فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 10:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-04-2012, 07:38 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    علي عثمان طه : ضابط علاقات عامة في حملة نافع للرئاسة


    صديق محمد عثمان:
    02/12/2012


    مرة أخرى انبرى السيد علي عثمان محمد طه خطيبا خارج سياق التسلسل الطبيعي والمنطقي للأحداث، قبل أقل من أسبوعين وقف السيد علي عثمان هتيفا أمام مؤتمر الكيان الخاص بالخرطوم، متوعدا بنظام عالمي جديد وبنهاية هيمنة مجلس الامن والدول العظمي، يومها تذكرت نكتة السيد الصادق المهدي في مؤتمر الإسلام وعلوم المنهجية الذي إنعقد في ثمامنينات القرن الماضي بالخرطوم، ففي الجلسة التي قدم فيها السيد الصادق المهدي ورقة وكان يرأسها الدكتور محمد عابد الجابري، ظل أحد منسوبي التيار الإسلامي يقاطع خطاب السيد الصادق المهدي بالهتاف : ( شريعة .. شريعة .. ولا نموت، الإسلام قبل القوت)، فلم يجد السيد الصادق بدا من الإلتفات إلى رئيس الجلسة مخاطبا: (هذا بعض ما نعاني سيدي الرئيس).



    الأسبوع الماضي أعلنت الأجهزة الامنية في الخرطوم الكشف عن محاولة تخريبية كان يعد لها مجموعة من الضباط الإسلاميين بالتنسيق مع مدير المخابرات السابق الفريق صلاح عبدالله (قوش)، وسرعان ما تداولت الخرطوم شائعات عن تفاصيل المؤامرة التخريبية، وتسريبات عن قوائم الأسماء التي سيطالها الإعتقال. مجالس الخرطوم التي لا تعرف الأسرار تناقلت أن الأجهزة الامنية قدمت للمتهم صلاح قوش أوراقا لصفقات تجارية بمبالغ تبلغ مئات الملايين من الدولارات تمت بينه وبين وزير مقرب جدا من السيد علي عثمان، وقالت أخبار المجالس أن السيناريو الذي تتبعه الاجهزة الامنية، يقول بأن الوزير المعني هو صلة الوصل بين قوش ومجموعة الضابط الإسلاميين الذين كانت تربطهم به صلات حزبية قديمة، وأن فوائد الصفقات المذكورة كانت ستذهب لتمويل التحرك العسكري، المجالس أيضا تناقلت أن الوزير المعني أوحى إلى أحد أفراد أسرته بضرورة ترتيب أمور أسرية وأخرى مكتبية تحسبا لأي طارئ.


    أما أقوى الشائعات التي انطلقت فكانت تستهدف السيد على عثمان طه نفسه تارة بالإعتقال وتارة بالإستدعاء للتحقيق، وقد سألني أحد الاخوان بشأن مغزى شائعة إعتقال السيد علي عثمان طه، والجهة التي أطلقتها؟ فأشرت إلى أن المغزى يعتمد على الجهة التي أطلقت الشائعة نفسها، فالإحتمال الأول والطبيعي أن الامن هو من أطلق الشائعة بغرض التمهيد وإستقراء رد الفعل داخل أروقة النظام ولدى الرأي العام، ولكن ثمة إحتمال أنه ومع تسرب المعلومات الأولية بشأن سيناريو جماعة الامن، أحس السيد علي عثمان بان خير وسيلة لحماية نفسه هي بإطلاق الشائعة التي ستخدم هدف إحداث إرتباك لدى عناصر الامن التي ستفاجأ بإنكشاف تفاصيل السيناريو الذي رسمته للأحداث، وما يعتضد هذا الإحتمال هو إنخراط علي عثمان المفاجئ في تأييد خطة العناصر الامنية التي أطلقت الرصاص على قدمي النظام فاردته جاثيا على ركبتيه ثم شرعت تعبئ سلاحها تمهيدا لإطلاق رصاصة الرحمة بين عينيه.


    فظهور علي عثمان المفاجئ بمظهر أقوى المؤيدين وحماسته وهو القانون في إدانة المتهمين من خلال حديثه عن الخيانة للعهد وللشهداء، إنما هو إمعان من السيد علي عثمان في محاولة تغييب الأثر على جماعة الامن وقطع الطريق عليهم من المضي قدما في خطتهم التي تستهدف الوصول إليه شخصيا.
    ولكن ما هي خطة الامن من سيناريو الإنقلاب المزعوم والتي جعلت المحامي علي عثمان يخرج عن سياق خلفيته القانونية ويرتدي قميص ذي "كولا" بيضاء وربطة عنق مطبوع عليها صورة مرشح الامن للرئاسة وتحتها شعار الحملة الإنتخابية، ( الفايت الحد بنساويهو)، والذي هو ترجمة سودانية بتصرف لخطبة الحجاج بن يوسف الثقفي المشهورة ( إني أرى روؤسا قد اينعت وحان قطافها وإني لصاحبها)، وبذلك يعلن عن نفسه ضابطا للعلاقات العامة في حملة الدكتور نافع علي نافع لخلافة البشير؟.
    لم يخفي الدكتور نافع علي نافع منذ أول يوم تولى فيه قيادة جهاز الامن والمخابرات قناعته بان الامن هو الجهة التي ينبغي أن يناط بها حكم السودان، وكان يستدل بأن وكالة الإستخبارات المركزية الامريكية هي التي تحكم أمريكا، وأن أي شخص لا ترضى عنه تلك الوكالة لن يدخل البيض الأبيض مهما صوت له المصوتون، وقد عمل نافع بجد ومثابرة من أجل إنفاذ قناعته هذه، فكان أول ما فعله هو الهجمة الشرسة على أجهزة الامن والمعلومات الخاصة بالحركة الإسلامية من خلال إفارغها من الكوادر المؤهلة، ثم من خلال ضربها ضربات قاضية تطور بعضها لمواجهة بالسلاح في ليالي الخرطوم والإنقاذ يومها لم تتعد السنة الثالثة من عمرها.


    أفكار الدكتور نافع وجدت طريقها إلى عقول عدد من كبار ضباط الامن الذين طالهم سيف التطهير خلال التعديلات الطارئة التي جرت على جهاز الامن بعد محاولة إغتيال الرئيس المصري السابق في أديس ابا في العام 1995وخروج الدكتور نافع وعدد من هولاء الضباط بما فيهم صلاح قوش نفسه من قيادة الجهاز إلى مواقع أخرى، فنافع يدعي أن محاولة الإغتيال برمتها لم تتم بمبادرة من الجهاز، وإنما تمت بتكليف من السيد علي عثمان، ولكن هذا الأخير لم ينبري للدفاع عنهم حين إنكشاف ظهرهم، بل صعد نجمه الشخصي وافلت نجومهم، لذلك فقد جعل نافع شغله الشاغل التقليل من شأن علي عثمان والعمل الدوؤب على السيطرة على مفاصل الحزب والسلطة وهو مطمئن إلى سيطرته على جهاز الامن حتى بعد خروجه من هناك.
    نافع لم ينتبه إلى أن عودة قوش إلى جهاز الامن وتوحيده للامن الداخلي والخارجي تحت امرته لم تكن ضمن خطته، وانما جاءت نتيجة لمثابرة حثيثة لصلاح قوش الذي إكتشف هو الآخر أن عليه تأمين موقعه في قيادة الامن وألا يكتفي بأن يكون رجل العمليات والمهام القذرة، غير أن نافع ومجموعته داخل الامن إستطاعوا توجيه ضربة خاطفة لقوش الذي أعماه الغرور المهني عن رؤية مواطن الخلل في عرش إمبراطوريته التي تضخمت كما تضخمت ذاته وتورمت حتى حجبت عنه الرؤية.



    بخروج قوش من الامن دانت السيطرة للموالين للدكتور نافع الذين ظل يستخدمهم في ضبط وتسيير ايقاع الحزب الذي امسك بتلابيبه، ومن هناك صعد عدد من منسوبي الامن إلى الوزارة قفزا بالزانة فوق روؤس الكوادر المدنية للحزب، وهكذا بينما ظل الرئيس البشير يقطع الوعود لشباب الحزب المتململ والمنتظر لفرصته في تسنم قيادة السلطة، خاصة بعد خروج جماعة المؤتمر الشعبي وتوفر الفرص لإحلال عناصر جديدة وتصعيد قيادات طلابية وشبابية من داخل الحزب، ولكن نافع كان شديد المراس وواضح في إصراره على إمضاء إرادته هو، فحتى التعديل الوزاري المحدود الذي صعد عدد من شباب وشابات الحزب إلى دست الوزارات كان لنافع نصيب الأسد فيه من خلال تصعيد وافدين تجاوزا لمجموعات الشباب والطلاب، وما أن دانت السيطرة التامة لنافع على مقاليد الامور ذهب هولاء الوافدين من مناصبهم، وتم أبدالهم بعناصر مباشرة من حوش الامن، فذهب حاج ماجد سوار، وعفاف احمد عبدالرحمن وسناء حمد، وصعد محمد مختار حسن حسين وتدرج كمال عبداللطيف درجات، وقفز فيصل حماد متجاوزا رقاب العديدين من الذين كانوا يشرئبون إلى المنصب الوزاري.



    ظل نافع مطمئن إلى أن خطته تسير وفقا لأجالها المضروبة وفي ظل وجود الرئيس البشير الذي لا يجتهد في قراءة التفاصيل ولا مراجعة أهداف الخطط ومراحلها، بإختصار رئيس صوري، خاصة في ظل وضعه المنعزل تماما خارجيا ومحاذرة علي عثمان من غضب الرئيس وإحجامه عن التحرك في هذه المساحة الواسعة من الفراغ المريع الذي أحدثه قرار المحكمة الجنائية الدولية بملاحقة البشير.
    غير أنه ومنذ يوليو العام 2011 حدث تطورين مهمين كان لهما أثر كبير في إرباك خطط الدكتور نافع، الأول هو تحالف الأضطداد داخل المؤتمر الوطني ضده، ففي إطار ترتيبات تمهيد الطريق لإكتمال دولة الامن الموعودة، تفتقت عقلية الجماعة الامنية بقيادة الدكتور نافع عن ضرورة التعجيل بمعالجة الأوضاع الملتهبة في النيل الأزرق وجنوب كردفان، وهكذا أقدم نافع على خطوة مفاجئة بتوقيعه اتفاقا مع الحركة الشعبية قطاع الشمال في أديس أبابا، وتقول المصادر أن نافع قبيل ذهابه إلى أديس أبابا أطلع الرئيس البشير على خطوته واقنعه بجدواها، ولكن الذي لم يحسب نافع حسابه هو أن ينضم عبدالرحيم محمد حسين إلى مجموعة علي عثمان في إجتماع المكتب القيادي الذي ناقش الإتفاق ورفضه بالأغلبية، حينها أدرك الدكتور نافع هشاشة موقفه وأن جيوب المقاومة لخطته لا تزال تمتلك أسنانا يمكنها أن تسبب له الأذى.



    أما التطور الثاني فهو مرض الرئيس البشير وإستغلال جماعة علي عثمان الحدث لإفشاء الحديث عن خلافة الرئيس، فحسب ترتيب الأوضاع الحالي ووفقا للدستور فانه في حال ذهاب البشير فينبغي أن يتولى رئيس المجلس الوطني إدارة البلاد إلى حين إنتخاب رئيس جديد في غضون ستين يوما، ومعلوم أن فرص السيد علي عثمان في نيل ثقة المؤتمر الوطني للترشح لا تزال أقوى من حظوظ الدكتور نافع.
    لكل ما تقدم فقد كان لزاما على الدكتور نافع وجماعته دفع عجلة خطتهم إلى مرحلة متقدمة، وإرباك تكتيكات الخصم المتمثل في جماعة السيد علي عثمان، ووفقا لقراءة نافع فان علي عثمان سيعتمد على زخم تأثيره في أوساط بقايا الحركة الإسلامية داخل النظام، وهذا يفسر الهدف من خطبته العصماء في مؤتمر الكيان الخاص الأخير، فالرجل انتهت فرصته لتولي منصب الامين العام الرمزي، وكان من الطبيعي ألا يعلو صوته فوق صوت الامين العام الجديد المنتخب، ولكن علي عثمان قصد بخطبته الهتافية تلك الإشارة إلى أنه ربما يكون قد تنازل عن المنصب الرمزي، ولكنه لم يتنازل عن أدواته في التأثير والقيادة وإستثارة العاطفة، بإختصار أراد القول بانه هو الزعيم وأن منصب الامين العام لم يكن يضيف اليه شيئا وأن ذهابه عنه لن ينقصه من حقه الطبيعي شئ.



    من جهة ثانية فان تقارير مجموعة نافع تشير إلى أنه ومنذ عودة الدكتور عوض الجاز إلى وزارة الطاقة، وعلى الرغم من الخروج المهين لصلاح قوش من مستشارية الامن، إلا أن الدكتور عوض الجاز سهل حصول صلاح قوش لتعاقدات ضخمة لمد وزارة الطاقة بالمواد البترولية، وأن صلاح قوش إستخدم أموالا خارجية لتمويل الصفقات، ولضخامة المبالغ فقد رجحت مصادر الامن أن الاموال ليست لصلاح قوش وحده بل تعتقد جماعة الامن أن الدكتور عوض الجاز والسيد علي عثمان سمحا للسيد صلاح قوش باستخدام أموالهما المودعة خارج البلاد مع أمواله هو لتمويل الصفقات والحصول على أرباح بغرض تقوية موقفه المالي وتمكينه من التحرك المضاد ضد جماعة الامن التي تآمرت عليه وأخرجته من مناصبه الرسمية.
    بقى لجماعة الدكتور نافع جبهة تكاد تكون مغلقة ومبهمة عليهم ليس لهم فيها أي تأثير ولا يملكون لها مفاتيح تمكنهم من النفاذ إليها، ألا وهي جبهة الجيش، فعلى الرغم مما أصاب الجيش من خراب كبير من خلال الحروب المتطاولة وإنفصال الجنوب وفقدان الجيش لأعداد كبيره من جنوده وضباطه، وتطورات حرب دارفور التي أودت هي الأخرى باعداد كبيرة من الجنود والضباط الذين تمت إحالتهم للمعاش بسبب الشك في ولائهم لعقيدة الحرب المعلنة على أهاليهم، وعلى الرغم من فقدان الجيش لمؤسساته الإقتصادية وإعتاماده بالكامل على ميزانية الدولة، فعلي الرغم من ذلك يبقى الجيش قوة بشرية منظمة يسهل تحريكها وتعبيئتها إذا تقدمتها القيادات المؤثرة.



    لكل ما تقدم فقد بات واضحا لجماعة الامن أنها بحاجة إلى دفع خططها مراحل متقدمة بحيث تقفل الطريق على خيارات جماعة السيد علي عثمان في ظروف ذهاب الرئيس البشير الوشيك، وهكذا جمعت هذه الجماعة أوراقا كثيرة مبعثرة تجمعت لديها وأدلة تحصلت عليها خلال عملها الدؤوب ضد المعسكر الآخر، أما ضباط الجيش فلم يكن عسيرا الإيقاع بهم من خلال وثائق فطيرة لا ترقى إلى درجة الشك دع عنك الإدانة، فبعض الأوراق المقدمة كأدلة ضد بعض هولاء الضباط تذاكر سفر للعلاج دفعت من خارج ميزانية القوات المسلحة، ومكالمات هاتفية بين بعضهم وبين شخصيات معروفة بانتقادها للأوضاع، وشباب من المجاهدين السابقين.
    وقد كاد سيناريو جماعة الدكتور نافع أن يتهاوى خاصة في غياب ناطق رسمي باسم السيناريو ملم بتفاصيله ومتحمس للدفاع عنه امام وسائل الإعلام، فمنذ اليوم الأول ظهر التضارب جليا في تصريحات المسؤلين الرسمين الذي إختارت المجموعة الإعلان عن السيناريو من خلالهم، فوزير الإعلام الذي أعلن نبأ المحاولة الإنقلابية في مؤتمر صحفي، لم يستطع تحديد أكثر من ثلاثة أسماء من المتهمين، أما مستشار الوزير نفسه فقد قطع باعتقال اللواء كمال عبدالمعروف ضمن المعتقلين، هذا بينما تحدث الدكتور قطبي المهدي عن أن الأمر لا يعدو أن يكون أحاديث ومكالمات بين الأشخاص ولم يتطور إلى أفعال.



    لقد حرص السيد علي عثمان على إحاطة نفسه بهالة من الغموض والسرية، وقد كان يسره أن يعرف عنه انه شديد المراس في طلب الثأر ممن يسئ إليه مهما تطاول الزمان، هذه المواصفات المستحقة والتي نالها السيد علي عثمان بالسعي الدوؤب إليها، ستجعل من الصعب على جماعة الامن الركون لمسحة الحماس التي رسمها على وجهه وهو يتقدم صفوف المدافعين عن سيناريو المحاولة الإنقلابية المزعومة، خاصة وأن السيد علي عثمان مضى شوطا أبعد مما هو متوقع أو مطلوب ( ملكي أكثر من الملك) أو زود العيار، لذلك فالراجح أن طلبه لملء وظيفة ضابط علاقات عامة لحملة الرئيس نافع علي نافع سيتم رفضه، على كلٍ مرحبا بالسيد علي عثمان في صفوف معارضة سلطة الامن وبيوت الأشباح، هذا طبعا بعد أن يقضي -ولأول مرة في تاريخه السياسي المتطاول- بضعة أشهر بجوار الأخ المصابر يوسف محمد صالح لبس الذي لبث في سجن كوبر بضع سنين.
                  

12-04-2012, 09:37 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    المؤتمر الثامن للحركة الاسللامية : تحرير الخلاف
    December 2, 2012

    غازي صلاح الدين العتباني

    انتهى المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية وقد أوسعه المراقبون بالتغطية والشرح والتحليل، بينما توقفت عن أن أقول فيه أي قول، توقياً لما قد تحدثه أية كلمة لا توضع موضعها الصحيح أو تفهم بدلالتها المرجوة من إرباك لرأي عام هو أصلا مرتبك بسبب حوادث متعاقبة ألمت بالساحة العامة، فكما قال أبوبكر رضي الله عنه “البلاء موكل بالمنطق”. لكنني أيضاً خشيت أن تندرس العبر التي تفتقت من انعقاد المؤتمر وتفوتنا حكمتها في زمن نحن أحوج ما نكون فيه لاستخراج العبر من كسبنا وأعمالنا، فرأيت أن أدنى ما أفعله هو تحرير الخلاف من وجهة نظري، متحرياً في مسعاي العدل للآخرين ولنفسي. وأدعو الله أن يهديني لأحسن القول والعمل وأن يكتب لعملي وقولي حسن العاقبة.


    الدرس الأول الذي تعلمناه في الحركة الإسلامية كان في التوحيد. أن الله واحد لا شريك له، وأنه لا ضار ولا نافع، ولا معطي ولا مانع، ولا واهب ولا ممسك إلا هو. لا رب يرزق ولا إله يُعبد وتخضع له المخلوقات إلا هو – سبحانه. وقد استفدنا من ذلك الدرس ألا نعبد الأغيار الزائلين، وألا نهاب الرجال، وأن نقول آراءنا بضمير حر وبأعين لاتطرف.
    كم أطربتنا كلمات ربعي بن عامر التحريرية أمام رستم قائد الفرس: “لقد ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.”
    وقد أعجبنا أن نجادل أهل الملل بالآية: “ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر.” ونتحداهم أن يبرزوا لنا نصاً مثيلاً يكرّم الإنسان ويعلي شأنه ويحفظ حرماته.


    كنا نشدد على حرية ضمير الفرد كما ضمنها رب العباد الذي ترك لبني آدم أن يختاروا بين الكفر والإيمان “من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر” وجعل حسابهم على الله يوم يلقونه. ما كنا نرى أجمع ولا أمنع من هذه الآية في تأسيس مبدأ الحرية على قاعدة متينة.
    وقد باهينا خصومنا بأقوى نصّ في إثبات العدل منهجاً للحكم: “إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل.” أي العدل للناس جميعا، لا للمسلمين وحدهم، فضلاً عن أن يكون عدلا تختص به جماعة أو قبيلة أو بطانة خاصة.
    لقد آمنّا أن أقوى ما في الإسلام هي طاقاته التحريرية؛ دين يحرر الفرد من هواه وشهواته، وعبوديته للمادة ولمتاع الأرض، وغريزة العدوان. ودين يحرر الجماعات والأمم من الذل والظلم والحيف والفساد. وأشد ما جذب الناس إلى دعوة الحركة الإسلامية هو تبنيها لتلك المفاهيم في سياق معاصر، فالناس يرغبون في أن يتدينوا وأن يعيشوا عصرهم دون تناقض.
    كانت تلك –وما تزال- صفوة المفاهيم والمثل التي حركت الشباب والشيوخ إلى أن يضحوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل دعوتهم إلى الله من خلال مسيرة الحركة الإسلامية في الأعوام الستين الماضية. والتداعي إلى إحياء تلك المثل العظيمة شكل خلفية المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية: إيمان قوي بالمثال، وإحساس مسيطر باستدراك ما أفلت من وعد، وأمل غلاب بأن يكون المؤتمر انطلاقة لصحوة جديدة.


    غلب على المؤتمر جدل قانوني تركز في مادتين من الدستور. كان جدلاً يمثل في حقيقته اختلافاً بين منهجين في النظر إلى دور الحركة الإسلامية. المنهج الأول كان يرى أن المؤتمر الوطني يغني عن الحركة، وأن قيام الحركة سيخلق إزدواجية مربكة، وأن المرجعيتين (الحركة والمؤتمر) ستتشاكسان وسينعكس تشاكسهما على الدولة. واستشهد أصحاب هذا الرأي بحالات موثقة –خاصة في الولايات- استخدم فيها منسوبو الحركة مواقعهم للمنافسة والمناقرة مع أجهزة المؤتمر الوطني وحكومات الولايات. كان بعض أصحاب هذا الرأي يؤصلونه في نظرية “وحدة القيادة” التي التمسوا لها أصلاً شرعياً. وقد عبر ذلك الرأي عن نفسه في وقت من الأوقات عبر مطالبته بتذويب الحركة في الحزب والحكومة تذويباً كاملاً.


    أصحاب المنهج الآخر رأوا أن وجود الحركة حق أصيل ومؤسس في عقد إنشاء الجماعة، وأنه لا يحق لأي فرد أو ثلة أن يخرقوا ذلك العقد بإجراء مفرد من ناحيتهم. كانوا يتفقون مع أصحاب الرأي الأول في ضرورة ألا تتشاكس المرجعيات وألا يتخذ العمل من داخل الحركة وسيلة لمكاسب دنيوية تحصل من خلال التنازع مع السلطة. رأى أصحاب هذا المنهج أن الحركة ليست حزباً سياسيا وإنما هي حاضنة ومثابة يأوي إليها أبناؤها ليجددوا فكرهم وإيمانهم وليجدوا فيها القدوة الحسنة ويجدوا لديها القوة الأخلاقية التي تذكرهم بالمثل والقيم التي اجتمعوا عليها. آمن أصحاب هذا المنهج أن بعض أدواء السياسة والمجتمع، مثل استشراء القبلية والجهوية، لا يداوي منها إلا الانتماء إلى فكر تسنده قوة الوحي. جادل أصحاب هذا الرأي بأن بقاء الحركة هو الضامن من انحراف السلطة التي تواليها عن نموذجها الأخلاقي.


    احتج أصحاب هذا الرأي بأنه لكي تتأهل الحركة لأداء أدوارها ينبغي أن تستقل عن الحكومة وتأثيراتها المختلفة بوسائل السلطة المتعددة وعبر التمويل وما يحمله معه من سلطة أمر وزجر، وقبض وبسط. الاستقلال من السلطة وليس العداء لها، كما فهم بعض الناس. الاستقلال الذي يجعل الحركة تحدد هي وحدها أجندتها وأولوياتها وهمومها ووسائلها في العمل. الاستقلال الذي يحميها من أن تصبح امتدادا للسلطة تنشط في مواسم التنويرات للعضوية عند الملمات وتهمل وظائفها بقية العام. الاستقلال الوظيفي والمالي الذي يحمي الحركة من أن تغريها الأموال العامة فتمد يدها إلى ما لا تستحقه بقانون أو دستور. الاستقلال والقوة اللذان يؤهلان الحركة لأن تحمل مشروعاً، وتفصح عن رؤية، وتقدم إجابات لمشكلات عصرها، وتطلق مبادرات تتصدى للتحديات التي يواجهها مجتمعها. بعبارة أخرى الاستقلال الذي يعينها على أن تؤدي رسالتها بأن تصبح مرجعية أخلاقية نموذجية تعبر عن قيم الإسلام في الحكم والحياة العامة. وبالجهة الأخرى –وهذا مهم للغاية- الاستقلال الذي يحمي الدولة وأجهزتها القومية الخادمة لمصالح المواطنين جميعاً من أن تعدها الحركة محض امتداد تنظيمي لها.


    هذه الرؤية، رؤية الإسلام الباسط للعدل، المحرر للإنسان، وحركته الحرة المستقلة التي لا تتبع للدولة ،لكنها أيضاً لا تشاكسها أو تعاديها ما انضبطت بضوابط الإسلام، هي التي ملكت قلوب المشاركين في المؤتمر وأيقظت وعيهم منذ وقت مبكر ابتداءً من المؤتمرات القاعدية إلى مؤتمرات الولايات. وكل تلك المؤتمرات حسمت الجدل المذكور لمصلحة بقاء الحركة، لكن بمواصفات جديدة تناسب المرحلة التاريخية وتضع في اعتبارها التحولات الكبرى التي جرت في السودان والعالم من حوله. وبقي بعد ذلك إعداد دستور يعبر عن هذه الرؤية ويجسدها واقعا وممارسة.
    كلف بهذه المهمة إخوة كرام تقدموا بمشروع دستور لمؤتمرات الولايات وللمؤتمر العام. وقد برز من خلال الجدل حول الدستور الخلاف الذي أشرنا إليه آنفا الذي انصب بصورة أساسية نحو مادتين نالتا معظم الوقت في النقاش، ومادة ثالثة نالت، على أهميتها، حظاً أقل من النقاش، وذلك على النحو التالي:


    أولاً، المادة التي تناولت طريقة انتخاب الأمين العام. نصّ الدستور المقترح على أن انتخاب الأمين العام يجري من مجلس الشورى بدلا من المؤتمر العام، علماً بأن انتخاب الأمين من المؤتمر العام ظل تقليداً سارياً متفقاً عليه طيلة الأعوام الستين الماضية حتى انتخابات 2008. قيل في تبرير هذا المقترح إن مجلس الشورى هو المكان الأنسب “للجرح والتعديل.” لكن الواقع هو أنه عند انعقاد مجلس الشورى أجريت الانتخابات دون أي جرح أو تعديل. أثارت هذه المسألة تساؤلات عميقة حول النية الحقيقية من التعديل، وعدّه بعضهم وسيلة للانتقاص من تفويض الأمين العام، بل ذهب بعضهم إلى أن السبب يكمن في حقيقة أن قرارات مجلس الشورى والانتخابات فيه أكثر قابلية للتحكم فيها مما إذا أجريت في المؤتمر العام. ولم يشرح أحد لماذا أضربت الحركة في الأعوام الستين الماضية عن اتباع حكمة الانتخاب من مجلس الشورى وعدلت عنها إلى الانتخاب من المؤتمر العام. أو لماذا وعدنا بانتخابات أفضل من خلال الجرح والتعديل في مجلس الشورى، ثم ألغي الجرح والتعديل عند التطبيق الفعلي.
    كانت الحجة الأخرى التي سيقت في معرض تفضيل الانتخاب من مجلس الشورى هي أن المؤتمر العام أكثر عرضة “للهرج والمرج”، بما يعني أنه أقل رشداً من مجلس الشورى الذي، كما وعدنا، سيحيي سنة الإسلام في الجرح والتعديل، هذا رغم أن الدستور قد أثبت في نصّه أن المؤتمر العام هو السلطة العليا للحركة، ويفترض أن صاحب السلطة الأعلى هو الأولى باتخاذ القرارات المصيرية في شأن الحركة. المنطق المستخرج من هذه الحجة يستوجب أن يلغى المؤتمر العام من الدستور أو أن يجعل في درجة أدنى من مجلس الشورى في الترتيب.


    المادة الخلافية الثانية تناولت فقرة جديدة وغريبة للغاية. تلك هي المادة التي نصّت على تكوين “قيادة عليا للحركة” من الأمين العام وعدد من القيادات التنفيذية، على اعترافنا بفضلهم كأفراد، إلا أنهم لم ينتخبوا من قواعد الحركة بل انتخبوا من كليات أخرى ليست من جسم الحركة. على سبيل المثال سيكون من بين هؤلاء بالضرورة السيد رئيس الجمهورية ونوابه ورئيس المجلس الوطني. وكما هو واضح فإنه بهذا الترتيب اندرجت أجهزة الدولة وقياداتها في جسم الحركة وقيادتها دون أن تنتخب من مؤسسات الحركة وعبر نظمها. وبذلك تكون الحركة قد التحمت بالحكومة بأشد مما حدث في أي وقت مضى. وفي ظل هذا الوضع الذي أصبح فيه الأمين محاطاً بثلة من الرجال الذين يفوقونه قوة ونفوذاً، لن يستطيع الأمين أن يتبنى أية مبادرة دون إذن من القيادة العليا التي أصبحت الآن مستوىً تنظيمياً يقيّد الأمين العام يحول بينه ومجلس شوراه. المشكلة الرئيسية في هذا المقترح تكمن في الخلط بين وظائف الحركة المستقلة والدولة والاعتقاد الخاطئ بحتمية الصدام بين الحركة والحكومة إذا لم يحكم دمجهما، وهو اعتقاد ليست له أسباب موضوعية تبرره.


    من ناحية أخرى فإن فكرة القيادة العليا تثير أسئلة قانونية وأخلاقية شائكة، خاصة وأنه قد أعلن رسمياً الآن أن رئيس الجمهورية قد أصبح رئيساً للقيادة العليا للحركة الإسلامية. المشكلة تكمن في أن الحركة الإسلامية غير مسجلة قانونياً حتى الآن. وقد جرى جدل مطول داخل الحركة حول هذه المسألة في وقت سابق وكان الاتجاه الذي يرى ضرورة تسجيلها قانوناً هو الاتجاه الغالب. الآن، بحسب هذه المادة، فإن رئيس الجمهورية، وهو الحارس الأول للدستور وللقانون ورمز وحدة البلاد الذي انتخبه الشعب السوداني وأعطاه بيعته، سيصبح رئيسا لجماعة غير مسجلة قانوناً. وهذا يعني، نظرياً على الأقل، أن الباب مفتوح لجماعات أخرى كي تنشئ حركات فكرية وثقافية، إسلامية وغير إسلامية، غير مسجلة قانوناً وتدعوا السيد رئيس الجمهورية ليكون رئيساً لقيادتها العاليا. وسيكون غير مبرر إطلاقاً أن يرفض الرئيس طلبها إلا إذا أردنا أن نضعف واجبه الأخلاقي الذي يجعله حكماً عدلاً وقائداً محايداً لمواطنيه. ولا يستطيع المرء أن يحيط بالتعقيدات التي تتسبب فيها هذه المادة. على سبيل المثال كيف تكتسب الحركة، غير المسجلة قانوناً، شخصية اعتباريه؟ وهل يمكن لها دون هذه الشخصية الاعتبارية أن تقاضي، وتتعاقد، وتفاوض، وتتفق، وتفتح حسابات عامة في البنوك خاضعة للمساءلة والمراجعة القانونية؟ إني لأعجب، كيف خفيت هذه المسائل على قيادات الحركة ومن بينهم قانونيون كبار! إن هذه المادة لا شك تنشئ وضعاً قانونيا لا نظير له في أي بلد في العالم. وبمقابل هذا المثال نجد المثالين المصري والتركي حيث تخلى الرئيس المصري محمد مرسي، والرئيس التركي عبد الله قل عن انتماءاتهما الحزبية والتنظيمية لأول انتخاب كل منهما لرئاسة الجمهورية.


    ثالثاً، المادة الثالثة تتعلق بالنص على أن من اختصاصات الحركة أن تنشئ حزباً سياسياً وفق القانون. وهذه المادة أيضاً تثير مشكلات قانونية وأخلاقية مشتجرة. أولا لأن قانون الأحزاب ليس فيه نص على أن الأحزاب تنشأ بإرادات أحزاب أو جماعات أو تنظيمات أخرى، حتى ولو كانت تلك الأحزاب والجماعات والتنظيمات مسجلة قانوناً. قانون الأحزاب ينصّ على أن الأحزاب تنشأ بإرادة المؤسسين دون وسيط أو وكيل أو كفيل. أي أن أصحاب الحزب المسئولين عنه قانوناً هم مؤسسوه. والمؤتمر الوطني حزب قد تأسس منذ أكثر من عشر سنوات فما المعنى لأن يدرج في دستور الحركة ما يتضمن الإشارة إليه وإن لم يذكر نصاً. كان يكفي أن يقال إن الحركة ستمنح ولاءها للحزب الذي يخدم أهدافها، وتبقى مسألة تحديد ذلك الحزب، الذي لا يشك أحد في أنه المؤتمر الوطني، مسألة تفاهم أهلي بينهما. وعندئذ، واحتراماً لحقوق الثمانين بالمائة من أعضاء المؤتمر الوطني، الذين هم ليسوا أعضاءً في الحركة الإسلامية وربما لا يرغبون في أن يكونوا أعضاءً فيها، يجب على الحركة الإسلامية أن تتقدم هي بمبادرتها وعرضها للتأييد للمؤتمر الوطني ثم يوافق هو عليها. أما أن يعلم هؤلاء الثمانون بالمائة من أعضاء المؤتمر الوطني أن حزبهم قد أنشئ في الحقيقة بإرادة جماعة لا ينتمون هم إليها، وأن رئيسهم، رئيس المؤتمر الوطني، هو في ذات الوقت رئيس بحكم منصبه لتلك الجماعة التي أنشأتهم، فإن هذا مما يضعف ثقة أعضاء المؤتمر الوطني بحزبهم ويضعف مشروعية المؤتمر الوطني نفسه في الساحة العامّة.


    كل هذه الاعتراضات قائمة في حالة ما إذا كانت الجماعة مسجلة قانوناً، أما أن تكون كل هذه الاعتراضات الشائكة قائمة ومصوبة نحو جماعة لا يراها القانون ولا يعترف بها، فإن المشكلة تصبح أعقد.
    عندما خاطبت الحاضرين من منصة المؤتمر العام لم استفض في نقد تلك المواد لأنني رأيت الأولوية هي لأن أقول كلمات توحد الصف وتلأم الجراح. كنت أحاول أن أدعو الجميع لأن يتطلعوا إلى حركة مستقلة حرة واثقة بنفسها ترفع رأسها عاليا لتفخر مع نظيراتها من الحركات الإسلامية في دول الربيع العربي. ولقد استشهدت بعبارة السلف: “رأيي صواب يحتمل الخطأ” وأنني مستعد لأن أسلم للرأي الآخر إذا صدر من ضمير يقظ ودون تأثيرات جانبية ترغّب وترهّب.


    برغم ذلك تواترت شهادات قوية، من الجمع الذين يستحيل تواطؤهم على الكذب، بأن بعض الأجهزة التنظيمية تدخلت للتأثير على نتائج التصويت للقرارات والأشخاص، وأنها مررت توجيهات من قيادتها العليا بالتصويت للدستور جملة دون تعديل، وبالتصويت لأشخاص بعينهم دون آخرين. وقبل انعقاد هذا المؤتمر العام ثبت من أخبار متواترة، أكدتها رسالة مشهورة من رئيس اللجنة التحضيرية، أن لجان تنسيق تجتمع على مستوى الولايات فما دونها لتتبنى باسم القيادة قرارات ومرشحين بعينهم يصوت لهم الأعضاء. وقد عزز تلك المخاوف من تدخل الأجهزة التنظيمية في اختيارات الأعضاء أن حكمين فعليين بتجميد نتائج الانتخابات قد صدرا في شأن ولايتين جرت فيهما تلك الممارسات.
    هذه المخالفات تستوجب الوقوف عندها والتصدي لها لأنها تشير إلى خلل جوهري في المفاهيم المؤسسة والممارسات، وتوضح مدى ما اعترى الحركة من علل وأزمات بسبب غيابها –أو تغييبها- المتطاول. إنها علل وممارسات نزعت الروح من عبارات ربعي بن عامر الرنانة ومن وعود الإسلام التحريرية وجعلتها محض صدىً يأتي من خارج المكان والزمان. إن الوشيجة الأقوى التي تربط أية جماعة تناصرت على دعوة هي الثقة. وشيوع الثقة في الجماعة مرهون بإقامة العدل فيها وتكافؤ الفرص وانتفاء التمييز بين أعضائها. هذه هي القيم التي تجمع، فإذا انتفت انتفى الإجماع وحل التفرق والشتات. لقد قلت في مناسبات سابقة إن الوظيفة الأساسية للحركة الإسلامية هي أنها سلطة ومرجعية أخلاقية، فإذا فقدت هذه الوظيفة فقدت مبررات وجودها، والله –سبحانه- قادر على أن يستخلف لدعوته آخرين.


    لقد استفسرني كثيرون عن سبب إعلاني عدم الرغبة في الترشح لمنصب الأمين العام في اجتماع مجلس الشورى رغم أن معظم أعضاء المؤتمر كانوا يؤيدون ذلك الترشيح، ووعدتهم بأن أجيبهم في الوقت المناسب. وهذه لحظة مناسبة لأوضح أنني عزفت عن الترشح لسببين. الأول هو لأن إثبات صيغة القيادة العليا التي شرحت اعتراضاتي عليها هي في نظري مخالفة واضحة لدستور البلاد وقوانينها، كما أن الأمين العام في ظل تلك الصيغة لن يملك سلطة حقيقية تمكنه من أن يقود مبادرات الإصلاح؛ لأنه لن يتحرك إلا بهموم السلطة وأدواتها. والسبب الثاني هو أن مناخ الشحن والتعبئة داخل اجتماع مجلس الشورى الذي أحدثته الأجهزة التنظيمية المذكورة بقبضتها وتوجيهاتها، لم يطمئن إلى إمكانية إجراء انتخابات عادلة ونزيهة تعبر تعبيراً حقيقياً عن ضمير الحركة وإرادتها.


    إن الحركة الإسلامية الموالية للمؤتمر الوطني تمر الآن بمنعطف حرج في مسيرتها الخاصة يواقت منعطفاً مماثلاً في مسيرة السودان كله. لقد تقسمت الحركة الإسلامية التي نشأت قبل أكثر من ستين عاماً إلى جماعات، من بينها حركة الإخوان المسلمون، والمؤتمر الشعبي، والحركة الإسلامية السودانية، وبعض الجماعات السلفية. وتقع على الحركة الإسلامية السودانية بصورة خاصة، بسبب امتلاكها مقاليد السلطة، قيادة جهود التوفيق بين هذه المجموعات في سياق سعيها لتوحيد الساحة السودانية الوطنية العامة. لكنها كي ما تؤدي هذه المهمة بنجاح عليها أن تسترد مشروعيتها وعافيتها بأن تشيع الثقة والعدالة داخل صفها أولاً، وأن ترمم مصداقيتها التي اهتزت بشدة بسبب ما جرى في المؤتمر. وإن نصيحتي للقائمين عليها، بل مطالبتي لهم هي:
    أولا: التحقيق في الاتهامات التي وجهت لأجهزتها بخرق عهود الحيدة والعدل بين أعضائها مما أوردنا طرفاً منه أعلاه. ويجب أن تتولى ذلك التحقيق لجنة يقوم على اختيارها إجماع. إن إثبات أن تلك الخروقات قد حدثت أو أنها لم تحدث سيكون له وقع مصيري على مستقبل الحركة وكفايتها ونظرة أعضائها إليها.


    ثانياً: إجراء دراسة قانونية مدققة عاجلة تتناول ما أوردته من مخالفات قانونية ودستورية في شأن المادتين الثانية والثالثة المذكورتين أعلاه في الدستور الذي أجازه المؤتمر العام بإجراءات إيجازية، وذلك حتى لا نضع السيد رئيس الجمهورية في موضع مخالفات دستورية وقانونية


    برغم أنني خصصت هذا البيان للحديث عما جرى في المؤتمر العام للحركة الإسلامية، إلا أنني أؤكد أن القضية التي ينبغي أن توحد السودانيين الآن هي الأزمات والفتن التي تحيط بالبلاد، وهو ما يدعوا المؤتمر الوطني والحكومة أكثر من أي وقت مضى لقيادة الإصلاح وتوحيد الصفوف، الشئ الذي لن يتاح لهما بغير تأكيد مصداقيتهما السياسية والأخلاقية. إنني أؤكد إلتزامي الشخصي بالعمل إيجابا لما فيه مصلحة البلاد. وسواء أوضحت آرائي من منصة حزبية، أو منطلقاً من علاقاتي في الساحة العامة، فإنني سأكون أجهر تعبيراً وأوضح بياناً عن رؤاي في الإصلاح السياسي، والوحدة الوطنية، والحكم الراشد.


    ----------------

    بين (التخريب) الإصلاحي و (الإصلاح) التخريبي في الخرطوم

    عبد الوهاب الافندى
    December 2, 2012

    [email protected]
    (1)

    عقب الإعلان الأسبوع الماضي في الخرطوم عما سمي بالعملية “التخريبية”، قامت الأجهزة الأمنية بنصب كمين في منزل المتهم الرئيسي العميد محمد ابراهيم عبدالجليل (ود ابراهيم) في الخرطوم بحري، حيث تم اعتقال كل زواره من العسكريين وإحالتهم للتحقيق. وفوق كون هذه العملية القبيحة عدوان غير مسبوق على مقومات الخلق السوداني الأصيل في التضامن الاجتماعي، فإنها تمثل غباءً لا نستغربه من أجهزة الأمن. ذلك أنه لو كان هناك عسكريون ضالعون في محاولة ود ابراهيم الانقلابية، فإنهم لن يكونوا من الغباء بحيث يعرضون أنفسهم للكشف بزيارة منزله بعد ساعات من اعتقاله.

    (2)

    في رد فعل عفوي على هذا الحضيض الأخلاقي الجديد الذي انحدر إليه قادة النظام، قام ثلاثة من الضباط الشباب بالتوجه إلى منزل ود ابراهيم وهم بكامل زيهم العسكري، ووقفوا أمام المنزل حيث أدوا التحية العسكرية قبل الدخول إلى المنزل للسلام على أسرة زميلهم المعتقل. وكما كان متوقعاً، ومنتظراً من قبلهم، سرعان ما وصلت سيارات عسكرية لاعتقال الضباط الثلاثة واقتيادهم إلى التحقيق.

    (3)

    هذه العملية الاحتجاجية الرمزية كانت تذكيراً لأصحاب الذاكرة الضعيفة بأن أعظم الانتفاضات في تاريخ السودان الحديث لم تكن انتفاضة أكتوبر عام 1964 التي أطاحت بالحكم العسكري خلال أسبوع واحد، ولا انتفاضة مارس-أبريل 1985، التي أدت المهمة نفسها خلال أسبوعين، بل كانت كانت ثورة 1924 ضد الاستعمار البريطاني وتأييداً للوحدة مع مصر، والتي قاد شقيها المدني والعسكري ضباط عاملون وسابقون. وقد استوحى الشباب حركتهم الرمزية من تلك الانتفاضة العظيمة، التي نفذ فيها ضباط شباب عملية احتجاجية بأداء التحية أمام منزل قائد الثورة المعتقل، والتعرض للاعتقال.

    (4)

    التطابق الرمزي المتعمد تذكير أيضاً بعدم صحة الوهم المتداول الذي يتهم الجيش السوداني بأنه أصبح الذراع العسكري لحزب المؤتمر الوطني (وهو على كل حال حزب وهمي بدوره). فإذا كانت القوات التي أنشأها الاستعمار ودربها تحولت إلى مستودع الشعور الوطني وقادت الثورة ضد الاستعمار، فإنه ليس مستغرباً أن تظل القوات المسلحة السودانية مستودع الشرف والكرامة حتى في ظل نظام دكتاتوري بذل جهده لتدجينها. فغالبية الضباط الشرفاء يرون أن واجبهم هو حراسة كرامة الوطن والمواطن، وليس حراسة الفساد والفاسدين والمفسدين.

    (5)

    الضباط الثلاثة لم يكونوا بالقطع على صلة سابقة بود ابراهيم ومجموعته، وحركتهم الاحتجاجية مؤشر على أن هناك انتفاضة كبرى تتشكل في كل قطاعات القوات المسلحة، وأن اعتقال عشر ضباط، حتى مائة ضابط، لن يحل هذه المشكلة، كما لم تحسم إجراءات مبارك انتفاضة التحرير، بل سيفجر الأزمة.

    (6)

    بمجرد إعلان الحكومة عن المحاولة “التخريبية”، تسابقت قيادات النظام للإعلان عن سلسلة من المبادرات والوعود “الإصلاحية”، بنيما جدد نائب الرئيس علي عثمان الدعوة لأحزاب المعارضة للانضمام إلى لجنة إعداد الدستور، وقام الرئيس بإجراء اتصال هاتفي برئيس حكومة الجنوب يعرض فيه التعاون لتنفيذ اتفاق أديس أبابا. وقد ثني وزير الدفاع باتصال مماثل بوزير دفاع الجنوب يعرض التعاون، بينما انخرط مساعد رئيس الجمهورية في لقاءات مكثفة مع المبعوث الأمريكي أبدى فيها “مرونة” غير معهودة. وإذا استمرت الأمور على هذا المنوال، فلن نستغرب إذا سمعنا بإجراء الرئيس اتصالاً هاتفياً مع مورينو-أوكامبو يعرض فيه تسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية كما فعل صديقه سيف القذافي، ولعلها تكون خطوة استباقية موفقة.

    (7)

    لعله من المستغرب أن يكون الرد على محاولة “تخريبية” كل هذا التمسح بالإصلاح وإظهار الاعتدال والمرونة. ولعل هذا يؤكد اقتناع أركان النظام بأن المحاولة هي في الواقع جهد إصلاحي مقدر، بينما يؤكد لنا أن ما يعلنه هؤلاء من مبادرات “إصلاحية” ما هو في الواقع إلا محاولات تخريبية حقيقية، تسعى إلى سرقة جلباب الإصلاح لتجنب المصير الأسوأ. وكان يمكن أن نشبه هذا الميل المفاجيء للإصلاح ومرونة المواقف بإيمان فرعون ساعة الغرق، سوى أن فرعون كان صادفاً في إيمانه بعد فوات الأوان، بينما مبادرات هؤلاء “الإصلاحية” ينقصها الصدق للأسف.

    (8)

    مهما يكن فإننا نعتقد أن الفئة الحاكمة قد استنفدت كل فرصها لتدارك أخطائها، وكان أخرها مؤتمر الحركة الإسلامية الأخير الذي كان يمكن لها فيه أن تعقد صفقة مع الإصلاحيين تطيل عمرها قليلاً، ولكنها اختارت المكر والغدر، وعاملت الحركة الإسلامية بأسوأ من معاملة مبارك وبن علي، لأنها قمعتها بالسطو والسرقة، وحولتها إلى غطاء للكذب والفساد، وهو مصير أسوأ الحظر. ولعل سؤالاً يطرح نفسه حول دعاوى الإصلاح من قبل النظام عن هوية المسؤول عن الفساد والخلل الذي يحتاج إلى الإصلاح، وهل يمكن أن يكون المفسد هو نفسه المصلح، علماً بأن الله لا يصلح عمل المفسدين؟

    (9)

    الخيار الوحيد المتاح للرئيس الآن قبل أن تقع الواقعة وتتفجر الأمور هو اتخاذ خطوات حاسمة وحقيقية لضمان النقل السلمي للسلطة، بداية من تعيين قائد جديد للجيش يحوز رضا المؤسسة العسكرية، وتحييد الجيش سياسياً، وتعيين قائد جديد لجهاز الأمن وإلزام الجهاز بواجباته الدستورية، أي ألا تكون له أي سلطة اعتقال، مع تطهير الجهاز من المتهمين بالتجاوزات ومحاكمتهم، وتحييده سياسياً وإطلاق الحريات السياسية والمدنية بغير قيد أو شرط. وعليه كذلك إقالة نوابه والحكومة الحالية والبرلمانات الولائية والمركزية، وتكليف شخصية قومية برئاسة حكومة كاملة الصلاحيات من أهل الكفاءة والنزاهة تقوم بالإشراف على صياغة دستور جديد بالتشاور مع كل القوى السياسية والمدنية في البلاد، ثم إجراء انتخابات حرة ونزيهة تمهد لوضع مستقر في البلاد. بخلاف ذلك، فإن مفاوضاته ودفوعاته القادمة ستكون في لاهاي، هذا إذا كان محظوظاً.
                  

12-05-2012, 09:28 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)






    بيان من هيئة شؤون الأنصار بخصوص اتهام الامام الصادق المهدي بالضلوع في المحاولة الإنقلابية
    الإثنين, 03 كانون1/ديسمبر 2012 18:33
    بسم الله الرحمن الرحيم

    هذا بيان للناس

    قال تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَراً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ" [النور:11] صدق الله العظيم
    أوردت صحيفة الوطن في عددها(4272)بتاريخ 19محرم 1434ه الموافق 3ديسمبر2012م خبراً تحت العنوان العريض "الصادق المهدي مشاركٌ في الانقلاب وقوش اتصل به". وجاء في تفاصيل الخبر بأن مصدراً عليماً كشف عن أن هناك تنسيقاً بين السيد الصادق المهدي ومجموعة المحاولة التخريبية"المزعومة" وأن الفريق أول صلاح قوش قد أخطر المهدي بهذا التحرك، وقال المصدر إن وجود السيد الصادق المهدي في لندن"مرتب له" أن يكون غطاءً خارجياً لنجاح الانقلاب والاتصال بالدول الكبرى والتنسيق مع الجبهة الثورية لمرحلة ما بعد الانقاذ..انتهى
    ازاء هذا الخبر نقول الآتي:

    أولا: لقد مرَدَ تيارٌ داخل هذا النظام منذ قيام الانقلاب على استهداف كيان الأنصار وقيادته، وسلط أجهزته الأمنية والاعلامية لترويج الأخبار المضللة عنه، ######ر موارد الدولة المالية للقضاء على هذا الكيان! الذي حرر هذا الوطن وأقام أول دولة إسلامية في السودان جسّدت تطلّعات أهل القبلة ونذكر من مظاهر استهدافه الآتي:
    1- احتلال مسجد قبة المهدي بجيش جرار وآليات عسكرية في صبيحة يوم الانقلاب يوم30يونيو1989م ومصادرة المكتبة العامة الملحقة بالمسجد، ثم الخروج منه بعدسنة إلاقليلاً، ثم مصادرته نهائيًّا في عام 1992م وحتى يومنا هذا.
    2- اعتقال السيد الصادق المهدي وإشاعة أنّه وُجد متَخفّيّاً في مظهر لا يليق! تشويهاً لصورته ومحاولة اضعاف معنويات أحبابه، ومعاملته السيئة في المعتقلات ومحاولة الاغتيال الصوري التي مورست معه.
    3- وضعه في الاقامة الجبرية ومتابعته في كل تحركاته؛ إلى أن فاجأهم بالهجرة في تهتدون؛ التي كشفتْ ضعف الأساليب الشمولية، وقدرة شباب الأنصار على صنع المعجزات.


    4- استهداف الدّعاة والأئمة التابعين لهيئة شؤون الأنصار، وجعلهم نزلاء دائمين في المعتقلات، وتقديمهم لمحاكمات إيجازية؛ لا لشيء إلا لأنّهم أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر؛بل وحاكموهم في يوم العيد على الخطبة.
    5- اتهام الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار عبدالمحمود أبّو والأمير نقدالله بأنهما وراء التفجيرات التي تعرضت لها مواقع في الخرطوم وتم اعتقالهما لفترة تجاوزت الثلاثة أشهر وحوكما إعلاميا دون أن يتم التحري معهما ولم يسألهما أحد!
    6- تسليط المتطرفين والتكفيريين على الإمام فأصدروا بيانات تكفيرية بحقه عدة مرات منها على سبيل المثال: تكفيره على خطبة الجمعة التي ألقاها في نايجيريا2001 وعلى بيان المهدي الميرغي قرنق في القاهرة 2003وعلى كتابه الجدلية وعلى خطبته حول الثقافة الجنسية2009م وعلى آرائه عن المرأة 2011م..الخ


    7- استقطاب بعض ضُعفاء النفوس وفاقدي البصيرة من المنسوبين على الكيان للاساءة للامام الصادق المهدي وتجريحه بِقَصْد اهتزاز صورته أمام جماهيره؛ فارتد كيدهم في نحرهم وسقطوا كما سقط ابن سلول وأتباعه.
    ثانيا:الإمام يقود كياناً حقّقَ للسودان التّحرير والتّعريف والتّوحيد والتّشريع وصارع الاستعمارفكرياً وعسكرياً؛ في ميادين المعركة وشهد الأعداء بأنّهم واجهوا رجالاً كانوا أشجع من مشى على وجه الأرض، وأقام الكيان الدولة الإسلامية الأولى في السودان التي كان دستورها الكتاب والسنة وأحيت جميع مؤسسات الدولة الإسلامية مثل بيت المال، وديوان المظالم، وشيخ الاسلام، وقاضي الاسلام، وسك العملة،ومجلس كبار العلماء، وكانت لها سياستها الخارجية المتميزة المستقلة، وظلّ الكيان يراجع مسيرته ويستفيد من تجاربه، فأصبح لديه منهج منشور عن فقه الدولة وشرعية السلطة فيها، ونَصَّ بوضوح على حُرمة الانقلابات العسكرية مهما كانت المبررات،

    وظل الامام الصادق قائد الكيان يُبَشِّر بهذا الفكر في كافة المنابر والمحافل: المحلية، والاقليمية، والدولية فلن ينطلي هذا الاتهام الجائرعلى عاقل؛ بأنه يُمكن أن يُشارك في عملٍ يُصادم قناعاته، ويتناقض مع مبادئه، ويخالف نهجه؛ الذي تربى عليه، وظل وفيّاً له حتى في أحلك الظُّروف، والنظام يعلم أنّ الجبهة الإسلامية القومية؛ أوفدت المرحوم أحمد سليمان للإمام الصادق عندما كان رئيساً للوزراء؛ ليتحدّث معه عن التّنسيق لانقلاب يقطع الطريق أمام المغامرين؟ ويعرفون تماما موقف الإمام من الانقلابات ورده على أحمد سليمان، وإذا كان الإمام يُفَكِّر في أي عمل كهذا؛ فإنّ الأوْلى أن يقوم به أنصاره وأحبابه لاالتنسيق مع الذين كانوا على قمّة الأجهزة التي عملت على تدمير كيانه وتشويه سمعته.


    ثالثا:لقد استمرأ التيّار الحاقد على كيان الأنصار داخل النظام الترويج لهذه الأفكار لإدراكه خطورة نهج الإمام السلمي على نظامهم! فالنظم الشمولية لا تسقط بالعنف لأنها تُسخر كل موارد الدولة لمواجهته، ولكنها تسقط بالمنهج الذي ينشر الوعي وسط الجماهير ويبصرها بحقوقها ويقنعها بأنّ الموت والحياة بيد الله، وأن الدكتاتورية أضعف من المظاهر الخداعة. إنّ الوعي بالحقوق والاقتناع بها، وادراك نقاط ضعف الشمولية؛ هو الذي يُحدث التّغْيير الآمن،هذا النهج يُخيف الشُّموليين ويُقلق مَضاجعهم، ولذلك يُطلقون مثل هذه الاتهامات لتصفية الحسابات في داخلهم ومع خصومهم! والصحيفة التي نشرت هذا الخبر نحن نعلم علاقتها بهذا التيار الرافض للتحول الديمقراطي، والرافض لاشراك الآخرين في الهم الوطني.


    رابعا: لقد تراجع الأداء الاعلامي في ظل هذا النظام؛ مثله مثل غيره من المرافق الحيوية في المجتمع، وأصبح موبوءً بالإثارة ونشر الفتنة والأكاذيب، وتناول الظواهر الاجتماعية السالبة؛ بأسلوب يرسخها ولا يعالجها، وسوف ندرس الوسائل القانونية لرد الاعتبار، وسنتشاور مع كافة الجهات المعنية لدراسة ظاهرة الاعلام السالب وكيفية معالجته؛ عن طريق تنظيم الورش والمنتديات وسنِّ القوانين التي تحمي المجتمع من آثاره الضارة.
    خامسا:المحاولة المزعومة محاطة بالتعتيم والسّريّة مما فتح الباب لنشر الاشاعات والأكاذيب والاتهامات؛ التي من شأنها أن تُحدث بلبلة في المجتمع، وتفتح المجال للفوضى، والجهات المعنية نفسها تصريحاتها متضاربة ففي الوقت الذي أوردت فيه الصحيفة هذا الخبر الكاذب؛ نجد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة ينفي عدم وجود أية معلومة عن تنسيق بين العسكريين والمدنيين"نشر في صحيفة الشرق الأوسط" وبينما يصرح بعض قادة النظام بأن أصحاب المحاولة من اعضاء الحركة الإسلامية الناقمين على مخرجات المؤتمر الثامن؛ نجد تصريحات أخرى تنفي صلتهم بالحركة الإسلامية! في ظل هذا التعتيم والتضارب وبمالنا من تجارب مع هذا النظام؛ فإننا نشك في وجود محاولة أصلاً، ونظنها محاولات لتصفية الخصومات، واجراءاتٍ استباقية قطعاً للطريق أمام الغاضبين من شباب الحركة الإسلامية. إنّه شكٌّ مشروعٌ حتى تظهر الحقيقة.


    سادسا: نعتقد أن هذا الخبر سرّبَته جهات لديها مصلحة في تسميم الأجواء، وجَرِّ بلادنا لمعارك داخلية تنفيذاً لأجندة مضرة بالوطن وبشعبه؛ بدليل أن هنالك تصريحاتٍ بدأت منذ سفر الإمام لبريطانيا من مسئولين في الدولة تُمَهِّد لهذا الاتهام حتى قبل الاعلان عن كشف المحاولة المزعومة، وهنالك انزعاج واضح من المبادرة التي يقودها الإمام لاحتواء الموقف المصري؛ صرح بها بعض منسوبي النظام.إننا نؤكد أنّ الإمام هوإمام الأنصار وأنّه يُعبّر عن أفكارهم ويحرس مبادئهم وأن المساس به؛ مساس بكيان لا يقبل الضّيم ولا يسكت عن الظلم "وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون".


    سابعا:إننا لا نتعامل مع هذا الخبر تعاملاً عادياً ونعتبره مُقدمة لشيئ ما! وعليه فإننا نوجّه أجهزة هيئة شؤون الأنصار أن تكون على أُهبة الاستعداد لكل طارئ، ونناشد أنصار الله في كل أنحاء السودان أن يَتحلّوا بأعلى درجة من الحذر والاحتياط، وأن يكونوا مستعدين للدفاع عن قيادتهم وكيانهم ومبادئهم. ونعلن أنه ستكون صلاة الجمعة 24محرم الموافق 7ديسمبرصلاة حاشدة في مسجد الامام عبدالرحمن المهدي بودنوباوي؛ فلنحرص على الحضور اظهاراً لتضامننا مع إمامنا وتأكيداً لولائنا لوطننا، وغيظاً لأعدائنا.
    قال تعالى:" وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ"

    هيئة شؤون الأنصار للدعوة والارشاد – المركزالعام البقعة19محرم 1434ه


    -----------------

    صراعات "الإسلاميين" •• الوطن خارج الحسابات ..

    بقلم: خالد التيجاني النور
    الخميس, 29 تشرين2/نوفمبر 2012 18:54

    [email protected]


    ليست القضية إن كانت ما أعلنت عنه السلطات فجر الخميس الماضي، "محاولة تخريبية" مكتملة الأركان حسب الوصف الرسمي للحدث، أم مجرد "جنين تدبير إنقلابي" في أطواره الأولى أو خطوة "تحفظ احترازي" اقتضاها التحسب لمكنونات الهواجس والظنون من قبيل "إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه" بعد الذي جرى أخيراً في مؤتمر "الإسلاميين الحاكمين"، نحو ما أوحت به للمعلقين التصريحات المتناقضة للمسؤولين في الحكومة وحزبها وبرلمانها الذين لا يعرف لهم أحداً عدداً ولا صفة حتى قيادتهم العاجزة عن كبح جماحهم بعدما أعياها التَّبَرُّم من هذا السلوك السياسي الشاذ المنفلت العِيار الدالِّ على حجم الفوضى والتخبط والتفكك الذي أصاب أوصال السلطة الحاكمة.
    والسؤال الذي يبقى بلا إجابة لماذا كل هذه "الفرقعة" الإعلامية في إعلان الحدث على نحو درامي لم تفلح معه لاحقاً محاولات التخفيف الرسمية من حجمه، وذلك السيل من الشائعات والبلبلة في تحديد شخصيات المتهمين بالتَّحرُّك تورَّط فيها متحدِّثون بإيعاز من جهات رسمية؟.


    ليس مهماً التوصيف الفني لواقعة توقيف "عسكريين وأمنيين"، ولكن كم بدا لي غريباً الاجتهاد المحموم الذي يبذله المتحدثون باسم الحكومة من كل حدب وصوب للتأكيد بأن "الحادثة" حقيقية لا مِرَاءَ في ذلك، وبدت السلطات مغضبة من أولئك الذين يحاولون التشكيك فيها ووصمها بأنها مؤامرة مدعاة أو تمثيلية سيئة الإخراج ومحاولة لتصفية الحسابات الداخلية بين التيارات المتصارعة داخل "الطبقة الحاكمة" لتهيئة المسرح لحسم معركة خِلافة الرئيس المفتوحة منذ أمدٍ ليس قليل.
    حسن سنأخذ، لغرض تحليل وقائع ما جرى وقراءة تبعاته وتداعياته المستقبلية، بالرواية الرسمية بأن "المحاولة التخريبية" حقيقة كاملة الدسم مكتملة الأركان أجهضت بين يدي ساعة الصفر حين أوشكت، مع أن ذلك يثير تساؤلاً حول إصرار الرواية الرسمية على تأكيد أن المعتقلين ثلاثة عشر عنصراً فقط وأن لا امتدادات للمجموعة داخل المؤسسة العسكرية أو الأجهزة الأمنية، فكيف يتسنَّى لهذا العدد الضئيل مهما بلغت كفاءته في تنفيذ مخطط واسع، الذي أكدت السلطات أن له اتصالات أجنبية وشركاء من المعارضة السياسية، وكذلك المسلحة؟. اللهم إلا إذا أرادت السلطات الاكتفاء بتوقيف الرؤوس المعلومة حتى لا يبدو الفتق في الجسم العسكري "الإنقاذي" أكبر على جهود الرتق مستقبلاً.


    ما هو مهم حقاً في كل ما جرى خلال الأيام الفائتة هو الدلالة السياسية للحدث، وليست الوقائع الفنية لمجرياته، أو من فعل ماذا، التي يجتهد المتحدثون الرسميون في رصدها وتتبعها ومحاولة إقناع الرأي العام المتشكِّك بصدقية الرواية الحكومية. ما بدا غريباً في كلِّ هذا المشهد المثير حقاً الاجتهاد الحثيث للسلطات لـ"تجريم" الموقوفين وتأكيد ثبوت "الجريمة" حتى قبل الوقوف بين قضاء نزيه، يتضح ذلك مما تسرب من اللقاء المفترض- أنه سريّ- الذي جمع مسؤولين كبار مع حشد من مقاتلي "الدفاع الشعبي" بقصد تهدئة خواطرهم بعد الصدمة الكبيرة التي أحدثها اعتقال "رموز" عسكرية ذات مكانة رفيعة وسمعة عالية وسط "المجاهدين".


    ما جرى "ليلة الخميس" حدث زلزالي له توابعه بكل تأكيد، فالمتهمون بـ"المحاولة التخريبية" ليسوا من سابلة "المعارضة" المدنية أو المسلحة، الذين لا يتوقع أحد أن يثير اعتقالهم أو اتهامهم الاستغراب باعتبار أن ذلك قد يكون طبيعياً أو متوقعاً أن يأتيَّ من خصومٍ تقليديِّين للنظام لا يخفون هدفَهم تغيير النظام سلمياً، أو عسكرياً نحو ما تصرح به علانية بعض أطراف المعارضة المسلحة، المتهمون هذه المرة نجوم معروفة في أوساط النظام من "نخبة العسكريين" أصحاب الولاء الصارم، من الدائرة الداخلية الضيقة في قاعدة سلطته ومَكْمَن نفوذه الحقيقي.
    ولذلك كان مجرد الإعلان عن اتهامهم واعتقالهم مفاجأة تامَّة غير متوقَّعة ومصدر صدمة غير مسبوقة للجميع، للمعارضين قبل أنصار النظام، وللمراقبين أكثر من غلاة مؤيديه. لم يكن حتى أكثر الناس تشاوماً حيال مستقبل السلطة الراهنة يتوقع أن تتطوَّر الأمورُ في داخله بين أجنحته المتصارعة بهذه السرعة، حتى قبل أنْ يجفَّ المدادُ الذي سكب حول تداعيات مخرجات مؤتمر "الحركة الإسلامية الحاكمة".


    كان السؤال البدهي الذي يتوقع أي شخص أن تنشغل به "الطبقة الحاكمة" وأن يصبح شغلها الشاغل، ليس كيف حدث الذي حدث، ولكن لماذا حدث أصلاً، ومِنْ مَنْ؟ من هذه النخبة العسكرية الشديدة الولاء للنظام التي طالما أقالت عثراته، وطالما كانت مستعدة لدفع الأرواح من أجل بقاء النظام؟ كيف لهذه "النخبة" التي كانت حتى قبل أشهر قليلة مضت الطليعة التي تصدت لاسترداد كرامة السلطة الحاكمة بعد السقوط الشنيع في "هجليج"، تتحوَّل في غضون فترة وجيزة إلى قوة ساعية إلى إسقاط النظام؟ الشعار والهدف الذي يسعى إليه ألدّ خصومهم؟.
    كان هذا التطور البالغ الخطورة مناسبة لأن تتعلم "الطبقة الحاكمة" شيئاً، ولكن من قال إن آل بوربون الجدد مستعدون لأن ينسوا شيئاً أو يتعلموا شيئاً، لقد طفق المتحدثون الكثر باسم السلطة يحاولون بتصريحات هيسترية التقليل من شأن هذا الحدث الخطير على النظام قبل أن يكون كارثياً على البلاد، ويحاولون عبثاً التأكيد على عدم تأثيره على وحدة حزبهم وهم يعلمون قبل غيرهم أنها أضحت شيئاً من الماضي، وأن تياراته المتصارعة والمتسابقة على وراثة الحكم أكثر من أن تُعَدَّ حتى قبل أن تزيدَ وقائعُ مؤتمرِ "الحركة الإسلامية الحاكمة" فواجعَ البعضِ، وأتت واقعة "المحاولة التَّخريبية" المتهم بها خواص أهل البيت لتزيد الطينَ بِلةً.


    وسعى البعض بسطحية للمقارنة بين انشقاق "التُّرابي- البشير"، وقدرة "الطبقة الحاكمة على تجاوزه، وبين الواقعة الأخيرة زاعماً أن ستمر مر السحاب، ونسوا أن الزمان غير الزمان وأن الجسد المُثْخَنَ بالجراح لا يقوى على الصمود أمام التنازعِ الزاحفِ على الروح، لقد كان ذلك صراعاً فوقياً بين الكبار يحتمل الحسم دون أضرار بالغة، أما الصراع هذه المرة فهو في سويداء القلب، كان ذلك انقساماً سياسياً، أمَّا هذه المرة فيحمل بذرةَ انقسامٍ عسكريٍّ في صلب القوة الدافعة، والله وحده يعلم إلى أين ينتهي، خاصة وأنه ليس محصوراً في القاعدة بل هو انعكاسٌ لتشرذمٍ وشروخٍ عميقةٍ بين القادة المتنافسين.
    بيد أن أخطر ما أَسْفَرَ عنه الصِّراع الجديد أنه نَزَعَ آخرَ "ورقة التوت" عن المشروعية الدينية التي يتستَّر بها المشروع السياسي لـ"الطبقة الحاكمة"، والأمر هنا لا يتعلق بالزعم أن المعتقلين من العسكريين بكل رمزيتهم الطاغية عند جماعاتٍ من "المجاهدين" همُ المانحونَ حصرياً لـ"المشروعيةِ الجهاديةِ" للسلطة الحاكمة، ولكن بصعوبة استخدام "الكرت الديني" في مواجهة "المجاهدين الإنقلابيين" أو اتهامهم بأنهم يريدون إسقاط النظام لأنهم ضد "الدولة الإسلامية" أو ضد "تطبيق أحكام الشريعة"، نحو التُّهم التي يوجهها قادة الحكم عادة في مواجهة المعارضين.


    فالصراع هنا في الملعب ذاته باسم "الإسلام" فمن يستطيع الزعم أنه يحتكر راية الدين دون غيره، ومن هنا تظهر إشكالية المأزق الحالي أمام السلطة الحاكمة، فضلاً عن أن ذلك يثير سؤالاً محورياً في ظل هذا الانشقاق الجديد في جسم دعاة "المشروع الإسلامي" المنقسم على نفسه أصلاً وبين أطرافه المتخاصمة ما صنع الحداد، فإذا كان هذا المشروع عاجزاً عن المحافظة حتى على وحدة المنادين به، وغير قادر على استيعاب خلافات المقتنعين به عقدياً وفكرياً، فكيف يكون مشروعاً صالحاً لإدارة بلدٍ بكل تنوع مكوناته المتعدِّدة سياسياً وعرقياً، وثقافياً، ودينياً؟. ولذلك فإن تبعات "المحاولة التخريبية" هي أكبر من مجرد تحرك عسكري لانتزاع السلطة، حتى وإن لم تنجح، فقد أفلحت في ما هو أخطر من ذلك كشف غطاء "المشروعية الإسلامية" للنظام ليس من قبل خصومه، ولكن من قبل أخلص خلصائه ومن نخبة كانت محل مكانة وتقدير حتى وقت قريب، ولا سبيل للتَّقوُّلِ عليها.
    وثمة دلالة أخرى بالغة الأهميَّة على أن هذا "التَّحرُّك" المجهض، التي تصر السلطات على تأكيد حدوثه، ينعي آخر محاولات الإصلاح التي حاولت أطرافٌ كثيرةٌ في أوساط الحزب الحاكم حثَّ قادتِه على إجرائها على مدار العامين الأخيرين على الأقل منذ انْدِلاعِ ثورات الربيع العربي، ودعوات الإصلاح هذه المتعدِّدة وإن كانت غير واضحة المعالم، أو مقتصرة على إدخال تحسينات محدودة على الوضع القائم، ولم تكن لها أية نِيَّة أو عزم لتغييره، لم تجد أدنى استجابة لها، بل تهديد بقمعها، أو عرقلتها بعدما خرج المؤتمر الأخير خالي الوفاض من أيِّ ملمحٍ للإصلاح، بل تكريس للوضع المأزوم كان سبباً في تقدير الكثيرين لتوقع أن تجد دعوات الإصلاح سبلاً أخرى للتعبير عن نفسها بما في ذلك وسيلة "الإنقلاب".


    ثم ماذا بعد، إلى متى يظل السودان مُرْتَهَناً لصراعات الإسلاميين، ولماذا يتعين على السودانيين أن يبقوا متفرجين عبثاً في انتظار أن يتفق "الإسلاميون"، ولماذا تحتكر أجندة الوطن لصالح أجندة المتصارعين على السلطة، بالطبع جزء من هذا يعود إلى بؤس حال المعارضة التي تنتظر أن يَتَبَرَّعَ لها بالتغيير أحدٌ من داخل كواليس السلطة القائمة.
    لقد كان في واقعة "المحاولة التَّخريبِيَّة" صدمة كافية، وفرصة لعبرة لا تعوَّض عسى أن تفيق الطبقة الحاكمة من غفوتها الطويلة على "سحر السلطة"، ولكن للأسف ثبت مرة أخرى ألاَّ أحد هناك مستعد لأن يعي عواقبَ هذا الدرس القاسي، لقد حصل هذا النظام على ما لم يحصل عليه غيره من فرصٍ لا حدودَ لها لإصلاحِ نفسهِ من عثراته الكثيرة، وإعطاء فرصةٍ جديدة لإصلاح حال البلاد والعباد. ولكن يظهر في كل مرة براعة عجيبة في تبديد كل سانحة لتغيير سلمي.


    وأعجب ردود الفعل تلك التي خرج بها القطاع السياسي لحزب المؤتمر الوطني التي يرفض فيها التغيير بـ"انقلاب عسكري"، ويزعم أن صندوق الانتخابات هو السبيل الوحيد للتغيير، وكأنه جاء إلى السلطة ولبث فيها ربع قرن محمولاً على أعناق الجماهير. لم يكن الحزب يحتاج لوضع نفسه موضع سخرية وهو وليد انقلاب عسكري، إذ ما الذي يجعل انقلاب 1989 حلالا، وأي انقلاب بعده حراماً، والغريب أن يُقال ذلك في مواجهة بعض أطراف ذلك الانقلاب متهمين بتدبير التحرك الأخير.


    إن كان هذا موقف جديد أدرك معه الحزب الحاكم مساوئ الانقلابات العسكرية وأنه يريد تجنيب البلاد شرورها، فالأفضل أن يعظ نفسه أولاً إن كان يريد التوبة حقاً، وللتوبة شروط هو الإقرار بالذنب، ثم الإقلاع عنه، وأهم شروطه رد الحقوق إلى أهلها، أما إلقاء القول على عواهنه دون أي استعداد لتحمل مسؤولية ما ينهي عنه غيره، فلا يعدو أن يكون نوعاً من اللغو والهذر. ثم من قال إن من يريد تنفيذ انقلاب يأخذ الإذن ممن يريد الإنقلاب عليه حتى يلقي الحزب الحاكم هذه الموعظة بدلاً من أن ينصرف إلى مواجهة الحقيقة واستحقاقات الأحندة الوطنية.
    في لقائه مع الجالية السودانية بالرياض عقب العملية الجراحية التي أجريت له، قال الرئيس عمر البشير، واسأل الله له شفاءً لا يغادر سقماً، إن المُكوثَ الطويلَ في الحكم أنتج مظالمَ وضيَّع حقوقاً على مواطنين رفعوا أكف الضراعة شكوى لله مما لقوه، ودعا البشير أن يكون مرضه كفارة لذلك. لقد كان ذلك اعترافاً نادراً من الرئيس في لحظة صدق لا شكَّ أنها أعقبت وقفة مع الذات في حالة صفاء إنسانية بعيداً عن كل بهرج السلطة.


    لقد كان ذلك التقييم لحقبة الإنقاذ أبلغ من كل ما يدبِّجه المتمسحون بالسلطة وهم يحاولون عبثاً تنزيهها من أخطاء وخطايا وجرائم كارثية ارتكبت في حق الوطن والمواطن. ولا أحد يستطيع الزعم أن هناك مثلبة أكثر فظاعة من الظلم الذي حرمه المولى عزَّ وجلَّ على نفسه، وحذَّر من اقترافه، فكيف يقدم بعدها أحد على الظلم باسم الله. ويدرك الرئيس البشير بالطبع أن كفارة ما أقرَّ به من وقوع ظلم هو ردُّ الحقوق إلى أهلها، فالمرض لا يقع لذنب اقترفه المرء.
    وأول حق يعاد هو أن يرد للشعب السوداني أمانته فيقرر بإراداته الحرة من يحكمه، وان تنتهي الوصاية عليه. وهو أمر لا يمكن أن يحدث في ظل طرح المؤتمر الوطني الآن للقوى السياسية لمشاركته كتابة الدستور ثم انتظار انتخابات العام 2015، وأحوال البلاد الراهنة لن تنتظر حتى ذلك الوقت.
    والمعارضون مُحِقُّون في عدم ثقتهم في دعوة الحزب الحاكم، إذ كيف يثقون به وهم يرون الطبقة الحاكمة ترفض بشدَّة التنازل عن احتكارها المطلق للسلطة حتى لمن هم شركاء أصيلون في الحزب الحاكم أو في حركته الإسلامية، ويرفضون أيَّةَ دعوة للإصلاح مهما كانت محدودة حتى اضطروا البعض للبحث عن وسائل أخرى للتغيير. فهل يعقل بعد هذا أن يتوقع المعارضون أن تسمح لهم الطبقة الحاكمة بتبادل سلمي للسلطة تحرم منها حتى أصحاب حق مثلهم؟.


    لم تعد أزمات السودان المتطاولة والمتفاقمة تملك ترف حدوث مغامرات غير محسوبة العواقب، وآن الأوان أن تكف الطبقة الحاكمة عن عنادها والإصرار على أن تصم الآذان عن مطالب التغيير التي باتت تسمع من به صمم، لقد فات الأوان حتى على دعوات الإصلاح الخجولة، لم يعد ممكناً أن تحتكر السلطة القائمة تحديد قواعد اللعبة لتضمن السيطرة عليها باسم كتابة الدستور، الحل السلمي الوحيد الممكن الذي يقي البلاد شرور المزيد من التشرذم والوقوع في براثن الفوضى والمزيد من الحروب الاهلية أن يجلس كل الشركاء في الوطن على مائدة واحدة بلا وصاية من أحد للتواثق على عقد اجتماعي وسياسي جديد يقيم نظاماً ديمقراطياً حقيقياً تمهّد له فترة انتقالية مُتَّفق عليها. ذلك أو الطوفان.

    عن صحيفة "إيلاف" السودانية
    الاربعاء 28 نوفمبر


    ---------------------

    ناشد الرئيس إنقاذ السودان ويدعو قطر لدعم المعارضة
    12-05-2012 07:27 AM
    الخرطوم – طلال إسماعيل

    دعا الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي "كمال عمر"، في المنبر الإعلامي لأمانة الشباب بالحزب (الاثنين)، دعا الحكومة القطرية إلى دعم مشروع المعارضة السودانية في إسقاط النظام وتغييره، وأعلن عن مواجهة الأحزاب لأي انقلاب عسكري قادم من داخل المؤتمر الوطني بالاعتصامات والمظاهرات.


    وقال "كمال"، الذي كان يتحدث حول الأوضاع السياسية التي تمر بها البلاد، إن وثيقة الدوحة لسلام دارفور في غرفة الإنعاش وتلفظ أنفاسها الأخيرة، ودعا قطر إلى رفع يدها عما سمَّاه بالاتفاق (العبثي) ودعم المعارضة لتغيير الحكومة التي تعيش في أضعف حالاتها وتتصارع مكوناتها الداخلية بانقلاب بعضها على بعض، وأضاف "كمال": (قد نسمع بانقلاب من داخل السلطة باعتبار الفرضيات السياسية ونحن سنواجهه، وبيان "غازي صلاح الدين" تعبير واضح عن حالة الانقسام داخل المؤتمر الوطني، و"غازي" شاهد إثبات على التزوير داخل مؤتمر الحركة الإسلامية بعد أن صاروا يلتفون حول فكرة فاسدة الشورى فيها غير ملزمة)، وكشف "كمال عمر" عن مجموعة كبيرة من قيادات وكوادر المؤتمر الوطني تستعد لتأسيس حزب جديد، وقال إن هنالك عدداً كبيراً من قيادات الوطني تريد الانضمام للمؤتمر الشعبي، ولكنه أشار إلى توجيهها بالعمل داخل الحزب الحاكم، وأضاف: (في الوقت المناسب نرحب بانضمامها للحزب).


    ودافع "كمال عمر" عن الاتهامات التي طالت حزب الأمة القومي وما تردد عن مشاركة رئيس حزبه الإمام "الصادق المهدي" في المحاولة التخريبية التي اتهمت الحكومة الفريق أمن "صلاح عبد الله قوش" بتدبيرها، وقال "كمال عمر": (الأمة القومي مشارك معنا في تحالف قوى الإجماع وملتزم بخط الثورة الشعبية السلمية وهو حزب يدعو للديمقراطية والتحول الديمقراطي)، وجدد رفض الأحزاب المشاركة في انتخابات الوالي بولايتي الشمالية والقضارف. وناشد الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي رئيس الجمهورية "عمر البشير" إنقاذ السودان من خلال تشكيل حكومة انتقالية.

    المجهر

    -----------------

    الشرطة تتدخل : المحاولة الأخيرة انقلابية وليست تخريبية





    12-05-2012 07:20 AM
    في أول تصريحات رسمية بشأن ما تردد عن محاولات تخريبية في الخرطوم، وصفت السودان تلك المحاولات الأخيرة والتي اعتقل فيها عدد من الضباط بأنها كانت في الأصل محاولة انقلابية وليست تخريبية.

    وأكد مدير عام قوات الشرطة السودانية الفريق أول هاشم عثمان الحسين أمس ان المحاولة الاخيرة التي اعتقل فيها عدد من الضباط كانت في الاصل محاولة انقلابية وليست تخريبية. وقال الحسين في تصريحات صحافية ان هدف المحاولة الانقلابية هو نفاذ الخطط الامنية المتعلقة بهذا الشأن.

    ويعد هذا التصريح هو اول تصريح رسمي بشأن المحاولة التي وصفها وزير الاعلام السوداني احمد بلال عثمان بـ«تخريبية» غداة اعتقال 13 شخصاً معظمهم من العسكريين وأبرزهم مدير جهاز الامن السابق قوش ومدير الاستخبارات العسكرية بالقصر الجمهوري السابق العميد محمد إبراهيم واللواء عادل الطيب.

    اعتقال مشتبهين

    وتواصل السلطات السودانية اعتقال مزيد من المشتبهين بالضلوع في المحاولة التي تم احباطها فجر 22 نوفمبر الماضي.

    في غضون ذلك، توسعت دائرة الاعتقالات وسط أعضاء الحزب الحاكم في السودان على خلفية المحاولة الانقلابية. وفي الوقت الذي كشف فيه الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد أن التحقيقات قادت إلى أسماء وشخصيات جديدة متورطة في المحاولة ألقى الامن السوداني القبض على معتمد محلية كوستي جنوب البلاد العقيد الركن عبدالمولى موسى.


    -----------------

    بين فقدان البوصلة وانهيار الإرادة السياسية!!
    الطيب مصطفى


    نشر بتاريخ الثلاثاء, 04 كانون1/ديسمبر 2012 1

    3:00
    لستُ أدري والله.. هل فقدنا البوصلة أم أنه انهيار في الإرادة والقرار السياسي وتسليم بأن الخرْق أكبر من أن يُرتق، حال المريض المُشرف على الهلاك وقد سلَّمه المستشفى والأطباء إلى أهله انتظاراً للموت؟!


    رُفع الدعم عن الوقود واشتعلت الأسعار وانخفض الجنيه وبلغ التضخُّم أرقاماً فلكية.. أكثر من أربعين في المائة والحبل على الجرار والليالي من الزمان حبالى.. ضُمَّت فاتورة المياه إلى فاتورة الكهرباء عن طريق الدفع المقدَّم ربما لأول مرة في التاريخ في بلاد يجري فيها النيل ولا أستبعدُ ضم فاتورة الهواء إلى فاتورة الكهرباء والمياه (دفع مقدم)!!
    عندما رُفع الدعم عن الوقود وهاج الناسُ وماجوا قالت الحكومة ووزير ماليتها إن حزمة إجراءات تقشفية ستطول الإنفاق الحكومي وإن الحكومة ستغدو رشيقة وسيُكبح جماح التجنيب الذي كانت إيراداتُه كافية لإنقاذ الموازنة حتى بدون رفع الدعم عن الوقود ولكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح فقد تزايد الصرف الحكومي على مستوى المركز والولايات وما تكتبُه الصحف تشيب لهوله الولدان، وهل أكثر من قصَّة وزير بولاية الخرطوم يقودُ وفداً من (62) عضواً إلى البرازيل في رحلة تُكلِّف مليار جنيه (بالقديم) حسبما قالت الصحف، وورشة عمل حول محكمة الجنايات الدولية تُقام في أديس أبابا ويشارك فيها وفدٌ ضخم حتى بعد أن غادر أوكامبو مسرح تلك المحكمة إلى غير رجعة؟!


    تقرير المراجع العام الطاهر عبد القيوم إلى البرلمان كان كافياً لمنح السلطة التشريعية دوراً رقابياً حقيقياً فقد بلغ حجمُ الاعتداء على المال العام مبلغاً عجيباً لم يبلغْه في تاريخ السودان ولكن مَنْ يراقب مَنْ ففاقد الشيء لا يُعطيه ومن رضي لنفسه الهوان لا تملك أن تُعيد إليه العزَّة (فالحال من بعضه) وإذا كانت الحركة الإسلامية غدت تُساق كالقطيع فكيف بما يُفترض أنه برلمانها، ولا حول ولا قوة إلا بالله؟!
    يجتمع وزير المالية بالقيادات الإعلامية ليبشِّرهم بمزيد من رفع الدعم عن الوقود في الموازنة القادمة بل ويتحدَّث عن أنه لا مجال للمزيد من تخفيض الإنفاق الحكومي بالرغم من فشل الحكومة ووزارة المالية في مكافحة التجنيب وبالرغم من عجزها عن التخلص من المئات من شركات النهب (المصلَّح) أو قُل الشركات الحكومية وكبْح جماح الجبايات التي تفرضُها الولايات والمحليات على المواطنين!!
    إنه العجز الكامل عن الفعل.. حتى أبو قناية الذي بشَّرونا بأنه سيُشهر سيفَه على الفساد وسيتعامل مع تقارير المراجع العام وما يُنشر في الصحف صَمَتَ صَمْتَ القبور ويبدو أنَّه كان مجرَّد سلاح وهْمي استخدمته الحكومة إلى حين في إطار أساليب شراء الوقت التي ما عاد أحد يصدِّقها.


    -----------------

    الانقلابية: أجر الله العظيم!!.

    .عصـام الحسين

    نشر بتاريخ الإثنين, 03 كانون1/ديسمبر 2012

    أجدُني تتنازعُني المسالك ـ ولا أدري ـ أيهم أطبع عليه حافراً تلو آخر ... هل أُيمم وجهي تلقاء الجُرح والتعديل، أُعمل في نخاعه «الكي»؟ أم ألتفت لنار «الفتنة» طفقاً عليها بالتراب؟ وأنا بين المسلكين أتقلب، إذ يقذف الله الواحد الأحد السكينة في قلبي... ويهدني إلى سبيل الرشاد!!


    وقبل ذلك، قلت ـ والحديث كان داخلياً بحتاً بغية الخروج من الظلمات إلى النور: هكذا نحن البشر، وقد جُبلنا على الخطأ، وإن كنا ملائكة ـ لا يعصون الله ما أمرهم ـ لأبدلنا الله بآخرين يتقلبون بين المعصية والتوبة، ومازالوا على ذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ولما كانت التوبة تجُب ما قبلها، قلت: من تاب وأصلح فأجره على الله.
    ثم هأنذا، أضع أُصبعي الإبهام في موضع الألم، وأجد أن الصلح لغةً: مصدر صالح يصلح صلحاً، وينشق منه أيضاً: أصلح يصلح إصلاحاً، وأجد أن الصلاح ـ ضد الفساد ـ كما أجد أن الصلح شرعاً: هو معاهدة يتوصل بها إلى إصلاح بين متخاصمين.
    ولم يكن هذا ـ بالنسبة لي ـ كافياً، أو قل ما كنت قد بلغت بعد سبيل الرشاد، لذلك توجهت صوب القرآن، وقرأت منه قول الله تعالى: «لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا» «النساء: 114».


    بيد أنني، وحين يُكلل بحثي بدلالات الإصلاح بوجوهها العديدة ـ ومنها وجه العموم «أو إصلاح بين الناس»، ووجه الشمول، فهو شامل للإصلاح في الأموال والدماء، والأعراض والأديان، وفي كل شيء يقع التداعي والاختلاف فيه بين الناس ـ أجد أنه لا عتاب على من أراد «الإصلاح» ابتغاء مرضاة الله.
    وعوداً على بدء فلم يكن الجرح والتعديل المصاحب لـ «مؤتمر الحركة الإسلامية الأخير» غير إصلاح، ولم تكن «المحاولة الانقلابية» التي تم إخماد نارها طفقاً عليها بالتراب غير إصلاح.. وهكذا يقذف الله الواحد الأحد السكينة في قلبي ويهدني إلى سبيل الرشاد!!


    لكن وإزاء ما انتهيت إليه من نتائج، كان لا بد أن يقفز سؤال: أين يقع الإصلاح المصاحب لمؤتمر الحركة الإسلامية من «ابتغاء مرضاة الله»؟ وأين يقع الإصلاح المصاحب للمحاولة الانقلابية الفاشلة كذلك من «ابتغاء مرضاة الله»؟
    معلوم أن الذين علا صوتهم خلال مؤتمر الحركة الإسلامية لترجيح اختيار الأمين العام للحركة الإسلامية من المؤتمر العام، كانوا يمثلون تيار الإصلاح.. ولما كانت الغلبة لمن كانت حجتهم أن اختيار الأمين العام من الشورى يُعلي المؤسسة الشورية فوق الفرد، كان لزاماً على من يمثلون تيار الإصلاح أن يخفضوا أجنحتهم عند رأي الأغلبية، دون أن يسلبهم ذلك حق الجهر بالقول على سبيل الإصلاح، إن كانوا يبتغون مرضاة الله.. إن كانوا!!


    أما المحاولة الانقلابية التي تم إحباطها ـ وقد رفعت الإصلاح شعاراً لجلب التأييد والدعم ـ دون أن تتحسب للتصدع في البنيان الداخلي، فلم أجد لأصحابها صلة وصل يبلغون عبرها أجر الله العظيم، وما علموا أنه لا حدَّ لمبلغ ما سمى الله عظيماً.. ذلك لأنهم لم يراعوا عهداً ولم ينصاعوا لإمام، ولم ينشدوا إصلاحاً في الأموال والدماء والأعراض والأديان، أو في كل شيء يقع التداعي والاختلاف فيه بين الناس، ولم يتناجوا في أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس.. سامحهم الله.


    وزير المالية الذي يُحسن التعبير عن نفسه فشل في إقناع الناس بحجته وهل أدلَّ على ذلك من حديثه عن أن القطاع الدستوري لا يساوي الصرف عليه كلفة رد واحد على اعتداء أمني وكأنه يُريد أن يقول إنه لا داعي للحديث عن تقليل الصرف الحكومي فبالله عليكم تأمَّلوا في هذا المنطق!!
    إذن فإن وزير المالية غيَّر من إستراتيجية التعامل مع المال العام وألغى كل الشعارات السابقة حول الإنفاق الحكومي فلتتمدَّد الحكومة إلى مائتي وزير بدلاً من المائة وليُطلق سفر المسؤولين وليُمنح كل منهم ثلاث سيارات ولتستمر وزارة الدفاع في إقامة الأبراج بدلاً من توفير السلاح للمقاتلين وليستمر التجنيب ولتتكاثر الشركات الحكومية إلخ.. إلخ.. إلخ!!
    ذلك كله كان شأن التخبُّط في إدارة الدولة والتي فقدت إرادة التغيير والإصلاح جراء فقدان البوصلة والوجهة!!
                  

12-06-2012, 07:34 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الطيب مصطفى
    الانتباهة

    5/12/2012



    الأستاذ علي عثمان محمد طه وصف شباب المحاولة الانقلابية بكلمة (أولادنا)... ما ألطفها من عبارة وما أرقَّها تلك التي غمر بها الرجل أولئك المجاهدين الذين بذلوا في سبيل المبادئ التي آمنوا بها ولا يزالون الكثير وما كان ينبغي لأمثالهم ــ لولا قلةُ الصبر ــ أن يكونوا حيث هم الآن في غياهب السجون لكنها الليالي من الزمان ما انفكّت تفْجَأ الناس وتفْجعُهم بكل ما هو عجيب وغريب!!


    أخي علي عثمان.. أقسم بالله العظيم إن شباباً صادقين، ولا أزكِّيهم، من الذين جاهدوا بل وقادوا العمليات الأخيرة في تحرير هجليج قابلوني ليقولوا بعد أن أدانوا ما اقترفه الانقلابيون إن الفرق بينهم وبين إخوانهم الذين تضمهم سجون المؤامرة الأخيرة إنهم أكثر صبراً على ما فجَّر غضب أولئك السجناء... أما من حيث تحفُّظاتهم واعتراضاتهم على ما قاد أولئك الشباب للاشتراك في تلك المؤامرة فإنهم لا يختلفون البتة ففي صدرهم الكثير من الغضب المكتوم.


    لقد ضاقت صدور الانقلابيين وانسدَّت الطرق أمامهم واستيأسوا من الإصلاح وبدلاً من أن (يقطِّعوا ذلك في مصارينهم) خوفاً من الفتنة عمدوا إلى ذلك الطريق حال كل مغامر تقوده قناعاته إلى اختيار ركوب الصعب فإما تحقيق كل ما يريد أو يفقد كل شيء.
    لو كان ما اقترفوا من جرم ــ هذا بافتراض صحة ما قيل عنهم ــ أقول لو كان جزاء صنيعهم في مسيرة السودان السياسية واحداً لا يتغير لسكتنا وتركنا الأمر للقضاء لكن ما رأيناه من عجائب في التعامل مع سوابق مماثلة تماماً لِما أقدم عليه هؤلاء الشباب تُغري بالتماس المعاملة بالمثل سيَّما وأن في شرعنا الحنيف ما يحضُّ على العفو خاصة عمَّن أبلَوا وقدَّمُوا وبذلُوا ولن نملّ ترديد قصة حاطب بن أبي بلتعة الذي شفع له عن جرمه بلاؤه أو شهودُه معركة بدر.


    ما دفعني لكتابة هذه السطور تلك الوقفة الاحتجاجية من والدة الشهيد علي عبد الفتاح أمام القيادة العامة صباح أمس وأعجب من أمة لا تكرم والدة أحد عظماء التاريخ وتستجيب لها!!
    إن مجلس وزرائنا بل وقصرنا الجمهوري يعجُّ بمن فعلوا أكثر مما فعل أولئك الشباب فهلاّ عفونا عنهم حتى بدون أن ننصبهم وزراء!!
    قبل ذلك هل نستطيع أن نستمع إليهم كفاحاً؟! لا أظن أن تنوير وزير الدفاع لرئيس الجمهورية أو غيره كافٍ لكشف كل الحقيقة فما سمعته من الشاب من غير الذين شاركوا في المحاولة الانقلابية جدير بإسماعه إلى الرئيس مباشرة فسماع طرف واحد من طرفين يحملان وجهات نظر مختلفة ومتباينة لا يحقِّق العدل بين المتخاصمين كما أن رجالاً في وزن ود إبراهيم وفتح الرحيم يستحقون أن يُستمع إليهم بدون وسيط.


    أخي الأستاذ علي عثمان.. لو قامت تلك المحاولة الانقلابية من علمانيين لَما أعرناها اهتماماً أما أن يُقدم عليها من وصفتهم بأنهم أولادكم فإن الأمرَ يستحقُّ التأمُّل والتفكير العميق ويعني فيما يعني أن هؤلاء وصلوا إلى نفس القناعة التي وصل إليها من قاموا بانقلاب الإنقاذ فهل أجرم الإنقاذيون حين مزقوا الدستور وأطاحوا الصادق المهدي أم أن كل انقلاب ناجح يسمى ثورة وأي انقلاب فاشل يُسمى تمردًا؟!



    -----------------

    تأملات في سياقات مؤتمر الحركة الإسلامية الأخير.

    .د. هاجر سليمان طه


    نشر بتاريخ الخميس, 29 تشرين2/نوفمبر 2012 13:00


    لن أكون قد زيفت الحقيقة إن قلت إن الإحباط والخيبة كانا حصاد الكثيرين ممن جاؤوا بشوق كبير لرؤية تغيير ما يحدثه المؤتمر العام الأخير للحركة الإسلامية، لا سيما وأنّ ما اعتمل في نفوس المؤتمرين وبدا واضحًا للعيان جعل آمال النفوس تتشبَّث بقدرة المؤتمر المشحون المتوتر على خلق التغيير ولكن، لقد تمعّنت لأيام في السياقات التي أدت لأن يخرج المؤتمر بغير المخرجات المتوقعة، فمثلاً في موضوع انتخاب الأمين العام هل يكون من مجلس الشورى أو من المؤتمر العام فإن الملاحظ أن الحضور عامتهم كانوا منحازين لإسقاط بند في الدستور أقر أن يكون الانتخاب من الشورى، ولكن في النهاية فقد صوّت المؤتمر لصالح هذه الفقرة في الدستور، فلِمَ حدث هذا؟؟ ما هي المؤثرات التي عدّلت رأي الجمهور وجعلته يمرر هذه الفقرة كما أراد لها واضعو هذا الدستور ومساندوه؟؟.


    في ظنّي أن هناك عاملين أثرا عن قصد أو بغيره في اتجاهات المؤتمرين، أولهما ما واجه به الأمين العام السابق ونائب الرئيس السيد علي عثمان محمد طه حشد المؤتمر حينما تحدَّث بلهجة نضحت بالمرارة قائلاً إنه يحس في أحاديث المؤتمرين تخوينًا واتهامات للنوايا لإخوتهم في سدة الحكم، وحذَّر أشد التحذير من هذا الاتجاه بلغة توشك أن تكون تهديدية!! (ليس للأشخاص بل تخويفا من «تأثير ذلك على مسيرة الحركة» أو كما قال).


    في تقديري أنّ النائب الأول بحديثه ذاك وضع المؤتمرين في زاوية الدفاع عن أنفسهم، وحشرهم في قمقم الشعور بالذنب مما تبدى في نتيجة التصويت على الدستور في بنديه اللذين طرحا للنقاش.
    لقد أدهشني أن يمر حديث الأمين العام السابق دون تعليق يذكر، إذ ابتلعه المؤتمرون بغرابة، ربما لهيبة الأمين العام في النفوس، أو لأنهم بهتوا لهجومه المفاجئ فعيوا عن التعبير، ولم يعلّق عليه سوى السيد كمال رزق الذي لم تمنحه المنصة الوقت الكافي ليعبِّر عن رأيه فلم يتمكَّن من سوى أن يقول للسيد علي عثمان: إن الأمر ليس تخوينًا أو اتهامًا للنوايا بل احتجاج على الممارسة.. (أو كما قال).


    أما المؤثر الثاني فقد تبدى في مشهد مناقشة الدستور في بند انتخاب الأمين العام، ونبّأ المشهد بأن الغلبة ستكون للمتنفذين الذين ساندوا الانتخاب من مجلس الشورى، فقد منح د. الطيب إبراهيم محمد خير رئيس المؤتمر جل فرص النقاش لأهل هذا الرأي من النافذين، نافع علي نافع، سامية أحمد محمد، عثمان الهادي، مصطفى عثمان، عبد الرحمن الخضر، وغيرهم، ذلك بالرغم من أنه أعلن في البداية أنه سيمنح ثلاث فرص لكل فريق، وبينما أخذ هؤلاء فرصتهم كاملة بلا مقاطعة من المنصة؛ لاحقت أصحاب الرأي الآخر المقاطعة والتصميت، فلم يكمل السيد كمال رزق كلامه وقوطع مرارًا، وأما المهندس كمال زمقان فلم يكفه الوقت الذي منح له لسوى أن يقول للمنصة: «تمنحون الفرص لمن ظللنا نسمعهم لأربع سنوات مضت، امنحوا الفرصة لهؤلاء الذين لم يسمع صوتهم أحد!» ولم يقل حرفًا واحدًا في حيثيات مساندته لرأيه في انتخاب الأمين العام من المؤتمر العام؛ لأنه قوطع كذلك وأنهيت فرصته، وأما غازي صلاح الدين الذي قابله المؤتمرون بالتهليل والتكبير فاكتفى بتوجيه المؤتمرين للتصويت بمسؤولية وليس بالانصياع لأي توجيهات قد تأتي من البعض، وظهر تبرم المؤتمرين من استحواذ الإخوة في الحكومة على فرص النقاش في ذلك الموقف، حينما قال رئيس المؤتمر د. الطيب سيخة محاولاً تهدئة اللغط الذي ارتفع في القاعة بعد توالي الفرص لأعضاء الحكومة؛ إذ قال: «سأمنح الفرصة الأخيرة لشخص ما إن يطل عليكم ستقابلونه بالتهليل والتكبير»، واشرأبت الأعناق لترى من الرجل فإذا به يقدم والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر، فلم يهلل ولم يكبر له أحد من الناس! والسيد الخضر شخص واسع المقبولية ولو اختلف الظرف لقوبل بالتهليل والتكبير، ولكن المشهد عكس الإحباط من أن تكون الفرصة الأخيرة هي لأعضاء الحكومة كذلك.


    وهكذا فلم يسمع المؤتمرون لحيثيات تساند انتخاب الأمين العام من المؤتمر العام سوى من السيدين صلاح الدين كرار وحسن رزق، بينما ساند الرأي الآخر أكثر من ستة متحدثين أسهبوا وأطالوا، فماذا يتوقع أن تكون النتيجة إذا استصحبنا تأثيرات حديث النائب الأول المذكور آنفًا؟! وحالما فاز مقترح انتخاب الأمين العام من الشورى، قلت في نفسي وأنا أرى غابة الأيدي المرتفعة: إذن وداعًا لـ «غازي صلاح الدين أمينًا عامًا للحركة الإسلامية!» المهم، انقضى المؤتمر العام بخيره وشره، وتمنينا لو سار بغير الأساليب القديمة، ولكن لعل الخير فيما اختاره الله، لعل السيد الزبير أحمد حسن يكون كأبي بكر الصديق، إذ لم يصدق الناس أنه على لينه المعروف يقف ذلك الموقف القوي من أهل الردة، حتى عجب عمر لذلك، فلعل الرجل يخلف ظن من نعتوه بالمهادن والمنصاع لمراكز القرار، ويأخذ الكتاب بقوة، مستعينًا بتيار قوي سيسانده بإخلاص إن هو حمل أشواقهم لاستعادة دور الحركة وفاعليتها.


    --------------------

    لا، لتعدد الألسن وتضارب التصريحات

    ..صديق البادي

    نشر بتاريخ السبت, 01 كانون1/ديسمبر 2012 13:00


    قال الشاعر:
    إذا كثر الطعامُ فخبروني فإن القلب يفسده الطعام
    إذا كثر المنامُ فنبهوني فإن العمرَ ينقصه المنام
    إذا كثر الكلامُ فسكتوني فإن الدينَ يهدمه الكلام
    إذا كثر المشيبُ فحركوني فإن الشيبَ يتبعه الحِمام


    إن الحديث المفيد هو المرجو والمطلوب، أما الثرثرة بلا فائدة فهي غير مجدية «ولكل مقام مقال» وفي أيلول الأسود عام 1970م انعقد مؤتمر قمة عربي بالقاهرة كان عاجلاً وطارئاً لإنقاذ الوضع المأساوي الدموي في عمان عاصمة الأردن بين منظمة فتح والفلسطينيين المقيمين بالأردن من جهة وبين السلطات الأردنية الحاكمة من جهة أخرى وأُزهقت أرواح كثيرة، وسالت دماء غزيرة وقد وقع اختيار الملوك والرؤساء العرب على الرئيس نميري ليذهب في تلك الظروف الحرجة إلى عمان على رأس وفد لتهدئة الأوضاع وإقناع الملك الحسين وياسر عرفات بالحضور مع الوفد في طائرة واحدة إلى القاهرة للاجتماع بالملوك والرؤساء لوضع حد لتلك الفتنة، ونجح النميري في مهمته وعندما هبطت الطائرة المقلة لهم في مطار القاهرة كان في انتظارهم عدد ضخم من الصحفيين والمذيعين والإعلاميين الممثلين لوسائط الاإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة مع وجود عدد كبير من مندوبي وكالات الأنباء العالمية لأن ذلك الحدث كان محط أنظار واهتمام العالم، وأدلى النميري لهم جميعاً بتصريح واحد مختصر ولكن محتواه كان كافياً ووافياً «ماقل ودل» وعندما أتيحت فرصة الحديث لعضو الوفد ورئيس وزراء تونس وقتذاك الباهي الأدغم اعتذر بلطف وذكر أن ما أدلى به السيد رئيس الوفد يكفي ولا مزيد فيه لمستزيد، ولو كان سيادته شوفونياً لاهتبل تلك السانحة وسرح ومرح متباهياً بمجازفتهم بأرواحهم ودخولهم في عمان وسط زخّات الرصاص والمدفعية الثقيلة ونجاحهم رغم تلك التعقيدات.


    وهناك مواقف حساسة تقتضي وزن الكلمات بميزان الذهب. وفي الحدث الأخيرالذي وصف مرة بأنه محاولة انقلابية ووصف تارة أخرى بأنه محاولة تخريبية كان المهم في المقام الأول هو إعلان الخبر من الجهة الرسمية المتمثلة في الناطق الرسمي باسم الحكومة والناطق الرسمي باسم القوات المسلحة مع ضرورة التنسيق بينهما ليتطابق تماماً محتوى ما يدليان به وبكل تأكيد أن مثل هذه الأحداث الحساسة تقتضي نشراً وطياً وسراً وجهراً، وهذه مسألة تقديرية للمختصين، وبعد إعلان الخبر رسمياً تأتي بعد ذلك مرحلة التعليقات والتحليلات والاجتهادات، ولكن الملاحظ أن التصريحات المتضاربة قد كثرت وفي طيِّها يسعى البعض للإدانة حتى قبل أن تنتهي مرحلة التحريات ويسعى آخرون لملاطفة ومداهمة من وردت أسماؤهم في التهمة ويمسك البعض بالعصا من منتصفها لإرضاء هؤلاء وأولئك وفي ظل هذه «الهرجلة» يُطلُّ سؤال عن موقف الرأي العام من هذا الحدث وهذا شأن من اختصاص الخبراء والمراكز المختصة برصد اتجاهات الرأي العام ولكني كإنسان عادي من غمار المواطنين أُحسُّ وأنا أعيش في قلب الشارع وقد أكون مصيباً أو مخطئاً بأن الشارع لم يدن المحاولة ولم يؤيدها وقابلها بحياد سالب.


    وفي تقدير الكثيرين أن هناك اعوجاجاً في المسيرة وقد بحّت أصواتهم بمناداتهم بتقويم الاعوجاج دون جدوى ولا يزال هناك أمل في إجراء إصلاحات بنيوية، والمؤسف أن البعض يختصرون العمليات الإصلاحية في أنفسهم مقدمين الذاتي على الموضوعي رغم أنهم كانوا شركاء في كل ما جرى والمقصود تغيير السياسات قبل الأشخاص مع ضرورة تجديد الدماء وتغيير الوجوه دورياً في كل المواقع، ومن جانب آخر لم تجد ما تسمى بالمحاولة الانقلابية أي تأييد لأن مَن وردت أسماؤهم كانوا جزءاً أصيلاً وفاعلاً في النظام الحاكم وقدموا كل ماعندهم واستنفزوا كل طاقاتهم والتاريخ سيقيِّم ما قدموه في المرحلة السابقة سلباً أو إيجاباً وليس هناك جديد يرجى منهم تقديمه.



    وهناك ملاحظة ينبغي الوقوف عندها وهي أن عدداً من القيادات الإنقاذية في مختلف المستويات القيادية على المستوى الاتحادي او الوسيط أو القاعدي اشتركوا في النظام وتمتعوا بامتيازاته وتمرّغ بعضهم في نعيمه أو كانت لهم سلطة وسطوة فيه، ولكنهم فور فقدانهم لمواقعهم أو مراكزهم فإنهم يديرون له ظهر المجن ويسفر بعضهم عن وجه عدائي آخر، وبعضهم يجهر بذلك وبعضهم يهمس أملاً في استعادة أوضاعهم السابقة، وهناك مرارات مترسبة لدى البعض يصعب، بل، تستحيل إزالتها وعلى سبيل المثال: ما زال البعض في محطة المفاصلة التي حدثت في عام 1999م ولم يبرحوها قيد أنملة ولايزال جرحهم نازفاً يغذي فيهم الروح الانتقامية ومن الصعوبة أن يتجاوزوا تلك المحطة وتبعاً لذلك فإن شهادتهم مجروحة في الذي كان يجري في الثلاثة عشر عاماً الأخيرة،

    وهناك ظاهره غريبة تتمثل في إصابة البعض بالغبن فور فقدانهم لمناصبهم بل إن بعض الأفراد يعتلي الواحد منهم عدة مواقع وإذا فقد أي واحد منها فإنه يتبرَّم ويسخط والبعض إذا فقد موقعاً رفيعاً يكون شغله الشاغل هو استعداء الآخرين وتحريضهم وحثهم على كتابة المذكرات المضادة ورفعها للمركز وتعكير المياه في ولاياتهم ومحلياتهم ويحدث هذا أيضاً على المستوى الاتحادي وهناك عدد من الولايات يضيع السياسيون من أبنائها وقتهم ووقت المواطنين «كسور وبواقي» في صراعات ومنافسات حول المحاصصات الجهوية والقبلية في توزيع المناصب مع إهمال تام للقضايا الحيوية المتعلقة بالإنتاج والتنمية والخدمات.
    وأن كل متهم برئ حتى تثبت إدانته وحسناً فعلت الأجهزة الأمنية المختصة بمعاملتها الطيبة للمقبوض عليهم كما صرح عدد من ذويهم وبالطبع إن تلك الأجهزة تعمل في صمت وبمهنية تامة ولو ترك الآخرون تصريحاتهم العشوائية وتركوا الأجهزه تعمل لتأخذ العدالة مجراها بعد ذلك لكان ذلك أفضل. ولا، لتعدُّد الألسن وتضارب التصريحات


    ---------------------

    للمرة الثانية.. «عبد القادر محمد زين» أميناً عاماً للحركة الإسلامية بالـخرطوم
    17 ساعات 35 دقائق منذ



    حسن عثمان رزق
    الخرطوم – صلاح مضوى

    فاز "عبد القادر محمد زين" مجدداً بمنصب الأمين العام للحركة الإسلامية بولاية الخرطوم في انتخابات الإعادة. وجرت عملية الاقتراع إلى وقت متأخر من ليل أمس (الثلاثاء)، فيما انتخب د. "جابر إدريس عويشة" رئيساً لمجلس الشورى و "محمد الأمين التلب" و«عائشة الغبشاوي» نائبين له و"سيد أحمد أبو كساوي" مقرراً.
    وحصل عبد القادر على نسبة 87% من الأصوات مقابل 13% لمنافسه "حسن عثمان رزق".
    وكانت لجنة استئنافات مركزية برئاسة البروفيسور «ابراهيم أحمد عمر» قد نظرت في شكاوى تطعن في سلامة الإجراءات التي تم بها انتخاب هياكل الحركة الإسلامية بولاية الخرطوم، خاصة موقع الأمين العام فانتهت إلى قرار إعادة الانتخابات.
    يذكر أن «حسن رزق» صرح للصحف بأن تدخلات من مسؤولين بالدولة حالت دون فوزه بمقعد الأمين العام في الجولة الأولى


    -----------------
                  

12-09-2012, 05:55 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)




    إسحق فضل الله :

    حتي لا يذهب السودان الي الهاوية يجب ايقاف الحديث الابله عن محاولة الانقلاب ،،بتنفيذ الحكم ينصدع في الدولة صدع لا يلتئم.

    إسحق فضل الله : حتي لا يذهب السودان الي الهاوية يجب ايقاف الحديث الابله عن محاولة الانقلاب ،،بتنفيذ الحكم ينصدع في الدولة صدع لا يلتئم.





    12-08-2012 01:06 PM

    اطول شهر في تاريخ الانقاذ (2)

    ... واصبع يغطي اسم ( قوش) من قائمة قادة الانقلاب يجعل العيون تنظر الي صف طويل من القادة العسكريين الاسلاميين .. فقط .. معتقلين ينتظرون الاحكام
    وهذا .. وشئ مثل اجهاش العطاس في الانف يجعل مدير الجهاز يجتمع في اليوم التالي بقادة المجاهدين برئاسة الدفاع الشعبي
    وهناك ما يجعله يقسم بالله بان ود ابراهيم اعترف بتدبيره للانقلاب هو شعور غامض بان جهة ما تقود
    ود ابراهيم والدولة والسودان الي هاوية.. تشعر الاقدام باقترابها وتجهل العيون مكانها
    ومدير الجهاز وهو يصطحب دكتور الزبير امين الحركة الاسلاميه الي اللقاء هذا كان يشير بقوة الي ان احجار الريبة بين الدولة والاسلاميين تبلغ درجة تحتاج الي رجل في حجم الزبير لابعادها
    وفي اللقاء ينفجر الحديث عن ان الناس منذ ايام هجليج يحدثون عن ان قادة هجليج الاربعه سوف يبعدون
    والصحف في اليوم التالي تحمل تصريح الناطق الرسمي عن ان اللواء عبد الروؤف احد قادة هجليج لا صلة له بالمؤامره
    وان اللؤاء مصطفي (احد قادة هجليج) اعتقل لكذا
    وكذا
    لكن الشعور بان جهة غريبه تقود الدولة الي الهاوية شعور يستمر
    ....................
    ....................
    وفي قاعة الصداقة في الايام ذاتها قادة الاسلاميين -= اربعة الالف = الذين جاءوا يحملون شعورا قويا لاعادة الحركة الاسلامية الي حقيقتها ينفجرون بالتكبير وهم يرون الطيب ابراهيم يخرج فجأة من غيبة سنوات ويصعد المنصة بكل تاريخة المصادم ويقود المؤتمر ... منتخبا
    والشعور هذا ينفجر ومهدي ابراهيم بحنجرتة الضخمة وتاريخه القوي يصعد المنصة ليقود الحوار
    والقاعة كلها تتجه بعيونها الي دكتور غازي بكل تاريحة المصادم ليصبح امينا للحركة
    لكن اليوم التالي ياتي و امين الحركة الاسلاميه هو الزبير محمد الحسن ... الاسلامي الليبرالي الهادي !!!
    ودكتور غازي يقول انه رفض الترشيح لان الدستور المصنوع يجرد امين الحركة من كل شئ
    ويصنع لجنة غريبه تقوم بين مجلس الشوري وبين الامين العام وهي كل شئ
    الجهة الغريبه اذا تختطف الحركة الاسلاميه وتجعلها مع الدولة ومع المجاهدين ومع السودان في شبكة واحدة تحملها الي الهاويه
    (3)
    وجملة صغيرة يقولها مدير الجهاز في لقاء المجاهدين تصبح مثل لدغة الثعبان سريعة .. قصيرة .. وقاتلة
    قال : حتي ضربة اليرموك كانت جزءا من الانقلاب ودعما خارجيا له
    والاصابع التي تشير الي قوش ترتفع قليلا الي السماء لتشير الي طائرات اسرائيل وتتساءل عما اذا كانت قوة قوش تبلغ ادارة طائرات اسرائيل ... والاصابع تشير الي تاريخ الرجل داخل وخارج جهاز الامن .. تاريخا نعود اليه .. تبحث عن اجابة علي سؤالها
    لكن الاصابع هذه تعجز عن العودة بعدها للاشارة الي ود ابراهيم مشتركا في مؤامرة اسرائيليه .. وعشرين من كبار القادة الاسلاميين معهم !!!
    لكن ودابراهيم يعترف .. حقا بالانقلاب !!!
    والتفسيير لكل الفوضي هذه يأتي من خلف الطبول التي تهدر الان تدعو للمحاكمة وما بعدها
    (4)
    ونحدث العام الاسبق عن انقلاب قوش
    وقوش يحصل علي عفو ويدخل البرلمان
    ومثير ان السيد قوش ايام الانقلاب الاخير كانت سفنه تدخل الميناء تحمل النفط الذي يستورده الرجل للدوله بعطاء نظيف
    والسيد الرئيس لما كان يسأل الفريق قوش ايام انقلابه السابق عن فرقة عسكرية كان يعدها يومئذ سرا وعما يريده منها . يقول هذا انه كان يعدها ( في مقابل الفرقه العسكريه للحركة الشعبيه التي كانت تقيم قريبا من الخرطوم)
    والرئيس يساله عن ميكروفونات معينة في اماكن معينة
    لكن قوش بعد التحقيق يبعد .. ويبقي ... ولا طبول تضرب ولا محاكمة لكن الطبول تضرب الان بقوة
    تضرب لان ركام الاحداث كله ليس اكثر من غطاء يجعل الدولة تقوم بانقلاب ضد نفسها
    الطبول تضرب الان عن المحاكمات حتي ترغم الدوله علي اقامة المحاكمات هذه ... التي هي = وبطبيعتها العسكريه = تنتهي الي احكام عنيفة دائما
    عندها الدوله ان هي نفذت احكامها هذه انصدع في الدولة صدع لا يلتئم ابدا
    وان هي لم تنفذ احكامها انصدعت ثقة الناس في كل ما تقوله الدولة
    (5)
    و ( اعترافات ) للمتهمين تحملها الصحف كل يوم والاعترافات تصبح ( عبوات يحشوها الناس بكل ما يتهمون به الدولة ).. فيها كل ما قاله المعترفون وما لم يقولوا
    وجملة واحده من كلمتين يقولها بيكاسو لوزير دفاع اسانيا عام 1938 تبقي حتي اليوم
    (الجيرنكا ) مدينة دمرتها طائرات الدولة يومئذ علي رأس الثوار هناك
    وبيكاسو يخلد القصف هذا في اروع لوحة في التاريخ
    ووزير الدفاع يقف يوما امام اللوحة ويلتفت ويسأل بيكاسو ..
    انت صنعت هذا ؟
    قال بيكاسو : لا ... بل انت !!!!
    (6)
    وحتي لا يذهب السودان الي الهاوية تبقي الضرورة الان هي
    ايقاف الحديث الابله عن المحاولة الانقلابيه واسكات الطبول
    اسكات الطبول حتي لا تصبح مصنع عبوات لالف اشاعة مدمره تنسب صدقا وكذبا الي ابواب قاعة المحاكمة
    وختي لا يقوم المتهون بالفعل باستخدام اسلوب بيكاسو علي كل سؤال تطلقه الدولة ٍ

    .... ونحكي.


    --------------------

    عصام البشير يدعو الى تخليص المجتمع من المذهب الشيوعي لتحقيق استمرار العدالة الاجتماعية





    وصف مصر بأنها " قبلة السودان "
    12-08-2012 09:55 AM

    الخرطوم: أنس الحداد

    دعا د. عصام أحمد البشير رئيس مجمع الفقه الإسلامي، خطيب مجمع النور الإسلامي بكافوري، الحكومة لضرورة تخليص المجتمع من المذهب الشيوعي لتحقيق استمرار العدالة الاجتماعية. وطالب د. عصام في خطبة الجمعة أمس السلطات بسَن قانون يحفظ الفكر من التشتت والاندماج في المجتمعات التي تدعو لنشر العلمانية، وانتقد الأحداث التي قامت بها مجموعة الدندر المتطرفة، وأكّد الحاجة إلى الحوار والنضج الفكري، وقال: (نحن بحاجة إلى الأمن الفكري)، وقال إنه لا ينبغي أن تخرج هذه الفئة عن مجتمع الإسلام والمسلمين وأوامر الحاكم، وطالب المسؤولين بالكف عن التصريحات التي تؤثر في مجرى العدالة وسير التحقيقات، وأشار إلى أن البلاد تحتاج (للمصافحة وليس المناطحة)، وحذّر من أن تسود العلمانية في أوساط المجتمع.

    وفي سياق مختلف، انتقد د. عصام الشغب الذي يجري في مصر هذه الأيام بشأن الدستور، ودعا الحكومة لضرورة جمع كل القوى السياسية في مصر من قبل الرئيس المصري للحوار والوصول إلى حل يرضي كل الأطراف، وربط استقرار السودان باستقرار الأوضاع في مصر، ووصف مصر بأنها (قبلة السودان)، واتهم د. عصام جهات لم يسمها بالسعي لأن تكون مصر غير مُستقرة بعد أن فاز الإسلاميون برئاسة البلاد.

    الرأي العام


    -----------------

    بـــلاد العجـائب!!

    الطيب مصطفى

    نشر بتاريخ السبت, 08 كانون1/ديسمبر 2012

    13:00
    خبران شعرتُ بالأسى والحزن عندما قرأتُهما.. أوَّلهما يقولُ بعنوان عريض في عدد من الصحف (الجيش يُحبط مخطّطًا للجبهة الثورية لضرب الفاشر ويقتل عدداً من المتمردين) ويكشف الخبر أن مواجهات وقعت مع الجبهة الثورية اسفرت عن مقتل وإصابة اثنين من المتمردين!!


    أعجب من أن يُحتفى بهذا الخبر ويُعتبر انتصاراً!! أعجب والله أن يبلغ بنا الضعف أن تُهدَّد عواصم ولاياتنا فبعد كادوقلي التي ظلت قوات الجيش الشعبي وعملاؤها من قطاع الشمال يُمطرونها بالكاتيوشا والهاون ها هم يتجرأون على الفاشر التي ظننّا أنها آمنة بل ظننَّا أن كل ولايات شمال دارفور محصَّنة من اعتداءات هؤلاء المارقين.
    بالله عليكم من الكاسب من هذا الخبر: قطاع الشمال والجبهة الثورية أم القوات المسلحة السودانية؟!


    مقتل اثنين فقط أما بقية المعتدين فقد نجوا ليعودوا ويهاجمونا من جديد!!
    أعود للسؤال: من الكاسب من الخبر الذي أفرح بعضَنا لدرجة أن يخرج تصريحٌ رسمي من القوات المسلحة بشمال دارفور تُعلن فيه عن (الانتصار)؟!.. بالله عليكم كيف يستقبل العالم هذا الخبر المبثوث في قنواتنا الفضائية بل وفي القنوات العالمية؟! كيف يستقبل المستثمرون في الخليج وفي الصين مثلاً خبراً كهذا يقول إن إحدى عواصمنا الكبرى تعاني من انفراط الأمن؟! كيف نُقنع المستثمرين بتمويل مشروعاتنا الكبرى بما في ذلك طريق الإنقاذ الغربي!!.


    إن استهداف العواصم مقصود في ذاته وشتان شتان بين الاعتداء على عاصمة ولاية أو مدينة كبرى والاعتداء على منطقة طرفية فهم يهدفون إلى توجيه رسالة إلى العالم الخارجي أنَّ بلادنا غير مستقرَّة كما يسعَون إلى الضغط على الحكومة لتذعن لإرادتهم وتستجيب لطلباتهم وشروطهم.


    الخبر الثاني والذي أزعجني بحق ما قرأتُه من احتجاج الحركة التي يقودُها التجاني السيسي رئيسُ السلطة الانتقالية بدارفور ونُشر في (الصحافة) أن الحركة زعمت أن القوة التي هاجمتها القوات المسلحة السودانية تابعة لهم!!
    عجيبٌ والله أمرُ بلاد العجائب.. لم أفهم والله ولم أدرِ أن الدوحة سارت على درب اتفاقية نيفاشا وسُمح بقيام جيش أو جيوش أخرى بجانب القوات المسلحة السودانية في نفس الدولة ربما لأول مرة في تاريخ العالم!!أسأل الله أن يكون ما صدر عن حركة التحرير والعدالة مجرد خبر كاذب وإلا فإن بلادنا والله العظيم في خطرٍ عظيم إذ كيف يجوز أن نرتكب نفس الخطأ الذي دفعنا ثمنَه ولا نزال في جنوب كردفان والنيل الأزرق.


    على كلٍّ أشهد بأن سلوك التجاني السيسي منذ أن التحق بركب الحكومة كان ولا يزال سلوكاً منضبطاً للغاية ولا مقارنة بينه وبين مناوي الذي كان يعقد اجتماعات قوى الإجماع الوطني داخل مكتبه في القصر الجمهوري ويكفي أحداث حي المهندسين التي لعلع فيها الرصاص بين قواته والشرطة ولكن خبر اشتباك قوات السيسي بالقوات المسلحة أدهشني ولا أزال أبحث عن توضيح ينفي أنهم لا يزالون يحتفظون بقواتهم التي لم نرَها تتصدَّى للمتمردين من الحركات الأخرى الرافضة لاتفاق الدوحة.


    متى بربِّكم نتمكَّن من تأمين مدننا الكبرى ومتى نعتبرُ أيَّ اعتداء على عواصم الولايات خطاً أحمر لا يجوز بأي حال أن تسمح قواتُنا المسلحة به ومتى يسائلُ برلمانُنا وزارة الدفاع عن أيِّ إخفاق في حماية المدن والعواصم ويعتبر ذلك من الكبائر التي ينبغي أن يُحاسَب المقصِّرون المتسبِّبون فيه حساباً عسيراً؟!



    ----------------

    «الفكي» والتراجع عن الكتاب الأسود.

