فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 08:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-25-2013, 07:04 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    إبراهيم والدور الجديد
    الطيب مصطفى
    نشر بتاريخ الأحد, 21 نيسان/أبريل 2013

    09:36
    حسناً فعل الرئيس بإصداره عفواً كريماً عن ود إبراهيم وصحبِهِ الكرام وكم سعدتُ أنَّ الأخ الزبير أحمد الحسن الأمين العام للحركة الإسلاميَّة كان حاضراً في ذلك الفعل العظيم الذي كشف عن أحد الجوانب التي يمكن أن تنهض بها الحركة الإسلاميَّة لو أُعيدت إليها روحُها القديمة قبل أن تُحال إلى التقاعد من قِبل ابنها العاق المؤتمر الوطني.


    لقد نزل ذلك العفو برداً وسلاماً على الناس وكان وقعُه أكبر على الإسلاميين بمختلف مدارسهم الفكرية فقد أزال احتقاناً وتوتراً عظيماً كان يُهيمن على المشهد السياسي ومن شأن اتخاذ خطوات أخرى أن يُحدث تغييراً هائلاً في الأوضاع العسكريَّة والأمنيَّة في البلاد.
    لقد كتبنا كثيراً عن واقعنا الأمني المأزوم ونحن نرضخ لإملاءات الاتحاد الإفريقي ومجلس السلم والأمن الإفريقي وأهم من ذلك قطاع الشمال والجبهة الثورية الذين كثفوا من هجماتهم العسكريَّة في جنوب كردفان ودارفور وزادوا من قصفهم لكادوقلي وقلنا إنه لو كنا في عافية عسكريَّة استطعنا أن نفرض بها واقعاً جديداً على الأرض لكان الحال غير الحال ولما كنا في حاجة إلى التفاوض مع الرويبضة وغيره من العملاء.


    كنا قديماً قبل نيفاشا لا نُتيح للحركة الشعبيَّة وجيشها الشعبي أن تهدِّد مدن الجنوب الكبرى وكان المجاهدون وقتها يشكِّلون سنداً كبيراً للقوات المسلحة ولا تزال ذاكرة الشعب السوداني مترعة بتلك الملاحم البطوليَّة التي قلَّ نظيرُها في التاريخ مثل الميل (40) وسندرو وجبل الملح والتي سطَّر فيها المجاهدون نماذج فريدة نفاخر بها الدنيا ونباهي بها التاريخ في مختلف عصوره بل إن معركة تحرير هجليج التي لم يمضِ عليها أكثر من عام واحد تقف شاهداً على ما يمكن أن تفعله القوات المسلحة عندما تجد سنداً من المجاهدين من كتائب الدفاع الشعبي.
    قد أجد العذر للقوات المسلحة التي تزايدت مهامها بعد أن زادت رقعة المناطق التي امتدت إليها الحركات المتمرِّدة ولذلك كانت من قديم تعتمد بدرجات متفاوتة على الدعم الذي كان يوفره الدفاع الشعبي الذي توقف تماماً أو كاد لأسباب كثيرة لن أخوض فيها الآن.
    هنا تأتي مهمة ود إبراهيم وإخوانه فقد كان الرجل ممن شاركوا في تحرير هجليج وهو اليوم خارج المؤسسة العسكرية التي لطالما خدمها وجاهد من داخل عرينها وقاتل.
    ود إبراهيم وفتح الرحيم وبقية من صدر العفو الرئاسي بحقهم أخيرًا ليسوا مجرد عسكريين أو أفراد في القوات المسلحة إنما مجاهدون لهم حضور وتأثير بين مجاهدي الدفاع الشعبي ويكفي دليلاً على ذلك التفاعل الذي أبدته مجموعة السائحون مع قضيتهم والهرج والمرج والاستياء داخل الصف الإسلامي الذي صاحب اعتقالهم ومحاكمتهم.
    لقد أعمل الرئيس البشير قِيمة العفو تأسِّياً بقصَّة حاطب بن أبي بلتعة الذي ك


    ان قد ارتكب خطأ بل خطيئة كُبرى يمكن أن ترقى إلى درجة (الخيانة العظمى) بمعايير اليوم حيث تخابر مع العدو (قريش) ضد المسلمين وعفا عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وقال مقولته الخالدة (ما يدريك يا عمر لعلَّ الله اطَّلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم).. كان حاطب قد شارك في معركة بدر الكبرى وكان ذلك سبباً للتكفير عن خطيئته ثم شارك الرجل في جميع الغزوات بعد ذلك إلى أن توفي في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان وكان محل تكريم وتعظيم طوال مسيرته الظافرة بل إنه ابتُعث من قِبل الرسول الكريم إلى المقوقس عظيم مصر ولم يُمنع حاطب بعد فعلته تلك أو يُحرم أو يُعامل معاملة المنافقين الذين صدَّوا عن المشاركة في الجهاد مع المؤمنين.
    ذلك ما يدعوني إلى أن أطلب من الرئيس البشير أن يُكمل جميلَه ويُعيد ود إبراهيم وصحبَه الكرام إلى الخدمة في مقابل أن يعود الرجل إلى المسيرة الجهاديَّة ويقود كتائب المجاهدين لتحرير الأرض والذَّود عن العِرض.
    ظللتُ أنبِّه إلى أنَّ الجهاد اليوم لن يكون دفاعاً عن الإنقاذ أو المؤتمر الوطني فقد زهد الكثيرون فيهما بعد أن اهتزَّت الثقة في مشروعيتهما الإسلاميَّة أو الأخلاقيَّة بل إن كل وثائق الحركة الشعبيَّة والجبهة الثوريَّة السودانيَّة وميثاق الفجر الجديد لم تجعل إسقاط النظام هدفاً لها إنما جعلت من ذلك وسيلة لتحقيق الهدف المتمثل في إقامة مشروع السودان الجديد القاضي (بإنهاء النموذج العربي الإسلامي) حسب التعريف الدقيق لمعنى مشروع السودان الجديد الذي صرَّح به قرنق في خُطبه ومحاضراته ودستوره وأضاف إلى ذلك عبارة (إعادة هيكلة السودان من خلال الإحلال والإبدال بين النموذجين) ولذلك فإنَّ الجهاد سيكون دون الإسلام المستهدَف بمشروع السودان الجديد ودون أرض الإسلام.


