............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 10:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-14-2013, 10:53 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)

    وكما حدث للجنة سرالختم الخليفة 1964
    وكما حدث لاتفاقية اديس ابابا 1972
    وكما حدث لمبادرة الميرغني قرنق 1988
    وكما حدث لاتفاقية نيفاشا 2005
    واخيرا وليس اخيرا
    كما حدث لاتفاقية عقار/نافع 2011

    ورجعت ابواق النظام والمرجفين في المدينة من اعداء التغيير من كل صنف الى خطاب الانقاذ الغوغائي القديم وتحدي المجتمع الدولي والقرار 2046 واهدار اخر فرصة للخروج الامن من السلطة ..بالسير في اتجاه تفكيك النظام ذاتيا بواسطة الشعب واتفاقية نيفاشا ويرجعو لحجمهم الطبيعي الذى لا يمثل سوى 20% من الشعب السوداني وهذا عبر اخر انتخابات مزيفة

    والمخذى في الامر
    العرض برة دارة نيفاشا
    نفس الناس ونفس الوعي ونفس السلوك
    والبركة في الشعب الفضل
    طبعا ثقافة القطيع الميهمنة في السودان من 1964 تلقي بظلالها الكئيبة في هذا البورد
    وان اقوم بدور الذئب
    اكل من الغنم القاصية
    الناس العرفو انه السودان القديم ده كان كلام فارغ ساكت...ودفعو ثمنه الان
    ما مهم تتحرر بتين المهم انك تتحرر
    وتنسى
    كل شيء قد عرفته في السابق
    وتسودن شبتك وتخليك سوداني
    وشكرا يا د.منصور خالد
    لنزعك ثوب التقوى عنهم
    وتركتهم لنا عرااة
                  

02-16-2013, 11:06 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)

    بعض الناس يعيشون
    لكي تحي افكارهم ما عاشوا
    فاذا ماتوا ماتت
    بعض الناس يموتون
    لتحيا الافكار
    فاذا ماتوا عاشت
    ****
    الشاعر عالم عباس

    (عدل بواسطة adil amin on 02-16-2013, 11:07 AM)

                  

02-17-2013, 01:00 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)

    ولا زال الفاشلون يرضعون من الشطر الميت للنظام العربي القديم كانما على القلوب اقفالها
    كنت اتمنى ان يقييم دارس او مركز دراسات سوداني رؤية محمود محمد طه المقدمة من 1955
    والتي تفوقت على الربيع العربي المازوم والخالي من الدسم في 2011
    وطرحها المجيد للديموقراطية والفدرالية والاشتراكية

    الدارونية الرئعة لاحمد مطر التي نعى فيها النظام العربي القديم والدولة المركزية والايدولجيات السقيمةوبضاعة خان الخليلي المزجاة...

    ينقلب الغصن الى عودحطب
    يسبح قرص الشمس فى دمائه
    مجرد من الضياء واللهب
    ********
    تصبح حبة الرطب
    نعشا من السوس لميت
    من خشب
    *****
    تنتبذ النعجة اذا
    لا الصوف منها يجتنى
    ولا الضروع تحتلب
    فتنتهى من سغب المراعى
    طعاما للسغب
    ********
    تنقلب الريح بلا اجنحة
    طاوية نحيبها فى نحبها
    عاثرة من شدة الضعف بذيل ثوبها
    تائهة عن المهب
    ********
    ينطفئ النهر
    فيحسوا نفسه من الظمأ
    فوق مواقد الجدب
    معوقا بضعفه
    من عودة لمنبع
    او غدوة الى مصب
    ********
    يجرجر الكل.ب بقايا نفسه
    كأنه يجتر ذكرى امسه
    وسط موائد الصخب
    لا يذكر النباح ولا يدرى متى
    كشر او هز الذنب
    يقعى فى اقعائه
    يأن من فرط التعب
    وباللهاث وحده
    يأسو مواضح الجرب
    تنزل فوقه العصا
    فلا يحاول الهرب
    ويعبث القط به
    فلا يحس بالغضب
    لكنه
    بين انحسار غفوة وغفوة
    يهر دونما سبب
    *******
    الكائنات كلها
    فى منتهى انحطاطها
    تشبه امة العرب

    ***********
    الشاعر العربى احمد مطر
                  

02-21-2013, 08:22 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)

    اذا كان في برنامج متقدم من 1955
    وجاء معزز له بي نيفاشا 2005
    للدولة المدنية الفدرالية الديموقراطية


    ناس بضاعة خان الخليلي ديل
    ماسكين في الاصر ده لحدي 2013 ليه؟؟
    الكيزان
    الشيوعيين
    البعثيين
    الناصريين
    وولابة الفقيه/النسخة المضروبة لحزب الامة

    فعلا جون قرنق يمثل الاغلبية(الشعب)
    ان فقهو
    اما النخب
    فاليبقو على ما هم عليه حتى يتجلى فيهم امر الله ( ومن نعمره ننكسه في الخلق)
                  

02-21-2013, 12:11 PM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)

    الأخ الاستاذ عادل امين..
    التهاني الحاره على هذا الاختيار الموفق لكتاب الأستاذ محمود محمد طه "أسس دستور السودان لقيام دوله فدراليه".. في الوقت الراهن نحن في أشد الحاجه، لتسليط الضوء وتقليب شتى وجهات النظر في ما يخص الدستور، حتى يتم لجميعنا تنوير كاف بأهمية وماهية الدستور حتى نستطيع أن نجهض كل المحاولات البائسه لاخراج دستور يفتقر لأهم مواصفات الدستور ويقوم باجهاض للحقوق الأساسية التي يفترض أن يرعاها الدستور، ولذلك سمي بالقانون الأساسي.
    لك التحيه، وزادك الله فتحا ونور قلبك وعقلك..
                  

02-22-2013, 03:09 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: Khalid Elmahdi)

    Quote: لأخ الاستاذ عادل امين..
    التهاني الحاره على هذا الاختيار الموفق لكتاب الأستاذ محمود محمد طه "أسس دستور السودان لقيام دوله فدراليه".. في الوقت الراهن نحن في أشد الحاجه، لتسليط الضوء وتقليب شتى وجهات النظر في ما يخص الدستور، حتى يتم لجميعنا تنوير كاف بأهمية وماهية الدستور حتى نستطيع أن نجهض كل المحاولات البائسه لاخراج دستور يفتقر لأهم مواصفات الدستور ويقوم باجهاض للحقوق الأساسية التي يفترض أن يرعاها الدستور، ولذلك سمي بالقانون الأساسي.
    لك التحيه، وزادك الله فتحا ونور قلبك وعقلك..


    الاخ خالد المهدي
    تحية طيبة
    السودان ده من الاستقلال ما كان يفتقر ابدا للرؤى الذكية والقادة الاذكياء
    ولكن تاني لرياح بما لا تشتهي السفن
    دخلنا في حالة استلاب للنخب السودانية ما قدرنا نطلع منه لحدي 2013 وحتى في زمن ثورة العلم والمعلومات
    ولازلت استغرب من دكتور يتنطع في كل محفل
    وعاجز عن تقييم
    ايقونات السودان الحقيقية
    السيد عبدالرحمن المهدي
    محمودمحمد طه
    د. جون قرنق ديمبيور
    ويتشدقون بايدولجيات ماتت حتى في بلد المنشا
    الدولة المدنية الفدرالية الديموقراطية الحقيقية هي مستقبل السودان
    فقط انتظر ان ينقشع هذا الزبد الذي لا يذهب جفاء
    على مستوى البورد والسودان
    ولحدي الليلة ولي بكره
    اتحدى نخب رموز واحزاب السودان القديم
    ان يقدموا رؤية افضل من ثلاث اعلاه
    ولكن ازمة الوعي ناجمة عن ازمة المنابر الحرة وحتى عندما تتوفر يحولها البعض المرجف ساحة للابتزال ليس الا
    اما بالنسبة للدستور
    نحن ازمتنا ليس في الدستور و نفسه
    ولكن في الاتزام بنصوصه نصا وروحا وحتىولو كان دستور 2005 الانتقالي
                  

02-25-2013, 09:36 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)

    اشارات حمراء:

    وفعلا تحول السودان في القرن21 الى عاهة سياسية مزمنة بسبب عدم احترام بعضنا البعض وتقدير ابداعنا الفكري والسياسي
    ولا زال القطيع يسير..خلف الواهمين في عالمهم الافتراضي البشع...
    ويسير
    ويسير
    الى
    لاشيء....
                  

02-26-2013, 11:26 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)

    محمود محمد طه الذى عرفت



    01-16-2013 04:44 AM
    د. منصور خالد

    عندما جوبهت بسؤال عن الموضوع الذي أتمنى إختياَره للحديث عن شهيد الفكر محمود في مئويته، بل في الذكرى الرابعةِ والعشرين لإستشهاده، توقفت مرة بعد مرةً، فمحمودٌ رجلٌ لكل الفصول : (A man for All Seasons)، ذلك وصف أطلقه الفيلسوف الهولندي إيراسموس الملقب بأمير الإنسانويين على شهيد فكر آخر، هو السير توماس مور، رئيس مجلس اللوردات البريطاني في عام 1529م على عهد الملك هنري الثامن. ليس بين الرجلين عُلقةٌ في الفكر، بل تشابهٌ في الصدق مع النفس حتى الموت. وعندما تمنى علىَّ منظمو الحفل أن أتحدثَ عن الفكر السياسي عند محمود إزدَدتُ إحترازاً لأن إقبالَ الأستاذ الشهيد على الفكر السياسي كان مختلفاً جداً عما يُطلِق عليه البعضُ أسم الفكر السياسي في السودان، وهو ليس منه في شئ.

    العنوان الذي إخترت للحديث: "محمود محمد طه الذي عرفت" فيه مجالٌ للتوسعة بدلاً عن الحصار والتضييق. و الهدف من الحديث ليس هو شرح او تشريح أفكار الاستاذ، وانما هو القاء اضاءة كاشفة عن تنوع معارفه، وجديته في االإقبال علي القضايا العامة، ثم صدقه مع نفسه في القول و العمل. ولئن سأل سائل: كيف عَرفَتُ الأستاذ، ولماذا حَرَصتُ على معرفته، أجيبُ انني عرفت ذلك المفكر الفهامه أولاً كما ينبغي أن يُعرف المفكرون. المفكر يعرفه الناس من قراءة ما كتب والتملي فيما كتب. والمفكر تشدُ الناسَ اليه نجاعةُ الفكر، وفصاحةُ الأسلوب، وبدائعُ التفسير، ثم البلاغة في تصريف المعاني. كثيرٌ من الذين تصدوا لأفكار الراحل إبتنوا معرفتهم لأفكاره على السماع لم يروموا من ذلك غير غرض واحد هو التشهير. ومن بين أولئك طائفةٌ من المتربصين سارعت إلى قراءةِ ما بين السطور، قبل قراءة السطور، ناهيك عن التمعن فيها، ومن ثَم ذهبت تلك الطائفة إلى إختراص المعاني التي يريدون عبر تلك القراءة الزائفة حتى يُقَدروا عليها الأحكام بالظن، وبعضُ الظن إثم.

    سعيتُ من بعد القراءة والتملي فيما قرأتُ إلى لقاء الرجل، ليس فقط رغبة في الحوار معه حول بعضِ أفكاره، وإنما أيضاً لأكتنِه أمرَه: ما الذي كان الأستاذ يبتغي مما يدعو له؟ وعلي أي أساس كان يخاصم ويصطلح؟ وما هو معيارُه في الحكم على البشر، وبخاصة الحواريين من حوله؟ الغاية من ذلك الحوار كانت هي الإدراكُ السليمُ لكيف يستبطنُ المفكرُ الداعيةُ القيمَ التي يدعو لها، أي التعرفَ إلى مخبره قبل مظهره. تعرفت على محمود أيضاً من خلال تجارب اخوة لي لم يكونوا أبداً من بين صحبه وناصريه ولكن شاءت الظروف ان يرافقوا الإستاذ في مرحلة من مراحل حياته فأحبوه، ورأوا فيه من الخصائص والخلال ما لم يروه في غيره من الرجال. هذه هي المداخل التي قادتني للتعرف على رجل هو بكل المعايير رجلُ وَحْدَه.

    فمحمودٌ مفكرٌ دينيٌ مجدد ساءه أن يتظنى الأغيار، بل بعضُ المسلمين، ان الإسلام في ازمة، وانه عقبةٌ في سبيل التطور والتحديث. محمود رأي غيرَ ذلك. العقبة في رأيه هي الفهمُ القاصرُ للدين، وليس الدينُ نفسَه. والمأزوم هو المسلمُ المتقاصرُ عن فهم الدين فهما صحيحاً، وليس الإسلام.

    محمود أيضاً مثقف موسوعي لم ينبذْ الأفكارَ المعاصرة او يناهضها دون علم و دراية بها، بل ذهب لتقصي إصولها ودارسة تجاربها شأن الباحث المدقق والامين في آن واحد. ذهب لدراسة الماركسية لينفذ الي حسناتها ويبين سيئاتها. من حسناتها في رأيه تحليلها للإقتصاد وإبرازها لدور الإقتصاد في مراحل التطور التاريخي للإنسانية، ومن سيآتها، حسب رأيه، إتخاذ العنف وسيلة للتغيير. كما درس الحضارة الغربية ورأي وجهيها، فحسب قولهَ لتلك الحضارة "وجه حسن مشرق الحسن ووجه دميم". حسنُها في الكشوف العلمية التي اخصبت الحياة البشرية، ودمامتها في القصور عن التوفيق بين حاجة الفرد وحاجة الجماعة. وهكذا دواليك كان إقترابه من تحليل الليبرالية والفكر القومي، ومناهج الحكم.

    هو أيضاً متصوف زاهد إخشوشنت حياتُه بإختياره حتى خَمُص بطنه ورب مخمصةٍ خيرٌ من التُخَم. ورغم مهنيته التي اثرى منها رفاقُه في المهنة إلا انه لم يوظف مهنَته تلك ليوثِنَ (يكثر) في المال، بل ظل يُبقى منه ما يقيم الأود ثم يعفو ما فاض عن حاجته.

    هو سياسي حمله جَدْب البيئة السياسية إلى أن يُرَوي بفكره عَزازَ ارضها. وكان له في ذلك قول يعود الي عهد مؤتمر الخريجين عندما قال في السفر الأول : "أول ما يؤخذ علي الحركة الوطنية انصرافها التام عن المذهبية التي تحدد الغاية وترسم الطريقة التي تحقيقها". ذلك رأي عاد إليه بعد إنتفاضة إكتوبر 1964م فوصفها بأنها فترة إكتملت فيها مرحلة العاطفة السامية التي جمعت الشعب على إرادة التغيير لكن لم تملك بعد فكرة التغيير. من ذلك نستجلي أن الأستاذ كان لا يرى مستقبلاً لأي تطور سياسي إلا أن إهتدى العمل السياسي بفكرة ورؤية. وفي هذا المجال أقبل الاستاذُ على الكتابة في كل ضروب السياسةُ: السياسةُ الحكمية، والسياسة الإجتماعية، والسياسة الثقافية، اي ذهب الي معالجة كل قضايا الناس الحيوية والحياتية وذلك هو لب السياسة. كان ذلك في وقت لم يتجاوز فيه أهل السياسة التفاصح والتداهي بما ليس فيهم، بحيث أصبحت الفصاحة – والتي هي ليست مرادفاً للبلاغة – هدفاً في حد ذاتها.

    لمحمودٍ المجدد، إن ابتغينا التفصيل، رأي في الإسلام، هو ان "الإسلام محاصر في سياج دوغماطي مغلق"، وذلك تعبير نقتبسه من المفكر الاسلامي الجزائري محمد اركون. ولا سبيل في رأي محمود لفك مغاليق ذلك السياج الا بقراءة جديدة للإسلام وفق فكرة إبتدعها تقوم على التمييز بين فقه الإصول وفقه الفروع، بين آيات الإصول التي تعبر عن القيم الرفيعة والمبادئ الأساسة التي ما جاء الأسلام إلا لتحقيقها، وبين تلك التي لا تكون فيها التكاليف إلا بوسع الناس على تحملها. وعبر كل ما قرأت للأستاذ المجدد لم أقرأ ما يشي بإنكاره لصلاحية الفقه الموروث في زمانه ومكانه، وإنما إرتأى أن ذلك الفقه والقيم المعيارية الملحقة به لا يصلحان لزمان الناس هذا، لما بين الزمنين من فجوة معرفية وقيمية ومعيارية. فهذا زمان تحكمه عهود دولية حول حقوق الإنسان، وتضبط الحكم فيه والعلاقات بين الأمم على إمتداد العالم مواثيق إرتضتها الدول ولم تنكرها واحدة منها وعلى رأسها ميثاق الأمم المتحدة. تلك المواثيق والعهود فرضت واجبات لا تملك دولة التخلي عنها بدعوى خصوصياتها الثقافية.

