فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 03:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-14-2013, 07:42 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    إطلاق سراح (4) من كوادر الشعبي والترابي يقول أن نجاة الناس في رحيل النظام
    الجمعة, 12 نيسان/أبريل 2013 15:54


    أفرجت السلطات السودانية الخميس عن أربعة معتقلين من حزب المؤتمر الشعبي المعارض كانوا اعتقلوا باتهامات تتعلق بالتخطيط لمحاولة انقلابية في العام 2003 بينما طالب زعيم الحزب حسن الترابي بإتاحة الحريات بشكل كامل. و قضى المفرج عنهم ما يقرب من 9 اعوام في السجن اثر اتهامهم بالتخطيط لقلب نظام الحكم في العام 2003.

    و كان ذات المتهمين إفرج عنهم قبل عدة أسابيع لحسن السير و السلوك و تجاوزهم أكثر من نصف المدة لكن الأجهزة الأمنية أعادت اعتقالهم دون إبداء أى أسباب قبل أن تعود لإطلاقهم أمس، ووصف الأمين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي إطلاق سراح معتقلي حزبه بأنها إنشراحة صدر عارضة لحزبه و أن الفرحة لن تكتمل إلا بإزالة أصول النظام قبل قوانينه.

    و قال الترابي للصحفيين عقب استقباله للمفرج عنهم بمنزله أن الناس و البلاد لن يأمنوا و يسلموا و ينجوا الا برحيل النظام و سلطانه وجبروته ، مشيرًا الى أن بشائر رحيل النظام ظهرت بالاضطراب الذي بدأ يضرب صفوف المؤتمر الوطني و الذي انعكس على كل البلاد ، و أضاف" ستأتيهم البغتة وهم نائمون بعد أن استيأس الناس".

    و شدد الترابي على أنه يريد رحيل النظام بإنتقال لطيف دون تكليف البلاد لخسائر و أن يأتي للحكم نظام يمثل الشعب السوداني و يبسط السلطان و الحريات و يكون أكثر إستقلالاً، و أشار الى أن الحريات لا تزال منزوعة و منقوصة ، مشدداً على أن الطريق للحوار يحتاج الى تهيئة المناخ و تلبية شروط المعارضة.

    يذكر أن المفرج عنهم هم عبدالحليم أدم صبي و موسي إسحاق و على أحمد الطيب و إبراهيم أدم هارون.
    و استثنى قرار الإفراج أحد أبرز كوادر الحزب الأمنية وهو يوسف محمد صالح لبس الذى يعتبر من العناصر المتشددة في عدائها للحزب الحاكم وعرف قبل مفاصلة الإسلاميين في 1999م بالتخطيط و تنفيذ عمليات إنتحارية ضد قوات الجيش الشعبى فى جنوب السودان أبان الحرب الأهلية بين السودان و الجنوب فى أواخر التسعينات .

    و يعتبر لبس من القيادات الأمنية التى تحتفظ بأسرار عسكرية خطيرة و تتخوف الأجهزة الأمنية من الإفراج عنه خشية توظيف تلك المعلومات لخدمة المؤتمر الشعبى أو الحركات الدارفورية المسلحة.

    و وصف الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر عبد السلام إطلاق سراح معتقلي حزبه بالجيدة لكنه شدد على ضرورة إتباع الإجراءات الحالية بإتاحة الحريات بشكل كامل دون أن تكون "هبة من الحزب الحاكم يفرج عنها وقت ماشاء ولمن شاء".

    و قال عبد السلام أن السلطات أطلقت سراح أربعة معتقلين بإستثناء يوسف لبس رغم أنه أدين ضمن المعتقلين باتهامات تتعلق بالمحاولة الإنقلابية في العام 2003 .
    سودان تريبيون


    ----------------

    كيف استطاع الدكتور نافع علي نافع أن يقصي خصومه ..

    بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن
    السبت, 13 نيسان/أبريل 2013 10:32



    يعتقد عدد كبير من السياسيين السودانيين, إن الدكتور نافع علي نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني ومساعد رئيس الجمهورية قليل الخبرة بالعمل السياسي, و تظهر تلك في اللغة الاستفزازية التي يستخدمها, و بالتالي لا يستطيع أن يدير معاركه السياسية بمفرده, أنما يستفيد من قربه لرئيس الجمهورية, أو بالأحرى مجموعة العسكريين الذين يقبضون علي عصب السلطة, و الرأي يكون صائبا إذا كانت النظرة سطحية دون سبر الغور في تاريخ الرجل السياسي منذ قيام الإنقاذ, و لكن إذا تتبعنا معارك الرجل السياسية و كيف أدارها تؤكد أن الرجل بذكاء مكنه من كسب معاركه داخل السلطة, و استطاع أن يتخلص من الذين يعتقد أنهم يشكلون عائقا أمام طموحاته السياسية.


    معروف لدي كل السياسيين السودانيين أن الدكتور نافع هو مؤسس بيوت الأشباح, و التي كان قد عذب فيها عددا كبيرا من المعتقلين السياسيين, و استشهاد بعضهم نتيجة للتعذيب, ثم إشرافه الكامل علي خطة لمحاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك في أديس أبابا, و جاء إبعاده الرجل من جهاز الأمن و المخابرات الذي كان رئيسه, من قبل الرجل القوي في لنظام ذلك الوقت " الدكتور حسن الترابي" في ذلك الوقت كان الدكتور نافع تحت مظلة السيد علي عثمان محمد طه, و الذي لم يستطيع أن يشفع له عند الترابي, فأبعد عن واجهة السلطة, و بعد حادث الطائرة الذي مات فيه نائب رئيس الجمهورية الزبير محمد صالح و تم اختيار علي عثمان نائبا للرئيس, بدأ نافع يعود للعمل بطريق غير مباشر, و كانت علاقاته مع العسكريين في السلطة مستمرة بحكم موقعه السابق كرئيس لجهاز الأمن و المخابرات, حتى جاءت المفاصلة, و التي بموجبها حدث الانشقاق الكبير داخل الحركة الإسلامية, و لعب الدكتور نافع دورا كبيرا في المفاصلة في إقناع العناصر التي كانت مترددة في اتخاذ مواقفها, و عقب الانشقاق اقنع الدكتور نافع كل من عبد الرحيم محمد حسين و بكري حسن صالح أن النظام يجب أن يفتح الباب لعناصر من القوي السياسية الأخرى, لكي يشكلوا توازن للقوة في النظام مع بقايا الحركة الإسلامية, و الذين بقوا في السلطة حتى لا يشكل الإسلاميين أية أداة للضغط علي النظام في المستقبل, و قد أوكلت المهمة للدكتور نافع.



    كانت خطة الدكتور نافع في استقطاب القوي السياسية, أن لا يفتح حوارا مع القيادات التي في قمة الهرم, أنما يفتح الحوار مع قيادات الصف الثاني التي تتطلع إلي السلطة, و القيادات التي ليست علي وفاق مع قيادات تنظيماتها, و أول عمل هو الذي كان وراء اختيار احمد عبد الحليم سفيرا للسودان في مصر, بسبب إن الرجل بحكم علاقاته الطيبة مع كثير من القيادات المصرية, و في نفس الوقت مع بعض من قيادات المعارضة, و لديه القدرة علي أن يحدث اختراقا في القوي السياسية المعارضة, و بالفعل أن الرجل قد نظم اللقاء بين الرئيس عمر البشير و الشريف زين العابدين الهندي, ثم توالت عملية الاستقطاب من القوي السياسية للعناصر التي تبحث لذاتها موقعا في السلطة, و نجح الدكتور نافع في استقطاب عناصر من القوي السياسية, أحدث بها توازنا مع مجموعة الإسلاميين, هذا الفعل جعله أكثر قربا من الرئيس و من مجموعة العسكريين, و في نفس الوقت كان الدكتور قريبا من جهاز الأمن و المخابرات الذي قام هو شخصيا بتأسيسه و اختيار عناصره من الحركة الإسلامية في الأيام الأولي للإنقاذ, لذلك تجد هناك ولاءات من العديد من ضباط الجهاز لشخصه, و لم يقف عند ذلك بل استطاع أن يملأ نصف مقاعد السلطة التنفيذية من المقربين له في الجهاز, الأمر الذي جعلهم يدينون له بالولاء, و الغريب في الأمر إن المهندس صلاح عبد الله قوش هو نفسه صنيعة الدكتور نافع.