    إذن فإن قطاع الشمال الذي يحتل أجزاء من جنوب كردفان والنيل الأزرق والذي تحالف مع الحركات الدارفوريَّة العلمانيَّة العنصريَّة والتي تحمل اسم (حركة تحرير السودان) المشابه لاسم الحركة الشعبية لتحرير السودان... أقول إذن فإن قطاع الشمال الذي كوَّن مع حركات دارفور الجبهة الثورية السودانية لإقامة مشروع السودان الجديد واتَّخذ النيل الأزرق وجنوب كردفان منصَّة انطلاق نحو بقيَّة أنحاء السودان لم يتخلَّ عن المشروع ولذلك فإن عرمان رئيس وفد التفاوض يُصِرُّ على أن يتجاوز التفاوض حول المنطقتين إلى السودان بكامله ليُقيم ويوقِّع نيفاشا أخرى تمهِّد لقيام مشروعه الإستراتيجي (السودان الجديد العلماني العنصري) ومن أجل ذلك يسعى لكسب مزيد من الأراضي ليفرض واقعاً جديداً على الأرض في المنطقتين وفي دارفور من خلال حلفائه مناوي وعبد الواحد وجبريل.
    الواقع على الأرض هو الذي سيحدِّد الخطوة التالية ومسار التفاوض الذي مُهِّد له بإزاحة الصقر كمال عبيد والإتيان ببعض الحمائم المهيضة الجناح ومن هنا يأتي دور ود إبراهيم الذي أرجو أن يتجاوز مراراته ويعلم أنه يقاتل دون الإسلام وليس دون الإنقاذ سواء أُعيد إلى الخدمة أم لم يُعد وهنا ستتجلَّى أصالة الرجال وتُمحَّص المعادن ونرى نموذجًا جديدًا لخالد بن الوليد المنتصر لله وليس لنفسه بنيَّة صادقة وعزم جديد أمَّا أن يقول ود إبراهيم إنه سيتحوَّل إلى العمل الدعوي فإنه يذكِّرني بفقه الفضيل بن عياض الذي اعتكف في المسجد الحرام بينما كانت خيول الصليبيين تدكُّ حصون الأقصى!!



    -----------------

    التفاوض مع قطاع الشمال لماذا؟!
    االصادق الرزيقى

    نشر بتاريخ الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2013 08:55
    (

    تعود حالة الالتباس في مواقف الحكومة من قطاع الشمال بالحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب، إلى غياب تعريف محدد لهذا الفصيل الذي يعد أكبر تكتل مسلح يستهدف البلاد وأمنها واستقرارها، فهو ليس فصيلاً مستقلاً وحركة سياسية وعسكرية وطنية المنشأ والتوجه والشعارات والاسم، تتبنى مشروعاً سياسياً يتعلق بالداخل السوداني وتختلف مع الحكومة حوله، ولا صلة له ولا ارتباطات بدولة أجنبية تجعل منه مجرد صدى لصوت أجنبي ومخلب قط يستخدم في إضعاف السودان واستنزافه.



    فقد تعاملت الحكومة مع الضغوط الخارجية والرأي الغالب لتيار داخلي مؤيد للحوار مع هذا القطاع دون أن تتريث قليلاً في إيجاد توصيفات وتعريفات للطرف الآخر في الحوار، هل هو طرف وطني أصيل له قضية معلومة ومعروفة ينبغي التوصل لحلول لها، أم هو نقل لجرثومة الحرب والتمرد مثل البعوض الذي يحمل داء الملاريا والذباب المحمل بجراثيم تسبب العلل والأمراض.
    وحتى لحظة موافقة الحكومة على الحوار مع قطاع الشمال بالحركة الشعبية، ليست هناك ملامح جاهزة لنوع وشكل الحوار والمتحاور معه الذي سبق أن اتخذت الحكومة وحزبها المؤتمر الوطني موقفاً شبه نهائي بعدم الحوار معه، وعملياً كان الحوار الذي بدأ وتم تشكيل وفد له برئاسة د. كمال عبيد ينحصر في مشكلة جنوب كردفان والنيل الأزرق، وليس قطاع الشمال.. لكن الحكومة التي وافقت على خريطة طريق مجلس السلم والأمن الإفريقي في العام الماضي وقبلت بقرار مجلس الأمن الدولي رقم «2046»، تبدو اليوم أكثر حماساً من أي وقت مضى للجلوس إلى طاولة التفاوض مع قطاع الشمال بالحركة الشعبية، وهي سكرى وثملة بما حققته من توقيع المصفوفات الأخيرة، وعاد وفدها منتشياً كأنه أُعطي الحكمة وفصل الخطاب.


    ومن الخطأ إعطاء ما يسمى «قطاع الشمال» دون أن نعرفه تعريفاً دقيقاً، اعترافاً مجانياً يجعله يأخذ مشروعية لا حد لها في التحرك السياسي في الفضاءات الدولية التي كان يدخلها من الأبواب الخلفية.. ولا يخفى على أحد أن موقف الحكومة السابق من قطاع الشمال وعدم الاعتراف به ورفض مفاوضته، نزع عنه أي غطاء يؤهله لتلقي معاملات وتعاملات مباشرة في كثير من دول العالم حتى الدول الغربية التي كانت تحاذر في استقبال قياداته بصورة رسمية وفي العلن، وقبل عام تقريباً لم تستقبل دولة أوربية كبيرة أحد قيادات هذا القطاع، ولم تسمح له بعقد لقاءات مع وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية، مما اضطر السفارة الأمريكية في تلك الدولة إلى مجاملته بعقد اجتماع له مع بعض الجهات غير الرسمية في مبنى السفارة مع ما سببه ذلك من حرج.
    وعلى الحكومة التفريق بين مساعي الحل لقضية جنوب كردفان والنيل الأزرق والبحث عن سبل لوقف الحرب في هاتين الولايتين، بعيداً من صنع وتضخيم عدو سياسي وعسكري لا يفيد التفاهم معه في شيء.


    وكنا نتوقع من الحكومة ووفدها العودة من أديس وفي أيديهم اتفاق كامل بفك الارتباط بين دولة الجنوب وقطاع الشمال بالحركة الشعبية، لكن للأسف جاء الوفد مذعناً للضغوط الخارجية ليعلن أن الحوار سيكون مع قطاع الشمال.. وبدلاً من إزهاق روح هذا القطاع والتضييق عليه وحصره وتحجيمه بفك الارتباط وحصاره ووقف الإمداد الذي يصله ووقف مساندة جوبا له، تنفض عنه الحكومة الغبار وتعيده لأرض الملعب من جديد ليكون لاعباً أساسياً في الساحة وربما بعد حين شريكاً في الحكم!!
    هذا التخبط الحكومي أمر محير للغاية ولا تفهم أسبابه، فهل هو تلاعب أم غفلة؟ ففي يونيو 2011م أبرم اتفاق مع قطاع الشمال، وقبل أن يجف المداد الذي وقعت به الحكومة ذلك الاتفاق يُلغى بقرار من المكتب القيادي للحزب ومن الرئيس شخصياً، فكيف تعود الحكومة لما هو أسوأ منه وتحت تهديد سيف القرارات الدولية المسلط على رقبتها، فقد أصبحنا لا نفهم ماذا تريد الحكومة وكيف تفكر وماذا تريد أن تفعل بكل هذه التنازلات؟!