    أزاء ذلك التناقض الظاهري بين الدين والقيم المعيارية الجديدة إنقسم المسلمون إلى فرق. فريق يقول أن لا مكان للدين في الحياة، ولهذا فالدين غيرُ ذي موضوع بالنسبة للحياة، أو لمنظومة السلوك الدولي الجديدة. وفريق ثانٍ يرى في كل ما إبتدعته الإنسانية بِدعاً ضِليله، وكل ضلالة للنار. بعض من هؤلاء تصاعد في زماننا هذا بتلك الفكرة المدمرة الى تفريق العالم إلى فسطاطين: فسطاط الكفر وفسطاط الإيمان. وفريق ثالث لا يريد أن يستقيل عن دينه، كما لا يقدر على الإنعزال عن العالم فيلجأ إلى تخريجات مستنبطة من المفاهيم والأحكام الدينية الموروثة، وهي تخريجات تؤكد ولا تنفي دعاوي الذين يقولون بعدم صلاحية الدين للعصر لما في مطاوي تلك التخريجات من تناقض داخلي. و في هذا، هم اما مفكرون قاصرون، أو أدعياء منافقون.

    محمود كان من أسبق المفكرين للدعوة لحلول مستمدة من إصول الإسلام، ليس فحسب، ليناهض بها الفكر الموروث الذي لم يعد صالحاً لهذا الزمان، بل ايضاً ليدحض بها الفكر الملتبس أو المتيبس للإسلام حماية للإسلام نفسه، خاصة وهو كله آراء رجال وبالتالي لا قدسية له. بدون قراءة جديدة للمفاهيم والأحكام الدينية السائدة ، يستعصي التكامل بين الدين والحياة. في دعوته تلك، إنطلق الأستاذ من قاعدة إصولية هي ان الإسلام غير معاش على الأرض الآن، لا على مستوى تشريعات الدولة الإسلامية ولا في مستوى أخلاقيات المسلمين.

    جاء في الحديث "أن للدين صوى(benchmarks) ومنارات كمنار الطريق"، وعن تلك الصوى كان محمود يبحث. بسبب من ذلك انكر تقديس الاحكام التي لم تعد صالحة لزماننا، وأن صلحت كشريعة لمن قبلنا. انكر أيضاً على المعاصرين من حماة ذلك الفكر المتيبس الدور الوسائطي الذي إفترضوه لأنفسهم بين الأنسان وربه. ذلك كهنوت لا يعرفه الإسلام، بل نعيذ الإسلام منه بذاته وبأسمائه. فكل مسلم في رأي الأستاذ رجل دين. كما ليس في الإسلام وظيفة يطلق عليها وظيفة رجل الدين. ودوننا العراقي أبو حنيفة، وهو من أبرع الأئمة في إستخراج الأحكام الفقهية، كان تاجر خز لم يلهه الإجتهاد عن مهنته.

    في عودته للإصول لم ينحُ طه للتجريد وإنما تقفى كل القضايا الحياتية التي شغلت، أو ينبغي أن تشغل، الناس، وعلى رأسهم قياداتهم السياسية. ففي السياسة الحكمية كتب محمود في عام 1955م عن الفيدرالية كأصلح المناهج لنظام الحكم في السودان، في الوقت الذي كان غيرُه يصفُ الفيدراليةَ بأنها ذريعةٌ إستعمارية لتفتيت وحدة السودان وكأنا بهؤلاء لم يكونوا يعرفون كيف وحدتْ الفيدراليةُ دولاً مثل الولايات المتحدة الأمريكية، والهند، وكندا، والبرازيل، والمانيا. وفي السياسةِ الإجتماعية تناول قضيةَ المرأة في وقت لم يكن فيه للمرأةِ مكانٌ إلا أن تكون مستردفةً وراء الرجل حتى بالمعنى الحسي للكلمة، إذ كان بعضُ الرجال يومذاك يستنكف أن تجلس زوجته إلى جواره في السيارة. ما فتئ بعض من هؤلاء ينادي بقوامةِ الرجل على المرأة مهما كان مستوى علمِها ودينِها وخلقها، ولا ضير عندهم إن كانت المرأة هي العالمة مدام كوري الحائزة على جائزة نوبل مرتين، أو الكاتبة البريعة إيملي برونتي، أو شهيدة الحرية بنازير بوتو. كما لا ضيرعندهم ان كان الرجل هو أي فحل جلف ليس له من علم او خلق يتحفل به أمام المرأة التي يطمع في الولاية عليها. هذه النظرة التي تجعل من المرأة ضديداً للرجل نسبها الأستاذ، بحق، إلى الجهل ولهذا كتب: "المرأة ليست عدوة الرجل، الجهل عدوهما، معاً". لذلك فإن موقف الإستاذ الشهيد من قضية المرأة كان من أعظم فتوحاته الفكرية في الحقل الإجتماعي. وكان الأستاذ ينظر للمرأة كإنسان ينبغي الإنتصاف لحقه، أين كان. ويروي لي الراحل الحبيب الدكتور خليل عثمان، وكان قد صَحبَ الأستاذَ في محبسه، كيف أن الأستاذ ظل يُتابعُ إنتخابات الرئاسة الأمريكية: رونالد ريقان وجورج بوش ضد والتر مونديل وجيرالدين فيرارو، ويجاهر بتمنياته لفيرارو بالإنتصار. سأله خليل: ما الذي تَعرفُ عن هذه السيدة حتى تؤيدَها؟ قال الاستاذ: "أنا لا اعرفُها البتة لكني اتمنى لها الإنتصار لأن إنتصارَ المرأةِ في أمريكا لإحتلال موقعٍ كهذا هو إنتصار للمرأة في كل مكان". ولعل محموداً قد فطن إلى أن في تحرير المراة تحريراً للمجتمع، وأن في صلاحها صلاحاً للأسرة، فالمرأةُ هي الإنسان كما قال الـروائي الألمــاني المعـروف تومـاس مــــان: "الرجـال هـم الرجـال ولكــــن المـرأةَ هي الإنسـان" (Men are men but woman is man).

    كان للأستاذ أيضاً رأي في الحرب والسلام ذهب به إلى جَذر المشكل بعقود من الزمان قبل ان نعترف بذلك في إتفاقية السلام الشامل في يناير 2005م . في تلك الإتفاقية إعترف طرفاها بجذور المشكلة التي ظلت كل القوى السياسية الشمالية تعوص على نفسها الإمور برفضها. بدلاً عن الإعتراف بجذر مشكلة الجنوب إستمرأت تلك القوى البحث عن مشاجب خارجية تُعلق عليها أسباب الخيبة. قال الطرفان في ديباجة بروتوكول ماشكوس: ", وإذ يدركان أن النزاع في السودان هو أطول نزاع في افريقيا، وأنه قد سبب خسائر مريعة في الأرواح، ودمر البنى التحتية للبلاد، وأهدر الموارد الإقتصادية، وتسبب في معاناة لم يسبق لها مثيل، ولا سيما فيما يتعلق بشعب جنوب السودان، وشعوراً منهما بأوجه الظلم والتباين التاريخية في التنمية بين مختلف المناطق في السودان". في ذلك إعتراف منا بأن لمشكل الجنوب إسباباً متجذرة في الداخل. وحقاً، حين كان السودانُ كلهُ يتلظى بنيرانِ الحرب، كان بعضٌ من أهله لا يُخفي فرحتَه بما حقق من إنتصار وهمي. في ذات الوقت ما انفك الأستاذُ ينظر إلى الصورة المتكاملة ولا يتوه في تفاصيلها، أو يهرب إلى الإمام من واقعها الكالح. كان كلما تباهى المنتصرون بقولهم: "لقد قضينا على مائة من الخوارج وأستشهد منا خمسة"، يعقب بالقول: "أما نحن فنقول أن السودان فقد مائة وخمسة من رجاله".

    بصورة عامة كان محمودٌ في سَرَعَان الناس (أي أسبقهم) إلى إدراك البعد الوطني لما ظللنا نسميه مشكلة الجنوب. كتب في واحدة من رسالاته ازاء الإسراف في الحديث عن مشكلة الجنوب، وكأن هذا الجنوب هو جنوب المريخ: "وللشمال مشكلة أيضاً". بذلك سبق قول الراحل جون قرنق:"مشكلة الجنوب هي فرع (Subset) من مشكلة السودان". هذا طرف من قضايا السياسة التي أهَمَت الأستاذ في حين صمت عنها السياسيون اما عجزأً أولا مبالاة. أدهي من ذلك أن اللهاثَ وراءَ السلطة يومذاك كان هو الشغلُ الشاغل لسادة الحكم، دون أي إجتراء من جانبهم على مواجهة النفس ونقد الذات، بل دون أن يقولوا مرة واحدة لمن ولوهم السلطة أو حملوهم الى سدتها، ما الذي يريدون أن يفعلوا بتلك السلطة من أجل قضايا الناس.

    وإن كانت نظرةُ الاستاذ الشهيد للمدينة الفاضلة التي قَدرَها وأحب أن يصير إليها السودانُ نظرةً شمولية تكاملية، إلا أنه قَدَر أيضاً ان السودانَ جزءٌ من عالم لا يستطيع السودانُ الإنفكاكَ عنه، كما هو جزء من حضارة إنسانية لا سبيل له للإنخلاع عنها. في ذلك لم يذهبْ مذهبَ الذين يدعون للإنخلاع عن الحضارة المعاصرة بدعوى تناقضها أو تباينها مع خصوصية ثقافية مدعاة، أو نقاء عرقي مزعوم. فهؤلاء مع كل مزاعمهم بفساد تلك الحضارة وجَحدهم لكسبها ومنجزاتها الإنسانية ظلوا يلتهمون نتاجها في المسكن والملبس والمشرب والتواصل والترحال، أي يعيشون كمستهلكي حضارة لا منتجين لها.

    شهيد الفكر كان يرمي ببصره بعيدأ ويقول أن الحضارة المعاصرة، حضارة القرن العشرين بلغت نهايات النضج. وان البشرية المعاصرة مجتمع كوكبي إن أصيب جزء منه تداعت لمرضه بقية الأجزاء. هذه النظرة التي جاء بها الأستاذ الشهيد في السبعينات سبقت ما تواصينا عليه بعد عَقد من الزمان في لجنة دولية كان لي شرف المشاركة في رئاستها: اللجنة الدولية للبيئة والتنمية. خرجت تلك اللجنة على الناس بتقرير اصبح هو الميثاق الدولي للبيئة في قمة الارض بريو دي جانيرو. جوهر ذلك الميثاق هو وحدة كوكبِ الأرض بحيثُ ينبغي على كلِ فردٍ في المعمورة ان يفكر عولميا ويعمل محلياً. ثم جاء من بعد فيضان العولمة بخيره وشره، وإنداحت معه الحدود بين البلاد. ولعلني لا اريد أن أتقفى أثر المفكرين المسطحين الذين يحاولون إيجاد نسب لكل فكرة حضارية جديدة، أو ظاهرة علمية مستحدثة بتجارب الدولة الإسلامية وبالقرآن الكريم، ناهيك عن ربطها بأفكار مجتهد معاصر، لا سيما وقد جاء زمان أطل علينا فيه نفر من المتفيقهين الذين لم يستح واحدٌ منهم من أن يفتعل لتخليق النعجة دوللي بالإستنساخ ذِكراً في الكتاب الكريم. كل ما أريد قولَه هو ان الشهيدَ المفكر كان يعالجُ إمور بلاده في محيط كوكبي أرحب لا نملك إلا ان نعيش فيه، ونتفاعل معه، ونؤثر عليه، ونتأثر به، في حين كان غيره لا يبصرون حتى ما تحت أقدامهم بدليل عجزهم عن معالجة أدنى مشاكل الحكم والحياة.

    هذه النظرة الكلية لقضايا الإنسان في السودان كانت بارزة أيضاً في ما كتب الأستاذ عن الإقتصاد. من ذلك رسالته حول الضائقة الإقتصادية (1981م). وأمثال تلك الضائقة يتخذها دوماً معارضو الحكم تكأة لتخذيله، أو ذريعة لحمله على الفشل. يفعلون ذلك دون أدنى إهتمام لما لتلك الضائقة من أثر على الوطن والمواطن. في تناوله لتلك الضائقة (والتي نستعرضها كنموذج) تناول الأستاذ البعد الأخلاقي للأزمة: مسئولية الدولة ومسئولية الأفراد؛ الريف والمدينة وأثر إنهيار الإقتصاد الريفي على إنهيار المجتمع الحضري؛ البعد الخارجي: التجارة الدولية، الديون؛ البيئة الطبيعية، الكوارث مثل الجفاف والتصحر. هذه النظرة الموضوعية العلمية لقضايا الناس هي التي يترجاها المواطن من قادته ومفكريه إن كانوا حقاً جادين في تدارس أي أمر ذي بال حتى يصلح حاله وأمره. والا حق قول أبي العلاء بأن الحكم ومذاهبه عند أولئك ليس هو الا وسيلة لجلب الدنيا لسادة الحكم.

    إنما هذه المذاهب أسباب لجلب الدنيا إلى الرؤساء

    تساءلت ذات مرة عن ما الذي يحول دون هذا المفكر، طالما أهّمَته السياسة، أن ينشئ حزباً سياسياً يتصارع عبره مع الآخرين على الحكم حتى يترجم أفكاره تلك إلى واقع. قال: "غايتنا ليست الحكم هي وإنما خلق المسلم الصالح المتكامل، وبصلاح الناس يصلح المجتمع". وحقاً لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم، وحقاً ايضاً أن لاسراة إذا تسيد الجهل على الناس.

    قلت أن الاستاذ المجدد كان يسعى لبناء مدينة فاضلة بخلق النساء والرجال الفاضلين. والرجل الفاضل عنده، فيما تبينت من قوله، هو الإنسان مجدول الخلق الذي يحسن عمله، ويقوم برعاية اهله وذويه، ويؤدي فروض ربه ووطنه. سالته ذات مرة كيف تنتقي ابناءك وبناتك من الجمهوريين، وما الذي تتوخاهُ فيهِم؟ قال: في البدء ان كان ذا مهنةٍ فلابد له من ان يُجود مهنتَه، فالرجلُ الذي لايستجيدُ مهنتَه يفتقدُ القوام الرئيس لقيادة الناس، وقوامُ كلِ شئ هو عِماده. الأمر الثاني هو القدرة على التبليغ، أي نشرالفكرة بين الناس بالتي هي احسن بحيث لايستفزه، عند الحوار، مستفز أو يزعجه مزعج. ثالثاً – وذلك هو بيت القصيد - أن لا يفعل في سره ما يستحي من فعله في علانيته. وكأني بالأستاذ الشهيد أراد ان يجعل من صحبه بشراً يقاربون الأنبياء في سلوكهم. هذا أمر لا أدعي أنني قادر عليه، ولمن قَدِر عليه من صحاب المفكر الشهيد تحية إعجاب.
    بُغية الأستاذ المعلم، إذن، كانت هي إعداد بنيه وبناته ليكونوا قدوة صالحة تُكلف نفسها في سبيل الدعوة غاية ما تقدر عليه. هذا امر ليس منه بُد إن كانت الدعوة لدين أساسَه الإستقامةَ والإستواء "وذلك هو دين القيَّمة". ولعله في هذا ذهب مذهب إبن رشد القرطبي في نظرته للكمال الإنساني. فعند إبن رشد يتميز الإنسان العاقل بما يحصل عليه من عتاد روحي وثقافي ومعارفي وتتكامل عنده الحكمة والشريعة لما بينهما من إتصال.

    لمحمود أيضاً رأي في الإنسان أبدع فيه. قال في واحدة من رسائله "الرجالُ عَندنا ثلاثة: الرجلُ الذي يقولُ ولايعمل لأنه يخافُ من مسئوليةِ قوله، وهذا هو العبد. والرجلُ الذي يَحِبُ ان يقولَ وان يعملَ ولكنه يحاولُ أن يهربَ تحت الظلام فلا يواجهُ مسئوليةَ قوله ولاعمله، وهذا هو الفوضوي. والرجل الذي يحب أن يفكرَ وأن يقولَ وأن يعملَ وهو مستعد دائماً لتحمل مسئولية قوله وعمله، وهذا هو الرجلُ الحرّ (الثورة الثقافية)". هذا حديث حكيم شفيف الباطن. إستذكرت الشاعر الراحل محمود درويش (الجدارية) وانا أعاود قراءة كلمات محمود هذه:
    انا لستُ مني لو أتيتُ ولم أصل
    انا لستُ مني لو نطقتُ ولم أقل
    أنا من تقول له الحروفُ الغامضات
    أكتُب تكن
    إقرأ تَجِد
    وإذا أردتَ القولَ فأفعل ، يتحد
    ضداك في المعنى
    وباطنُك الشفيف هو القصيد

    فللأستاذ، إذن، رؤية سوية للإنسان المثال لا إفراط فيها ولاتفريط، وإن كان هو في خاصة نفسه قد غالى، بمعاييرنا، في قمع نفسه حتى عن اللَمَم وتوافه الملذات . روى لي الدكتور الراحل خليل عثمان إبان محاياته للأستاذ وهما في الحبس إلحَافه على الشهيد أن يتناولَ معه كوباً من الشاي فتأبى الأستاذ، ثم رضخ لإلحاف خليل. وفي اليوم التالي كرر خليلٌ الدعوةَ له وهو يذكره بأنه تناول الشايَ البارحة دون أن يلحقَ به ضُر. قال الأستاذ: "لقد فعلتُها بالأمس إكراماً لك ولكني أعرف أن الشاي منبه وإن تناولتَه المرة بعد الاخرى صار شربُه لي عادة وانا لا اريد أن أكون عبداً لأي عادة".

