|
Re: في عزاء البحيراوي تذكرت كراسة أبناء الباوقة يا أبناء حوش بكري (Re: عبد الوهاب المليك)
|
بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى في سورة العنكبوت: (كلُّ نفسٍ ذائقةٌ الموتِ ثم إلينا تُرجَعُون* والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفاً تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها، نعم أجر العاملين.) صدق الله العظيم إخواني من حضور هذا العزاء.. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. ليس أقسى على النفس من رفع آيات العزاء في حق من نحبهم. وإنه ليؤلمني كثيراً أن تكون رسالتي هذه محاولة لأعزي نفسي وأعزي جمعكم الكريم في فقدنا الجلل برحيل واحد من أنبل عشاق الوطن الكبير السودان والوطن الصغير كردفان. عرفت عبد الله يوسف البحيراوي عبر الفضاء السايبري..وكلما تواصلنا عبر الأثير توسعت رقعة الصداقة وقويت أواصر المحبة. شخص يفرض عليك احترامه عبر أدبه الجم وكلماته الرصينة. كان أول ما حببه إلى نفسي أن تداخل يهش عني من إذا قلنا كلمة في حق شعبنا وبلادنا مادت الأرض تحت أقدامهم. قرأت في رده عليهم قوة الحجة ونصاعة العبارة.. ثم علمت فيما بعد أن الرجل من سدنة القانون وحماته. لكنه في كل ما كان يكتب ظلت كردفان وأوديتها وسهولها أغنيته الأثيرة، وظل السودان وشعب السودان عشقه. كان يفعل ذلك دون صخب في إعلان الحب ودون أن يخجل من الإفصاح عنه. وكنا في بعض الأحايين نفرط في عشق المكان الأصغر ، فأداعبه بلهجة أهلنا في بادية حمر ، والتي أحبها رغم أنني لم أنشأ جغرافيا في تلك المنطقة بل نشأت في بادية مجاورة لها هي بادية بني عمومتهم المسيرية. كنت أعرف جيدا ويعرف هو أن حب الوطن الأصغر مرادف تماما لحب خارطة الوطن الكبير وشعبه. أحببت فيه حبه لكردفان لكن دونما أن يغرق في تفاصيل العرق والجهة. كان البحيراوي عف اللسان ، حلو الكلم. تحدثت وإياه عبر الهاتف وأشهد الله كأني كنت أعرفه منذ أزمان. وتلك من ميزات الإلفة وصدق المعشر. صرت أقرأ ما يكتب..كل كلمة تنضح بالذوق الجم وسمو أدب الحوار – اتفاقا أو اختلافا. أعزيكم وأعزي نفسي ..وأعزي في منفاي ومنفاكم الذي أسأل الله ألا يطول في هذا الفقد الجلل. والعزاء من ثم مرفوع لإخوتي في مدن وقرى وحلالات وأودية وسهول دار حمر في رحيل نوارة شبابها – يوسف البحيراوي.. والعزاء موصول لأسرته الصغيرة ولأصهاره آل الناظر منعم منصور وأخص منهم عالم الإقتصاد الأستاذ ابراهيم منعم منصور والناظر الصديق الأمير عبدالقادر منعم منصور. ألزمنا الله وإياكم وإياهم الصبر وحسن العزاء ، وتقبل عنده أخانا عبد الله يوسف البحيراوي في الدار التي لا ترقى إليها الأباطيل وأكرمه وأحسن مثواه.. آمين. أخوكم/ فضيلي جماع مسقط
| |
|
|
|
|
|
|
|