    .خالد حسن كسلا

    ا
    نشر بتاريخ السبت, 08 كانون1/ديسمبر 2012 13:00


    ٭ قبل عدة سنوات صدر ما يُعرف بالكتاب الأسود يتحدَّث عن أن أبناء الشمال من مقرن الخرطوم إلى مقرن عطبرة إلى مُنحنى النيل قد ظلوا يحكمون البلاد بعد الاستقلال في عام 1956م، ومن أصدروا هذا الكتاب الأسود لم يوحوا فيه بأنهم مستوعبون للظروف التي أحيطت بحكم البلاد طيلة هذه الفترة.. ولم يكن التناول في هذا الصدد موضوعياً إذ أن أول رئيس وطني بعد الاستقلال وهو الزعيم العظيم إسماعيل الأزهري من أبناء الأبيض بغرب البلاد وإن كان أبناء عمومته في منحنى النيل وأشهرهم أبطال روايات الطيب صالح الذين عاشوا هناك مثل ود الرواسي والزين وسعيد عشا البايتات وجبر الدار وغيرهم.. وقد حكم الأزهري السودان بصفته زعيم حزب فاز في الانتخابات، أما العسكريون مثل نميري والبشير فقد حكموا البلاد بصفتهم قادة انقلابات حالفها النجاح، فلم يكن هناك قانون أو دستور أو عُرف أو عادات وتقاليد تحدد من وكيف يكون رئيس السودان، بل هناك ظروف موضوعية. وقد حكم البريطانيون الصليبيون الشعب السوداني المسلم، وقد حكم اليهودي سلاطين رودلف إقليم دارفور بعد إعادته ــ وليس ضمه كما يقال ــ إلى السودان عام 1916م فوق دماء الشهيد السلطان علي دينار طيب الله ثراه، والبريطانيون قد انتزعوا السلطة من حاكم السودان القادم من غرب البلاد سيد الشهداء السودانيين الخليفة عبد الله التعايشي.


    أما حركة العدل والمساواة التي يُنسب إليها «الكتاب الأسود» فقد اشترطت للمشاركة في المحاولة الانقلابية الأخيرة شرطًا غريباً يدل على أنها غير جادة أو أنها ترى استحالة نجاح العملية حسب معطيات تكون قد استوعبتها وقد أُشير في «الاعترافات» أن هذا الشرط مع شروط أخرى تمت الموافقة عليه.. والسؤال هو هل تراجعت حركة العدل والمساواة عن مضامين الكتاب الأسود حينما وافقت بشروطها على المشاركة في الانقلاب الذي كان بقيادة شخصية من جهة تقع بين «المقرنين»؟!.


    دعونا من التعليق على «دجاجة الفكي».. والدجل والشعوذة لنجاح الانقلاب فقد ماتت الدجاجة ورأى «الفكي» نفسه في المنام أن الانقلاب فاشل. نعم الذي يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء هو الله وليس الفكي الدجال المشعوذ الذي قد يواجه بلاغاً في شرطة أمن المجتمع إضافة إلى المحاكمة مع الانقلابيين باعتباره متستر على جريمة تقويض النظام وهي مخالفة للقانون الجنائي.
    أود أن أشير إلى ذاك «الكتاب الأسود» الذي يكرِّس للفتنة بين أبناء الوطن الواحد ما دام أن حركة العدل والمساواة الجناح العسكري للمؤتمر الشعبي لم تمانع في المشاركة في المحاولة الانقلابية بقيادة العميد محمد إبراهيم «ود إبراهيم».. ثم إذا كانت حركة العدل والمساواة ترفض الجلوس للتفاوض للمشاركة في إحلال السلام والأمن في دارفور وإعادة الإعمار والعمران الجديد والتنمية والخدمات لأنها تراهن على تغيير النظام هل تقبل بأن يكون قائد النظام الجديد من غير أعضائها في قيادتها؟!.

    إذا قبلت تكون قد تراجعت عن الكتاب الأسود، وفهمت أن تاريخ السودان السياسي بعد الاستقلال وحاضره حكمته ظروف موضوعية أهمها وجود عاصمة البلاد في موقعها هذا وسط تركيبة قبائلية ومجتمعية معينة. ولو افترضنا أن عاصمة البلاد هي الجنينة أو جوبا «قبل الانفصال» هل كان سيكون تأريخ السودان كما هو الأن؟!. إذن الحركة المتمردة تتذرع وتتتحايل بأشياء كعمل منهجي للاستقطاب. وقبل الانفصال ورغم تمرد الجنوب لم نسمع بأن ضابطاً جنوبياً قاد انقلاباً، لكن لو كانت العاصمة جوبا بالفعل ويمكن أن ينجح الانقلاب. إذن فلا بد أن تمزق حركة خليل الكتاب الأسود تمزيقاً وتؤسس حزباً سياسياً يقوده جبريل ويكون جنودها أعضاءه وغيرهم


    ------------------

    بعد دحر الانقلاب.. ومؤتمر الحركة الإسلامية:

    مأزق التغيير الوزاري والإصلاح السياسي في الإنقاذ
    17

    { عندما تغمض قيادة المؤتمر الوطني أعينها عن الإصلاح، وتتجاهل دعوات التجديد التي تصدر في غالبها عن مشفقين لا متربصين، وتغلق أبواب الأمل في غد أفضل، وتراوح سياسات الحكومة ما بين إقبال على السلام وإدبار من دفع استحقاقاته، تتمدد مساحات الإحباط و(يصبح) قيادي في قامة وثقل د. "غازي صلاح الدين" كاتباً في الصحف (معلقاً) على الأحداث بدلاً عن ممارسة دوره كصانع لها، وينقلب الذي أؤتمن على سد ثغرات الأمن وحراسة بوابة الإنقاذ (متآمراً) عليها. وقد كشفت الأحداث الأخيرة عن أن الخطر على الإنقاذ من الإنقاذ نفسها، والتآمر لا جنس له ولا قبيلة ولا حزب.. بعد أن تكشفت حقيقة المحاولة الانقلابية التي ظنها الكثيرون محض هراء واتهامات باطلة في حق نجوم مضيئة في ليل الإنقاذ، لكن ما كشفته الأيام الأخيرة أثبت صحة المحاولة الانقلابية، كأول محاولة انقلابية يقودها رجال من داخل البيت.


    ودعاوى الإصلاح والتجديد التي تحدث عنها القادة والرموز في الانتخابات الماضية وما قبل انقسام الجنوب، كانت شعارات أكثر منها التزامات واجبة التنفيذ، وتم إفراغ دعاوى التجديد من مضامينها بإبقاء المؤتمر الوطني على وجوده في الجهاز التنفيذي وظل في كرسي الوزارة لمدة بلغت (23) عاماً.. (هرمت) الكراسي وتآكلت المباني، ولم تتزحزح تلك القيادات عن مقاعدها الوثيرة، وحينما تنطلق دعوات التغيير والإصلاح من القطاعات الشبابية، (يملك) شيوخ الإنقاذ قدرة فائقة على تجميل وجوههم وإعادة طلاء بشرتها (الناعمة)، ويجعلون من أنفسهم وذواتهم الفانية ثوابت وطنية لا تتغير ولا تتبدل، حتى ضعف أداء الدولة وتبدت علامات الشيخوخة والوهن.. ونظرة واحدة إلى صورة مجلس الوزراء التي تبث أسبوعياً (تكفي) المراقب (المدقق) في مشهد الشيوخ الذين يغالبون ويقاومون بصمات الزمن في الوجوه، والشعر الأبيض، الذي تغطيه أحياناً العمائم البيضاء وأحياناً (الأصباغ) الكيماوية.


    وحده الرئيس "البشير" كان صادقاً في رغبته بالتنحي عن السلطة وعدم الترشح مرة أخرى، وأضاف "البشير" عبارات صادقة حينما كان يتحدث للجالية السودانية في المملكة العربية السعودية التي التقاها حينما خرج من المستشفى، قال: (المرض يكفر ذنوب الحكم).. ذلك على الصعيد الشخصي، حينما يشعر الرئيس بوخز الضمير، ولكن متى يشعر تنظيم المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية بذات شعور الرئيس الصادق ويقبل على إصلاح ما أفسدته سنوات الحكم المطلق دون رقابة أجهزة تشريعية فاعلة وصحافة حقيقية تستقصي بالأدلة عن الإخفاقات، ولا تلعب دور (البوق) للحكومة أو المعارضة الكسيحة التي تسعى لاستغلال الأقلام واستنفار الصحف لتناضل نيابة عنها وتحارب الحكومة لصالحها؟!


    { أجهضت الحكومة في نسختها قبل الأخيرة (اتفاقية نيفاشا) بنفسها، حينما أبعدت فريق نيفاشا بسبب (تكتيكات) لعبة السلطة الداخلية وتوازنات القوى.. وجاءت بمن لا يؤمن باتفاقية السلام وارتضاها كأمر واقع، وأذعن لها خوفاً ورهبة من صناعها، وأسندت لهؤلاء مهمة تنفيذ الاتفاقية فأوردوها المهالك و(شيعوها)، ومعها ذهب ثلث جغرافية الوطن، وحقبة نيفاشا التي يلعنها من استفادوا من ريعها وشربوا نخبها وأكلوا طيباتها، هي ما أثمرت رخاء اقتصادياً ورفاهية للشعب عاشها طوال سنوات ما بعد 2005م حتى انفصال الجنوب، الذي لم تبد (هوان) البلاد وبؤس التفكير حينما خرجت على الشعب مسيرة هزيلة تشبه مسيرة الردع التي أخرجت قبيل الانتفاضة بقليل فكشفت عن خوار وضعف نظام مايو.. أطلق على مسيرة ما بعد الانفصال (تحية العلم) أنفق عليها المليارات من المال العام، ######ر منها الأقربون للإنقاذ قبل البعيدين.. وفاز المشير "البشير" في انتخابات شهدت تنافساً مع بعض المرشحين من هامش المعارضة الضعيف، وكان حرياً بالمؤتمر الوطني احترام الانتخابات التي لم تحترمها القوى السياسية ولا المجتمع الدولي،

    ولكن الرغبة في السيطرة على الأوضاع والهيمنة والقبضة الحديدية على أنفاس السلطة، دفعت المؤتمر الوطني لإلغاء نتائج الانتخابات التنفيذية (عملياً) بإعفاء ولاة منتخبين من الشعب، وعين مكانهم آخرين من صفه ولم يطرف له جفن، ولم يكلف المؤتمر الوطني نفسه عناء تبرير أسباب (انقلابه) على انتخاباته حتى لعضويته الملتزمة، وحصد ثمرة أخطائه أحداثاً مرة في نيالا حينما أزهقت أرواح بريئة و(خربت) ممتلكات عامة.. ومن حسن حظ المؤتمر الوطني، ومن سوء تدبيره، أن الذين تظاهروا في نيالا كانوا يطالبون بوالٍ (مؤتمر وطني) انتخبوه بحر إرادتهم، والذين (قمعوا) التظاهرات هم مؤتمر وطني، وما نيالا إلا مثال لأخطاء في الممارسة وغياب لمنهج الحكم الرشيد، وعين المؤتمر الوطني ولاة للقضارف وزالنجي والجنينة بديلين لولاة منتخبين، ووضع على رئاسة بعض المجالس التشريعية رؤساء لم ينتخبهم الشعب، وخسروا المعركة الانتخابية إمعاناً في ازدراء التجربة التي خاضها الحزب بمحض اختياراته وبكامل وعيه السياسي.


    { الإصلاح إداري أم منهجي؟؟


    بعض القيادات يحرّفون معنى الإصلاح السياسي، بمجرد تنقلات سياسية واستبدال وجوه بأخرى، وإعفاء موظفين وتعيين آخرين، وهؤلاء يجهضون مشروع الإصلاح ويفرغونه من محتواه حينما يصبح الإصلاح مجرد عملية إدارية محدودة الأهداف بلا برنامج واضح وخطط إستراتيجية تتآكل الأنظمة من داخلها وتبدأ في (حفر) مقبرتها بيدها..


    والإصلاح ليس شعارات ولا تنقلات مثل كشف الضباط الإداريين، ولا عمليات تجميل لهياكل الحكم وتغيير وتبديل أسماء الوزارات ودمجها ثم إعادة توزيعها حسبما تقتضي الظروف، وقد (ركبت) الحكومة سرج الإصلاح الاقتصادي بعد أن ألقت الأزمة الاقتصادية بكلاكلها على البلاد، وبدلاً عن انتهاج سياسات اقتصادية تحرر الاقتصاد من قيود اقتصاد الدولة لاقتصاد السوق والإقبال على تفكيك الأزمات السياسية بوقف الحرب المهلكة في دارفور والحيلولة دون نشوبها في مناطق أخرى، أخذت الحكومة على عاتقها خفض عدد وزراء الدولة في وزارة الصحة من ثلاثة إلى وزير دولة واحد، وإلغاء وزارة التعاون الدولي وتقسيم أصولها وتوزيع موظفيها ما بين المالية والخارجية، وتقليص عدد لجان البرلمان من عشرين لجنة إلى ثماني لجان، وما إلى ذلك من الأكليشيهات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وأدبرت الحكومة عن الإصلاح الحقيقي المتمثل في إلغاء تجنيب المال العام الذي جعل إيرادات شركات الكهرباء البالغة مليارات الدولارات في العام خارج سيطرة الدولة، وتذهب كل عائدات مشروع كهرباء سد مروي الذي تم تشييده بعائدات البترول والضرائب التي فرضت على مزارعي البلح في تنقاسي، وضريبة القطعان على أبقار الحوازمة في تخوم كردفان، وما تبقى من عائدات قطن الجزيرة والضرائب على المغتربين، ولا تملك وزارة المالية على شركات الكهرباء سلطة ولا يجرؤ وزير في الدولة على الجهر برأي حولها وإلا وجد نفسه خارج المنظومة الحاكمة..

    وضحك وزير المالية ساخراً من نفسه أو من حكومته حينما روى للصحافيين قصة رجل الشرطة الذي (استوقفه) بشارع الغابة وقيد له مخالفة بالحديث أثناء السير، والشرطي فرض غرامة على وزير المالية وحرر له أورنيك غير مشروع، ولا تذهب الأموال التي تُجنى من المواطنين بغير أورنيك (15) لخزينة الدولة التي تنشر شرطة المرور في المنحنيات، ويبدو مظهر الدولة مثيراً للشفقة والرثاء وهي تتربص بمواطنيها في الطرقات العامة وتتخفى بين الأشجار لتفرض الغرامات على المواطنين.. والإصلاح الحقيقي في إطلاق يد البرلمان لمراقبة الجهاز التنفيذي، وتحرر النواب من قبضة الهيئة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني، مع أن (98%) من نواب البرلمان هم مؤتمر وطني.. والإصلاح يبدأ أولاً بالنظرة الفكرية للمؤتمر الوطني في المستقبل، والبدائل السياسية والمراجعة الشاملة لتجربة تقارب الآن ربع القرن من الزمان، وتقليص عدد الوزراء وإلغاء بعض الوظائف وإعفاء ما يسمى بالخبراء الوطنيين، وهي وظائف غامضة بلا تعريف محدد يتم وهبها لمن تحبه الحكومة أو من تخشى شره (فتبقى) عليه قريباً منها، يصرف ملايين الجنيهات دون أداء أي عمل، بينما الجندي الذي يقاتل في الميدان يذود عن الدولة لتبقى، وعن الحكومة لتبسط سيطرتها يُطرد فلذات أكباده من المدارس بسبب الرسوم ولا ينال مرتباً يوازي جهده.. وأخيراً جهر السيد الفريق "مهدي بابو نمر" بكلمة حق بالبرلمان حينما طالب بمضاعفة مرتبات جنود القوات المسلحة والشرطة وجهاز الأمن، ليس الجنود فحسب، بل كل منسوبي هذه الأجهزة من الضباط وضباط الصف والجنود أوضاعهم المعيشية تستدعي تحسيناً شاملاً!!


    { النسخة القادمة


    قبل دحر المحاولة الانقلابية الأخيرة ترددت معلومات عن اتجاه داخل الحزب الحاكم بمراجعة جزئية لهياكل الحكومة بإعفاء بعض الوزراء، وتعيين آخرين مكانهم.. وتحدثت بعض وسائل الإعلام عن سد شواغر في جسد الحكومة، بتعيين وزير للإرشاد والأوقاف، ووزير دولة بالشباب والرياضة لخلو هذين المقعدين منذ استشهاد الوزيرين "غازي الصادق" و"محجوب عبد الرحيم كجو" في عيد الفطر الماضي، وترددت معلومات عن تغييرات في وزارة الخارجية والتجارة الخارجية والمالية أحياناً، ثم جاءت المحاولة الانقلابية الأخيرة التي أضحت بعدها المراجعة والتغيير والتبديل فرض عين على الحكومة، لا لسد الشواغر فحسب، بل لدفق الأمل في النفوس الحائرة، وترميم صفوف التيار الإسلامي الذي أصابته التطورات الأخيرة من جهة الحركة الإسلامية ومخرجات مؤتمرها الأخير والمحاولة الانقلابية بشروخ عميقة، حتى تبدى الغضب الشديد على رجل عرف بسعة الصدر والكتمان، فتحدث "علي عثمان محمد طه" بلهجة القاضي والقانوني في احتفالية لولاية الخرطوم..


    والمحاولة الانقلابية بذرت الشكوك وعدم الثقة في صف المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، فأخذ البعض يهمس بمشاركة (فلان) و(علان)، لكن الأجهزة الأمنية أثبتت مرة أخرى كفاءتها في إدارة الأزمة بحنكة وعقل سياسي وقدر كبير من التريث، حتى لا يؤخذ الناس بالشبهات خاصة وجميع المتهمين في المحاولة هم أولاد المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، حتى الاتصالات بالمعارضة اتجهت نحو حركة العدل والمساواة ذات المرجعية الإسلامية.. والمحاولة الانقلابية وتبعاتها تتمخض عنها الآن حكومة جديدة تلوح بوادرها في الأفق.. فما هي واجبات الحكومة الجديدة ومشروعها الجديد؟؟ صحيح أن الرئيس "عمر البشير" قد أعلن رغبته في التنحي، ولكن لا ينبغي له أن يترك الحكومة تشيخ وتهرم وتجف أطرافها بداء السكري، وتفقد حاسة السمع والبصر فتمشي مكبة على وجهها.. حتى تسقط.. الحكومة القادمة ينبغي لها أن تنهض بأعباء تسوية النزاع في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، بإيقاف الحرب حتى لا تسقط هي نفسها، وأن تتجه إلى تأسيس علاقات مع دول غربية تجدها عند المحن، وقد أثبتت تجربة العلاقة مع الصين فشلها.. فالصين التي فتح السودان لها أبواب الاستثمار في أفريقيا تخلت عنه لمجرد أن عائدات البترول تناقصت، وأوقفت الصين قرضها ذا الثلاثة مليارات دولار ولم تلعب أي دور لصالح السودان في مجلس الأمن، وباتت مراجعة العلاقات العربية بمثابة فرض عين.. والعرب تخلوا عن السودان في اجتماعات مجلس السلم والأمن الأفريقي الأخيرة بما في ذلك دول الربيع العربي، التي بلغ السلطة فيها إسلاميون.. وداخلياً مواجهة الحكومة القادمة بمصاعب كبيرة في تجاوز الأزمة الاقتصادية، ثم النهوض باستحقاقات صياغة دستور متفق عليه من قبل كل القوى السياسية، وأي دستور تتم (حياكته) بإجماع القوى الحاكمة وحدها ويُطرح للشعب عبر استفتاء صوري لن تُكتب له الديمومة والاستمرار، وقد شارفت تجارب السودان منذ الاستقلال وحتى اليوم، الـ(60) عاماً، والبلاد تُحكم بدساتير مؤقتة.


    { الإنقاذ في نسختها الرابعة المنتظر ولادتها في مقبل الأيام، قد تحمل بعض سمات النسخ الماضية، ويقودها بعض الشيوخ، لكن لا ينبغي للقيادة السياسية أن تتجاهل كل الإخفاقات وتغمض أعينها عن الإصلاح، وتحاول إعادة طلاء الوجوه القديمة وتقديمهم للشعب باعتبارهم ثوابت، وسيوفاً تحارب في كل الأزمان، ورجالاً صالحين يخافون الله، أقوياء في أنفسهم أشداء على غيرهم.. وتجديد دماء الحزب والدولة، إذا لم يتقدمه تجديد للأفكار والرؤى والبرامج والسياسات يصبح مجرد طلاء لمبنى قديم بدهانات زاهية الألوان.. والطريق نحو التجديد شاق وصعب ويواجه بمتاريس، وكل من يتصدى للإصلاح سيواجه بالتخوين، ويوغر (المخبرون) صدور القادة والقيادات في مواجهته، كما يفعل البعض تجاه د. "غازي صلاح الدين" الذي لولا جهده وتدبيره لما أفلح أصحاب مذكرة العشرة في إبعاد "الترابي" من المؤتمر الوطني والزج به في غياهب الحبس سجيناً.. وإطلاق يد "البشير" رئيساً!!

    المجهر
                  

12-09-2012, 05:56 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)




    إسحق فضل الله :

    حتي لا يذهب السودان الي الهاوية يجب ايقاف الحديث الابله عن محاولة الانقلاب ،،بتنفيذ الحكم ينصدع في الدولة صدع لا يلتئم.

    إسحق فضل الله : حتي لا يذهب السودان الي الهاوية يجب ايقاف الحديث الابله عن محاولة الانقلاب ،،بتنفيذ الحكم ينصدع في الدولة صدع لا يلتئم.





    12-08-2012 01:06 PM

    اطول شهر في تاريخ الانقاذ (2)

    ... واصبع يغطي اسم ( قوش) من قائمة قادة الانقلاب يجعل العيون تنظر الي صف طويل من القادة العسكريين الاسلاميين .. فقط .. معتقلين ينتظرون الاحكام
    وهذا .. وشئ مثل اجهاش العطاس في الانف يجعل مدير الجهاز يجتمع في اليوم التالي بقادة المجاهدين برئاسة الدفاع الشعبي
    وهناك ما يجعله يقسم بالله بان ود ابراهيم اعترف بتدبيره للانقلاب هو شعور غامض بان جهة ما تقود
    ود ابراهيم والدولة والسودان الي هاوية.. تشعر الاقدام باقترابها وتجهل العيون مكانها
    ومدير الجهاز وهو يصطحب دكتور الزبير امين الحركة الاسلاميه الي اللقاء هذا كان يشير بقوة الي ان احجار الريبة بين الدولة والاسلاميين تبلغ درجة تحتاج الي رجل في حجم الزبير لابعادها
    وفي اللقاء ينفجر الحديث عن ان الناس منذ ايام هجليج يحدثون عن ان قادة هجليج الاربعه سوف يبعدون
    والصحف في اليوم التالي تحمل تصريح الناطق الرسمي عن ان اللواء عبد الروؤف احد قادة هجليج لا صلة له بالمؤامره
    وان اللؤاء مصطفي (احد قادة هجليج) اعتقل لكذا
    وكذا
    لكن الشعور بان جهة غريبه تقود الدولة الي الهاوية شعور يستمر
    ....................
    ....................
    وفي قاعة الصداقة في الايام ذاتها قادة الاسلاميين -= اربعة الالف = الذين جاءوا يحملون شعورا قويا لاعادة الحركة الاسلامية الي حقيقتها ينفجرون بالتكبير وهم يرون الطيب ابراهيم يخرج فجأة من غيبة سنوات ويصعد المنصة بكل تاريخة المصادم ويقود المؤتمر ... منتخبا
    والشعور هذا ينفجر ومهدي ابراهيم بحنجرتة الضخمة وتاريخه القوي يصعد المنصة ليقود الحوار
    والقاعة كلها تتجه بعيونها الي دكتور غازي بكل تاريحة المصادم ليصبح امينا للحركة
    لكن اليوم التالي ياتي و امين الحركة الاسلاميه هو الزبير محمد الحسن ... الاسلامي الليبرالي الهادي !!!
    ودكتور غازي يقول انه رفض الترشيح لان الدستور المصنوع يجرد امين الحركة من كل شئ
    ويصنع لجنة غريبه تقوم بين مجلس الشوري وبين الامين العام وهي كل شئ
    الجهة الغريبه اذا تختطف الحركة الاسلاميه وتجعلها مع الدولة ومع المجاهدين ومع السودان في شبكة واحدة تحملها الي الهاويه
    (3)
    وجملة صغيرة يقولها مدير الجهاز في لقاء المجاهدين تصبح مثل لدغة الثعبان سريعة .. قصيرة .. وقاتلة
    قال : حتي ضربة اليرموك كانت جزءا من الانقلاب ودعما خارجيا له
    والاصابع التي تشير الي قوش ترتفع قليلا الي السماء لتشير الي طائرات اسرائيل وتتساءل عما اذا كانت قوة قوش تبلغ ادارة طائرات اسرائيل ... والاصابع تشير الي تاريخ الرجل داخل وخارج جهاز الامن .. تاريخا نعود اليه .. تبحث عن اجابة علي سؤالها
    لكن الاصابع هذه تعجز عن العودة بعدها للاشارة الي ود ابراهيم مشتركا في مؤامرة اسرائيليه .. وعشرين من كبار القادة الاسلاميين معهم !!!
    لكن ودابراهيم يعترف .. حقا بالانقلاب !!!
    والتفسيير لكل الفوضي هذه يأتي من خلف الطبول التي تهدر الان تدعو للمحاكمة وما بعدها
    (4)
    ونحدث العام الاسبق عن انقلاب قوش
    وقوش يحصل علي عفو ويدخل البرلمان
    ومثير ان السيد قوش ايام الانقلاب الاخير كانت سفنه تدخل الميناء تحمل النفط الذي يستورده الرجل للدوله بعطاء نظيف
    والسيد الرئيس لما كان يسأل الفريق قوش ايام انقلابه السابق عن فرقة عسكرية كان يعدها يومئذ سرا وعما يريده منها . يقول هذا انه كان يعدها ( في مقابل الفرقه العسكريه للحركة الشعبيه التي كانت تقيم قريبا من الخرطوم)
    والرئيس يساله عن ميكروفونات معينة في اماكن معينة
    لكن قوش بعد التحقيق يبعد .. ويبقي ... ولا طبول تضرب ولا محاكمة لكن الطبول تضرب الان بقوة
    تضرب لان ركام الاحداث كله ليس اكثر من غطاء يجعل الدولة تقوم بانقلاب ضد نفسها
    الطبول تضرب الان عن المحاكمات حتي ترغم الدوله علي اقامة المحاكمات هذه ... التي هي = وبطبيعتها العسكريه = تنتهي الي احكام عنيفة دائما
    عندها الدوله ان هي نفذت احكامها هذه انصدع في الدولة صدع لا يلتئم ابدا
    وان هي لم تنفذ احكامها انصدعت ثقة الناس في كل ما تقوله الدولة
    (5)
    و ( اعترافات ) للمتهمين تحملها الصحف كل يوم والاعترافات تصبح ( عبوات يحشوها الناس بكل ما يتهمون به الدولة ).. فيها كل ما قاله المعترفون وما لم يقولوا
    وجملة واحده من كلمتين يقولها بيكاسو لوزير دفاع اسانيا عام 1938 تبقي حتي اليوم
    (الجيرنكا ) مدينة دمرتها طائرات الدولة يومئذ علي رأس الثوار هناك
    وبيكاسو يخلد القصف هذا في اروع لوحة في التاريخ
    ووزير الدفاع يقف يوما امام اللوحة ويلتفت ويسأل بيكاسو ..
    انت صنعت هذا ؟
    قال بيكاسو : لا ... بل انت !!!!
    (6)
    وحتي لا يذهب السودان الي الهاوية تبقي الضرورة الان هي
    ايقاف الحديث الابله عن المحاولة الانقلابيه واسكات الطبول
    اسكات الطبول حتي لا تصبح مصنع عبوات لالف اشاعة مدمره تنسب صدقا وكذبا الي ابواب قاعة المحاكمة
    وختي لا يقوم المتهون بالفعل باستخدام اسلوب بيكاسو علي كل سؤال تطلقه الدولة ٍ

    .... ونحكي.


    --------------------

    عصام البشير يدعو الى تخليص المجتمع من المذهب الشيوعي لتحقيق استمرار العدالة الاجتماعية





    وصف مصر بأنها " قبلة السودان "
    12-08-2012 09:55 AM

    الخرطوم: أنس الحداد

    دعا د. عصام أحمد البشير رئيس مجمع الفقه الإسلامي، خطيب مجمع النور الإسلامي بكافوري، الحكومة لضرورة تخليص المجتمع من المذهب الشيوعي لتحقيق استمرار العدالة الاجتماعية. وطالب د. عصام في خطبة الجمعة أمس السلطات بسَن قانون يحفظ الفكر من التشتت والاندماج في المجتمعات التي تدعو لنشر العلمانية، وانتقد الأحداث التي قامت بها مجموعة الدندر المتطرفة، وأكّد الحاجة إلى الحوار والنضج الفكري، وقال: (نحن بحاجة إلى الأمن الفكري)، وقال إنه لا ينبغي أن تخرج هذه الفئة عن مجتمع الإسلام والمسلمين وأوامر الحاكم، وطالب المسؤولين بالكف عن التصريحات التي تؤثر في مجرى العدالة وسير التحقيقات، وأشار إلى أن البلاد تحتاج (للمصافحة وليس المناطحة)، وحذّر من أن تسود العلمانية في أوساط المجتمع.

    وفي سياق مختلف، انتقد د. عصام الشغب الذي يجري في مصر هذه الأيام بشأن الدستور، ودعا الحكومة لضرورة جمع كل القوى السياسية في مصر من قبل الرئيس المصري للحوار والوصول إلى حل يرضي كل الأطراف، وربط استقرار السودان باستقرار الأوضاع في مصر، ووصف مصر بأنها (قبلة السودان)، واتهم د. عصام جهات لم يسمها بالسعي لأن تكون مصر غير مُستقرة بعد أن فاز الإسلاميون برئاسة البلاد.

    الرأي العام


    -----------------

    بـــلاد العجـائب!!

    الطيب مصطفى

    نشر بتاريخ السبت, 08 كانون1/ديسمبر 2012

    13:00
    خبران شعرتُ بالأسى والحزن عندما قرأتُهما.. أوَّلهما يقولُ بعنوان عريض في عدد من الصحف (الجيش يُحبط مخطّطًا للجبهة الثورية لضرب الفاشر ويقتل عدداً من المتمردين) ويكشف الخبر أن مواجهات وقعت مع الجبهة الثورية اسفرت عن مقتل وإصابة اثنين من المتمردين!!


    أعجب من أن يُحتفى بهذا الخبر ويُعتبر انتصاراً!! أعجب والله أن يبلغ بنا الضعف أن تُهدَّد عواصم ولاياتنا فبعد كادوقلي التي ظلت قوات الجيش الشعبي وعملاؤها من قطاع الشمال يُمطرونها بالكاتيوشا والهاون ها هم يتجرأون على الفاشر التي ظننّا أنها آمنة بل ظننَّا أن كل ولايات شمال دارفور محصَّنة من اعتداءات هؤلاء المارقين.
    بالله عليكم من الكاسب من هذا الخبر: قطاع الشمال والجبهة الثورية أم القوات المسلحة السودانية؟!


    مقتل اثنين فقط أما بقية المعتدين فقد نجوا ليعودوا ويهاجمونا من جديد!!
    أعود للسؤال: من الكاسب من الخبر الذي أفرح بعضَنا لدرجة أن يخرج تصريحٌ رسمي من القوات المسلحة بشمال دارفور تُعلن فيه عن (الانتصار)؟!.. بالله عليكم كيف يستقبل العالم هذا الخبر المبثوث في قنواتنا الفضائية بل وفي القنوات العالمية؟! كيف يستقبل المستثمرون في الخليج وفي الصين مثلاً خبراً كهذا يقول إن إحدى عواصمنا الكبرى تعاني من انفراط الأمن؟! كيف نُقنع المستثمرين بتمويل مشروعاتنا الكبرى بما في ذلك طريق الإنقاذ الغربي!!.


    إن استهداف العواصم مقصود في ذاته وشتان شتان بين الاعتداء على عاصمة ولاية أو مدينة كبرى والاعتداء على منطقة طرفية فهم يهدفون إلى توجيه رسالة إلى العالم الخارجي أنَّ بلادنا غير مستقرَّة كما يسعَون إلى الضغط على الحكومة لتذعن لإرادتهم وتستجيب لطلباتهم وشروطهم.


    الخبر الثاني والذي أزعجني بحق ما قرأتُه من احتجاج الحركة التي يقودُها التجاني السيسي رئيسُ السلطة الانتقالية بدارفور ونُشر في (الصحافة) أن الحركة زعمت أن القوة التي هاجمتها القوات المسلحة السودانية تابعة لهم!!
    عجيبٌ والله أمرُ بلاد العجائب.. لم أفهم والله ولم أدرِ أن الدوحة سارت على درب اتفاقية نيفاشا وسُمح بقيام جيش أو جيوش أخرى بجانب القوات المسلحة السودانية في نفس الدولة ربما لأول مرة في تاريخ العالم!!أسأل الله أن يكون ما صدر عن حركة التحرير والعدالة مجرد خبر كاذب وإلا فإن بلادنا والله العظيم في خطرٍ عظيم إذ كيف يجوز أن نرتكب نفس الخطأ الذي دفعنا ثمنَه ولا نزال في جنوب كردفان والنيل الأزرق.


    على كلٍّ أشهد بأن سلوك التجاني السيسي منذ أن التحق بركب الحكومة كان ولا يزال سلوكاً منضبطاً للغاية ولا مقارنة بينه وبين مناوي الذي كان يعقد اجتماعات قوى الإجماع الوطني داخل مكتبه في القصر الجمهوري ويكفي أحداث حي المهندسين التي لعلع فيها الرصاص بين قواته والشرطة ولكن خبر اشتباك قوات السيسي بالقوات المسلحة أدهشني ولا أزال أبحث عن توضيح ينفي أنهم لا يزالون يحتفظون بقواتهم التي لم نرَها تتصدَّى للمتمردين من الحركات الأخرى الرافضة لاتفاق الدوحة.


    متى بربِّكم نتمكَّن من تأمين مدننا الكبرى ومتى نعتبرُ أيَّ اعتداء على عواصم الولايات خطاً أحمر لا يجوز بأي حال أن تسمح قواتُنا المسلحة به ومتى يسائلُ برلمانُنا وزارة الدفاع عن أيِّ إخفاق في حماية المدن والعواصم ويعتبر ذلك من الكبائر التي ينبغي أن يُحاسَب المقصِّرون المتسبِّبون فيه حساباً عسيراً؟!



    ----------------

    «الفكي» والتراجع عن الكتاب الأسود.

    .خالد حسن كسلا

    ا
    نشر بتاريخ السبت, 08 كانون1/ديسمبر 2012 13:00


    ٭ قبل عدة سنوات صدر ما يُعرف بالكتاب الأسود يتحدَّث عن أن أبناء الشمال من مقرن الخرطوم إلى مقرن عطبرة إلى مُنحنى النيل قد ظلوا يحكمون البلاد بعد الاستقلال في عام 1956م، ومن أصدروا هذا الكتاب الأسود لم يوحوا فيه بأنهم مستوعبون للظروف التي أحيطت بحكم البلاد طيلة هذه الفترة.. ولم يكن التناول في هذا الصدد موضوعياً إذ أن أول رئيس وطني بعد الاستقلال وهو الزعيم العظيم إسماعيل الأزهري من أبناء الأبيض بغرب البلاد وإن كان أبناء عمومته في منحنى النيل وأشهرهم أبطال روايات الطيب صالح الذين عاشوا هناك مثل ود الرواسي والزين وسعيد عشا البايتات وجبر الدار وغيرهم.. وقد حكم الأزهري السودان بصفته زعيم حزب فاز في الانتخابات، أما العسكريون مثل نميري والبشير فقد حكموا البلاد بصفتهم قادة انقلابات حالفها النجاح، فلم يكن هناك قانون أو دستور أو عُرف أو عادات وتقاليد تحدد من وكيف يكون رئيس السودان، بل هناك ظروف موضوعية. وقد حكم البريطانيون الصليبيون الشعب السوداني المسلم، وقد حكم اليهودي سلاطين رودلف إقليم دارفور بعد إعادته ــ وليس ضمه كما يقال ــ إلى السودان عام 1916م فوق دماء الشهيد السلطان علي دينار طيب الله ثراه، والبريطانيون قد انتزعوا السلطة من حاكم السودان القادم من غرب البلاد سيد الشهداء السودانيين الخليفة عبد الله التعايشي.


    أما حركة العدل والمساواة التي يُنسب إليها «الكتاب الأسود» فقد اشترطت للمشاركة في المحاولة الانقلابية الأخيرة شرطًا غريباً يدل على أنها غير جادة أو أنها ترى استحالة نجاح العملية حسب معطيات تكون قد استوعبتها وقد أُشير في «الاعترافات» أن هذا الشرط مع شروط أخرى تمت الموافقة عليه.. والسؤال هو هل تراجعت حركة العدل والمساواة عن مضامين الكتاب الأسود حينما وافقت بشروطها على المشاركة في الانقلاب الذي كان بقيادة شخصية من جهة تقع بين «المقرنين»؟!.


    دعونا من التعليق على «دجاجة الفكي».. والدجل والشعوذة لنجاح الانقلاب فقد ماتت الدجاجة ورأى «الفكي» نفسه في المنام أن الانقلاب فاشل. نعم الذي يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء هو الله وليس الفكي الدجال المشعوذ الذي قد يواجه بلاغاً في شرطة أمن المجتمع إضافة إلى المحاكمة مع الانقلابيين باعتباره متستر على جريمة تقويض النظام وهي مخالفة للقانون الجنائي.
    أود أن أشير إلى ذاك «الكتاب الأسود» الذي يكرِّس للفتنة بين أبناء الوطن الواحد ما دام أن حركة العدل والمساواة الجناح العسكري للمؤتمر الشعبي لم تمانع في المشاركة في المحاولة الانقلابية بقيادة العميد محمد إبراهيم «ود إبراهيم».. ثم إذا كانت حركة العدل والمساواة ترفض الجلوس للتفاوض للمشاركة في إحلال السلام والأمن في دارفور وإعادة الإعمار والعمران الجديد والتنمية والخدمات لأنها تراهن على تغيير النظام هل تقبل بأن يكون قائد النظام الجديد من غير أعضائها في قيادتها؟!.

    إذا قبلت تكون قد تراجعت عن الكتاب الأسود، وفهمت أن تاريخ السودان السياسي بعد الاستقلال وحاضره حكمته ظروف موضوعية أهمها وجود عاصمة البلاد في موقعها هذا وسط تركيبة قبائلية ومجتمعية معينة. ولو افترضنا أن عاصمة البلاد هي الجنينة أو جوبا «قبل الانفصال» هل كان سيكون تأريخ السودان كما هو الأن؟!. إذن الحركة المتمردة تتذرع وتتتحايل بأشياء كعمل منهجي للاستقطاب. وقبل الانفصال ورغم تمرد الجنوب لم نسمع بأن ضابطاً جنوبياً قاد انقلاباً، لكن لو كانت العاصمة جوبا بالفعل ويمكن أن ينجح الانقلاب. إذن فلا بد أن تمزق حركة خليل الكتاب الأسود تمزيقاً وتؤسس حزباً سياسياً يقوده جبريل ويكون جنودها أعضاءه وغيرهم


    ------------------

    بعد دحر الانقلاب.. ومؤتمر الحركة الإسلامية:

    مأزق التغيير الوزاري والإصلاح السياسي في الإنقاذ
    17

    { عندما تغمض قيادة المؤتمر الوطني أعينها عن الإصلاح، وتتجاهل دعوات التجديد التي تصدر في غالبها عن مشفقين لا متربصين، وتغلق أبواب الأمل في غد أفضل، وتراوح سياسات الحكومة ما بين إقبال على السلام وإدبار من دفع استحقاقاته، تتمدد مساحات الإحباط و(يصبح) قيادي في قامة وثقل د. "غازي صلاح الدين" كاتباً في الصحف (معلقاً) على الأحداث بدلاً عن ممارسة دوره كصانع لها، وينقلب الذي أؤتمن على سد ثغرات الأمن وحراسة بوابة الإنقاذ (متآمراً) عليها. وقد كشفت الأحداث الأخيرة عن أن الخطر على الإنقاذ من الإنقاذ نفسها، والتآمر لا جنس له ولا قبيلة ولا حزب.. بعد أن تكشفت حقيقة المحاولة الانقلابية التي ظنها الكثيرون محض هراء واتهامات باطلة في حق نجوم مضيئة في ليل الإنقاذ، لكن ما كشفته الأيام الأخيرة أثبت صحة المحاولة الانقلابية، كأول محاولة انقلابية يقودها رجال من داخل البيت.


    ودعاوى الإصلاح والتجديد التي تحدث عنها القادة والرموز في الانتخابات الماضية وما قبل انقسام الجنوب، كانت شعارات أكثر منها التزامات واجبة التنفيذ، وتم إفراغ دعاوى التجديد من مضامينها بإبقاء المؤتمر الوطني على وجوده في الجهاز التنفيذي وظل في كرسي الوزارة لمدة بلغت (23) عاماً.. (هرمت) الكراسي وتآكلت المباني، ولم تتزحزح تلك القيادات عن مقاعدها الوثيرة، وحينما تنطلق دعوات التغيير والإصلاح من القطاعات الشبابية، (يملك) شيوخ الإنقاذ قدرة فائقة على تجميل وجوههم وإعادة طلاء بشرتها (الناعمة)، ويجعلون من أنفسهم وذواتهم الفانية ثوابت وطنية لا تتغير ولا تتبدل، حتى ضعف أداء الدولة وتبدت علامات الشيخوخة والوهن.. ونظرة واحدة إلى صورة مجلس الوزراء التي تبث أسبوعياً (تكفي) المراقب (المدقق) في مشهد الشيوخ الذين يغالبون ويقاومون بصمات الزمن في الوجوه، والشعر الأبيض، الذي تغطيه أحياناً العمائم البيضاء وأحياناً (الأصباغ) الكيماوية.


    وحده الرئيس "البشير" كان صادقاً في رغبته بالتنحي عن السلطة وعدم الترشح مرة أخرى، وأضاف "البشير" عبارات صادقة حينما كان يتحدث للجالية السودانية في المملكة العربية السعودية التي التقاها حينما خرج من المستشفى، قال: (المرض يكفر ذنوب الحكم).. ذلك على الصعيد الشخصي، حينما يشعر الرئيس بوخز الضمير، ولكن متى يشعر تنظيم المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية بذات شعور الرئيس الصادق ويقبل على إصلاح ما أفسدته سنوات الحكم المطلق دون رقابة أجهزة تشريعية فاعلة وصحافة حقيقية تستقصي بالأدلة عن الإخفاقات، ولا تلعب دور (البوق) للحكومة أو المعارضة الكسيحة التي تسعى لاستغلال الأقلام واستنفار الصحف لتناضل نيابة عنها وتحارب الحكومة لصالحها؟!


    { أجهضت الحكومة في نسختها قبل الأخيرة (اتفاقية نيفاشا) بنفسها، حينما أبعدت فريق نيفاشا بسبب (تكتيكات) لعبة السلطة الداخلية وتوازنات القوى.. وجاءت بمن لا يؤمن باتفاقية السلام وارتضاها كأمر واقع، وأذعن لها خوفاً ورهبة من صناعها، وأسندت لهؤلاء مهمة تنفيذ الاتفاقية فأوردوها المهالك و(شيعوها)، ومعها ذهب ثلث جغرافية الوطن، وحقبة نيفاشا التي يلعنها من استفادوا من ريعها وشربوا نخبها وأكلوا طيباتها، هي ما أثمرت رخاء اقتصادياً ورفاهية للشعب عاشها طوال سنوات ما بعد 2005م حتى انفصال الجنوب، الذي لم تبد (هوان) البلاد وبؤس التفكير حينما خرجت على الشعب مسيرة هزيلة تشبه مسيرة الردع التي أخرجت قبيل الانتفاضة بقليل فكشفت عن خوار وضعف نظام مايو.. أطلق على مسيرة ما بعد الانفصال (تحية العلم) أنفق عليها المليارات من المال العام، ######ر منها الأقربون للإنقاذ قبل البعيدين.. وفاز المشير "البشير" في انتخابات شهدت تنافساً مع بعض المرشحين من هامش المعارضة الضعيف، وكان حرياً بالمؤتمر الوطني احترام الانتخابات التي لم تحترمها القوى السياسية ولا المجتمع الدولي،

    ولكن الرغبة في السيطرة على الأوضاع والهيمنة والقبضة الحديدية على أنفاس السلطة، دفعت المؤتمر الوطني لإلغاء نتائج الانتخابات التنفيذية (عملياً) بإعفاء ولاة منتخبين من الشعب، وعين مكانهم آخرين من صفه ولم يطرف له جفن، ولم يكلف المؤتمر الوطني نفسه عناء تبرير أسباب (انقلابه) على انتخاباته حتى لعضويته الملتزمة، وحصد ثمرة أخطائه أحداثاً مرة في نيالا حينما أزهقت أرواح بريئة و(خربت) ممتلكات عامة.. ومن حسن حظ المؤتمر الوطني، ومن سوء تدبيره، أن الذين تظاهروا في نيالا كانوا يطالبون بوالٍ (مؤتمر وطني) انتخبوه بحر إرادتهم، والذين (قمعوا) التظاهرات هم مؤتمر وطني، وما نيالا إلا مثال لأخطاء في الممارسة وغياب لمنهج الحكم الرشيد، وعين المؤتمر الوطني ولاة للقضارف وزالنجي والجنينة بديلين لولاة منتخبين، ووضع على رئاسة بعض المجالس التشريعية رؤساء لم ينتخبهم الشعب، وخسروا المعركة الانتخابية إمعاناً في ازدراء التجربة التي خاضها الحزب بمحض اختياراته وبكامل وعيه السياسي.


    { الإصلاح إداري أم منهجي؟؟


    بعض القيادات يحرّفون معنى الإصلاح السياسي، بمجرد تنقلات سياسية واستبدال وجوه بأخرى، وإعفاء موظفين وتعيين آخرين، وهؤلاء يجهضون مشروع الإصلاح ويفرغونه من محتواه حينما يصبح الإصلاح مجرد عملية إدارية محدودة الأهداف بلا برنامج واضح وخطط إستراتيجية تتآكل الأنظمة من داخلها وتبدأ في (حفر) مقبرتها بيدها..


    والإصلاح ليس شعارات ولا تنقلات مثل كشف الضباط الإداريين، ولا عمليات تجميل لهياكل الحكم وتغيير وتبديل أسماء الوزارات ودمجها ثم إعادة توزيعها حسبما تقتضي الظروف، وقد (ركبت) الحكومة سرج الإصلاح الاقتصادي بعد أن ألقت الأزمة الاقتصادية بكلاكلها على البلاد، وبدلاً عن انتهاج سياسات اقتصادية تحرر الاقتصاد من قيود اقتصاد الدولة لاقتصاد السوق والإقبال على تفكيك الأزمات السياسية بوقف الحرب المهلكة في دارفور والحيلولة دون نشوبها في مناطق أخرى، أخذت الحكومة على عاتقها خفض عدد وزراء الدولة في وزارة الصحة من ثلاثة إلى وزير دولة واحد، وإلغاء وزارة التعاون الدولي وتقسيم أصولها وتوزيع موظفيها ما بين المالية والخارجية، وتقليص عدد لجان البرلمان من عشرين لجنة إلى ثماني لجان، وما إلى ذلك من الأكليشيهات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وأدبرت الحكومة عن الإصلاح الحقيقي المتمثل في إلغاء تجنيب المال العام الذي جعل إيرادات شركات الكهرباء البالغة مليارات الدولارات في العام خارج سيطرة الدولة، وتذهب كل عائدات مشروع كهرباء سد مروي الذي تم تشييده بعائدات البترول والضرائب التي فرضت على مزارعي البلح في تنقاسي، وضريبة القطعان على أبقار الحوازمة في تخوم كردفان، وما تبقى من عائدات قطن الجزيرة والضرائب على المغتربين، ولا تملك وزارة المالية على شركات الكهرباء سلطة ولا يجرؤ وزير في الدولة على الجهر برأي حولها وإلا وجد نفسه خارج المنظومة الحاكمة..

    وضحك وزير المالية ساخراً من نفسه أو من حكومته حينما روى للصحافيين قصة رجل الشرطة الذي (استوقفه) بشارع الغابة وقيد له مخالفة بالحديث أثناء السير، والشرطي فرض غرامة على وزير المالية وحرر له أورنيك غير مشروع، ولا تذهب الأموال التي تُجنى من المواطنين بغير أورنيك (15) لخزينة الدولة التي تنشر شرطة المرور في المنحنيات، ويبدو مظهر الدولة مثيراً للشفقة والرثاء وهي تتربص بمواطنيها في الطرقات العامة وتتخفى بين الأشجار لتفرض الغرامات على المواطنين.. والإصلاح الحقيقي في إطلاق يد البرلمان لمراقبة الجهاز التنفيذي، وتحرر النواب من قبضة الهيئة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني، مع أن (98%) من نواب البرلمان هم مؤتمر وطني.. والإصلاح يبدأ أولاً بالنظرة الفكرية للمؤتمر الوطني في المستقبل، والبدائل السياسية والمراجعة الشاملة لتجربة تقارب الآن ربع القرن من الزمان، وتقليص عدد الوزراء وإلغاء بعض الوظائف وإعفاء ما يسمى بالخبراء الوطنيين، وهي وظائف غامضة بلا تعريف محدد يتم وهبها لمن تحبه الحكومة أو من تخشى شره (فتبقى) عليه قريباً منها، يصرف ملايين الجنيهات دون أداء أي عمل، بينما الجندي الذي يقاتل في الميدان يذود عن الدولة لتبقى، وعن الحكومة لتبسط سيطرتها يُطرد فلذات أكباده من المدارس بسبب الرسوم ولا ينال مرتباً يوازي جهده.. وأخيراً جهر السيد الفريق "مهدي بابو نمر" بكلمة حق بالبرلمان حينما طالب بمضاعفة مرتبات جنود القوات المسلحة والشرطة وجهاز الأمن، ليس الجنود فحسب، بل كل منسوبي هذه الأجهزة من الضباط وضباط الصف والجنود أوضاعهم المعيشية تستدعي تحسيناً شاملاً!!


    { النسخة القادمة


    قبل دحر المحاولة الانقلابية الأخيرة ترددت معلومات عن اتجاه داخل الحزب الحاكم بمراجعة جزئية لهياكل الحكومة بإعفاء بعض الوزراء، وتعيين آخرين مكانهم.. وتحدثت بعض وسائل الإعلام عن سد شواغر في جسد الحكومة، بتعيين وزير للإرشاد والأوقاف، ووزير دولة بالشباب والرياضة لخلو هذين المقعدين منذ استشهاد الوزيرين "غازي الصادق" و"محجوب عبد الرحيم كجو" في عيد الفطر الماضي، وترددت معلومات عن تغييرات في وزارة الخارجية والتجارة الخارجية والمالية أحياناً، ثم جاءت المحاولة الانقلابية الأخيرة التي أضحت بعدها المراجعة والتغيير والتبديل فرض عين على الحكومة، لا لسد الشواغر فحسب، بل لدفق الأمل في النفوس الحائرة، وترميم صفوف التيار الإسلامي الذي أصابته التطورات الأخيرة من جهة الحركة الإسلامية ومخرجات مؤتمرها الأخير والمحاولة الانقلابية بشروخ عميقة، حتى تبدى الغضب الشديد على رجل عرف بسعة الصدر والكتمان، فتحدث "علي عثمان محمد طه" بلهجة القاضي والقانوني في احتفالية لولاية الخرطوم..


    والمحاولة الانقلابية بذرت الشكوك وعدم الثقة في صف المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، فأخذ البعض يهمس بمشاركة (فلان) و(علان)، لكن الأجهزة الأمنية أثبتت مرة أخرى كفاءتها في إدارة الأزمة بحنكة وعقل سياسي وقدر كبير من التريث، حتى لا يؤخذ الناس بالشبهات خاصة وجميع المتهمين في المحاولة هم أولاد المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، حتى الاتصالات بالمعارضة اتجهت نحو حركة العدل والمساواة ذات المرجعية الإسلامية.. والمحاولة الانقلابية وتبعاتها تتمخض عنها الآن حكومة جديدة تلوح بوادرها في الأفق.. فما هي واجبات الحكومة الجديدة ومشروعها الجديد؟؟ صحيح أن الرئيس "عمر البشير" قد أعلن رغبته في التنحي، ولكن لا ينبغي له أن يترك الحكومة تشيخ وتهرم وتجف أطرافها بداء السكري، وتفقد حاسة السمع والبصر فتمشي مكبة على وجهها.. حتى تسقط.. الحكومة القادمة ينبغي لها أن تنهض بأعباء تسوية النزاع في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، بإيقاف الحرب حتى لا تسقط هي نفسها، وأن تتجه إلى تأسيس علاقات مع دول غربية تجدها عند المحن، وقد أثبتت تجربة العلاقة مع الصين فشلها.. فالصين التي فتح السودان لها أبواب الاستثمار في أفريقيا تخلت عنه لمجرد أن عائدات البترول تناقصت، وأوقفت الصين قرضها ذا الثلاثة مليارات دولار ولم تلعب أي دور لصالح السودان في مجلس الأمن، وباتت مراجعة العلاقات العربية بمثابة فرض عين.. والعرب تخلوا عن السودان في اجتماعات مجلس السلم والأمن الأفريقي الأخيرة بما في ذلك دول الربيع العربي، التي بلغ السلطة فيها إسلاميون.. وداخلياً مواجهة الحكومة القادمة بمصاعب كبيرة في تجاوز الأزمة الاقتصادية، ثم النهوض باستحقاقات صياغة دستور متفق عليه من قبل كل القوى السياسية، وأي دستور تتم (حياكته) بإجماع القوى الحاكمة وحدها ويُطرح للشعب عبر استفتاء صوري لن تُكتب له الديمومة والاستمرار، وقد شارفت تجارب السودان منذ الاستقلال وحتى اليوم، الـ(60) عاماً، والبلاد تُحكم بدساتير مؤقتة.


    { الإنقاذ في نسختها الرابعة المنتظر ولادتها في مقبل الأيام، قد تحمل بعض سمات النسخ الماضية، ويقودها بعض الشيوخ، لكن لا ينبغي للقيادة السياسية أن تتجاهل كل الإخفاقات وتغمض أعينها عن الإصلاح، وتحاول إعادة طلاء الوجوه القديمة وتقديمهم للشعب باعتبارهم ثوابت، وسيوفاً تحارب في كل الأزمان، ورجالاً صالحين يخافون الله، أقوياء في أنفسهم أشداء على غيرهم.. وتجديد دماء الحزب والدولة، إذا لم يتقدمه تجديد للأفكار والرؤى والبرامج والسياسات يصبح مجرد طلاء لمبنى قديم بدهانات زاهية الألوان.. والطريق نحو التجديد شاق وصعب ويواجه بمتاريس، وكل من يتصدى للإصلاح سيواجه بالتخوين، ويوغر (المخبرون) صدور القادة والقيادات في مواجهته، كما يفعل البعض تجاه د. "غازي صلاح الدين" الذي لولا جهده وتدبيره لما أفلح أصحاب مذكرة العشرة في إبعاد "الترابي" من المؤتمر الوطني والزج به في غياهب الحبس سجيناً.. وإطلاق يد "البشير" رئيساً!!

    المجهر
                  

12-10-2012, 05:53 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    78921.jpg Hosting at Sudaneseonline.com






    منبر الاصلاح بالمؤتمر الوطنى : سنثأربأيدينا من الذين عذبوا المعتقلين
    December 9, 2012
    (مصطفى سري- الشرق الاوسط)


    اعتبرت هيئة الدفاع عن المتهمين في المحاولة الانقلابية الفاشلة في السودان نشر إفادات واعترافات بعض المتهمين في الأجهزة الإعلامية انتهاكا صارخا للقانون، ووصفته بالمحاكمة السياسية عبر الإعلام والتشهير، فيما اتهم منبر الإصلاح، داخل المؤتمر الوطني الحاكم، جهات داخل الحزب بتعذيب المعتقلين من ضباط القوات المسلحة، ووعد المنبر بأنه سيثأر لهم ويرد بقوة على مرتكبي التعذيب ونشر معلومات يملكها إذا لم يتم وقف الانتهاكات بحق المقبوض عليهم.

    وقال الطيب العباسي، عضو هيئة الدفاع، لـ«الشرق الأوسط»، إن قيادات من الحكومة السودانية قامت بجمع عدد من الصحافيين وأطلعتهم على ما تقول إنها اعترافات لعدد من الضباط المقبوض عليهم بسبب المحاولة الانقلابية. وأضاف أن الاعترافات أخذت تحت ضغوط ولم يتم عرضهم أمام أي قاض، وما تم هو عمل سياسي يعكس الصراع داخل أجنحة الحزب الحاكم. وقال إن الاعترافات لم تصدر من جهة قانونية، وأن التشهير ينتهك حقوقهم القانونية والدستورية. وأضاف «المقبوض عليهم لم يمثلوا أمام أي قاض أو جهة عدلية، وهم في قبضة جهاز الأمن»، مشيرا إلى أن هيئة الدفاع وأسر المقبوض عليهم لم يستطيعوا مقابلتهم.

    وقال إن هيئته قامت بكتابة مذكرة للمفوضية القومية لحقوق الإنسان حول هذه الانتهاكات. وتابع «ما حدث هو أن هناك معلومات تريد مجموعات نافذة في المؤتمر الوطني تسويقها». وقال «هذا لا يعتبر اعترافا لأنه خارج السلطات القضائية». من جهته، قال عبد الغني أحمد إدريس، المتحدث الرسمي باسم منبر الإصلاح داخل المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، لـ«الشرق الأوسط»، إن عملية تصوير الضباط المقبوض عليهم باسم المحاولة الانقلابية تعرضوا لعمليات تعذيب وضغوط نفسية. وأضاف «هذه خروقات للقانون والدستور، حيث لم يتم عرضهم للقضاء، وهذه عملية تشهير لإرهابهم». وقال إن القضية تحولت إلى سياسية وليست قانونية، وتم إخراجها من مسارها العدلي. وأضاف «نملك أدلة ومعلومات عن الذين ارتكبوا التعذيب وسنحاسبهم إذا لم تحاسبهم الحكومة». وتابع «نحن نعرفهم وسنأخذ حقنا بأيدينا إذا لم تمتثل الحكومة للقانون، والدكتور نافع علي نافع مساعد البشير، ومحمد عطا مدير جهاز الأمن، قاما بعرض ما وصفاه بالاعترافات، فهم ليسا من السلطة القضائية».



    ---------------------

    الحاج آدم : (الإنقلاب) كان محاولة لإغتيال عمر البشير
    December 6, 2012
    (وكالات – حريات)

    قال الحاج آدم نائب عمر البشير ان الحركة الإنقلابية الأخيرة كانت محاولة لاغتيال عمر البشير .

    وأضاف في مقابلة مع وسائل الاعلام الاجنبية أمس الاربعاء ان كبار الضباط الذين ألقى القبض عليهم للتخطيط لانقلاب ضد عمر البشير سيقدمون لـ(محاكمة عادلة).

    ونفى النائب الثاني لعمر البشير الأنباء عن تدهور صحة رئيسه وقال انه بصحة جيدة ، وخضع لجراحة مرتين منذ اغسطس في قطر والسعودية. وأضاف ان عمر البشير وقت المقابلة يعمل في مكتبه بالطابق العلوي بالقصر.

    وقلل عمر البشير من الحديث والظهور علنا في الشهور الماضية ولم يحضر مؤتمرا عربيا كبيرا عن التعدين في الخرطوم الاسبوع الماضي .

    وقال الحاج آدم في المقابلة ان حكومته لن تسمح بتدفق صادرات النفط من جنوب السودان عبر أراضيه قبل ان تقطع جوبا العلاقات مع الجبهة الثورية وتطرد قادتها .

    واعرب عن امله في ان تكشف الايام القليلة القادمة بعض الخطوات الايجابية. لكنه استدرك قائلا انه ما لم يتم تسوية الامن فلن ينفذ شيء فيما يتعلق بالنفط. وقال ان السودان ينتظر خطوات ملموسة وايجابية.

    واضاف انه لا يجب دعم (المتمردين) بأي وسيلة سواء الدعم العسكري او السياسي وانما يجب طردهم. واستبعد اجراء محادثات مع الحركة الشعبية – شمال .

    وكان كبير مفاوضي حكومة جنوب السودان باقان اموم قال الاحد الماضي ان الصادرات يمكن ان تستأنف خلال اسبوعين او ثلاثة مما احيا الامال في ان المسائل المعلقة ستحل في محادثات في الخرطوم هذا الاسبوع.


    ------------------

    تأملات في سياقات مؤتمر الحركة الإسلامية الأخير..

    د. هاجر سليمان طه


    نشر بتاريخ الخميس, 29 تشرين2/نوفمبر 2012 13:00


    لن أكون قد زيفت الحقيقة إن قلت إن الإحباط والخيبة كانا حصاد الكثيرين ممن جاؤوا بشوق كبير لرؤية تغيير ما يحدثه المؤتمر العام الأخير للحركة الإسلامية، لا سيما وأنّ ما اعتمل في نفوس المؤتمرين وبدا واضحًا للعيان جعل آمال النفوس تتشبَّث بقدرة المؤتمر المشحون المتوتر على خلق التغيير ولكن، لقد تمعّنت لأيام في السياقات التي أدت لأن يخرج المؤتمر بغير المخرجات المتوقعة، فمثلاً في موضوع انتخاب الأمين العام هل يكون من مجلس الشورى أو من المؤتمر العام فإن الملاحظ أن الحضور عامتهم كانوا منحازين لإسقاط بند في الدستور أقر أن يكون الانتخاب من الشورى، ولكن في النهاية فقد صوّت المؤتمر لصالح هذه الفقرة في الدستور، فلِمَ حدث هذا؟؟ ما هي المؤثرات التي عدّلت رأي الجمهور وجعلته يمرر هذه الفقرة كما أراد لها واضعو هذا الدستور ومساندوه؟؟.


    في ظنّي أن هناك عاملين أثرا عن قصد أو بغيره في اتجاهات المؤتمرين، أولهما ما واجه به الأمين العام السابق ونائب الرئيس السيد علي عثمان محمد طه حشد المؤتمر حينما تحدَّث بلهجة نضحت بالمرارة قائلاً إنه يحس في أحاديث المؤتمرين تخوينًا واتهامات للنوايا لإخوتهم في سدة الحكم، وحذَّر أشد التحذير من هذا الاتجاه بلغة توشك أن تكون تهديدية!! (ليس للأشخاص بل تخويفا من «تأثير ذلك على مسيرة الحركة» أو كما قال).
    في تقديري أنّ النائب الأول بحديثه ذاك وضع المؤتمرين في زاوية الدفاع عن أنفسهم، وحشرهم في قمقم الشعور بالذنب مما تبدى في نتيجة التصويت على الدستور في بنديه اللذين طرحا للنقاش.
    لقد أدهشني أن يمر حديث الأمين العام السابق دون تعليق يذكر، إذ ابتلعه المؤتمرون بغرابة، ربما لهيبة الأمين العام في النفوس، أو لأنهم بهتوا لهجومه المفاجئ فعيوا عن التعبير، ولم يعلّق عليه سوى السيد كمال رزق الذي لم تمنحه المنصة الوقت الكافي ليعبِّر عن رأيه فلم يتمكَّن من سوى أن يقول للسيد علي عثمان: إن الأمر ليس تخوينًا أو اتهامًا للنوايا بل احتجاج على الممارسة.. (أو كما قال).


    أما المؤثر الثاني فقد تبدى في مشهد مناقشة الدستور في بند انتخاب الأمين العام، ونبّأ المشهد بأن الغلبة ستكون للمتنفذين الذين ساندوا الانتخاب من مجلس الشورى، فقد منح د. الطيب إبراهيم محمد خير رئيس المؤتمر جل فرص النقاش لأهل هذا الرأي من النافذين، نافع علي نافع، سامية أحمد محمد، عثمان الهادي، مصطفى عثمان، عبد الرحمن الخضر، وغيرهم، ذلك بالرغم من أنه أعلن في البداية أنه سيمنح ثلاث فرص لكل فريق، وبينما أخذ هؤلاء فرصتهم كاملة بلا مقاطعة من المنصة؛ لاحقت أصحاب الرأي الآخر المقاطعة والتصميت، فلم يكمل السيد كمال رزق كلامه وقوطع مرارًا، وأما المهندس كمال زمقان فلم يكفه الوقت الذي منح له لسوى أن يقول للمنصة: «تمنحون الفرص لمن ظللنا نسمعهم لأربع سنوات مضت، امنحوا الفرصة لهؤلاء الذين لم يسمع صوتهم أحد!» ولم يقل حرفًا واحدًا في حيثيات مساندته لرأيه في انتخاب الأمين العام من المؤتمر العام؛ لأنه قوطع كذلك وأنهيت فرصته، وأما غازي صلاح الدين الذي قابله المؤتمرون بالتهليل والتكبير فاكتفى بتوجيه المؤتمرين للتصويت بمسؤولية وليس بالانصياع لأي توجيهات قد تأتي من البعض، وظهر تبرم المؤتمرين من استحواذ الإخوة في الحكومة على فرص النقاش في ذلك الموقف، حينما قال رئيس المؤتمر د. الطيب سيخة محاولاً تهدئة اللغط الذي ارتفع في القاعة بعد توالي الفرص لأعضاء الحكومة؛ إذ قال: «سأمنح الفرصة الأخيرة لشخص ما إن يطل عليكم ستقابلونه بالتهليل والتكبير»، واشرأبت الأعناق لترى من الرجل فإذا به يقدم والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر، فلم يهلل ولم يكبر له أحد من الناس! والسيد الخضر شخص واسع المقبولية ولو اختلف الظرف لقوبل بالتهليل والتكبير، ولكن المشهد عكس الإحباط من أن تكون الفرصة الأخيرة هي لأعضاء الحكومة كذلك.


    وهكذا فلم يسمع المؤتمرون لحيثيات تساند انتخاب الأمين العام من المؤتمر العام سوى من السيدين صلاح الدين كرار وحسن رزق، بينما ساند الرأي الآخر أكثر من ستة متحدثين أسهبوا وأطالوا، فماذا يتوقع أن تكون النتيجة إذا استصحبنا تأثيرات حديث النائب الأول المذكور آنفًا؟! وحالما فاز مقترح انتخاب الأمين العام من الشورى، قلت في نفسي وأنا أرى غابة الأيدي المرتفعة: إذن وداعًا لـ «غازي صلاح الدين أمينًا عامًا للحركة الإسلامية!» المهم، انقضى المؤتمر العام بخيره وشره، وتمنينا لو سار بغير الأساليب القديمة، ولكن لعل الخير فيما اختاره الله، لعل السيد الزبير أحمد حسن يكون كأبي بكر الصديق، إذ لم يصدق الناس أنه على لينه المعروف يقف ذلك الموقف القوي من أهل الردة، حتى عجب عمر لذلك، فلعل الرجل يخلف ظن من نعتوه بالمهادن والمنصاع لمراكز القرار، ويأخذ الكتاب بقوة، مستعينًا بتيار قوي سيسانده بإخلاص إن هو حمل أشواقهم لاستعادة دور الحركة وفاعليتها.


    --------------------
                  

12-13-2012, 07:50 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)





    المؤتمر الوطني يعزل فرح عقار

    الخرطوم- الصحافة :

    قرر حزب المؤتمر الوطني عزل عضو الحزب ووزير الدولة للإعلام الأسبق الدكتور فرح عقار لمخالفته النظام الأساسي للحزب وتبنيه مواقف المعارضة.
    وكان عقار وهو مرشح المؤتمر الوطني في الانتخابات الأخيرة لمنصب والي النيل الأزرق في مواجهة بن عمه فرح عقار،طرح مؤخراً مبادرة لمعالجة الأوضاع في الولاية تدعو الى استمرار قوات «الحركة الشعبية ? قطاع الشمال» فترة انتقالية.

    12/12/2012

    -------------

    كرم الله : سأزور الترابي فهو شيخي وشيخنا جميعاً

    . .أكد كرم الله عباس والي ولاية القضارف أن تواصله مع الحزب الشيوعي والمؤتمر الشعبي سيتصل، وأنه لن يذعن لأي توجيهات من المركز بقطع مثل هذه الصلات مع الأحزاب المسجلة قانوناً، وقال كرم الله: (الترابي

    شيخي وشيخنا جميعاً وسأزوره قريباً) وكشف كرم الله أن صلاته مع الترابي لم تنقطع وسبق أن قاد مبادرة للصلح بين الرئيس البشير والشيخ حسن الترابي.
    يناير 2012م


    ---------------

    غازى والشفيع

    عادل ابراهيم حمد
    الراى العام

    .تقرر أن يكون اختيار الأمين العام للحركة الإسلامية من مجلس الشورى لا من المؤتمر العام و أن يكون التصويت سرياً , و لا غبار على القرار و لا على الإجراء , لكنه يؤكد على أن الحركة الإسلامية شأنها شأن كل التنظيمات السياسية ترتب أمورها بما لا يربك مسارها و أنها قد تضطر إلى خلق تكتلات و لوبيهات و (طبخ) بعض الأمور في مطبخ خارج الأطر المعلنة . و لا يعيب كل ذلك الحركة الإسلامية في شئ , فقط يراد منها أن تقر بذلك , و ألا توهم الكثيرين بأن التقدم للمناصب يتم بتجرد كامل من أعضاء لا يشبهون البشر , حيث يرفض الجميع هذه الأمانة التي هي يوم القيامة خزي و ندامة , و لذلك يصعب اختيار قائد من بين الزاهدين فيها , و أن الحركة تفلح أخيراً في تقديم أمين عام يتقدم للمنصب و هو يبكي من ثقل الأمانة التي ألقيت على عاتقه .

    و يبدو من كثرة الترتيبات و التحوطات حدوث مفارقة بين الحركة الإسلامية و المؤتمر الوطني , حيث تريد الحركة أن تظهر بمظهر المتجاوزة للممسكين بمقاليد الحكم الآن , بينما يرى أركان المؤتمر الوطني أن الحزب قد تجاوز الحركة بكثير . و قد قالها الرئيس بصراحة في معرض تعليقه على مذكرة الألف أخ .
    درس آخر من تجربة الحركة الإسلامية و المؤتمر الوطني يستفاد من ترشيح د. غازي صلاح الدين لأمانة الحزب من قبل , ثم احتمالات قوية لترشيحه لأمانة الحركة . لقد رشح د. غازي للحزب بعد ترشيح للسيد الشفيع محمد أحمد الذي صحبت ترشيحه هتافات و تظاهرة داخل المؤتمر . و فاز غازي في عملية انتخابية ما زالت تدور حولها الأقاويل . و عندما تقدم د. غازي لمخاطبة المؤتمر الأخير قوبل بهتاف لم ينفع الشفيع من قبل . احتاج غازي اليوم لما حرم منه الشفيع بالأمس اي الشفافية التي هي أحد أهم أركان الديمقراطية . و يفيد هذا الدرس غازي و أمثاله بأن المبدئية تريح صاحبها فلا يحتاج لتدبير ثم يضطر إلى نقيضه . و يرجى ان يكون الدرس الذي تستوعبه الحركة من كل هذه التجارب أن الديمقراطية الكاملة هي الطريق الأوحد لممارسة سياسية راشدة

    الترابى والتناقض

    إنعقد مؤتمر الحركة الإسلامية و للدكتور حسن الترابى حزب إسلامى لا يمت لهذه الحركة بصلة .. ليس من دليل أبلغ من هذا على أن اللافتة الإسلامية لا تعنى توجهاً محدداً , و أن الإختلاف حول تصورات الحكم يمكن ان يحدث بين الإسلاميين أنفسهم . ,, فها هو الترابى نفسه (خارج) إطار الحركة دون أن يستطيع أى من مخالفيه ان يطعن فى توجهه الإسلامى , بعد أن إستمرأوا إستخدام العاطفة الدينية فى دمغ مخالفيهم فى الرأى بمعاداة شرع الله و الدعوة لحكم الجاهلية .


    لم يقف الترابى عند الخروج التنظيمى على الحركة التى إرتبط إسمه تاريخياً بها , بل أعلن فى رسالة لضيوف المؤتمر تبرؤه من هذه الحركة . لكن دلالات تبرؤ الترابى لا تقف عند إثبات إمكانية تعدد الواجهات الإسلامية و إمكانية الإختلافات الجوهرية بينها , بل تتعدى ذلك إلى أمر يتعلق بالترابى .
    تبرؤ الترابى لم يخرج عن دأب ظل يتبعه منذ إبعاده عن مركز إتخاذ القرار , و هو الإيحاء بان التجربة قد فشلت بعد المفاصلة . هذه رؤية فيها ظلال كثيفة من الشخصنة حين يوحى الترابى بأن الحركة لم يشبها ما يعيبه عليها الآن إلا بعد إقصائه .

    هذه مغالطة تاريخية لأحداث ما زال معاصروها أحياء . و إفتقد الترابي شجاعة المفكر حين لاذ تاه بتهويمات نظرية علها تنسى الآخرين حقيقة أنه قد نال فرصة عملية للتطبيق , فوقع فى أفظع مما يعيبه الآن على الحركة و نظامها . يقول فى رسالته لضيوف المؤتمر ( و إننا لا نعرف لها ــ أى الحركة الإسلامية ــ علماً و هدى فكرياً و لا سياسة مما ينسب حقاً للإسلام) ثم يقول (أما حين تصاب دعوة المشروع و مثاله مع الحركة فمؤدى ذلك الصد عن الدين فى الحياة عموماً و ذلك ما أدى إليه نكوص هؤلاء صراحة عن هداية الدين) ينتقى الترابى ما إختلف عليه مع أهل الإنقاذ حول طريقة إختيار الولاة و غيرها من إجراءات غير جوهرية , و كأنها الشأن السياسى الوحيد الذى تتم به الهداية , و يتجاهل إنتهاكات خطيرة من تشريد و تعذيب و قتل تورطت فيها الحركة و نظامها لما كان الترابى الآمر الناهى , و يتجنب الترابى حامى حمى الحريات اليوم الإشارة إلى تخطيطه للإنقلاب و وأد النظام الديمقراطى رغم أنها مسألة جوهرية لا بد ان يقدم فيها الترابى رؤية شجاعة , لكن تحاشيه الدخول للمنطقة الشائكة يبرهن على إحساسه بضعف موقفه السياسى منها .

    تحاكم تجربة الحركة الإسلامية فى عهد الترابى بواقع عاشه الناس , اما قوله أنه كان ينوى السير بالنظام على طريق الديمقراطية بعد مرحلة القهر المؤقتة , فهذا فى طى النوايا و الغيب , بجانب ــ وهذا هو الأهم ــ أن الموقف من الحريات و كرامة الإنسان مبدئى , لا يتجزأ و لا يتمرحل .
                  

12-15-2012, 07:27 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    مقال إسحاق احمد فضل الله الذي اتهم فيه حكومته بفتح البلاد للجواسيس
    من إسرائيل؟؟.. تفضل.. تفضل


    نشر بتاريخ الأربعاء, 31 تشرين1/أكتوير 2012 13:00
    >.. طائرات.. وطائرات..
    >.. وصباح الخميس لما كانت أدخنة اليرموك تتلوّى كانت طائرة أردنية تهبط مطار الخرطوم تحمل مئات السودانيين..
    .. قادمين من إسرائيل..
    >.. وطائرة أمير قطر = وسماء غزة تديره اسرائيل = تهبط في غزة
    >.. وطائرة تهبط في كاودا..
    > و.. المئات ممن يهاجرون إلى إسرائيل = عداءً للسودان = تكمل إسرائيل تدريبهم
    > ومكاتب في عمان تصنع لهم جوازات سفر سودانية..
    > وجوازات السفر تحمل أختام كندا .. والأردن و..
    > ومطار الخرطوم يدخلهم .. ولا أحد يسأل
    > قبلها بشهر وشهور سيل الأسلحة يتدفق إلى الخرطوم
    > وخندق = في حقيقة الأمر = حول الخرطوم يجعل دخول أي عربة عملاً (كان) مستحيلاً .. ما لم تدخل من بوابات معينة
    > الأسلحة إذن تدخل عبر البوابات هذه
    > لتلتقي بالعائدين من إسرائيل .. هؤلاء .. وغيرهم
    >.. وطائرات إسرائيل تدخل من الشرق وتقصف
    > ومثقف سوداني يسأل إثيوبياً قال
    : رادار إثيوبيا .. هل التقط الطائرات هذه؟ ولماذا لم تخبرونا
    قال هذا في مكر
    : لا.. لكن من يملك أضخم شبكة رادار في الشرق هو .. السعودية.. هل أخبروكم؟!
    > وطائرة أمير قطر تهبط مطار غزة نهار الأربعاء ذاتها.. واسرائيل تدير وجهها بعيداً فطائرة الأمير تحمل الملايين لتشييد غزة
    > والملايين هذه تنتظرها جيوب المقاولين الإسرائيليين
    > وطعام معدة غزة يمر عبر أضراس اسرائيل
    (2)
    > والحديث عن الرادار والسلامة الجوية يقود إلى أن من يدير السلامة الجوية في السودان.. كان أجنبياً.. من كندا
    >.. يهاجر بعد الانفصال إلى الجنوب
    > ومن يحل محله الآن .. أجنبي.. إثيوبي
    >.. ورجل فوق ظهر جمل عام 3991 كان هو من يكشف للدولة وجود (مطارات وأجهزة ومعسكر كامل على ساحل البحر الأحمر يقوم برسم كل شيء جواً وبحراً وبراً).
    > وما يكشفه رجلٌ على ظهر جمل تعجز رادارات فلان عن كشفه الآن
    (3)
    > و... شيء.. يحدث.. وعلى مستوى رفيع
    > لا تكشفه الرادارات
    >.. والشيء هذا يتسارع إيقاعه العام هذا
    > .. وأول العام هذا مؤتمر (G 21) يشهده خمسة من رؤساء إفريقيا وكلهم بصحة جيدة
    > .. بعدها رئيس بنين يموت (بمرض غامض.. عاجل).
    > بعدها بشهر رئيس غانا يموت (بمرض غامض .. عاجل).
    > بعدها بشهرين رئيس إثيوبيا يموت (بمرض غامض عاجل).
    > بعدها... والآخران ينتظران
    > والحكومات الجديدة .. بكاملها = تصلي شطر إسرائيل
    (4)
    >.. في العام ذاته التدخل الإسرائيلي في السودان يتسارع..
    >.. وأفورقي لعله يقترب من هناك
    > وأفورقي = السياسي القديم = لعله يدهشه أن يصبح (دمية) يظن دينق ألور أنه يعرضها للبيع
    > .. ودينق ألور يعرض على أفورقي الآن مشروع صلح بينه وبين إثيوبيا .. ثم حلفاً ضد الخرطوم
    > وأفورقي يدهشه أن (ألور/ سفير قرنق في إثيوبيا لسنوات طويلة) يجهل أن العداء القديم بين الجهتين عداء له جذور.
    > (وأفورقي يظل يتهم زيناوي بأنه قد سلبه إثيوبيا = بعد أن كان المخطط هو أن يقود أفورقي المنطقة الشرقية بكاملها وبقيادة قبيلة واحدة).
    >.. وأفورقي لا ينسى أن الحزب الحاكم في إثيوبيا كان يستغل حاجة أفورقي للتنفس ويجعله ينغمس في الصومال
    > عندها ما يحصل عليه أفورقي هو إدانة وحصار من الأمم المتحدة
    > .. وأفورقي يجد أن الحكومة الإثيوبية تجتمع بكامل أهلها الشهر هذا في الخرطوم.. لنوع من التكامل البعيد
    > وأن أقصى ما يشتهيه قائد مخابرات إثيوبيا هو أن يذهب أفورقي لمعاداة السودان
    > عندها يغلق السودان حلقوم أفورقي.. وتنفرد إثيوبيا بالخرطوم
    >.. ويذهب أفورقي.. في مخطط تبديل رؤساء إفريقيا الذي تطلقه اسرائيل هذا العام
    > وأفورقي الذي يعجب بسنغافورة باعتبارها (جزيرة مسيحية مزدهرة وسط بحر من المسلمين) معجب بالأدب العربي.
    >.. وبحكايات السندباد
    > ومن حكايات السندباد فوق الجزر أنه يهبط من سفينة يوماً مع أصحابه فوق جزيرة صغيرة.. ويشعلون النار للطبخ
    > وفي الحال الجزيرة تغوص
    > اكتشفوا أنها كانت حوتاً نائماً .. أيقظه حر النار
    > .. وجزيرة أفورقي لعلها تغوص إن أشعلت النار
    (4)
    > يبقى أن السودان يتجه = بحسابات كثيرة = لقيادة المنطقة..
    > .. وإن القيادة هذه ممنوعة
    >.. وأن المنع هذا سهل جداً.. وأن مطار الخرطوم يستقبل العائدين من إسرائيل.. لهذا
    > وأن مداخل الخرطوم تستقبل عربات السلاح.. لهذا
    > .. وأن السودان هو البلد الوحيد في الأرض الذي = في تاريخه كله لم يعتقل جاسوساً واحداً!
    > وأن فلانًا يبقى وزيراً لهذا.


    -----------------

    الشيخ إبراهيم السنوسي لـ «الإنتباهة»:


    التفاصيل نشر بتاريخ الخميس, 13 كانون1/ديسمبر 2012 13:00


    > أجرته: آمال الفحل> تصوير: متوكل البجاوي

    كشف الشيخ إبراهيم السنوسي عن معلومات تُنشر لأول مرة حول ضرب مصنع اليرموك بواسطة الطيران الإسرائيلي، وقال نحن أصحاب فكرة بناء المجمع وقد شيدناه بأموال الشعب السوداني ولا علاقة له بإيران مشيراً الى أن الذين سعدوا بضرب المصنع خونة وعملاء، مشيراً الى جملة من قضايا الراهن السياسي في حواره مع (الانتباهة) فإلى مضابط الحوار:

    > أولاً كيف ترى الراهن السياسي؟


    < الراهن يتعلق بكثير من القضايا الداخلية والخارجية ومن طرف الحكومة الناس يتحدثون عن علاقات الجنوب مع الشمال وعدم الوصول إلى اتفاقيات وعدم الاستقرار في جنوب كردفان والنيل الأزرق والاعتداءات واغتيال للمسؤولين، كذلك ما تزال قضية أبيي عالقة، هذا قليل من الموقف الداخلي، وتوجد كذلك قضايا كثيرة تتعلق بالمواطنين، مثلاً الوضع الاقتصادي متدهور جداً، وكذلك الوضع الخارجي، فعلاقات السودان مع كينيا مثلاً متوترة، وهناك التناقض والغموض في العلاقة مع إيران والعالم العربي، عموماً السودان موقفه في بعض المناطق متناقض مثلاً: السودان تربطه علاقة مع سوريا وهذا يتناقض مع الشعب السوري الذي يريد إسقاط النظام.. والعلاقة مع الاتحاد الأوربي علاقة قطيعة، وتتأثر العلاقات مع الدول الغربية وفي قمتها أمريكا التي لم تغير سياستها تجاه السودان.. الوضع الآن ليس في صالح النظام، وهو بهذه الصورة أن الشعب ليس راضيًا عن الحكومة وأدائها ويريد إسقاطها فهو مرتبك جداً.. مثلاً المعارضة تريد إسقاط النظام وهي متفرقة.. السياسة في السودان تقوم من جانب الحكومة على أنها تسعى لتبقى.

    > في تقديرك ما هو المخرج من الأزمة الحالية؟


    < المخرج هو أن يختار الشعب السوداني من يريد ويأتي بالرموز غير الفاسدين ويأتي بالسياسات الصحيحة.
    > لكن إذا أُسقط النظام هل هذا سيؤدي إلى مزيد من الاستقرار والأمن؟
    < المتوقع ذلك، لأن نظام عبود سقط وجاءت ديمقراطية ليختار الناس من يمثلهم، ومن في الحكم الآن جاءوا بانتخابات مزوّرة والآن حدثت تغييرات كبيرة جداً في تونس ومصر مثلاً.


    > أنتم في الشعبي جزء من تعقيدات المشهد السياسي بم ترد على ذلك؟


    < هذا ليس اتهاماً حقيقياً، نحن جزء من الشعب السوداني وجزء من العملية السياسية، إذ أنه في العالم دائماً توجد حكومة ومعارضة، وبقاؤنا في المعارضة ليس تهمة، ومن حقنا أن يكون لنا رأي مخالف وأن تكون لنا سياسات، وهذا معناه أننا عندما كنا في الجبهة الإسلامية وكنا في المعارضة وكنا حكومة ظل وأحزابًا، أما الحكومة الآن فتفعل ما تريد وتقمع المعارضة، فنحن ليس لدينا جديد ولا نستطيع أن نقيم ندوة، فالمعارضات دائماً هي الرأي والآخر للحكومة.


    > من أي الزوايا قرأ الشيخ السنوسي الغارة الإسرائيلية على اليرموك؟


    < اولا لماذا لا تتحدث جهات الاختصاص والقيادات العليا ويخرجون من خلال مؤتمر صحفي من وزير الإعلام الذي لا يعرف شيئاًَ عن هذا الموضوع فهو طبيب بيطري وليس له علاقة بالعمل العسكري، فهم صمتوا جميعاً ولم يردوا لتأتي بعد ذلك الكارثة، وإذا حدث ذلك في مكان آخر لاستقالوا جميعاً، وإذا لم يستقيلوا لأُقيلوا جميعاً، ولكن الآن عندنا في السودان يُدفع الناس ويرتقوا بالأخطاء، وعندنا كل أحد في السودان يرتقي غير مكانه.. «المال عند بخيله والسيف عن جبانه»، ويخرج علينا من يقول أربع طائرات وآخرون يقولون صواريخ، وكذلك من يقول لا أثر ولا تدخل لأي عامل خارجي، أما صحيفة آخر لحظة فتخرج وتقول إن «الشعبي» كان وراء هذا، فالناطق الرسمي والناطق العسكري لم يقولوا ذلك، بل بعض الصحف أوردت هذا الخبر تحت مصدر لم يذكر اسمه. ثانياً وزير الدفاع قال إن السودان يمتلك من وسائل القوة ما يجعله يفعل كذا وكذا.. وقال: نحن كنا الدولة الثالثة ولكن نريد أن نكون الدولة الأولى، ونسي كثيرًا من التصريحات.. ويكون كلام وزير الدفاع لإسرائيل أن تهاجم السودان، ويكون كلام رأي الشعب الذي قيل قبل سنتين وحكم عليها وتكون هي السبب وراء ذلك، ومارأيت سبب ربط لذلك، فأين وزارة الدفاع والداخلية وسلاح الطيران وسلاح المدفعية ولم تكن هذه الأولى فقد كانت هنالك حادثتان في بورتسودان من قبل لماذا لم تكن عظة والحديث عن أننا لم ندن الهجوم الإسرائيلي على اليرموك كذب.


    > لكن رد فعلكم جاء متأخراً كأن لكم تحفظات على الإدانة؟


    < هذا ليس صحيحاً، فأنا تحدثت لقناة الجزيرة في اليوم الثاني مباشرة قبل أن يتحدث أي شخص ثاني يوم في العيد صبيحة الاعتداء واوردت في هذا الحديث أن مجمع اليرموك هدم صرحًا من أغلى صروح السودان، صرح شيد بأموال الشعب السوداني وأموال المسلمين الذين جاءوا في أول الأمر لنصرة الإنقاذ وجاء بناء على حديث منا إليهم وجاء فكرة بناء المجمع ونحن اصحاب فكرتها، وعندما قامت استطاعت القوات المسلحة أن تقف على رجليها، ونحن هذا الصرح سبب في انشائه وقيامه، وبعقيدة الإسلام نريد أن يكون الإسلام قوياً فكيف يأتي شخص ويقول إن الشعبي من وراء ذلك؟!! هذا فقط إما نفاق وكذب وإما يريدون ان يكون المؤتمر الشعبي شماعة كلما حدث شيء يقولون من ورائه المؤتمر الشعبي، وأنا أقول إن الرئيس عمر البشير هو الذي يعرف كل ما قلته، ومن باب الصدق فيجب أن ينفي هذه التهمة عنا ويعرف نحن لسنا من النوع الذي يكون من ورائه، وقلت أي شخص يسعد بضرب مجمع اليرموك فهو خائن وعميل.. كيف يمكن أن يقول هذا؟ هؤلاء يريدون أن تحدث فتنة بين المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي ولتشويه سمعة المؤتمر الشعبي ولكن غضبي للقائمين بالسلطة كيف لم يحتاطوا لصرح مثل هذا، فإذا الدولة لم تستطع أن تحمي منشآتها ورموزها ورئيسها فلتذهب.. هنالك وزارة الدفاع ووزارة الداخلية والمحزن أن يظهر والي الخرطوم ويقول إن هذا تماسّ كهربائي وإنه من منطلق والي الخرطوم يتحدث ويختفي وزير الدفاع، فإذا كانت الحكومة على علاقة بالشعب لخرج الشعب مسانداً ولا يترك الحديث لوزير الإعلام فحادثة اليرموك حادثة لا ينبغي ان تمر كهذا.


    > هل صحيح أن السودان يشكل خطراً على إسرائيل؟


    < طبعاً نحن نشكل خطراً على نشأتها وتاريخها، وقالت اليهود يد الله مغلولة وقولهم على الله سبحانه وتعالى كفر وعداؤهم لرسولنا عداء علينا فعدوان من القرآن وعداوات من التاريخ بيننا وبين إسرائيل وعداوة ثابتة بأنها نشأت الآن وتحتل القدس وتحتل فلسطين وهي واحدة من قبل المسلمين نحن في عداء مستمر حتى يزول الاحتلال.. ولسنا نحن في السودان فقط بل كل المسلمين في العالم.. ثانياً هنالك من قاتل في بداية الإنقاذ في فلسطين ففي بداية الإنقاذ نحن قمنا بمصالحة بين فتح وحماس وهذا لا يذكره الناس لجمعهم ضد إسرائيل.


    > هل هذا ما يفسر عداءها للسودان؟


    إسرائيل تفهم تماماً ذلك، والغريب ألا يكون لنا مع إسرائيل عداوة، والغريب أن لا تعتدي علينا إسرائيل خاصة من تلك المنطلقات التي ذكرناها وعداؤنا لإسرائيل لا ينقطع أصلاً فإسرائيل تفهم كل هذا وإذا السودان يريد أن يبني نفسه قوةً فسوف تكون قوة إضافة ضدها في المستقبل لذلك هي تضرب أي قوة قائمة أو نابتة فنحن جزء من الأمة العربية والإسلامية. فالقضية المحورية هي للأمة المسلمة وقبلتنا هي القدس حتى لو لم تكن لنا قوة وسلاحاً فعداؤنا الفكري يكفي لإسرائيل وإسرائيل دولة معتدية ومن واجبنا وواجب كل مسلم وعربي في المقدمة أن يسعى لإزاحة الاحتلال الإسرائيلي من موقع عقائدي.


    > كثير من المؤشرات تعكس وجود عملاء وجواسيس ولم نسمع يوماً محاكمة جاسوس أو عميل؟


    < إذا كان الحديث عن الموساد فهذا أمر سري لا تعرفه كل الأجهزة، ولكن أنا لا أدري هل هي لها القدرة على اكتشافهم أم لا.. لأن الناطق الرسمي قال هنالك اختراق للقوات المسلحة، لكن نحن لا نعرف هذا الاختراق مِن مَن؟ فإذا كان هنالك اختراق ماذا فعلتم بهم؟ وإذا كان هنالك اختراق ما هي الاحتياطات التي فعلتموها لعدم الاختراق، فاكتشاف الموساد أمر عسير لكن الأسهل محاسبة المسؤولين الذين قصروا في حماية هذا الصرح ولم نسمع يوماً عن محاسبة أو تحقيق مع شخص أخطأ وتم حسابه على ذلك ولم نسمع يوماً بمحاسبة مسؤولين بل يُرقّون.. الأخطاء عندنا تأتي بالترقية ويحدث ذلك حتى في الأخطاء العسكرية وليس لي أمل في كشف الجواسيس ومحاكمتهم لأني أراها شيئاً بعيداً.. وما حصل سياسياً تقع مسؤوليته على رئيس الجمهورية بصفته رئيسًا للجمهورية والقائد الأعلى عسكرياً، وتمنيت لو خرج الرئيس في تلك اللحظة من الصمت ولو خروجاً استثنائياً لما أصابه من علة ليقول للشعب كلاماً يطمئنه ليصدقه على الأحداث ويبين له الأخطاء ويصدقه في المعلومات وبعد ذلك يتحدث عن إجراءات حتى يستطيع الشعب السوداني أن يطمئن أن لا يتكرر.. فإذا تكررت غارات مثل هذه على الأقل تقابلها اعتراضات وصد.


    > تصريحات المسؤولين لا يوجد فيها تنسيق أم هي فطيرة بلا معلومات؟


    < جاءت تصريحات وزير الخارجية حول مجيء السفن إلى الموانئ السودانية وتحدث أنه لا يعلم عنها شيئاً، وأنا بمعرفتي لكرتي هو شخص شجاع وجريء لأن مثل هذا الكلام لا يأتي من وزير خارجية أي بلد وهذا يدل على عدم التنسيق معه أو إشراكه في القرار، ثانياً بعد حديث مثل هذا ماذا يفعل الوزير؟ هل يبقى أم يستقيل؟ ثالثاً نحن مع تسليح السودان من أي جهة لإنقاذ بلدنا ليكون قوياً، ومن هنا لا اعتراض إذا جاءتنا أسلحة من أي جهة.


    > كيف تنظر إلى علاقتنا مع الدول العربية؟


    < السودان قبل كل شيء دولة عربية دينها الإسلام ولغتها العربية.. وتجاوز الدول العربية وكثير من أواصر القربى بيننا وبين مواطني الشعوب العربية لذلك لا مكان ولا حديث عن ضرورة العلاقة مع دول العالم العربي فهم شقائق في رحم الإسلام وناطقون جميعاً بلغة القرآن مع الجوار الذي أوصى به القرآن وسوف تبقى العلاقة مع العالم العربي مهما اختلفنا علاقة قوية وشعبية، أما إذا كانت هنالك توترات في الخليج حول الجزر التي احتلتها إيران فنحن مع دول الخليج في المطالبة بحقها والسعي لاستردادها أو لتسوية الأمر حولها بطرق تفاوضية سلمية منعاً للحروب التي إذا قامت سوف تكون وبالاً على المنطقة كلها وسوف تفتح الباب أمام التدخل الأوروبي والأمريكي الذي لا يستفيد منه إلا إسرائيل حيث يتم تدمير القوى العربية ليمهد ذلك لبقاء إسرائيل واحتلالها فلسطين.
                  

12-16-2012, 07:01 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    د. عبد الحي: قضايا المواطن في وادٍ والبرلمان في وادٍ آخر
    . .الخرطوم: أنس الحداد:

    شَنّ د. عبد الحي يوسف خطيب مسجد خاتم المرسلين، هجوماً عنيفاً على المجلس الوطني بسبب مطالبته بسَن قانون لقضية العنف ضد المرأة، وأشار إلى أن المجلس مشغول بالبحث في قضايا أخرى ليست من قضايا الناس، وقال إن هدف المجلس من ذلك أن يظهر للناس أن الحياة حرب بين الرجل والمرأة

    واتهم نواب المجلس بأنهم يريدون أن يتحاكموا للطاغوت. وانتقد د. عبد الحي في خطبة الجمعة أمس، القضايا التي يتداولها المجلس في جلساته اليومية، واعتبر أنه لا علاقة لها بقضايا المواطن الذي من أجله انتخب النواب للتعبير عن القضايا التي يحتاجون لمعالجتها عن طريق المسؤولين في الدولة، وقال: (المجلس في وادٍ وقضايا المواطنين في وادٍ آخر)، وحذّر المجلس من سَن مثل هذا القانون الذي اعتبره مخالفاً للشرع والهدف منه إثارة الفتنة في المجتمع كما يحدث في المجالس الوطنية الغربية، وطالب المجلس بالاستفادة من جلساته في مُناقشة القضايا الحَيّة التي تهم المواطن وترك المسائل التي ليست للمواطن مصلحة مهمة فيها، وأشار د. عبد الحي إلى أن البلاد تمر بظروف اقتصادية وسياسية صعبة، واتهم جهات - لم يسمها - بالتآمر على البلاد مع جهات أخرى ضد مصلحة البلاد ومواطنيها من أجل تحقيق مصالحها الشخصية.


    ------------------

    تفاصيل مواجهة عاصفة بين (محمود) و(أميرة) تحت قبة البرلمان
    . .رقية الزاكي:

    أبرز ملامح جلسة أمس التي ابتدر فيها نواب البرلمان التداول حول مشروع موازنة العام المالي 2013م في مرحلة العرض الثاني (السمات العامة) كانت في الرد الخشن - كما وصفه نواب - الذي

    صوّبه علي محمود وزير المالية على الوزيرة اميرة الفاضل وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي إلا أن الواقعة وهي تصور رغبة المسؤولين كل في موقفه تحقيق مكاسب من الميزانية حيث يقف على جانب آخر البروفيسور ابراهيم غندور رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال السودان يبحث في الموازنة عن موطئ قدم لزيادة رواتب العمال ويشن هجوماً آخر على وزير المالية في مؤتمر صحفي عقب الجلسة بالبرلمان.
    زيادة الرواتب ورسوم العربات استحوذت على حيز مقدر من الجلسة، إلا أن رد المالية على الوزيرة اميرة عكس تحفز المالية للرد على اي انتقادات.
    الوزير في حديثه أمس الأول لـ (الرأي العام) توقع ان يدخل البرلمان يده في الموازنة، وذكر انه امر (لن يغضبه) غير انه على ما يبدو بدا مسنوداً على واقع الموازنة التي لن تخول للنواب فرض تدخل يذكر وهو امر يدلل عليه حديث مصدر برلماني مطلع لـ (الرأي العام) بأن واقع الموازنة لن يسمح بزيادة الرواتب.
    رُفعت الجلسة
    قبل الخوض في تفاصيل جلسة الأمس تجدر الاشارة الى ان الجلسة التي اعقبت جلسة الهيئة التشريعية القومية التي شهدت ايداع قانون المخصصات وقسمة الموارد رُفعت قبل البدء بنحو (10) دقائق بسبب عدم توزيع التقرير للنواب، وحينما بدأ رئيس لجنة التنسيق والصياغة د. عمر علي في تلاوة تقريره ارتفعت همهمات النواب وارتفع صوت البعض بالاحتجاج لعدم تمليكهم التقرير مما اضطر مولانا أحمد إبراهيم الطاهر رئيس البرلمان رفع الجلسة الى ربع ساعة، إلا أن الخطأ يرجعه نواب لترتيبات الأمانة العامة.
    مواجهة
    عرفت نفسها على نحو - اميرة الفاضل وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي - الا أنها تحدثت كما ذكر وزير المالية في رده عليها بلسان نائب برلماني حيث صوّبت انتقادات للمالية. وقالت اميرة ان وزير المالية لم ينفذ قرار مجلس الوزراء برفع الحد الادنى للمعاش وان الوزير لم يدرج في الموازنة منحة الـ (150) المتبقية لشرائح الضعفاء. وقالت: كنا نأمل ان تدخل الـ (150) اسرة في الدعم المباشر، إلا أن الموازنة خلت تماما من هذا الامر وخلت حتى من الـ (100) اسرة المحددة في السابق.
    وتابعت اميرة: المبالغ التي رُصدت للتأمين الصحي في الموازنة ستغطي الإدخال الذي تمّ في السابق فقط ولم تدخل المالية في الموازنة اي مبالغ لإدخال جديد في التأمين ولا حتى لأسرة واحدة قبل ان تتحدث اميرة عن مشكلات في الادوية وتطالب بمعاملتها كالقمح والبترول. وطالبت بزيادة رأس مال مصرف الادخار. وعادت الفاضل وصوّبت انتقادات للموازنة لعدم حملها أي مبالغ للمعاقين.
    محمود يرد
    محمود قال في الرد على الوزيرة اميرة (ما عارف أرد عليه أم أتركه) قبل أن يضيف حتى نزيد الحد الأدنى للمعاش لابد من الحديث عن اموال صناديق المعاشات في الجهاز الاستثماري للصناديق والتجنيب الذي تتحدثون عنه وعائد هذه الاستثمارات لا يأتي للمالية وبالقانون. وطالب محمود البرلمان بتعديل القانون حتى يتيح للمالية استجلاب هذه الاموال. وقال ان الجهاز الاستثماري لصناديق الضمان يشتري الأراضي مما تسبب في ارتفاع اسعار الأراضي في الخرطوم. وتابع: حينما تحدثنا عن هذا الامر تقدم رئيس الجهاز باستقالته. وصوب محمود انتقادات للصندوق وتساءل: كيف لا يسهم في رفع الحد الادنى للمعاش، وشدد بقوله (الجهاز هو الذي يسهم في رفع المعاشات) الأمر الذي صَفّقَ له النواب، وقال محمود: (الأخت) اميرة قالت هذا الحديث في مجلس الوزراء، وقلت من البدعة ان ندفع مبالغ نقدية بدون نظام وبدون قانون. ونوه إلى أن آلية الزكاة هي التي تُوزِّع أموالاً نقدية. وأردف محمود: (الأخت) وزيرة وتتكلّم كأنها عضو في المجلس الوطني.
    أميرة تُلوِّح بيدها
    ظلت الوزيرة اميرة طيلة حديث وزير المالية تُلوِّح بأصبع يدها يمنة ويسرة والنواب يصفقون لحديث الوزير في إشارة واضحة لتأييده وخرجت اميرة غاضبة واتجهت قبل المغادرة الى رئيس البرلمان تتحدث معه على ما يبدو في ذات الأمر ومرّت في طريقها للطاهر في المنصة وهو يهم بمغادرة القاعة بوزير المالية. واحتد الاثنان في جدل غاضب على ما يبدو.
    خارج القاعة


    أحاط النواب خارج القاعة بالوزير محمود وقالوا له انه رد على الوزيرة (بقسوة)، الا انه قال: (ليست لديّ مشكلة) معها. لكن هذا الامر طرحته اكثر من مرة ورفعت تقريرا. وأردف هل لديكم فكرة عن التقرير الذي رفعته؟ وقال لا يمكن ان ندفع اموالا هكذا وتتحدث الوزيرة عن منح اموال للعمدة الفلاني وعن زغاريد النساء.
    مخرج
    وجد مشروع قانون ضريبة الرسم الاتحادي على تراخيص العربات لسنة 2012م الذي استحوذ على مداولات النواب خلال الايام الماضية معالجة سريعة تمثلت في الخلاص الى سحب القانون من قبل وزير المالية والاستعاضة عنه بقانون آخر أودعه في ذات الجلسة. وقال الطاهر إنه اطلع على اعتراضات النواب على القانون على نحو ان الترخيص سلطة ولائية وليست مشتركة أو مركزية الامر الذي يجعل وضع الضريبة مخالفاً للدستور. وأضاف: تفاكرت مع وزير المالية في هذا الامر. وقال الطاهر ان الرسم يقدر بـ (260) مليون جنيه وهو مبلغ مقدر في الموازنة لذلك تم الاتفاق على ان يفرض المبلغ في غير الترخيص، وان لا تربط بالترخيص وان تكون الضريبة بقانون الامر الذي يحتاج الى تعديل القانون ووضع قانون بديل حتى لا يتناقض مع الدستور وحتى لا يلجأ شخص للاعتراض لدى المحكمة الدستورية ويبطل القانون بالدستورية. وأردف الطاهر هذا هو المخرج ودور البرلمان مُراعاة النصوص الدستورية وبالفعل سحب محمود القانون وأودع بدلاً عنه على الفور قانون الضريبة القومية على المركبات.
    اعتراض على رئيس البرلمان
    إلا أن العضوة عواطف الجعلي عن دوائر نهر النيل اعترضت على هذه المعالجة وعلى حديث رئيس البرلمان، وقالت: من الطبيعي ان تسقط تقديرات الموازنة المعتمدة على رسوم العربات. وأضافت: لم نتحدث عن فرض رسوم على فئات مقتدرة وتحدتنا فقط عن معالجات اخرى يمكن ان تكون عن طريق تخفيض الصرف وليس بالضرورة عن طريق إضافة ضريبة جديدة. واعتبرت الحديث عن الإتيان بقانون مكيف قانونياً كأنه تسليم جدل بالإجازة. وقالت: يمكن ان نرفض القانون البديل بموجب حيثيات اخرى ليس مخالفته للدستور. واعتبرت الإشارة لإجازته مخالفة للوائح البرلمان.
    موازنة (عبور) و(انطلاق )
    من المصطلحات او المسميات التي أطلقت على موازنة 2013م (العبور ) و(الانطلاق) لذلك كانت هذه المسميات شأنا إيجابيا في شأن الموازنة ،حيث استند نواب في إشادتهم بالموازنة في انها موازنة للعبور بالاقتصاد السوداني وهي معقولة طبقا لذلك وهي موازنة انطلاق لايجب ان تعيق بأي اجراءات تضر بها وتحول بينها والانطلاق.
    الأولوية للاقتصاديين
    اللافت ان رئيس البرلمان أحمد ابراهيم الطاهر في توزيعه للفرص للحديث حول الموازنة مال ناحية الاقتصاديين، من وزراء سابقين واقتصاديين كالشيخ المك ود. بابكر محمد التوم وتحدث كل هولاء حديث العارف بالاقتصاد وبواطن أموره وخفاياه
    غياب الوزراء
    غياب لافت للوزراء عن جلسة الموازنة باستثناء حضور عدد قليل من بينهم د. فيصل ابراهيم وزير الثروة الحيوانية وأميرة الفاضل وتابيتا بطرس، الأمر الذي لفت اليه العضو عن حزب الأمة الفدرالي عمر سليمان الذي قال إن البيان كأنه بيان لوزارة المالية وليس للموازنة العامة للدولة، وقال حتى الذين حضروا من الوزراء يبدو انهم ممن فاتتهم مناقشة الموازنة في مجلس الوزاء في اشارة لحديث أميرة الفاضل عن جوانب متعلقة بوزارتها، سليمان اعترض كذلك على تعديل بعض التوصيات وقال (إن اللجنة ترى) التي وردت في بعض التوصيات ليست كما رأته اللجنة بالاتفاق.
    ملامح من أحاديث النواب
    الشيخ المك عضو البرلمان وكيل وزارة المالية السابق رمى في حديثه بعبارة ربما عرضته للانتقاد كنائب برلماني ممثلا للشعب حيث قال (زيادة الأجور أمر خطير ) وهو يقف الى جانب الموازنة والسلبيات التي ستواجهها حال زادت أجور العاملين في الدولة، الا أنه عاد وتحدث عن اقراره بتدني مستوى المعيشة للعاملين في الدولة واقترح إضافة برنامج للمعاش المبكر.
    وقال المك إن تقديرات الموازنة واقعية، واقترح استهداف معدل نمو أكبر وزيادة مقدرات البنوك وتوفير الموارد للقطاع الخاص وحمد المك لوزير المالية انه لم يعتمد على موارد النفط، لكنه اشترط ان تأتي موارده حال تم الاتفاق مع الجنوب عبر البرلمان وقال لايجب ان تترك للمالية كاحتياطي تتصرف فيه ووصف المك عجز الموازنة الحالي بأنه (معدل سلامة) طبقا للمؤشرات العالمية غير انه حذر من تمويله بالدين المحلي
    الحبر الطمع وتعدد الزوجات
    بعضهم صمت والبعض الآخر (ضحك) والبعض همهم حينما تحدث البروفيسور الحبر يوسف نور الدائم عن جشع البعض وطمعهم وألحق الحديث عن تعدد الزوجات بالطمع قائلا ( الطمع طغى والعنده عمارة عايز اثنين والعنده مليار عايز اثنين والعنده مره عايز مرتين وتلاتة واربعة كان لقى)
    قبل ان يتحدث الحبر في شئون أخرى يرى انها تعيق مسيرة الدولة والاقتصاد وقال هناك تشبث بالمواقع رغم تقادم السنين وصوب انتقادات لسياسة التحرير وكونها سببا في فوضى الاسواق وقال إن السوق ليس له ضابط ولابد من تدخل الدولة وسن قوانين حاسمة لمنع الاحتكار وطالب الحبر بإعمال مبدأ من أين لك هذا وعدم الإغفال عن شبهات الفساد التي أضحت واضحة وتحدث عن تفشي الفوارق الطبقية واختفاء الطبقة الوسطى
    بابكر محمد توم يحذر
    الخبير الاقتصادي وعضو البرلمان بابكر محمد توم حذر من تزايد الإنفاق بنحو 13 % تحدث عن ضرورة التخفيض لضبط المال العام وقال إن البرلمان يجب ان يكون على علم بالأرقام المحددة للاستدانة من الدين الداخلي وحذر من تأثيرات سالبة لهذا الدين على القطاع الخاص ونوه التوم لضرورة الاهتمام بالمخزون الاستراتيجي واقترح تكوين مجلس أعلى له .
    وزير المالية رد على التوم في أمر القطاع الخاص وقال إن الحديث عن ان القطاع الخاص لايجد تمويلا أمرا غير صحيح ، لافتا الى ان 12% من صكوك التمويل التي تبلغ 3 مليارات لأغراض التمويل الأصغر لم تستغل ورد الوزير كذلك على الحديث عن العجز بقوله ان نسبة العجز قليلة
    استخفاف
    قال العضو احمد عمر ان تحويلات المغتربين تناقش باستخفاف ولابد من دراسة هذا الأمر ونوه لإجراء دراسة كذلك على الفوراق في الأجور وإعادة النظر في هيكلة وزارة الكهرباء وانتقد تعدد الشركات الخاصة بها
    التجنيب
    شكل الحديث عن التجنيب حضورا طاغيا وسط النواب ،وعاب النواب على المالية انها لم تتحدث عن اجراءات عملية لمكافحة التجنيب وكذلك انتقادات لعدم تخفيض الانفاق الحكومي ومطالبة رئاسة الجمهورية بالتقرير بشأن الانفاق وخصصات الدستوريين واعتبرنواب ان وزير المالية نفسه نقل نفس تحديات المراجع العام عن التجنيب الا ان الوزير رد باستعداده تمليك البرلمان تفاصيل ماقامت به وزارته حيال ملاحظات المراجع العام، وقال من حق المراجع فتح بلاغات ، وأشار لتكوين لجنة من قبل النائب الأول لرئيس الجمهورية لمراجعة الجهات المجنبية .
    ابتسامة كمال
    الوزير كمال عبد اللطيف وزير المعادن كان حضورا في جلسة الامس وارتسمت على ملامحه ابتسامة عريضة والنواب يوجهون له الحديث بالاشادة وإنقاذ (ذهبه) للموازنة ،الا ان نوابا حذروا من ان يصيب الناس (مرض الذهب) مثل(مرض البترول) الذي أدخلهم في مأزق بذهابه الجنوب.


    ....----------------

    بالوثائق: أبشع جرائم التعذيب في حراسات الضبط القانوني


    نشر بتاريخ السبت, 15 كانون1/ديسمبر 2012 13:00
    خاص: الإنتباهة

    شهدت إحدى حراسات الضبط القانوني أبشع جريمة تعذيب لشاب يدعى سراج الدين عبد الحفيظ الذي شاءت الأقدار أن يزجُّ به في إحدى الحراسات العسكرية والمعنية بالضبط القانوني، فتعرّض إلى نقاش مع عدد سجانيه الذين يعملون بالقوات المسلحة، فكان سراج الدين هو ضحيتهم إذ رفض مناقشتهم وكان يحتد أحياناً معهم ما دعا المتهم الأول إلى ضرب السجين بمعاونه ثلاثة آخرين ثم تعذيبه إلى أن فارق الحياة، بطريقة بشعة تتطلب تدخلاً قانونياً وقضاءً رادعاً في مواجهتهم. وتعود تفاصيل القضية بحسب الوثائق أن المرحوم سراج الدين السجين في قضية يقضي فترة العقاب بالسجن فتعرّض له المتهم الأول نظامي وحارسا للسجن بالضرب داخل غرفة التحقيق فجاءه المتهمان الثالث والرابع وساعداه في الضرب الذي كان مبرحاً، إلا أن مقاومة المجني عليه سراج الدين كانت قوية فتدخل المتهم الثاني وشارك في الضرب وأخذ كل واحد من المتهمين الأربعة يضرب ويجرح ويعذب السجين من اتجاه إلى أن سقط أرضاً، وأعيد إلى مكان الحبس بواسطة أفراد الخدمة الذين قالوا إن حالته كانت سيئة وحرجة إلى درجة أنه لا يستطيع أن يسير على قدميه، حتى توفى وأخذ إلى المشرحة وأثبتت التقارير الطبية أن الوفاة كانت بسبب ما حدث له من ضرب وتعذيب نتج عن نزيف داخل الدماغ وكسر في الجمجمة أحدثته لها ضرب بالآلات الحادة، كما أثبتت وجود حريق من الدرجة الثانية على الظهر. تمت إحالة المتهمين للمحكمة العسكرية التي أمرت بإعدامهم رمياً بالرصاص وسارت المحاكمة إلى أن وصلت للمحكمة الدستورية التي بعد الاطلاع أفادت أن الأسباب التي قامت عليها الإدانة كافية وفوق مرحلة الشك المعقول والسببية بين النتيجة والفعل متوفرة، فالمحكمة الدستورية مختصة بحماية الدستور وصون الحريات العامة والحقوق الأساسية.
    إجراءات قضائية
    بعد أن أثبت الشهود والأدلة ارتكاب المتهمين الأربعة قتل سراج الدين عمدًا اتخذت ضدهم إجراءات قانونية سلكت مجرى عدلياً طبيعياً لإنصاف حق المجني عليه، وقُدِّم المتهمون للمحكمة التي وجهت لهم الاتهام تحت المادة «1/72» من قانون قوات الشعب المسلحة لسنة 1986م مقروءة مع المادة «130» من القانون الجنائي وتأييد العقوبة الصادرة من المحكمة بإعدامهم رمياً بالرصاص مع الطرد من الخدمة على أن يظل حق العفو أو الصلح قائماً.
    وتقدم محامي المتهمين المحكوم عليهم بالطعن للمحكمة الدستورية وأفادوا بأن محاكمة المتهمين تمت أمام محكمة عسكرية غير مختصة ومن غير قانونيين مخالفة للمادة 211«1» من الدستور التي تعطي الطاعنين الحق في محاكمة عادلة بالإضافة إلى حرمان المتهمين من الحياة والسلامة الشخصية وتم التحري معهم بواسطة الاستخبارات العسكرية بدلاً من القضاء العسكري مما عرضهم لضغوط نفسية وجسدية أقعدتهم عن التركيز والإدلاء بإفاداتهم بصورة سليمة. وطالب الدفاع المحكمة بشطب الاتهام في مواجهة المتهمين لعدم كفاية الأدلة ووجود شبهات. ومن جانب المحكمة رفضت الطلب فيما تعلق بالإدانة وأفادت أن الإدانة تمت بموجب قانون القوات المسلحة وبواسطة محكمة عسكرية مختصة لأن المدانين ارتكبوا الجريمة أثناء خدمتهم العسكرية وليس خارج نطاقها لينعقد الاختصاص للمحاكم الجنائية بالإضافة إلى أن الإدانة أصبحت نهائية من قبل المحكمة الاستئنافية، أما ما يختص بالعقوبة وبحسب إفادة المحكمة الدستورية جاء :يرى الفقهاء والقضاء أنها تخضع لموافقة أولياء الدم وما تضمنه حكم المحكمة العسكرية وإرجاع الأوراق لمحكمتها العسكرية، وأشارت المحكمة إلى أن الإجراء الصائب والصحيح استخراج الإعلام الشرعي لمعرفة أولياء الدم ومخاطبتهم بشأن العقوبة وذلك حسب القانون ومقتضى العدالة، كما اطمأنت المحكمة الدستورية إلى سلامة إجراءات المحكمة العسكرية وقراراها وقالت إن الجريمة تعد من أبشع جرائم التعذيب بحراسات معنية بالضبط القانوني.

    رئيس الجمهورية يؤيد

    بعد سماع المحكمة الدستورية لكل المعلومات والبيانات التي أثبتت ارتكاب المتهمين لجريمة القتل العمد في حق المجني عليه سراج الدين قضت بإدانتهم والحكم عليهم بالإعدام رمياً بالرصاص مع الطرد من خدمة القوات المسلحة وتم التصديق على الحكم من قبل وزير الدفاع الوطني عبد الرحيم محمد حسين وصدر قرار جمهوري من المشير عمر البشير احتوى على: أنه بعد الاطلاع على المادة «58/1/م » من دستور جمهورية السودان الانتقالي لسنة 2005م وعلى توصية من وزير الدفاع وعملاً بأحكام المادة «153» من قواعد إجراءات قانون القوات الشعب المسلحة لسنة 1405هجرية أصدر قرار تزييد عقوبة الإعدام الصادرة من المحاكم العسكرية المختلفة في حق المتهمين «ح ع/ ك ع ع/ ب م إ/ أ ع ع/ خ ا ي» وطالب أولياء الدم بواسطة محامي الاتهام بالاستعجال في تنفيذ العقوبة.

    أولياء الدم يرون مماطلة من دفاع المتهمين بتقديم طعون في حكم تم تأييده من رئيس الجمهورية معتبرين التأخير ضياعاً لوقت التنفيذ، وقال: تم تحديد التنفيذ أكثر من ست مرات آخر بتاريخ 28/11/2012م بعدها رجع مرة أخرى للمحكمة العليا التي وعدت بتحديد يوم التنفيذ خلال الشهر الجاري
                  

12-16-2012, 06:43 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)



    أقر بوجود أزمة اقتصادية ودعا إلى مراجعة السياسات الاقتصادية الأخيرة


    نافع: سنتخذ من الإجراءات ما يكفي لضبط وتجويد تصريحات المسؤولين



    الخرطوم:الصحافة

    جدد نائب رئيس المؤتمر الوطني، مساعد رئيس الجمهورية، الدكتور نافع علي نافع، التأكيد على ان ما سمي بالمحاولة التخريبية « المتهم فيها رئيس جهاز الامن السابق افريق صلاح عبد الله قوش ،وآخرون،هي محاولة انقلابية» كاملة الاركان «ببيانها وساعة الصفر» المحددة للتحرك،واقر بوجود ازمة اقتصادية،ورأى ان الحل في مراجعة السياسات الاقتصادية الاخيرة وتبني توصيات المؤتمر الاقتصادي الاخير.

    وكشف نافع في حديث للتلفزيون القومي امس،عن احباط محاولة انقلابية سابقة لمحاولة «قوش»،موضحاً ان جل الاسماء فيها هم ايضاً من المشاركين في المحاولة الاخيرة،وقال ان المحاولة الاولى لم تصل مرحلة التنفيذ، وانكشف امرهم ،بعد اتصالهم بقيادات في الشرطة،وذكر ان الحكومة قررت في وقتها الاكتفاء بتقديم النصح للمشاركين فيها،مؤكداً انها « حسمت على راس المتحرك»،كما ان جزءا من الاسماء لم يتم التأكد من مشاركتهم «ولم نرد التحقيق معهم لمجرد الشبهات».
    وأكد نافع وجود اعترافات للكثير من الضالعين في المحاولة الاخيرة،موضحاً ان التحريات لاتزال تجري معهم.
    ونفى نافع وجود كثير من المجاهدين رهن الاعتقال على خلفية المحاولة،لكنه اشار الى ان هناك اشواقا كثيرة للاصلاح والتغيير من الداخل،وكشف عن لقاءات اجراها مع مجموعة من «السائحون» ولقاءات اخرى مرتقبة مع مجموعات اخرى،مؤكداً وجود تفاعل وحراكك لتجاوز المسألة عبر الحوار.


    كما نفى نائب رئيس المؤتمر الوطني وجود «تململ» في اوساط الحزب،متهماً المعارضة بتضخيم الامر لتهيئة المناخ لشل حركة الدولة بعد ان فشلت «ويئست من تغيير النظام عبر الكثير من السيناريوهات».
    بيد ان نافع اقر بوجود «تفلت» كثير ونشر غسيل من قبل بعض القيادات في الحزب والحكومة،ورأى ان ذلك يجب الا يحدث،ودعا القيادات في الحزب والحكومة الى ترك الحديث عن القضايا للجهات المختصة،مؤكداً ان حزبه سيتخذ من الاجراءات ما يكفي لضبط وتجويد التصريحات.


    وشدد نافع على انه ليس من حق الحزب او الحركة الاسلامية التدخل في عمل الجهاز التنفيذي او عمل الحكومة،موضحاً ان الحزب والحركة مناط بهما وضع السياسات العامة للحكومة،لكنه اشار الى ان الجهات الثلاث»الحركة والحكومة والحزب» معنية بالمشروع الحضاري وكيفية انفاذه ونشره في البلاد،ورأى انه لايوجد اي مبرر للخروج عن مؤتمر الحركة الاسلامية الاخير،واعتبر ذلك خروجاً عن الاجماع الذي شهده المؤتمر،»لانهم جميعاً شاركوا في النقاشات التي تمت بشفافية، نافياً وجود اية بوادر انشقاق داخل الحركة الاسلامية،الا انه عاد مستدركاً بالقول»اما اذا ضاقت ببعضهم الآفاق واراد الخروج فلن يخرج معهم الا شخص او شخصان».


    واعترف نافع بوجود غلاء في المعيشة،عزا جزء منه للازمة المالية العالمية،كما اكد وجود اسباب داخلية من بينها الصرف على الاغراض السياسية،والحصار المفروض على السودان من قبل المؤسسات الاقتصادية الدولية،لكنه شدد على ان كل ذلك ليس مبرراً للغلاء الطاحن،ورأى ان ذلك مؤشر لمراجعة السياسات الاقتصادية الاخيرة ،مقراً بأنها لم تؤتِ الثمار المرجوة منها،ورأى ان المؤتمر الاقتصادي الاخير الذي رعته وزارة المالية يمكن ان يكون مخرجاً «اذا اعطي حقه بالكامل»،ودعا المعارضة الى عقد مؤتمر مماثل، لتقديم رؤية علمية حول الوضع الاقتصادي الحالي،والحوار حول نتائجه.

    /16/12/2012

    ------------------------

    غازى صلاح الدين : أفراد القوات المسلحة جزء من المجتمع والانقلابات تحارب بإشاعة العدل والشورى لا بلغة الوعيد والتنكيل

    December 16, 2012

    (صباح موسى – أفريقيا اليوم)

    دكتور غازي صلاح الدين شخصية تتسم بالدقه الشديدة في أرائه وأفكاره وكافة تفاصيل حياته اليومية، القريبون منه يدركون تماما حساسية التعامل معه، فيمكنك أن تكون قريبا منه أو أبعد مايكون، ويفصلك عن الاثنين فهمك لمدلول ما يخرج منه من كلمات، والتعامل مع هذا المدلول بحذر شديد، ومن هنا كان الخلاف بين الدكتور غازي وكثير من الصحفيين، فهو في كثير من الأحيان يقصد معان مختلفة عمن يتلقاها، ويرجع ذلك لأنه يملك أسلوب يصعب على البعض فهمه، لإتقانه الشديد للغة العربية، وادراكه الكبير لما تحويه من معان، مما يعطي انطباع لدى بعض الناس بأنه متردد في آرائه، وهذا مايغضبه ويجعله مقل في أحاديثه. دكتور غازي دخل عالم السياسة متحديا بأن يمارسها بأخلاق ومبادئ، ونسى أن التعريف المباشر للسياسة أنها لعبة قذرة، وأنه لن يستطيع مجابهة هذا العالم دون أن يتسخ جلبابه الأبيض، ويبدو أنه بات مقتنعا أن لكل منهما طريق مواز للآخر، وأنهما لن يلتقيا أبدا.

    المؤتمر العام للحركة الإسلامية وما أفرزه من تداعيات مهمة على الساحة بالبلاد، كان دكتور غازي طرفا مهما فيها، فالمؤتمر انتهى وخلف تصورا بأن الحركة منقسمة على نفسها في توقيت دقيق يمر به السودان، كما ترك المؤتمر تساؤلات عدة حول اعتذار دكتور غازي عن الترشيح لمنصب الأمين العام للحركة، رغم التأييد الواضح الذي حظي به داخل أروقة المؤتمر، وهذا ما فسر على أنه خرج غاضبا وربما لن يعود إلى التنظيم مرة أخرى رغم إلتفاف مجموعة لا يستهان بها من شباب الحركة حوله، انتهى المؤتمر وإنتظر الجميع رد فعل الدكتور، فهل هي مفاصلة جديدة في الحركة الإسلامية؟ أم أنها مجرد خلاف داخل البيت الواحد؟ وبعد أيام يبدو أن دكتور غازي رتب فيها أفكاره، فهو ليس من أصحاب التعامل برد الفعل، وخرج على الرأي العام بورقة تمثل وثيقة تاريخية شرح فيها بوضوح ماحدث بالمؤتمر، وفسر اعتراضاته حتى لا يترك مجالا لأي لغط، كان صريحا فيها تناول رأيه بطريقة مباشرة وإنتهى فيها إلى ضرورة الإصلاح الذي يسعى إليه في مرحلة لا تحتمل سوى تصحيح أخطاء، ربما يصعب تصحيحها فيما بعد. ذهبنا إلى الدكتور للوقوف معه على المؤتمر وتداعياته والورقة التي خرج بها على الناس لمزيد من التوضيح، ورغم صعوبة الأمر، وبعد محاولات فشلت في كثير منها، فهو يرى أنه وضع كل ما يريد في الورقة، ولكن مع الاصرار وافق شريطة أن يكون التركيز أكبر على مستقبل السودان ككل بعيدا عن أي اثارة أومهاترة تزيد البلد احتقانا. وفيما يلي افاداته لـ ” أفريقيا اليوم”

    بعد هذه الورقة التي خرجت بها على الناس هل نعتبرها خروجا عن التنظيم بأكمله أم نعتبرها نوع من الشفافية وأنها مجرد إصلاح دون خروج؟

    الانتماء إلى الحركة الإسلامية هو انتماء لتراثها وفكرها وأخلاقها وليس محصوراً في الانتماء إلى جماعة منها بعينها. ما قلته هو أن البعض قد تسبب في أخطاء فنية وأخلاقية جسيمة في المؤتمر العام وفي اعتقادي أن مصداقية الحركة الإسلامية الموالية للمؤتمر الوطني مرتبط بقدرتها على توجيه نفسها وتصحيح تلك الأخطاء.