    ------------------


    احتيالات الدكتور عبد الوهاب الأفندي لعلمنة الإسلام

    ..د. محمد وقيع الله

    نشر بتاريخ الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2013 08:40


    أعاد المتطرفون العلمانيون القائمون على ما يسمى «منبر الحرية» بالأردن نشر الترجمة العربية لكتاب الدكتور عبد الوهاب الأفندي الموسوم:
    Who Needs an Islamic State?
    وفي هذه الترجمة اتخذ الأفندي لكتابه عنوانًا مغايرًا حيث أصبح العنوان بالعربية «لمن تقوم الدولة الإسلامية؟»
    وواضح ما في الترجمة من تزييف وخلل.
    فعنوان الكتاب باللغة الإنجليزية يرسل معنى مختلفًا ويبث إيحاء مغايرًا.
    وكان من الأمانة والدقة أن تكون ترجمة العنوان إلى العربية «من يحتاج الدولة الإسلامية؟»
    وجلي أن هذا المعنى مختلف عن ترجمة التزوير والتغرير، التي صدر بها العنوان الجديد.
    فإيحاء العنوان القديم استنكاري، وليس استفهاميًا فقط. فهو يستنكر على من يطالبون بقيام دولة إسلامية طلبهم هذا.
    وأما العنوان المدلس الجديد فقد جاء إيحاؤه استفهاميًا خالصًا.
    وكأنه أراد أن يتخلص من موقفه الاستنكاري السابق. وهكذا يصنف الأفندي بضائعه المشبوهة، ويصطنع لها العناوين الملائمة، حسب أذواق المستهلكين.
    فما تقبله الجمهور الإنجليزي من عنوان وضعه على غلاف الكتاب.
    وما عافه الذوق العربي الإسلامي ومَجَّه، حذفه وجاء بعنوان بديل له على صفحة الغلاف.
    هذا بينما ظلت بضاعة الكتاب على حالها لم تتغير في شيء عرضي أو جوهري.
    أحباب الأفندي
    ولقد راقت لهذه الفئة العلمانية الشعوبية، التي تطلق على نفسها اسم «منبر الحرية» وهي جماعة مشتطة في حرب الإسلام والعروبة معًا، محتويات كتاب الأفندي، وما نضح به من فكر مناف للإسلام، ومجاف له، فسعت في ترويجه في إطار رسالتها لهدم الإسلام.
    وحتى لا نتهم برمي الكلام على عواهنه، يحسن أن نعرِّف القارئ بفكر هذه الفئة المارقة، من خلال مقتطفات من أفكارها، المنشورة على موقعها الإلكتروني.
    هللت هذه الفئة الضالة، لانفصال جنوب السودان، وزعمت أن الجنوبيين تحرروا بذلك من ربقة العروبة، وادعت أن العروبة تتماهى مع الاستبداد، وأنها تزيد من قمعها كلما طالبت الأقليات غير العربية بحقوقها.
    وما زالت هذه الفئة العلمانية المفسدة، تعيد تنشيط الحرب الاستشراقية القديمة، على اللغة العربية الشريفة، وتقاوم جهود التعريب التي تبذلها بعض الحكومات العربية، لنقل محتويات الكتب العلمية الحديثة إلى لغة الضاد.
    وقد زعمت هذه الفئة التغريبية في كتابات لها حملت عنوان «هل العربية لغة علم؟» أنها ليست كذلك، وإنما: «حملت اللغة العربية إبداع العرب الوحيد ألا وهو الشعر قبل الدعوة الإسلامية ومنحها القرآن التقديس فيما بعد لتكون لغة إعجازية مقدسة».
    ولم تتردد هذه الفئة المنحرفة في الزعم بأن الإسلام هو المشكلة لا الحل!

    وترددت هذه الشكوى كثيرًا في كتاباتهم، ومن ذلك هذا المثال عن مصر، حيث يقول أحد كتابهم: «المعضلة التي تشغل مصر ومعها العالم الخارجي هو الظاهرة الإسلامية، فقد عرفت مصر خلال الثلاثة عقود الماضية الظهور الكبير لجماعات سياسية تسعى بطريقة عنيفة أحيانًا لتطبيق الشريعة الإسلامية، وارتفع شأن الإسلام كإيديولوجية، وكقوة سياسية وكجزء من المجتمع المدني. ورغم ما يبدو من تماسك تلك الظاهرة، فإنها تحت الرداء الفضفاض لكلمة الإسلام أكثر تعقيدا وتعددية».
    ولم يكتف الكاتب بحرب الجماعات الإسلامية، وإنما هاجم الشعب المصري برمته، لأنه أصبح أكثر تدينًا: «أصبح المصريون يصلون ويصومون ويذهبون إلى الحج بأكثر مما كان الأمر في السابق، وأصبح الملبس الإسلامي للرجال والنساء أكثر شيوعًا، وحتى أجهزة الدولة والنقابات والأحزاب السياسية «بما فيها العلمانية» تحتفل بالمناسبات الدينية وتقوم بتجهيز رحلات حج مدعمة».
    وحرض هذا الكاتب الذي يتشبث بالمبادئ الديمقراطية النظام المصري، في عهده القديم، لئلا يسمح بقيام حزب إسلامي:« فهل يسمح النظام الديمقراطي بأن تستخدم آليات الديمقراطية وإجراءاتها لتقويض هذا النظام من أساسه، وهو ما حدث في جمهورية فيمار بألمانيا، عندما وصل الحزب الوطني الاشتراكي «النازي» إلى السلطة من خلال الآليات الديمقراطية، ثم قام بإلغائها بعد وصوله إلى مقاعد السلطة».
    كانت تلك نماذج يسيرة مما طفح به الموقع الإلكتروني لمجموعة «منبر الحرية» الناشطة في حرب الأديان على العموم، وحرب الإسلام على الخصوص.
    ومن أراد أن يراجع الموقع بنفسه فسيجد مئات الدراسات والمقالات الشبيهة بما أشرت إليه هنا على سبيل الاختصار.
    وبحسبنا أن ننهي هذه النماذج بمقتطف ينبئ عن ذعر هذه الجماعة، التي تستخدم الشابكة الدولية لنشر أفكارها، من هذه الأداة نفسها، لأنها ــ حسبما قالوا ــ أسهمت كثيرًا في الآونة الأخيرة في نشر الدين.
    ضد الأديان جميعًا
    ففي دراسة بعنوان «الدين الهوس المعولم» قال أحد كتاب هذه الطائفة المتطرفة: «إن الدين يزداد حضوره بقوة على شبكة الويب خاصة المدونات الدينية، التى تحول أصحابها إلى فاعلين دينيين ينافسون رجال الدين فى الديانات الكبرى، وسيكون صعبًا على هؤلاء أن يسترجعوا مكانتهم التقليدية!
    فحتى وقت كتابة المقال إذا دخلت جوجل وكتبت
    «Religious»
    سوف يظهر لك أكثر من 223 مليون صفحة ويب مرتبطة بالدين بشكل أو بأخر. فالدين أصبح هوسًا معولمًا».
    وبعد أن ناقش الكاتب الجانب السلبي، في موضوع نشر الدين عن طريق الشابكة الدولية، عاد فعزَّى نفسه، وخفَّف وقع الخطب على أتباع خطه الفكري العلماني، قائلاً: «لكن الجانب الآخر للإنترنت فتح الباب على مصراعيه للتعرف على الانتقادات والآراء المخالفة، ليغير كثير من المؤمنين والأتباع دياناتهم بسرعة بعد أن ظلوا سنين متمسكين بها، فمنهم من ارتدوا وكفروا».
    فهذه الطائفة الغالية التي تستبشر بارتداد الناس وكفرهم هي الطائفة التي احتفت بأفكار الدكتور الأفندي.
    وهي الطائفة التي تكرم عليها بأن منحها إذنًا لتقوم بإعادة طبع كتابه وتوزيعه.
    ولو لم يكن كتابه محققًا شيئًا من مآرب هذه الطائفة الخبيثة، وملبيًا بعضًا من مقاصدها المريبة، لما حفلت به وما اعتنت بترويجه في الخافقين.