    قلت ان في مسلك الأستاذ نسكاً وتصوفاً، يستعيد للذاكرة قول الإمام الغزالي في الأحياء حول الزهد: "هو أن تأتي الدنيا للإنسان راغمة صفوا عفوا وهو قادر على التنعيم بها من غير نقصان جاه، وقبح إسم، فيتركها خوفاً من أن يأنس بها فيكون آنسا بغير الله، محبأ لما سواء، ويكون شركاً لما سواه، فيحب الله غيره" لهذا سألته عن رأيه في متصوفة السودان، ولماذا يصب جام غضبه على الإسلاميين المحدثين لا على المتصوفة؟ ذلك سؤال قصدت به الإستفزاز الفكري، لا سيما ورأيي في علماء السودان ومتصوفته رأي إيجابي إذ عشت في رحابهم، وتعلمت إصول ديني من أشياخهم، قال الأستاذ: "المتصوفة والعلماء هم الذين قربوا الإسلام إلى نفوس اهل السودان بالحسنى، وحببوه إليها بتقوى الله ولهفة المظلوم، ولم يتخذ غالبهم الدين طريقاً للدنيا". أما الطائفيون الذين إتخذوا الدين معبراً للسياسية والمحدثون ممن ينصب أنفسهم دعاة للإسلام فقد أساءوا إلى الإسلام من جانبين: أولاً إحتكار الحقيقة حول الدين بالرغم من سوء فهمهم له؛ وثانياً تبغيض الناس فيه بسبب من الغلواء في الاحكام، لهذا فان مسعاه، كما قال، هو إستنقاذ الاسلام من هؤلاء. هذا الموقف هو ما ظل الأستاذ ثابتاً عليه في كل ما كتب عن الطائفية السياسية، وكان متسامحاً فيما كتب، بمعنى أن الإصرار على الحوار الفكري، لا إغتيال الشخصية وإلغاء الآخر، هو قمة التسامح. ورغم إختلافه مع الطائفيين والإخوان المسلمين والشيوعيين دعا عند المصالحة الوطنية في عهد نميري (أغسطس 1977م) إلى خلق منابر فكربة تتصارع فيها كل هذه القوى السياسية واسماها بأسمائها: لم يستثن منها واحداً. وكان يومها يتمنى أن يُملأ الفراغ السياسي بالفكر. أما الآخرون الذين تداعوا إلى تلك المصالحة فلم يروا لها إلا وجهاً واحداً هو المشاركة في الحكم عبر إئتلاف حزبي أو حكومة وحدة وطنية أو حكومة قومية.

    وعوداً على بدء في موضوع مَنسِك الأستاذِ نقول أن نسكه كان ذا طبيعة خاصة به، كان رجلاً من غمار الناس يمارس كل عوائدهم: ياكل الطعام، ويمشي في الاسواق، ويعود المريض، ويواسي الجريح ، ويعزي في الميت، كما لم يك يحسب نفسه منذوراً للبتولة كالمسيح أو أحبار الكنيسة إذ تزوج وانجب كبقية الخلق. لم يذهب أيضاً مذهب المتصوفة في إقصاء المعارف الدنيوية من حياتهم لأنها تلهيهم عن القربى، أي اقتراب السالك من ربه. فجُل المتصوفة لم يبتغوا من قراءة القرآن وتفسيره إستنباط أحكام فقهية أو عقائد كلامية، بل كانوا يريدون بها خلاصاً شخصياً بتعميق تجربتهم الروحية. بخلاف ذلك، إنغمس الأستاذ حتى أخمص قدميه في المعارف الدنيوية يحاور وينتقد، ويقبل ويرفض. ولم يكن إقترابه من التوحيد من وجهة حلولية شأن كل المتصوفة، بل محاولة فلسفية منه للحصول على معارف واقعية تهدي الإنسان في الحياة الدنيا؛ أي أنه "رأي سبيل الرشد فأتخذه سبيلاً". كما كان سبيله للآخرة هو الإقدام على الفروض والواجبات إقبال رجل يغشى قلبه الوجل من مخافة الله :"إذا ذكر الله وجِلت قلوبهم وإذا تُليت عليهم آياته زادتهم إيماناً" (الأنفال،2). كما كان يدرك أن وراء أداء الشعائر مغزى روحي عميق غير المعنى الظاهري، فتماماً كما أن ليس للصائم من صيامه غير الجوع والعطش، ليس، في حال البعض، للمصلي من صلاته غير القيام والقعود. الدين عند هؤلاء هو حوار أبدي بين الإنسان وخالقه في الليل والنهار حتى يتحقق لهم المقام المحمود: "ومن الليل تتهجد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً" (الإسراء 79).

    ثم جاءت نهاية شهيد الفكر كنهايات أضراب له واشباه من المفكرين الذين قدموا ارواحهم قرابين في محاريب الفكر، كانت نهايتهم على يد طغاة كحال الأستاذ الشهيد وتوماس مور، أو غوغاء كحال سقراط وغاندي. هؤلاء جميعاً لا ذنب لهم غير المجاهدة حتى يصبح الإنسان إنساناً. فمن قبل محمود ذهب سقراط ضحية إتهامه بتلويث عقول الإثينيين ولكنه، رغم إلحاح إفلاطون وزينوفون عليه كي يهرب - وكانوا يعدون للأمر عدته - رفض ذل الهرب من الموت. ذلك مشهد وصفه شوقي فابدع في الوصف:

    سقراط أعطى الكأس وهي مليئة شفتي محب يشتهي التقبيلا
    عرضوا الحـياة علـيه وهي ذليلة فابى وآثر أن يمـوت نبيلا

    أما غاندي الذي لم يعرف للعنف سبيلا فقد مات مغدوراً على يد متطرف هندوكي. بُغضُ غاندي للعنف وحبُه للناس حملاه على أن يقول:"هناك أهداف كثر أنا على إستعداد للموت في سبيل تحقيقها، غير أني لا ارى هدفاً واحداً يمكن أن يدفعني إلى قتل إنسان". نقل نبأ رحيل غاندي لأهل الهند جواهر لال نهرو وهو يقول:"لقد إنطفأ النور من حولنا، فالظلام يعم كل مكان." ثم إستدرك قائلاً:"ما كان لي أن أقول هذا. أنتم لن ترونه بعد اليوم، إلا أنه سيبقى بين ظهرانيكم".

    توماس مور، رجل كل الفصـــول، آثر الصـمت عندما قضــي هنري الثامن بإعدامه لرفضه التوقيع على القانون الذي يجعل من هنري رئيساً للكنيسة (Act of supremacy). وعندمىا أقتيد إلى المشــــنقة رفض أن ينبس ببنت شـــــــفه لقاضيه وجــلاده عــدا كلماته الاخـيرة التي صـمت بعــدها: "لا يحق لبشــــر زائل أن يكون رئيســــاً للروحــانية: "No temporal man may be head of spirituality". ذلك كان موقف الأستاذ الشهيد، إذ ما أبلغ صمته وأجمل سمته أمام المشنقة، فالجلاد وقضاة النار لم يبتغوا من الدعوة لإستتابته إلا كسر نخوته. ومن الحمق ان يظن ظان أن رجلاً تمرس بالشدائد، وصهرته المحن، وعرف الحق، سيفعل آخر الليالي ما لم يفعله في صباه. الشهيد ذو مِرة، وذو الِمرة لا ينكسر أمام الخطوب.

    في تلك الايام الحوالك عشت في لندن مع إخوة لي اغلبهم ممن عرف الاستاذ الشهيد من خلال ما كتب: الراحل حسن محمد علي بليل الإقتصادي المعروف، والراحل ابوبكر البشير الوقيع الإداري النابه، والأستاذ التجاني الكارب، ثم الراحل رفيق محمود، الدكتور خليل عثمان. بليل والكارب لم يكونا يبكيان على رجل ، بل كان بكاؤهما على موت ضمير. قالا سوياً:"هذا هو اليوم الوحيد الذي تمنينا فيه ان لا نكون سودانيين". ما تركنا يومذاك باباً في عواصم العالم الا وطرقناه حتى يُرَد الطاغية عن غيه. ثم ادلهم الظلام وذهب محمود كما يتوقع المرء أن يذهب، مرفوع الرأس كالرواسي الشامخات.

    أمثال محمود لا ينتهون بنهاية الوظائف البيولوجية لأجسامهم، وإنما هم باقون بما خلفوا في الرأس وفي الكراس. باقون بما سطروا على الورق، وما تركوا في أدمغة الرجال والنساء. وبهذا يصبح، أو ينبغي أن يصبح، السكون الأبدي لأجسادهم حركة دائبة. لا تهنوا، إذن، أيها الصحاب فأنتم اقوى من أي جلاد جلف، ومن أي قاض ظلوم، ومن أي عالم من أولئك الذين تراكم الصدأ على خلايا عقولهم. د. منصور خالد

    01-16-2013 04:44 AM
    د. منصور خالد

    عندما جوبهت بسؤال عن الموضوع الذي أتمنى إختياَره للحديث عن شهيد الفكر محمود في مئويته، بل في الذكرى الرابعةِ والعشرين لإستشهاده، توقفت مرة بعد مرةً، فمحمودٌ رجلٌ لكل الفصول : (A man for All Seasons)، ذلك وصف أطلقه الفيلسوف الهولندي إيراسموس الملقب بأمير الإنسانويين على شهيد فكر آخر، هو السير توماس مور، رئيس مجلس اللوردات البريطاني في عام 1529م على عهد الملك هنري الثامن. ليس بين الرجلين عُلقةٌ في الفكر، بل تشابهٌ في الصدق مع النفس حتى الموت. وعندما تمنى علىَّ منظمو الحفل أن أتحدثَ عن الفكر السياسي عند محمود إزدَدتُ إحترازاً لأن إقبالَ الأستاذ الشهيد على الفكر السياسي كان مختلفاً جداً عما يُطلِق عليه البعضُ أسم الفكر السياسي في السودان، وهو ليس منه في شئ.

    العنوان الذي إخترت للحديث: "محمود محمد طه الذي عرفت" فيه مجالٌ للتوسعة بدلاً عن الحصار والتضييق. و الهدف من الحديث ليس هو شرح او تشريح أفكار الاستاذ، وانما هو القاء اضاءة كاشفة عن تنوع معارفه، وجديته في االإقبال علي القضايا العامة، ثم صدقه مع نفسه في القول و العمل. ولئن سأل سائل: كيف عَرفَتُ الأستاذ، ولماذا حَرَصتُ على معرفته، أجيبُ انني عرفت ذلك المفكر الفهامه أولاً كما ينبغي أن يُعرف المفكرون. المفكر يعرفه الناس من قراءة ما كتب والتملي فيما كتب. والمفكر تشدُ الناسَ اليه نجاعةُ الفكر، وفصاحةُ الأسلوب، وبدائعُ التفسير، ثم البلاغة في تصريف المعاني. كثيرٌ من الذين تصدوا لأفكار الراحل إبتنوا معرفتهم لأفكاره على السماع لم يروموا من ذلك غير غرض واحد هو التشهير. ومن بين أولئك طائفةٌ من المتربصين سارعت إلى قراءةِ ما بين السطور، قبل قراءة السطور، ناهيك عن التمعن فيها، ومن ثَم ذهبت تلك الطائفة إلى إختراص المعاني التي يريدون عبر تلك القراءة الزائفة حتى يُقَدروا عليها الأحكام بالظن، وبعضُ الظن إثم.

    سعيتُ من بعد القراءة والتملي فيما قرأتُ إلى لقاء الرجل، ليس فقط رغبة في الحوار معه حول بعضِ أفكاره، وإنما أيضاً لأكتنِه أمرَه: ما الذي كان الأستاذ يبتغي مما يدعو له؟ وعلي أي أساس كان يخاصم ويصطلح؟ وما هو معيارُه في الحكم على البشر، وبخاصة الحواريين من حوله؟ الغاية من ذلك الحوار كانت هي الإدراكُ السليمُ لكيف يستبطنُ المفكرُ الداعيةُ القيمَ التي يدعو لها، أي التعرفَ إلى مخبره قبل مظهره. تعرفت على محمود أيضاً من خلال تجارب اخوة لي لم يكونوا أبداً من بين صحبه وناصريه ولكن شاءت الظروف ان يرافقوا الإستاذ في مرحلة من مراحل حياته فأحبوه، ورأوا فيه من الخصائص والخلال ما لم يروه في غيره من الرجال. هذه هي المداخل التي قادتني للتعرف على رجل هو بكل المعايير رجلُ وَحْدَه.

    فمحمودٌ مفكرٌ دينيٌ مجدد ساءه أن يتظنى الأغيار، بل بعضُ المسلمين، ان الإسلام في ازمة، وانه عقبةٌ في سبيل التطور والتحديث. محمود رأي غيرَ ذلك. العقبة في رأيه هي الفهمُ القاصرُ للدين، وليس الدينُ نفسَه. والمأزوم هو المسلمُ المتقاصرُ عن فهم الدين فهما صحيحاً، وليس الإسلام.

    محمود أيضاً مثقف موسوعي لم ينبذْ الأفكارَ المعاصرة او يناهضها دون علم و دراية بها، بل ذهب لتقصي إصولها ودارسة تجاربها شأن الباحث المدقق والامين في آن واحد. ذهب لدراسة الماركسية لينفذ الي حسناتها ويبين سيئاتها. من حسناتها في رأيه تحليلها للإقتصاد وإبرازها لدور الإقتصاد في مراحل التطور التاريخي للإنسانية، ومن سيآتها، حسب رأيه، إتخاذ العنف وسيلة للتغيير. كما درس الحضارة الغربية ورأي وجهيها، فحسب قولهَ لتلك الحضارة "وجه حسن مشرق الحسن ووجه دميم". حسنُها في الكشوف العلمية التي اخصبت الحياة البشرية، ودمامتها في القصور عن التوفيق بين حاجة الفرد وحاجة الجماعة. وهكذا دواليك كان إقترابه من تحليل الليبرالية والفكر القومي، ومناهج الحكم.

    هو أيضاً متصوف زاهد إخشوشنت حياتُه بإختياره حتى خَمُص بطنه ورب مخمصةٍ خيرٌ من التُخَم. ورغم مهنيته التي اثرى منها رفاقُه في المهنة إلا انه لم يوظف مهنَته تلك ليوثِنَ (يكثر) في المال، بل ظل يُبقى منه ما يقيم الأود ثم يعفو ما فاض عن حاجته.

    هو سياسي حمله جَدْب البيئة السياسية إلى أن يُرَوي بفكره عَزازَ ارضها. وكان له في ذلك قول يعود الي عهد مؤتمر الخريجين عندما قال في السفر الأول : "أول ما يؤخذ علي الحركة الوطنية انصرافها التام عن المذهبية التي تحدد الغاية وترسم الطريقة التي تحقيقها". ذلك رأي عاد إليه بعد إنتفاضة إكتوبر 1964م فوصفها بأنها فترة إكتملت فيها مرحلة العاطفة السامية التي جمعت الشعب على إرادة التغيير لكن لم تملك بعد فكرة التغيير. من ذلك نستجلي أن الأستاذ كان لا يرى مستقبلاً لأي تطور سياسي إلا أن إهتدى العمل السياسي بفكرة ورؤية. وفي هذا المجال أقبل الاستاذُ على الكتابة في كل ضروب السياسةُ: السياسةُ الحكمية، والسياسة الإجتماعية، والسياسة الثقافية، اي ذهب الي معالجة كل قضايا الناس الحيوية والحياتية وذلك هو لب السياسة. كان ذلك في وقت لم يتجاوز فيه أهل السياسة التفاصح والتداهي بما ليس فيهم، بحيث أصبحت الفصاحة – والتي هي ليست مرادفاً للبلاغة – هدفاً في حد ذاتها.

