد أنك رسول الأميين، فقال ابن صياد للنبي ... : أتشهد أني رسول الله، فرفضه (32) وقال: آمنت بالله وبرسله، فقال له: ماذا ترى؟ فقال ابن صياد: يأتيني صادق وكاذب، فقال النبي ... : خُلِّط عليك الأمر. ثم قال له النبي ... : إني قد خبّأت لك خبيئا، فقال ابن صياد: هو الدُّخُّ.(33) فقال: اخسأ فلن تعدو قَدْرَك، فقال عمر ... دعني يا رسول الله أضرب عنقه، فقال النبي ... إن يَكُنْهُ فلن تُسلّط عليه وإن لم يَكُنْهُ فلا خير لك في قتله. (34) ويتواصل حديث عبد الله بن عمر لنرى محمدا وهو يتقصّ أمر ابن صياد في موقف من أغرب المواقف، وهكذا نقرأ: «انطلق بعد ذلك رسول الله ... وأبيُّ بن كعب إلى النخل التي فيها ابن صياد وهو يْختِلُ(35) أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه ابن صياد. فرآه النبي وهو مضطجع يعني في قطيفة له فيها رَمْزَةٌ أو زَمْرَةٌ،(36) فرأت أم ابن صياد رسولَ الله ... وهو يتقّي بجذوع النخل، فقال ت لابن صياد: يا صافِ، وهو اسم ابن صياد، هذا محمد ... فثارَ (وثب) ابن صياد، فقال النبي ... : لو تَرَكَتْهُ بَيَّن. (37) وفي موقع آخر يكرّر البخاري هذين الحديثين ثم يضيف حديثا آخر لعبد الله بن عمر نقرأ فيه: «قام رسول الله ... في الناس فأثنى على الله بما هو أهلُهُ ثم ذكر الدجال فقال: إني أنْذِرُكُمُوهُ وما من نبي إلا وقد أنذر قومه، لقد أنذر نوحٌ قومه، ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه تعلمون أنه أعورُ وأن الله ليس بأعور . (38) ويختم البخاري مادته عن ابن صيّاد بحديث منسوب لمحمد بن المنكدر يشهد فيه قائلا: رأيت جابر بن عبد الله يَحلْف بالله أن ابن الصياّد الدجال ، قلتُ: تحلف بالله، قال: إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي ... فلم يُنْكِرهُ النبي ... (39)
للحصول على الكتاب الرجاء مراسلة مركز نقد الأديان على الإيميل: [email protected]
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة في كتاب: نبوة محمد التاريخ والصناعة (Re: Amin Elsayed)
|
تحية أستاذ أمين السيد وشكرا على التعقيب لو لاحظت مداخلتى الاخيرة التى تكرمت انت بالرد عليها تجدنى عدلتها قبل مداخلتك الكريمة عليها خاصة اننى كتبت من الذاكرة ثم عدت للكتاب (قرأت الكتاب اكثر من مرة )
وهذا هو تعديلى فى نهاية الصفحة السابقة:
*Quote: تنبيه : عدلت المداخلة ومسحت الجزء الأخير منها بعد رجوعى للكتاب مرة أخرى بعد 24 ساعة من إرسال المداخلة الاولى (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 19-05-2013, 01:50 PM) (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 19-05-2013, 01:55 PM) (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 19-05-2013, 01:57 PM) (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 20-05-2013, 12:42 PM |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة في كتاب: نبوة محمد التاريخ والصناعة (Re: احمد الامين احمد)
|
Quote: عزيزي أحمد موسى وعيسى لم يقما بإنشاء نظم ودول بل قام بها من بعدهم من مسيحين ويهود ولكن محمد قد قام بإنشاء دولة في المدينة بنفسه وكان لها جيوش ونظام حكم وإدارة إقتصاد الخ.... |
هذا رد على الاخ أمين السيد وليس أستاذى د. محمد محمود تحية امين فى مداخلتك كتبت المقتبس اعلاه ... موسى عليه السلام لايقرأ منفصلا عن كافة أنبياء بنى إسرائيل رغم عدم نجاحه كنبى ورسول فى تكوين دولة لانه عقب موته فى التيه خلفه الكثير من أنبياء بنى إسرائيل ونججوا فى إقامة دولة ومملكة على هدى التوراة ومنها دولة إسرائيل الحالية ... سيدنا عيسى عليه السلام لم يعش طويلا ليقيم دولة بنفسه لكن على هدى إنجيله قامت الكثير من الدول وبعضها حتى اليوم الإنجيل بنسخه العديدة هو كتابهم الاصلى فى الحياة عموما ... سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نجح فى إقامة دولة المدينة وهى من التجارب التى يقف عليها د. محمد محمود كثيرا فى كتاباته القديمة وتقريبا يقول أنها لاتصلح لهذا العصر (ما لم يتم تنبيهى رغم وقوفى قديما على اكثر من فكرة له حول ذلك ) وأستمرت الدول بعد وفاته صعودا هبوطا فى إقامة دول تحكم على هدى الإسلام بفشل ونجاح ... عند عودتى للكتاب مرة أخرى لاحظت أن د. محمد يقول أن الدولة التى أقامها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لاتقارن سوى بالتجارب التى اقامها عيسى وموسى ووضع البوذيين بين هلالين عندها عدلت مداخلتى التى رديت انت عليها لانى وجدت أنه أشار لموسى وعيسى عبر النبوة التى نجحت فى إقامة دول .... *تلخيص : سيدنا موسى لايقرأ بمعزل عن أنبياءبنى إسرائيل لانهم سلسلة علما ان سيدنا عيسى عليه السلام مرسل لبنى إسرائيل ليعيدهم لجادة الطريق ويمكن إعتباره أخر نبى مرسل لبنى إسرائيل فقط (راجع سورة الصف ) تحية امين السيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة في كتاب: نبوة محمد التاريخ والصناعة (Re: احمد الامين احمد)
|
الجزء الثانى من مقال د. حيدر على إبراهيم وقد قرأ الكتاب وردود الفعل:
Quote: في سؤال العقل في الفكر السوداني(2-3) 05-22-2013 03:45 PM
ثالثا: سوف اعوّل كثيرا علي تقديم الأخ(خالد)لنفسه بقوله:-” إن من يبدأ في تحرير رد مكتوب ومنشور في المواقع المختلفة علي كتاب علمي يعالج موضوعا هاما وحيويا يطعن في صميم عقيدة المسلمين لا شك يعترف مبدءا وضمنا بحرية التفكير والتعبير، فأنا لم أجرد سلاحا، أو أسير جيشا أو أمتشق حساما أو أبتدر عنفا من أجل نقد و تفنيد بعض المزاعم و الأفكار الجوهرية التي تضمنها الكتاب، بل عمدت الي يراعي متوسلا بالكلمة والحجة”.ثم يضيف:-” وتحرير هذا الرد إلا إعتراف صريح بهذا الحق، لأن الحوار الفكري الديمقراطي وحرية التعبير والتفكير ، فضلا عن أنها حق إنساني فهي السبيل الوحيد للتطور الحضاري وبناء الأمم والتقدم الإنساني. وهذا المبدأ يتسق مع خياري الفقهي القائم علي أن الردة الفكرية لا تبرر العقوبة والحد، إلا أن يكون المرتد محاربا أو مقاتلا بالقوة المادية الغاشمة والمسلحة، وهذا يقع في باب الجنايات و الحرابة أكثر من الردة”.
ساجعل من هذا الموقف مدخلا للتساؤل ومناقشة حدود حرية التفكير في الاسلام وفي السودان.وقد يتعدي ذلك الكتاب ونقاشه،ولكن لابد ان يثير هذه القضايا مع صدور مثل كتاب محمد احمد محمود.من الواضح أن الكتاب قد بذل فيه جهدا علميا نادرا بغض النظر عن موضوعه.ومع ذلك يمكن الاختلاف حول كثير من النتائج والفرضيات،ولكن هذا لا يقدح في صدقية الكاتب وتعامله العلمي مع مصادره وتحليله.وهذه نقطة رأيت وجوب الانطلاق منها،فحتي لو كان المرء ملحدا أو زنديقا أو ضالا أو ماسونيا،هذا لا يعني –بالضرورة-أنه غير قادر علي استعمال عقله وعلي التفكير العلمي السليم.ولسوء حظنا ،لو تأملنا العلماء والمفكرين والنوابغ والعباقرة في العالم،لوجدناهم –كلهم أو أغلبهم- من الملاحدة والكفار والزنادقة ويكاد ينعدم المسلمون من بينهم.ولو كان التدين والايمان شرطا للنبوغ والابداع والمعرفة،لكانت للمسلمين الغلبة في جائزة(نوبل)بينما عدد المسلمين الحائزين عليها لا يتعدون اصابع اليد الواحدة(يعيش أغلبهم خارج العالم الإسلامي).
هذا توضيح استباقي لكي لا يكون الالحاد أو الزندقة أو الضلالة سببا سهلا لعدم التعامل مع الكتاب بجدية وعمق.خاصة ونحن نتعامل مع الملحد وكأنه شخص معاق مثلا.وقد يكون دمغ انسان ما،بالالحاد مبررا كافيا لعدم مناقشته أو تجاهله أو التعامل معه بدونية.وهناك فهم خاطئ للقول:-”كنتم خير أمة أخرجت للناس”.إذ يظن أي مسلم أمي أنه احسن من(اينشتاين)أو (بيل قيتس)في الفهم،بحكم كونه مسلما.وهذا ممكن في ميزان الايمان وفي الآخرة،ولكن هنا-في الحياة الدنيا- توجد مواصفات اخري.قصدت عدم خلط بين معايير التقييم في ميادين العلم والمعرفة،ومجال الكفر والايمان.
كما أن هذه فرصة لتأكيد بدهيات الديمقراطية المخفية ولا نذكرها.وهي أنها ليست حق الاغلبية لان حق الاغلبية محفوظ بحكم كونها اغلبية ولكن الديمقراطية هي حق الاقلية في التعبير عن نفسها والا تتضرر بسبب كونها أقل عددا.