    هل توقعت ردود فعل عنيفة على الورقة؟

    لو أنها أحدثت الهزة المرجوة فهذا شيء حسن

    تطرقت لدستور الحركة وانتقدت عدم تسجيلها والبعض يرى أن هناك كيانات مماثلة بالمجتمع كأنصار السنة غير مسجلة وأن الدستور السوداني لا يوجد به نص لاستيعاب كيان كالحركة الاسلامية؟

    هذا سوء فهم على أحسن الفروض، فهيئة شئون الأنصار، وهيئة الختمية، وأنصار السنة كلها جمعيات دينية دعوية مسجلة وفق القانون. وما دمنا بصدد المقارنة فليتنا كنا بتواضع هؤلاء الذين لم يزجوا برأس الدولة في قيادة جماعاتهم رغم أنها تعمل وفق القانون. فخلافاً لما أورد بعضهم، لا المغفور له السيد أحمد الميرغني كان رئيساً للطائفة الختمية، ولا السيد الصادق المهدي كان إماماً للأنصار عندما توليا منصبي رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء. أما القول بأنه لا يوجد نص قانوني يسند قيام جماعة شبيهة تحكم البلاد فهو اعتراف صريح بأنها قائمة خارج أسوار القانون. لا بأس إن كان هذا مسموحاً به للجميع لكنني لا أتصور أن يسمح للحزب الشيوعي أن ينشئ جماعة شبيهة مقرها السودان بذات الاختصاصات والأهداف والسلطات. عندما تكون جماعة ما في موقع الحكم فهذا يفرض عليها التزاماً أشد بنصوص القانون.

    ماهو إعتراضك بالتحديد على وجود هيئة قيادية رغم أنهم قالوا أن ترتيبها في الهيكل سيكون بعد مجلس الشورى وأنها ستكون مجرد جسم تنسيقي بين الكيانات الثلاث الحكومة والحزب والحركة؟

    الهيئة القيادية مكونة من أشخاص غير منتخبين من مؤسسات الحركة ويكفي هذا وحده في الاعتراض عليها، لكن الاعتراض الأهم هو أنها تقضي على استقلالية الحركة وأمينها العام، وهو ما لا أفهم الحكمة منه إذا كنا نريد حركة قوية مستقلة ومؤازرة للدولة لكنها تعمل في مجالاتها الطبيعية بعيدة عن أي تحكم أو توجيه.

    تحدث دكتور عبد الرحيم عن عن أهمية وجود أمين عام معارض للحكومة ولكن ليس صداميا حتى لا تتكرر تجربة الترابي مرة أخرى ماتعليقك على ذلك؟

    أشك في أن يكون الأخ عبد الرحيم دعا إلى وجود أمين عام معارض للحكومة. أشدد على ضرورة مراجعة نص حديثه. أنا لا أرى الحكمة من إقحام التجربة المرتبطة بشيخ الترابي هنا وافتراض أن يكون الأمين والحركة معارضين أو مصادمين للدولة بالضرورة. لماذا لا نفكر في حركة متحررة من كل هذا الإرث؟ لماذا لا تعرّف الحركة بذاتها وأهدافها وليس منسوبة إلى موقعها من الحكومة، أو بتاريخ صراعاتها، أو بما يتصوره البعض عنها. هذا النمط من التفكير مقتضاه ألا تقوم حركة إلا وهي في قبضة الحكومة، تقوم مع الحكومة إذا قامت وتقع إذا وقعت.

    هناك أقاويل عن أن المؤتمر العام الأول للحركة تم التوجيه فيه لصالحك على حساب الشفيع محمد أحمد وأيضا تم التوجيه لصالح علي عثمان ضدك في مؤتمر آخر فلماذا لم تتحدث وقتها؟

    هذا الكلام قيل ولم يثبته أحد ولم يطلب أحد التحقيق فيه، وإذا ثبت فإنه خطأ لا يبنى عليه. الحل هو أنه إذا قام ادعاء كهذا أن يحقق فيه كما طلبت في ورقتي. الأجهزة التنظيمية يجب أن تكون محايدة لا تميز بين أعضائها وإلا انهارت الثقة وتحكم الغبن في أفعال الأفراد.

    هناك من يأخذ على دكتور غازي أنه دائم الإنتقاد وهو بعيد عن المناصب وأنه عندما يكون مسئولا يكون حديثه مختلفا بماذ ترد على مثل هذا الحديث؟

    هذا كلام غريب لا يقوله إلا من لم يتابع سيرتي. لحسن الحظ أنني أدون آرائي من خلال مقالات ومقابلات مقروءة ومنشورة. مقالاتي الآن موجودة على الإنترنت فليراجعها من شاء أن يتتبع مواقفي وطريقة تفكيري خلال البضع وعشرين عاماً الماضية. كذلك أنا لم أتوقف أبدا من إبداء الاستعداد للتخلي عن مناصبي مقابل مواقفي، كما حدث فعلا أكثر من مرة.

    ماهي رؤيتك لكيان الحركة هل تريدها حاكمة أم محكومة في الدولة؟

    أنا أعترض على هذا السؤال لأنه سؤال يعبر عن طبيعة التفكير الذي قاد إلى الأزمة، كأن صدام الحركة والدولة لازمة منطقية. لكن إذا أصريتي فيمكنني أن إجيبك بأننا نريدها حركة حاكمة على عضويتها وفق عهد التأسيس الذي قامت عليه، وفي ذات الوقت حركة محكومة بدستور البلاد وقوانينها.

    إلى أين نذهب الآن؟ ما هي الأولويات، هل هي الحركة أم البلد كله؟

    الأولوية هي البلد كله بلا منازع. مشكلات الحركة يجب ألا تأخذ أولوية على أولويات السودان، ولولا أنك أثرت معي هذه الموضوعات لما تطرقت أنا إليها من نفسي. في ضوء مجمل التطورات التي شهدناها في الأسابيع الماضية لم تكن قضية الإصلاح السياسي أشد إلحاحاً، مما هي الآن.

    وكيف ترى الإصلاح؟

    سأبين رؤاي حول الإصلاح في الفترة القادمة. لدي تخوف من أن يتبنى أحد قضية الإصلاح ليصادرها أو لأن يختزلها في إجراءات تزيح شخصاً أو تثبت آخراً.

    ننتقل إلى ملف الجنوب هل أنت مع أنه لابد من تنفيذ الملف الأمني أولا قبل ضخ البترول رغم أن البلاد تعيش أزمة إقتصادية صعبة؟

    كلا الخيارين صعب وهذه هي العبرة التي ينبغي أن نستقيها من “نيفاشا”: ليست كل اتفاقية سلام هي اتفاقية سلام حقيقة وهذا هو الموضع الصعب الذي وضعتنا فيه تلك الاتفاقية.

    أبيي والحلول المطروحة حولها ورؤيتك في كيفية الخروج لحل يرضي الجميع؟

    أنا بعيد من ملف التفاوض ولا أستطيع أن أعلق إلا تعليقات عامة. ربما تمثل حل مشكلة أبيي في صورته النهائية في خيار ذكي يطرح لاستفتاء مرحلي يجيزه المسيرية قبل أن تتبناه الحكومة.

    هل توافق على أن المحاولة الإنقلابية التي حدثت كجزء من الإصلاح داخل المنظومة أم أن أنك ترفض الإخراج بهذا الشكل؟

    لا توجد علاقة سببية مباشرة، لكن أفراد القوات المسلحة هم جزء من المجتمع ويتأثرون بما يحدث فيه. أنا أرجو أن تحل هذه المشكلة بالحكمة، فالانقلابات تحارب بإشاعة العدل والشورى لا بلغة الوعيد والتنكيل.

    قال الصادق المهدي في تصريح صحفي أمس بالخرطوم أنه التقى الدكتور «غازي صلاح الدين» في «لويزانا» بالولايات المتحدة الأمريكية في العام 1998 وطلب منه المشاركة في السلطة بغرض توسيع قاعدة الحكومة لو حبيت تعلق على هذا الحديث؟

    كلامه صحيح في جوهره، هو فقط اشتبه عليه مكان اللقاء لأنني لم أسافر إلى لويزيانا أبدا. التقينا مرة في بروكسل في مؤتمر عالمي، ومرة في سويسرا، كما التقينا في منزله عدة مرات. وهو لديه عادة حسنة في استشارة بعض من يثق فيهم من الإسلاميين عندما يعزم على اتخاذ قرار متعلق بالحكومة. وفي أكثر من مرة دعاني إلى منزله بجانب الأخوة عبد الرحيم علي، وعثمان خالد، وأحمد عبد الرحمن، والطيب زين العابدين، والفاتح عابدون ليستشيرنا في دعوة المؤتمر الوطني للحوار معه. وفي كل تلك اللقاءات شجعته على المشاركة لأن ذلك هو رأيي وهو الموقف المعتمد من قبل المؤتمر الوطني في ذات الوقت.

    ما رأيك في كتاب عبد الغني إدريس الإسلاميون في السودان… أزمة الرؤيا والقيادة وبماذا ترد على من يقول بأنك أنت وراء هذا العمل باعتبار أن مؤلفه عبد الغني هو زوج ابنتك؟

    أنا لا أعمل بهذه الطريقة وإن كنت متأكداً من أن البعض يرجو من صميم قلبه أن أكون وراء الكتاب حتى يتعكر المزاج العام. أنا لم أعلم بالكتاب إلا من طرف ثالث أخبرني الخبر بعد أن ذهب الكتاب إلى المطبعة. لن أعلق على الكتاب إلا بقولي لو كنت صاحبه لكتبته بصورة مختلفة جداً. عبد الغني شخص مستقل لا يعمل وفق توجيهاتي، لكنني عندما أتأمل في الأمر أحزن عندما أتذكر أنه لأول ذهابه إلى إنجلترا ساهم بناشطيته المعروفة في إخراج أكبر تظاهرة سودانية في لندن تناصر البشير وتندد بأوكامبو، والآن هو شخص ناقد. ما فعله هو وما يفعله قطاع من المجاهدين يستدعي الدراسة والمراجعات الجدية أكثر مما يستدعي النقد والإدانة

    سؤال أخير رؤيتك لما يحدث في مصر من استقطاب حاد ونفور بعض التيارات من الإسلاميين والانقسام الملفت حول الدستور وقرارات مرسي الأخيرة؟ وهل لديك نصائح معينة لمن يتولون الأمور في مصر الآن؟

    أكاد أرى رأي العين بأن هناك قوى تدفع بمصر في اتجاه الفوضى من أجل تبرير الانقلاب العسكري، ولو حدث هذا فستكون نهاية حلم الربيع العربي – يا حسرة .
                  

12-16-2012, 07:26 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    إذا تشاجر وزيران ظهر الفشل


    قولوا حسناً

    محجوب عروة

    قرأنا واستمعنا الأسبوع الماضى لتراشقات واتهامات بل دعوة للاستقالة من وزير فى نفس الحكومة لزميل له واتهام من مسئول كبير فى قامة رئيس اتحاد العمال لوزير المالية وموازنته بالقول إنها غير حقيقية خاصة فيما اوفى السجال حول زيادة المرتبات فى ظل هذا التضخم الذى وصل الى 46%، وأن المرتب الحالى لم يعد يناسب هذا التضخم اذ انحدر الى 9%، فقط من أجر 2007.
    من جانب آخر تبادل وزيرا المالية والرعاية الاجتماعية الاتهامات والتراشقات أمام أعضاء البرلمان لدرجة لم نعرف منهما الوضع الحقيقى وهما اللذان يعرف القاصى والدانى أنهما عضوان فى مجلس الوزراء يفترض أنهما ناقشا الموازنة وأجازانها.. هذه الوضعية تفترض أمرين اما أن الموازنة قد تم تغييرها بعد اجازتها من مجلس الوزراء أو أن أرقام الموازنة لا توضع أصلا على الأسس المهنية والاقتصادية والسياسية المعروفة عالميا. والغريب أن يوجه السيد وزير المالية الاتهام لصندوق الضمان الاجتماعى التابع لوزارة الرعاية الاجتماعية بتجنيب الأموال من الخزينة العامة وهو الذى اعترف قبل فترة ان وزارته تمارس التجنيب. والأسوأ من ذلك يعلم الجميع أن وزارة المالية لم ولن ولا تستطيع مجابهة جهات حكومية معروفة والزامها بالخضوع لولاية وزارة المالية على المال العام بل يقال إن الأموال التى تجنبها تلك الجهات أكبر من حجم الميزانية العامة!! نحتاج لتوضيح بكل شفافية من السيد وزير المالية عن الحقيقة فيما يتعلق بالمرتبات وزيادتها وقضية التجنيب ولماذا يحاسب وزارة الرعاية الاجتماعية وحدها دون الجهات الأخرى وكأنه يطعن فى ظل الفيل!!

    يحتاج الشعب أن يعلم حقيقة الوضع الاقتصادى ومستقبله فلم تعد التطمينات والشعارات والتصريحات كافية ومقنعة فى ظل أوضاع اقتصادية متقلبة وصلت لدرجة الكساد التضخمى الذى أصبح مثار حديث الجميع..لا زلت مقتنعا وأكرر أنه من المستحيل حل الأزمة الاقتصادية باجراءات وسياسات مالية ونقدية فقط وانما بحلول سياسية شاملة وسياسات اقتصادية متكاملة.


    ان الوضع الاقتصادى لم يعد يحتمل المماحكات والاتهامات والتجارب، انه يحتاج الى سياسات كلية شاملة سياسية اقتصادية ودستورية، يحتاج الى عملية جراحية كاملة وليست مهدئات، يجب أن نواجه الحقائق بصدق وشفافية وتجرد وتقديم مصالح الوطن على مصالح ذواتنا وكياناتنا الضيقة والا ستكون النتائج مأساوية قريبا على الكل وليس على جهات بعينها.. هذه هى الحقيقة العارية دون رتوش أو المجاملات التى لم تعد تصلح.. اعادة التوازن والاستقرار الاقتصادى وكبح التضخم ومحاربة الفقر والبطالة والعطالة والتوسع فى الاستثمارات والنهضة الزراعية والصناعية لا تتم بالأمانى والمؤتمرات والخطابات والوعود.. انها تحتاج لعمل يقوم على قدم الجد وساق الاجتهاد.. على التخطيط السليم والدفع بموارد البلاد نحو الأولويات الصحيحة والقطاعات المنتجة والحلول السياسية الحكيمة الشاملة وليست المجزأة... ترى هل تجاوزت الحقيقة فى شئ؟ بالله عليكم دعوا الشجار وتبادل الاتهامات والتفتوا الى ما هو أهم..ولكم أيها الوزراء والمسئولون فى قول شاعرنا محمد سعيد العباسى قولا حسنا :
    كففت عن غرب التصابى والتفت الى حلمى ولم أكن فى هذا بمغبون
    وصرت لا أرتضى الا العلا أبدا
    ما قد لقيت من التبريح يكفينى
                  

12-17-2012, 11:12 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    بالغـت يــا وزيـر المالـية!!


    نشر بتاريخ الأحد, 16 كانون1/ديسمبر 2012 13:00

    الطيب مصطفى


    يُعتبر الخطاب السياسي أو قل تصريحات المسؤولين في الدولة من العلل المزمنة ذات التأثير الهائل على مسيرتنا السياسية والاقتصادية فقد أعيت هذه العلة الطبيب المداوي وعجزت الدولة تماماً عن التصدي لها بعد أن عجز المسؤولون عن إدراك مغزى الحكمة السائرة والتي يحفظُها الناس ــ كل الناس ــ: (إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب) وقبل ذلك الحديث الشريف: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت).
    أقول هذا بين يدي حديث نُسب إلى وزير المالية علي محمود الذي رغم تصريحاته الغريبة أحياناً أكنُّ له احتراماً ولا أتّهمه لكن ذلك لا يمنعني من نقد بعض العبارات التي يتفوَّه بها (ويعك) من حين لآخر ويصب بها الزيت على النار ويُحدث بها زلزالاً من التداعيات السالبة.
    من ذلك مثلاً القول المنسوب إليه من بعض الصحف: (من المستحيل إنهاء التجنيب) بل إن الرجل حاول أن يتفلسف ويُلبس حديثه هذا ثوب الحكمة حين قال: (القوانين وضعها البشر وتتم مخالفتها كما أن هناك قوانين ربانية تجد من يخالفها فلا يمكن أن نسأل وزير الإرشاد عمَّن لا يصلّون رغم أن المساجد متوفرة وبها مكيفات)!!
    يا سبحان الله!! صحيح أن الناس يعصون الله فيما أمر به ولكن هل هذا يسوِّغ لك أن تعطي مبرِّراً لمن يخرجون على القانون وأن تخفِّف من جرمهم وكأنك تمنحهم إذناً لكي يُجرموا؟!


    إذن فإن الوزير يرفع عصا القانون عن مخالفيه ولا يُجوِّز للشرطة أن تقبض على اللصوص بل من حق الشرطة أن تتقاعس عن مطاردة الجريمة بحجة أن الخروج على القانون حتى لو كان ربانياً أمر عادي ولا حرج على المخالف!!
    واجبُك أيها الوزير أن تُعمل القانون وتُحاسب من يخرج عليه أما أن ترفع عن نفسك المسؤولية وتعلن ذلك على رؤوس الأشهاد فهو الجريمة بعينها.


    سمعنا عن وزراء أعلنوا عن عجزهم عن محاربة التجنيب وعزوا ذلك لضعفهم لأن هناك مراكز قوى أقوى من أن تطولها القوانين وظلوا يجأرون بالشكوى وعندما يتجاوزون حدودهم ويصارعون الأفيال يُطردون أو يُضطرون إلى الاستقالة مثلما حدث معي شخصياً لكن أن يستسلموا كما فعل علي محمود بل ويمنحوا الخروج على القانون شرعية فهذه كثيرة وربِّ الكعبة!!.
    من أعجب ما قال الوزير الهمام إن وزير الإرشاد ليس مسؤولاً عن الذين لا يصلون رغم كثرة المساجد المكيَّفة!!
    والله إني لمندهش أن يصدر هذا التخريف عن علي محمود المعروف برجاحة العقل و«الشطارة» منذ أن كان طالبًا في جامعة الخرطوم!! نعم وزير الإرشاد ليس مسؤولاً عن تاركي الصلاة في المساجد المكيَّفة لأن من يحاسبهم على الصلاة ليس وزير الإرشاد إنما الله فارض الصلاة لكنه مسؤول عن الحفاظ على مال الأوقاف ويجب أن يتخذ التدابير التي تحفظ ذلك المال تماماً كما أن وزير المالية والاقتصاد الوطني مسؤول عن الحفاظ على المال العام الذي مُنح الولاية عليه بالقانون وينبغي له أن يُعمل القانون على من يتلاعب في المال العام بما في ذلك تجنيب المال وإخراجه عن مواعين وزارة المالية.
    هذا القول من وزير المالية يذكِّرني بعبارة شبيهة وردت على لسان النائب الأول الأستاذ علي عثمان محمد طه خفَّف بها من جريمة التعدي على المال العام من خلال تجنيبه وعلَّقنا على ذلك في حينه منتقدين.



    يبدو أن مشكلة التجنيب باتت أكبر من أن تُعالَج وأستشفُّ من حديث النائب الأول ثم من حديث الوزير المسؤول عن مكافحة التجنيب أن الدولة دخلت في طور ومرحلة جديدة من مراحل التعامل مع قضية التجنيب هي مرحلة (شرعنة) التجنيب بما يعني التخلي عن أهم شعار ظل يحكم وزارة المالية منذ أن أُنشئت وهو شعار (ولاية المالية على المال العام) وبالتالي فإن الوزير يقول لكم أيها المسؤولون في الدولة ويا ولاة السودان (يلْلا برطعوا وهيصوا فلا حرج عليكم بعد اليوم افعلوا ما تشاءون وليحترق أورنيك «15» وليذهب إلى الجحيم فوزير المالية ليس مسؤولاً عمّا تفعلون كما أن وزير الإرشاد ليس مسؤولاً عن الناس صلوا أم لم يصلوا ولن يحاسبكم على ما تفعلون من تجنيب للمال العام كما لن يسأل شركات (النهب المصلح) الحكومية عما تكتنز من أموال خارج موازنة الدولة كما أن وزير الإرشاد لن يحاسب الناس على عدم صلاتهم)!!.
    إذن هي جبّانة وهايصة وفقاً لمنطق وزير المالية باستدلاله العجيب الذي يُشبه قول القائل إن الرئيس البشير ليس مسؤولاً عن حرب أمريكا على العراق وأفغانستان لأنه ليس أوباما!!
    على كل حال فإنه لا أحد سيسأل وزير المالية عن تصريحه هذا وهل سُئل غيره عمّا قالوا أو ما اقترفوا من بلاوى سواء على المسار السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي؟!
    كان الله في عون بلادنا فقد اتسع الخرق على الراتق!!
                  

12-20-2012, 04:51 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)




    أكــــثر مـــن حـــدث وأقـــــل مـــن مـــوضــوع!!

    التفاصيل نشر بتاريخ الخميس, 20 كانون1/ديسمبر 2012 13:00
    برلمان «الصفقات»

    الصادق الرزيقى


    تحول البرلمان نهار أول من أمس الثلاثاء، لسوق «ملجة» وفصل دراسي لتلاميذ مدرسة المشاغبين، ولم يجد رئيسه مولانا أحمد إبراهيم الطاهر بداً من أن يضرب بمطرقته على الطاولة طلباً للهدوء والانضباط، وتارة الصياح بأعلى صوته وهو رجل وقور لا يجيد الصياح منادياً «خليكم منضبطين».. «إنضبطوا يا جماعة إنتوا في جلسة».. لكن المشهد كان أكبر من هذا كله!!
    البرلمان الذي هو رقيب على الحكومة ويمثل إرادة الشعب، يسقط حتى توصياته التي أعدتها لجنة الصياغة التي كونها لمراجعة مشروع الموازنة والتعديل في الضريبة التي فرضت على المركبات العامة والسيارات!!


    وبقدرة قادر تحول النواب من رقباء على الحكومة لمجرد مصفقين لها مطبلين لسياساتها، وارتضوا بموقع الذيل في السير خلف الحكومة، لو دخلت جحر ضب لدخلوا وراءها، حتى لو امتلأ الذيل بـ «الحسكنيت»، كما قال والي جنوب دارفور قبل أيام.. متهماً بعض مواطني ولايته بالاشتراك في المحاولة الانقلابية!!
    لوحة سيريالية، أو مشهد في مسرح اللامعقول، حدث في البرلمان، حيث اختلطت أصوات النواب ببعضها البعض، وتهارجوا وتصايحوا، وفي لجة التناقضات ضاعت الحقيقة، وتلطخت صورة الشعب الذي يمثلونه، فتواطأوا مع الحكومة ووزارة ماليتها ضده، ففرضوا على الشعب المسكين رسوماً على السيارات وخالفوا الدستور نفسه الذي لا يعطي وزارة المالية الحق في فرض رسوم على ترخيص السيارات ولا فرض رسوم أخرى عليها خلافاً لرسوم الجمارك أو رسوم الترخيص السنوية، وهي شأن ولائي لا علاقة بالمالية به، وعندما تراجعت المالية عن ذلك وجاءت بالشباك، تناصر النواب مع الجهاز التنفيذي، امسكوا الشعب من رجليه ويديه وطرحوه أرضاً لتعمل فيه المالية سكينها الحاد في رقبته وتمتص دمه من جديد وهي لا ترتوي أبداً!! وصفق النواب بشدة بعد إجازة القانون كما هو وكما طلبته وزارة المالية!! في سابقة لا مثيل لها في برلمانات الدنيا!!


    ثم تبادل النواب مع بعضهم البعض الاتهامات، ووصف بعضهم ما جرى بأنه يوم حزين هزم فيه البرلمان نفسه، وأنهم أعطوا المالية أكثر مما تستحق، وبعضهم اتهم رئيس البرلمان بإرباك النواب لتمرير الضريبة دون استثناء.. وبعضهم طالب النواب بمراجعة وطنيتهم وذمتهم وقسمهم المغلظ أمام الله والشعب ..
    ألا يتعلم البرلمان الكبير من المجالس التشريعية الولائية والمجلس التشريعي بولاية الخرطوم على مقربة منهم.. كيف هي مناقشاتهم في تقرير اللجنة الاقتصادية ورسوم المحليات؟!
    إذا كان ذلك كله حقيقة.. فعلى الدنيا السلام!!

    -------------------------------

    لم اطلع على مبادرة " السائحون " لا نقبل بأي عمل تقوده فئة خارج اطار المؤسسات.





    لا سبيل امام القوى المعارضة لحكم البلاد خارج اطار الانتخابات.
    12-20-2012 03:13 AM
    ( سونا ) - قطع الدكتور نافع على نافع نائب رئيس المؤتمر الوطنى لشئون الحزب ان لا سبيل امام القوى المعارضة لحكم البلاد خارج اطار الانتخابات.

    وقال انه من حق هذه القوى ان تتوحد ونرحب بها اذا ارادت دخول معركة السياسة معنا والتقينا عند الناخبين وهذا من حقها ولتفعل ولكن غير الانتخابات ليس لها سبيل.

    واكد فى تعليق على مبادرة مجموعة السائحون ان اى عمل يتم خارج اطار المؤسسات لن يؤتى اى ثمار وقال ( اى عمل تقوده فئة او مجموعة سينتهى بان يدخلوا المؤسسات ويعملوا من خلالها او خرجوا ولن يصلوا لاى نتائج ) مشيرا الى انه لم يطلع على تفاصيل ماطرح من مبادرة من قبل هذه المجموعة .

    وعزا سيادته فى تصريحات صحفية عقب اجتماع المكتب القيادى للحزب الذى راسه المشير عمر البشير رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الوطنى عزا اقدام القوى المعارضة على التوقيع لما اسمته بالبديل الدستورى عزا ذلك لما وصفه ليقين هذه القوى واعتقادها بانها لن تاتى من خلال الانتخابات ابدا .

    وقال لذلك هى تتحدث عن انها تريد ان تحكم من غير الانتخابات ولن تحقق ذلك كذلك مشيرا الى ان المعارضة لم تتفق فى بديلها الدستورى على اى شى وحتى الذى اتفقت عليه مختلفة حوله ، موضحا فى هذا الصدد ان اتفاقها على ثلاث سنوات للفترة الانتقالية لم يكن يمثل هدفا للاحزاب الصغيرة التى ليس لها قواعد مثل احزاب اليسار مستشهدا بان الحزب الشيوعى كان يهدف الى فترة طويله تمكنه منم اعادة الترتيب والبناء لانفسهم فيما تطمح الاحزاب التى تفتكر ان لديها قاعدة حزبية كالامة والشعبي لفترة قصيرة ( سنة واحدة ) وبعدها تجرى الانتخابات.

    وقال ان هؤلاء لم يتفقوا كذلك على كيفية ادارة الفترة الانتقالية ولديهم خلافات جذرية فى ذلك . وكشف نافع فى هذا الصدد عن عزمه عقد مؤتمر صحفى يخصصه للحديث عن البديل الديموقراطى ما اتفق عليه ومالم يتفق عليه .

    واوضح نائب رئيس المؤتمر الوطنى لشئون الحزب ان اجتماع المكتب القيادى قرر بعد استعراضه لتقرير القطاع الاقتصادى حول اداء الجهاز التنفيذى ممثلا فى وزارة المالية وغيرها من المؤسسات قرر تشكيل لجنة برئاسة نائب رئيس الجمهورية رئيس القطاع السياسي الدكتور الحاج ادم لوضع مقترحات للمعالجات والدفع ببرنامج الاصلاح الاقتصادى .

    واستمع المكتب القيادى لتقرير من رئيس قطاع العلاقات الخارجية البروفسير ابراهيم غندور شمل عرضا لمناشط الحزب وزياراته الخارجية وما استقبله من وفود وثمن المكتب جهود القطاع . واكد نافع على تطور علاقات السودان والحزب الخارجية على مستوى الدولة والحزب على نطاق قارات اسيا وافريقيا وامركيا اللاتينيه مشيرا للجهود الجارية لانشاء مجلس الاحزاب الافريقية بقيادة السودان .
    ---
                  

12-21-2012, 10:43 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)


    طه: المتآمرون والواهمون بسقوط النظام كاذبون


    الخميس, 20 كانون1/ديسمبر 2012 21:34



    أعلن النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه يوم الخميس اكتمال كافة الترتيبات لقيام ولاية غرب كردفان خلال احتفالات البلاد بأعياد الاستقلال تحقيقاً لرغبة أهل المنطقة، وقال إن من أسماهم بالمتآمرين والواهمين بسقوط النظام كاذبون. وقال طه خلال مخاطبته الاحتفال الجماهيري بتدشين حقل النجمة لإنتاج النفط بولاية جنوب كردفان إن المسيرة التنموية ماضية بالبلاد رغم التحديات.


    ووجه رسالة لمن أسماهم بالمتآمرين والواهمين بسقوط النظام الذين يطلقون الشائعات ويصدقونها بانهيار النظام الاقتصادي، قائلاً "كذبتم".


    وأضاف "ستولون الدبر" واصفاً المهندسين والشباب والخبرات التي تعمل في مجال النفط بأنهم كتائب من أجل التنمية وصناعة المستقبل.


    وقال طه إن قصة الإرادة والتصميم لن تنكسر وسنتجاوز التحديات لبناء مستقبل السودان.

                  

12-23-2012, 07:01 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)


    طرحوا مبادرة للإصلاح
    السائحون...الخروج من المخابئ

    تقرير - آدم محمد أحمد:


    كان مجرد الإعلان عن عقد مؤتمر صحفي يعني أن المواقف والأفكار أصبحت جاهزة للخروج إلى العلن، فشباب «قروب السائحون» على الفيس بوك، كانوا حتى وقت قريب، عبارة عن «ونسة» تتناقلها مجالس الإسلاميين وقليل من المهتمين بشئونهم، معلومات شحيحة يتم تداولها بين المقربين من الصحفيين، ولقاءات هنا وهناك يعقدها هؤلاء «السائحون» مع بعض القيادات المقربة، عندما كانت الفكرة عندهم لم تبلغ رشدها لتتحلى بشاعة المواجهة والمجاهرة، في واقع مترع بالمشكلات والخلافات طفح بعضها وظل البعض راكناً في القاع في انتظار ساعة»الصفر»، وفي صباح الأربعاء الماضي كانت قاعة مركز التنوير المعرفي وهو مركز متمكن على الأقل من حيث المباني، وكائن في الركن الجنوبي الشرقي للساحة الخضراء، كانت القاعة الفسيحة التي خبرت لقاءاتهم لأكثر من مرة على موعد مع لقاء صحفي تم الترتيب له على مضض،حيث تداعى نفر من شباب تلك المجموعة، للحديث عن ذاتهم عبر إعلان مبادرة للإصلاح، اكتفت المجموعة بالإعلان عن قيام مؤتمرها الصحفي في موقع التواصل الاجتماعي»الفيس بووك»، الخوف من منع قيام المؤتمر عبر عنه الصحفيون من خلال تعليقاتهم في «الفيس»، شئ من القلق كان واضحاً بين أفراد المجموعة، الحضور الصحفي كان ضعيفا سوى ثلاثة صحفي وربما كان ذلك بسبب أن التوقيت تزامن مع فعاليات أخرى صحفية كانت في ذات اليوم.


    داخل القاعة جلس الشباب وأمامهم شاشة عرض «بروجكتر» كتبوا فيها عبارة اللقاء الصحفي الأول «نداء الإصلاح والنهضة»، ظهرت اللافتة في البداية بلا اسم الله، لكن يبدو انه لم يكن أمرا مقصودا مما كان الموضوع مثار نقاش وفكاهة بينهم، ضحك بعضهم وقال «ياجماعة عايزين يقولوا علينا علمانيين» ثم علق احدهم مخاطبا المسئول عن تجهيز اللافتة قائلا»ياخي لو ما عايز تكتبها عشان الله اكتبها عشان الناس» كل ذلك كان على سبيل الدعابة، فخطوة إشهار تلك المجموعة لأفكارها وشخوصها بصورة علنية في ظل ظروف تحمل قدرا من التململ والحراك الأمني، بحسب مراقبين يبدو أمرا له ما بعده وخلفه، فالبعض قال بان هؤلاء ليس وحدهم وهناك نافذون يدفعونهم، للخروج بغية محاصرة ما ظل هامسا لكون أن الأمر عندما يدور في الخفاء يشكل مصدر قلق وإزعاج للكثيرين، وكانت المجموعة ظهرت بلا شخصيات عندما أخرجت بيانا أوضحت فيه رأيها عن المحاولة «التخريبية» قبل ان تعدل الى «الانقلابية»، دعت فيه الرئيس البشير إلى إطلاق من سمتهم «إخواننا وقادتنا من أبطال القوات المسلحة, وصمام أمان ثورة الإنقاذ منذ بزوغها وحتى هجليج والرقيبات بالأمس القريب الذين كانت لهم صولات وجولات في ميادين القتال مدافعين عن مبادئهم وعن ثورتنا الفتية من أجل إرساء دعائم المجد لسوداننا الحبيب ولم تشغلهم مفاتن الدنيا أو السلطة»، إطلاق ذاك البيان في ذاك التوقيت أثار همس المجالس بأن هؤلاء هم من قاد الانقلاب وحتى هذه اللحظة يتساءل البعض عن علاقة هؤلاء بالمحاولة.


    الهدف من الظهور العلني حسبما قال بعض قيادات المجموعة هو قطع دابر الشائعات، ووضع حد للتكهنات وإيقاف نسج الخيال الذي يحاول عبره البعض رسم صورة خيالية غير مكتملة الأركان لهؤلاء الشباب في مخيلته ، حيث قال احد قيادات المجموعة وهو يتحدث عن أهمية الإعلام بالنسبة لهم في الفترة المقبلة «بعض الناس ينظرون إلينا كطالبان» في إشارة إلى طالبان باكستان التي ذاع صيتها بالتشدد وكبت الناس بحجة تطبيق الدين، ولكن من هم هؤلاء «السائحون»؟ يقول دفع الله الحسين وهو احد قيادات المجموعة «ان (السائحون) هم المجاهدون من شباب الحركة الإسلامية بشقيها «الشعبي والوطني» الذين حافظوا على تواصلهم بعد المفاصلة الشهيرة، وظلت علاقاتهم مع بعض وتربطهم الكثير من العلائق حيث وصلت الفكرة ذروتها بعد الهجوم على «هجليج» بالإضافة إلى الثورات العربية التي سبقت ذلك، وشكلت صفحة «سائحون» على الفيس بوك بوصلة التواصل، وتطورت عبرها الفكرة، على أساس ان الناس تحتاج إلى إصلاح»، وبحسب دفع الله أن المبادرة التي تم طرحها هي امتداد لأصوات الإصلاح التي ظهرت في جسمي الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني والتي عبرت عنها المذكرات التصحيحية.


    تجاوزت تلك المجموعة محطة «الفيس بووك» والتقت في أول نشاط لها في أغسطس من العام الماضي في قاعة شركة النيل بحسب دفع الله الذي قال ان اللقاء ضم حوالي 600 مجاهد تفاكروا حول الهم الوطني، ومنه تكونت لجنة كان من مهامها الوصول إلى بقية المجاهدين في أصقاع السودان المختلفة وإدارة حوار معهم حول ضرورة مراجعة المسيرة، وتركز الطرح حول ان الناس غير راضين عن الحكومة ووضع البلاد الحالي، أعقب ذلك لقاء تم في الخرطوم حضره حوالي 5 ألف مجاهد وتلتها لقاءات فكرية ونوعية محدودة عبر إدارة حوارات مع مثقفين إسلاميين وغير إسلاميين على رأسهم د.حسن عبدالله الترابي ود.غازي والزبيرأحمد الحسن وشيخ جاويش مرشد الأخوان، وفقا لدفع الله أن جملة الحوارات التي عقدها هؤلاء كانت 20 حوارا شارك فيها أكثر من 750 من الأخوان، منتوج هذه الحوارات تم عبره صياغة مبادرة حملت اسم «نداء الإصلاح والنهضة» ويقول دفع الله ان هذا النداء يوجه الى الكل حكومة ومعارضة والشعب.


    كانت التساؤلات التي طرحت للمجموعة حول ماهية المبادرة ومحاورها وما الذي يميزها عن ما طرح من قبل وما زال يطرح من قوى سياسية مختلفة؟، هذا اذا أخذنا في الاعتبار ان المجاهدين معروف عنهم الفعل وليس الكلام، وفوق كل ذلك لمن توجه هذه المبادرة؟، يقول «أمير المبادرة» هشام بابكر ان المبادرة ستوجه إلى القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني بكل طوائفه والكيانات والقبائل، وأضاف»لكن تتفاوت الأدوار فهناك جهات لديها أدوات أكثر من غيرهم بالتالي القدر الذي يخصهم من الخطاب ربما يكون اكبر» فيما يقول د.محمد مجذوب من لجنة الفكر ان المبادرة معنية بفكرة أساسية تتعلق بالإصلاح بمختلف أنواعه ويدور موضوعها حول ضرورة معالجة قضايا البلد بشئ من الوضوح ،


    ويضيف»المبادرة بدأت بفكرة جمع صفوف الإسلاميين بشقيهم «وطني وشعبيين» لكون ان خلافاتهم سبب الكثير من المشكلات التي أصبحت أزمة يعاني منها الوطن، مشيرا إلى أن المجموعة حددت سنتين لنقاشها ثم تليها مرحلة أخرى حددت بخمس سنوات للنهضة والتطبيق العملي، ويشير مجذوب إلى ان المبادرة اشتملت على عدد من المحاور من بينها المحور السياسي الذي يتناول الإصلاح السياسي وهذا يعني بطبيعة الحال توضيح العلاقة ما بين الدولة والمجتمع، وأضاف» ظلت هذه العلاقة متذبذبة وغير محددة على وجه معين وذلك من واقع ما هي علاقة الدولة بالمجتمع وأيهما يتقدم على الآخر» وينطلق المحور الثقافي بحسب مجذوب، من سؤال التنوع الذي دائما ما تتم الإجابة عليه بإجابات مخالفة لطبيعته سواء أن كانت عسكرية او أمنية مما أدى إلى تفاقم المشكل الثقافي وادخل البلاد في دوامة صراع، ويأتي المحور الاجتماعي على أساس انه أصبح واضحاً في أن السودان أصابه ما أصابه من التفكك العرقي والقبلي وانخفضت درجة الولاءات وأصبحت أكثر خصوصية تنتهي عند العشيرة ويكاد يغيب الولاء العام وهذا يشكل خطراً على مستقبل البلاد، وبحسب مجذوب طرحت في المبادرة مجموعة من الأفكار للبحث عن قواسم مشتركة من الناحية الثقافية وضرورة الرهان عليها من جهة أنها تشكل مكوناً بشكل عام ولكنه ليس مكوناً موحداً، وأضاف»في تقديرنا الخاص ان هذا يتعلق بالإسلام بوصفه العالم المشترك بين كل المجتمعات» ثم يأتي الإصلاح الاقتصادي على ضرورة ان ترتبط التنمية بالعدالة الاجتماعية، بالإضافة إلى الإصلاح القانوني والإداري فضلا عن إصلاح أوضاع الحركة الإسلامية بحكم ان هذا التيار لا يزال فاعلاً في الحياة السياسية.


    غير ان المؤتمر الوطني وهو الحزب المعني بالدرجة الأولى بهذه المبادرة اكتفى نائبه لشئون الحزب د.نافع على نافع في تعليق على المبادرة بقوله « ان اى عمل يتم خارج إطار المؤسسات لن يؤتى اى ثمار وأضاف في تصريح صحفي بالمركز العام «اى عمل تقوده فئة او مجموعة سينتهي بان يدخلوا المؤسسات ويعملوا من خلالها او يخرجوا ولن يصلوا لاى نتائج ) مشيرا الى انه لم يطلع على تفاصيل ما طرح من مبادرة من قبل هذه المجموعة، فيما يقول بابكر محمد يوسف احد قيادات المجموعة «نحن رؤيتنا مختلفة وهذا ما يميزنا، ويضيف «عندما بدأت المبادرة توجهت الى قواعد المجاهدين والإسلاميين وقواعد الشعب السوداني مما ينبئ بان هذه المبادرة مختلفة، وهي تشمل كل أنحاء السودان وتشعر بعمق الأزمة في كل أرجائه شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً.



    ------------------

    مبادرة لمجموعة (السائحون) يستغرق نقاشها عامين !!
    December 22, 2012
    (آدم محمد أحمد – الصحافة)

    أعلنت مجموعة (السائحون) من (المجاهدين) عن طرح مبادرة جديدة للإصلاح أسمتها (نداء الإصلاح والنهضة) ،لمخاطبة كل مكونات المجتمع السوداني وأحزابه السياسية المعارضة للحكومة والمشاركة فيها، بغية إحداث إصلاحات سياسية واجتماعية وثقافية في السودان، وأشارت الى ان المبادرة يتم (إعلانها بصورة رسمية عبر لقاء جامع لكل المجاهدين في التاسع والعشرين من الشهر الجاري)، وكشفت عن اتصالات تجريها لعقد لقاءات خلال الايام المقبلة مع كل من نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب ،الدكتورنافع على نافع، ورئيس حزب الامة القومي الصادق المهدي وزعيم الحزب الاتحادي محمد عثمان الميرغني، واستبعدت المجموعة لقاء الرئيس عمر البشير في الوقت الراهن، ونفت أي اتجاه لتكوين حزب سياسي، معتبرة ان تكوين الحزب يعقد الأزمة أكثر مما هي عليه الآن.

    وقال احد اعضاء المجموعة، دفع الله الحسين، في مؤتمر صحفي عقد بمركز التنوير المعرفي امس ان المبادرة جاءت نتيجة للقاءات كثيرة تمت بين شباب الحركة الإسلامية (المجاهدين) بشقيها (الشعبي والوطني)، كان أولها في شهر أغسطس من العام الماضي، بقاعة شركة النيل شارك فيه اكثر من 600 (مجاهد)، منوها الى ان المجموعة عقدت حوالي 20 حوارا شارك فيها اكثر من 750 مجاهدا بالإضافة الى عقد جلسات فكرية مع عدد من المفكرين على رأسهم ،الدكتور حسن الترابي ،والدكتور غازي صلاح الدين وأمين عام الحركة الاسلامية ،الزبير احمد الحسن، وشيخ جاويش مرشد الاخوان.

    كما قال د.محمد مجذوب، من لجنة الفكر بالمجموعة ان المبادرة تطرح ويتم النقاش فيها لفترة سنتين ثم تليها مرحلة اخري حددت بخمس سنوات للنهضة والتطبيق العملي، مشيرا الى ان المبادرة معنية بفكرة أساسية تتعلق بالإصلاح بمختلف أنواعه، وتدور حول ضرورة معالجة قضايا البلد والأزمة التي أصبحت ماثلة بشئ من الوضوح والشفافية.

    في السياق ذاته، قال هشام بابكر، أمير المبادرة ان اللجنة التحضيرية ارسلت نصوصا من المبادرة الى الولايات لدراستها وابداء الملاحظات حولها قبل طرحها بشكلها النهائي، وقطع هشام بأن المبادرة لا تهدف الى تخلي الناس عن ولاءاتهم وانتماءاتهم الحزبية، وانما يجب ان يكون الولاء الأعظم للإسلام والوطن ونبذ العصبية الضيقة

                  

12-24-2012, 08:00 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    8896.jpg Hosting at Sudaneseonline.com





    نافع: لسنا «دراويش» حتى تستغل المعارضة الخدمات للتظاهر


    نشر بتاريخ الأحد, 23 كانون1/ديسمبر 2012 13:00
    الخرطوم: صلاح مختار


    شنَّ نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب د. نافع علي نافع هجومًا عنيفًا على القوى المعارضة والغرب، وقال إن الحكومة ليس لديها تحدٍ خارجي، وأكد أن «الخواجات سيفهم انكسر ورأس الخيط راح ليهم»، وأكد أن المعارضة تعوِّل على «اختلاف ناس المؤتمر الوطني وأن يتنازعوا بينهم ويغلبهم العمل»، مشيرًا إلى أن الدول الغربية مشغولة بنفسها وتراهن على التردي والانهيار الاقتصادي، وقال إن المعارضة كانت تعوِّل على المحاولة الانقلابية.مشيرًا إلى أن حزب الأمة والشعبي والشيوعي ودولة الجنوب كانوا على علم بالمحاولة.

    وحذَّر عضوية الحزب من الانسياق وراء التظاهرات بسبب الخدمات، وقال إن مخطَّط المعارضة استغلال الخدمات للخروج للشارع والاحتماء وراء جماهير الوطني أثناء الخروج في تظاهرات يقودها «زعيط ومعيط» ليقطعوا فيها الطرق، وقال: لصالح من ذلك؟ «لفاروق أبوعيسى أم الريح السنهوري؟» حسب قوله، وأكد أنه إذا حدث ذلك «نكون نحن دراويش»، وطالب بعزل عضوية الشيوعي والشعبي في لجان الأحياء وإبعادهم، وقال: «إن الجماعة ديل تعويلهم على التغيير أن يحدث من داخل الوطني»، وقال: أي خروج بسبب الخدمات هو عمل محرَّم، وقال: ليس هناك فضل لشخص في الحزب وإنما الفضل للحزب والتنظيم،


    وقال: «أي فتنة يدخل فيها زول أو ينقلب يُحاسَب كائنًا من كان»، وأضاف: أي شخص أخطأ يُحاسَب. وحرَّض عضوية الحزب على أن «يوروا المعارضة العين الحمراء»، وقال نافع لدى مخاطبته لقاءً تنظيميًا لعضوية الحزب بالخرطوم إن الغرب ليس مستعدًا لإضافة مشكلات العالم الثالث لمشكلاته، وأكد أن الوطني ساهم بشكل كبير فيما يجري للغرب، وقال إن إضعاف وتضعضُع سياسات الغرب كان بسبب تمرد السودان ولاستقلال قراره ولتحرير اقتصاده، ونوَّه بأن ذلك سيكون حافزًا لتمرد بقية دول العالم، وقال: «ناوين نزيد تمردنا ونُمرِّد دول العالم وإفريقيا والعرب»، واعتبر أن ذلك له انعكاس مباشر على الغربيين الذين أكدوا ضعف الحركات المسلحة وقالوا: «عملكم ما جايب فائدة وما عندنا قروش ندفع ليكم وامشوا اتوحّدوا واصبحوا حاجة واحدة يمكن تقضوا ليكم شوية غرض». وأكَّد نافع أن البديل الديمقراطي الذي تطرحه المعارضة هو تكليف رسمي من الأمريكان والغربيين لحكم السودان، وأكَّد أن المعارضة فشلت في ذلك وهم مختلفون، وقال إنها لم تتفق على عمل ورقة انتقالية حول البديل الديمقراطي.


    --------------------

    السودان.. الصراع بين مؤسسات الحكم


    «منى عبد الفتاح»




    12-23-2012 01:59 AM
    منى عبد الفتاح

    أزمة الجيش
    أتون الصراع
    مذكرات الإصلاح

    لم تفكّ الرسالة التي بعثت بها مجموعة الإصلاحيين إلى الرئيس السوداني عمر البشير طلاسم المحاولة الانقلابية الأخيرة التي حدثت يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، فقد اتهمت الحكومة السودانية كلاً من القائد السابق لجهاز الأمن الوطني والمخابرات الفريق صلاح قوش ومجموعة من الضباط -على رأسهم العميد محمد إبراهيم عبد الجليل- بالتخطيط لعمل تخريبي، وكلاهما ينتميان إلى الحركة الإسلامية.

    ولكن المحاولة التي لم تنجح عسكرياً نجحت سياسياً بأن لفتت نظر الشارع السوداني إلى مؤسسة الجيش التي تكنّ لها فائق الإحترام والتي لازمها سوء الحظ مرتين، مرة بموالاة الحركة الإسلامية في انقلاب الإنقاذ 1989 الذي ما زالت تتحمل وزره إلى اليوم، وأخرى بإعادة الكرة في المحاولة الانقلابية الأخيرة.

    وخلال الفترة بين المحاولتين كان الجيش بمثابة صمام أمان بالنسبة للوطن والمواطنين، ولكن قوميته الآخذة في التلاشي وأسراره التي تبدت للعلن، جعلت من كينونته مثار جدل ونهباً للصراعات مع المؤسسات الأخرى الحارسة لأسوار السلطة.

    أزمة الجيش
    ولد الجيش السوداني كمؤسسة دولة، من رحم التاريخ الذي شكّل استقلال السودان وشقّ لنفسه طريقاً عبر مخاض ونضال وطني عسير. ووفقاً لهذه التركيبة المبدئية، فقد ضم بين جنباته نماذج من جميع مكونات الشعب السوداني كانت تتم وفق شروط ومعايير أخلاقية ووطنية. قاتل الجيش السوداني من أجل وحدة الوطن، وبعد أن تم انفصال الجنوب وجد أنّ واجبه تحوّل إلى مهمة أصعب، وهي الحفاظ على وجود الوطن نفسه. لم يكن الجيش حامياً لحمى الوطن فحسب، وإنما كان ملاذاً آمناً وحصناً منيعاً ضد التصدّع والانكسار.

    لا يستطيع أحد أن يجزم بأن الجيش تم استخدامه لإدارة صراع الحكم، ولكن مما يبدو أنه تم توظيف ظرفه، خاصة بعد الإخفاقات الكبيرة التي لازمته في الفترة الأخيرة. ورغم الحقيقة الناصعة بتبني المؤسسة العسكرية لمشروع الإنقاذ ومنافحتها عنه، فإنه لا أحد يحتمل أن تُدمغ هذه المؤسسة بالمواصلة في موالاة أي نظام سياسي حتى لو كان النظام الحاكم.

    لم يعد هذان التصوران ضبابييْن، فخلال عقد التسعينيات بدأت تصيب مؤسسة الدولة شروخ الانقسام، وبعد انفصال الجنوب انقسمت فعلاً على المستويين السياسي والعسكري، ويتضح ذلك من أنّ الحكومة حزباً ومؤسسة عسكرية كانت من قبل موحدة ضد عدو واحد، أما الآن فقد انقلبت تواجه ذات الدولة المتشظية في أركانها الأربعة.

    استمدت عناصر المحاولة الانقلابية قوتها من ضعف النظام، فالصراع الجاري الآن بين مؤسسة الجيش وجهاز الأمن الوطني خاصة بعد دمج جهاز المخابرات فيه، بدأ يدق ناقوس الخطر على مؤسسة الحكم، ويتجاوز الصراع الأفقي إلى مستوىً آخر رأسي بدأ بمحاولة الانقلاب.

    وقد تحولت ما كان يُظن أنها قوة إلى ضعف، فلم يجئ ضعف مؤسسة الجيش فجأة، وإنما بدأت تتآكل من الداخل في مواجهة جملة من التحديات تمثلت في الصراعات الداخلية مع جهاز الأمن والتي كان أبرزها ما أثير حول هجوم حركة العدل والمساواة على مدينة أم درمان في مايو/أيار 2008، من وجود خلاف بين الجيش وجهاز الأمن الوطني، تصدى بعدها الأخير مع قوات الشرطة لإدارة المعركة بعد استبعاد الجيش.

    ومنذ ذلك الحين وصلت إلى الشعب السوداني رسالة علنية بثتها وسائل الإعلام باستعراض قوات الأمن لإمكانياتها وكيفية صدها للهجوم، ومفادها موازاة قوات جهاز الأمن للقوات المسلحة كتفاً بكتف وسلاحاً بسلاح، ليدخل الساحة لاعبون جدد أكثر شراسة.

    أما التحدي الأطول في هذه المنظومة فهو مشكلة جنوب السودان التي أخذت تنخر في تكوين الجيش السوداني وتمتحن صلابته طيلة أكثر من نصف قرن، إلى أن تحقق انفصال الجنوب في يناير/كانون الثاني 2011.

    وقد ترك الانفصال ثغرة أمنية وإستراتيجية تم من خلالها احتلال مدينة هجليج التي تقع جنوب السودان الجديد والمعروفة بإنتاج النفط، وذلك في أبريل/نيسان 2012، إلى أن تم انسحاب جيش جنوب السودان في نفس الشهر بناءً على نداءات مجلس الأمن. وكذلك تحول الاقتتال إلى جنوب السودان الجديد في ولايتي النيل الأزرق وجنوبي كردفان، ثم مواجهة الحركات المسلحة في إقليم دارفور واتحادها مع الحركة الشعبية لتحرير السودان فيما يسمى بالجبهة الثورية. وكذلك تزايد المطالبات بحل قضية شرق السودان، ثم التحديات الخارجية التي تمثلت في القصف الإسرائيلي لمدينة بورتسودان شرق البلاد في أبريل/نيسان 2011، ثم تكرار القصف الإسرائيلي لمصنع اليرموك الحربي جنوبي الخرطوم في أكتوبر/تشرين الأول 2012.

    أتون الصراع
    لم يزرع السودان نظاماً ديمقراطياً حقيقياً من قبل حتى يحصد الآن ثورة شعبية أخرى تحاكي ثورة أكتوبر/تشرين الأول 1964 وثورة أبريل/نيسان 1985 اللتين جاءتا في ظروف خدمت نجاحهما، وإنما يحصد اليوم صراع السلطة الحاكمة مع أحزاب المعارضة والإثنيات القبلية المتجذرة في تكوينه من جهة.

    ومن جهة أخرى يتجرّع نتاج الصراع العسكري الذي بقيت فيه القوات المسلحة لاعباً أساسياً مع جهاز الأمن الوطني الذي سعى بدوره إلى تحجيم نفوذ القوات المسلحة سواءً بالتصريحات أو المبادرات أو الأفعال، مدعوماً بطموحاته اللامحدودة في لعب دور خاص وعميق.

    إن أزمة الدولة السودانية لا تقتصر على غياب الديمقراطية وحدها، وإنما تتمثل أيضاً في تفشي الفساد السياسي والإداري والمالي والاقتصادي الذي أدى إلى الانهيار الاجتماعي. ولن يتم التوصل إلى حل إلا في إطار تصور شامل لحل كل المشاكل التي قادت إلى هذه الأزمة، وأولها أزمة الجيش الذي تتجسد فيه رمزية كرامة الوطن وعزته.

    إن الصراع القائم بين المؤسستين العسكريتين الجيش والأمن الآن متعدد الجوانب، وأطرافه تضرب في مصالح فئوية وشخصية بعيدة عن الهم العام، لذا رأت هاتان المؤسستان أن تحلّ لنفسيهما ما حرمتاه على غيرهما وهو الدخول إلى عالم السياسة من أوسع أبوابها، وكانت النتيجة أن فقدنا الاثنتين وأصبحت الحصيلة كالتالي: جيشٌ وأمنٌ مُسيّسان، وسياسيون مسلحون بتحالف أحزابهم مع الحركات المسلحة.

    ورغم اطمئنان الحكومة العلني إلى أنه يصعب قيام انقلاب عسكري من داخل مؤسسة الجيش مرة أخرى باعتبار أن 23 عاماً كافية لتجنيد رتب عسكرية تدين بالولاء والطاعة للنظام الحاكم وحمايته، حسب ما رشح من بعض أعضاء حزب المؤتمر الوطني الحاكم، فإن الزج بجهاز الأمن وتسريع المواجهة بينه وبين الجيش والتي لم تكن واضحة في البداية، خدم بشكل مباشر غرض النظام وكشف سرّ توجسه من محاولات تغييره.

    إن إستراتيجية الصراع هنا ليست معنية بتوجيه القوة نحو الخصم بقدر ما هي استغلال لنقاط ضعفه. وبما أن المؤسستين العسكريتين لم تكونا في مصاف الأعداء فإن ما حدث ويحدث الآن هو صراعات شركاء على قدر كبير من المنافسة والاختلاف.
    لم تكن الحكومة السودانية واضحة وصريحة بشأن الإعلان عن محاولة الانقلاب، فقد كان من الصعب عليها أن ترى مؤسستها العسكرية شريكة للمعارضة في هدف تغيير النظام لما تعانيه هذه المعارضة السياسية من تفكك واتصال بالعمل المسلح. وهكذا يواجه الحكومة تشابك دورها بين أن تكون في منتصف الطريق بين أزمة الدولة وأزمة المؤسسة العسكرية مما يهز من توازن هذه المؤسسات، وبين استعادة سيطرتها على هذه المؤسسات الحيوية وهو ما لا يُعتبر ملائماً في الوقت الحالي.

    وهذه المحاولة الانقلابية للإطاحة بنظام الحكم في السودان هي الثالثة من نوعها، فقد تمت من قِبل إسلاميين وشركاء في حكومة الإنقاذ. فهذه المجموعة التي أطلقت على نفسها اسم "السائحين" تتكون من "تجمع مجاهدي الحركة الإسلامية". أما المحاولتان السابقتان فقد تمتا بعد المفاصلة الرمضانية بين الإسلاميين عام 1999 إثر مذكرة العشرة التي أدت إلى انشقاق د.حسن الترابي وتكوين حزب المؤتمر الشعبي.

    أما عن فرضية علاقة الجيش والمجموعة التي تبنت الدفاع عن محاولة الانقلاب ببعض الأحزاب السياسية المعارضة خاصة حزب المؤتمر الشعبي، فإن هذه العلاقة تُعتبر خصماً على مؤسسية الجيش. فغير الخروج عن حالة الحياد بانتماء الجيش إلى الأمة السودانية وفقاً لدوره القومي، هنالك الضعف البائن في أداء أحزاب المعارضة وسوء إدارتها التي من المتوقع أن تنعكس على انضباط الجيش وفاعليته وكفاءته المهنية.

    مذكرات الإصلاح
    ارتضت مجموعة الإصلاحيين أو السائحين أن تحمل وزر 23 عاماً هي عمر الإنقاذ بالإنابة، فقد نددت بالفساد تارة، وطالبت بإقامة نظام ديمقراطي تارة أخرى. وحيث إن هذه المطالب شعبية في المقام الأول نادت بها جميع أحزاب المعارضة، فقد تم فهم الصيغة كمؤامرة جديدة تُحاك في دهاليز حزب المؤتمر الوطني الحاكم، أو كإعادة إنتاج مسرحية سيئة الإخراج، كما تم الترويج لذلك إزاء العجز عن فهم أسرار وطبيعة المحاولة الانقلابية. ولكن معطيات الحدث لا تشي بأنها مناورة ضمنية بقدر ما تعكس خيبة أمل الإصلاحيين في حكومتهم التي جاؤوا بها بعد انقلاب عسكري في يونيو/حزيران 1989.

    تتمثل بوادر الحل المقترح في ما ختمت به مذكرة السائحين مخاطبتها للرئيس عمر البشير، بأن يخرج بقرارات تحل الأزمة، مرفِقة اعتذاراً ضمنياً بلجوئها إلى هذا الحل الذي دفعهم إليه وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين. فقد بينوا صراحة أن عهد وزير الدفاع الحالي شهد انتكاسات عديدة مثل قصف بورتسودان ومصنع اليرموك واحتلال كاودا وهجليج. كما انتقدوا إحالة رئيس جهاز الأمن صلاح قوش وبعض قادة الاستخبارات إلى التقاعد بسبب تقديمهم النصح والمشورة للوزير.

    إن قوة الرسالة الموجهة إلى مؤسسة الحكم لم تدرس إستراتيجيتها بنفس الطريقة التي حسمت بها أمر وجهتها، مما جعلها مباشرة وأكثر جرأة بالنسبة للشعب السوداني وللمراقبين. ونعتُ المحاولة بالجريئة هو لأنها من نفس الصنف الذي جرّبه الشعب على مدى 23 عاماً.

    أما أسباب هذه الجرأة فهي أولاً- أن مجموعة السائحين رأت أن الحكومة في مؤتمر الحركة الإسلامية الأخير منتصف الشهر الماضي، تحاور نفسها مما استيأست معه أي بوادر للإصلاح. وثانياً- العزلة التي ألمت بأطراف الحكومة وأبنائها الذين أخلصوا لها في سنوات النظام الأولى، وأخذت تنتظر رداً للجميل يتشكل ولو في سياسات إصلاحية نادت بها عبر مذكرات تكرر إرسالها دونما مجيب.

    ورغم تاريخ كفاءة مؤسسة الجيش في مجال المعارك فإن تغلغلها في جهاز الدولة وسياسة تعريتها من ملامحها التي عُرفت بها، ساهم في أن تصبح هي والمعارضة في الهمّ سواء، ألا وهو انتزاع السلطة ممن تراه مؤسسة الجيش حزباً حليفاً هو المؤتمر الوطني الحاكم، وتراه المعارضة مؤسسة عسكرية هي أساس حكم الإنقاذ.

    هذا هو الجيش السوداني الحاضر الغائب الذي أريد أن يُقدّمَ قرباناً يذكي نار الصراعات بين مؤسسات الدولة العسكرية، وأصبح فيما بعد ينتظر من يتحدث باسمه مثلما فعلت مجموعة "السائحين".

    وباستعارة مقولة الجنرال الفرنسي شارل ديغول الشهيرة "الجيش الفرنسي ملك لفرنسا، وليست فرنسا ملكا للجيش الفرنسي"، يمكننا في ظل انتظار أن تأخذ الحكومة السودانية قراراتها السياسية بدلاً من تمريرها إلى حلبة "حرب الظلال" بين مؤسساتها العسكرية، أن نقول أيضاً "الجيش السوداني ملكٌ للسودان، وليس السودان ملكا للجيش السوداني".

    المصدر:الجزيرة

    -------------

    غندور: جهات تسعى لوضعنا في مواجهة مع الدولة


    «إبراهيم غندور»




    12-24-2012 07:06 AM
    الخرطوم: ابتهاج متوكل


    تبادل وزير المالية علي محمود ورئيس اتحاد العمال إبراهيم غندور الاتهامات بشأن زيادة الحد الأدنى للأجور ففي الوقت الذي أقسم فيه الأخير بسعي وزارة المالية لوضع اتحاد العمال في مواجهة مع الدولة نفى وزير المالية ذلك.
    وكان قد أعلن غندور أمس، عن توصلهم لاتفاق مع المالية بزيادة الحد الأدنى للأجور إلى (425) جنيهاً، ولكن سرعان مانفي وزير المالية الأمر.


    وقال وزير المالية لبرنامج (في الواجهة) الذي بثه تليفزيون النيل الأزرق ليل أمس، إنهم لم يتفقوا مع اتحاد العمال على زيادة الأجور بالأرقام، لكنا وافقنا على مبدأ الزيادة، وهذا الأمر أصدر فيه رئيس الجمهورية قراراً بتشكيل لجنة لمناقشته وقلنا إننا ملتزمون بتوصياتها. وأضاف "كيف نلغي لجنة رئيس الجمهورية باتفاق بيننا واتحاد العمال"، وقال إن الموازنة أجيزت الأربعاء الماضي فكيف نأتي مساء السبت لنقول إن هنالك زيادة في الميزانية، لافتاً إلى أن الزيادة لاتعرض على رئيس الجمهورية ونائبه الأول وإنما على مجلس الوزراء .


    من جهته كشف غندور عن تسليم الاتحاد لوزارة المالية رؤية مكتوبة لرفع الحد الأدنى للأجور إلى 425 جنيهاً بجانب منحتي الرئيس، وقال نحن نحاول أن نصل مع الوزارة لاتفاق لكن جهات بالوزارة تحاول وضع العاملين أمام الأمر الواقع.
    واتهم وزير المالية بمحاولة إدخالهم في مواجهة مع الدولة وهذا ما ظللنا نبتعد عنه قدر الإمكان وتابع "اتفاقنا واضح بأننا لن نستطيع انتظار لجنة رئيس الجمهورية لتكمل كل عملها لأن ذلك سيأخذ شهوراً وأن العمال لن ينتظروا". وقال إن صبر العاملين نفذ لأن للصبر حدود مع وزارة المالية التي قال إن بمقدورها تنفيذ الاتفاق من بنود كثيرة ومعلومة بجانب أنها تستطيع توفير ذلك من أموال التجني

    السوداني
                  

12-25-2012, 08:29 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)


    محجوب عروة الصحفي المثير للجدل في حوار كشف الحقائق و جرد الحساب


    محجوب عروة


    بدون فخر أنا الأب الثاني للصحافة السودانية ... هنالك مسئول دستوري رفيع دفعتي بجامعة الخرطوم يلاحقني ..
    12-25-2012 07:50 PM


    × تسلط علي وراق وعادل الباز وخالد التجاني وصالح وعبد الرحمن اسحق لعمل الشراكة الزكية في الصحافة وأقنعوني بذلك (طبعاً أنا زول مغبي ساكت) وصدقت لعمل الشراكة (الغبية)

    × أجبرت على بيع الرأي العام.. والسوداني بعتها بثمن بخس


    × جمال الوالي كان واجهة فقط في إخراجي من السوداني


    × شخصية صديقة للرئيس وصديقة لي كان الوسيط في صفقة بيع السوداني


    الحقد وأنني شخص غير مطيع وأقول رأيي الشخصي وأقول آراء مختلفة عنهم لهذا يلاحقونني


    × الصحافة الآن في أسوأ مرحلة في تاريخ السودان


    × هذه قصة جريدة الصحافة وصلاح إدريس وطه علي البشير


    × بريطانيا عرضت عليَّ اللجوء السياسي .. واستغربوا لرفضي


    حاوره : أسامة عوض الله

    الصحفي و الناشر الكبير محجوب عروة شخصية مثيرة للجدل .. مرت بالرجل فترات تقلب كثيرة و كبيرة في حياته.
    و يقول عن نفسه أنه إذا كان أحمد يوسف هاشم هو أب الصحافة السودانية الأول فإنه (أي محجوب عروة) هو (الأب الثاني للصحافة السودانية).
    و يستند الرجل في ذلك على أنه عمل معه قرابة (150) المائة و خمسين صحافياً أو يزيد في مختلف فترات مسيرته الصحفية التي أنشأ خلالها عدداً من الصحف أبرزها (السوداني) .. و (السوداني الدولية) .. و (الصباحية) .. و مجلة (الدستور).
    كما أعاد إعادة إصدار عدد من الصحف أبرزها (الرأي العام) .. و (الصحافة).


    لكل هذا و أكثر أحاوره في صفحة (رئيس التحرير) و هي صفحة متخصصة في الحوارات مع رؤساء التحرير الحاليين و السابقين و القيادات الصحافية و كبار الصحافيين السودانيين .. صفحة من ضمن ملف (اليوم الثامن) .. و اليوم الثامن هو (ملف سياسي أسبوعي يعنى بقضايا و تداعيات السياسة السودانية و الدولية) بصحيفة (المشهد الآن) السودانية اليومية التي أتولى فيها الإدارة السياسية و يتولى رئاسة تحريرها الصحفي الأستاذ جمال عنقرة.
    أعود و أقول ، لكل هذا و أكثر أحاور محجوب عروة اليوم في صفحة رئيس التحرير ، و هوز اليوم رئيساً لتحرير صحيفة (الأسواق) و هي صحيفة أسبوعية اقتصادية يقول عنها إنها تمثل بالنسبة له (استراحة محارب) يلتقط أنفاسه فيها ، و يستجمع قواه و قواته لمواصلة السير و المسير.

    مع محجوب عروة أترككم في حوار كشف الحقائق و جرد الحساب.


    × في مستهل هذا الحوار معك أستاذ عروة كيف تقرأ لواقع الصحافة والصحفيين في السودان؟


    - الصحافة الآن في أسوأ مرحلة في تاريخ السودان لأن الصحافة الآن لم تعد مجرد مهنة ولم تعد عملاً فنياً، إنما عمل صناعي متكامل. بمعنى عملية استثمارية كبرى، وحتى في العالم إذا لم يوجد دعم مالي واقتصادي مستوى الصحافة يكون منظماً جداً، وبالتالي تكلفة الصحافة الآن عالية جداً في ظل أوضاع اقتصادية متردية بمعنى لا يوجد إعلان والقوة الشرائية ضعيفة، وتكاليف الصحافة أصبحت تزداد مع ارتفاع سعر الدولار، فأصبح الوضع الاقتصادي مزرياً جداً، وبالتالي أصبحت المسألة محتاجة إعادة كاملة فأنا لست متشائماً ولكن أرى أن الأوضاع سيئة جداً، حاضرها ومستقبلها في كف عفريت، والعفريت هو الحكومة،لأن العفريت هنا قابض على كل شيء قابض على السياسة والرقابة ولا توجد ديمقراطية وبالتالي أصبح الوضع صعبً جداً، فهذا العفريت إذا لم يحدث له تعديل أو استطاع أن يساهم، ولا أرى أنه سوف يساهم كثيراً لأن الميزانية عاجزة إذن فحاضر ومستقبل الصحافة السودانية مظلم جداً، وهذا يعود إلى تضخم الاقتصاد والعطالة وضعف الصادرات والصناعات، والصرف على الدفاع والأمن وبالتالي أصبح الوضع خطيراً جداً، ونجد أن الناشرين لا يتعاملون مع بعض فكل ناشر يعمل لوحده استغلاله المعلن، وفي العالم كله الإعلان هو الذي يأتي بتكلفة الصحيفة والبيع لا يغطي أكثر من (40%) من التكاليف والإعلان أصبح ضعيفاً وأًصبح المعلن هو المسيطر على الإعلان في ظل تنافس الناشرين واللجوء إلى زيادة سعر الصحيفة من جنيه إلى جنيه ونصف والمواطن طبعاً لا يجد ثمن الأكل والعلاج وبالتالي الصحيفة أصبحت ترف، فلا بد من إعادة صياغة القضية كلها.. فمجال الصحافة منذ 1985م بعد الانتفاضة وقبلها كان الاتحاد الاشتراكي مسيطراً على كل شيء فكان يدعم الصحافة والأيام، فكان سعرها رخيصاً (10) قروش و(25) قرشاً و(50) قرشاً، فالمواطن كان يستطيع شراء الصحيفة والآن هنالك انفجار في الصحف السياسية والرياضية والاجتماعية ولا يوجد اختلاف بين الصحف، فكلها متشابهة والفرق فقط في الكتاب.


    × الصحافة الآن أصبحت صحافة الكُتاب؟


    هذا صحيح لسبب بسيط لأن الأخبار التي تأتي بها لا يسمح بنشرها، فهل الصحافة السودانية تستطيع أن تنشر كل شيء؟ كما في مصر هنالك حرية وصراحة، ولكن إذا كانت الصحافة كلها مثل بعض فلا قيمة لها وهذا يجعل القارئ يبحث عن الكاتب الجيد والخبر الجيد غير موجود ولذلك أصبح الرأي أهم من الخبر..


    × من الذي أسس صحافة الرأي هذه... هل هي الحكومة بممارستها أم ماذا؟

    - الصراع السياسي.. وأصبح الرأي هو الأهم.


    × رغم اختلاف الناس حولك فأنت صاحب مدرسة في الصحافة السودانية وهذه المدرسة خرجت العديد من الصحفيين، ومن أبرز مدرستك هذه إعادة إصدار الصحافة والرأي العام؟



    - دون فخر فإذا كان أحمد يوسف هاشم هو أبو الصحف الأول فأنا أبو الصحف الثاني وهذا شرف لي.
    قبل الانتفاضة في عام 1980م أصدرت صحيفة اسمها واحة المغتربين تطبع في لبنان وتوزع في السعودية، 1985 السوداني، والسوداني الدولية 1993م والرأي العام اشتريتها واشترك معي العتباني وإدريس حسن، وأثناء الرأي دعاني المرحوم عبد الرحمن مختار لإخراج الصحافة، وكنت شريكاً أساسياً في الرأي العام وجاءني المرحوم حسن عز الدين وطه علي البشير والدسوقي طلبوا مني طباعة (نجوم الرياضة) في مطبعتي وأصبحت أطالبهم بمتأخرات وطلبوا مني أن أكون شريكاً لهم وأجبروني على ذلك، وفي اجتماع مجلس الإدارة قالوا لكي ندعم نجوم الرياضة نخرج صحيفة سياسية كذراع ثانٍ وكلفوني بهذه المهمة، ونسيت الأمر فاتصل علي المرحوم عبد الرحمن مختار وطلب مني مقابلته في المنزل، فقال لي قدرت رجعت الرأي العام والصحافة فتذكرت الموضوع والصحافة شركة مساهمة عامة قبل القرار عام 2003م، فقلت له عندي ليك فرصة مؤسسة جاهزة تبيع الصحافة وتعتبر شريكاً قال لي لا مانع وكلفوني بالمفاوضات عام 2001م، قلت له نريد شراء الصحافة وأدخل معنا شريكاً، فرحب بذلك وقلت له سوف أعطيك (20) مليون فقال لي هذا مبلغ بسيط وقد جاءني فلان وفلان وأعطوني (100) مليون فقلت له سوف أعطيك (60) مليون فقبل بذلك فقلت له هذا شيك بـ(30) مليون وعند التسجيل تستلم المتبقي، فجئت لناسي فقالوا المبلغ كبير وقدرت على إقناعهم وبعد دفعنا المتبقي وسجلها لي ودخل معي شريكاً على أن نكتب اسمه كمؤسس وقال يجب أن تعطي جامعة الخرطوم (15%) والكُلى (15%) وهو (85) وقبلنا بذلك.. وبعد ذلك أتى صلاح إدريس بعد طرده من الرأي الآخر وطلب منصب رئيس التحرير لكمال حسن بخيت فقبلنا بذلك، ودفع لنا مبلغ (200) مليون كاش وعمل معنا بإخلاص.. والشاهد أنني أنا الذي أعدت الصحافة والسوداني والرأي العام والدستور.


    × لكن بعد ذلك صلاح ادريس خرج من الصحافة ..؟؟


    حدث خلاف بين طه وصلاح إدريس انحزت لطه علي البشير وأخرجنا صلاح إدريس.
    × إذن أنت كنت شريكاً؟


    - نعم وما زلت.
    × الرأي العام .. ما قصة بيعك لها ..؟؟


    ما بعتها بل أجبرت على بيع الرأي العام لضغوط كثيرة كما أجبرت على بيع السوداني.
    × كم أخذت من الرأي العام؟

    - مليار و(700) مليون عام 2002م

    × والسوداني؟

    السوداني خليها ساي بيعة بخسة.. وقيمتها الفعلية (5) مليارات جنيه.


    × نريدك أن تكشف لنا الظروف والملابسات التي صاحبت بيعك للسوداني وهل أنت كنت مثقلاً بالديون واضطررت للبيع وكذلك السوداني الدولية؟


    - السوداني الدولية كانت جريئة وناقدة لم يحتملوها.


    × هل أسباب إغلاق السوداني الدولية من جهة ، و السوداني الآن متشابهة؟


    - كما قلت السوداني كانت جريئة وناقدة تتحدث عن الحريات والفساد وما إلى ذلك فلم يتحملوها فقرروا إغلاقها.. ففي 1994م و2005م صدقوا بها وأوقفت في نفس العام؟

    × لماذا؟
    - لأسباب سياسية.
    × كيف كان إخراجها؟
    - التصديق كان مدته (3) شهور وكان التصديق يوم 21/10/2005م وأنا صدرت يوم 18/10/2005م أدعو أنني لم أصدر يوم 18/10 وفعلاً كما يقول المثل (الما دايرك يحمر ليك في الضلمة) وهذه حيلة القصد إيقاف الصحيفة.
    × أوقفت سنة ..؟؟

    نعم أوقفت سنة كاملة.
    × في هذه السنة أنت كنت متعاقداً مع الصحفيين .. فهل كنت تصرف لهم مرتبات؟
    - لا أوقفتهم وبعد ذلك أعدت تعيينهم مرة أخرى في 2006م ودخل معي عثمان ميرغني وغيره..
    × ألم تغتني من الاعلانات في صحفك هذه ..؟؟
    لا توجد إعلانات ولا اشتراكات وضرائب 900 مليون جنيه في سنة واحدة والحرب استمرت وفي 2010م الخسارة كثرت والديون أيضاً.
    × الفترات الزمنية التي شغلت و أصدرت فيها الرأي العام و السوداني الدولية ..؟؟
    - الرأي العام من 197-2002م والسوداني الدولية 1994-2006م ورجعت حتى 2010م ولضغوط مالية أجبرت على بيعها.
    × بكم بعتها؟
    - القصد ما قروش.
    × علاقتك بجمال الوالي؟
    لا علاقة لي به.
    × ألم يكن يريد منك قروشاً؟
    - لا.. علاقتي معاه من بعيد لبعيد.
    × إذن من الذي أتى به للسوداني ..؟؟
    - الحكومة قالت ليه أشتري وهنا أسرار كثيرة.
    × أتقصد أن جمال الوالي كان واجهة فقط ..؟؟
    - نعم كان واجهة فقط.
    × هل إلتقى بك جمال الوالي في هذه المفاوضات؟
    لا.. و(دي اللعبة هنا) فكانت هنالك شخصية في الوسط.
    × يمكن أن تخبرنا بهذه الشخصية ..؟؟
    - معليش أعفيني
    × أهي شخصية تنفيذية؟
    - معليش أعفيني.. ما في الحكومة
    × رجل أعمال؟
    - ما تستدرجني بالله.. شخصية صديقة للرئيس وصديقة لي أنا.
    × هذا الصديق المشترك ألم يحاول أن يقيلك من هذه العثرة؟
    - لا.
    × كنت مديوناً بكم؟
    - قرابة الـ(5) مليارات.
    × أنت شاطر صحفياً وتجارياً وفي العلاقات العامة و مع ذلك تسقط في ديون بهذه الضخامة ..؟؟
    - دي دايرة شطارة ما كلها بلطجة في بلطجة.
    × هذه الديون كانت نتيجة ماذا؟
    - مطبعة و ورق و تسيير.
    × هل كنت تستدين من المصارف؟
    - نعم من بنك تنمية الصادرات فقط.. عجزت عن تسديدها ودفعت الثلث ورفضوا تمويلي لضغوط على البنك.
    × المديونية كانت كم؟
    (3) مليارات ودفعت منها (1) مليار.
    × إذن الديون كانت في الأول بسيطة؟
    - يا أخي (الماديرنو بضغطوه).
    × قبل دخول الحكومة عبر واجهة جمال الوالي ألم تحاول الاستعانة برجال أعمال وطنيين ، أقصد سودانيين يعني ..؟؟
    - حاولت لكن فشلت مع التخوف من الدخول في الصحف في ظروف سياسية غير مواتية وأوضاع اقتصادية سيئة.. ويمكن مصادرة الصحف في أي لحظة.
    × بيعك للرأي العام وبيعك للسوداني.. أوجه التشابه والاختلاف؟
    - الفكرة أصلاً سياسية.. رأت الحكومة إبعادي من الرأي العام في 2002م، استغلوا شيئاً معيناً وكانت لعبة وكذبة.. قالوا ما دفعنا جمارك ورق الطباعة وهذا كذب والورق كان معفي وحجزوا الورق بإبعاذ من وزير والوزير نفسه بإيعاذ من جهة عليا أن محجوب عروة لازم يخرج من الصحيفة، وقدمنا شكوى ضد الجمارك للنائب العام وكبسنا القضية ورغم ذلك رفضوا فك الورق لأن هنالك خطة إذا لم يخرج محجوب عروة من الرأي العام لا يفك الورق، فقلت للعتباني أنا مقصود بهذه القصة وأفضل أخرج أنا.
    × إذن أنت ضحيت؟
    - نعم.. أعطوني مبلغاً من المال لكي أبيع أسهمي والمطبعة والأرض.
    × هذا المبلغ كم قدره؟
    - مليار و(200) مليون.
    × هذا مبلغ في تلك الفترة كان يمكن أن يؤسس لك أكثر من صحيفة سياسية؟
    - أنا قررت أخرج خارج السودان وأحضر الدكتوراه في لندن وقمت بتحويل فلوسي وعايز أغادر.
    × إذن ما حدث؟
    - تسلط علي وراق وعادل الباز وخالد التجاني وصالح وعبد الرحمن اسحق لعمل الشراكة الزكية في الصحافة وأقنعوني بذلك (طبعاً أنا زول مغبي ساكت) وصدقت لعمل الشراكة (الغبية).
    × نستطيع أن نقول بأن الشراكة الزكية كانت شراك لك؟
    - لا.. أنا الذي كونتها.
    × لكن لم تكن ظاهراً في الواجهة هل كنت تقصد ذلك؟
    - نعم لكن عرفوني وهنالك مسؤول في الدولة قال ليهم محجوب لا يتولى أي منصب في الصحيفة.
    × هذا المسئول هو نفس المسئول الذي أخرجك من الرأي العام والسوداني؟
    - بإيعاز منه.
    × هل هذا المسئول دستوري ..؟؟
    نعم دستوري.
    × دستوري رفيع أم عادي؟
    - رفيع.
    × هل هنالك تراكمات بينك و هذا الدستوري الرفيع ..؟؟
    - ولا حاجة.
    × إذن ما السبب الذي يجعله يعاديك أو يلاحقك بهذه الطريقة ..؟؟
    - الحقد وأنني شخص غير مطيع وأقول رأيي الشخصي وأقول آراء مختلفة عنهم.
    × هذا الأمر منذ زمن الجبهة بين الحركة الإسلامية والاتحاديين وحزب الأمة ابان معارضة نميري ..؟؟
    - لا .. بعد الإنقاذ طبعاً.
    × هذا الدستوري الرفيع إسلامي طبعاً وأنت كذلك إسلامي؟
    - نعم طبعاً.
    × ألم تحاول مع هذا الدستوري الرفيع الوصول لقواسم مشتركة ..؟؟
    أنا (ما فاضي ليهو).
    × ماذا يريد منك هذا الدستوري الرفيع ..؟؟
    - عداء فقط.
    × هل الخلاف سببه المال ..؟؟
    - لا في الفكر.
    × هو من أبناء جيلكم .. من الناحية العمرية ..؟؟
    - نعم.
    × التقيت به في الجامعة .. أي درستما سوياً في جامعة الخرطوم ..؟؟
    - نعم.
    × هل كان هنالك تنافس بينكما أيام الجامعة ..؟؟
    - لا .. ولا توجد أي رواسب قديمة.. فقط السلطة غيرته.
    × كيف يصنفونك هم ..؟؟
    - (زول ما بسمع الكلام) ..وهم يريدون شخصاً مطيعاً.
    × هنالك أشخاص مثلك صحفيين وإٍسلاميين يقول المراقبون أنهم مظلومون و لم يقيموا التقييم الذي يستحقونه في وسط الحركة الاسلامية و المؤتمر الوطني مثل الأستاذ عبدالمحمود نور الدائم الكرنكي ..كيف ترى ذلك ..؟؟
    - الكرنكي له علاقات.
    × يمكن أن تكون مصنفاً عندهم من الشعبيين ..؟؟
    - لا العكس.. هم يعرف أني غير شعبي.
    × يمكن أن يكون السبب لعلاقاتك الخارجية المتميزة ..؟؟
    - لا .. وفي سنة 1994م السفير البريطاني عرض لي حق اللجوء السياسي فرفضت.. فكان عندي قضية ضد مجلة عربية في لندن وكسبت القضية وأخذت فيها تعويضاً حوالي (60) ألف استرليني ولم استلمها لأن الشخص نفسه توفي وكنت ذاهباً إلى لندن وقال لي السفير البريطاني أنت ذاهب إلى عمل أم للجوء، فقلت له لعمل ولم يصدق وعرض عليَّ اللجوء السياسي ورفضت لأنني لا أؤمن به.
    × يمكن أن تكون هذه الملابسات التي جرت فيما بعد لإغلاق صحفك ..؟؟
    - لا .. لا علاقة لها بذلك.
    × عندما بعت السوداني أو انتزعت منك كيف كان إحساسك ..؟؟
    - مرارة وعدم الوفاء والظلم.
    × هل أحسست أن هنالك أناساً غدروا بك ..؟؟
    - أكيد نعم.
    × للحوار بقية.
    • أسامة عوض الله ــ مدير الإدارة السياسية بصحيفة (المشهد الان) السودانية
    • مراسل مجلة (الأهرام العربي) المصرية بالخرطوم
    [email protected]

    -------------------

    المجاهد أبو بكر محمد حول مبادرة «السائحون»

    التفاصيل نشر بتاريخ الثلاثاء, 25 كانون1/ديسمبر 2012 13:00


    > حوار: ندى محمد أحمد> تصوير: محمد الفاتح

    بدا لافتاً في الفترة الأخيرة نشاط «السائحون» الذي أطل على المشهد العام دونما سابق إنذار، وأخذت الصحف تنقل أنباء لقاءاتهم على مستوى المركز والولايات، وامتازت صفحتهم على الفيس بوك باحتدام الجدل حول الأحداث الراهنة، وفي مقدمتها المحاولة الانقلابية. في ظل هذه الأجواء أعلن السائحون عن مبادرة سيطلقون سراحها أواخر الشهر الجاري. إذاً من هم السائحون؟ وما الغاية من مبادرتهم ؟ وما الدافع إليها؟ وما موقف الحزب الحاكم منها؟ هذه الأسئلة وغيرها تتضح الإجابة عنها في هذا الحوار الذي أجرته الصحيفة مع عضو لجنة المبادرة أبو بكر محمد يوسف.. فإلي التفاصيل:

    > بداية مهندس أبو بكر من هم السائحون الذين أطلوا على المشهد العام منذ أشهر؟
    < هم ثلة من خيرة شباب الحركة الإسلامية، اشتهروا بتعدد نفراتهم الجهادية وبحثهم عن الشهادة. وهم جماعة كانت لاتهدأ حينما كانت البلاد فى خطر، فكانوا ما أن يعودوا من متحرك أو نفرة إلا وشدوا رحالهم لنفرة أخرى، ولذلك أطلقنا على المبادرة اسم «السائحون» فأطلقنا الجزء وأردنا الكل، لأننا حينها كنا نقصد كل المجاهدين، بدءاً من مجاهدي يوليو 76 وحتى مجاهدي تحرير هجليج.
    > الغاية من هذا الحراك؟
    < أهدافنا الأولى اجتماعية بغرض التلاقي والتعارف، لذا تنادينا في أول لقاء لنا في قاعة النيل، وقبلها كانت هناك لقاءات في منازل الشهداء، ومنها انطلق التساؤل هل الوفاء الحقيقي للشهداء الاجتماع في منازلهم وذكر مآثرهم، أم الوقفة الجادة حيال الراية التي استشهد لأجلها. فالوفاء يقتضي النظر للمسيرة القاصدة التي قدم من أجلها الحركة الإسلامية الآلاف من الشهداء.
    > وهل سقطت الراية؟
    < هناك انحراف كبير جداً في المسار، على مستوى الدولة والحركة الإسلامية. ورأينا أن أي أخ مسلم صالح وصادق في المؤتمر الوطني، لا محالة غير راض عما يحدث مثلما أي أخ في المؤتمر الشعبي على يقين تام أن ما يحدث في حزبه لا يلبي الأشواق. ومثلهم إخوة الرصيف ولذلك التقينا في مربع عدم الرضا، لننطلق للوثبة الثانية.
    > لكن الشعبي يدعو لإسقاط النظام. فكيف تتسق توجهاتكم مع مجاهديه؟
    < اتفقنا جميعنا على خلع جلباب الحزب تماماً وارتداء جلباب المجاهدين فقط.
    > هل يعني ذلك تبرؤكم من أحزابكم؟
    < لم نتخل عن أحزابنا، وبعض رموز المبادرة وقادتها ملتزمون تماماً بمؤسساتهم التنظيمية سواء في الشعبي أو الوطني، لذا نحن نتدثر بجلباب الانتماء للمجاهدين أو السائحون.
    > وهل الحركة ومشروعها في خطر الآن؟
    < أعتقد أن ذلك والبلاد تمر بأزمة حقيقية لا تحتاج لدرس عصر ولا لزرقاء يمامة، منها إشكالات فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وهنالك أزمة اقتصادية لا ينكرها أحد، فضلاً عن المشكل السياسي، التى قادتنا إلى كل هذا الاختناق، وكل ذلك دافع أصيل لهذا الحراك.. فانعدام مبدأ المحاسبة أدى لاستشراء الفساد حتى أصبح حديث المدينة ودواوينها، لذا فإن المجاهدين الذين تنادوا بالأمس من أجل إقامة دولة فاضلة تسودها قيم العدل والحرية والمساواة، هم ذاتهم تدافعوا وتنادوا لهذا الإصلاح. فالنداء هو ذات النداء والنية هى ذات النية.
    > ما هو فحوى مبادرتكم؟
    < إطارها العام الإصلاح، على كل المستويات، وتمت مناقشة ذلك باستفاضة، وهناك من يرى أن أزمة البلاد هي أزمة ثقافية وأزمة تنوع وقضية اجتماعية. فرؤيتنا الكلية للإصلاح بأن نتواضع لإيجاد الحلول، حتى رؤيتنا تشمل تغيير أحزاب البلاد وممارستها السياسية، وذلك على مستوى الدولة والمجتمع. أما التفاصيل فهي موجودة في مسودة المبادرة التي ستعلن في 29 من الشهر الجاري.
    > هل مبادرتكم هي خريطة الطريق؟
    < نعم. وحدث ذلك بعد حراك فكري محموم وعمل متواصل ليل نهار، وتم حصر العمل داخل الحركة تمهيداً لتنفتح على كل أطياف العمل السياسي في البلاد، لذا أبدلنا اسم مبادرة السائحون إلى نداء الإصلاح والنهضة.
    > وما هي الوسائل التي تحتكم إليها المبادرة؟
    < نعتمد على قاعدة الحركة الإسلامية، لأنها نتاج لتداعي من قواعد المجاهدين، ليكونوا ما يشبه التيار العريض، الذي تتوفر له إرادة الإصلاح، عبر برامج ونداءات للمجتمع السوداني ليناقش قضاياه، وستتوسع لاحقاً.
    > هل استأذنتم الوطني بشأن المبادرة؟
    < لسنا بحاجة لأخذ إذن من أحد، لأننا أصلاء في الحركة الإسلامية، فكل مضى للجهاد بنداء ذاتي، وعلى ذات النهج تنادينا اليوم.
    > ولكن مساعد الرئيس د. نافع تنبأ للمبادرة بالفشل كونها خارج المؤسسات؟
    < تقصينا من حديث د. نافع وهو أخرج عن سياقه، ووجدناه يدعو المجاهدين للعمل من داخل المؤسسات، وكانت تلك رؤية الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد خلال لقائنا خلال حوارنا المتصل معه، حيث طرحنا عليه مبادرتنا وأمن على أهمية الإصلاح.
    > ولكن هذا يشير إلى أنكم تعملون خارج المؤسسات؟
    < ضيق مواعين الشورى والإصلاح، قادت الناس للعمل خارج المؤسسات. والمجاهدون موجودون داخل المؤسسات ويعملون لإصلاحها، لذلك كانت مذكرة «الألف أخ» التي قدمت لقيادات الوطني، ولكن عندما يتداعى الآن كل أطياف الحركة حتى من خارج الوطني، مؤكداً أن السياق لا يقبل إدراجهم في إطار مؤسسات الحزب.
    > ما هي رؤيتكم للإصلاح السياسي على وجه التحديد؟
    < نفضل أن تخرج تفاصيل المبادرة لدى الإعلان عنها في اليومين القادمين.
    > هل ترون أن الأزمة السياسية تكمن في تكلس القيادات في مواقعها لأكثر من عقدين من الزمان؟
    < هذا أحد مظاهر الأزمة وليست الأزمة.
    > إذن ما هي الأزمة؟
    < الأزمة أعمق من ذلك بكثير، لذلك خاطبناها في تفاصيل إعلان نداء الإصلاح والنهضة، الذي يمتاز بعدم هيمنة المركز عليها، حيث لم تنطلق منه وخرجت للولايات والهامش ليبصموا عليها.
    > هل يمكننا القول إن كل المجاهدين في البلاد يقفون وراء المبادرة؟
    < حتي الآن هناك أكثر من خمسة آلاف مجاهد شارك في اللقاءات. ولا تزال هناك لقاءات قادمة.
    > هل أصحاب مذكرة «الألف أخ» في هذا الحراك؟
    < هناك عدد كبير جداً منهم شركاء فاعلون ونشطاء في المبادرة.
    > هل صغتم معهم مذكرتهم التي قدموها للحزب؟
    < لا يمكن القول كنا معهم أو كانوا معنا. ولكن في النهاية الهم والقضية واحدة.
    > هل واثقون أن خطواتكم ستفضي للنتائج التي تسعون إليها؟
    < الوقود والزاد الحقيقي لحراكنا دماء الشهداء وعهدنا معهم بإذن الله سنصل للنهايات المرجوة، وليس شرط أن نصل اليوم أو غداً. والإنسان ليس مكلفاً بجني الثمار، كما هو مكلف بإخلاص النوايا الصادقة وتجويد السعي. أما النهايات وقطف الثمار فهي موكولة لله تعالي.
    > ألا تخشون على مبادرتكم من مصير مذكرة الألف أخ التي خفت ضؤوها؟
    < المذكرة شكلت قوة دفع إضافي لنداء الإصلاح والنهضة، وهذا الجهد ليس الأول ولا الأخير، وقد سبقته جهود كثيرة، وقدمت الكثير من المذكرات من أستاذة جامعيين ومن البرلمان وغيرهم، وذلك كله نداء يتكامل من أجل خلق إرادة إصلاح. وبالتأكيد سيكون لذلك مردود إيجابي.
    > هل مبادرتكم جزء ثانٍ لمذكرة الألف أخ؟
    < حراك «السائحون» امتداد لكل نداءات الإصلاح ووحدة الإسلاميين، ولكل نداءات الصادقين الذين يبحثون عن حلول.
    > على ذكر التوحيد، هل تشتمل مبادرتكم توحيد الوطني والشعبي؟
    < قطعاً أحد أشواقنا وحدة الحركة الإسلامية، لأنها صمام أمان للبلد، ولا نقصد بالوحدة أن تتم على أساس الرموز بجلوس الترابي للبشير أو العكس، إنما بمفهوم أعمق وأشمل على نحو ما كان يرجوه أي اخ مسلم صادق حمل الكلاش مجاهداً، سعياً لحركة إسلامية مبنية على أسس ومؤسسات وحرية وشورى تدفع وتبني دولة العدالة والنزاهة للجميع دون إقصاء لأحد.
    > هل ترون أن مغادرة القيادات في المؤتمرين ستؤدي لتوحيدهما؟
    < المسألة أعمق من الشخوص.
    > ولكن المفاصلة تمت على يدي تلك الشخصيات؟
    < القيادات في الحزبين جزء كبير من الأزمة، ولكن الحصيف عندما يبحث عن حل، يدرك أهمية تمرحل الحلول، حتى أن النداء الرباني للإصلاح بواسطة الرسل كان ممرحلاً، ونحن لا ندعو لذهاب تلك القيادات التي تسببت في هذه الأزمة.
    ونجد أن تكلس القيادات هي علة ومرض سوداني يحتاج لتشخيص ومعالجة، الآن التكلس هذا موجود في أحزاب أقصى اليمين واليسار، وكذلك في الشعبي والأمة القومي والاتحادي.
    > هل تعني بالحوار أن يتم داخل الوطني أم بينه والمعارضة؟
    < حالياً كل قنوات الحوار مغلقة، فيما بين الجميع، كل الأحزاب تعاني من نفس الأزمة لأنها متخندقة في مواقفها ولا توجد نظرة مستقبلية لإيجاد حلول لمشاكل الوطن.
    > المعارضة طرحت عرضاً لدعاة الإصلاح في الوطني للانضمام إليها. هل تفعلون؟
    < المعارضة جزء من الأزمة التي نسعي لحلها، فأحزابها لا تقل قبحاً مما يحدث الآن، لذلك نحن ندعو لأسس نرجو أن تتواضع عليها كل الأطراف السياسية سواء الحكومة أو المعارضة.
    > ما هي مخرجات لقائكم بالترابي؟
    < لم نلتقه بعد، ولدينا سلسلة حوارات ممتدة تشمل كل الأطياف السياسية، وقد التقينا بجزء كبير جداً من قيادات الوطني، منهم غازي صلاح الدين وكمال عبد اللطيف وقطبي المهدي.
    > بم خرجتم من هذه اللقاءات؟
    < جزء كبير من هذه القيادات اتفقوا معنا بأن البلد أحوج ما تكون للتواضع على الإصلاح، وإن كانوا هم ينادون للعمل من داخل المؤسسات، عموماً هناك اتفاق حول وجود أزمة حقيقية تحتاج لانتباهة تشمل الوطني، ومن هم خارج أسواره.
    > هل لمستم أن نشاطكم مرضي عنه أم مغضوب عليه من قبل قيادات الحزب؟
    < حتى الآن لم نجد أي اعتراض أو رفض مباشر على حراكنا.
    > إذاً، هناك رفض غير مباشر.
    < نحن نسعى لفتح كل القنوات مع كل الناس. والمبادرة منفتحة على جميع قيادات البلاد، بما فيهم السيد الرئيس والمهدي والميرغني.
    > لم أرجأتم لقاءكم بالسيد الرئيس في الوقت الراهن؟
    < نحن الآن أشبه ما نكون في فترة انتقالية تنتهي بإعلان المبادرة، ليبدأ بعدها العمل الحقيقي، لكن قطعاً نسعى لمقابلة السيد الرئيس في وقت ما.
    > هل من جهات بالحزب أوالحكومة تعمل لعرقلة نشاطكم؟
    < لم تواجهنا معارضة واضحة، ولكن هناك بعض المتاريس، إجمالاً هناك تباين في بعض الولايات وجدنا الأرض ممهدة أمامنا، وفي أخرى كالبحر الأحمر سدت أمامنا الطرق، حتى أننا أجرينا اجتماعنا تحت كوبري الخرطوم الشهير ببورتسودان، ورغم التباين جلسنا في حوار مع قادة الأجهزة الأمنية صرحوا بأنهم ليسوا ضد المبادرة وإن كانت لديهم بعض المخاوف، بالتأكيد فإن حراكنا يدعو للحفاظ على الأجهزة القائمة والمؤسسات لكن مع التجويد والإصلاح الحقيقي.
    > كيف تنظرون للمحاولة الانقلابية؟
    < المسألة في يد القضاء لا يجوز التحدث عنها، ولكن نحن ضد الانقلاب أي كان وضد التغيير بالقوة، فنحن نرى أن إحدى أزماتنا الحالية هي الانقلاب على انتخابات 1986 وإن اختلفنا حولها.
    > هل لديكم مجاهدون قيد الاعتقال في الانقلابية أو غيرها؟
    < ليس بين المجاهدين أو «السائحون» من هو قيد الاعتقال.
    > ذكر د. نافع أخيراً أنه بصدد لقاء المجاهدين. هل حدث هذا؟
    < كان من المفترض أن يتم الترتيب للقاء اليوم«السبت 22 ديسمبر» وغالباً ما يتم ذلك خلال اليومين القادمين. واللقاء بمبادرة منه.
    > لو سدت الأبواب في وجوهكم هل من الوارد تشكيل حزب جديد.
    < لكل حادث حديث. ونحن نمضي في خط سير ممنهج وكل العقبات التي ظهرت لنا أوجدنا لها الحلول في حينها.
                  

12-27-2012, 07:44 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)


    تجميد أرصدة وعمل شركات قوش وأسرته ، وشقيقه يعتبر ما حدث (تصفية حسابات)

    December 27, 2012

    (حريات)

    كشفت أسرة مدير جهاز أمن ومخابرات عمر البشير السابق صلاح عبد الله قوش والمعتقل منذ الشهر الماضي أن السلطات جمدت أرصدة مصرفية، لشركات مملوكة له دون أن تحدد جملة المبالغ والممتلكات المجمدة أو المحجوزة .

    وقال عبد العظيم قوش- شقيق مدير المخابرات السابق- إن البنك المركزي عمم خطاب حظر على مصارف بها أرصدة شركات مملوكة لشقيقه بجانب حسابه الشخصي، وطلب من المصارف تزويده بكشف حساب لأرصدة زوجته وابنه وأربعة من إخوته.

    وأوضح، أن المصارف سلمتهم نسخة من خطاب البنك المركزي، وأنهم بصدد مراجعته، لأن جهاز الأمن نفى صلته بالخطوة.

    وأشار، إلى أن نائب مدير جهاز الأمن صلاح الطيب، أخبره أن (تحقيقًا يجري مع شقيقه حول نشاط بعض الشركات المملوكة لجهاز الأمن والمخابرات إبان توليه إدارته).

    واتهم عبد العظيم شخصيات حكومية بتلفيق الاتهامات لشقيقه وتعطيل نشاطه الاقتصادي، قائلًا ( الكل يعرف أن قوش لا علاقة له بضباط الجيش المعتقلين، وأنه لم يدبر أي انقلاب، وهناك شخصيات نافذة تريد أن تصفي حسابات قديمة معه).

    وتتهم الأسرة نافع علي نافع بقيادة تحركات مستمرة لإقصاء قوش منذ ان كان رئيسا لجهاز الأمن ، وهو أمر طبيعي في سياق تنافس مهندسي بيوت الأشباح فيما بينهم في السيطرة على امبراطورية جهاز الأمن والتي تحكم البلاد وتسيطر على كل الأمور.

    يذكر أن جهاز الأمن الوطني والمخابرات عشرات الشركات التي أنشأها صلاح قوش، وتعمل الشركات في مجال الأمن والمياه والطباعة والاستيراد والتصدير، والبناء والمقاولات والنفط .

    ووصف مراقبون جهاز الأمن والمخابرات بأنه عبارةعن (امبراطورية داخل الدولة ) وتجد هذه الامبراطورية حصانة بالسلاح والأسرار ويحظر الاقتراب منها، وقد شكا المراجع العام كثيراً من عدم تمكنه في الحصول على حسابات الشركات التابعة لجهاز الأمن .




    -------------------


    كشف عن تحريات بشأن صلة 27 حسابا مصرفيا بالمحاولة الإنقلابية


    محمود :البنك المركزي تسلم أمس قرضا كبيراً




    الخرطوم :الصحافة: أعلن نائب محافظ بنك السودان المركزي بدر الدين محمود أن البلاد حصلت على قروض كبيرة بلغت ملياري دولار من مصادر متعددة خلال المرحلة الماضية آخرها تسلمه البنك المركزي أمس رفض الإفصاح عن حجم مبلغه،وكشف أن السلطات تتحرى حول حسابات مصرفية لـ 27 من رجال الأعمال والشركات والمنظمات في شأن صلتها بالمحاولة الانقلابية الأخيرة.
    وقال محمود في برنامج (حتى تكتمل الصورة) بقناة النيل الأزرق ليل أمس إن البنك المركزي جمد أرصدة 42 من التجار المضاربين في العملة،وسيصل العدد الى 76.
    واكد أن البنك المركزي ضخ نحو خمسة مليارات دولار في الفترة السابقة لمواجهة الإلتزامات وخصوصاً استيراد القمح والمشتقات النفطية،موضحاً أن القمح يكلف البلاد نحو 2.5 مليار دولار سنوياً.
    وذكر أن البنك المركزي سيبدأ خلال أيام في ضخ النقد الأجنبي ضمن حزمة من الخطوات لتحقيق استقرار في سعر الصرف،وتحجيم السيولة،مبيناً أن ضخ النقد الأجنبي سيكون بأسلوب جديد لمواجهة احتياجات حقيقية للمستوردين،وليس عبر الصرافات التي باتت لديها موارد خاصة.
    وكشف أن السلطات تتحرى حول حسابات مصرفية لـ 27 من رجال الأعمال والشركات والمنظمات في شأن صلتها بالمحاولة الانقلابية الأخيرة،موضحاً أن السلطات تسعى إلى التحقق من علاقة الحسابات بتمويل المحاولة،لافتاً إلى أن الفريق صلاح عبد الله (قوش) المتهم في المحاولة كانت له أنشطة تجارية واستثمارية خلال الفترة الماضية،ونفى أن تكون الحسابات المعنية قد تم تجميد أرصدة اصحابها.



    -------------------


    رسائل «غازي» المتناقضة ..!!


    الاثنين, 03 ديسمبر 2012 09:10 أعمدة الكتاب - تراسيم

    - عبد الباقى الظافر

    لم تغضب السيدة وصال المهدي وقت المفاصلة من رجل مثلما فعلت مع الدكتور غازي صلاح الدين.. لم تكتفِ حفيدة الإمام المهدي وزوجة الشيخ الترابي بأن تودع خيبة أملها مضابط التاريخ بل سعت لأن تصل رؤيتها لدكتور غازي الذي فارق الشيخ بغير إحسان عبر مذكرة العشرة التي كان واحداً من مصمميها.. رغم حدة الخصومة واتساع خيبة الأمل سعى غازي لفتح مسارب مع شيخ الحركة الإسلامية.. الترابي استجاب لمبادرة التلميذ السابق وجرت بين الرجلين مساجلات حملتها رسائل تستحق إعادة النشر والتاريخ يستدير استدارة كاملة.

    الدكتور غازي صلاح الدين بداية يستحق إشادة.. إنه ظل يفكر بصوت مسموع وأحياناً صاخب.. محاولة الاقتراب من عالم أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة الخرطوم يجب أن تعود إلى ارتكازه في دار الهاتف عام 1976.. في تلك التجربة حاول الشاب غازي أن يزيل منكراً بقوة السلاح المستنصر بقوى أجنبية.. وفد غازي مع جموع من الأنصار والإخوان المسلمين للانقلاب على حكم مايو.. الجنرال نميري كغيره من الحكام أطلق على الأحداث اسماً يروقه واستخرج شهادة بحث للمناسبة بأحداث «المرتزقة».

    من المواقف التي تستحق السرد وتصلح كمقدمة لتحليل رؤى غازي صلاح الدين استقالته المشهودة من منصب مستشارية السلام خلال مفاوضات السلام بين الحكومة والحركة الشعبية.. جرب غازي أن يجلس في دكة البدلاء لبعض الوقت.. وكذلك حاول النزال والمقاومة في انتخابات الحركة الإسلامية في عام 2004خسر غازي تلك الجولة ببساطة لأنه كان خارج مفاصل السلطة وضمن قائمة المغضوب عليهم.

    خرج غازي صلاح الدين في صحف الأمس برؤية نقدية لمؤتمر الحركة الإسلامية.. إمعان النظر في مقال غازي يجد فيه بعض التناقضات.. الدكتور غازي يبرر رفضه الترشح لمنصب الأمين العام لأن فكرة القيادة العليا أفرغت المنصب من صلاحياته وانتخاب الأمين العام من مجلس الشورى يضعف من إرادة شاغل المنصب.. المشكلة أن غازي لم يبذل جهداً كبيراً في توضيح وجهة نظره إبان انعقاد المؤتمر العام حينما أتيحت له الفرصة وسط ترحاب من الحضور.. في المقابل صب مؤيدو الفكرة كثير منطق أفلح في النهاية لأن يمضي الأمر إلى نهايته المعلومة والمتوقعة.. غازي برر ضعف مدافعته بأنه خشى يومئذ أن يفرق بين الإسلاميين.

    التناقض الآخر أن رئيس الهيئة البرلمانية لنواب الحزب الحاكم استنكر على رئيس الجمهورية أن يترأس الهيئة التنسيقية للحركة الإسلامية.. منطق غازي أن الحركة الإسلامية كيان غير قانوني ولايملك شخصية

    اعتبارية.. هنا يبرز السؤال كيف سعى الدكتورغازي صلاح الدين غير مرة في تزعم ذلك الكيان غير القانوني.

    إلا أن التناقض الأكبر جاء عندما تحدث غازي عن قوى خفية تمارس نفوذاً في تغيير إرادة مؤسسات الحركة الإسلامية.. لو أعاد الدكتور غازي البصر كرتين وتذكر انتخابات أول أمانة عامة للمؤتمر الوطني لتردد كثيراً عن الحديث عن فكرة«السوبر تنظيم».. غازي صلاح الدين صرع أخاه الشفيع أحمد محمد في تلك الانتخابات لأن تلك الأجهزة كانت تستلطف غازي وتهواه.

    مجمل القول إن غازي يستحق الاستحسان لأنه بدأ يعبر بوضوح عن تيار جديد في الحزب الحاكم.
                  

12-31-2012, 08:16 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الإنتباهة) تنشر تفاصيل هيكل الحركة الإسلامية وأسماء الأمناء الجدد

    نشر بتاريخ الأحد, 30 كانون1/ديسمبر 2012 13:00
    الخرطوم: أسامة عبد الماجد - صلاح مختار


    أجرت الحركة الإسلامية تغييراً شاملاً، قُوبل بارتياح بالغ في أماناتها البالغة «21» عدا «4» أمانات - القطاع الفئوي «المرأة، الطلاب، الشباب والعاملون بالخارج»، والتزمت بالقرار القاضي بإنهاء أجل الأمناء لكل من أكمل دورتين، وكانت المفاجأة تنحي د. عوض الجاز عن الترتيب الداخلي وإسناده إلى الفريق أول بكري حسن صالح الذي سُمي أيضاً نائباً للأمين العام للحركة الإسلامية، بجانب ثلاثة نواب آخرين هم: حامد صديق، ورجاء حسن خليفة، والوزير حسبو محمد عبد الرحمن. وتم استحداث أربع أمانات هي: الحسبة والمراقبة وأُسندت لعوض الجاز، فيما سُمي الوزير السابق الصادق محمد علي لأمانة القيادات، والوزير عبد الوهاب عثمان للمال، والرابعة أمانة شؤون العضوية. وجاء كمال عبيد لأمانة الخارجية خلفاً لأبي بكر الصديق، وسناء حمد للإعلام خلفاً لعبد الرحمن الفادني، والبروفيسور أحمد مجذوب للشؤون الاجتماعية خلفاً لمحمد حاج ماجد، والمهندس عماد حسين للدعوة خلفاً لإبراهيم الكاروري الذي انتقل لأمانة التزكية، وعبد الله يوسف لأمانة الاتصال التنظيمي خلفاً لحامد صديق، وسُمي البروفيسور علي عبد الله النعيم أميناً للتعليم.وكامل مصطفى للتخطيط والتدريب، والرشيد فقيري للتنسيق بديلاً عن كمال عبد اللطيف، وعوض الله موسى للعاملين والمهنيين بديلاً للدكتور فرح مصطفى، وعبد الله الفكي للمنظمات بديلاً لعمار باشري، فيما تم الإبقاء على أمناء أمانات القطاع الفئوي وهم ذات الأمناء بالمؤتمر الوطني «إنتصار أبو ناجمة للمرأة، عبد المنعم السني للشباب، وجمال محمود للطلاب» بجانب أمانة العاملين بالخارج حسين حمدي.


    وكانت جلسات الشورى القومي التي أُختتمت أمس ضمت «30» عضواً للمجلس في إطار الاستكمال، منهم «6» من مجموعة «السائحون» وهم: محمد أحمد حاج ماجد، الصادق محمد علي، دفع الله الحسين، أسامة عبد الله «موظف بسوداتل»، محمد عثمان عبد الباقي، وغيث فضل، ومن المستكملين «ليلى أحمد، الصافي جعفر، هاشم هجو، سناء حمد، محمد المصطفى، محمد أحمد الفضل، هاشم أبو بكر الجعلي، د. زهير عبد الرحمن بلة». وتم تكوين لجان الشورى من محمد عبد الله النقرابي للجنة الشباب، ولجنة التنظيم حليمة حسب الله، ولجنة الخدمات عبد الله سيد أحمد، والدعوة بروفيسور محمد عثمان صالح، والمرأة مها أحمد عبد الله، ولجنتين أخريين. وتم اعتماد الأمناء السابقين، أمناء خبرة بلا أعباء.
    وأوصى مجلس الشورى في ختام أعماله بضرورة تعزيز دور الحركة الإسلامية في المرحلة المقبلة وإنفاذ توجيهات المؤتمر العام وضرورة التراضي على نبذ الجهويَّة والقبليَّة التي تفشَّت حسب البيان الختامي والدعوة إلى إحياء وظائف الحركة والوقوف مع المؤتمر الوطني في إعادة عملية بناء الحزب الذي سيبدأ في مارس المقبل، وشدَّد المجلس على أهمية جمع الصف واستجماع القوة والانفتاح على العالم العربي والجوار الإفريقي، وأصدر البيان الختامي توجيهات مشدَّدة بشأن الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية التي من شأنها سد الثغرات في الجهاز التنفيذي والسياسي.


    وأكَّد الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن في مؤتمر صحفي أمس أنهم أمام تحدي إعادة بناء الحركة الإسلامية وإنفاذ مطلوبات قواعد الحركة وزيادة الفاعلية والنشاط وتفعيل العمل الدعوي والتربوي لعضوية الحركة وتحسين أساليب وتنظيم العمل المباشر وغير المباشر، وشدَّد على أهمية تحسين الواقع الاجتماعي والدعوي الداخلي والخارجي. ودعا الزبير إلى علاقات خارجية تقوم على التنسيق والتعاون إقليميًا ودوليًا ووضع خطة للتواصل مع دول الجوار وفتح قنوات الحوار والتواصل مع الغرب وأمريكا.
    وأكَّد أن الدعوة إلى توحيد الصف الإسلامي تشمل حتى المؤتمر الشعبي، بيد أنه قال: لا تشمله وحده فحسب وإنما كل الجماعات السلفية والمسلمة بالسودان، وأضاف: إذا أمكن أن تتوحد في جبهة واحدة او مجموعة واحدة ليس هناك مانع أما إذا لم تتمكن فيمكن التنسيق في عملية الاستقرار والتعايش.


    ---------------------

    بـين نافـع والخضــر والانتخـابـات الـقادمـة!!

    الطيب مصطفى

    نشر بتاريخ الأربعاء, 26 كانون1/ديسمبر 2012 13:00


    تعرضتُ لما أدلى به د. نافع علي نافع خلال لقاء تنظيمي في المركز العام للمؤتمر الوطني حول تعويل باقان أموم على إسقاط نظام الخرطوم من خلال المحاولة الانقلابية التي كُشف عنها مؤخّراً أو غيرها من الوسائل التي تشارك فيها الحركة الشعبية وعملاؤها في قطاع الشمال والجبهة الثورية السودانية التي تضم الحركات الدارفورية المسلحة والخلايا النائمة التي تنتظر لحظة الصفر في الخرطوم، وقلت إن تصريح نافع هذا ينبغي أن يكون دافعاً لأن يعيد ومؤتمره الوطني النظر في كيفية التعامل مع الحركة الشعبية بما يجعلهم يرسمون إستراتيجية أخرى تقوم على اقتلاع الحركة الشعبية من حكم الجنوب باعتبار أن ذلك هو السبيل الوحيد لإقامة جوار آمن وسلس بين الدولتين الجارتين... بدون ذلك سيظل السودان مُستنزَفاً وستظل التمردات تنهش استقراره وسيظل الاضطراب السياسي يفتّ في عضده وسيظل أذناب الأفعى السامّة يخربون ويدمِّرون ويقتلون ويعطِّلون المسيرة ما لم يُحطَّم الرأس الآثم الخاطئ في وكر الشر (جوبا) المدعوم من قِبل أمريكا وصويحباتها.


    على أن ما لفت نظري خلال ذلك اللقاء الحديث الطيب الذي أدلى به والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر الذي يشغل كذلك منصب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم، فقد أوضح الرجل حسب صحيفة (الرأي العام).. أوضح: (أنهم يعملون لهدف حكم السودان بما يُرضي رب العباد قبل العباد) وزاد بقوله: (نريد أن نعمل عملاً يشرِّفنا أمام رب العالمين) وأكَّد أن المؤتمر الوطني يرتب للتداول السلمي للسلطة مضيفاً: (أي راجل عندو رغبة يحكم البلد دي يجي ينازلنا في صناديق الاقتراع)!!


    لن أعلِّق على الجزء الأول من حديث الخضر حول العمل بما يُرضي الله ونسأل الله أن يجزي الخضر على هذه النية الطيبة، أما الفعل الذي نراه في الدولة... أما العمل فإننا نسأل الله أن يغفر لهم فشتان بين القول والفعل وشتان بين الشريعة والدغمسة وشتان بين المثال والواقع وشتان شتان بين العدل والظلم!!
    ما أُريد أن أعلِّق عليه الآن هو حديث الخضر عن تحدِّيه لمن يُريد منازلتهم في صناديق الاقتراع.
    أسألك بالله يا الخضر وقد تحدثتَ عن إرضاء رب العباد أن تُجيبَني كيف ننازلك والساحة مفتوحة لك وحدك والإعلام محجوز لك وحدك تخاطب من خلاله الجماهير ونحن لا يُتاح لنا مجرد الحديث في قاعة مغلقة ناهيك عن الميادين العامّة؟!
    هل يعلم الخضر أننا حتى قبل ستة أشهر كنا نستطيع أن نُقيم الندوات في قاعة الشهيد الزبير محمد صالح للمؤتمرات وفي غيرها بدون إذن من السلطات وأننا محرومون من ذلك الآن إلا بإذن مستحيل في الغالب إلا بعد أن ينتهي الموعد المحدَّد للنشاط السياسي؟


    هل يعلم الخضر أن ذلك ليس مقصوراً على الخرطوم وإنما في كل ولايات السودان؟! فليُجبني الخضر هل يطلب إذناً من أحد عندما يخاطب هو أو مؤتمره الوطني الناس في الساحات العامّة أو عندما يقيمون نشاطاً سياسياً، وهل يعترض طلبَه أحدٌ إن هو أو غيره من قيادات الوطني استأذن لإقامة نشاط ما؟! كيف يعترضه أحد وهو الذي يمنح الإذن؟
    فليُجِبني الخضر... هل التلفزيون القومي مملوك للسودان أم للمؤتمر الوطني بل هل تلفزيون ولاية الخرطوم وإذاعتها مملوكان للحكومة وللمؤتمر الوطني أم لشعب الخرطوم والسودان من بعد؟!


    ثمة سؤال آخر.. هل العدل القيمة الأولى التي أمر الله بها يا من تسعَون إلى إرضاء الله تعالى... هل العدل يُقام أو يقوم بين حزبكم والأحزاب الأخرى المضيَّق عليها... كم يملك حزبُكم من مال ودُور وممتلكات وكم تملك الأحزاب التي دعوتموها للمنازلة في صناديق الاقتراع؟! هل كنتم ترضَون هذه المعاملة من الحكومة عندما كنتم في المعارضة؟!
    خلال الاجتماعات التي تُعقد في القصر الجمهوري للجنة السياسية للدستور والتي تلتئم إحدى جلساتها صباح هذا اليوم تطرَّق عددٌ من الأعضاء لأهمية تهيئة المناخ من أجل إعداد الدستور، سيَّما وأن من مهام اللجنة إقناع الأحزاب والتنظيمات المقاطِعة للهيئة القومية لإعداد الدستور بالمشاركة والانخراط في عضويتها ولعلَّ من أهم المطلوبات لتهيئة المناخ بسط الحريات وإتاحة الفرصة للنشاط السياسي ولكن!!


    بعد عام ونصف تقريباً ستُجرى الانتخابات التي دعا الخضر الرجال والأحزاب إلى الدخول إلى حلبتها لكن كيف تدعو المكتوف إلى السباحة وكيف ترميه في اليمّ وتحذِّره من الابتلال وكيف تقنع العالم عندما تعلن نتيجة الانتخابات أنك لم تزوِّرها من خلال التضييق على منافسيك أو أنك لم تخُضها وحدك في ظل حرمان الآخرين من الوسائل؟!


    لا أدعو الخضر إلى عقد المقارنة بين الحريات المتاحة في دول الربيع العربي التي لا تخضع صحافتها للرقابة القبلية أو صحافيوها لكسر الأقلام والمنع من الكتابة بل إن إصدار الصحف والقنوات والإذاعات يتم بمجرد الإخطار للعلم فقط وليس للموافقة لكني أدعوه إلى العدل وإلى إنفاذ ما نصَّ عليه الدستور من حقوق إذ يتعذَّر علينا أن نصدِّق أن الحكومة جادة في استصدار دستور جديد وهي تخرج على الدستور الحالي بحظرها الحقوق الدستورية للأفراد والأحزاب والتنظيمات السياسية.


    أعلم أن السودان يعاني من تمردات مسلحة لكني أرفض أن تُتخذ الظروف السياسية مشجباً تُعلق عليه قرارات مصادرة الحريات ويُضيَّق به على الناس كما أرفض أن تُستخدم آليات الطوارئ بالرغم من إنكار الدولة أنها مُطبَّقة.
    يجب أن تتمتع الدولة بشيء من المصداقية التي هي جزء لا يتجزأ من المشروع الإسلامي الذي تزعم الدولة أنه يمثل المرجعية الحاكمة لها وذلك من خلال إطلاق الحريات للأحزاب الوطنية التي لم تُعلن أنها تسعى لتقويض النظام الدستوري ولإسقاط النظام أو قل لكل حزب يلتزم بالتداول السلمي للسلطة، وأعجب كيف يا نافع ويا الخضر تعرفون الأوزان الحقيقية للأحزاب السياسية بدون أن تتيحوا لها العمل السياسي الحُر وكيف تأمنون على أنفسكم من ثورات الربيع العربي وأنتم تتجاهلون حقيقة أنكم تمارسون قمع مبارك أو نميري الذي لم يُنجِه من الثورة لأنه لم يكن يعتمد على وزن حقيقي حتى وهو يعلن عن فوزه بنسبة 99% من أصوات الناخبين؟


    ----------------

    والي الخرطوم وليلة رأس السنة

    الطيب مصطفى

    نشر بتاريخ الجمعة, 28 كانون1/ديسمبر 2012 13:00


    يُحمد لشعبة الشقق المفروشة بولاية الخرطوم أنها وضعت خطة مُحكمة لضبط تلك الشقق خلال عطلة رأس السنة لمحاربة ظواهر الانفلات الأخلاقي التي تصاحب تلك الاحتفالات، ولستُ أدري هل بالإمكان تغيير تاريخ عطلة الاستقلال ليوم آخر بعد أن رأينا كيف سطت احتفالات رأس السنة على تلك المناسبة التاريخية العظيمة وأحالتها إلى ليلة يرتع فيها الشيطان.
    ليت ولاية الخرطوم وبقية الولايات تبتدع وسائل أخرى للإحاطة بالآثار السالبة لليلة رأس السنة التي تكشف درجة تأثُّرنا بنمط الحياة الغربية وتتبُّعنا لسنن من كان قبلنا شبراً بشبر وذراعاً بذراع كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم متحدِّثًا عمّا ستؤول إليه أمته في لحظات ضعفها وانكسارها وانهزامها أمام الغزو الثقافي الغربي الذي أحاط بنا من كل مكان.


    أقول هذا بين يدي الأخبار المزعجة التي صدرت عن أمن المجتمع حول ظاهرة الأطفال مجهولي الأبوين بعد تسعة أشهر من ليلة رأس السنة مما يشي بأن الشيطان يعربد وينشط ويُفسد في أبناء وبنات الأمة في تلك الليلة المجنونة التي يختلط فيها الحابل بالنابل ويغيب فيها العقل لدى كثيرٍ من شبابنا وهم يُطلقون العنان لشهواتهم.
    إنني لجدّ حزين أن نقرأ من حين لآخر في صحافتنا عن أطفال حديثي الولادة تنهشهم الكلاب الضالة في مكبّات القمامة بعد أن تخلَّصت منهم أمهاتُهم خوفاً من الفضيحة التي لم يضعنَ لها حسابًا في لحظة اللذَّة المحرَّمة.
    إن على والي الخرطوم مسؤولية أخلاقية أن يزع بسلطانه كثيراً من مظاهر التفلُّت الأخلاقي التي أراها تتكاثر بشدَّة كما أن على رئيس الجمهورية أن يعلم أن الرسول الكريم لم يُبعث الا ليتمِّم مكارم الأخلاق الأمر الذي يقتضي انتهاج سياسات تُعلي من شأن الأخلاق في شأن الإعلام التلفزيوني خاصَّة وفي شأن التعليم العالي، كما أن على علماء الأمة أن ينهضوا بدورهم الرسالي في تنبيه المصلين من خلال خُطب الجمعة إلى الأخطار المحدقة بمجتمعنا المسلم الذي يتعرَّض لهجمة شرسة من الداخل والخارج.