    لمحمودٍ المجدد، إن ابتغينا التفصيل، رأي في الإسلام، هو ان "الإسلام محاصر في سياج دوغماطي مغلق"، وذلك تعبير نقتبسه من المفكر الاسلامي الجزائري محمد اركون. ولا سبيل في رأي محمود لفك مغاليق ذلك السياج الا بقراءة جديدة للإسلام وفق فكرة إبتدعها تقوم على التمييز بين فقه الإصول وفقه الفروع، بين آيات الإصول التي تعبر عن القيم الرفيعة والمبادئ الأساسة التي ما جاء الأسلام إلا لتحقيقها، وبين تلك التي لا تكون فيها التكاليف إلا بوسع الناس على تحملها. وعبر كل ما قرأت للأستاذ المجدد لم أقرأ ما يشي بإنكاره لصلاحية الفقه الموروث في زمانه ومكانه، وإنما إرتأى أن ذلك الفقه والقيم المعيارية الملحقة به لا يصلحان لزمان الناس هذا، لما بين الزمنين من فجوة معرفية وقيمية ومعيارية. فهذا زمان تحكمه عهود دولية حول حقوق الإنسان، وتضبط الحكم فيه والعلاقات بين الأمم على إمتداد العالم مواثيق إرتضتها الدول ولم تنكرها واحدة منها وعلى رأسها ميثاق الأمم المتحدة. تلك المواثيق والعهود فرضت واجبات لا تملك دولة التخلي عنها بدعوى خصوصياتها الثقافية.

    أزاء ذلك التناقض الظاهري بين الدين والقيم المعيارية الجديدة إنقسم المسلمون إلى فرق. فريق يقول أن لا مكان للدين في الحياة، ولهذا فالدين غيرُ ذي موضوع بالنسبة للحياة، أو لمنظومة السلوك الدولي الجديدة. وفريق ثانٍ يرى في كل ما إبتدعته الإنسانية بِدعاً ضِليله، وكل ضلالة للنار. بعض من هؤلاء تصاعد في زماننا هذا بتلك الفكرة المدمرة الى تفريق العالم إلى فسطاطين: فسطاط الكفر وفسطاط الإيمان. وفريق ثالث لا يريد أن يستقيل عن دينه، كما لا يقدر على الإنعزال عن العالم فيلجأ إلى تخريجات مستنبطة من المفاهيم والأحكام الدينية الموروثة، وهي تخريجات تؤكد ولا تنفي دعاوي الذين يقولون بعدم صلاحية الدين للعصر لما في مطاوي تلك التخريجات من تناقض داخلي. و في هذا، هم اما مفكرون قاصرون، أو أدعياء منافقون.

    محمود كان من أسبق المفكرين للدعوة لحلول مستمدة من إصول الإسلام، ليس فحسب، ليناهض بها الفكر الموروث الذي لم يعد صالحاً لهذا الزمان، بل ايضاً ليدحض بها الفكر الملتبس أو المتيبس للإسلام حماية للإسلام نفسه، خاصة وهو كله آراء رجال وبالتالي لا قدسية له. بدون قراءة جديدة للمفاهيم والأحكام الدينية السائدة ، يستعصي التكامل بين الدين والحياة. في دعوته تلك، إنطلق الأستاذ من قاعدة إصولية هي ان الإسلام غير معاش على الأرض الآن، لا على مستوى تشريعات الدولة الإسلامية ولا في مستوى أخلاقيات المسلمين.

    جاء في الحديث "أن للدين صوى(benchmarks) ومنارات كمنار الطريق"، وعن تلك الصوى كان محمود يبحث. بسبب من ذلك انكر تقديس الاحكام التي لم تعد صالحة لزماننا، وأن صلحت كشريعة لمن قبلنا. انكر أيضاً على المعاصرين من حماة ذلك الفكر المتيبس الدور الوسائطي الذي إفترضوه لأنفسهم بين الأنسان وربه. ذلك كهنوت لا يعرفه الإسلام، بل نعيذ الإسلام منه بذاته وبأسمائه. فكل مسلم في رأي الأستاذ رجل دين. كما ليس في الإسلام وظيفة يطلق عليها وظيفة رجل الدين. ودوننا العراقي أبو حنيفة، وهو من أبرع الأئمة في إستخراج الأحكام الفقهية، كان تاجر خز لم يلهه الإجتهاد عن مهنته.

    في عودته للإصول لم ينحُ طه للتجريد وإنما تقفى كل القضايا الحياتية التي شغلت، أو ينبغي أن تشغل، الناس، وعلى رأسهم قياداتهم السياسية. ففي السياسة الحكمية كتب محمود في عام 1955م عن الفيدرالية كأصلح المناهج لنظام الحكم في السودان، في الوقت الذي كان غيرُه يصفُ الفيدراليةَ بأنها ذريعةٌ إستعمارية لتفتيت وحدة السودان وكأنا بهؤلاء لم يكونوا يعرفون كيف وحدتْ الفيدراليةُ دولاً مثل الولايات المتحدة الأمريكية، والهند، وكندا، والبرازيل، والمانيا. وفي السياسةِ الإجتماعية تناول قضيةَ المرأة في وقت لم يكن فيه للمرأةِ مكانٌ إلا أن تكون مستردفةً وراء الرجل حتى بالمعنى الحسي للكلمة، إذ كان بعضُ الرجال يومذاك يستنكف أن تجلس زوجته إلى جواره في السيارة. ما فتئ بعض من هؤلاء ينادي بقوامةِ الرجل على المرأة مهما كان مستوى علمِها ودينِها وخلقها، ولا ضير عندهم إن كانت المرأة هي العالمة مدام كوري الحائزة على جائزة نوبل مرتين، أو الكاتبة البريعة إيملي برونتي، أو شهيدة الحرية بنازير بوتو. كما لا ضيرعندهم ان كان الرجل هو أي فحل جلف ليس له من علم او خلق يتحفل به أمام المرأة التي يطمع في الولاية عليها. هذه النظرة التي تجعل من المرأة ضديداً للرجل نسبها الأستاذ، بحق، إلى الجهل ولهذا كتب: "المرأة ليست عدوة الرجل، الجهل عدوهما، معاً". لذلك فإن موقف الإستاذ الشهيد من قضية المرأة كان من أعظم فتوحاته الفكرية في الحقل الإجتماعي. وكان الأستاذ ينظر للمرأة كإنسان ينبغي الإنتصاف لحقه، أين كان. ويروي لي الراحل الحبيب الدكتور خليل عثمان، وكان قد صَحبَ الأستاذَ في محبسه، كيف أن الأستاذ ظل يُتابعُ إنتخابات الرئاسة الأمريكية: رونالد ريقان وجورج بوش ضد والتر مونديل وجيرالدين فيرارو، ويجاهر بتمنياته لفيرارو بالإنتصار. سأله خليل: ما الذي تَعرفُ عن هذه السيدة حتى تؤيدَها؟ قال الاستاذ: "أنا لا اعرفُها البتة لكني اتمنى لها الإنتصار لأن إنتصارَ المرأةِ في أمريكا لإحتلال موقعٍ كهذا هو إنتصار للمرأة في كل مكان". ولعل محموداً قد فطن إلى أن في تحرير المراة تحريراً للمجتمع، وأن في صلاحها صلاحاً للأسرة، فالمرأةُ هي الإنسان كما قال الـروائي الألمــاني المعـروف تومـاس مــــان: "الرجـال هـم الرجـال ولكــــن المـرأةَ هي الإنسـان" (Men are men but woman is man).

    كان للأستاذ أيضاً رأي في الحرب والسلام ذهب به إلى جَذر المشكل بعقود من الزمان قبل ان نعترف بذلك في إتفاقية السلام الشامل في يناير 2005م . في تلك الإتفاقية إعترف طرفاها بجذور المشكلة التي ظلت كل القوى السياسية الشمالية تعوص على نفسها الإمور برفضها. بدلاً عن الإعتراف بجذر مشكلة الجنوب إستمرأت تلك القوى البحث عن مشاجب خارجية تُعلق عليها أسباب الخيبة. قال الطرفان في ديباجة بروتوكول ماشكوس: ", وإذ يدركان أن النزاع في السودان هو أطول نزاع في افريقيا، وأنه قد سبب خسائر مريعة في الأرواح، ودمر البنى التحتية للبلاد، وأهدر الموارد الإقتصادية، وتسبب في معاناة لم يسبق لها مثيل، ولا سيما فيما يتعلق بشعب جنوب السودان، وشعوراً منهما بأوجه الظلم والتباين التاريخية في التنمية بين مختلف المناطق في السودان". في ذلك إعتراف منا بأن لمشكل الجنوب إسباباً متجذرة في الداخل. وحقاً، حين كان السودانُ كلهُ يتلظى بنيرانِ الحرب، كان بعضٌ من أهله لا يُخفي فرحتَه بما حقق من إنتصار وهمي. في ذات الوقت ما انفك الأستاذُ ينظر إلى الصورة المتكاملة ولا يتوه في تفاصيلها، أو يهرب إلى الإمام من واقعها الكالح. كان كلما تباهى المنتصرون بقولهم: "لقد قضينا على مائة من الخوارج وأستشهد منا خمسة"، يعقب بالقول: "أما نحن فنقول أن السودان فقد مائة وخمسة من رجاله".

    بصورة عامة كان محمودٌ في سَرَعَان الناس (أي أسبقهم) إلى إدراك البعد الوطني لما ظللنا نسميه مشكلة الجنوب. كتب في واحدة من رسالاته ازاء الإسراف في الحديث عن مشكلة الجنوب، وكأن هذا الجنوب هو جنوب المريخ: "وللشمال مشكلة أيضاً". بذلك سبق قول الراحل جون قرنق:"مشكلة الجنوب هي فرع (Subset) من مشكلة السودان". هذا طرف من قضايا السياسة التي أهَمَت الأستاذ في حين صمت عنها السياسيون اما عجزأً أولا مبالاة. أدهي من ذلك أن اللهاثَ وراءَ السلطة يومذاك كان هو الشغلُ الشاغل لسادة الحكم، دون أي إجتراء من جانبهم على مواجهة النفس ونقد الذات، بل دون أن يقولوا مرة واحدة لمن ولوهم السلطة أو حملوهم الى سدتها، ما الذي يريدون أن يفعلوا بتلك السلطة من أجل قضايا الناس.

    وإن كانت نظرةُ الاستاذ الشهيد للمدينة الفاضلة التي قَدرَها وأحب أن يصير إليها السودانُ نظرةً شمولية تكاملية، إلا أنه قَدَر أيضاً ان السودانَ جزءٌ من عالم لا يستطيع السودانُ الإنفكاكَ عنه، كما هو جزء من حضارة إنسانية لا سبيل له للإنخلاع عنها. في ذلك لم يذهبْ مذهبَ الذين يدعون للإنخلاع عن الحضارة المعاصرة بدعوى تناقضها أو تباينها مع خصوصية ثقافية مدعاة، أو نقاء عرقي مزعوم. فهؤلاء مع كل مزاعمهم بفساد تلك الحضارة وجَحدهم لكسبها ومنجزاتها الإنسانية ظلوا يلتهمون نتاجها في المسكن والملبس والمشرب والتواصل والترحال، أي يعيشون كمستهلكي حضارة لا منتجين لها.

    شهيد الفكر كان يرمي ببصره بعيدأ ويقول أن الحضارة المعاصرة، حضارة القرن العشرين بلغت نهايات النضج. وان البشرية المعاصرة مجتمع كوكبي إن أصيب جزء منه تداعت لمرضه بقية الأجزاء. هذه النظرة التي جاء بها الأستاذ الشهيد في السبعينات سبقت ما تواصينا عليه بعد عَقد من الزمان في لجنة دولية كان لي شرف المشاركة في رئاستها: اللجنة الدولية للبيئة والتنمية. خرجت تلك اللجنة على الناس بتقرير اصبح هو الميثاق الدولي للبيئة في قمة الارض بريو دي جانيرو. جوهر ذلك الميثاق هو وحدة كوكبِ الأرض بحيثُ ينبغي على كلِ فردٍ في المعمورة ان يفكر عولميا ويعمل محلياً. ثم جاء من بعد فيضان العولمة بخيره وشره، وإنداحت معه الحدود بين البلاد. ولعلني لا اريد أن أتقفى أثر المفكرين المسطحين الذين يحاولون إيجاد نسب لكل فكرة حضارية جديدة، أو ظاهرة علمية مستحدثة بتجارب الدولة الإسلامية وبالقرآن الكريم، ناهيك عن ربطها بأفكار مجتهد معاصر، لا سيما وقد جاء زمان أطل علينا فيه نفر من المتفيقهين الذين لم يستح واحدٌ منهم من أن يفتعل لتخليق النعجة دوللي بالإستنساخ ذِكراً في الكتاب الكريم. كل ما أريد قولَه هو ان الشهيدَ المفكر كان يعالجُ إمور بلاده في محيط كوكبي أرحب لا نملك إلا ان نعيش فيه، ونتفاعل معه، ونؤثر عليه، ونتأثر به، في حين كان غيره لا يبصرون حتى ما تحت أقدامهم بدليل عجزهم عن معالجة أدنى مشاكل الحكم والحياة.

    هذه النظرة الكلية لقضايا الإنسان في السودان كانت بارزة أيضاً في ما كتب الأستاذ عن الإقتصاد. من ذلك رسالته حول الضائقة الإقتصادية (1981م). وأمثال تلك الضائقة يتخذها دوماً معارضو الحكم تكأة لتخذيله، أو ذريعة لحمله على الفشل. يفعلون ذلك دون أدنى إهتمام لما لتلك الضائقة من أثر على الوطن والمواطن. في تناوله لتلك الضائقة (والتي نستعرضها كنموذج) تناول الأستاذ البعد الأخلاقي للأزمة: مسئولية الدولة ومسئولية الأفراد؛ الريف والمدينة وأثر إنهيار الإقتصاد الريفي على إنهيار المجتمع الحضري؛ البعد الخارجي: التجارة الدولية، الديون؛ البيئة الطبيعية، الكوارث مثل الجفاف والتصحر. هذه النظرة الموضوعية العلمية لقضايا الناس هي التي يترجاها المواطن من قادته ومفكريه إن كانوا حقاً جادين في تدارس أي أمر ذي بال حتى يصلح حاله وأمره. والا حق قول أبي العلاء بأن الحكم ومذاهبه عند أولئك ليس هو الا وسيلة لجلب الدنيا لسادة الحكم.

    إنما هذه المذاهب أسباب لجلب الدنيا إلى الرؤساء

    تساءلت ذات مرة عن ما الذي يحول دون هذا المفكر، طالما أهّمَته السياسة، أن ينشئ حزباً سياسياً يتصارع عبره مع الآخرين على الحكم حتى يترجم أفكاره تلك إلى واقع. قال: "غايتنا ليست الحكم هي وإنما خلق المسلم الصالح المتكامل، وبصلاح الناس يصلح المجتمع". وحقاً لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم، وحقاً ايضاً أن لاسراة إذا تسيد الجهل على الناس.

    قلت أن الاستاذ المجدد كان يسعى لبناء مدينة فاضلة بخلق النساء والرجال الفاضلين. والرجل الفاضل عنده، فيما تبينت من قوله، هو الإنسان مجدول الخلق الذي يحسن عمله، ويقوم برعاية اهله وذويه، ويؤدي فروض ربه ووطنه. سالته ذات مرة كيف تنتقي ابناءك وبناتك من الجمهوريين، وما الذي تتوخاهُ فيهِم؟ قال: في البدء ان كان ذا مهنةٍ فلابد له من ان يُجود مهنتَه، فالرجلُ الذي لايستجيدُ مهنتَه يفتقدُ القوام الرئيس لقيادة الناس، وقوامُ كلِ شئ هو عِماده. الأمر الثاني هو القدرة على التبليغ، أي نشرالفكرة بين الناس بالتي هي احسن بحيث لايستفزه، عند الحوار، مستفز أو يزعجه مزعج. ثالثاً – وذلك هو بيت القصيد - أن لا يفعل في سره ما يستحي من فعله في علانيته. وكأني بالأستاذ الشهيد أراد ان يجعل من صحبه بشراً يقاربون الأنبياء في سلوكهم. هذا أمر لا أدعي أنني قادر عليه، ولمن قَدِر عليه من صحاب المفكر الشهيد تحية إعجاب.
    بُغية الأستاذ المعلم، إذن، كانت هي إعداد بنيه وبناته ليكونوا قدوة صالحة تُكلف نفسها في سبيل الدعوة غاية ما تقدر عليه. هذا امر ليس منه بُد إن كانت الدعوة لدين أساسَه الإستقامةَ والإستواء "وذلك هو دين القيَّمة". ولعله في هذا ذهب مذهب إبن رشد القرطبي في نظرته للكمال الإنساني. فعند إبن رشد يتميز الإنسان العاقل بما يحصل عليه من عتاد روحي وثقافي ومعارفي وتتكامل عنده الحكمة والشريعة لما بينهما من إتصال.