رابعا: قبل الدخول في تصنيف الأخ(خالد)للدراسة،وقبل تأرخة الكتاب وتحديد نسبه الفكري؛ يبرز سؤال ذو شقين:هل من الواجب مع هذا التطور العلمي الهائل أن يلجأ المسلم بصورة كاملة للعقل في اثبات صحة الدين؟وما هو المدى الذي يسمح به للمسلم أو العائش في مجتمع مسلم لنقد الدين؟ولا يمثل الكتاب عند المقعب اضافة جديدة،فهو يستعرض مصائر ومالآت الذين حاولوا “ترسيخ منهج نقد الأديان ونزع القداسة عن الدين من أجل الإنتصار للمنهح العقلي ودراسات التاريخ الحديث ففشلوا ، حيث قوبلت هذه الإتجاهات بمقاومة علمية قوية تصدي لها نخبة من العلماء بدعوي أن هذا النهج هو هدم صريح للإسلام، ونشط من هؤلاء محمود محمد شاكر والعقاد وغيرهما. ويذكر كتاب “أصول الحكم” للشيخ علي عبدالرازق، وكتاب الدكتور طه حسين في “الشعر الجاهلي” من العلامات المبكرة في هذا المسار خاصة. وبعد معركة صاخبة اضطر الي الإعتذار وإعادة طباعة الكتاب تحت عنوان في “الأدب الجاهلي” بعد أن نسخ منه مواضع الجدل والخلاف. وترد في السياق مساهمات صادق جلال العظم،وحسين مروة، محمد أركون، و سيد القمني، وفرج فودة،وجمال البنا، نصر حامد أبوزيد الذين نادوا بنزع القداسة عن الدين واخضاعه لمناهج النظر العقلي.وهذا السجل لا يدعم قضية الحرية الفكرية بين المعاصرين،بل علي العكس تماما،بينما يؤكد قول(محمد احمد محمود):-”فتحولات الاستنارة ومناهج النظر العقلاني الحديث اصطدمت بمقاومة شديدة في البلاد الإسلامية عندما يتعلق الأمر باخضاع الإسلام لهذه المناهج”.كما يكتب:-”الأزمة العميقة المستفحلة الراهنة في شرط الحرية الفكرية والاكاديمية التي تعيشها بلاد العالم الاسلامي،عندما يتعلق الأمر ببحث الإسلام والنظر في قضاياه”.
ليس صحيحا –كما ذكر (خالد) أن بعض هذه الكتابات قد تمت مواجهتها علميا وفكريا حتي النهاية –فقد لجأت المؤسسة الدينية والكتاب الإسلامويين،وقوي الإسلام السياسي؛إلي حسم الأمر قضائيا وادرايا.ولم تحارب الفكرة بفكرة مثلها بسبب سيادة الارهاب الفكري.وهذه سجل مخجل ياأخ خالد كان الأجدر بك أن تخفيه إذا أردت –فعلا وصدقا-أن تدافع عن حرية الفكر بين المسلمين المعاصرين.تصور خلال قرن كامل أن يصدر أقل من عشر كتب منشورة تحاول-باستيحاء-لنقد قضايا ذات صلة بالدين.وكل هذه الكتب المذكورة لم يتعرض أحد من مؤلفيها لموضوع الله أو الالحاد مباشرة.ولكن سدنة الدين الجدد،رغم هذا الحياء الفكري والحذر،قدموا فهمهم وتأويلاتهم المغرضين لهذه الكتب،وعرضوها اعلاميا بطريقة تثير الغرائز وليس العقل والفكر.بل وصلوا بها لساحات المحاكم.
يمكن القول بأن المسلمين قد عاشوا الخمسة قرون الاخيرة خارج التاريخ.إذ لم يشاركوا في انجازات البشرية منذ القرن السادس عشر وحتي اليوم.وهذه العصور المظلمة التي تجاوزتها أوربا بعد عصر التنوير والثورة الصناعية وصعود البورجوازية.ولا يعود ذلك لكونهم مسلمين ولكنهم لأنهم عطلوا عقولهم ورفضوا حرية التفكير وأغلقوا حتي باب الاجتهاد.فقد أحاط الفكر الإسلامي بعض القضايا والميادين البحثية بسياج من التحريم بينما هي تمثل أكثر الموضوعات الانسانية والاجتماعية أهمية وحيوية.فقد جري قول شبه دارج يؤكد وجود ثلاثة محرمات(تابوهات)هي:الجنس،والسياسة،والدين.وهي –كما نلاحظ – تدور حول أصل الحياة:-المتعة والنظام والمعنى.ومن هنا تجنب أو ابتعد المفكرون عموما ، عن الولوج في دراسة الدين.وبقي السؤال الديني معتما،ومهملا عمدا.ماعدا محاولات كلاسيكية قليلة لامست السؤال بحذر،وركزت علي قضايا هي أقرب الي هامش السؤال من متنه.وكل ذلك،مجرد حيل لتجنب الغوص في موضوعات عميقة وحساسة ذات علاقة بالدين،وبالتالي ملامسة المحرمات.ويري كثير من الباحثين أن عليهم أن يسد الباب الذي يأتي منه الريح ويستريح.و اصبحت تأتي من نقاش الدين كثيرا من الرياح فهناك شيوخ اقاموا “محاكم تفتيش” اسلامية.وقد فسروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر علي هواهم.فقد قرروا ان هدفهم يجب ان يكون حرب العقل والشك والتساؤل، ووجدوا في الكتابة والفكر والفنون كثيرا من المنكرات والمحرمات والاخطار علي سلامة الدين.وذلك لأنها من أهم ادوات التنوير والحداثة،والتي لابد أن تتجرأ علي المستقر والمحافظ والتقاليد،وتهز الوثوقيات والمطلقات.بينما الشيوخ في دعواتهم يطلبون ايمان العجائز والذي لا يشك ولا يتساءل.وانتشرت قضايا “الحسبة” حيث يقوم بعض المحامين الاصوليين بالتبرع برفع قضايا ضد الكتاب والمفكرين والفنانين،تحت دعوى أن نتاجهم يمس عقائد المسلمين ويستفز مشاعرهم الدينية.ونشر اصحاب الحسبة قدرا كبيرا من الارهاب الفكري وتخويف المبدعين.وللمفارقة،اصبح كثير من المبدعين يستبق النتائج، فينصب نفسه رقيبا ذاتيا ويرسم لنفسه الحدود.وافتقد الفكر والفن أهم شروط ازدهارهما،وهي الحرية كحاضنة طبيعية لنمو الابداع.في مثل هذه الاجواء تصبح ادعاءات الحرية الفكرية مدعاة للضحك والسخرية.ويقول(فضل الرحمن)عن حق:-” لابد أن نلاحظ بأن المسلم يظل متخلفا،خاصة في حقل الفكر البحت،أو الثقافوية الفلسفية.وليس من قبيل الصدف ألا تعرف الحداثة الاسلامية أي طالب جادّ للفلسفة في طول العالم الاسلامي وعرضه،يمكن الافتخار به سوي محمد إقبال”.(الاسلام وضرورة التحديث.بيروت،دار الساقي،1993:110).
لكي يتأكد لأي شخص صحة خروج المسلمين عن التاريخ أن يتابع نشرات الأخبار اليومية.فكل هذا الدم المسفوك يوميا إما أن يكون دم مسلم أو سفكه مسلم.في سوريا والعراق واليمن وتونس وليبيا والصومال ومالي ونيجريا والفيلبين وبورما وطبعا افغانستان وباكستان.ألا يحق للآخر الشعور بالاسلاموفوبيا؟وتحتكر صفة”المسلم”-بغض النظر عن درجة الاعتدال أو التطرف هذه الاخبار الارهابية.فالاخبار تكتفي بالقول مثلا:-”قام انتحاري مسلم بتفحير نفسه امام مبني…”وتنتهي الجمله بلا صفات أو تصنفيات.ولا توجد ممارسات ايجابية تمسح هذه الصورة السالبة.فلا نسمع أو نشاهد أن مخرجا مسلما حاز علي الاوسكارأو فيلمه علي السعفة الذهبية،ولا عن سبّاحة مسلمة سجلت رقما اولمبيا جديدا،ولا عن لاعبة تنس قطرية أو سعودية فازت بكأس دورة الدوحة للسيدات الذي تقيمه(قطر)نفسها.ولا عن فيزيائي أو كيميائي أو اقتصادي مسلم فاز بجائزة(نوبل)لهذا العام.بالمناسبة،حتي جوائز الملك فيصل في الطب والعلوم تذهب لغير المسلمين.لابد لنا ان نعيد النظر في أنفسنا وفي موضعنا الحقيقي لا المتوهم،في حركة التقدم الإنساني.