    إن الشريعة الإسلامية ينبغي أن تسود حياتنا من خلال الموعظة الحسنة والتربية الصالحة وليعلم أهل الإعلام أنهم مسؤولون أمام الله القائل: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ...)
    (رسائل ومناصحة مكلوم)
    { الحمد لله الذي أنزل كتابه هدىً للمتقين، ونوَّر بهدايته قلوب العارفين، وأقام على الصراط المستقيم أقدام السالكين، وأصلّي وأسلِّم على قائد الغُر المحجَّلين وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
    الوالد الكريم المجاهد المهندس/ الطيب مصطفى حفظه الله ورعاه:
    كما ذكر الأخ الأديب الأستاذ/ حسين خوجلي أن النصيحة المُرة قاسية وغالباً لا تُقال ولكن لا بد مما ليس منه بُدّ، عسى أن يعبِّر هذا المقال عن أشواقي والكثيرين من أعضاء الحركة الإسلاميَّة بمختلف انتماءاتهم ومذاهبهم الفكرية ويتمثل حالنا في قول الحسن بن زيد:
    منالُ الثريا دون ما أنا طالبُ فلا لوم إن عاصت عليَّ المطالبُ
    لقيتُ من الأيام كلَّ عجيبةٍ فلم أرَ شيئاً أبدعتْه التجاربُ
    وكلُّ خليلٍ أرْتجيه ممازقٌ وكلُّ صديقٍ أصطفيه مواربُ
    وإيَّاك سُمَّ الأصدقاء إذا سَرَى فأكثرُ خلاَّن الزمان عقاربُ
    ولا تغترِرْ ممَّن صفا لك عهدُه فكم غصَّ بالماء المصفّق شاربُ
    نلومُ على الغدر الزمانَ ضلالةً وقد سَنَّه أصحابُنا والحبائبُ


    وكما يقولون (الما بِشْكي مرضه للطبيب، وما بْشاور بأمره الحبيب لا شك أن أموره ستخيب)، (وأنا بأخي ولست نفسي).
    الإخوة قادة وأعضاء الحركة الإسلامية:-
    تشعَّبت بنا الأودية، ووعرت الطرق، واختلط الحابل بالنابل، والغثّ بالسمين، وإن الكلمات لتعجز عن وصف ما يجيش في الصدر من حزن، وما في القلب من رضا وتسليم لأقدار الله، فلا يعرف الجرحَ إلا من به ألمُ.
    فما بين إقبال ليل واستدارته تحوَّل الحالُ واحتفَّت بنا النُّذر
    قال الإمام علي كرمّ الله وجهه: «اتباع الهوى يصدُّ عن الحق وطول الأمل يُنسي الآخرة» سادتي: اضطرمت النار في خافقي، وضقتُ ذرعاً وأنا أستمع إلى السيد وزير الإعلام د. أحمد بلال عثمان يكشف عن المحاولة المسمّاة «التخريبية» وأصبحت «الانقلابية» والتي قام بها نفرٌ من إخوان لنا كرام وأدلى كلُّ فردٍ من شعبنا الأبيّ الصابر الصادق بدلوه فيها أولاً أكتب مؤكداً لما كتبته سابقاً بصحيفة قواتنا المسلحة الباسلة وبهذه الصحيفة الصادعة بالحق «بحرمة الخروج على الحاكم شرعاً ومعتقداً إلا أن يُرى منه كفر بواح لنا من الله فيه برهان»، هذا مع رفضنا الباتّ والقاطع لكل خروج على الحاكم «من كل كائن، أياً كان»، وذلك لما يترتب على ذلك من المفاسد للبلاد والعباد، كما أوصى بذلك أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم التابعين بعدم الخروج على الحجاج بن يوسف وهو من هو «الحجاج».


    الإخوة قادة وأعضاء الحركة الإسلامية/ الإخوة قادة وأعضاء المؤتمر الوطني:
    يجب أن نعترف بأننا قد انحرفنا عن الجادّة إلا من رحم ربي، وأصبح الدين فينا غريباً، وأصبح المصلحون بيننا من أشد الناس غربة، إذا أصبحت أحوالنا وحشية في المعاملات وترديًا في السلوك، بل صار (بعضٌ منا) كحاوية القمامة ما أُلقي فيها شيء إلا احتوته).
    كما للخير أهل يُعرفون بهديهم
    إذا اجتمعت عند الخطوبِ المجامعُ
    فللشرّ أهلٌ يُعرَفون بشكلهم
    تُشير إليهم بالفجورِ الأصابعُ
    إن ما تتعرَّض له بلادُنا من عدوان واستهداف خارجي، وتمرُّد وتشرذم داخلي يحتِّم علينا كحركة إسلامية توحيد جبهتنا الداخلية بعدما غُلب على الظن باليقين، ورُفعت الشبهة بالجلاء، واستُخلص النور من الظلام فها هي رسائل أبعثها:
    الرسالة الأولى للأخ السيد رئيس الجمهورية صادقاً أحمد الله إليك وسائلُه أن يمنَّ عليك بالشفاء العاجل وأن يُديم عليك نعمة العافية وموفور الصحة والإيمان، فلئن عفوتَ أخي المجاهد، وهي الحبيبة لأنفسنا كما يقول الأخ العزيز جعفر بانقا من السيد الرئيس، فلئن عفوتَ من قبل من استباح الحرمات، وسفك دماء الأبرياء وروَّع الآمنين فهؤلاء النفر الكرام أولى بعفوك من غيرهم مع استنكارنا القاطع لما قاموا به، ونقول عنهم (لكل جواد كبوة) و(العترة تصلح المسير) ونحسبهم من البدريين في سفينة الإنقاذ فأنتم أدرى بهم منا كما أهل مكة أدرى بشعابها فأصدر توجيهاتك الكريمة بقرار العفو عنهم، ولا تلتفت للأصوات المنادية لتفريق صف الحركة الإسلامية أيدي سبأ، وتمزيق البلاد، وضياع العباد فالحال الآن أصبح لا يسرُّ ولعلَّ هذا القرار أخي حسين خوجلي الذي تتوقعه وكتبتَ متوقعاً صدوره.


    أما الرسالة الثانية فهي إلى الإخوة الأعزاء قادة وأعضاء كلٍّ من الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني:
    لا بــد مــــــن مراجعـــــة المسيرة بشفافــــــية عالية كما ذكر الأخ د. غازي صلاح الدين (أيها الإسلاميون بين يدي مؤتمركم حرِّروا أنفسكم تتحرَّر جماعتكم، فإن لم تفعلوا ذلك بأنفسكم فلن يقوم به أحد من أجلكم، قال المسيح (عليه السلام) لأصحابه يوماً: (أنتم ملح الأرض، فإن فسد الملح فبماذا يملح).
    وكما ذكر سعادة الأخ الفريق ركن يوسف عثمان إسحق: (إن على المؤتمر الوطني وهو يواجه كحزب دولة، أشرس مما واجهته الإنقاذ في فجرها، عليه أن يُنيخ الجمل ليس ليبيعه بما حمل، ولكن ليسقيه متطلبات التخزين في السنام تزوُّداً لسفر طويل، إن الطريق وعر، والعقبة كؤود ولا سبيل لعبورها إلا بما عبرت به الإنقاذ في بواكيرها وهو (صدق التوجه إلى الله وحسن الظن به مجدداً وله شروطه المعلومة ثم حسن الظن بالناس واستيعابهم بكل مواعين الاستيعاب المتاحة وأولها الشفافية).
    الرسالة الثالثة للإخوة المعنيين بالنواحي الأمنية:
    لا بد من بسط قواتنا المسلحة مع النظامية الأخرى والمجاهدين النفوذ على كل شبرٍ من أرض بلادنا الحبيبة حتى تقع الهيبة، وتخبو الغائرة، ويغمر العُجب، وتزول الظنة، ويشتفي الصدر، وينتفي الاعتذار فشكراً أخي العزيز فارس القلم والبندقية إسحق أحمد فضل الله (فالمواجهة الآن لا تصلح إلا بأسلوب إسلامي لا يساوم).
    أما الرسالة الأخيرة فإليك أيها الشعب الأبي الصابر: علينا بالرجوع إلى الله والتمسك بالمنهج القويم لنخرج من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد، ومن أخلاق الرذيلة إلى أخلاق الفضيلة، لتتغير الأحوال وتعلو الهامات، وتسمو الآمال، ويصبح الذليل عزيزاً، والمنفِّر مبشراً، والفظّ الغليظ ليناً، وإعادة تربيتنا لأنفسنا وأهلنا وأبنائنا وفق منهج النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه الذين صاروا مضرباً للأمثال.


    وختاماً يا بلادي الدهر إليك باسم، والنصر عليك قادم، نصراً يصبح به الإسلام عزيز الجانب/ فسيح الرّحاب، منصور الأعوان والأحزاب، وعهدنا معك يا بلادي ألّا نشتري بك ثمناً، ولا نتبع فيك هوىً، ولا نخاف فيك أحداً، وسنقاتل بذات الإرادة التي واجهت الموت دون سواتر وحواجز في كل مراحل الجهاد، وسنبني الوطن الذي نحلم به كيداً للأعداء وانتصاراً للحق، والتحيَّة والتقدير لكل المناضلين من أجهزتنا الأمنية المتعددة وللمجاهدين.
    حفظ الله بلادنا من كل سوء، وحفظ ولاة أمرنا وسدَّد خطاهم، وردَّ الخارجين عن النهج إلى الصراط المستقيم آمين.
    بقلم: ياسر أحمد محمد خير (الخزين)
                  

12-31-2012, 08:19 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الإنتباهة) تنشر تفاصيل هيكل الحركة الإسلامية وأسماء الأمناء الجدد

    نشر بتاريخ الأحد, 30 كانون1/ديسمبر 2012 13:00
    الخرطوم: أسامة عبد الماجد - صلاح مختار


    أجرت الحركة الإسلامية تغييراً شاملاً، قُوبل بارتياح بالغ في أماناتها البالغة «21» عدا «4» أمانات - القطاع الفئوي «المرأة، الطلاب، الشباب والعاملون بالخارج»، والتزمت بالقرار القاضي بإنهاء أجل الأمناء لكل من أكمل دورتين، وكانت المفاجأة تنحي د. عوض الجاز عن الترتيب الداخلي وإسناده إلى الفريق أول بكري حسن صالح الذي سُمي أيضاً نائباً للأمين العام للحركة الإسلامية، بجانب ثلاثة نواب آخرين هم: حامد صديق، ورجاء حسن خليفة، والوزير حسبو محمد عبد الرحمن. وتم استحداث أربع أمانات هي: الحسبة والمراقبة وأُسندت لعوض الجاز، فيما سُمي الوزير السابق الصادق محمد علي لأمانة القيادات، والوزير عبد الوهاب عثمان للمال، والرابعة أمانة شؤون العضوية. وجاء كمال عبيد لأمانة الخارجية خلفاً لأبي بكر الصديق، وسناء حمد للإعلام خلفاً لعبد الرحمن الفادني، والبروفيسور أحمد مجذوب للشؤون الاجتماعية خلفاً لمحمد حاج ماجد، والمهندس عماد حسين للدعوة خلفاً لإبراهيم الكاروري الذي انتقل لأمانة التزكية، وعبد الله يوسف لأمانة الاتصال التنظيمي خلفاً لحامد صديق، وسُمي البروفيسور علي عبد الله النعيم أميناً للتعليم.وكامل مصطفى للتخطيط والتدريب، والرشيد فقيري للتنسيق بديلاً عن كمال عبد اللطيف، وعوض الله موسى للعاملين والمهنيين بديلاً للدكتور فرح مصطفى، وعبد الله الفكي للمنظمات بديلاً لعمار باشري، فيما تم الإبقاء على أمناء أمانات القطاع الفئوي وهم ذات الأمناء بالمؤتمر الوطني «إنتصار أبو ناجمة للمرأة، عبد المنعم السني للشباب، وجمال محمود للطلاب» بجانب أمانة العاملين بالخارج حسين حمدي.


    وكانت جلسات الشورى القومي التي أُختتمت أمس ضمت «30» عضواً للمجلس في إطار الاستكمال، منهم «6» من مجموعة «السائحون» وهم: محمد أحمد حاج ماجد، الصادق محمد علي، دفع الله الحسين، أسامة عبد الله «موظف بسوداتل»، محمد عثمان عبد الباقي، وغيث فضل، ومن المستكملين «ليلى أحمد، الصافي جعفر، هاشم هجو، سناء حمد، محمد المصطفى، محمد أحمد الفضل، هاشم أبو بكر الجعلي، د. زهير عبد الرحمن بلة». وتم تكوين لجان الشورى من محمد عبد الله النقرابي للجنة الشباب، ولجنة التنظيم حليمة حسب الله، ولجنة الخدمات عبد الله سيد أحمد، والدعوة بروفيسور محمد عثمان صالح، والمرأة مها أحمد عبد الله، ولجنتين أخريين. وتم اعتماد الأمناء السابقين، أمناء خبرة بلا أعباء.
    وأوصى مجلس الشورى في ختام أعماله بضرورة تعزيز دور الحركة الإسلامية في المرحلة المقبلة وإنفاذ توجيهات المؤتمر العام وضرورة التراضي على نبذ الجهويَّة والقبليَّة التي تفشَّت حسب البيان الختامي والدعوة إلى إحياء وظائف الحركة والوقوف مع المؤتمر الوطني في إعادة عملية بناء الحزب الذي سيبدأ في مارس المقبل، وشدَّد المجلس على أهمية جمع الصف واستجماع القوة والانفتاح على العالم العربي والجوار الإفريقي، وأصدر البيان الختامي توجيهات مشدَّدة بشأن الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية التي من شأنها سد الثغرات في الجهاز التنفيذي والسياسي.


    وأكَّد الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن في مؤتمر صحفي أمس أنهم أمام تحدي إعادة بناء الحركة الإسلامية وإنفاذ مطلوبات قواعد الحركة وزيادة الفاعلية والنشاط وتفعيل العمل الدعوي والتربوي لعضوية الحركة وتحسين أساليب وتنظيم العمل المباشر وغير المباشر، وشدَّد على أهمية تحسين الواقع الاجتماعي والدعوي الداخلي والخارجي. ودعا الزبير إلى علاقات خارجية تقوم على التنسيق والتعاون إقليميًا ودوليًا ووضع خطة للتواصل مع دول الجوار وفتح قنوات الحوار والتواصل مع الغرب وأمريكا.
    وأكَّد أن الدعوة إلى توحيد الصف الإسلامي تشمل حتى المؤتمر الشعبي، بيد أنه قال: لا تشمله وحده فحسب وإنما كل الجماعات السلفية والمسلمة بالسودان، وأضاف: إذا أمكن أن تتوحد في جبهة واحدة او مجموعة واحدة ليس هناك مانع أما إذا لم تتمكن فيمكن التنسيق في عملية الاستقرار والتعايش.


    ---------------------

    بـين نافـع والخضــر والانتخـابـات الـقادمـة!!

    الطيب مصطفى

    نشر بتاريخ الأربعاء, 26 كانون1/ديسمبر 2012 13:00


    تعرضتُ لما أدلى به د. نافع علي نافع خلال لقاء تنظيمي في المركز العام للمؤتمر الوطني حول تعويل باقان أموم على إسقاط نظام الخرطوم من خلال المحاولة الانقلابية التي كُشف عنها مؤخّراً أو غيرها من الوسائل التي تشارك فيها الحركة الشعبية وعملاؤها في قطاع الشمال والجبهة الثورية السودانية التي تضم الحركات الدارفورية المسلحة والخلايا النائمة التي تنتظر لحظة الصفر في الخرطوم، وقلت إن تصريح نافع هذا ينبغي أن يكون دافعاً لأن يعيد ومؤتمره الوطني النظر في كيفية التعامل مع الحركة الشعبية بما يجعلهم يرسمون إستراتيجية أخرى تقوم على اقتلاع الحركة الشعبية من حكم الجنوب باعتبار أن ذلك هو السبيل الوحيد لإقامة جوار آمن وسلس بين الدولتين الجارتين... بدون ذلك سيظل السودان مُستنزَفاً وستظل التمردات تنهش استقراره وسيظل الاضطراب السياسي يفتّ في عضده وسيظل أذناب الأفعى السامّة يخربون ويدمِّرون ويقتلون ويعطِّلون المسيرة ما لم يُحطَّم الرأس الآثم الخاطئ في وكر الشر (جوبا) المدعوم من قِبل أمريكا وصويحباتها.


    على أن ما لفت نظري خلال ذلك اللقاء الحديث الطيب الذي أدلى به والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر الذي يشغل كذلك منصب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم، فقد أوضح الرجل حسب صحيفة (الرأي العام).. أوضح: (أنهم يعملون لهدف حكم السودان بما يُرضي رب العباد قبل العباد) وزاد بقوله: (نريد أن نعمل عملاً يشرِّفنا أمام رب العالمين) وأكَّد أن المؤتمر الوطني يرتب للتداول السلمي للسلطة مضيفاً: (أي راجل عندو رغبة يحكم البلد دي يجي ينازلنا في صناديق الاقتراع)!!


    لن أعلِّق على الجزء الأول من حديث الخضر حول العمل بما يُرضي الله ونسأل الله أن يجزي الخضر على هذه النية الطيبة، أما الفعل الذي نراه في الدولة... أما العمل فإننا نسأل الله أن يغفر لهم فشتان بين القول والفعل وشتان بين الشريعة والدغمسة وشتان بين المثال والواقع وشتان شتان بين العدل والظلم!!
    ما أُريد أن أعلِّق عليه الآن هو حديث الخضر عن تحدِّيه لمن يُريد منازلتهم في صناديق الاقتراع.
    أسألك بالله يا الخضر وقد تحدثتَ عن إرضاء رب العباد أن تُجيبَني كيف ننازلك والساحة مفتوحة لك وحدك والإعلام محجوز لك وحدك تخاطب من خلاله الجماهير ونحن لا يُتاح لنا مجرد الحديث في قاعة مغلقة ناهيك عن الميادين العامّة؟!
    هل يعلم الخضر أننا حتى قبل ستة أشهر كنا نستطيع أن نُقيم الندوات في قاعة الشهيد الزبير محمد صالح للمؤتمرات وفي غيرها بدون إذن من السلطات وأننا محرومون من ذلك الآن إلا بإذن مستحيل في الغالب إلا بعد أن ينتهي الموعد المحدَّد للنشاط السياسي؟


    هل يعلم الخضر أن ذلك ليس مقصوراً على الخرطوم وإنما في كل ولايات السودان؟! فليُجبني الخضر هل يطلب إذناً من أحد عندما يخاطب هو أو مؤتمره الوطني الناس في الساحات العامّة أو عندما يقيمون نشاطاً سياسياً، وهل يعترض طلبَه أحدٌ إن هو أو غيره من قيادات الوطني استأذن لإقامة نشاط ما؟! كيف يعترضه أحد وهو الذي يمنح الإذن؟
    فليُجِبني الخضر... هل التلفزيون القومي مملوك للسودان أم للمؤتمر الوطني بل هل تلفزيون ولاية الخرطوم وإذاعتها مملوكان للحكومة وللمؤتمر الوطني أم لشعب الخرطوم والسودان من بعد؟!


    ثمة سؤال آخر.. هل العدل القيمة الأولى التي أمر الله بها يا من تسعَون إلى إرضاء الله تعالى... هل العدل يُقام أو يقوم بين حزبكم والأحزاب الأخرى المضيَّق عليها... كم يملك حزبُكم من مال ودُور وممتلكات وكم تملك الأحزاب التي دعوتموها للمنازلة في صناديق الاقتراع؟! هل كنتم ترضَون هذه المعاملة من الحكومة عندما كنتم في المعارضة؟!
    خلال الاجتماعات التي تُعقد في القصر الجمهوري للجنة السياسية للدستور والتي تلتئم إحدى جلساتها صباح هذا اليوم تطرَّق عددٌ من الأعضاء لأهمية تهيئة المناخ من أجل إعداد الدستور، سيَّما وأن من مهام اللجنة إقناع الأحزاب والتنظيمات المقاطِعة للهيئة القومية لإعداد الدستور بالمشاركة والانخراط في عضويتها ولعلَّ من أهم المطلوبات لتهيئة المناخ بسط الحريات وإتاحة الفرصة للنشاط السياسي ولكن!!


    بعد عام ونصف تقريباً ستُجرى الانتخابات التي دعا الخضر الرجال والأحزاب إلى الدخول إلى حلبتها لكن كيف تدعو المكتوف إلى السباحة وكيف ترميه في اليمّ وتحذِّره من الابتلال وكيف تقنع العالم عندما تعلن نتيجة الانتخابات أنك لم تزوِّرها من خلال التضييق على منافسيك أو أنك لم تخُضها وحدك في ظل حرمان الآخرين من الوسائل؟!


    لا أدعو الخضر إلى عقد المقارنة بين الحريات المتاحة في دول الربيع العربي التي لا تخضع صحافتها للرقابة القبلية أو صحافيوها لكسر الأقلام والمنع من الكتابة بل إن إصدار الصحف والقنوات والإذاعات يتم بمجرد الإخطار للعلم فقط وليس للموافقة لكني أدعوه إلى العدل وإلى إنفاذ ما نصَّ عليه الدستور من حقوق إذ يتعذَّر علينا أن نصدِّق أن الحكومة جادة في استصدار دستور جديد وهي تخرج على الدستور الحالي بحظرها الحقوق الدستورية للأفراد والأحزاب والتنظيمات السياسية.


    أعلم أن السودان يعاني من تمردات مسلحة لكني أرفض أن تُتخذ الظروف السياسية مشجباً تُعلق عليه قرارات مصادرة الحريات ويُضيَّق به على الناس كما أرفض أن تُستخدم آليات الطوارئ بالرغم من إنكار الدولة أنها مُطبَّقة.
    يجب أن تتمتع الدولة بشيء من المصداقية التي هي جزء لا يتجزأ من المشروع الإسلامي الذي تزعم الدولة أنه يمثل المرجعية الحاكمة لها وذلك من خلال إطلاق الحريات للأحزاب الوطنية التي لم تُعلن أنها تسعى لتقويض النظام الدستوري ولإسقاط النظام أو قل لكل حزب يلتزم بالتداول السلمي للسلطة، وأعجب كيف يا نافع ويا الخضر تعرفون الأوزان الحقيقية للأحزاب السياسية بدون أن تتيحوا لها العمل السياسي الحُر وكيف تأمنون على أنفسكم من ثورات الربيع العربي وأنتم تتجاهلون حقيقة أنكم تمارسون قمع مبارك أو نميري الذي لم يُنجِه من الثورة لأنه لم يكن يعتمد على وزن حقيقي حتى وهو يعلن عن فوزه بنسبة 99% من أصوات الناخبين؟


    ----------------

    والي الخرطوم وليلة رأس السنة

    الطيب مصطفى

    نشر بتاريخ الجمعة, 28 كانون1/ديسمبر 2012 13:00


    يُحمد لشعبة الشقق المفروشة بولاية الخرطوم أنها وضعت خطة مُحكمة لضبط تلك الشقق خلال عطلة رأس السنة لمحاربة ظواهر الانفلات الأخلاقي التي تصاحب تلك الاحتفالات، ولستُ أدري هل بالإمكان تغيير تاريخ عطلة الاستقلال ليوم آخر بعد أن رأينا كيف سطت احتفالات رأس السنة على تلك المناسبة التاريخية العظيمة وأحالتها إلى ليلة يرتع فيها الشيطان.
    ليت ولاية الخرطوم وبقية الولايات تبتدع وسائل أخرى للإحاطة بالآثار السالبة لليلة رأس السنة التي تكشف درجة تأثُّرنا بنمط الحياة الغربية وتتبُّعنا لسنن من كان قبلنا شبراً بشبر وذراعاً بذراع كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم متحدِّثًا عمّا ستؤول إليه أمته في لحظات ضعفها وانكسارها وانهزامها أمام الغزو الثقافي الغربي الذي أحاط بنا من كل مكان.


    أقول هذا بين يدي الأخبار المزعجة التي صدرت عن أمن المجتمع حول ظاهرة الأطفال مجهولي الأبوين بعد تسعة أشهر من ليلة رأس السنة مما يشي بأن الشيطان يعربد وينشط ويُفسد في أبناء وبنات الأمة في تلك الليلة المجنونة التي يختلط فيها الحابل بالنابل ويغيب فيها العقل لدى كثيرٍ من شبابنا وهم يُطلقون العنان لشهواتهم.
    إنني لجدّ حزين أن نقرأ من حين لآخر في صحافتنا عن أطفال حديثي الولادة تنهشهم الكلاب الضالة في مكبّات القمامة بعد أن تخلَّصت منهم أمهاتُهم خوفاً من الفضيحة التي لم يضعنَ لها حسابًا في لحظة اللذَّة المحرَّمة.
    إن على والي الخرطوم مسؤولية أخلاقية أن يزع بسلطانه كثيراً من مظاهر التفلُّت الأخلاقي التي أراها تتكاثر بشدَّة كما أن على رئيس الجمهورية أن يعلم أن الرسول الكريم لم يُبعث الا ليتمِّم مكارم الأخلاق الأمر الذي يقتضي انتهاج سياسات تُعلي من شأن الأخلاق في شأن الإعلام التلفزيوني خاصَّة وفي شأن التعليم العالي، كما أن على علماء الأمة أن ينهضوا بدورهم الرسالي في تنبيه المصلين من خلال خُطب الجمعة إلى الأخطار المحدقة بمجتمعنا المسلم الذي يتعرَّض لهجمة شرسة من الداخل والخارج.


    إن الشريعة الإسلامية ينبغي أن تسود حياتنا من خلال الموعظة الحسنة والتربية الصالحة وليعلم أهل الإعلام أنهم مسؤولون أمام الله القائل: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ...)
    (رسائل ومناصحة مكلوم)
    { الحمد لله الذي أنزل كتابه هدىً للمتقين، ونوَّر بهدايته قلوب العارفين، وأقام على الصراط المستقيم أقدام السالكين، وأصلّي وأسلِّم على قائد الغُر المحجَّلين وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
    الوالد الكريم المجاهد المهندس/ الطيب مصطفى حفظه الله ورعاه:
    كما ذكر الأخ الأديب الأستاذ/ حسين خوجلي أن النصيحة المُرة قاسية وغالباً لا تُقال ولكن لا بد مما ليس منه بُدّ، عسى أن يعبِّر هذا المقال عن أشواقي والكثيرين من أعضاء الحركة الإسلاميَّة بمختلف انتماءاتهم ومذاهبهم الفكرية ويتمثل حالنا في قول الحسن بن زيد:
    منالُ الثريا دون ما أنا طالبُ فلا لوم إن عاصت عليَّ المطالبُ
    لقيتُ من الأيام كلَّ عجيبةٍ فلم أرَ شيئاً أبدعتْه التجاربُ
    وكلُّ خليلٍ أرْتجيه ممازقٌ وكلُّ صديقٍ أصطفيه مواربُ
    وإيَّاك سُمَّ الأصدقاء إذا سَرَى فأكثرُ خلاَّن الزمان عقاربُ
    ولا تغترِرْ ممَّن صفا لك عهدُه فكم غصَّ بالماء المصفّق شاربُ
    نلومُ على الغدر الزمانَ ضلالةً وقد سَنَّه أصحابُنا والحبائبُ


    وكما يقولون (الما بِشْكي مرضه للطبيب، وما بْشاور بأمره الحبيب لا شك أن أموره ستخيب)، (وأنا بأخي ولست نفسي).
    الإخوة قادة وأعضاء الحركة الإسلامية:-
    تشعَّبت بنا الأودية، ووعرت الطرق، واختلط الحابل بالنابل، والغثّ بالسمين، وإن الكلمات لتعجز عن وصف ما يجيش في الصدر من حزن، وما في القلب من رضا وتسليم لأقدار الله، فلا يعرف الجرحَ إلا من به ألمُ.
    فما بين إقبال ليل واستدارته تحوَّل الحالُ واحتفَّت بنا النُّذر
    قال الإمام علي كرمّ الله وجهه: «اتباع الهوى يصدُّ عن الحق وطول الأمل يُنسي الآخرة» سادتي: اضطرمت النار في خافقي، وضقتُ ذرعاً وأنا أستمع إلى السيد وزير الإعلام د. أحمد بلال عثمان يكشف عن المحاولة المسمّاة «التخريبية» وأصبحت «الانقلابية» والتي قام بها نفرٌ من إخوان لنا كرام وأدلى كلُّ فردٍ من شعبنا الأبيّ الصابر الصادق بدلوه فيها أولاً أكتب مؤكداً لما كتبته سابقاً بصحيفة قواتنا المسلحة الباسلة وبهذه الصحيفة الصادعة بالحق «بحرمة الخروج على الحاكم شرعاً ومعتقداً إلا أن يُرى منه كفر بواح لنا من الله فيه برهان»، هذا مع رفضنا الباتّ والقاطع لكل خروج على الحاكم «من كل كائن، أياً كان»، وذلك لما يترتب على ذلك من المفاسد للبلاد والعباد، كما أوصى بذلك أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم التابعين بعدم الخروج على الحجاج بن يوسف وهو من هو «الحجاج».


    الإخوة قادة وأعضاء الحركة الإسلامية/ الإخوة قادة وأعضاء المؤتمر الوطني:
    يجب أن نعترف بأننا قد انحرفنا عن الجادّة إلا من رحم ربي، وأصبح الدين فينا غريباً، وأصبح المصلحون بيننا من أشد الناس غربة، إذا أصبحت أحوالنا وحشية في المعاملات وترديًا في السلوك، بل صار (بعضٌ منا) كحاوية القمامة ما أُلقي فيها شيء إلا احتوته).
    كما للخير أهل يُعرفون بهديهم
    إذا اجتمعت عند الخطوبِ المجامعُ
    فللشرّ أهلٌ يُعرَفون بشكلهم
    تُشير إليهم بالفجورِ الأصابعُ
    إن ما تتعرَّض له بلادُنا من عدوان واستهداف خارجي، وتمرُّد وتشرذم داخلي يحتِّم علينا كحركة إسلامية توحيد جبهتنا الداخلية بعدما غُلب على الظن باليقين، ورُفعت الشبهة بالجلاء، واستُخلص النور من الظلام فها هي رسائل أبعثها:
    الرسالة الأولى للأخ السيد رئيس الجمهورية صادقاً أحمد الله إليك وسائلُه أن يمنَّ عليك بالشفاء العاجل وأن يُديم عليك نعمة العافية وموفور الصحة والإيمان، فلئن عفوتَ أخي المجاهد، وهي الحبيبة لأنفسنا كما يقول الأخ العزيز جعفر بانقا من السيد الرئيس، فلئن عفوتَ من قبل من استباح الحرمات، وسفك دماء الأبرياء وروَّع الآمنين فهؤلاء النفر الكرام أولى بعفوك من غيرهم مع استنكارنا القاطع لما قاموا به، ونقول عنهم (لكل جواد كبوة) و(العترة تصلح المسير) ونحسبهم من البدريين في سفينة الإنقاذ فأنتم أدرى بهم منا كما أهل مكة أدرى بشعابها فأصدر توجيهاتك الكريمة بقرار العفو عنهم، ولا تلتفت للأصوات المنادية لتفريق صف الحركة الإسلامية أيدي سبأ، وتمزيق البلاد، وضياع العباد فالحال الآن أصبح لا يسرُّ ولعلَّ هذا القرار أخي حسين خوجلي الذي تتوقعه وكتبتَ متوقعاً صدوره.


    أما الرسالة الثانية فهي إلى الإخوة الأعزاء قادة وأعضاء كلٍّ من الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني:
    لا بــد مــــــن مراجعـــــة المسيرة بشفافــــــية عالية كما ذكر الأخ د. غازي صلاح الدين (أيها الإسلاميون بين يدي مؤتمركم حرِّروا أنفسكم تتحرَّر جماعتكم، فإن لم تفعلوا ذلك بأنفسكم فلن يقوم به أحد من أجلكم، قال المسيح (عليه السلام) لأصحابه يوماً: (أنتم ملح الأرض، فإن فسد الملح فبماذا يملح).
    وكما ذكر سعادة الأخ الفريق ركن يوسف عثمان إسحق: (إن على المؤتمر الوطني وهو يواجه كحزب دولة، أشرس مما واجهته الإنقاذ في فجرها، عليه أن يُنيخ الجمل ليس ليبيعه بما حمل، ولكن ليسقيه متطلبات التخزين في السنام تزوُّداً لسفر طويل، إن الطريق وعر، والعقبة كؤود ولا سبيل لعبورها إلا بما عبرت به الإنقاذ في بواكيرها وهو (صدق التوجه إلى الله وحسن الظن به مجدداً وله شروطه المعلومة ثم حسن الظن بالناس واستيعابهم بكل مواعين الاستيعاب المتاحة وأولها الشفافية).
    الرسالة الثالثة للإخوة المعنيين بالنواحي الأمنية:
    لا بد من بسط قواتنا المسلحة مع النظامية الأخرى والمجاهدين النفوذ على كل شبرٍ من أرض بلادنا الحبيبة حتى تقع الهيبة، وتخبو الغائرة، ويغمر العُجب، وتزول الظنة، ويشتفي الصدر، وينتفي الاعتذار فشكراً أخي العزيز فارس القلم والبندقية إسحق أحمد فضل الله (فالمواجهة الآن لا تصلح إلا بأسلوب إسلامي لا يساوم).
    أما الرسالة الأخيرة فإليك أيها الشعب الأبي الصابر: علينا بالرجوع إلى الله والتمسك بالمنهج القويم لنخرج من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد، ومن أخلاق الرذيلة إلى أخلاق الفضيلة، لتتغير الأحوال وتعلو الهامات، وتسمو الآمال، ويصبح الذليل عزيزاً، والمنفِّر مبشراً، والفظّ الغليظ ليناً، وإعادة تربيتنا لأنفسنا وأهلنا وأبنائنا وفق منهج النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه الذين صاروا مضرباً للأمثال.


    وختاماً يا بلادي الدهر إليك باسم، والنصر عليك قادم، نصراً يصبح به الإسلام عزيز الجانب/ فسيح الرّحاب، منصور الأعوان والأحزاب، وعهدنا معك يا بلادي ألّا نشتري بك ثمناً، ولا نتبع فيك هوىً، ولا نخاف فيك أحداً، وسنقاتل بذات الإرادة التي واجهت الموت دون سواتر وحواجز في كل مراحل الجهاد، وسنبني الوطن الذي نحلم به كيداً للأعداء وانتصاراً للحق، والتحيَّة والتقدير لكل المناضلين من أجهزتنا الأمنية المتعددة وللمجاهدين.
    حفظ الله بلادنا من كل سوء، وحفظ ولاة أمرنا وسدَّد خطاهم، وردَّ الخارجين عن النهج إلى الصراط المستقيم آمين.
    بقلم: ياسر أحمد محمد خير (الخزين)
                  

01-02-2013, 08:33 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    تناول الطيب مصطفى جانبا مهما من فساد السلطة ملمحا الى ما يعنى الكثير المثير عن ما اطلق عليهم مافيا النهب المصلح ..
    هذا الذى يكتبه يكشف الكثير والمثير ويشير الى صراع بائن بين مجموعتين مجموعة تتحدث بالصوت العالى ومجموعة صامتة تدارى فى احوالها وهى متهمة من الاولى

    اقرا ما كتبه الطيب هنا



    وزيــــر المالــيــة!!

    الطيب مصطفى
    نشر بتاريخ الإثنين, 31 كانون1/ديسمبر 2012

    13:00
    تقرير المراجع العام أحبطني وأقنعني بأننا نعاني من حالة تردٍ وتراجُع بدلاً من أن نتقدَّم إلى الأمام فقد تزايد تجنيب الإيرادات بنسبة «149»% هذا العام عن العام السابق حيث بلغت الإيرادات المجنَّبة «497» مليون جنيه أي «497» مليار جنيه بالقديم، هذا علاوة على ملايين أخرى من الدولارات فهل بربِّكم نحن في عافية أم نعاني من مرض عُضال؟!
    في وقت يحذِّر فيه المراجع العام من التحصيل والصرف خارج الموازنة ويتوجَّع من خطورة ظاهرة التجنيب ويُطالب بتفعيل العقوبات المُضمَّنة بالقانون والتي تقضي بالسجن والغرامة يستهين وزيرُ المالية، الرجل المنوط به حراسة المال العام، بالأمر ويعتبر التجنيب أمراً عادياً ومن طبيعة الأشياء ويقول مقولته التي فقعت مرارتي والتي أصبحت مثلاً وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها (أن هناك قوانين ربانية تجد من يخالفها فلا يمكن ان نسأل وزير الإرشاد عمَّن لا يُصلون رغم أن المساجد متوفِّرة وبها مكيفات)!!


    ما أعدتُ هذه المقولة المدمِّرة إلا لأعكس حالة التضارب والتناقض بين قيادات الدولة فعندما يقلل مدير شرطة المرور من خطورة الإهمال في قيادة السيارات تتزايد الحوادث وعندما يستهين مدير الشرطة الجنائية بالسرقات يكثر النهب ويتزايد اللصوص ويملأ القتلى الطرقات وتُصبح البلاد غابة لكن المراجع العام ذكَّر وزير المالية وحارس المال العام المنوط به الفتك بالمخالفين الخارجين على القانون بأن المجنِّبين مهما كانت درجتهم أو مناصبهم ذكَّره بأن هؤلاء يرتكبون جرماً أكبر من اللصوص ويُلحقون بالاقتصاد أضراراً أفدح مما يُلحقه حرامي صغير نهب أو سرق مبلغاً ضئيلاً ربما ألجأته الحاجة إلى سرقته ولذلك جاء القانون ليردع هؤلاء لا ليطبطب على أك########م ويقول لهم إن ما يفعلونه شيء عادي (من طبيعة الأشياء)!!
    هل فهمتُم الآن لماذا تزايد التجنيب بنسبة «149»% في عهد الوزير علي محمود؟! السبب هو أن علي محمود لا يولي الأمر اهتماماً بل يجد له المبرِّرات ويعتبر نفسه، رغم القانون الذي في يده، يعتبر نفسه غير مسؤول مثله مثل وزير الإرشاد الذي (لا يسأل الناس صلوا أم لم يصلوا رغم وجود المساجد المكيّفة) بالرغم من أن الصلاة يسأل عنها اللهُ ربُّ العالمين الذي فرضها على رسوله وعلى المؤمنين من فوق سبع سماوات ولم يفرضها وزير الإرشاد والأوقاف!!


    لماذا أعود لهذا الحديث الآن وقد علَّقت عليه في وقت سابق؟! السبب لأن العام الجديد يبدأ غداً وإذا لم يُغيِّر الوزير نظرته لقضية التجنيب ويعلم أنه المسؤول عن مكافحته فإن تقرير المراجع العام في نهاية العام الجديد سيفجعُنا برقم فلكي آخر يحكي عن تصاعُد التجنيب ربما بنسبة «500»% وربما لا نجد مالاً أصلاً فقد تُجنَّب كل إيرادات الدولة خارج الموازنة ولذلك على الوزير أن يُعلن من الآن الحرب على التجنيب ويعتذر عن مقولته تلك العجيبة حتى يُلغي أثرَها السالب أو يستقيل ويعلن أنه عاجز عن مكافحة التجنيب وعن إعمال القانون في محاربة لصوص التجنيب!!
    أعلم والله أن مهمَّة الوزير صعبة وقد أعيت كل وزراء المالية السابقين بمن فيهم البلدوزران عبد الوهاب عثمان وعبد الرحيم حمدي لكن هؤلاء لم يستسلموا كما استسلم هو ولم يبلغ التجنيب في عهدهما ما بلغه في عهد علي محمود الذي بات (ينْجُر) لنفسه مبرِّرات يدافع بها عن نفسه ويبرئ بها المجنِّبين!!
    بالرغم من استسلام الوزير في مكافحة التجنيب فإني مندهش والله من قدرته الفائقة على خوض غمار المعارك مع اتحاد العمال ومع الوزيرة أميرة ومع غيرها ممَّن سمعنا بمواقفه الحادّة في مواجهتهم.. مندهش أنه يخوض المعارك مع من لا يستحقون ويعجز عن خوض المعركة الحقيقية مع من يمنحُه القانون سلطة أن يُشهر سيفَه في وجوههم تمامًا كمن يشتغل بالنوافل ويترك الفرائض ويخلط بين الأولويات ويطعن الظل بدلاً من الفيل!!


    أخي علي محمود.. والله العظيم إنه لأمرٌ غريب أن تستميت في رفع الدعم عن الوقود حتى قبل أن تستأذن البرلمان وتستعدي عليك الشعب ــ كل الشعب ــ ثم تخوض معركة اتحاد العمال بالرغم من أنهم لم يطلبوا أكثر من سد الرمق ثم تتراجع وتنكسر في محاربة التجنيب الذي لو انخفض إلى النصف فقط وعاد إلى ما كان عليه لما احتجتَ إلى خوض تلك المعارك في غير معترك!!
    أخي علي محمود تقرير المراجع العام تحدَّث عن سبع وحدات حكومية (تلهف) المال العام خارج مواعين وزارة المالية.. اذهب إلى الرئيس وقل له أن يأمر هؤلاء (الأقوياء) بالالتزام بالقانون وإلا (فإني أتقدم باستقالتي إليك اليوم)، حدِّثْه لإطلاق يدك في محاربة شركات (النهب المصلَّح).. قف موقفًا أخلاقيًا فعله آخرون وبذلك تُصلح شأن التعامل مع المال العام ويرضى عنك اللهُ ويرضى عنك الشعبُ وتُعمل القانون بدلاً من هذه الدغمسة وهذه الوظيفة ال########ة التي لو دامت لغيرك لما وصلت إليك!!
    رسالة من مجاهد مكلوم

    الرسالة التالية زفرها بقلبٍ موجوع أحد المجاهدين فعبَّر بها عن نفسه وعن كثيرين من أمثاله.
    عام مضى ومضى معه أرتال من الشهداء الأبرار: محمد بخيت، فاولينو، معنويات، الجعفري، عمر محجوب، كنور، كماج، أدروب، وآخرون لحقوا بأربكان والدولب وهشام وهيكل، والشقيقين دهب وسفيان وعلي عبد الفتاح ومعز عبادي والمرجي وشوراني وعيدروس والزبير ومختار وماجد وأبو فاطمة.. أين مشروعهم يا تُرى وقد مضوا بعد أن تركوه خلفهم وأوصونا به قبل أن يغادروا؟ هل استوصينا به أم تخطّفه الطلقاء وقعدوا ينتظرون جيوش المغول الجُدد؟ لهفي عليهم لهفي عليهم!!

    -----------------

    صــنـدوق دعــم الوحــدة وشبيحــة المــال الـعـام!!

    نشر بتاريخ الثلاثاء, 01 كانون2/يناير 2013 13:00


    الطيب مصطفى

    ضحكت ملء شدقَيَّ حين قرأتُ عن قيام ما يُسمَّى بصندوق دعم الوحدة بتقديم مشروع جديد يهدف إلى استمراره في ممارسة دوره القديم في إهدار أموال الدولة!!
    هل تذكرون ما كان يقومُ به بعض شبيحة نهب المال العام من خلال ذلك الصندوق أيام فِرية الوحدة الجاذبة تلك البلطجة التي نُهبت بها أموال الشعب السوداني المتضوِّر جوعاً إلى الخدمات الأساسية من تعليم وصحة بل إلى الطعام والشراب؟
    هل تذكرون كيف قام بعضُهم بتقديم تصوُّر مجنون قيل إنه يهدف إلى إحضار مليون طفل ليُصلّوا من أجل الوحدة وبالفعل قام أحدُهم باستئجار بضعة بصات وأحضر أطفالاً اصطفّوا ليصلُّوا من أجل الوحدة ولا أحد حتى الآن يعلم كم لهف ذلك الرجل أو أولئك الشبيحة الذين جاءوا بتلك الفكرة التي أبدعت ريشة الكاريكاتيرست فايز حين أبرزتها في صورة أطفال بعضُهم يتجه نحو القبلة وآخرون نحو الغرب ومنهم من يحمل بزازات ويلبسون البامبرز وكتب تعليقاً (أطفال الوحدة الجاذبة)!! هل تذكرون ما صُرف في تلك الدورة المدرسية من أموال بلغت عشرات المليارات في مدينة واو وقبل أن تُقام الدورة طرد باقان تلاميذ السودان؟!


    كنا نظنُّ أن تلك الميزانيات المفتوحة التي أهدرت أموال الشعب السوداني وكانت حسرة على أولئك الذين أنفقوها سِيَّما حين تبخَّر حلمهم السراب وصوَّت أبناء الجنوب رغم المليارات التي خسرناها من حُر أموال الشمال وشعبه المغلوب على أمره.. صوَّتوا للانفصال حتى أولئك الذين مكثوا عقوداً من الزمان بين ظهراني شعب السودان الشمالي.. كنا نظن أن تلك الميزانية ستكون الأخيرة وأننا سنُهيل التراب على ذلك الصندوق لكن شبيحة المال العام أبَوْا إلا أن يُبقوا عليه حتى بعد أن خرج الجنوب من حياتنا وحتى بعد أن انتهت الوحدة إلى غير رجعة فاستمات هؤلاء في الدفاع عنه وذلك هو دَأَب أصحاب المصالح لا يمكن أن يشبعوا ولا يمكن أن يوصدوا باباً للارتزاق حتى وإن تحطَّمت الدار التي أُقيم عليها!!


    قال الخبر الذي نشرته صحيفة (السوداني) إن صندوق دعم الوحدة وضع اختصاصات تُشبه اختصاصات وزارة التعاون الدولي التي تم إلغاؤها وقدَّمها إلى رئاسة الجمهورية بغرض تضمينها في المرسوم «30» الذي يحمل ذات مرسوم صندوق دعم الوحدة لكن باسم (وكالة السودان للتنمية) وتشمل الاختصاصات المساهمة في تمويل مشروعات التنمية في دول الجوار لتحقيق أهداف السياسة الخارجية لدرء النزاعات والتعاون مع مؤسسات التمويل الإنمائية الدولية والإقليمية بهدف استقطاب الدعم والتمويل لتحقيق الأهداف والحصول على القروض من المؤسسات الداخلية والخارجية بالإضافة إلى تقديم القروض والمنح والكفالات للولايات الأقل نمواً!!


    العجيب أن جماعة الصندوق وضعوا لافتة على مبناه الكائن بحي قاردن سيتي باسم (وكالة السودان للتنمية) بدلاً من مُسمَّى (صندوق دعم الوحدة)!! على كل حال يُحمد لهم أنهم خجلوا من هذا الاسم بعد أن لم يعُد للوحدة وجود يُدعم وبدلاً من أن يحلّوه إلى الأبد باعتبار أن دوره انتهى استنسخوا له اسماً وأهدافاً جديدة حتى يستمر، لكن وزارة المالية كانت لهم بالمرصاد ولم تفت عليها اللعبة بحجَّة أن تلك الاختصاصات من صميم عملها ويا هذه الدنيا يا ما فيك من عجائب!!


    -----------------

    فى مقاله الاخير ابدى الصادق الرزيقى رئيس تحرير الانتباهة وهو اخوانجى ملتزم ضيقه من عنصرية الحركة الاسلامية وابدى ملاحظات هامة تجدونها فى هذا المقال



    ملاحظات لقيادة الحركة الإسلامية
    الصادق الرزيقى

    نشر بتاريخ الإثنين, 31 كانون1/ديسمبر 2012


    13:00
    لو تأمل الأمين العام للحركة الإسلامية الأخ الكريم الزبير أحمد الحسن، قائمة الأمانة العامة للحركة الإسلامية التي أجازها له مجلس الشورى يوم السبت أول من أمس وأعاد الكرة مرتين، لوجد أن الحركة بتاريخها وتجليات وجودها الزماني والمكاني، هي غير الحركة التي انتمى لها كثير من أبناء السودان وصفوة متعلميه ومتدينيه من كل أصقاع وبقاع السودان المختلفة!!
    فمن غير المعقول ألا تعبِّر الحركة وهي تتحدث في بيانها الختامي أمس عن نبذ العرقيات والجهويات، عن كامل التنوع الجغرافي للسودان بشكل جيد وفعَّال، يضمن لها رضاء الجميع ويهدئ من ثائرة الانتقادات التي طالت الحركة اليوم وبدأت توصمها بما ليس فيها.
    لو تأمل الأمين العام للحركة قائمة الأمناء الذين قدمهم واختارهم للعمل معه في الدورة الممتدة حتى عام 2016م، لوجد أنها خالية من أي «أخ مسلم» من أبناء النوبة أو من مكونات سكانية عديدة في السودان لها سبق في الدعوة الإسلامية وباع وسنام!!
    ولوجد أن التوازنات التي أعملت في الاختيار أخطأت، مثل مولانا سومي زيدان الرجل التقي الورع من أبناء النوبة الذي عمل والياً من قبل في جنوب كردفان وقاضياً وفقيهاً، وهناك غيره من كردفان الكبرى التي غابت بالكامل عن قائمة الأمناء الجدد.
    وكذلك تجاهلت القائمة الكثير أهل الصدق والسبق المنحدرين من مناطق كثيرة في السودان، وحصرت الأمانة في شخوص بعينها ظلت تتبادل هذه المواقع لسنوات طويلة دون أن يطولها تغيير، ولا يعبِّر أكثرها عن قيمة مضافة في حفظ التوازن السياسي والاجتماعي كما هو سائد الآن!!
    صحيح هناك تغيير قد حدث بالفعل في بعض المواقع في الأمانة العامة، لكنه ليس التغيير المنشود، ولن يكون له أثر، فالتغيير الذي تم كان مطلوباً لذاته، وليس تلبيةً ونزولاً لرؤية جامعة تعيد للحركة دورها ونضارة وجهها واتساعها للناس جميعاً.
    وللأسف هذا التغافل عن حقائق عديدة وعدم إعمال النظر بدقة وقراءة الواقع من كل زاوياه واتجاهاته، يجعل التفكير الجهوي والمناطقي حاضراً بقوة شئنا أم أبينا!! وماثلاً أمام الجميع صلداً لا يتزحزح، ومن حق أي فرد لم يجد نفسه على سطح هذه المرآة اللامعة، أن يتساءل عن وجوده ومكانه وموقعه وتمثيله!!
    فكيف يمكن للحركة أن تنداح دعوتها وتتجذَّر أكثر وأعمق في النيل الأزرق وجنوب كردفان وبطاح دارفور في دار زغاوة ومناطق الفور ودار أندوكة، وتندلق في هضاب وقمم وسفوح البحر الأحمر وسهوب القضارف ودوكة وباسندة وقلع النحل والقلابات والجبلين والدندر كركوج والأضيَّة وسودري وقليصة ولقاوة والتبون ومكجر ووداي صالح ومزبد وكارياري وأبو جبيهة وتلودي وطروجي وسلارا، وقد تجاوزت الحركة الإسلامية رموز هذه المناطق وأبعدتهم عن دائرة الفعل التنظيمي وموطن القرار.
    إن مثل هذا التفكير للأسف، صار هو المعيار الذي يتحدث به الناس في كل مكان، ويجب ألا ندفن رؤوسنا في الرمال هرباً منه، وهناك تكالب على المواقع وسعي لها وتصارع حولها، كما أن هناك استئثاراً بها نستبشع الحديث عنه، فلماذا لم تتلمس قيادة الحركة الإسلامية الجديدة هذه الحقائق وتصحح الأخطاء التي أجهضت الكثير من أعمال الحركة الإسلامية ونشاطاتها في الأمس القريب؟!
    ولذلك فنظرة سريعة تكفي للحكم على طبيعة الاختيار وما وراءه، ولا شك على الإطلاق في النوايا، لكن ما حدث إعوجاج لا بد من تقويمه وتعديله، وإلا فقدنا كل هذه المناطق وأهلها، وتعسر علينا إصلاح العطب ورتق الفتق ودمل الجراح.
    إن أكثر ما ميز الحركة الإسلامية عبر ستين عاماً من عمرها وتزيد، أنها كانت حركة اعتصام وبلاغ ودعوة وإخاء واصطفاف قومي، لا تفرق بين أحد من أبنائها في كل مكان، وكانت قياداتها تمثل الطيف الجغرافي والسكاني من مناطق السودان المختلفة، في الوقت الذي لم يكن فيه أحد ينتبه لهذه التصنيفات الضيقة، أما الآن وطالما أن هذه المعايير والموازنات قد صنعتها تجربة الإنقاذ التي هي من بنات أفكار الحركة الإسلامية، فعلى قيادة الحركة الإسلامية التعامل مع هذا الواقع والنظر في مطلوباته، وإلا سيبحث الناس غداً عن غيرها، وسيكون الولاء دونها، ولا يضيرهم في ذلك شيء، لا مغنم يفوت ولا أمل يموت!!
    ألا هل بلغت اللهم فاشهد!!



                  

01-03-2013, 07:37 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)



    تربية الجهل والتعالي الأجوف في المؤتمر الشعبي «
    .د. محمد وقيع الله


    نشر بتاريخ الأربعاء, 19 كانون1/ديسمبر 2012 13:00



    لا يزال الأستاذ إبراهيم سليمان، يتاجر من حيث يعيش في لندن من دون ورع، بقضايا الهامش السوداني ويتكسب بها في دوائر العالم الغربي المريب.
    وتجارة الأستاذ إبراهيم سليمان استغلالية رخيصة مهووسة.


    وآية ذلك أن الهامش الذي يتاجر به لم تكن له علاقة من أي نوع ظاهر أو خفي بموضوع مقاله السمج الذي كتبه في نقد كتاباتي. ولا أدري لم زج بموضوع الهامش السوداني فيه، وجعله منه عنواناً فرعياً له، اللهم إلا أن يكون إدمان المتاجرة بهذه القضايا المربحة في الغرب، وهو الإدمان المستولي على بعض الحرافيش من أمثاله من مثقفي المركز الأدعياء، هو الذي جره، من حيث لا يدري، إلى جلب هذه اللازمة البغيضة إلى عنوان مقاله من دون أن يبدو له أثر في لبه أو ثناياه. ولم يتمكن هذا الكويتب الدعي المدعو الأستاذ إبراهيم سليمان من الدفاع عمن هاجمته في مقالاتي التي يرد عليها، وهو المحامي بالباطل والمدعي بالبهتان المدعو الأستاذ بارود صندل رجب. واكتفى باستلال عبارات صغيرة من مقالاتي الأربعة في الهجوم على ذلك الشخص المفتري، وأسس عليها جل ترهاته التي سنستوفيها بالرد تباعاً.


    استهل الكويتب المزعوم مقاله، بالزعم أن القوم جميعاً «من هم هؤلاء القوم؟!» يمقتونني، وأنه لا يوجد منهم من يتصدى للدفْع عني. وأقول له رداً على ذلك، إن قضية الحب لا يهمني من أمرها شئ، لأنه لا تأسى على الحب إلا النساء، كما قال الرجل الذي خاطب سيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه. وأما قول الكويتب إنه لا يرى أحداً يتطوع ليناصرني، ويدفع عني، فذلك قول حق. وتفسيره يسير على من له عقل يسير. ذلك أني لم أكن في حاجة إلى بشر يدفع عني أو ينصرني. وما رآنى أحد ممن عسى أن يتفقوا معي في رأي، في موقف ضعف أو عجز أو حاجة إلى نصرتهم في يوم.
    فقد استغنيت بحمد الله تعالى عن نصرة الأغيار، بعد أن ملكني الله تعالى لساناً صارماً لا عيب فيه، وبحراً لا تكدره الدِّلاء .. كما قال مفتخراً سيدنا حسَّان، عليه الرضوان، وهو يهجو أولياء الشيطان! والحمد لله تعالى أن لم يجعلني من الضعف بحيث استنصر بأحد إلاَّه عز وجل في علاه. والحمد لله تعالى أن لم يجعلني من شيعة الكتاب الماركسيين اليساريين الحداثيين التنويريين التبريريين، ولا من زمرة اليمينيين الرجعيين الفاسدين، الذين يستنصر بعضهم بعضاً، ويستذري بعضهم ببعض، فيما يسمونه بالحملات التضامنية، فلا تكاد تمس أحدهم بنقد عابر، إلا تطاولت عليك من قِبلهم أنفار صغار، من حشد كتائبهم الخائرة البائرة الخاسرة، حيث يختبيء كل فرد خلف الآخر، ويلوذ به، ويجره إلى الخلف، ليعطب منه الظلف، ويعرضه لمزيد من الخسف.



    ولأني كنت أعرف من قديم الزمان شيم هؤلاء الكتاب الضالين وخُلتهم، وأعلم نمط سلوكهم الذي يستهدف إرهاب من يختلف معهم في الرأي، فقد آذنتهم منذ نشر مقالي الذي استهدف صعق المفتري المجترئ الدكتور عبد الوهاب الأفندي، الذي دفعت به دوائر حزب المؤتمر الشعبي بلندن، ووكلته جماعات المعارضة المغتربة بعبء التصدي لي وإرهابي أدبياً بأني لن أستكين لإرهابهم، وأني سأبقى في انتظار ما يتقولونه ويختلقونه من إفك، وأني لن أتوانى في الرد عليهم وإخراسهم، وأني سألقاهم أقوى لقاء، سألقاهم وظهري مستند إلى الحائط، ويداي نظيفتان لم تتلوثا بعطايا ولا هدايا حزب أو شركة أو سفارة أو نظام. وأني سألقاهم وأُنفِذ إلى أسماعهم وقلوبهم كل ما في كنانتي من حديد سهام الكلام.
    وهذا وعد قطعته قديماً على نفسي، ولن أخلفه، بإذن الله تعالى، ولذلك ترى سياط الجلد جاهزة بين يدي لأبري بها ظهور المفترين المتقولين علي قول الزور، من أتباع سَنن عبد الوهاب الأفندي والخاطِئين الخطَّائين على نهجه المشين.
    وأحد هؤلاء وأحدثهم ومن أشدهم جهلاً وسفهاً هذا الذي يريد أن يستدرك علينا في جهدنا الدراسي الذي بذلناه في التتلمذ على كتب العقاد، الذي حسبت قبل سنوات قلائل في لحظة فراغٍ ضجِر، ما قرأته منها فأحصيت على أصابع يديَّ أكثر من سبعين كتاباً، بعضها قرأته مثنى وثلاث ورباع. وذلك دون ما قد أكون ذهلت عن استحضاره في تلك اللحظة الضجِرة. وبهذا أكون قرأت أكثر من نصف الكتب التي سطرها إمام الفكر العقاد.



    ثم برز إلينا سفيه آخر الزمان هذا، المدعو إبراهيم سليمان، الذي يبدو أنه لم يطلع مما يتعلق بشأن العقاد إلا على كتاب أنيس منصور ذي الطابع الصحفي «في صالون العقاد كانت لنا أيام»، وقام على إثر ذلك باتهامنا بعدم فهم فكر العقاد وقلة تذوق شعره، وهو ما تاحَ له أن يفهمه ويتذوقه رغم أنه لم يقرأ فيما يبدو ً من كتب العقاد. وهذه الدعوى الرعناء لا تستغرب إذا نظرنا إلى مصدرها الأصيل. فالكويتب قد دل على نفسه واحداً من الغوغاء الذين تربوا على أدب حزب المؤتمر الشعبي، ومن دهماء رجرجته، الذين نبتلى كل حين بجهلهم الفاضح، وتبجحهم الجامح، وخصامهم الفجور. وطريقة النقد التي يحبذها هذا الكويتب الخابط المتخبط من أفراد جوقة الجهل والتخبط الأعمى والضلالة العشواء، أن يلتقط مشاهد ومقاطع وصفية جزئية مبتسرة، من كتاب كتبه بعد وفاة العقاد بأكثر من عَقد من الزمان كاتب من الدرجة التاسعة، هو أنيس منصور، كما وصفه نزار قباني في سياق خصام قديم معه، ويستخدم تلك المشاهد المقتطعة في إدانة علَم الفكر الشامخ ورجل المواقف المبدئية الراسخة عباس محمود العقاد. هذا وكأن عظماء الرجال يمكن أن يحاكموا بمواقفهم الاستثنائية العارضة، ثم يدانوا ويؤاخذوا بنمط الأخطاء التي لا يخلو ولا يسلم منها الآدميون. قال كويتب طائفة المؤتمر الشعبي، وهو يسم العقاد العظيم بالإثم العظيم: أورد أنيس منصور ... «لقد تغيرت أشياء كثيرة في صالون الأستاذ .. بل وجدت شيئاً عجيباً.. أن سيدة قدمت للأستاذ سيجارة.


    أشعلتها ثم أعطتها له.. أي وضعت السيجارة في فمها وأشعلتها وعليها بقايا أحمر الشفاه، ولم يتردد الأستاذ لحظة في أن يضعها بين شفتيه شاكراً». ويضيف:«دخلت لأول مرة آنسة اعتنقت الفلسفة الهندية الصالون، وهاجمت العقاد بعنف ولما فرغت قال لها: «أنت تزوجت ولم تكوني سعيدة في هذا الزواج»، وكانت مفاجأة واضطربت الزميلة ولم يشأ الأستاذ أن يتركها تمتص هذه المفاجأة ولكنه بسرعة قال: «لاحظت ذلك في يدك اليسرى. فما يزال أثر الخاتم غائراً في أصبعك.. كما أن بعض الترهل عند خصرك كما أرى من قميصك.. ربما حملت وأجهضت...»، منذ متى أئمة الهدى يكيّفون خصور الآنسات، وكيف يكون مثل هذا التعليق سلوك الدعاة لو لا توهان د. وقيع الله». فهذا الكويتب التائه ذو الموازين المزدوجة المطففة، الذي لا يرى في سلوك زعماء حزب المؤتمر الشعبي الضالعين في خيانة الإسلام والوطن والحركة الإسلامية انحرافاً، والذي لا يرى الأخشاب المتلبدة التي تقذي عيون قادة حزب المؤتمر الشعبي، رأى بدقة فائقة قشة صغيرة علقت بعين العقاد العظيم، وذلك فقط لأنه دخن سيجارة تلقاها من يد امرأة! وكأنما قال منطق هذا الكويتب الأثيم إن دم السودانيين الوفير الذي سفكته «شبيحة» حزب المؤتمر الشعبي، من عصابات العدل والمساواة، في دار فور، وأم درمان، دم لا قيمة له، ولا حرمة في سفكه، وإنما تتجلى الحرمة، كل الحرمة، في دخان سيجارة ينفثه صدر العقاد! وأما المثال الثاني الذي استشهد به كويتب الشعبي الغبي فلا أدري أي شيئ فهم هو منه، وقد كان مثلاً نصبه الأستاذ أنيس منصور للدلالة على قوة ملاحظة العقاد، واقتداره على تحليل نفسيات المنحرفين من أتباع المذاهب الضالة.



    فهذه المتخلفة المتحذلقة التي هجرت ديانتها، وجاءت تتهادى إلى دار العقاد لتبشر بمبادئ الفلسفة الهندية، استطاع إمام الفكر العظيم أن يسبر غور شخصيتها، ليهتدي إلى سر انحرافها، وسبب تبديلها لدينها، وقام بتنبيهها بلطف إلى أنها انحرفت عن دينها القويم وتردت في مهاوي الديانة الهندوسية، لا لسبب عقلي وجيه، وإنما لسبب عاطفي يتصل بأمر إجهاضها لطفلها وطلاقها من زوجها! وهذا ما أبان عنه أنيس منصور جلياً حين استعرض القصة في كتابه، ونبه إليه نظر القراء. لكن لم يفهم هذا القارئ الغبي، الذي يبدو أنه يقرأ بعين السخط وحدها، من القصة إلا أن الأستاذ العقاد كان يحدق ملياً في خصور الآنسات. والغريب أن الأستاذ أنيس منصور ذكر في كتابه، وفي السياق ذاته، أن العقاد لم يحدق في خصر السيدة «وهي سيدة وليست آنسة كما زعمت يا قارئ حزب المؤتمر الشعبي الغبي وكويتبه صفيق الذهن!». وقال إن العقاد لم يكن ينظر إلى السيدة، وهي تهرف بأقوالها، وإنما رمقها بنظرة واحدة، خاطفة، اختطف به من أعماقها السر الدفين!


    ابتُلينا بأشخاص ضيقي الأفق والحظيرة، «ما زالوا» بحظيرة المؤتمر الشعبي أو خرجوا عنها لا يفقهون ما يقرأون ولا ما يكتبون.
    وإلا فانظر إلى هذا الذي تخرج من مدرسة المؤتمر الشعبي كيف فهم ما قرأ مما كتبت عنه.
    قلت في مطلع مقالي السابق: «لا يزال الأستاذ إبراهيم سليمان يتاجر، من حيث يعيش في لندن، من دون ورع، بقضايا الهامش السوداني، ويتكسب بها في دوائر العالم الغربي المريب».
    فذكر أني استخدمت اللغة العربية استخدامًا مَعيبًا، فقد كان الأوْلى - في زعمه - أن أستخدم عبارة (ما بال) بدلاً من عبارة «لا يزال».


    الدغمسة اللغوية


    وهذا نص كلامه المدغمس: «وما درى فضيلته أن «لا يزال» في اللغة تفيد الإثبات والاستمرارية، ولو أنه استعاض عنها بعبارة «ما بال» لتحقق له ما أراد من الاستغراب والاندهاش، إن كان هذا قصده».
    ولا أدري من الذي قال له إني أردت الاستغراب والاندهاش حتى يقترح، بل يحتم عليّ، أن أستخدم العبارة التي جاء بها؟!
    والحق أقول إني ما أردت أن أعبر عن شعور بالغرابة ولا الدهش، من حاله، فحاله وحال الفصيل الذي يعمل معه، من حيث استمرائهم التجارة بقضايا السودان في الغرب لا يغرب عليّ ولا يدهشني.
    وإنما استخدمت عبارة «لا يزال» لأؤكد أن صاحبنا قد استطاب تلك التجارة البغيضة التي يستمد منها رزقه في ديار الغرب، واحترفها احترافًا شبه نهائي.


    وقد قصدت أن اقول إن صاحبنا هذا «لا يزال» يتاجر بقضايا الهامش، لأن العنوان الفرعي لمقاله، الذي رددت عليه، هو «صوت من الهامش». فدل على أنه «لا يزال» يلوك عبارة الهامش، ليتسول ويتعيش بها في عاصمة الضباب وعواصم الغرب الأخرى التي يغشاها وتنعم عليه بالرعاية والرِّفد.
    ولم أقصد أن أقول عبارته التي اقترحها «ما بال» التي تفيد التساؤل والتعجب، فشأنه ليس أوضح من أن يسأل عنه أو يتعجب منه، وإن كنت محل شجب واستنكار من كل من له شعور وطني حي.
    منحدر العوام
    ثم انظر إلى هذا الذي أراد أن يصحح ألفاظنا كيف زلَّ وانكبَّ وانحطَّ إلى مستوى العوام بعد فقرتين فقط مما قال.
    فقد قال: «الرجل يعتبرني مسترزق «يقصد مسترزقًا!» بقضايا الهامش، ويصنفني مؤتمر شعبي «يقصد من أتباع أو أعضاء المؤتمر الشعبي!»، وعضو «يقصد عضوا بـ!» حركة JEM
    ويضعني ضمن جوقة د. الأفندي ومثقف مركزي «يقصد مثقفًا مركزيًا!» دون ان ترف «يقصد يرف!» له جفن».


    وللقارئ الكريم أن يُحصي كم خطأ تردى فيه هذا الكويتب المتهجم على مهنة الكتابة في هذه الفقرة الوجيزة!
    وإذا لم يكن ثمة أدنى عجب من متاجرة هذا الشخص بقضايا الهامش في دول الغرب، فالعجب كل العجب أن يدّعي أن له معرفة بلغة العرب، تخوله إشهار قلم أحمر يصحح به عباراتي التي لا غبار عليها.
    فهذه جرأة ######ة نادرة المثال، نرجو من حزب المؤتمر الشعبي أن يجنبنا ويجنب الناس إياها، فينشئ مدرسة أولية، يعلم فيها طابور الكتبة الذي «لا يزال» ينتمي إليه، أو الفصائل التي خرجت عنه، لتنضم إلى الحركات العنصرية الإرهابية، مبادئ النحو، وأساليب التعبير العربي. وعند ذلك فقط يمكنهم أن يلاحقوا أخطاءنا وأخطاء الآخرين في النحو والإنشاء.


    حذلقة من الهامش


    وإذا تخرجوا من هذه المدرسة بسلام، فيحق لهم حينئذ أن يسخروا من الدرجة التي تُدعى بالدكتوراه، والتي لا نعتد بها في قليل لا كثير، ونستطيع أن نتنازل عنها لمن يعجبون بها، ويستكثرونها علينا، من أمثال الأستاذ إبراهيم سليمان، الذي كتب في هذا المعنى، فقال: «لم أستغرب هذه الحذلقة اللغوية من د. وقيع الله، بقدر استغرابي كيف «كيف هذه لا داعي لها وبدونا يستقيم المعنى!» لشيخ وباحث مثله نال درجة الدكتوراه «أصلي بلاده» ويدّعي أنه تتلمذ على مؤلفات عبقري الأدب العربي الأستاذ العقاد المعروف بالصرامة والتدقيق المعرفي! وإحتار «يقصد أحتار!» كيف «كيف أيضًا لا داعي لها هنا!» لمثله ألا يقيم وزنًا للبحث والتمحيص فيما يورد من مزاعم!! حقيقة «المفروض أن يقول إن» هذا «الحرف» يعزز رأينا فيما يكتب من خم واحتطاب ليلي لا يأبه «لعله يقصد لا يؤبه والا فاستخدام كلمة يابه هنا ركيك!» كثيرًا لمحتواه».


    فنحن لم نتحذلق لغويًا، وإنما فعلنا بكلامك أبسط ما يمكن أن يفعل، وهو ما يفترض أن يقوم مدرس المدرسة الأولية، حين يصحح موضوعات تلاميذه الضعاف في الإملاء والإنشاء، فيملأ كراساتهم باللون الأحمر، ثم يشفع تصحيحه بعبارة: أعد! والحذلقة معناها ادعاء الرجل علمًا ليس عنده، أو لتشدقه بقشور العلم بحسبانها من لبابه، من مثل معرفتك بفكر العقاد عن طريق كتابات الصحفي المرجف أنيس منصور.
    ولهذا تلقفت عنه شائعات عدت تسألني عنها قائلا: «أرجو من فضيلتكم التكرم بتوضيح للقارئ الكريم كيف «كلمة كيف لغو لا داعي له هنا!» ولماذا انتحرت ابنة العقاد بدرية؟ ومتى تزوج «يقصد تزوجت!» والدته «يقصد والدتها» السيدة فوزية؟ ومن الذي شهد عقد زواجه منها «يقصد بها!»؟».
    فأنت شخص سفيه تحب أن تصغي إلى الشبهات الكواذب، وتصدقها وكأنها حقائق راسخات، ثم تتحداني أن أنفيها!
    فأي منطق هذا؟!
    إنما البينة على من ادعى، سواء أكنت أنت، الذي يدعي، أم شيخك الأشد سفاهة منك وغيًا، أنيس منصور، ولذا فعليكما أن تأتيا أنتما بالدليل.
    ومبلغ علم الجميع أن هذه السيدة المزعومة لم تشهر دعوى صلة زواج لها بالعقاد، وإلا لورثت حقوق نشر كتبه جميعًا بلا نزاع.
    وهذا يكفي، وأن عدتم عدنا.
                  

01-06-2013, 05:17 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)



    الترابي لـ ' أفريقيا اليوم': ليس لنا علاقة بالإنقلاب الأخير والتغيير لن يأتي إلا بإقناع الناس (1-2)
    المجموعة: الحوارات
    تم إنشاءه بتاريخ السبت, 05 كانون2/يناير 2013 03:01
    الزيارات: 5 الخرطوم- أفريقيا اليوم: صباح موسى



    عندما إلتقيت الشيخ حسن الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي السوداني قبل أكثر من شهر كان حواري معه على غير ميعاد مسبق، ولذلك لم يكن شاملا، وركزت في حديثي معه على الأحداث في مصر، فكان هناك انقسام شديد وقتها حول مسودة الدستور قبل أن يجيزه الشعب، والأمر كان يحتاج لمراقب من خارج مصر ليدلي برأيه في الموضوع، ولاشك أن الشيخ الترابي شخصية ثرية، وأي حديث عنه يؤخذ في الإعتبار من كافة التيارات دينينة كانت أم ليبرالية في مصر، ولم يسعنا الوقت للحديث عن الأوضاع داخل السودان، ولذلك حاولت أن ألتقي بالشيخ مرة أحرى حتى أقف معه على الظروف التي يمر بها السودان الآن، وتفسيره لما يحدث من إنقلاب وأحوال إقتصادية وسياسية، واتسع وقت الشيخ لي هذه المرة رغم أني أخذت كثيرا من زمنه بما أحدث خللا في برنامجه، ولكن الترابي بصدر رحب تحدث معي باسهاب وحرية عن أمور كثيرة. وفيما يلي إفاداته لنا.







    في البداية شيخ حسن ماتعليقك على حديث الصادق المهدي بأنه سيتنحي وسيدرب كوادر جديدة لخلافته؟



    هو قال ذلك من قبل، قال لو لم يتغير النظام هاستقيل، وتحدثت معه أن هذا تاريخ دخول الأنصار الخرطوم في القرن التاسع عشر أي القرن قبل الذي فات، الشعب ايه عرفوا بهذا التاريخ، قولت له انت قول قبل إستفتاء الجنوب مثلا لو الوحدة ما تحققت، سأتنحى، أو إذا الإنتخاباتماغيرت البلد وهكذا، يعني قول في مناسبة وطنية يعرفها الناس، الناس لا تعرف التاريخ حتى الطلاب الذين يدرسون بالجامعة.







    وأنت ما رأيك في فكرة التنحي هذه وتولي المسئولية لأجيال جديدة؟



    بصوت عال... لا توجد حريات، ولو كانت موجودةكان هيكون هناك عدد كبير من الأجيالالتي تحت قيادتنا معروفين للناس، يعني لو سألتي أي حزب يكون فيه 20 معروفينحتى قوميا للناس، وبعدين القيادات لم تكن دائما فرد لأنه عيب خطير جدا، فهناك منظم ومفكر أكثر منه ، لابد من مجموعة من القيادات تعمل في فريق واحد، انا لا أعرف إلا الله واحد، فلابد أن تظهر المجموعة، أبوحنيفة كان عنده مجلس كامل لكن اشتهر باسمه فقط، لوكانت هناك حريات لظهر عدد من الناس في كل حزب، زمان كنت بقول لهم (مافي واحد بعد الستين يبقى وزير في السودان)، فالشعب كلههنا مثلث كل واحد عنده أولاد وأحفاد، فلابد أن يتركوا الأجيال ولا تكون مفاصلة بين قدامى الشيوخ والشباب، بمعنى ألا يقول الشيوخ عن الشباب أنهم شفع، ولا يقول الشباب عن الشيوخ أنهم خرفوا، فنعمل جميعا في فريق من لدية العلم ومن لديه الحكمة والنشاط كله مع بعضه وهكذا، حتى نستفيد، كلنا فوق الثمانين، الصادق المهدي قبلنا بثلاث سنوات، والميرغني في نفس المنطقة ونقدتوفاه كان أيضا، هناك كبت للحريات فهذه هي المشكلة حتى نحن القيادات كوبتنا ولا يوجد مجال نعرض فيه شخصيات، زمان كنا نتحدث ونكتب الآن خلاص،لا يوجد تجدد ولا تطور هناك تبدل فقط، كله بيهلل ويصفق لشخص واحد مرات يكون شيوعيمختل عقليا ومرات يكون بليد، لا توجد حضارة تتطور بشخص، الله خلق الناس أحرارا، لابد من إطلاق الحريات فهذا مبدأ اساسي، ويكون هناك حرية للتعبيراللسان يرد على اللسان طالما لاتوجد جريمة محددة أثبتت خلاص، نجعل الآرء تتصارع وكذلك التجارة والفن الكل يتنافس في حرية.







    وكيف قرأت المحاولة الإنقلابية الأخيرة؟



    كلهم الآن فكرا وواقعا جربوا الإنقلابات، والإنقلابات إنقلبت عليهم وأذتهم أذى بالغ فكرهوها، التفكيرتطور الآن، التغيير ليس بإنقلاب لكن بإقناع الناس والسودان قارة كبيرة يجب أن نترك فيه الولايات المختلفة تحكم نفسها بنفسها في نظام لا مركزي.







    هناك تلميحات بأنكم وحزب الأمة كنتم تعلمون هذا الانقلاب وشاركتم فيه بطريقة أو بأخرى؟



    هذا إنقلاب من داخل النظام،إتهموا أحزاب أخرى ولكن لم يتهمونا كثيرا، حتى السياسين الكبار لم يتهمونا، فهذا إنقلاب من داخلهم،لم يدخولنا فليس لنا أي علاقة بهذا الانقلاب، هو مدير أمنهم الذي له علاقات دولية وتجارة هائلة وعدد كبيركان يتعاونوا معه تجاريا، والآخر من الذين قاتلوا في الجنوب، وكان من حراس القصر، فهو إنقلاب من داخلهم وليس لنا علاقة به، الإتحاد السوفيتي لم ينهار من الخارج ولا من الشعب الروسي بل من داخله







    في تقديرك لماذا صوبوا اتهامهم للصادق المهدي بهذه الحدة؟



    في الفترة الأخيرة هناك مجموعة في النظام تكره الصادق المهدي.







    كيف ذلك والمعارضة ترى أن الصادق أقربهم للنظام؟



    هو قريب للنظام سياسيا، لكن تحتفي نفوسهم أن أعرفهم لا يحبوه، النظام يجد في الإنقلابات فرصة يقبضفيها السياسين حتى يثبت نفسه ويهدئ البلد، والنظام دائما يحب تقسيمنا في المعارضة حتى لا نتفق عليه، فالعدو دائما يحب تقسيم العدو الآخر، واتفقنا ألا نعطيه هذه الفرصة، فكان بداخلنا ناس بيكرهوا الشيوعين، الأن الشيوعين أقرب الناس إلينا، أقرب الناسإ لينا، وقولنا في المعارضة نتفق على دستور انتقالي، لأن لا يوجد هناك نظام والنزعة للفوضى أكتر الآن ولا يمكن نمزع بلدنا،







    هذا معناه أنك ستشارك في الدستور القادم؟



    أي دستور؟







    الدستور الذي تدعو له الحكومة الآن ليكون دستور دائم للبلاد؟



    هذا دستورهم هم وليس دستور السودان، لن أشاركهم في الدستور ولنأشاركهم في الانتخابات إذا بيزوروها كيف سنشارك معهم.







    شيخ حسن كيف ترى حال النظام الآن؟



    النظام لديه مشاكل كثيرة، والبشير يقول لهم أنا كنت مؤتمر وطني ولكن ليس لي شأنبمنظمتكم الاسلامية القديمة هذه، وقال لهم أيضا لا تأتوا برئيس قوي للحركة الإسلامية، لو كنت بوافق على رئيس قوي وبرضى به كنت رضيت مع الترابي، وهاتوا ناس ماعندهم اي سلطة، لا تأتوا بحركة تضع السياسات وحدد العلاقات وأنا أكون منفذ لهم، النظام الآن وضعه أسوأ من قبل سنة، أولا لأن الأزمة الإقتصادية احتدت بالناس، زمان لم تكن كذلك، والغلاء إرتفع، هناك تضخم كبير جدا وصل الى 50%، والكل بيسعر على هواه، والدولار في زيادة مستمرة، والتجار وقفوا، اشتدت المشاكل، فاذا قامت ثورة ستكون ثورة جياع وهي أخطر من غضبة السياسين على الحريات.







    د. نافع دائما مطمئن للشارع ويسخر من المعارضة باستمرار بأنها لن تستطيع تحريك الناس. بماذا ترد؟



    نافع لأنه ليس سياسيا يتحدث بهذه الطريقة، إنت نظامكم في مصر كان عارف ماذاسيحدث له؟ فالكل كان مضمون لديه الجيش والأمن، كلهم لا يروا أنفسهم إلى أن يقعوا، والتاريخ كله هكذا، والقذافي قال الجرذان ماذا حدث له؟، فهم يقولون مثل هذا الكلام والآن ولاية جنوب كردفان مليئة بالحرب ولم يستطيع النظام ايقاف هذا الأمر، والجيش تأثر، فالظباط والعساكر لم يعرفوا دوافع هذه الحرب، في دارفور أيضا مشاكلهم حادة جدا، والذين أتوا بهم واستنفروا بهم وهم عرب رحل بهم الوحشية وليسوا جنود هم من أفريقيا، دخلوا نيالا ودخلوا المحكمة وهجموا على بنك ودخلوا جوه المحكمة وأخذوا ناسهم وخرجوا، وفي الجنينة ضربوا قوات الأمم المتحدة والعساكر استسلموا، فهم أكثر من العساكر، دارفور في حالة سيئة،ولكنهم لا يروا لذلك قيمة، زمان تساءلت لماذا تكثروامن الرتبفي الجيش، لماذا هناك ملازم اولو ملازم تاني، لماذا لا يوجد رائد أول ورائد تاني؟ وليه بهذا العدد، ولماذا عشرين رتبة لماذا لمتكن خمسة، طبعا العسكري لا يعرف أي شئ سوى العسكرية، وقولت لهم وسعوا البرنامج للعساكرحتى يتعاملوا كبشر عاديين، نخرجه سنة خارج الجيش ونلغي موضوع ملكي وعسكري، كانوا بينتهوا من كل الأسرى، وكان فيه 600 أسير أيام قرنق سلموهم للشمال، ولم يوجد لدينا ولا أسير، في المغرب العربي هم ناس تربوا في الجبال ويحبوا الجيش، أما المصريين يكرهوا الجيش لأن غالبية العساكر من المزارعينو في مصر التجنيد إجباري، ولغوه في معظم العالم، في اسرائيل الوضع مختلف كل طالب له كود وعندما يذيعوا في الإذاعة عن كوده يخرج مباشرة على الميدان وهناك يجد كل أدواتهجاهزة، اما في مصرالجيش طول الوقتمما يكلف البلد كثير في الصرف، ويحرم البلد من كوادر كثيرة ممكن تنتج في أشياء كثيرة، الاسرائيلين جيشهم يصل تعداده مليون لكن بيجمع باتصال وبنداء في الاذاعة فالجهاد واجب هناك، لابدأن ينخرط الجنود في الحياة، ولو حدثت أزمة يمكن أن يتكون الجيش بسرعة، فيجب أن ينتج هذا العدد الهائل، مع الحفاظ على تدريبهم كل فترة، عموما العساكر لدينا بيفكروا باتجاه واحد، وصعب تغيرهم.







    في تقديرك ماذا سيفعل النظام بالانقلابيين؟



    هم عادة يحاكموا بسرعة،ومحاكمتهم كلها إعدام، ولكن هناك ضغوط من الشايقية والجعلييين ووساطات تقوللهم أن قوش من زمان كان يتحدث معكم عن الأوضاع، الجيش تعبان وأحاديث عن عبد الرحيم محمد حسين، الحملة أغلبها عن ظلمات الجيش، الضباط لم يعجبهم سياسة التسليح، والسلاح به عيوب وشكاوي كثيرة جدا، من المعروف أن الجيش دائما يدافع عن بلده وليسداخلالبلد الأمن ممكن لكن الجيش لا، فغريبة علي الجيش مايحدث الجيش ينظرللحدود والعدو الخارجي، فهم لديهم مشكلة ماذا يفعلون بالإنقلابيين,نحن لم نكن نقدر إنقلاب من الداخل، أمريكا كانت تكتب كتب عن علم الكريملين، ولا يوجدأحد كان يتوقع أن ينهار الاتحاد السوفيتي من داخله، الإنقلاب دائما يكونضد الحاكم، أما من داخلههذا غريب جدا، فموضوعهم صعب، البلد كلها متدهورة، والجنوب لا يثق فيهم، وعلاقتهم بالجنوب سيئة جدا، وعندما أتى رئيس وزراء أثيوبيا للخرطوم قال لهم إذا مانفذتوا الإتفاق سنحول الموضوع للأمم المتحدة، وذهب ودبلوماسيا كأنه أتي لتفاوض، والرئيس تعبان، وهناك مجموعة من داخل النظام عملوا أنفسهم مجاهدين وسائحون.







    مارأيك في المجاهدين داخل المؤتمر الوطني هل سيستطيعون التغيير من الداخل؟



    هم ليسوا عساكر هم جامعيون وبهم كل من إشترك في الجهاد وحقيقة لم يشتركوا أصلا، وسموا أنفسهم النهضة والإصلاح، وكتبوا كلام كثير، طلبوا المشاروه معنا، وقلنا لهم أنت تشتكونمن حاجات عامة، وأهدافكم ليست محددة، والسودان هذا لابد أن يتوازن مركزيا بطريقة فيها موازانات وفي عيوب، وقلنا لهم الموضوع ليس كلام تكتبوه وتنتهوا، لابد من وسائل ماذا ستفعلون؟ ثورة هتعملوا إنقلاب أم مظاهرات ماذا تريدون؟، كتبتمجموعة قليلة منهم ورقةفجميعهم لا يكتبون، وقدموا لنا الورقة،هم يريدون النظام كما هو، وقالوا نوحد الحركة الإسلامية وكثير من الحركة يريد ذلك، هم لا يعلموا كثير عن تاريخ المشكلة، عندهم ناس من عندنا وناس من عندهم، وناس من بره،لكنهم حديثي عهد بالسياسية، الجنود عموما هكذا.







    هناك دعوات من شباب المعارضة والحركات بأنهم يمكن أن يتوحدوا مع هذه المجموعة طالما هدفهم واحد إزالة النظام هل ممكن أن يندمج حزبك معهم؟



    لايمكن أن أندمج معهم، أنا مربوط بقوة سياسية ولا يمكن أن أدخل انتخابات مع هذا النظام وهذا النظام لابد أن يرحل.







    ولماذا لا تريد أن تتوحد مع الحركة الاسلامية وهي كيان غير سياسي؟



    كيف ذلك وأنا لا أعترف بشئ اسمه اسلامي وشيوعي أو سوداني ومصري، غالبية التيارات في العالم العربي إسلامية صحيح لديهم دوافع مخصة، ولكنهم لاينزلون القيم الاسلامية إلى برامج ويدرجوها ولايوجد عندهم أي خبرة سياسية، ولا يعرفوا الرياضة والفنون، بدائيون أنا ليس عندي مشكلة مع أحد، ولكن ليس ببساطة هكذا نتوحد مع الحركة الاسلامية.







    هل قرأت ورقة دكتور غازي عن مخرجات المؤتمر العام للحركة الاسلامية؟



    رد عليه ناس من عندهم، خال الرئيس قال قبل ذلكعمل مذكرة العشرة وقال نجيب الرئيس ونعمله رئيس الحركة الاسلامية ونشيل الترابي بره،.... أنا في هذا اليوم عملنا إجتماع لم نكن نريد مناقشة التنظيمات، فطلعت لهم مذكرة وكنا في يوم جمعه، والرئيس كان يلبس عسكريا، والحرس وزع هذه المذكرة، فأجازوا أجندة، الرئيس،وقال الرئيس ولا البند الأول ولا الثاني قال فيه ناس عندهم مذكرة يقوموا يقلوها، فتحدث أحدهم وتحدث آخر، ولم أتحدث حتى لا يقول أحد أني أدافع عن موقعي، قولنا نقوم نصلي الجمعة، حتى الآن لايوجد حاجة اسمها رئيس الجمهورية يكون رئيساللحركة تتنتخب واحد منهم، ففي المؤتمر نزلوها لمجلس الشورى وهنا أتوابناس مساكين السودان كله يعرفهم، وهناك ناس غضبوا من الفساد وكانوا يريدوا أن يقدموا غازي، وغازي وهو أكثرهم فهما شعر أن الموضوع هذا لن يسير ولن يكون هناك تغيير ولن يفوز، وهو يعلم أن هناك أشياء أخرى تحكم كالقبليات ولا يستطيع أن يصارع الرئيس، وغازي ليس طبيباحتى يفتح عيادة، هو في أستاذ في الكيمياء الحيوية فماذا سيعمل؟، فهو انسحب من بدري، والرئيس قال لو كنت أرى أن الحركة الإسلامية تحكمني من الخلف كنت قعدت مع الترابي، الآن عملوه رئيس الهيئة القيادية للحركة، فأصبح رئيس لكل شئ، وهذا عمل لهم زلزلة لحزبهم، والإنقلاب من جواهم والضربة الإسرائيلية، زمان كان مبارك يقول لوزير خارجيتنا (قتال القتلة علي عثمان ده كان عاوز يقتلني وكنت بقول الترابي) وكان مبارك يرفضأن يلتقي علي عثمان إلى أن صالحهم الغربيين لكن بشرط أن يوقع على نيفاشا، وبعدها قابله عشر دقائق، حتى رئيس مصر الجديد لم يعطي البشير أهمية عندما زار مصر آخر مرة فأين يذهب هو محاصر.







    وماذا تقول في علاقة أمريكا بالخرطوم الآن؟



    الأمريكان لأنهم بلد ديمقراطي به لوبيات المؤسسات كلها عندها رأي، كانوا يظنوا أن هذا النظام يمكن أن يبقى، فليس معروفاعندما يذهب من سيأتي بعده، فالنظام مرر لهم نيفاشا وكل مايضغطوهم بيمضوا، هم الآن يريدون أن يمشي السودان هادئا دون فوضى حتى لا يكون هم للعالم يصرفوا فيه الكثير ولديهم مشاكل اقتصادية، واصبح عندهم شعور إنه لابد أن يمشي البشير لكن بشرط يأتيشخص يثقوا من أنه يحافظ على البلد دون عنف أو قتال، فالشاهد أنهم يريدوا بلد هادئ، طبعا لا يهمنا العالم لكنه عامل، ولابد أن تحدث الموازنات داخلية وخارجية،أرى أنالبلد مخلخلة، وأنا همي أن يروح هذا النظام، وأقنعنا كل القوى السياسية أنه لا دستور مدني ولا اسلامي، وبعدين مستقبلا يكون هناك انتخابات مجلس تأسيسي،وكل شخص يطرح أطروحته، والذييأتي به الناس لدورة ما نرضى به في ديمقراطية عادلة.







    ماهي أجندتك في المرحلة المقبلة؟



    الأتراك دعوني قبل أيام لحوار فكري اعتذرت لهم، وقولت لهم لم أستطيع أن أقدر أحوال بلدي وماذا سيحدث بها، وأريد أن تروق مصر لي قبل أن أزورها، وهي بدأت تهدأ قليلا، الدستور أصبح واقعا وممكن يتعدل، الشعب هو الذي يأتي بهذا أو ذاك، وفي رأيي مصر لم تفلس، والدستور عالج حاجات كثيرة في حقوق أساسية عملها عدالة في المعاشات والأجور وغيرها، أما التفاصيل يجب أن يتركوها للسياسات، أدعو المصريين أن يستفيدوا من مساحة الحرية التي أتيحت لهم بعد الثورة.







    ما رأيك في دعوة عصام العريان بعودة اليهود لمصر ولأوطانهم؟



    اليهود هذا وطنهم الحقيقي واتأذوا أذى شديد في البلاد الأخرى، زمان جمال عبد الناصر طردهم بره، أفكاري ورأيي أن الأرض خلقت للناس جميعا،والمفروض تخف كل أحكام تأشيرات الدخول وتخف موضوع الجنسية بدرجة، وأي ناس لم يجدوا في بلدهم الفرصة يذهبوا لبلدان أخرى وينتجوا، فأنا أوافق على ذلك.







    حتى لو كانوا اليهود ياشيخ حسن؟



    أنا لا يهمني يهودي هندي روسي أي جنسيات، زمان كنت أريدأن نأتيبصينين ونزوجهم عندنا حتى نطلع خلطة، الصينيون فيه فوائد لانهم بيعملوا جيدا، يعملوا في مجموعات، يشتغلوا كتلة واحدة ولا تستطيع أن تميزهم ورواتبهم متقاربة وليسوا مستعمرين، أما نحن في السودانلا نجتمعإلا في الافراح والمآتم، ولا نجتمع في أي شئ آخر، حتى الأحزاب مشققين، ولذلك نحن في حاجة لمن يعلمنا، ولكني وجدت الصينين بيشتغلوا في كل شئ فلم يعجبني هذا الأمر، فأنا لا أريد أن يحتكرني أحد نريد مصريين وجنسيات مختلفة.


    ---------------------

    اكتمال التحري مع متهمي الانقلابية وتسليم الملف لوزير الدفاع


    نشر بتاريخ السبت, 05 كانون2/يناير 2013 13:00


    الخرطوم: أسامة عبد الماجد


    اكتملت التحقيقات والتحريات التي أجرتها السلطات مع المتهمين بالضلوع في المحاولة الانقلابية الأخيرة. وبحسب مصدر موثوق أن ملفاً كاملاً شمل التحري مع المتهمين، تم تسليمه لوزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين، بعد قيام فريق من كبار الضباط من ذوي الكفاءة والخبرة بعمليات التحري مع المتهمين. وكان التحقيق مع أحد المتهمين، وهو قائد القوات الخاصة بالقوات المسلحة اللواء الشيخ عثمان الشيخ، لم يستغرق وقتاً طويلاً، لأن الشيخ أكد أنه تنبأ للانقلابيين بعسر مهمتهم، لكنه عاد وقال إنه أعطاهم «كلمة رجال ولم يتراجع عن عهده



    ----------------

    لسودان: تصاعد الحملات بين التيارات الإسلامية المتصارعة.. واعتقالات جديدة
    الأخبار
    السبت, 24 نوفمبر 2012 04:43
    زادت حدة الصراع بين الإسلاميين الحاكمين في السودان، عقب المحاولة الانقلابية الأخيرة التي أعلنت عنها الخرطوم الخميس، وتحولت إلى ما يشبه الحرب بين التيارات المتصارعة داخل الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم، وفي المقابل، بدأت تتكشف أسماء معتقلين إضافيين، وتنظيمات داخل الصف الإسلامي، تشكك في مزاعم الحكومة حول المحاولة الانقلابية.

    وكشفت صحيفة سودانية مقربة من حكومة الرئيس البشير عن أسماء ضباط آخرين ألقت السلطات القبض عليهم على خلفية المحاولة، وقالت الصحيفة المملوكة لـ«خال» الرئيس البشير الطيب مصطفى، إن السلطات ألقت القبض على ضباط على علاقة بقائد الحرس الجمهوري الأسبق العميد محمد إبراهيم عبد الجليل «ود إبراهيم»، وهم النقيب بإدارة العمليات بجهاز الأمن والمخابرات علاء الدين محمد عبد الله، والنقيب بإدارة العمليات بذات الجهاز إبراهيم عبيد الله، وقائد القوات المشتركة السودانية التشادية العقيد فتح الرحيم عبد الله، إضافة إلى المقدمين بسلاح المدرعات رشاد، وحسن.

    وفي ذات الوقت، نفت مصادر في أسرة مدير جهاز الأمن السابق صلاح عبد الله قوش، أن يكون قد شارك في أي محاولة انقلابية أو دبرها، وأنه كان خارج البلاد طوال العشرين يوما الأخيرة يزاول أعماله التجارية في العاصمة الإماراتية دبي، وعاد قبل 3 أيام فقط من اعتقاله.

    وشن أئمة موالون للحكومة في خطب الجمعة حملة عنيفة على مدبري المحاولة الانقلابية، وقال القيادي الإسلامي وإمام مسجد الشهيد عبد الجليل النذير الكاروري، في خطبة نقلها التلفزيون الرسمي المحاولة إن المحاولة عمل تخريبي وحرب ضد الإسلام، ووصف الخارجين عن الحكومة بأنهم «إما يهود أو كفار أو جاحدون بكتاب الله».

    واتسعت هوة الشقاق بين مجموعات الإسلاميين الحاكمين عقب إعلان المحاولة، وتردد أن قيادات بارزة في الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني)، وردت أسماؤهم في التحقيقات مع المجموعة المتهمة بتنفيذ المحاولة، جرى التحقيق معها، بينما نفى متحدث باسم «مبادرة سائحون» أسامة عيدروس، وهي مجموعة مكونة من شباب ومجاهدين سابقين تطالب بتغييرات جذرية في الحكم وتوجه انتقادات لرموزه، أن تكون الاعتقالات قد طالت أفراد المجموعة.

    وشككت مذكرة موقعة باسم «المؤتمر الوطني - منبر الإصلاح» حصلت «الشرق الأوسط» عليها، في المحاولة التخريبية ومخطط الاغتيالات، ووصفته بـ«الفتنة».

    ونددت بما أطلقت عليه «التربص والوقيعة بالشرفاء وأصحاب الرأي» من أبناء الجيش، واعتبرته «جناية وطنية كبرى»، وقالت إنهم يستحقون أرفع الأوسمة، وإن الدولة على العكس «جازتهم» على «طريقة سنمار».

    ودعت المذكرة إلى اتباع الإجراءات التي ينص عليها القانون، والتعامل مع المعتقلين بطريقة كريمة حال وجود أدلة قوية ضدهم، وإلى احترام ما سمته «سجلهم الناصع من البطولات والفداء الوطني»، وهددت من المساس بهم، وقالت: «سيكون ثمنه مكلفا».

    وطالبت بوقف ما سمته «الحملات الإعلامية المسعورة»، ضدهم، التي يستخدمها البعض لتسميم الأجواء، ووصفتها بأنها «كذب فاضح وتضليل مغرض ودعاية سوداء»، تصيب الحاكمين قبل أن تنال من «الموقوفين حاليا».

    ونادت بتسمية الأشياء بأسمائها، لأن الاتهام لو صدق فهو في كل القواميس يسمى «محاولة تغيير للسلطة» أو «انقلابا»، وليس «مخططا تخريبيا» أو «اغتيالات»، ######رت المذكرة من اتهامهم بالتخطيط لاغتيالات سياسية أو تخريب المنشآت، ووصفهم بالمخربين.

    وأوضحت أن المعتقلين معروفون بإسداء النصح لأهل السلطات في الاجتماعات الرسمية وبكتابة المذكرات وفي كل المحافل، ولأن القيادة السياسية اهتزت بعد أن أصبحت حكرا لفئة محدودة من الناس، فطفقت تبحث عن كباش فداء، لإلهاء الشعب عن كبواتها، بيد أنها وقعت في المحظور وتربصت بمناصريها الذين تدخرهم للشدائد.

    ودعت المذكرة الموقعة عضوية الحزب وجماهيره وشبابه ودعاة الإصلاح للتمسك بالصبر وضبط النفس، والتحلي باليقظة والانتباه.

    وقال مؤلف كاتب «الإسلاميون أزمة رؤيا وقيادة» عبد الغني أحمد إدريس (تحمل المذكرة توقيعه) لـ«الشرق الأوسط» إن المجموعة اختارت لنفسها اسما جديدا لتفرق بينها وبين شباب المؤتمر الوطني، وهي مجموعة شبابية داخل المؤتمر الوطني، وليس خارجه، وظلت على الدوام تطالب بالتغيير والديمقراطية، وإنها كانت وراء مذكرة «الألف أخ»، وترفض التغيير الجزئي وتدعو لتغيير المجموعة الحاكمة التي أثبت فشلا ذريعا.

    وقالت مبادرة «سائحون» في بيان حصلت عليه «الشرق الأوسط» إنها ظلت تدعو للحوار، وتراقب ما يجري عن كثب في الساحة من مستجدات، وترى أن المخرج من الاحتقان والواقع الذي وصفته بـ«المأزوم»، لا يمكن أن يكون إلّا بالحوار.

    ودعت المبادرة في بيانها إلى الاستجابة لدعوات الإصلاح، ورفض التخندق حول الرؤى الأحادية، وقالت إنها تبذل قصارى جهدها مع الآخرين للحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها.

    وبينما كانت لهجة البيان تصالحية، فإن الحوار الدائر في صفحة المبادرة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أكثر سخونة، ويتبادل أعضاء المجموعة مداخلات من قبيل: «لن يجدوا عناصر الحركة الإسلامية الصلبة، عندما يحتاجونهم في المواقف الصعبة، وسيندمون.. لماذا ننتظر حتى يأتي الموقف الصلب المنشود، ألا يمكننا أن نصنعه..؟ أم أن الوهن وصل بنا لدرجة أننا لا نقوى على رد حقوقنا، ولا بد من فعل يوازي المرحلة».

    وبعثت مجموعة أخرى بذات الاسم «سائحون» رسالة أطلقت عليها: «رسالة من القلب إلى السيد رئيس الجمهورية»، دعت فيها الرئيس إلى إطلاق سراح المعتقلين.

    وقالت الرسالة التي حصلت «الشرق الأوسط» عليها: «نرجو أن يقوم الرئيس بإطلاق سراح إخواننا وقادتنا «ود إبراهيم» ورفاقه من أبطال القوات المسلحة وبقية إخواننا المجاهدين صمام أمان ثورة الإنقاذ منذ بزوغها، وحتى هجليج والرقيبات بالأمس القريب».

    وحملت الرسالة وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين مسؤولية وتبعات ما حدث وما قد يترتب عليه، وأوضحت أن عهده شهد انتكاسات كثيرة بدأت بقصف بورسودان، وصولا إلى قصف مصنع اليرموك، واحتلال هجليج وكاودا، وأنه فشل في حسم الحركة الشعبية قطاع الشمال بجنوب كردفان.

    واتهمت المذكرة وزير الدفاع بأنه أحال قائد الاستخبارات وبعض القادة إلى التقاعد، لأنهم قدموا له النصح والمشورة، وافتعل مشكلة مع قائد المدرعات اللواء صديق فضل. ودعت المذكرة الرئيس للحفاظ على من سمتهم بـ«إخوتك وصمام أمان الثورة»، وقال موقعو المذكرة إنهم ينتظرون القرارات التي سيتخذها الرئيس الذي يكنون له الحب والاحترام، وإن وزير الدفاع لم يترك لهم سوى «هذا الحل»، دون أن يحددوا ما هو «هذا الحل».

    المصدر: الشرق الاوسط




    -----------------


    المجاهد أبو بكر محمد حول مبادرة «السائحون»


    نشر بتاريخ الثلاثاء, 25 كانون1/ديسمبر 2012 13:00


    > حوار: ندى محمد أحمد> تصوير: محمد الفاتح

    بدا لافتاً في الفترة الأخيرة نشاط «السائحون» الذي أطل على المشهد العام دونما سابق إنذار، وأخذت الصحف تنقل أنباء لقاءاتهم على مستوى المركز والولايات، وامتازت صفحتهم على الفيس بوك باحتدام الجدل حول الأحداث الراهنة، وفي مقدمتها المحاولة الانقلابية. في ظل هذه الأجواء أعلن السائحون عن مبادرة سيطلقون سراحها أواخر الشهر الجاري. إذاً من هم السائحون؟ وما الغاية من مبادرتهم ؟ وما الدافع إليها؟ وما موقف الحزب الحاكم منها؟ هذه الأسئلة وغيرها تتضح الإجابة عنها في هذا الحوار الذي أجرته الصحيفة مع عضو لجنة المبادرة أبو بكر محمد يوسف.. فإلي التفاصيل:

    > بداية مهندس أبو بكر من هم السائحون الذين أطلوا على المشهد العام منذ أشهر؟
    < هم ثلة من خيرة شباب الحركة الإسلامية، اشتهروا بتعدد نفراتهم الجهادية وبحثهم عن الشهادة. وهم جماعة كانت لاتهدأ حينما كانت البلاد فى خطر، فكانوا ما أن يعودوا من متحرك أو نفرة إلا وشدوا رحالهم لنفرة أخرى، ولذلك أطلقنا على المبادرة اسم «السائحون» فأطلقنا الجزء وأردنا الكل، لأننا حينها كنا نقصد كل المجاهدين، بدءاً من مجاهدي يوليو 76 وحتى مجاهدي تحرير هجليج.
    > الغاية من هذا الحراك؟
    < أهدافنا الأولى اجتماعية بغرض التلاقي والتعارف، لذا تنادينا في أول لقاء لنا في قاعة النيل، وقبلها كانت هناك لقاءات في منازل الشهداء، ومنها انطلق التساؤل هل الوفاء الحقيقي للشهداء الاجتماع في منازلهم وذكر مآثرهم، أم الوقفة الجادة حيال الراية التي استشهد لأجلها. فالوفاء يقتضي النظر للمسيرة القاصدة التي قدم من أجلها الحركة الإسلامية الآلاف من الشهداء.
    > وهل سقطت الراية؟
    < هناك انحراف كبير جداً في المسار، على مستوى الدولة والحركة الإسلامية. ورأينا أن أي أخ مسلم صالح وصادق في المؤتمر الوطني، لا محالة غير راض عما يحدث مثلما أي أخ في المؤتمر الشعبي على يقين تام أن ما يحدث في حزبه لا يلبي الأشواق. ومثلهم إخوة الرصيف ولذلك التقينا في مربع عدم الرضا، لننطلق للوثبة الثانية.
    > لكن الشعبي يدعو لإسقاط النظام. فكيف تتسق توجهاتكم مع مجاهديه؟
    < اتفقنا جميعنا على خلع جلباب الحزب تماماً وارتداء جلباب المجاهدين فقط.
    > هل يعني ذلك تبرؤكم من أحزابكم؟
    < لم نتخل عن أحزابنا، وبعض رموز المبادرة وقادتها ملتزمون تماماً بمؤسساتهم التنظيمية سواء في الشعبي أو الوطني، لذا نحن نتدثر بجلباب الانتماء للمجاهدين أو السائحون.
    > وهل الحركة ومشروعها في خطر الآن؟
    < أعتقد أن ذلك والبلاد تمر بأزمة حقيقية لا تحتاج لدرس عصر ولا لزرقاء يمامة، منها إشكالات فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وهنالك أزمة اقتصادية لا ينكرها أحد، فضلاً عن المشكل السياسي، التى قادتنا إلى كل هذا الاختناق، وكل ذلك دافع أصيل لهذا الحراك.. فانعدام مبدأ المحاسبة أدى لاستشراء الفساد حتى أصبح حديث المدينة ودواوينها، لذا فإن المجاهدين الذين تنادوا بالأمس من أجل إقامة دولة فاضلة تسودها قيم العدل والحرية والمساواة، هم ذاتهم تدافعوا وتنادوا لهذا الإصلاح. فالنداء هو ذات النداء والنية هى ذات النية.
    > ما هو فحوى مبادرتكم؟
    < إطارها العام الإصلاح، على كل المستويات، وتمت مناقشة ذلك باستفاضة، وهناك من يرى أن أزمة البلاد هي أزمة ثقافية وأزمة تنوع وقضية اجتماعية. فرؤيتنا الكلية للإصلاح بأن نتواضع لإيجاد الحلول، حتى رؤيتنا تشمل تغيير أحزاب البلاد وممارستها السياسية، وذلك على مستوى الدولة والمجتمع. أما التفاصيل فهي موجودة في مسودة المبادرة التي ستعلن في 29 من الشهر الجاري.
    > هل مبادرتكم هي خريطة الطريق؟
    < نعم. وحدث ذلك بعد حراك فكري محموم وعمل متواصل ليل نهار، وتم حصر العمل داخل الحركة تمهيداً لتنفتح على كل أطياف العمل السياسي في البلاد، لذا أبدلنا اسم مبادرة السائحون إلى نداء الإصلاح والنهضة.
    > وما هي الوسائل التي تحتكم إليها المبادرة؟
    < نعتمد على قاعدة الحركة الإسلامية، لأنها نتاج لتداعي من قواعد المجاهدين، ليكونوا ما يشبه التيار العريض، الذي تتوفر له إرادة الإصلاح، عبر برامج ونداءات للمجتمع السوداني ليناقش قضاياه، وستتوسع لاحقاً.
    > هل استأذنتم الوطني بشأن المبادرة؟
    < لسنا بحاجة لأخذ إذن من أحد، لأننا أصلاء في الحركة الإسلامية، فكل مضى للجهاد بنداء ذاتي، وعلى ذات النهج تنادينا اليوم.
    > ولكن مساعد الرئيس د. نافع تنبأ للمبادرة بالفشل كونها خارج المؤسسات؟
    < تقصينا من حديث د. نافع وهو أخرج عن سياقه، ووجدناه يدعو المجاهدين للعمل من داخل المؤسسات، وكانت تلك رؤية الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد خلال لقائنا خلال حوارنا المتصل معه، حيث طرحنا عليه مبادرتنا وأمن على أهمية الإصلاح.
    > ولكن هذا يشير إلى أنكم تعملون خارج المؤسسات؟
    < ضيق مواعين الشورى والإصلاح، قادت الناس للعمل خارج المؤسسات. والمجاهدون موجودون داخل المؤسسات ويعملون لإصلاحها، لذلك كانت مذكرة «الألف أخ» التي قدمت لقيادات الوطني، ولكن عندما يتداعى الآن كل أطياف الحركة حتى من خارج الوطني، مؤكداً أن السياق لا يقبل إدراجهم في إطار مؤسسات الحزب.
    > ما هي رؤيتكم للإصلاح السياسي على وجه التحديد؟
    < نفضل أن تخرج تفاصيل المبادرة لدى الإعلان عنها في اليومين القادمين.
    > هل ترون أن الأزمة السياسية تكمن في تكلس القيادات في مواقعها لأكثر من عقدين من الزمان؟
    < هذا أحد مظاهر الأزمة وليست الأزمة.
    > إذن ما هي الأزمة؟
    < الأزمة أعمق من ذلك بكثير، لذلك خاطبناها في تفاصيل إعلان نداء الإصلاح والنهضة، الذي يمتاز بعدم هيمنة المركز عليها، حيث لم تنطلق منه وخرجت للولايات والهامش ليبصموا عليها.
    > هل يمكننا القول إن كل المجاهدين في البلاد يقفون وراء المبادرة؟
    < حتي الآن هناك أكثر من خمسة آلاف مجاهد شارك في اللقاءات. ولا تزال هناك لقاءات قادمة.
    > هل أصحاب مذكرة «الألف أخ» في هذا الحراك؟
    < هناك عدد كبير جداً منهم شركاء فاعلون ونشطاء في المبادرة.
    > هل صغتم معهم مذكرتهم التي قدموها للحزب؟
    < لا يمكن القول كنا معهم أو كانوا معنا. ولكن في النهاية الهم والقضية واحدة.
    > هل واثقون أن خطواتكم ستفضي للنتائج التي تسعون إليها؟
    < الوقود والزاد الحقيقي لحراكنا دماء الشهداء وعهدنا معهم بإذن الله سنصل للنهايات المرجوة، وليس شرط أن نصل اليوم أو غداً. والإنسان ليس مكلفاً بجني الثمار، كما هو مكلف بإخلاص النوايا الصادقة وتجويد السعي. أما النهايات وقطف الثمار فهي موكولة لله تعالي.
    > ألا تخشون على مبادرتكم من مصير مذكرة الألف أخ التي خفت ضؤوها؟
    < المذكرة شكلت قوة دفع إضافي لنداء الإصلاح والنهضة، وهذا الجهد ليس الأول ولا الأخير، وقد سبقته جهود كثيرة، وقدمت الكثير من المذكرات من أستاذة جامعيين ومن البرلمان وغيرهم، وذلك كله نداء يتكامل من أجل خلق إرادة إصلاح. وبالتأكيد سيكون لذلك مردود إيجابي.
    > هل مبادرتكم جزء ثانٍ لمذكرة الألف أخ؟
    < حراك «السائحون» امتداد لكل نداءات الإصلاح ووحدة الإسلاميين، ولكل نداءات الصادقين الذين يبحثون عن حلول.
    > على ذكر التوحيد، هل تشتمل مبادرتكم توحيد الوطني والشعبي؟
    < قطعاً أحد أشواقنا وحدة الحركة الإسلامية، لأنها صمام أمان للبلد، ولا نقصد بالوحدة أن تتم على أساس الرموز بجلوس الترابي للبشير أو العكس، إنما بمفهوم أعمق وأشمل على نحو ما كان يرجوه أي اخ مسلم صادق حمل الكلاش مجاهداً، سعياً لحركة إسلامية مبنية على أسس ومؤسسات وحرية وشورى تدفع وتبني دولة العدالة والنزاهة للجميع دون إقصاء لأحد.
    > هل ترون أن مغادرة القيادات في المؤتمرين ستؤدي لتوحيدهما؟
    < المسألة أعمق من الشخوص.
    > ولكن المفاصلة تمت على يدي تلك الشخصيات؟
    < القيادات في الحزبين جزء كبير من الأزمة، ولكن الحصيف عندما يبحث عن حل، يدرك أهمية تمرحل الحلول، حتى أن النداء الرباني للإصلاح بواسطة الرسل كان ممرحلاً، ونحن لا ندعو لذهاب تلك القيادات التي تسببت في هذه الأزمة.
    ونجد أن تكلس القيادات هي علة ومرض سوداني يحتاج لتشخيص ومعالجة، الآن التكلس هذا موجود في أحزاب أقصى اليمين واليسار، وكذلك في الشعبي والأمة القومي والاتحادي.
    > هل تعني بالحوار أن يتم داخل الوطني أم بينه والمعارضة؟
    < حالياً كل قنوات الحوار مغلقة، فيما بين الجميع، كل الأحزاب تعاني من نفس الأزمة لأنها متخندقة في مواقفها ولا توجد نظرة مستقبلية لإيجاد حلول لمشاكل الوطن.
    > المعارضة طرحت عرضاً لدعاة الإصلاح في الوطني للانضمام إليها. هل تفعلون؟
    < المعارضة جزء من الأزمة التي نسعي لحلها، فأحزابها لا تقل قبحاً مما يحدث الآن، لذلك نحن ندعو لأسس نرجو أن تتواضع عليها كل الأطراف السياسية سواء الحكومة أو المعارضة.
    > ما هي مخرجات لقائكم بالترابي؟
    < لم نلتقه بعد، ولدينا سلسلة حوارات ممتدة تشمل كل الأطياف السياسية، وقد التقينا بجزء كبير جداً من قيادات الوطني، منهم غازي صلاح الدين وكمال عبد اللطيف وقطبي المهدي.
    > بم خرجتم من هذه اللقاءات؟
    < جزء كبير من هذه القيادات اتفقوا معنا بأن البلد أحوج ما تكون للتواضع على الإصلاح، وإن كانوا هم ينادون للعمل من داخل المؤسسات، عموماً هناك اتفاق حول وجود أزمة حقيقية تحتاج لانتباهة تشمل الوطني، ومن هم خارج أسواره.
    > هل لمستم أن نشاطكم مرضي عنه أم مغضوب عليه من قبل قيادات الحزب؟
    < حتى الآن لم نجد أي اعتراض أو رفض مباشر على حراكنا.
    > إذاً، هناك رفض غير مباشر.
    < نحن نسعى لفتح كل القنوات مع كل الناس. والمبادرة منفتحة على جميع قيادات البلاد، بما فيهم السيد الرئيس والمهدي والميرغني.
    > لم أرجأتم لقاءكم بالسيد الرئيس في الوقت الراهن؟
    < نحن الآن أشبه ما نكون في فترة انتقالية تنتهي بإعلان المبادرة، ليبدأ بعدها العمل الحقيقي، لكن قطعاً نسعى لمقابلة السيد الرئيس في وقت ما.
    > هل من جهات بالحزب أوالحكومة تعمل لعرقلة نشاطكم؟
    < لم تواجهنا معارضة واضحة، ولكن هناك بعض المتاريس، إجمالاً هناك تباين في بعض الولايات وجدنا الأرض ممهدة أمامنا، وفي أخرى كالبحر الأحمر سدت أمامنا الطرق، حتى أننا أجرينا اجتماعنا تحت كوبري الخرطوم الشهير ببورتسودان، ورغم التباين جلسنا في حوار مع قادة الأجهزة الأمنية صرحوا بأنهم ليسوا ضد المبادرة وإن كانت لديهم بعض المخاوف، بالتأكيد فإن حراكنا يدعو للحفاظ على الأجهزة القائمة والمؤسسات لكن مع التجويد والإصلاح الحقيقي.
    > كيف تنظرون للمحاولة الانقلابية؟
    < المسألة في يد القضاء لا يجوز التحدث عنها، ولكن نحن ضد الانقلاب أي كان وضد التغيير بالقوة، فنحن نرى أن إحدى أزماتنا الحالية هي الانقلاب على انتخابات 1986 وإن اختلفنا حولها.
    > هل لديكم مجاهدون قيد الاعتقال في الانقلابية أو غيرها؟
    < ليس بين المجاهدين أو «السائحون» من هو قيد الاعتقال.
    > ذكر د. نافع أخيراً أنه بصدد لقاء المجاهدين. هل حدث هذا؟
    < كان من المفترض أن يتم الترتيب للقاء اليوم«السبت 22 ديسمبر» وغالباً ما يتم ذلك خلال اليومين القادمين. واللقاء بمبادرة منه.
    > لو سدت الأبواب في وجوهكم هل من الوارد تشكيل حزب جديد.
    < لكل حادث حديث. ونحن نمضي في خط سير ممنهج وكل العقبات التي ظهرت لنا أوجدنا لها الحلول في حينها
                  

01-13-2013, 05:06 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)


    الصحفى خالد التجانى من الاخوان المسلمين ظل يكتب بصدق عن الحال الذى وصل اليه السودان وينصح اهل حزبه واهل الوطن على ايجاد مخرج للوطن وهنا يكتب بوضوح عن الحال الذى وصل اليه السودان فى ظل حكم الاخوان المسلمين الذىن غابت عنهم الرؤية وفقدوا البصر والبصيرة كما يقول نافع
    اقرال المقال


    من يغير قواعد اللعبة في السودان؟
    January 12, 2013
    خالد التيجاني النور
    [email protected]

    يواجه السودان, في مستهل عام جديد أضاف سنة آخرى على سنوات استقلاله السبع وخمسين, وضعاً مأزقياً خطيراً غير مسبوق على الصعد كافة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً توشك أن تغرق ما تبقى من البلاد بعد تقسيمها المشؤوم في لجة فوضى, الله وحده يعلم أين يصل مداها. في ظل انسداد أفق أمام أية محاولات جدية للبحث عن مخرج آمن من التدهور المتسارع نحو الهاوية.
    لا يتعلق الأمر هنا بجدل بائس حول الصراع على سلطة لا معنى لها في وطن يكابد من أجل الحفاظ على البقاء في ظل مخاطر يبصرها حتى كفيف البصر دعك عن أعمى البصيرة, ويسمع خطوها الصاخب حتى من به صمم. مسألة السودان اليوم أكبر بكثير من مجرد صراع بين معارضة تريد إسقاط النظام وصولاً إلى السلطة, أو حكم يتشبث بسلطته بأي ثمن ولو كان ثمن ذلك ذهاب ريح ما تبقى من الوطن.


    مأزق السودان الحقيقي اليوم هذا الإنزلاق الخطير المتسارع نحو جحيم الفوضى واللادولة في ظل حالة إنكار مستدامة عند ذوي الشأن, ومن عجب ونذرها تترى أمام العيون المفتوحة على آخرها ولكنها لا تبصر, نظرة عابرة على ما حملته مانشيتات الصحف الصادرة في الخرطوم في الأيام الفائتة من أحداث عنف دموي وقتل, وصراعات قبلية, ووقائع فساد وإفساد مؤسسي واسع, وانفلات أمني تحمل في أحشائها كل إرهاصات تفكك الدولة السودانية التي تقترب بسرعة عجيبة من نيل لقب الدولة الفاشلة, لم لا, وذوي الشأن ينظرون ويتعاملون مع ما يجري تحت أبصارهم وكأنه يحدث في جزر الواق واق وليس الدولة التي يتولون حكمها.
    يموت المئات من المواطنين “سمبلة” ليس في صراعات شخصية بأسلحة تقليدية, ولا حتى في صراعات بين- قبلية, بل تطورت الأمور إلى اسوأ بين أفخاذ في بطن القبيلة الواحدة بأحداث أنواع الاسلحة داخل المدن نحو ما جرى للأسف في مدينة الفولة, العاصمة المرشحة لولاية غرب كردفان العائدة. ويموت العشرات في تنافس على تعدين الذهب في دارفور التي كأنها لم تشبع بعد من أن تقتات على القتل وقد أهلكت الحرب الأهلية في عشر سنوات مئات الآلاف, وشردت الملايين من النازحين.


    ثم أنظر في الصحف تنشر إعلانات للقبائل تعبر فيها عن مواقف سياسية تشكو ظلامات الحكم وتطالب بحقوقها وترفض تدابير الإدارة الحكومية لمناطقها, وقد غابت الأطر السياسية المعبرة عن المصالح العامة, لترتد البلاد إلى القبلية وقد أضحت الملاذ الاخير للحفاظ على الحقوق في وطن يتفتت, وهكذا عشرات من القصص لو أخذت تتتبعها لما وسعتها مئات الصفحات, تقود كلها إلى نتيجة واحدة أننا أمام حالة بلد لم تعد مشكلتها تناقص أوتادها, بعد التقسيم وفصل الجنوب وخسارة رهان مصيري قامر في بحث مزعوم عن سلام لم يتحقق أبداً لأنه أصحاب القرار قدموا الإجابة الخاطئة على السؤال الصحيح, فعلاج الأزمة الوطنية الشاملة لم يكن أبداً ممكناً بتقطيع أوصال البلاد جرياً وراء وهم سلام لن يتحقق, بل بعلاج جذور المرض وأسبابه الحقيقية لا الانشغال بعوارضه البائنة, كان العلاج الناجع تأسيس حكم ديمقراطي مؤسسي راشد, وليس بعقد صفقات عابرة تحت الطاولة.


    ما يثير الاستغراب حقاً, والريبة أيضاً, أن كل تلك الحوادث المأساوية المنذرة وما سبقها من أحداث أشد فظاعة, التي سارت بذكرها الركبان, لم تثر حفيظة النخبة الحاكمة وهي ترى سلطتها تتآكل ليس من الأطراف فحسب, بل وصلت تفتتها إلى القلب, ومع ذلك فهي لا تبدي ادنى قدر مما تستحقه من اهتمام بشأنها, أو تبدو غير منزعجة لتبعاتها, لا لسبب غير أنها تحسب ذلك خطراً بعيداً غير ماثل لا يتهدد سلطتها مباشرة وفوراً, وقد تعودت على التعايش مع الأزمات وأن تقتات عليها, بل وأحيانها تفتعلها في محاولة هروب إلى الإمام لا نهاية لها, ولسان حالها الدائم اليوم خمر وغد, لا يأتي أبداً, أمر مستعصمة بتكتيك ممارستها السياسية المعتمدة “شراء الوقت” وأن مرور الزمن كفيل بحل الأزمات أو التطبع معها. وهي لعبة قد تنفع لإضافة سنوات لعمر الحكم ولكنها بالتأكيد ستزيد جبالاً من الأعباء الكارثية على حاضر ومستقبل بلد تتعقد مشاكله المعقدة أصلاً بفعل اللامبالة وانعدام المسؤولية وفقدان الحس السليم والضمير الوطني الحي.
    ولك أن تقارن بين تغافل السلطة عن كل هذه الأحداث المأساوية المؤسفة التي يدفع ثمنها الأبرياء والمساكين من المواطنين من دمائهم وأرواحهم, وبين تلك الغضبة المضرية التي انتابت أركان الحكم لمجرد أن تسامعوا بنبأ تحالف المعارضة الجديد الذي وسع مظلته مدنياً وعسكرياً وأطلق وثيقة بديل للحكم الحالي تحت اسم وثيقة “الفجر الجديد”, لقد بدت ردة فعل الطبقة الحاكمة عنيفاً كمن أخذ على حين غرة بهذه الخطوة, لقد جاء رد الفعل سريعاً وتصعيدياً بعد أيام قليلة فقط من دعوة الرئيس البشير نفسه في خطاب الاستقلال الأسبوع الفائت لهذه القوى عينها للحوار حول دستور جديد للبلاد, مما يطرح تساؤلات حول جدية الدعوة للحوار نفسها ضمن أمور أخرى مع هذه المسارعة إلى نسف الدعوة من أساسها والعودة إلى لغة المواجه والحسم العسكري.


    وبعيداً عن اللغو السياسي الذي يمارسه بعض الذين يعتبرون التحالف الجديد عدوا لله والإسلام, فلسنا أمام حرب دينية بالتأكيد, ولا يتعلق الأمر هنا بصراع على مبادئ دينية ولا يحزنون, يتعلق الأمر ببساطة بصراع على السلطة, وما أثار ردة الفعل العنيفة هذه صراحة ما تضمنه موقف الحلفاء الجدد الداعي إلى إسقاط النظام, سلماً أو حرباً, مع أن ذلك على أية حال ليس موقفاً جديداً لخصوم النظام, ولكنه يدل على مؤشر الحساسية الفائقة لدى الطبقة الضيقة الحاكمة ضد فكرة فقدان للسلطة تحت أي ظرف, لا سلماً بصندوق انتخابات, ولا حربا باستخدام السلاح. ومن يتابع تصريحات قادة الحكم المتواترة يدرك مدى سيطرة هذه الفكرة الجوهرية على مخيلاتهم, فكرة الخلود في دست الحكم, تحت ذرائع شتى, وبالطبع مع استحالة تحقق ذلك في حكم العقل ولكن يبقى ذلك وهماً إنسانياً معروفاً قاد لأول خطيئة بشرية حين عصى أدم ربه فغوى تحت تأثير وعد شيطاني حين دله بغرور وزوجه إلى “شجرة الخلد وملك لا يبلى”.


    فإنهاء أجل السلطة الحاكمة في أية دولة, أو إسقاطها, هي المهمة الوحيدة أمام أية معارضة في هذه الدنيا وإلا لما كان هناك من داع لوجودها أصلاً, ولكن تبقى السلطة الحاكمة, أو النظام السياسي السائد, هو من يملك القرار في تحديد سيناريو انقضاء عهد الحكم وبأية وسيلة, ولذلك نشهد تداولا سلمياً للسلطة وتغييراً راتباً في الحكم في المجتمعات ذات التقاليد الديمقراطية المستقرة, ولذلك أيضاً نشهد وسائل عنيفة للتغيير في المجتمعات التي تتحكم فيها الديكتاتوريات والحكومات المتسلطة, سواء بالثورات الشعبية أو الانقلابات العسكرية أو الاغتيالات أو غيرها من وسائل استخدام القوة للتغيير.



    إذن المتحكم في تحديد ورسم قواعد لعبة السلطة, واسلوب تداولها سلماً أو حرباً, هو من في الحكم فعلاً وليس الذي يطلبه, وبدلاً عن رد الفعل الانفعالي فإن “الطبقة الإنقاذية الحاكمة” عليها أن تنظر لقواعد لعبة السلطة التي أرستها وظلت تمارسها على مدار ربع القرن الماضي, قبل أن تلوم خصومها إن أرادوا اتخاذ النهج ذاته الذي أرسته سبيلاً للوصول إلى الحكم, ف”الإسلاميون” لم يصبروا ولم يتحملوا عبء نظام ديمقراطي كانوا طرفاً فاعلاً ومؤثراً فيه وآثروا استعجالاً القفز على قواعد لعبة التبادل السلمي للسلطة وانقضوا عليها بالقوة بدعوى أن آخرين كادوا يسبقون إليها, وقد كانوا بوسعهم ما دام استطاعوا الاستيلاء عليها أن يسهموا في حمايتها, ولكنهم فشلو في اختبار إغواء السلطة, كان ذلك الركن الأول في قواعد اللعبة التي أرسوها أن القوة هي مصدر السلطة, وأن الشرعية للبندقية, غير ان الركن الثاني الأكثر خطورة إرساء مفهوم أعمق تأثيراً في صناعة مأزق السودان اليوم أن السلطة الجديدة لا تأبه ولا تستمتع ولا تفاوض إلا من ينازعها ملكها بالقوة, وعند آخر مدى تصله بندقية المعارض, وأبعد تهديد يمثله للسلطة, يكمن حجم نصيبه في السلطة والثروة التي تحتكرها, والتي لا يتنازل من جزء منها إلا بقدر إدراكه لحجم ثقلها في موازين القوة.