    لمحمود أيضاً رأي في الإنسان أبدع فيه. قال في واحدة من رسائله "الرجالُ عَندنا ثلاثة: الرجلُ الذي يقولُ ولايعمل لأنه يخافُ من مسئوليةِ قوله، وهذا هو العبد. والرجلُ الذي يَحِبُ ان يقولَ وان يعملَ ولكنه يحاولُ أن يهربَ تحت الظلام فلا يواجهُ مسئوليةَ قوله ولاعمله، وهذا هو الفوضوي. والرجل الذي يحب أن يفكرَ وأن يقولَ وأن يعملَ وهو مستعد دائماً لتحمل مسئولية قوله وعمله، وهذا هو الرجلُ الحرّ (الثورة الثقافية)". هذا حديث حكيم شفيف الباطن. إستذكرت الشاعر الراحل محمود درويش (الجدارية) وانا أعاود قراءة كلمات محمود هذه:
    انا لستُ مني لو أتيتُ ولم أصل
    انا لستُ مني لو نطقتُ ولم أقل
    أنا من تقول له الحروفُ الغامضات
    أكتُب تكن
    إقرأ تَجِد
    وإذا أردتَ القولَ فأفعل ، يتحد
    ضداك في المعنى
    وباطنُك الشفيف هو القصيد

    فللأستاذ، إذن، رؤية سوية للإنسان المثال لا إفراط فيها ولاتفريط، وإن كان هو في خاصة نفسه قد غالى، بمعاييرنا، في قمع نفسه حتى عن اللَمَم وتوافه الملذات . روى لي الدكتور الراحل خليل عثمان إبان محاياته للأستاذ وهما في الحبس إلحَافه على الشهيد أن يتناولَ معه كوباً من الشاي فتأبى الأستاذ، ثم رضخ لإلحاف خليل. وفي اليوم التالي كرر خليلٌ الدعوةَ له وهو يذكره بأنه تناول الشايَ البارحة دون أن يلحقَ به ضُر. قال الأستاذ: "لقد فعلتُها بالأمس إكراماً لك ولكني أعرف أن الشاي منبه وإن تناولتَه المرة بعد الاخرى صار شربُه لي عادة وانا لا اريد أن أكون عبداً لأي عادة".

    قلت ان في مسلك الأستاذ نسكاً وتصوفاً، يستعيد للذاكرة قول الإمام الغزالي في الأحياء حول الزهد: "هو أن تأتي الدنيا للإنسان راغمة صفوا عفوا وهو قادر على التنعيم بها من غير نقصان جاه، وقبح إسم، فيتركها خوفاً من أن يأنس بها فيكون آنسا بغير الله، محبأ لما سواء، ويكون شركاً لما سواه، فيحب الله غيره" لهذا سألته عن رأيه في متصوفة السودان، ولماذا يصب جام غضبه على الإسلاميين المحدثين لا على المتصوفة؟ ذلك سؤال قصدت به الإستفزاز الفكري، لا سيما ورأيي في علماء السودان ومتصوفته رأي إيجابي إذ عشت في رحابهم، وتعلمت إصول ديني من أشياخهم، قال الأستاذ: "المتصوفة والعلماء هم الذين قربوا الإسلام إلى نفوس اهل السودان بالحسنى، وحببوه إليها بتقوى الله ولهفة المظلوم، ولم يتخذ غالبهم الدين طريقاً للدنيا". أما الطائفيون الذين إتخذوا الدين معبراً للسياسية والمحدثون ممن ينصب أنفسهم دعاة للإسلام فقد أساءوا إلى الإسلام من جانبين: أولاً إحتكار الحقيقة حول الدين بالرغم من سوء فهمهم له؛ وثانياً تبغيض الناس فيه بسبب من الغلواء في الاحكام، لهذا فان مسعاه، كما قال، هو إستنقاذ الاسلام من هؤلاء. هذا الموقف هو ما ظل الأستاذ ثابتاً عليه في كل ما كتب عن الطائفية السياسية، وكان متسامحاً فيما كتب، بمعنى أن الإصرار على الحوار الفكري، لا إغتيال الشخصية وإلغاء الآخر، هو قمة التسامح. ورغم إختلافه مع الطائفيين والإخوان المسلمين والشيوعيين دعا عند المصالحة الوطنية في عهد نميري (أغسطس 1977م) إلى خلق منابر فكربة تتصارع فيها كل هذه القوى السياسية واسماها بأسمائها: لم يستثن منها واحداً. وكان يومها يتمنى أن يُملأ الفراغ السياسي بالفكر. أما الآخرون الذين تداعوا إلى تلك المصالحة فلم يروا لها إلا وجهاً واحداً هو المشاركة في الحكم عبر إئتلاف حزبي أو حكومة وحدة وطنية أو حكومة قومية.

    وعوداً على بدء في موضوع مَنسِك الأستاذِ نقول أن نسكه كان ذا طبيعة خاصة به، كان رجلاً من غمار الناس يمارس كل عوائدهم: ياكل الطعام، ويمشي في الاسواق، ويعود المريض، ويواسي الجريح ، ويعزي في الميت، كما لم يك يحسب نفسه منذوراً للبتولة كالمسيح أو أحبار الكنيسة إذ تزوج وانجب كبقية الخلق. لم يذهب أيضاً مذهب المتصوفة في إقصاء المعارف الدنيوية من حياتهم لأنها تلهيهم عن القربى، أي اقتراب السالك من ربه. فجُل المتصوفة لم يبتغوا من قراءة القرآن وتفسيره إستنباط أحكام فقهية أو عقائد كلامية، بل كانوا يريدون بها خلاصاً شخصياً بتعميق تجربتهم الروحية. بخلاف ذلك، إنغمس الأستاذ حتى أخمص قدميه في المعارف الدنيوية يحاور وينتقد، ويقبل ويرفض. ولم يكن إقترابه من التوحيد من وجهة حلولية شأن كل المتصوفة، بل محاولة فلسفية منه للحصول على معارف واقعية تهدي الإنسان في الحياة الدنيا؛ أي أنه "رأي سبيل الرشد فأتخذه سبيلاً". كما كان سبيله للآخرة هو الإقدام على الفروض والواجبات إقبال رجل يغشى قلبه الوجل من مخافة الله :"إذا ذكر الله وجِلت قلوبهم وإذا تُليت عليهم آياته زادتهم إيماناً" (الأنفال،2). كما كان يدرك أن وراء أداء الشعائر مغزى روحي عميق غير المعنى الظاهري، فتماماً كما أن ليس للصائم من صيامه غير الجوع والعطش، ليس، في حال البعض، للمصلي من صلاته غير القيام والقعود. الدين عند هؤلاء هو حوار أبدي بين الإنسان وخالقه في الليل والنهار حتى يتحقق لهم المقام المحمود: "ومن الليل تتهجد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً" (الإسراء 79).

    ثم جاءت نهاية شهيد الفكر كنهايات أضراب له واشباه من المفكرين الذين قدموا ارواحهم قرابين في محاريب الفكر، كانت نهايتهم على يد طغاة كحال الأستاذ الشهيد وتوماس مور، أو غوغاء كحال سقراط وغاندي. هؤلاء جميعاً لا ذنب لهم غير المجاهدة حتى يصبح الإنسان إنساناً. فمن قبل محمود ذهب سقراط ضحية إتهامه بتلويث عقول الإثينيين ولكنه، رغم إلحاح إفلاطون وزينوفون عليه كي يهرب - وكانوا يعدون للأمر عدته - رفض ذل الهرب من الموت. ذلك مشهد وصفه شوقي فابدع في الوصف:

    سقراط أعطى الكأس وهي مليئة شفتي محب يشتهي التقبيلا
    عرضوا الحـياة علـيه وهي ذليلة فابى وآثر أن يمـوت نبيلا

    أما غاندي الذي لم يعرف للعنف سبيلا فقد مات مغدوراً على يد متطرف هندوكي. بُغضُ غاندي للعنف وحبُه للناس حملاه على أن يقول:"هناك أهداف كثر أنا على إستعداد للموت في سبيل تحقيقها، غير أني لا ارى هدفاً واحداً يمكن أن يدفعني إلى قتل إنسان". نقل نبأ رحيل غاندي لأهل الهند جواهر لال نهرو وهو يقول:"لقد إنطفأ النور من حولنا، فالظلام يعم كل مكان." ثم إستدرك قائلاً:"ما كان لي أن أقول هذا. أنتم لن ترونه بعد اليوم، إلا أنه سيبقى بين ظهرانيكم".

    توماس مور، رجل كل الفصـــول، آثر الصـمت عندما قضــي هنري الثامن بإعدامه لرفضه التوقيع على القانون الذي يجعل من هنري رئيساً للكنيسة (Act of supremacy). وعندمىا أقتيد إلى المشــــنقة رفض أن ينبس ببنت شـــــــفه لقاضيه وجــلاده عــدا كلماته الاخـيرة التي صـمت بعــدها: "لا يحق لبشــــر زائل أن يكون رئيســــاً للروحــانية: "No temporal man may be head of spirituality". ذلك كان موقف الأستاذ الشهيد، إذ ما أبلغ صمته وأجمل سمته أمام المشنقة، فالجلاد وقضاة النار لم يبتغوا من الدعوة لإستتابته إلا كسر نخوته. ومن الحمق ان يظن ظان أن رجلاً تمرس بالشدائد، وصهرته المحن، وعرف الحق، سيفعل آخر الليالي ما لم يفعله في صباه. الشهيد ذو مِرة، وذو الِمرة لا ينكسر أمام الخطوب.

    في تلك الايام الحوالك عشت في لندن مع إخوة لي اغلبهم ممن عرف الاستاذ الشهيد من خلال ما كتب: الراحل حسن محمد علي بليل الإقتصادي المعروف، والراحل ابوبكر البشير الوقيع الإداري النابه، والأستاذ التجاني الكارب، ثم الراحل رفيق محمود، الدكتور خليل عثمان. بليل والكارب لم يكونا يبكيان على رجل ، بل كان بكاؤهما على موت ضمير. قالا سوياً:"هذا هو اليوم الوحيد الذي تمنينا فيه ان لا نكون سودانيين". ما تركنا يومذاك باباً في عواصم العالم الا وطرقناه حتى يُرَد الطاغية عن غيه. ثم ادلهم الظلام وذهب محمود كما يتوقع المرء أن يذهب، مرفوع الرأس كالرواسي الشامخات.

    أمثال محمود لا ينتهون بنهاية الوظائف البيولوجية لأجسامهم، وإنما هم باقون بما خلفوا في الرأس وفي الكراس. باقون بما سطروا على الورق، وما تركوا في أدمغة الرجال والنساء. وبهذا يصبح، أو ينبغي أن يصبح، السكون الأبدي لأجسادهم حركة دائبة. لا تهنوا، إذن، أيها الصحاب فأنتم اقوى من أي جلاد جلف، ومن أي قاض ظلوم، ومن أي عالم من أولئك الذين تراكم الصدأ على خلايا عقولهم.
                  

03-02-2013, 11:08 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)

    منو الهمش افكار محمود محمد طه العظيمة1955 -هم نفس الناس-
    منو الاجهض مبادرة سر الختم الخليفة ه1965-هم نفس الناس-
    منو الاجهض اتفاقية اديس ابابا1972 وضلل نميري - هم نفس الناس-
    منو الاجهض مبادرة الميرغني /قرنق 1988 -هم نفس الناس-
    منو الشوه نيفاشا2005 ووسعى لافشالها - هم نفس الناس
    منو الافشل انتخابات 2010 وضلل قطاع االشمال - هم نفس الناس-
    لحدي ما الفاس وقع في الراس وانفصل الجنوب - هم نفس الناس-
    نص قرن من الابتزال 1964-2012 -هم نفس الناس-
    تحول المركز الى مستنقع كبير لاصوت يعلو فيه عل صوت الضفادع - هم نفس الناس-
    وبعد ده كل
    عايزيننا نمسح السبورة
    عشان يجو من جديد..في طرحهم الفطير والانفعالي الخالي من الدسم
    اعادة تدوير مملو وسيزفية ما شهدها بلد في العالم
    الحاضر يكلم الغائيب
    الدارونية السياسية انتهت في السودان..ونيفاشا والدستور الانتقالي كافيين للتحرر من شنو ومن دولة الريع الى دولة المؤسسات
    يجب ان يتحرر حزب المؤتمر الوطني من اصر الاخوان المسلمين ويقود انتخابات مبكرة حرة ونزيهة تضعه في حجمه الطبيعي 3 مليون ناخب سدس المسجيلن يعني 16.6% بس
    انا ما قعد اجيب جدبد
    بعمل اب ديتنيجupdating
    للافكار والرؤى السودانية المحترمةمن 1944 لحدي 2013 بتاعة الناس المحترمين والسارية لحدي ما نتحرر من شنو و من عادة ادمان الفشل واجهاض وتشويه بضاعة الاخرين وتقيويض ما هو قائم والعجز عن الايتاء بالديل الافضل..الانقاذ نموذجا- هم نفس الناس
                  

03-03-2013, 12:09 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)


    والغريبة حتى في هذا البورد- هم نفس الناس-
    اللغة الهتافية لناس تجمد عقلهم في اكتوبر 1964 واعادة التدويراللمستمرة مرورا بي ابريل 1985

    قطيع طويل من الاصفار الدولية..والادعاء الاجوف والانجازات الوهمية - وهم نفس الناس-
    ودفع الشعب السوداني الفضل ثمن رداءة الحزب الحاكم وتوهان المعارضة- وهم نفس الناس_
    الصين اتغيرت في 30 سنة عبر تجديد مستمر للحزب لشيوعي الصيني- وهم نفس الناس-
    امركيا اتغيرت بعد ما حرك اوباما اي مواطن وجاء بارادة شعبية امريكية بعيدا عن هيمنة اللوبيات والترستات الضخمة -وهم نفس الناس-

    لا الشمولية وصلتم لي فجر عبر التجربة الصينية- وهم نفس الناس
    ولا الديمقراطية اخرجتم الى النور عبر التجربة الامريكية - وهم نفس الناس-
                  

03-03-2013, 12:13 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)

    والله يرحم السيد عبدالرحمن المهدي- رمز الاسد/الشجاعة
    ومحمود محمد طه - رمز النسر/العفة
    ود.جون قرنق - رمز- الافعى/الحكمة
    في الماثر الكوشية عن جبل البركل العظيم



    واليخسا المبطلون - وهم نفس الناس-
                  

03-04-2013, 12:28 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)

    ل
    Quote: اخ دقنة
    تحية طيبة
    السبب حالة الاستلاب للنخب السودانية التي كانت تقف ضد الجمهوريين من 1955 حتى الان 2013
    1-الاخوان المسلمين\بضاعة مصرية كسدت حتى في بلد المنشا
    2-السلفية بضاعة سعودية كسدت حتى في بلد المنشا واليوم يوجد 30 حرمة في برلمان السعودية ولا زال عصام العريان ينعق في فضائيات اخرى عن عدم جوا ز ولاية المرا ولاية عامة\الاحكام السلطانية للمارودي
    3-ولاية الفقيه(حزب الامة) ودي كسدت حتى في ايران بلد المنشا...وسجلت لحزب الامة وامامه تاريخ مشين في خصومة الاستاذ محمود ولم يتعذر عنها حتى الان
    4-الشيوعيين -القرضمة ساكت خلتم يستبكروا على افكار الاستاذ وحتى في هذا البورد-قرضمة وجهل بس وما قدرين يواجهو الماض ى المخزي لحزبهم..وتمايه الان مع المركز...المتعفن...
    5-البعثيين بضاعة عراقية كسدت حتى في بلد المنشا وتحتضر في سوريا...
    6-الناصريين بضاعة مصرية كسدت حتى في بلد المنشا

    فاي حجة تجدها عند هؤلاء ابان شريحتين-المنفصمين والتائهين حتى اليوم
    ولان الفكرة الجمهورية اصل بلادا وبضاعة سودانية 100% لم تتناقض مع مجتمع السودان وكانت تطرح في الشوارع للمواطينين ولم تتناقض مع الرؤى الاخرى\الحركة الشعبية او الختمية\الاتحادي الديموقراطي(الاصل)
    ولان الاستاذ كان يقول دائما للاذكياء من ابناء شعبنا
    ايضا يلعب الذكاء المتواضع دور كبير في فهم الفكرة الجمهورية والفرق بينه وبين الذكاء الصناعي\حملة الدرجات العليا ناس يا دكتور يا بروف الذين يحاربون اواهمهم عن الفكرة الجمهورية ويذهلون الناس عنها واعوذ بالله من الضلال على علم الذى يجعل صاحبه ان تحمل عليه يلهث وان تتركه يلهث ..كما هو الحال في الصحف الصفراء الان..
    لذلك مجدها المفكرين الحقيقيين و الاذكياء امثال
    منصور خالد
    فرانسيس دينق
    وغيرهم من العقول الحرة
    وبضدها تتميز الاشياء

    اذا عايز تعرف سحر الفكرة
    سودن شبكتك وخليك سوداني
    بتجد نفسك متوائم مع االفكرة ومع الاحياء والاشياء


    هنا في البوست ده الملف السياسي للفكرة الجمهورية من 1955
    في واحد من ناس قريعتي راحت الفوق ديل
    عنده بضاعة احسن من دي..
    يورينا ليها
    كان ما عنده بمشي يفتش في سوق الربيع العربي كمان..كان يلقى!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
                  

03-05-2013, 10:59 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)

    الفرق بين الذكاء الحقيقي والذكاء الصناعي (الذكاء المعلب)
    هو ان الذكاء الحقيقي يواكبه دائما زهد وتواضع
    والذكاء الصناعي يواكبه جهل وكبر

    Quote: لاخ ابو ذر عمر
    تحية طيبة
    واذا جيت اريد فقط ان اوضح لك امر هام يشكل تعاسة السودان الحالية
    عدم احترام المتعلمين من فصيلة (النعر)* للذكاء السوداني ذو البعدين عبر العصور
    1-البعد الاول: الذكاء الفطريnatural intellegance

    وهذا افضل نموذج له في المحيط العربي شيخ زايد حكيم العرب الذى صنع معجزة الامارات..وفي السودان السيد عبدالرحمن المهدي ورجال الادارة الاهلية من امثال بابو نمر ودينق مجوك وابوسن
    2- البعد الثاني: الذكاء الابداعي:creative intellegance
    وهذا يشمل المثقفين الحقيقيين والمتخرجين من غردون او ما بعدها من الجامعات مثل محمود محمد طه وجون قرنق ومنصور خالد وفرانسيس دينق...الخ
    3- النعر: الذكاء الاصطناعي artificial intellegance
    وهؤلاء معتنقي الايدولجيات القادمة من خارج الحدود ومختلي الوعي والشعور ولا يحترمون السودان وكل ما هو سوداني يعيشون في عالمهم المزيف ويعيقون التغيير عبر العصور ومنهم اصحاب المؤسسات اعلاه من اخوان مسلمين وشيوعيين وبعثيين وناصريين وانصار سنة وولاية فقيه"( نخب المركز)... وان تفاتوا في السوء...
    ...