    لم تكن هناك عناصر كثيرة في مخيلة الدكتور نافع خاصة من الذين صنعهم داخل الجهاز أو غيره, كان الإشكالية كيف يستطيع تجاوز أثنين فقط لكي يصبح الطريق سالكا, الأول مجذوب الخليفة رحمة الله عليه, و الثاني علي عثمان محمد طه, الأول توفي في حادث حركة, الأمر الذي أتاح للدكتور نافع أن يصبح نائبا للرئيس لشؤون التنظيم بسند قوي من مجموعة العسكريين و جهاز الأمن و المخابرات, لكي يضعف الدور السياسي لعلي عثمان, و رغم إن قوش كان مواليا لعلي عثمان و لكن كان من مصلحته إضعافه لكي يصبح الطريق أيضا سالكا أمامه لأنه كان يعتقد أن الدكتور نافع ليس لديه القدرات القيادية التي تجعله يقف أمام طموحاته, و بدأ الصراع بين الدكتور نافع و علي عثمان بالضرب تحت الحزام, حتى ظهر في الواجهة الفريق صلاح قوش من خلال كرزمته التي لها مقومات أكبر من الدكتور نافع في المواجهة و القدرة علي الفعل المباشر, و هذه كانت نقطة الضعف عند قوش, استطاع نافع مع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين إبعاد صلاح قوش من جهاز الأمن و المخابرات لكي يحمله مسؤولية دخول حركة العدل و المساواة أم درمان, و إبعاد المسؤولية عن وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين, و ذهب صلاح قوش لمستشارية الأمن القومي التي حاول إن يلعب من خلالها دورا سياسيا يضعف دور نافع في الحزب, فأعلن عن الحوار الوطني مع القوي السياسية تقوده المستشارية تحت مظلة رئاسة الجمهورية الهدف منها إضعاف دور الدكتور نافع السياسي و إظهاره ليس لديه القدرة علي خلق مبادرات سياسية مع القوي السياسية تؤدي لوفاق وطني, و الثانية أن يكسب ود الرئيس الذي يقبض علي مفاصل السلطة و قراراتها, في هذا الوقت كان الدكتور نافع يجمع أخطاء الفريق قوش و يلفت نظر العسكريين لطموحاته الشخصية باعتباره هو الذي يملك القدرة علي صناعة الأحداث, و إذا نجح صلاح قوش في الحوار الوطني سوف يجد قوة كبيرة تقف من خلفه تدعم طموحاته الأمر الذي سيكون خصما علي العسكريين, لذلك تم أقناع الرئيس البشير بإبعاد الفريق قوش من المستشارية, و لم يجعل الدكتور نافع إن القضية متعلقة فقط بالفريق قوش أنما صور المسألة إن هناك تخطيطا من مجموعة الإسلاميين لإحداث تعديلات جوهرية في السلطة و وراء هذا التخطيط علي عثمان محمد طه, الأمر الذي تم فيه إبعاد علي عثمان من الشؤون السياسية المتعلقة بالتنظيم السياسي, و أوكلت إليه شؤون العمليات التنفيذية و إستراتيجية التنمية, و من هنا أصبح الدكتور نافع هو المتحكم في الحزب و العمل السياسي,


    و عندما عقد الدكتور نافع اتفاق أديس أبابا مع الحركة الشعبية باعتباره الرجل القوي في النظام استطاع علي عثمان تحريك العناصر الإسلامية و القريبة من الرئيس في رفض الاتفاق و يجب عدم قبوله, شعر الدكتور نافع أن خصمه ما يزال قويا و قادرا علي تحريك البساط من تحت أرجله متى ما أراد ذلك, لذلك حني رأسه للعاصفة, ثم جاءت عملية حركة الإصلاح التي يقودها الدكتور غازي صلاح الدين و التي أيضا كانت تريد أن تحدث تغييرا في القيادات السياسية, لكن علي عثمان كان يريد موقفا وسطا لا يجعله يخسر الرئيس إذا فشلت العملية, و العملية كانت تريد أن تعيد القوة و المبادرة لمجموعة الإسلاميين في السلطة مستفيدين من المحيط الذي حول البلاد, و الذي أحدثته ثورات الربيع العربي, هذه التحولات السياسية في المحيط كانت خصما علي الدكتور نافع, لذلك نجده ذهب بعيدا للبحث عن شراكة إستراتيجية في موسكو و بكين, و لكن تلك لم تخفف المعركة السياسية التي فجرها الإسلاميين, و استطاعت المعركة أن توضح ليس للدكتور نافع أية سند داخل الحركة الإسلامية, و تم إسقاطه من داخل المؤتمر و بعض مؤيديه, و لكن وضحت لصورة للدكتور لذلك جعل معركته في الخفاء مع الدكتور غازي, و بدأ يرصد كل تحركاته حتى جاء موقفه من قضية ترشيح الرئيس استنادا للدستور, لذلك استطاع أن يبعده من رئاسة كتلة نواب المؤتمر الوطني, رغم أن الوظيفة نفسها شكلية لآن البرلمان 99,9% مؤتمر وطني, و لكن لماذا أتخذه نافع لبرلمان لتصفية حسابه مع الدكتور غازي...!


    لآن البرلمان هو صنيعة الدكتور نافع و أغلبيتهم لا ينتمون للحركة الإسلامية أنما ينتمون للمؤتمر الوطني, و بالتالي يحاول الدكتور نافع أن يظهر قوته في المؤسسات التي صنعها, هذا الإبعاد كان بمثابة توجيه إنذار لآخرين, لذلك نجد إن الدكتور إبراهيم غندور بادر في أن ينفي أن هناك صراعا أنما هي تغييرات روتينية, الهدف من التصريح ليس النفي أنما تعديل موقف الرجل من الصراع باعتبار أن غندور نفسه كان قد صرح إن البديل للبشير هو علي عثمان لبقائه الطويل في السلطة, و لكن عندما أتضح للرجل أن هناك قوة تدير العملية بحنكة اضطر لتغيير موقفه من الصراع داخل الحزب, ثم هناك تصريحات الدكتور قطبي المهدي التي أكد فيها " ألان يمكن قبول الحوار مع قطاع الشمال علي أٍساس اتفاق أديس أبابا, و جعل الاتفاق مرجعية للحوار هو إعادة الاعتبار للدكتور نافع الذي كان قد أهين برفض الاتفاق و رد الاعتبار يعني انتصار للرجل علي مواقف الآخرين.



    أراد علي عثمان أن يفجر قضية من العيار الثقيل يعتقد أن الدكتور نافع لا تسعفه قدراته في الاقتراب منها, و هي ذات القضية التي لعب عليها الفريق صلاح قوش, و كانت سببا في إبعاده, هي قضية الحوار الوطني حيث التقي علي عثمان بعلي الحاج في ألمانيا لكي يكسب ود الإسلاميين داخل السلطة و خارجها, و أن يفتح معركة لا يستطيع الدكتور نافع الاقتراب منها, فعقد مؤتمرا صحفيا و نادي فيه بالحوار الوطني, ثم عاضده الرئيس بخطابه في البرلمان, و أصبحت القيادات في السلطة تتحدث عن الحوار, و أطلق سراح المعتقلين السياسيين الستة, و كان يجب علي الدكتور نافع أن يبين قدرته و قوته في الصراع, لذلك لم يتم إطلاق سراح جميع المعتقلين في سجون النظام, ثم زاد التضييق علي حرية التعبير و الصحافة, و إبعاد غازي صلاح الدين إشارة أن النظام لا يقبل الرأي الأخر, حتى داخل صفوفه و يخلق حالة من التشكيك و إبعاد رئيس تحرير جريدة الصحافة النور احمد النور و هو من الإسلاميين الذين ذهبوا مع المؤتمر الشعبي ثم تراجع عن موقفه دون الانخراط في المؤتمر الوطني, و قد كان أول من كتب مؤيدا الحوار, ثم جاء التحقيق مع عدد من الصحافيين و مدير مكتب الجزيرة, و كلها نشاطات يقوم بها جهاز الأمن و المخابرات بهدف إجهاض عملية الحوار الوطني التي نادي بها النائب الأول لرئيس الجمهورية و هي تعتبر جزءا من الصراع في السلطة, رغم إن الكتلتين ليس لديها أية علاقة بقضية الديمقراطية و لا اعتقد أنها سوف تتبني أية حوارا جادا يؤدي لوفاق وطني, و لكن شعارات الحوار هي جزءا من شعارات مرحلة يضطرهم إليها الصراع الداخلي.


    إذا نظرنا لموقف الرئيس البشير من الصراع نجده قد أيد قضية الحوار التي نادي بها نائبه الأول, من خلال خطابه في البرلمان و إطلاق سراح المعتقلين السياسيين. و لكنه أيضا سكت عن نقد الإجراءات التي اتخذها جهاز الأمن و المخابرات, و هي إجراءات الهدف منها تعطيل عملية الحوار, و يعلم الرئيس وراء هذه الإجراءات الدكتور نافع, ثم موافقة الرئيس علي إبعاد غازي من رئاسة كتلة المؤتمر الوطني في البرلمان, كل هذه الإجراءات يعلمها الرئيس و يريد أن يقف في منطقة أوسطي في هذه المرحلة لكي يشغل الناس بأنفسهم و يكشف مواقف الآخرين من الصراع.



