لحظة من فضلك!

Quote: اولا .. كان هذا في زماننا ممنوعا تماما بأوامر لها قوة القانون فالنشر في القضايا الجنائية لا يتم الا بتصريح من مصدر مأذون وبالقدر الذي لا يمس بسمعة احد او يؤثر علي العدالة .. والتشهير بالناس ونشر الفضائح والاتهامات امر يرفضه المجتمع لأن سمعة الانسان اقيم من اي شيء في الحياة وان تلويثها بالحق او بالباطل لا يمكن ازالته بنفي او تكذيب او اعتذار او براءة .. وضرر ذلك اكبر من ضرر الجريمة نفسها .. وكنا اكثر تشددا في الجرائم الجنسية لان نشرها يضر بالضحية والمتهم .. وتعاقب الصحيفة التي تقوم بالنشر غير المأذون بالاغلاق حتي ولو كان الخبر صحيحا .. كذلك فان التحري فيها يتم بسرية بالغه ودون تعريض الضحية او المتهم لمعرفه الغير بما حدث .. فوجئت وانا داخل للمركز بامراة تبكي وتصرخ عند المدخل بان فلانا اغتصب ابنتها القاصر .. اسكتُّها وصحبتها الي مكتبي .. واستمعت اليها فروت لي ان جارهم مدير البنك المتزوج والاب لبنتين وولدين قد اغتصب ابنتها الطالبه بالسنة الرابعة المتوسطه .. الرجل سمعته كالذهب وله مكانة اجتماعية جليلة في المنطقة بل في المدينة كلها .. ولكن النفس البشرية امارة بالسوء الا ما رحم ربي .. اتصلت برئيسي الاعلي فطلب مني فتح البلاغ وترك اسم المتهم خاليا وان اسجل أنه بمعرفة الضابط والقاضي وان اذهب مباشرة بالبلاغ الي القاضي وافصح له عن اسم المتهم واستصدر منه مايلزم من اوامر وتوجيهات بشأن المتهم والضحية وأن اخذ علي الام تعهدا بعدم التحدث بالامر للجيران او غيرهم وأن اوضح لها ضرر ذلك علي ابتها واسرتها .. وافق القاضي علي الاحتفاظ باسم المتهم والضحية دون تسجيلهما بالبلاغ ودفتر البلاغات وان اعمل بسرية تامة في استكمال التحريات وان يتم ذلك ان امكن بعيدا عن قسم الشرطة وباللبس المدني والا يستغرق التحقيق اكثر من يومين وان اطلعه شخصيا علي سير الاجراءات والنتائج .. احضرت الضحية .. بصحبة امها .. بعد ان استاذنت من مدير مدرسة قريبة من القسم ان استخدم مكتبا فيها (كانت في الاجازه) .. فاخذت اليها الضحية والام وسائق سيارتي .. وعندما وصلنا المدرسة دخل معي السائق الي المكتب واغلق الباب واخبرني بان سمعة هذه البنت ( مش ولا بد ) وان بعض اهل الحلة قالوا انها بتركب مع الرجال ... طلبت منه الا يتحدث عن الموضوع لافي المركز ولا في الحله .. سألت البنت بحضور امها فقالت ان الرجل واقعها مواقعة كامله بغرفتها في المنزل وانه فض بكارتها .. وكيف دخل الي غرفتك .. لاادري ولكنني وجدته بجواري في السرير وقت صلاة الصبح وكان مازال يداعبني ويعبث بجسمي .. هل نزع عنك ملا بسك بالقوة .. لا .. كنت خايفه ان اقاومه او احدث حركة تشعر امي فيضربها او يقتلها فخلعت له لباسي .. ووضع يده علي فمي حتي اكمل مايريد .. هل استبرأت او غسلت مكان الفعل .. نعم وتبولت مرة او مرتين حتي احضرتموني ال هنا .. كيف عرفت امك .. هي شاهدته يخرج من البيت وسالتني فاعترفت لها واخبرتها بمن يكون .. هل لك علاقة سابقة به .. لا ولكنه في مرات يعطيني فلوس عندما يقابلني ..كيف فتح باب البيت وكيف عرف غرفتك .. لا ادري .. هل كنت تنتظرينه ؟ ردت عليّ الام بحده عمرها 16 سنه حتي لو متفقه معاهو برضو اغتصاب .. كلامها صح ..... ذهبت بها للطبيب وارسلت السائق بسيارتي الخاصه لاحضار المتهم من مكتبه بالبنك مباشرة الي المستشفي .. قال لي الطبيب الشرعي ان ازالة بكارة البنت قديمه وان بها اثار اتصال جنسي حديث .. وان الرجل واقع زوجته في الليلة السابقه وان العينات التي اخذت منه ومن البنت ستصبح دليلا ضده اذا تطابقت وستصبح قرينة لصالحه اذا اختلفت .. حبست الرجل بالمدرسه وذهبت مع الطبيب الشرعي الي مختبر وزارة الصحة حيث لم تكن للشرطه مختبرات جنائية .. وطلب منا الانتظار حتي اليوم التالي لمعرفة النتيجه .. انكر الرجل الاتهام واهتز اهتزازا شديدا .. وأقر بانه اعطي البنت خمسه جنيهات كمساعدة لانه يعرف انها تعيش مع امها في بؤس .. اخذت الرجل الي مكتبه ليحضر سيارته ويذهب الي منزله وطلبت منه الا يخرج حتي وقت العمل في اليوم التالي ووضعت حراسة من المباحتث عليه وعدت مع الطبيب الشرعي والقاضي للمختبر في اليوم التالي وتسلمنا التقرير وكانت النتيجة سلبية .. ذهبنا الي المدرسة وامر القاضي باطلاق سراح المتهم واحضار البنت وامها .. وبمواجهتها بالنتائج ودقة استجوابها اعترفت ان الرجل الذي واقعها قد التقطها من الطريق العام مرات عديده وانه لم يكن لديه مكان يذهبا اليه فاتفقت معه علي ان تترك له الباب مفتوحا ويدخل الي غرفتها وان يترك عربته بعيدا من المنزل .. فكان ياتيها عند الثالثة صباحا ويذهب قبل ان تستيقظ امها .. وكانت لا تعرف سوي اسمه الاول ونوع سيارته ...... قررنا ان نفتح بلاغا من جانب الشرطة ضد الام وابنتها للبلاغ الكاذب وتمت محاكمتهما سرا في نفس اليوم بالسجن للام وحفظ البنت بالاصلاحية .. واقنعنا الرجل بالا يفتح بلاغا ضدهما حتي لا يثير شكوكا غير مبرره حول نفسه .. في هذا الزمن الذي يلتقط فيه محرروا صفحات الجريمة بالصحف مثل هذه الاخبار من مداخل مراكز الشرطة ومحاكم الجنايات كانت هذه الواقعة ستنشر بالصفحة الاولي وبالبنط العريض الاحمر (مسئول في احد البنوك يغتصب طفله) تم تاتي التفاصيل ان س. س. مدير البنك الفلاني قد تسور منزل جارته واغتصب ابنتها فجر اليوم وقد تم فتح بلاغ ضده بقسم الشرطة الشمالي وتم القبض عليه تحت البلاغ رقم 9122 بتاريخ 10/3/2013 وقبل حلول الليل تكون زوجته قد اخذت الاطفال وذهبت الي بيت ابيها وطلبت الطلاق .. ويقوم امام الجامع بعد الصلاة بالدعاء عليه والدعوة الي فصله من العمل وطرده من الحلة والحكم باعدامه .. ويقوم رئيس الجمهورية بتخييره بين الاستقاله وستر البنت الطاهره بالزواج منها .... مثني وثلاث .. وتنشر ذات الصحيفة في اليوم التالي خبرا صغيرا في الصفحات الداخلية ان البلاغ كاذب والرجل برئ .. .. فلا يقرأه احد ... كم عدد المتضررين ؟ وماذا افاد المجتمع من النشر في هذه المرحله انا ضد النشر في مرحلة الاتهام جملة وتفصيلا .. واحيانا بعد الادانه وبدون تشهير باحد .. فالضرر في الحالين ابلغ وقد لا يفيد المجتمع او ينهي عن تكرار الجريمه الا في حالات قليلة يقدرها المصدر المأذون عمر علي حسن