    النعر:ضرب من الذباب يدخل في انف الابل ويورمها وتقول العرب فلان له نعرة اذا صعر خده للناس كبرا واستبكارا..
    ...
    وانا في البورد ده والامر ليس شخصي من ما جيت اسعى لرد الاعتبار للنوع الاول والثاني من السودانيين واعري النوع الثالث الى اخر ورقة توت تغطي عورتهم القبيحة في عصر العلم والمعلومات وبالوثائق والحديث ذو شجون


    ارشيفنا وتاريخهم

    منبر السلام العادل× معهد السلام الامريكي
                  

03-14-2013, 09:48 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)


    مصفوفة ابوريا
    ابوريا كلمة لاتينية تعني النقائض المزيفة والعقل الصفري
    ان ازمة الديموقراطية في السودان والدول العربية الدائرة في فلك النظام العربي القديم وهيمنة الشقيقة الكبرى على المشهد الفكري- الثقافي- السياسي..هى سبب االفوضى الخلاقة التي نراها الان الناجمة عن
    1- المفكر المزيف والفكرة العاطة
    2- المثقف المزيف والثقافة المشوهة
    3- السياسي لمزيف والانتهازية الواعية
    هذه هي مصفوفة ابوريا
    الافكار الوافدة و العاطلة تفرز واقع ثقافي مازوم وبشع هذا الواقع ينتج سياسة مدمرة وهذه بدورها تقوض المجتمع وتفكك الدولة-
    وهؤلاء هم المتنطعين من جماعة (يا شعيب لا نفقه كثير من ما تقول) الذين يتصدرون المشهد الفكري/الثقافي/السياسي الان...
    والنظرة الدونية للحضارة والفكر والثقافة وسياسة السودانية في الميديا العربية ونصفهم لا خير في الكثير من نجواهم..مش ما عارفين حاجة عن السودان ديل ما عايزين يعرفو حتى..وذلك مبلغهم من العلم... ومعزولين حتى في مجتمعاتهم شعبيا غارقين في نرجسيتهم فقط وخارج العصر...ولن يكون لهم في التغيير نصيب..
    ولكن ماذا دهى السودانيين انفسهم. او المحسوبين على السودان.حتى يعانو من هذا الاستلاب المريع ونحن في 2013
    اتواضع ياخ واعرف وطنك
    نحن في 2013 وانت مبارى -نفس الناس- ونفس الفشل حكمة والله وحكاية تحير اذهان العباد

    (عدل بواسطة adil amin on 03-14-2013, 09:52 AM)

                  

03-21-2013, 10:42 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)

    نداء اخيرلسيد احمد الحردلو عليه رحمة الله

    يا كل أبناء الوطن
    يأيّها الجميع..
    في جميع أصقاع وأوجاع الوطن
    إني أصيح
    أن شيئاً ما.. يمد ظله على الوطن
    وأن شيئاً ما.. يعد في مطابخ
    الكبار والصغار.. للوطن
    وأنني أرى فيما أرى
    وحشا من النار..
    وفي كفيه.. سيف وكفن
    فكذبوا نبوءتي
    يأيها الرجال والأطفال والنساء
    فإنني أرى الأشجار تمشي نحوكم
    وأنكم محاصرون في ذواتكم
    وأنّ شيئاً مثل ظل الموت
    مد ظله من حولكم
    فكذبوا نبوءتي
    يا أهل بيزنطه.. لأنكم
    تجادلون بعضكم
    ويستبيح الطامعون داركم..!!)
    12
    * يا جميع السودانيين!
    و... تلك شهادتي الأخيرة.. أبذلها أمام الله والوطن والناس!!! واستغفر الله لي ولكم، و.. خلاس!!!
    الخرطوم ـ في العاشر ـ من يونيو ـ 2010
                  

03-30-2013, 12:59 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)

    العرض القادم يا اهل بيزنطة وجمهورية العاصمة المثلثة
    مع الاسطورة - اسد بيشة المركبد
    السيد عبدالرحمن المهدي وكتاب العرش والمحراب....
    وموعدنا يوم الزينة وان يحشر الناس ضحى
    عشان نعرف العصر الذهبي الحقيقي لحزب الامة 1911- 1958 ولرجالات الحركة الوطنية (الاصل)
                  

04-01-2013, 12:08 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)

    نشكر من رفع هذا البوست ايضا
    حتى تتكامل الفكرة
    ونحن في ابريل 2013
    اتمنى من الاخوان الجمهوريين الفاعلين في السياسة السودانية- ان يسعو لاحياء هذا المشروع اذا كان هناك حوار وطني حقيقي ذى بتاع اليمن ده..
    ادراج رؤية الاستاذ المقدمة قبل الاستقلال بعام 1955وكانت وضعت السودان في طريق الهند والبرازيل لو تواضع اهل السياسة ان ذاك
    واتمنى ان يتواضع اهل السياسة الان بعد مسير طويلة ومملة من ادمان الفشل,,
    ويقيمو المشروع السوداني للفكرة الجمهورية باسس حقيقية وعلمية
    ومن تواضع لله رفعه
                  

04-03-2013, 11:45 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)

    الاخطاء التاريخية تنجم دوما عندما نعجز عن مجابهة النفس بالحقائق

    ف.نيتشة


                  

04-06-2013, 09:44 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)

    طالما كان في برنامج لدولة مدنية ديموقراطية فدرالية اشتراكية طرحت كمشروع سياسي قبل الاستقلال بي سنة 1955
    مالذي جعل النخبة السودانية وادمان الفشل تجيب لينا بضاعة خان الخليلي من مصر -اخوان مسلمين- شيوعيين- ناصريين؟
    وطال ما ناس الاحزاب التقليدية فدرالية ذاتا ما عرفنها شنو
    لماذا لم يتبنو هذه الافكار العظيمة بعد الاستقلال مباشرتا 1956 كما تفعل كل الدول المحترمة التي تقتدي بمفكريها الافذاذ...
    1-طبعا الحالة الاولى المازومة اعلاه وحتى الان 2013 تعاني من التبلد المؤدلج ويعتقدون كل خارج الحوش هراء محض..
    2-والحالة الثانية تعاني من النرجسية (وحقي سميح وحق الناس ليه شتيح)
    والتواضع والوازع والورع من خصائيص محمود محمد طه وجون قرنق لذلك تاخر مشروعهم كثيرا في هذه البيئة المسممة ولكنه حتما سياتي والحساب ولد
                  

04-06-2013, 09:53 AM

عبد الحي علي موسى
<aعبد الحي علي موسى
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 2929

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)

    Quote: الاستاذ عادل الامين تحياتي

    ان قامة مثل الاستاذ محمود محمد طه تعدم ورقاب من يستحقون الذبح ماذالت تتمايل طربا ونشوة وفرحا بيوم اغتياله
    اي مفارقات هذه ؟ واي وعيا واي بشرية هذه التي ناضل وكافح لها العالم الجليل محمود محمد طه ؟؟؟

    هذه هي البشرية التي تطالع صحيفة الانتباهة لدرجة تجعلها الصحيفة الأولى من حيث التوزيع.
    تحياتي عادل ودقنه.
                  

04-06-2013, 10:03 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: عبد الحي علي موسى)

    Quote: هذه هي البشرية التي تطالع صحيفة الانتباهة لدرجة تجعلها الصحيفة الأولى من حيث التوزيع.
    تحياتي عادل ودقنه


    الاخ العزيز عبدالحي على موسى
    تحية طيبة
    يا ريت لة مشكلة السودان القديم كانت -الكزيان بس-
    البورد ده فيه كل الوان الطيف السياسي السودان القديم والجديد
    وزوار البوست بلغ 6000 زائر
    ما في واحد بس
    اخو مسلم او شيوعي او بعثي او ناصري او حزب امة او...او.,...
    يجي يجاوب السؤال المباشر ادناه
    بلد فيها مشروع ذى ده من 1955 والجامعات تخرج في الناس داخل وخارج السودان والدكاترة والبروفسرات اكثر من المزارعيين
    ما الذى اوصلنا الى مستنقع (الانتباهة)؟؟


    طالما كان في برنامج لدولة مدنية ديموقراطية فدرالية اشتراكية طرحت كمشروع سياسي قبل الاستقلال بي سنة 1955
    مالذي جعل النخبة السودانية وادمان الفشل تجيب لينا بضاعة خان الخليلي من مصر -اخوان مسلمين- شيوعيين- ناصريين؟
    وطال ما ناس الاحزاب التقليدية فدرالية ذاتا ما عرفنها شنو
    لماذا لم يتبنو هذه الافكار العظيمة بعد الاستقلال مباشرتا 1956 كما تفعل كل الدول المحترمة التي تقتدي بمفكريها الافذاذ...
    1-طبعا الحالة الاولى المازومة اعلاه وحتى الان 2013 تعاني من التبلد المؤدلج ويعتقدون كل خارج الحوش هراء محض..
    2-والحالة الثانية تعاني من النرجسية (وحقي سميح وحق الناس ليه شتيح)
    والتواضع والوازع والورع من خصائيص محمود محمد طه وجون قرنق لذلك تاخر مشروعهم كثيرا في هذه البيئة المسممة ولكنه حتما سياتي والحساب ولد
                  

04-08-2013, 09:27 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)

    Quote: طالما كان في برنامج لدولة مدنية ديموقراطية فدرالية اشتراكية طرحت كمشروع سياسي قبل الاستقلال بي سنة 1955
    مالذي جعل النخبة السودانية وادمان الفشل تجيب لينا بضاعة خان الخليلي من مصر -اخوان مسلمين- شيوعيين- ناصريين؟
    وطال ما ناس الاحزاب التقليدية فدرالية ذاتا ما عرفنها شنو
    لماذا لم يتبنو هذه الافكار العظيمة بعد الاستقلال مباشرتا 1956 كما تفعل كل الدول المحترمة التي تقتدي بمفكريها الافذاذ...
    1-طبعا الحالة الاولى المازومة اعلاه وحتى الان 2013 تعاني من التبلد المؤدلج ويعتقدون كل خارج الحوش هراء محض..
    2-والحالة الثانية تعاني من النرجسية (وحقي سميح وحق الناس ليه شتيح)
    والتواضع والوازع والورع من خصائيص محمود محمد طه وجون قرنق لذلك تاخر مشروعهم كثيرا في هذه البيئة المسممة ولكنه حتما سياتي والحساب ولد


    لمن تجابو الاسئلة دي يا ناس احزاب السودان القديم
    الديموقراطية بترجع للسودان
                  

04-08-2013, 12:02 PM

عبد الحي علي موسى
<aعبد الحي علي موسى
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 2929

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)

    سلام عادل
    الناس الليلة، بقت ما بتقرا.
    وزمان بتقرا ولكن....
    قليل منهم من يستوعب.
    وكثير لا يستوعب.
    وكثير من القليلين البستوعبوا، ينكرون ولسان حالهم ومقالهم يقول:
    هذا ما وجدنا عليه آباءنا.
    لكن ح يجي وكت يُساقون إلى الفهم بسلاسل الامتحان.
                  

04-08-2013, 01:51 PM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)

    أخي عادل أمين
    تحية طيبة. قلت لك بالأمس علي خيط آخر: "السودان العريض – لابد من فجر صادق جديد"
    Quote: "..................غياب الأستاذ محمود (فيما أري) هو غياب العقل من المشهد السياسي السوداني باكمله. فالأستاذ محمود ليس مفكرا دينيا فحسب وانما زعيم سياسي ثاقب الرؤية. فماذا يتوقع المرء من جسم يتحرك بلا عقل!"

    فقد غاب الأستاذ محمود عن المشهد السياسي في الفترة من 1955 الي 1969غيابا أختياريا لأنه (حسبما أري) يبدو انّه قرر التفرغ لدعوته الدينية والتي هي في منتهاها دعوة سياسية – بكل ما تشمل الكلمة من معني (علي الأقل عند الجمهوريين). وأرجو ان يعلق أحد الأخوة الجمهوريين علي هذا الكلام. هذا الغياب ترك فراغا مخيفا في الساحة السياسية التي كان يصول ويجول فيها آخرون من كبار أسماء ما عرف بالحركة الوطنية بلا هدي مبين. ثم كرّس وقته للدعوة أيضا في فترة نميري 1969 الي 1983 الي أن سجنوه لعام ونيف ليخرج من السجن ويواجهم في محكمة المهلاوي بقولته التاريخية والتي سارت بها الركبان. ولا أخالك ألا وقد وقفت علي هذا الجزء من مقالي عنه:

    Quote: كان ألأستاذ محمود مفكراً عصرياً موسوعي المعارف، متسقا مع نفسه وفكره، والذي طرحه علي الملأ بسلام ومحبة، بعيدا عن التهريج. وحين حاربه المرجفون تصدي لهم بشجاعة نادرة، رواها إرثٌ قرويٌ بسيط، ورعتها فحولة فكريّة، أرعبتهم جميعا. أبتسم لهم - ربما اشفاقا عليهم - وهو مُقْدِمٌ، بثبات، علي حبل المشنقة. أنه رجل حقّ علينا جميعا الاحتفاء بالإرث الذي خلّفه لنا، تاركين الحكم علي ما جاء به للأجيال والتاريخ.

    تلك هي الفحولة الفكرية التي ضنّوا بها علينا وتركونا نهب الخواء الفكري والغوغائية والتي أوصلتنا الي "قاع الأنتباهة" كما سميته. ولهذا فتساؤلاتك مشروعة – يا أخي – فهم حقا لا يقرؤون. أما المسلك السياسي (يقرأ أدمان الفشل) الذي تغاضي عن كل هذا الطرح العقلاني للأستاذ محمود الذي اشرت اليه انت في المجال السياسي فقد كتبت فيه مجلدات كما هو معلوم.

    أين نحن الآن، وأين الطريق؟ هذا ما يواجه السودان العريض (فيما أري).

    (عدل بواسطة BALLAH EL BAKRY on 04-08-2013, 06:06 PM)

                  

04-09-2013, 09:26 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: BALLAH EL BAKRY)

    Quote: تلك هي الفحولة الفكرية التي ضنّوا بها علينا وتركونا نهب الخواء الفكري والغوغائية والتي أوصلتنا الي "قاع الأنتباهة" كما سميته. ولهذا فتساؤلاتك مشروعة – يا أخي – فهم حقا لا يقرؤون. أما المسلك السياسي (يقرأ أدمان الفشل) الذي تغاضي عن كل هذا الطرح العقلاني للأستاذ محمود الذي اشرت اليه انت في المجال السياسي فقد كتبت فيه مجلدات كما هو معلوم.