(نواصل) |
*المصدر :صحيفة الراكوبة بتأريخ اليوم الأربعاء 22- أيار 2013
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة في كتاب: نبوة محمد التاريخ والصناعة (Re: احمد الامين احمد)
|
الجزء الثالث من مقال د. حيدر على إبراهيم :
في سؤال العقل في الفكر السودان(3-3) .. بقلم: د. حيدر ابراهيم علي
الإثنين, 27 أيار/مايو 2013 09:13
Quote: خامسا: يحاول(خالد) اثبات هزيمة دعاة الفكر النقدي بادوات علمية، فيصل الي استنتاجات تبدو وكأنها ذات أرضية علمية لأنها لجأت للأرقام والاحصائيات.وهذا مايسمي "وهم الارقام" أو الارهاب بالارقام باعطائها سلطة حسم الجدل.فهو بدعوى العقلانية يكتب "ولعل نتيجة هذا الجهد الثقافي والعلمي في تحقير الدين في حياة المسلمين أصبحت مخيبة لآمال العقلانيين، وأدت الي نتائج عكسية تماما، حيث إزدادت وتيرة التدين بصورة كاسحة في المجتمعات الإسلامية والعربية ،مما أنعكس علي جوهر عملية الحراك السياسي والديمقراطي الراهن في المنطقة، وارتفعت معدلات انتشار الدين الإسلامي بصورة غير مسبوقة ليصبح الديانة الثانية في العالم من حيث عدد معتنقيه وأسرع الديانات إنتشارا في العالم، بل أصبح هوية ثقافية وحضارية لكثير من الشعوب، حيث وصلت نسبة من يعتنقونه حسب آخر إحصاء 19.8% من جملة سكان العالم".وفي موضع آخر يري ان الكتاب لا يشكل خطرا:- "لأنه أعاد إنتاج المزاعم الإلحادية القديمة بالطعن في حقانية النبوة المحمدية و ماهية الدين في حياة الناس، وضرورة تجاوز الدين وتحقيره في حياة البشر بدعوي العقلانية، وستتصدي لدعوي هذا الكتاب مراصد الوعي والحداثة الدينية، ومواطن التدين التقليدية القوية في العالمين العربي والإسلامي مما يجعل صوت من ينادون بمنهجه ويتبنون أفكاره بدعوي الإستنارة والعقلانية يتوارون حرجا وخجلا من مواجهة الجماهير الهادرة دون تخويف أو حجر بل بطريقة ديمقراطية شفافة وعادلة، طالما كانت الديمقراطية هي الخضوع لرأي الأغلبية دون مصادرة لحق الأقلية". اتوقف قليلا لمجاراة الأخ(خالد) في منطق اثبات التدين بالأرقام .ففي عدد يوم 11 مايو2013 من "الاهرام العربي"ملفا كاملا عن انتشار ظاهرة الالحاد في مصر. وقد استعانت المجلة بأرقام من مصادر علمية أجنبية موثوقة مثل معهد(قالوب). والأهم من ذلك،أليس من المثير للدهشة أن تنشر مثل هذا التقرير اصدارة عربية في بلد يحكمه حزب اسلامي؟وهذا أمر شديد الدلالة في التعامل مع قدسية الدين والمحرمات. فقد أعلن المعهد في استطلاع لقياس الرأي، وهو الذي يجري مثل هذه القياسات في140بلدا،أن عدد الملحدين في مصر زاد بصورة كبيرة. وقد قدرها استشاري الطب النفسي (ماهر صموئيل) بحوالي 2مليون ملحد. ثم ما رأي الأخ (خالد موسي) في التقرير الذي نشرته صحيفة (الموجز) المصرية يوم 6مايو 2013 في الصفحة16 والذي يستهل بالقول:-" رغم أن النظام الحاكم في مصر محسوب علي التيار الديني إلا أن الفترة الماضية شهدت تزايدا في اعداد الملحدين المصريين خاصة بين الشباب سواء بالنسبة للدين الإسلامي أو المسيحي حتي أن كثيرا منهم أصبح يعبر عن نفسه صراحة علي شبكة الانترنت بعدما أصبح لهؤلاء الملحدين منتديات وصفحات خاصة بهم يعبرون من خلالها عن آرائهم".وورد في التقرير أنه تم عقد اجتماعات سرية بين ممثلين من الازهر والكنيسة من أجل إعداد خطة لمواجهة هذا الفكر الالحادي. وفي نفس السياق،تقول المصادر سابقة الذكر،في احصائيات عن الالحاد والتدين تنفي وهم أن بلادنا محصنة من الالحاد رغم شدة التدين الظاهري. ففي عام1900 كان91% من الملحدين يعيشون في أوربا، وبقية العالم9% فقط. ولكن في سنة2000 صارت نسبة الملحدين في أوربا 15% فقط،بينما يعيش85% في بقية العالم.وهذا يدحض اسطورة الغرب واوربا المادية المنحلة.كما أن نسبة الملحدين في العالم سنة1900 كانت1% من سكان العالم،وصارت في عام2000نحو 15% من البشر أي قرابة مليار شخص.وهذا يجعل الالحاد أكثر الديانات نموا في القرن العشرين.(راجع التقرير سابق الذكر).ولا يتوقف نموهم عند الحد الكمي بل لاحظت التطور الحادث في افكارهم ونشاطهم "الدعوي؟".ولديهم في السنوات الاخيرة عدد من المفكرين والكتاب،والي جانب الانترنت رفدوا المكتبة الورقية باصدارات هامة.فقد حصلت في زيارتي العام الماضي لاوربا علي كتابين في غاية الاهمية والتشويق،الأولي(The Portable Atheist-Essential Readings for Nonbeliever)وهي تحرير(Christopher Hitchens) والكتاب في 499صفحة عن دار(Da Capo Press) أما الثاني،فقد كان من الكتب الأكثر مبيعا لعام2012 عنوانه(Religion for Atheist)ومؤلفه(Allain de Botton)وصدرت له طبعة عن(Penguin)رخيصة الثمن9.99 أقل من عشرة جنيهات.وله عنوان فرعي لطيف ومغري(A none-believer’s guide to the uses of religion )والشاهد ان الالحاد لم يعد مجرد موضة رفض.فقد صدر"مانيفستو الالحاد" أو"البيان الالحادي"مثلما صدر من قبل"البيان الشيوعي".فاصدر الفرنسي(Michal Onfray)ما ترجم الي الانجليزية(Atheist Manifesto:The Case against Christianity,Judaism and Islam)وذلك عام2007وفي نسخة اخري(In defense of Atheism)وقد وزع فور صدوره200 الف نسخة. اعود لأخطر ما في رد(خالد) السابق أي الحجاج بالقياس الكمي في التعامل مع ظاهرة روحية هي الدين.فهو يستعمل معايير مادية تبرع فيها الامم المتحدة في قياس النمو،لكي يدعم الدين(غير المادي).فقد كنت أظن أن التدين تعبر عن نموه انتشار القيم السامية وتمام مكارم الاخلاق،والتي تتفوق علي اي رقم. وبالمناسبة كيف يفسر هذه الزيادة الهائلة في اعداد المتدينين مع زيادة معدلات الجريمة والانحراف بل صارت الدول الإسلامية هي الاولي حسب "مؤشرات التحرش الجنسي".وفي السودان تمت أكبر عملية نصب ديني في التاريخ.وقبل فترة،كتب أحد منظريّ المشروع الحضاري،مدللا علي نجاح المشروع بزيادة عدد المساجد. ولكن لم بتطرق لزيادات-في نفس الفترات- لنسبة أطفال المايقوما، ولانتشار المخدرات في دور التعليم،والزواج العرفي،ولاغتصاب الاطفال،واختلاسات المال العام،والغش والتزوير..الخ.وذهب بي الخيال لكي اتصور في مجتمع المدينة عندما جاءت الرسالة النبوية،لو لجأ "الكفار"للاحصائيات لاثبات قلة عدد المسلمين كدليل ضعف أو لاصدقية إسلام .وذلك لانه لم يجذب اناسا كثر وسجل نسبة احصائية عالية. وفي النهاية ،يعلم(خالد)أن لسنا امام قضايا سياسية انتخابية تحتاج للجماهيرية والحشد،بل قضايا فكر، وتأمل،وروح.قد تتبني عقيدة ما فئة قليلة ولكن تغلب فئة كبيرة بسبب رجحان ميزان العقل والارادة (الصبر). ونحن اصحاب الآيات الكريمة وليس النسب المئوية:"وكم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة باذن الله والله مع الصابرين". (البقرة:249).وفي آية اخري:-" إن يكون منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وأن يكن منكم مائة يغلبوا الفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون".(الانفال:65).أتمني أن يدقق ويحدد الاخ(خالد)منهجه بحسم والا ينجر مع توفيقية مهلكة.فهو تارة (ابن تيمية) واخري (اوغست كونت). سادسا: من الخطأ إدراج الكتاب في زكيبة الكتابات النقدية او الليبرالية؛والتي اقحم فيها المعقب جميع الاسماء المبتكرة بدءا من طه حسين وعلي عبدالرازق حتي أركون وأبوزيد وجمال البنا.وهذا الجمع حكم تعسفي وغير دقيق ولا يجمع بينهم غير بغض وكراهية الإسلامويين لهم! فهناك اختلافات كبيرة في ميدان الاهتمام الدقيق، والمفاهيم، والفرضيات، و اللغة ،وبالتأكيد الغايات النهائية.وما يجمع بين هؤلاء مقصد وظيفي وليس علميا أو فكريا؛أعني الدعوة لتجديد الفكر الديني واطلاق حرية التفكير بين المسلمين.لذلك فكتاب(محمد احمد محمود)لا يدخل في أي من الفئات والتصنيفات التي اوردها المعقب،رغم الحشر القسري المستمر فيها.إذ يقع هذا الكتاب ضمن مدرسة تعيد قراءة السيرة النبوية أو النبوة،تاريخيا وانسانيا (انثروبولوجيا). وهذا يجعل السيرة نسبية وبشرية،وبالتالي يدخل الدارس في صراع أو تناقض ظاهري مع فكرة المتعالي والمطلق.ويقول (خالد) أن موضوع النبوة والنظر في السيرة قديم،رغم أن بعض الاكاديميين يرفض صفة القدم لان طريقة أو مناهج كتابته ستكون جديدة بالضرورة بحكم ظرف او زمن الكتابة.فالاهتمام قديم ولكن النعالجات جديدة.واعتقد أن المدخل لهذا القديم-المتجدد،هو محاولة الإجابة عن حاجة البشرية لانبياء مع اسقاط الحاضر علي الماضي.فيري الكثيرون أن ختم النبوة دليل علي اكتمال العقل الانساني وعدم حاجته لها. ويري(محمد اقبال):-" أن النبوّة في الإسلام لتبلغ كمالها الاخير في إدراك الحاجة إلي إلغاء النبوّة نفسها.