    القضية الأخرى التي يجب الإشارة إليها عندما ترك كل من محمد الحسن الأمين و الدكتور الحاج أدم حزبهم المؤتمر الشعبي, قال الدكتور الترابي هؤلاء ضغطتهم ظروف الحياة و أصبحوا يبحثوا عن معايشهم, و لكن كان الاثنان قد صرحا أنهم جاءا إلي المؤتمر الوطني و أنهما سوف يلعبان دورا من أجل التقارب و توسيع دائرة الحوار, و بعد أيام قلائل نجد إن الرجلين تغيرت لغتيهما و أصبحا يتخذان المواقف الحادة ضد المعارضة, و شن حرب كلامية ضدها, إن تغيير هذه المواقف تؤكد أنهما قد تبين لهما إنهما يجب أن يسيرا في الخط المرسوم داخل التنظيم, و إلا سوف يحرقا كسياسيين, لذلك كانا ملوك أكثر من الملك, مما يؤكد قدرة الدكتور نافع علي التأثير علي الآخرين و من الصورة نجد أن الدكتور نافع يراهن علي حزب المؤتمر الوطني بعيدا عن مجموعة الإسلاميين التي تستظل بمظلة علي عثمان و يراهن علي جهاز الأمن و المخابرات الذي أغلبية عناصره ولاء للدكتور نافع و أيضا يراهن علي المؤسسة العسكرية من خلال العسكريين الذين يعتمدون عليه سياسيا. و نحن نسأل الله يكف الشعب شرور هذا الصراع.


    zainsalih abdelrahman


    ----------------

    معركة خلافة البشير بدأت مبكرة !ثلاثة سيناريوهات تحكم المشهد على المسرح.

    بقلم: أمير التهامي طه
    الجمعة, 12 نيسان/أبريل 2013 15:57


    هل يترشح البشير تحت ضغط صقور المؤتمر الوطني بعد أن قطع بعدم ترشحه للرئاسة مرة أخرى ؟ ، ومن هو المؤهل لقيادة المرحلة القادمة إذا قُدر لنظام الإنقاذ أن يستمر ؟ ، وهل تطفح الخلافات الداخلية التي تعصف بالحزب على السطح بحكم وجود تيارات متصارعة داخله وطموحات شخصية شرسة لا يهم أصحابها مصير البلاد والعباد ، ولكن المكسب والمصلحة الشخصية هو همها الأكبر والأوحد؟ ، وإلى أي مدى ستستمر حالة الشقاق والصراع المكتوم والتنافر الداخلي رغم محاولات إخفاء حقيقة التشظي التي بدأت منذ ما سُمى بالمفاصلة عام1999 والتي قسمت الجماعة إلى فسطاطين(جماعة القصر وجماعة المنشية) ؟ ، وأخيراً هل ستقبل المؤسسة العسكرية بقيادة جديدة تأتي من خارج (الثكنات) ولا يلبس (الكاكي) ؟
    هذه أبرز التساؤلات التي يمكن أن تدور في ذهن أي متابع لحالة الهرج والمرج التي تعتري الساحة السياسية في بلادنا منذ أن أعلن الرئيس البشير زهده عن الحكم ، وعدم رغبته في الاستمرار على كرسي الرئاسة.
    ورغم التطمينات التي أتت من هنا أوهناك ، وتقطع كلها بأن الأمر داخل (حوش )المؤتمر الوطني (مُستتبٌ وتحت السيطرة ولا شيء يدعو لقلق أعضائه) ، إلا أن الواقع يقول بغير ذلك تماماً ، بل أن ما رشح يؤكد بأن تحت الرماد ناراً والتنُور يفور بمن فيه وما فيه ، وذلك بما ظهر من ردود أفعال وتعليقات لأعضاء بارزين ، بل هم من داخل (كابينة القيادة) في الحزب والمدهش أن كان بعض من علا صوتهم جهرة هم ممن يوصفونهم بـ(الحمائم) إذا فهمنا أن للصقور دوافعهم وأهدافهم للاعتراض على تنحي البشير وغيابه عن المسرح .


    وما ينبغي التأكيد عليه ، هو أن الجماعة ليسو على قلب رجل واحد وإن أدعوا ذلك ، والدليل على ما نقول هو ظهور تيارات يبدو الصراع بينها خفياً حتى الآن على الأقل ، ولكن كرة ثلج (الصراع الداخلي) تكبر يوماً بعد يوم ، فظهر من أسموا أنفسهم بـ(السائحون) وهم يؤمنون بأنهم الأولى بوراثة النظام ، ويقولون بأن تضحياتهم في سبيل حماية النظام ، والتمسك بمبادئه التي قدموا من أجلها أرواح ودماء زملاء لهم إبان حرب الجنوب ، وما أسموه بالجهاد المقدس آنذاك يجب ألا تذهب هدراً، فكل ذلك حسب زعمهم يعطيهم الحق في هذا الإرث ، وعللوا ظهورهم بانحراف بعض القيادات القديمة عن مبادئ الجماعة التي تربوا عليها، أضف إليها الفساد الذي ينخر النظام من الداخل وأصبح مهدداً بزوال النظام ، وما يتبع ذلك من مستحقات قانونية ستلحق حتماً الأذى بكل من ساهم في ما لحق بالبلاد طيلة رُبع قرن من السنين العجاف .
    ثم ظهرت مجموعة العسكريين المشاركين فيما وُصفت بالمحاولة الانقلابية وضمت إلى جانب إسلاميين بارزين من صفوف القوات المسلحة مثل ود إبراهيم ، قياديين أمنيين ظلوا يعملون طيلة عقدين مضيا لحماية النظام وتأمينه من محاولات الإسقاط أو مجرد اختراق وزعزعة صفوفه مثل الفريق صلاح قوش ، وهؤلاء كالسابقين يعتقدون أنهم أكثر كفاءةً ، وأحق من الآخرين بوراثة النظام لما يرون أنـهم قدموه لحماية ظهر النظام وتأمين بقائه واستمراره لهذه العقود .
    أضف إلى هؤلاء وهؤلاء ، جماعة الـ( ألف أخ ) والذين كان لهم رأي ناقد وحانقٌ في كل ما يحدث على مسرح النظام ، وهم من عناهم البشير صراحة في لقاء تلفزيوني مع الطاهر حسن التوم بأنهم (خارجون عن أنظمة الحزب ومؤسساته) وتوعدهم بالتحقيق ، مطالباً إياهم بمناقشة هذه المطالب عبر قنوات الحزب وداخل أسواره .


    أما أحدث التيارات المتشظية ، فيقودهم الدكتور غازي صلاح الدين الذي علا صوته عقب إعلان البشير رغبته بعدم الترشح ، وغرد خارج السرب بقوله (أنه لا يحق للبشير حسب بنود الدستور الترشح لدورة جديدة ) ، ثم عاد وخفف لهجته حين ووجه بهجوم كاسح من صقور الحزب قائلاً ( أن الأمر متروك للحزب شرط أن يُعدل الدستور ) . وأنضم إليه ــ وإن برؤية مخالفة ــ الدكتور قطبي المهدي الذي قال صراحة أن الحزب لم يعمل لمثل هذا اليوم ، وأن لا بديل للبشير في ظل عدم وجود كوادر شبابية عجز الحزب عن تأهيلهم لسد الفراغ أو تقديم البديل المناسب طيلة أربعة وعشرين عاماً مضت.
    ولم يكن مفاجئاً لأحد أن يعمل المتشددون والصقور على إفشال أي مسعى أو إسكات أي صوت نشاز يخرج من وسطهم مؤيداً ترجل البشير ، فسرعان ما التأم الرهط وتنادوا فيما بينهم ونصبوا الدكتور نافع (قيماً) أو قُل (ألفةً) على الحزب يرفع عصا التأديب لكل من تسول له نفسه ، أو (يهرف لسانه بما لا يعرف) على طريقة (والفايت الحُدود واسووه) ، وكان أول قرار لمعالجة هذا الأمر إقالة الدكتور غازي عن موقعه كرئيس للكتلة البرلمانية للحزب ، وهو عقاب يبدو في ظاهره تنظيمياً ، ولكنه يدخل حقيقة في صُلب الصراع الدائر بين مراكز القوى المتشظية والمتباينة المواقف والرؤى ، (وهل نافعٌ إلا من غزية إن غوت ،غوى ،، وإن ترشُد غزية لا يرشد !).
    هذه المواقف المتباعدة والمتباينة ، وبينها برزخٌ وموجٌ فوقه ظُلل وعُتمة ، ينم على ما وصل إليه النظام من تآكل بداخله يكاد يهوي به ، وإن بدا الأمر غير ذلك على الواجهة الإعلامية التي تبدو فيه أمواج النظام هادئة و(رايقه) ، فالحسابات عند كل جماعة أو تيار ، غير حسابات الآخرين ، والرؤية للخروج من نفق التضارب والفوضى في التصريحات والأقوال هي ما حاول المكتب القيادي للحزب أن (يلجمها) ويحاصرها ، ويجعل لها متحدثاً واحداً ، يمسك بـ(مايك) واحد وهو الدكتور نافع وقد (دقسوا) في الاختيار ، فمن نصبوه ( ألفةً) لمراقبة تفلتات أعضاء الحزب ، ولترويض الجامحين ، هو في الحقيقة أكبر مهدد لوجود الحزب ، وأكثرهم خطراً عليه لأنه ــ أي نافع ــ (الأقدر) على تأليب الناس على المؤتمر الوطني وسياساته ، وبعث الشكوك في قلوب الشعب حول نوايا النظام وسدنته لما عُرف عنه بالغلظة في القول والفعل ، وإطلاق العنان للسانه دون ضابط ولا رابط !