    أين نحن الآن، وأين الطريق؟ هذا ما يواجه السودان العريض (فيما أري).


    الاخ العزيز بلال البكري
    تحية طيبة
    ومرحب بيك

    محمود محمد طه لم يغب اطلاقا من المشهد لسياسي السوداني الى ان غيبوه بالموت هؤلاء الفاشلين
    لذلك كلامك ادناه غير دقيق- راجع مكتبة الفكرة وابحث عن الملف السياسي له ستجد انه كتب عبر السنين حاجات عالمية واقليمية ومحلية

    Quote: قد غاب الأستاذ محمود عن المشهد السياسي في الفترة من 1955 الي 1969غيابا أختياريا لأنه (حسبما أري) يبدو انّه قرر التفرغ لدعوته الدينية والتي هي في منتهاها دعوة سياسية – بكل ما تشمل الكلمة من معني (علي الأقل عند الجمهوريين). وأرجو ان يعلق أحد الأخوة الجمهوريين علي هذا الكلام. هذا الغياب ترك فراغا مخيفا في الساحة السياسية التي كان يصول ويجول فيها آخرون من كبار أسماء ما عرف بالحركة الوطنية بلا هدي مبين. ثم كرّس وقته للدعوة أيضا في فترة نميري 1969 الي 1983 الي أن سجنوه لعام ونيف ليخرج من السجن ويواجهم في محكمة المهلاوي بقولته التاريخية والتي سارت بها الركبان. ولا أخالك ألا وقد وقفت علي هذا الجزء من مقالي عنه:


    لم يكن هناك فراغ ابدا بل تغييب متعمد وتشويه من نخب المركز-نفس الناس
    البرنامج المطروح في هذا البوست هو مشروع دولة مدنية فدرالية ديموقراطية 1955
    لا زلنا عاجزين عنها حتى الان حتى بعد جددها دكتور جون قرنق 2005
    والسبب-نفس الناس
    وشكرا على المرور
                  

04-09-2013, 02:53 PM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)

    شكرا أخي عادل علي الترحيب وتصويب طفيف في اسمي "بلّة البكري". لا خلاف البته علي أمر تغييب النخب الفاشلة (نفس الناس) للأستاذ محمود بالتغوّل علي حقه في الحياة في 1985. راجع مقالي.
    وكان هناك تغييب متعمد وتشويه من نخب المركز، لا شك في ذلك أيضا، فقد شهدت به عدّة أحداث موثّقة في حياته وأشهرها بالطبع محكمة الردّة في 1968.

    ما اشرتُ اليه بالغياب الأختياري هو تكريس الجهد في أمر الدعوة الجمهورية (الدينية) مقابل (versus) المشاركة السياسية التقليدية المباشرة من خلال حزب سياسي (الحزب الجمهوري مثلا). صحيح أيضا أنه أنجز اسهامات كثيرة بعضها في المجال السياسي (كتابةً) في الفترة التي أشرتُ اليها (1955 الي 1983). فارجو ان يسهم هذا في توضيح ما قصدت.

    لم يغب عني البرنامج المطروح في البوست بالطبع.
                  

04-10-2013, 07:43 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: BALLAH EL BAKRY)

    Quote: لم يغب عني البرنامج المطروح في البوست بالطبع.


    الاخ بله
    تحية طيبة
    بالتاكيد لا يفوت ابدا برنامج متطور ذى دستور السودان 1955 عن سوداني اكاديمي حر زيك
    لكن السؤال الذى طرحه د.منصور خالد عل النخبة السودانية في كتابه الاخير المنشور في نفس هذا البوست -تكاثر الزعازع وتناقص الاوتاد 2010

    لماذا فاتت هذه الرؤية المتقدمة على النخب القديمة؟؟ الاحزاب التقليدية من جانب والايدولجيات الوافدة من جانب اخر- الاخوان المسلمين- الشيوعيين- والناصريين- وكلها بضاعة وافدة من مصر وتشكل امتداد استلابي عنينا منه عبر العصور من زمن اركماني
    ولماذا استمرت هذه النخب واحفادهم بالاستخفاف بكل برنامج طموحة وبذل 90% من جهدهم على افشالها كما حدث لاتفاقية اديس ابابا 1972 ونيفاشا 2005
    اعتقد ان الامر له علاقة بعلم النفس السياسي وما يتعلق بالبعد السيكولجي الغائب في السياسة السودانية
    ....
    بخصوص المشاركة سياسية عبر الاحزاب-الحزب الجمهوري
    الجمهوريين لهم موقف مبدائي مع الديموقراطية في السودان وبقولو لينا زمان انه لو هم ما وصلو 51% من الشعب السوداني لن ياتو على سدة الحكم..ولكنهم لم يتخلو ابدا عن دورهم التنويري عبر العصور واعتقد ان هناك حزب جمهوري مسجل في انتخابات 2010 وساتيك بكتابات ثرة عبرت عن الانفصال بواسطة هؤلاء الاخوان الجمهوريين

    Quote: لجمهوريون (التنظيم الجديد): إستفتاء جنوب السودان ... الحدث والعبرة
    السبت, 08 كانون2/يناير 2011 07:59
    بسم الله الرحمن الرحيم

    (و َنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)
    صدق الله العظيم


    مقدمة

    لقد ظل الجمهوريون التنظيم الجديد و منذ توقيع اتفاقية السلام الشامل يحذِّرون من التقسيم الدينى للبلاد الذى أفرزته نيفاشا تحت إصرار حكومة الانقاذ، مما ساق الحركة الشعبية لتحرير السودان للتنازل عن فكرة السودان الجديد مقابل إقرار حق تقرير المصير، الأمر الذى وضع وحدة البلاد فى مهب الريح. نيفاشا أوقفت الحرب! وهذا أعظم محاسنها! ولكنها لم تكن إتفاقية للحل الشامل! بل أنها لم تكن لترى النور لولا أن تم فيها الإتفاق على الإختلاف الجذري في الدستور بين الشمال والجنوب! فالشمال يحكم بالشريعة والجنوب بنظام مدني! ومع الإتفاق على حق تقرير المصير للجنوب، تم التوقيع على فصل الجنوب عن الشمال، ولكن تنفيذه أجل لست سنوات! وهذا ما أردنا أن يقف الناس عنده مليا فيستوعبوه،فذكرناه في منشورنا عن بروتوكول مشاكوس :" أن قضية الدين والدولة لم تحسم بعد !! فالمأزق ما زال ماثلا ! وهو يحتاج لفكر دقيق ومواجهة شجاعة للتغلب عليه ! فتطبيق الشريعة على أساس جغرافي سوف يؤدي حتما إلى الانفصال ! وأما تطبيقها على أساس شخصي فمخالف لقواعد الشريعة نفسها، ومخالف أيضا لكل الأعراف القانونية السائدة في العالم !".

    مشكلة شمال السودان

    إن حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان ما كان له ان يدخل في قاموس السياسة السودانية لو كانت الانظمة الحاكمة فى الشمال منذ الاستقلال تملك المذهبية الصالحة التى تخلق سودان يؤمن بذاتية متميِّزة ومصير واحد بحيث لا يرى المواطن في الإختلاف مدعاة للصراع والخلاف وبذلك يتم بناء القومية السودانيه الموحَّدة .ومن نافلة القول فإن فشل هذه النظم فى حل مشكلة الحكم بالشمال هوالسبب فى فشلها فى حل مشكلة الجنوب.
    إن أحوال البلاد لن تصفو بمجرد إنفصال الجنوب عن الشمال! ومن ظن غير ذلك فهو حمق قصير النظر لا يرى في الوجود غير نفسه! فانفصال الجنوب ليس حلا لمشكلة الشمال! وغريب ألا يرى هؤلاء أننا الآن محتوشون بالمشاكل من كل الجهات: دارفور في الغرب، والمشورة الشعبية في جبال النوبة والنيل الأزرق، ومظالم للناس في الشرق وفي الشمال، ونزاع للقبائل في أبيي في مناطق الحدود بين الجنوب والشمال!! وكل هذه المشاكل قابلة للإنفجار في أي وقت ما لم تحسن الحكومة معالجتها بالحكمة والتخلي عن مصلحة الذات من أجل أن يبقى الوطن!

    مسؤولية الإنقاذ والمؤتمر الوطني عن انفصال الجنوب

    إن المحاولات الجارية من حزب المؤتمر الوطنى في تقليل مسؤوليته الكاملة عن انفصال الجنوب، والترويج لذلك بواسطة أجهزة إعلامه هي محاولات واهية البنيان، لأن الحديث عن الوحدة الجاذبة لا قيمة له في ظل إصرار حكومة الإنقاذ على تطبيق الشريعة في الشمال وخاصة في العاصمة القومية! وحقا وافقت الحركة الشعبية على العمل مع حزب المؤتمر الوطني على جعل الوحدة جاذبة! ولكن في المقابل وافقت الحكومة على عدم تطبيق الحدود على غير المسلمين! فهل تملك قيادات المؤتمر الوطني الشجاعة لتطلع الشعب أنهم قد وافقوا على ذلك بتوقيعهم على البند 2-4-5-4 ، ص 24 ، من اتفاقية السلام، حيث جاء فيه ما يلي:" تراعى المحاكم عند ممارسة سلطاتها التقديرية عند توقيع العقوبات على غير المسلمين من السكان مبدأ الشريعة القاضي بأن غير المسلمين لا يخضعون للعقوبات الحدية المفروضة ، وبالتالي ينبغي تطبيق عقوبات تعزيرية". ورغم غرابة هذا الرأي ومفارقته الواضحة لما هو معلوم في الشريعة، فإن الحكومة لم تلتزم بما وقعت عليه!! وتم جلد الجنوبيين لشرب الخمر!! وأجيز قانون العقوبات المضمنة فيه الحدود دونما اعتبار لما اتفق عليه فيما يخص غير المسلمين، كما جاء ذكره آنفا. ونشطت جماعات عدم الإنتباهة وعلماء السلطان وعلماء آخر الزمان في الفترة الإنتقالية في توسيع مساحة الخلاف بين الجنوبيين وإخوانهم المسلمين في الشمال. وكان لهذا أبلغ الأثر في تأكيد الإنفصال في نفوس الجنوبيين، فصارت الوحدة الجاذبة مجرد كلمات تلوكها الألسن، وصارت حبرا على ورق!

    جنوب السودان الكرامة : ام البترول؟

    أهل الجنوب هم من هذا الشعب ... وهم من هذه الأرض ... وهم قد كانوا مستضعفين فيها... وهم أكثرنا معاناة من الظلم و الجهل والفقر والمرض ... وهم أعظمنا تأثرا من قسوة الحرب بفقد الأهل والزرع والضرع وهم أشدنا حاجة إلى إسترجاع ثقتهم بأنفسهم بعد أن فقدوها ردحا طويلا من الدهر فردوا بفضل الله إلى ديارهم بالعزة والكرامة ولو خيروا أن يعطوا ذهبا أصفر! أو أسود! لما اختاروا غير حرية تؤخذ ولا تمنح بالثمن وليس هذا بغريب على أهل السودان. ان شعب جنوب السودان الذى فقد حق المواطنة الكاملة فى وطنة، غير ملام للبحث عن هذا الحق في دولة جديدة توفرِّه له 0خاتمه

    ان انفصال الجنوب عن الشمال،قد صار حقيقة لا يمنع حدوثها إلا رحمة من السماء، وها هو الزمان يسخر من الحركة الإسلامية! فهي اليوم كالمنبت" لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى" فقد ساقت البلاد إلى حافة الإنقسام والتمزق بدلا عن التوحد والتماسك وهي التي زعمت في بيانها الأول لإنقلابها على نظام الحكم القائم في عام 1989 أنها جاءت: "لصون الوحدة الوطنية من الفتنه السياسية وتامين الوطن من انهيار كيانه وتمزق أرضه". ففعلت غير ذلك! وهذا جرم بشع شنيع، لا يعدله جرم في حق الوطن ...
    إن السبيل لقيام وطن واحد متماسك فى المستقبل- بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء- يبدأ من الإنتباه لمشكلتنا في الشمال بمعناه العريض التي يبدأ حلها بقيام حكم ديمقراطي فدرالي حقيقي يسود فيه حكم القانون وتبسط فيه الحريات ويحاصر فيه الفساد وتتجه فيه السياسات الإقتصاديه لتحقيق العداله والمساواه في الثروه والخدمات الأساسيه ليتهيأ بذلك المناخ الصالح لقيام الحوار الفكري الجاد الذي يقود لتوعيه الشعب، ونشر ثقافه السلام والتسامح والتعايش، المفضي للوحده الفكرية والشعورية.
    لقد آن الأوان أن يغادر شعبنا العظيم محطة الإحباط الناتجه من خيبه الأمل التي ظل يحصدها من تجارب الحكم منذ الإستقلال وينهض من جديد ليتوج تاريخه المليء بالمواقف المتفرِّده بموقف جديد يدخل به المستقبل..........مستقبل عهد سيادة الشعوب.
    ونحن على مشارف الذكرى ال26 لإستشهاد الأستاذ محمود محمد طه الذي وقف حياته من أجل الإسلام والسودان لا نملك إلا أن نسأل الله أن يحفظ السودان وأهله من الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن.
    الجمهوريون (التنظيم الجديد )
    7— يناير-- 2011


    المصدر-بوست من الارشيف
    يا حليل الجنوبيين !!
                  

04-11-2013, 10:41 AM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)

    Quote: بالتاكيد لا يفوت ابدا برنامج متطور ذى دستور السودان 1955 عن سوداني اكاديمي حر زيك

    تعرف يا عادل يا اخوي الكلام الفوق دا بجيب ليك ملامة من الأخوة البروفسيرات و ال "بي. اتش. ديس" والذين امتلأت بهم البلاد حتي صاروا "أكثر من المزارعين" في بلدٍ نامي! فلا أظنهم سيعتمدون عنقالي علي شاكلتي في الطاولة العليا (Top Table) باخوي واخوك!!. عموما انت أيضا فتحت شهيتي للحوار والذي أرجو أن أجد له الوقت الكافي. سأعود (don’t go away!).

    (عدل بواسطة BALLAH EL BAKRY on 04-11-2013, 10:44 AM)

                  

04-14-2013, 11:21 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: BALLAH EL BAKRY)

    Quote: تعرف يا عادل يا اخوي الكلام الفوق دا بجيب ليك ملامة من الأخوة البروفسيرات و ال "بي. اتش. ديس" والذين امتلأت بهم البلاد حتي صاروا "أكثر من المزارعين" في بلدٍ نامي! فلا أظنهم سيعتمدون عنقالي علي شاكلتي في الطاولة العليا (Top Table) باخوي واخوك!!. عموما انت أيضا فتحت شهيتي للحوار والذي أرجو أن أجد له الوقت الكافي. سأعود (don’t go away!).