وهو أمر ينطوي علي إدراكها العميق لاستحالة بقاء الوجود معتمدا الي الابد علي مقود يقاد منه،وأن الإنسان،لكي يحصّل كمال معرفته لنفسه ينبغي أن يترك ليعتمد في النهاية علي وسائله هو".(تجديد الفكر الديني في الإسلام.ترجمة عباس محمود.القاهرة،2010،ص179).وكان (ابن الراوندي)يري بأن العقل يكفي وحده أو هو قادر علي معرفة الخير والشر،فلا مدعاة لإرسال الرسل،إذ يقول:-"أن العقل أعظم نعم الله سبحانه علي خلقه،وإنه هو الذي يُعرف به الرب ونعمه ومن اجله صح الأمر والنهي والترغيب والترهيب.فإن كان الرسول يأتي مؤكدا لما فيه من التحسين والتقبيح والايجاب والحظر فساقط عنّا النظر في حجته واجابة دعوته،إذ غنينا بما في العقل عنه؛والإرسال علي هذا الوجه خطأ".(عبدالرحمن بدوي:تاريخ الالحاد في الإسلام.القاهرة،دار سينا،1993:95).قد لا تكون هناك علاقة شرطية بين النبوّة والعقل،فقد كان الناس يطلبون من الرسول "معجزة"وليس برهانا عقليا لدعم رسالته. يمكن أن ينسب كتاب"نبوة محمد" بالفعل ضمن اجتهادات (مونتقمري واط ) خاصة كتابيّ: محمد في مكة، ومحمد في المدينة (جملة اعتراضية ضرورية: بالمناسبة للمستشرق القس هذا كان له شرف مدنا برئيس هيئة علماء السودان:محمد عثمان مجمد صالح،الذي يقوم بصرف صكوك الكفر والايمان في السودان.فقد اشرف عليه في رسالتيّ الماجستير والدكتوراة!!). كذلك كتاب (مكسيم رودنسون): محمد،باعتبار الكتابين من كلاسيكيات هذا النوع من السيرة.ولكن في العربية ظهرت كتابات هامة، مثل: الإسلام بين الرسالة والتاريخ لمؤلفه عبدالمجيد الشرفي(دار الطليعة،بيروت،2001)وهشام جعيط:في السيرة النبوية-1(بيروت،1999).ومعروف الرصافي:كتاب الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس(منشورات الجمل،2002).وهناك كتاب:علي مبروك- النبوّة .وعبدالهادي عبدالرحمن :جذور القوة الإسلامية.هذا وقد أشرف الاكاديمي التونسي (الشرفي)علي عدد من الاطروحات في نفس المدرسة ،بالاضافة لتأسيس سلسلة الإسلام واحدا ومتعددا و:"معالم الحداثة". وقد اصدرت(رابطة العقلانيين العرب) عددا من الكتابات في نفس الاتجاه.وهناك قول مأثور يفسر تنامي هذا التوجه في نظرة جديدة للسيرة والنبوّة:-"إن الله ينطق العلماء في كل زمان بما يشاكل أهل هذا الزمان". سابعا:- تقود الملاحظة السابقة الي ما كتبه(خالد موسي) عن التجاوز،وبالغ لدرجة الحديث عن(فلسفتة التجاوز)و(مانيفستو تجاوز الاديان) .رغم أنه يفترض في أي فلسفة أن تطرح فكرة أساسية (concept) ومصطلحاتها،ومؤسسيها،وتياراتها ومدارسها.وهذا ما لم يقدمه أو يشير اليه المعقب.فهو يتحدث في الحقيقة- حسب ما اورد- عن اتجاه أو نزعة فقط في نقد الدين،وليس فلسفة.ولكن استخدام كلمة "تجاوز" –عند خالد-يقصد به الايحاء بالالغاء أو الأبعاد،وهذه تهمة في العالم الإسلامي بينما هي واقع في الغرب انتجه التاريخ والتقدم العلمي.إذ لم يعد الدين قادرا علي تلبية كل الحاجات الروحية والعقلية والنفسية المستجدة بعد الثورة الصناعية.لذلك ،لم يكن غريبا أن يتوقع المفكرون والفلاسفة وعلماء الاجتماع، نهاية الدين في المرحلة الوضعية(دوركايم،اوغست كونت)،وأن يتجرأ(نيتشة)ويكتب عن موت الإله.فقد قدم الفكر الاوربي نظريات جديدة هزت أعمدة الدين وثوابته.إذ كان علي الفكر الديني مقارعة نظرية التطور (الدارونية)، والماركسية، والتحليل النفسي(فرويدية).ولكن اهمال الدين في أوربا لم يكن بسبب معارك فكرية أي لم تكن الحرب بين العقول بل علي الارض في المصانع، وعلاقات الانتاج، والصراع الطبقي، وبسبب الهجرة للمدن،ونمو الأسرة الصغيرة كبديل للأسرة الممتدة، وتقلص السلطة الأبوية،بالاضافة للفردية والانسية.وبالمناسبة،لا يعني تجاوز الدين –بالضرورة- احلال دين جديد أو اصلاح الدين القديم وتجديده،بل قد يعني رفضه أو حتي هدمه.فناقد الدين لا يقوم-حتما- بمهمة المبشر أو الداعية لدين جديد أو مذهب أخر.ولهذا لا معني بوصم الناقد بأنه يريد تجاوز الدين أوهدمه،فقد يكون هذا هو الهدف الاصيل للنقد.وقد أراد المفكرون الاوربيون فعلا:-"قتل النبوة في ذاكرة المسيحيين وعقولهم وافئدتهم" بعد تغير الواقع والحياة.ولكن المشكلة في العالم الإسلامي أن الواقع راكد، ومتخلف اقتصاديا وتقنيا ، ولذلك تجد جميع محاولات"التجاوز"الصعوبات والاضطهاد الفكري. وهذا سبب الاغتراب لدي اصحاب المحاولات، لأن "الاغلبية" راضية بعقلها وايمانها وترفض التشويش والازعاج في النوم العقلي.وقد تقبل هذه المجتمعات ب:"الالحاد الاجتماعي أو الاخلاقي" أو العلمانية الاجتماعية ولكن تقف بشدة ضد الالحاد أو العلمنة الفكرية أو العقلية.وعلي سبيل المثال،قد تتساهل بلداننا في بيع وتوزيع الخمور أو حركة الدعارة السرية والعلنية.ولكن تتشدد سلطات هذه البلدان في ملاحقة كتاب ناقد للدين أو تعليق يرفض الدستور الإسلامي أو تطبيق الشريعة مثلا. ثامنا:لابد لي قرب النهاية أن اتساءل مجددا:هل يمكن اخضاع الدين للدراسة العلمية الموضوعية ،رغم ما قلته عن اختلاف طبيعة العلم والدين ،وذلك بالتركيز علي جانب كونه ظاهرة اجتماعية وانسانية؟ أم يظل الدين متعاليا(transcendental)وبالتالي لا يخضع للدراسة المنهجية والعلم والعقل ثم تحتكره علوم اللاهوت فقط؟وقد اختار(محمد احمد محمود) بشجاعة وجرأة المغامرة الأولي ،ولم يخضع لأي ابتزاز بل افتدي كل المفكرين بشق الطرق الخطرة.فقد اختار"انسنة"موضوع الدين من خلال اخضاع النبوة والسيرة لمناهج وطرائق بشرية تقوم علي التساؤل والشك والتأويل واعادة قراءة النصوص. من زاوية علم اجتماع الدين يري(جيرتز)(Geertz)أن هدف اي دراسة منهجية للدين،يجب أن تكون –ليس دراسة الافكار والأفعال والمؤسسات فقط-ولكن عليها أن تحدد كيف وبأي طريقة يمكن لأفكار بعينها أو أفعال أو مؤسسات،يمكن أن تستمر أو تفشل أو حتي تعوق العقيدة الدينية؟وهذا يعني أن نفرق بين الاتجاه الديني نحو التجربة،ونوع الجهاز الاجتماعي الذي استطاع خلال فترة من الزمن،وفي المكان ،أن يرتبط بهذا الاتجاه.وفي هذه الحالة،ماذا يحدث للعقيدة حين تتغير ادواتها أو ماكينتها؟ومن المعروف أن أي عقيدة تكرس نفسها في هذا العالم(المحسوس)من خلال اشكالها الرمزية والترتيبات والتنظيمات الاجتماعية.وفي هذه الحالة تنزل من الأعلي الي الناس علي الارض،وبالتالي تصبح جزءا من صراعاتهم وطموحاتهم وخيرهم وشرهم. هذه هي الوضعية والموقف التاريخي الذي كتب فيه(محمد أحمد محمود)عن النبوّة وعقب عليه(خالد موسى دفع الله)،كل منهما قدم لنا الجزء الذي ادركه من فيل الحكمة الهندية المعروفة. فالعقيدة الإسلامية لم تعد ذات رموز في عصر العلم والعولمة، قادرة علي منح نفس عنفوان الروح وحدها.كما أن ادواتها وماكينتها الاحتماعية لم تعد في ذات الفعالية والكفاءة السابقة.وهنا يقوم الأول بالنقد وحتي الهدم-لو أمكن،ويحاول الثاني وضع المتاريس واكياس الرمل لوقف الفيضان.وفي هذه الحالة تحاول العقيدة الاستنجاد بالاصول وان تصلح بما صلح به السلف.والخيار الآخر ان تجدد العقيدة نفسها، وهذا طريق صعب علي أي عقيدة مطلقة التفكير وتؤمن بأنها صالحة لكل زمان ومكان،ألا يتناقض التراجع والتجديد مع هذا اليقين الذي يميز هذه العقيدة من غيرها.واظننا نتذكر من قرر قطعيا: (A reformed religion is not a religion) وذلك لسبب بسيط هو أن الدين المُصلّح أو المعدل حرك اصولا(fundamentals)يفترض فيها الثبات والاطلاقية،لأنها من عندالله.وهذا هو الفرق بين الدين من جهة،وبين العلم والفسلفة وغيرها من الابداعات البشرية. اخيرا،وفي النهاية،وعلي المستوي الشخصي البحت لابد من شكر الاخوين (محمد وخالد) لفتح هذا الحوار الذي استطاع أن يخرجني من العالم السفلي للسياسة السودانية الأقرب لجحيم (دانتي) في الكوميديا الإلهية. واحمد لهما أن أعادا لي مزاجي للكتابة مرة أخري ولكن في ما ينفع الناس.فقد آليت علي نفسي عدم الولوج في الكتابة السياسوية السودانية التي ترفض –بعناد -العقلانية والعقل.وتصر علي أن تكون من اساطير الأولين، ومضرة بالعقل والروح مثل التدخين.أو أن تكون من صميم فكر اللامعقول مكتسبة صفة السيريالية السياسية السودانية منافسة لاعتي المدارس الفنية.ففي الابتعاد عنها،فن من اقتصاد الحياة أي عدم تبذير السنوات المتبقية من العمر وهي في الأصل"علاوة عمر" – وليس من المرتب الأساس -فيجب ترشيدها.وهذا رشد جاء متأخرا تجنبا لسوء الخاتمة في مستنقعات السياسة السودانية |
* المصدر : سودانايل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة في كتاب: نبوة محمد التاريخ والصناعة (Re: احمد الامين احمد)