    ولذلك شهد المسرح السياسي السوداني في العقدين ونيف الماضيين ما لا يحصى من المفاوضات مع جماعات المعارضة المسلحة المتمردة من أركان البلاد الأربعة, وكانت عاصمة البلاد الخرطوم الوحيدة التي خرجت من المولد بلا حمص وقد دارت جولات التفاوض في العواصم البعيدة والقريبة, وامتلأ القصر الرئاسي بالمتمردين الحاكمين, والحكام المتمردين, وأصبح المؤهل الوحيد المعتمد للدخول إلى نعيم السلطة واقتسام مغانمها ومكاسبها مقدار ما تملك من قوة نيران, لا وزن ما تملك من إسهام وطني بناء مهما كنت تملك من قدرات أو كفاءة.
    ولذلك لا يصدق أحد, ولا ينبغي له, اتهامات الخيانة المجانية التي يرميها متحدثو حزب المؤتمر الوطني الحاكم في وجه الخصوم متى ما حزبهم أمرهم ورأوا منهم تحالفاً مهددا لسلطتهم يستخدم اللعبة ذاتها. فكم مرة تفاوضوا مع هؤلاء الخونة المزعومون وتبادلوا معهم التحيات الطيبة ووقعوا معهم الاتفاقيات وفتحوا لهم أوسع الأبواب ليشاركوهم في قصور الحكم, وما أدرى الشعب المسكين أن يرى خونة اليوم عند أهل الحكم, إن اشتد عودهم غداً في اسرة متجاورين في جنة السلطة وحدائق القصر.


    إن كان من يستحق اللوم في رؤية البلاد تنزلق إلى هذه الهاوية, اعتماد القوة وسيلة معتمدة لحسم الصراع على السلطة, فهي هذه السلطة القائمة التي ظلت تشجع على مدار العقدين الماضيين, على حمل السلاح تمرداً باعتباره الوسيلة الأسرع طريقاً والأكثر مضاءً لنيل نصيب من كيكة السلطة, لأنها فقط من أجل بقائها في الحكم ظلت تشد الرحال إلى كل حامل سلاح تخطب وده, لم يأبه حزب المؤتمر الوطني الحاكم وقادته لأغلبية الشعب السوداني وصفوته الوطنية المستنيرة وهو يطالب ويدعو للإصلاح بالحسنى وللتبادل السلمي للسلطة, ولم تسمع لمئات الآلاف من ضحايا المعذبين من هذه الصراعات العبثة من أجل السلطة ولا لأنات الملايين الذين يدفعون ثمنها, ولكن لم يسمع صوتهم أحد لأنهم لم يملكوا دبابات أو بنادق تقض مضجع الحكام, لقد أصابت الحكم حالة مستعصية من إدمان التفاوض حتى نهض إلى حمل السلاح وطلب الحكم من ليست له قضية أصلاً سوى الوصول باسرع ما يتيسر إلى مغانم السلطة وبريقها.


    وليس للطبقة الحاكمة أن تطالب أحداً أو تحاسب أحداً باللجوء إلى طريق العنف المهلك للأمة, قبل ان تحاسب نفسها وتسائلها وتتحمل المسؤولية عن سوء صنيعها الذي قاد البلاد إلى هذا المصير البائس, بإصرارها على المكابرة وإغلاق باب الأمل في وجه أي تغيير أو إصلاح, ولو جزئي, حتى أنها اتهمت فلذات أكبادها وحماتها الحقيقيين بتدبير انقلاب عليها, ألم يكن في ذلك, إن صح ما اتهمت به أولياءها الخلص, عبرة كافية لتترك المكابرة ولتدرك أن فقدان الأمل في أدنى إصلاح وسد الطريق امام أقل تغيير دفع هؤلاء الذين لا يستطيع عاقل من بني بجدتهم يدرك حجم فداءهم من أجل بقاء هذا النظام أن ينكرها عليهم, ومع ذلك باتوا يرون القوة هي الوسيلة الوحيدة المتاحة لتغيير واقع معطوب لا يمكن إصلاحه.



    لا يحتاج المرء لتذكير أصحاب الشأن من خطورة استمرار حالة الإنكار هذه, ودوننا من العبر الحاضرة من جيراننا العرب الأقربين والأبعدين ما يغني عن زيارة كتب التاريخ, وحالة الدولة السودانية, او بالأحرى ما تبقى منها, المتآكلة والمتفتتة هي الأخرى لا تملك ترف تكرار سيناريوهات التغيير بالقوة التي لا تزال توابعها الزلزالية تهز بلداناً أكثر تماسكاً ورسوخاً, كما لا نملك ترف الوقت انتظاراً لتجريب سيناريوهات المناورات القصيرة النظر وتكتيكات شراء الوقت لإطالة عمر النظام, كما أن السودان قد اصابه الإعياء تماماً ولم يعد قادراً على تحمل المزيد من الحروب الدونكشوتية باسم الدين في مواجهة كفار لا وجود لهم إلا في مخيلة الحالمين بالخلود المستحيل في السلطة.


    تملك السلطة إن أرادت تحمل المسؤولية الأخلاقية والوطنية أن تجعل خروج السودان من هذا المأزق المأساوي غير المسبوق ممكناً, وتعرف جيداً ما هو السبيل إلى ذلك, الإحتكام إلى قواعد لعبة جديدة للسلطة نظيفة بلا تلاعب, فالسودان ليس ملكاً للسلطة الحاكمة ولا للمعارضين الذين ينازعونها, السودان ملكاً لشعبه, أعيدوا الأمانة إلى أهلها ليختار الشعب بكامل حريته نظامه السياسي, لا يتذاكى عليه أحد بديمقراطية “مضروبة” ولا يتسلط عليه أحد بأية دعوة ولا يتحايل على ذلك بأية ذريعة, “ولات ساعة مندم”.


    -----------------


    منع وفد حزب الترابي من دخول عطبرة
    January 12, 2013
    (احمد يونس- الشرق الاوسط)

    اتهم حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض حكومة الرئيس السوداني عمر البشير بأنها تدفع الأوضاع في البلاد باتجاه «النموذج السوري»، وباتجاه الحرب الأهلية، بمنع للقوى المعارضة من ممارسة نشاطها السياسي السلمي. وقال القيادي في الحزب كمال عمر إن أجهزة الأمن منعته والوفد المرافق له من دخول مدينة عطبرة شمال البلاد للمشاركة في ندوة سياسية تنظمها قوى المعارضة في المدينة ذات التاريخ العريق في معارضة النظم الديكتاتورية.

    وأضاف عمر أن قوة من الأمن كمنت له خارج المدينة، وأمرته بالعودة إلى الخرطوم، بعد أن احتجزته لثلاث ساعات، ثم رافقته عربة تابعة لأمن ولاية نهر النيل حتى حدود ولاية الخرطوم، ثم عادت أدراجها بعد أن تأكدت من عودته. واعتبر عمر حرمان حزبه من المشاركة في الندوة السياسية تراجعا خطيرا عن الحقوق المكفولة دستوريا وقانونيا، ودفعا للقوى المعارضة لانتهاج أسلوب العمل السري في معارضة النظام، ودفعا للمعارضة لتتبنى خيارات أخرى.

    وتعتبر حكومة الرئيس البشير حزب المؤتمر الشعبي بقيادة الدكتور حسن الترابي أحد أشرس معارضيها. ويشارك في الندوة التي منع ممثل حزب المؤتمر الشعبي من المشاركة فيها عدد من ممثلي القوى السياسية المعارضة، بما في ذلك ممثل الحزب الشيوعي السوداني. وتعد مدينة عطبرة – قرابة 300 كيلومترا شمال الخرطوم – من المدن التي ينشط فيها حزب المؤتمر الشعبي المنشق عن المؤتمر الوطني الحاكم.

    وكانت مدينة عطبرة معقلا تاريخيا لليسار السوداني خصوصا الحزب الشيوعي بحكم تمركز أعداد كبيرة من عمال السكة الحديد فيها، بيد أن حكومة الرئيس البشير تواجه اتهامات بتخريب المدينة وتهميشها بتفتيت هيئة سكك حديد السودان باعتبارها معقلا تقليديا للمعارضة اليسارية ضدها.



    -----------------------
                  

01-13-2013, 05:38 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    يمثل مقال الافندى الاخير بما فيه من معلومات احد الركائز المهمة فىكشف اسباب فشل جماعة الاخوان فى السلطة ونسبة لاهمية ما اورده من معلومات انزله للقارىء ليكون احد الوثائق الهامة التى تبرز لنا من داخل اهل التنظيم

    اقرا مقال الافندى بتمعن



    في الشأن السوداني: إذا كنت آخر من يعلم فلتكن آخر من يتكلم ..

    بقلم: د. عبدالوهاب الأفندي
    الأربعاء, 09 كانون2/يناير 2013 06:47

    كما كررنا مراراً، فإن من الأفضل للأخ الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية السوداني أن يعتصم بالصمت ما أمكن، لأن تصديه للحديث والخطابة يضر به وبالنظام أكثر مما ينفعهما. فالرجل قد يكون ممن يحسن التآمر والعمل وراء الكواليس وطعن إخوانه في الظهر، ولكنه ليس من رجال السياسة أو الخطابة. إلا أن المصيبة كما لاحظ بعض قدامى الفلاسفة هي أن الاعتداد بالرأي الخاطئ مصيبة معظم البشر، حيث يكثر الحسد في كل شيء، إلا في فضل العقل. فكل إنسان، مهما قل شأنه، لا يرى لغيره فضلاً عليه في العقل، ويكون راضياً بنصيبه منه، ويرى أن رأيه هو الأصوب.


    خلال الأسبوعين الماضيين، عاد الدكتور نافع إلى الحديث، بل أسرف فيه، فشرق وغرب، وهاجم المعارضة متهماً إياها بالولاء للخارج والسعي لانقلابات مسلحة، ثم دعاها للحوار وتحداها للنزال الانتخابي. وثنى بمهاجمة من وصفهم بالانقلابيين تارة ومدبري العملية التخريبية تارة، وهم من قلب الحركة الإسلامية والجيش، واصفاً إياهم بأنهم أدوات في يد المعارضة، التي هي بدورها أداة للغرب، وأن ما كان يحركهم هو الأطماع الشخصية (التي هو براء منها بالطبع). وأكد نافع أن معظم قيادات المعارضة، إضافة إلى مخابرات عديد من الدول الأجنبية، كانت على علم بالانقلاب وضالعة فيه.


    تذكرت وأنا أتابع هذه المساهمات المتفردة للأخ نافع لقاءً جمعني في خريف عام 1995 بقيادي اثيوبي ناقشنا فيه العلاقات بين البلدين في أعقاب الأزمة التي فجرتها محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أبابا، حيث استوضحني المسؤول عن حقيقة إقالة نافع عن قيادة جهاز الأمن، فأكدت له أن ذلك صحيح بحسب علمي. عندها تساءل قائلاً: فبأي صفة إذن خاطب اجتماع الحركة الإسلامية في الخرطوم يوم الأربعاء الماضي؟


    لم تكن عندي إجابة على ذلك السؤال، وعندما وجهته لمسؤول سوداني في وقت لاحق ذلك المساء، لم ينف المعلومة، ولكنه تساءل بدوره: ألا تكفي إقالته من جهاز الأمن حتى يتتبعوا تحركاته؟
    هذه الواقعة كشفت عن ثلاث إشكالات مثلها نافع للنظام. فمن جهة، ظلت ممارسات جهاز الأمن اللاأخلاقية والغبية معاً تشكل عبئاً ثقيلاً، كما ظهر من مغامرة اغتيال مبارك التي كان أدنى قدر من التفكير يظهر خطلها، حتى لو نفذت بذكاء، وهو ما لم يحدث. وبسبب هذا المنهج، فإن الجهاز تحول من أداة لحماية النظام إلى أكبر خطر عليه. وكما ذكرت في كتاب "الثورة والإصلاح السياسي" الذي كان قد صدر قبيل ذلك اللقاء مع القيادي الاثيوبي، فإن الحكومة بأكملها تحولت إلى جهاز علاقات عامة، و "درعاً بشرياً" لأجهزة الأمن، تقضي معظم وقتها في الدفاع عن أخطائها وسقطاتها.


    الإشكال الثاني تمثل، علاوة على الغباء وسوء الأداء، في أن جهاز الأمن كان مخترقاً بحيث أن اجتماعات الحركة الإسلامية المزعومة وأدق أسرار النظام كانت تصل إلى الخارج أولاً بأول. وقد استغربت وقتها لأن أي من المسؤولين الذين نقلت إليهم شكوى الاثيوبيين لم يستغرب تسرب معلومات بهذه الدقة والحساسية، ولم يطالب بالتحقيق، أو على أقل تقدير محاسبة الجهات الأمنية المنوط بها حفظ هذه الأسرار.


    ثالثاً، وهذا بيت القصيد، فإن نافع عندما أقيل من رئاسة جهاز الأمن، عاد من النافذة بعد أن خرج من الباب، وأنشأ بمباركة المسؤولين ما سمي بالوحدة التنظيمية داخل جهاز الأمن أصبح هو رئيسها، وبالتالي أصبح يعطي التعليمات لقيادات الأمن باسم التنظيم. أما من كان يتمرد عليه، كما فعل خلفه قطبي المهدي، وفي وقت لاحق صلاح قوش، فإنه كان يحاصر ثم يقصى. المفارقة هي أن التنظيم المذكور لا وجود له، كما هو معلوم، لأن الجبهة الإسلامية كانت قد حلت بعد الانقلاب. ولكن الوحدات التنظيمية في الوزارات والمؤسسات كانت أداة يستخدمها من بيدهم السلطة، أي الشيخ حسن الترابي ونائبه علي عثمان ومساعديهما، لتسيير الأمور من وراء ظهر المسؤولين الاسميين. وقد انتشرت هذه الوحدات المزعومة في كل المؤسسات، وتحولت إلى مراكز قوى وبؤر صراع، خاصة في الوزارات التي كان على رأسها إسلاميون متنفذون. وقد تحولت هذه الوحدات في كثير من الأحيان إلى أدوات لتصفية الحسابات الشخصية، والوشاية والنميمة وللصراع على السلطة والمكاسب. ولأن الأجهزة الأمنية كانت، كما أوضحنا أيضاً في الكتاب المذكور، كانت هي الجهة الوحيدة المنظمة القادرة على الحركة، فقد تقمصت هي هيئة التنظيم، وكانت أكثر من استغل "الوحدات" المذكورة واتخذتها أداة تمكنت عبرها من تقويض المؤسسية في كل نواحي الدولة.


    لو كان هناك عقلاء في النظام لكان من الواجب، حتى من منطلق مصلحة النظام لا غير، أن يقصى نافع وغيره من قيادات الأجهزة الأمنية، خاصة بعد أن تكاثرت الكوارث التي تسببوا فيها للنظام، بدءاً من الانتهاكات الصارخة والمتعددة لحقوق الإنسان التي شوهت صورة النظام، مروراً بالتسبب في تفجر النزاعات المسلحة ثم الفشل في حسمها واحتوائها. بل كان يجب أن يعاقبوا مرتين، مرة على جرائمهم ومرة أخرى على تهديد أمن النظام. ولكن الذي حدث هو العكس، لأن هذه المجموعة الامنية اختطفت النظام في الواقع، وأصبح معظم الوزراء والمتنفذين في الدولة هم ضباط أمن سابقين يدينون بالولاء لنافع قبل غيره. وكما حدث في سوريا من اختطاف للدولة والحزب من قبل عائلة الأسد وخلصاء طائفته، فإن "الطائفة الأمنية" في السودان اختطفت الدولة والحزب والنظام، وأصبحت تتخذ من الدولة درعاً تتحصن به من المساءلة، وبقرة حلوباً تستأثر بخيراتها، ودابة تحملها تبعات أخطائها وتقصيرها.


    وبالعودة إلى تصريحات نافع الأخيرة، فإن هذه التصريحات، لو صدقناها، تمثل إدانة جديدة للمسؤول الأمني والسياسي الأول في النظام. فبحسب نافع، فإن الانقلابيين قد اتصلوا بكل أحزاب المعارضة السودانية، وكل مخابرات العالم، وأبلغوهم بخطتهم الانقلابية وساعة الصفر والبرنامج السياسي للانقلاب. ورغم كل هذه الاتصالات، ورغم علم كل قوى المعارضة بساعة الصفر كما يقول نافع، فإن أجهزة الأمن التي يشرف عليها، والحزب الذي يقوده، كانت مثل الزوج، آخر من يعلم. فأي أجهزة أمن هذه التي يجتمع أفراد كثر من داخلها ومن داخل الجيش، ويأتمرون ويتشاورون لأشهر، إن لم يكن لأعوام، ويتبادلون المذكرات، ويتصلون بكل من هب ودب داخل البلد وخارجه، دون أن يكون لأجهزة الأمن التي تستهلك نصف ميزانية الدولة، أدنى علم بما يخطط داخل أروقتها وفي مكاتب ضباطها؟!


    أليس أضعف الإيمان في هذه الحالة أن يستقيل نافع وكبار قيادات الحزب والدولة والأمن (ولولا الإيمان لقلنا أن ينتحروا، ولكن ليطلبوا الشهادة العاجلة في ساحات المعارك الكثيرة التي أشعلوها وأرسلوا إليها أبناء غيرهم، بينما أرسلوا أبناءهم إلى المدارس الخاصة والجامعات الأجنبية وصرفوا ببذخ مشين وفاحش على حفلات زواجهم في بلد لا يجد فيه أساتذة الجامعات وضباط الجيش والأطباء، فضلاً عن جيوش الشباب العاطلين، قوت يومهم)؟ متى يتحمل هؤلاء القوم المسؤولية عن أي شيء؟ أيوم القيامة، وقد اقتربت الساعة واقترب للناس حسابهم؟


    إن كان نافع وبطانته الأمنية دائماً آخر من يعلم، فليرحمنا ويرحم نفسه، ويكون دائماً آخر من يتكلم. ولكن الإشكالية ليست في نافع، ولكن في بقية أركان الدولة المختطفة. فعندما يرتكب بعض منسوبي الأمن أو غيرهم جريمة، مثل كبيرة قتل وإغراق طلاب جامعة الجزيرة الشهر الماضي، تكون الدولة بالخيار، إما أن تتحرى عن القتلة وتحاسبهم، فتصبح دولة بحق، وإما أن تتستر عليهم، فتصبح شريكاً في الجريمة، وبالتالي تتحول جريمة الأفراد إلى جريمة نظام. وحتى الآن، ظلت الدولة والنظام ككل تميل إلى الخيار الثاني، وتفضل أن تصبح جزءاً من عصابة.
    ولا يحتاج المرء لانتظار نتيجة التحقيق لكي يدرك أن دولة نافع قد اختارت أن تتحول إلى عصابة. فلو كانت الدولة وأنصارها أبرياء من الجريمة، لعلت أصواتهم بالاستنكار. فمن عجب أن بعض المنظمات القريبة من الدولة عقدت مؤتمرات في سويسرا دعماً لضحايا العنف في ميانمار، وسير آخرون الوفود إلى غزة نصرة لمظلوميها. ولكن عندما يقع ضحايا في مدينة لا تبعد عن الخرطوم سوى مائة وخمسين كيلومتراً، لا نسمع الاستنكار أو تجييش قوافل الدعم، بل الإنكار والتقليل من حجم المصيبة. وهكذا يكاد المريب يقول خذوني، وكما قال تعالي: ولتعرفنهم في لحن القول. فلو كانوا حقاً أبرياء لكانوا على الأقل صدموا بما وقع من جرائم.



    النظام هذه الأيام يصرح على لسان نافع والرئيس ونائبيه بأنه يريد الحوار مع المعارضة حول دستور جديد، في نفس الوقت الذي يتهم فيه نافع ونائب الرئيس المعارضين بأنهم عملاء للمخابرات الأجنبية، وتقوم أجهزة الأمن بإغلاق الصحف ومراكز الدراسات وتمنع منظمات المجتمع المدني من تسليم مذكرة لمفوضية حقوق الإنسان التي أنشأتها الحكومة لهذا الغرض. وهذا يطرح تساؤلات مهمة حول جدية دعوة الحوار حول دستور جديد في الوقت الذي لا تحترم الحكومة الدستور الحالي الذي لم تستشر المعارضة عند إقراره.
    إن علامة جدية الحكومة في الإصلاح تظهر إذا ما تمت إقالة نافع وبقية أقطاب القمع والفساد، وعلى رأسهم أسامة عبدالله وكمال عبداللطيف، وتقديمهم للمحاكمة ومساءلتهم عن مصدر ثرواتهم المتضخمة. عندها فقط نشعر بأن التغيير قد بدأ. أما بخلاف ذلك، فإن الإقالة والمحاكمة لهؤلاء وغيرهم آتية، ولكنهم لن يعانوا من الوحدة في سجن كوبر وقاعات المحاكمة.
                  

01-21-2013, 05:38 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)




    شقيقة عمر البشير:غازي صلاح الدين رئيس السودان القادم..والبشير لم يتزوج الثالثة




    منوعات - تقارير خاصة

    وصفت شقيقة الرئيس عمر البشير زواج اخيها البشير من زوجة ثالثة بانه اشاعة وان الرئيس شهد عقد قران لصديقه في البشاقرة وفي اثناء المباركات

    قال لهم ان شاء الله تبقى صداقة وقرابة ومن هنا جاءت اشاعة الزوجة الثالثة مبينة ان البشير سمع كل الاقاويل التي تدور حول زواجه الثالث مستغرباً الامر ـ

    واختارت اسرة الرئيس غازي صلاح الدين خليفة للبشير وقالت : نحن كاسرة لا نريد ترشيح البشير والحد لله حواء والدة , والبشير ونائبه علي عثمان قاموا بدور كبير ومفروض يرتاحوا, ونريد ان يتعب غازي شوية ـ

    واكدت زينب البشير ان الرئيس يتمتع بصحة جيدة وانها تلتقي به يومياً اثناء جلوسه مع والدته بعد صلاة الصبح وعقب صلاة المغرب , وقالت ان الكثير من النساء يسألن عن صحة البشير لانه يحب الامهات لذلك كل الامهات تحبه



    -----------------

    متى نُنهي حالة الهزيمة النفسية؟!


    الطيب مصطفى

    نشر بتاريخ الخميس, 17 كانون2/يناير 2013 13:00



    كتبتُ بالأمس عن علاقة ميثاق الفجر الجديد بمشروع السودان الجديد مبيناً العلاقة بينهما منذ أن دشَّن الهالك قرنق ذلك المشروع العنصري الاستعماري الاستئصالي الذي رأينا (مناظره) في عمليات التطهير العرقي التي أُجريت على أبناء الشمال في تمرد توريت ومدن الجنوب الأخرى عام 1955م مروراً بأحداث الأحد الدامي عام 1964م ثم بأحداث الإثنين الأسود في أغسطس 2005م في الخرطوم وبقدر ما يزعجني ويؤلمني جرأة واستفزاز الحركة الشعبية في كشف إستراتيجيتها التي تكفي عبارة (تحرير السودان) لكشف مراميها وأبعادها كما يكفي أن دستور الحركة الشعبية الذي أضعه أمامي في هذه اللحظة والذي كُتب على غلافه الخارجي وفي أعلى الصفحة عبارة (السودان الجديد) The New Sudan ثم جاء عَلَم شعار الحركة الشعبية في أوسط الصفحة ثم العبارات التالية في أدنى الصفحة (رؤية، برنامج، ودستور الحركة الشعبية لتحرير السودان)... أقول:- بقدر ما يزعجني ويؤلمني تلك الجرأة وذلك الاستفزاز من جانب الحركة الشعبية ويفقع مرارتي تغافُل قبيلة النعام عن إدراك حقيقة أن الحركة الشعبية لن تتخلى عن إستراتيجية (تحرير السودان) أو (مشروع السودان الجديد) قبل أن يدخل الجمل في سم الخياط وقبل أن يصبح المستحيل ممكناً ولذلك لا غرو أن نشهد كل مآسي وكوارث الاتفاقيات التي أُبرمت منذ نيفاشا والتي أحالت انتصاراتنا في ميادين القتال في تلك الأيام العطِرات حين كان الجيش الشعبي لا يحلم مجرد حلم بأن يقترب من جوبا ومدن الجنوب الكبرى.. أحالتها إلى هزائم ساحقة ماحقة أدخلت الجيش الشعبي عبر مائدة التفاوض إلى الخرطوم وأبقته حتى بعد الانفصال في جنوب كردفان وجبال النوبة والنيل الأزرق وجعلته يتحرش بنا عبر عملائه في دارفور ونمنحه بمحض إرادتنا سلطة وثروة أكبر في أرضنا في أبيي التي نقدِّم بها اعترافاً بأن الجنوب أحق بها منا!!


    حدِّثونا عن يوم واحد تحدَّث فيه مفاوضونا من أولاد نيفاشا عن مشروع السودان الجديد أو عن اهتمامهم بمخطَّطات الحركة الشعبية لاحتلال أرضنا.. حدِّثونا عن تعليق لمطرف صديق أو سيد الخطيب أو إدريس عبدالقادر على حديث باقان لصحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية عقب تصويت الجنوبيين لانفصال الجنوب (أن الحركة الشعبية ستعمل بعد الانفصال على إقامة مشروع السودان الجديد وأن المشروع ليس مرهوناً بالوحدة)!! حدِّثونا عن السبب الذي يجعل سفيرنا في جوبا يتبنّى وجهة نظر باقان أموم حول اتفاقية نافع عقار ويرفض قرار حكومته ورئيسه.. حدِّثونا عن سبب يجعل سيد الخطيب يدافع عن اتفاقية نافع عقار عبر الفضائيات بعد أن ركلها الرئيس والمكتب القيادي للمؤتمر الوطني والحكومة السودانية بل حدِّثونا عن سبب استبقاء هؤلاء الخارجين على قرار دولتهم مفاوضين دائمين لا يتغيَّرون ولا يتبدَّلون حتى لو تغيَّرت السماوات والأرض وهل يحدث ذلك في أية دولة في العالم غير سوداننا هذا المسكين؟! هل فهمتم لماذا هنّا وسهُل الهوان علينا؟!
    السودان الجديد ظل هو الشغل الشاغل للحركة الشعبية لم يشغلها عنه شاغل آخر وظل التعبير عنه يتكرر في كل ما تفعله الحركة الشعبية وهي تمسك بخطام التجمع الوطني الديمقراطي وتحمله على التوقيع على ميثاق أسمرا للقضايا المصيرية عام 1995م الذي جعل الميرغني والصادق المهدي يوقِّعان على مطلوبات قرنق العلمانية العنصرية ثم تسوقه قوى الإجماع الوطني بعد نيفاشا خلال الفترة الانتقالية ثم قوى الإجماع بعد الانفصال التي رأينا جانباً من باطلها في فجر كمبالا الأخير.
    كما ذكرنا فإن الفجر الجديد استنساخ آخر لمشروع السودان الجديد بل هو استنساخ لوثيقة الجبهة الثورية السودانية المعنونة بوثيقة (إعادة هيكلة السودان) وليس إعادة هيكلة الحكومة السودانية وهو كما تعلمون ذات الهدف الذي ظلت الحركة الشعبية تلهث من أجل إقامته في السودان.
    هل فهمتم قرائي الكرام لماذا يخادعوننا بل هل فهمتم ما أوردته مجلة الإيكونوميست البريطانية ذات المصداقية العالية وهي تؤكد ما ظللنا نلوكه صباح مساء بأن سلفا كير عاجز عن فك ارتباطه بقطاع الشمال نظراً لأنه لا يستطيع فرض رأيه على جنرالات الجيش الشعبي المساندين لقطاع الشمال.
    أُحيلكم لاجتماع رومبيك في نهاية نوفمبر 2004 قبل شهر واحد من توقيع اتفاقية نيفاشا في حين عجز قرنق عن تمرير رؤيته على جنرالات الجيش الشعبي ومحضر الاجتماع لا يزال موجوداً معي حين قال كلٌّ من سلفا كير وجستن ياك لقرنق أمام قادة الجيش الشعبي إنك لا تعفو ولا تنسى... You do'nt forgive and you do'nt forget .
    انحنى قرنق للعاصفة و(لبد) إلى حين واستمر الخلاف الذي أدى إلى مصرع قرنق والذي كان سلفا كير المتهم الأول بالضلوع فيه.


    -----------------

    المؤتمر الشعبي وعودة الوعي!!

    التفاصيل
    نشر بتاريخ الثلاثاء, 15 كانون2/يناير 2013 13:00


    كان موقف المؤتمر الشعبي هو الأعظم من بين مواقف كل القوى السياسيَّة التي شاركت في اجتماع كمبالا ولم أسعد منذ صدور (ميثاق الفجر الجديد) كما سعدتُ وأنا أقرأ النقد الموضوعي لتلك الوثيقة والصادر عن المؤتمر الشعبي عقب اجتماع الأمانة العامة الذي حضره د. الترابي.


    موقف المؤتمر الشعبي يُعتبر بكل المقاييس انقلاباً كاملاً على قوى الإجماع الوطني سِيَّما وأنه خرج على الموقف السابق الذي تبنّاه الشعبي حول علمانيَّة الدولة والذي ظلَّ الأمين السياسي كمال عمر يعبِّر عنه ويؤكِّد من خلاله على موافقة الشعبي على دستور انتقالي علماني يحكم الفترة الانتقاليَّة وقد سبَّب ذلك الموقف الذي لطالما جهر به كمال عمر كثيراً من الحرج لحزبه وأحدث ململة كبيرة في قواعده بل بين قيادته وفي الحقيقة فقد سبق موقف الشعبي الرسمي الأخير التصريحات الناريَّة التي جهر بها الأخ ابراهيم السنوسي نائب الأمين العام والقيادي الإسلامي المخضرم والذي كان قد هدَّد بأن الشعبي سينسحب من تحالف المعارضة المسمَّى بقوى الإجماع الوطني إن لم تنسلخ وتتبرّأ من وثيقة (ميثاق الفجر الجديد) المُوقَّعة في كمبالا مع ما يُسمَّى بالجبهة الثوريَّة السودانيَّة وحذَّر قيادات المعارضة من المضي قدماً في تنفيذ الوثيقة باعتبارها مسعى لفصل الدين عن الدولة واستبداله بنظام علماني.


    العجيب والمفرح أكثر أن طارق محجوب ممثل المؤتمر الشعبي في اجتماع كمبالا أكَّد أنَّه لم يوقِّع أصلاً على تلك الوثيقة إنما وقَّع على محضر حضور الاجتماع بل إن الرجل قال إنه ليس مُفوَّضاً أصلاً بالتوقيع.
    لقد كانت بحق مفاجأة مُفرحة أنَّ (المزروع) كمال عمر صمت تماماً ولم يهرف كما كان يفعل ويؤلِّب الشعب السوداني على المؤتمر الشعبي بل يؤلِّب قاعدة الشعبي على حزبه إنما تحدَّث القيادي بالشعبي أبو بكر عبد الرازق الذي صبَّ حِمَماً من النقد على الوثيقة معلناً عن (الرفض الكامل) لها باعتبارها ستؤدي إلى تمزيق البلاد وتقسيمها إلى دويلات مضيفاً أنها تحدثت عن استخدام العمل السلمي والثوري المسلح في آن واحد بما يتناقض مع موقف قوى الإجماع الوطني التي تبنَّت العمل السياسي السلمي والثورة الشعبيّة أداة للتغيير كما أن (نتائج العمل المسلَّح لتغيير النظام غير مأمونة العواقب وقد تؤدي إلى صوملة السودان وظهور أمراء حرب في السودان).


    أبو بكر عبد الرازق تحدَّث بعد اجتماع الأمانة العامة عن خطورة الحديث عن حلّ القوات المسلَّحة وإنشاء جيش جديد من الجبهة الثوريَّة والقوات النظاميَّة وكذلك عمَّا ورد في الوثيقة عن حل جهاز الأمن والمخابرات وبناء جهاز بديل وكذلك عن إعادة النظر في الصيغ الإسلامية في البنوك مما يُفضي إلى دولة علمانيَّة وسلق كل ذلك بألسنة حداد تُذكِّر بالمؤتمر الشعبي القديم قبل أن يتحوَّل إلى كائن آخر تقودُه مراراتُه بأكثر مما تقودُه مرجعيَّتُه الفكريَّة.


    كما ذكرتُ فإنَّ أهمَّ ما ورد في بيان الشعبي أنَّه يُعيد إلى الأذهان حديث نائب الأمين العام إبراهيم السنوسي الذي هدَّد بالانسحاب من قُوى الإجماع الوطني إذا لم تتبرَّأ من وثيقة الفجر الجديد وهذا لعمري موقف قوي يصيب تجمُّع الحزب الشيوعي في مقتل ويبشِّر بتصحيح وضعه وهيكله القيادي ومرجعيَّته الفكريَّة.
    معلوم أن القيادي الشيوعي صديق يوسف ابتُعث إلى كمبالا ممثلاً لقوى الإجماع الوطني ووقَّع على الوثيقة بالنيابة عن قوى الإجماع الوطني حسبما ورد في بيان الحزب الشيوعي السوداني وبالتالي فإن قوى الإجماع المُسيطَر عليها من الحزب الشيوعي الذي يسيِّرها بدليل أنها لم تجد غير ذلك الشيوعي ليمثلها تبنَّت تلك الوثيقة وفرضتها على أعضائها مصادرة بذلك آراءهم ومواقفهم الفردية.


    الكرة الآن في مرمى السيد الصادق المهدي وحزب الأمة القومي الذي لطالما اعترض على هيكلية (قوى الإجماع الوطني) باعتبارها لا تعبِّر عن الأوزان الحقيقية للمشاركين فيها تماماً كما اعترض من قبل على (التجمُّع الوطني الديمقراطي) مما اضطره إلى الانسحاب منه قبل توقيع نيفاشا بسنوات.


    السيد الصادق المهدي يتململ من وضعية حزبه العريق داخل هيكل قوى الإجماع الوطني لكنه في ذات الوقت يخشى من وضع البيض كله في سلة المعسكر الأقرب إلى الحكومة مما يُفقده هامش المناورة والضغط عليها بالرغم من أنَّ وزنه يُفترض أن يجعله الأقوى عند التفاوض مع قوى الإجماع الوطني حول دوره في ذلك التجمُّع.
    في ذات الوقت فإن موقف السيد الصادق لا يختلف كثيراً عن موقف الشعبي خاصة فيما يتعلق بعلاقة الدين بالدولة في وثيقة الفجر الجديد وإحلال قوات الجبهة الثورية محل القوات النظامية الحاليَّة وتقديم خيار تمزيق البلاد من خلال إقرار الوحدة الطوعيَّة للأقاليم في بند قيام المؤتمر الدستوري بما يجعل خيار التمزيق هو الأصل كما ورد في النقد الذي قدَّمه أبو بكر عبد الرازق تعبيراً عن موقف المؤتمر الشعبي.. وكل ذلك يُضعف من القوى العلمانيَّة اليساريَّة الصفوية التي يديرُها الحزب الشيوعي بخبرته الطويلة في تكبير (كومه) من خلال حشد المنظمات والأحزاب الصغيرة على غرار ما فعل في (جبهة الهيئات) عقب ثورة أكتوبر التي سرقها إلى حين.


    ذلك يدعونا إلى أن ينتفض الحزبان الكبيران داخل قوى الإجماع الوطني بحيث يصحِّحان مسيرتها ويخرجانها من توجُّهها العلماني وإلا فلتذهب إلى الجحيم غير مأسوف عليها كما توعَّدها الشيخ إبراهيم السنوسي
                  

01-22-2013, 11:14 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    تعذيب صلاح قوش لاسترجاع ملفات مفقودة عن قضايا فساد مالى وأخلاقى
    January 21, 2013
    (حريات)

    أبلغ مصدر من (منبر الإصلاح ) بالمؤتمر الوطني (حريات) عن تدهور صحة صلاح عبدالله (قوش) المعتقل منذ 22نوفمبر2012 ، وقال انه يعانى من إرتفاع في ضغط العين اليمنى قد يؤدى الى فقدانه بصره ، خاصة وانه لا يرى بعينه اليسرى .

    واضاف المصدر الذى فضل حجب اسمه ان صلاح قوش أعيد مرة اخرى لمستشفى الزيتونة بشارع السيد عبد الرحمن ، بعد نقله منه على عجل بأوامر من جهاز الأمن الى مستشفى الأمل قبل اكمال علاجه من عملية جراحية فى القلب .

    وقال انه تعرض لتحقيقات مكثفة من الإستخبارات العسكرية وبعض أجهزة المؤتمر الوطني الأمنية الخاصة إستعملت فيها وسائل ترهيب وصلت حد التعذيب والتهديد بالتصفية .

    وأضاف المصدر ان (التحقيقات مع قوش لم تتعرض من بعيد أو قريب للإنقلاب المزعوم ، وانحصرت في مسألتين رئيسيتين : إختفاء ملفات هامة من جهاز الأمن بعد عزله – اسطوانات مضغوطه واشرطة فيديو – تحوي قضايا فساد تخص المشير عمر البشير وأسرته وقضايا أخلاقية تخص عدداً كبيراً من قيادات المؤتمر الوطني يتردد داخل المؤتمر الوطني ان صلاح قوش يحتفظ بها خارج البلاد ومساومته في إستردادها مقابل الإفراج عنه ، والمسألة الثانية الأموال الهائلة التى قيل انه يمتلكها في الخارج ومحاولة إسترجاعها).

    واضاف ان الفيديو الذي عرض على بعض الاعلاميين من الموالين للمؤتمر الوطني بعد محاولة الإنقلاب المزعومة لم تكن فيه أي تحقيقات مع قوش كما تردد في وسائل الإعلام الحكومية ، ولم يخرج الفيديو المصور عن حديث (الدجاجة وفكي القضارف ..).

    وكان بكرى حسن صالح قال فى حفل زواج ابنة محمد الامين خليفة على رؤوس الاشهاد ، ضاحكاً ومفاخراً ، ان صلاح قوش (تم ضربه فى المعتقل) لأنه (قلَ أدبه ) ! ولا يتعظ بكرى من تجربة قوش نفسها !

    وكان صلاح عبد الله الشهير بـ (قوش) مديراً لجهاز الأمن حتى عزله في أغسطس 2009 وشهد عهده إنتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في البلاد خاصة ضد المعتقلين السياسيين ، شملت قتل وإختفاء المئات وتعذيب الآلاف ، كما شهد حالات موثقة عن فقدان كثير من المعتقلين للسمع والبصر والأطراف جراء التعذيب الوحشي الذي تعرضوا له في أقبية جهاز الأمن ، هذا بخلاف الفظائع التي قام بها جهاز الأمن في دارفور ومناطق الهامش الأخرى ( القتل ، حرق القرى، الإغتصاب ، التعذيب ،والتهجير القسري ).



    -------------------

    المؤتمر الشعبى : لا حوار مـع المؤتمر الوطني الذى أصبح خطراً على البلاد وأمنها وإستقرارها
    January 21, 2013
    (آخر لحظة)

    قطع المؤتمر الشعبي بأنه لا يوجد أي حوار على أي مستوى من المستويات بين قياداته وقيادات المؤتمر الوطني ، واصفاً ما يثار بهذا الشأن بالعبث والأماني والهلوسة بجانب أنه مخطط مكشوف المقاصد يسعى من خلاله الحزب الحاكم لإحداث ربكة وبلبلة وسط تحالف أحزاب المعارضة التي فرغت من ترتيبات جادة لإسقاطه ، مشيراً الى أن ذلك لن يتحقق .

    وقال الأمين السياسي للحزب كمال عمر عبد السلام ، أن هيئة قيادة الشعبي قررت في السادس والعشرين من ديسمبر من العام 2010 أنه لا حوار مع الوطني ومنذ ذلك التاريخ أغلق كل الأبواب أمام أي حوار من اي نوع مع الوطني ، مجدداً تمسك حزبه بإسقاط النظام وقال ان الشعبي هو الأكثر تشدداً فى ذلك لانه يرى أن الوطني أصبح خطراً على البلاد وأمنها وإستقرارها وعلى المشروع الإسلامي نفسه ، وقال إن الحزب الحاكم بات في أضعف حالاته ويسعى للإستقواء بالشعبي عبر البحث عن الحوار معه ، وزاد لكن نقول لهم هيهات .
                  

01-24-2013, 12:43 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    and#65279;
    مساعد الأمين العام لـى الشعبي» يتحدث من المانيا حول أخطر الملفات الراهنة «2-1»
    الأربعاء, 23 يناير 2013 06:55 الاخبار - حوارات
    حاورته: أميمة عبد الوهاب:

    هاجم مساعد الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. علي الحاج محمد والي جنوب كردفان مولانا أحمد هارون وقال إنه جاء للولاية لينفذ ذات المهام التي أبعد بسببها عن دارفور ونجح في أن يحول كردفان لدارفور أخرى. وقال إن النظام القائم الآن أشد خطورة على السودان من كل القوى السياسية التقليدية والحديثة.. واعتبر الحاج أن الحديث حول الدستور نكسة سخيفة، وأضاف أن المشير سوار الذهب سيقلل من شأنه ورصيده السياسي بموقفه هذا، مستبعداً عقد قمة بين الرئيس البشير وسلفاكير قاطعاً بعدم إمكانية أي توصل لاتفاق بين الجانبين موضحاً الأسباب بالداخل، وقال إن الطرفين يجلسان للتفاوض لأن مجلس الأمن يريد لقاءات شكلية وتشريفية وأخذ صور، وقال أيضاً إنه لو كان بيديه أموال لمول عملية تفجير مطار الفاشر 2003 لكن ليس لديه قروش... فإلى مضابط الحوار ..



    نبدأ بآخر وأسخن القضايا د.علي الحاج، رؤيتك لوثيقة الفجر الجديد ونقاط الخلاف حولها بين المعارضة والجبهة الثورية والجدل الذي أثير حولها ومواقف المعارضة التصحيحية؟


    - يجب النظر للجانب الإيجابي في الملتقى ولا وقت للاشياء السالبة، الإيجابي هو اجتماع القوى السياسية وليس الأجنبية، و هذا هو الأهم لقاء القوى السياسية والقوى الحاملة للسلاح على صعيد واحد أمر إيجابي، وطبيعي ان يكون هناك خلاف، الحكومة نفسها لديها خلافات وكل حزب لديه خلافاته، والاختلافات سمة من سمات التغيير والديمقراطية ولا نركز على الخلافات كثيراً، لقاؤنا في حد ذاته شيء مهم، هذا أولاً، أما ثانياً إجماعهم على إسقاط النظام وهذه أهم نقطة إيجابية، والنقطة الثالثة هي التوافق على الحريات لأنه لا توجد حريات وإذا كانت هناك حريات لكان الاجتماع تم في الخرطوم لذا لابد من إسقاطه حتى يأتوا بالحريات، أما اتفاقهم على وقف إطلاق النار إذا سقط النظام في كل جبهات القتال جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور وتعهد حملة السلاح بذلك، وهم حملوا السلاح لأن الحكومة لا تستجيب إلا لمن يحمل السلاح في وجهها، وهم كانوا في الأصل حلفاء لها سواء في الحركة الشعبية أو مجموعة مني أركو مناوي، والسلاح الذي يستخدمونه مرخص من الحكومة ولابد من إيضاح ذلك وأنهم لم يأتوا من فراغ، والحركة الشعبية لتحرير السودان وقطاع الشمال كلها نتاج نيفاشا وكل هذه خلقتها الحكومة والآن أصبحت تخشاها.. أما فيما يختص بردة فعل المعارضة هذا شيء طبيعي لأن الوثيقة ليست نهائية وهي عبارة عن مسودة وترك لقوى المعارضة في الداخل حق التغيير في الوثيقة كما تشاء لذا وجود خلافات طبيعي.. وأنا ذاتي مختلف مع الوثيقة في بعض البنود، ولكن من يقرر من هم بالداخل، كون أنهم أخضعوها للمراجعة فهذه نقطة إيجابية حتى يقولوا كلمتهم.. والمطلوب من القوى السياسية بالداخل أن تقول كلمتها في كل النقاط وتحسم الأمر، وعليها أن توقع على ما تراه يناسبها ويوافقها من الوثيقة ولا تجعل الخلافات مثاراً للنقاش والجدل وتترك القضية جنباً وحسم الامر لأنه اصبح كله بيدها وهذا ما عليهم الارتقاء له وهو الاتفاق والتوقيع على ما يرونه.

    رأيك في موقف الحكومة من الملتقى والوثيقة والموقعين؟

    - الحكومة مفزوعة ومتوترة أيضاً لأنها كانت لا تعطي المعارضة الداخلية اعتباراً، وأفزعها اتصالها بالقوى الحاملة للسلاح وبدأ الأمر يصبح في الجد، وفزعها هذا إيجابي علها تفكر في الخروج من الأزمات التي وضعت فيها نفسها، والوثيقة كتبت بأيدي تشبه أهل السودان وليست وثيقة أكاديمية أو علمية. وعلى الحكومة أن تنتبه وتعطي هذه الوثيقة اعتباراً وعليها أن تعطي اعتباراً أكبر للمجتمعين في كمبالا.

    وإذا منحتهم الحكومة ذلك الاعتبار الذي تحدثت عنه ماذا يعني لها ذلك؟

    - هي فزعت فزعاً شديداً وعليها الخروج من صمتها، وأنا لن أضع لها مقترحات ولكن على حد ما سمعته من تصريحات مسؤوليها من تهديد ووعيد واعتقالات.. وكل هذه التصريحات لن تخرج البلاد من مشكلات.

    لماذا لم تذهب إلى كمبالا وتحضر الملتقى؟

    - هناك ظروف خاصة ولا احتاج أن أذهب لأن هناك ممثلاً للحزب ذهب يتشاور وبعلم قيادة الحزب.

    رأيك في الجدل حول الدستور؟

    - الكلام عن الدستور نكتة سخيفة ومضيعة للوقت لأنه أولاً الدستور ليس لديه أية قيمة في السودان ولدى النظام القائم فيه، ودستور 1998 رغم أنه أجري عليه استفتاء ووقع عليه الرئيس إلا أنه ألغاه وجاء بدستور آخر بعد نيفاشا 2005 وهو دستور انتقالي والآن لا يوجد دستور تعمل به البلاد وهذا هو الدستور الانتقالي شطبوا منه بعض الأشياء فقط.. المشكلة في السودان ليست دستورية ولا قانونية وإنما سياسية، وسوار الذهب بموقفه هذا يقلل من شأن نفسه ويسحب من رصيده وهو لديه رصيد لا بأس به ولديه سمعة سياسية ومواقف جيدة وهذا يقلل من الثقة فيه.. عملية الدستور هذه ليست مترسخة في العالم العربي.

    لماذا تصر الحكومة عليه رغم رفض الأحزاب وضعه في هذه المرحلة؟

    - حتى تشغل الناس عن القضايا الأساسية، واعتقد أن الحكومة لديها دستور جاهز وسوف تخرجه للناس.

    المحاولة الانقلابية الأخيرة كيف تراها؟

    - هي نتاج وإفرازات لما يجري داخل المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وفي كل الحالات يجب أن يُقدم المعتقلون إلى محاكمات عادلة والمتهم بريء حتى تثبت إدانته حتى لو كان صلاح قوش بغض النظر عن تاريخه ومواقفه معنا نطالب له بمحاكمة عادلة يكون له فيها حق الدفاع عن نفسه لأن العدالة لا تتجزأ وعندئذ ستعرف الحاصل شنو.

    تأخر إسقاط النظام هل لضعف المعارضة أم لقوة المؤتمر الوطني؟

    - هذا نظام باطش وقاهر ومتسلط على كل الأصعدة ولا يمنح المعارضة أكسجين لتتنفس وهي كسبت ذلك الأكسجين عبر كمبالا، لذا رأت خطورة في تحاورها وتلاقيها مع حملة السلاح، رغم انه ليس لها سلطان على من يحملون السلاح او على المعارضة.

    الحركات الشبابية هي الأخرى فشلت في إحداث التغيير الذي تنادي به، هل ذلك لعدم جديتها ونضجها أم يقع عليها ما يقع على المعارضة؟

    - المسألة معقدة وموقف الشباب أشبه بموقف المعارضة، ولكن أبشرك الثورة السلمية آتية لا محالة وإن كنت لا استطيع أن أحدد موعداً، ومهما تأخرت ستنضج والتأخير لذلك فيه خير لها ينضجها وتتضح أهدافها التي تمثلت في بدائلها في اجتماع كمبالا.. وإذا قامت ثورة سلمية شعبية على الناس أن لا يتخوفوا أن تكون هناك زعزعة لأننا لا نريد إنهاء النظام عبر العمل العسكري لذا كان علينا أن نضمن عدم إشهار الحركات المسلحة السلاح في وجهها إذا سقط النظام لذلا وضعنا البديل المتفق عليه بيننا وبينهم وهذه نقطة مهمة لأنها تؤطر لسقوط النظام عبر العمل السلمي الذي أؤمن به أنا شخصياً كثيراً، وبالتالي ستكون الحركات جزءاً من العملية الانتقالية وهي ملتزمة بوقف إطلاق النار حينها.

    بعد كل هذه التعقيدات التي ذكرتها ما هي السيناريوهات المحتملة للتغيير؟

    - اعترف بصعوبة السؤال لأنه يقف في ظل بعض الأصوات التي تسمعها من الحكومة.. ولازالت نبرة التهديد والوعيد هي السائدة وهذا تصرف شاذ ربما يقود للدموية التي ستبدأها الحكومة لأنها هي التي بيدها السلاح والثورة في ليبيا وسوريا بدأت سلمية ولكن الحكومة استخدمت السلاح.

    تؤمنون بالتغيير عبر العمل السلمي في كل أحاديثكم، ولكن إذا حدثت دماء في منتصف الطريق ألا تغيرون مبدأكم وتستخدمون السلاح كما حدث في كثير من ثورات التغيير في دول الربيع؟

    - اعتقد أن تجربتنا في السودان إذا حدث تحرك سلمي سينحاز الجيش في أغلب الحالات للشعب قياساً بالتجارب السابقة في أكتوبر وأبريل.

    والضمانات بعدم استخدام الحركات السلاح في ذلك الوضع سيما إذا لم تكن هناك خيارات ولم يحدث ما تؤملون به؟

    - القرار ليس بيدي ولكنه بيد المعارضة بكافة أشكالها، ولكني ضد أي استخدام للسلاح لأن العمل المدني مهما كان به من خسائر سيأتي بنتائج إيجابية في نهاية الأمر.

    بشهادات المراقبين والإسلاميين أنفسهم، إسلاميو السودان قدموا أسوأ نموذج للإسلاميين في العالم، كيف التصحيح وإعادة بناء الثقة؟

    - لا يمكن الحديث عن تصحيح وإعادة بناء ثقة ما لم يزل هذا النظام والموجودون فيه، وكنا نعذر الموجودين في كمبالا لتخوفهم من الإسلاميين ونظرهم للتجربة الإسلامية الماثلة بمنظار قاتم.

    هل هناك تقصير من الحركات الإسلامية في دول الربيع العربي بعدم تحركها لجمع وحدة صف إسلاميي السودان؟ و إذا عرضت عليكم وساطة منهم هل ستقبلونها؟

    - هؤلاء غير مؤهلين بأن يقودوا وساطة بيننا لأنهم غير محايدين وللأسف كل الحركات الإسلامية في الدول العربية لم تقدم شيئاً للسودان ووقفت مع النظام، وأكبر خطأ ارتكبته عند حضورها لما يسمى مؤتمر الحركة الإسلامية لم يفتح الله لها بكلمة عما يجري في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور وأدانت نفسها إدانة تاريخية لأنها وقعت مع نظام قهري وقمعي وتسلطي وحضرت مؤتمراً له ولم تنطق بكلمة واحدة وهذا تناقض منها.

    ولكن ربما ليس لها علم بتفاصيل ما يجري من شأن داخلي وربما تعلم ولا تريد التدخل؟

    - أنا أعطيتك فرصة حتى تصل إلى هدفك لما لا تفعل هي كذلك؟ لما لا تلاحق النظام وتسأله عن أخطائه ومشاكل السودان مطروحة على الشبكة العنكبوتية ولا يحتاجون لمن يبصرهم بها.

    ... نواصل
    :
                  

01-25-2013, 12:57 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    حنــــــــــجرة "المشير " ..


    بقلم: سارة عيسى


    الجمعة, 25 كانون2/يناير 2013 08:00


    اللهم أكفني شر أصدقائي ، وأنا كفيل بأعدائي ، أو حتى أنت يا بروتس ، وقصة حواري السيد المسيح وخيانتهم له ، هذه الأمثلة تذهب وتشيع بين الناس عندما يتنكر لك الأصدقاء ويبادلون إحسانك بالكفر والجحود ، كان الفريق صلاح عبد الله قوش هو اليد التي حمت عرش المشير في ليلة العاشر من مايو في عام 2008 عندما تصدت لقوات حركة والمساواة ، رصاصات الجنرال قوش كانت هي التي اغتالت الصديق الراحل الجمالي جلال الدين ، وبعد نهاية المعركة خطب المشير المتواري في ساعة الخطر أن عين الجنرال قوش هي التي ترى الأعداء ويده هي التي تبطش بهم كان في الأمر استزادة لقوش ومكانته في التصدي لأكبر خطر داهم الإنقاذ في قصورها ، وزاد على ذلك الصحفي ضياء الدين بلال بالقول أن عيون قوش ترى ما وراء البحار وتستدرك غيابت جب المخابرات الدولية ، فاليوم تحول الجنرال قوش من اشهر سجان إلى اشهر سجين ، وعينه التي رأت الكثير من الدماء عليها الآن أن تذرف الدموع وتسأل الرحمة والغفران .


    هذا جزاء سمنار أو لعنة أبو مسلم الخراساني الذي تنكر له بني العباس و" سلقوه " كما فعل الإخوان بدستور مصر .لم يكن إنقلاب الجنرال قوش سوى رواية غير متراصة الصفوف ، ولكنه كان معركة القصد منها التخلص من عدو محتمل يهدد عرش الرئيس المريض ، لكن ما فتح هذا الباب على مصراعيه وأخرج هذا الجني من قمقمه هو العلة المباغتة التي ألمت بالمشير البشير ، مرض سرطان الحنجرة ، وعندي إضافة صغيرة وأنا استغرب ونحن في السودان لماذا نصف الفنان في السودان بأنه صاحب حنجرة ذهبية بينما يُعتبر اللسان هو المعني بصوت الإنسان ؟؟ ، وهو المصنف رقم واحد في قائمة جوارح الإنسان المضرة ، لذلك ولج الناس جهنم بسبب حصائد ألسنتهم ، لكن وجدت الحنجرة شهرتها بسبب الأمراض التي تلم بها والتي يُعد السرطان من أخطرها ، عاش اللسان عصياً على الأمراض وصار هو المهدد للناس بالنار وجهنم في يوم القيامة ، مات الممثل الإيطالي الشهير انتوني كوين نتيجة لمضاعفات سرطان الحنجرة ، وكاد الممثل الشهير مايكل دوغلاس يلاقي نفس المصير لكنه تدارك المرض بالعلاج ، أما المشير البشير فقد كان لصوته وللسانه الحظوظ في الخطابة السودانية ، فهو يستخدم لغة تجد فيها كل الاشواك السامة ، فهو يراوح بين مفردات القتل وقطع الأعناق وسحل الأسرى والإجهاز على الجرحى.


    ولا أعتقد أن المشير البشير كان متسامحاً مع خصومه في كافة مراحل حياته ، فالأمر يتعدى الجنرال خالد الزين والكدرو واللواء عوض السيد بلول الذين قتلهم البشير في شهر رمضان من عام 90 ، فهاهو الجنرال قوش الذي حمى عرش المشير الآن يقبع حبيس السجون ، في عام 1999 جرى لقاء غير مسبوق بين الدكتور خليل إبراهيم والجنرال الحبيس صلاح قوش ، كان الحوار بين القضبان حيث كان الدكتور خليل إبراهيم مقبوضاً عليه بسبب تداعيات الخلاف بين البشير والترابي ، وقتها ، كان الجنرال قوش في قمة عنفوانه الأمني وكان الهدف الجديد هو محاربة أبناء غرب السودان ، عندها طلب الدكتور خليل إبراهيم من صلاح قوش بأن لا يطلق سراحه لأنه سوف يتمرد وينشق على النظام ، كان هذا أشبه بالتنبيه الذي بعثته المخابرات الأمريكية للرئيس كلنتون في عام 96 بضرورة إعتراض طائرة اسامة بن لادن المتوجة من الخرطوم إلى قندهار ،


    استهان صلاح قوش بتهديدات الدكتور خليل إبراهيم وقد كلفه هذا الخطأ الكثير في عام 2008 ، لذلك لم يكن إختيار صلاح قوش لمنازلة حركة والمساواة في أمدرمان عفوياً ، فقد كان الأمر أشبه باختيار عبد الملك بن مروان للحجاج بن يوسف عندما زعم الأخير بأنه رأي نفسه في المنام يذبح سيدنا عبد الله بن الزبير ، كان الجنرال قوش بمثابة " المختار " الذي حمي الشمال من وثبة الغرابة ، لذلك خاطب المشير رهطه بأنه أطلق يد المخابرات لتفعل ما تشاء حيث قال لا فرق بين الطالب أو متمرد طالما وُصفوا بأنهم من الحركة العدل والمساواة ، وتلذذ إعلام الإنقاذ ببث مشاهد القتل والدماء حتى تكون عبرة لمن يعتبر
    حتى لا يسبقنا الحديث أو الفكرة أن أزمة الرئيس البشير الصحية بدأت بهمس وعارض صحي مستتر وغياب ملحوظ له في الخطابة ، وجولات خارجية تحدث دون أن يعلن عنها ، عدم الشفافية حول صحة المشير البشير هي التي دفعت رجال الصف الثاني في الإنقاذ بضرورة التفكير في بديل جديد ، فكل من الجنرالين الهرمين عبد الرحيم حسين وبكري حسن صالح لا يصلحان لوراثة العرش ، فهما يعتبران قادة بلا جنود وينقصهما السند الإقليمي ، الشخص الذي يوصف بالصندوق الأسود أو جاك إدغار هوفر السوداني كان هو الجنرال قوش و الذي يملك تسجيلات عن الجميع وله سند إقليمي وحظوة متينة لدى المخابرات الأمريكية ، فكان لا بد من التخلص منه لحين انتصار المشير على عارضه الصحي المؤقت.


    أما موقف القطريين من هذه الأزمة الصحية فقد كان غامضاً ومنكفئاً ، وكل أمر يربطونه بالسياسة ويعتبرون وجود الرئيس البشير في السلطة مهدداً للربيع الإخواني الذي يدعمونه الآن ، وقد رأوا في هذا المرض انقلابا أبيض يضع حداً لمسيرة رئيس تخللتها الحروب وحركات التمر ، لذلك زعموا أن حنجرة المشير قد تلفت وتحتاج لإزالة وهذا سوف يكلفه فقدان صوته الجهوري ، ولا يستطيع المشير البشير وهو في هذا العمر أن يتواصل مع شعبه عن طريق كمبيوتر لوحي أو عن طريق خطابات يقرأها له وزير الإعلام ، أقترح القطريون على المشير بضرورة التعالج في أمريكا بحكم أن المستشفيات هناك تتعامل مع هذه الحالة بسهولة ويسر ، هذا الإقتراح فيه نوع من الخبث والدهاء ،وهم أكثر من غيرهم يعلمون أنها رحلة مثل التي قام بها امروء القيس لبلاد فارس ، فالبشير لن يذهب لأمريكا حتى ولو أقتعلوا حنجرته بكامل حبالها الصوتية ، والمرض وتحمل تكلفة فقدان الصوت أيسر من المكوث وراء القضبان في سجن أوروبي يجتاحه برد قارس وشتاء طويل .


    لم يستشر المشير البشير أطباء رويال كير الذي تصفه حكومته بأنها زرعت فيه أكسير الحياة ، قصة توطين العلاج في الداخل كانت أسطورة اشبه بمشروع حفر ترعتي الرهد وكنانة ، يُوصف مستشفى رويال كير بأنه مشروع (Service Catering) ، حيث يُقدم الطعام والمأوى والحراسة الأمنية مع تحمل النفقات الفندقية ولكن تجربة هذا المستشفى مع الفنان محمود عبد العزيز أثبتت أنه لا يختلف عن مستشفى الشعب إلا في الطعام والنفقات ، أختار المشير البشير وهو مهموم بالعلاج إحدى المستشفيات العسكرية في العاصمة السعودية الرياض ، قابلت السعودية الإساءة بالإحسان وعالجت حنجرة الرئيس الذي طالما شتم ملوكها في وسائل الإعلام ، ووفرت عليه ثمن تذكرة مخاطر السفر إلى بلاد العم سام ، والمشير البشير وهو في بهو المستشفى العسكري بالرياض كانت السفن الإيرانية ترسو في ميناء البحر الأحمر . فالرجال كما قال المتنبئ :
    جوعان يأكل من زادي ويطعمني ...لكي يُقال عظيم القدر محمود
    العلة التي أصابت المشير البشير كشفت عن حقائق هامه ، من بينها وجود أزمة قيادة في حزب المؤتمر الوطني ، ومن بينها عدم توفر خليفة للرئيس البشير ، والأهم من كل ذلك أن الحزب تعامل مع مرض الرئيس بهستريا وتشنج كما تعامل مع مذكرة أوكامبو ، ومرض الرئيس أو موته أصبحتا لحسة كوع على الرغم من اليقين أن الموت والمرض ملازمتان للإنسان ، وكلنا نعلم أن الله إذا أحب عبداً أبتلاه ...إذا لماذا نجزع إذا مرض المشير ؟؟؟
    سارة عيسي
    sara issa [[email protected]]

    -------------------

    " الى شيوخنا أصحاب الفضيلة مؤسسى فرع الاخوان المسلمون بالسودان "
    01-23-2013 06:37 PM

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


    الموضوع : " الى شيوخنا أصحاب الفضيلة مؤسسى فرع الاخوان المسلمون بالسودان "

    مقدمه المواطن / عوض سيداحمد عوض
    [email protected]

    أحييكم بتحية الاسلام , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ,
    بصفتى مواطن سودانى مسلم , ... آرى أن هناك أمورا خطيرة قد استجدت خلال العقدين المنصرمين من حكم " الانقاذ " , ... انعكس أثرها السلبى على البلاد والعباد ,..... اسمحوا لى بمناقشتها معكم , ..... وفيما يلى عرض موجز لها :
    أولا : قيام الانقاذ :
    كما تعلمون ان استلام السلطة قهرا وبوقوة السلاح , أمر يتعارض تماما مع المبادىء و الأسس التى وضعها مؤسس الجماعة الشهيد حسن البنا , ومع ذلك فان الامة خضعت لها , ... لأنها خضعتنا بالاسلام , واستبشر الجميع خيرا , ..... ولكن كما تعلمون , ما أن تمكنت , ووضعت يدها على مقاليد السلطة , حتى أسفرت عن وجهها الحقيقى , ..... وثبت للناس كل الناس , ... أنها لا تعدو كونها امتداد حقيقى لكل الشموليات السابقة لها القائمة أصلا ومؤسسة على الظلم والجور والقهر , وتغويض كامل لكل قيم " العدالة " وحكم القانون : ( سماوى أو أرضى ) ..... الأمر الذى وقف الناس عنده كما تعلمون : " حيارى " ......... " من أين جاء هولاء " ....... كيف يحدث هذا فى دولة ترفع رأية الاسلام , ..... وتتكلم باسم الرسالة الخاتمة التى جاءت أصلا لانقاذ البشرية كلها وتخليصها تماما من مثل هذه الانتهاكات المخالفة والمجافية والمغوضة تماما لكل أسس العدالة , .......... العدالة التى جاء بها الاسلام , وتنزلت , ورآها الناس كل الناس فى دولة المدينة, .......... وهذا بعينه ما دفع الكثيرين غيرى للبحث والمتابعة , ....... وأقول صادقا أنه لم يكن رائدى فى ذلك , الاّ الاخلاص , والاحتساب لله فى التوجه والبحث عن الحقيقة ولا شىء غير الحقيقة ,..... وقد تبلور ذلك فى اعداد جملة من الرسائل وفى مناسبات مختلفة ,... بدأتها بالرسالة الأولى وكانت موجهة الى أحد أقربائى ( من منتسبى النظام )....... وكنت وقتها خارج البلاد , ..... وعند رجوعى النهائى واصلت مخاطبة المسئؤلين بصورة مباشرة وكنت أحرص على ايصالها لهم فى حالة تعذر النشر , وأعتقد أنه وصلكم بعضا منها أو كلها , والله أعلم , ..... وفيما يلى بيانها :
    (1) رسالة معنونة الى أحد أقربائى بالتنظيم نشرت مؤخرا ضمن الحلقة (1) من الرسالة الموجهة لمنتسبى الحركة الاسلامية السودانية ( بموقع سودنائل صفحة " منبر الرأى " )
    (2) رسالة معنونة لكل من رئيس مجمع الفقه الاسلامى والامين العام لهيئة علماء السودان تحت عنوان : " الماسونية العالمية " .
    (3) رسالة معنونةالى البروف / أحمد على الامام مساعد رئيس الجمهورية للتأصيل ورئيس مجمع الفقه الاسلامى تحت عنوان : " البعد الدينى لقضية دارفور " .
    (4) رسالة معنونة للسيد رئيس الجمهورية
    (5) رسالة تحت عنوان : " أعرف عدوك "
    (6) رسالة معنونة لأصحاب الفضيلة العلماء .
    (7) رسالة معنونة الى منظمة الدفاع عن رئيس الجمهورية تحت عنوان : " جبر الضرر هو الأهم "
    ملاحظة : ( الرسائل أعلاه من ( 2-7)منشورة بالموقع أعلاه فى (1) تحت العنوان الموضح أمام كل , ... ما عدا (4) تحت عنوان " الفساد " و(6) تحت عنوان " الأسئلة الصعبة " )

    ثانيا : " الوقوف على الحقيقة بصورة مبكرة ولكن !!! "
    لم تكن أخبار المواجهة التى تمت فى اجتماع " العيلفون " ( ديسمبر 1969 ) معلومة للناس لأنها كانت سرية وقد علمت بها بعد صدور الرسالة تحت عنوان : " الماسونية العالمية " ... فى (2) أعلاه , واطلاع بعضكم عليها , وحينها علمت بما حدث , .... فكان ذلك مفاجئة لى وقفت عندها طويلا , ......... ما هذا الذى أسمع ؟؟؟ ...... ياله من أمر غريب وعجيب !!!!! ...... أنتم وقفتم على الحقيقة منذ ذلك التاريخ المبكر , ( أى بعد اعتلائه عرش تنظيمكم بخمس أعوام فقط ).......... تم بعد ذلك تتركوه !!!!!! ....... وأنتم تدركون تماما وتعلمون حقيقة هولاء الذين أشرتم اليهم : ماذا يريدون , وما هى مراميهم وأبعاد خطتهم التى رسموها ويراد لها أن تحقق ؟؟؟؟؟ ......... وهنا دخلت فى دوامة طويلة , ....... ان هذا الاكتشاف المبكر قد يكون منّة من الله سبحانه وتعالى خصاكم بها لينظر ماذا أنتم فاعلون ؟؟؟؟
    * وقفة لا بد منها :
    الاخوة الاعزاء , ... لا شك انكم عندما قررتم هذه المواجهة كنتم تعلمون من عؤلاءالذين تعنونهم , ...... تعلمون أنهم بعينهم الذين أخبرنا الوحى المنزل على سيد البشرية , ..... سيدنا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ,..... أخبرنا انهم " الامة " المنحرفة , الذين نكلوا عن العهد وحمل الأمانة , ونقضوا المواثيق , ...... وأنهم هم قتلة الأنبياء ,... والمزيفون لما أكرمهم الله به من وحى ( التوراة )......... عملوا على تزييفه وتحريفه وتأويله لخدمة أغراضهم الدنيئة وأحلامهم المريضة ,....... لا عن جهل بحقيقته , ... بل عن تعمد وسبق اصرار ,......... ومن هنا وقع عليهم غضب من الله ومن الناس أجمعين , فكان أن وصموا : " بالأمة الغضبية "
    * تعلمون أيضا ان ذلك قد ملأ نفوسهم وأحالهم الى كتلة من الكراهية والحقد الدفين على الجنس البشرى بأكمله , ..... وكان نتيجة ذلك أن وضعوا خطة واستراتيجية بعيدة المدى , تنطوى على بنود أو قائمة محددة ,..... يراد تحقيقها على مراحل زمنية طويلة , .... بغرض الوصول للهدف البعيد , ..... والحلم الكبير , ....... وهو حسب تصورهم : " حكم العالم كله بملك واحد من صلب داوود "......... وظلت هذه الخطة تنتقل وتتوارث جيلا عن جيل دون كلل أو ملل , وبتكتم وسرية تامين , .......... ومع ذلك وكما تعلمون , فقد قيض الله سبحانه وتعالى عملية اكتشافها فى مراحل مختلفة من تاريخهم الطويل , ...... وكان آخرها وأهمها مقررات مؤتمرهم الشهير بمدينة بال السويسرية برئاسة هرتزل عام 1897 , ..... والتى قيض لها أن تقع فى يد العالم الروسى ( نيلوس ) .... ليخضعها لدراسة جادة وعميقة , استغرقت حوالى أربع سنوات , .... وقف بعدها على تفاصيل الخطة كاملة , .... وتابع مسارها خطوة وراء خطوة منذ بدايتها وحتى تأريخ نشرها عارية للعالم أجمع ,( 1902) ..... ومنه وقفنا على حقيقة ما يجرى ويدبر للبشرية كلها فى الخفاء ,...... ذكر ان بنود الخطة قد تمت تقطيتها بالكامل , ما عدا بندا واحدا لم يكتمل تحقيقه بعد , ... وهو البند المتعلق بالأديان السماوية والذى ينص على : " مسح الأديان من على ظهر الأرض أو جعلها غير فاعلة " ...... وعلمنا أن جزءا من هذا البند ( الدين المسيحى ) تم تحقيقه فى ما يسمى العالم الغربى ما عدا الجزء الشرقى منه ( روسيا القيصرية ) ..... وقد تنبأ حسب موجهات الخطة , أن الخطوة التالية والأخيرة لهم فيما يتعلق بهذا الدين ( المسيحى ) ... هو روسيا , ..... وتنبأ بقيام ثورة لتحقيق ذلك , ..... وقامت فعلا فى عام 1917 " لينين ", ...... ثم حدد مسار الخطة بعد ذلك , وقال انها متجهة الى : " القسطنطينية " .... أي ( الخلافة الاسلامية ) ........ وكان انقلاب : " أتاتورك " ...... وتنحية خليفة المسلمين عام 1923 , ............ كل ذلك تم ونفذ عن طريق تجنيد زعامات مزيفة ,..... كما تعلمون , ... أمثال : " لينين وأتاتورك " .
    * اذن فليس غريبا أن يعمدوا علي تجنيد واحدا من بنى جلدتنا لمواصلة المشوار , ..... والقيام بمهمة تعبيد الأرض وتمهيدها للأفعى الصهيونية لتعمل عملها الموكول لها فى أرضنا الحبيبة , ...... ويتحقق لهم بالتالى شعارهم المنحوت فى صدورهم , والمزين به جدران كنيسهم : " من النيل الى الفرات " ............ فهذا أمر ثابت بالضرورة , ..... بل الغريب الاّ يحدث , ...... والأكثر غرابة , ... أن يقيض الله لكم هذا الكشف فى وقت مبكر , وتقفون على الحقيقة كاملة , وترون بام أعينكم العمل المضنى , والسعى الجاد فى تحقيق وتنفيذ ما هو مخطط ومرسوم سلفا , .... ومع ذلك تقفوا مكتوفى الأيدى , .... مكسورى الجناح , ....... لماذا ؟؟؟؟؟؟؟
    * تابعتم ما كان " يبث " فى الغرف المغلقة : " تعاليم وموجهات المدرسة الجديدة " ..... لشباب تنظيمكم العريق من نهج جديد , مخالف , ومغائر تماما لنهج الدعوة والتربية الاسلامية السليمة , ....... بل علمتم أن فيه هدم وتقويض للاسس المستندة عليها تعاليم ديننا الحنيف والرسالة الخاتمة ,....... ويواكب ذلك انحراف كامل عن الصراط المستقيم , وعدول عن جادة طريق الأمة المحمدية – ( اذن ماذا يفهم من تعاليم توحى لهم وتغرس فى أذهانهم , ....... وهم فى هذه السن المبكرة , مع حالة الانجذاب العاطفى لصاحب المدرسة : " ان الصحابة غير عدول , وأن لا عصمة لرسول البشرية صلى الله عليه وسلم , وأنه يجب اعادة النظر فى الأحاديث واخضاع قبولها أوعدمه للعقل , .......... .........الخ ... ألا يفهم من ذلك أن هناك أتجاه لغرس دين بديل ؟؟؟؟؟؟ ) .......... تابعتم ذلك كله , وحصلتم على تفاصيل دقيقة وفى غاية الأهمية والخطورة , ........ وتم تجميعها كمشروع كتاب , .... فبدلا من ارسال هذه المعلومات القيمة لرئاسة التنظيم الأم , للوقوف على حقيقة ما يجرى فى السر هنا أولا , ...ثم الاضطلاع بواجبكم الدينى فى عملية اصداره ونشره وتوزيعه لكافة فروع الجماعة , ..... وبالتالى لكافة المنظمات والهيئات الاسلامية فى العالم أجمع ,........... فبدلا عن ذلك تركتم أمر اصداره لأحد الاخوان منكم , وقد اضطلع بذلك وهو يعلم مدى عمق المخاطر المترتبة على هذا العمل , وصدر الكتاب فعلا تحت عنوان : " الصارم المسلول فى الرد على الترابى شاتم الرسول . " ...... صدر فى مستهل ثمانيات القرن المنصرم تقريبا .
    (هذا مع علمكم التام للحقيقة الثابتة والمعروفة سلفا وهى " ما الجدوى من صدور كتاب ينشر فى ظل نظام هم عمدته وأصحاب الكلمة فيه : " فترة المصالحة والهيمنة الكاملة لنظام نميرى " . )


    ثالثا : بيان للناس


    أعنى بذلك البيان الذى قام باصداره تحت هذا العنوان وباسمه : المرحوم الدكتور / محمود برات ( فى أكتوبر 1982 )..... اطلعت على البيان الخطير بعد سنوات وأنا بالخارج , وعند رجوعى سألت وعلمت تفاصيل الحدث وردة فعله ,........... وخطورة البيان تكمن فى أنه كشف فيه أن الأب الروحى للجماعة آنذاك : ( مؤسس المدرسة الجديدة) ..... اعترف له أنه : " لايؤمن بالبعث " !!!!!....... هذا هو موضوع البيان : ( كان هذا أثناء تواجدهما معا فى مؤتمر بمكة المكرمة,.. وذكر أنه سجل له زيارة فى محل اقامته وزوجته , .... ودار بينها نقاش , اعترف له فيه أنه : " لا يؤمن بحياة بعد الموت "
    * من المؤكد أن المرحوم قد جاء وأبلقكم بتفاصيل ما حدث , ......... فبدلا من التحرك السريع والجاد فى الاتجاه نحو تبنى هذه القضية الخطيرة والاضطلاع بدوركم وواجبكم الدينى والوطنى لوضع حد نهائى لهذه المهازل , واتخاذ كل السبل والوسائل لايقافه عند حدّه , ولانقاذ هولاء المغرر بهم والخاضعون والمخدوعين به , من تلاميذه , ............ تركتموه يواصل كالعادة !!!!!.............. ثم ماذا ؟؟؟..... قام الدكتور وهو من كبار قادتكم ومن خيرة الدعاة عندكم , ........ قام بتحمل أداء واجب نشره , ... وتم نشره باسمه دون ذكر للجماعة ليواجه مصيره هو أيضا !!!!!!! ............ ثم بعد ذلك تابعتم ردّت الفعل بالنسبة للتلاميذ عندما هرعوا للأب الروحى لهم مستفسرين , ......... وتابعتم ووقفتم على الطريقة التى تخلص بها من الموقف كله حيالهم , ....... وهو يعرف ذلك مسبقا ,......... ولكن هناك تساؤل لا بد من طرحه : ماهو الدافع الرئيسى الذى جعله يقدم على هذه الخطوة بما فيها من مغامرة خطيرة , ........... ويعترف لمن ؟؟؟؟؟؟ ........ لشخص يعرف تماما مكانته , ومقامه عندكم , وتقديركم له , ........ يعرف ذلك كلّه , ........ اذن ماذا كان هدفه ؟؟؟؟؟ ......... يبدو , ..... والله أعلم , .... أن المعنى بها هو أنتم أيها الرعيل الأول والمؤسسون للجماعة بالسودان , ...... ....انّها : ( بالونة اختبار ).... لكم , ..... ليرى كيف تتعاملون مع هذا الموقف الخطير , ....... فصدق ظنّه فيكم ( للأسف ) ...... ولم تخزلوه , ........ وهذا ربما يكون هو المطلوب من العملية كلها , ....... وقد حققتم له نجاحا باهرا , .... يضم للنجاحات السابقة له , مما يجعله يطمئن تماما ( يرقد قفى ) .... من جانبكم .


    رابعا : " هل تأييد من يجهل الحقيقة كمن يعلمها ؟؟؟ "


    عنما قامت الانقاذ كنت بالخارج كما سبق أشرت , وبعد سنوات من رجوعى , اطلعت على كتاب أصدره كاتب سودانى ( صحفى ) عبارة عن مجموعة حوارات أجراها مع مفكرين سودانيين كان من ضمنهم فضيلة مولانا البروف/ جعفر شيخ ادريس , ...... وفى اجابته على سؤال فيما معناه : " هل تؤيد الانقاذ وما السبب ؟؟؟ ...... كانت الاجابة : " نعم ..... أأيّدها لأنها رفعت رأية الاسلام . " !!!!!!!!! ........ ما هذا يا أصحاب الفضيلة ؟؟؟ ...... هذا الكلام لو صدر عن أحد عامة الناس وأنا منهم , ..... قد يكون لا غضاضة فيه , ........ ولكن كونه يصدر من عالم كبير يقف على الحقيقة كاملة , وله مواقف فى ذلك منذ مواجهة العيلفون عام 1969 أى قبل عقدين كاملين من قيام الانقاذ, ........ ألا يحق لنا أن نسأل سؤالا مباشرا :
    * ألم تكن تعرف أهداف ومرامى هذه المدرسة الجديدة , ..... وعلى علم تام بما كانت تبثه لهولاء الشباب الغض من تعاليم وموجهات كى ينشئوا عليها , وتتشرب بها عقولهم , ...... لكى تصبح فى النهاية عقيدة راسخة لا تتزعزع , ....وتعرف أن الهدف من ذلك كله هو اعدادهم ليكونوا قادة ومسئولى الدولة المنشودة , ...... وتعلم أن ذلك قد تم فعلا وجرت عملية احالة لكبار القادة فى الحزب : ( الجبهة الاسلامية القومية )...... للمعاش المبكر , ولم تتح لهم فرصة المشاركة فى ادارة الدولة الناشئة ( الانقاذ )
    ( روى هذه الواقعة باسلوبه الجميل الراقى الدكتور / الطيب زين العابدين بالملحق الاسبوعى لصحيفة البيان الاماراتية على ما أذكر , .... قال : دعانا الأب الروحى للانقاذ بالاسم ووجه خطابه لنا بعد أن كال لنا المدح والأشادة قال فيما معناه : " الأن نحن فى مرحلة جديدة كنا حزبا والآن نحن دولة يجب أن يؤكل أمر ادارتها للشباب : ( وقد بين سيادته من هم هولاء الشباب بين قوسين قال هم : " من على عثمان وانت نازل " ....... ثم فى نهاية المراسم سلم لكل منا هديته وكانت عبارة عن : " مصحف ومصلاية " . ) !!!!!!!
    * ماذا يعنى هذا , ....واضح أنه يعنى أنّ دولة : " الانقاذ " قامت لتدار بهولاء الذين اضطلع هو باعدادهم وتنشأتهم لهذه المهمة , ووفقا لتعاليم وموجهات المدرسة الجديدة , ....... ان هولاء التلاميذ هم الذين تباهى بهم وقال فيهم منتشيا : " ان التنظيم الذى يتولى هو قيادته أفضل من تنظيم الصحابة "............ كل ذلك تدركه وعلى علم تام به يا صاحب الفضيلة , .... ومالنا نذهب بعيدا , .... ألا يكفى فى ذلك كله أعترافه هو نفسه وقبل قيام الانقاذ بعدة سنوات : " أنه لا يؤمن بالبعث بعد الموت " .......... ألا يكفى ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟ ............... ثم بعد ذلك كله يأتى ويقول مثل قولته هذه ؟؟؟؟؟؟....... أسألكم بالله ماذا يعنى هذا ؟؟؟


    خامسا : " المفاصلة " :


    بعد هذا ننتقل لعملية المفاصلة والتى حدثت فى صفوف الحزب الحاكم , وتم بموجبها ابعاد الأب الروحى لهم وتجريده من سلطاته , مما أدى الى انشقاق الحزب وتحول الى حزبين يتبع أولهما ( للقصر ) , .... والثانى للمنشية ( مقر الأب الروحى لهم )......... هذا ما حدث , ..... وكان المأمول أن تنتهذوا هذه الفرصة الثمينة والغالية ,.... وتسرعوا على الفور وبجدية كاملة والتوجه باخلاص شديد نحو عملية انقاذ وتبصير لهولاء التلاميذ , ..... والعمل على انتشالهم من الوحل الذين هم غارقون فيه تماما , ......... فبدلا عن ذلك رأيناكم سارعتم بالوقوع معهم ومشاركتهم فيه !!!!!!!!!!
    * والسؤال الذى يفرض نفسه : " ما هو السند الشرعى الذى استندتم عليه فى الاندفاع والمشاركة بهذه الطريقة , .... وأنتم تعلمون . ؟؟؟؟؟؟؟؟
    * تعلمون بأنّ هذه المفاصلة لم تكن بسبب المراجعة واعادة النظر فى تعاليم وموجهات المدرسة الجديدة التى خضعوا لها طوال سنى شبابهم , ...... بل تعلمون أنهم الأكثر التزاما وتمسكا بها من أي وقت آخر ,..... وقد ظهر ذلك لكم جليا طوال الفترة التالية للمفاصلة وحتى تأريخه .
    * تعلمون تماما أن كل ما أغترفته الانقاذ طوال سنى عمرها من ظلم وجور أصاب البلاد والعباد هو بعينه يمثل صورة طبق الأصل لممارسات زعامات الشموليات السابق ذكرها , وليس هناك علاقة من بعيد أو قريب لتعاليم ديننا الحنيف والرسالة الخاتمة , ....... بل مخالفة ومجافية تماما لها .
    * عملية التشريد من الخدمة العامة : هل عمليات التشريد من الخدمة العامة ( عسكرية ومدنية ) التى تم بموجبها طرد وتشريد أكثر من ستين ألف ضحية من خيرة رجال الدولة وأكثرهم خبرة وكفاءة , ........ تم ذلك بصورة تعسفية ممعنة فى سوءها وقبحها , .... دون أى جريرة يرتكبوها , وبعيدا عن العدالة وحكم القانون , ...... بعيدا عن أي تشريع سماوى أو أرضى .
    (فهل هذا له علاقة بديننا الحنيف والرسالة الخاتمة . ؟؟؟؟؟؟؟ )

    * عملية التعذيب فى بيوت الأشباح : هل ما تم فى بيوت الشباح : ( يهجمون على المواطن فى الثلث الأخير من الليل ويأخذونه عنوة من بين أهله وزويه , دون أى جريمة يرتكبها أو ذنب ,, .... وبدون أي تهمة صغيرة أوكبيرة توجه له ,......... والى أين ؟؟؟؟؟ ........ الى أقبية سرية تحت الأرض , وبعيدا تماما عن السجون الرسمية للدولة , ...... ثم , ... ثم ماذا ؟؟؟؟؟ ....... ثم يمارسون معهم أعمالا يعف اللسان عن ذكرها , ....... بواسطة من ؟؟؟؟؟ ....... بواسطة خريجى هذه المدرسة , وبموجب تعاليمها وموجهاتها , ....... كل ذلك عايشتموه , وتعلمونه علم اليقين , ........ وتعلمون أنه مطابق تماما ومنقول حرفيا من كل ممارسات هذه الشموليات السابق ذكرها, وتعلمون أن الهدف الرئيسى والأساسى وراء ذلك كله هو : " الحط من قيمة الانسان الذى كرمهه الله , ...... وتحويله لحالة أحط وأدنى من الحيوان . "................. مورس ذلك بعينه فى كل الحقب : ( لينين – أتاتورك – عبد الناصر .......... الخ القائمة )
    ( أسألكم بالله ما علاقة ديننا الحنيف بهذا ؟؟؟؟.... ..... أليست هذه الممارسات هى بعينها تمثل جزء صميم للحالة التى تردت اليها البشرية حينا من الدهر ,........ وجاء الاسلام , ممثلا فى الرسالة الخاتمة , ... لانتشالها وانقاذها مماهى غارقة فيه , ....... واعادتها الى رشدها ؟؟؟؟؟ . )
    * ما هو الدافع وراء عمليتى التشريد وبيوت الأشباح :
    يمكن اجمال السبب الرئيسى لارتكاب مثل هذه الممارسات الاّانسانية فى الآتى :
    * عملية التشريد : من المبادى الهدامة التى اعتمدتها موجهات المدرسة الجديدة هو : " مبدأ التمكين "..... والذى يعنى فيما يعنى : " تحويل مقدرة الأمة من مال وممتلكات الى الحزب الحاكم وكوادره , بحيث تصبح الدولة كلها كأنّها ضيعة تابعة للحزب يتصرف فى أموالها وممتلكاتها دون أى حسيب أو رقيب . "
    * تعلمون أن دولة السودان كانت دولة نظامية , تحكمها قوانين وتشريعات صارمة , وتحتكم الى قضاء مستقل , وتتمتع بجهاز خدمة عامة عالى الكفاءة والخبرة , ....... فهذه كلها كانت عقبة كأداء , ...... وكان لا بدّ من ازاحتها كى يصبح مبدأ التمكين فى حيّز التطبيق , وتم لهم ذلك .
    * بيوت الأشباح :
    * تعلمون أن عملية التعذيب تعد بالنسبة لهذه الشموليات ضرورة من ضروريات تمكين السلطة وهى تطبيق لمبدأ آخر مقرر عندهم هو مبدأ : " الارهاب لأجل الارهاب " .......... أما لماذا اختاروا له هذه الأماكن البعيدة عن السجون الرسمية للدولة , ........ يرجع السبب أيضا لاستحالة ممارسة مثل هذه الاعمال الاّانسانية والممعنة فى سوءها وقبحها , فى سجون تحكمها قوانين وضوابط صارمة , ..... وتحت ادارة قيادات عالية الكفاءة والخبرة , ....... لذا لجئوا لمثل هذه البيوت سيئة السمعة , ...... ريثما تتاح لهم الفرصة بالسيطرة الكاملة على سلطة هذه السجون , .... وتم لهم ذلك .
    ( نعم تم لهم ذلك حيث وصلوا بذلك للهدف النهائى والغاية المبتقاة من تطبيق هذين المبدأين وهو : " عملية تلاشى سلطان الدولة القائمة ( دولة الوطن ) لتحل محلها قوة تنفيذية جديدة تفعل ما تشاء وتحكم بما تريد , ...ولا سلطان عليها من أحد وهذا هو المطلوب " !!!!!!!!!! . )
    * تعلمون أن هناك متابعات ودراسات جادة لحكم وممارسات الشموليات السابقة : ( لينين / أتاتورك).... خلصت الى أن تطبيق هذين المبدأيين يعد بمثابة : ( الشر كله ) .......... فهما من ضمن الفعاليات المفضية لغايات : " الخطة بعيدة المدى المنوه ةعنها أعلاه " ..... والتى تبدأ أولا باستخدام كل العمليات والوسائل المفضية الى : " افقار " ... الأمة وجعلها فى حالة معاناة وضيق هائل فى المعيشة , .... بهدف تحليل النسيج الاجتماعى لها , ..... ومن ثم , ...تجريدها تماما من كل موروثاتها من الأخلاق والقيم الانسانية الفاضلة ,..... ليتحول الفرد فيها ويصبح فى النهاية , ..... انسان مجرّد أو فاقد لأعز ما خصه الله سبحانه وتعالى به , ..... وهو : " الكرامة " ........... وهنا تكمن حقيقة البعد النهائى للخطة حسب تصورهم , ...... فهم لا يريدون أن يتعايشوا فى دولتهم المنشودة , .... مع انسان حقيقى , ......بل مع صورة انسان خلقه الله لخدمتهم فقط أو لخدمة ( أبناء الله ) , .....وذلك حسب تصورهم واعتقادهم الضال المضل ,...... وذلك بعد تحريفهم للوحى الالهى المنزل على سيدنا موسى عليه السلام والمضمن فى كتابهم التلمود .
    " تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا "
    ( اقرأ ان شئت : (1) فيما يتصل بتعاليم وموجهات التلمود : لكل من : الكاتب الاسراييلى ( د . شكاك ) والكاتب الأمريكى ( د. مايكل أ . هوفمان ). (2) فيما يتصل بالخطة أعلاه , مقررات مؤتمر بال 1987 : ( ترجمت عام 1902 للروسية , ومنها للانجليزية بواسطة الكاتب والصحفى البريطانى " مارسدن " فى عشرينات القرن المنصرم , ...... ومنه الى العربية بواسطة الكاتب والأديب المرحوم / محمد خليفة التونسى بمقدمة للاستاذ الكبير المرحوم العقاد , ..... صدرت طبعته الألى فى مستهل خمسينات القرن المنصرم أيضا , ... ثم بعد ذلك توالت البحوث والدراسات فى هذا المجال من مفكرين وعلماء من كل أنحاء البسيطة ,..... نذكر منهم على سبيل المثال : (1) الكونت / شيريب سبريدوفيتش وكتابه ( الحكومة الخفية ) (2) الباحث الأمريكى الكابتن/ وليم غاى كار . (3) وأخيرا وليس آخرا : " الفيلسوف الفرنسى والعالم العلامة الكبير / " جارودى " )
    * وكلكم تعلمون أن عظمة الاسلام وهو الرسالة الخاتمة , ..... تكمن أصلا فى أنها جاءت لانقاذ البشرية كلها من مثل هذه الهوة السحيقة والتى تردت اليها مرة أخرى , وغرقت تماما فى وحلها وظلامها , .......... جاء الاسلام لبسط العدالة المطلقة بين البشر جميعا , .... مؤمنهم وغير المؤمن منهم , ..... وتحقيق المساواة الكاملة بين الناس كل الناس , لا فضل لعربى على عجمى , ... ولا أبيض على أسود , ..... كلهم لآدم , .. وآدم من تراب , ....... قامت الدولة الاسلامية كنموزج حق , ليؤكد : " أن العدل هو أساس الحكم " ........ وأن الدولة ملك للجميع يعيشون فيها تحت مبدأ المواطنة , وفى ظل حرية العقيدة , يكتنفهم جميعا شعور عظيم بالالفة والمحبة , والمساواة الكاملة فى الحقوق والواجبات , لم تر لها البشرية مثيلا من قبل , ........ ونعلم أن البشرية وبعد معاناة طويلة وحروب مدمرة , ...... توصلت بفطرتها لمبادىء تم تقنينها والعمل بها , ..... تتمثل فيها الكثير الكثير من مبادىء الرسالة الخاتمة .
    * والسؤال الأساسى والملح كيف تأتى ( الانقاذ ) بعد ذلك كله , .... وفى نهاية القرن العشرون الذى أصبح العالم كله كأنه فى قرية واحدة , ..... وترفع رأية الاسلام باعتبارها ممثلة للرسالة الخاتمة , .... فبدلا من انزالها فى سموها وعلوها كما تنزلت منذ البداية , ..... ونباهى بها العالم بأن مخالفتها تعرض للمساءلة أمام ربّ العزة , وليس أمام قانون وضعه البشر , ..... لأنّ سموها مستمد من ميزان : " العدل الالهى " ....... فبدلا عن ذلك يفاجأ الناس أنّها انصرفت الى تطبيق أفكار ومبادىء سبق وعرف من تطبيقها أنها مضمحلة, قاتلة , مدمرة , ..... أقل ما يقال عنها انّها ترجع بالبشرية الى عهود ما قبل الاسلام ,....... الى الجاهلية الجهلاء , ....... ماذا يعنى هذا , ألا يعنى أننا بهذا العمل , ..... ودون أن ندرى , نقدم أكبر اساءة للاسلام بعرضه بهذه الصورة المغائرة والمجافية تماما لحقيقته , ....... ومن ثم نقدم أعظم وأجل خدمة : " لأعداء الحق والدين " .......ليسيئوا لديننا والرسالة الخاتمة , باعتبارنا دولة ترفع رأية الاسلام , .....وتمثل الرسالة الخاتمة .!!!!!!!!!! ....... وهناك حقيقة هامة لا بدّ من الوقوف عندها , ... وهى أنه بالرغم من الخلافات التى حدثت بينكم وبين الأب الروحى للانقاذ والمسميات المختلفة التى واكبت مسيرتها , .... فانّها حسب المفهوم العام تمثل فصيل من فصائل تنظيمكم : ( التنظيم العالمى لجماعة الاخوان المسلمون ) ....... هذا أمر لا يختلف فيه اثنان , ومن ثم فان كل انعكاساتها السلبية تحسب على التنظيم , .....ثم على الدين الاسلامى كرسالة خاتمة ,........ فهذه حقيقة لا مجال لاستبعادها أو انكا رها .

    • هذا كما تعلمون غيض من فيض من جملة ما أصاب البلاد والعباد : " مشكلة الجنوب " وتحويلها من قضية سياسية ومطالب عادلة لمواطنين وقع عليهم ظلم ومعترف به من الجميع , .........وكانوا على بعد خطوات من الحل الجزرى والنهائى لها , .... اتفاقية : ( الميرغنى / قرنق ) ....... ........ ففجأة تقوم الانقاذ وتحولها الى : " حرب دينية " ........ ويتضح أن الغرض الأساسى والهدف النهائى من هذا التوجه – ( عرف المغرر بهم أم لم يعرفوا ) – هو عملية : " تدويلها أولا , ثم خلق المناخ لاستدعاء التدخل الأجنبى " ......... وتحقق الهدف , ..... ورأيتم بام أعينكم " التداعيات " ... التى تلت ذلك والمنتهية بأخطرها وأبشعها وهو كما تعلمون : " تدفق القوات الأجنية وانتشارها فى كل مكان " ...... ومن ثم , تحولنا بمقتضاه من دولة كاملة الاستقلال الى دولة : " تحت الوصاية " ....... وياليتنا كنا اتعظنا مما جرى , ..... ورجعنا الى رشدنا , ......... ولكن ما تلى ذلك كان أبشع , ....... انها مصيبة أهلنا فى دارفور الحبيبة والطريقة التى تعاملت بها " الانقاذ " أيضا مع التمرد , ... وهى نقل حرفى وتكرار واعادة لما تم فى تمرد الجنوب ,..... ومن ثم خلقنا القابلية , وتأكيد وتوطيد لعملية : " الاستدعاء الأجبى "............أى قوات الأمم المتحدة , وجاءت هذه المرة وفقا : " للبند السابع ".......وتعلمون ما هو البند السابع , .... جاووا , ..... وهم الآن قابعون يجوبون البلاد طولها وعرضها , ... ولهم مطارهم الخاص بهم , ............. لا شك أنكم تدركون تماما ماهى ( الغاية )....... والنتيجة الحتمية وراء هذا العمل كله ؟؟؟؟ , .... وما هى أهداف ومرامى الخطة بعيدة المدى ؟؟؟؟؟؟؟ .......... هل هناك شك فى أنها تهدف فى النهاية الى : " تفتيت السودان القارة وتحويله الى دويلات تتصارع مع بعضها الصراع الأبدى ".........هذا ما يرمى اليه ويطمح فيه : " أعداء الحق والدين " : ( والآن نرى وبصورة واضحة أن بوادر هذا التفتيت قد تحققت , وأن جزء عزيز قد انسلخ من وطننا الحبيب , هذه ثمثل قمة السوء , وتقدح بصورة واضحة فى عملية فهمنا لحقيقة ديننا الحنيف والرسالة الخاتمة )
    ملاحظة : ( من المؤسف والمؤلم حقا أن نجد نفرغير قليل من الاسلاميين قد انبهروا وأعلنوا للعالم كله فرحتهم بهذا الحدث , وعبروا عنه بالتهليل , والتكبير, وذبح الذبائح , ودبجوا المقالات المعبرة عن ذلك , وظلت تتواصل حتى تاريخه , وهم لا يدرون أنهم بعملهم هذا لا يعدو كونهم دعاة العنصرية البغيضة التى جاءت الرسالة الخاتمة لازالتها من على وجه الأرض , واننى اذ أقول ذلك أرجو منكم جميعا أن ترجعوا بذاكرتكم وتعيدوا النظر فى المثال الحى لدولة المدينة , والتى كانت تضم فى أحشائها التركيبة السكانية بتقسيماتها المعروفة منذ بدء الخليقة : ( ملاحدة لا يعترفون بالاه البتة , مشركون يؤمنون بخالق الكون ولكن يجعلون معه شركاء , كتابيون هم أتباع كلا من نبى الله موسى ونبى الله عيسى عليهما السلام ....... الخ التركيبة . )..... قامت الدولة فى ظل هذه التركيبة , ووضع لها (دستور ) لم تر البشرية له مثيل فى تاريخها الطويل , كفل لهولاء الرعاة جميعا كافة الحقوق والواجبات , وحقق لهم كلما يصبو اليه الانسان على ظهر هذه البسيطة من اطمئنان , وسعادة دائمة , تستظل بقيم : الحرية والمساواة , والعدالة المطلقة , كى يعيش كل مواطن فى ظل هذه الدولة كفرد موفور العزة , رافع الرأس , يعيش كانسان كرمه الله ) ...... هذا هو الاسلام الحقيقى يا أخوانى , وأى أدعاء غير ذلك , لا يعدو كونه انتكاسة وضلال فى ضلال !!!!!!!
    ( نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ السودان وأهله , .... وأن يعيدنا جميعا الى رشدنا , .... وأن يقينا شر أعدائنا , ...... ونسأله تعالى أن يرد كيدهم فى نحورهم )

    سادسا : قضية هامة أخرى :
    هناك قضية هامة , .... بل تعد : " أم القضايا " .....فى هذا الموضوع المطروح برمته ,...... لا شك انكم تعلمو ن أن هناك حقيقة هامة ومفصلية فى هذا الأمر لا بدّ من الوقوف عندها وهى :
    * أن كل هذه الممارسات الممعنة فى سوءها وقبحها والتى مررنا على اليسير اليسير منها, ....... لا يشعرون عند ممارستهم لها,...... أو يجول بخاطرهم قط ,....... أن هناك ذنبا أو مخالفة لشرع الله قد ارتكبت , ....... بل أن كل هذه الممارسات تعد فى نظرهم : " عبادة يتقرب بها الى الله ".......... يحدثنا فى ذلك الدكتور / الطيب زين العابدين يقول : " وكان أن سمعنا العجب العجاب كان هناك من ( يتعبد الله ) سبحانه وتعالى: بالتجسس على الناس واعتقالهم وتعذيبهم وقتلهم وفصلهم من أعمالهم وعملية تزوير الانتخابات ونهب المال العام لمصلحة التنظيم الإسلامي." " ""
    * فماذا نستشف من ذلك ؟؟؟ ..... الا ترون اننا أمام : " دين بديل " ..... أمام عقائد وموجهات الفرق الضالة بعينها ,...... والتى تعتقد , أنها وحدها هى : " مبعوثة العناية الالهة " ..... ولها مطلق الحق فى أن تهدر دم أى مخالف لها , ....وهى بعينها التى أخبرنا ألحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال : " يحقر أحدكم صلاته بجنب صلاتهم"........ بعد أن وصفهم صلى عليه وسلم بأنهم: " يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية "... .............. اذن وضحت تماما معالم تعاليم وموجهات ( المدرسة الجديدة ) ....... انها تنهل من ذات النبع القديم , لهذه الفرق , ....... وهذه الموجهات تعتمد بالاضافة الى ما ذكر أعلاه , .... كل الموبقات المحرمة فى الاسلام والتى تعتبر من أكبر الكبائر , مثل : ( الكذب ونقض العهود , والفتنة والوقيعة بين الناس ,...... ويمتد ذلك الى كل الممارسات المفضية الى الحط من قيمة وكرامة الانسان : بسلبه وتجريده ومصادرة أمواله وممتلكاته , ..... ويصل الى حدّ قتل النفس التى حرمها الله , الاّ بالحق ......... الخ الموبقات )....... كل ذلك يمارس بدم بارد . ودون أى احساس أو شعور بظلم أو ارتكاب معصية , بل يعتقدون أنهم يؤدون واجبا دينيا , ...... وشعارهم الذى يجمعهم فى هذه الممارسات كلها – (الشموليات/الفرق الضالة/المدرسة الجديدة ) - والموجه لهم فى كل ذلك هو فى حقيقته : مبدأ ميكافيلى ( الغاية تبرر الوسيلة ) ........... ولكن بعد أن يحوروه ويعطوه الاسم أو الشعار المناسب مثل : " فقه الضرورة " ....... بالنسبة لرافعى رأية الاسلام , ....... ليأخذ صبغة اسلامية .
    * ومن المؤسف والمحزن حقا, كما تعلمون أن تعاليم وموجهات هذه المدرسة لا تزال راسخة ومتمكنة من العقول لم تتزعزع , ...بدليل ان هناك أحداث جسيمة حدثت أثناء المسيرة تستدعى , ... بل تستوجب الوقوف عندّها لمراجعة النفس ولتبيان وجه " الحق " ....... الاّ أنّ شيئا من ذلك لم يحدث , ...... نشير هنا الى ثلاث منها :
    الحدث الأول : عملية المفاصلة وقد اتضح كما تعلمون أنها كانت مجرد صراع على السلطة لا غير , ........ بل شكك البعض بأنّها لا تعدوكونها تمثيلية الغرض منها افساح المجال لهذه التعاليم كى تشق طريقها وتحقق أهدافها المرسومة لها .
    الحدث الثانى : اعلان السيد رئيس الجمهورية / عمر البشير للعالم كله وفى لقاء جماهيرى , متهما الأب الروحى له , وقائد هذه المدرسة ,..... بأنّه : " ماسونى "...... فهل يوجد على ظهر هذه البسيطة من لا يدرك خطورة هذا الاتهام ومع ذلك لم يتغير أي شىء .!!!!!!!
    الحدث الثالث : البيان الذى أصدره مجمع الفقه الاسلامى والخاص بالفتاوى الشاذة للأب الروحى لهم أيضا , ..... والتى حلل فيها الحرام وحرم الحلال , ..... تم عرضها ووزنها بميزان الشرع وصدر حكم الشرع فيه ببيان علمه الناس كل الناس , .... وبالرغم ان هذه الفتوى جاءت متأخرة ,الاّ انها مهمة , ... وتكمن أهميتها فى أنّها صدرت من المرجعية الدينية للانقاذ , ..... وهناك تساؤل مهم ظل قائما حتى تأريخه وهو : " بما أن هذه الفتوى صدرت فى حق منشىء هذه المدرسة الجديدة والتى ترجع اليها كل ممارسات الانقاذ منذ قيامها ووفقا لتعاليمها وموجهاتها ,.... فلماذا لم يواصل المجمع عمله والاضطلاع بواجبه الدينى والوطنى أيضا نحو اخضاع هذه التعاليم والموجهات لميزان الشرع لتبيان وجه الحق فيها , .......... أليست هذه الموجهات والتعاليم المعتمدة والممارسة ومطبقّة حرفيا حتى تأريخه , ... تعد وليدة للطاعة العمياء لما بثه فى عقولهم هذا الذى يحلل ما حرم الله ويحرم ما أحل الله فكيف تستمر طاعته هكذا وأنتم تعلمون أن هذه بمثابة عبادة له من دون الله , ... ألا يكفى ذلك وأنتم تعلمون أنه يدخل فى منطوق الآية : (( وأتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله . )) ........ وجاء شرحها من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث يقول : " ....... ولكنّهم أحلوا لكم الحرام وحرموا عليكم الحلال , فأطعتموهم , ... فتلك عبادتكم ايّاهم . " ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    ( فهل هناك فتنة وبلية تصيب الانسان أكبر وأشدّ ضررا وخسرانا من هذا )
    * اذن كما ترون ان هذه التعاليم والموجهات , ... لا تزال راسخة لم تتزحزح , ...... حتى عمليات : " الفساد "..... الكبيرة والتى تمارس علنا دون مواربة ويراها الناس كل الناس , فى شكل اقتناء الفلل الفاخرة , والبنايات الضخمة , وانشاء الشركات الكبيرة متعددة الا غراض ........... الخ ........ والناتجة عن : " نهب المال العام "......... كما مشار اليه أعلاه , ........ كل ذلك يدخل فى حكم الاباحة , .... لا " بل عبادة " ....... ويخبرنا الصحفى القدير وعضو الانقاذ : " الطاهر ساتى "...... بما يعد بمثابة : (( شهد شاهد من أهلها )) ( صدق الله العظيم ) ...... أحد طرق نهب المال العام , ..... يقول فى ذلك : " أن الفساد كل الفساد هو: " الحزب الحاكم ولا شئ غيره " وتساءل قائلا: " هل تستطيع الحكومة محاربة حزبها الحاكم والقضاء عليه وبتره من جسد الدولة ؟؟؟؟....... يقول في ذلك: " أقرت الحكومة بوجود حزب الفساد في السلطة شريكا أصيلا دخل بلا وسطاء نيفاشا وبلا أجاويد وبلا ضغوطات الأمم المتحدة وأمريكا. * وحدها الحكومة بعد كشفها المخططات جاهرت بوجودها وأعلنت محاربتها. * رغم هذه التهديدات, حزب الفساد لا يبالي: " ينهب في الأرض نهبا ويتعمق في مفاصل الدولة والمجتمع ساخرا من التهديدات والقوانين. " * حزب الفساد صار حزبا أقوى من القوانين واللوائح المالية ودواوين المراجعة والنظم الحسابية, وصار حزبا أقوى من المحاكم والنيابات,... فهو: " دولة في الدولة, بل دولة تهدد الدولة.. . " ويواصل قائلا: " حفاة عراة كانوا يأكلون في اليوم نصف وجبة.. بفضل حزب الفساد امتلكوا شركات الصادر والوارد... ولم تسألهم الحكومة: من أين لكم هذا ؟؟؟؟. * وزهاد جياع كانوا يستدينون لتغطية عجز الميزانية الشهرية بفضل حزب الفساد شيدوا قصورا من الرخام ولم تسألهم الحكومة: من أين لكم هذا ؟؟؟؟؟. * وفقراء كانوا يسألون الناس ثمن الدواء والكساء بفضل حزب الفساد شيدوا الجامعات الخاصة والمدارس الخاصة ولم تسألهم الحكومة: من أين لكم هذا ؟؟؟؟؟ * الحزب كان ولا يزال يرصد أزمات البلاد ويغتني منها : ... له في الحرب نصيب .. وفى التمرد نصيب ... وفى المفاوضات نصيب..وفى المؤتمرات نصيب وافر جدا !!!!!!!!! * حزب الفساد الذى فاحت رائحته حتى أزكمت أنوف الشعب والحكومة لم يعد مخفيا, بل صار: " مخيفا ومرعبا "...... وواضحا كوضوح ضياع أموال طريق الانقاذ الغربي في صحراء: ( خلوها مستورة !!! ) * الحزب يتجلى كلما شيدت الحكومة : سدا أو جسرا بواسطة شركات لا نعرف كيف حازت على العطاء. !!! * الحزب يسمو عاليا كلما : رصفت الحكومة طريقا بواسطة شركات لم نقرأها في عطاءات الصحف اليومية.!! * الحزب يتمدد طويلا كلما نشطت الحكومة في استثمارات الأراضي. * حزب الفساد يمد لسانه سافرا بين ثنايا ثلاث فواتير من ثلاث شركات رئيس مجلس إدارتها أحد البدريين. * حزب الفساد يتحدى كل قوانين الأرض والسماء عندما يتبوأ القيادي الواحد خمسة مواقع تشريعية وتسعة مواقع تنفيذية ولا نبالغ. !!!! * الحزب يتحدى الدولة والوطن والشعب عندما يغزو آل بيت الوزير أو المدير سوق الله أكبر .. بشركات معفاة تماما من الجمارك والضرائب ورسوم الإنتاج والزكاة. * الحكومة في موقف لا تحسد عليه... حرجة جدا.. أمام هذا الحزب, هل هى قادرة على القضاء عليه وبتره من جسد الدولة والمجتمع؟؟؟ !!!! ...

    ) بتصرف من عموده بجريدة الصحافة العدد 4523 بتاريخ ( الأحد 8/1/ 2006 )

    ( بهذه الطريقة وغيرها , ..... كما تعلمون يا أصحاب الفضيلة , ..... بدأ ت عملية نهب المال العام تحت مبدأ " التمكين " منذ قيام الانقاذ وحتى تأريخه وباعتباره عبادة يتغرب بها الى الله . )
    * أسألكم بالله هل يوجد فى العالم كله , " فتنة "..... أعظم وأبشع شرا من هذه الفتنة ؟؟؟؟؟؟؟

    * هذه هى القضية يا أصحاب الفضيلة , ..... انها مسئوليتكم أنتم فى المقام الأول , ...... نرفعها اليكم , ونحملكم المسئولية كاملة أمام ربّ العزة ,..... للعمل بجدّية , ... وباخلاص وتجرد كاملين , .... وصدق النية فى التوجه , .... للاضطلاع بواجبكم الدينى والوطنى نحو درء ومعالجة هذه : " الفتنة " ..... بتعريف وجلاء وجه الحق , ... ولا شىء غير الحق , ... بهدف اعطاء الفرصة الثمينة والغالية بعودة من وقع فى هذه الفتنة للرجوع للحق والى طريق الصراط المستقيم ,...... وذلك عن طريق , اخضاع تعاليم وموجهات المدرسة الجديدة للمراجعة والتقييم وفقا لتعاليم وموجهات ديننا الحنيف ,....... وبيننا جميعا : " راعى ورعية " : " كتاب الله وسنة نيه صلى الله عليه وسلم "............. فالنمتثل ونخضع لهما جميعا,....... فالرجوع للحق فضيله , ......فهو كما تعلمون السبيل والطريق الوحيد المفضى والموصل . " للخلاص " ..... والولوج لباب التوبة , .... ونسال الله أن يحقق على أيديكم النجاح والفوز بالتوبة , ..... ويعقب ذلك تنفيذ كافة مستلزماتها :
    (1) التوجيه والتعريف بموجبات التوبة النصوحة من عمليات ردّ المظالم , ورجوع كافة الحقوق المقتصبة الى أهلها , ..... وجبر كامل لكل الأضرار وفقا لتعاليم وموجهات ديننا الحنيف .
    (2) الجرائم المرتكبة : يجب أن تخضع كل الجرائم المرتكبة لحكم الشريعة , وفى ظل تحقيق قضائى عادل , واجراءات تكفل محاكمات عادلة ووفقا لأحكام الشريعة الاسلامية , .......لأن هذا هو الطريق الوحيد المفضى الى تحقيق ثلاث أهداف عظيمة وجليلة هى :
    الهدف الأول : يفضى هذا العمل كما تعلمون الى خلاص هولاء الذين فتنوا فى دينهم , .... وفرصة عظيمة ونادرة : " للتطهير "...... ورجاء حسن العاقبة .
    الهدف الثانى : قفل ووضع حد نهائى , .... وسدّ كامل لكل الزرائع , ومبررات التدخل الأجنبى : " من جيوش , ... ومحكمة جنائية , .... وغيره " .
    الهدف الثالث : وبهذا العمل فقط , نستطيع أن نثبت للعالم أجمع , ...... أننا أمّة قادرة على تحمل مسئوليتها الكاملة , ...... وأنها تملك بجانب تراثها وتاريخها العظيم الطاعن فى القدم , .......... انّها تملك بجانب ذلك : " عقيدة "..... مستمدة من الوحى ألالهى , ......... مستمدة من تعاليم وموجهات الرسالة الخاتمة , ..... التى تعلو وتسمو على كل الأنظمة التى توصل اليها الانسان مؤخرا , ..... والمعبرة حقيقة عن فطرته السليمة ,..... تسموا عليها , لأن مخالفتها تعد مخالفة للربّ : " الخالق ".... وليس لقانون وضعه البشر . ....... يطبق على البعض , ويتجاوز عن آخرين , !!!!!!!!!

    وفى الختام نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم ويسدد خطاكم

    " اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتّباعه , وأرنا الباطل باطلا , وأرزقنا اجتنابه . "

    مقدمه المواطن / عوض سيداحمد عوض
    [email protected]

                  

01-25-2013, 02:16 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    صحيفة المجهر من صحف نظام حكم المؤتمر الوطنى وضمن الة الدفاع الدعائية عنه بالحق او بغيره تحاول ان تلعب لعبة صحفية مع الاخرين لتجد لها مصداقية لدى القارىء اجرت حوارا مع الطيب زين العابدين وهو من الرجال القلائل فى الحركة الاسلامية الذين يتخذون موقفا واضحا صد الخطا والشمولية وممارسات الاخوان المسلمين فى السلطة وعرف بقول الحق فى كل كلمة ينظقها عن الواقع الحالى حاولت الصحيفة استنطاقه فحاصرها بالحقائق المحرجة لامثالها ..ماذا قال الطيب اقرا هن
    ا

    البروفيسور "الطيب زين العابدين" في حديث الساعة لـ (المجهر)
    22/01/2013 16:36:00


    أجراه - صديق موسى دلاي

    قدم البروف "الطيب زين العابدين" شروطاً منهجية لإجراء الحوار، مثل أن يكتب ذات السؤال التي سئل له حتى تأتي الإجابة في سياقها من أجل إكمال صورة الحقيقة، كما أصر على تحديد الأسئلة وضرورة تسلسلها.. و(بشكل ما) يمثل الدكتور "الطيب زين العابدين" الحركة الإسلامية بفهم الأساتذة الجامعيين، وعليه يجب أن تكون بلا أخطاء كبيرة وقريبة من الفهم المدرسي للمجتمعات، لذلك بدا البروف "زين العابدين" قاسياً في حكمه على النظام الحالي، وقال: الحركة التي نعرفها لا تتألق من خلال الحكم العسكري، والحكم العسكري غير مستعد أن يتخلى عن مزاجه وطريقته من روح الحركة ومنهجها إلا في حدود.
    واعترف بأنهم في مركز (الأيام) يكتبون مسودة للدستور من أجل التوعية والتنوير بأهميته، وأن هذا المركز بصراحة مدعوم من دولة ألمانيا الاتحادية، وأكد أن الحكومة تتعجل في إصدار قرارات غير مهمة وتكلفها الكثير، واتخذ من إغلاق مركز (الخاتم عدلان) ومركز (الدراسات السودانية) مثلاً على أنها مراكز لا تصنع باروداً وينبغي مجادلتها بدل إغلاقها، مما يثير ردود فعل أقوى من تأثيرها وهي تعمل.

    { كيف تنظر لمؤتمر الحركة الإسلامية الثامن بعد أن انفض سامره؟
    - أظن أن أكبر مفاجأة في المؤتمر الثامن هي كشفه عن حراك في قواعد الحركة الإسلامية فيه قدر من التمرد على قيادات الحركة والحكومة، وظهر هذا جلياً في انتخاب "الطيب سيخة" الذي رشحه الشباب مقابل بروف "عبد الرحيم علي" الذي رشحه المتنفذون في الحكومة، وكان فوز مرشح الشباب ساحقاً.
    { والدستور.. أليس ثمة مفاجأة أن يكون كما هو؟
    - هناك مادتان غير مقبولتين بالنسبة لقواعد الحركة الإسلامية، الأولى أن الأمين العام ينتخب من مجلس الشورى بدلاً عن المؤتمر العام، والاحتجاج الثاني قائم على تكوين قيادات عليا متكونة من قيادات الحكومة لتجلس على قيادة الحركة الإسلامية، والاعتراض عليها سببه أن قيادات تأتي من خارج الحركة الإسلامية (يأتوا ناس ويصيروا في قيادة الحركة وهم لا علاقة لهم بالحركة).
    { بصراحة.. ما الذي حدث عشية انعقاد مؤتمر الحركة الثامن؟
    - الحكومة عملت بقوة وسط أعضاء الولايات.. طافوا بهم وتحدثوا معهم حتى الفجر وغيروا اتجاهاتهم للتصويت مع خط الحكومة، وهكذا أجيز الدستور كما هو، وتم انتخاب الأمين العام من الشورى وانسحب مرشح الشباب الدكتور "غازي صلاح الدين".
    { أين المفاجأة في كل هذه التفاصيل؟
    - المفاجأة أن هناك تياراً تعرض للحكومة، ودخل في مواجهة علنية معها، والحكومة أصرت أن تنتصر لرأيها دون محاولة التوصل إلى تسوية، مما كشف عن عمق الانشقاق، لأنه مكون من قوى المجاهدين، (الأولاد الذين حرروا هجليج)، معهم قيادات.. هؤلاء كانوا مصدومين من إصرار الحكومة على موقفها ضد المجاهدين.
    { هل تقصد بالحكومة الدولة؟
    - أقصد (الحاءات) الثلاث.. الحكومة والحزب والحركة.
    { ألم يكن حصول قيادات رفيعة على صوت وصوتين مفاجأة داوية؟
    - كانت محدودة وبدون مغزى إذا علم السبب، فكل من يرشح يتجنبهم لأنهم سيأتون من خلال الاستكمال (وبرضو في ناس زهجانيين منهم).
    { كنت عضواً مهم في الحركة الإسلامية.. لماذا لا تقول هذه الحقائق أمام تلك القيادات؟
    - فارقت الحركة الإسلامية من زمان، وأنا الآن لست عضواً فيها، لأن طبيعة الحكم العسكري لا تسمح إطلاقاً بقيام نظام حكم إسلامي (وما ممكن نظام عسكري يعمل نظام إسلامي).
    { كنت مؤسساً فيها وعضواً في مجلس شوراها وأنت طالب.. ما الذي تغير كلياً داخل الحركة الإسلامية؟
    - (ما قايلهم بيوصلوا للدرجة دي.. أنا شفت بعيوني كل شي).. لقد صارت الحركة الإسلامية أسوأ من الأحزاب.
    { حدثنا ببساطة عن فكرة الاستكمال في شورى الحركة الإسلامية؟
    - للأمانة هي فكرة الدكتور "الترابي"، وغالباً ما ينتخب المؤتمر العام الأعضاء الظاهرين ويتجاهل العمال والزراع والمرأة والطلبة والمغتربين، ولم تكن الموازنة الجهوية موجودة.
    { لماذا يتجاهل مؤتمر الحركة هذه القوى الحية في المجتمع؟
    - لأنها في الأساس حركة مثقفين.
    { في رأيك، هل ما حدث في مؤتمر الحركة الثامن من مداولات له علاقة بالمحاولة الانقلابية؟
    - المحاولة الانقلابية حدثت بعد أيام قليلة من قيام المؤتمر، ولا تكفي تلك الأيام للتخطيط، وقد اتضح أن الانقلاب كان معداً بدقة لاستلام السلطة. وتفسيري أن تيارين داخل الحركة يعارضان السلطة، الأول يؤمن بالتغيير العسكري وهو الذي قام بالمحاولة، والثاني مؤمن بالمعارضة للإصلاح من داخل أجهزة الحركة، وفشل الأخير في جميع محاولات الإصلاح، ما جعل أصحاب التغيير العسكري يحركون خطتهم للتنفيذ.
    { في تقديرك.. ما هو نوع الصلة بين التيارات لتغيير الأوضاع داخل الحركة؟
    - أظنها صلة لها علاقة بالتداخل (هم يعرفوا بعض كويس). وما أعلمه جزء تحليل و(شوية معلومات).. (وأقدر أقول كان في تداخل واتصال بينهم)، وكان عدد المجاهدين في المحاولة الانقلابية مقدراً.
    { هل تستطيع أن تعطي أسماء؟
    - (ما بقدر أدي أسماء)، لكن القوى الحقيقية في محاولة التغيير هم المجاهدون، وهم وحدة متماسكة، لأنهم قاتلوا مع بعضهم. والعلاقة بينهم تلغي كل الحواجز.
    { ألم يتصل بك هؤلاء المجاهدون لاية استشارة؟
    - نحن الجيل الأول وهم الجيل الرابع، وتبدو المسافة بعيدة من هؤلاء المجاهدين، ولكننا نلتقي بهم ونتحدث معهم ووجدت فيهم حماساً.
    { برأيك.. ما هو السبب الذي جعل الحركة الإسلامية تقدم (20) ألف شهيد تقريباً ثم تعجز عن محاكمة الفاسدين؟
    - (مافي تناقض بين من يجاهد ويفسد.. دا كلام ما صاح).. فالمجاهد يجاهد ولكنه قد يكون ضعيفاً أمام المال والمرأة والسلطة.. هذه طبيعة البشر والإنسان ولا غرابة.
    { كيف تنظر لعملية الجبهة الثورية ووثيقة (الفجر الجديد)؟
    - أظن أن (الفجر الجديد) كان يمثل رأي الجبهة الثورية أكثر ما يمثل الأحزاب السياسية، والذين وقعوا نيابة عن الأحزاب ارتكبوا خطأ، وانتهز المؤتمر الوطني والحكومة الفرصة للانتقام من المعارضة.
    { لماذا برأيك سحبت معظم الأحزاب تأييدها للوثيقة؟
    - خوفاً من السلطة، ومارست الحكومة نوعاً من الانتهازية للملمة القاعدة الإسلامية المحتجة عليهم وبعد أيام سنسمع بدعوة الحكومة لذات الأحزاب للحوار حول الدستور.
    { قلت إنك لا تنتمي للحركة الإسلامية فلماذا تدافع عنها أحياناً؟
    - (الحركة الإسلامية شكيتا على الله).. أنا ملتزم بالخط القيمي للإسلام ولن أدافع عن الفساد في مثل هذا المناخ، وكنا في العمق حينما كان الشيوعيون (يغالطونا حول الله في والله مافي)، ولكنهم في عهدنا صاروا يفتتحون ندواتهم بالقرآن الكريم، وفيهم من يصلي ويذهب لـ (البكيات)، وإذا صادف المغرب مع الجماعة يصلي.
    { هل تفعلون شيئاً حول الدستور؟
    - مهما تم نفي دعوة الحكومة، فإن دعوة الرئيس في لقاء ببيت الضيافة يوم 9 سبتمبر 2012م دعا فيها الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وحملة السلاح للمشاركة في إعداد الدستور.. هذا شيء لا يمكن أن يُنكر.
    { إعداد الدستور يعني مساحة واسعة للحريات كأول خطوة، ولكن تداعيات التوقيع على وثيقة (الفجر الجديد) تدل على مخاطر أخرى؟
    - كان كلام الأستاذ "علي عثمان" واضحاً، يرحبون حتى بمن يدعون لدستور علماني، فأين وضع الأحزاب حالياً في تصريحاتهم؟!
    { أنت حضرت اللقاء مع الرئيس بشأن الإعداد للدستور.. ماذا سمعت وماذا رأيت؟
    - شكروا الرئيس، ونسوا قضية الدستور تماماً.
    { هل أنتم الآن في مركز (الأيام) تكتبون دستوراً؟
    - نحن نبصّر بأهمية الدستور، وكيفية إعداده والتوعية بأهميته.
    { مدعومين من وين؟
    - من شركة ألمانية موزعة في (40) مركزاً حول العالم، مدعومة من الحزب الاشتراكي الألماني، وهو معروف في كل الدنيا، وتموله الحكومة الألمانية.
    { لماذا لم تم إغلاق المركز مثل المراكز الأخرى؟
    - أمشي أسال الحكومة.. (إنت عاوز برضو تضيق الحريات!!).
    { إنت مؤتمر وطني؟
    - عمري ما دخلت الدار دي إلا عشان أقابل زول لشأن خاص، وافتكر قراري

    By:SudaBest Network Solutions
                  

01-30-2013, 10:59 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الوطني: متبرعون من الشعبي يأتون بالمعلومات عن حزبهم

    نشر بتاريخ الأربعاء, 30 كانون2/يناير 2013 09:07
    الخرطوم: صلاح مختار

    نفى المؤتمر الوطني بشدة اتهامات المؤتمر الشعبي له بالتجسُّس على اللقاءات التي يُجريها الحزب، وقال: الذين تبرّعوا بإيصال المعلومات هم عضويَّة الشعبي، ودعا تلك العضويَّة إلى الانتقال من مرحلة إيصال المعلومة إلى الانسلاخ من الشعبي والانضمام إلى الوطني. وقال رئيس القطاع التنظيمي بالمؤتمر الوطني مهندس حامد صديق في تصريحات أمس إن الذين تبرّعوا بالمعلومات هم عضويّة المؤتمر الشعبي وشكر تلك العضوية على تلك المعلومات، وأشار إلى أن عضوية الوطني معروفون لدى الشعبي ولن يستطيع أحد أن ينقل أي معلومات مشيرًا إلى أن المتبرعين من الشعبي هم الذين يأتون بالمعلومات. وفي سياق منفصل أكد صديق أن الوطني يشهد انعطافًا نحو الحزب، وقال إن تكالب المعتدين على البلاد وتقديم تنازلات للأعداء جعلت المواطن أمام خيار واضح بين ما هو وطني وغير وطني.