    فاتني أن أذكر أن الدكتور عبدالوهاب الأفندي قام بتزوير فاضح آخر لعنوان كتابه في الطبعة الأولى لترجمته العربية. وهي الترجمة التي صدرت قبل سنوات، عن دار الحكمة، بلندن، وجاءت تحت عنوان «الإسلام والدولة الحديثة: نحو رؤية جديدة».
    وفي هذا العنوان المزيف خطأ آخر.
    لأن الرؤية التي قدمها للفكر السياسي الإسلامي ليست جديدة، وإنما هي رؤية الكتّاب الاعتذاريين القدامى، الذين لم يبصروا كمال مبادئ الإسلام، وتناهيها في الحسن. وأرادوا أن ينتحلوا أعذارًا عن قصور المبادئ الإسلامية في التجاوب مع العصر الحديث، والتساوق معه، قدموها إلى معاشر المفكرين والمثقفين الغربيين والمتغربين، اعتذروا بها عما لا يروق هؤلاء، ولا يعجبهم من دين الإسلام.
    وفي مقدمة الكتاب دفع الدكتور عبد الوهاب الأفندي بنفسه ناقدًا بصيرًا، قديرًا على تقويم الفكر السياسي الإسلامي، وتحويره ليلائم ظروف العصر الحديث.
    ولكنه لم يحرص على التحلي بقيم النزاهة الفكرية، والأمانة الأدبية، التي يقتضي منهج البحث العلمي أن يتحلى بها كل باحث علمي رصين.
    وحتى يبرر تنازله عن ثوابت الدين الإسلامي، كان لابد أن يُبديَ - كعادته - تشاؤمه المطلق من كل حال، فقال« يواجه العالم الإسلامي في هذه المرحلة واحدة من تلك الحقب التاريخية التي تحدد مصير الأمم، فإما أن تتوجه إلى آفاق مستقبل عظيم، وإما أن تهوي إلى درك سحيق في اتنظار لحظة مماثلة قد تأتي وقد لا تأتي. وكل الشواهد تشير إلى أن الطريق الذي تتجه نحوه الأمة هو طريق الهاوية». فقد شان التشاؤم المطلق رؤية هذا الكاتب، ووصم التعميم الذميم منطقه، وإلا فانظر إلى «كل» هذه التي يزعم بها أن الشواهد تشير إلى أن الأمة الإسلامية تنحدر إلى الهاوية!
    وقد جاء في الحديث الشريف: «إذا قال الرجل: هلك الناس فهو أهلكُهم». أي أشدهم هلاكًا!
    روى الحديث الإمام مسلم، وقال الإمام ابن عبد البر في شرحه: «هذا معناه عند أهل العلم أن يقولها الرجل احتقارًا للناس، وإزراء عليهم، وإعجابًا بنفسه».
    وزعم هذا المعجب بنفسه أن: «المخرج من هذه الأزمة ــ الكارثة لا بد أن يبدأ من إعادة صياغة كاملة للفكر الإسلامي المتعلق بالدولة وشؤونها».
    وما عَتَّم أن نصب نفسه لأداء هذه المهمة الضخمة، بعد أن انتقد حذر المفكرين الإسلاميين المحافظين، وتجنبهم لأداء مطالبها. وذكر أن التناول الجاد لهذه المهمة الضخمة، التي تتعلق بنقد الفكر الإسلامي، وتجديده، وإعادة صياغته، قد اقتصر على كُتَّاب الإسلاميات، من المستشرقين والأكاديميين الغربيين، ومعهم: «العناصر المعادية للإسلام التي تسعى للنيل من هذا التراث والتركيز على نقائصه». وربما حاول بإشارته الأخيرة، إلى ممارسات أعداء الإسلام، المفترين، أن يوحي إلى القارئ أنه يبرأ من ارتكاب هذه الممارسات، التي أخذها عليهم. ولكن دعونا ننظر إن كان قد برئ حقًا، أم انخرط فعلاً، في ارتكاب الممارسات عينها، واجتراح السيئات ذاتها، وإتيان ما هو شر منها.
    وهذا مثال من الأمثلة. يعرف دارسو الفكر االسياسي الإسلامي أن الإمام أبا الأعلى المودودي هو أحد رواده المجددين الكبار. ولذلك وجه إليه سهام النقد الحاد المستشرقون الحاقدون. رَادَهم في ذلك كاهن الاستشراق الكبير، وأستاذ جامعة ماكغيل، التي تعد أحد أخطر الأوكار الفكرية المعادية للإسلام، البروفسور وليم كانتْ وِلْ سميث، الذي تخصص في نقد فكر الإمام المودودي، ومثلت كتاباته المعادية الكِنانةَ التي احتقبها كل أفاك أثيم، ناش الإمام الهمام بالسهام.
    ثم جاء يسدر على الخط نفسه الدكتور الأفندي، ليفتري على الأستاذ الإمام المودودي الكثير مما نعرض لبعضه في هذا البيان.
    ولننظر إلى المثال الأول من أمثلة خيانات الدكتور الأفندي لقيم العلم الشريف.
    فقد شاء أن يشوه فكر الإمام المودودي على نحو عن طريق «الدمغ» الإعلامي، فدمغه بتهمة الفاشية، التي هي أشنع تهمة يوصم بها إنسان في الغرب.
    وقد جاء الأفندي بنص مقتطع من أحد كتابات المودودي ليؤيد به هذا الزعم المنكر.
    جاء في كتاب المودودي المنشور بالعربية بعنوان «نظرية الإسلام وهديه في السياسة والقانون والدستور»، والذي نستند هنا إلى ترجمته إلى اللغة الإنجليزية، بقلم تلميذه البروفسور خورشيد أحمد، أن الدولة الإسلامية تتعامل مع شتى نواحي الحياة، التي يقدم الإسلام معالجاته لها في القرآن، والحديث، ومصادر التشريع الأخرى. وأن الدولة الإسلامية تعتبر شمولية بهذا المعنى، أي بمعنى شمول تناولها ومعالجاتها لشتى نواحي الحياة.