    يبقى ما بدأنا به ، وهو السيناريوهات الثلاثة التي يمكن التوقف عندها ، والتنبؤ بها ، ليس ضرباً بالغيب ولا تنجيماً من فعل السحرة ، ولكن بربط كل الوقائع والأحداث التي سقناها هنا ببعضها، وهي في النهاية عبارة عن تحليل اجتهادي يمكن أن يحدث عكسه متى ما تغيرت خطط اللعبة داخل أروقة الحزب ، ومتى ما تبدلت التحالفات بين حلفاء الأمس ، غُرماء اليوم خاصة ممن يمسكون بخيوط اللعبة ويخفون وراء ظهورهم (كرت الجُوكر) الذي سيُنهي اللعبة برُمتها متى ما أستدعى الموقف ذلك .
    أول هذه السيناريوهات ، هو تراجع الرئيس البشير عن قرار التنحي تحت ضغط الصقور بحجة أن القول الفصل في النهاية للحزب وليس للرئيس ، وأن عليه أن يخضع لما يقرره الحزب وإن كانت ضد رغبته الشخصية . وهذا ما قاله النائب الأول في مؤتمره الصحفي الأخير حين أكد أن الرئيس صادق في نيته ، ولكن للحزب قنواته ورأيه وقراره في النهاية .


    وعضد هذا التوجه كثير من القيادات الكبيرة ومنهم الدكتور قطبي المهدي وإن كان رأيه يتلخص في عدم وجود كوادر شبابية أهلت ودربت لذلك ، وأن المرحلة تتطلب بقاء الرئيس لئلا يحدث تنازع على خلافته .
    وقويت فرص هذا الخيار بعد أن تم تحريك قيادات حزبية في بعض الولايات لكي تنادي برفض فكرة تنحي الرئيس ، وسيعمل هؤلاء قطعاً على حشد قواعدهم الحزبية في ولاياتهم ،ثم يُصعَد ليصل إلى الخرطوم فيقوم الحزب بتبني الرغبة لتجعل منها الفئة التي تخشى على نفوذها ومواقعها ومصالحها قاعدة لتمرير رغبتهم لإثناء الرئيس عن قراره . وهذا هو السيناريو الأقرب والأقوى فقرار بقاء الرئيس قد إتُخذ بالفعل في دوائر الحزب ، وحججهم في ذلك كثيرة ، منها ــ حسب رأيهم ــ عدم وجود البديل المناسب الذي يمكن الاتفاق عليه والالتفاف حوله في الوقت الحالي ، ولمنع تشظي الحزب وتفادي الانقسامات التي تُنذر بتصدع الكيان ، خاصة وأن موعد الاستحقاق الانتخابي قاب قوسين أو أدنى ، وأن الظرف السياسي والمهددات التي تحاصر البلاد كبيرة وخطيرة تستوجب بقاء البشير.


    يقود هذه المجموعة مساعد الرئيس ونائبه في الحزب الدكتور نافع علي نافع ، والذي يُعتبر حقاً كبير الصقور الجارحة ، وهؤلاء لن يستسلموا بسهولة ، كما سيحاولون عرقلة أي خطوات عملية يشرع فيها غيرهم لتقديم بديل عن البشير ، كما لن يرضوا بأي تغيير جدي ، وسيعملون على الدفاع عن مصالحهم ومكتسباتهم حتى الرمق الأخير من أنفاسهم وذلك لأن بقاء الحزب بشخوصه وحرسه القديم وبسياساته العقيمة يعني بقاؤهم على المسرح لجني المزيد من المكتسبات ، ولكونهم مثل (التوأم السيامي) الذي يجب التضحية بأحدهما في حال أريد فصلهما عن بعضهما ، حيث يموت أحدهم فيحي الآخر .
    السيناريو الثاني يقول بأن يتم تقديم النائب الأول الأستاذ علي عثمان طه كمرشح وحيد للحزب ليخلف البشير ، وقد صدرت تلميحات من الرئيس بهذا الاحتمال . ويأتي هذا التوجه لعدة اعتبارات أولها تفادي انفجار الصراع على خلافة الرئيس بين (الطامحين والطامعين) ، ولقطع الطريق أمام هؤلاء وآخرين مغامرين أو مرفوضين في صفوف القواعد .
    ثم أن النائب الأول هو بمثابة (صمام أمان) للحزب باعتباره (فرملة يد) لكل المتشاكسين والمتصارعين داخل التنظيم ممن وصفتهم مجموعة الإصلاحيين بـ(الانتهازيين والطفيليين) وحددت شخصيات قيادية بالاسم !
    كما أن علي عثمان يُعتبر حسب تاريخه في النظام (العقل المفكر والمدبر) طيلة عقد ونصف مضيا من عمره ، وإن ظل يعمل في الخفاء ودون ضوضاء ولا صخب .


    ثم يجب ألا ننسى أن ترشيح علي عثمان لسُدة الرئاسة ، يعني ضمنياً أن أمر عدم ملاحقة البشير للمحاكمة دولياً سيكون حتماً جزءاً من (الصفقة) ، وضماناً لاستمرار النظام في الحكم لفترة أخرى قد تطول أو تقصر حسب تقلبات الأحوال جراء الأزمات التي تعصف بالبلاد وتمسك بعضها بخناق بعض دون بصيص أمل أو ضوء في نهاية النفق .
    السيناريو الأخير في هذا التحليل هو سؤال يطرح نفسه ، ويبحث عن إجابات في دهاليز السياسة السودانية المعتمة ، وهو موقف المؤسسة العسكرية من كل هذا الصخب والضجيج المتعالي ؟ وهل ستقف متفرجة على ما يحدث وفيه ما فيه من مهددات حقيقية وخطيرة لأمن الوطن والمواطن ؟ وهل يرضى قادتها أن يؤدي طموح جماعة ما أو حماقاتها أوطموحات أفرادها وطمعهم وتكالبهم على السلطة والمصالح والمال ، إلى تفتت البلد أمام أعينهم ، واستمرار حالة عدم الاستقرار وتآكل حدودنا وأراضينا من أطرافها دون أن يحركوا ساكناً ، باعتبار أن واجبهم الوطني والمهني والأخلاقي هو الدفاع عن أرض البلد وعرض الشعب المغلوب على أمره ؟


    وهل ستظل المؤسسة العسكرية تجلس على مقاعد المتفرجين في مسرح اللامعقول الذي يمارس فوقه حزب المؤتمر الوطني تقديم عرض بال لكوميديا تراجيديا كفيل بأن يمحو السودان من على خارطة العالم ويزيله من الوجود ؟
    يقيننا أن المؤسسة العسكرية ليست بعيدة عن المشهد فهي جزء من (الترويكا) ، وهي تراقب من بعيد (لعبة القط والفأر) التي يمارسها أعضاء هذا الحزب فيما بينهم (بدريين / انتهازيين / طفيليين / سائحون / أصليون مهمشون / مغامرون لا وطنيون) ، ولكن هذا لا يعني أن اللعبة ستمضي هكذا بلا نهاية حتمية ، وإذا كان النظام قد عمل على (تقليم أظافر) المؤسسة العسكرية منذ زمن بعيد ، إلا أن اختيار البديل في حال نفذ البشير وعده وصدق في موقفه المعلن ، أو لم ينصاع لرغبة الطامعين والطامحين في استمراره كـ(حائط صد) لكل تجاوزاتهم وموبقاتهم ، سيكون للمؤسسة العسكرية رأي لا يمكن تجاوزه ، وربما تكون كلمتها هي الأخيرة في ظل واقع لا يرضي رجالها الذين ملوا الحروب التي أنهكتهم على مدى عقدين، فبعد أن كانت حرباً واحدة انحصرت في رقعة جغرافية واحدة هي جنوب السودان ، هاهي البلاد اليوم وقد مزقتها الحروب التي صنعها النظام شرقاً وغرباً .
    نقول بأن القوات المسلحة لا يشرفها قطعاً انزلاق البلاد ودخولها في أتون فوضى عارمة كما حدث في الصومال وأفغانستان ويوغسلافيا السابقة . كما أن لا أحداً في السودان يتمنى مثل هذه النهاية لوطن ظلَ محافظاً على مقدراته وهيبته وتماسكه الاجتماعي وحدوده الجغرافية حتى أتى النظام الحالي فأصبح الناس في حيرة من أمرهم ، يتساءلون بعجب وغضب : أليس في هؤلاء عاقل ؟