|
حول بعض قضايا كتاب نبوة محمد (1 من 3) محمد محمود الأستاذ حيدر إبراهيم علي من المفكّرين والمثقفين السودانيين القلائل الذين تميّزوا بتواصل العطاء وانتظامه وبتنوّع الاهتمامات وسعتها وبعمق النظر وحدّته وباتساق المواقف الدائمة الانحياز لقيم الحرية والعدالة. ومما يُحمد للأستاذ حيدر انتباهه المبكر لخطر الاسلام في تجليه السياسي، ودراسته أزمة الإسلام السياسي: الجبهة الإسلامية القومية في السودان نموذجا (1991) كانت دراسة رائدة في تحليل أزمة السياسة عندما تخضع لهيمنة الدين ورؤيته الأحادية. ولقد تواصل مجهوده التشريحي هذا في كتاب أعُدّه من أهم ما صدر عن أزمة الإسلام كتجلٍّ سياسي وهو كتاب التيارات الإسلامية وقضية الديمقراطية الذي صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية في عام 1996. ومما يُحمد للأستاذ حيدر أيضا أنه من المثقفين السودانيين القلائل الذين لم يزعزعهم الإرهاب الفكري للحركة الإسلامية فكتب مدافعا عن العلمانية كشرط لابد منه للاستنارة والديمقراطية. ومما يُحمد للأستاذ حيدر علاوة على ذلك ربطه لمشروعه الفكري بتأسيس مركز لإشاعة القدرة على طرح الأسئلة والعمل المنتظم والدؤوب للبحث عن إجابات وبدائل فكان مركز الدراسات السودانية صرحا عاليا قدّم إنجازات لا تُضاهى حتى الآن، ولا نشك أن رسالته ستتواصل رغم محاولات النظام لكبته وكبت باقي فعاليات الحياة الفكرية والمجتمع المدني. ولمعرفتي بأن الأستاذ حيدر تؤرقه مسائل الفكر وأن بصره معلّق بها دائما حتى وإن تكالبت عليه باقي المشاغل (خاصة مشاغل ما وصفه بـ “العالم السفلي للسياسة السودانية الأقرب لجحيم (دانتي) في الكوميديا الإلهية”)، لم استغرب البتّه عندما تداخل ليكتب مقاله الطويل ذا الحلقات الثلاثة والمعنون “في سؤال العقل في الفكر السوداني” عن بعض القضايا التي أثارها كتابي نبوة محمد: التاريخ والصناعة، مدخل لقراءة نقدية. ولقد كان مقال الأستاذ حيدر، كعادته، مقالا متفكّرا ومتأمّلا، وفتّح قضايا نحتاج في السودان وفي العالمين العربي والإسلامي لطرحها ومناقشتها مناقشة تفصيلية. وأحْمَدُ للأستاذ حيدر حرصه على أن يدور الحوار والنقاش في هذه القضايا بحرية وفي مستوى رفيع لا يهبط لإسفاف الجو الفكري الذي صنعه الإرهاب الفكري في بلادنا وحكم علينا أن نكون في مؤخرة الشعوب بمقياس حرية الفكر وإنتاج المعرفة مما جعلنا نعيش، كما يقول “الخمسة قرون الاخيرة خارج التاريخ”. هذا الحرص خليق بالأستاذ حيدر وبالمدرسة الفكرية التي ينتمي لها. وفي الغالب أن من ينتمون لما يصفه بـ “ثقافة الهتر والاسفاف والبلطجة الفكرية” لن يعبأوا بما يقول، إلا أن المطلوب دائما هو الارتفاع لمستوى ما تفرضه المسئولية الفكرية، خاصة عندما ينبري الإنسان لمعالجة قضايا الإسلام التي أصبحت محاطة بكل أشكال الرقابة والتحريم والتجريم والعنف اللفظي والفعلي. ولقد كان مدخلُ الأستاذ حيدر طرحَ مسألة منهجية: هل يمكننا معالجة الدين بوسائل تبدو أنها من خارجه، وخاصة وسيلة الفلسفة؟ ولقد قال في معرض رده على موقفي وعلى ما كتبه السيد خالد موسى عن كتابي: “يقع الإخوة ( محمد احمد محمود) و(خالد موسى دفع الله) في خطأ منهجي شائع في مثل هذه النقاشات الفكرية؛ وهو نقاش الدين والعقيدة بأدوات ومناهج العلم والفلسفة. وهذا اشبه بأن يتحاور إثنان،يتحدث أحدهم بالصينية والآخر بالاغريقية (أو حوار الصم). فالمعرفة أو التجربة الدينية أداتها الذوق والحدس،وليس النظر والعقل.” ويؤمّن الأستاذ حيدر على ملاحظة السيد مهدي فضل الله الذي يقول إن هناك فرقا كبيرا بين الفلسفة والعقيدة في منطقهما ومنهجهما وأسلوبهما، وأنه: “من الخطأ أن نخلط بينهما. فالفلسفة والعقيدة،عالمان غريبان عن بعضهما البعض، ولا يمكن أن يلتقيا علي الإطلاق، لأنه لا علاقة جامعة بين الاثنين.” تعجبني إثارة الأستاذ حيدر لهذه المسألة لأنها مسألة كان لابد لي من التفكير فيها ومواجهة إشكاليتها أثناء معالجتي لمادة السيرة. والأستاذ حيدر يثير في واقع الأمر مسألتين: فعندما يتحدّث عن التجربة والذوق فإنه يتحدّث عن الجانب النفسي للتجربة الدينية وعندما يتحدّث عن الحَدْس فهو يشير للجانب المعرفي أو الجانب الذي يولّد “النظام الاعتقادي” للدين، وهذا الجانب المعرفي هو ما ركّز عليه السيد فضل الله في مقارنته بين المشروع الفلسفي والمشروع الديني. وفي مواجهتي لهذين المستويين قررت أن المنهج الأسلم في التعامل مع تجربة محمد النفسية هو الاقتصار على الجانب الوصفي، وهو ما عالجته في الحديث عن “اللحظة التأسيسية” و”اللحظة النبوية”، لأن التجربة النفسية لكل شخص تجربة ذاتية ومتفرّدة وغير قابلة للتكرّر ومن الصعب أن نلج عالمها الداخلي. ورغم أنني قررتُ أن اقتصر على الجانب الوصفي في الحديث عن تجربة محمد، إلا أن هذا لا يعني أن مثل هذا التجارب لن تخضع لتحليل عالم النفس الذي من الممكن أن يحاول الغوص تحت سطحها الوصفي ليصل لما يصل إليه من استبصارات ونتائج. وبالمقابل فقد انتهجت نهجا مختلفا في التعامل مع مادة “النظام الاعتقادي”، إذ أن هذه المادة ذات طبيعة موضوعية وهي هي موضوع الدعوة كمشروع هداية وإعادة صياغة للفرد والمجتمع. وبذا فإننا في حالة هذه المادة نستطيع أن نتعدى الإجراء الوصفي لإجراء تقييمي. وفي هذا المستوى وعندما يحدّثك الدين عن الإله وتاريخه وصفاته وأعماله أو يحدّثك عن الإنسان وعما إن كان مسيّرا أم مخيّرا فإن الدين يصبح فلسفة — والدين في واقع الأمر، وعلى مستوى معين، هو فلسفة الأنبياء. وهكذا وعند النظر الدقيق فإننا نجد أن تفريقنا بين العقل والنقل أو بين معارف العقل ومعارف ما يوصف بالوحي هو تفريق إجرائي فقط، إذ أن كل معارفنا ومعتقداتنا هي نتاج العقل وقواه المختلفة أو ذلك المجموع الكلي الذي نسميه الوعي. إن التراث الديني قد حاول التميّز عن التراث العقلي المألوف بالحديث عن عوالم الغيب التي تمتليء بكائنات مثل الملائكة والشياطين والجن والعفاريت ولكن هذه العوالم هي أيضا عوالم خلقها العقل عبر مَلَكة الخيال (وأخذها الأنبياء في الغالب عن مجتمعاتهم)، وهي عوالم تخضع في واقع الأمر لصور نستطيع أن نعقِلها وهكذا نستطيع تمثيلها في حكاياتنا وفنوننا. إن وافقنا على هذه النظرة فإن الفصل الذي يقترحه السيد فضل الله والذي يحيل الفلسفة والعقيدة لعالمين غريبين عن بعضهما البعض يصبح فصلا تعسفيا لا مكان له إن أردنا فهم الدين. هذا هو الأساس الذي من الممكن أن يسوّغ إخضاعنا للظاهرة الدينية (أو لظاهرة مثل النبوة) للدراسة المنهجية التي تحلّل الدين وتفكّكه على مستوى نظامه الاعتقادي وعلى مستوى المؤسسات التي تتولّد عن هذه البنية الاعتقادية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة في كتاب: نبوة محمد التاريخ والصناعة (Re: Amin Elsayed)
|
حول بعض قضايا كتاب نبوة محمد (2 من 3) محمد محمود إن الأديان، كل الأديان، ظواهر بشرية نبتت من أرض الناس ومعاناتهم ومحاولاتهم لفهم العالم والتكيف معه والتأثير عليه. والأديان بهذه الصفة لا تختلف عن باقي تجارب البشر ومغامراتهم الفكرية والروحية والاستكشافية ولا يحقّ لها أن تختلف. وهي بهذه الصفة موضوعٌ مشروعٌ وطبيعيٌ لدراساتنا، ندرسها كما ندرس باقي الظواهر في حياتنا. ولقد فعل الأستاذ حيدر خيرا بأن ذَكَرَ كِلِفَرد قيرتز، عالم علم الإنسان الأمريكي، الذي ينظّر للدين كنظام ثقافي. هذا مدخل من المداخل العديدة لعلم الأديان الذي أصبح من أكثر العلوم حيوية لطبيعته البينية (interdisciplinary) التي تجعل معالجة الظاهرة الدينية ذات التعقيد والتنوع الكبيرين خاضعة لمختلف المناهج والرؤى مثل مناهج الفلسفة أو النظرية النقدية الأدبية أو علم النفس أو علم الاجتماع وغيرها من العلوم. لم يعد الدين ظاهرة مطلسمة وغامضة وعصية على الفهم وإنما جسما من التجارب والمعتقدات القابلة للدرس والتمحيص والتشريح والتنظير. وبنشوء الدراسات الحديثة للدين فقد خرج الدين من منطقة اللاهوت ليدخل منطقة العلوم الإنسانية والاجتماعية، وهكذا لم يعد الاهتمام بالدين ودراسته والتخصص فيه حكرا على المتدينين والمؤمنين ورجال الدين وإنما انفتح ليشمل غير المتدينين وغير المؤمنين. وهذا هو المنحى الذي يجب أن نشجّعه في جامعات بلادنا وظللت أدعو له منذ أيامي بجامعة الخرطوم وما كتبته في نقد قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب الذي كان مسخا للتدريس الجامعي ومظهرا مبكرا من مظاهر التخريب والانحطاط الأكاديمي الذي ما لبث الإسلاميون عقب انقلابهم أن قاموا بترسيخه في مؤسساتنا التعليمية.