    العزيز بله
    سلام مربع
    والله ضحكتني جدا الليلة ومن القلب....والله السودان ده من فارق العنقالة بقى ذبالة ياخ الذكاء والتواضع صفات السودانيين الراسخة وليس الشهادات العليا والله نختك في راسم هؤلاءالفاشلين..مش في طربيزة معاهم
    ياخ البروفسر والدكتور المؤدلج حالة ذكاء اصطناعي وليس عباقرة كما يدعون...والنتيجة قدامك اهو بلد فاقد البوصلة تماما واحزاب كرتونية ليست احزاب ولا حاجة والبوست ده من 2006 اتحدي اخو مسلم وطني ولى شعبي او شيوعي او حزب امة- النسخة مضروبة بتاعة الامام يجي يقرا الكلام الفيه ده ويجاوب الاسئلة او يحاور او يواوجه مخازي الجهة التي ينتمي اليها حتى الان اما جهلا اواستبكارا
    عشان كده بهديك الاتي لزوم فرفشة
    وبرجع ليك

    ا

    Quote: كانوا في زيارة ابنهم ال(ديك..تور)ا



    عادل الامين
    الحوار المتمدن-العدد: 1945 - 2007 / 6 / 13 - 09:43
    المحور: كتابات ساخرة



    كل الناس تتفق على ان الديك اغبى حيوان..ولكن نحن مع التجربة توصلنا الى ذلك..كان للوالدة العزيزة فى مدينة بربر سبع دجاجات وديك حسن الصوت..و شد ما يؤلمنى عندما يكلفونى بادخالهم ليلا فى القفص..بعد حظر التجول..اذا ظل هناك ثعلب من ثوار الدرب المضىء يتربص بهم الدوائر..كانت الدجاجات الجميلات تنساب بكل نعومة الى داخل القفص اما الديك فانه يتسمر فى الباب وعندما اقذفه بكل شى تحت يدى ليندفع داخلا ..يعود على اعقابه واظل اطارده فى الحوش الساعات الطوال..فى مرة من المرات تمكن الثعلب الخبيث من الدخول الى القفص وايقظتنى امى على الجلبة غيرالمعتادة ...حملت العكاز/العصا وفتحت الباب خرج الدجاج المزعور تباعا..اما الديك الغبى فظل يدور فى القفص مع الثعلب واعيتنى الحيلة اخيرا وبمجرد خفضى للعكاز انساب الثعلب هاربا ..مقتنعا من الغنيمة بالاياب..هذا هو الديك!!
    *************
    اما التور وهي باللغة السودانية الدارجة تعني الثور تعبر عن القوة الرعناء..كنا فى مدينة كريمة ونريد العبور بالمعدية الى نورى.. هناك لورى فيه بقر وثور..نزلت البقرات الانيقات ودخلن البنطون/المعدية فى وداعة..وعندما ارادوا انزال الثور استدار وقابلهم بموخرته وعبر عن شعوره بصورة مقرفة لتغمر الروائح الكريهة المكان وسحبوه ليسقط بصور شنيعة،كما يسقط اللذين لايريدهم الشعب السودانى فى الانتخابات ..وعندما نهض اندفع نحو البنطون وانحرف فى اخر لحظةليطوح بالزين يمسكون بالحبال فى الماء ويسبب اافزع الرهيب للركاب فى البنطون ..واخذ يعدو بحزاء الساحل..احد الخبثاء ردد:هذا الثور فى حاجة الى نظارة..فى الاصل الثيران مصابة بعمى الالوان يمكنه ان يجلس فى مصاطب المريخ ويكون مشجعا للهلال..لذلك فى القاموس المحيط كلمة دكتور هى مزيج متجانس ابين الغباء والرعونة(ديك..تور)
    ***********
    فى ايام الجامعة وانا ادخل من باب مقهى النشاط لمحت مواطنين من شرق السودان بازيائهم المعروفة يحمل احدهم حقيبة هاند باق..كان احدهما فى العقد الخامس والاخر فى بداية العشرينات ..كان يقفان محرجين عند الباب...والطلبة والطالبات ينسابون من الباب دون ان يعبروهم..القيت عليهم السلام فبان البشر على وجهم الطيب..اخبرانى انهم يريدان الدخول لزيارة ابنهم الدكتور الذى عاد للتو من الخارج كان فى كلية الاداب..دخلت معهم الى الجامعةوقدتهما الى المكتب بعد ان اخبرنى اصدقائي اللذين يجلسون فى ضهر التور/حائط..طرقت الباب استدار ونظر الى ثم من فوق كتفى اليهما بدا فى وجه تعبير ينم عن عدم الترحيب والارتياح الرهيب اصابنى بالامتعاض..تسمرت فى مكانى واستدرت منصرفا وتركتهما يدخلان فى ارتباك
    ذهبت وجلست فى الهرم فى مقهى النشاط اشرب ليمون لعله يطغى على المرارة التي احسست بها..سرعان ما لمحتهما يعودان فى طريقهما الى الخارج..كان الصغير يتحدث بغضب شديد واستطعت ان التقط جملة لا يقولها السودانيين الا فى نقطة اللاعودة(لو بقى قبلة ما اصلى عليه)..وكان الرجل الجليل يطيب خاطره..خرجا من الفردوس الزائف وانا اشيعهم بنظراتى من بعيد وبقية هذه الحادثة تحز فى نفسى حتى اليوم. ولم اتخلص منها الى بعد ان اسقطه فى شخصية صابر فى رواية الساقية ولكن عزائى الوحيد ان النميرى كان يردد دائما ان حكومته تعج بمثل هؤلاء(الديك ..تور)..لذلك تطور السودان واصبح دولة عظمى تملك الصواريخ العابرة للقارات..لا مجاعة ولا هم يحزنون.. ومع ذلك هناك دكاترة اجلاء وعلماء حقيقيين تعتز بهم البلاد..واعوذ بالله من العلم الذى لا ينفع ويا نسمة يا جاية من الوطن بتقولي لي ايام زمان ما برجعن.....



    واها ودي حالتم عبر العالم
    والى اللقاء

    (عدل بواسطة adil amin on 04-14-2013, 11:23 AM)

                  

04-15-2013, 12:03 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)

    Quote: الحرب الباردة الجديدة





    نحن انتقلنا إلى مرحلة جديدة عالمية وإقليمية وقطرية عبر العالم بعد نهاية الحرب الباردة القديمة والصراع بين المعسكر الرأسمالي الغربي الذي تقوده أمريكا والمعسكر الاشتراكي الشرق الذي كان يقوده الاتحاد السوفيتي السابق..ولان ثورة المعلوماتية أفرزت واقع جديد وقاد ثورة في عالم التواصل الاتصالات فقد انكشف جانب قبيح كبير في الاختلالات الفكرية التي قادت إلى اختلالات في المنظومة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لدول الشرق الأوسط القديم من عرب وعجم.في ظل التواجد المزمن لدولة إسرائيل في المنطقة وايدولجيتها العنصرية التي تم إدانتها في مؤتمر ديربن في جنوب أفريقيا 2001 رغم بروز تيار معتدل كبير في إسرائيل أفرزته اتفاقيات السلام العديدة في إيجاد صيغة مثلى للتعايش في المنطقة وحل القضية الكبرى في الشرق الأوسط وإيجاد وطن للفلسطينيين في حدود 1967 كأعلى سقف يمكن الوصول إليه في هذه المرحلة وبرز حزب كاد يما ليقود التوجه الإسرائيلي إلى سلام عادل ودائم..
    رغم أن تغيرات ما بعد الحرب الباردة القديمة اكتنفت العالم وأخذت الكثير من الدول في العالم الثالث وعبر القارات الستة تشق طريقها إلى الديمقراطية والدولة المدنية الحقيقية عبر ثورات الألوان والتطورات الدستورية المستمرة..تأخر الأمر كثيرا في الشرق الأوسط وأفرزت أحداث 11/9/2001 واقع جديد يسمي الإرهاب الدولي المرتبط بالعرب والمسلمين والناجم عن القهر السياسي والاجتماعي المخيم في دول المنطقة ..والناجم عن سياسة المصالح التي تنتهجها الدول الغربية وتعوق نشر نموذجها الديمقراطي المتطور الذي اقتبسته العديد من الدول مثل اليابان وكوريا الجنوبية وتطورت وبقي الشرق الأوسط ضحية ما يعرف بسياسة دكتور جيكل اند مستر هايد..بدعم الأنظمة الديكتاتورية ثم التخلي عنها بعد أن انطلقت ما يعرف بثورات الربيع العربي...
    ظلت إيران وطموحاتها النووية حجر العثرة في طريق المحافظة على التوازن النووي مع إسرائيل التي سعى الغرب لتحجيمها ولجمها باستماتة بسياسة الجذرة التي خلفاها عصا..وقام الغرب بإطلاق سراح أدواته في الحرب الباردة القديمة الإخوان المسلمين بإعادة تسويقهم ديمقراطيا ولكن بأسس جديدة باسترجاع تاريخي لمعركة الجمل وإعادة الصراع الطائفي في المنطقة والخلافات بين السنة والشيعة التي تفكك الدولة القطرية وقد تعيد رسم الخارطة...ودفعت بالإخوان المسلمين ليركبوا قطار الثورات الليبرالية وحركات التغيير التي امتدت في أكثر من دولة بانتهازيتهم المعروفة والمدعومة من الغرب وبدعم من فضائية الجزيرة وعبر الفوضى الخلاقة ليكون التغيير فادح الثمن وباهظ التكاليف..وإذكاء حرب بادرة جديدة بين أمريكا وإيران تكون أدواتها النخب الإسلامية المتعطشة للسلطة في كل بلد عربي..وإحباط كل سكان الشرق الأوسط بإدخالهم في حرب باردة جديدة ليس لها جدوى ..ولا تلبي مطالب شعوب المنطقة ..
    هناك فرق جذري بين التغير وبين إعادة التدوير وقد كان الأجدى تحرير كافة شعوب الشرق الأوسط من نير وأصر الايدولجيات العنصرية والتزمت المذهبي والجمود العقائدي ..ولاية الفقيه الإيرانية والصهيونية الإسرائيلية والإخوان المسلمين المصرية والسلفية والسعودية والبعثية السورية...وان الطريق إلى الدولة المدنية والديمقراطية الحقة لا يكون أبدا عبر هذه الايدولجيات المستنفذة التي تشكل حجر عثرة أمام طموحات الملايين..الحالمين بان يرو بلادهم عملاق اقتصادي والنظر ابعد من الشرق الأوسط إلى الهند وماليزيا والبرازيل وكوريا الجنوبية...
    الذي يريد نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط يجب عليه تعرية هذه الايدولجيات المرحلية وهدم الأساس الفكري لها وتحرير وعي الناس منها ليتجاوزوها بصناديق الاقتراع بدلا عن حالة الاستقطاب الحادة التي نعاني منها ألان..خاصة أن ولاية الفقيه تترنح في إيران وهي ليس منسجمة مع أصول الدين وعراها عبد الجبار المعتزلي منذ أمد بعيد ويستمر علماء من أبناء الشيعة المعاصرين في تجاوزها حتى الآن من أمثال أياد جمال الدين وعبد المجيد الخوئي وغيرهم كما هو الحال شعار- تطبيق الشريعة(الإسلام هو الحل) الذي يرفعه الإخوان المسلمين وألقى بظلاله الكثيفة في بلد المنشأ مصر، فقط لاحظوا نتائج الانتخابات البرلمانية وما فرزته من -أغلبية انتهازية- مع ملاحظة أن الانتخابات الراسية المصرية خلت من مرشح مسيحي وامرأة بل حتى النوبة المصريين المهمشين ظلوا خارج الخارطة السياسية المصرية هذا هو مشروع الإخوان المسلمين -النسخة المصرية- وقد تجازوه الواقع وعراه الكثير من المفكرين المصريين مثل فرج فودا والسودانيين مثل محمود محمد طه ويريدون أن يجعلوه بديل ديمقراطي للأنظمة الحاكمة المنتهية الصلاحية .. أما الصهيونية وأساطيرها المؤسسة فقد عراها روجيه غاردوي المفكر الإسلامي المعاصر المعروف..أما السلفية فهي حركة مجتمع أصلا ولا ضير منها إن ظلت حركة مجتمع ما عدا السلفية الجهادية المتأثرة بالإخوان المسلمين -نسخة حسن البنا-و العمل العنيف على التغيير من أعلى والأمر متروك لولي الأمر في السعودية لتطوير البلاد دستوريا وعبر خطوات مدروسة للوصول للديمقراطية والدولة المدنية الحقة القائمة على المواطنة......
    ختاماً لحل أزمة الديمقراطية والدولة المدنية كمعادل موضوعي لاستقرار المنطقة والسلم العالمي في الشرق الأوسط.. هو السعي على توفيرها كوعي وسلوك أولا ولن يتم ذلك إلا بتجاوز إعادة إنتاج هذه الايدولجيات جميعها ودعم المنابر الحرة و القوى الليبرالية الحرة وترسيخ القيم الليبرالية القائمة على إعلاء المواطنة والدستور المتضمن للإعلان العالمي لحقوق الإنسان..وسيظل العالم يترنح في طريقة للبحث عن العدالة السياسية-الديمقراطية - والعدالة الاجتماعية-الاشتراكية-..ما لم توجد نظرية جديدة تجمع بين هاتين القيمتين والمدينة الفاضلة نسخة القرن الحادي والعشرين (مكتبتي في الحوار المتمدن)


    لمن تخلي بضاعتك الجيدة ايها السوداني العجيب صاحب الدال الكبيرة وتاتينا من الخارج ومن مذابل العرب والعجم بكل ما غث ومدمر دون ووعي او ادراك
    اعرض بضاعتك الان للعالم وللربيع العربي المازوم الخالي من الدسم
    واتذكر انه من 1955 كان عندك مفكر خمس نجوم وفكر جبار
    لدولة مدنية فدرالية ديموقراطية واشتراكية كمان

    (عدل بواسطة adil amin on 04-15-2013, 12:06 PM)

                  

04-22-2013, 08:51 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)

    clip_image161.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

05-04-2013, 12:51 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)

    هل كان عبدالرحمن المهدي اقطاعي يا ناس الحزب الليبرالي؟
    وماذا عن ليبرالية الفكرة الجمهورية والحركة الشعبية؟؟
    جاوبو السؤال ده عشان نتجاوز الامر الفكري في السودان ونشوف الثقافي والسياسي المازوم في مصفوفة ابوريا(الفكر-الثقافة-السياسة )للسودان القديم كله من 1956 لحدي اليوم والابوريا هي النقائض المزيفة التي لا تتحرك الى الامام بل اعادة تدوير نفسها
                  

06-06-2013, 09:18 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)

    انظروا الان لاحفاد كوش الجمهوريين والتحليل العلمي المسؤل الممتد من 1948..
    لو كان في مشروع سوداني لدولة مدنية فدرالية ديموقراطية منذ الاستقلال المازوم 1956 لما انفصل الجنوب الان وتشظت دارفور لكنا مثل الهند اليوم قوة اقتصادية عظمى ذى الهند او البرازيل او كوريا الجنوبية...
    هذا المشروع كان موجود واخفاه التاريخ المزور الذى ارتكزت عليه اصنام المركز ودا وسواعا ويغوثا ويعوقا ونسرا(احزاب السودان القديم)
    كان مشروع الحزب الجمهوري ورجالاته الاستاذ محمود محمد طه وابراهيم بدري

    فلماذا يولول اضناب تلك الاحزاب من المنافقين في البورد الان على اللبن المسكوب
    وهم يختلفون اختلاف مقدار من المؤتمر الوطني
    ماضي مشين مجلل بالعار في حق انسان الهامش
    حاضر مضطرب ومخزي
    ومستقبل مجهول
    ....
    واثمن تماما انعدام المتحاورين والزوار للبوستات التي اكتبها وخاصة التاريخ يعيد نفسه نفس(( النفاق المجاملات السمجة)) ونفس الناس- حقي سميح وحق الناس ليه شتيح
    والتحدي قائم لاي ضنب ينتمي لاحزاب السودان القديم وعاجز عن الدفاع عن مخازيها ويمارس الاسقاط السياسي على البشير وحزب المؤتمرفقط
    انتم والمؤتمر الوطني= النخبة السودانية وادمان الفشل
    وشتان بين دموع الاسف التي يزرفها الوطنيين الشرفاء وبين دموع الندم التي يزرفها ارباب الفشل والاستبكار ودموع التماسيح التي يزرفها المنافقون من كل ملة..الذين لهم مصالح في السودان القديم
    وعلى الشعب البحث عن طريق ثالث مضيء يعيد الجنوب على المدي البعيد كما حدث لالمانيا
    والطريق الثالث تضيئه الفكرة الجمهورية ورايها الواضح والصائب فى امر الشريعة التي يزايد بها الفاشلين حتى الان..
                  

06-20-2013, 09:04 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ............هكذا تحدث الاستاذ..........الحلقة الاولى:دستور السودا (Re: adil amin)

    Quote: انظروا الان لاحفاد كوش الجمهوريين والتحليل العلمي المسؤل الممتد من 1948..
    لو كان في مشروع سوداني لدولة مدنية فدرالية ديموقراطية منذ الاستقلال المازوم 1956 لما انفصل الجنوب الان وتشظت دارفور لكنا مثل الهند اليوم قوة اقتصادية عظمى ذى الهند او البرازيل او كوريا الجنوبية...

    بعد ده كلو والبرنامج الجبار بتاع العبقري-الرجل الذى جاء من اقصى المدينة يسعى ده قاعد في السودان من 1955 ونحن في 2013
    والله لو كنت
    مؤتمر وطني
    او
    مؤتمر شعبي
    او
    حزب امة
    او
    شيوعي

    كنت خجلت من نفسي و مشيت قعدت في خلا ورفعت شعار السامري لا مساس...وافنيت باقي عمري في الاستغفار والتوبة عشان اعمل لي وش اقابل بيه رب العالمين
    مش اجي في البورد وانا املك باس وورد واعجز ما اكون عن الدفاع عن مخازي هؤلاء الشخصية والسياسية واتعلل بنجومية زائفة واملا البورد ورجغة ساكت ومناكفات شخصية واكاذيب عاهرة.....
    واضحي عالة على نفسي المشروخة ووصمة عار على السودان وشعب والسودان وحضارة السودان
    شكرا ل8000 زائر
    ونصيحتي الاخيرة قبل الارشفة
    اقروكتاب منصور خالد الاخير
    تناقض الاوتاد وتكاثر الزعازع قبل ان تخرج الشمس من مغربها...


    و

    (عدل بواسطة adil amin on 06-20-2013, 09:07 AM)
    (عدل بواسطة adil amin on 06-20-2013, 09:08 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de