    وفي هذا الصدد ، فقد رشحت تكهنات دارت همساً في المجالس ذهبت إلى حد تسمية الفريق بكري حسن صالح لخلافة الرئيس ، وذلك بحكم انتمائه للمؤسسة العسكرية ولكونه مقبولاً أكثر من غيره لدي كبار القادة والضُباط من زملائه . وإن صحت هذه التكهنات فذلك يعني (إعادة إنتاج نبيذ الإنقاذ القديم في قنان جديدة ) لأن تغيير رأس الهرم دون المساس بقاعدته لن يُغير في الأمر شيئاً ، ولن يقبل السودانيون استمرار ماكينة النظام المهترئة التي أصابها العطب في كل أجزائه ، ولمعرفة راعي الضأن في سهول البطانة وتخوم كردفان ووديان دارفور بأن وجود نفس الوجوه والأشخاص الذين أودوا بالوطن إلى المهالك والتشرذم لن يُنهي مأساة السودان، وإنما سيعمق الأزمة وسيخلق واقعاً أكثر سوءاً ومرارة ودماراً .


    هذه قراءة لخارطة الوطن في ظل الضبابية التي تحيط به ، ووجود جماعة (يركبون رأسهم) ولم يُحسنوا قراءة التاريخ فقادونا جميعاً إلى سراديب المهالك فصرنا نهيم كما قوم موسى في صحراء التيه لربع قرن . نسأل الله العلي القدير بقدرته ولطفه أن يُجنب بلادنا الفتن ، وأن يحفظ ما تبقى من شعبنا العظيم ليعيد بناء دولته من جديد على قيم التسامح والمحبة والتآزر التي نشأنا عليها وطمسها الانقاذيون بعجرفتهم وسوء تخطيطهم وغياب العقول .
    ameer altohami [[email protected]]

    ---------------------

    عواقب تراجع فرص "الحوار الوطني" ..

    بقلم: خالد التيجاني النور
    الجمعة, 12 نيسان/أبريل 2013 22:02


    اللهم أكفنا مجازر سوريا, ومغامرة الكابتن امادو, وزحف سيليكا

    [email protected]