ولقد فعل الأستاذ حيدر خيرا بأن حاول وضع كتابي في السياق الكبير لإعادة قراءة السيرة النبوية فقال: “يمكن أن ينسب كتاب”نبوة محمد” بالفعل ضمن اجتهادات (مونتقمري واط) خاصة كتابيّ: محمد في مكة، ومحمد في المدينة … كذلك كتاب (مكسيم رودنسون): محمد،باعتبار الكتابين من كلاسيكيات هذا النوع من السيرة. ولكن في العربية ظهرت كتابات هامة، مثل: الإسلام بين الرسالة والتاريخ لمؤلفه عبدالمجيد الشرفي … وهشام جعيط: في السيرة النبوية … ومعروف الرصافي: كتاب الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس … وهناك كتاب:علي مبروك- النبوّة .وعبدالهادي عبدالرحمن :جذور القوة الإسلامية. هذا وقد أشرف الاكاديمي التونسي (الشرفي)علي عدد من الاطروحات في نفس المدرسة، بالاضافة لتأسيس سلسلة الإسلام واحدا ومتعددا و”معالم الحداثة”. وقد اصدرت (رابطة العقلانيين العرب) عددا من الكتابات في نفس الاتجاه. وهناك قول مأثور يفسر تنامي هذا التوجه في نظرة جديدة للسيرة والنبوّة:-”إن الله ينطق العلماء في كل زمان بما يشاكل أهل هذا الزمان”.” ولقد فعل السيد خالد موسى قبل ذلك أيضا خيرا في معرض هجومه على كتابي عندما أضافني لسلسلة طويلة تبدأ بطه حسين وتنتهي بنصر حامد أبو زيد، وهي معيّة يشرفني الانضمام لها إن كنت أهلا لذلك.
إن العمل الأكاديمي، أي عمل أكاديمي، لا يولد من فراغ ولا يكون مُنْبَتّا. وأنا أحترم وأثمّن ما قام به الكثيرون في مجال الدراسة النقدية للسيرة التي ترفع ما تكاثف من حجب في المجال، كما أنني أحترم أعمال ومجهودات واجتهادات الكثيرين من المستشرقين الذين توفروا على دراسة الإسلام، إذ أن الإسلام في نهاية المطاف تراث بشري عام ومفتوح لكل المهتمين ودراسته ليست حصرا على المسلمين، مثلما أن باقي الأديان تراث بشري يمكن للمسلمين أن يقوموا بدراسته والتخصص فيه. إلا أنه من الضروري أن أعيد تأكيد ما تبرزه خطتي المنهجية في كتابي عن نبوة محمد: إن كتابي لم يعتمد البتة على أي قراءة حديثة للسيرة كمصدر وإنما اعتمد في مصادره اعتمادا كاملا على أعلى المصادر التراثية وأقدمها. ولقد وضّحت منهجي هذا في المقدمة عندما قلت: “وفي الرجوع للمادة الإسلامية، وهي مادة تتميّز بضخامتها وسعتها وتكرارها، قررنا أن ننهج نهج تركيز وانحصار بالاعتماد على مرجعين أوليين هما القرآن وصحيح البخاري (الذي يعتبر أصحّ كتاب بعد القرآن) بالإضافة لمراجع أساسية أخرى. وفيما يتعلق بمادة السيرة اعتمدنا اعتمادا أساسيا على سيرة ابن هشام وعلى كتاب المغازي للواقدي بالإضافة لطبقات ابن سعد. وبالنسبة لمادة الحديث ورغم اعتمادنا الأساسي على صحيح البخاري فقد استعنا أيضا بباقي كتب الحديث المعتمدة وفي مقدمتها صحيح مسلم.” ورغم أنني أنتمي لما يمكن أن يوصف بالمدرسة النقدية للنبوة (وهي مدرسة ينتمي لها الكثيرون وإن كنت لا أعد وات من بينهم إذ أنه ينطلق من موقع الدفاع عن النبوة بتجليها اليهودي والمسيحي) إلا أن كتابي لا يمكن أن ينسب لاجتهادات وات أو غيره. من الطبيعي أن تكون هناك تقاطعات هنا وهناك (وهو أمر طبيعي في جسم العمل الأكاديمي) إلا أن ما أقدمه يعكس قراءتي للسيرة اعتمادا على المنهج الذي اتّبعتُه والأدوات التحليلية التي استخدمتها وموقفي الفلسفي من النبوة والدين الذي يشكّل الإطار العام لموقفي النقدي، ومناقشة كتابي ومحاكمته يجب أن تتم على أساسِ هذه العناصر.
ولعله من المناسب بهذا الصدد التفصيل بشأن مسألة وات إذ حاول السيد خالد موسى إثارة الغبار بشأنها. بدأ السيد خالد موسى نسج فريته الواتية (من وات) بما ادعاه من أنني قد اعتمدت “في ظنه” على تراث المستشرق البريطاني مونتجمري وات في كتابيه محمد في مكة ومحمد في المدينة. وهذا “الظن” لا يلبث أن يتحوّل عنده لتأكّد واثق يشمل كتابَي وات اللذين يقول إنني اعتمدت عليهما اعتمادا كاملا ودائرة أوسع هي “أدبيات المستشرقين والثيولوجيا الأرذوكسية المسيحية”. ولكن ما هو الدليل أنني اعتمدت على وات؟ يقول السيد خالد موسى إنني اعتمدت عليه في كلامي عن الخيال النبوي ويقتبس من وات جملة يتحدّث فيها عن خيال محمد الخلاّق ليثبت ادعاءه. والخيال مفهوم عام وقديم وراسخ يستخدمه علماء الأدب وعلماء الأديان وغيرهم استخداما حرّا في كثير من السياقات التي تناسب مادة بحثهم، ومن أشهر الدراسات في مجال الدراسات الإسلامية التي تستخدم هذا المفهوم كأداة تحليلية دراسة المستشرق الفرنسي هنري كوربان (Henry Corbin) عن ابن عربي الموسومة الخيال الخلاق في تصوف ابن عربي التي صدرت عام 1953 (وقد ترجمت للإنجليزية بعنوان Creative Imagination in the Sufism of Ibn ‘Arabi). ومما يُحمد للسيد خالد موسى أنه لمس تعقيد الحديث عن مسألة الخيال ولمس ضعف حجته فتراجع لاحقا عن القول الذي أطلقه على عواهنه وكتب: “إنني لا أنكر أن بعض أفكار الكتاب الأساسية خاصة مزاعم الكاتب حول الخيال المبدع لها أصول في الفلسفة الإسلامية، إضافة الي مصادرها الأصلية في الفلسفة اليونانية خاصة إفلاطون وأرسطو وتسربها الي الثيلوجي المسيحي وتأثيرها علي آراء المستشرقين في تفسير وتأويل نبوة محمد … وقد ردها البعض الي بن الرواندي، والوراق، والرازي. ولكن أنطلق ترسيخ هذه الأفكار من فلسفة الفارابي وبن سينا والطوسي الذين يعتبرون الوحي فيض من فيوض العقل الفعال.” ولكنه في واقع الأمر قد أخطأ هنا أيضا وشرّق وغرّب ثم تاه وهو يبحث عن مصدر حديثي عن الخيال النبوي. إن مصدر ما قلته عن الخيال النبوي في حالة محمد ليس الفلسفة اليونانية أو ما قاله الإفلاطونيون المحدثون أو ما قاله وات أو أي مصدر ثانوي آخر وإنما هو القرآن. إنك لا تحتاج أن تنظر أبعد من القرآن لتجد أساس الخيال النبوي (وفي هذا المستوى فإنني أسميه الخيال القرآني). وعنصر الخيال أمر قد انتبه له المكيون بنظرهم النقدي الثاقب كما أشرت في فصلي عن المعارضة المكية. لقد أسرف السيد خالد موسى على نفسه وعلى قارئه وأضاع زمنه وزمن قارئه لإثبات نقطة أقدّم للقاريء برهانها الأولي تأسيسا على المصدر الأولي للإسلام. ويمكن للسيد خالد موسى أن يقيس على ذلك — إن كل نقطة أقولها عن نبوة محمد ترتكز على المصادر التي استخدمتها ولا تستعين بأي مصدر من خارجها. وليس مردّ هذا أنني لا أؤمن بقيمة المصادر الثانوية الحديثة وقيمة ما تقوله ولكن مردّه التزامي الصارم بالمنهج الذي قررت منذ البداية اتباعه فيما يتعلق بهذا المشروع وهو الاعتماد الكامل على أقدم المصادر وأعلاها في البحث عن صورة محمد التاريخية والمصنوعة.
ولقد بلغ أسراف السيد خالد موسى على نفسه قمته عندما اجتهد ليقدّم لقارئه دليلا محسوسا وحاسما على اعتمادي على وات فكتب: “وحتى مصطلح الرائي الذي وصف به النبي … هو ترجمة لما أشار له مونتغمري واط بأن الرسول … perfect seer حسب ظنه.” إن كلمة “الرائي” التي يشير لها السيد خالد موسى ترد في كتابي في حديثي في الفصل الأول عندما أقول: “وبعد موسى ظل مسرح النبوة خاليا نحو تسعة قرون ونصف إلى أن جاء صموئيل، الذي اعتبر خليفة لموسى بحق. وبالإضافة لوصفه كنبي فإن صموئيل يوصف أيضا بأنه “راءٍ” (صموئيل الأول 18:9)، مما يدل على أن كلمة نبي لم تستقرّ حتى هذه الفترة. وكلمة “رائي” ترد أيضا في الإشارة للنبي جاد الذي يوصف بأنه “رائي داود” (صموئيل الثاني 11:24). وربما يوحي عدم استعمال كلمة “رائي” في حالة النبي ناثان أن الكلمتين مختلفتان، ولكن على الأرجح أن الكلمتين مترادفتان إذ أن جاد يوصف أيضا بأنه نبي” (ص 25-26). هذا هو المكان الوحيد في الكتاب الذي ترد فيه كلمة “رائي” ويستطيع القاريء أن يرى سياقها ومصدرها التوراتي. ولا أعلم من أين أتى السيد خالد موسى بادعائه أنني وصفت محمدا بأنه راء وأنني أخذت تعبيري من وات؟ هل هي حالة تخليط وسوء هضم لمادة الكتاب وهو في حالة استعجال محموم للرد عليه واحتواء “شرّه” (لو استعرنا تعبيرا من تعابير الدبلوماسية التي هي مجال عمله)؟ إن ظني أن طبع السيد خالد موسى كإسلامي مشبّع بأهواء الحركة الإسلامية وتراثها التكتيكي قد غلب على محاولة تطبّعه ليرتدي زِي العالِم، وهكذا وببهلوانية مدهشة قفز ثلاث قفزات سريعة وهو يحاول إلصاق تهمته: بدأ بمربع “الظن”، ثم قفز لمربع التأكد والحكم النهائي القاطع (وإن داخل حكمه شيء من التلجلج فرمى بشبكة واسعة هي “أدبيات المستشرقين والثيولوجيا الأرذوكسية المسيحية”)، ثم قفز بعد ذلك لمربع التدليس الصريح فأخذ تعبير الـ “perfect seer” الذي استخدمه وات في الكلام عن محمد ونسبه لي في الكلام عن محمد وأخفى عن قارئه السياق التوراتي لاستخدامي للكلمة ومصدري التوراتي الصريح لها وحقيقة أني لا أستخدم التعبير البتة في الكلام عن محمد.