    الانتباهة


    -----------------

    القيادي ونائب الأمين العام لـ«المؤتمر الشعبي » في حوار مآلات الفجر الجديد

    « الأربعاء, 16 يناير 2013 07:32 الاخبار - حوارات
    حوار / حالي يحيي:

    لعلها الصراحة وحدها كانت وراء المواقف الواضحة التي بنى عليها حزب المؤتمر الشعبي رأيه حول بنود ميثاق الفجر الجديد.. حيث أكد الشيخ إبراهيم السنوسي القيادي بالحزب اعتراضه على قضايا أساسية لا يمكن التوافق عليها، مثل قضية علمانية الدولة.. والمساواة المطلقة بين الرجل والمرأة وغيرها.. إلا أنه طالب بضرورة الإطلاع على الميثاق جيداً قبل إصدار الحكم.. وبحسب السنوسي هناك بنود متفق عليها، إنطلاقاً من مبدأ الحوار مع الآخر إن كان معارضاً سلمياً أو مسلحاً، وفصل السنوسي الكثير مما هو مختلف ومتفق في الميثاق الذي اعتبرته الحكومة خروجاً غير عادي عن ما هو مألوف للمعارضة، المزيد من حديث الشيخ السنوسي في نص هذا الحوار.

    هل هناك لبس في موقفكم من ميثاق الفجر الجديد؟


    أولاً تحالف المعارضة هو أحد مكونات إجماع القوى السياسية في السودان، ونحن أحد مكوناته ونعمل في إطاره، ومنذ أن شاركنا فيه كان هناك تباين في الأفكار، ولأننا كنا على حوار مستمر زالت تلك الخلافات.. وما يسير عليه التحالف فيه الكثير من الاتفاق، وبعض القضايا تم تأجيلها لحين سقوط النظام، وما ورد في ميثاق الفجر الجديد، وبعض مواده المختلف عليها، إذا أصروا عليها قطعاً ودون أي شك لسنا معهم، خاصة فيما يتعلق ببند أساسيات الحكم على رأسها إسلامية الدولة أو علمانيتها.. هذا هو الخلاف.. وقلت إذا كان هناك نص يقر بعلمانية الدولة قطعاً نحن لن ننسحب فقط، كلمة انسحاب لا تعبر، وإنما لن نوافق أصلاً ولن نلتزم بالميثاق.. لا مساومة في قضية الشريعة الإسلامية، لا مع من هم في الخارج أو من هم في الداخل- أي النظام القائم- أرجو أن يكون هذا الأمر واضحاً، نحن حركة إسلامية تأسست على مصدر القرآن والسنة منذ الخمسينيات، وظل هذا موقفنا كل تلك العقود حتى مجئ ثورة الإنقاذ، التي لم نفارقها إلا لأننا اختلفنا معها على المبادئ، وخانوها هم قبل أن تخونها جهة أخرى، كان هناك ميثاق ودستور نقضوه بعد أن أجيز في البرلمان- أعني دستور عام 1998م- أليس هذا مخالفاً لما تواثقنا عليه!! إذن ما الذي يمنعنا من التحاور والتفاكر مع جهات تعارض الحكومة، أليس الحكومة تحاورهم لماذا نحن نُمنع من هذا الحق؟!!.

    أليس موافقتكم على الميثاق نوعاً من التكتيك لأن ما تظنونه عكس ذلك أي عدم موافقتكم على الميثاق؟

    هذه الصفات لا تنطبق علينا وهي صفات المنافق.. يقول شيئاً ويبطن شيئاً آخر، نحن نعارض علناً ما نعارضه، ونوافق علناً ما نوافقه عليه، لذلك هناك بنود في هذا الميثاق نعترض عليها، وهناك بنود أخرى نتفق معها، وليس هذا تكتيكاً، يمكن أن تكون هناك خلافات فكرية ونقاش سياسي.

    أليس الذي وقَّع عنكم كان مفوضاً من الحزب أم في الأمر لبس..؟

    أولاً كان لدينا ممثل هناك وهو الأخ طارق محجوب، وعادة في مثل هذه الأنشطة إذا طرأت قضايا خلافية يتصل الشخص ويرجع للحزب في أمر البت في المسألة حتى إن ذهب هذا الشخص بموافقة الحزب.. في مثل وجود بنود يختلف عليها كان عليه الرجوع إلينا للموافقة عليها أو الرفض، وهو لم يفعل ذلك، لذا أنا لم استيقن أن الأخ طارق محجوب وقَّع أم أن المشاركة حُسبت توقيعاً بالنسبة لي، لا أقول أتبرأ إلا أنه ربما كان هناك اجتهاد فردي كان أن يعود للجماعة، وإذا لم يفعل من حق الجماعة أن تنقض ما اتفق عليه، هذا شيء طبيعي.. الشورى مطلوبة.. القرارات تصدر بالأغلبية أو بالإجماع وليس بفرد واحد.. ما كان ينبغي أن تحدث قضية ميثاق الفجر الجديد ضجة بهذا الحجم، وإذا كان الأخ قد وقع من حق الجماعة أن ترفض، حتى إن كان قد اخطأ من حقنا أن نصحح..

    الحكومة توعدت بمنع الممارسة السياسية لكل من ساير ووقَّع ميثاق الفجر الجديد.. نحن لا نخاف أحداً ولو كنا نخاف لما عارضنا ودخلنا السجون، لسنا ممن يخاف من حديث الوعيد.. قراراتنا نتخذها بما نراه وليس رغبة أو رهبة من النظام، قلنا رأينا في الداخل والخارج دون مواربة وفي ذلك لا أرى هناك أمراً غير عادي.

    ما هي البنود التي تتفقون فيها وتختلفون عليها؟

    ليس من الغرابة أن نذهب لأي منبر لنقول رأينا إذا كان منبراً خاصاً بالجبهة الثورية، لابد من تسجيل الحضور وعرض الرأي، البعض يذهب للمحافل الدولية الإقليمية، نحن محصورون، وليس هناك إعلام يخدم الجميع أو يعكس الآراء ضد النظام بل تُحجب.. نحن لا يرخص لنا أن نقيم ندوة في الميادين المفتوحة بل فقط في دارالحزب، ميزة هذا اللقاء أننا اجتمعنا بقوة سياسية لم يكن بيننا وبينها حوار من المنظمات والأفراد، اللقاء مع حاملي السلاح ما الغرابة في ذلك، هم سودانيون يرفعون السلاح وهناك مواجهات معهم.. من حقنا أن نتصل بهم.. بل الغريب أن الحكومة تتصل بهم ويحجرون علينا ذلك.. وتلتقي بهم الحكومة في الدوحة..

    لا غرابة في الاتصال بالجهات الخارجة، الدافع الآخر هو لأننا نلتقي في معارضتنا للنظام، ونختلف في وسائل المعارضة، نحن نعارض سلمياً وهم يعارضون بعنف، إذا سقط النظام نريد أن نتفق على ما بعد اسقاطه.. وهذا ما تفعله أية دولة في العالم.. تجتمع في لقاءات مختلفة والبحث عن كيفية إدارة البلد بعد زوال الحكم.. وتنويرهم بأشياء كثيرة هم لا يعرفونها، هذا أمر طبيعي ولن نقطعه.. للاتفاق حول تصور لحكم البلاد.. وهؤلاء حملة السلاح ولابد من محاورتهم، لأنك تحاور ولن تلتفت للضعيف، أنت تحاور القوى المسلح هذا هو المنطق.. ثالثاً لديهم آراء تقتضي أن تصحح وقد تكون لديهم آراء.. وعبر هذا اللقاء يتم التلاقح في الآراء لمصلحة السودان.. أما حديث كيف يمكن الاتصال بجماعة خونة هذه تعابير لا تليق بمن هو في هذا العالم وفي القرن الواحد والعشرين، أن يصبح كل من اختلف معك خائناً




    لكن كيف يستقيم أن تتعاونوا مع معارضة مسلحة؟


    لابد من فتح الحوار مع معارضة سلمية أو مسلحة، وهل المختلف معك يصبح خائناً إذا اتصل بسودانيين يعارضون بعنف؟ هذا ليس منطقاً ولا يسوغ للآخرين بأن يصفونا بالعمالة والخيانة.. أليس هم خانوا مواثيق البلد؟.. وأنا في رأي واعتقادي لابد من فتح حوار مع الجميع لحلحلة الأزمة.. بالتالي هذا هوالمبدأ الذي دعانا للمشاركة وما زلنا ثابتون على هذا، لكن هناك نقاط مختلف عليها، وهذا شيء طبيعي، من هم في الداخل لا يتفقون على كل شيء، من باب أولى إذا كانت هناك قوة ثورية أو يسارية أو إسلامية فهناك إختلاف.

    ما هي النقاط التي تختلفون فيها ضمن بنود ميثاق الفجر الجديد..؟

    أولئك يطرحون علمانية الدولة، وهذا أمر مرفوض، نحن مع الشريعة، وخلافنا أيضاً على الفترة الانتقالية.. هم قالوا خمس سنوات نحن لا نوافق على هذه الفترة في حال سقوط النظام، وهم طرحوا مسألة فصل المؤسسات الدينية عن مؤسسات الدولة، وهذا في رأينا يتصل بعلمانية الدولة، الزكاة شعيرة من أصول الدين.. وكان خلافنا كذلك في موافقة السودان على كل المواثيق الدولية، نحن لا نوافق بالإجمال عليها، لأن هناك مواثيق تنافي مبادئ الدين الإسلامي.. مثل اتفاقيات تبيح الشذوذ الجنسي، وإلى غير ذلك مما يتصل بحقوق المرأة، أيضاً المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.. وما يتصل بمساواة حقوق المرأة.. قد يتضمن الغاء حقوق الميراث لا نوافق عليها، ونختلف على بند اختيار رئيس للدولة ونواب من الأقاليم.. الخلاف هنا كيفية حكم السودان.. الأمر يتصل هنا بحل جهاز الأمن القومي.. من تجربة الانتفاضة ثبت أن حل الجهاز يؤدي لعواقب وخيمة.. وكان حينها أن حدثت فوضى لذا تقتضي التجربة التدبير في المسألة.

    أيضاً فيما يتعلق ببند ديمقراطية التعليم نحن نختلف فيها، لأننا لا نرضى بديلاً للغة العربية لغة أولى للتعليم في السودان، وليس لنا حجر على اللغات الأخرى، فلتكن الأولى اللغة العربية.. وتحفظنا على ما ورد من طرح مفوضيات لنا فيها ملاحظات، يمكن أن تقوم بعدد محدود لا تتعارض مع مؤسسات الدولة أختم في هذه المسألة بأننا متفقون على هدف إسقاط النظام، إلا أننا مختلفون على الوسيلة.. هناك نقاط كثيرة وردت في ميثاق الفجر الجديد نعترض عليها، بينما هناك ما نرتضى عليه بالحوار، يمكن أن نصل لاتفاق أنه ينبغي على الجميع الإطلاع على الميثاق قبل إصدار الحكم.

    أيضاً هناك ذكر لمسألة الدستور الانتقالي دون ورود علماني أو إسلامي، ومسألة ضمان حقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية، هذه لا خلاف فيها.. حينما نوافق على فقرات أو بنود، الناس يحكمون علينا بإننا وافقنا على علمانية الدولة..

    لكن بنهجكم وخطوة الفجر الجديد قد تتصاعد الأمور بينكم في المعارضة والحكومة..؟

    هي لا تريد أن تسمعنا، وهم بهذه الصورة والتهديدات سيسرون في نفق قد يقود إلى تفاقم الأمر اعترضنا عليه أو اختلفنا، ونخشى أن يكون المصير نفس مصير سوريا.. التخندق في الرأي دون الاستماع للآخرين، هذا لن يؤدي لحلحلة قضايا السودان، لذا رضوا أم أبوا هذه هي الخاتمة.. أما مسألة حوار الآخرين في الداخل بدأت منذ المفاصلة دون جدوى، وهم يريدون أن يعود اليهم البعض تائبين منصاعين وهذا يعني الإنخراط في نفس السياسة.. كيف يبيحون لأنفسهم محاورة المعارضين خارج السودان ويحرمون علينا ذلك أليس حزباً ونحن أحزاب.

    هل الوثيقة بها بنود تفتح الباب لتقسيم السودان.؟.

    نعم هناك بند ربما فات عليّ أن أذكره وهو مسألة الوحدة بالحرية الطوعية، نحن تحفظنا على هذا البند الذي قد يفتح الباب لتفتيت السودان، وكما قلت هؤلاء طرحوا آراءهم ونحن نوافق أو نعترض على ما نراه وفق مبادئنا ومنطلقاتنا.

    ألا توافق على خلافاتكم في المعارضة ربما يكون سبباً في تأخر الربيع العربي في السودان؟.

    الخلاف بيننا قلَّ ونحن نتوافق على الكثير من القضايا، الدولة في الداخل لم نختلف على هويتها.. لا نبغي على علمانية أو إسلامية الدولة بعد سقوط النظام، فقط نكتفي بدستور إنتقالي، وخلال إجراء انتخابات نزيهة الكل له الحق في أن يدع إلى علمانية أو إسلامية باختصار ليس بين المعارضة خلاف يستعصى حله.. أما ما يزيد من عمر النظام ليس وجود خلاف في المعارضة من عدمه، ولكن نقول إن المناخ الثوري في السودان لم يصل للحد الذي يمكن أن يتجاوب معه الشعب السوداني، دون شك سيأتي اليوم الذي ينفجر فيه الشعب، التأخير مرهون بزمن يتهيأ فيه الجميع مع المناخ الملائم لسقوط النظام، ولا أحد يعلم موعد هذا اليوم، من كان يعتقد أن مصر يمكن أن ينفجر فيها الوضع وتخرج ثورة.. لم تكن في مصر معارضة أصلاً.. وفي تونس مثلاً لا أحد يتكلم في السياسة.. وتسبب شخص واحد في إشعال ثورة أمتدت إلى ليبيا ومصر.. لم تكن هذه الثورات مرهونة بأمر ما هي إرادة الله فوق الجميع.

    إذا أراد الله أن ينزع حكم لا يحتاج إلى مظاهرة شعبية أو معارضة الحكومة.

    الحكومة تراهن على عدم توحد المعارضة؟..

    يبدو أن فهمها مازال بعيداً عن الواقع لا تستهين بخصمك ولو كان ضعيفاً، ما أظن كانت المعارضة في تونس أقوى من معارضتنا ولا في ليبيا، ولم يكن النظام أقوى من النظام السابق في ليبيا.. قد تأتي الساعة التي تغير كل شيء حتى لو كانت المعارضة ضعيفة... الحكومة أيضاً تعمل على إضعاف المعارضة بالرغم من هذا السياق العام إن النظام لن يستمر مهما كانت ضعيفة، أو انشقاقاتها، لا جدوى في استمرار غرور الحكومة.. الأقوى منهم سقط.

    لكن إسقاط الحكومة بهذه الطريقة قد يؤدي لعواقب ربما لا تتحملونها في وجود حركات مسلحة..؟

    هذا ما قلته.. ما فائدة الحوار وخلق إجماع قوى للمعارضة إذا سقط النظام، حتى لا تحدث فوضى لا بد من خلق بديل انتقالي متفق عليه مثل ما حدث في دول الربيع العربي، بالتالي كما ما ورد الدستور الإنتقالي.. يمنع من فوضى سياسية في الداخل، ومسألة البحث عن فرص حوار مع من هم في الخارج أيضاً منعاً لدخولهم بالعمل العسكري وإحداث فوضى عارمة، كما حدث في دول الربيع، لذا إذا كانت الحكومة لديها عقل عليها أن تشجع الحوار مع الحركات المسلحة.. لئلا تحدث عواقب وخيمة، هذا ما نتخوف منه.. في الداخل اتفقنا على تصور موحد في الخارج، أيضاً كان هذا هو المسعى لإيجاد صيغ توافقية.

    شباب المعارضة يدعونكم لاعطائهم الفرصة أنتم الشيوخ.. قد لا يستقيم الأمر ربما لقيادتكم السياسية بعد سنوات طوال...؟

    من الذي منعهم.. نحن الآن نتحدث عن كيفية التغيير ثم كيفية الحكم، وليس من يحكم أو من يقود، للشباب دون مهم في المستقبل إذا ما تحملوا مسؤولياتهم.. وسقوط النظام الآن يشترك فيه الشيوخ والشباب.. نحن لا نخشى خلا فهم علينا هذه سنة الحياة.. الخلاف ليس عيباً.. المهم أن يتفق المجتمع لممارسة السياسة بصورة حرة، تدفع بتطور البلاد، فليأتي الشعب بمن يريده شاباً أو كهلاً، ما الغرابة في هذا تجديد القيادات في المعارضة هذا أمر يخص الأحزاب والمكونات.

    لماذا برأيك الشيخ الترابي صائم عن الحديث للإعلام؟

    هو يصوم على خير ويفطر على خير والإعلام منحاز.


    اخر لحظة
                  

02-05-2013, 08:14 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)




    صلاح قوش متهم ام ضحية
    02-04-2013 07:59 PM

    عمار محمد ادم

    الاحداث التى ادت الى اعتقال الرفيق صلاح عبدالله محمد صالح الملقب بصلاح قوش من شأنها ان تثير الكثير من الاسئلةالمحرجة لدى قطاعات مؤثرة من الاسلاميين هم الان فى مواقع اتخاذ القرار فما قد حدث للرجل الذى يعتبر رجل النظام القوى من الممكن ان يحدث لاى واحدمنهم وهذا مايؤدى الى مشاعر سلبية ومتداخله اخطرها شعور اللاجدوى حين يصبح الجميع مجردتروس فى ألة تدور بهم اسمها الدولة فى وقت تتعدد فيه قطع الغيار فى ظل تهافت القوى التقليدية على المشاركة وهكذا تتناقص اعداد الاسلاميين يوما بعد يوم داخل الحكومه وقد اصبحوا مابين سجين الثورة التصحيحية او وشعبى وعدل ومساوة اوجالسون على الرصيف من بعد ان سقوط رموزهم التاريخية ومن بعد كوادرهم التنظيمية واصبحوا مجرد اشخاص يتولون المناصب ويحرصون عليها وليست لهم جذور او امتدادات فى القواعد ومابين سقوط الرموز التاريخية وتهالك القيادات الوسيطه وانهيار الكوادر التنظيمية وشيوع الفكرة والمبدأ وتبنى أخرين لها لم يعد هنالك معنى لوجود الاسلاميين فى السلطه الا ان يكونوا معبرين عن اشخاصهم .


    صلاح قوش الذى تربى فى كنف الحركة الاسلامية منذ المرحلة الثانوية وظل منهمكا فى مؤسساتها التنظيمية حتى وصلت للسلطه كان يعتقد كما قال لى من قيل انه يتقرب الى الله من خلال عمله فى التنظيم ولعله الان فى محبسه عجل الله فرجه يتوقف للمرة الاولى عن الحراك االتنظيمى ليقرأ سفر حياته منذ سبعينات القرن المنصرم
    وحتى بداية العقد الثانى للألفية الثالثه وقد قدر الله له هذا الامر رحمة به وان الخير فى الشر انطوى فهذا الرجل الطيب القلب قد القت به الاقدار من حيث يدرى ولايدرى فى خضم احداث جسام وحمل هموما ومسؤليات تنوء عن حملها الجبال الشم الرواسى وهو الذى كان يتمتع بقدر وافر من الحيوية والنشاط والاخلاص لما يؤمن به وقوة التحمل والصبر على المكاره والمثابرة والعمل ولكنه لم يكن ينظر حوله حتى سقط الثور وكثرت سكاكينه !! ولاندرى حاله ونحن اشد الخلق اشفاقا عليه وقد امتدت العلائق بيننا لمدى ثلاثة عقود من الزمان شاركنا فيها السراء والضراء وهو الذى كان الى جوارى يضمد جراحى من بعد وفاة زوجتى العزيزة وهو نفسه الذى كان قد حملنا فى سيارته فى يوم زفافنا.


    الكثيرون لايعرفون ان الرفيق صلاح قوش من الموطئين اكنافا الذين يألفون ويؤلفون وهو ذو قلب رحيم ومشاعر دافئة يحبه كل من اقترب منه وعرفه خارج العمل ذو الطبيعة المعينه ..الا ان الادوار المطلوبة منه تنظيما كانت تقدمه فى وجه أخر ولو ترك الامر له لما اختار الطريق الذى مضى فيه وقاده الى ماهو فيه الان ولكن صدقه واخلاصه وثقته فى الاخرين قاده ذلك كله الى متاهات السلطة والجاه والثروة فمن المسئول عن ذلك كله بالطبع فاننى لا احمل الرفيق الفريق هذا الامر ولكن المسئولية تقع على عاتق التركيبة التنظيميه التى لم يكن ضحيتها صلاح وحده ولكن ضحاياه الكثيرون ممن يصعب حصرهم ..ومن نعم الله ان الاحداث الاخيرة
    لم تخرج عن نطاق السيطرة وان الطبيعة التنظيمية والتربية الحركية هى هى التى جعلت تلك المحاولة مكبلة بقيود نفسية وغير قادرة على الحراك حيث ينعدم فيها عنصر اساسى هو عنصر (الغبينه) وقد قال اهلنا فى غرب السودان مافى دواس بلاغبينه .


    لست ادرى ماذا تحبىء الاقدار فى اكنافها ولايهمنى صلاح مدير الجهاز او مدير اليرموك او مستشار الرئيس ولكنه يهمنى صلاح والد محمد وعائشه وامه وزوجته وان لاعلاء قيمة العفو خير ما بعده خير وقد ربطوا ما بين(العفو والعافية) ولايجب المقارنة بما سبق لأن لكل امر ظروفه الخاصة به فقد حدث ما حدث فى ظروف عادية وداخلية ولابد من تقدير الامور فى اطار ظروفها التاريخية والاجواء العامه حتى يمكن قرأة الاحداث بشكل جيد وقد جاء فى ألأثر لايقضى القاضى حين يقضى وهو غضبان.
    (سلام قولا من رب رحيم)

    عمار محمد ادم



    -------------------------


    : مجموعة اغتيالات من الاسلاميين تتراجع عن خطتها الاسبوع الماضى
    February 4, 2013
    (حريات)

    كشف اسحق احمد فضل الله – اهم كتاب الاسلاميين وموصول بالاجهزة الامنية والسياسية للمؤتمر الوطنى – عما اسماه (مجموعة المسدسات ) والتى قررت الاسبوع الماضى (اطلاق الرصاص ) ولكنها تراجعت !!

    وكتب فى عموده بصحيفة (الانتباهة) : (الرصاصة تصيب لأنها لا تنطلق!!

    .. والسؤال الساخط الممتد عند الناس عن

    .. لماذا لا يقال فلان وفلان«يعني»

    أن حيثيات الإقالة مكتملة تماماً.

    ويعني أن الدولة يمنعها «شئ».

    .. والأسبوع الماضي جهاز الأمن كان يعلن نصف استنفار.. وينتظر رصاصة.

    .. والرصاصة كانت شيئاً يعلن مولد مجموعة جديدة تحمل كل مواصفات مجموعة «قرانفيل».

    .. والرصاصة لا تنطلق «لسبب معين».. لكن الأصبع الذي كان يقترب منها يطلق ما هو أكثر من الرصاصة.

    .. يطلق ما يجعل السلطة تدير عيونها – مجدداً – في أسلوب تنفيذ خطة مكتملة عندها بالفعل.. للإصلاح والتغيير.

    … وكل الجهات تدور في رقصة الهياج.

    الدولة تجد عيونها أن ود إبراهيم يقود انقلاباً للإصلاح.. والتغيير.

    وأن مجموعة المسدسات تقود ما تقود.. للإصلاح!! والتغيير.

    .. وأن الإصلاح وبكل ما فيه من أسماء وخطوات، هو ذاته ما تذهب إليه الدولة الآن.

    .. وأن الفرق هو أن الدولة.. لا هي تعلن ولا تتعجل «لحسابات عندها».

    وأن السخط من هناك يجد أن رأس السمكة قد تعفن بالفعل.. والخطوات البطيئة تصبح خراباً كاملاً إلى درجة تدعو الرصاصات.

    (2)

    .. والغرابة التي تدير أحداث السودان كانت هي ما يمنع الرصاصات من هنا.. وما يجعل هدف الرصاصات يسقط بالفعل من هناك.

    .. وأمس ـ وعن النزاع بين الإسلاميين ـ نحدث هنا أن الإخلاص وحده هو ما يمنع الخراب.

    .. والإخلاص يجعل المجموعة الساخطة الأسبوع الماضي تجد أن جهات كثيرة تنتظر أن يجذب أصبعها الزناد لتطلق عرساً هو آخر ما يريده الإسلام والسودان.

    .. المجموعة تجد أن.

    جهة كانت تنتظر الرصاصات حتى تجعل الإعلام العالمي يدوي عن «ثورة مسلحة» الخرطوم.. واغتيالات و.. و..

    وجهة تندفع – تحت حجة حماية الثورة – وتفعل بالخرطوم ما تفعله المجموعات المقنعة الأسبوع الماضي في القاهرة.

    .. وأن عرمان يطلق من هناك أن «ثوارنا في الخرطوم ينطلقون».

    … وأن… وأن…

    .. القراءة هذه تجعل المجموعة تعيد النظر وأصبعها يتراجع

    .. لكن الرصاصة الحقيقية كانت قد انطلقت.. وأصابت…).



    -------------------

    إنشقاق جديد داخل ( الحركة الإسلامية ): إعلان تنظيم بإسم ( حشد )
    February 4, 2013
    (آخر لحظة)

    أعلنت مجموعة من قيادات وشباب الحركة الإسلامية السودانية إنشقاقهم عن الحركة وتكوين تنظيم جديد بإسم الحركة الشبابية للعدالة والتنمية ” حشد ” ، بقيادة الأمين السياسي السابق لطلاب المؤتمر الوطني بكلية الطب بجامعة الخرطوم .

    وشن البيان التأسيسي للحركة الصادر من الولايات المتحدة هجوماً لاذعا على ما أسماه الفساد والإفساد وتعطيل وإعاقة مسارات الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية التي إنتشرت في كافة مؤسسات الدولة ، لافتاً النظر الى أن ذلك لن يؤدي إلا إلى الضياع والمزيد من الإحتراب والإقتتال من اجل السلطة والثروة .

    وأكدت الحركة إيمانها بالحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية بإعتبارها حقوقاً أساسية للمواطن ، مشددة على حرصها لوحدة ما تبقى من الوطن وكرامة أبنائه ولعمل لصون وحدة النسيج الوطني المتجانس ، بتعميق وتفعيل مشاركة أطياف المجتمع لا سيما الشباب والنساء دون إقصاء او مصادرة او إحتكار في البناء الوطني بجانب تعميم مفهوم العدالة .

    وأوضح البيان ان حركة ” حشد ” حركة شبابية غير تقليدية تضم جميع شباب السودان وهي قادرة على تحمل مسؤولياتها تجاه الوطن ، مشيراً لفشل كافة الأحزاب السياسية في إيجاد الحل السياسي للمشكلات وإنعدام ثقة المواطن في احزاب الحكومة الفاشلة وأحزاب المعارضة العاجزة والموالية للحكومة في الخفاء عن تقديم أطروحات بديلة تعبر عن تطلعات الأمة وآمال الشعب


    ----------------


    أهي الإفاقة من أفيون الآيديلوجية الشمولية ؟ مقتطف من صفحة (سائحون)
    February 4, 2013
    (فيسبوك)

    Mohammed Elmustafa updated his status: “‎

    اذا كان الاسلاميون يكتبون عن مأساه الحاجه كريمه أم الشهيد على الفتاح , و”ام المجاهدين “, وأم عمر عبدالفتاح المعتقل حاليا بتهمه الانقلاب على النظام . فاننا نذكر أمهات لأبطال قتلهم أخوان على عبدالفتاح داخل سجون الانقاذ وخارجها , ولكن لم يسمع أحد بهن , ببساطه لأن أولادهن عباره عن خونه وعملاء ومرتزقه .. التحيه لأم الشهيد على عبدالفتاح , وللشهيد على وأخوانه الاحترام , ولكن يحب أيضا أن نحيي كل الأمهات ليس اللائى فقدن فلذات أكبادهن فى الجنوب , بل اللائى مات ابنائهن تحت التعذيب فى سجون النظام منذ ايام الشهيد على , والذين حملوا السلاح فى وجه أخوان على من أبطال التمرد من الجنوب ودارفور , سواء أكانوا حركه شعبيه , أو حركه اسلاميه مثل الشهيد داؤود بولاد والشهيد الدكتور خليل ابراهيم , من الذين لم يسمع بأمهاتم أحد , لأنهم كانوا خونه وعملاء ! والتحيه لأمهات الأبطال الشيوعيين الذين وقفوا فى وجه نظام الانقاذ فى التسعينيات والبعثيين الذين قتلوا بدون محاكمات بيد أخوان الشهيد على وأخوان الشهيد ابراهيم شمس الدين . والتحيه لأمهات شهداء حركات دارفور والشرق وشهداء بورتسودان وأمرى وكجبار وغيرها .. أنا أتساءل فقط , لماذا تدمع عيون الالاف من الشباب والشابات عندما يعامل الأمن والده الشهيد على بذات الطريقه التى يعامل بها كل أمهات الشعب السودانى , ولا يدمعون فى باقى الحالات بل لا يسمعون بها أصلا ؟ ولماذا لا يدمع (أغلب)هؤلاء الشباب من مناظر ضحايا قصف الطيران فى جبال النوبه مثلا , ومن أخبار ضحايا الاغتصاب والعنصريه والتشريد فى درافور وغيرها ؟

    لماذا تحتاج الام لأن تكون هى أم الشهيد على حتى يحزن الناس ويغضبون لأجلها ؟ ماذا عن امهات الشهداء الآخرون الذين ماتوا برصاص ذات النظام الذى دافع عنه على واخوته والذى أعتقل وقتل من قتل , وعمر عبدالفتاح ليس الا واحدا من آلاف الشباب . أنا أحترم الشهيد على وأحترم وأقدر أمه , بنفس القدر الذى أحترم به أى مناضل مؤمن بمبادئه ومستعد للموت من أجلها أيا كان . وأتمنى أن يخرج الاسلاميين والشعب السودان من “قوقعه ” أخواننا الشهدا , وأخونا الشهيد , وأم الشهيد , وديل أخوانا وما اليها .. . يجب أن نفهم أن كل من قتل من أجل هذا الوطن هو شهيد , وأن الذين قاتلوا الانقاذ ويقاتلونها الآن أصحاب قضيه ومبدأ وليسوا عملاء ,


    بهذه الطريقه فقط وفقط لاغير يمكن أن يكون السودان سودان واحد وملك للجميع , ويجب احترام كل الشهداء بنفس القدر , وشهداء الانقاذ ليسو أكثر شهاده من الذين ماتوا على يد الانقاذ , وليس هناك ما يجعل ابراهيم شمس الدين شهيد وداؤود يحيى بولاد (مثلا) غير شهيد . الأفضل أن نخرج من كل هذا التاريخ وننظر للسودان بعيون سودانيه لا ايدلوجيه ولا حزبيه . وعلى حركه سائحون واصلاحيي المؤتمر الوطنى وادريس عبدالقادر أن يتذكروا دائما أن امهات الشهداء لا يحصين , وعلى الذين يبكون لمنظر الحاجه كريمه أن يتذكروا أن هناك الآلاف من أمثال الحاجه كريمه , وأن الاهانه مرفوضه لكل أم سوادنيه سوا أكان ابنها اسلاميا أوشيوعى أو بعثى أو لادينى , وعندئذ فقط يمكن أن تقوم ثوره حقيقيه فى السودان ..


    -----------------

    عملاء "كمبالا" .. وعصابة (الراكوبة)
    31/01/2013 14:28:00
    الهندى عز الدين

    - 1 -
    } لماذا لا يتم اعتقال ومحاكمة "يوسف الكودة" و"عبد العزيز خالد" وكل الذين وقعوا أو سعوا إلى (الجبهة الثورية) المتمردة على الحكم بقوة السلاح في "كمبالا"، بينما يتم اعتقال "صلاح قوش" و"ود إبراهيم" وآخرين بتهمة تدبير (انقلاب) على السلطة؟!
    } لا يحق لأي (جهة) أو (حزب) أو (فرد) محاورة حركات (التمرد) المسلحة في أي دولة، عدا الحكومات، هذا ما نعرفه من أبجديات السياسة الدولية منذ سنوات، وهذا ما أكدته قبل أيام (المرجع) القانوني الكبير مولانا "بدرية سليمان"، عندما قالت في ندوة نشرتها صحف الخرطوم: (بموجب القانون الدولي، فإن الحوار مع حركات التمرد مسؤولية الحكومة وحدها وليس الأحزاب).
    } إذن لا يحق للسيد "الكودة"، أو غيره، أن يدعي أنه ذهب إلى "كمبالا" لمحاورة (التمرد) الذي أعلن على الملأ في وثيقة (الفجر الكاذب) أن (الكفاح المسلح) هو وسيلته لإسقاط النظام الحاكم في البلاد.
    } يجب أن تحقق السلطات الأمنية مع كل من قصد "كمبالا" وجلس إلى "عقار" و"عرمان" و"الحلو" وربما مخابرات "يوري موسفيني" من وراء حجاب!!
    } إنها دولة معادية قبيحة العداء، سعت ودعت أكثر من مرة إلى (توقيف) الرئيس "البشير"، فكيف نأمن على بلادنا وشعبها الذين يتخابرون مع نظامها (مباشرة)، أو عبر وسيط (الجبهة الثورية)؟!!!
    - 2 -
    } التزمنا لقراء (المجهر) قبل أيام بمواصلة فضح محرري و(مفبركي) موقع (الراكوبة) الذي يحفل يومياً بالإساءات البالغة لسيادة الرئيس "البشير" ولحرمه السيدة الأولى، ولنائبه الأول الأستاذ "علي عثمان" ونائبه الثاني الدكتور "الحاج آدم" الذي يطلقون عليه باستمرار لقب (الحاج ساطور)!! تخيلوا!! ورغم ذلك تتباطأ الهيئة القومية للاتصالات في حجبه، بينما تحجب مواقع أقل ضرراً وسوءاً على الدولة والشعب!!
    } (الراكوبة) و(سودانيز أون لاين) وصفحات مناضلي (الكي بورد)، مثل (قرفنا) و(شرارة) وغيرها، أشد خطراً على المجتمع وكيان الدولة، وليس الحكومة، من مواقع (الإباحية الجنسية) التي تحجبها هيئة الاتصالات.
    } فالدعوات (العنصرية) و(الجهوية) والبذاءات، وتسفيه حكام الدولة ووصمهم بألفاظ ساقطة، ونشر الأكاذيب والشائعات حول رموز المجتمع وآخرهم "شيخ الزين أحمد" إمام مسجد (القصر) الذي وصفوه بـ (إمام الشيطان)، وغيرها من الأوصاف التي تعف هذه الزاوية عن ذكرها، كل هذا، وأخطر، يدمر بنيات المجتمع أكثر من (صورة) أو (فيديو) إباحي، يثير غريزة (فرد) لدقائق معدودة!!
    } من محرري (الراكوبة) المدعو "محمد الأسباط" المتحرك بريبة واستمرار بين "القاهرة" و"الخرطوم"!!
    } "الأسباط" محرر منوعات متواضع القدرات، تم فصله وإبعاده من العمل في معظم الصحف السودانية على فترات مختلفة. وتم اعتقاله قبل أشهر بواسطة جهاز الأمن والمخابرات الوطني بعد تورطه في عملية (استجلاب) صحفية مصرية صغيرة ومغمورة تدعى "شيماء عادل" إلى الخرطوم، وضبطت الأجهزة الأمنية الفتاة (الأجنبية) وهي تحاول (تصوير) مظاهرة (محدودة جداً) بمنطقة "الحاج يوسف"، وجرى اعتقالها والتحقيق معها لمعرفة الجهات (الدولية) التي تقف وراءها، حتى تم إطلاق سراحها في (يوليو) من العام المنصرم، ضمن صفقة سياسية مع الرئيس "مرسي".
    } "الأسباط" تم إبعاده من صحف (الحياة) السودانية و(الوطن)، (الشاهد)، (السوداني)، (الأخبار) و(الأهرام اليوم)!! وأطول مدة قضاها بالصحف عضو فرقة (الراكوبة) المعادية هي أسبوعان فقط!! عدا (الأهرام)، وذلك بسبب تقديري الشخصي وقتها لحالته الاجتماعية، حيث عمر بها لنحو عام ونصف العام!!
    } نحن نسعى - سادتي - بهذه الكتابات إلى (تطهير) الوسط الصحفي من (الانتهازيين) و(الأرزقية)، وعملاء السفارات والمنظمات الأجنبية.
    } ولهذا دعونا نطلق الأسئلة التالية: ما هي علاقة "الأسباط" بالصحفية المصرية (المشبوهة) "شيماء عادل"؟! ولصالح من كانت تخدم "شيماء"؟! علماً بأنه ضُبط بحوزتها كمية من (النقد الأجنبي) وأجهزة فنية متطورة؟! هل كانت تخدم مخابرات دولية أم منظمات؟!
    } لماذا يصر المدّعي "مزمل أبو القاسم" على ترشيح "الأسباط" نائباً لرئيس التحرير في صحيفته المتعسرة مقدماً؟! وما (الجهة) التي تتكفل بالصرف على (إقامة) "الأسباط" في القاهرة؟! وهل هناك (منظمات) دولية ستدعم الصحيفة (القادمة) كما دعمت وموّلت رحلة "شيماء عادل" إلى "الخرطوم"؟!
    } أسئلة وأسئلة تحتاج إلى إجابات واضحة وصريحة ليميّز الناس بين (الحق) و(الباطل)، وبين (الوطنيين) و(العملاء).
    } ولا نامت أعين الجبناء.
                  

02-06-2013, 07:17 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    على خلفية عدم التجديد لدورة ثانية حسن مكي هل تآمروا عليه؟
    الطيب مصطفى
    نشر بتاريخ الثلاثاء, 05 شباط/فبراير 2013 09:39


    بروف حسن مكي المدير السابق لجامعة إفريقيا العالمية عرفته منذ أن ضمَّتنا جامعة الخرطوم وسكنّا في غرفة واحدة بداخلية القرشي في (البركس) أقال الله عثرتها وأعادها إلى سابق عهدها منارة للعلم والدعوة والتربية التي عجمت من داخل داخلية البركس عود الحركة الإسلامية وأهّلتها لقيادة البلاد قبل أن تطيش بوصلتها ويتفرَّق جمعُها ويسطو عليها ابنها العاق المؤتمر الوطني!!
    حسن مكي.. همْس تجاوز الغرف المغلقة إلى رحاب المنتديات حول ما أصابه في اجتماع مجلس أمناء الجامعة الذي أقصاه بصورة مدهشة تُشبه حالات الإقصاء الكثيرة التي باتت السِّمة الغالبة في سلوك عشاق السلطة والثروة لكن حسن مكي نظيف القلب طيب السريرة لا يعرف الحقدُ طريقاً إلى قلبه الكبير ولذلك سجد شاكراً للَّه فور تلقيه خبر عدم التمديد له وقد كان مؤهلاً لذلك بأفعاله ومنجزاته بالرغم من أن أمثاله لا ينبغي أن يُشغلوا بالمنصب الإداري فمن يديرون كثر ولكن من يكتبون ويحفرون وينقبون في منعرجات التاريخ قليل فقد خسرت جامعة إفريقيا وكسب العلم والبحث بعودة فارسه ليُمسك بعنان التاريخ ويجلِّي ما التبس من غموضه وما أشكل من تضاريسه.
    أُتيح المجال لزفرة أحد الغاضبين على الظلم الذي حاق بحسن مكي:
    على خلفية عدم التجديد لدورة ثانية
    حسن مكي هل تآمروا عليه؟

    الداخل إلى جامعة إفريقيا العالمية يبهره التغيير الذي طرأ على شكل الجامعة، من إنارة وتشجير وتزهير وبنيان متزايد، سواء بنيان استثماري أو بناء لسكن العاملين والطلاب والطالبات وإن لم يكتمل بعضه. وبعد أن كانت رائحة الصرف الصحي تزكم الأنوف وتؤوي البعوض وتشفط يوميًا بآلاف الجنيهات ألحقت بالصرف الخارجي. ويأتي الإنجاز الأهم في استقرار ميزانية الجامعة على مدى أربع سنوات بعد استدرار مئات الآلاف من الدولارات من الخارج، ويقع العبء على الميزانية في الصرف اليومي على الإطعام المتمثل في ثلاث وجبات يومياً لثلاثة آلاف طالب وطالبة يقطنون الداخليات قادمين من أكثر من «50» دولة، وفي هذا الشأن نجحت الإدارة في إحياء مزرعة العليفون بعد أن كانت أرضًا بورًا فأصبحت تمد إطعام الطلبة بالداخلية بالخضر واللحوم مما وفر جزءًا كبيرًا من ميزانية الصرف اليومي. أما المشروعات التي أُنجزت فأهمها التوسع في الكليات سيَّما الكليات الطبية مثل الأسنان والصيدلة والمختبرات، إضافة إلى مركز التعليم عن بُعد.
    والأكثر حيوية ونشاطاً تنفيذ أكبر ثلاثة مؤتمرات عالمية، مؤتمر الجامعات الإسلامية ومؤتمر القرآن الكريم ومؤتمر السيرة النبوية. هذا جزء يسير من كثير موجود في كتاب أصدرته الجامعة فصَّلت فيه ما تحقق من إنجاز بالصورة والقلم.


    كان من الطبيعي أن تُتوَّج تلك الإنجازات العظيمة بتجديد دورة ثانية للبروفيسور حسن مكي، فهو الذي كرَّس نفسه لهذه الجامعة منذ «1981م» أعطى الكثير وأخذ القليل. وقد درجت الجامعة على التجديد للمديرَين اللذين سبقاه، ورغم أنه أزهد من يكون على تقلد المناصب، لكن السؤال يطرح نفسه وبإلحاح، لماذا لم يُجدَّد للبروفيسور حسن مكي رغم إنجازاته في فترة بسيطة، وهي فترة مرّ فيها السودان بأعصب وأصعب أزماته، فهل كان قرار عدم التجديد قراراً سياسياً مُجحفاً؟ وما هي الملابسات التي اكتنفت هذا القرار؟.
    القصَّة ببساطة قادها بعضُ الأفراد يتزعَّمهم من يحسبه الناس شيخًا وداعية إسلاميًا، لكنهم بعبارة أكثر دقَّة هم شيوخ فتنة يتأبَّطون الشر والغيرة، يسعَون للفتنة التي هي أشدُّ من القتل. وحسب روايات بعض الشهود فقد تجلَّى المشهد التراجيدي الأعظم في وجود شيوخ الفتنة خارج موقع اجتماع مجلس الأمناء في انتظار قراره، وظلَّ زعيمُهم وكبيرهم، يتوعَّد بأن دماءً ستُراق إن قرَّر مجلس الأمناء أمراً غير الذي يريدونه. وبالفعل فقد هلَّلوا وكبَّروا حال تأكَّد القرار بعدم التجديد للبروفيسور حسن مكي، وتولي الدكتور كمال عبيد لإدارة الجامعة. فما هي حيثيات تلك الفتنة؟ وهل كان أولئك النفر أداة أُريد بها التغطية على الدواعي الحقيقية من وراء إرادة عدم التجديد للبروفيسور حسن مكي؟.


    ما التقطته الأسماع أن ثمة مذكرة تمَّت بها عملية شحن مريبة لبعض عقول أعضاء مجلس الأمناء من العرب مثل الكويت والسعودية، اتهمت مذكرة الفتنة البروفيسور حسن مكي بعلاقته بالتيار الشيعي. ولو انصبَّ الاتهام على الجانب العقائدي الذي يعارضه أهل السنة ويختلفون فيه مع الشيعة سواء في العبادات أو قضية الإمام الغائب أو ولاية الفقيه مثلاً، لكان الأمر مقبولاً، لكن عندما لم يجدوا سبيلاً لذلك فقد ركَّزت المذكرة على أمور هامشيَّة غير منطقيَّة على سبيل المثال، أولاً: منح الجامعة لمحاضر يعمل بها منحة من إيران للتحضير للدكتوراه في إيران، وثانياً: استلام الجامعة عددًا من العربات «الحافلات» الإيرانية. أما المنحة رغم أنها واحدة فقط، لكنها لو كانت منحة أمريكية أو من الغرب الأوربي حيث تصاعُد مؤشِّر الرغبة والرهبة وحب الدولار واليورو، لبدا الأمر عادياً هذه الأيام ولحازت على مباركة شيوخ الفتنة، أو على أقل تقدير من لاذوا بالصمت الذي هو علامة الرضا. وأما العربات والتي أضيفت إلى الأسطول الناقل للعاملين مما قلل من ضائقة النقل فلا تعليق غير هل ستقوم الإدارة الجديدة بالتخلص منها لأنها أصبحت رمزًا لعار قادم من إيران..


    المهم في الأمر أن الذين كالوا للبروفيسور حسن مكي فشلوا في إثبات شيعيته العقائدية، فلبثوا يبحثون في إثبات شيعيته السياسية. والذي غفلوا أو تغافلوا عنه العلاقة الممتدة والمتشعِّبة بين الشعبَين والبلدَين السودان وإيران، فالحركة الإسلاميَّة في السودان والتي ينتمون لها كانت المبادر الأول لتأييد الثورة الإيرانيَّة بزعامة الخميني في سبعينيات القرن الماضي. لم يعبأ أحد في ذلك الوقت بكنه الثورة كونها شيعة أم سنة، وإنما أيدتها الحركة لكونها رافعة لراية الإسلام، وأنها وقفت في وجه الطغيان والاستبداد الذي تولَّى كبره شاه إيران. أضف إلى ذلك أن الدولتين وُضعتا في قائمة الدول التي ترعى الإرهاب، وهما الحائزتان بجدارة على العقوبات الأمريكيَّة على مدى أكثر من عقدَين من الزمان. وذلك هو القاسم المشترك الذي تقرِّره الولايات المتحدة الأمريكية لكل من يقف في وجهها رضي الناس أم أبوا. فلماذا يُفترض أن يعيش البروفيسور حسن مكي وحده خارج تلك المنظومة التاريخيَّة والسياسيَّة؟ وإن كان الأمر كذلك فقد كان الأولى لأولئك المتشيِّخين أن يوجهوا طاقتهم إلى دولتهم يعارضونها ويقفون ضد سياستها الموالية للتيار الشيعي. لكنهم لم يفعلوا ولن يفعلوا لضيق أفقهم من ناحية، ولابتلائهم بازدواجية المعايير من ناحية أخرى.

    ورغم عملية التحريض المغرضة والخبث والشحن العقلي التي قام بها شيوخ الفتنة، إلا أن المراقبين للأمر كانوا يتوقَّعون أن ينحو اجتماع مجلس الأمناء الذي يرأسه الدكتور مصطفى عثمان نحواً مختلفاً، لا سيما وأن معظم الأعضاء من السودانيين المتفهمين للوضع. بل إنهم حسب رواية بعضهم أتوا وليس في رؤوسهم شيء غير ترشيح البروفيسور لدورة أخرى إلا أن ما حدث داخل الاجتماع أحدث نوعًا من التشويش واللبس. بدأ الدكتور مصطفى عثمان بسرد الإنجازات التي تحققت خلال الأربع سنوات، مشيداً بإدارة البروفيسور حسن مكي، لكنه ألقى بجملة وكأنها كانت خارج السياق، أكَّد فيها عدم علاقة حسن مكي بالتيار الشيعي. وختم القول بأنه رغم هذا الإنجاز إلا أنه مع التغيير، وعلَّق أنه اجتمع بمديرين سابقين للجامعة وكذلك اجتمع بالبروفيسور حسن مكي الذي أقر بالتغيير معتذراً عن التجديد له لدورة ثانية. والسؤال المحوري: لماذا الاجتماع بالبروفيسور حسن مكي من أصله إن كان هناك تثنية على استمراريته؟. والأمر الطبيعي إن كانت هناك نية اعتذار فيجب أن تأتي من البروفيسور منفرداً قبل وقت كافٍ بدلاً أن تأتي بعد الالتقاء به قبل يوم من اجتماع مجلس الأمناء. ومهما يكن من أمرٍ فإن تحليل الموقف من جانب لا يخرج عن كونه سيناريو ابتدعته الحكومة لتبرير إعفاء البروفيسور حسن من دورة ثانية، وبذلك تكون قد أصدرت عقوبتها عليه وهو الذي ما فتئ يوجه نقده اللاذع لها داعياً إلى حتميَّة الإصلاح السياسي، وتكون الحكومة بذلك قد استفادت من الفتنة التي حاكها بعض المتشيخين لتكون بعيدة عن الصورة، في ذات الوقت ليس هناك أسلم من أن تستبدل البروفيسور بابن بار، له ما لها وعليه ما عليها.

    فهنيئاً للدكتور كمال عبيد للتحول من السياسي الصنديد إلى الأكاديمي المحترف والإداري الحاذق. وهنيئاً للحكومة تخليها عن مفكر وباحث أكاديمي حصل على الدكتوراه عندما كان شاباً وعلى الأستاذية قبل حوالى عشرة أعوام وهو العالم والخبير الإستراتيجي والمرجع في القرن الإفريقي. وهنيئاً للحكومة استمرارها في سياسة التشييء العظمى والتي من خلالها يمكن أن تحرِّك أشياءها ومؤسساتها أينما شاءت وكيفما أرادت. وهنيئاً للبروفيسور حسن مكي عودته من الإدارة المغلقة إلى رحاب الفكر والعلم والمعرفة والتخصُّص والكتابة الذي لا حدود له.


    وأخيراً حين تنجلي الحقائق وتستبين المواقف فإنه بين العدل والظلم والخير والشر ستنقلب الموازين لتعلو إرادة الباقي على الباغي، والقادر على الغادر، وحينها ستلوح بارقة الأمل في النفق المظلم..
    د. عمر جمعة عبد الجليل


    --------------------

    الكـودة بـين الأمـس والـيـوم!!
    الطيب مصطفى


    نشر بتاريخ الأربعاء, 06 شباط/فبراير 2013 09:20


    (لكي لا ننسى) برنامج مؤثر لا تتجاوز مدته دقائق معدودة كان التلفزيون يبثُّه خلال فترة التسعينات ليذكِّر بمواقف أحزاب التجمُّع الوطني الديمقراطي التي كانت وقتها (مردوفة) لقرنق وهو يقود عجلة الحرب على السودان.. من تلك اللقطات المعبِّرة صورة الشريف زين العابدين الهندي بقامته الفارعة وهو ينعى من داخل الجمعيَّة التأسيسيَّة حكومة الصادق المهدي التي كان يشغل منصب وزير خارجيتها ويقول متحدِّثاً عنها وهي تكاد تلفظ أنفاسها الأخيرة (والله لو خطفها ###### ما في زول يقول ليه جر)!!
    تذكَّرتُ ذلك البرنامج التوثيقي وأنا أسترجع سيرة يوسف الكودة وأقول ما أعظم البون بين الرجل قديماً ورجل الفجر الجديد!!


    لا أزال أذكر كيف استضاف الكودة أربع نساء منقَّبات تماماً وأربع نساء أُخريات يرتدين الزي الإسلامي العادي الذي يكشف الوجه والكفين وكيف عقد محاكمة صارمة لغير المنقَّبات وأحرجهنَّ وقرَّعهنَّ على ارتدائهنَّ زياً غير شرعي!!
    كانت تلك أول حلقة في برنامج الكودة الجديد الذي كان قد أُوقف قبلها لفترة من الزمن بسبب تشدُّده وتنطُّعه.. كنتُ وقتها مديراً للتلفزيون وكنتُ بالمنزل فارتديتُ ثيابي على عجل وتحركتُ نحو التلفزيون حاول د. عصام البشير الاتصال بي ولم يُفلح وذهب إلى التلفزيون كذلك لكي يحتج.. كانت تلك آخر حلقة للبرنامج فقد أوقفناه بالرغم من أنها كانت كذلك الحلقة الأولى من البرنامج الذي أُعيد بعد وساطات متطاولة!!
    قبلها ابتعثنا الكودة إلى الدوحة بدولة قطر لكي يُجري حواراً مع القرضاوي رائد مدرسة الوسطيَّة في عصرنا الحديث ولأننا نعلم ما يمكن أن يفعله الرجل أعددْنا الأسئلة التي كنا نُريد أن نستفتي فيها القرضاوي ــ وكانت (40) سؤالاً.


    هل تعلمون ما حدث؟! الكودة بعد أن أنجز مهمته مع د. القرضاوي بحث عن أحد الشيوخ المتشدِّدين يسمَّى الشيخ القحطاني وطرح عليه بعض الأسئلة وكان من بينها (ماذا ترى في السبحة)؟
    الشيخ أجابه بأنه لا يرى حرجاً من استخدامها فما كان من الكودة الأكثر تطرُّفاً إلا أن عاجله مصحِّحاً ومعقِّباً.. ما هو الأفضل استخدام السبحة أم الأصابع وذلك حتى يُلجئه إلى الإجابة التي يريدها هو!!
    خلال برنامج المنتدى الفقهي الذي كان يُديره الأخ أمين حسن عمر كان أمين يستضيف مدارس فقهية متعدِّدة وكان الكودة يتردَّد كثيراً على البرنامج كمعبِّر عن الرأي المتشدِّد خاصَّة في قضايا المرأة والغناء وغير ذلك.
    عندما انقلب الرجل على مرجعيَّته الفقهيَّة بل وتمادى في اتّخاذ مرجعيَّة تُوشك أن تحلِّل كلَّ شيء قال لي أحد خلصائه المقربين لقد فرطت الإنقاذ في الكودة ولو حفظوا له مقعده في المجلس الوطني لربما لم يُضطر إلى ركوب الصعب لدرجة أن يصبح مستشاراً لبعض منظمات الأمم المتحدة بالدولار الأخضر يتولَّى نيابة عنها الحرب على ختان الإناث داخل وخارج السودان ويُصدر الفتاوى (الأممية) التي تُمكِّن من إدراج المجتمعات الإسلامية خاصَّة في أمر العلاقة بين الجنسين في زمان بتنا فيه منطقة ضغط منخفض تهبُّ علينا رياح التغريب من كل مكان وتكاد تقتلع قِيم الكثيرين من شبابنا الذين عجزنا عن تحصينهم لمواجهة ذلك الغزو الكاسح.



    لستُ أدري والله طبيعة المياه أو قُل الشلالات الجارفة التي جرت تحت جسر الكودة فأحالته إلى موديله الجديد لكنّي لا أستغرب البتّة تلك التحوُّلات الكبرى التي يمكن أن تحدث في مسيرة الرجل ولذلك ظللتُ أدعو مقلِّب القلوب والأبصار أن يثبِّت قلبي على دينه ولا غَرْو أن يحتفي ربُّ العزة بالصادقين ويصفهم بعبارة (وما بدَّلوا تبديلاً) فمثل تلك التحوُّلات منصوص عليها قرآناً وما قصة (بلعام بن باعوراء) ذلك العابد الربّاني الذي أخلد إلى الأرض بعد أن انسلخ من آيات الله إلا تذكير لنا بأنْ نتوقَّع مثل تلك التحوُّلات في مسيرة الرجال (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ...)
    الكودة لم يبلغ ما بلغه بلعام حاشا لله بالرغم من لحن القول الذي نلحظه في كتاباته وأقواله سيَّما وأنه تحفَّظ في بعض الروايات على بعض مواد وثيقة الفجر الجديد وعلى مادة علاقة الدين بالدولة في تلك الوثيقة لكن هل مشكلتنا مع هؤلاء الأوباش الذين ضاحكهم وجالسهم تكمن في علاقة الدين بالدولة أم أن هؤلاء متمردون يحملون السلاح ويقتلون ويخربون ويدمِّرون وفوق ذلك يحملون مشروعاً لم يتخلَّوا عنه ولن يتخلَّوا عنه يسعَون إلى فرضه علينا بقوَّة السلاح.. مشروعًا يشنُّ الحرب على الإسلام ويسعى إلى فرض هُوِيَّة عنصريَّة معيَّنة على بلادنا!! هل المشكلة في النصوص التي قيل إن الكودة تحفَّظ عليها أم في كل الوثيقة القائمة على وثيقة أخرى أقرَّتها (الجبهة الثورية) تُسمَّى بوثيقة إعادة هيكلة الدولة السودانيَّة؟! هل نسي الكودة أنَّه سافر إلى أعدى أعداء الإسلام (موسيفيني) في كمبالا وهو يكيد لسودان الإسلام وهل نسي أنه وقَّع مع عملاء دولة تشنُّ الحربَ على دولته المسلمة؟


    -----------------

    يا أهل الإنقاذ تعالوا إلى كلمة سواء
    سعد احمد سعد

    نشر بتاريخ الثلاثاء, 05 شباط/فبراير 2013 09:31


    ولماذا لا نخاطبهم كما خاطب الله سبحانه وتعالى أهل الكتاب في أصل العقيدة.. فنخاطبهم نحن في أصل الشريعة ومن كان صحيح المعتقد كان صحيح الشرعة.. وأول ما نبدأ به خطابنا هو أن نذكرهم بما هو تحت أنوفهم من الضيق والضنك والعنت الذي ظلت ترزح تحت نيره الإنقاذ والسودان منذ العام 1998م عام دستور الشيخ العلماني والذي اعتمدته الإنقاذ والذي جاء فيه نص المواطنة تماماً وطبقاً لما جاء في ميثاق الفجر الأكذب وهو أن المواطنة هي أساس كل الحقوق والواجبات.. وهو نص يعارض صريح ما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى من قوله «يا ايها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم». ومادة المواطنة في دستور «98» ودستور «2005م» دستور نيفاشا وميثاق الفجر الأكذب تقول إن كلمة «منكم» في الآية رقم «59» من سورة النساء زائدة وحشو ويمكن تجاهلها وتخطيها مع أنها تقول «يا أيها الذين آمنوا ... منكم» وليس من غيركم والذي نذكر به أن هذا يعد اعتراضاً عن الذكر والحق جلا وعلا يقول «ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا»
    وهل هناك ضنك أكبر من الاضطرار إلى اتفاقية نيفاشا؟
    وإلى اتفاقية أبوجا؟ ومن تمردات دارفور؟ ومن القوات الأممية؟ ومن الرضوخ للآلية الافريقية؟ ومن رفع التمام لثامبو أمبيكي؟ وهل هناك عنت وضيق وضنك أكبر من انفضاض سامر الود والإعجاب والتأييد الذي حظيت به الإنقاذ في عشرها الأول؟ وهل هناك عنت وضنك وضيق أكبر من أن تعيش الإنقاذ ويعيش معها أهل السودان أو يتعايشوا ولو للحظات مع احتمال أن يتواثب على كرسي السلطة استاه فواسق التجمع والجبهة الثورية وقطاع الشمال «أي شمال؟» وهل هناك عنت وضيق وضنك أكبر من غلاء الأسعار الذي هو الوليد الشرعي للجبايات الحرام والتجنيب وسرقة المال العام كما جاء في تقرير المراجع العام؟ وهل هناك عنت وضيق وضنك أكبر من الاضطرار إلى قبول اتفاق نافع عقار والحريات الأربع وأن الإنقاذ هي المضطرة هذه المرة إلى تجربة لحس الكوع؟!
    إن هذا كله من كسب الإنقاذ..
    «ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون»
    بعض الذي عملوا.. وليس كل الذي عملوا..
    ولعلهم يرجعون.. فهل تسمعون؟
    «وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت إيديكم ويعفو عن كثير»
    قرنق كان مصيبة.. وعفا الله عنها.. وباقان مصيبة.. وعقار مصيبة.. وعرمان مصيبة وداهية وإنتاج الإنقاذ من المصائب لا حصر له ولا عد والإنقاذ بعد ربع قرن من الزمان تكون لجنة الدستور لتقرر نوع التشريع الذي يحب أهل السودان أن يحكموا به؟ نوع التشريع الذي لا يجدون حرجاً في الاحتكام إليه؟
    وبعد كل هذا تسألون من أين جاء أوكامبو؟
    ومن أين جاء عقار وعرمان وباقان؟
    «وكذلك نولي بعض الظالمين بعضًا بما كانوا يكسبون» إن أفضل مرآة للإنقاذ ترى فيها نفسها بوضوح هو المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم «مادة كسب» هناك ستجد كتاب الإنقاذ مفصلاً ومبوباً ومفهرساً
    أولياءها.. وأعداءها.. وانتصاراتها.. وهزائمها.. وستعرف عند ذاك طريقها .. وسبيلها...إن الكلمة السواء التي ندعو إليها الإنقاذ هي شريعة الرحمن..
    «ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها»
    وهي كتاب الله المحكم..
    «إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم»
    وهو مخرج الإنقاذ من فتنتها.. ومن كل فتنة.. قال صلى الله عليه وسلم «ستكون فتن كقطع الليل المظلم قالوا وما المخرج منها يا رسول الله؟ قال كتاب الله فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم.. في حديث طويل. إن الإنقاذ يجب أن تعلم أن الصدق هو المنجاة.. ولا سبيل غيره.. ولو كان الأمر مع غير الله سبحانه وتعالى فلربما كانت النجاة معه بحيلة.. أو خديعة.. أو ثمن أما مع الله فليس ثمة سوى الصدق والتذلل. إن الإنقاذ كانت لنا فأصبحت الآن لغيرنا.. ولسان حالنا يقول وهو ينظر إليها في حسرة أيتها الإنقاذ ليتك لنا
    الإنقاذ عندما جاءت كانت لله.. فلمن هي الآن؟!
    كان أحلى هتاف تضج به حناجر الشباب: هي لله.. هي لله فمن يجرؤ اليوم على ترديده على ملأ؟! هل هناك أحد يستحيي من الشعار؟ لا بل كلنا نستحيي من أننا أفرغناه من محتواه!! ولكن على أي حال فإن الاستحياء درجة من درجات الإحسان ودرجةمن درجات الإيمان.. فلماذا لا تتدرج الإنقاذ على سلم الإيمان.. درجة درجة.. لماذا لا تحاول الإنقاذ أن تتذوق حلاوة الأوبة والتوبة..
    «إن الله يجب التوابين ويحب المتطهرين»
    ولم يصبحوا توابين إلا أنهم قارفوا الذنوب من قبل ومع ذلك فالله يحبهم!! طبعاً بعد التوبة.
    ولم يتطهروا إلا من رجس أو نجس..
    أول خطوة في سلم الإيمان.. إلغاء لجنة الدستور وتكوين هيئة صياغة من المتخصصين.. وإعلان البدء بالتطبيق حتى قبل التئام أول اجتماع لهيئة الصياغة.. لا تأسياً ببريطانيا ولكن تأسياً بدولة الإسلام الكبرى منذ عشرات القرون.. فكل صغيرة وكبيرة في الدستور موجودة في الأمهات في الفقه وفي السياسة الشرعية وفي سائر أصول المعرفة المعتمدة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .. أعلنوها يا أهل الإنقاذ.. أعلنوها كما أعلنها نميري أجزل الله له عن الأمة الثواب.. وفتح له الأبواب وبوأه الفرق مع الكواعب الأتراب.
    ولنا عودة
                  

02-07-2013, 10:47 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)






    جنوب كردفان بين أزمة الإعلام.. وخروج السامري.

    .وقيع الله حمودة شطة


    نشر بتاريخ الخميس, 07 شباط/فبراير 2013 10:05


    يفقد الإعلامي والكاتب الصحافي قيمته واحترام القراء ويذهب إلى ثلة جماعات تضليل الرأي العام، وبالتالي تهوي به مطامعه الشخصية إلى قعر العار وزبالة التاريخ الآسنة، حين يسمح لنفسه اللوّامة والنهمة أن تتسلق مثل نبات «اللبلاب» تتزلف وتتوسل وتتقرب بكتابات مبتذلة وضمير مغيب، وعين حولاء لا تنظر إلى الواقع إلاّ من زاوية حادة تنتهي بها إلى ركن قصي مدفونة في جانبه «صرة» دراهم!!. إن من واجب الكاتب المحترف أو الهاوي الأمين الصادق..


    أن يفكر مئة مرة قبل أن يكتب سطراً واحداً يتوجه به إلى الرأي العام والقراء، وعليه ألاّ يترك العنان لهوى نفسه، فواجبه أن يبصر ويرشد ويفيد ويهدي ويفصّل ويقيّد، وييسر ويوضح، يحلل ويفند ويصوب ويصحح، ينفي ويثبت، ويوجه ويراقب، يسدد ويقارب، ويتحرى ويتثبت، يراعي الأخلاق وشرف المهنة ويلتزم بقيم النقل والرواية، ويراعي مصلحة العامة من قراء ومؤسسات لا كم من الدراهم تدخل جيبه من هذه الكتابات المتزلفة المتوددة التي يستهدف بها نيل الرضى والقبول من جهة ما.. وهذه من أسوأ الكتابات وأشنع الدوافع، وأرخص القيم، وأسفل السلالم، وأوضع المقامات وأقبح السمعات، وأفشل الطرق إلى بناء الذات، وأخرب طريق يسلكها مسكين يظن توهماً أنها تبلغ به الثريا وقرن الجوزاء، ومشارف السِّماك في عالم المشاهير والمعارف، هروباً من عالم النكرات والخمول ومجاهيل القوم. عجبت من شأن كاتب حين كتب يقول «إلى العميد محمد مركزو كوكو المرشح اليوم وغداً لخلافة هارون في جبال النوبة: بعد تطاول بعض العنصريين على مقامك نقول لك ما قاله الشريف زين العابدين الهندي : ــ أقول: بالرغم من أن خط العمود لا يسمح بكتابة اللغة العامية أو السوقية ذات المعاني الفاسدة التي تفسد الخيال والفكر والعقل، إلاّ أني أجد نفسي مضطراً لنقلها فقط لإقامة الحجة والالتزام بنقل النص كما ورد، ونعتذر للاخوة قراء العمود عن كتابة الألفاظ العامية. يقول الكاتب ــ«منو الزيّك أصل موروث من الأجداد.. منو الزيك ولد واستالد الأولاد.. منو الزيك ببز الدنيا موية وزاد.. اهـ» ثم قال «السياسي تتناوشه الرماح، ولكن عليك مخاطبة أهلك وولايتك: قشوا الدمعة من خد بت الرجال ما بحكموك أولاد».


    أولاً نقر بحق كاتب النص المستشهَد به هنا ــ من مقال الكاتب ــ أن يختار اللغة أو اللهجة التي يريد الكتابة حسب تقديره، ونقر أيضاً بحق الكاتب الناقل أن يستشهد بما شاء من النصوص حسب إدراكه أنها تؤدي غرضه من استدعاء النص للاستدلال والاستهلال، ومن حقنا أيضاً إعمال معاييرنا النقدية في معالجة النص وتصنيفه وفحصه وقبوله أو رده احتكاماً إلى مقاييس اللغة صرفاً ونحواً وبلاغة ودلالة وصوتاً، وإشارة النص ومضمونه معنى وقيمة وعرفاً، وهذا ليس موضوع حديثنا الآن لكن الشيء بالشيء يُذكر.


    ثانياً صحيح أن السيّد الوالي الأخ أحمد هارون قد فشل فشلاً كبيراً في إدارة الولاية، بل صار الجزء الأكبر من الأزمة لمواقفه الضعيفة أمام الحركة الشعبية، والتي كان يوهم المركز والآخرين أنها شراكة ذكية بينه وبين الحلو، ونحن كنا نحذر من هذا السلوك ولم نر فيه سوى الخديعة والإيهام حتى ظهرت الحقيقة وعمَّت البلوى وغرقت الولاية في الدماء والصراع والخراب، وفساد الإدارة وصولة الضعفاء في سدة الحكم وتنحية الشرفاء الفضلاء أهل الصدق والوفاء الذين يهمهم أمر الولاية وتتألم مواطئ أقدامهم من جمرة الحرب والاضطراب السياسي.. لا أولئك الذين جيوبهم مع الحكومة وقلوبهم مع الحركة الشعبية بالنهار يكبرون، وبالليل هم في منتديات الحركة، ولا أولئك الذين يقسّمون الأدوار نصفهم متمرد ونصفهم الآخر موالٍ للحكومة، والهدف واحد وهو الوصول إلى المكاسب من هنا ومن هناك.. ولا أولئك الذين يلهثون وراء مكاسب ذاتية من خلال تضليل الرأي العام يمدحون هذا، ويذمون ذاك والهدف هو الوصول إلى مظروف من «الزبالة» دون أن يطرف لهم جفن أو يصرخ فيهم ضمير أو تتحرك فيهم جذوة مروءة وهيبة نفس.. إنهم أنصار السامري وأعداء موسى!!
    نعم كتبنا أكثر من مرة مطالبين بإقالة هارون الذي يعني بقاؤه تمدد التمرد كل يوم في مناطق آمنة، ولأول مرة تتطور جرائم التمرد وممارسته نحو أكثر غرابة .. الاغتيال الليلي.. قطع الطرق.. نهب المحاصيل والماشية.. خطف المواطنين والاحتفاظ بهم رهائن وطلب الفدية.. والاستيلاء على «جنائن» المواطنين وحصد ثمارها من قبل المتمردين وغيرها. نعم تعالت الأصوات الشعبية والرسمية تنادي بتكليف والٍ عسكري يدرك حاجة الولاية الأمنية ويُحدث تحولاً مشهوداً على غرار ما فعل العسكري والسياسي الشجاع الملتزم اللواء «م» الهادي بشرى حسن الشاذلي في ولاية النيل الأزرق، فقد أكد الرجل أنه رجل المهام الجسام، لكن هذا النداء لم يشر إلى شخص بعينه بعد. ليس لدينا أي إشكال مع الأخ العميد محمد مركزو كوكو ولكن نؤكد أن الكاتب تعمد التضليل بصورة تَبني سحاباً مركوماً من الشك في فضاء الأذهان.. من الذي رشح الأخ مركزو لخلافة هارون اليوم وغداً كما زعم الكاتب..؟ ثم وقع الكاتب في خطأ فادح حين قال في جبال النوبة!!


    هذه الولاية تسمى ولاية جنوب كردفان وليست ولاية جبال النوبة، إنما الذي أطلق هذا الجزء هم شركاء الإيقاد أمثال المجرمة هليدا جونسون وسواها من خلال نصوص نيفاشا من أجل مساومة رخيصة بالإقليم في وجه كاميرات الإعلام الامبريالي، وهنا الكاتب يدخل جحر الضب مع هيلدا دون سمع وبصر وحاسة لمس، إن جبال النوبة جزء مهم من هذه الولاية، ولكن ليس كل الولاية ولا حاجة هنا للهروب نحو فلسفات بلاغة المجاز المرسل.. إطلاق الجزء وإرادة الكل ما هكذا تورد الإبل.. لأن هذا يضيِّع حقوق آخرين من أبناء الولاية واثنيات أخرى وأجزاء مهمة أيضاً، ومن سوء فهم الكاتب أنه يتحدث باسم الآخرين، كأنه فُوِّض من قبلهم.. قال مرشح اليوم وغداً!! إنها فقاعات هوائية وشمور وبثور وكسور. يعلم الكاتب المتزلِّف أن السيد مركزو سبق له أن كُلِّف بإدارة الولاية والياً عليها ومن قبل حزبه الحاكم، ولكن سُحب بعد بضعة شهور وقد لازم تجربته تلك الفشل، فعلى الكاتب والواهمين أمثاله أن يدركوا أن الولاية ما عادت حقلاً للتجارب والموازنات والمحاصصات والتكتلات الفاسدة، كفاها جراحاً وصراخاً.. ثم يقفز الكاتب عالياً مثل كيس بلاستيك يحمله «عُصار المفازة» في صحراء العتمور أو صحراء أروما ليوهم الناس.. يقول:«بعد تطاول بعض العنصريين على مقامك» نرجو منه أن يحدثنا عن التطاول متى تم؟ وأين وقع؟


    ومن هم أولئك العنصريون الذين تطاولوا؟ وماذا قالوا؟ أم هي الدعاية والإعلان والترويج المبكر والتسويق على أسس ووسائل فاسدة مخالفة للمقاييس العلمية والأخلاقية. إن أزمة جنوب كردفان أزمة إعلام، لأن غالب الولاة الذين تعاقبوا على الولاية صنعوا ببغاوات ودمى سُمِّيت زوراً «...» وهي في الواقع تدفن رأسها في الرمال، وطفقت تسبح بحمد أولياء نعمتها، وعندها ضاعت الحقيقة، وأشبعت تلك الدمى الناس بالإفك والتضليل والأوهام.. هي أجسام متطفلة تتسور محراب كل والٍ جديد.. تهوم في كل وادٍ.. تنعق بما لا تدري.. أيُّها الناس نحن من نفر عمروا الدنيا أينما قطنوا.. لكن بالصدق والأمانة.. أيُّها الناس احذروا الثالوث الأفّاك كما تحذرون الأفعى السامّة.. واحذروا كبيرهم الذي علمهم السحر ثم خرج من معادلة القوم مثلما خرج السامري بعد عودة موسى من جبل الطور.
                  

02-10-2013, 10:03 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    سُمعـــــة لا بواكـــيَ عليهـــا!

    الصادق الرزيقى


    نشر بتاريخ الأحد, 10 شباط/فبراير 2013 08:41


    كم من السودانيين ومن أبناء هذا البلد المخصلين شعر بالخزي والخجل والحرج، لحرمان بلد عريق مثل بلدهم، وكان حتى وقت قريب أكبر بلد في القارة الإفريقيّة والعالم العربي، من حقّ التصويت في الأمم المتحدة لعدم دفعه ما عليه من مستحقّات للأمم المتحدة وتراكمت متأخِّراته لمدة عامين حُرم على إثرها من حقِّه في التصويت كما تقول المادة «19» من ميثاق المنظمة الدوليَّة؟؟


    ومنذ عامين لم نتمكَّن من دفع ما علينا للأمم المتحدة، وتراكم الدين حتى وصل لمليون دولار فقط، والحكومة بطولها وعرضها، بعد أن حُرمنا من التصويت، سدَّدت حسب ما قاله إدواردو ديل نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة مبلغ «879 ,347» دولارًا من مليون دولار تم تسليمها لمكتب الأمم المتحدة الإنمائي بالخرطوم لكنها لم تصل حتى اللحظة إلى نيويورك حتى تتمكَّن الأمانة العامة للأمم المتحدة من رفع الحظر عن السودان... والمبلغ المتبقي من المليون دولار أقل من مائة وخمسين ألف دولار، هل عجزت الحكومة عن إكمال هذا المبلغ الزهيد أم قصدت أن تترك في الأمر كسورًا وبواقي؟!!
    مهما كانت المبرِّرات وما يمكن أن يقال في هذا الأمر، فهذه في حد ذاتها فضيحة وسوء تقدير لا يليق ببلد مثل السودان الذي ظل طوال تاريخه مفخرة لإفريقيا والعالم العربي ومن الدول السبّاقة في الحضور الدولي والتعامل مع المنظمات الدوليَّة وكنا ندفع في السابق لدول إفريقية وعربيَّة رسوم وجودها في آليات المجتمع الدولي..



    لماذا التلاعب باسم السودان إلى هذه الدرجة المهينة؟ هل تتحمَّل وزارة الخارجية هذا الخطأ الفادح أم وزارة الماليَّة الاتحاديَّة التي أخطأت في تقدير الأولويات ووضعت البلاد في هذا الموقف شديد الحرج والوضاعة؟؟
    إذا كانت ميزانية وزارة الخارجية لا تتحمل دفع مثل هذا المبلغ وتنوء بحمله، فلماذا لم تتم مطالبة المالية من وقت كافٍ قبل عامين أو أكثر منعاً لتراكم الدَّين وقبل أن يحل موعد السداد!!


    بعض المسؤولين لا يُحسنون التعامل مع هذه القضايا، فهم يظنون وظنهم آثم أن هذه ليست من الأسبقيات وليس بالضرورة التفاعل معها، كما فعلت وزارة المال وفق ما قالته وزارة الخارجية متهمة وزارة المالية بتجاهل طلبها بسداد مستحقات الأمم المتحدة... فكم يكلِّف السودان مثل هذا التجاهل والتغافل، سمعتنا في مجالات عديدة تتعرَّض لتشويه متعمَّد وتم إلصاق كل نقيصة ببلدنا، وتُثار حولنا اتهامات باطلة أثقلت كاهلنا وقوَّست ظهورنا من ثقل حملها وتحملناها في جلد وصبر، أليس من العيب أن نخز بأصابعنا عيوننا الدامعة ونقعد ملومين محسورين.. بتصرُّف ومماحكات بين بعض الوزارات؟!
    تُصرف أموال طائلة من الخزينة العامة في ما لا يسوي وفي احتفالات وعمل دعائي وسياسي لا قيمة له وتهريج وتطبيل بلا نتيجة، بينما القضايا الجادة ومحل الاختبارات الحقيقية لا يلتفت إليها أحد!!


    كم من الأموال تُصرف وتضيع؟ وأين تذهب الموارد الفائضة من الربط المقرر للجهات الإيرادية ومن بينها السفارات في الخارج، فوزارة المالية تتحكَّم في كل مليم ولا تستطيع أن تبيِّض وجه السودان أمام المحفل الدولي، وتضيع هيبته ويُنظر إليه مع أكثر أفقر «15» دولة في العالم عاجزة ومفلسة لم يتبقَّ لها غير أن تتسوَّل أو تطلب الإعفاء.. فحُرمت في النهاية من حقٍّ كان مستحقاً بحقِّنا ومن عرقنا..
    نقول ذلك ونحن نعلم أن الخزينة العامة كان بإمكانها أن تدفعه فثمنه ثمن أرخص بيت من بيوت بعض المسؤولين الذين يبيعون ويشترون في العقارات ويتطاولون في البنيان، ولو طلبت الحكومة وهي تعلم عدم قدرتها من أي سوداني صميم في سوق الله أكبر ليدفع هذا المبلغ ويفتدي اسم السودان من الإهانة والإساءة الدولية لفعل دون أن يطرف له جفن... لكن لا بواكي على اسم وسمعة الوطن!




    -------------------

    الرجل الثاني بـ«الشعبي» عبدالله حسن أحمد لـ«الإنتباهة»:


    نشر بتاريخ الخميس, 24 كانون2/يناير 2013 13:00


    > حوار: آمال الفحل > تصوير: متوكل البجاوي

    الوحدة بين حزب المؤتمر الوطني والشعبي وعودة المياه إلى ما كانت عليه قبل المفاصلة عام 1999م ظلت تمثل أشواق العديد من الإسلاميين، كما ظلت بالمقابل مزايدة بين الطرفين عندما يحتدم الخلاف بينهما، وللوقوف على حقيقة الحوار واللقاءات التي تمت وتجرى خلف الكواليس بين الوطني والشعبي التقينا بالرجل الثاني في حزب المؤتمر الشعبي، الذي أكد عدم وجود أي مفاوضات تجرى الآن في السر أو العلن ما بين الوطني والشعبي، مشيراً إلى عدم وجود قيادات عليا أو دنيا تم اللقاء بينهما، وعزا ذلك إلى رفض المؤتمر الشعبي للتفاوض إلا من خلال مجموعة المعارضة، وأضاف قائلاً: صلتنا بالحركة الإسلامية العالمية مباشرة وليس عن طريق المؤتمر الوطني، مبيناً أن العقبات التي تواجهنا للحوار هي بقاء النظام، وتحدث عبدالله حسن أحمد في هذا الحوار على عدة محاور بالشأن السياسي الراهن فإلى إفاداته في هذا الحوار:

    > بداية نريد التعرف على حقيقة الحوار واللقاءات التي تمت وتجري خلف الكواليس بين الوطني والشعبي؟


    < ليس هناك أي مفاوضات تجرى لا في السر أو العلن بين المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي.
    > لكن يقال إن هناك لقاء تم خلال اليومين الماضيين بين قيادات بالصف الأول في المؤتمر الوطني وقيادة المؤتمر الشعبي.
    < أنا أؤكد أنه لا توجد قيادات عليا أو دنيا تم اللقاء بينها في الوطن والشعبي هذا خبر غير صحيح.
    > توجد مبادرة قبل ذلك طرحها الوطني لجمع الصف؟
    < لكن المؤتمر الشعبي لم يقبل التفاوض معهم، وقال نحن لا نتفاوض إلا من خلال مجموعة المعارضة ولا نتفاوض لوحدنا في أي مفاوضات، فنحن جزء من المعارضة ولا نتفاوض منفردين.
    > هل لديكم شروط للحوار؟
    < نحن ربطنا التفاوض بإسقاط النظام وقبول النظام بتنازله عن الحكم وإخلاء طرفه من الحكم ويمكن بعد ذلك أن نتفاوض معه في تسليم الحكم، ومشروعنا هو إسقاط الحكم بالعمل السياسي وليس عن طريق السلاح والعنف ولكننا لا نتفاوض معهم في غير ذلك.
    > تتحدث عن إسقاط النظام بالعمل السياسي وهذا النظام جاء عبر انتخابات؟


    < نعم جاءوا عن طريق انتخابات ولكنهم لم يحسنوا الحكم في البلاد والآن يوجد فساد كبير جداً والحالة المعيشية والاقتصادية تدهورت ولم يفوا بما وعدوا به والآن الحالة مؤسفة.
    > إذا سقط النظام هل يمكن مجئ حكومة أفضل؟
    < نعم وإذا كنا نرى أنه لا يوجد أفضل منهم لاتبعناهم والحكم القائم عاجز والآن توجد حرب في دارفور وجنوب كردفان.
    > أشار البعض إلى أن هذا اللقاء نتيجة للمؤامرات الدولية والإقليمية التي تسعى لتغيير النظام الإسلامي بالسودان وأن هناك خطراً يهدد الحركة الإسلامية العالمية؟
    < صلتنا بالحركة الإسلامية العالمية مباشرة وليس عن طريق المؤتمر الوطني وليس عن طريق وسيط أو بالتعاون مع المؤتمر الوطني.
    > في تصريح لأحد أعضاء المؤتمر الوطني أكد وجود قيادات من الشعبي رحبت بالحوار واستجابت؟


    < أنا لا أعلم الغيب ولا يوجد قيادي من المؤتمر الشعبي حتى الآن أعلن أنه اتفق في تفاوض مع المؤتمر الوطني إلا إذا كان هذا الحديث يكتمه في سره ولكن إذا وجد ذلك لابد من هذا المفاوض أن يعرض ذلك على الحزب ويتم المناقشة في ذلك فإذا كانت هذه المبادرة قدمت على شخص وليس الحزب أنا أعتقد أنها ليست ذات جدوى.
    > وفقاً لما ذكرت ألا يوجد أشخاص تم التفاوض معهم؟
    < أنا لا أعلم الغيب، صحيح يمكن أن يكون هناك أشخاص تفاوضوا ولكن هؤلاء لم يعرضوها للحزب وحتى الآن لم يحدث أي تفاوض بيننا وبين الوطني.
    > في تقديرك ما هي عقبات الحوار الآن؟
    < العقبات التي تواجهنا هي بقاء النظام!! فمن المفترض أن يذهب هذا النظام عن طريق العمل السياسي السلمي، لأن هذا له أكثر من «20» عاماً وليس من السهل إسقاطه إلا إذا حدثت لقاءات كلية.

    > ألا يؤدي ذلك إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار خاصة أن البلاد تمر بمرحلة حرجة؟


    < يكون الإسقاط عن طريق العمل المدني السلمي دون إحداث أي عنف أو «ربكة» في البلد.
    > ماذا تقصد؟
    < زوال النظام بمجئ نظام انتقالي لا يمانع أن يكون المؤتمر الوطني جزءاً من النظام الانتقالي كحزب من الأحزاب وتحدث بعد ذلك حكومة انتقالية تتمثل فيها جميع الأحزاب وتقوم بفترة انتقالية لا تزيد عن عام ونصف أو عامين، كما كانت الفترات الانتقالية قبل ذلك، وهذه تعمل مسودة للدستور وتخطط لانتخابات حرة ونزيهة يشترك فيها الجميع.

    > الوطني ظل يؤكد جاهزيته لخوض انتخابات مبكرة فهل أنتم جاهزون؟

    < طبعاً بالتأكيد «لا» فنحن ما دام الوطني في الكرسي لا نخوض انتخابات، فإذا تغيّرت الحكومة وأصبح الوطني جزءاً من هذا النظام الجديد فله الحق أن يترشح.
    > كيف تنظر إلى وثيقة الفجر الجديد «كمبالا»؟
    < وثيقة كمبالا لم يحالفها التوفيق ومن الواضح أن فيها تأثيرات بجهات داخل المجموعات والواضح أن الأثر الأكبر لمجموعة قطاع الشمال، ووضح ذلك عندما تحدثوا عن تقسيم السودان إلى أقاليم، وجعل جنوب كردفان التي هي أقل من مليون مواطن ولاية كذلك جعل النيل الأزرق ولاية وهذه هي مناطق تأثيرهم، ويريدون تقسيم السودان مثلاً دارفور ولاية والشرق ولاية والشمال ولاية، فالواضح أنه يوجد تأثير أكبر من المتفاوضين بقطاع الشمال أكثر من غيرهم لذلك هم جاءوا بما يرغبون إلى جانب أن النظام المقترح نظام رئاسي يكون فيه رئيس ونواب في هذه الولايات والحكم لأربع سنوات وتكون الوحدة طوعية، وحدة طوعية معناه يمكن قيام استفتاء بعد حكم شهرين أو ثلاثة في النيل الأزرق ويمكن تقول إن خيارها الانفصال كذلك جنوب كردفان يمكن أن تستقل وتقول إنها لا تريد وحدة، فهذا نظام فيدرالي يقوم على وحدة طوعية خاصة إن هذه الولايات غير مستقرة أمنياً وحتى الآن توجد فيها قوات معارضة فالفرقتين التاسعة والعاشرة، حتى الآن موجودتان، فكيف يكون هناك اطمئنان إلى وحدة البلد وبالتالي افتكر أن هذا الاقتراح يهدد وحدة البلد ونحن رفضنا هذه الوثيقة لذلك.

    > تبرأتم منها لهذا السبب؟

    < نحن لا نتفق معهم على ما ذكروه بأن يكون هناك فصل كامل بين الهيئات، المؤسسة الدينية والمؤسسة الحاكمة، أي معنى ذلك أن يقام نظام علماني لا يعترف بالدين فنحن إسلاميون وبلد مسلم نرفض هذا تماماً ولا نقبله.


    > لكن توجد تضاربات في الآراء داخل حزبكم حول الوثيقة؟


    < بالتأكيد لا، فمندوبنا لم يكن في السودان فهو عائش خارج السودان سنين طويلة جداً وهو بنفسه ذكر أنه غير مفوض وهو ليس متابعاً للسياسة السودانية.
    > صرح القيادي بالمؤتمر الشعبي كمال عمر قائلاً: إننا لم نتنازل ومتمسكون بها كيف يتفق ذلك مع ما ذكرت؟
    < إذا عدلت المذكرة وألغي ما اعترض عليه يمكن أن يكون بيننا وبينهم تفاوض لأننا نحن معارضة سلمية وهم معارضة مسلحة ولكننا جميعاً معارضون للنظام، ولكن إذا اختلفنا حول ما هو المستقبل إذا حدث تغيير، يجب أن يكون هناك اتفاق بيننا.. أما إذا أرادوا نظاماً علمانياً أو نظاماً فيدرالياً بهذه الطريقة ويريدون أن تكون الوحدة طوعية أن يحكموا لأربع سنوات متصلة في الوقت الذي لا تزيد الفترة الانتقالية فيه عن عامين لا نكون طرفاً معهم في أي اتفاق.
    فالنظام الانتقالي وظيفته أن يعد البلد إلى دستور جديد وانتخابات حرة نزيهة.


    > ظهرت في الآونة الأخيرة خلافات وانشقاقات داخل هياكل المؤتمر الشعبي كيف تفسر ذلك؟


    < لا توجد خلافات داخل المؤتمر الشعبي، فنحن نجتمع ومؤسساتنا حاضرة وموجودة وقواعدنا على اتصال بها ولا يوجد أي اتفاق

    .
    > كيف تنظر للقضايا العالقة بين الشمال والجنوب مثل أبيي وترسيم الحدود؟


    < قضية أبيي فيها تفريط من الحكومة وهي منطقة سودانية ويوجد تفريط منذ أن ذهبوا إلى التفاوض في لاهاي، واضح كذلك في المفاوضات اللاحقة لم يكن السودان حريصاً منذ البداية على موضوع أن هذه الأراضي سودانية أساساً وأبيي عبارة عن دينكا نوك، فالحاكم العام للسودان سنة 1905م ضمهم وأدخل معهم قطعة صغيرة جداً من الأرض من بحر الغزال وأسكن الدينكا في الشمال وجعلهم في الإدارة الشمالية مع ولاية كردفان وأنا افتكر أن عدم المتابعة اللصيقة بالمسيرية هي التي أدت إلى التحكيم يقول في النهاية «استفتاء» وجاء المفاوضات ورأت أن يكون الاستفتاء في أكتوبر ولكن في أكتوبر المسيرية لا يكونون رعاة ويقضون أغلب زمنهم في أبيي ولكن في الخريف نسبة للذباب والأمطار يخرجون من المنطقة ويبدأون الرجوع في أكتوبر ونوفمبر فإذا عمل الاستفتاء في أكتوبر معناه حرمان المسيرية والعالم الآن جميعاً معترف بأن دينكا نوك والمسيرية عندهم أحقية في هذه الأرض فكيف تحرم طرفاً من الدخول في استفتاء للواقع، فقضية أبيي حدث فيها تقصير من جانب الحكومة وإذا ترك الأمر للمسيرية منذ البداية يمكن أن يصلوا مع دينكا نوك إلى حلول

    .
    > كيف تنظر إلى تعنُّت الحركة الشعبية الحاكمة في دولة جنوب السودان وعدم فك الارتباط بقطاع الشمال وتسريح الفرقتين التاسعة والعاشرة؟


    < هذه مسألة ليس فيها نقاش وكان من المفترض أن يحدث ذلك من قبل الاستفتاء وأنا افتكر أن هذا خلل في نيفاشا نفسها، فكيف يتم الاستفتاء في بلد تم فصله وحدودك معه، يوجد فيها نزاع مثلاً «14 ميل» ولم تحدد الحدود التي بينك وبينه ولم تخلِ وطنك من الجيش الذي كان موجوداً أثناء الحرب لأن نيفاشا أوقفت الحرب ومن المفترض أن كل من كان يحارب يرجع إلى منطقته، ومن المفترض أن يكون هناك نص واضح جداً في نيفاشا يوضح أن قبل الاستفتاء أو جزء من الاتفاق ينص على أن الفرقة التاسعة تنسحب أو الفرقة العاشرة تنسحب وهذه واحدة من أخطاء نيفاشا وكان من المفترض أن تكون هذه المسألة محسومة وأن يكون جيش جنوب السودان قد أخلى كل جنوده من شمال السودان وكل الحدود اتفق حولها ورسمت..


    > في تقديرك ما هي أسباب الازدواجية والتناقضات في سياسة حكومة الجنوب؟


    < الآن اللجنة السياسية المشتركة في أديس أبابا تقول لم يصل خطاب من الرئيس حتى الآن من الانسحاب، فالواضح أن في الجنوب الآن أكثر من قوة والآن يوجد عناد من الجنرالات في الجنوب في أنهم لا يتخلون من الذين حاربوا معهم في السابق إلى جانب أن هؤلاء لهم حقوق في الفرقتين، فإذا أرادوا أن ينسحبوا لابد أن يتحملوا كل الالتزامات والواضح وجود أكثر من رأي، والحكومة في الجنوب ضعيفة جداً ولا تحيط بأمن البلد والجميع في يد الجنرالات حتى الآن.


    > وفقاً لهذه القراءة ألا تعتقد أن حكومة الجنوب ليس لديها إرادة سياسية؟
    < لا توجد إرادة سياسية لحكومة الجنوب وتوجد قوة أخرى في الدولة هي يمكن أن تضغط وتُسير خطها الذي تريده وهذه القوة هي «الجيش» ولكن في النهاية التفريط في اتفاقية نيفاشا وفي الاستفتاء ومن المفترض أن لا يحدث استفتاء قبل أن تحل كل القضايا من الحدود، والفرقة التاسعة والعاشرة حتى لا تكون هناك خلافات بعد الاستفتاء.
                  

02-14-2013, 07:04 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الوطني يستبعد وجود مؤشرات لانشقاق في صفوفه
    الأربعاء, 13 شباط/فبراير 2013 18:59


    استبعد حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان وجود أية مؤشرات لحدوث انشقاقات جديدة في صفوفه وداخل الحركة الإسلامية، معتبراً أن المبادرات الداعية للإصلاح والتجويد لا يرفضها عقل أو منطق وأن حزبه لا يخاف منها وبه متسع للرأي والشورى. وأعرب رئيس قطاع التنظيم بالحزب، المهندس حامد صديق، في تصريح له يوم الأربعاء، عن أمله في أن تتسم المبادرات الداعية للإصلاح بالنظرة الموضوعية، منوهاً إلى أن المجموعات التي تطرحها تكون في الغالب بمعزل عن المحيط الذي يعمل فيه من بالحزب.


    وأكد أن الحزب لا يخشى عليه من الانشقاق لأن كل العاملين فيه لديهم قضية وهم جزء منها لا ينشقون عنها، بيد أنه إشار إلى أن هذا لا يمنع من أن يكون هناك من لديهم آراء ومن يستعجلون الوصول إلى غايات طيبة.


    تقويم المسيرة
    "
    ونشطت في أروقة الإسلاميين بالسودان مؤخراً مجموعة "سائحون" التي طرحت مذكرة للإصلاح والنهضة كما صرح القائمون عليها وأكدوا أنهم ليسوا حزباً سياسياً أو جماعة ضغط أو حركة إسلامية جديدة، بل هم تيار وطني مرجعيته الإسلام
    "
    وأشار رئيس قطاع التنظيم بالحزب حامد صديق إلى أن نهج الحزب مع كل من يكون له مثل هذا النداء أن يجلس معه ويطلعه على ما قد يكون خافياً عليه من الظروف والبيئة لأن مواعين الحركة والحزب بها متسع لطرح مثل هذه الآراء.


    وكشف عن لقاءات تمت مع مجموعات المبادرات قبل مؤتمر الحركة الإسلامية وبعده للنظر فى مراجعة ما تم، وقال في هذا الخصوص: "اعتدنا أن نأخذ بكل رأي بناء لأننا كلنا ننشد تقويم المسيرة".


    ونشطت في أروقة الإسلاميين بالسودان مؤخراً مجموعة "سائحون" التي طرحت مذكرة للإصلاح والنهضة كما صرح القائمون عليها وأكدوا "أنهم ليسوا حزباً سياسياً أو جماعة ضغط أو حركة إسلامية جديدة، بل هم تيار وطني مرجعيته الإسلام".


    تسليم مذكرات
    وسلمت المجموعة مذكرتها لكل من الأمين العام للمؤتمر الشعبي المعارض "حسن الترابي" والأمين العام للحركة الإسلامية "الزبير أحمد الحسن" وكشفت عن عزمها مقابلة القوى السياسية كافة للتبشير بمحتوياتها كرؤية قومية وفي إطار سعيها إلى ترتيب لقاء مع الرئيس "عمر البشير" بالخصوص.


    واعتبر المتحدث الرسمي باسم حزب (المؤتمر الوطني) الحاكم بالسودان، بدر الدين أحمد إبراهيم، أن المبادرة التي تعتزم مجموعة (سائحون) الدفع بها إلى رئاسة الحزب خلال لقائها بالرئيس عمر البشير ومساعده د. نافع علي نافع، (دعوة لبديل جديد) وأن يكون هناك حزب جديد غير حزبي (الوطني والشعبي).


    وأكد في تصريحات نقلتها صحيفة (الرأي العام) الصادرة يوم الأربعاء، بالخرطوم، عدم إمكانية تطبيق بنود المبادرة على أرض الواقع إلا بحل حزبي (المؤتمر الوطني) الحاكم و(المؤتمر الشعبي) المعارض.


    وأعرب عن خشيته من أن تفهم قضية (السائحون) على أنها مبادرة شق صف جديد.




    شبكة الشروق + وكالات
                  

02-14-2013, 04:07 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    سرة قوش :صحته متدهورة وأعادوه الى محبسه انهم يلفقون له تهماً،، إتهموه في محاولة انقلابيه ثم حظروا أمواله والآن يتحدثون عن تهمة جديدة.





    طالبوا بالسماح له بالسفر إلى الخارج وسويسرا تحديدا لإجراء مزيد من الفحوصات،
    02-14-2013 03:42 AM
    الخرطوم: أحمد يونس لندن: مصطفى سري

    قالت أسرة رئيس جهاز الأمن والمخابرات السوداني السابق صلاح عبد الله «قوش»، المقبوض عليه بتهمة الاشتراك في محاولة انقلابية ضد نظام الرئيس البشير، إن حالته الصحية تدهورت بسبب معاناته من مشكلات في القلب، ومشكلات صحية أخرى.

    وقال شقيقه عبد العظيم عبد الله لـ«الشرق الأوسط» إن سلطات الأمن نقلته إلى مستشفى «الأمل» التابع لجهاز الأمن الاثنين الماضي، بسبب معاناته من مشكلات في القلب ومشكلات صحية أخرى، وبقي هناك حتى ليلة الثلاثاء، وأعيد إلى محبسه صبيحة الثلاثاء. وأدان نقل شقيقه إلى مستشفى «الأمل» لأنه غير متخصص في أمراض القلب، في الوقت الذي توجد فيه مستشفيات متخصصة في البلاد، وقال إن السلطات منعت أفراد أسرته من زيارته بالمستشفى، واكتفت فقط بالسماح لابنته «الطبيبة» بزيارته.

    وندد عبد الله بما سماها محاولات «تلفيق» التهم لشقيقه، وقال إن سلطات الأمن اعتقلته بادئ الأمر بعد أن اتهمته بالمشاركة في محاولة انقلابية ضد نظام الحكم، ثم فرضت حظرا على أمواله والشركات التي يساهم فيها بحجة الفساد، ثم تخلت عن الاتهامين لتتحدث عن وثائق «سرية» تدينه بالتآمر. وطالبت أسرة قوش على لسان عبد العظيم بالسماح لشقيقه بالسفر إلى الخارج وسويسرا تحديدا لإجراء مزيد من الفحوصات، وإلى حين ذلك نقله إلى مستشفى تخصصي مدني، لأنهم لا يرون أن مستشفى «الأمل» مؤهل لمعالجة حالته.

    وألقى القبض على «قوش» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ومعه العشرات من ضباط الأمن والعسكريين بتهمة التخطيط لانقلاب عسكري. ويعاني «قوش» من مشكلات مزمنة في القلب، يقال إنه تجاهلها أثناء وجوده في السلطة، مثلما تجاهل نصائح الأطباء بالتوقف عن التدخين والقهوة. ولا تعد عملية نقله إلى المستشفى لمعاناته من مشكلات في القلب هي الأولى أثناء فترة اعتقاله الحالية؛ إذ نقل إلى مستشفى تخصصي في الخرطوم في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وأجريت له وقتها عملية قسطرة استكشافية. وفور شيوع أمر نقل الرجل إلى المستشفى تجمع عدد من أقاربه أمام المستشفى على الرغم من الحراسة المشددة المفروضة على المنطقة.

    الشرق الاوسط
                  

02-17-2013, 05:32 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    مـــيـثــاق الفجـــر الإســـلامـــي «3»

    االطيب مصطفى
    نشر بتاريخ السبت, 16 شباط/فبراير 2013 08:53
    بنـــود الميثـاق

    ونحن الموقعين على ميثاق الفجر الإسلامي نصحاً للأمة وصدعاً بالحق وقياماً بواجب الشهادة لله ثم للتاريخ وإخراجاً للبلاد من النفق المظلم في لحظة فارقة ومنعطف خطير ندعو المخلصين من أبناء أمتنا إلى التواثق والمناصرة في الدعوة إلى البنود المذكورة أدناه واتخاذ الوسائل الكفيلة بتحقيقها:

    > الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فإنه لا سبيل للخروج من جميع أزماتنا إلا في ذلك، فلم يكن الإسلام يومًا سبباً لشقوتنا ولا تمزيقاً لوحدتنا ولا تفريقاً لجماعتنا بل الممارسات الخاطئة والسياسات المرتجفة وثنائية المرجعية التي تأخذ من الإسلام حيناً ومن مناهج الغرب المخالفة للإسلام أحياناً كثيرة هي التي أنتجت وضعاً هجيناً لا هو أرضى الله ورسوله والمؤمنين باتباع الشرع المنزل في عزة وإرادة ماضية ولا هو أرضى الغرب بما فعله من شعار لا دثار له.
    > ويطرح ميثاق الفجر الإسلامي مشروع دستور دولة السودان التي خلصت إليها جبهة الدستور الإسلامي واشتملت على «263» مادة عالجت جميع جوانب الدستور معالجة شرعية واضحة وثيقة للتباحث والتفاكر والرد إلى مرجعية الأمة في ما اختلفنا فيه من تفاصيلها حتى ننتهي إلى دستور إسلامي مبرأ من كل عيب ومنزه من أي دغمسة.
    > أن يقرر أن هذا الأمر غير قابل للاستفتاء الشعبي ولا محل للرأي إذ لا رأي واجتهاد في ما فيه نص وهو من المعلوم من الدين بالضرورة.
    > حرمة قيام أي أحزاب أو هيئات يقوم فكرها السياسي ونظامها الأساسي على تقويض الدستور الإسلامي وإلغائه إذ لا يسمح أي دستور محترم بقيام كيانات تعمل على تقويضه.
    > أن يقرر الدستور في مسألة الحقوق والواجبات والحريات تقريراً واضحاً لا مداورة فيه ولا مداهنة أن ذلك كله وفق أحكام الشريعة لا وفق المواثيق الدولية فلا يعطي إنسان حقاً لم يعطه له الشرع ولا يمنع من حق منحه له الشرع الحنيف.
    > أن يقرر الدستور موقفاً واضحاً في العلاقات الخارجية ومن المواثيق والاتفاقيات الدولية وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية فلا خضوع لصور الاستعمار الحديث ولا تغييب لهوية الأمة تحت دعاوى التعايش مع المجتمع الدولي.

    > ويطرح ميثاق الفجر الإسلامي مشروع دستور دولة السودان التي خلصت إليها جبهة الدستور الإسلامي واشتملت على «263» مادة عالجت جميع جوانب الدستور معالجة شرعية واضحة وثيقة للتباحث والتفاكر والرد إلى مرجعية الأمة في ما اختلفنا فيه من تفاصيلها حتى ننتهي إلى دستور إسلامي مبرأ من كل عيب ومنزه من أي دغمسة، «مرفق باب المبادئ العامة من مشروع الدستور».
    > إنصاف بني الوطن من غير المسلمين وفقًا لأحكام الشريعة من غير مزايدة في الحقوق جريًا وراء المحاكمات اللفظية للغرب في باب حقوق الإنسان ولا إغفال للواجبات فلم تمنعهم الشريعة مما هو خير لهم ولم توجب عليهم ما فيه إضرار بهم فالعدل في شريعة الله أكمل والحقوق في شريعة الله مصونة بأحكم سياج وأبرك ثمار.
    > القضاء الفوري على جميع مظاهر الفساد في شفافية يراقبها الرأي العام ورفع الحصانات والضرب على يد من ثبت فساده المالي والإدارى في محاكمات شرعية عادلة وعلنية لتصبح عبرة للآخرين وحفظًا لأموال الأمة من الاعتداء والعبث وندعو الى تكوين مفوضية ومحكمة خاصة لذلك من شخصيات لم تشغل منصباً تنفيذياً ممَّن يشهد الناس لهم بالكفاءة والنزاهة.
    > منع جميع شاغلي المناصب العامة من مزاولة العمل التجاري منعًا للفساد المالي والإداري وتوظيف الجاه والمنصب في تحقيق منافع اقتصادية شخصية ومصادرة أموال او أسهم من تثبت مشاركته في عمل استثماري.
    > التوقف عن سياسات المحاصصة القبلية والجهوية واعتماد مبدأ القوة والأمانة والكفاءة في تولي المناصب العامة وإشاعة الوعي الديني والسياسي ببركة هذا المسلك وأجمعه لوحدة الصف وأعظمه في سد الثغرات.
    > اعتماد إصلاحات اقتصادية شاملة تقوم على هدى الشريعة وأحكامها بعيدًا عن حصر الاقتصاد الإسلامي في النظام المصرفي والتأمين بينما الشركات والأراضي ينظمها قانون «1925» مع تعديلات طفيفة، فالاقتصاد الإسلامي يقوم على إشباع حاجات الأفراد فرداً فرداً إما بتمكينهم من التكسب والإنتاج أو باعتماد صور التكافل المتعددة، فإن ذمة الله بريئة من أهل حي يبيتون وفيهم جائع وهم به يعلمون.
    > العمل على تشجيع الإنتاج لا سيما الزراعي والصناعي ورفع رهق الضرائب المقعدة والرسوم المعرقلة عن كاهل المستثمرين الصغار مع تمكين جميع شرائح المجتمع من التمول من المؤسسات المصرفية ورفع سقف التمويل الأصغر ليصل إلى «50»ألف جنيه واعتماد سياسات القرض الحسن بعيدًا عن حصر التمويل في صورة المرابحة فإن حل أزمتنا الاقتصادية في زيادة الإنتاج وعدالة التوزيع للفرص وكفالة ذوي الحاجة من قبل الدولة والمجتمع فنحن لا نعيش أزمة موارد بل أزمة إدارة لمواردنا الوفيرة التي يعلمها العدو والصديق.
    > إطلاق حرية العمل السياسي والدعوي والإعلامي والاجتماعي المنضبط بأحكام الشريعة فلا يخضع للأذونات القبلية والتعامل بميزان الإنصاف والعدل في هذا الامر بين الجميع من غير تمييز بين حزب حاكم وآخر خارج الحكم.
    > العمل على توحيد أهل القبلة في شراكة حقيقية بين جماعات العمل الإسلامي وقطاعات الأمة المختلفة بعيدًا عن سياسات التذويب والاستنفار اللحظي وتفعيل المجلس الأعلى للتنسيق بين جماعات العمل الإسلامي باعتباره إطاراً مؤسسيًا تم إنضاجه من حيث التصور والهيكلية وتكوين تحالف إسلامي واسع لحكم البلاد للحفاظ على هويتها ومواجهة الأخطار المحدقة بها والاستهداف الذي تواجهه.
    > إصلاح أمر التعليم والإعلام على هدى الإسلام وتعبئة الأمة وتوعيتها بحتمية الحكم الإسلامي وفرضية قبوله والتسليم له وأن ذلك من شرائط الإيمان مع العمل على صناعة المجتمع المؤمن الواعي بدينه المدرك للمهددات المحيطة ببلادنا المنخرط بفاعلية في نهضة أمته والدفاع عنها.
    > إلغاء جميع اتفاقيات الخزي مع دولة الجنوب والعمل مع المخلصين من أبنائه وأصحاب الأجندة الوطنية على اقتلاع الحركة الشعبية من حكم الجنوب فهي ربيبة الصهيونية المحتفظة باسمها الداعي إلى تحرير السودان والتي وضعت مشروع السودان الجديد نصًا في دستورها.
    > إن ميثاق الفجر الإسلامي دعوة للإصلاح والتوبة إلى الله عز وجل والاستقامة على نهجه في مناصحة حريص ودعوة من محب للخير إلا أن الموقعين عليه يعلمون أن آخر الدواء الكي ومن لم يكن قادراً على إدارة البلاد وفقاً لهُوية الأمة ودينها ولم يكن قادرًا على معالجة أزماتها بل ويتسبب بسياساته الخرقاء في تفاقمها ومن أصم الغرور أذنه فلم يستمع لناصح ولم يرعوِ لزاجر فالرحيل الرحيل فدين الله أغلى من كل حزب وأعظم من كل حركة وأكبر من كل زعيم.
    «والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون»
    صدق الله العظيم


    -----------------

    مــعــادلـــة لا حـــــرب ولا ســــــلام!!

    الصادق الرزيقى

    نشر بتاريخ السبت, 16 شباط/فبراير 2013 08:52


    توقع بعض المتابعين للشأن السياسي أن يكون التئام اجتماعات مجلس شورى المؤتمر التي بدأت اليوم الخميس، انعاطفاً بخطوة تراجعية متساهلة في العلاقة مع دولة الجنوب، كما راجت شائعات قبل أيام بأن هناك ضغوطاً مكثفة على الحكومة من قوى دولية لإجبارها على التفاهم وحل الخلافات مع دولة الجنوب والإذعان لمقترحات الوسطاء الأفارقة في أبيي، وطي ملف البترول والحدود بما يرضي جوبا أولاً.


    وذهب الظن بفريق من المشتغلين في الساحة السياسية ومن المقربين للمؤتمر الوطني والحكومة للترويج لهذه الفكرة التي يرون فيها مصلحة للبلاد ووقف للحرب، وتقديم فروض وفرائض السلام والتسوية السياسية على كل دعوات الدفاع عن المناطق الحدودية وحسم التمرد في جنوب كردفان والنيل الأزرق، ومواجهة مؤامرات الحركة الشعبية وأذنابها وعملائها بالداخل وفي الخارج وعلى الحدود. وبدا الأمر كأن هناك تقاطعاً بين مدرستين داخل المؤتمر الوطني والدولة، بحيث تتبنى كل منهما رؤية مختلفة في مسألة العلاقة مع دولة الجنوب.

    لكن اجتماعات الشورى جاءت عكس توقعات البعض، فحديث الرئيس البشير كان قوياً وواضحاً بأنه لا رجعة عما تم حتى الآن، ولا مجال للتنازلات، ولا بد من حسم الملف الأمني مع دولة الجنوب قبل الشروع في تنفيذ بقية الاتفاقيات الموقعة بحضور الرئيسين في «27» سبتمبر من العام الماضي، ولا تعديل ولا تبديل في هذه الاتفاقيات.
    وجاء بيان الشورى الختامي مؤكداً هذه المواقف، مما يؤكد أن الحكومة وحزبها لا يأبهان للضغوط والوعيد الخارجي الذي تكاثف خلال الفترة الماضية، وتم التلويح بقرارات من مجلس الأمن الدولي بتواطؤ من مجلس السلم والأمن الإفريقي، بالرغم من النجاح النسبي الذي تحقق عبر عمل واتصالات دبلوماسية نشطة خلال الفترة الماضية مع العديد البلدان الإفريقية خاصة المؤثرة منها في الفضاء الواسع للقارة السمراء.
    ويترافق مع هذا الاجتماع وما خرج منه في شورى المؤتمر الوطني انطلاق حملة تعبوية في إطار التعبئة والاستنفار لمجابهة التحديات التي تواجه البلاد، والاستعداد لجدل ومعركة سياسية طويلة حول الدستور، والاستعداد للانتخابات القادمة خاصة دعوة الرئيس للأحزاب السياسية إلى الاستعداد لها منذ الآن، حيث ستجري بعد عامين من الآن في كل المستويات من رئاسة الجمهورية إلى انتخابات الولاة والانتخابات النيابية والتشريعية.


    والمؤشرات العامة لاجتماعات الشورى تذهب في اتجاه تأكيد مواقف الحزب والحكومة بشأن العلاقة مع الجنوب، ولا يخفي عدد كبير من كبار المسؤولين في الدولة ضجرهم من مماطلات دولة الجنوب وخداعها ومراوغتها في تنفيذ الاتفاقيات ونواياها المبيتة لمواصلة دعمها للجماعات والحركات المتمردة، وعدم رغبتها في حسم قضايا الحدود والترتيبات الأمنية ومسألة أبيي و «14 ميل» وحشدها لقواتها في المناطق الحدودية، وسلوكها العدواني ضد البلاد.

    وإذا كانت هناك مجموعات داخل المؤتمر الوطني تريد التفاوض الذي لا يفضي لنتيجة مع دولة الجنوب على الطريقة والمنهج، فعليها أن تتراجع قليلاً ولا تعلق آمالها على حبال السراب، فلا ثقة للشعب السوداني في حكومة الجنوب، ولا يمكن تقديم تنازلات جديدة بعد التفريط الكبير الذي تم منذ نيفاشا وحتى اليوم، وقد ثبت من التجربة أنه لا سبيل لتسوية سياسية عادلة مع جوبا في ظل الظروف الحالية، حيث تُفرض اشتراطات وتمارس ضغوط ظالمة من بعض القوى الدولية الكبرى وربائبها في الإقليم، ليقبل السودان بما يُملى عليه وما يحقق مصالح دولة الجنوب وليس مصالحنا نحن.


    فإذا كان منهج التعامل الجديد الذي وضعه المؤتمر الوطني للتعامل مع الحكومة هو تفسير وتفصيلات لما ورد في خطاب الرئيس أمام شورى الوطني وما دار من مداولات، فيجب اتباع ذلك بحملة سياسية وتعبوية شاملة، ومراجعة كثير من السياسات في الولايات، وحل المشكلات التي أعاقت التقدم في عمليات حسم التمرد في جنوب كردفان والنيل الأزرق، ومعالجة أوضاع الدفاع الشعبي والمجاهدين والمرابطين في المناطق الحدودية، وتعزيز وجود القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، وتطمين الأهالي خاصة القبائل الرعوية في الحدود، وسد الذرائع أمام أية اختراقات ووجود لحركات متمردة، وإنهاء حالة اللاحرب واللاسلام


    ----------------

    وا حسرتاه.. دولة السودان تتقزّم.

    .وقيع الله حمودة شطة


    نشر بتاريخ الخميس, 14 شباط/فبراير 2013

    09:15
    الدولة السودانية الحديثة قامت على أرض تملك مقومات الحياة والنهضة الحضارية الشاملة، وأسس الاستخلاف وفق الناموس الإلهي الكوني.. حيث تميَّزت بلادنا بوفرة المياه وتعدد مصادرها الأنهار والوديان والخيران ونهر النيل العظيم والبحر الأحمر، ومياه الأمطار، والمخزون الضخم من المياه الجوفية في أحواض دارفور وكردفان، ومساحات شاسعة للزراعة والرعي والسياحة والصيد والسكن والإقامة مع تعدد تضاريسها أيضاً، وقوى بشرية متدربة لها خبرات وبصمات شاركت بها في تقويم وتنزيل مشروعات النهضة على مستوى إقليمي ودولي في الخليج والسعودية واليمن وبلاد الشام وبريطانيا وأمريكا وفي آسيا وإفريقيا.. فيهم الخبراء والأكاديميون النابغون والإداريون والإعلاميون والعسكريون النجباء والأطباء المقتدرون والفنيون المهرة. يضاف إلى ذلك سمعة ضربت الآفاق وبلغت ذؤابة السماء عن صمود المقاتلين والمجاهدين السودانيين عبر حقب التاريخ الممتدة التي تميزت بالبطولة والبسالة والشجاعة والإقدام والصبر والثبات والمهارة، فهناك مملكة الفونج السنارية، ومملكة دارفور، ومملكة تقلي، ومملكة المسبعات، والمهدية، ورجال من السودان وسموا الدنيا.. عبد القادر ود حبوبة، السلطان علي دينار، عبد الفضيل الماظ، علي عبد اللطيف، الخليفة عبد الله التعايشي، عثمان دقنة، عبد الرحمن النجومي، حمدان أبو عنجة، رابحة الكنانية، مهيرة بت عبود، عائشة الكنانية، علي عبد الفتاح، المعز عبادي، إبراهيم شمس الدين، والجنا المكحّل بالشطة، وغيرهم.


    غير أن رأس الأمر وذروة سنام هذه المحاميد كلها هوية أهل السودان الإسلامية، فإن كانت الأولى مادية حضارية فإن الثانية معنوية روحية ثقافية قِيَمية، ترفد المؤمن بالتصور المعتدل والتفكير الجاد الصائب والحركة المستقيمة المتوازنة والثقة والطموح المشرئب إلى قرن الثريا، واجتماع القوة المادية وقوة المنهج الإيمانية الصادرة عن مشكاة الهدي السماوي المنزل المنزه المسدد المتكامل كفيلتان بنشأة بعث حضاري ونهضة ثقافية راسخة وتقدم عمراني مدني متطور راقٍ. ولو عمدت الدولة السودانية الحديثة إلى تاريخها وتراثها وقرأت صفحاته النقية البيضاء، لقرت عينها وعظمت همتها وأدركت مكانتها.. ولو قرأ هذا الشعب السوداني العظيم ماضيه، لاستلهم العزة وأدرك أنه شامة بين الشعوب، والعظيم الكبير لا يتقزّم ولا يتأخر ولا يتراجع ولا يركن إلى الهوان والعار والمذلة والمسخرة والاستهزاء الذي يتعرض له من الآخر.!! لقد افترى علينا الاحتلال البغيض لقباً يدرك أنه سيئ باطل ضربة لازب قولاً واحداً.. حين زعم أن السودان رجل إفريقيا المريض، والسودان اليوم أكد أنه رجل افريقيا الشديد السليم القائد المبادر الذي لا يرضى بالضيم والهوان ووصاية الآخرين.. فهو اليوم سلة غذاء العالم وسلة الغذاء العربي والإسلامي، لو أحسن الساسة التصرف واستيقظت الدولة من سباتها.. عار.. ثم عار.. أن يتقدم الشعب والشباب نحو المعالي وتركن الدولة والقيادة السياسية فيها إلى التراجع والانكسار وقبول الإملاء والابتزاز والتكيف على لعبة العصا والجزرة..!!


    أوليست هذه القيادة قد خرجت من رحم هذا الشعب الفريد؟ ماذا دهاها؟ لِم التنكر للهوية والمحاميد؟ كيف الرضى والإذعان لغطرسة الآخر الكافر النصراني اليهودي الماسوني الصهيوني النجس الرجس خاوي الوفاض من القيم ومحاسن الذكر والإطراء؟!. هجم علينا الأشرار فساقوا بلادنا إلى نيفاشا الدمار والعار، وسلطوا علينا سيف القوات الدولية والجنائية الدولية والحصار، وهو سيف من «العشر» علينا أن نستل عليه سيفنا الصارم البتار، وهو سيف من فولاذ.. وهجموا علينا بالمنظمات الأجنبية التي تزعم أنها إنسانية، وهي في الحقيقة جواسيس وفلول استخبارات الغرب الكافر المتربص بنا، وهي تحت الغطاء المدني ربّت العملاء والمرتزقة والمأجورين، ليفتّوا في عضد هذا الشعب وفي عظامه من الداخل، وهي تنهش لحمه من الخارج، وبعض الواهمين والغفلة والجهلاء من بني جلدتنا يقدمون أعواد الشواء وتوابل الوليمة التي تعد لإعلان السيطرة على خصوصيتنا الحضارية!!. هيهات.. هيهات!!. جيمس واني رئيس برلمان جنوب السودان أعلن على رؤوس الأشهاد نقلاً عن (الإنتباهة) نقلاً عن وكالة الأناضول أن 90 في المائة من الجنوبيين لا يتقنون القراءة والكتابة، ومن ناحية أخرى أكد د. جورج نازاريو مدير مستشفى الأمراض العقلية بجوبا أن عدد المصابين بالأمراض النفسية في الجنوب في زيادة مستمرة وقال: نعاني من تزايد الأمراض النفسية.. وتقارير الأمم المتحدة والصندوق الدولي أكدت أكثر من مرة أن دولة الجنوب على وشك الانهيار والتلاشي، بسبب سوء إدارتها من قبل عصابات الحركة الشعبية هناك.. كلنا نأسف أن يحاصر الجوع والمرض والفقر والفزع والخوف والحرمان والحصار.. شعب جنوب السودان.. لكن هذا هو الواقع.


    إن الفساد الإداري والمالي والصراع القبلي وحركة الغارات كما جرى الأسبوع الماضي بين المورلي والنوير تمزق جنوب السودان الذي نشأت دولته بالأمس، ورغم هذا والله لا ندري كيف أنه اليوم يحتل أرضنا ويملي علينا شروطه ويجعلنا نتهافت كالفراش وأبو (دقيق) على ثقوب كوخه وموائد مفاوضاته ليس معه مباشرة أحياناً كثيرة، ولكن عبر صغاره من العملاء والمرتزقة الذين انتدبهم ليمرغوا أنوفنا.. ونحن قوم شُمّ العرانين لا نركع لغير الله.. أصدقوني القول، شاركوني التحليل هل نحن الآن بعافية وصحة عقلية سليمة أم سُحرنا؟! أم أصابنا الوسواس القهري.. أم سُلبنا إرادتنا وكبرياءنا وعالي سمعتنا؟ واحسرتاه إن دولة السودان اليوم تتقزّم سياسياً واقتصادياً رغم شموخها العسكري والشعبي والجهادي أين مكان الداء؟.


    السيد رئيس الجمهورية أعلن يوم الإثنين الماضي - في حفل افتتاح مستشفى إبراهيم مالك في ثوبه الجديد بعد تأهيله - أن هم جوبا صار اليوم المشاغبة والمخاشنة مع السودان.. أخي الرئيس هل نحن في السودان عدمنا الأضراس والقواطع والجوارح والكواسر والدبّابين والأظافر الحادة وكاودا محتلة.. وهجليج مهددة.. وأبيي يُتحرش بها صباحاً ومساءً.. وجنوب كردفان والنيل الأزرق مشروعات التنمية عطلت في كثير من مناطقهما.. وسماحة والميل (14) وكفن دبي وغيرها يُتطاول عليها..


    أخي الرئيس أوقفوا عبث إدريس عبد القادر وسيد الخطيب ومحمد مختار ومطرف صديق واضبطوا تصريحاتهم.. أخي الرئيس ــ حفظك الله ــ حين يتحدث الأخ والي الخرطوم يقول (لن نسمح للحركة الشعبية بطمس هوية السودان) وولاية الخرطوم هي التي شهدت أحداث الاثنين الأسود وأحداث سوبا وأحداث المهندسين، والمساومة على علمانية العاصمة وجرائم ال(.........)ز التي روعت وحصدت مئات الأرواح في أم بدة والحاج يوسف والكلاكلات وشرق النيل والسامراب هي ذاتها اليوم مليئة بالخلايا النائمة والطابور الخامس أرجو أن يرتفع مستوى الخطاب إلى مرحلة التطبيق والعمل..

    إن الحفاظ على هوية السودان وقيام دولة الشريعة والطهر والعدل وبناء دولة العدالة الاجتماعية والتوافق السياسي والدستور الدائم والاقتصاد المتعافى والنسيج الاجتماعي المتماسك والأمن القومي المحروس يقتضي بناء الذات وتولية الأمين وإغلاق منافذ الفساد وتحرير القرار السياسي الذي يؤكد على سيادة الدولة أرضاً وشعباً وخصوصيتها الحضارية..


    يؤكد على اطلاق باع المجاهدين والسائحين والشباب والطلاب الذين كانوا يتغنون قبل نيفاشا (نحن الطلبة يا البشير.. نعمل غلبة يا البشير.. نعمل غلبة يا البشير في .....).. فلا للتراجع.. لا لحوار قطاع الشمال.. لا لتجاوزات المفوضية الافريقية.. لا للي الذراع من قبل مجلس الأمن المتآمر علينا.. لا لوثيقة الفجر الفاجر.. لا لعلمانية الدولة وفصل الدين عن الحياة ونحن نردد الإسلام أبي وأمي.. نعم للإصلاح السياسي.. نعم لتحرير القرار.. نعم لحريات الرأي والتعبير مقيدة بمصلحة الوطن والأمة.. نعم للسلام والجوار الآمن.. ولكن ليس على حساب أن تتقزّم دولة السودان وتنطفئ جذوة هذا الشعب العظيم
                  

02-17-2013, 06:52 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الشيخ رزق: المعارضة والجبهة الثورية تخططان لإشاعة الفسوق والفجور والإنحلال الأخلاقي
    السبت, 16 فبراير 2013 08:46 الاخبار - آخر الاخبار الخرطوم: صبري

    جدد الشيخ كمال رزق إمام وخطيب مسجد الخرطوم الكبير هجومه العنيف على الأحزاب الموقعة على وثيقة الفجر الجديد وقادة الجبهة الثورية، وقال إنهم يريدون طمس هوية السودان وفصل الدين عن الدولة والحياة السياسية، لافتاً النظر إلى أنهم يخططون لتنفيذ وتطبيق مواثيق وقوانين الأمم المتحدة التي تدعو إلى الفسوق والفجور وتساهم في الانحلال الأخلاقي وسط كيانات المجتمع المسلم، مبيناً أن تلك القوانين والمواثيق تخالف القيم والدين الإسلامي.