    لم يكن حتى أكثر الناس تشاؤماً, بمن في ذلك غلاة خصوم النظام الذين يرفضون الحوار معه ولا يرون لإسقاطه بديلاً وإن طال السفر, يتوقعون أن تذوى رويداً رويداً الامال التي ارتفعت أخيراً بالدخول إلى مرحلة جديدة من الحوار الوطني الجامع بهذه السرعة المفاجئة بمثل ما جاءت الدعوة له مفاجئة وبلا إرهاصات. ولكن هل يمكن الجزم بأن هذه المبادرة ذوت فعلاً, أم أنها لا تزال على الطاولة تكافح من أجل الصمود في مواجهة الفراغ ومآلاته المخيفة؟.
    ففي أيام قليلة تحول المناخ السياسي في البلاد من النقيض إلى النقيض, فماذا حدث, وما هي الوقائع والخلفيات, وما هي المآلات, ولماذا وكيف تجري محاولة وأد هذه السانحة النادرة ل"حلحلة" الأزمة السودانية وتفكيك تعقيداتها المتشابكة, وما هي السيناريوهات الأكثر احتمالاً في ضوء هذه التطورات والمواقف المتناقضة؟ أسئلة تترى لا بد من الإجابة عليها لمعرفة إلى تساق البلاد, ولكن ذلك غير ممكن بغير قراءة دقيقة لطبيعة النظام الحاكم الراهن وما يجري في كواليسه, وتوازنات وحسابات الفاعلين فيه.
    لم يكن أكثر السودانيين يصدقون أنفسهم وهم يستمعون بعد انتظار طال لكلام عاقل, إلى المسؤول الإنقاذي الرفيع الشأن, وهو يتحدث بلغة الواقع المعاش بكل تعقيداته ومخاطره الماثلة على وجود ما تبقى من الدولة السودانية, وقد تجاوز لأول مرة التصريحات الوردية لدهاقنة الطبقة الحاكمة يتحدثون عن حال بلد سعيد لا يوجد إلا في مخيلتهم, ولا يبدو أن هناك أحداً غيرهم يعرفه. بل ويقدم كذلك لأول مرة على محاولة رسم ملامح خريطة طريق ممن الممكن أن تشكل بوادر مخارج من المأزق التاريخي الذي يعيشه السودان ويكاد يذهب بريح ما تبقى منه بعد "تناقص أوتاده وتكاثر زعازعه" في وصف جامع مانع للدكتور منصور خالد.
    كان أغلب ظن التوقعات بين يدي المؤتمر الصحافي للنائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه أنه لن يذهب أبعد من إخراج نفسه من حرج إقحامه في "معركة الخلافة" المحتدم أوارها في دوائر "المؤتمر الوطني" المنقسم على نفسه والتي تجددت عقب إعلان الرئيس عمر البشير عزوفه عن السلطة بنهاية ولايته الحالية., والتوقع الآخر أن طه سيحاول التقليل من المضمون السياسي للقاء النادر الذي جمعه بالدكتور علي الحاج, الذي طغى على دوافع البعد الاجتماعي المعلن لاجتماع برلين, أيضاً بسبب ضغط حسابات توازن القوى داخل المؤتمر الوطني.
    وكانت المفاجأة أن طه ذهب أبعد من ذلك بكثير, ولئن كان متوقعاً أنه سينأى بنفسه عن الدخول في متاهة "الخلافة" الملغومة معتبراً خروج البشير من الملعب غير وارد في هذه المرحلة. فقد خالف التوقعات وهو يقدم دعماً غير متحفظ ل"مبادرة بون" التي خرج بها الدكتور علي الحاج مسارعاً إلى إعلانها من طرف واحد بعد لقائهما, مؤكداً اشتراكه في الاتفاق مع علي الحاج حول ما من شأنه أن يعزز الحوار بصدق النيات وطرح المبادرات, وتأكيد الاحتكام للشعب في نهاية المطاف, وأن الأمر بات يتعلق بكيفية الحوار حول تنفيذ مجمل هذه الاتفاقات, مشيرا إلى أن هذه التفاهمات بينه وعلي الحاج مطروحة للنظر في جانب الحكومة أو المعارضة باعتبارها رؤوس أقلام ومادة للحوار السياسي.
    بيد أن ما أطلق موجة من الارتياح العام إقدام طه على الذهاب بعيداً بتوجيه رسائل مباشرة بأهمية الحاجة للولوج إلى حوار وطني شامل إلى جميع أطراف الساحة السياسية في المعارضة بشقيها المدني والمسلح, وللمفارقة أن رسائله كانت من طرف خفي موجهة أيضاً إلى حزبه "المؤتمر الوطني". صحيح أن تلك البادرة السياسية اللطيفة وجدت ترحيباً متحفظاً من أغلب المعنيين بها, وقدموا جملة مطلوبات يستلزم الحكم الوفاء بها من بين يدي قبولهم بعرضها, وهو أمر مفهوم في ظل حالة انعدام الثقة الكامل في وفاء السلطة بتعهداتها مما خبرته أكثر الأطراف السياسية المعارضة التي تعاطت مع النظام في أوقات سابقة.
    لم يكن متوقعاً أن يقدم طه حلولاً مثالية من طرف واحد للأزمة, وإلا لما كان هناك داع اصلاً للحوار, إلا أنه يجب الاعتراف أنه قدم مقترحاً أكثر وضوحاً لما ينبغي أن تمضي عليه الأمور بإتجاه التسوية السلمية الشاملة, سواء من ناحية المواقف من قضايا أساسية أو الإجراءات المطلوبة لتعزيز مناخ الثقة, بالطبع كان الوقت مبكراً لطرح آليات محددة لتفعيل المبادرة وهي مسألة تالية للوصول إلى قاعدة أساسية مقبولة للتفاهم بين الأطراف السياسية على إطلاق المرحلة الجديدة.
    ثمة أمور أساسية تضمنتها مقترحات طه تشكل ما يمكن أن نعتبره مدخلاً جديداً مختلفاً عما هو معهود حكومياً في شأن مقاربة الأزمة السودانية الوطنية المتطاولة, أولها الاعتراف بأن البلاد تواجه مخاطر جدية تهدد وجودها مما يستدعي جهداً استثنائياً عبر الحوار الشامل لتجنب الإنزلاق إلى هاوية التشرذم والتفتت, وليس مهماً وقت الحريق البحث عمن يتحمل مسؤولية إشعاله بقدر أهمية التعاون على إطفائه أولاً, وأهمية الوصول إلى هذه الحقيقة البدهية المعلومة للجميع, وهي ليست اكتشافاً, أنها ظلت محل إنكار في أوساط الطبقة الحاكمة, وهذه قضية بالغة الأهمية لأنه بدون وعي وإدراك وإحساس حقيقي في أوساط السلطة بالمخاطر الوشيكة غلى لن تكون هناك قاعدة جدية للحوار ابتداءً.
    الأمر الثاني الذي أسس له طرح طه تأكيده أنه لم يعد هناك من سبيل للاستمرار في الحلول المجتزأة, وأن الوقت حان لحل سلمي شامل جامع لا يستثني أحداً, وهذه هي القاعدة الذهبية لأية تسوية سلمية شاملة أو لنقل الفريضة الغائبة في الحوارات السودانية, وما من نظام حكم تفنن في الدخول في مفاوضات ثنائية وعقد صفقات جزئية لا حصر ولا حدود لها مثلما فعل نظام الإنقاذ, ومع مظهرها الخارجي الدال على البحث الحثيث عن السلام, إلا أنها في الواقع أسست لحالة تشرذم وتفتت سياسي غير مسبوقة في السودان يفعل الولع الشديد للحكم بإبرام صفقات ثنائية بغرض بعثرة صفوف المعارضين والتكسب من سياسة فرق تسد.
    وقد فعلت إذ مكنت النظام من البقاء في السلطة لربع قرن, ولكن بثمن كارثي باهظ تعريض وحدة الوطن للتشرذم.ومع ذلك لن تحقق له الخلود في السلطة. ولذلك فإن مغادرة محطة الحلول الجزئية والمفاوضات الثنائية لا مناص منها قبل الحديث عن أن أية حلول جدية تكتسب صفة الشمول والقدرة على مخاطبة واقع التحديات الخطيرة الراهنة.
    الأمر الثالث يتعلق بلغة الخطاب تجاه المعارضة لا سيما المسلحة وبصفة أخص ما يمكن وصفه بقوى "الهامش" الصاعدة, بتثبيت أنها تملك حقاً أصيلاً في تقرير مستقبل السودان الموحد بطرح رؤاها والإسهام والمشاركة في تشكيله ضمن الجماعة الوطنية في حوار جامع, وهي مسالة بالغة الأهمية الإقرار بألا طرف واحد يملك حقاً حصرياً في تحديد مستقبل السودان ووجهته وتقرير مصيره في غياب الآخرين من شركاء الوطن.
    وما من شئ أضر بالوحدة الوطنية السودانية من عقلية الإلحاق السائدة منذ بواكير التشكل السوداني الحديث, واحتكار نخبة المركز التمثيل والتعبير عن السودانيين بمعزل عن الأطراف الوطنية كافة إدى إلى هذا الفشل بامتياز في تشكيل جماعة وطنية تتوفر لها أسباب توحيد الأمة السودانية, وخطاب طه الموجه لهذه المجموعة على وجه الخصوص يمثل توجهاً جديداً مهماً وضرورياً في كسر جمود الصراع على ثنائية المركز والهامش والانتقال إلى حوار شامل يشارك فيه الجميع على قدم المساواة لرسم خريطة طريقة لسودان موحد في سلام واستقرار مع نفسه ومع الآخرين.
    واللافت في خطاب طه القبول ب"وثيقة الفجر الجديد" الموقعة في كمبالا من جماعات معارضة مدنية وسياسية باعتبارها تمثل وجهة نظر لجماعة سودانية وطنية مطروحة للحوار في إطار المدافعة لتشكيل مستقبل السودان, وهو تحول مهم على خلفية الموقف الإنقاذي الحاد من الوثيقة ومن موقعيها وتصنيفها في خانة المؤامرة وحتى الخروج على الدين, وتعيدها إلى سياقها بحسبانها عملاً سياسياً يمثل وجهة نظر طائفة معتبرة من السودانيين, يملكون الحق في طرحها وتسويقها سياسياً.
    ومسألة رابعة تشكل قاعدة مهمة في مقترح طه أن من يملك الحق الوحيد في نهاية المطاف لتقرير مصير السودان هم مواطنوه بالإحتكام إلى الشعب لتحديد توجهاته ومستقبله السياسي, وهي مسألة بديهية, ولكن المهم هنا أن الشعب لن يكون بوسعه القيام بهذا الحق الأصيل بدون توفر شروط موضوعية لازمة أولها توفر الحرية بلا استثناءات, والإرادة الحرة للتعبير عن موقفه في عملية شفافة ونزيهة.
    تلك هي أهم الأركان المؤسسة للمقترحات السياسية التي طرحها طه من وحي تفاهماته مع علي الحاج في برلين, وهي في مضمونها العام تشكل قاعدة جيدة للحوار الوطني الشامل, لكنها تبقى بالطبع مجرد تمنيات ما لم يتوفر لها المناخ الملائم لتنفيذها وفي مقدمة ذلك توفر إرادة سياسية موحدة عند الطرف الحاكم تتجلى في توفر بيئة حرية يكفلها إصلاح قانوني لا يجعلها عرضة لحسابات الفريق الحاكم, ولذلك لم تكن استدراكات المتحفظين او الرافضين تتعدى اختبار صدقية وجدية ما طرحه طه, والقدرة على تنفيذه في أرض الواقع.
    كان واضحاً من البداية أن التحدي الحقيقي امام مقترح التسوية الشاملة في عرض طه سيأتي, وللمفارقة, من داخل "النظام الحاكم" ومعادلاته, وليس من قبل المعارضة بشقيها المدني والمسلح, والمهم في هذه الحالة هو فعل من بيده السلطة, وليست ردة فعل المعارضة المتوجسة اصلاً بحكم رصيد عريض وتجربة طويلة من الوعود المجهضة, أو الممارسة المخالفة للتعهدات المعلنة من قبل الحكم.
    جاء أول اختبار لجدية التوجه الحكومي نحو حوار وطني شامل ما تضمنه خطاب الرئيس عمر البشير أمام البرلمان الأسبوع الماضي, والقراءة الفاحصة لما وراء ظواهر الأمور تشير إلى أن الخطاب شكل اول بوادر تراجع عن المدى التي يمكن أن تذهب إليه الطبقة الحاكمة في قبول مقترحات طه طه حول مسألة الحوار الوطني, صحيح جاء فيه الإعلان عن إطلاق سراح سبعة من المعتقلين على ذمة "وثيقة الفجر الجديد" وهي خطوة جيدة في حد ذاتها إلا أنها لا تعدو أن تكون إجراء لتصحيح وضع خاطئ أكثر من كونها عربون تأكيد لعهد جديد من الحرية.
    لقد خلف إطلاق سراحهم علامة استفهام كبير حول الدوافع والحسابات التي يدير بها الفريق الحاكم السلطة, ومن يسترجع تلك الحملة المضرية التي قادها الحكم ضد الوثيقة وضد هؤلاء المعتقلين قبل اسابيع قليلة لما وجد رابطاً بين ذلك الموقف البالغ التطرف, وبين إخلاء سبيلهم بهذه الأريحية, وهي خطوة على أية حال تشكل إحراجاً للنظام أكثر من كونها باعثة على التقدير. إذ أنها تزيد أيضاً من التشكيك في سلامة الإدارة الحكومية للامور السياسية, وإلا فما الذي تغير في غضون أسابيع قليلة فالمخاطر الجمة التي تحيط بالبلاد لم تبرز بالأمس فجأة, فالحاجة الملحة لحوار وطني شامل كانت دائمة حاضرة.