    ورغم وضوح المعنى الذي أراده الإمام، إلا أن الدكتور الأفندي شاء أن يلبسه معنى آخر، هذا المعنى يرتبط بصفة الدولة الدكتاتورية، القابضة على جوانب السلطة جميعًا بالقهر، والتي تستأصل أعداءها أجمعين.
    وهو المعنى المنبثق من كلمة
    «Totalitarianism» في اللغة الإنجليزية.
    وابتهج الأفندي لدى عثوره على كلمة للإمام المودودي، ذكرها عرضًا، وهو يوضح مقصده عندما شرح معنى الشمولية، قائلاً: «إن الدولة الإسلامية تشبه في شمولها هذا الدول الفاشية والشيوعية».
    واستنبط الأفندي من هذه العبارة العارضة، أن فكر الإمام المودودي فكر فاشي، قائلاً: «وقد استنتج المودودي من هذا أن الدولة الإسلامية لا بد أن تكون شمولية، أقرب نموذج لها في عصرنا هو الدول الشيوعية والفاشية».
    ولأننا متعودون على فكر الإمام المودودي، الذي قرأنا جل ما ترجم منه إلى العربية في عهد الشباب، ولأننا قرأنا له كتاباته الكثيرة، التي شجب بها الأفكار القومية والعنصرية، ومنها الأفكار النازية والفاشية، فقد هالنا أن ينسبه هذا المفتري، المتجرئ، المسمى الأفندي، إلى شيء من ذلك. ورحنا نراجع بعض كتابات المودودي بدءاً بهذا المقتطف الذي جاء به هذا المفتري.
    فماذا وجدنا؟!
    وجدنا الإمام المودودي يستدرك، ويقول مباشرة، وبلا فاصل، بعد عبارته التي جاء بها في تشبيه شمولية الدولة الإسلامية بمبدأ الشمولية الفاشية والشيوعية:» ولكنك ستكتشف لاحقًا أن الدولة الإسلامية، رغم اتساع نطاق وظائفها، لتشمل نواحي الحياة جميعًا، إلا أنها تختلف اختلافًا جذريًا، مع الدول الشمولية والدكتاتورية. لأن الدولة الإسلامية لا تقمع الحريات الفردية لمواطنيها، ولا يسمح قانونها لها بأن تمارس، أدنى سلطة دكتاتورية على مواطنيها. إنها دولة تمثل التيار الأوسط، بين التيارات السياسية، وتحتوي على أرقى ما يمكن أن يرقى إليه مجتمع إنساني».
    ثم قال المودودي، في مقطع آخر، ميز فيه شمول التعاليم التي تقوم على تنفيذها الدولة الإسلامية، عن طابع الشمولية، التي توصف به الدول الشيوعية: «إن الدولة الإسلامية تقوم على إيديولوجية معينة، ويؤمن مجتمع تلك الدولة بالإيديولوجية نفسها. وهنا نلمس مرة ثانية بعض أوجه الشبه، بين طبيعة الدولة الإسلامية، وطبيعة الدولة الشيوعية. ولكن ينفي هذا الشبه، طريقة تعامل الدول مع المواطنين، الذين لا يحملون إيديولوجيتها. والإسلام، على عكس الشيوعية، لا يفرض مبادئه الاجتماعية بالقوة، على الآخرين. ولا يقوم بمصادرة ممتلكاتهم، أو ينشر حالة من الرعب، بممارسة القتل الجماعي، أو تحويل الناس إلى عمال مسخرين، مسترقين للدولة، كما كان حال المنفيين الروس إلى مجاهل سيبيريا».
    فلماذا حذف الأفندي هذا المقطع الطويل، الذي استدرك فيه المودودي على نفسه، ونبَّه سامعه به، وحذره من أن يكون سطحيًا، شكليًا، متسرعًا، يأخذ التشبيه على علاته، ويبلغ به أقصى المدى؟!
    يصعب علينا أن ننسب الأفندي إلى حسن الظن، وأن ندعي أنه لم يطلع على هذا الاستدراك، وذلك للآتي:
    1- أن الاستدراك ملتحق بالعبارة التي قطفها الأفندي سابقًا، وملتصق بها أشد الالتصاق. فلا يمكن أن تكون عينا الأفندي قد أبصرتا القسم الأول من العبارة الطويلة وعَشَتْ عن باقيها!
    2- إن المفكر الجاد الذي ينصب نفسه لمهام النقد الفكري، لابد أن يكون قد استفرغ الوسع في الاطلاع، على ما زعم أنه اطلع عليه ونَخلَه جيدًا، قبل أن يتصدى لنقده وتقويمه. 3- أن للإمام المودودي نصوصًا أخرى قاطعة، في نقد الدعوة الفاشية، وردت في العديد من كتبه منها كتابه «معضلات الاقتصاد وحلها في الإسلام» وكتابه «أسس الاقتصاد بين الإسلام والنظم المعاصرة» وكتابه «بين الدعوة الإسلامية والرابطة القومية» وغيرها من الكتب النيرة. 4- أن أي ملم بتيارات الفكر الإسلامي الحديث، يعلم أن العلامة الدكتور محمد إقبال، وتلميذه العلامة الإمام المودودي، كانا أشد أعداء الفكرة القومية بين المفكرين الإسلاميين. وأنهما ربما وصلا إلى حدود التطرف في موقفهما هذا، الذي نقله عنهما سيد قطب إلى العالم العربي، وأنشأ من وحيه فصلاً غير موفق في كتابه الخطير «معالم في الطريق».