    ونعى رزق في خطبة الجمعة أمس وثيقة الفجر الجديد، وقال انطفى نور الفجر الكاذب، مشيراً إلى أن جبهة الدستور الإسلامي باشرت بإعدادها لوثيقة الفجر الإسلامي لمواجهة كمبالا، وقال إن الفجر الإسلامي هو أمل الأمة الإسلامية في السودان، داعياً لضرورة الالتفاف حولها والتمسك بها حتى يكتب لها النفاذ وأرجع رزق الأزمات التي تعاني منها البلاد لما أسماه (الدغمسة) في تطبيق الشريعة الإسلامية الأمر الذي قال إنه أفرز الفساد والسقوط الأخلاقي مشدداً على أهمية العودة لكتاب الله والاحتكام إليه للخروج لمعالجة المشكلات والأزمات والأمراض التي أصابت جسد الوطن والأمة الإسلامية


    . وفي سياق آخر انتقد رزق بشدة الاحتفال بما يسمى بعيد الحب الذي يصادف الرابع عشر من فبراير كل عام وهاجم المدافعين عن أعياد الحب والأم والميلاد، مشيراً إلى أن هذه الأعياد لا علاقة لها بالدين الإسلامي، وقال رزق إننا الآن في جحر الضب بعد أن أصبحنا نقلد الآخرين في كل شيء دون تدبر وتمعن، و أبان أن مثل هذه الاحتفالات يختلط فيها الجنسان وتتبعها ممارسات لا تمت للقيم الإسلامية بصلة من فساد و فجور وانحلال أخلاقي، وطالب الحكومة بضرورة استصدار تشريع يعاقب مرتكبي الجريمة بالإعدام شنقاً حتى الموت حتى يكونوا عظة وعبرة للآخرين
                  

02-18-2013, 07:01 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    {الجنجويد يحاصرون قبيلة قائدهم السابق

    يوسف عبد المنان

    أبدت قيادات من المؤتمر الوطني، وبعض أعضاء مجلس الشورى القومي، خيبة أمل في ما انتهت إليه اجتماعات المكتب القيادي والمجلس القيادي ومجلس الشورى القومي، بالاهتمام بالقضايا التنظيمية الداخلية وتقارير أداء قدمها الجهاز التنفيذي، في الوقت الذي أخذت فيه الأزمة الاقتصادية تحكم قبضتها على البلاد، وانسداد قنوات التفاوض مع دولة جنوب السودان، وتباعد المواقف مع متمردي قطاع الشمال، حيث وضع الرئيس "عمر البشير" حدوداً فاصلة..


    { وقالت قيادات (المؤتمر الوطني) التي تحدثت في دهاليز الشورى واللقاءات التي عقدت على هامش النشاط السياسي، إن مبادرات جريئة كالتي طرحها "بدوي الخير إدريس" والي الشمالية الأسبق في اجتماعات القطاع السياسي، افتقرت إليها اجتماعات الجمعة والخميس، التي أخذت أبعاداً تنظيمية أكثر منها سياسية، حيث (ماتت) مبادرة القطاع السياسي قبل أن يضعها القطاع كتوصية للمكتب القيادي، بمعارضة بعض المتنفيذين لها.. وباتت اجتماعات (المؤتمر الوطني) تميل للتوافق، وسيطرت (فوبيا) الانقسام الذي ضرب صفوف الحزب نهايات القرن الماضي على أداء الحزب، وأقعدت بمبادرات الأعضاء وجعلت الحزب أقرب للصامت في كثير من الأحيان. وحث "خيري القديل أرباب"، القيادي البارز في الحزب، زملاءه لتقديم مبادرة تنهي دورة العنف في البلاد.. ودعا لإحياء اتفاقية (نافع عقار). وعلى ذات الصعيد كشفت معلومات حصلت عليها (المجهر) أن أغلبية أعضاء وقيادات (المؤتمر الوطني) بدأت تفكر جدياً في تقديم مقترح بترشيح المشير "عمر حسن أحمد البشير" لدورة رئاسية جديدة وأخيرة، نظراً لتعقيدات ما تشهده الساحة حالياً، خاصة بعد اكتشاف السلطات العام الماضي المحاولة الانقلابية التي قادها اثنان من الضباط الإسلاميين (ود إبراهيم وصلاح قوش). ويجد ترشيح المشير "البشير" دعماً كبيراً من قيادات الحزب الوسيطة وقواعده التي بدأت تتحدث عن مخاوفها من دخول البلاد في دوامة عنف جديدة وانقلابات من داخل الصف الإسلامي حال غياب "البشير" عن المشهد السياسي بالتنحي وإفساح المجال لتنافس قيادات الحزب الأخرى!!




    (السريف) تحت الحصار!!

    اللواء (م) "الهادي آدم حامد"، أحد الضباط الإسلاميين ممن وُضع على عاتقهم معالجة قضية دارفور أمنياً وعسكرياً وسياسياً.. وتربصت الحركات المسلحة باللواء "الهادي آدم حامد" وسعت لإدراج اسمه ضمن مطلوبي محكمة لاهاي، وتوسل قادة حركة العدل والمساواة لكل مخبري الغرب لإدراج اسم "الهادي آدم حامد"، وتم وصفه في أدبيات الحركات المسلحة بقائد (الجنجويد). وينتمي اللواء الهادي لقبيلة البني حسين في شمال دارفور، وبعد إحالته للتقاعد أخذ على عاقته المساهمة سياسياً في بناء وحماية نظام حمل روحه في كفه ودافع عنه.. ولكن اللواء "الهادي" وجد نفسه اليوم (محاصراً) وسط أهله وعشيرته في بلدته (السريف بني حسين) من قبل عناصر كان له الفضل تدريبها ورعايتها!!


    تحدث اللواء "الهادي" أمس عبر الهاتف مع (المجهر) من بلدته ومسقط رأسه (السريف بني حسين)، وقال إنه مع أهله محاصر منذ أسبوع وكل الطرق تم إغلاقها من جهة (سرف عمرة) ومن جهة زالنجي وجبل مرة وشمالاً حركة العدل والمساواة في دار زغاوة وغرباً من الرزيقات الأبالة الذين يحاصرون المنطقة ويفرضون غرامات على السيارات المدنية التي تحاول العبور إلى منطقة (السريف بني حسين). وأضاف اللواء "الهادي" قائلاً (في وجود الدولة التي تتفرج على ما يحدث هنا في السريف يتم فرض ضريبة تسمى دعم المجهود الحربي تذهب لمليشيات تقتل أبرياء انقطعت عنهم سبل الحياة.. وفي وطننا وتحت بصرنا ذهب أهلنا طلباً للنجدة والحماية عند قوات اليونميد)!!

    وأضاف اللواء "الهادي" في حديثه لـ (المجهر): (ما يحدث للبني حسين يرقى حد التطهير العرقي، مما يتطلب تكوين لجنة تحقيق وإظهار هيبة الدولة وإثبات قدرتها على محاربة الفوضى)!!
    من جهته قال ناظر البني حسين في اتصال هاتفي بـ (المجهر): (إن عشيرتنا تتعرض في مناطق أخرى من (غرة الزاوية) و(سرف عمره) إلى القتل الانتقائي وحرق المنازل والنهب والضرب، والحكومة لا تقوى على فعل شيء لأن هناك من يشيعون أن البني حسين معارضة للإنقاذ حتى ينتهكوا حقوقنا تحت ذريعة الدفاع عن نظام نحن من دافع عنه). وطالب ناظر البني حسين الرئيس بإعمال سلطاته ورفع الحصار عن مواطنيه وإلا سيتعرضون للموت. واضاف الناظر بنبرة حزينة: (لن نطلب حماية من الأمم المتحدة حتى لو مات كل البني حسين برصاص المليشيات التي تحاصرهم). ووجه الناظر بكلمات حزينة رسالة للرئيس قائلاً: (قُتل البني حسين ولم يجدوا حماية حتى اليوم).
    وبدأت الأوضاع في محلية (السريف بني حسين) تأخذ ابعاداً خطيرة في اليومين الماضيين بتجديد النزاع وانهيار اتفاق الهدنة الذي وقع الشهر الماضي.
    وسيطرت القوة المسلحة التي تحاصر الريف على جبل عامر حيث مناجم الذهب، وتم إبعاد أهالي المنطقة عنها.. كما طردت العمالة الوافدة من عدة بلدان ومناطق سودانية..

    المجهر
    17/2/2013



    ---------------

    كل (شورى) وأنتم بخير..!!
    18 ساعات 51 دقائق منذ
    الهندى عز الدين

    { كنا نأمل أن تخرج اجتماعات مجلس شورى (المؤتمر الوطني) بقرار واضح وصريح في ما يتعلق بموقف تنفيذ اتفاقية التعاون المشترك مع دولة جنوب السودان، ولكن البيان الختامي وخطاب الرئيس "البشير" خلوَا من إشارة بائنة ومبينة تعلن الفرح لأهل السودان، وتبشرهم بدنو موعد نهاية الأزمات!!
    { مضت (الشورى) إلى حال سبيلها، وبقيت الأزمة تراوح مكانها!!
    { وحتى السيد الرئيس "البشير"، فإنه لم يضف جديداً على خطابه السابق لدى افتتاحه مجمعات "مامون حميدة" في مستشفى "إبراهيم مالك"!!
    { الرئيس أكد أنه ملتزم بتنفيذ الاتفاق الذي وقعه مع الرئيس "سلفاكير"، وأنه لن يقبل بأي تعديل أو تبديل أو تحريف، ولكنه - للأسف - لم يحدد (يوماً) أو (شهراً) محدداً للبدء في تنفيذ الاتفاق من طرف واحد، هو حكومة جمهورية السودان.

    { الشعب السوداني لن يأكل شعارات، ولن يفطر خطابات، ولن يتغدى بيانات، ولن يتعشى، لأن غالبيته أصلاً (تبيت القوا) في الضهاري والضواحي.. وحتى في أوساط المدن وفي قلب غابات الأسمنت!!
    { انفضت اجتماعات (الشورى) وذهب شيوخها.. شيبها وشبابها، إلى أعمالهم (الخاصة) و(العامة)، دون أن يحسموا شيئاً من أمر القضية الأهم الماثلة أمامهم.. مفاوضات "أديس أبابا" الدائرية.. العبثية.. الراكضة وراء السراب.. الباحثة عن (الرهاب).. الآملة في المجهول!!

    { لماذا تترك (الشورى) أمر البلاد والعباد بيد فئة (صغيرة) محدودة الأفق.. ضعيفة الخيال.. أعطت (كل) ما لديها ولم تستبق شيئاً لسنوات طوال، من (جولة) إلى (جولة)، ومن "أديس" إلى "أديس".. ومن "شيراتون" إلى "شيراتون".. ومن لا شيء إلى لا شيء..؟!!
    { كيف انفضت (الشورى) يا شيخ "مجذوب أبو علي" ولم تقطع في مصير اتفاقيات الجنوب، ولم تأمر قيادة الدولة بالتنفيذ (الفوري) لما فيه مصالح البلاد والعباد، أو الإلغاء والمراجعة، وتحديد البدائل الأخرى والخيارات المتاحة.

    { هل جئتم لتستمعوا إلى خطاب السيد الرئيس أو نوابه، أم لتقدموا إليه مشورتكم الغالية بعد انقضاء دورة كاملة، حدث خلالها الكثير.. تغيرت فيها الأحوال، وتبدلت فيها الأوضاع.. ارتفع سعر (الدولار) وانخفض سعر (الجنيه) مرات ومرات، وعدلت الميزانية، وانعقد مؤتمر الحركة الإسلامية، وانتخب أميناً عاماً، ونواباًً، وأمناء و... و... متغيرات ومتغيرات.. كنا نأمل أن تكون (الشورى) بحجمها.. وقدرها.. ولكن.. ثم لكن.. ثم لكن..
    { لا جديد!! محاربة الفساد؟ حديث مكرر.. ولا نعرف ما الجديد في موضوع لجنة إقرارات الذمة، ونيابة الثراء الحرام والمشبوه.
    { مراجعة هكيلة الدولة؟! لن تتم قبل سنوات.
    { بسط الحريات؟ كلام والسلام.

    { نفذوا - يا سادتي - اتفاق الجنوب.. وبللوا شرايين الخزينة العامة.. أنعشوا خزينة بنك السودان.. من أجل لبن الأطفال وأدوية السرطان.. ومواد غسيل الكلى.. وخفض أسعار المضادات الحيوية.. الحقن.. والأقراص.. والمحاليل الوريدية.
    { وكل (شورى) وأنتم بخير.


    ----------------

    من مسببات إغلاق صفحة السائحون من علي الفيس بوك.!!..
    February 18, 2013
    صلاح جاموس..
    [email protected]

    أولا من هم السائحون؟

    تقول الاخبار بأن المقاتلون غير العسكريون في السودان ينقسمون إلي مجموعات تصنيفها كالآتي : المجاهدون هم مجموعة من الذين شاركوا في العمليات العسكرية في الجنوب أثناء الحرب الأهلية باسمهم المعروف وهو المجاهدون, أما الدبابون فهم مجموعة من طلاب المدارس الثانوية والجامعات من الذين شاركوا في ذات الحرب في الجنوب, وبعضهم يتولى مناصب في جهاز الأمن والمخابرات, وبعضهم ذهب مع المؤتمر الشعبي وحل بهم ما حل بالمجاهدين الذين انشقوا بانشقاق المؤتمر إلى وطني وشعبي. كما أطلقت مجموعة أخرى على نفسها مسمى “السائحون” بعد أن ابتعدوا تماما عن الحكومة ومارسوا كما يقولون نوعا من التواصل مع كل الأطراف, لكنهم فشلوا في إقناع المجموعات المختلفة بالتوحد من جديد مما دفعهم لإطلاق نداء قبل أكثر من عامين للتلاقي والمفاكرة والحديث عن سيرة الأولين ومن ثم التناصح في أمور الحركة الإسلامية التي تفرقت كما يقولون. لكن السائحين ظلوا ومنذ ظهور مجموعتهم يتحدثون عن الفساد الذي انتشر في الدولة وكيفية معالجته وما إذا كانت الحكومة الحالية بأفرادها قادرة على تحقيق ذلك الهدف, وقد نجحوا في نشر عدد من المذكرات التي تطالب الرئيس البشير بالنظر إلي توحيد الإسلاميين, وبتر المفسدين منهم و”إعادة الحركة الإسلامية لأهلها الحقيقيين”. وكشف المؤتمر الأخير للحركة الإسلامية الذي إنعقد في الماضي القريب بالخرطوم عن خلافات عميقة بين هؤلاء وبعض قادة المؤتمر الوطني حينما طالبوا بإلحاق نحو 250 عضوا للمشاركة في المؤتمر، وهو ما رفضه قادة الحركة مما أدى إلى كثير من المناوشات والاتهامات والحديث باقتضاب عن أزمة الحركة الإسلامية.

    علي خارطة الإعلام نجد ان للسائحون مجموعة لها نشاط كبير ومؤثر علي الوضع السياسي بالسودان فهم أصحاب مبادرات شغلت الرأي العام السوداني و لم ترضي عنها حكومة المؤتمر الوطني وبخاصة (الزمرة التي تحوم حولها شبهات فساد وارتباط بدوائر خارجية أمها الماسونية العالمية). ظهر ذلك في الهجمة الشرسة علي السائحون ومبادراتهم من قِبل قله من قيادات المؤتمر الوطني، والتي منها التشكيك في نوايا السائحون. إضافة الي ان للسائحون قدرات خارقة علي كشف جرائم قادة المؤتمر الوطني وتعريتهم من الغطاء الاسلامي الذي يتدثرون به.

    قبل ايام قلائل كشف أحد المنتميين لمجموعة السائحون جرم هزّ أركان النظام الذي ضاق ويضيق ذرعا بصدق ووضوح السائحون الذين يقفون ضد فساد وجرائم بعض المنسوبين لحكومة الخرطوم . والجريمة هي إختفاء أحد السائحين الصادقين (كما يصفه رفاقه ) وهو محمد مسؤول مصادر احد المكاتب الامنية السرية للمؤتمر الوطني ، والذي قام بكشف وثائق حقيقية تدل علي أن مسؤول (كبير جداّ) يمثل رأس الماسونية في السودان . يقول رفاق محمد بمجرد ان وصلت هذه الوثائق الي احدي دوائر الأمن ، تم استدعاء محمد إلي مكاتب (الأمن الطلابي) وبعدها لم يسمع لمحمداً خبرا ، بالرغم من الاتصال بالرئيس البشير ونائبه علي عثمان ونافع علي نافع وصلاح قوش (مدير الامن سابقاً والذي حدثت حادثة الإختفاء إبان توليه رئاسة جهاز الأمن والمخابرات) ، من ما يرجح ان لاحد المذكورين أعلاه علاقة بإختفاء محمد الذي أصبح لغزاً لذويه ولكل من له علاقة به مما وسع فرص صدق ما توصل إليه من وثائق تكشف علاقة أحد كبار قادة المؤتمر الوطني بالماسونية. وجدير بالذكر ان المختفي هو إبن الاستاذ موسي يعقوب الصحفي المعروف، وقد تسائل أحد افراد مجموعة السائحون عن سكوت الاستاذ موسي يعقوب والذي ينتمي للمؤتمر الوطني عن اختفاء ابنه، ووصف سكوت الأب بأنه (أمرٌ يبعث بالحيرة).

    ما ان تناولت هذه الحادثه حتي إختفت صفحة السائحون هي الأخري من علي (الفيس بوك). تذهب تأويلات البعض إلي أن محمد مازال معتقلاً في مكان لا يمكن الوصول إليه.. غير انه وبما لدي السائحون من قدرات وعلاقات كانت تمكنها من الوصول أو معرفة مكان احتجازه (إن كان علي قيد الحياة)، فالاحتمال الأرجح هو تصفية محمد جسدياً ، وهذا ما يقول به كثير ممن ينتمون إلي السائحون. والآن تمور ساحة السياسة في السودان بكوارث كثيرة بفعل وافعال نظام المؤتمر الوطني الذي يري فيه الجميع بأنه أضحي وبال علي المواطن والوطن .. وحالة الاحتقان التي بدأت تاخذ طابع التصعيد والهيجان .. وتسارع خطواط موت الاقتصاد .. وكِبر بؤر الفساد .. كلها تشير إلي مساؤي لا يمكن تصورها خاصة بعد تكاثر إعداد المطالبين بإسقاط النظام الذي يقابله تضائل المؤيدين لبقائه .. مضاف إليها احتجاجات بعض منسوبي المؤتمر الوطني علي كثير من أجندات الحكومة مع تمسك قادة النظام بكرسي السلطان لحماية شخوصهم من المطالبات الدوليه وعدم تورعها من استخدام السلاح وكل فعل يبقيها علي كرسي السلطة ، كل هذا يجعلنا ننظر مستقبل غاية في الغتابة وكوارث نسأل الله ان يجنب منها شعب السودان


    ---------------

    مسؤول الحركة الشبابية للعدالة والتنمية بالداخل (حشد)
    الاثنين, 11 فبراير 2013 07:31 الاخبار - حوارات
    حوار / هبة محمود:


    في حمى الدعوة لإسقاط النظام، ظهرت مجموعة شبابية جديدة تدعو الى إسقاط النظام، ولكن هذه المجموعة خلقت من رحم الحركة الإسلامية التي تدير البلاد- وحسب حديثهم- أن مواعين الشورى داخل الحركة الإسلامية أصبحت غير موجودة، والحركة نفسها لا وجود لها، جراء ما اقترفته أيديها، وأبان أحد مؤسسي حركة حشد وعضو المكتب السياسي للأمانة العامة لحركة الطلاب الإسلاميين بجامعة الخرطوم الأسبق، أن الشباب مغيب منذ الاستقلال في كل المناحى السياسية.. وقال إن ثورة الإنقاذ استخدمت الشباب كوقود في تنفيذ كل ما تريد باسم الدين، وأضاف: المعارضة عموماً تعتبر الشباب عبارة عن وقود يخرجون ويتظاهرون ويقلبوا الحكم، وفي النهاية يأت قادة الأحزاب ويستلموها من الشباب، وقطع على أن الشباب لن يسمحوا لأحد أن يمتطي ثورتهم، واتهم الإنقاذ بأنها فرضت على الناس كل شيء دون أن تراعي ثقافاتهم ودينهم، وأكد أن حركتهم لم تأتي بفكرة تحمل الفكر الإسلامي الذي يفرض على الناس فرضاً، ونوه الى أن أي عمل مسلح أو أي شيء يدعو لفرقة، وبعيد عن مشاركة الشباب، فإن حركة حشد ليست معه...



    متى بدأت فكرة تأسيس الحركة الشبابية للعدالة والتنمية (حشد)؟


    قبل سنتين، ولكن بدأت الأشواق لها منذ أن كنا في الجامعة، بعدها شعرنا أن الحركة الإسلامية لم تتمكن من تلبية أشواق كافة الشعب والشباب عموماً، وكان تفكيرنا أن نأتي بشيء جديد يجمع الناس بجميع طوائفهم وسحناتهم.

    ما هي الأسباب التي جعلتكم تلجأون لتكوين حركة ولماذا لم تقوموا بمحاولة إصلاح داخل الحركة الإسلامية نفسها؟

    الأسباب معروفة لكل الشعب، ونحن لا نريد أن نكون نمطيين، ونردد نفس الكلام والحركة الإسلامية، أصبحت لا وجود لها من ما اقترفته أيديها، لكن الإصلاح من الداخل كان صعباً، فنحن طلاب جوبهنا بأشياء كانت صعبة جداً، ومتاريس لدرجة أن أحد القيادات في لقاء قال لنا (العاجبوا عاجبوا و الما عاجبوا نحن كده) لذلك كان الإصلاح من الداخل صعب جداً، ووصلت الحركة الإسلامية في داخلها- على المستوى القيادي الطلابي من الفساد والمحسوبية- درجة مخلة بالإضافة الى عدم الالتفات لهموم المواطن و«قعادهم» في الأبراج العالية، وعدم نزولهم لكي يشاركوا الناس همومهم مرحلة من الصعب أن يتنازلوا عنها ويستمعوا للنصح.

    لكن هناك مبادرات من أجل الإصلاح سبقت حركتكم منها الاصطلاحيون وسائحون، ومذكرة الألف أخ الم تجدوا ضالتكم في هذه المبادرات؟

    نحن لا ندعوا لمبادرات إصلاح، بل ندعو الى ثورة، فقد كفرنا بالمبادرات والدعوة للإصلاح، والمتابع لهذه المبادرات لا يجد لها أثراً في أرض الواقع، ونعتقد أن مواعين الشورى داخل الحركة الإسلامية أصبحت غير موجودة لسنوات خلت، وهناك مبادرة السائحين أكبر دليل على ما يحدث، وغازي صلاح الدين الذي يعتبر من أكثر من ينادون بالإصلاح، تم احتواؤه بطريقة جعلته يعتلي المنصة ويقول كلاماص.. لأنه شعر بأنه إذا ذكر كلاماً ليناصح به فإنه سيفرقهم، فهم لهم مقدرة عجيبة على أن يمُّشوا بنودهم وينفذوا أشياءهم في ظل تغييب الشورى.

    متى عزفتم عن العمل السياسي في الجامعة وما هي الأسباب التي جعلتكم تعزفون؟

    عزفنا عن العمل السياسي في عام 2006 م نتيجة مشاكل داخلية في اختلاف الرؤى والأفكار، فقد كنا ندعو لإعطاء الطلاب مساحات من الحرية للعمل داخل التنظيم، وفق رؤى جديدة مواكبة للعصر، لا تتعارض مع دين والإسلام، وندعو الى تعامل منسوبي الحركة مع أخواننا في الجامعة بأسلوب أفضل، وقدمنا بدايل وطرحاً جديداً في جامعة الخرطوم، ولكننا ووجهنا بهجمة شرسة، ورغم ذلك حاولنا وحاولنا، لكن في النهاية جوبهنا بمشاكل وصلت لحد كان من الصعب فيه أن نواصل، لذلك جلسنا في مقاعد المتفرجين.

    هذا يعني أن منطلقكم منطلق حقد؟

    أبداً منطلقنا من حبنا للسودان ومنطلق حب في التغيير، فهو دورنا الأساسي كشباب لأننا نرى المعاناة الحاصلة.

    إلى ماذا تدعو الحركة؟

    ندعو الى إقامة ثورة سلمية وذهاب الحكومة القائمة وإسقاط النظام بطريقة سلمية، بوجود وتوحد جميع الشباب السوداني، وندعو الى تقديم شيء جديد لا ينفر منه الإسلامي ولا اليساري، ولا يهمنا الانتماء الحزبي للشباب، وحتى الأحزاب لا مانع لنا بمشاركة شبابها، فلا نريد إقصاء أي شاب من أي حزب، ولكننا نريد إقصاء أي شخص من الشخصيات السياسية القديمة، وكفاية لكل الرموز المعروفة، ونتمنى أن يعطوا شبابهم فرصة لأخذ فرصتهم الأساسية.

    بما أنكم تربيتم على يد الحركة الإسلامية وتدعون الى إسقاط النظام لماذا لم تنضموا الى المؤتمر الشعبي؟

    نظرتنا الى أحزاب المعارضة بأنها أحزاب هرمت وشاخت، ولكن شبابها إذا انضموا إلينا ليس لدينا مانع، والحزبان المنبع من نفس المشرب والوطني والشعبي مصبهم واحد في تعاطيهم للأمور، والناس ملت من تجربتهم، ويمكن تقبل حركة جديدة، ولكن الآن لا أحد يريد حركة سياسية حزبية إسلامية

    أكدت عدم تقبل أي حركة إسلامية ما هي الدواعي التي تقودكم لإسقاط النظام وأنتم حركة مرفوضة؟

    أهم ما فيها الدواعي التي دعت الى أن نجعل الشباب ينهض، لأن الشباب مغيب منذ الاستقلال في كل المناحى السياسية إلا القليل، وبعد أن جاءت ثورة الإنقاذ كان الشباب هم الوقود الذي استخدمته في تنفيذ كل ما تريد خاصة في الحروبات، إذا كان باسم الدين أو غيره وعندما استقر الوضع وجاءت اتفاقية السلام كان الشباب آخر اهتمامات الدولة والنظام القائم، وغيرهم من الأحزاب التي لا تهتم بالشباب، لأن العقلية الموجودة في الأحزاب عموماً تعتبر أن الشباب عبارة عن وقود.. يخرجون ويتظاهرون ويقلبون الحكم وفي النهاية يأتي قادة الأحزاب ويستلموها من الشباب (ويلقوها باردة)، فالجميع يعلم أن في الوقت الراهن الشباب هم القادرون على إسقاط النظام الحالي بالطريقة السلمية.

    هل تعتقد أن الشباب يمكن أن يثقوا فيكم وأنتم خلفيتكم إسلامية بمعني أنكم أبناء الحكومة التي يراد إسقاطها؟

    لا يمكن أن يثقوا فينا من أول وهلة، ولكن عندما يجدوننا شباباً إسلاميين ومعنا آخرون بمختلف مشاربهم ستتغير نظرتهم، فنحن لم نأتِ بفكرة تحمل الفكر الإسلامي الذي يفرض على الناس فرضاً، وإن كان كذلك لأطلقنا عليها الحركة الإسلامية للشباب، ولكننا نحمل مفهوماً للعدالة والتنمية، ونعتقد أنه إذا وجدت العدالة في كل مناحي الحياة، فإن البلد ستنمو، لذلك نحن لن نسير على خطاهم، بل بالعكس فالخطى التي نريد أن نسير عليها هي أن نترك الناس على حسب دينهم وعرقهم وليس كما أتت الإنقاذ وفرضت على الناس كل شيء دون أن تراعي ثقافاتهم ودينهم.

    في حمى إسقاط النظام التي يروج لها عبر وثيقة الفجر الجديد هل أنتم ساعون للانضمام لها؟

    أي عمل مسلح أو أي شيء يدعوا لفرقة وبعيد عن مشاركة الشباب لسنا معه، فأهم شيء لدينا السلمية وأن يكون الشباب هم الركيزة الأساسية لإعادة بناء الوطن .

    هناك مجموعات شبابية منها مجموعة شرارة وقرفنا ويدعون الى إسقاط النظام هل هناك تنسيق بينكم؟

    في الوقت الراهن لا يوجد اتصال بيننا، لكن إن شاء الله في القريب العاجل سيكون لنا تنسيق مع هؤلاء الشباب من أجل أهداف آنية ومستقبلية.

    ماذا تعني بالآنية والمستقبلية؟

    الآنية إسقاط النظام والمستقبلية التحضير، لأن يكون الشباب هم الركيزة الأساسية لبناء الوطن.

    هل بدأتم نشاطكم؟

    هناك نشاطات بدأت وأخرى قادمة جديدة، ومتأكدون من خلالها يمكن ملامسة وجدان الشعب، لكن يهمنا الشباب، وسنعلن.. كفاية خوف كفاية.. وفي وقت الصفر كل الناس ستخرج، فنحن الآن نحضر الشباب من أجل الثورة، وربما تكون هذه الثورة بعد سنة أو ساعة.

    من الذي يدعمكم ومن أين لكم بتمويل نشاطاتكم ؟

    الدعم حالياً ذاتي والكل يعرفه، ولسنا تحت مظلة أي جهة، ولا نتبع لاي جهة، إذا كان في الداخل أو الخارج.

    لماذا تم إعلان البيان من أمريكا؟

    البيان لم يعلن منها، ولكن مسئول العلاقات الخارجية موجود هناك، والمجموعة ليست موجودة في أمريكا فقط، بل منتشرة في عدد من الدول العربية والأوربية.

    كانت هناك مظاهرات في يونيو ويوليو و فشلت؟

    أي خروج للشارع ليس قوامه الشباب ووحدتهم على قلب رجل واحد وحب السودان لن تنجح، وهؤلاء فشلوا لأنهم فئة شباب معينة، وفي الغالب يمثلون التجمع، ودائماً أحزاب المعارضة (لا يحضروا أنفسهم ولا يذاكروا الواقع ولا يدعو الناس لكي يشاركوهم هذا الواقع).

    ذكرت أن ناس المعارضة لا يدرسوا الواقع جيداً هل أنتم درستم الواقع؟

    مرتبين كيف نمشّي البلد بعد ذهاب النظام، على أساس أن تكون هناك فترة انتقالية، ووضع لدستور دائم واستفتاء لكل البنود المختلف عليها، فنحن نعد في وضع سياسات اقتصادية لما بعد ذهاب هذا النظام، وسياسات داخلية وخارجية، ونجمع السودانيين ليتحملوا المسئولية معنا، فلا نريد حملها وحدنا، ولكن مع التذكير لن نسمح لأحد أن يمتطي ثورة الشباب، ولكننا حضرنا لكل السيناريوهات، وهذا لا يعني أن تحدث بعض المفاجآت والأشياء لكننا نضعها في الحسبان.

    هل أنتم على استعداد لمواجهة التحديات الماثلة في البلاد، خاصة فيما يخص حركات مسلحة؟

    أي شخص رافع السلاح ولم ترفعه أنت في وجهه فإنه سيجلس معك في تفاوض وهو مطمئن، ومعنا كثيرون من أبناء دارفور المستنيرين والمتعلمين وغير المتعلمين، ونثق في أن يجلسوا مع أهلهم ويقنعوهم بالوضع الجديد، فنحن لسنا شباب مجد أو سلطة، ولكننا نريد أن نشعر أن البلد تسير وفق دستور متوافق عليه، وتستلمها جهة عبر انتخابات حرة، ويحكم وفقاً للفترة التي حددها له الدستور.

    تسعون لوضع دستور تريدون من خلاله طرح رؤيتكم الآن الدعوة للمشاركة في وضع الدستور مازالت قائمة لما لا تشاركون؟

    نحن ندعو إلى إسقاط النظام، لذلك لن نجلس معه وإلا فإننا سنصبح مثل أحزاب المعارضة في الصباح ننبذ النظام وبالمساء نحاوره، نحن نخاف أن لا يحدث تغيير إلا مثل الذي حدث في سوريا وليبيا.

    هناك انتخابات في العام 2015م والرئيس البشير قد أعلن التنحي عنها، هل أنتم جاهزون للمشاركة فيها؟

    الانتخابات إذا كانت نزيهة وفيها تكافؤ فرص تمويل، ومساحة إعلامية، فلا ما نع من نزول الانتخابات، ولكن ليست المشكلة في تنحي الرئيس، وإنما المشكلة هل الانتخابات نزيهة أم لا، فحتى إذا تنحي الرئيس البشير فهنالك ألف غيره من الحزب موجودين وجاهزين.

    البعض يعرف الشباب المعارضين بمعارضين « الكيبورد» ؟

    نحن منتبهون لشباب الكي بورد الذين يعلنون عن حضور 2000 للمشاركة في المظاهرة، ولكن في الواقع لا يحضر غير 20 ، لذلك منتبهون لذلك، ونعرف كيف نلامس وجدان كل الشباب، ونعزف على وتر الحقيقة، وونلمس الألم لنجعلهم يخرجون بطريقة سلمية ويسقطون النظام.

    ما هي تجربة الحكم التي تقتدون بها؟

    معجبون بالتجربة التركية باعتبار أنها جعلت الناس تعيش في سلام وأمان.


    اخر لحظة :
                  

02-20-2013, 10:53 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الانتخابات والتحوُّل الديمقراطي وحديث البشير
    الطيب مصطفى
    نشر بتاريخ الأربعاء, 20 شباط/فبراير 2013

    09:07
    خلال اجتماع شورى المؤتمر الوطني دعا الرئيس البشير القوى السياسية إلى الاستعداد للانتخابات المقبلة مضيفاً: (نقول للذين يتحدثون عن التحول الديمقراطي والتبادل السلمي للسلطة إن ذلك لا يتم إلا بالدستور) وقال: (إن العيب الوحيد في الدستور الحالي أنه دستور انتقالي) ثم أردف قوله بالعبارة التالية: (عندما تأتي المفوضية لطرح برامج الانتخابات سوف نسمع بأنهم غير جاهزين وفوجئنا بذلك لكن المؤتمر الوطني جاهز اليوم وغداً وفي أي وقت للانتخابات).
    كلام من ذهب لكنه يحتاج إلى مناقشة وأثق في أن الرئيس يقبل المناصحة حول هذا الأمر لأنه الأحرص، أو هكذا ينبغي، على أن يسود السلام ويتحاكم الناس والأحزاب والتنظيمات السياسية جميعها إلى الجماهير بدلاً من التحاكم إلى البندقية.


    خلال اجتماعات اللجنة السياسية للدستور التي يرأسها حتى الآن د. الحاج آدم نائب الرئيس انصبّ معظم الحديث عن تهيئة المناخ لإعداد الدستور أو بالأحرى لإقناع القوى السياسية والأحزاب المقاطعة بالانخراط في فعاليات إعداد الدستور وتكوَّنت لجنة للتواصل مع القوى المقاطعة برئاسة المشير سوار الدهب أتشرف بعضويتها وقد قابلت اللجنة عدداً من قيادات الأحزاب المقاطعة وكان أهم مطلوبات أولئك الزعماء تهيئة المناخ بما في ذلك إتاحة الحريات بل إن الكثيرين منهم تحدَّثوا عن أنَّ الدستور الحالي ينصُّ على إتاحة حرية العمل السياسي ولكن هناك تضييقاً على الحريات إذ لا تستطيع الأحزاب مخاطبة الجماهير إلا من داخل دُورها بل إنه حتى الحديث في القاعات العامَّة والذي كان مُتاحاً قبل عدة أشهر بات محرَّماً إلا بإذن أشبه بالمستحيل هذا علاوة على الحريات الصحفية التي تعاني من كبت تتحدَّث عنه منظمات حقوق الإنسان الدولية وتشوِّه به سُمعة السودان.
    زرتُ وبعض الإخوة من قيادات منبر السلام العادل عدداً من الولايات للتواصل مع الجماهير ولكني للأسف كنتُ سجين دُور المنبر لا أستطيع أن أتحدَّث في الساحات العامَّة... فيما عدا ولاية القضارف التي تشهد انتخابات الوالي الجديد والتي سمحت لنا بالحديث أمام الدار مباشرة!!
    كيف نستعد للانتخابات أخي الرئيس ونحن محرومون من التواصل مع الجماهير وهل يُعامَل المؤتمر الوطني كما تُعامَل الأحزاب الأخرى؟!


    المؤتمر الوطني يحتكر أجهزة الإعلام وتلفزيون السودان وغيره من الفضائيات... تلفزيون السودان الذي قضيتُ في إدارته أكثر من سبع سنوات ليس متاحاً لي لكنه متاح لأصغر قيادي في المؤتمر الوطني حتى لو تحدَّث في الهوبجي أو قوز المطرق... لقد ظل بعيداً عن مؤتمراتنا الصحفيَّة ولقاءاتنا السياسيَّة وخدماتنا الاجتماعيَّة بما فيها الأيام الصحية التي تفرَّد بها المنبر وظل يقدِّمها في شتى أنحاء السودان!!
    بالله عليك أخي الرئيس أليس من حقنا أن نقول من الآن إننا غير جاهزين للانتخابات وأليس من واجب (الوطني) أن يتباهى بأنه جاهز والساحات متاحة له وأجهزة الإعلام والكاميرات منصوبة والمال موفور له والسلطة ومناصبها وثروتها تسوق الإعلام سوقاً أداءً لواجب وظيفة تحتِّم على شاغليها اللهث خلف المسؤول الذي يجمع بين المنصب التنفيذي والحزبي السياسي؟!


    قد تتعلل الدولة بالأوضاع الأمنية وهي مقولة لا تصدق إلا إذا عومل الجميع بمن فيهم الحزب الحاكم بمقتضاها ورغم ذلك فإن هذه المقولة يمكن أن تنطلي على الناس في مناطق النزاعات أما غير ذلك فإن الحجة ضعيفة ولا يمكن بأي حال الحديث عن انتخابات وعن تحول ديمقراطي بدون أن تُتاح أبسط مقوِّمات العملية الديمقراطية.
    كذلك فإن الحكومة تستطيع أن تتيح الحرية لكل من يعلن التزاماً صارماً بالابتعاد عن الوسائل غير السلمية بما في ذلك إدانة العمل المسلح والحركات المتمردة واتخاذ مواقف قوية في مواجهة حَمَلة السلاح والمتعاونين مع الأعداء مثل تحالف كمبالا ووثيقة الفجر الجديد.. هذا النهج سيُغري مَن ضاقت بهم السبل بالانخراط في العملية الديمقراطية.

    الرئيس تحدَّث عن الجاهزية.. بربِّكم كيف يخوض حزب سياسي انتخابات وينافس الحزب الحاكم بدُوره التي تنتشر حتى في القرى... إذا أراد حزب سياسي أن ينشئ داراً واحدة في كلٍّ من عواصم ولايات السودان الـ (19) فكم يكلفه ذلك من إيجار شهري وأثاث وكهرباء ناهيك عن الصرف الإداري بما فيه من وسائل حركة وندوات سياسية؟!


    من مصلحة الحزب الحاكم بل من واجبه وواجب الحكومة أن تؤسس للمناخ الديمقراطي وتشجِّع الانتقال الحقيقي نحو الديمقراطية التي يعلم الجميع ان بديلها هو العنف والثورة وحمل السلاح.
    ليت الرئيس يضطلع بهذه المهمة بنفسه وليت د. نافع يقتنع بها قبل أن يعمل على ترسيخها في مجتمعنا السوداني الذي يمور بروح التمرد والثورة التي يغذيها ضيق المعاش والأزمة الاقتصادية الخانقة فوالله إن عُشر مِعشار ما يُصرف في مواجهة التمردات من سلاح وتعبئة قد يكفي لتهيئة المناخ لخلق بيئة ديمقراطية تنزع فتيل التمرُّدات وتشيع الثقافة الديمقراطية بين الناس وتطفئ نار الفتنة.



    -------------------

    ولتحكمــــوا ســـــاعتئذٍ!!

    الصادق الرزيقى

    نشر بتاريخ الأربعاء, 20 شباط/فبراير 2013 09:08


    أشياء لا بد من إيجاد إجابات دقيقة وشافية لها، حول الوضع الراهن في البلاد، حيث تتبدَّى حالة السيولة الكاملة في جوانب عديدة وتكثر الأسئلة وتقلُّ الإجابات، وما أكثر مواطن الحيرة وما أقل ركائز اليقين!!
    وإذا لم تتقدَّم قيادة الدولة بعمل حاسم، فستحلُّ الكارثة بلا شك وريب، ولا عاصم يومئذٍ من الفوضى ولا مانع من السقوط.. إلا الله ذو القوة المتين!


    في كل مجال ومرفق، لا تعلم ولن تعلم، كيف تُدار الأمور ولماذا وبمن وإلى متى؟ ولا تجدنّ أحداً من قبضة الصولجان يُعطي كلمة يطمئنُّ لها البال والخاطر وتهدأ بها النفس، ومن كثرة ما يجري تحت الجسور من ماء وما يتسرَّب بين فروج الأصابع وما يتنزَّى من معلومات لتظنّ أنَّ هذه البلاد مُخترَقة من كل مكان! وفي كل مكان!
    تتفسخ العُرى وتفصم في المجتمع ولا أحد يتحدَّث، لا يقوى اقتصادُنا على النمو والنهوض ولا مخرج.. المؤسسات المنوط بها الإصلاح الشامل مُقعدة لا تستطيع فعلَ شيء، وقد تُرك كل شيء هائمًا تائهًا وسط تلاطُم الموج العنيف!


    صارت لدينا قناعة تترسَّخ مع الأيام أنَّه لا يمكن أن يحدث إصلاح على الإطلاق، في حالة مأزومة تزداد بؤساً يومًا إثر يوم.. وإذا تعلَّقنا ببارقة أمل فلا مجال للبقاء على أهدابها والإمساك بحبالها مهما فعلنا لاهتراء ما قبضنا عليه واستمسكنا به! فكل الذين يملكون الحل صاروا لا يقدرون عليه.. وتلك طامَّة كُبرى..
    حاولنا عبر الشعارات البراقة أن نعلن إرادتنا في إصلاح السياسة والاقتصاد وقيادة التغيير الاجتماعي وتحصين الأمَّة من كل وافد وراعد، فعادت خيولنا ملطَّخة اللبان ترتعش ########مُها ولا تقوى أرجلُها على المسير..


    لقد التهم السوق والتجار والمفسدون والأرزقيَّة والسماسرة ومقتنصو الفرص، كل الذي بنيناه من دم عزيز وأرواح طاهرة عفَّرت التراب، والتصقوا بالسلطة التصاق البراغيث بجلود الأوابد والعير والبغال، وترنَّحت السلطة في مزاريبهم ومحاريبهم كالثملان في خمّارة الظلام، وتمدَّدت البراغيث بأرجلها الناعمة وزحفت ببطونها الرخوة إلى كل المؤسَّسات والمرافق ولا تجد شبراً من جسد الوطن إلا وفيه وخزة تمتصّ الدماء وطعنة نجلاء تستأصل الروح قبل الأوصال!! والجميع يراقب كل من تسلَّلوا عبر مسام الغفلة والتسامح وحسن الظن إلى كل موقع، وبنفاقهم وسوء طوِيَّتهم تمكنوا بتحالفهم الغامض مع السلطويين من إبعاد المخلصين من كل مرفق وجهة عامَّة، فبدأوا يخربون.. ولا يبالون..


    نظرة سريعة لكل مرفق حكومي أو مؤسَّسة وشركة أو أي مجال حتى سوق الله أكبر والتجارة الحُرة، فسدت فيها الطويَّة وتعطَّلت فيها المصالح وتناقص فيها الخير وفُقدت فيها الثقة وتلاشى الرجاء الذي كان يحلق بجناحَين من صبر جميل.. يحتار المرء ويتعجَّب! هل يرى ويسمع المسؤولون مثلَنا، وتبصر أعينهم كما نبصر وتحسُّ ملامسُهم كما نحس ونتحسَّس؟!!


    كل أوجه القصور بادية وشاخصة، ولا تحتاج لدليل دامغ وحجة بائنة، لماذا انحدرنا إلى هذا المهوى في أخلاقنا وقِيمنا، وتراجعت عزيمتُنا وهمتُنا وكثر نقدُنا وعويلُنا حتى لم يبقَ هناك صوتٌ لمُستصرِخ أو نجدة لمُستَصرَخ....أو منقذ لصريخ!!
    لقد تيبَّست المفاصل وتكلَّست، وارتخى العصب الحي وتمزَّق، وتصلَّبت العروق وأبطأ الدم في جريانه، وكل هذه تحتاج لآسٍ يجسُّ العليل، وترياق يزيلُ العلة، وحجَّامة تجمع وتسفح الدم الفاسد، وإرادة تقوى على بتر وكشط ما قد نتن وتعفَّن وفَسَدَ...
    لا نريد شيئاً سوى أن ينظر أولو الأمر ما حولهم، ولتنصت آذانُهم لما يُقال، وليحكموا ساعتئذٍ!
                  

02-21-2013, 08:56 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    |
    مسؤول لجنة الفكر والحوار بـ(سائحون) دكتور "محمد المجذوب" لـ(المجهر)
    19/02/2013 17:37:00

    حوار- فاطمة مبارك

    دخلت (السائحون) ساحة العمل القومي عبر تدشينها مبادرة نداء الإصلاح والنهضة، ووفقاً لأبرز قيادات المجموعة "محمد المجذوب" فإن المبادرة معنية بالتواصل مع قطاعات الشعب السوداني ككل، والرسالة التي يحملونها للآخرين هي أن يسمعوا منهم لا من غيرهم فيما يتعلق بتحديد مواقفهم إزاءها.. هذه المبادرة تأتي بعد تغيير كبير طال هذه المجموعة على المستوى السياسي والثقافي، لا سيما أنها تضم مجموعات عرفت في أوقات سابقة بالتشدد حيال كثير من الملفات القومية.. (المجهر) جلست مع دكتور "محمد المجذوب" في حوار تناول النقلة التي طرأت على المجموعة ومستقبل ما تسعى إليه في قادم الأيام.. فإلى تفاصيله..

    } دعنا نبدأ بسؤال محوري.. هل اللجوء إلى وثيقة (نداء الإصلاح) اعتراف من المجاهدين بعدم نجاعة الجهاد في حل مشاكل السودان؟

    - نحن نفهم أن للجهاد معنى عاماً وشاملاً، قد يكون بالقتال وقد يكون بالكلمة، كما أمر الله المؤمنين بالقتال جهاداً في سبيله، وأيضاً أمرهم بالجهاد (وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا)، نحن نتعامل مع الجهاد بمفهومه الواسع المدني والعسكري والإصلاحي، وحتى الثوري والقتالي، وعلى هذا الأساس نرجو أن لا ينظر إلينا الآخرون بوصفنا مجموعة من المقاتلين.. نحن لسنا كذلك، وإنما أصحاب فكرة ومشروع إصلاح في جوانب تستحق الانتباه والمناقشة مع الآخرين.

    } على المستوى القتالي.. هل اقتنعتم بعدم جدواه في حل أزمات السودان؟


    ما بدا لنا من التجربة أن الحلول السلمية مقدمة على الحلول العسكرية، وبالإمكان تحقيق كثير من المنجزات الضخمة في سياق سلمي، ومجتمع يقوم على القيم السلمية واحترام الآخر، والتداول السلمي للسلطة ودولة القانون، وأن نحترم جميعاً الإرادة الشعبية، وأن لا يفرض أحد خياراته عن طريق القوة والبندقية.


    } ماذا أردتم من وثيقة (نداء الإصلاح)؟


    - جوهر ما ترمي إليه المجموعة هو لفت الانتباه إلى مشروع الإصلاح بوصفه مشروعاً حيوياً وضرورياً للحياة السودانية التي تعاني من المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ومن هنا تصبح الدعوة إلى الإصلاح ضرورية وحيوية لبقاء الوطن وتماسك المجتمع، لأن هذه الأزمات إذا لم تجد المعالجات الضرورية على المدى القريب والمتوسط ستستفحل وتؤدي إلى تفكك الدولة وانهيار المجتمع، وهذه نتيجة غير مرجوة، لذلك كان التداعي لفكرة (نداء الإصلاح والنهضة) بمثابة دعوة للإصلاح ومن ثم للنهضة نفسها.
    } تحدثتم عن الإصلاح الفكري من وجهة نظركم وهناك مدارس فكرية تعبر عن قناعات مختلفة في السودان

    فكيف يمكن تحقيقه؟

    - هذا أمر متوقع لأن المجموعة من حيث هي دائماً تستند إلى المرجعيات الإسلامية، وتنادي بفكرة الهوية الإسلامية كمدخل لمواجهة وحل المشكلات الاجتماعية والثقافية، وهي ليست مجموعة منغلقة.
    }بمعنى؟
    - بمعنى أنها تؤمن بإمكانية التواصل والحوار كأساس لبناء المفاهيم المشتركة في الحياة، وأنا لست منزعجاً إذا نادى طرف من الأطراف بفكرة العلمانية مثلاً في الحياة السودانية شريطة أن تقوم هذه الدعوة على أسس سلمية وبإقناع واحترام الآخر، وأية دعوة تقوم على أساس من الحجة والبرهان مرحب بها، بل تعد دليل عافية، ووجود التنوع على المستوى الفكري والإيديولوجي والثقافي في السودان مهم لأنه يعصم البلد من القبلية والتحزب والجهوية والتشتت الشعوبي والتباين على المستوى الاجتماعي، فإذا عبر عن نفسه من خلال تباين ثقافي سيكون هذا أدعى إلى الحوار العاقل الذي يمكن الوصول به إلى نهايات، طالما أن أي طرف قادر على عرض ما يؤمن به على أساس من الحجة والعقلانية والمقبولية بعيداً عن قوة السلاح.

    } أفهم أن المجموعة مستعدة لتقديم تنازلات في هذا الجانب؟

    - تنازلات بأي معنى؟!

    } بمعنى أنها ستتفق مع الأطراف حال الاتفاق على حكم غير إسلامي؟

    - بالنسبة لنا، من المهم أن يمر الدستور عبر الإرادة الشعبية ولا يفرض من قبل نخبة سواء كانت حاكمة أو محكومة، ومن هذا المنطلق مجموعة (السائحون) تقدم رؤى أكثر مقبولية للمجتمع السوداني من حيث إنها تنادي بضرورة أن تتم (شرعنة) الدستور من خلال جمعية تأسيسية منتخبة مهمتها تبدأ وتنتهي بصياغة الدستور والقوانين الملازمة له، ولا تحتكر هذا العمل نخبة من خلال لجنة قومية تفرضها الدولة أو من خلال مؤتمر دستوري، كما تنادي أطراف المعارضة. وحال تحقيق ذلك، فإن (السائحون) سيرتضون هذا لأنهم يثقون في ثقافة هذا الشعب، من ناحية انتمائه للثقافة الإسلامية، ومن ناحية إيمانهم بإمكانية الحوار والتدافع مع القوى الأخرى، طالما أن هذه القوى تنتهج سبيل الحوار والسلم.

    } ما طبيعة العلاقة بين (السائحون) والحركة الإسلامية؟

    - من الناحية التاريخية، هذه المجموعة في قطاعها العريض تنتمي إلى المجاهدين، والرصيد الأساسي لهذه المجموعة من هذا القطاع الحيوي وهو قطاع ينتمي للحركة الإسلامية، ومن ثم هم من داخل بيت الحركة الإسلامية، وميزة هذه المجموعة أنها ليست قاصرة على حزب معين. هم لا ينتمون فقط للمؤتمر الوطني كما لا ينتمون فقط للمؤتمر الشعبي، ولا ينتمون إلى ما يسمون بـ(المعتزلة) (سكان الرصيف).. هم خليط من هذا كله.

    } هل هناك حلول تنوون طرحها لترميم الحركة الإسلامية؟

    - المبادرة تطرقت إلى حلول فيما يتعلق بالموقف حيال الحركة الإسلامية، إذا ما كان الخيار هو الوحدة والإصلاح أو بقاء الأوضاع على ما هي عليه أو الدعوة إلى إنشاء تيار ثالث غير التيارات الموجودة في الحركة الإسلامية.

    } ما هو الخيار الذي يحظى بقبول وسط (سائحون)؟

    - هذا الموضوع إلى الآن يتبلور، ولم يتفاعل بعد أو ينته إلى نتيجة، لكن غالب المناقشات التي تتم تشير إلى أنهم ميالون إلى خيار الإصلاح الذي يقف معه السواد الأعظم من المجاهدين، وثمة صوت آخر يريد إبقاء الأوضاع على ما هي عليه، وصوت ثالث وهو أقل من حيث العدد ينادي بتكوين تنظيم إسلامي جديد. والراجح من هذه الخيارات هو الخيار الذي ينادي بالإصلاح والوحدة، وبناءً على هذا هناك مجموعة تعمل لهذا الخيار.

    } ما تقييمكم لمستوى الأداء في هذا الجانب؟

    - هذا موضوع شائك ومعقد وفيه التباسات سياسية وتنظيمية وفكرية، وربما حتى شخصية، والمجموعة تريد الدخول في غمار هذه المسألة ولا تستعجل النتائج بمعنى أنها ليست بيدها سلطة تفرضها على أحد الأطراف لا الطرف الآخر، لكنها تحاول أن تحدث اختراقاً في هذه الأوساط خاصة وسط قواعد الحركة الإسلامية التي هي صمام أمان بقائها في السودان.

    } مع من تحاورت (السائحون) حتى الآن؟

    - المجموعة تحاورت مع أطراف لها مكانة في المؤتمرين الوطني والشعبي.

    } مثل من؟

    - السائحون التقت بالأمين العام للحركة الإسلامية "الزبير أحمد الحسن"، ودكتور "غازي صلاح الدين" رئيس كتلة المؤتمر الوطني في البرلمان، وشيخ "الترابي"، والدكتور "بشير آدم رحمة"، ودكتور "الأمين"، و"سليمان حامد" وغيرهم.

    } ما هي ردة فعلهم؟

    - المبادرة قوبلت بترحاب كبير من الطرفين، وكلاهما أمن على فكرة الإصلاح باعتبارها مخرجاً لأزمات البلد بشكل عام والحركة الإسلامية على وجه الخصوص، إلا أن كلاً منهما يطلب المزيد من المناقشات حول هذه الموضوعات، لأنها كما ذكرت ليست من شاكلة التي تُحل بين يوم وليلة.
    } متى ستلتقون بهذه الأطراف؟
    - في المنظور القريب، هناك إعداد للقاءات مكثفة مع هذين الطرفين، وهذا الملف في المجموعة نفسها يدار بواسطة مجموعة خيرة من الإخوان، تعكف عليه، وتحاول تقريب وجهات النظر وطرح المراجعات الفكرية والتنظيمية والسياسية وما يمكن أن يشكل بيئة لمثل هذا النوع من العمل الإصلاحي.
    } هل ستلتقون بالرئيس "البشير"؟
    - نعم، هناك إعداد لهذا المسعى لكنه لم يتم بعد.
    } لماذا؟
    - لترتيبات داخلية خاصة بالمجموعة نفسها.
    } مع مَن مِن القيادات المسؤولة ستلتقي المجموعة؟
    - هناك رغبة في الالتقاء بالدكتور "نافع" و"علي عثمان" وغيرهما من قيادات الحركة السياسية والتنظيمية في المؤتمر الوطني.. كل ذلك قيد الإعداد والترتيب.
    } ما طبيعة العلاقة بينكم والحكومة؟
    - على وجهه العموم، أي طرف جلسنا معه وطرحنا عليه فكرة الإصلاح وعرضنا عليه المبادرة، كانت ردة فعله الابتدائية هو القبول غير المشروط لهذه الدعوة، لأنها تخاطب مشكلات السودان والحركة، وهناك اتفاق من الجميع أنها تقدم نوعاً من الخطاب المتقدم بالنظر إلى ما سواه من خطاب تم خلال الفترات السابقة.

    } هناك من يعتقد بوجود علاقة تربطكم بالحكومة على خلفية عدم تعرضها إلى ما يصدر من قبلكم؟

    - هذا يعود إلى ما طرحته المجموعة، فإذ كانت طرحت خيار العنف لا شك سيتم التصدي لها بالعنف من قبل السلطة السياسية، لكن المساحة التي أشرت إليها من قبل السلطة السياسية، تعود إلى طبيعة المشروع الإصلاحي المطروح من المجموعة، وبأي حال لا يمكن مقاومة مشروع الإصلاح لأن الكل يؤمن بحيويته وأهميته، هذا على الأقل ما ذكرته رموز مهمة داخل الحكومة، خاصة "الزبير محمد الحسن" الأمين العام للحركة الإسلامية الذي قال إنه ينوي القيام بفعل إصلاحي داخل الحركة الإسلامية في المؤتمر الوطني، لذلك فكرة الإصلاح لا يمكن مقاومتها بواسطة أي إنسان، سواء كان داخل السلطة أو خارجها، وأعتقد أن هذا سر قوة المجموعة.. من ناحية أخرى هي تمثل طيفاً واسعاً من المجاهدين، وهذا مجموع واسع من الناس، لكن المجموعة تدرك أن ملف الحركة الإسلامية ليس سوى ملف واحد من ملفات البلد المعقدة والمركبة، لذلك هم ميالون إلى الانفتاح نحو مشاكل البلد ككل.

    } أما كان الأجدى ترميم العلاقة مع الحركة الإسلامية أولاً؟

    - المتأمل لطبيعة المشكلات في السودان يجد أنها لا يمكن عزلها بجدار عازل باعتبار أن هذه المشكلة تخص الحركة الإسلامية وتلك مشكلات تخص الوطن، لأنها متداخلة ومعقدة بحيث لا يمكن أن تمارس نوعاً من الإصلاح الجزئي في ملف من الملفات وتترك سائرها، حتى فيما يتعلق بإصلاح الأحوال داخل الحركة الإسلامية فإنك ستواجه بإشكال متعلق بالحرية والتداول السلمي، وهذه مشكلات ذات طبيعة عامة، هذا فضلاً عن أن المجموعة نفسها ترى أن موضوع الوطن من الأهمية بمكان، وإن كانت هناك أولويات بالضرورة فالأولوية للوطن، لأن بقاء الوطن يعني بقاء الحركة الإسلامية، وذهابه يعني ذهاب الجميع.

    } المجموعة قريبة من الإسلاميين وطرحها قومي.. ألا تخشون أن تصاب التجربة بلعنة الإسلاميين في السلطة؟

    - هذا شيء متوقع، حتى في طوافنا في بعض الولايات كان دائماً ما يتم تحميل المجموعة سوءة الإنقاذ وما جرى في التجربة الإسلامية، وكان الجميع يشير بصورة مباشرة، أنكم أنتم الذين ثبتم المشروع ودافعتم وقاتلتم عنه، وقُتل في سبيل ذلك كثير من أصحابكم.. كيف تأتون اليوم برؤى إصلاحية؟!

    } بماذا أجبتم؟

    - كانت الإجابة بسيطة، أن من قاتل في سبيل بقاء الإنقاذ كان يقاتل في سبيل بقاء الفكرة الإسلامية والمشروع الإسلامي في البلاد، وعندما يأتي نفس المقاتل ليطرح فكرة الإصلاح فإنه يتعامل مع نفس الفكرة، فليس هناك تناقض بين الموقفين، الموقف السابق المعني بالدفاع المباشر عن حياض الدين والوطن في جنوب السودان، وبين الدعوة إلى إصلاح المشروع نفسه.. فما هذه إلا امتداد لتلك بدون إحساس بالتناقض.
    } متى نتوقع صدور مسودة الوثيقة النهائية؟
    - من الصعب تحديد آجال للفعل السياسي، لكن هذه تعدّ رؤية مفتاحية قابلة للإضافة والحذف والتعديل، ومطروحة للمناقشة، والانفتاح والحوار مع القوى الحية في المجتمع، وإمكان إقامة شراكة معها، كما أن المبادرة ليست معنية فقط بالنخب السياسية، وإنما منفتحة على النخب السودانية في مجموعها سواءً كانت العشائر أو القبائل، ونوعاً ما الطرق الصوفية والمثقفين والفنانين والكتاب والرياضيين.. كل القوى الحية اللصيقة بمشروع الإصلاح، وهذه ميزة مهمة.
    } ما موقفكم من الحركات المسلحة؟
    - ليس ثمة موقف مسبق لرفض الحوار مع هذه الحركات، لكن إلى الآن لا أعلم أن حواراً مثل هذا قد تم. في وجه العموم نحن نتحاور مع كل السودانيين طالما هم مواطنون في هذه البلاد.
    } يقال المجموعة نشطت بعد محاولة "ود إبراهيم" المحسوب على المجاهدين ككرت ضغط على الحكومة؟
    - لا أظن ذلك، المبادرة طرحت قبل ما عرف بالمحاولة الانقلابية الأخيرة المسماة بـ"ود إبراهيم"، فهي تاريخياً ارتبطت بحراك اجتماعي وسط المجاهدين تم على مستويات مختلفة، ثم تبلور إلى أن وصل إلى هذه الوثيقة. أما هذا الحدث فقد جاء لاحقاً، وموقف المبادرة تجاهه كان واضحاً، هو أن الإصلاح لا يتأتى بانقلاب العسكري، وفي مقابل من تم اتهامه يجب أن يذهب إلى القضاء ليفصل في الأمر، فليس هناك ارتباط بين مشروع المبادرة وهذا الحدث.
    } (السائحون) اسم يعبر عن قناعات مجموعة جهادية واليوم تطرحون طرحاً عاماً.. ألا تنوون تغيير الاسم؟
    - ليس الغد، ولكن اليوم، المبادرة تخلت عن تسمية (السائحون) وتعرض نفسها بوصفها (نداء الإصلاح والنهضة)، وهو مفتوح لفترة من الزمن حتى يجد فيه الآخرون مجالاً للنظر. و(السائحون) لم تعد إلا مرحلة من مراحل تطوير المبادرة نفسها.

    Solutions
                  

02-22-2013, 09:16 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    لا يالو بعض الناس من عقد مقارنات كاذبة وغير حقيقية وفيها من الكذب والنفاق ما هو بائن وواضح من اجل فكرة فاشلة ثبت فشلها على ارض واقع السودان الذى يحكم منذ عشرين عاما بفكر الكذب والخداع مثل الذى تجده عزيزى القاىء بالاسفل انظر كيف عققد هذا الاسلامى مقاراناته الكاذبة هنا


    نحن بنو الإسلام.. وهم بنو الشيطان..

    وقيع الله حمودة شطة
    ا
    لتفاصيلنشر بتاريخ الخميس, 21 شباط/فبراير 2013 09:


    في ضوء الصراع بين الحق والباطل ــ وهو سنة مطّردة ــ تتمايز معسكرات الناس ومناهجهم وتوجهاتهم الثقافية والفكرية من خلال السلوك والفعل والمنطق والمظهر الذي يبدون عليه، ومن خلال الرايات والشعارات التي يقفون تحتها، وهي كافية في الحكم على من يقف تحتها ويهتف بشعارها.


    الناس في السودان هذه الأيام معسكران.. معسكر يقف مع الحق ومعسكر يقف مع الباطل والشر والكفر والشرك وخطوات الشيطان.. الأول الذي على الحق يرى أن السودان دولة إسلامية وأن أكثر من «98%» من شعبها مسلم وهذا شيء طبيعي للغاية أن يكون الحكم لله رب العالمين.. حكم الدستور الإسلامي والشريعة الإسلامية المعصومة العادلة التي لا ينفر منها المسلم الحقيقي الملتزم، لأنها واجب ديني، وأمر إلهي، وفعل وسلوك وتطبيق نبوي، ونهج الصالحين والعلماء من أهل الإسلام قديماً وحديثاً. وحبّ أهل السودان المتميز للنبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ رسول الرحمة وصاحب الشفاعة الكبرى لا شك هو الذي يحملهم على الرضى والقبول بالدستور الإسلامي الدائم الذي ينظم حياتهم في العبادة والمعاملة والأخلاق والحكم والسياسة والاقتصاد والثقافة وطريقة التفكير والعلاقات مع الآخرين.. النبي الهاشمي ــ عليه الصلاة والسلام ــ هو أول من رفع شعار الدستور الإسلامي ووثيقة الفجر الصادق والدعوة إلى الإسلام والتوحيد لإبطال عقيدة الإلحاد والوثنية التي كانت تنادي بتعدد الآلهة والطواغيت، والإبقاء على زعامات الجاهلية القبلية والطائفية، وسوء الأفعال التي كان يمارسها العلمانيون القدماء مثل قتل البنات وشرب الخمر والزنا وعبادة الأوثان والكهان، فلا هوية لهم في الحكم والسياسة والأخلاق، ولذا ثاروا على الدين الجديد الذي جاء به النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ الذي هدف لتخليصهم من هذه الموبقات والفوضى الاجتماعية والاضطراب السياسي والضعف الاقتصادي الذي كانوا يعيشونه بسبب الدعوة إلى فصل الدين عن الحياة،


    والوقوف بالإعراض والصد أمام أي دعوة ترمي إلى توحيد الله سبحانه وتعالى، وتحرير الإنسان في فكره وعقله وشعوره وحسم هويته. لقد ساوم العلمانيون القدامى ــ وهم آباء وأجداد علمانيي اليوم ــ الرسول الكريم ــ أن يترك الدعوة إلى الحكم بالدستور الإسلامي والفجر الإسلامي الصادق، وإذا هو وافق على مطلبهم هذا ــ جعلوه ملكاً وسيداً عليهم.. وجمعوا له من الأموال والدراهم ليصير ملياردير مكة، وأن يزوجوه من أعظم حسان قريش، وأن يصير فيهم الرائد والقائد المطاع، فلا يقطع أمراً أو يفصل في قضية قبل الرجوع إليه والأخذ برأيه.. بالله عليك انظر إلى مظاهر الإغراء والإغواء والتغرير والضغوط التي مارسها هؤلاء السفهاء مع رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ

    صاحب الدعوة العالمية الذي لا ينظر تحت قدميه، لكنه يحمل مشروعاً دعوياً وسياسياً للإصلاح المحلي والعالمي، ولذا سعى لإنقاذ آذانهم التي عليها وقر، فشفى عيونهم التي عليها قذى وقذر، وعالج قلوبهم التي بها مرض وران، وصفى ألسنتهم التي عليها فحش القول وعجمة البيان عن الحق عندما ألقى على عقولهم جملة سطرها التاريخ الصالح.. جملة مدوية على أذن كل مسلم مذ ذاك العهد البعيد إلى يومنا هذا القريب، فهي وقاية وحجابة وعصمة وجدار ثابت يتكسر دونه كل غريب ودخيل وشاذ.. قال لهم «والله لو وُضعت الشمس في يميني، والقمر في يساري أن أترك هذا الأمر، ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه» الله أكبر أي حصن.. وأي ركن أشد يلجأ إليه المسلم حين تطوِّقه الأزمات أعظم من هذا الركن وتلك القاعدة النبوية التي هزمت الأشرار.. لقد ركل عليهم إغراءاتهم وزيناتهم وعسولهم واختار راية التوحيد وحكم الإسلام وهدي الشريعة على الأهواء والعبث والأوهام.. لقد كانوا حقاً سُذّجاً وهم يفاوضون النبي بهذه الأفكار السيئة الدنيئة، وهذا مبلغ تفاهة الوثنيين والملحدين والشيوعيين والعلمانيين والمنافقين «يأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوىً لهم» ..


    همهم الشاغل التطلع إلى العزف والخمر وليالي الهوى وعرض الأجساد ونيل الأنظار «وركوب الفيل» لا يهمهم بعد ذلك مرض القلب وعلة التصور وقبح السيرة، ولما كان المشروع الإسلامي والدستور الإسلامي والفجر الصادق يزيل الغشاوة، ويجلي الأبصار، ويُحيي القلوب بعد ممات، ويوقظ الضمائر، ويشحذ الهمم، ويحرر القرار، ويرد العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، ويجعل القرآن دستور الحياة، والمسجد منبر النور والهداية، وجماعة المسلمين وأهل القبلة هم أمة الهدي وأصحاب المبادرات في الحياة والفعل اليومي، وينمي لوازم الحياء والأدب والحشمة ويحاصر بؤر الصعلكة والمجون ويكشف عورات العلمانيين والزعماء الطائفيين وسيرهم المسكوت عنها، هبوا كالشياطين يقاومون مشروع الدستور الإسلامي ويسخرون من جبهة الدستور الإسلامي وميثاق الفجر الإسلامي الذي يقوده العلماء والأئمة وعلية الرجال من أولي العزم والصدق والأمانة وحسن السيرة..


    ومن عجائب الزمان ومدهش الأيام أن يتعرض لهؤلاء الرجال الصفوة الزاهدين الصعاليك والضكور أشباه الرجال من العلمانيين والشيوعيين والمنافقين وعبّاد الهوى والسوقة والأبواق والببغاوات من إعلاميين علمانيين نعرف سيرهم، لا يأكلون إلاّ من الزبالة، ولا يعبدون الا جيوب الرجال، ولا يظهرون الا في غلس الليل.. حياتهم حياة الخفافيش وهم في ذلك سواء كبارهم من العفاريت والمردة وصغارهم من الوسواس والخناس الذين يمشون بين الناس ويرفدون صعاليكهم الكبار بالمعلومات، وهم في عزلتهم قد نبذهم الناس.. شاحت وجوههم التي لا تعرف السجود لله.. تعفنت نفوسهم التي لا تعرف الطهارة من الجنابة..


    وتمزقت قلوبهم التي اجتمع فيها حب عجل السامري وسوزان وسلفا.. تبدلت فطرتهم لما شربوا من كؤوس العمالة والارتزاق والأجرة الزهيدة ال########ة مثلهم !! وهل الأثمان تدفع على الأشياء إلاّ وفقاً لقيمتها المادية والمعنوية؟. إن بني علمان عليهم أن يدركوا أنهم بنو شيطان.. بنو الهوى..


    أما نحن.. نحن بنو الإسلام.. الوحي منزّله.. والقرآن دستوره.. ومحمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ عاهله.. والمسلمون وإن تفرقت بهم الأمكنة والأزمنة هم أنصاره ورعاياه ومؤيدوه.. يناصرون ويؤازرون وينافحون ويذبّون عن فجر الإسلام.. عن ميثاق الإسلام.. عن شريعة الإسلام.. عن دستور الإسلام.. أما الفَجَرَة والفسّاق والمرتزقة وعبّاد وتلاميذ السربون والطوائف الهالكة.. والأبواق المفتونة بحب الدرهم والدينار تراهم يصرخون في كل وادٍ.. ويهيمون.. يتسولون.. قطعوا رقابهم فذلت نفوسهم وتدنست وهانت. المدعو كمال عمر قال في صحيفة الجريدة بتاريخ الإثنين «18» فبراير «2013م »، «الإسلام لا يحتاج لفجر جديد فقد انبلج فجره وعم نوره قبل قرون من الزمان» نعم فقد انبلج فجره وعمّ نوره قبل قرون من الزمان، فقضى على رموز الضلال في ذلك الزمان، واليوم هو يتجدد فكراً وفقهاً ليقضي على أئمة الضلال الذين جمعوا الشينات الثلاث ونصبوك تنعق بسفيه قولهم.. أليس قد أكد رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ «أن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها أمر دينها» ولكن كمال عمر لا يحفظ ولا يفهم هذا الحديث..



    والذين يجددون للأمة دينها هم العلماء والأئمة لا الجهلة أمثالك. ونكرة آخر كتب يقول «إن أي مشرع يتبنى «ادعاءات» الأسلمة ورد السودانيين إلى «رب العالمين» أصبح محل مظنة وشك للشعب السوداني».. انظر إلى سفاهة الفكر وانحطاط التوجه؟ أقول: أيّها الجاهل شئت أم أبيت أنت وزمرتك الآثمة مشروعات الأسلمة يخلف بعضها البعض فإن شاب التجربة الأولى أخطاء هذا لا يعني أن تتكرر الأخطاء ذاتها في التجربة الثانية، ونسألك إلى من نرد الشعب السوداني إذا لم يرد إلى رب العالمين الخالق والمستحق العبادة وحده.. يا ترى تريد أن نرده إلى لينين وماركس «الفطيسين»؟ الشعب السوداني مسلم ولا يمكن أن يشك في إسلامه وعقيدته البتة..


    وقال أيضاً «يبدو أن أطروحة الفجر الإسلامي تأسست على ذات المنطلقات ادعاء احتكار الحقيقة المطلقة، بالتالي تحديد المرجعية، وكأن بقية القوى السياسية التي تطرح مبدأ فصل الدين عن الدولة وعدم استغلال الدين في السياسة مجرد «تمومة جرتق أو قوميات صغيرة يجب أن تدفع «الجزية» وترضخ صاغرة، وتقبل بالمرجعية الإسلامية التي تمثل الغلبة الغالبة.. أبدأ من حيث انتهى هذا العلماني النكرة وأقول الحقيقة المطلقة لله وحده والإسلاميون لا يدعونها، والدين والسياسة في الفكر الإسلامي لا ينفصلان، ولا يمكن للأقلية أن تغلب مطالبها على الأغلبية، ثانياً: إن الادعاء بأن السودان بلد لم تحسم هويته وأنه بلد متعدد الأديان واللغات والثقافات ــ كما يقولون دائماً ــ


    شيء متوهم وباطل، السودان بلد إسلامي.. وليس متعدد الديانات، بدليل أن غالب أهله مسلمون وهذه حقيقة ينبغي أن تُدرك.. ثانياً الادعاء بأن السودان بلد متعدد اللغات أيضاً أمر يفتقر إلى الموضوعية والعلمية، حيث هناك فرق كبير بين اللغة واللهجة في التصنيف العلمي في علم اللسانيات، وعليه لا يمكن إطلاق مصطلح لغة على لهجة إلاّ بعد استيفاء معايير علّمية والذي في السودان لهجات لبعض الاثنيات نحترمها ونقدرها ولكن لا تسمى لغة ــ


    واللغة الوحيدة في السودان لغة الدين والثقافة الإسلامية هي لغة القرآن العربية، وهي لغة البلد الرسمية ولغة الآداب والشعب في التواصل والإبداع.. وليدلني دالٌّ على ثقافة إسلامية كُتبت بلهجة غير اللغة العربية؟ وهوية السودان محسومة بأنه بلد إسلامي والهُويَّة تحدِّد بالدين ولغة ذلك الدين أو لغة الثقافة المقرونة بذلك الدين، وهما ركنا الهوية الجامعة كما كتبتُ من قبل عشرات المقالات في هذا الاتجاه ولا شيء آخر سواهما.


    وعليه الإسلام هو الذي يحدد مرجعية الشعب السوداني في الحكم والحياة وليس بنو شيطان.. ونحن بنى الإسلام لكم بالمرصاد.. فاحلموا فقد حلم من قبلكم ماركس حتى فطس ولم يحقق شيئاً.. وحلم زعماء الطوائف في عباءات دينية وهم أجهل الناس حتى فني نجمُهم.. وحلم الأوغاد من دعاة مشروع السودان الجديد وما قبضوا إلاّ الهواء.. الفجر الإسلامي والميثاق الإسلامي والدستور الإسلامي والشريعة الإسلامية هو عهد السودان الجديد الإسلامي بعد الدغمسة والتوهان.. فافعلوا ما شئتم.
                  

02-25-2013, 05:57 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    لمـــــــاذا يا حــــزب الحريـــة والعدالـــة المصــري؟؟!
    الصادق الرزيقى

    نشر بتاريخ الأحد, 24 شباط/فبراير 2013 09:05


    لم يفهم كثير من الناس، السبب وراء اللقاء الذي عقده حزب الحرية والعدالة المصري الذراع السياسي لحركة الإخوان المسلمين وأكبر الأحزاب السياسية الحاكمة في مصر، مع وفد من حركة العدل والمساواة السودانية المتمردة!! وجاء في الأخبار التي بثتها عددٌ من الوكالات ونُشرت في الصحف هنا بالخرطوم، أن وليد حداد الناطق باسم الحزب الحاكم في مصر، قال خلال لقائه وفد حركة العدل والمساواة المتمردة «إن مصر تقف مع خيار الشعب السوداني وتدعم الحرية وتحرير الشعوب من الظلم. إن مصر الثورة تقف دائماً مع تطلعات الشعوب من أجل الحرية والديمقراطية»!


    وأشار الناطق باسم حزب الحرية والعدالة المصري حسب الخبر كما نقلته وكالات الأنباء، إلى أن اللقاءات يجب أن تستمر حتى تتضح الصورة ويتم التواصل مع كل القوى السياسية على الساحة السودانية حتى تتحقق تطلعات الشعب السوداني في الحرية والعدل والمساواة والديمقراطية والكرامة الإنسانية»!!


    لو تم هذا اللقاء وصدر هذا التصريح وفق سياق محدَّد ومعروف، مثل وساطة مصرية أو مبادرة لحل قضية دارفور، لقلنا فليكن. لكن أن يبادر الحزب الحاكم في مصر باستقبال وفد لحركة متمرِّدة تقاتل وتسفك الدماء وتسعى لتدمير السودان ونشر الفوضى في ربوعه وتتبنى رؤية ليست في مصلحة مصر نفسها، فهذا غير مقبول على الإطلاق ولا يمكن هضمه وعمل لا يمكن التعامل معه بسهولة وتجاهله من قبل الشعب السوداني.
    ثم إن اللغة التي تحدَّث بها المتحدث باسم الحرية والعدالة، لغة مناصرة لحركة العدل والمساواة وتصب في صالحها، ويُفهم منها أن مصر الثورة تنظر للأوضاع في السودان كأنها ضد الحرية وفيها ظلم وحيف للناس، وإذا صحَّت هذه التصريحات يكون الحزب الحاكم في مصر قد ارتكب خطأً فادحاً في حق السودان ومسَّ وتراً حساساً في العلاقة بين السودان ومصر.


    وواضح من سياقات الحديث وإشاراته ودلالاته وخطله، أن البُعد الإستراتيجي وفهم طبيعة العلاقة بين البلدين كان غائباً تماماً عن الناطق الرسمي باسم «الحرية والعدالة» المصري، باستقبال حركة تمثل مِعْول هدم لكل مقوِّمات التعاون المشترك ومفهوم الأمن القومي في منطقة وادي النيل، لأن حركة العدل والمساواة وارتباطاتها وعلاقاتها بدوائر غربية وصهيونية وتحالفاتها مع الحركة الشعبية وسعيها لأفرقة السودان وربطه بمخطَّطات «السودان الجديد» والتوجُّهات الإفريقانية المصادمة للثقافة العربية الإسلامية، ليست حركة مؤهَّلة ليتم استقبالها من الحزب الحاكم المصري إلا إذا كان هذا الحزب يعمل ضد نفسه وضد مصلحة مصر العُليا وتوجُّهات الثورة المصريَّة نفسها التي تريد تصحيح ما اقترفته أيادي النظام السابق بالتفريط.. في علاقات تاريخيَّة مع السودان وانسحاب بالكامل من شؤونه ومناصرة المعارضات المسلحة، حيث كان نظام مبارك داعمًا بشكل مباشر وغير مباشر للقوى المتمردة التي كانت تسعى لإسقاط النظام في الخرطوم.


    بالمقابل، ماذا كان سيحدث لو استقبل المؤتمر الوطني هنا في الخرطوم وفداً من المعارضة السياسية المصرية وتحدَّث عن تطلعات الشعب المصري أو استقبل رموزًا من النظام السابق الذي انقلب عليه الشعب المصري؟؟
    ماذا كان سيحدث؟؟
    لدينا منذ مدة ملاحظات مهمة حول التعامل الرسمي المصري مع المعارضة السودانية بالخارج، هناك مكاتب ووجود فاعل بالقاهرة لقطاع الشمال بالحركة الشعبية وكل حركات دارفور المسلحة، وتتلقى هذه التنظيمات المتمردة والمعارضة التي تقاتل وتنشر الحرب والخراب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، رعاية من مؤسسات الدولة المصرية ومن قوى سياسيَّة مصريَّة معارضة، لكن صدمتنا في حزب الحرية والعدالة كبيرة ومثل هذا الطعن من الخلف لن تندمل حراحُه أبداً، فما فعله الحزب الحاكم في مصر عمل غير صالح ومضر لعلاقة البلدين ولن يزيد حركة العدل والمساواة إلا خبالاً في الاستمرار في الحرب والدمار!

    ----------------


    الحركة بدون الترابي..!!
    February 25, 2013
    عبد الباقى الظافر..

    قبل ايام تمكن لص جرىء من سرقة هاتف الشيخ الزبير أحمد الحسن..زميلنا الصحفي الساخر أحمد يوسف التاي علق على الحادثة متخوفا ان تسرق الحركة الاسلامية من بين يدي امينها العام مثل ذاك (الموبايل) الذي استعادته الشرطة لاحقا.

    الشخصيات الاستثنائية تجعل مهمة من يخلفها على المنصب صعبة جدا..لم يكن احدا يتصور ان الفلسطيني الخجول ابومازن يمكن ان يجلس على ذات المقعد الذي جلس عليه ياسر عرفات..نفوذ السلطة نفخ في محمود عباس وجعله يبدو زعيما قويا..رغم هذا المظهر الفولاذي لم يتمكن الرئيس ابومازن من صناعة حدث مهم كما كان يفعل ابوعمار وهو محاصر في شعاب بني هاشم في الاردن..او لاجئا في لبنان ولكنه متحكم في كل الاحداث في بيروت.

    هيكل يروي ان الرئيس السادات استدعي الفريق حسني مبارك لمقابلته بمنزله في احد الامسيات..الطيار مبارك الذي يهتم بمظهره جيدا لمع حذائه الانيق وذهب للموعد وفي خاطره ان الرئيس سيعينه سفيرا في بريطانيا بعد احالته للتقاعد..السادات يفاجيء الطيار بتعيينه نائبا لرئيس الجمهورية..بعد حادثة المنصة يجد مبارك الطريق ممهدا ليصبح رئيسا لمصر بوزنها وثقلها السياسي..رغم ان مبارك حكم مصر لمدة ثلاثين عاما الا انه افتقد القدرة على اتخاذ القرارات الكبيرة..في نهاية المطاف اضطر الشعب المصري ان يقول له ( ارحل ..يعني امشي لو مابتفهمش).

    في الضعين خاطب مساعد رئيس الجمهورية حشدا من الاسلاميين..في ذاك المنتدي الجامع خرج الدكتور نافع بخلاصة ان مفاصلة الاسلاميين حررت التنظيم من حب الترابي وحولتهم لحب الكيان الاسلامي..الاستاذ السابق وصل الى استنتاج ان من يخرج على التنظيم لن يجد من (يشيل معه الفاتحة ) كناية عن العزلة والضعف.

    ملاحظة دكتور نافع تعيد النقاش حول دور الافراد في صناعة التاريخ خاصة في عالمنا الثالث الموبوء بضعف المؤسسات..علينا ان نسأل ان كانت الحركة الاسلامية الان اقوي مقارنة بايام الشيخ الترابي..الملاحظة الاولية تؤكد ان الاسلاميين ضربهم التشرذم والانقسام حينما خرجوا من تحت عمامة الشيخ..الان هنالك من كان اميرا للمجاهدين ثم يحمل سلاحه ضد اخوته السابقين..وهنالك من كان امينا على كل اسرار الدولة وهو الان في غياهب الحبس بتهمة التأمر على ذات الفكرة..الافادة العامة تؤكد ان الاسلاميين اليوم اشد ضعفا وانكسارا.

    بيد ان السؤال الاهم ماذا قدم خلفاء الشيخ من اجتهادات جديدة للتنظيم الاسلامي..الترابي كان صاحب القفزات التاريخية مثل الخروج من عباءة اخوان مصر اصحاب الماركة المسجلة..كذلك محاربة حكومة مايو ثم مصالحتها..ثم اخيرا الوثوب الى السلطة تحت جنح الليل..الترابي لم يكن ابدا يحتاج الى هاتف محمول لتوصيل افكاره..تكفي منه ابتسامة ساخرة أوايماءة معبرة.

    سيكتب التاريخ ان مفاصلة رمضان كانت بداية الهبوط التدريجي في رحلة الاسلاميين مع السياسة في السودان.


    -----------------
    الطيب مصطفي يكون جبهة (الفجر الاسلامي) ويعلن رسمياً عن رغبته في وراثة حكم إبن أخته !
    February 25, 2013
    (حريات)

    أعلن الطيب مصطفي رئيس ما يسمى بمنبر (السلام العادل) – وخال المشير عمر البشير – عن تشكيل جبهة جديدة أسماها بـ (الفجر الاسلامي).

    وقال ان جبهته تأتي (لمواجهة جبهة الفجر الجديد) التي تواضعت عليها غالبية القوي السياسية السودانية والجبهة الثورية في كمبالا مؤخرا.

    وقال البيان التأسيسي لجبهة الطيب مصطفى الجديدة انه يهدف لـ (تطبيق الشريعة الاسلامية وارساء حكم القران والسنة في البلاد).

    ولم يتوان البيان عن التأكيد علي ان القوي الاسلامية يجب أن تحكم البلاد حتي في حال الاطاحة بحكم البشير.

    وقال مراقبون لـ (حريات) تعليقا على هذه الخطوة انه برغم التأييد الظاهري لهذه الجبهة لعمر البشير ، ودعمها الظاهري للحملة التي يقودها ضد اتفاق (الفجر الجديد)، الا انها تستبطن الرغبة المحمومة لدي الاسلاميين في الحفاظ علي مصالحهم لشعورهم بدنو أجل حكومة البشير ، وفي ذات الوقت يأتي تعبيرا عن رغبتهم في وراثة البشير بعد أن بدات حكومته في الترنح بسبب الضغوط الاقتصادية والسياسية داخليا وخارجيا وارتفاع تيار السخط الشعبي ضده.


    --------------------


    في اجتماع شورى حزب البشير..إتهام نافع بالوقوف شخصياً ضد الإصلاح والعمل على تصفية حسابات خاصة


    «سناء حمد»




    اتهامات متبادلة وملاسنات
    02-25-2013 12:42 PM
    القاهرة – سليمان سري

    تحول اجتماع مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، الذي انعقد الأسبوع الماضي، إلى عاصفة من الجدل بين أعضائه، فيما ظلت السلطات الأمنية تمنع على مدار خمسة أيام نشر تفاصيل ما دار فيه واكتفت الصحف المحلية بنشر خبر مقتضب نقلا عن وكالة الأنباء الرسمية ركز على تشديد مجلس شورى الحزب على ضرورة بذل مزيدٍ من الجهود في مكافحة الفساد ومواصلة خفض الانفاق الحكومي.
    وكال نائب رئيس المؤتمر الوطني ومساعد رئيس الجمهورية، الدكتور نافع علي نافع، الاتهامات لعددٍ من أعضاء الحزب وقال «إن حديثهم عن محاربة الفساد وإصلاح الجهاز الحكومي ذريعة لتمرير مخططاتهم» ووصفهم بأنهم «كانوا وزراء فاشلين ومحبطين يشيعون الإحباط وسط العضوية».
    وكانت وزيرة الدولة في وزارة الإعلام سابقاً، سناء حمد، توقعت أن يكون موقف الحزب في الانتخابات المقبلة أضعف كثيرا من السابق «ليس لقوة الأحزاب الأخرى ولا لثقل كبير تملكه المعارضة ولكن لتراجع الحزب من صنع يديه» حسب تعبيرها، وطالبت الحزب بضرورة تطهير الصف وخلق مناخ للثقة بين القيادة والقاعدة وتفكيك مراكز القوى والتحالفات المصلحية والجهوية واستعادة ثقة المواطن واحترامه واضافت( ما أخشاه إن تباطأت الخطى نحو الإصلاح ..أن يفقد الحزب تماسكه ...وان تعلو الأصوات منادية بالتغيير)

    فيما لفتت وزيرة الرعاية الاجتماعية، سامية هباني، إلى ضرورة تبني إصلاحات اقتصادية، وربطت بين الانفلات الأخلاقي والتدهور الاقتصادي.
    أما عضو الهيئة القيادية في المؤتمر، حسن عثمان رزق، فدعا إلى إطلاق سراح المعتقلين في المحاولة الانقلابية التي جرت في نوفمبر العام الماضي، واتهم الدكتور نافع علي نافع بالوقوف شخصياً ضد الإصلاح والعمل على تصفية حسابات خاصة مع المعتقلين
                  

02-25-2013, 06:21 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    المعارضة الإسلامية.. الطريق إلى القصر بوجه جديد
    الانتباهة
    نشر بتاريخ الإثنين, 25 شباط/فبراير 2013 09:

    محمد أحمد الكباشي

    «ستكون المعارضة الإسلامية بديلاً من المعارضة العلمانية، وإذا سقط النظام فسيكون البديل إسلاميًا».. هكذا قطع المهندس الطيب مصطفى رئيس منبر السلام العادل الطريق أمام كل القوى المعارضة في الاتجاه الآخر للمضي قدمًا لإسقاط النظام، وأكد خلال توقيع أحزاب ومكوِّنات إسلامية على وثيقة الفجر الإسلامي أمس الأول بالرياض أن ميثاق الجبهة الثورية يهدف إلى إسقاط «الإسلام» وليس «النظام»، مبينًا أن ميثاق الفجر الإسلامي سيُحدث تحولاً كبيرًا في المشهد السياسي بالسودان، فيما انتقد عددٌ من الأعضاء سياسة الحكومة تجاه تطبيق شرع الله، وأبانوا أنها اتخذتها مطيَّة للوصول للسلطة وأنَّ تعهدات المؤتمر الوطني «بتطبيق شريعة غير مدغمسة» ذهبت أدراج الرياح مع تقديمه مزيدًا من التنازلات لإرضاء من وصفوهم بالعلمانيين، وشدَّد الميثاق على ضرورة إقرار دستور إسلامي في مقابل بطلان القوانين والتشريعات المخالفة للشريعة الإسلامية وحرمان أي أحزاب أو هيئات يقوم فكرُها ونظامها الأساسي على تقويض الدستور الإسلامي، ويبدو واضحًا أن التيارات الإسلامية ومن خلال هذا الميثاق تحاول لملمة أطرافها والظهور علنًا والسعي بصورة جادة لسحب البساط من تحت أقدام المعارضة والتي تشهد خلافات حادة بين مكوِّناتها المختلفة من خلال حرب التصريحات المتبادلة بين قادتها طوال الفترة الماضية خاصَّة مع ميلاد ما يسمَّى بوثيقة الفجر الجديد، فقد انتقد رئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، بشدَّة مسيرة تحالف قوى الإجماع الوطني،


    وقال إن التسمية لم تعُد تنطبق على الواقع ووصفه بالهلامي، وصوَّب المهدي سهام النقد لتجربة قوى الإجماع الوطني، وقال إن عمله استمرَّ أكثر مما يلزم بصورة هلاميَّة، لافتاً إلى أن تسمية قوى الإجماع لم تعُد تنطبق على الواقع، ووصف التكوين السياسي المشترك لأحزاب المعارضة بأنه مجرَّد من الهيكلة الفاعلة، وقال إن ما يصدر من قرارات تُعَد فوقيَّة ولا تمسّ الواقع. ووصف تحرُّكات بعض عناصر المعارضة بالذاتية كما أنها ترفع شعارات تريد أن تقفز بها على المرحلة، وتابع: «هذه العوامل خلقت لنا فجوة مصداقية فضحك الناس على أدائنا مثلما ضحكوا على الحكومة العريضة»، كما وجَّه انتقادات لاذعة للجبهة الثورية مبينًا أنها ارتكبت أخطاء كبيرة بوثيقة الفجر الجديد مبينًا أنها بذلك أعطت النظام دفعة قوية وجدت مساندة شعبية، وطالب المهدي بإعادة هيكلة قُوى تحالف المعارضة، وطالت سهام المهدي المؤتمر الشعبي وطالبهم بالتوبة والاعتراف بالغلط قبل أن يسألهم الناس: «قبل أن يسألكم الناس توبوا وقولوا غلطانين».. في الوقت الذي خرج فيه رئيس الهيئة العامة لقوى الإجماع الوطني فاروق أبو عيسى بانتقادات لوثيقة الفجر الجديد مؤكِّدًا أنها أدانت المعارضة وشوَّهت صورتها أمام المواطنين، وأنها ألحقت أضراراً كبيرة بأنشطة المعارضة ومنحت الحكومة دعماً شعبياً عريضاً

    وشنَّ أبو عيسى في تنوير توعوي لعدد من القيادات المعارضة في غياب ممثلي الشعبي والشيوعي والأمة القومي، هجوماً عنيفاً على حلفائه في المعارضة بالداخل، ووصف أنشطة بعض الأحزاب بالتآمرية والهادفة لزعزعة التحالف على حدّ تعبيره، وقال إن الترابي والصادق المهدي أفشلا عقد اجتماع لرؤساء أحزاب المعارضة تم تحديده من قبل بطلب من الحزبين، موجهاً اتهامات شديدة لحزب الأمة بالعمل لصالح الحكومة التي قال إنها تخترق الحزب الطائفي، لافتاً النظر إلى نشر كل أنشطة المعارضة رغم سرية تفاصيلها، وكشف أبوعيسى عن خلافات بين الشعبي والشيوعي رغم التعاون الذي تم بين الحزبين مؤخراً، مشيراً إلى أن الشيوعيين كانت لديهم تحفظات على الكثير من أنشطة الشعبي، مبيناً أن لقاء تم بين الأمين السياسي للحزب كمال عمر وطارق عبد المجيد من الحزب الشيوعي للتوصل إلى تفاهمات بشأن الخلافات.


    وقال أبوعيسى إن الخطاب المنشور لم يخرج من بيان صدر الأسبوع الماضي لقوى الإجماع الوطني حول ميثاق الفجر الجديد أكَّدت فيه بالإجماع ضرورة استمرار الحوار مع الجبهة الثوريَّة بهدف توحيد المعارضة في الداخل والخارج باعتباره هدفًا إستراتيجيًا لإسقاط النظام مشيرًا إلى أن البعض يريد «التشطر» لكنهم لم يأتوا بجديد.. وكان المؤتمر الشعبي قد هدَّد بالانسحاب من تحالُف قُوى الإجماع الوطني إن لم تتراجع وتتبرّأ من وثيقة «الفجر الجديد» الموقَّعة مع «الجبهة الثورية».. ونقلت مصادرعن الأمين العام للحزب إبراهيم السنوسي قوله: إن الوثيقة بها مسعى واضح لفصل الدين عن الدولة واستبداله بنظام علماني، لافتًا إلى أن حزبه مع سياسة تغيير وإسقاط النظام عن طريق العمل السياسي وليس المسلَّح، مؤكِّدًا أن حزبه تبرأ من الشخص الذي وقّع باسمه على تلك الوثيقة.. يأتي هذا في الوقت الذي أكَّد فيه الحزب الاتحادي الديمقراطي عدم مشاركته في اجتماعات «الجبهة الثورية»،


    وجدَّد الحزب على لسان الناطق باسمه إبراهيم أحمد الميرغني، موقفه الثابت الداعم لوحدة السودان أرضًا وشعبًا، وقال في تصريح صحفي إن الاجتماعات المشار إليها لم تتم دعوة الحزب إليها، مبينًا أن حزبه غير معنيّ بها باعتبار أنه لم تتم استشارتُه فيها، وإن موقفهم ثابت تجاه القضايا الوطنيَّة وسبق أن أعلنه رئيس الحزب، وأضاف الميرغني أن موقفهم المعلن يهدف إلى تجميع كل أهل السودان في مائدة واحدة لأجل حل أزمة البلاد، مشيرًا إلى أن الهدف من اجتماع أحزاب المعارضة مع متمردي الجبهة الثورية «سياسي»، قائلاً: إن المجتمع الدولي أوعز للمعارضة بإسقاط الحكومة بشتى السبل


    من هنا يبدو جليًا أن أوراق المعارضة باتت مبعثرة مع ميلاد ميثاق فجر الإسلام وأطروحاته التي تبنّتها الإنقاذ منذ بواكيرها ولم تكن غير شعارات لم تنفَّذ، ورأت جبهة الدستور أنها البوابة التي تعيد بها تطبيق الشريعة من خلال التوقيع الأخير وتبني مشروع المعارضة الإسلاميَّة والسعي لإبعاد المعارضة العلمانية خاصّة أن جبهة الدستور أعلنت لحشد جماهيري كبير خلال الأيام القادمة
                  

02-27-2013, 04:36 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    حزب الترابي: مشروع الدستور الانتقالي بالتنسيق مع الجبهة الثورية خلال الفترة المقبلة.


    رمى دعاة وثيقة الفجر الاسلامي ورماهم بـ "الخواء الفكري"
    02-27-2013 12:01 PM


    الخرطوم: محمد سعيد:


    طالب حزب المؤتمر الشعبي، دعاة وثيقة «الفجر الاسلامي» بالحوار مع السودانيين والاعتراف بالآخر وعدم تكريس الشمولية القابضة، معلنا اعتزام تحالف المعارضة توقيع مشروع الدستور الانتقالي بالتنسيق مع الجبهة الثورية خلال الفترة المقبلة.


    وانتقد الامين السياسي للمؤتمر الشعبي، كمال عمر، في منبر اعلامي لحزبه امس دعاة وثيقة الفجر الاسلامي ورماهم بـ»الخواء الفكري» وطالب مؤسسيها بالانفتاح على الآخرين والاعتراف بهم في اطار الديمقراطية شريطة اعتراف الآخرين بهم، موضحا ان الوثيقة خلت من آليات تعزيز الديمقراطية وقبول الآخر ما يعني انها تسير على «حافر السلطة».


    واوضح عمر ان تحالف المعارضة يعتزم التوقيع على مشروع الدستور الانتقالي الذي يعقب مرحلة سقوط النظام، قائلا ان العملية ستتم بالتنسيق مع الجبهة الثورية معربا عن امله في التوصل الى تفاهمات مشتركة في القريب العاجل وتابع «هناك حوار بين المعارضة والجبهة الثورية حول وثيقة الفجر الجديد والدستور الانتقالي يسير بشكل جيد يتيح اتفاقا بين الطرفين».


    واعلن ان المعارضة احتوت الخلافات التي ظهرت بين حزبي الامة القومي والبعث اخيرا عقب لقاءات تمت بين قيادات التحالف الساعات الماضية، مشددا على ان توحد المعارضة يشكل اولوية ويرجح اسقاط النظام.
    وطالب عمر، الحكومة بالنأي عن مواجهة المجتمع الدولي والدخول في تفاوض مباشر مع الحركة الشعبية ـ قطاع الشمال- باعتباره منفذا لتنفيذ اتفاق التعاون بين الخرطوم وجوبا، وقال ان تصريحات قادة الحزب الحاكم لن تجدي نفعا في ابعاد العقوبات التي ستصدر حال عدم تنفيذ القرار الاممي 2046.


    كما انتقد القيادي المعارض، وزير المالية، مضيفا انه لا يلامس الواقع والاوضاع المعيشية التي يواجهها السودانيون، وزاد «هذا الرجل عقليته غير ملمة بالواقع».

    الصحافة


    ------------------

    القيادي بالمؤتمر الشعبي "إبراهيم السنوسي" في حوار عن الوضع السياسي الراهن


    «ابراهيم السنوسي»




    حرية مافي، الفساد موجود وغلاء المعيشة..يعني أنا أمشي أتصالح معهم عشان أتونس معاهم يعني؟
    02-27-2013 08:13 AM
    { شيخ "إبراهيم".. محاولات رأب الصرع بين شقي الحركة الإسلامية كلها انتهت بالفشل.. أليس هناك أمل في مصالحة واندماج؟
    - أنت تسألين عن ماضٍ مشوب بالغيب.. الاختلاف في ما مضى كان قائماً على مبادئ.. اختلفنا على مبادئ جاءت في القرآن– الحرية والشورى– والحرية والشورى غير متوفرة الآن.. اختلفنا معهم على ضرورة الطهارة والعفة في اليد.. والآن ما يزال الخلاف قائماً، بل العكس، أصبح الفساد في النظام وفي رموزه يعرفه كل الشارع.. اختلفنا معهم على أنهم أداروا قضية الجنوب وحدهم دون إشراكنا، وكانت النتيجة اتفاقية (نيفاشا) التي يحصدون الآن آثارها السالبة.. الآن الوضع أكثر سوءاً، والنظام أكثر ضعفاً، والناس كلهم يرون أن النظام يسير نحو السقوط، فليس من عاقل بعد كل هذا يرى الدخول في هذا النظام.
    { ما يحيق بالبلاد من تحديات لماذا لا يكون دافعاً لكم للمصالحة؟
    - المؤتمر الوطني هو الحزب الحاكم.. والآن (حرية مافي، شورى مافي، موجود الفساد وغلاء المعيشة.. يعني فقط أنا أمشي أتصالح معهم عشان أتونس معاهم يعني؟!).
    { عشان الإصلاح.. كي تُصلح؟
    - قلت لك هذا النظام غير قابل للإصلاح من الداخل، كيف أصلح إذاً (مافي حرية مافي شورى.. إذا رموزه فاسدين كل أنواع الفساد).. كيف أصالح، وهو الآن يقتل في جنوب كردفان ويقتل في... يعني واحدة من حكم الله تعالى التي ألهمنا إياها أن خرجنا من هذا النظام، والآن لنا أكثر من (12) سنة– لو كنا معه الآن لحُسب علينا هذا كله.
    { مقاطعة.. الآن أنتم مسؤولون عن (10) سنوات؟
    - مقاطعاً بسرعة.. قلت لك نحن خارج النظام (12) سنة.. هذا الذي حدث لسنا طرفاً فيه.. قبله نعم كنا طرفاً.. فلنتحاسب.. يحاسبنا الشعب ويحاسبنا التاريخ.. ما عندنا أي مانع.
    { أنتم طرف في الأخطاء التي وقعت.. المبدأ الذي كنتم تعملون به- تغليب الولاء السياسي على الكفاءة– الصالح العام وتشريد العاملين في الدولة.. هذه كانت جذور الفساد؟
    - (بغضب انفعال).. (هسي ربنا يوم القيامة حيحاسبني يقول لي إنت كنت زول مسؤول عن الحكاية دي؟).. ربنا قال: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ).
    { كل الذين شُردوا في الخدمة العامة أنتم مسؤولون عنهم؟
    - مش كل نفس بما كسبت رهينة؟ كلامك هذا غير صحيح.. لا قانوناً صحيح ولا سياسياً صحيح.. قانوناً تحاكمين الشخص الذي ارتكب الجريمة.. سياسياً ندخل في الحساب.. ما عندنا مانع.. ندخل في الحساب منذ الانقلاب، ندخل نحن وغيرنا الذين سبقونا بالانقلابات.. كلنا.. ما عندنا مانع.. أي انقلاب سبق من قبل نتحاسب.
    أنا قلت لك الآن أنا (12) سنة خارج النظام (تقولي لي إنت برضو؟).. أنا ذاتي كنت في السجن.. طيب أكون مسؤول كيف؟!
    { مبدأ تغليب الولاء السياسي على الكفاءة في الخدمة المدنية.. ألم يعمله "الترابي" وتعمل به الحكومة في بداياتها؟
    - (بانفعال وغضب).. هذا ليس صحيحاً.. النظام كان قائماً على الكفاءة، وهذا الكلام ليس صحيحاً.. كل الناس الذي دخلوا هذا النظام من أعضاء مجلس قيادة الثورة ومجلس الوزراء هل كانوا كلهم حركة إسلامية؟!
    { أنا أتحدث عن الخدمة المدنية العامة؟
    - وليه تركت الاثنين ديل؟ مجلس قيادة الثورة ومجلس الوزراء؟!
    { أنا أتحدث عن الخدمة المدنية وتشريد العاملين؟
    - (إنت ماسكة في الخدمة المدنية).. أنا لا أعرف أن وكيل وزارة في الحتة الفلانية رفتوه.. أنا أيه العرّفني.
    { أنا أعرف أن هناك الآلاف شُردوا من وظائفهم لأنكم كنتم تقدمون الولاء على الكفاءة.. لأنهم سياسياً لا يتفقون معكم؟
    - هذا ليس صحيحاً.. أيه العرّفك إنو كلهم كان لأسباب سياسية؟ أيه العرّفك أن فلان وفلان لأسباب سياسية؟!
    { يعني مافي حاجة زي دي يا شيخ.. ما كان هناك مبدأ كهذا؟
    - (أنا ما بقول ليكي ما في مبدأ.. لأنه أفرضي كان في.. أفرضي كان هناك مبدأ ولم يطبق.. أفرضي كان في مبدأ.. هذا ليس هو الموضوع.. الموضوع هو أن هناك ناس فُصلوا.. الناس الفُصلوا ديل أنا ما أقطع أنه كلهم فُصلوا لـ... فيهم الذي رُفت ظلماً.. الذي رفُت ظلماً قد يكون لعدم الولاء أو ....).
    ما تتكلمي عن (حاجة عامة).. هل يُعقل أن أقول إن كل الصحفيين فاسدين بسبب أن هناك صحفياً واحداً عميل للحكومة؟
    هذا الكلام ما صحيح.. نحن حركة إسلامية قائمة على الأخلاق وعلى الدين، وقائمة على الكفاءة.. عايني للخدمة المدنية هل كلهم كانوا إسلاميين؟ هل عندك إحصائية تؤكد هذا؟ (أمشي جيبي إحصائية.. وجيبي معلومات.. بعدين الحكاية دي لو في نمشي المحكمة).. ما تلقي التهم جزافاً على الناس.
    { لكن مجرد أن أضع مبدأ كهذا.. هذا خطأ كبير؟
    - أنا ما ح أتناقش معاك (40) دقيقة في الموضوع.. ولا أنا في محكمة عشان أجاوبك على السؤال دا.. (صمت برهة).. زول رفتوه وأنا في السجن.. هل أنا مسؤول عن فلان الفلاني وتعيينه؟ هل هذا منطق عادل؟!
    { شيخ "إبراهيم".. نتجاوز هذه النقطة..
    - مقاطعاً.. لا.. قولي.. أقرّي.. أنا كنت في السجن.
    { إذا أنت قبل ذهابك إلى السجن وضعت قاعدة للناس قلت عينوا الذين عندهم ولاء.. تكون مسؤولاً؟
    - (باستنكار).. قاعدة أنا أختها؟!
    { إذا لم تضع قاعدة تكون ما مسؤول؟
    - إذا معناها نحن وضعنا قواعد.. والحاصل في البلد دا كله عملته الحركة الإسلامية! إنت خليكِ عادلة.. خليكِ عادلة!!
    { أنتم ارتكبتم أخطاء خلال (العشر) سنوات الأولى التي حكمتم فيها.. هل أنتم معترفون بأخطائكم؟
    - ما ترددي لي هذا.. أنا سياسي، وأنا دارس قانون أنا قلت لك نفتح الحساب.. نفتح الحساب.. نحاسب كل زول عمل انقلاب وعمل أخطاء.. نتحاسب.. العشر سنوات هذه، نتحاسب فيها.. ما عندنا أي مانع.
    { أنتم قلتم إنكم ندمتم على هذه السنوات (العشر)..
    - مقاطعاً (بانفعال وغضب).. ما تقولي لي ندمت..
    { مقاطعة.. حزب المؤتمر الشعبي قال هذا.. إنه نادم؟
    - أنا أقول لك أنا مستعد للحساب.. أنا ما قلت كلمة (ندمت).. ما تختيها لي في لساني.
    { المؤتمر الشعبي سبق وقال إنه نادم على هذه (العشر) سنوات؟
    - أين قال؟!
    { ألم يقل هذا؟
    - أنت قلت إنه قال والبيّنة على من ادعى.. أين قال؟
    { أنا سمعت وقرأت أنه قال؟
    - قولي لي أين قرأت هذا؟
    { قرأته قبل فترة طويلة لا أذكر أين؟
    - إذن كلام ما عندك ليهو مصدر ما تقوليهو.
    { طيب.. الآن أنتم نادمون أم غير نادمين؟
    - أنا ما ندمان أصلاً.. أنا قلت لك نتحاسب.. (بانفعال وبطريقة غاضبة).. إنت ما خاتاني في كرسي اعتراف عشان أنا أقول ليك ندمان ولاّ ما ندمان!
    { شيخ "إبراهيم".. أنتم مقرون بأنكم مسؤولون عن (العشر) سنوات الأولى من الإنقاذ؟
    - أي حزب من الأحزاب يأتي إلى الحكم يصدر قرارات في وقتها ويأتي زمان في ما بعد يدل على خطأها أو صحتها.. نحن لسنا ملائكة.. نحن جزء من الشعب السوداني.
    { أنت قلت إنكم مستعدون للحساب على (العشر) سنوات.. ما تقييمك لها.. أين كانت الإخفاقات والأخطاء فيها؟ الآن بإمكان هذا النظام الذي تنتقدونه أن يقول لكم: (ما في بشر لا يخطئ).. ماذا لو قال لكم هذا؟
    - (بانفعال شديد).. (ما تقولي لي النظام.. ما تقولي لي النظام).. إلا ما تعمدت قلوبكم.. يعني الخطأ واقع.. وخير.. الخطاءين التوابون.. قلت لك هذا كان مبلغ علمنا واجتهادنا.
    { ما رأيك لو قال لكم "علي عثمان" الآن: هذا مبلغ علمنا واجتهادنا؟
    - خلاص.. في ذلك الوقت؟ خلاص.
    { لو قالها لكم الآن من هذا الوقت؟
    - خلاص..! الوقت مختلف.. شيء طبيعي جداً.. البشر يخطئ.. قلت لك في القرآن: (وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ).. ومع ذلك أنا ما عندي مانع.. (العشر) سنين هذه أعملوا محاكمة.. أعمل محاكمة وحاكمنا.. عندها نحن سنقول لك لماذا فعلنا ذلك!!

    المجهر
                  

03-01-2013, 09:52 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    خطيئة نيفاشا.. وخطايا وتناقضات يوسف عبدالمنان!!..


    وقيع الله حمودة شطة



    نشر بتاريخ الخميس, 28 شباط/فبراير 2013 08:38



    كتب الأخ يوسف عبدالمنان مقالين متتابعين بعنوان «نيفاشا خطيئة من؟» وإن بدا السؤال مهماً لمراجعات الأجيال القادمة إلاّ أنه في الوقت نفسه سؤال ساذج، لأن الإجابة عنه بدهية، ولذلك نضرب صفحاً عن مناقشته إلى ما هو أهّم وأجدر.


    يوسف عبدالمنان كالعهد به وقع في خطايا كثيرة وتناقضات مخجلة لا تصدر إلاّ عن يوسف.. فهو ينافس نفسه فقط، وهو يحاول جاهداً رغم قصور رؤيته وقلة زاده وضعف إدراكه أن يرسم وجهاً جميلاً لنيفاشا وهي قبيحة كقصور رؤيته، ولذلك وقع في تناقضات جمة سنذكرها بعد قليل من خلال هذا المقال. وكيل العريف السابق الذي غادر بزة المجندين ودخل إلى حقل الإعلام مصادفة، وغادر استقبال صحيفة..... بشفاعة الأخ دكتور ..... تعدى الاستقبال حيث كان يعمل وتطور أمره إلى كاتب وانتقل إلى مواقع أخرى غير بدايته الأولى التي لعبت المصادفة دوراً أساسياً فيها، ولكن يعاب لهذه النقلة أنها تمت بغير أدوات ومؤهلات وهي قادحة تنحرف بصاحبها عن المهنية والموضوعية والعلمية والفكرة الراشدة ولذا لا غرو أن نرى التناقضات وعظيمات الخطايا عند صنف من هؤلاء الناس مدّعي الموضوعية!!



    الأخ وكيل العريف يرى أن نيفاشا مخاض لرؤية كل قيادات الدولة والحزب والحركة الإسلامية!! وهذا ادعاء أجوف ومحاولة تغطية الشمس وهي في رابعة النهار، سوف يشاركني في نفي هذا التضليل الفضيحة قطاع عريض من الذين اهتموا بملف التفاوض وسيره من النخبة وقادة الرأي وجماعات و أحزاب سياسية ومراكز بحثية، لا بل وقيادات في الدولة والحزب والحركة الإسلامية، ولو استمر الأخ يوسف في غيه وضلاله لأمطنا اللثام عن هذه الشخصيات القيادية في الدولة والحزب والحركة الإسلامية من خلال تصريحاتهم وأقوالهم ومواقفهم التي تفضح ادعاء يوسف الزائف.. وهنا يكفي أن نشير أن إلى أمور ثلاثة..


    أولها: أن نيفاشا وقّعها طرفان هما المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، وليدلني الأخ يوسف على اسم مفاوض واحد بارز في عملية التفاوض لم يكن ينتمي للمؤتمر الوطني يثبّت به ادعاءه أن الدولة شاركت؟ هذا لم يحدث والذي حدث أن المؤتمر الوطني هو وحده من قاد التفاوض بصورة أحادية والمثال ينطبق على الطرف الآخر الحركة الشعبية، وهذا كان أكبر خطأ من خطايا خطيئة نيفاشا إقصاء القوى السياسية الوطنية الشريكة في إدارة البلاد سواء أكان بالمشاركة في الحكومة أو بالمعارضة الرشيدة من الخارج، وهذا وجه تنفذ منه رائحة المؤامرة في الاتفاقية.


    ثانيها: أن الاتفاقية صُمِّمت محصنة من قبل شارع بنودها فهي لا تقبل المساس والمراجعة، ولذلك لم تُعرض على مجلس الوزراء ولم يمكَّن من مناقشتها، وإن كان الناس جميعاً يتفقون على أنها تعلقت بمصير أهل السودان ومستقبل البلاد كانت المفارقة والمفاجأة أن عُرضت على المجلس الوطني «ممثل الشعب» ليمررها كما جاءت دون إجراء جراحات ومتممات وتعديلات حذفاً وزيادة وتحفظاً ومناقشة وايضاحات، وهذه تعتبر مخالفة صريحة للدستور والقانون، بل مثلت بدعة جديدة في تاريخ الاتفاقيات الدولية والإقليمية وقد قرأ الناس يومها تصريح الأخ أحمد إبراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطني وهو يطلب من البرلمان تمريرها كما جاءت، وأنه ليس بمقدور المجلس تغيير «شولة» فيها، وهي صورة مهينة لسلطة المجلس الذي رضي لنفسه الخضوع لسطوة الجهاز التنفيذي، وتخلى عن دوره التشريعي والرقابي وتلك صورة توضح ــ أيضاً ــ وجه الضغوط وخيوط المؤامرة في الاتفاقية ــ تبطل ادعاء وزعم الأخ يوسف عبد المنان الفاسد.



    ثالثها: نشأت معارضة وخرجت مذكرات وتوقيعات ومطالبات من داخل أجهزة الحزب والحركة الإسلامية ومواقف لشخصيات بارزة قرأ الرأي العام أقوالهم وتصريحاتهم المعارضة لسير المفاوضات والرافضة لقبول نتائج الاتفاقية هذه من جهة، ومن جهة أخرى ننقل من مقالي الأخ يوسف الذي يوضح تناقضه حين كتب يقول «لماذا أصبح الذين هتفوا حتى باسم «جون قرنق» في الساحات العامة «وتبنوا» نيفاشا بالأمس واعتبروها إنجازهم وصنع أيديهم وحصاد فكرهم وثمرة عقولهم انقلبوا على أعقابهم يلعنون نيفاشا ويطعنون صُناعها بسهام النقد الذي بلغ حد التجني واغتيال الشخصيات التي صنعت الحدث حينذاك» اهـ . سأجيب نيابة عن الآخرين على تساؤل الأخ يوسف الذي يحمل تناقضه والرد الشافي لتصوره الحائر.. أقول سبب هذا اللعن والطعن والنقد والنكوص والانقلاب ان هؤلاء سِيقوا ــ وهم غفلة ــ كالقطيع نحو هذا السراب، فلما أفاقوا وانقشعت أبصارهم وبصائرهم بعد غشاوة لم يكن أمامهم إلاّ هذه المواقف.. ولكن بعد أن كُسِرت الجرة وسال السمن، وهم بعد هذا ـ وقد ذهب الظلام ــ خير منك وقد عادوا إلى رشدهم ووعيهم، أما أنت فلا تزال في غيك وضلالك مطموس البصيرة تقف مكابراً تدافع عن باطل ظهر بطلانه وذهبت رغوته.. وهي سمة تلازمك دائماً وقد عرفناك بها.


    ويسقط يوسف عبدالمنان حين يدعي افتراءً أن نيفاشا قد اوقفت الحرب كأنّ الرجل لا يسمع ولا يبصر.. بماذا يبرر أحداث الإثنين الأسود والمهندسين وسوبا وجرائم النقيزر والفوضى العارمة التي ضربت العاصمة نتيجة دخول التمرد والخلايا والطابور الخامس أرض الشمال السياسي، وما تبعه من انفلات للأمن في النيل الأزرق وجنوب كردفان وفوضى العنف والقتل في الجامعات وقيام الجبهة الثورية واحتلال هجليج واشعال أبيي والأبيض وسماحة وكفن دبي والميل «14» وغيرها؟ كل هذه المناطق شمالية وما عرفت الحرب والقتال والانفلات الأمني إلاّ بعد نيفاشا ومخرجات نيفاشا التي يزعم يوسف عبدالمنان أنها لم تكن مؤامرة على السودان، ويحلل بعقلية سطحية لا تصدر إلا عن خالي وفاض مبتدئ حين يقول معللاً «ونيفاشا ما كانت مؤامرة «حاكها» في هجعة الليل السناتور «دانفورث» المبعوث الأمريكي ولا خطيئة نفذتها «هيلدا جونسون» وزيرة التعاون الدولي ولكنها مبادرة من دول الهيئة الحكومية لمكافحة الجراد الصحراوي «إيقاد» أهـ.
    هذه صراحة مسخرة أن يصدر مثل هذا الفهم عن كاتب يوهم نفسه أنه من قادة التنوير الإعلامي،


    يوسف عبد المنان إما أنه يكابر بلا حق أو أنه فعلاً يجهل.. يا أخي دول الإيقاد هيئة نشأت لمكافحة الجراد الصحراوي، ولما فشلت في مكافحة الجراد ــ للأسف هذه صورة مكبرة للهوان الذي وصل إليه السودان، تصور هيئة إقليمية فقيرة المعدات والمعينات فشلت في مكافحة الجراد ـ تدخلت في ملف السودان السياسي الذي دامت أزمته أكثر من خمسين عاماً.. أين تجاربها؟ أين خبراتها، أين بحوثها؟من هم «كوادرها» عند محاولة الإجابة عن هذه الأسئلة يا يوسف تفهم لماذا جيء بفكرة «أصدقاء الإيقاد» وهم أمريكا وبريطانيا والنرويج والسويد وغيرهم، ثم تحولت الصداقة إلى شراكة فبدلاً من أصدقاء الإيقاد، صاروا شركاء الإيقاد والشريك يختلف عن الصديق وهنا اكتملت مراحل المؤامرة وكانت صيغة بنود نيفاشا قد قُتلت بحثاً في معاهد متخصصة في ألمانيا وبريطانيا وأمريكا» وهذه هي المرحلة التي أظهرت دور المجرمة هليدا جونسون، واليهودي الحاقد دانفورث» اللذين يحاول يوسف عبدالمنان ببراءته وجهله وقراءته السطحية تبرئتهما من حياكة خيوط المؤامرة على بلادنا من خلال هذه الاتفاقية الظالمة..


    مسكين الأخ يوسف فاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه، وحرام أن نحمله فوق طاقته.. الأخ يوسف عبدالمنان برؤية سقيمة فطيرة يدعونا أن نتغزل في نيفاشا قائلاً «نيفاشا التي يلعنها دعاة الانفصال حتى تحقق لهم «ما وطنوا» أنفسهم على الدعوة إليه كان الأحرى بهم الاحتفاء بنيفاشا والتغزل في مفاتنها بعد أن حققت لهم أحلامهم ومزقت السودان «لوطنين» اهـ. إن أمر الرجل لعجيب يبدو أنه لا يعرف دواعي ودوافع الاحتفاء والغزل في الأدب والشعر، وهو يدعونا أن نتغزل في نيفاشا لأنها حققت أحلامنا بالانفصال الأخ يوسف عليه أن يتعلم أن الاحتفاء والغزل إنما يكون في الأشياء الجميلة المستحسنة، ونحن لم نر في نيفاشا إلاّ أنها وجه قبيح ومؤامرة خبيثة استُهدف بها السودان، ولذلك عارضناها قبل توقيعها فكيف نحتفي بها بعد توقيعها؟ ونحن نعلم أن الغرض من ورائها تنزيل مشروع السودان الجديد الهادف إلى إقامة دولة علمانية تفصل الدين عن الحياة وتطمس هوية بلادنا الثقافية والعقدية وتفرض رأي الأقلية على رأي الأغلبية، من خلال إعادة هيكلة السودان بالإحلال والإبدال والطمس، وكان المستهدف ــ لتمهيد إنزال مشروع السودان الجديد العنصري ــ القوات المسلحة والمجاهدين وأجهزة الأمن لنشر الفوضى قبل تدخل القوات الدولية والمؤامرة الدولية القذرة،



    ولذلك نحن طرحنا مبدأ السلام العادل الذي يحقق الاستقرار لكل الأطراف وطرحنا مسألة الانفصال وكانت واحدة من أركان الحل للأزمة السياسية بين الشمال والجنوب، لكن الأخ يوسف وغيره من الأبواق كانوا يدافعون عن الوحدة على أسس جديدة التي طرحها الهالك قرنق وأولاده من بعد هلاكه، وهم لم يقرأوا ما جاء فيها لكنهم ركبوا في موكب «الزفة» صم بكم يكتبون إرضاء للبلاط الديواني وإشباعاً للجيوب!! ولذلك غردوا خارج السرب حتى فجأهم الانفصال بإرادة الجنوبيين أنفسهم وليس بإرادة منبر السلام العادل، الذي ثبت على دعوته ومبادئه لأنها انطلقت متجردة من مصالح الذات ومطالب الإغراء وهي مطالب وطنية خالصة ليس للعمالة والارتزاق والسفارات الخارجية فيها يد وحظ ونتحدى.



    ونتوجه بسؤال للأخ يوسف عبد المنان لماذا حرست نيفاشا بعشرة آلاف جندي من القوات الدولية؟ ولماذا طرحت أمريكا حزمة من الإغراءات لحكومة السودان منها رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب على حد زعمها، ورفع الحصار الجائر إن الخرطوم وفت؟ ووفت الخرطوم ونكص الغرب الكافر بقيادة أمريكا على عقبيه..

    يوسف عبد المنان كان أحد زبانية الأخ الوالي أحمد هارون «يحلل ذبح الساق» وينطق بمزاج أحمد هارون وموقفه المهزوز الذي كان يتبنى دائماً مبدأ التفاوض مع الحركة الشعبية، وقبول وجهة نظرها، وهو أمر أدخل الولاية في نفق مظلم.. ونحن ندري لماذا كتب يوسف عبد المنان مقاليه المذكورين أعلاه بعد القطيعة التي وقعت بينه وبين الوالي أحمد هارون التي وصلت إلى القضاء والمحاكم، وما أعقبها من فطام، كان لابد للأخ يوسف من البحث عن طوق نجاة ولذا كتب مقاليه يحرض فيهما لعلهما يشفعان..


    ويبدو أنه قد حقق بعض الشيء حين تأكد لنا أنه دخل هذه الأيام لجنة خماسية اتفق أعضاؤها الذين اجتمعوا في سرية خلال الأسبوع الماضي، وفوَّضت هذه اللجنة التي يرأسها البروف بصياغة مذكرة تُرفع إلى المركز تطالب بقبول التفاوض مع قطاع الشمال، وهو اتجاه يخالف رؤية الدولة الأخيرة وقرار الرئيس الواضح من قضية مفاوضة قطاع الشمال الذي لا تسنده أي شريعة قانونية، ولكن ضعف حيلة يوسف وقصور نظره دائماً كان يدفعه نحو اللهث وراء هذه المصالح الضيقة.


    نحن نعرف علاقة يوسف مع بعض إعلاميي جنوب كردفان وقصص وروايات مطاعم أمواج ومطاعم جنوب الخرطوم وتوزيع عائد «الزبالات» من هذه الكتابات الموجهة التي همها عيش اللحظة على حساب جراحات الوطن والأمة!! لأن هذا النوع من الكُتّاب لا ينظرون إلاّ تحت أقدامهم وما يشغل حيز بطونهم، والبطون تعبد من يُحسن إليها.

    الأخ يوسف عبد المنان ظل يكتب كتابات سمتها الغالبة التسلق والتزلف وقد علقنا على مقاله بعنوان «رسائل» الذي ادعى فيه أن الأخ محمد كوكو مركزو هو مرشح الولاية اليوم وغداً خلفاً لأحمد هارون وهو يدري فشل كوكو في كل ملف أمسك به، ومن ذلك فترة إدارته للولاية بضعة شهور قبل إعفائه وهكذا دائماً يوسف يفعل.. نرجو من الأخ يوسف أن يملك جراءة كافية للرد على ما نقول
                  

03-03-2013, 08:34 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)


    كان الله في عون السودان!!