    غير ان الملاحظة الجديرة بالاهتمام في الخطاب الرئاسي أمام المجلس الوطني أن قضية الحوار الوطني طرحت بطريقة شديدة العمومية وبدا أنها مجرد إبداء نيات وقد تفادت بشكل واضح الدخول في تفاصيل محددة من المفترض أن تخاطب مطلوبات تهيئة مناخ الحوار الوطني وتحديد آلياته, بصراحة جاء سقف الخطاب أدني بكثير مما التوقعات الكبيرة التي رفعت الآمال في مقترح طه.
    لقد كان واضحاً إن إطلاق سراح المعتقلين السبعة شكل دخاناً كثيفاً حجب الرؤية عن موقف كان منتظراً ان يأتي بخطوات أكثر تقدماً على طريق دفع عجلة الحوار الوطني للدوران والوفاء بمتطلباته العملية, وتحديد خريطة طريق لها, وإطلاق آليات معلومة لتنفيذها, لقد كان الاكتفاء بالعموميات المكررة في خطابات رسالة واضحة أن ثمة "فيتو" في دوائر البيت الحاكم ضد إطلاق عملية حوار وطني بمواصفات حقيقية وجدية.
    وما حدث أنه بدلاً من أن ينصرف اهتمام قيادة الطبقة الحاكمة إلى توفير مستحقات إطلاق مرحلة الحوار الوطني بكل جدية وبالسرعة المطلوبة, خاصة في ظل تجاوب معقول وتحفظات موضوعية من المعارضة تتعلق بالإجراءات السياسية والقانونية لتهيئة المناخ, إذ سرعان ما انقلبت الأمور بإتجاه "معركة كسر عظم" للسيطرة على مقاليد الامور داخل البيت الحاكم وبدا الصراع المكتوم بين الأطراف المتنافسة داخل "المؤتمر الوطني" يأخذ شكل تصفية حسابات تارة باسم خلافة البشير, وتارة بإسم محاربة الفساد في توظيف صراعي واضح, وتارة باسم توحيد التعبير الإعلامي عن مواقف الحزب في حين أن المشكلة ليست هي تعدد الألسن المتحدثة باسمه والتي كشفت عن تناقضات صارخة ولكنها تعبير صريح عن عدم وجود وحدة موقف أصلاً في ظل غياب رؤية أو مشروع وطني للطبقة الحاكمة مع انعدام فاعلية حقيقة لمؤسسات الحزب في صناعة مواقفه, ولذلك يلجأ الجميع للإعلام للتعبير عن مواقف لا تجد متنفساً مؤسسياً لطرحها وإدارة نقاش موضوعي حولها للخروج بموقف يعبر عن ممارسة ديمقراطية حقيقية.
    ويقود هذا في الواقع إلى بيت القصيد في شأن قواعد لعبة السلطة في العهد الإنقاذي برمته, فهذه الصراعات ظلت سمتاً ملازماً لتجربة الإسلاميين في السلطة تظل متفاعلة مكتومة وراء الكواليس لفترة من الزمن تحت غبار إنكار لوجودها ثم ما تلبث حتى تنفجر, وهو ما حدث مراراً في اوائل التسعينيات حين بدأت تتشكل قواعد قوة النظام الجديد, فقد كان قيادة الحركة الإسلامية مطمئنة إلى أن العسكريين "الإسلاميين الملتزمين" سيعيدون بحسبانهم"مؤتمين مؤقتاً" على سلطة الإنقلاب العهدة إلى التنظيم ليعهد بها إلى "المدنيين االملتزمين" لتنفيذ "خطته في الحكم", ربما لم يكن يدور بخلد العسكريين في أول عهدهم بالسلطة أن تغييراً جذرياً سيطرأ على حساباتهم ستقلب حسابات قيادة الحركة راساً على عقب, خاصة وأن تدبير الإنقلاب وتصنيعه كان عملاً يقوده مدنيون بالكامل بينما شكل العسكريون قيادة واجهة التنفيذ.
    ثلاثة تطورات غيرت نظرية قواعد اللعبة التي وضعتها قيادة الحركة, أولها أن الممارسة الفعلية للسلطة خلقت حضوراً سياسياً وشعبياً مستقلاً لشخصيات النظام الجديد العسكرية مكنتهم من تحقيق "شرعية" أمر واقع بحكم انتماءهم للمؤسسة العسكرية وليس "للتنظيم" الذي كان يختفي وراءهم.
    الأمر الثاني الذي عزز من ثقة العسكريين في أنفسهم أنهم كان يعتقدون أن التنظيم الذي كان يعد نفسه جاهزاً بخططه لإدارة شؤون الحكم والدولة تبين أنه لا يملك منها شروى نقير, وانه يحاول التعلم مثلهم من الأساس وسبقوه بأنهم كان في واجهة التصدي لإدارة مشاكل الحكم أكسبتهم خبرة ذاتية كان قادة الحركة يظنون أنهم يحتكرونها.
    أما التطور الثالث فقد اكتشف العسكريون مبكراً الانقسام الداخلي بين المدنيين مع بدايات الصراع الخفي بين قادة الحركة على النفوذ في السلطة الجديدة وأن طرفاً يحاول ان يتحالف معهم في مواجهة الطرف الآخر.
    في تلك اللحظة تحديداً بدأ "مكر التاريخ أو سخريته" في مقولة هيغل تفعل فعلتها ليحدث في العام 1993 الانقلاب العسكري الحقيقي على الإنقلاب المدني "المستتر" في العام 1989, حين رفض العسكريون ليس إعادة السلطة لل"الحركة" التي لم تعد موجودة بعد حلها في إطار محاولة قيادتها بناء تحالفات جديدة, بل رفضوا طلب اقل شأناً أن يواصلوا ممارسة السلطة كمدنيين على أن يخلعوا بذاتهم العسكرية, وكان لسان حالهم "تلقوها عند الغافل"فقد كان يدركون جيداً أن قاعدة نفوذهم الحقيقية هي "المؤسسة العسكرية" التي ليس بوسعهم التخلي عن بزاتها وليس "الحركة الإسلامية" التي لم يعد يعرف لها صرفاً ولا عدلاً.
    قد يتساءل البعض عن أهمية التفصيل فيما يبدو حدثاً تاريخياً وعن علاقة ذلك بتطورات الأوضاع الراهنة, في الواقع ان ما حدث حينها ذي صلة وثيقة بمجريات الأمور في الوقت الراهن ومآلاتها, ولأنها تجيب على الاسئلة المهمة عن طبيعة النظام الحقيقية, وأين هو مركز قوته, وما هي حساباته وخياراته.
    لقد تغيرت في تلك اللحظة نهائياً المعادلة الحاكمة فبعدما كانت قيادة الحركة الإسلامية تطمع في توظيف العسكريين كغطاء للوصول إلى السلطة ولتعزيز نفوذها, انقلب السحر على الساحر حيث سارع العسكريون إلى بسط سيطرتهم الكاملة على اللعبة ونجحوا في تبديل قواعدها بتوظيف "مدنيي" الحركة الإسلامية كغطاء مدني لخدمة نظام حكم عسكري يستمد قاعدته قوته من قوة المؤسسة العسكرية, الحزب الغالب في اللعبة السياسية السودانية طوالي سني الاستقلال.
    وما ساعد على تعزيز نفوذ العسكريين استغلال ضعف المدنيين الإسلاميين تجاه السلطة والثروة وإزكاء الصراع بينهم في سبيل الحصول على نصيب منها, ولذلك كان هناك دائماً فريق من المدنيين مستعد للتحالف مع العسكريين ضد رفاقهم, وتكررت هذا اللعبة في الصراع بين الترابي وتلاميذه, ثم في صراع المدنيين في "عصر نيفاشا", ثم صراع الانداد الراهن في عصر ما بعد تقسيم السودان.
    لقد كان العسكريون دائماً الكاسب الاكبر من هذا الصراع, وتحول المؤتمر الوطني إلى مجرد محلل "مدني" لحكم عسكري كامل الدسم, ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد زًفت ما تبقت من قوة معنوية "للحركة الإسلامية" في مؤتمرها الأخيرة إلى العسكريين في صفقة تبقيها أسماً عوضاً عن حلها, لتكتمل فصول مأساة الحركة الإسلامية التي بادرت بدواع واهية إلى عسكرة مشروعها السياسي استعجالاً للوثوب على السلطة, على الرغم من أنها كانت الجواد الأسود في حقبة الديمقراطية الثالثة, لينتهي بها الأمر إلى العسكرة الكاملة لما تبقى من التنظيم.
    صفوة القول إن طبيعة النظام العسكرية المستمدة من قاعده نفوذه في القوات المسلحة تجعل التنافس المحتدم بين المدنيين حول خلافة البشير معركة عبثية بامتياز في غير معترك, وصراع مفتعل حول مسألة هم ليسوا معنيين بها أصلاً, ذلك أن بعض المدنيين أخطأوا الفهم حين تصوروا أن تصريح البشير باعتزامه عدم الترشح رسالة موجهة لهم, في الواقع لم يكن مدنيي "المؤتمر الوطني" معنيون بأية حال بهذه الرسالة كما أنهم لا يملكون القدرة في التقرير بشأن ترشحه, وإلا فقد كان المنطق السياسي يقتضي أن الأولي بالرئيس البشير أن يطرح موقفه داخل مؤسسات حزبه لتتخذ بشأنه قراراً ومن ثم يعلن للرأي العام في الوقت المناسب, أما ذهابه لإعلان ذلك في الصحف السيارة فذلك يؤشر أن المقصود بالرسالة جهات آخرى ذات تأثير في رسم مستقبل الأوضاع السياسية في السودان. وما ثار من جدل وتصريحات متناقضة بين أقطاب "المؤتمر الوطني" جعلته مثار سخرية وقد انكشف حاله على الملأ, وكشفت حالة الغيبوبة السياسية التي يعيشونها بعيداً عن الاجندة الوطنية الملحة..
    ولذلك فإن بقاء النظام نفسه, وخيارات دخوله في حوار وطني للبحث عن تسوية شاملة, مرتبطة بحسابات "العسكريين" ورؤيتهم لمآلات الأمور وليس لحسابات "المدنيين" بأي حال, الذين لا سبيل أمام أي منهم لوارثة الحكم في ظل طبيعة تركيبته الخاضعة للنفوذ العسكري, ومن غير الوارد أن يبقى النظام بلا رأس عسكري حتى لو لم يكن البشير لأي سبب من الأسباب, وإن كان الأرجح بحكم معادلات وتبعات وتداعيات ربع قرن في السلطة القول إن النظام الحاكم لا مستقبل له في غياب البشير.
    تلك صورة أقرب للواقعية في شأن معادلات القوة والنفوذ في النظام الحاكم, فكيف تؤثر وتنعكس على مستقبل الأوضاع في البلاد, في ضوء مقترح طه الذي فصلناه آنفاً, من الواضع أن السودان لم يعد يملك الكثير من الخيارات وأمامه واحدة من ثلاثة سيناريوهات, وهي بالطبع ليس العامل الوحيد فيها النظام, بل ستؤثر فيها بلا شك فاعلية الأطراف الأخرى في مسار الأحداث الشعب, القوات المسلحة, القوى المعارضة المدنية والمسلحة, والمجتمع الدولي:
    الأول, وهو السيناريو الأكثر عقلانية وأقل كلفة, أن تقبل قيادة الحكم مقترحات طه للخروج من الأزمة الوطنية بالانخراط الفوري الجاد في مسار حوار وطني شامل تهيأ له كل الأجواء الموضوعية ليفضي إلى تسوية حقيقية نهائية وليس مجرد هدنة محاربين. وهو سيناريو حتى في حالة اتفاق الأطراف عليه أمامه طريق طويل معقد وشائك ولكنه مع ذلك سيكون الخيار الوحيد الذي يضمن تحولاً سلمياً.
    الثاني: سيناريو استمرار حالة الاحتقان الحالي بدفع أطراف متشددة داخل النظام ترفض رؤية المخاطر المحدقة بالبلاد, وتصر على استخدام الأساليب القديمة نفسها عسى أن تطيل عمر بقاءها في السلطة, وسيكون ذلك أسرع وسيلة لتمهيد الأجواء لإعادة إنتاج السيناريو السوري في السودان مع الأخذ في الاعتبار ان السودان لا يملك مؤهلات "الصمود" السوري بكل تقاطعاته وتعقيدات حساباته الإقليمية والدولية. أو قد ينتج مثل انقلاب الكابتن أمادو سانوقو في مالي الذي جر عليها تدخلا دولياً عسكرياً, أو زحف سيليكا الذي أطاح الجنرال بوزيزيه في إفريقيا الوسطى.
    الثالث: استمرار حالة توازن الضعف بين أطراف المعادلة السودانية وهو ما يقود بالضرورة إلى سيادة سيناريو تآكل وتفتت بطئ لوحدة البلاد ومخاطر ذلك على حسابات القوى الإقليمية والدولية قد يفضي إلى تدخل خارجي يفرض تصوراته لتسوية الازمة السودانية. وليس سراً أن القوى الغربية على وجه الخصوص فيما تتناقله الأوساط الديبلوماسية في الخرطوم تراهن على أن البشير لن يترشح بالفعل وأن ما يبحث عنه ضمان تسوية لملف الحكمة الجنائية الدولية مما يفتح الطريقة لنضوج "طبخة ما" تعد لها أكثر من عاصمة.
    ونسال الله أن يكفينا سيناريوهات مجازر سوريا, ومغامرة الكابتن أمادو سانقو المالي الذي حدثتكم عنه في مقال سابق العام الماضي, وزحف سيلكيا الأفرو-وسطى.