أنا لست دبلوماسيا ولا سياسيا أو صاحب هوى أيديلوجي وإنما أكاديمي يجهد في البحث عن الحقيقة بوسيلة البحث الأكاديمي، وهذا هو ما أوظف عملي كباحث أكاديمي له. وما أقدمه للقاريء هو ثمرة هذا البحث عن الحقيقة الذي أتحمّل مسئوليته تحملا كاملا. وكباحث أكاديمي أجد نفسي باستمرار على استعداد لمراجعة نتائج بحثي وتعديلها وحتى التراجع عنها لو ثبت لي عبر التفاعل الأكاديمي أو زيادة معارفي نقصا أو زللا فيما ذهبت إليه. وفي كل هذا فإنني ألتزم التزاما مهنيا وأخلاقيا صارما بأفضل تقاليد البحث الأكاديمي، وهي تقاليد أحاول أيضا أن أشبّع بها طلابي (وأتمنى أن أكون قد نجحت). وهكذا تجدني في كتابي هذا مثلا عندما أستخدم تعبيرا مثل تعبير “القصة الكبيرة” أضيف هامشا وأقول: “نستخدم تعبير “القصة الكبيرة” هنا بمعنى لا يختلف عن معنى التعبير في أدبيات ما بعد الحداثة، إلا أن مرجعيتنا الأولية في استعمال كلمة “قصة” هي القرآن الذي يقول “نحن نقصّ عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين” (3:12، يوسف)” (ص 140، هامش 26).
ولقد هاجمني مؤخرا السيد محمد وقيع الله، الكاتب الإسلامي الغزير الكتابة، وأشار لإسقاطي لعبارة الصلاة على محمد من اقتباساتي من المصادر الإسلامية وقال إنها “جناية” واتهمني “بالجنوح النفسي” وارتكاب ما لا يقدم عليه عادة حتى المستشرقون الذين “ينقلون صيغة الصلاة كما ترد في أي نص يستشهدون به ويغضون الطرف عن مشاعرهم الخاصة التزاما بمطالب مناهج البحث العلمي وإجراءاته … ” ولقد اقتبس السيد محمد وقيع الله من مقدمة كتابي هذه العبارة: “وفي اقتباسنا للأحاديث والأخبار واتباعا لقاعدة الاختصار فقد أسقطنا عبارة الصلاة على محمد التي ترد في المصادر كلما ذُكر اسمه وغيرها من العبارات التبجيلية.” إلا أن السيد وقيع الله وقع وبكل أسف في مستنقع التدليس فأسقط باقي عبارتي التي تقول: “ولقد أشرنا لحذف عبارة الصلاة وغيرها بوضع نقاط الحذف الثلاثة ( … ) حسب تقاليد الاقتباس الحديثة.” وهكذا فالأمر ليس أمر “جنوح نفسي” وليس أمر “ضيق بصلاة المسلمين وتسليمهم المتكرر على نبيهم” (وكأن الكاتب قد أصبح عرّافا يملك القدرة على كشف دواخلي ومشاعري) وإنما هو قرار تحريري يقوم على مبدأ سليم وراسخ هو مبدأ الاقتصاد في الاقتباس إذ أن غرض الاقتباس هو إعطاء القاريء المعلومة الضرورية لسياق الحديث وإسقاط الزوائد وما لا يضيف لمدلول الكلام مع الالتزام بالإشارة لما تمّ إسقاطه بوضع نقاط الحذف. وإن شاء بعض المستشرقين الاحتفاظ بعبارة الصلاة على محمد فهذا شأنهم، إلا أن هذا لا يقدح في إسقاطي للعبارة من المقتبسات طالما أنني فعلت ذلك وفقا لقواعد الاقتباس الأكاديمي وإجراءاته (وربما يلاحظ القاريء أنني في اقتباساتي أعلاه قمت بنفس الإجراء). إلا أن ما لم أفعله وما لن أفعله هو أنني لم اجتزيء واقتطع اقتباسا لأدلّس على القاريء وأخدعه، فأنا لا أرى نفسي في حالة حرب تبرر لي الخداع باعتبار أن الحرب خدعة وإنما في حالة بحث عن الحقيقة تتطلّب أول ما تتطلّب الصدق مع النفس والصدق مع الآخرين.
حاشية استطرادية ذات صلة: الإصرار المتكرر على الصلاة على محمد كلما ذُكر اسمه وإبداء الغضب أو الانزعاج عندما لا يتم الالتزام بذلك هو أحد مظاهر سيادة خطاب الإسلاميين الذين نجحوا في بعث الكثير من ممارسات القرون الوسطي ونشرها وتطبيعها. ولقد نجح الإسلاميون بكل أسف في فرض ذلك حتى في أوساط الأكاديميين حيث تقتضي تقاليد الموضوعية العلمية الابتعاد عن كل عبارات التعبّد والتبجيل والتقديس. ولقد حاول البعض التحايل في المادة المكتوبة على لاعملية الممارسة باستخدام الاختصار فعمدوا لصيغة مثل (صلعم) أو (ص) (وهي صيغة أصبح لها مقابل في الإنجليزية مثلا هو (pbuh)، ويلاحظ في الصيغة الإنجليزية أنها مخفّفة إذ أنها ترجمة لصيغة “عليه السلام”). ولقد اضطرت دور النشر لحل المشكلة بتصميم صورة خاصة بصيغة الصلاة (أو ما يسمى في مصطلحات الطباعة glyph)، وهو حل أثبت أنه موفق للغاية إذ أنه من جهة أرضى مشاعر المتشددين ومن جهة أخرى جعل الصيغة تُعامل معاملة الرمز الطباعي الواحد وتنضغط في مساحة صغيرة. ونلاحظ أن بعض كبار الكتاب الإسلاميين الحديثين الذين ينتمون للمرحلة التي سبقت صعود هيمنة الخطاب الإسلامي لم يتحرجوا بتاتا من إسقاط صيغة الصلاة وهم يكتبون عن محمد. وهكذا نجد مثلا أن محمد حسين هيكل وعباس محمود العقاد عندما يكتبان عن محمد يسميان كتابيهما حياة محمد وعبقرية محمد من غير استخدام لصيغة الصلاة في العنوان ومن غير التزام بها في المتن. وفي السودان نجد أن محمود محمد طه لم يكن يستعمل صيغة الصلاة إطلاقا، وكان عندما يسأل عن ذلك يقول إن حديثه عن محمد ودعوته لطريقه وعمله هو صلاة عليه وسلام.
للحصول على الكتاب الرجاء مراسلة مركز نقد الأديان على الإيميل: [email protected]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة في كتاب: نبوة محمد التاريخ والصناعة (Re: Amin Elsayed)
|
حول بعض قضايا كتاب نبوة محمد (3 من 3) محمد محمود لقد كتب مستشرقون كثيرون عن محمد، ولكن ظني أن السيد خالد موسى اختار وات ليتهمني بالاعتماد عليه لأن عمله ربما يكون أكثر عمل مألوف لديه بحكم أنه جزء من ذكريات حركة الإسلاميين السودانيين إذ أنه ظل حتى وفاته بمثابة المثابة البحثية والشيخ الذي تتلمذ عليه العديد من باحثيهم وهم يكتبون عن أمور دينهم. صحيح أن اتهامه لي بأنني أخذت من المستشرقين هو من باب الاتهامات الجاهزة التي يلقيها الإسلاميون في وجه كل من يكتب ما يختلفون معه (ومقالات السيد محمد وقيع الله نموذج صارخ على ذلك إذ نسبني لعدد من المستشرقين اليهود الذين خطروا بباله) ، إلا أنني كنت أتمنى له التحلي بروح الباحث الجاد الذي يصل لأحكامه بعد درس وتمحيص وألا ينساق وراء أهوائه الأيدولوجية. وإن كان جادا في اتهامه أنني اعتمدت على وات فإنه سيحتاج لأكثر من مجرد الإشارة العامة للخيال وانتزاع كلمة خارج سياقها لينسب لي ما لم أقل. إنني أشكّ في ان السيد خالد موسى قد اطّلع على دراسة وات لأنه لو فعل لما كان قد ساق اتهامه. وربما لا تتيح له مشاغل عمله التوفّر على وات، ويمكنه بالطبع اللجوء للإسلاميين من تلاميذ وات ولكني على ثقة أنهم بعد قراءتهم لكتابي سيدركون بطلان ادعائه.
ولقد أسرف السيد خالد موسى أيضا على نفسه عندما ركّز على مسألة الإلحاد وكأن الدفاع عن النبوة عامة أو نبوة محمد خاصة هو مواجهة مع الإلحاد. وهذا خلط فكري يقع فيه الإسلاميون دائما عندما يعانون من ضعف التكوين الفلسفي. من الطبيعي أن يرفض الملحد النبوة إذ أن رفضه لفكرة الإله يقتضي رفض النبوة التي تدعي صدورها عنه، إلا أن رفض النبوة لا يستند بالضرورة على موقف إلحادي. لقد فرّق الكثيرون من الفلاسفة بين إله النبوة الشخصي وبين مفهوم عام ومجرد للإله من الممكن أن يوصف بإله الفلاسفة. وبينما قبل هؤلاء الفلاسفة بإله الفلاسفة فإنهم رفضوا إله النبوة الذي تتحدّث عنه اليهودية والمسيحية والإسلام. ولقد وجد هذا الموقفُ ممثليه في تاريخ الفكر الإسلامي، ومن أشهرهم ابن الراوندي (ت 911) ومحمد بن زكريا الرازي (ت 925) اللذان كانا يؤمنان بـ “إله الفلاسفة” ويرفضان النبوات. وعندما ننظر للسيرة فإننا نجد أن القوى الأساسية التي عارضت محمدا من مشركين وأهل كتاب لم ينكروا مفهوم الإله وأن ما أنكروه لم يكن سوى نبوة محمد. والقاريء لكتابي يلاحظ أنني أفرّق بين ما أسميه “الاله العام” و”إله النبوة”. والإله العام من الممكن أن يوجد في أذهان الناس باستقلال عن إله النبوة. وإله النبوة إله تصنعه كل نبوة ليلائم رؤاها وقيمها ويخدم أغراضها، وهو يختلف من دين لدين حتى في حالة الأديان ذات الأصل المشترك، وهذا هو ما يفسّر لنا العداوات العميقة والحروبات الدموية بين أديان التوحيد مثلا. وفي كتابي ينصبّ اهتمامي على إله النبوة ولا أتحدث إلا عرضا في الفصل الأول عن الإله العام (وهو موضوع أتمنى التوفر على معالجته في دراسة مستقلة عن فلسفة الأديان). وما نتمنى أن ينتبه له الإسلاميون أن الإلحاد موقف فلسفي عتيد وقديم قدم الأديان وأن المقام الملائم لمناقشته هو مقام الحديث عن وجود الإله وليس مقام الحديث عن النبوة، فالنبوة فرع والألوهية أصل والإلحاد موضوعه الأصل وليس الفرع.