    تحدثنا عن اختلال المنهج الذي استخدمه الدكتور عبد الوهاب الأفندي، في تحليل فرضات بحثه، عن إشكاليات الدولة الإسلامية، التي لا يحتاج إليها أحد كما زعم.
    وهي النتيجة التي أراد أن يصل إليها من وراء إصداره لكتابه المريب، المغرض، ذي العناوين المتباينة.
    وقد تبدى جلياً تقصير الدكتور الأفندي في البحث، وقلة أمانته في تناول الأدبيات، التي عرض بالتحليل، والنقد، والتشويه، والتسخيف.
    وهي أدبيات المفكرين الإسلاميين، الذين دعوا إلى قيام الدولة الإسلامية، وقدموا بعض الأدبيات التنظيرية الريادية في شأنها.
    وقدمنا مثالاً لممارسات الدكتور الأفندي غير المستقيمة، من الطريقة التي اقتطف بها نصاً من كتاب الإمام المودودي «نظرية الإسلام وهديه في السياسة والقانون والدستور» من خارج سياقه العام الذي ورد فيه.
    وإدراجه في سياق آخر مخالف، وبالطريقة التي حلا له أن يتخذها، وذلك حتى يستخرج منه مضموناً مغايراً تماماً لمراد الأستاذ الإمام!
    وقد حان الأوان لكي نقدم للقارئ مثالاً آخر، يكشف عن تقصير الدكتور الأفندي، في الإحاطة بمادة بحثه، الذي فرغ نفسه له، وقال مفتخراً إنه نال رضا الكثيرين في الشرق والغرب.
    لقد أورد الدكتور الأفندي في كتابه هذا الذميم، نصاً آخر من كتابات الأستاذ الإمام المودودي القديمة، واستنتج منه أن الأستاذ الإمام ما كان يؤمن بمبدأ الشورى، أو بالأحرى ما كان يؤمن بقيمته الإلزامية للحكام.
    وقال الأفندي في نقله لكلام الإمام المودودي، من غير أن يوثقه التوثيق العلمي الأكاديمي اللازم: «وقد زاد المودودي فأعاد تأكيد متطلبات النظرية الإسلامية التقليدية، كأساس للدولة الجديدة، فالحاكم في هذه الدولة لا بد أن يكون شخصاً فرداً، هو أعدل المسلمين وأتقاهم، ويتولى منصب الخلافة. ويعاون الخليفة في أداء مهمته مجلس استشاري، ولكن للخليفة حق رفض مشورة المجلس، حتى وإن كان ذلك رأي أغلبية الأعضاء. وليس للمجلس ولا للأمة بكاملها أن تعارض أي قرار يتخذه الخليفة، ولكن للأمة أن تخلع الخليفة إذا فقد ثقتها».
    «ورد هذا النص في كتاب الدكتور الأفندي، عندما صدر بعنوان: الإسلام والدولة الحديثة، عن دار الحكمة، بلندن، د.ت. ص 98 - 99».
    «ثم صدر في كتابه نفسه عندما صدر بعنوان: لمن تقوم الدولة الإسلامية، عن منبر الحرية، بعمان، الأردن، عام2011م، ص 134».
    وقد كان لنا شأن مع نص المودودي هذا، الذي ورد في كتابه عن «نظام الحياة في الإسلام»، من ترجمة الأستاذ محمد عاصم الحداد، رحمه الله، وفيه قال المودودي:« بل يجوز لرئيس الدولـة في تلك الحال أن يستأثر بحق الرفض والرد، ويرفض آراء سـائر أعضاء مجلس الشـورى في أمر يرى فيه أن الحق على خلاف ما يرون».
    «أبو الأعلى المودودي، نظام الحياة في الإسلام، ترجمة محمد عاصم الحداد، دار الفكر، دمشق،1377هـ، ص 36».
    لقد اطلعنا على هذا النص قديماً، ثم والينا البحث في تراث شيخ الإسلام الإمام المودودي، لنرى إن كان قد احتفظ بهذا الرأي إلى يومه الأخير، أم نبذه ونأى عنه في وقت لاحق.
    وقد وجدناه انقلب، في وقت الأخير، على قناعته القديمة، وتخلى عنها تمام التخلي، وقال: إن الحاكم يجب عليه: «التسليم بما يجمع عليه أهل الشورى أو أكثريتهم. أما أن يستمع ولي الأمر إلى آراء أهل الشورى ثم يختار ما يراه هو نفسه بحرية تامة، فإن الشورى في هذه الحالة تفقد معناها وقيمتها. فالله لم يقل: تؤخذ آراؤهم ومشورتهم في أمورهم، وإنما قال: وأمرهم شورى بينهم، يعني أن تسير أمورهم بتشاور فيما بينهم، وتطبيق هذا القـول الإلهي لا يتم بأخذ الرأي فقط وإنما من الضروري لتنفيذه وتطبيقه أن تجري الأمـور وفق ما يتقرر، بالإجمـاع أو بالأكثرية... فالإسـلام مع حتمية تشاور قادة الدولة وحكامها مع المسلمين والنـزول على رضاهم ورأيهم وإمضاء نظام الحكم بالشورى».
    «أبو الأعلى المودودي، الحكومة الإسلامية، المختار الإسلامي، القاهرة، 1980م، ص 205».
    وهذه هي حقيقة أمر المودودي كما كشفها الرصد المنهجي القاصد لكتاباته الفكرية المختلفة.
    وبعد ذلك نسأل، ولنا الحق، كل الحق، أن نسأل:
    هل يجوز، يا ترى، لباحث في مجال الفلسفة السياسية، أو في مجال النظرية السياسية الإسلامية، وهل يليق به أن يرتكب مثل هذه المخالفة الواضحة لمبادئ البحث العلمي التي تلزمه أن يطلع على مادة بحثه، اطلاعاً شاملاً قبل أن يشرع في تحليلها والاستنتاج منها، دعك من أن يتجرأ على نقدها وتسخيفها كما فعل؟ّ!
    وقد رأينا من رصدنا لآراء المفكر الكبير، أبي الأعلى المودودي، أنه قد تراجع عن رأيه القديم، الذي عضد فيه مبدأ إعلامية الشورى، وآب إلى رأي، نقيض لرأيه القديم، أكد فيه تأكيداً واضحاً، لا يحتمل اللبس، على مبدأ إلزامية الشورى، ودعم رأيه الموضوعي الجديد، بحجج قوية، لا تتزلزل.
    رأينا ذلك، ولكن الأفندي لم يره ولم يُحط به خُبراً!
    نقول هذا إذا أحسنا به الظن بالطبع.
    أما إن أسأنا الظن فإنا قائلون بأنه قد قام بإخفاء نص المودودي الجديد عمداً عن قارئه.
    وذلك حتى يضلله ويسوقه إلى رأيه المسبق، الذي أصدره على الإمام المودودي ممثلاً للمفكرين الإسلاميين، الداعين إلى قيام الدولة الإسلامية، بدعوى أنه مفكر يدعو إلى الفاشية ويروج المبادئ الدكتاتورية.
    ومع تكاثف إغراء شديد يدعونا بل يكاد يسوقنا سوقاً إلى إساءة الظن بدوافع الدكتور الأفندي ومراميه، إلا أننا فضلنا أن نحسن به الظن. فاكتفينا بنسبته إلى التقصير عن الإلمام بمادة بحثه، الذي فرغ له وتفاخر بإنجازه إياه.
    مع أنه عجز عن تقصي مادته بالحد الأدنى الذي تفرضه مناهج البحث العلمي ومبادئه.