                  

العنوان الكاتب Date
فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-20-12, 11:33 AM
  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-20-12, 11:37 AM
    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-20-12, 11:41 AM
      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-20-12, 11:46 AM
        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 Deng07-20-12, 05:31 PM
          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-20-12, 09:16 PM
            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-20-12, 11:17 PM
              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-21-12, 10:44 AM
                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-22-12, 06:16 AM
                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-25-12, 06:38 AM
                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-25-12, 05:53 PM
                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-26-12, 10:16 AM
                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-26-12, 05:16 PM
                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-26-12, 05:42 PM
                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-28-12, 03:10 PM
                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-29-12, 09:47 AM
                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-29-12, 05:44 PM
                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-29-12, 05:44 PM
                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-31-12, 08:31 AM
                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-02-12, 10:30 AM
                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-03-12, 10:23 PM
                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-05-12, 10:54 AM
                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-06-12, 05:31 PM
                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-07-12, 07:25 AM
                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-08-12, 07:13 AM
                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-08-12, 05:34 PM
                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-08-12, 10:21 PM
                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-09-12, 09:16 AM
                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-09-12, 05:50 PM
                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-09-12, 05:55 PM
                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-13-12, 05:21 PM
                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-13-12, 06:52 PM
                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-13-12, 06:52 PM
                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-15-12, 07:16 AM
                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-15-12, 06:40 PM
                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-15-12, 10:33 PM
                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-16-12, 05:27 PM
                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-16-12, 10:03 PM
                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-16-12, 11:05 PM
                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-17-12, 07:59 PM
                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-17-12, 09:33 PM
                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-22-12, 04:44 PM
                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-23-12, 11:08 AM
                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-26-12, 06:53 AM
                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-26-12, 07:04 AM
                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-27-12, 04:57 AM
                                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-30-12, 05:26 AM
                                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-02-12, 08:41 AM
                                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-03-12, 10:18 AM
                                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-05-12, 05:48 AM
                                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-06-12, 08:54 AM
                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-09-12, 04:56 AM
                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-09-12, 06:27 AM
                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-09-12, 06:44 AM
                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-09-12, 10:12 AM
                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-10-12, 06:57 AM
                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-11-12, 05:16 AM
                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-12-12, 11:23 AM
                                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-16-12, 06:32 AM
                                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-16-12, 10:28 AM
                                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-17-12, 05:06 AM
                                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-18-12, 06:31 AM
                                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-23-12, 08:05 AM
                                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-24-12, 05:59 AM
                                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-25-12, 10:20 AM
                                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-27-12, 05:29 AM
                                                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-27-12, 10:28 AM
                                                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-01-12, 05:51 AM
                                                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-01-12, 09:35 AM
                                                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-02-12, 08:56 AM
                                                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-02-12, 10:42 AM
                                                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-03-12, 06:13 AM
                                                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-04-12, 06:57 AM
                                                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-07-12, 05:47 AM
                                                                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-08-12, 06:11 AM
                                                                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-10-12, 06:46 AM
                                                                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-10-12, 08:26 AM
                                                                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-14-12, 09:01 AM
                                                                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-14-12, 10:33 AM
                                                                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-17-12, 05:41 AM
                                                                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-18-12, 10:27 AM
                                                                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-21-12, 06:56 AM
                                                                                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-23-12, 06:43 AM
                                                                                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-24-12, 06:04 AM
                                                                                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-10-12, 08:37 PM
                                                                                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-19-12, 09:30 AM
                                                                                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-20-12, 06:10 AM
                                                                                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-20-12, 09:13 AM
                                                                                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-21-12, 05:36 AM
                                                                                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-25-12, 05:45 AM
                                                                                                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-25-12, 06:32 AM
                                                                                                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-25-12, 08:02 AM
                                                                                                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-26-12, 09:00 AM
                                                                                                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-26-12, 11:24 AM
                                                                                                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-27-12, 06:23 AM
                                                                                                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-27-12, 11:28 AM
                                                                                                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-28-12, 07:44 AM
                                                                                                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-28-12, 11:08 AM
                                                                                                                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-29-12, 04:29 AM
                                                                                                                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك12-04-12, 05:51 AM
                                                                                                                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك12-04-12, 07:38 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de