إن نقاش هذه القضايا يطول ويتشعّب، وما كنت أتمناه عندما نشرت كتابي شيئين: أن يثير نقاشا ثريا حول مسألة النبوة وأن يدور النقاش في جو حرّ نرتقي فيه لمستوى احترام الرأي الآخر وإفساح المجال للتعبير الحرّ من غير كبت. ولقد كتب السيد خالد موسى عن الكتاب مقترحا: “وأرجو أن يعرض الكتاب لبعض التمحيص والنقد الموضوعي من قبل المختصين والأكاديميين … ” إلا أنه صمت عن كيفية هذا العرض وشرطه الأساسي. كيف سيحصل هؤلاء المختصون الأكاديميون في السودان مثلا على الكتاب إن كان النظام الذي يمثّل الكاتب أحد وجوهه الدبلوماسية يحظر دخول الكتاب للبلد؟ وهب أن هناك مختصا أكاديميا في السودان يتفق مع وجهة نظر الكتاب — هل يستطيع هذا الأكاديمي أن يصرّح برأيه في بلد يحوي قانونه الجنائي المادة 126 التي تحكم بإعدام “المرتد”؟ ودع عنك المختصين والأكاديميين، ماذا عن القراء العاديين في بلد مثل السودان مثلا — ماذا عن القراء الذين قرأوا ما كتبه عن الكتاب في صحيفة الانتباهة، هب أن قارئا من هؤلاء أراد قراءة الكتاب ليُكَوِّن رأيه المستقل عنه، كيف سيحصل هذا القاريء على الكتاب؟ ألا يحس السيد خالد موسى بوخز أخلاقي عندما يجد أنه ينعم بحرية اقتناء هذا الكتاب وقراءته والرد عليه بينما يُحرم من يعيشون في السودان مثلا من هذه الحرية بسبب قوانين النظام الذي يمثّله ويدافع عن سياساته وهو يعيش في بلد غربي يحمي حريته؟ ألا يحس بتناقض أخلاقي عندما يقول إنه يدافع عن حقي المعنوي والمادي في التعبير عن آرائي وأفكاري (وافترض أنني أدخل في زمرة من يصفهم “بالردة الفكرية” وهي زمرة يبشّرها بأنها آمنة في دار “خياره الفقهي”) ثم يقرر في نفس الوقت أنه لا يملك “أي سلطة مادية في إبطال أو دحض مادة الردة في القانون الجنائي السوداني”؟ صحيح أنه لا يستطيع إبطال مادة الردة، وأنا في الواقع لم أطالبه بذلك، إلا أنه، وهو الذي يصف نفسه بأنه صاحب “يراع”، يستطيع على أقل تقدير توجيه “يراعه” للدفاع عن حرية الفكر وإدانة المادة 126 والمطالبة بإلغائها لأنها تمتهن حرية الفكر. أقول هذا وأنا أدرك، بكل أسف، أن هذا لن يحدث. لقد قال السيد خالد موسى إنه عندما هاجم كتابي لم يجرد سلاحا أو يسيّر جيشا أو يمتشق حساما بل عمد للكلمة والحجة. صحيح أنه عمد في الظاهر للكلمة والحجة، ولكنه لا يشير لبعد أساسي في المواجهة بيننا وهي أنه جزء من بنية نظام جرّد السلاح وسيّر الجيوش وامتشق الحسام وسلب السودانيين أمنهم وحريتهم. إن السيد خالد موسى كإسلامي ملتزم وكدبلوماسي يعمل في خدمة النظام ويدافع عنه لا يستطيع التنصّل من المسئولية الأخلاقية لانتمائه ولمهنته، فهو ليس بصاحب قلم فقط وإنما أيضا صاحب سيف. والكاتب يلوّح في واقع الأمر بسيفه هذا عندما يكتب جملته الموحية: “ويشكّل الكتاب تحد للنخبة العلمانية في السودان أكثر من النخبة الإسلامية … ” ورغم أنه لا يفصح عما يعنيه بذلك التحدي الخاص والأكبر إلا أن التهديد المغلّف للعلمانيين السودانيين الذين يعيشون أسوأ ظروف قهر فكري في تاريخهم الحديث لا يمكن أن يخفى على الأريب.
ولقد صدق الأستاذ حيدر عندما أكّد في جملة ناصعة أن الديمقراطية: “ليست حق الاغلبية لأن حق الاغلبية محفوظ بحكم كونها اغلبية ولكن الديمقراطية هي حق الاقلية في التعبير عن نفسها وألا تتضرر بسبب كونها أقل عددا.” وبالمقابل يندلق فهم السيد خالد موسى لمسألة الحرية في قوله: “إن حرية نقد الأديان هو “اسم الدلع” لنقض عرى الدين”. يا لسفه التعبير وبؤس الموقف! إن الحرية مفهوم عام وكبير تدخل ضمنه كل مظاهر الدفاع عن الأفكار والرؤى وكل مظاهر نقد هذه الأفكار والرؤى. والحرية بهذا المعنى قيمة شاملة تعلو ولا يُعلى عليها. ومثلما أن الحرية تعطيه الحق في أن يكون مؤمنا ومسلما فهي تعطي الآخرين الحق في أن يكونوا غير مؤمنين وغير مسلمين، وهو حق أساسي لا يستطيع حرمانهم منه باسم دينه. إن نقد الدين قديم قدم الدين ونقد الدين سيبقي طالما بقي الدين، والقفزة الكبرى التي حققتها البشرية هي قفزة الانعتاق من استبداد الدين مما مكّنها من خلق فضاء حرّ تتساوى فيه كل الأفكار والأديان في حقها في التعبير عن نفسها من غير أن يتغوّل أي رأي أو دين على حقوق الآخرين. لقد قبلت كل الأديان التعايش مع هذا الواقع الإنساني الجديد باستثناء الإسلام الذي بعث الإسلاميون شريعته في الكثير من البلاد وأحيوا الكثير من مظاهر الانتكاس ومن بينها فظاعات الرجم وبتر الأطراف وحدّ الردة. لقد ذاق السودانيون مرارة وفجيعة إعدام محمود محمد طه ولم يخطر ببالهم أن الإسلاميين الذين قتلوه سيغتصبون السلطة ليفرضوا الشريعة فرضا ويستبيحوا الكثيرَ وفي مقدمته حرية الفكر.
إن التحدي الكبير الذي يواجه المسلمين في القرن الحادي والعشرين هو: ماذا سيفعلون بإسلامهم؟ هل سيقبلون بما قبل به مؤمنو الأديان الأخرى ويتعايشون مع هذا العصر بانسجام مع قيمه التي تُعلي شأن الحرية وتتمسّك بالعلمانية والديمقراطية وحقوق الإنسان؟ هل سيقبلون بحرية أن يخرج الناس من الإسلام ويحترمون حقهم ويتصالحون معهم؟ هل سيلهمهم مثلا موقف مثل موقف البابا الجديد فرانسيس الذي قال إن الملحدين من الممكن أن يقوموا بأعمال خيرة ومن الممكن أن يكونوا ناسا خيرين (وهذه بالطبع ليست بمعلومة جديدة تدهش الملحدين، خاصة ملحد مثل الدالاي لاما الذي تنبني رؤيته الأخلاقية البوذية على مبدأ خدمة الآخرين وعدم إيذائهم)؟ هل سيلهمهم موقف راون وِيليمز (Rowan Williams)، رأس الكنيسة الإنجليزية السابق، الذي دخل في حوار مع الروائي الإنجليزي فيلب بولمان (Philip Pullman) المشهور بانتقاده للمسيحية ودعا لإضافة أعماله الروائية لمقررات الدروس الدينية؟ هل سيلهمهم نموذج بلاد الغرب العلمانية حيث يجد المسلمون بكل طوائفهم حريات دينية لا يجدونها في بلادهم وحيث يتعايش المؤمنون وغير المؤمنين في ظل نظام قانوني تتساوى فيه حقوقهم؟
وهكذا تبقى قضية الحرية هي القضية المركزية. والمسلمون في كل العالم اليوم أحوج ما يكونون لها. وهم يحتاجونها حاجة حياة أو موت إن أرادوا الارتقاء برؤاهم وفكّ ارتباطهم بالقرون الوسطي وإن أرادوا الارتقاء بمجتمعاتهم واللحاق بركب باقي البشرية، وخاصة أنهم اليوم أكثر الناس تقتيلا لبعضهم البعض، وأكثرهم قهرا للمرأة، ومن أكثرهم تخلفا معرفيا واقتصاديا.
للحصول على الكتاب الرجاء مراسلة مركز نقد الأديان على الإيميل: [email protected]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لاهوت الملحد النبيل قراءة في كتاب: نبوة محمد التاريخ والصناعة (Re: بكرى ابوبكر)
|
صاحب الكتاب الدكتور محمد محمود شخصية وان اختلفنا معها فكريا هي شخصية ترتكز على قناعات قوية يدعمها إطلاع واسع في المجال المختص فالرجل معروف بحربه الضروس مع السلفيين قبل مجئ نظام الانقاذ المتشدد لكن بناءا على ما تناوله الناقد في كتابه المضاد وهو معزور في تناوله باعتبارات ان كتابه النقدي موجه لمن إطلعوا على كتاب نبؤة محمد التاريخ والصناعه لذلك تناول افكار رئيسية للكاتب الاساسي بغية نسف هدف الكتاب وفكرته كشخص مسلم منتهجا سياسة نقد الفكرة بفكرة بعيدا عن عاطفة التكفير وسل سيف التشدد لكن من الملاحظ في ما جاء من افكار لدكتور محمد محمود انه ارتكز على روايات تاريخيه واحاديث غير ذات سند ثقة فنقد الاسلام يكون بدليل القرأن واحاديث الشيخين المسند فقط وليس روايات اقرب للخرافه والاحاديث والسيرة حبلى بما يخالف الواقع والمنطق والعقل راسلنا في انتظار ان نمد بالنسخة حتى نعطي النقد حقه والرجل حقه ولكل حادث حديث
| |
|
|
|
|
|
|
|