    يشذُّ من يؤبه به من علماء السياسة، عن اتفاقهم الاجماعي، على أن السياسة هي امتلاك القوة، والتمكن من تصريف المصالح العامة التصريف الأمثل.
    وهو الأمر الذي لا يتم إلا باستخدام ذلك الضرب من القوة العظيمة، الذي تحتكر الدول امتلاكه، وتسخره لتحقيق الوظائف المنوط بها تحقيقها.
    ولكن عالم السياسة، الدكتور عبد الوهاب الأفندي، يخالف هذا الإجماع، ويريد أن يجرد الدولة الإسلامية وحدها من هذه الميزة التي تتمتع بها دول الدنيا قاطبة.
    فالدولة الإسلامية عنده مجرد تجمع طوعي، ليست له سلطة إلزامية قهرية على أتباعه.
    وقد اختار لتعزير هذا الزعم الفاسد، حجة انتقائية، اقتطعها من حديث غزوة تبوك، الذي تحدث عن منع بعض المتخلفين منها: «من المشاركة في أي غزوة أو عمل عسكري آخر. هذه العقوبات وغيرها اعتمدت أساساً على الوازع الأخلاقي، وكانت معنوية صرفة، مما يميزها عن كل الوسائل التقليدية، التي تستخدمها الدولة لفرض سلطتها، والتي تعتمد على الحوافز والعقوبات المادية».
    وقد اجتزأ هذا الجانب العقابي، الذي تعرض له المتخلفون الثلاثة عن الغزوة «كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومُرارة بن الربيع» رضي الله تعالى عنهم، وغفل عن جوانب العقاب الصارم الذي لحق بهم.
    حيث قررت الدولة الإسلامية أن يقاطعهم عموم مواطنيها، مما عنى ضمنياً أنهم تعرضوا لمقاطعة اقتصادية كاملة.
    ثم مُنعت أزواجهم من الاقتراب من فُرُشِهم، ومازالت سلاسل الحصار تضيق عليهم، حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، كما عبر القرآن الكريم.
    فهل كان ذلك مجرد عتاب معنوي طفيف لطيف، كما أراد الأفندي أن يوحي للناس؟!
    أم أن الدولة الإسلامية مارست حينها قوتها بأشد وأشمل مما تمارسه أي دولة أخرى على مواطنيها؟!
    ولسوء حظ الدكتور فإن المثال الذي جاء به، يحمل دلالة مغايرة للمعنى الذي استشهد به من أجله، بل إنه يدل على معنى نقيض!
    وقد أغضى الدكتور عن أمثلة أخرى، كثيرة لا تحصى، متناثرة في تاريخ السيرة النبوية، كلها يدل على غير ما أراد أن يصل إليه!
    كما أغضى عن حقيقة شرعية، لا مراء فيها، تدل على أن مهمة الدولة الإسلامية الكبرى، هي أن تحرس الدين وتسوس الدنيا به.
    وهذا هو في الحقيقة التعريف الأمثل للدولة الإسلامية، عند فقهاء السياسة الشرعية المعتبرين، ولكنه تعريف لا يعترف به الدكتور، كما لا يعترف به أشباهه، من شيعة الكتاب اليساريين الإسلاميين المحدثين!
    وهنا تغافل الدكتور أيضًا عن أن من بين مهام الدولة الإسلامية الأولى، أن تطبق الشرائع الإلهية بمعناها الواسع.
    وأن تطبق الحدود الشرعية، بمعناها المخصوص، فتوقع العقاب المادي الصارم على من جاوزها.
    ويدخل في ذلك ألوان من العقاب البدني، الذي نص عليه القرآن الحكيم، وجاءت بتفاصيله السنة النبوية الصحيحة.
    لقد تغافل الدكتور عن كل هذا، ليتيسر له تمرير زعمه القائل بأن الدولة الإسلامية غير مخولة باستخدام القوة، وأنها رابطة طوعية عاطفية معنوية ليس غير.
    ولهذا السبب ربما توجه لكي يخطئ، ثم يدين سيدنا أبا بكر الصديق، رضي الله تعالى عنه، لأنه تشدد ضد من منعوا دفع الزكاة للدولة الإسلامية، ظانًا أن الدولة الإسلامية لم يكن لها الحق في استخدام القوة ضد المرتدين المحاربين الجناة.
    وقد جاء هذا في لغة مغالطة متأرجحة حاول فيها الدكتور أن ينسب سيدنا الصديق، رضي الله تعالى عنه، إلى صفة اللين، التي قال إنه عاد وانصرف عنها، من غير وجه حق، إلى استخدام العنف.
    فقال: «إن تقييد استخدام العنف كأداة في السياسة يعد السمة المميزة لنموذج الخلافة الأصيل كما ظهر في عهد الصديق ... وعمر بن الخطاب ... لأن هنالك مفارقة في هذا الأمر، لأن تأسيس الخلافة، وبرغم كونه مثالاً نادرًا، وربما كان فريدًا للدولة الأخلاقية، لم يكن خلوًا من العنف فهذا النموذج ظهر للوجود في الواقع بعد سلسلة من الحروب الشرسة والتي عرفت بحروب الردة فأبو بكر، الذي نودي به الخليفة الأول للنبي، اتخذ موقفًا متشددًا ضد القبائل التي رفضت الاعتراف بسلطته وشن حربًا ضروسًا ضد المتمردين إلى أن هزمهم».
    فبهذا النص أراد الأفندي أن يخطئ سيدنا الصديق، رضي الله تعالى عنه، الذي أنقذ الدولة الإسلامية بحزمه، وعزمه، وتوكله على ربه عز وجل، وحماها من أن تجتاحها جيوش المرتدين، التي كانت تسندها جيوش الفرس المتربصة من وراء الحدود.
    فالدولة الإسلامية، بالمفهوم الأفندي الرخو، لا يحق لها استخدام القوة، حتى ولو تعرضت إلى غزو خارجي!
    هذا ولم يكن منطق الأفندي، وهو يتطوح في نقد الخلفاء الراشدين، على وفاق واتساق.
    وإذا أرت مثالاً لتأرجحه وتخبطه، وصدوره عن شهوة شيعية عارمة توجهه إلى نقد الخلفاء الراشدين، فانظر إلى هذا المثال، الذي أورده في السياق نفسه، حيث لوى عنان القول، وقام بتثريب الخليفة الراشد عثمان بن عفان، رضي الله تعالى عنه، ووصفه بالتنطع، قائلاً إنه لم يستخدم القوة حتى في حراسة نفسه: «لكن هذا المبدأ السلمي تم استخدامه بتنطع عندما واجه الخليفة عثمان ... تحديًا مباشرًا لسلطته من قبل المتمردين المسلحين، لكنه رفض كل العروض من مناصريه لحمايته بعد أن احتل المتمردون المدينة وحاصروا بيت الخليفة العجوز». وهكذا لم ينج الخليفة الراشد الأول، رضي الله تعالى عنه، من لوم الأفندي وتثريبه لاستخدامه ما دعاه بالعنف!
    وكذلك لم ينج الخليفة الراشد الثالث، رضي الله تعالى عنه، من لوم الأفندي وتثريبه لتخليه عن استخدام العنف!
    وهذا القول الأخير إنما يدل على أن قراءة الدكتور لوقائع تلك الفترة من التاريخ الإسلامي قاصرة.
    لأن سيدنا عثمان، رضي الله تعالى عنه، عمل بمقتضى وصية ونبوءة أفضى إليه بسرها، حبيبه وصهره الرسول الأعظم، صلى الله عليه وسلم، فامتنع عن حماية نفسه من المهاجمين.
    ولم يكن الدكتور مهذبًا حينما وصف سيدنا ذا النورين، رضي الله تعالى عنه بالتنطع.
    ولم يلتزم بأدب العقاد العظيم، الذي سرق الأفندي منه هذه الملاحظة، وهي التي أوردها صاحب «العبقريات»، رحمه الله، في مستهل كتابه «ذو النورين عثمان»، وفيها لم يوجه نقدًا ولا لومًا من أي نوع إلى سيدنا عثمان، رضي الله تعالى عنه.
    وإنما استثمر عبقري الفكر ملاحظته السديدة لصالح مقارنته وموازنته بين سيدينا الجليلين، عثمان، ومعاوية، عليها الرضوان، فذكر أن إحاطة سيدنا معاوية، رضي الله تعالى عنه، لنفسه بالحرس والجيش هي التي مكَّنته من تحقيق استقرار الحكم.
    وليس أعجب من تمادي الأفندي في نقد الخلفاء الراشدين، وزرايته بوجه خاص بسيدنا عثمان، عليه الرضوان، إلا أن انقلابه من ذلك إلى الإشادة بمن قتلوه قائلاً: «لكن التمرد نشأ كذلك على خلفية أزمة أكبر، وهي أزمة الشرعية، التي يتفق الكثيرون على أنها نشأت بسبب خروج عثمان بشكل ملحوظ عن نموذج الخلافة الأصلي كما بناه الشيخان أبا بكر «كذا في الأصل!» وعمر. وقد وضع المتمردون مطالب محددة تتعلق بالعودة إلى السياسات السابقة التي ضمنت معاملة عادلة ومتساوية للجميع».
    فهو يرى أن الذي انحرف عن النهج الصحيح كان سيدنا عثمان، عليه الرضوان، أما قتلته المجرمون فكانوا، في اعتقاد الأفندي، دعاة للشرعية ومناضلين في سبيل العدالة والمساواة!
    وبهذا النص، ونصوص أخرى في كتابه، يؤمِّن الأفندي على مزاعم هؤلاء القتلة المجرمين الأوباش، الذين قدموا إلى المدينة المنورة من أقصى الأمصار، قبل أن تستقر في قلوبهم حقائق الإيمان.
    وقبل أن ينطبعوا بالتربية الإسلامية الصحيحة، التي تلقاها الصحابة الذين عاشوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    وتجرأوا من ثم على ارتكاب الجرم الأشنع، بقتل الخليفة المسلم المسالم غير المقاوم، الذي كان حينها مكبًا على مصحفه يرتل كلام الله تعالى
                  

العنوان الكاتب Date
فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-20-12, 11:33 AM
  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-20-12, 11:37 AM
    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-20-12, 11:41 AM
      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-20-12, 11:46 AM
        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 Deng07-20-12, 05:31 PM
          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-20-12, 09:16 PM
            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-20-12, 11:17 PM
              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-21-12, 10:44 AM
                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-22-12, 06:16 AM
                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-25-12, 06:38 AM
                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-25-12, 05:53 PM
                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-26-12, 10:16 AM
                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-26-12, 05:16 PM
                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-26-12, 05:42 PM
                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-28-12, 03:10 PM
                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-29-12, 09:47 AM
                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-29-12, 05:44 PM
                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-29-12, 05:44 PM
                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-31-12, 08:31 AM
                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-02-12, 10:30 AM
                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-03-12, 10:23 PM
                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-05-12, 10:54 AM
                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-06-12, 05:31 PM
                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-07-12, 07:25 AM
                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-08-12, 07:13 AM
                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-08-12, 05:34 PM
                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-08-12, 10:21 PM
                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-09-12, 09:16 AM
                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-09-12, 05:50 PM
                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-09-12, 05:55 PM
                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-13-12, 05:21 PM
                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-13-12, 06:52 PM
                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-13-12, 06:52 PM
                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-15-12, 07:16 AM
                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-15-12, 06:40 PM
                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-15-12, 10:33 PM
                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-16-12, 05:27 PM
                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-16-12, 10:03 PM
                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-16-12, 11:05 PM
                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-17-12, 07:59 PM
                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-17-12, 09:33 PM
                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-22-12, 04:44 PM
                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-23-12, 11:08 AM
                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-26-12, 06:53 AM
                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-26-12, 07:04 AM
                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-27-12, 04:57 AM
                                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-30-12, 05:26 AM
                                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-02-12, 08:41 AM
                                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-03-12, 10:18 AM
                                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-05-12, 05:48 AM
                                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-06-12, 08:54 AM
                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-09-12, 04:56 AM
                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-09-12, 06:27 AM
                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-09-12, 06:44 AM
                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-09-12, 10:12 AM
                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-10-12, 06:57 AM
                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-11-12, 05:16 AM
                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-12-12, 11:23 AM
                                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-16-12, 06:32 AM
                                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-16-12, 10:28 AM
                                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-17-12, 05:06 AM
                                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-18-12, 06:31 AM
                                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-23-12, 08:05 AM
                                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-24-12, 05:59 AM
                                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-25-12, 10:20 AM
                                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-27-12, 05:29 AM
                                                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-27-12, 10:28 AM
                                                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-01-12, 05:51 AM
                                                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-01-12, 09:35 AM
                                                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-02-12, 08:56 AM
                                                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-02-12, 10:42 AM
                                                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-03-12, 06:13 AM
                                                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-04-12, 06:57 AM
                                                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-07-12, 05:47 AM
                                                                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-08-12, 06:11 AM
                                                                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-10-12, 06:46 AM
                                                                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-10-12, 08:26 AM
                                                                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-14-12, 09:01 AM
                                                                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-14-12, 10:33 AM
                                                                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-17-12, 05:41 AM
                                                                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-18-12, 10:27 AM
                                                                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-21-12, 06:56 AM
                                                                                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-23-12, 06:43 AM
                                                                                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-24-12, 06:04 AM
                                                                                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-10-12, 08:37 PM
                                                                                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-19-12, 09:30 AM
                                                                                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-20-12, 06:10 AM
                                                                                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-20-12, 09:13 AM
                                                                                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-21-12, 05:36 AM
                                                                                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-25-12, 05:45 AM
                                                                                                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-25-12, 06:32 AM
                                                                                                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-25-12, 08:02 AM
                                                                                                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-26-12, 09:00 AM
                                                                                                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-26-12, 11:24 AM
                                                                                                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-27-12, 06:23 AM
                                                                                                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-27-12, 11:28 AM
                                                                                                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-28-12, 07:44 AM
                                                                                                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-28-12, 11:08 AM
                                                                                                                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-29-12, 04:29 AM
                                                                                                                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك12-04-12, 05:51 AM
                                                                                                                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك12-04-12, 07:38 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de