    الطيب مصطفى


    نشر بتاريخ الأحد, 03 آذار/مارس 2013

    :12
    ضحكتُ ملء شدقيَّ حين قرأتُ مانشيتاً في إحدى الصحف يقول (البرلمان يوجِّه وزارة الماليَّة بإغلاق حسابات بعض الوزارات)!!
    ربما يكون بعضُكم قد صدَّق أن وزارة الماليَّة قد ارتعدت فرائصُها وجَثَت على ركبتيها متوسلة إلى لجنة العمل والإدارة بالبرلمان أن تعفو عنها مع تأكيد صارم أنها ستنفِّذ تعليماتها حرفياً!!
    يقول الخبر المضحك: (قرَّر البرلمان اتّخاذ إجراءات وتدابير لحسم ظاهرة التجنيب في وزارة الدفاع ووجَّه وزارة المالية بإغلاق حسابات كل الوحدات الحكوميَّة المجنِّبة فوراً وهدَّد في حالة عدم التزام الوحدة بإيقاف ميزانيَّة التسيير وإذا اقتضى الأمر إيقاف الفصل الأول لميزانية تلك الوحدات) وأكد رئيس لجنة العمل الفاتح عز الدين عقب اجتماع مع وزارة الماليَّة اكتمال الحوار مع المالية حول الوحدات التي تصرف خارج الموازنة وقال: (وجَّهنا بإغلاق حساباتها فوراً وحال لم تلتزم ستُتَّخذ إجراءات مشدَّدة ضدها)!!
    أكتفى بهذا القدر من الخبر الذي أردتُ بإيراده إضحاككم قليلاً بدلاً من فقع المرارة اليومي الذي لا شك أن كثيرين منكم قد ملّه!!
    أولاً: من اجتمع بوزارة الماليَّة وأبدى غضبته المضريَّة وأرغى وأزبد وزمجر هو إحدى لجان البرلمان وليس البرلمان بكامل هيئته لكن بربِّكم متى كان للبرلمان كله كلمة مسموعة أو احترام لدى الحكومة حتى تقوم إحدى لجانه بهذه التمثيلية السيئة الإخراج وتزعم أنها أُوتيت من القوة ما يجعلها تنتفش وتظنُّ أن بمقدورها أن توجِّه الوزارات الحكوميَّة بل وزارة الدفاع ذات الصَّول والطَّول والحسب والنسب وتهدِّدها بالويل والثبور وعظائم الأمور؟!


    قبل أن أُذكِّر بسابقة محزنة أودُّ أن أسأل: ما هي سلطة البرلمان كله على وزارة الماليَّة ناهيك عن إحدى لجانه المغمورة؟! هل نسي د. الفاتح عز الدين كيف قامت وزارة الماليَّة برفع أسعار الوقود التي أوشكت أن تُشعل ربيعًا عربيًا في السودان قبل أن تحصل على موافقة البرلمان؟! ماذا فعل البرلمان وقتها؟ هل طرح الثقة في وزير المالية وعَزَلَه حتى يكون عظة لغيره وحتى ينتصر البرلمان مرة واحدة في عمره منذ مجيء الإنقاذ لكرامته المُهدَرة وعِرضه المُنتهَك؟!
    قال لجنة العمل قال!!


    عليك الله يا الفاتح وعليكم الله يا أهل الإنقاذ كُفُّوا عنَّا ألاعيبَكم هذه فقد والله بلغ السيل الزُّبى والرُّوح الحلقوم!!
    فجأة استيقظت لجنة العمل من نومها العميق وتذكَّرت أن هناك تجنيباً وأن ذلك يؤثر على موازنة الدولة!! ماذا فعلتم طوال السنوات الماضية ووزارة المالية بكل وزرائها بمن فيهم البلدوزران عبد الرحيم حمدي وعبد الوهاب عثمان يشكون جميعًا بسبب تغوُّل مراكز القوى من عجزهم عن إيقاف التجنيب وعن تطبيق شعار ولاية المالية على المال العام؟!
    كل الوزارات (المُستضعَفة) تعاني من عجزها عن تطبيق شعارات ولايتها على مؤسساتها.. (التعليم العالي) عاجزة عن إنفاذ ولايتها على الجامعات الخاضعة للمؤسَّسات (القويَّة) ووزارة الصحَّة عاجزة عن تطبيق شعار ولايتها على المؤسسات العلاجيَّة... الوزارات القوية تنشئ الجامعات والمستشفيات بينما الوزارات صاحبة الامتياز تتضوَّر جوعاً!!
    عندما كنتُ أُديرُ الهيئة القوميَّة للاتصالات زرتُ طفلاً مريضاً في مستشفى أحمد قاسم يمتّ لي أهلُه بصلة القربى.. صدِّقوني إني وجدتُ المراوح المتهالكة متوقِّفة ولا توجد مكيفات وأهل الأطفال، وبعضهم حديثو الولادة، يُمسكون بالهبَّابات في ذلك الصيف القائظ بل والقاتل لأطفال مرضى... هل تعرفون ماذا فعلتُ؟ ذهبتُ في اليوم التالي واستخرجتُ مبلغاً من بند التبرُّعات لشراء وتركيب مراوح في ذلك المستشفى وتحقَّقتُ أن ذلك قد تم.. لم أدفع التبرع لإدارة المستشفى التي أعلم أنها تحتاج لذلك المبلغ وقد تصرفه في أولويات أخرى!! يحدث ذلك بينما وزارة الدفاع تُقيم المستشفيات الضخمة في قرى لا علاقة لها بوزارة الدفاع!!


    عزيزي الفاتح عز الدين.. كتر خيرك فوالله لن أصدِّقك ولن أصدِّق رئيس البرلمان أنه سيفعل شيئاً... نحن قنعانين من برلمانكم هذا منذ ما قبل نيفاشا التي بصم عليها كالأعمى وكان الله في عون السودان البعيد البعيد عمَّا يحدث في العالم!!


    -----------------



    حــــــول ترشـــيـح الرئيــس لـــدورة قادمـــة


    الصادق الرزيقى


    نشر بتاريخ الأحد, 03 آذار/مارس 2013 10:13


    كثيرون عقدت الدهشة حواجبهم، من السياق والسبب وراء حديث نائب الرئيس الدكتور الحاج آدم يوسف يوم الخميس نهاية الأسبوع، حول ترشيح الرئيس البشير لدورة جديدة في الانتخابات المقبلة، وقال الحاج خلال مخاطبته الجلسة الختامية لمؤتمر تقييم أداء الدفاع الشعبي: «إن قرار المؤتمر الوطني حتى اليوم في ما يتعلق بمرشح الرئاسة هو إعادة انتخاب الرئيس عمر البشير».
    ومبعث الدهشة التي عقدت الحواجب، أن السيد نائب الرئيس ليس مطلوباً منه الآن مثل هذا الحديث، لأنه لم يحن الوقت بعد لاتخاذ موقف وقرار عن انتخابات الرئاسة المقبلة، وكما أنها ليست قضية الساعة التي تملأ الدنيا وتشغل الناس.
    وحين يحين وقتها، لن يختلف الناس داخل الحزب الحاكم حول اختيار الرئيس عمر البشير ليكون مرشحهم إن أراد وقبل، ولن يقفوا عنده كثيراً طالما أن الحزب لم يجهز خليفة له ولم يحدد مرشحاً غيره، فيكون الأمر تحصيل حاصل.
    الأمر الثاني أن د. الحاج خاطب الجلسة بصفته التنفيذية نائباً، وليس بصفته الحزبية رئيساً للقطاع السياسي بالمؤتمر الوطني، وصادر حقاً للمؤتمر العام للحزب وهيئة الشورى، فهما الجهتان المعنيتان باختيار المرشح للرئاسة في الانتخابات القادمة، سواء أكان الرئيس البشير أو أي مرشح آخر غيره. وقد يجوز له التحدث خالطاً بين الصفتين، لكن السياق العام للحديث خاصة أنه تناول العلاقة مع دولة الجنوب والحوار مع قطاع الشمال وفك ارتباطه مع جوبا وقضية أبيي والدفاع الشعبي ودوره، لم يرد في سياق ما يتعلق بالانتخابات العامة المقبلة ولا الموقف النهائي للحزب في تحديد مرشحه.


    والرئيس البشير أعلن أكثر من مرة زهده في الترشح، وظل مصراً على أن دورتين كافيتان لأي رئيس، وأن الفترة التي قضاها في السلطة بالنسبة له كافية ليقدم لوطنه وبلده ما يكفي ويشير إلى الرضاء عما قدم، وقال في لقاء تلفزيوني مع قناة «الجزيرة» قبل سنوات إن أفضل لقب يريده هو لقب رئيس سابق!!
    إذن الحديث عن الانتخابات الرئاسية القادمة وترشيح البشير، لا يعبر عن رهان ومطلوب سياسي بقدر ما يشير لما يجري داخل المؤتمر الوطني من تمايزات أو نقاشات ربما لم تجد طريقها للعلن إلا بهذه الكيفية العفوية التلقائية الفالتة من عقالها!!

    وفي مخاضات ما يجري في البلاد، لا بد من الإشارة إلى أن هناك آراءً في الساحة السياسية ترى أن القضايا الوطنية الملحة اليوم، تتطلب قدراً من الوضوح والصراحة والتفاهم مع كل القوى السياسية في الحكم أو المعارضة حول الدستور المقبل وترتيبات فاعلة تضمن الاستقرار والهدوء واستدامة العملية السياسية وفق قواعد اللعبة الديمقراطية إن تراضى الجميع حولها، وهذه تحتاج لمزيدٍ من التفاهمات والتدابير، ومن بينها الاتـفاق على رئيس توافقي يجمع شتيت السودانيين ويؤسس لمرحلة بناء حقيقي، وواضح أن الرئيس البشير لا خلاف حاد حوله بين الفرقاء السياسيين في حال إقرار فترة انتقالية أو غيرها.. ولن يختلف السودانيون كثيراً حوله ليقود مرحلة انتقالية بنزاهة واقتدار وعدالة.


    ويرى المؤتمر الوطني أن الموجود يكفي لتأسيس الإطار الكافي لنظام ديمقراطي سلس وتسهل فيه عملية التبادل السلمي للسلطة، ولا حاجة لما يسمى الفترات الانتقالية أو الرئيس التوافقي، فالتنافس الحر هو المطلوب الآن، وعلى الجميع دخول الحلبة والقبول بما هو موجود، لأنه ليس بالإمكان أفضل مما هو كائن!!
    غير أن الواقع الذي نعيشه وبلدنا مثخن بالجراح، تتناوشه رياح الأعداء من كل جانب، وتتكسر نصال المؤامرات الخارجية على صدره، يتطلب منا الحرص على معالجة كل القضايا بالحكمة المطلوبة وعدم التعجل والتريث، فالإمساك بدفة زورق في مهب الريح وفي عين العاصفة ليس بالأمر السهل، ودون الشهد إبر النحل


    ------------------

    كمال عمر : المؤتمر الوطني هو المهدد الرئيسي للبلاد
    March 3, 2013
    (حريات)

    قال كمال عمر عبد السلام الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي ان أي حديث عن أن الأحزاب تتآمر مع دول أجنبية أو حركات مسلحة لتغيير النظام هو حديث غير صحيح.

    وأضاف في تصريحات صحفية أمس (نحن مع تغيير النظام ولكن بالطرق الديمقراطية والسلمية عبر الشارع أو ثورة شعبية).

    ######ر كمال عمر من إتهامات المؤتمر الوطني قائلاً ( المؤتمر الوطني هو عدو المؤتمر الوطني والبلاد وهو الذي يسعى لدمار البلاد كلها وهو المهدد الرئيسي لها) .

    وأكد تمسك أحزاب المعارضة بالحوار لحلحلة القضايا بعد الاتفاق على خارطة طريق لذلك أبرزها قيام حكومة انتقالية ووقف الحروب الدائرة في البلاد.

    وكان المؤتمر الوطني زعم ان أحزاب المعارضة تتآمر مع دول وحركات مسلحة لزعزعة النظام في الخرطوم.
                  

03-04-2013, 07:21 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    يوسف عبد المنان كاتب المجهر قام بدوره بالرد على وقيع الله حمودة وشبهه بحامل الاباريق للطيب مصطفى الذى يشتم قبيلة الدينكا وينشر الكراهية بين ربوع الشعب السودانى

    اقرا رد عبد المنان على وقيع الله


    نقاط فقط
    6 ساعات 19 دقائق منذ
    يوسف عبد المنان


    قال "الطيب مصطفى: إن الدينكا قبيلة لا يجدي معها إلا الاضطهاد والتعامل بقسوة، وإن الدينكاوي إذا احترمته وقدّرته، فإنه يعتبر ذلك ضعفاً ووهناً، وادّعى الخال الرئاسي أن أحد المسيرية حدثه بذلك، فهل من تنطوي نفسه على الرغبة في اضطهاد الآخرين واحتقارهم وازدراء خلق الله والتعالى على الناس يمثل قدوة..
    و"الطيب" يغفل عن أن الآلاف من الدينكا هم مواطنون في دولة (الخال) من منطقة اسمها أبيي.. ولكن الطيب لا يعترف بهؤلاء ويوجه إليهم الإساءات والسباب في منبره الذي فصل الجنوب، ويسعى الآن لفصل أجزاء أخرى".
    في ولاية جنوب كردفان أعيدت الأوضاع لما هي عليه قبل عشرين عاماً.. جالون البنزين تصدق بصرفه الأجهزة العسكرية والشرطية، وجالون الجازولين لتشغيل (الطاحونة) أو محطة المياه يصرف من قبل الحكومة وحالة حظر التجوال في شوارع الولاية تبدأ بعد مغيب الشمس، والفئات العمرية من (17 - 45) سنة غادرت جنوب كردفان للمدن في الشمال، وذهب اللاجئون إلى دولة جنوب السودان (واستيأس) الناس من حل قريب وفرج للهم والغم..
    والحكومة في الخرطوم لا هي (حاربت) وحررت الأراضي التي تسيطر عليها الحركة الشعبية ولا هي (صالحت) وأوقفت نزيف الدم..
    ربما لا تجد السلطات القضائية مادة في القانون الجنائي لمحاكمة الشباب المقبوض عليهم في القضية التي أثارت الرأي العام..
    والقاضي لا يحكم بعلمه ولا بتقارير أجهزة الشرطة ولا بما تكتبه الصحافة حيث يلتزم القاضي بنصوص القانون ووفقاً للأدلة التي أمامه.



    أحد كتاب الانتباهة كتب عن انتمائي للقوات المسلحة كجنديّ في صفوفها في النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي.. مما يزيدني شرفاً وتيهاً أن أنتمي للقوات المسلحة ورجالها.. والقوات المسلحة علمتني الكثير.. وحملتني في كفها .. طفت جنوب السودان من ملكال حتى توريت .. ومن انذارا حتى واو ومن ملوال شان حتى فارينق .. أسست إذاعة صوت السلام في ملكال .. وحملت كاميرا التوجيه المعنوي بالقوات المسحلة موثقاً لكل عمليات صيف العبور .. وحينما دفعت بي إدارة التوجيه المعنوي بصحيفة القوات المسلحة أسهمت في نهضتها وانتدبتني لتغطية مفاوضات أبوجا الأول في العام 1992م ومفاوضات نيروبي 94، فأين كان حاملو (أباريق) الخال .. وبالطبع لن أخوض معركة إلا مع الرجال الرجال، أما الاتهامات الأخرى التي جاءت على لسان كاتب الانتباهة، فالعدل يحكم بيننا وغداً لناظره قريب"
    وتجدني بكل أسىً أهدر مساحة للفكرة والرأي، وليس لتزكية نفسي والرد على (ترهات) بعض (السابلة
                  

03-14-2013, 09:58 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    بدء محاكمة المتهمين في المحاولة الانقلابية الآخيرة





    اتهامات لحزب البشير بتعذيب المعتقلين من ضباط القوات المسلحة
    03-14-2013 11:00 AM
    الخرطوم بحري: ناصف صلاح الدين

    بدأت في التاسعة من صباح اليوم الخميس بسلاح الاسلحة بالكدرو محاكمة المتهمين في المحاولة الانقلابية التي جرت في 23 نوفمبر من العام الماضي وكانت الحكومة السودانية قد اتهمت مدير جهاز الأمن السابق صلاح عبد الله قوش ومعه 12 عسكريا ومدنيا من الاسلاميين ، من بينهم قائد الحرس الجمهوري الأسبق العميد ود ابراهيم، وعدد من ضباط الجيش والامن والمدنيين منهم مصور قناة الجزيرة علي مصطفى والمخرج التلفزيوني يوسف ابراهيم ، بتدبير محاولة «انقلابية » ووضعتهم رهن الاعتقال، وشرعت في التحقيق معهم.
    وكانت السلطات قد اعادت التحقيق مع المعتقلين وقامت بتعيين اللواء الركن يحيى محمد خير رئيساً لجنة اعادة التحقيق في المحاولة الانقلابية الاخيرة ،خلفا للجنة التحقيق السابقة برئاسة اللواء علي سالم التي رفعت تقريرها لوزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة.


    وتم تكوين هيئة دفاع من الاستاد عمر عبد الله الشيخ وهاشم ابوبكر الجعلي وابوحنة واخرين، وفي وقت سابق اعتبرت هيئة الدفاع عن المتهمين في المحاولة الانقلابية نشر إفادات واعترافات بعض المتهمين في الأجهزة الإعلامية انتهاكا صارخا للقانون، ووصفته بالمحاكمة السياسية عبر الإعلام والتشهير، فيما اتهم منبر الإصلاح، داخل المؤتمر الوطني الحاكم، جهات داخل الحزب بتعذيب المعتقلين من ضباط القوات المسلحة، ووعد المنبر بأنه سيثأر لهم ويرد بقوة على مرتكبي التعذيب ونشر معلومات يملكها إذا لم يتم وقف الانتهاكات بحق المقبوض عليهم. وقال الطيب العباسي، عضو هيئة الدفاع، إن قيادات من الحكومة السودانية قامت بجمع عدد من الصحافيين وأطلعتهم على ما تقول إنها اعترافات لعدد من الضباط المقبوض عليهم بسبب المحاولة الانقلابية. وأضاف أن الاعترافات أخذت تحت ضغوط ولم يتم عرضهم أمام أي قاض، وما تم هو عمل سياسي يعكس الصراع داخل أجنحة الحزب الحاكم. وقال إن الاعترافات لم تصدر من جهة قانونية، وأن التشهير ينتهك حقوقهم القانونية والدستورية

    ------------------


    المشكلة في السياسة أم الخطاب؟ المؤتمر الوطني ... من الناطق؟ !!



    تقرير : فاطمة مبارك

    حينما أرادت الحكومة الإعلان عن وجود محاولة انقلابية قبل أشهر توجه بعضهم للإعلام قبل التوجه إلى مطابخ صنع القرار سواء كانت في الحزب الحاكم أو الحكومة حتى يتم الاتفاق على صيغة موحدة وإحاطة من يتعاملون مع الإعلام بتفاصيل المحاولة هذه؛ ولهذا السبب اضطر الناطق باسم المؤتمر الوطني حينئذ بروفيسور "بدر الدين إبراهيم" إلى القول إن تصريحات القيادي بالمؤتمر الوطني "ربيع عبد العاطي" التي قال فيها إن "كمال عبد المعروف" ضمن المجموعة الانقلابية لا تمثل الحزب، وأثار هذا الحديث ضجة داخل الحزب بين مؤيد ومعارض إلى أن تم اعتماد "ربيع" عضواً في القطاع السياسي ربما لتقنين وضعيته كقيادي يصرح باسم تنظيمه للفضائيات الخارجية. واستمر الحال هكذا كلما طرأت قضية يكون هناك ناطق ومصرحون كثر، وغالباً ما تتقاطع التصريحات وتختلف وجهات النظر لعدم وجود قناة تصريح موحدة؛ ولهذا السبب قام الناطق بروفيسور "بدر الدين" بالأمس بتجميد نشاطه وربط استئناف مهمته بحسم القطاع السياسي لمسألة الناطقين، ذات القطاع الذي جاء بربيع عضواً فيه ، وقبل "بدر الدين" كان سلفه بروفيسور "غندور" الناطق السابق يتحدث عن ضرورة توحيد الخطاب وصدوره عبر نافذته الرسمية أي الناطق، إلا أن هذا الأمر لم يتم واستمر الأمر كما كان عليه الحال، والمدهش أن الحزب وسلطته الحاكمة أول المتضررين من هذا التضارب وطالما الأمر كذلك دعونا نسأل: أين الخلل إذن؟.


    بعض المهتمين يرون أن هناك غياباً للمؤسسية داخل حزب المؤتمر الوطني، ويظهر ذلك عندما يحاول أي مسؤول أو قيادي التعبير عن رؤيته حول حدث ما للإعلام- وليس لأجهزة الحزب أو الدولة التي يفترض أن تقوم باستصدار رأي الغالبية بعض خضوع الموضوع للنقاش المستفيض- غير آبه بمسألة المؤسسية؛ والسبب قد يعود إلى أنه يريد أن يعبر عن وجهة نظره التي تختلف عن وجهة نظر آخرين في الحزب أو تختلف مع وجهة نظر الناطق الرسمي نفسه أو مع من يريدون العمل بنظرية معالجة القضية بعيداً عن الإعلام، وأحياناً يكون هناك صراع النفوذ أو القناعات مثلما حدث في قضية المحاولة الانقلابية، حيث كان هناك من يرون عدم محاكمة هؤلاء لأنهم إخوانهم الذين جاهدوا معهم لذلك ظلوا يتحدثون عن وجود وساطات لإطلاق سراحهم، فيما كان يرى بعضهم ضرورة محاكمتهم طالما أنهم تجاوزوا القانون حسب ما ذكروا، ولذلك صدرت في هذا الموضوع تصريحات متباينة منذ لحظة تلاوة خبر المحاولة فبعضهم سماها محاولة تخريبية في البداية، فيما وصفها البعض الآخر بعد ذلك بالمحاولة الانقلابية المكتملة الشروط، وكان هناك حديث من قبل دكتور "نافع" عن وجود محاولة أخرى سابقة لها تم نفيها من قبل حزبه.


    هذه التضاربات تحدث عادة في المؤتمر الوطني نتيجة لموازنات المصالح والتكتلات في الحزب، كذلك كثرت مؤخراً عادة تراجع القياديين عن تصريحاتهم دون أن يجدوا حرجاً في ذلك، وتكون الحجة أن الصحفي لم ينتهج الدقة في روايته للحدث، أو أن القيادي صرح أو تصرف قبل أن يفتي المكتب القيادي في الأمر، لكن هل المشكلة تكمن في عدم وجود ناطق واحد في الحزب والسلطة، أم في عدم وجود خطاب واحد؟، لأنه إذا وجد خطاب واحد سيصبح ليس مهماً من يقوله،

    كما أن هناك كثيراً من القضايا أثيرت في الساحة وتعامل معها الحزب الحاكم بطريقة أكدت عدم وجود خطاب موحد داخل الحزب، فمنذ اتفاق "نيفاشا" كانت هناك تصريحات مختلفة لمسؤولين وقيادات تنظيمية حول الاتفاقية نفسها والتعامل مع الحركة الشعبية وأفرزت هذه التباينات في النهاية حزبا انفصالياً داخل المؤتمر الوطني رغم حديثه المتكرر عن بتر هذه العلاقة الآن، وحتى بعد الانفصال استمر هذا التضارب في السياسات حول العلاقة مع دولة جنوب السودان والدليل على ذلك أن اتفاق الحريات الأربع مع الجنوب وقعته قيادات متنفذة، وقبل أن يجف حبر التوقيع نسفته قيادات أخرى داخل نفس التنظيم، والآن ليس هناك رؤية موحدة داخل المؤتمر الوطني وحكومته حيال السياسات الاقتصادية والتعامل مع الجنوب والحوار مع قطاع الشمال. فهناك من يرون استمرار المعارك لحسم قادته، فيما يوصي آخرون بتفعيل قنوات الحوار حتى إذا أفضى إلى تقديم تنازلات. وبالمقابل هناك اختلاف حول هيكلة الدولة والاقتصاد والتعامل مع القوى المعارضة،

    فهناك من يدعو للحوار معها وهناك من يدعو لحسمها، والحال كذلك بالنسبة إلى المتهمين في المحاولة التخريبية من حيث محاكمتهم أو إطلاق سراحهم؛ لذلك تأتي التصريحات المتباينة معبرة عن قناعة من يصرح، ومن ثم تأتي الجهة الأخرى إلى نفي ما صدر لاسيما إذا كانت تمثل النافذين في الحزب، وحينها يصبح وجود ناطق رسمي للحزب لا جدوى منه، خاصة إذا كانت مصادر المعلومات ومراكز القرار محتكرة لفئة معينة، وهذا ما يرجحه كثير من منسوبي المؤتمر الوطني الذين يتحدثون عن احتكار قيادات بعينها للمعلومات والقرارات بحكم وجودها في المكتب القيادي وتغييب الآخرين بمن فيهم الناطق باسم الحزب نفسه، وقد يكون هذا أيضاً من بين الأسباب التي دعت بروفيسور "بدر الدين" إلى تجميد نشاطه كناطق إلى حين بت تنظيمه في مسألة تعدد الناطقين، وربما كذلك لشخصية الناطق دور كبير في هذه المسألة؛ الأمر الذي دعا المختصين يسألون: على ماذا يستند المؤتمر الوطني في اختياره للشخصيات التي تشغل هذا الموقع؟

    فبروفيسور "بدر الدين" جاء إلى هذا المنصب من المواقع الأكاديمية وما زال موجوداً فيها، وهو ما يشير إلى عدم تفرغه لهذه المهمة التنظيمية، وقد يكون تم اختياره بحكم التخصص دون النظر إلى قربه أو بعده عنها، كما يدور حديث عن وجود صراع حول هذا المنصب داخل المؤتمر الوطني فهناك من يرون ضرورة استبدال الناطق الحالي بشخص آخر يعمل على تفعيل المهمة، وفي هذا الإطار يتكلم بعضهم عن ورود اسم "ربيع عبد العاطي" و"ياسر يوسف" ضمن المرشحين لشغل منصب الناطق الرسمي في المؤتمر الوطني، ويحظى "ياسر يوسف" بتأييد كبير من قبل العضوية، فهل يفك المؤتمر الوطني تجميد "بدر الدين" لنشاطه أم سيتبوأ الموقع شخص آخر؟
                  

03-19-2013, 05:01 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    بــين نــافــع والديمقـراطيَّة!!

    الطيب مصطفى

    نشر بتاريخ الأحد, 17 آذار/مارس 2013 07:56


    عجبتُ أن يتجاوز د. نافع خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع د. الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة المصري ويُضيف إلى هجومه المعتاد على المعارضة السودانيَّة هجوماً كاسحاً على المعارضة المصريَّة التي وصفها (بغير الديمقراطيَّة وإن تشدَّقت بالديمقراطيَّة)!!


    أعجب والله أن يرتكب نافع هذه الجليطة في حق حزبه وأهم من ذلك في حق السُّودان ويستعدي بدون أدنى سبب أو حيثيَّات موضوعيَّة الأحزاب السياسيَّة المصريَّة في وقت أعلم علم اليقين أن سفيرنا كمال حسن علي كان حتى قبل أن يصبح سفيراً يعمل على خلق علاقة طيبة مع جميع الأحزاب السياسيَّة المصريَّة وهو ما يفعلُه كذلك السفير المصري بالسودان وكل السفراء حتى اليوم.
    الكتاتني بحسِّه السياسي التلقائي لم يفعل ما فعله نافع ولم يتجاوز حدوده ويتدخل فيما لا يعنيه وإنما حصر نفسه وتصريحاته في إطار العلاقة بين الحزبين والدولتين أما نافع المسؤول الأول في الحزب الحاكم بعد الرئيس المنشغل بالطبع بالدولة عن الحزب فقد استعدى على بلاده وعلى حزبه وبدون أدنى سبب أحزاباً بذل مسؤول المؤتمر الوطني والسفير في القاهرة ولايزالان الكثير في سبيل ترميم العلاقة بها!!
    المشكلة الكبرى يا نافع أنك لم تقنع ولن تقنع الأحزاب المصريَّة وقبل ذلك لن تقنعنا نحن في الأحزاب السودانيَّة أنك تُتيح لنا ما يمكِّننا من مزاولة العمل السياسي الديمقراطي وأنك وحزبك وحكومتك ترموننا في اليمّ مكتوفين وتأمروننا ألا نبتلَّ بالماء!!


    بالله عليك يا نافع وأنت تعلم أننا ظللنا نقول ذلك من خلال لجنة الدستور كيف نمارس العمل السياسي السلمي الديمقراطي ونحن محرومون من مخاطبة جماهيرنا إلا داخل دُورنا؟!
    الحديث عن الحريات يطول والكرة في مرماكم وليتكم تقنعوننا بأنكم جادُّون في منازلتنا عبر صناديق الاقتراع من خلال تهيئة المُناخ الملائم للعمل السياسي السَّلمي الديمقراطي الذي يُخرس ألسنة من يحملون السلاح.
    لم نسألكم عن الثروة والسلطة المتاحة لكم دون غيركم من خلال الشركات التي تعلمون لكن قل لي بربِّك يا نافع هل يستطيع حزب سياسي ليس له دار واحدة أن ينافسكم وأنتم تملكون عشرات الدُّور في كل من ولايات السودان ناهيك عن أساطيل العربات هذا بالطبع إذا تجاهلنا السلطة وما أدراك ما السلطة؟! هل كنتم ترضَون ذلك إذا كنتم في المعارضة وأين ذلك من المشروع الحضاري ومن عدالة الإسلام وشريعته؟!
    قـلــة أدب!!

    حوار أُجري مع مجموعة (السائحون) في جريدة الصحافة خرج بعنوان مثير يقول: قادة مجموعة السائحون للصحافة (اذا جاءت ملائكة من السماء بانقلاب عسكري لن ندعمها)!!
    دهشتُ وربِّ الكعبة أن يصدر هذا الكلام ال######## من مجموعة تنسب نفسها إلى التيار الإسلامي وأن يبلغ بها الاستهانة بحرمات الله وبشعائره ومقدّساته درجة أن يتطاول على مقام الملائكة وفيهم بالطبع جبريل أمين الوحي وناقله إلى رسل الله وأنبيائه والوسيط بين السماء والأرض!!


    دهشتُ أن يبلغ الغرور ببعض أبنائنا درجة أن ينصِّبوا أنفسهم أوصياء ليس على شعب السُّودان بل على الله سبحانه وتعالى إذ يشترطون عليه سبحانه ألّا يأمرهم أو يُنزل عليهم من السماء عبر ملائكته إلا ما يوافق هواهم!! رغم أنه سبحانه يقول (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ).


    على كلٍّ فإن (الحال من بعضو) فإذا كان هذا هو حال الإسلاميين في زمن المشروع الحضاري فكيف بالشيوعيين وبني علمان؟! أليس من الطبيعي أن يتطاول الشاذون ويعقدوا حفلات زواجهم في قلب المدينة وأن يقتحم عشاق الحوت مدرجات مطار الخرطوم ويعطِّلوا حركة الطيران ويُصرُّ بعضُهم على أن يُدفنوا معه لا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
    لا أريد أن أجرِّم كل المجموعة فربما صدر الحديث المتجاوز من أحدهم وليس منهم جميعاً بالرغم من أنه نُسب إلى المجموعة التي كان من بين قياداتها من قاتل في سبيل الله وذوداً عن الأرض والعِرض ولكن صدوره بهذا العنوان المثير والغريب ينبغي ألا يُسكت عليه حتى لا يتكرر سيما وأنَّ مثل هذه العبارة رائجة في خطابنا السياسي وفي حياتنا العاديَّة وهو أمرٌ لو تعلمون عظيم.


    -------------------

    فى معركة وقيع الله شطة مع عبد المنان تدخل الصحفى عوض الله ليفض الاشتباك ولكن وقيع الله رد باقسى الكلمات التى تصف عبد المنان بالكذب وعدم الصدق ...
    اقرا



    ليس دفاعاً عن يوسف ولكنها الحقيقة..

    وقيع الله حمودة شطة


    نشر بتاريخ الأحد, 17 آذار/مارس 2013 08:06
    * إن كنت أتفق مع الأستاذ وقيع الله حمودة في تعقيبه حول ما كتبه عن يوسف عبد المنان «خطيئة نيفاشا» علماً ما كل ما يكتبه يوسف «خارج النص» يا وقيع الله... حقيقه وقفت كثيراً عند قول الوكيل عريف يوسف.. ومسؤول الاستقبال بجريدة «القوات المسلحة» هذه حقيقة ولكن للتدريب الذي أخذه يوسف ورفقاؤه من الصحافيين وهم خريجو الجامعات، استُوعبوا برتبة الصف بالشهادة السودانية.
    * إن يوسف تدرج في أقسام التحرير منها المنوعات التي كان مبدعاً فيها ثم قسم الأخبار حيث تدرج وتولى رئاسة قسم الأخبار والكل يعلم والعاملون بصحيفة القوات المسلحة يعلمون أن المواقع بالصحيفة لا يحملها إلا من يملك الكفاءة، ناهيك عن الرتبة العسكرية. ولعلمك والقراء أننا استوعبنا خمسة من خريجي الجامعة الإسلامية برتبة رقيب... منهم مكي محمد مكي الذي تحصل على درجة الدكتوراه وعميد كلية الإعلام بجامعة وادي النيل، ثم ماجط إياك من قبيلة الدينكا وهو الآن نائب إدارية أبيي ثم أحمد إسحق شنب الذي تم تعيينه جندياً وصل حتى رتبة رائد ثم معتمد ثم واصل تعليمه وتخرج في جامعة القرآن الكريم قسم الإعلام ثم تحصل على الدكتوراه في القانون الدولي... ثم مزمل عبد الغفار المستشار الإعلامي لصحيفة «المجهر» ذائعة الصيت والتوزيع .. والطيب المكابري رئيس قسم الأخبار بأخبار اليوم... وكفاح علي حسين رئيس قسم البرامج بتلفزيون ولاية الخرطوم... عواطف محجوب رئيس القسم الاقتصادي بالرأي العام وحميدة محجوب أول رئيس لقسم تحقيقات واعتماد عيسى ماجستير إعلام وأحمد طة صديق هو أيضاً من أبناء مدرسة هذه الجندية والقائمة تطول ونحن نفخر بالذين تخرجوا في مدرسة القوات المسلحة التي تميزت بالانضباط والخلق القويم وعدم الإثارة والتحقق فيما يفيد البلاد والعباد.
    * سيادة الشيخ وقيع الله ألم تسمع بالخفير بالجامعة الإسلامية الذي أصبح عميداً بالجامعة منذ متى كانت الجندية وصمة للسخرية.
    * إن حاله يوسف عبد المنان ورفاقه الذين أفتخر بهم وإن هذه الحالات يجب أن تدرس للأجيال الحالية من ناشئة خريجي الصحافة.. الجرأة والاقتحام والصدق لا بد أن تكون صفة هامة يجب الاقتداء بها،
    * الابن يوسف هنالك عدة إشارات ذكرها الشيخ وقيع الله أرجو قراءتها مرات والاستفادة منها فهي الطريق القويم.
    عوض الله سليمان
    مدير تحرير القوات المسلحة سابقاً


    { من دلالة المصطلح

    سلام تعظيم وشكري الجزيل لأستاذ الأجيال الصحفي المرموق أستاذنا عوض الله سليمان على هذه الرسالة وتلك المراجعة التي هُذّبت جملها وجل أسلوبها وخُلصت في النصح.. أستاذ عوض الله نحن أيضاً نفتخر معك بالرجال الحقيقيين الذين تخرجوا في مدرسة «القوات المسلحة» نعم من شيمهم الانضباط والخلق وقد عرفنا كثيراً منهم عملنا معهم وسافرنا معهم وجمعتنا مع آخرين منهم مواقع أخرى فيها تُعرف معادن الرجال ثباتًا وشجاعة.. أستاذي عوض الله أنا من قراء صحيفة القوات المسلحة بصورة راتبة، وموقفي المؤيد والمساند للقوات المسلحة والإخوة المجاهدين شهيدة عليه مقالاتي وكتاباتي وخطبي المنبرية الدعوية منذ سنين مضين، وهو مبدأ ثابت أؤمن به وأسير عليه، لأني أعلم أن القوات المسلحة والمجاهدين هم الذين صنعوا مجد هذه البلاد البطولي، وهم الذين صانوا الحمى أيام الوهن والانكسار ولا يزالون يفعلون بتضحية ونكران ذات ولذا الجندية محل احترامنا وتقديرنا ووفائنا ونعتذر إن فُهم من مقالنا غير هذا.
    أستاذي الجليل نحن نعرف أن القوات المسلحة ورجالها ومنسوبيها الحقيقيين في مختلف ميادينهم ومجالاتهم فيهم الصدق والعزة واليقين والقناعة والهم الوطني العام.. ومن يدعي الانتساب والافتخار بالقوات المسلحة لا يمكن أن يصف القوات المسلحة والمجاهدين في جنوب كردفان بأنهم يعردون أمام العدو!!


    ليس بيني وبين الأخ يوسف قضايا شخصية، نعم لنا موقف سياسي وفكري من قضية الجنوب ونيفاشا، وهذا من حقنا، ومن حق الآخرين أن يروا شيئاً آخر.. لكن الأخ يوسف هو من بدأ بشتمنا والتحريض علينا وخلع علينا ألقاباً، هذا غير الذي نجده من السخرية حين نلتقيه في بعض المجالس.. وإن كنت قلت إن صفات الجرأة والاقتحام والصدق صفات يجب الاقتداء بها فأنت محق.. لا يمكن أبداً أن يرمي الناس بالحجارة.. فللناس أيضاً أيادٍ وألسن.. والرجال الرجال البرآء هم أكلة الحلال .. رؤوسهم أمام الرجال مرفوعة عزة، ورقابهم أمام السيوف والسهام منصوبة لا تُبتر وعندها تكون جنابهم حرام.
    ولك مني وللقوات المسلحة تحية الوفاء والإجلال..


    -----------------

    رئيس حــركة العدل والـمســاواة : قادة النظام اتخذوا الشريعة ذريعة لـنهب ثروات و مال الشعب
    March 18, 2013
    (عافية دارفور)

    تحدث رئيس حركة العدل والمساواة الفريق أول د.جبريل إبراهيم عن الكثير من أسرار المرحلة التي شهدت تأسيس الحركة وانطلاق العمل المسلح في دارفور, وربط في حوار مطول مع راديو عافية دارفور أجراه الاستاذ صلاح شعيب بمناسبة مرور عشرة أعوام على النزاع في الإقليم بين بداية العمل العسكري وبين رفض بعض القيادات المشاركة في الحكومة السياسات المطبقة في دارفور. وقال جبريل إبراهيم إنهم عبروا عن ذلك أولاً في الكتاب الأسود كما قال في بداية الحوار أنهم عقدوا لقاءات سرية عديدة مع الحكومة في عاصمة أوروبية في تلك الفترة.

    واستهل إبراهيم حديثه بالقول: “إن الثورة القائمة الآن في الإقليم تمثل في حقيقة الأمر امتدادا لثورات دارفور السابقة، بدء من الثورة على حاكم إقليم دارفور السابق الطيب المرضي بين عامي 1980 و1981 وثورة داؤود بولاد في الفترة من عام 1990 إلى عام 1991، وتبع ذلك امتعاض وعدم رضا عن الطريقة التي تدير بها حكومة الإنقاذ الأمر في دارفور. وابتداء من عام 1995 تحرك أناس ينتمون للحكومة المركزية من أبناء كردفان و دارفور وبعض من بقية أطراف السودان وبدأوا يجتمعون ويمحصون ويناقشون الأوضاع إلى إن بلغ بهم الأمر إلى إصدار الكتاب الأسود في نهايات عام 1999، وذلك ليعبرون فيه عن عدم رضاهم بالقسمة الضيزى والمختلة للسلطة والثروة في السودان. بعدها اتجه أبناء من حركة العدل والمساواة السودانية إلى خارج السودان وأعلنوا عن قيام حركة العدل والمساواة من ألــمانيا في 30 أغسطس 2001. بمعنى آخر أن الثورة بدأت قبل أن تكون مسلحة ثم أتت بعد ذلك المناوشات والعمليات العسكرية في نهاية عام 2002 وبداية عام 2003، لكن التخطيط والإعداد للثورة يعود إلى أواسط التسعينات، وليس كما يعتقد البعض أنها بدأت بضربة مطار الفاشر، ولو عدنا للتأريخ فإنك ستكتشف أن موقع الحركة الإلكتروني يناهز الآن الإثنى عشر ربيعاً..”

    عافية دارفور: دكتور جبريل هذا على المستوى النظري, ولكن قد يقول قائل إن الصراع الفعلي في الإقليم بدأ بعد الاشتباك بين ثوار دارفور وجيش النظام القائم؟

    د. جبريل: بعض الناس يؤرخ لبداية الصراع من انطلاق أول طلقة في قولو بمنطقة جبل مرة في الثاني من مارس من عام ألفين وثلاثة والتي كانت قبل ضربة مطار الفاشر, لكن المهم أن القتال والمعارك الفعلية بدأت عام 2003 وما قبله كانت عمليات صغيرة هنا وهناك، وما يجب أن نقوله هنا إن التخطيط لهذه العمليات العسكرية بدأ عام 2001 والإعداد الفكري والتنظيمي للثورة بدأ منذ أواسط التسعينات. والثورات في مجملها تبدأ بحوادث ومناوشات صغيرة إلى أن تتطور وتشتعل ثورة حقيقية.

    عافية دارفور: أنتم بدأتم في حركة العدل والمساواة بمفهوم تغييري لنظام الحكم في السودان, هل لك أن تحدثنا كيف كانت بداية المواجهات بينكم وبين الحكومة, كيف أعددتم لها؟ طبيعة المعارك, شهداء وجرحى الحركة؟

    د. جبريل: كما تعلم أخي فإن الخيار العسكري كان الأخير للحركة ولم نلجأ إليه إلا بعد استنفاذ كافة المحاولات للتسوية سياسية, فلقد جلسنا مع الحكومة في باريس عدة مرات. ولكن شعرنا أن الحكومة خرساء ولا تفهم إلا لغة السلاح بعد أن قامت بتسفيه رأي الحركة ودعوتها للحوار, وعليه بدأنا عملية عسكرية بالـقــرب من جبل مرة في الثاني من مارس عام 2003. كانت عملية متوسطة ولكنها ناجحة ونوعية بكل المقاييس ولم يستشهد فيها أحد وفيها تعرض قائد العملية لجروح طفيفة. وقد واجهنا مشاكل من حكومة تشاد التي ظنت وما تزال تظن أن الثورة ستكون خصما عليها فقامت بشراء ذمم ضعاف النفوس, في الوقت الذي حصلت فيه حركة تحرير السودان على دعم من أحد الأطراف مما مكنها من الانطلاق بقوة في ذلك الوقت, وهذا أدى إلى تأخير انطلاق النشاط العسكري لحركة العدل والمساواة .

    عافية دارفور: هل يمثل الدخول إلى مطار الفاشر وحرق طائراته بداية فعلية لمقاومة الحكومة في الخامس والعشرين من أبريل 2003؟

    د. جبريل: قـــائد تلك العملية كان من حـركة العدل والمساواة السودانية, وهي العملية التي يؤرخ بها كثيرون النزاع في دارفور. فـقائد العملية هو الذي دخل مطار الفاشر وسيطر عليه. وتلك الضربة النوعية كانت نتاج عمل مشترك مع حركة تحرير السودان وامتـدت هذه العمليات المشتركة لفترة طويلة في جرجيرة وشرق دارفور …إلخ. وقد كان هنالك قدر كبير من التنسيق المشترك والتعاون البناء بين ثوار دارفور لقتال العدو الأوحد وأعني “عصابة الخرطوم”.

    عافية دارفور: عملية الذراع الطويل ما تزال محاطة بالأسرار، أخفقت الحركة في تلك العملية في استئصال الحكومة ولكن ما هي المكاسب السياسية والعسكرية التي تحققت لكم؟.

    د. جبريل: نحن نفترض أن العملية قابلة للتكرار لذا ليس من الحكمة أن يطلع أعداؤنا من المؤتمر الوطني على تفاصيل الخطة. ولكن ما أريد أن أوضحه أن الجرأة التي أقدم بها أشاوس الحركة على تنفيذ هذه العملية دعت أحد القادة الأمريكيين للاتصال والسؤال هكذا: من سمى هذه العملية بالذراع الطويل؟ ففي اعتقاده أن الاسم ينطوي على إبداع غير عاد. فقلت له إن الذين امتلكوا الجرأة للقيام بها لم يكن صعبا عليهم أن يصطلحوا عليها بذلك المصطلح.

    وأطمئنك أن الجرأة والإصرار مازالا في صدور أشاوس الحركة وقناعتنا أن المعركة والاستحقاق في الخرطوم وليس في أي مكان آخر, وهنا نؤكد أن الحركة وأخواتها في الجبهة الثورية أفضل وأقــوى بكثير مما كانوا عليه عام 2008.

    عافية دارفور: البعض يعتقد أن تلك العملية قد أطالت من عمر النظام إذ وظفها لأغراض كثيرة ليضمن استمراريته هل تتفق مع وجهه النظر هذه؟ وما هي المكاسب السياسية والعسكرية التي أنجزت من عملية الذراع الطويل؟

    د. جبريل: طول عمر النظام لا يعتمد على إخفاق العملية. صحيح أن نجاحها كان سيؤدي إلى إسقاط النظام. ولكن المستخلص من هذه التجربة أن هجومنا على العاصمة القومية كشف مدى هشاشة النظام وبؤسه العسكري, فجهات كثيرة كانت تظن أن الحكومة لا تقهر لكن ما أثبتته العملية أن النظام مجرد نمر من ورق وأوهن بكثير مما يتصور بعضنا. و فوق ذلك أن عددا هائلا من الناس كان يصدق الإشاعات التي تدور عن جبروت النظام امنيا ومعلوماتيا ولكن العملية الباسلة, أي عملية الذراع الطويل, عـرت النظام بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكشفت أساليب الكذب والخداع التي كان يستخدمها ـ ومايزال ـ في قمع الشعب والتجسس عليه. من جهة آخري إذا كانت الحروب تطيل من أمد الأنظمة لما سقطت حكومة في الخرطوم. ولا أبالغ إذا قلت أن كل الأنظمة السابقة سقطت بسبب حروب الجنوب وتكلفتها الباهظة مع الإشارة هنا أن الحركة الشعبية لم تدخل جوبا قط, لذلك اعتقد بان الزعم الذي يقول بازدياد عمر النظام بعد العملية يحتاج إلى عملية حسابية أدق من تلك وعلى كل الأصعدة.

    عافية دارفور: وما هي مــكــاسب الحركـــة من عملية الذراع الطويل؟

    د. جبريل: أولا: ازدياد شعبية الحركة في كل أرجاء السودان والإيمان بها كحركة تحمل على عاتقها هموم السودان ككل، كما زادت قناعة كثير من الأطراف في البلاد بصورة عامة وفي دارفور بصورة خاصة أن حركة العدل والمساواة تفهم مشكلة السودان أكثر من الأطراف الأخرى. وعندما نردد بأن توجه الحركة قومي فإننا نعني ما نقول تماما، وذلك انعكس على الإقبال الكبير جدا للانضمام للحركة بعد عملية الذراع الطويل.

    ثانيا: كشفت عملية الذراع الطويل عنصرية النظام البغيضة حيث عمد على مطاردة وملاحقة أبناء دارفور في كل مكان وحتى إنزالهم من الحافلات بناءً على لكناتهم، وسحناتهم، وملامحهم. وقام بتعذيب الدارفوريين والتنكيل بعدد منهم وزجهم في الزنازين والسجون من دون أي محاكمة وتعدى ذلك إلى اغتيال العديد منهم ودفنهم في أماكن سرية, وما المقابر الجماعية المكتشفة بواسطة منقبي الذهب في الصحراء الشمالية ببعيدة عن الأذهان.

    ثـالثا :الجدير بالذكر أننا استفدنا من تجربة القتال في المدن كما أن أهل امدرمان تبين لهم أن كل المعلومات التي يروجها النظام عن عنصرية الحركات الآتية من غرب السودان ما هي إلا ادعاءات جوفاء ومغرضة. فبشهادة أهل أم درمان أنفسهم أن الحركة سلكت سلوكا لا يمكن أن يوصف إلا بأنه سلوك وطني ينم عن وعي كبير وتعامل راق واستيعاب شامل لمكونات السودانيين النفسية ومتطلباتهم المرحلية. وعلى سبيل المثال لا الحصر أنهم – أي أهل امدرمان- شهدوا بأن جنود الحركة اشتروا الماء والطعام بحر مالهم ولم يعتدوا على أحد, فحركة العدل والمساواة السودانية لم تعتد على أي طرف مدني بالبلاد. والأسلحة التي كانت بحوزتهم كانت كافية لتدمير امدرمان والخرطوم معاً لو أرادوا شرا أو انتقاما كما يدعي النظام. ولكنهم اختاروا أن يحتفظوا بأسلحتهم وينسحبوا عندما شعروا أن ترتيباتهم لم تتم بالطريقة التي قصدوا إنجازها.

    عافية دارفور: جميل….د. جبريل في هذا الحوار لا بد من التطرق إلى محور مهم جدا هو أنه طوال تاريخ الحركة الطويل حدثت انشقاقات, وانقسامات، سواء كانت سياسية أم ميدانية عسكرية. السؤال هنا هل أثرت تلك الانشقاقات في العمل العسكري والسياسي للحركة؟ بمعنى آخر هل أضافت للنظام؟ فمعظم هذه الانشقاقات كان يستوعبها النظام فهل أثر كل ذلك على الحركة وعزز من موقف النظام؟

    د.جبريل: إذا قلت إن تلك الانقسامات لم يكن لها أي أثر على الحـركة أكون قد بالغت في الأمر فــأي انشقاق نحن نأسف عليه بالتأكيد. ولكن بطبيعة الحال أن العمل المسلح طريقه طويل وتختلف طاقات الناس في تحمله. فمنهم من يتحمل إلى آخر الطريق ومنهم من يترجل في منتصف مسير القطار ليصعد غيره وهكذا حتى يصفر القطار إعلانا عن محطته الأخيرة إلا وهي الخرطوم. وهذه هي طبيعة الحياة تحتاج إلى تجديد مستمر لتلافي أمراض الوهن والسأم والملل لتعطى في كل مرة حياة جديدة متجددة للحركة تكون بمثابة الوقود الذي يدفع الحركة للمزيد من العطاء.

    ولتقعيد الموضوع بصورة أكثر أريحية فإنه من الطبيعي جدا في تطور العمل العسكري والسياسي أن بعض الناس تختلف آفاقهم ونظرتهم للأمور وتكون لبعضهم مصالح شخصية ضيقة جدا وعندما لا يجدونها عند الحركة يهرولون باتجاه النظام ليرضوا بمنصب ما في مكان ما وبسيارة ما، ظنا منهم أن ذلك هو ثمن نضالهم وليتهم يفقهون أن النضال لا يقدر بثمن. وجزء آخر أعياه المسير الطويل فترجل. لا أريد أن ابرر لأحد ولكن مرور عشر سنوات من عمر النضال ليس مستغــربا فيه أن يستسلم بعض المناضلين. وفي واقع الأمر اجتهد النظام أيما جهد لإغراء ضعاف النفوس وشراء الذمم لإضعاف الحركة ولكن هيهات.

    ويجب ألا نغفل هنا في عجالتنا هذه أننا نصارع نظاما يمتص بترول شعبه ليل نهار وبالتأكيد هذا ينفي أي تكافؤ قد يكون محتملا بين الجانبين خاصة إذا كان ذلك الطرف- أي النظام- يستطيع تقديم الأموال لأطراف أكبر كل همها هو المال. وأحب أن اؤكد هنا أن شراء الذمم لم يغير من واقع الثورة شيئا بل ازداد الذين يتمسكون بالثورة تمسك الفارس بلجام جواده. والحرب ازدادت ضراوة والحركة في ازدياد ونمو متواصل ومتسارع أفقيا ورأسيا. وموقفنا في كل يوم أقوى مما في اليوم الذي سبق.

    راديو (عافية دارفور).
                  

03-20-2013, 08:38 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    إسماعيل حسين : الدستور الجديد حيلة لتصفير العداد لعمر البشير
    March 19, 2013
    (حريات)

    أكد الدكتور اسماعيل حسين فضل الله – عضو المجلس الوطنى عن المؤتمر الشعبى – بان مساعى حكومة المؤتمر الوطنى لتعديل الدستور القائم ماهى الا حيلة للسماح لعمر البشير بدورة رئاسية أخرى .

    وقال فى مقابلة مع صحيفة (المجهر السياسي ) (…دستور (98) ينص على أن أجل ولاية الرئيس (5) سنوات قابلة للتجديد لولاية واحدة، ولكن جاءت اتفاقية السلام وتم إلغاء دستور (98) وتم (تصفير العداد) وبدأ الحساب ابتداء من الدستور الانتقالي لسنة 2005م.وفي هذا الدستور الانتقالي المادة (57) تقول يكون أجل ولاية رئيس الجمهورية (5) سنوات تبدأ من توليه لمنصبه ويجوز إعادة انتخابه لولاية ثانية… يا أخوانا هذه حِيل سحرة.. سحرة الإعلام والسياسة)، الذين يعرفون كيف يفصِّلون للحكام البقاء طويلاً لمصلحتهم هم أنفسهم كما فعل السحرة مع فرعون (قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ* قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ).

    واضاف ان اعداد الدستور لم يتوفر له المناخ المناسب (إذا كان يعبر عن إرادة الشعب فلا بد أولاً من بسط الحرية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تنشأ عنها جمعية تأسيسية، والجمعية التأسيسية هي التي تضع مسودة الدستور ثم من بعد ذلك تطرح الدستور للاستفتاء الشعبي).

    وقال اسماعيل حسين ان النظام ( … يريد أن يضع الدستور على طريقة جحا أولى بلحم ثوره، يضعون هم الدستور ويفصلوه حسب ما يريدون، ثم يعرضوه على البرلمان، وأنتم تعرفون كيف هو البرلمان ومن هو، (99%) من النواب هم منتسبون للمؤتمر الوطني والمتحالفين معه، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن قادة النظام نفسه يتحدثون عن أنهم سيحكمون إلى الأبد، وبعضهم يقول حتى ينزل عيسى. إذا كانت هذه هي الدوافع وهي الأماني، فكيف يمكن أن تأتي لتحدثني عن أنك ستضع دستوراً يعبر عن إرادة الشعب، أنا في اعتقادي أن هذه مهزلة ومضيعة للوقت).


    -----------------


    عضو مجلس قيادة ثورة الإنقاذ العميد

    (م) "صلاح كرار" في حوار الاسرار مع (المجهر)

    10/03/2013
    :
    حوار : صديق موسي دلاي

    طوق الغياب والعزلة عضو مجلس قيادة ثورة الإنقاذ العميد (م) "صلاح الدين كرار".. وفي الأذهان أناقة الزي البحري وطلعة الضباط الأحرار في منصات السياسة.. وعصاة القوات المسلحة بيد الإنقاذ الأولى مرفوعة للمجد والتاريخ والإنسان.. وشغل "صلاح" عدة مناصب قيادية.. إذ كان عضواً بمجلس قيادة الثورة وأحد السبعة المنفذين.. كما شغل منصباً حساساً هو (رئيس اللجنة الاقتصادية) ثم وزير النقل والسياحة، ثم وزير الطاقة والتعدين، ثم وزيراً برئاسة مجلس الوزراء..
    ومعظم محتويات الحوار من الذاكرة.. وثمة اعترافات ومراجعات وصراخ وتفريغ!! وتحدث "صلاح" الأب عن زواج كريمته "آلاء" التي ولدت بعد ستة شهور من ميلاد الإنقاذ، وكان زواجها الأسبوع الفائت.. عروس ظهرت للدنيا مع تمزيق فواتير القمح، وحفر ترعتي كنانة والرهد.. وكان "صلاح" غاضباً في الحوار حتى نادى على الإنقاذ: (شكر الله سعيك، أفسحي المجال للقوى الحديثة)!! فإلى التفاصيل، لعل المزيد هناك:

    { أنت مختفٍ من الساحة تماماً؟
    - أنا أمارس حياتي في حدود المساحة المتاحة لي، وأعمل مخلص جمارك.
    { يونيو شهر خاص.. (دا كان ميلاد انقلاب ثورة الإنقاذ).. صف لنا المناخ في أوائل أيام يونيو 1989؟
    - كنت في فرع البحوث العلمية جوار جامع القوات المسلحة، والمناخ تعبر عنه مذكرة الجيش الشهيرة الموقعة من 150 ضابطاً، وكانت نتيجتها إقصاء الجبهة الإسلامية عن الحكم، وهذا كان في 1988.
    { (طوالي فكرتو في عمل انقلاب عسكري)؟
    - أيّ عاقل داخل القوات المسلحة كان يعتقد أن تلك المذكرة هي انقلاب لم يكتمل، وكانت هناك انقلابات أخرى في نفس الزمن.
    { من الذاكرة.. إذا تجمع ضباط أولاد دفعة.. (ما هي موضوعات الونسة)؟
    - كانت الونسة محصورة آنذاك في تردي حال الجيش، وسقوط الناصر، واستشهاد الطيار "مختار محمدين".
    { الشهداء يذهبون إلى الجنة؟
    - نعم بإذن الله، ولكنه ذهب نتيجة لإهمال الجيش، (وحرقنا شديد)، وأشعل فينا كثيراً من الأحزان والشجن.
    { نجي لنقاش أولاد الدفعة أوائل يونيو 89؟
    - كلام محصور حول التردي الاقتصادي والأمني، وكان حديث المرحوم "زين العابدين الهندي" في الجمعية التأسيسية مشجعاً كبيراً وقد نعى فيه الديمقراطية الثالثة.
    { وهكذا كانت يونيو؟
    - التخطيط الفعلي بدأ قبل عام كامل من قيام الإنقاذ.
    { أحكي التفاصيل يا "صلاح"؟
    - أي زول فاهم أنّ الجبهة الإسلامية هي مهندس الانقلاب، ولكن ثمة معلومات كبيرة توضح آليات ذلك العمل المهم لن أقولها، لأنه لم يأتِ ذلك الأوان.
    { الإنقاذ حالياً في مرحلة مراجعات كبرى فأين خطورة معلومات قبل ربع قرن على وقوعها؟
    - أهمية المعلومات متعلقة بالمغالطات التي ظهرت بين القصر والمنشية.
    { الأحداث الجارية تدفن أي أهمية بخصوص القصر والمنشية.. هل تريد أن تقول شيئاً مهماً في هذا الموضوع؟
    - كان للشهيد "إبراهيم شمس الدين" دور أساسي حسم الصراع لصالح القيادة العسكرية، وإذا خرج الشهيد "إبراهيم" من مدفنه لندم على سنده وموقفه.
    { ولكن قناعات أي زول لا يفسرها شخص آخر؟
    - أنا أعرف قناعاته جيداً.
    { قبل عام من قيام الإنقاذ (ماذا كنتم تفعلون)؟
    - (دي أسرار كبيرة عليك).
    { على الأقل من الناحية الفنية؟
    - (ممكن).. بخصوص التنفيذ قسمنا العاصمة لمناطق عسكرية، منطقة الخرطوم ممتدّة من كوبري القوات المسلحة إلى كوبري "أمدرمان".. (منطقة المسؤولية) وقائدها شخصي (أنا)، ومنطقة بحري العسكرية تمتدّ مع النيل حتى الكدرو، يقودها "عثمان أحمد حسن"، ومنطقة أم درمان جنوب تضم السلاح الطبي وسلاح المهندسين يقودها "الطيب سيخة" و"عمر الأمين كرار"، والمنطقة الرابعة أمدرمان شمال تضم الكلية الحربية ووادي سيدنا ومدرسة المشاة، ويقودها "عبد الرحيم محمد حسين".
    { هل أنتم فقط من قام بالتنفيذ؟
    - كان "الزبير محمد صالح" بمنطقة جبل أولياء، ولم تكن ذات أهمية في التنفيذ، ومعه العميد "عوض محمد الحسن" كقوات سند واحتياطي لأي طوارئ.
    { ما السر وراء 30 يونيو وليس أي يوم غيره؟
    - كان الانقلاب مخططاً له يوم 22 يونيو، ولكن "عمر البشير" قائد الانقلاب كان موجوداً في كادوقلي (قائد لواء هناك)، وتقتضي الخطة أن يأتي للخرطوم للسفر لمصر في دورة أكاديمية، وقبله حدث انقلاب المايويين يوم 14 يونيو بقيادة العميد (مين يا رب الذاكرة ضعفت) نعم.. نعم.. "أحمد فضل الله" وارتفع الاستعداد داخل الجيش لـ100%
    { كيف كان يشرف قائد الانقلاب على التفاصيل؟
    - لم يكن موجوداً طوال عام التخطيط، والشخص الذي كان يشرف على كل شي هو العميد "عثمان أحمد حسن".
    { ما هي قصة استشهاد "أحمد قاسم"؟
    - (دي قصة الأسرار خليها لعام واحد بس ح نقول كل شيء).
    { هل كتبتها في مذكرات؟
    - لا لا لا.. (كلها في رأسي دا).. وعلى فكرة مجلس قيادة الثورة كان مكون من (7) فقط، وتم استكمال البقية، وأنا من السبعة الأساسيين.
    { ذكرت لي ذات مرة أن بعض الضباط خذلوكم أثناء التنفيذ وأخلوا مواقعهم.. من هؤلاء الضباط بالله عليك؟
    - ما عاوز أوقعهم في حرج، لأنهم أحياء، وفي مناصب رفيعة، وتمت ترقيتهم لفريق، وفريق أول، وأحترم قراراتهم في ذلك الوقت، والمهم (نحنا سدينا فرقتهم).
    { بالأول من الذي جعلكم أوصياء على الناس وتفكروا نيابة عنهم وتقوموا بانقلاب؟
    - كنّا مؤهلين بصورة وطنية، وجئنا من وراء تنظيم سياسي إسلامي.
    { جئتم من أجل تطبيق الشريعة؟
    - أبداً .. الشريعة كانت مطبقة من قبل أن نأتي (قوانين سبتمبر).
    { نرجع لليلة 30 يونيو، أين كنت بالتحديد؟ ومتى كانت لحظة الخوف في قلبك؟
    - كنت في فرع البحوث.. والحاجة الغريبة لم تأتني لحظة خوف على الإطلاق، وأفتكر دي كانت سكينة من الله ورحمة، وحتى الآن متحير، وأخشى أن تكون منةً من الله لم نقدّرها، والآن نعاقب عليها بتردّي جميع الأوضاع.
    { (خلاص) حدثنا عن أماكن الخذلان والمواقع التي تركها الضباط ليلة 30 يونيو؟
    - في منطقة الخرطوم هناك ضابط كان مكلفاً باعتقال مدير المخابرات، وآخر باحتلال المطار، وثالث باعتقال القائد العام "فتحي أحمد علي"، ورابع (زاغ) ومشى الإمارات، ومفترض أن يكون قائداً لمنطة الخرطوم قبل شهر من التنفيذ.
    { ما هي أول مرة التقيت فيها بالعميد "عمر البشير"؟
    - كنت أحضّر في ماجستير إدارة بجامعة الخرطوم، وهو في دورة للإدارة عامي 86 و87 برتبة عقيد، وكنا نلتقي يومياً، وكنت من المعجبين به، وكان مقداماً، لا يبالي بالإفصاح برأيه.
    { (لو تتذكر).. ما هو محور كلامه وأفكاره التي يدور حولها؟
    - محور كلامه القوات المسلحة، ضعفها وهزائمها، ولكننا اكتشفنا أنه كان (يرمي بعيد)، ويرسل رسائل يكسب بها هنا وهناك.
    { في ذلك الوقت المبكر، هل لاحظت فيه رجل دولة؟
    - كان رجل دولة من ذلك اليوم 30 يونيو 89.. وحتى الأعوام الخمسة الأولى لم يتغيّر "عمر البشير" الذي نعرفه.. ويمتاز بذكاء وكفاءة عملية عالية، ويمتاز بصفة نادرة (طويل البال)، ولا ينتقم لنفسه أبداً، ولا يغضب لنفسه، وما عندو نوع الحقد الدفين.
    { و"عمر" اليوم كيف؟
    - "عمر" تمام.. ولكن البطانة (غير).. وحتى الصحابة تؤثر فيهم البطانة، مثل سيدنا "عثمان" رضي الله عنه.
    { في ليلة 30 يونيو ضبطت المنبه على الساعة واحدة وأربعين دقيقة.. (العشرين دقيقة دي ليه)؟
    - عشان نجهز ونتوضأ، وكنا لابسين البزة العسكرية كاملة، وبالسلاح، وكانت هناك مشكلة زميل (النبطشية)، وتخلصت منه بخطة.. وقلت لزميلي: (بدل نسد الاثنين، واحد ينوم مع أولاده)، فمشى وصرت (النبطشي) الوحيد ليلة الخميس.
    { هل كنت ستقتل العميد "صلاح مصطفى" إذا قاوم الاعتقال ؟
    - ما في أي خيار غير القتل، لأنّه كمدير للمخابرات كانت عنده جميع الخطط لإفشال أي انقلاب، وتم اعتقال "عبد الرحمن سر الختم" قائد سلاح الأسلحة، بسبب أن منزله كان بجوار القيادة العامة، واعتقلنا اللواء "علم الهدى"، قائد اللواء الأول الذي نفذنا به الانقلاب، وهو القوة الضاربة لنا.
    { وكيف كنتم تقنعون الجنود بالتنفيذ؟
    - كان كلامنا لهم أن القوات المسلحة قررت الاستيلاء على السلطة ونحن مكلفون من القيادة العامة للجيش.
    { لماذا لم تخبروهم بأوامر الحركة الإسلامية أيضاً؟
    - كنا نعتقل الرؤوس الكبيرة، مثل الترابي، والسنوسي، وأحمد عبد الرحمن، ونصر الدين الهادي، ونقد، وعثمان عمر الشريف، والصادق المهدي.
    { هل كان قائد الانقلاب هو من يأمر بالاعتقالات؟
    - كنا على اتصال به على جهاز إرسال قصير المدى، نخبره بالمهام التي أنجزناها، ولم يكن هناك حوار حول ما قمنا به من تنفيذ وعمل.
    { وكان مطار الخرطوم حراً من أيديكم حتى الصباح؟
    - نعم هذا صحيح .
    { هل حدث خطأ في تلك الليلة كاد يفسد عليكم كل شيء؟
    - حدث بأمدرمان في سلاح المهندسين.. فالشخص المكلف بقطع الميكرفون العسكري لم يفعل، وكان ضابطاً برتبة عقيد، وأثناء اعتقال "عبد الرحمن سعيد" قامت زوجته بالاتصال ببقية زملاء زوجها عن طريق الميكرفون العسكري، وتم تداول خبر قيام انقلاب عسكري.
    { (وأفتكر) منطقة المهندسين سقط فيها شهيد ليلة 30 يونيو، الرائد "أحمد قاسم"؟
    - ولعلّ السبب أن كلمة سر الليل لم تغيّر، نسبة لعدم تعطيل الميكرفون، وكانت باسم (بندقية)، والطرف الآخر يتم، ويقول: (كلاشنكوف)، وحينما عرفوا بخبر الانقلاب من خلال ذلك الاتصال غيروا سر الليل، وكان أحمد قاسم يحاول السيطرة على الأمور، وفي تلك الأثناء أطلق عليه الرصاص، لأنه لم ينطق كلمة سر الليل: (بندقية كلاشنكوف).
    { ما هو سر الليل البديل عندكم؟
    - اسمه (الوطن الغالي)
    { (وفي بيت "فتحي أحمد علي" كان ثمة قتال).. ألم يكن "سيد الحسيني" هو من وفر المعلومات الكافية لكم أثناء عام التخطيط؟
    - أقول كلاماً للتاريخ، وأنا مسؤول عنه أمام الله، يوم الموقف العظيم، بأن "الحسيني" لم تكن له أي علاقة بتنظيمنا، وكان من قائمة المعتقلين، وسبب عدم اعتقاله عدم وجود قوات كافية، إلا إذا حضر للقيادة قبل البيان، ولم يحضر الحسيني إلا بعد إذاعة البيان الأول.
    { تقول ذلك لأنه كان رفيقك في يوغسلافيا أثناء الدراسة، ألم تحدث بعض المشاورات كأولاد دفعة بخصوص "فتحي".. على الأقل صورته من قريب بعيون "الحسيني"؟
    - لم يسرب لنا معلومات، ولكن (حصل قلت ليهو) كلمة واحدة: (يا سيد الحسيني أخبر الفريق يتحمل المسؤولية، ويتسلم السلطة)، ورد الحسيني كلام فتحي نصاً: (أنا ما مستعد أمسك جنازة).
    { وتأخر البيان الأوّل بعض الشيء ولم يُذَع من النسخة الأصلية؟
    - لا أعلم أين اختفت النسخة الأصلية، وجاءني "عثمان محمد سعيد" و"الهادي بشرى" (والي النيل الأزرق الحالي) وطلبوا مني النسخة الاحتياطية (كاسيت وفديو).
    { لماذا كان البيان مسجلاً تسجيلاً؟
    - ليس السبب غياب "عمر البشير"، ولكنها إجراءات احتياطية، إذا قتل قائد الانقلاب، لا قدر الله، أو جرح، وتعذر ذهابه للإذاعة، أو ربما يحدث غياب قهري.
    { أخبرتني أن ضباط سلاح المهندسين سألوا سؤالاً واحداً لتسليم سلاح المهندسين؟
    - سألوا: (من هو قائد الانقلاب)، وحجتهم التأكد من أن رتبة كبيرة، وليست جهة عنصرية، أو من دفعة واحدة من الجيش.
    { وإذا كانت الرتبة الصغيرة مخلصة وحاسمة؟
    - (مهما كان) تعتبر في الجيش إهانة.
    { هل استمعت للبيان الاحتياطي داخل غرفتك وسراً؟
    - لا، أبداً لم أسمعه إلا في الإذاعة مع الناس والشعب، وأذكر أني أعطيت (راديو) للمعتقلين، وأخبرتهم أن يستمعوا للبيان الأول.
    { أرهبتم الناس ولو لساعات، بدليل المواجهة في بيت "فتحي"؟
    - لم نرهب، ولم نهدد، ولم نرعب، ولم يعتقلوه إلا بزيه الرسمي الكامل، وركب العربة مرفوعاً بجانبه العلم، بالبزة العسكرية الرسمية، وما حدثت مقاومة.. وقتل جندي كان بسبب حرس "فتحي".
    { وبعد يومين تلاتة .. الحصل شنو ؟
    - أرسلنا المعتقلين السياسيين لكوبر.
    { القبض علي "الصادق المهدي" متنكراً (لم يعجب أحداً) .. احك لنا الحكاية؟
    - القصة الأصلية: التقينا بالعم "عبد الرحمن فرح" وقال: سمعت بالانقلاب من اتصال بين "بابو نمر" و"الصادق" و"مبارك" أثناء حفلة الكوباني، وأخبرني الصادق أن أذهب لأعرف هوية واتجاه الانقلابيين، ومشيت فعلاً (الكلام لعبد الرحمن فرح) حتى كوبري القوات المسلحة، وعرفت نجاح الانقلاب 100%، وأخطرته بعد إذاعة مجلس قيادة الثورة: (ديل ما هم الناس البنخاف منهم) ناس "صلاح كرار" و"إبراهيم نايل".
    { (بربك) ماذا قال لك "عبد الرحمن" مسؤول الأمن الأول في أول يوم للانقلاب؟
    - اتفق معانا، وقلنا له: نحن نحترمكم ونقدركم، وقال لنا: عايز أقابل الرئيس، وأخبرنا قائد الانقلاب برغبة "فرح"، وكان رد الرئيس: (لا، أنا حا أجي ليهو) وطلع علينا في مبني جهاز الأمن، وشرح له دواعي الانقلاب، وفشلهم كسياسيين بدليل آخر ميزانية.
    { ولم يرسل لكوبر؟
    - قال له قائد الانقلاب: (اذهب أنت حرّ)، وأوصلناه لبيته بالمنشية، وكان هو بعد ذلك وسيلة التواصل مع "الصادق المهدي".
    { كم استمرت تلك الجلسة؟!
    - مع الرئيس أقل من ساعة ومعنا أكثر من ساعتين.
    { و"الصادق المهدي" قبض عليه متنكراً .. هذه حكاية لم تعجب الكثيرين؟
    - كان راكب عجلة، ولافّي في بعض أحياء الخرطوم، وغيّر بعض ملامحه، ومن حقه أن يقاوم، ويكون لديه بعض الأمل.
    { كم مرة التقيتم بالترابي أثناء عام التخطيط؟
    - مرة واحدة، وكان يتكلم بصورة عامة، ومحور حديثه أن مهمة الانقلاب تمكين الحركة الإسلامية من الحكم، لتعبر انتقالياً للديمقراطية، وتم اعتقاله لتأمين الثورة في الستة شهور الأولى، وكان يزوره في السجن سراً "عبد الرحيم محمد حسين" و"الطيب إبراهيم محمد خير".
    { لقاء واحد مع قائد التخطيط أثناء عام التخطيط (غريبة)؟
    - كانت الصلة المباشرة مع "علي عثمان" وكان متخفياً (كان يدير الأمور كلها).
    { كيف كان يبدو آنئذ؟
    - ما في داعي




    ثمة مقولة أقرب للسخرية في هذه الأيام: (لو ما جاءت الإنقاذ كان الدولار بقى بـ (20) جنيه؟
    - تم تخريب سياق الكلام وأتذكر قلته في برنامج مؤتمر إذاعي وقصدت أن سوق الدولار يسيطر عليه ثلاثة تجار فقط.
    { لماذا (سموك) بالليث الأبيض؟
    - دا الشهيد الزبير محمد صالح.
    { سمعنا أنه في صبيحة (30) يونيو ضابط رفيع أخفى رتبته من كتفه من هو ذلك الضابط؟
    - أبداً ، القصة مختلفة، كما حدثتك سابقاً، تم تكليف ضابط باعتقال القائد العام "فتحي"، فأمرت الرائد "عبد المنعم محمد زين" بتلك المهمة، وكان محرجاً أن يعتقل رائداً "فتحي" القائد العام فرسمت على كتفه دبورات إضافية، ليصبح عقيداً، ولكنه أقسم وكان جعلياً أن يعتقل القائد العام بذات رتبة الرائد وقد كان.
    × إذن نقلب الصفحة و خليك صريح يا عمّ؟
    - أعتقد أن الإنقاذ بدأت ممتازة، ووجدت قبولاً، سيما من دول الخليج ومن المصريين، ولكن للأسف الخذلان جاء من تسرع واستعجال بعض الإسلاميين المدنيين للخروج بالثورة خارج حدود السودان، ولو تركت الإنقاذ للعسكريين لحققت المشروع الحضاري بحذافيره دون استفزاز أحد في الداخل والخارج.
    × قبول العسكريين من الشعب مبني على احتمالين؟
    - العسكر لهم قبول في الشارع وتركيبتهم لا تعرف الانحياز الأيدولوجي
    × قضية مجدي تلاحقك ؟
    - أنا لم أرَه في حياتي وأرجو إغلاق هذا الملف نهائياً.
    × في أول ظهيرة الجمعة وأول شمس للسطة الجديدة (ربما ذهبت لقضاء بعض الراحة بعد سهر أيام وليالي) ؟
    - لم أرجع البيت وكانت أسرتي بالكلاكلة مع جدهم وكانت زوجتي حاملاً، ولها 3 شهور، ببنتي ولاء، ولعلمك تزوجت هذا الأسبوع.
    × لعلك استمعت لكلمة مبروك من بعض أقاربك ؟
    - ذهبت لأبي وهو نقابي قديم، وسمعت منه نصيحة صعبة، قال لي: (يا ولدي أنا عارف ما في زول بيشاور على انقلاب، ولو شاورتني حينها فلن أوافق) لأنو في النهاية لن يرضى عنكم الشعب السوداني، وستذهب تضحياتك سدىً.
    × ( تضحياتك سدىً) عشان جئت بانقلاب والآن بدون وظيفة في السلطة ؟
    - أنا لا أتأسى على الإبعاد، ولو عاوز وظيفة بذلًة لوجدتها وما فضل لي إلا أقول تلك المقولة: الثورات يصنعها الشجعان.
    × ويحكمها القوي الأمين كما تتفضل المأثورات ؟
    - ما عاد القوي الأمين بل المطيع المنتفع
    × كيف يبدو قائد الانقلاب الذي جاء بسرعة للتفاهم مع "عبد الرحمن فرح" وذات الرجل الذي غرق في هموم بلد بحجم قارة معقدة ومتشابكة؟
    - ما يحدث لعمر البشر هو ما يحدث لأي حاكم يطول بقاؤه في الحكم، والمشكلة في البطانة ولم يتغير كثيراً، ولكن نظرية أن البطانة تؤمن السلطة فيه خطأ كبير.
    × تتكلم من وراء أشجان عميقة أرجو أن تبعد هذا اليأس؟
    - أنا لم أفقد الأمل في عمر، وأتوقع أن يخرج ويتوجه للإذاعة والتلفزيون ويفاجئ الشعب بأن عاد لعمر 1989بحركة إصلاح تنقذ السودان من الورطة الإقتصادية والأمنية والسياسية هذه الأيام.
    × قربك للبشير سببه رفقة السلاح ويجمعكما الجيش ؟
    - ومع كل ذلك يأتي من يخبرني بقول الترابي بعد المفاصلة، وقوله: (كان أحسن لينا زي ناس كرار من أولادنا الإسلاميين بيقولوا رأيهم بقوة وغلظة تغضبنا، ولكنهم لا يتآمرون، عكس أبنائنا في الحركة الإسلامية.
    × أنت الآن خارج التاريخ؟
    - وأنا واحد من الذين نفذوا الإنقاذ بقناعات قوية وكان إما أن أتخلى عن مبادئي وأبقى، أو أمشي، ومشيت.
    × مشيت عشان جئت كدا (بانقلاب) ؟
    - الانقلابات العسكرية ليست وسيلة للحكم والديمقراطية أعدل، لو وجدت أحزاب مسؤلة وجادة.
    ×(طيب ليه قامت الحركة الإسلامية بإنقلاب) ؟
    - الترابي قال: إنه لن يطول وسيكون مرحلة انتقالية فقط، وهي ضرورة وليست الأصل
    × ولذلك ظهر قانون التوالي السياسي ؟
    - دا بداية الاختلاف والمفاصلة، وتسارعت وتيرة الشقاق وكان استشهاد الزبير محمد صالح سبب مباشر لأنه كان الرجل الذي يطفئ النيران بين الرئيس وبعض الإسلاميين.
    × (سؤال عرضي) لماذا قمتم بالانقلاب هل أنتم أوصياء على الناس؟
    - قمنا بالانقلاب لأنو عندنا الحس الوطني متقدم، ونحن من يدافع عن الوطن، ونخوض حروبه، ونحس بآلامه ولدينا وعي كافٍ لقيادة هذا البلد.
    × في (كوبلي في أغنية) يقول لو عادت بنا الأيام ؟
    - لو عادت بي الأيام لن أشارك في الانقلاب
    × يعني غلطت ؟
    - نعم غلطت
    × يعتبر انقلاب البعثيين أكبر خطراً واجه سلطة الإنقاذ ؟
    - كنا أنا و الشهيد "الزبير محمد صالح" ساكنين في حوش، وذهبنا بعد صلاة الصبح للقيادة وأفتكر من الصعب علي مدني أن تشرح له محاكمة عسكرية والمحاكمة العسكرية يمكن أن تتم في عشردقائق، وفي ذلك ظلم ولكن الحسم عادلاً.
    × هل من المحتمل (أنت) أن تحاكم عسكرياً؟
    - يمكن جداً أن يحكم علي عسكريا
    × ما هو تحليلك لآخر إنقلاب (قوش ود إبراهيم) ؟
    - تحليلي ما عادت الانقلابات لها جدوى ونفع لأن الإنقاذ ما عادت هي الإنقاذ.
    × نفتح صفحة أعضاء مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني (بقيتوا كم علي قيد الحياة) ؟
    - نحن موجودين ومتواصلين في الزيارات الإجتماعية
    × ما هي نوع الونسة بينكم ؟
    - كلها مرارات
    × ليه ؟
    - آخر مرة مشينا نهنئ الرئيس على استعادة هجليج (تصور) وضعونا ضمن برنامج بالقصر الجمهوري، ودخلنا له وانتظرنا دورنا وغيبوا الكاميرات عن هذا اللقاء فأخبرت عبد الرحيم وقلت له وين الكاميرات فجاءوا بها ومع ذلك لم نظهر في أي من الفضائيات المحلية وغيرها وفهمنا كل شيء.
    ×(أرجو أن تتكلم بدقة) أثناء اللقاء حدد نوع النظرات بينكم والرئيس ماذا قرأت فيها ؟
    - قرأت الكثير، قلت له وقال لي الكثير، وأحس بهموم في عيونه ودواخله.
    × هل زعلتو من سيادة الرئيس ؟
    - نحن نحبه جداً ونجد له العذر فيما يصيبنا منه.
    × متى آخر مرة قابلته؟
    - في مناسبة زواج في منزل الفريق "آدم حامد موسى" ونقابله في بعض المناسبات بعد مدافرة وحنيس لأن الحرس لا يعرفنا
    × (دا كتير يا عم صلاح) ؟
    - وأكثر من ذلك نحن غير مسموح لنا الدخول لنادي الضباط، لأن اللائحة تسمح لرتب أعلى ونحن نزلنا بتلك الرتب، وهناك من هم أصغر منا كرموا وتم منحهم الفريق والفريق أول فهل يخفى كل هذا عن الأخ الرئيس (لا أعتقد).
    × ما هو مصدر دخلك الحالي ؟
    - أنا أحوالي مستورة جداً، والحمد لله، كنت سفيراً بالبحرين، والآن أعمل في مجال النقل والتخليص (أنا أعمل مخلص جمارك).
    × وتلك الأيام نداولها بين الناس ؟
    - لو كنت عاوز وظيفة ومسؤوليات فلن تغلبني، ولكني صاحب مبادئ ولا أحيد.
    × لماذا نزلت الانتخابات إذن ؟
    - دي حكاية معروفة ومن الآخر، أنا ما عندي رغبة في السلطة، وإن كان في الإنقاذ بقية أو في عمري بقية.
    × من هو خليفة البشير المناسب ؟
    - أفضل له تكوين حكومة قومية أو نقل السلطة بصورة سلسة للنائب الأول لأنه أحسن من يفهم المسار الحالي.
    - × دا كلام واضح ؟
    - أقول للإنقاذ : شكر الله سعيك، وكفاية لحدي هنا، نحن نمشي، ويجو غيرنا يجربو..
                  

03-24-2013, 10:50 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)



    برلماني يتهم قيادة المجلس الوطني بتبديد مال الشعب..لائحة برلمانية جديدة تُتيح سحب الثقة من الوزراء

    أمدرمان: معتز محجوب
    فرغت مجموعة من القانونيين من إعداد مشروع لائحة بديلة للائحة أعمال المجلس الوطني الحالية، اشتملت على تعديلات جذرية، من بينها منح النواب حق سحب الثقة من الوزراء، فضلاً عن تقليص صلاحيات رئيس البرلمان وإعطاء كل الصلاحيات للنواب، في وقت شن فيه قيادي برلماني هجوماً عنيفاً غير مسبوق على قيادة البرلمان متهماً إياها بتبديد المال العام للشعب من خلال سفارات خارجية دون عائد ملموس للبلاد، وكشف عن وجود رحلة جديدة للإكوادور لعدد من قيادات البرلمان تكلف خزينة الدولة مئات الآلاف من الجنيهات، في مقابل إهمال كامل للنشاط الداخلي للجان بحجة عدم توفر الأموال،

    واتهم القيادي رئاسة البرلمان بالانتقائية في اختيار من يسافر، ووصف صرف البرلمان على السفر للخارج بأنه هزيمة لسياسة الدولة الخاصة بالتقشف.وعبر عضو البرلمان عن الوطني من دائرة بارا الشرقية مهدي عبد الرحمن أكرت، عن استغرابه لإصرار قيادة البرلمان على الصرف على السفر الخارجي، رغم عدم وجود عائد من كل هذه السفريات، ودلَّل على ذلك بزيارة رئيس البرلمان الأخيرة لأكثر من «20» يوماً لأوربا الغربية والشرقية، وقال: «لم تسهم الزيارة في التطبيع»، مشيراً إلى أن الأوربيين نصحوا رئيس البرلمان بالتوجه للكونغرس لحل الإشكالات العالقة، ######ر أكرت من الرحلة التي يعتزم البرلمان القيام بها للأكوادور، وقال: «ماذا نجني من سفرية مماثلة، ومن يتحمل أعباء السفر»، وأقرَّ أن المجلس أصابه الخمول خلال إجازة الأشهر الثلاثة الأخيرة، ودعا أكرت المراجع العام لمراجعة أمر السفر الخارجي للبرلمان


    ------------
    التفــاوض مــع قطـــاع الشمــال لمـــاذا؟!

    الصادق الرزيقى
    نشر بتاريخ الأحد, 24 آذار/مارس 2013


    08:39
    تعود حالة الالتباس في مواقف الحكومة من قطاع الشمال بالحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب، إلى غياب تعريف محدد لهذا الفصيل الذي يعد أكبر تكتل مسلح يستهدف البلاد وأمنها واستقرارها، فهو ليس فصيلاً مستقلاً وحركة سياسية وعسكرية وطنية المنشأ والتوجه والشعارات والاسم، تتبنى مشروعاً سياسياً يتعلق بالداخل السوداني وتختلف مع الحكومة حوله، ولا صلة له ولا ارتباطات بدولة أجنبية تجعل منه مجرد صدى لصوت أجنبي ومخلب قط يستخدم في إضعاف السودان واستنزافه.



    فقد تعاملت الحكومة مع الضغوط الخارجية والرأي الغالب لتيار داخلي مؤيد للحوار مع هذا القطاع دون أن تتريث قليلاً في إيجاد توصيفات وتعريفات للطرف الآخر في الحوار، هل هو طرف وطني أصيل له قضية معلومة ومعروفة ينبغي التوصل لحلول لها، أم هو نقل لجرثومة الحرب والتمرد مثل البعوض الذي يحمل داء الملاريا والذباب المحمل بجراثيم تسبب العلل والأمراض.
    وحتى لحظة موافقة الحكومة على الحوار مع قطاع الشمال بالحركة الشعبية، ليست هناك ملامح جاهزة لنوع وشكل الحوار والمتحاور معه الذي سبق أن اتخذت الحكومة وحزبها المؤتمر الوطني موقفاً شبه نهائي بعدم الحوار معه، وعملياً كان الحوار الذي بدأ وتم تشكيل وفد له برئاسة د. كمال عبيد ينحصر في مشكلة جنوب كردفان والنيل الأزرق، وليس قطاع الشمال.. لكن الحكومة التي وافقت على خريطة طريق مجلس السلم والأمن الإفريقي في العام الماضي وقبلت بقرار مجلس الأمن الدولي رقم «2046»، تبدو اليوم أكثر حماساً من أي وقت مضى للجلوس إلى طاولة التفاوض مع قطاع الشمال بالحركة الشعبية، وهي سكرى وثملة بما حققته من توقيع المصفوفات الأخيرة، وعاد وفدها منتشياً كأنه أُعطي الحكمة وفصل الخطاب.



    ومن الخطأ إعطاء ما يسمى «قطاع الشمال» دون أن نعرفه تعريفاً دقيقاً، اعترافاً مجانياً يجعله يأخذ مشروعية لا حد لها في التحرك السياسي في الفضاءات الدولية التي كان يدخلها من الأبواب الخلفية.. ولا يخفى على أحد أن موقف الحكومة السابق من قطاع الشمال وعدم الاعتراف به ورفض مفاوضته، نزع عنه أي غطاء يؤهله لتلقي معاملات وتعاملات مباشرة في كثير من دول العالم حتى الدول الغربية التي كانت تحاذر في استقبال قياداته بصورة رسمية وفي العلن، وقبل عام تقريباً لم تستقبل دولة أوربية كبيرة أحد قيادات هذا القطاع، ولم تسمح له بعقد لقاءات مع وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية، مما اضطر السفارة الأمريكية في تلك الدولة إلى مجاملته بعقد اجتماع له مع بعض الجهات غير الرسمية في مبنى السفارة مع ما سببه ذلك من حرج.


    وعلى الحكومة التفريق بين مساعي الحل لقضية جنوب كردفان والنيل الأزرق والبحث عن سبل لوقف الحرب في هاتين الولايتين، بعيداً من صنع وتضخيم عدو سياسي وعسكري لا يفيد التفاهم معه في شيء. وكنا نتوقع من الحكومة ووفدها العودة من أديس وفي أيديهم اتفاق كامل بفك الارتباط بين دولة الجنوب وقطاع الشمال بالحركة الشعبية، لكن للأسف جاء الوفد مذعناً للضغوط الخارجية ليعلن أن الحوار سيكون مع قطاع الشمال.. وبدلاً من إزهاق روح هذا القطاع والتضييق عليه وحصره وتحجيمه بفك الارتباط وحصاره ووقف الإمداد الذي يصله ووقف مساندة جوبا له، تنفض عنه الحكومة الغبار وتعيده لأرض الملعب من جديد ليكون لاعباً أساسياً في الساحة وربما بعد حين شريكاً في الحكم!!
    هذا التخبط الحكومي أمر محير للغاية ولا تفهم أسبابه، فهل هو تلاعب أم غفلة؟ ففي يونيو 2011م أبرم اتفاق مع قطاع الشمال، وقبل أن يجف المداد الذي وقعت به الحكومة ذلك الاتفاق يُلغى بقرار من المكتب القيادي للحزب ومن الرئيس شخصياً، فكيف تعود الحكومة لما هو أسوأ منه وتحت تهديد سيف القرارات الدولية المسلط على رقبتها، فقد أصبحنا لا نفهم ماذا تريد الحكومة وكيف تفكر وماذا تريد أن تفعل بكل هذه التنازلات؟!



    ---------------

    قال إن المتمردين والمعارضة قبلوا مسودة الحوار بشروط
    علي الحاج: اتفقت مع طه على إحداث تحول ديمقراطي سلس

    زيورخ: ايهاب اسماعيل: قال نائب الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض علي الحاج ، انه سلم مسودة الحوار الذي اجراه مع النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه في العاصمة الالمانية برلين، الى قيادات المعارضة المسلحة والسياسية ، مشيرا الى انها رحبت بالمسودة ووصفتها بالايجابية، لكنها قالت ان «الكرة في ملعب المؤتمر الوطني الحاكم في ما يتعلق بجدية ومصداقية الحوار واحداث اختراق في القضايا السودانية الملحة».


    وقال الحاج لـ»الصحافة» ، ان اللقاء تم بترتيب من السفارة السودانية في المانيا ، وانه تركز على اجراء نقاشات في ما يتعلق بالقضايا السودانية، وابرزها مشكلة دارفور، والعلاقة مع جنوب السودان، كما تطرق الطرفان الى قضية الحريات، وشددا على اهميتها في دفع العملية السلمية في السودان.
    وقال «اتفقنا انا وطه على نقل مسودة الحوار الى المعارضة والحكومة، وبالفعل سلمت قيادات المعارضة السياسية في الخرطوم وقيادات الحركات المسلحة وابرزهم مالك عقار وعرمان مخرجات الحوار ورحبوا بالمقترحات التي تضمنتها المسودة، لكنهم اكثر الحاحا في طلب مصداقية وجدية الحزب الحاكم بشأن المضي قدما في انفاذ تلك الموجهات التي صدرت عن اللقاء الذي استمر اكثر من 3 ساعات».


    وافاد الحاج، ان طه طلب منه ايصال المبادرة الى المعارضة بعد ان اتفق الجانبان على ضرورة احداث التحول الديمقراطي السلس والسلمي والاقتداء بالنموذج العربي الذي افرز حكومات ديمقراطية عبر صناديق الاقتراع، وتابع «اتفقنا على انتهاج حلول سلمية وواقعية تؤدي الى نظام ديمقراطي».
    ونفى الحاج تطرق اللقاء الى مشاركته في السلطة الحاكمة في الخرطوم ، وقال ان الحوار تركز على القضايا السودانية ، وانه لابد ان تشمل الحلول الحركات الحاملة للسلاح والمعارضة السياسية في الداخل والحكومة



    ---------------


    قطبي: عدم ترشيح البشير يؤثر سلباً على الحزب

    الخرطوم:الصحافة:


    قال عضو المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم ، قطبي المهدي، إن الحزب سيواجه أزمة كبيرة إذا لم يولِ موضوع ترشيح عمر البشير في الانتخابات القادمة أولوية، مبيناً أن القواعد تعتبره أحد ضمانات الحزب نفسه.
    وأشار قطبي في برنامج لقاءات الذي بثته فضائية الشروق أمس، أن البشير يمتلك قدرات استثنائية في القيادة، وهو يمثل المؤسسة العسكرية،وأكد أن غياب البشير في الانتخابات القادمة سيكون له تأثير سالب على الحزب، مبيناً أنه وطيلة الفترة الماضية وحتى هذه اللحظة لم يولِ الحزب الأمر الأهمية المطلوبة.
    وطالب قطبي حزبه بأن يعطي نفسه الفترة الكافية للاستعداد لاحتمال غياب البشير من الانتخابات المرتقبة خلال الفترة القادمة، وأضاف: هذا الموقف سيواجه الحزب قريباً.
    وقال إن انتخابات القضارف التي جرت اخيراً تعد مؤشراً حقيقياً لقراءة المسرح الانتخابي رغم ضعف الإقبال على صناديق الاقتراع.
    وفي سياق منفصل، اعتبر رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية، قطبي المهدي، أن الكثير من الدول العربية لا تريد احتمال عبء القضية الفلسطينية،وطالب الشعوب يأن تظل هذه القضية حية في ضمير الأمة وليس الأنظمة الحاكمة، مبيناً أن القضية بدأت تأخذ منعطفاً خطيراً وأن إسرائيل وصلت بمخططاتها إلى مراحل نهائية.
    وكشف عن تأسيس المنظمة لمؤسسات كثيرة بعدد من الدول العربية لدعم الأوقاف بالقدس بصورة مستمرة.
    ودعا قطبي، الشعوب إلى أهمية دعم صمود المقدسيين وإنقاذ المسجد الأقصى من مخططات اليهود.
    وقال إن إسرائيل تستخدم الدول العظمى عبر الضغوط على مؤسسات المجتمع الدولي والتي تقوم بدورها بالضغط على الدول العربية حتى لا تتحمل عبء القضية، وأضاف: نحن في السودان تتسبب لنا مواقفنا المبدئية في الكثير من المشكلات.

    -------------------


    التاريخ: 24-مارس-2013 العدد:7037 حوار تاريخ اليوم: 24-مارس-2013


    مفوضية اللاجئين تقدم خدمات تعلي_
    and#65279; الرئيسيةالأخبارحوارالرياضةالاخيرةعـــوافي
    --------------------------------------------------------------------------------
    الأرشيف
    -إختر سنة- 2013 2012 2011 2010
    -إختر شهر-
    -إختر يوم-



    --------------------------------------------------------------------------------



    --------------------------------------------------------------------------------

    رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالوطني بروفيسور إبراهيم أحمد غندور :
    البحث عن بديل للرئيس تحدٍ كبير يحتاج إلى تأنٍ..

    حوار - آدم محمد أحمد :


    ربما التزامن وحده المسئول عن القضية الأبرز في هذا الحوار، لكون ان تصريحات الرئيس البشير حول عدم رغبته على الترشح مرة اخرى، أوردتها الصحف صباح ذات اليوم الذي تمت فيه المقابلة مع رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني بروفيسور ابراهيم احمد غندور، وهو الامر الذي كان دافعا للبدء به، لانه بالتأكيد سيشغل الرأي العام برهة من الزمن، وفوق كل ذلك كانت مجالس الصحف تتناقل اخبارا عن لائحة جديدة تعكف عليها اجهزة الحزب الحاكم استعدادا للمؤتمر العام الذي لم تظهر ملامحه بعد، هذا مقرونا بما يجري في دهاليز الوطني من تضارب وصراع بين قياداته آثر البعض على اثرها الاتكاء بعيدا عن ممارسة مهامه ولو الى حين، بينما ما يجري في ألمانيا من لقاء جمع النائب الاول للرئيس على عثمان والقيادي البارز بالمؤتمر الشعبي على الحاج، يظل امرا لا يمكن تجاوزه في أي حوار مع «غندور» الرجل الذي يصفه البعض بأنه يمارس سياسة ناعمة دائما ما يغطي بها على غلظة رفقائه تجاه الآخرين، وهذا كان بدوره ان يقودنا الى الغوص اكثر في تفاصيل ما دار في الندوة المغلقة التي كان الرجل احد المشاركين فيها، كما ان قضية الاجور وزيادة المرتبات تعتبر من الاهمية بمكان الوقوف عندها..فإلي مضابط الحوار :-


    { فلنبدأ بحديث رئيس المؤتمر الوطني رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بعدم ترشحه للرئاسة مرة أخرى، ورغم هو تأكيد لمواقف سابقة، ولكن ألا يعتبر هذا تحدى للحزب في البحث عن بديل؟



    -هذا ليس أول حديث للسيد الرئيس بهذا الخصوص ورغم ان ذلك من حقه الشخصي ولكن القرار النهائي يعود لمؤسسات المؤتمر الوطني على رأسها المؤتمر العام، والسيد الرئيس سيلتزم بقرار المؤسسات، لكن هذا يؤكد المقولة التي ظلت ترددها قيادات المؤتمر الوطني انها لله وليس للسلطة وللجاه لا أقول ان هناك تحدي أمام المؤتمر الوطني لكن التحدي الحقيقي في حال البحث عن مرشح آخر هو ان يكون خليفة حقيقي للسيد الرئيس وان يسد الثغرة التي كان يملأها الاخ الرئيس اولا من حيث المقبولية وثانيا من حيث الشجاعة وثالثا من حيث القدرة على اتخاذ القرار، لكن نقول قطعا اذا الأخ الرئيس آثر التنحي وبحث المؤتمر عن مرشح آخر هذا تحدي كبير يحتاج إلى تأني وبحث دقيق لإيجاد البديل المناسب جدا.


    { هل يعني ذلك انه من الممكن أن يتخذ المؤتمر العام قراراً بإعادة ترشيح البشير مرة أخرى رغم قراره الواضح؟


    -هذا قرار يتخذه حوالي ستة آلاف شخص وأي حديث حول احتمالات سيكون خطأ كبيراً جدا لأنك لا تعرف ما هو القرار الذي سيتخذه هؤلاء وبالتالي لكل حدث حديث لأننا ما زلنا على بعد عامين من الانتخابات الرئاسية وعلى الأقل على بعد عام من اتخاذ ذلكم القرار.
    { توقعاتك الشخصية هل يمكن ان يحدث ذلك وهل يمكن ان يقبل السيد الرئيس بإعادة ترشيحه من قبل المؤتمر العام المقبل؟
    -انا اعتقد أن السيد الرئيس سيلتزم بقرار المؤتمر العام أي كان كما ان المؤتمر العام قادر على ان يتخذ أي قرار، بالتالي القضية ليست قضية شغل بال المؤتمر الوطني كثيرا لان التحديات أمام الوطن الآن اكبر من ان نبحث عن بدائل للرئيس او إبقاء الرئيس أي كان الأمر في وقت تبقى للرئيس عامان على الأقل.


    { هذا يقودنا إلى الحديث عن لوائح اختيار بديل للرئيس والتي بحسب ما ورد ان أجهزة المؤتمر الوطني تعكف الآن على إعدادها ، ما هي ملامح هذه اللوائح وكيف تكون؟


    -المؤتمر الوطني لا يعكف على هذه اللوائح وحسب الوطني خلال الستة أشهر الماضية نظر في كل اللوائح التي تحكم عمله لأننا حزب ديناميكي متحرك وبالتالي لابد ان نعيد النظر في لوائحنا ونعيد النظر حتى في طريقة عملنا كل فترة ، المؤتمر الوطني حزب حي والآن بدأ استعداداته للانتخابات القادمة وبدأت لجنته المعنية بصورة راتبة وبالتالي هذا تحدي كبير ليس أمام المؤتمر الوطني وحسب وانما أمام القوى السياسية التي تريد ان تنافسه.


    { هل يعني أن تأجيل المؤتمر العام للمؤتمر الوطني، ياتي في سياق إكمال المشاورات حول اللوائح التي ذكرتها؟


    -لم يُتخذ قرار حتى الآن بتأجيل المؤتمر وان كان هناك حديث حول التأجيل يدور في بعض دوائر اتخاذ القرار داخل الحزب وهذا الحديث ليس بسبب عدم إكمال اللوائح وإنما بسبب التوقيت المناسب لاتخاذ قرارات ستنعكس على مستقبل الوطن والمؤتمر الوطني، بالتالي التأجيل لن يكون طويلا إذا اتخذ القرار بذلك، وليس بسبب اللوائح وإنما بسبب جملة من القضايا.


    {إذا المؤتمر العام سيقام في هذه السنة؟
    -من الوارد ولكن يمكن أن يتأخر قليلا، ليس لما بعد منتصف العام القادم.
    { اعتقد لا زال السؤال حول ملامح اللوائح التي تعكفون على إعدادها بشأن خلافة الرئيس تحديدا قائماً؟
    -ليس هناك نظر حول لوائح بعينها، المؤتمر الوطني الآن يعيد النظر حول كل اللوائح، وآخر قرار اتخذه المؤتمر الوطني تعديل نظامه الأساسي، الذي أجازه مجلس الشورى في اجتماعه الأخير.


    { ذكرت بأن التحدي يمكن في إيجاد بديل بذات مواصفات الرئيس، ففي تقديرك هل يمكن أن يجد الوطني شخصية اقرب إلى الرئيس؟
    -إن كنت تريد من حيث القرب الشخصي للسيد الرئيس قيادات كثيرة قريبة جدا إلى قلب السيد الرئيس وتحظى بتقديره واحترامه ولكن هذا قطعا لن يكون له تأثير على قرار المؤتمر الوطني في اختياره لخليفة الرئيس باعتبار قربه من الرئيس.
    { نعم ولكن ماذا بشأن القدرات؟
    -أنت لا تستطيع أن تقيس قدرات شخص إذا لم يكن في المكان الذي يمكن أن تمتحن فيه هذه القدرات لذلك من السابق أن تتحدث عن شخص بعينه له من القدرات تتساوى مع السيد الرئيس او حتى مع غيره.
    { البعض يشير إلى شخصية النائب الأول للرئيس على عثمان طه؟
    -نعم الأستاذ على عثمان ظل نائباً للرئيس لفترة طويلة وبالتالي هو الأقرب إلى خلافة الرئيس.
    { بشأن أوضاع الحزب، هناك تضارب وتقاطع بدا واضحاً الآن بين قيادات المؤتمر الوطني، واقرب مثال لذلك أن أمين الإعلام بروفيسور بدرالدين إبراهيم جمد نشاطه نتيجة لما اسماه تعدد التصريحات وتضاربها؟
    -هو ليس تضارباً بقدر ما هو محاولات من البعض للإجابة على تساؤلات في بعض الأحيان يكون من المهم جدا الإجابة عليها وفي بعضها يكون من المهم جدا ان تجيب عليها ان لم تكن تعرف الحقيقة كاملة، الاخ بروفيسور بدرالدين شعر بان عليه مسئولية كبيرة وهذه المسئولية في بعض الأحيان يمكن ان تتأثر بسبب بعض التصريحات ، لكن اعتقد ان الأمر ليس بهذا التعقيد الذي قرأته وتناوله الإعلام به، القضية قضية تنظيم، أنت لا تستطيع ان تكمم أفواه، السياسيين ولكن الأمر يحتاج إلى تنظيم أكثر واعتقد بأننا الآن أفضل من أمسنا.
    { من الوارد أن تتضمن اللوائح، مسألة الانضباط في التصريحات والالتزام بالنظام؟
    -ربما يتم النظر إلى تحديد ناطق رسمي باسم المؤتمر الوطني، الآن نائب الرئيس لشؤون الحزب هو المعبر عن هياكل الحزب العليا ، ويفترض ان يكون أمين الإعلام هو المعبر عن القطاع السياسي الذي هو جزء منه، رغم ان في كثير مما يريد ان يخرجه الحزب يمر عبر أمانة الإعلام، بالتالي القضية نحن لا نحتاج ان يكون ليدنا حزب جامد يصرح باسمه شخص واحد كما أننا لا نرغب بان يكون لدينا حزب منفلت يصرح باسمه حتى في بعض الأحيان غير من هم ليس مخولاً لهم بذلك التصريح، نحن نحتاج بين هذا وذاك ان نزاوج ما بين قدرة الحزب على التعبير عن ما يدور بالداخل وفي نفس الوقت قدرة الحزب على الانضباط التام الذي لا يخرج باسمه الا ما هو حقيقة ورأي للحزب.
    { لكن في هذا نلاحظ ان بروفيسور بدرالدين لا زال في موقفه المقاطع؟
    -الأخ بدرالدين عندما زارنا حزب الحرية والعدالة برئاسة دكتور الكتانتي كان جزء من الوفد المفاوض باعتبار ان في الوفد الزائر مسئولة الإعلام وبالتالي كان الأخ بدرالدين حضورا وشارك والتقى بها وشارك في كل النشاط الذي قام به الوفد الزائر.
    { إذا دلفنا إلى انتخابات ولاية القضارف التي جرت مؤخرا، ألا تعتقد ان النسبة التي حصل عليها المؤتمر الوطني مدعاة للنظر؟
    -انا اعتقد بأنها نسبة معقولة وتأكد قوة المؤتمر الوطني في الولاية.
    { لكن ما حصل عليه مرشح المؤتمر الوطني لا يتعدى نسبة الـ(40%) مما حصل عليه المرشح كرم الله عباس في الانتخابات الماضية؟
    -نعم، الانتخابات الحالية تختلف عن الانتخابات السابقة باعتبار فترة التجهيز لها، طريقة المنافسة استعداد الناس ورغبتهم والظروف الحالية، لكل انتخابات ظروفها.
    { هل يمكن ان تكون هذه النسبة في القضارف هي مؤشر للمؤتمر الوطني في الانتخابات العامة المقبلة؟
    -أتمنى أن تكون مؤشراً في الانتخابات المقبلة، لكن الانتخابات التكميلية دائما تكون المشاركة فيها ضعيفة والحماس فيها ضعيف؟
    { فيما يتعلق بعلاقات المؤتمر الوطني والمعارضة، البعض يرى بان الحزب الحاكم ليست لديه جدية كافية في إجراء حوار مع القوى السياسية المعارضة يفضي إلى نتائج للحلول، ودائما يريد حواراً دون تنازلات؟
    -هذا حديث اسمعه من بعض السياسيين للأسف، ولكني أقول للرأي العام ولكل من يتابع أن كثيراً من الذين يصرحون عن الحوار بين المؤتمر الوطني والأحزاب ليس جزء من ذلك الحوار ومن الواضح أن أحزابهم لا تضعهم في الصورة الكاملة لما يدور من حوار بينها والوطني انا أتمنى من أي سياسي قبل ان يصرح على قضية داخل حزبه ان يتأكد من المعلومات كاملة قبل ان يقولها، كثيرون يغردون خارج سرب أحزابهم.
    { كأنك تشير إلى أن هذه الأحزاب لا تقول الحقيقة لقواعدها عن حوارات تتم بينها والمؤتمر الوطني؟
    -لا أشير إلى ذلك لكني أريد ان أقول ان البعض لا يتابع ويدلي بالتصريحات على طريقة رزق اليوم باليوم، وهذه الطريقة في العمل السياسي تربكه وربما تكسب البعض الذي يدلي بتصريح داوي مثل القنبلة تكسبه بعضا من التقدير لدى البعض ولكن لو يعلم السياسيرت بأن هذه تفقدهم وتفقد حزبهم وتفقد الوطني المصداقية.
    { بناء على ما ذكرت هل يعني ذلك أن خطوات الحوار بينكم والمعارضة متقدمة؟
    -لا أقول إنها متقدمة ولكني أقول بحمد الله الحوار لم ينسد بين أهل السودان في يوم من الأيام.
    { في ذات الإطار، أدرتم حوارا في ندوة مغلقة مع بعض قيادات المعارضة، فماذا دار فيها والى أين توصلتم وكيف تكون الاستمرارية؟
    -كان الحوار في تلك الندوة وأنا أقولها هنا بمستوى رفيع، جدا وتقدير متبادل بين كل الحضور وحضرته قيادات فاعلة داخل أحزابها وفي مستوى رفيع من حيث الهيكلة داخل الحزب، وكان الحوار حول كيفية الوصول إلى آلية للحوار وما هي القضايا التي يتم الحوار حولها، كانت محاولة أولى لتمتين الحوار القومي الواسع بين كل الأحزاب السياسية، ما يدور من حوار الآن في غالبه حوار ثنائي لكن تلك الندوة كانت تبحث عن حوار جماعي، وبالتالي كانت تقريبا غالبا او كل الأحزاب الفاعلة في الساحة السياسية كانت موجودة.
    { يمكن ان نقول إن الندوة تلك كانت مؤشراً لإمكانية عقد حوار جامع وقومي يفضي إلى حلول؟
    -انا اعتقد بأنها مؤشر وقوي جدا لو حمى الله أهل السودان من بعض المتآمرين عليهم، تلك الندوة كانت مؤشراً ممتازاً، إلى إمكانية حوار جماعي بين القوى السياسية السودانية على ضفتي النهر او على ضفافه جميعا.
    { هل لنا ان نعرف تفاصيل أكثر عن ماهية القضايا التي تناولتموها في تلك الندوة؟
    -ناقشنا كيفية الوصول إلى حوار، آلياته طريقته والمواضيع التي يتم التحاور حولها اتفقنا على المواصلة رغم أنني قرأت أصواتاً نشازاً ترفض ذلك لكنني أقول الذي يرفض الحوار يغلق أبوابا يجب أن لا تغلق، أن لم يكن من اجل أحزابهم فليكن من اجل السودان وأهله.
    { فيما يتعلق بالاتفاق الأخير مع الجنوب، وسرعة التوقيع على المصفوفة كأنه يشير إلى وجود ضغوط قوية مارسها المجتمع الدولي على الطرفين؟
    -على العكس تماما الاتفاقات الحقيقية وقعت في 27 سبتمبر ثم أعيد التوقيع عليها في الرابع والخامس من يناير وبالتالي التوقيع الأخير كان فقط على المصفوفة التي بموجبها تم الاتفاق على آجال التنفيذ، لكن كل شئ متفق عليه في اعلى قمة السلطة في البلدين بين الرئيسين.
    { لكن ثمة عقبات واجهت التنفيذ، وكادت ان تعيد الأطراف إلى المربع الأول؟
    -العقبة الوحيدة كانت 14 ميل، والى حد ما الاتفاق النهائي على آليات ابيي بما فيها الاستفتاء، لكن هذه تم تجاوزها بالرجوع إلى اتفاق 27 سبتمبر.
    { واضح أن الخرطوم في حالة من الارتياح والتفاؤل الشديد بالتوقيع الأخير على المصفوفة؟
    -واعتقد بان جوبا أيضا مرتاحة، الذي لا يرتاح لاتفاق يضمن الأمن والسلام له مع جيرانه فهذا له عقلية تآمرية لا تريد أن تخدم الشعب وبالتالي أي بلد سيرتاح عندما يضمن أن العلاقة بينه وبين جاره ستسير في المسار الصحيح أتمنى أن يكون ارتياحنا له ما بعده من تفاؤلات.
    { إلى أي شئ بنيتم هذا التفاؤل هل على العواطف أم على وقائع وضمانات حقيقية؟
    -هو على ما تم التوافق عليه وعلى الضمانات التي وضعت على الأقل هو خطوة إلى الأمام في الطريق الصحيح.
    { بالعودة إلى المفاوضات حول المنطقتين، من المعروف أن رئيس وفد الحكومة د.كمال عبيد أصبح رئيسا لجامعة إفريقيا العالمية، فكيف توفقون بين قيادة الرجل للمفاوضات والجامعة سيما أن الأخيرة تحتاج إلى رعاية متواصلة؟
    -ما زال دكتور كمال عبيد رئيساً لذلكم الوفد، وهو ليس تفاوضاً مع قطاع الشمال وإنما تفاوض حول المنطقتين مع قطاع الشمال ويجب أن نؤكد ذلك، مرجعيته اتفاقية السلام الشامل وما تبقى منها وإنفاذها.
    { يعني ربما نتوقع تغير دكتور كمال عبيد في الجولات اللاحقة؟
    -حتى الآن لا يوجد أي تغير والوفد هو نفسه برئاسة الأخ كمال.
    { واضح أن قطاع العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني والذي ترأسه أنت، كان له حراك متواصل خلال الفترة الماضية، على المستوى العالمي، وكانت لكم زيارات كثيرة لعدد من الدول، ما الذي تم وماهي النتائج؟
    -النتائج أننا الآن بحمد الله لنا انفتاح مع أوروبا بعد زيارة السويد والنرويج هنالك زيارات قادمة تم الاتفاق عليها لبعض دول الاتحاد الأوروبي وهناك حوار واسع الآن مع الاتحاد الأوروبي يبدأه سفيره النشط في الخرطوم السيد السفير تومس، والعلاقة الآن اعتقد بأنها تسير في الاتجاه الصحيح من حيث توفير المعلومة الصحيحة ومن وجهة نظر المؤتمر الوطني بحيث كثير من القضايا التي كانت مقفلة في السابق وقعنا عدداً من الاتفاقيات مع أحزاب افريقية فاعلة في بلدانها والآن نتجه إلى إقامة تكوين مجلس الأحزاب السياسية الإفريقية الذي سينعقد في الخرطوم، في 27 ابريل القادم، في آسيا نستمر في تمتين علاقتنا مع أصدقائنا في الصين وغيرها، لكن الجديد الآن لنا علاقة قوية مع تجمع الأحزاب الآسيوية، ومع تجمع أحزاب أمريكيا اللاتينية والدول الباسيفيكية وبهذا نعقد بأننا نسير في الاتجاه الصحيح كما ان لدينا علاقة قوية مع الأحزاب العربية خاصة في منطقة الربيع العربي.
    { المنحة الصينية للمؤتمر الوطني لتشييد مقره، أثارت جدلا واسعا هذه الأيام، ما هي حقيقة هذه المنحة؟
    -المعلومات التي لدي انه لا توجد منحة ولا يحزنون، وليس هناك مثل هذا الأمر إلا إذا كنت لا أعلم بعض الخفايا، وبالتالي كان حديثي ان البعض الذي اتجه إلى القانون ومجلس الأحزاب عليه ان يثبت صحة ما ذهب إليه، المؤتمر الوطني لا يتلقى أموالا من أي جهة ولن يتلقى أموالا وبالتالي هذا حديث في اعتقادي جانبه الصواب.
    { لكن الحديث ورد في الصحف ولم ينفه المؤتمر الوطني مما يدفع في اتجاه صحته؟
    -المؤتمر الوطني ليس من مهامه أن ينفي كل ما يرد في الصحف والقضية عندما أثيرت في الصحافة في ثاني يوم ذهبت إلى القانون، عندما تكون القضية أمام القانون فقد وصلت إلى مداها الأخير وبالتالي المؤتمر الوطني سيكون كل ما لديه أمام القانون، نحن نرحب بالاتجاه المتحضر في اللجوء للقانون بدلا من الإثارة ولكن نتمنى للذين يتجهون إلى القانون أن يلتزموا به قولا وفعلا.
    { وانطلاقا من العلاقات المتميزة مع الصين والحزب الشيوعي الصيني ما الذي يمنع أن يتلقى المؤتمر الوطني دعماً في إطار التعاون؟
    -الذي يمنع هو قانون الأحزاب الذي يمنع تلقي أموال.
    هذا يقود إلى سؤال، من أين للمؤتمر الوطني هذه الأموال لتشييد برج ضخم في هذا الوقت الذي يعاني فيه اقتصاد السودان؟
    المؤتمر الوطني لديه استثماراته ولديه اشتراكاته، وهو ليس حزبا جديدا، وبالتالي لديه القدرة، انا لا استطيع أن أتحدث عن استثمارات المؤتمر الوطني لان هناك لجنة كاملة لإدارة هذه الاستثمارات.
    { تشييد مباني بهذا المستوى، يوحي بأن المؤتمر الوطني كأنه اطمأن إلى الجلوس طويلا في الحكم، وانه باق رغم الظروف التي تحيط بالسودان والعالم من حوله؟
    -المؤتمر الوطني حزب وهو موجود وفقا للقانون سواء كان في الحكومة أو المعارضة سيظل حزبا موجودا، إلا اذا كان يتطلع البعض إلى القضاء على المؤتمر الوطني بوسائل ليس من بينها الوسائل الديمقراطية، لكن بالديمقراطية إن شاء الله المؤتمر الوطني باق.
    { ما الذي يمكن قراءته من لقاء النائب الأول لرئيس الجمهورية على عثمان طه والقيادي بالمؤتمر الشعبي د.على الحاج بألمانيا؟
    -هذا لقاء طبيعي الدكتور على الحاج حسب معلوماتي التقى بكل القيادات السودانية التي زارت ألمانيا وهذا امر مرسوخ في طبيعة السودانيين أنهم يتجاوزون الخلافات السياسية عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الاجتماعية، ولكن قطعاً عندما يلتقي سياسي في مستوى على الحاج وسياسي وتنفيذي في مستوي على عثمان محمد طه القضايا السياسية لن تكون خارج الحوار.
    { يعني ذلك أن اللقاء يمكن أن يتطور إلى شئ ملموس؟
    -كل شئ وارد
    { لكن هناك من يشير إلى أن اللقاء ربما جاء في إطار ما يعرف بخلافات الحركة الإسلامية فقط؟
    -لا...المؤتمر الوطني منفتح على الحوار مع كل الأحزاب لكن اعتقد بان الإخوة في الحركة الإسلامية سيظلون هم الأقرب إلى بعضهما البعض وان تفرقوا بين حزبين أو أكثر.
    { هل يمكن أن تتفق مع الاتجاه بأن شخصية الرجلين «طه وعلى الحاج» بأنها الأكثر تأهيلا للمضي قدما في ملف طي خلافات الحركة الإسلامية الذي يبدو عصيا حتى الآن؟
    - كلاهما شخصية، أولا تتمتع بأفق واسع وفي مستوى رفيع في مراكز اتخاذ القرار وكلاهما وصل إلى نائب الأمين العام في الحركة الإسلامية ووصلا إلى مراكز مرموقة في الوطني والدولة وبالتالي لهما القدرة في إحداث اختراق في أي مكان.
    { إذا دلفنا إلى منحى آخر، ماذا بشأن زيادة الأجور التي توصلتم إليها مؤخرا مع وزارة المالية؟
    -نتوقع أن يتم التنفيذ في أي وقت، أول أمس(الاثنين الماضي) اتفقنا على الهيكلة النهائية مع نائب رئيس الجمهورية دكتور الحاج آدم يوسف، المكلف من قبل رئيس الجمهورية والحكومة، باللجنة الاقتصادية التي تراجع الأداء الاقتصادي، وذلك بعد أن رفعت اللجنة تقريرها إلى وزارة العمل والموارد البشرية، وبالتالي نحن الآن في مرحلة التنفيذ الفعلي لإنزال هذه الهيكلة على مستوى المؤسسات ثم على مستوى الأفراد، التنفيذ سيكون ابتداءً من 1/1/2013، وبالتالي عندما ينفذ فعليا أي حقوق للعمال ستكون حقوقاً يجب أن تستوفى وبأثر رجعي.
    { هل هناك سقف محدد للتنفيذ أم أن الأمر مفتوح ومتروك لتقديرات المالية ووضعها المالي؟
    -عادة كل زيادات الأجور التي تمت منذ عام 90 وحتى الآن والبالغة 29 زيادة أجور تم إنفاذها في ابريل لان حسابها يأخذ وقتا طويلا، انا أتوقع مرتب ابريل أن يشمل الزيادات.
    { لكن هل الأثر الرجعي بالنسبة للزيادات يشمل كل هياكل المرتب بما فيها التأمين الاجتماعي أيضا؟
    -طبعا كل الاستقطاعات سيتم دفعها بأثر رجعي، وكذلك التعديلات على المعاش بعد زيادة الحد الادنى، ستبدأ تطبيقها وسيتمتع بها الذين ينظرون إلى المعاش في نهاية العام 2012، وبالتالي كل الهياكل ستعدل وفقا لذلك.
    { بعد التطورات الأخيرة بتوقيع مصفوفة تنفيذ الاتفاق مع الجنوب، والذي بدوره سيسمح بضخ النفط الذي بالتأكيد سيكون له تأثير في خزينة الدولة، ومن المعروف أن زيادة الأجور هذه بنيت على أساس ظروف الدولة الصعبة، فهل يمكن أن نتوقع منحة أخرى للرئيس؟
    -الزيادة في الأجور التي تم التوافق عليها جزئت إلى جزئين وفقا لاتفاقنا الأول مع وزارة المالية، سيتم تطبيق الجزء الأول والجزء الثاني سيتم الاتفاق عليه مع تحسب الوضع الاقتصادي، اتفاقية الجنوب ربما يكون لها انعكاس على تسريع إنفاذ ما تبقى من اتفاقية.
    { وربما لن تكون هناك أية زيادات أخرى؟
    -على كل حال نحن لدينا اتفاق وتوجيه من السيد الرئيس واضح جدا في هذا الأمر وهذه القضية نحن نتابعها وبصورة لصيقة جدا ولدينا فيها دراسات ولدينا فيها آراء وحوار مستمر على مستوى الرئاسة.
    { هذه الزيادة لا زالت في القطاع الخاص منحة ولم تضاف إلى المرتب؟
    -نعم عندما يخرج القرار بزيادة الحد الادنى للأجور وهو قانون، حينها سيكون ملزماً لأصحاب العمل حتى الآن القرار لم يخرج بقانون وجدنا تفهما كبيا من الإخوة في اتحاد أصحاب العمل بل وتأكيد واستعداد على أنهم سيعملون على تطبيق الزيادة في الحد الادنى للأجور باعتباره قانوناً ملزماً للجميع.
    { ما تم من اتفاق في زيادة الأجور، يراه بالبعض بأنه لا يساوي شيئا في ظروف الحياة القاسية التي تبدو ظاهرة للجميع؟
    -أي زيادة للأجور في الفترة القادمة أو اللاحقة، لن تكفي، تكلفة المعيشة بالتالي نحن نحاول أن نقرب الشقة ما بين تكلفة المعيشة والأجر وهذا هم ظل يواجهه العمال على مدى العصور.
    { العمالة الأجنبية في السودان، أصبحت طاغية، وهذا وضع ينظر إليه البعض باعتباره تغولاً على فرص العمل بالنسبة للعمالة المحلية، فكيف ينظر الاتحاد لهذه النقطة؟
    - نعم الأمر يحتاج إلى ضبط أكثر من الآن لكنه أيضا يحتاج إلى تقييم الروح لدى العامل السوداني، انا هنا لا أتحدث عن القطاع العام لأنه لا يوجد فيه عمالة أجنبية لكنني أتحدث عن القطاع الخاص، بالتالي العامل السوداني يملك من القدرة الذهنية والفنية ما تؤهله لان يكون منافسا، وكذلك في دول الخليج وغيرها، لكن لديه التزامات داخلية تجعله دائما يبدو وكأنه اقل عطاء من العامل الأجنبي، نحتاج إلى تغير هذه الذهنية وتغير ذهنية بعض الذين يستخدمون العمالة الأجنبية حتى يكون العائد للعامل السوداني بل للسودان باعتبار أن العمالة الأجنبية أيضا تستنزف موارد السودان من العملة الأجنبية وهي محدودة.

    (
    (
                  

03-24-2013, 11:11 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)


    هل ينزع "الرزيقي" عمامته في صيف دارفور الساخن؟!



    يوسف عبد المنان

    حينما ينزع الأستاذ "الصادق الرزيقي" عمامته ويكتب تحت تأثير (الكدمول) الدارفورية، فإن لـ"الصادق" مواقف قلمية في قضية نصيبها من الضوء جد كثيف.. وما أن وضعت راحلة الحرب الدارفورية رحالها حتى أنبتت صروف الزمان حروباً أخرى.. و"الصادق الرزيقي" يكتب في زاويته (أما قبل) يلتمس العلاج الناجع لنزيف تجدد الأسبوع الماضي حتى كادت دارفور بأجمعها أن تنزلق في لجة الحرب مرة أخرى بعد سنوات الهدنة الثلاث التي عاشها الإقليم.. لكنها الحرب عادت بوجهها القميء.. حصاد الموت والرعب والنزوح وتصدع الجبهة الداخلية، هي الثمرة المرة حينما يقتحم (خيالة) رئاسة شرطة في محلية برام بجنوب دارفور السجن لإنقاذ خمسة عشر مجرماً من الإعدام في جرائم حدية، وفي مظلة الفوضى التي شاعت في برام يلوذ بالفرار (41) من النزلاء في جرائم من بينهما سرقة مواشٍ وشرب (المريسة).. ولم يجد معتمد برام "إبراهيم عبد الله سعد" من عزاء لنفسه ولدارفور غير التهوين من الحدث والقول إنها المرة الثالثة التي يتعرض فيها السجن لهجوم من المسلحين.. وفي الخرطوم قال اللواء "السر أحمد عمر" عبارة مأثورة (الأوضاع ببرام تحت السيطرة) وإذا كان الأمر كذلك (يا سعادتو) فكيف يهاجم (خيالة) السجن ويخطفون وينهبون ويهربون والأوضاع تحت السيطرة والأخ الصديق "الصادق الرزيقي" (يفرك) عمامته ويكتب (دواء دارفور أن تستنهض الدولة قبائل دارفور وتسليحها حتى يتم القضاء على التمرد)؟!



    دعوة الأستاذ "الصادق" تجد آذاناً وتجد من يطربون لها.. ولكن كيف (المرض يشفي المرض)؟! وحينما (تنوب) المجتمعات القبلية والإثنية عن وظيفة الدولة تسقط هيبة الأخيرة وتذهب ريحها، ويضعف وجودها، وتنمو دولة أخرى داخلها.. وأحداث جبل عامر التي حصدت من الأرواح بشهادة رجل غير مجروح في شهادته اللواء هو "الهادي آدم حامد" أكثر من خمسمائة قتيل، هي شاهد إثبات وحصاد مُر لتجربة (تجييش) المدنيين وتسليحهم، والبندقية خارج مؤسسات القوات النظامية تشكل خطراً بالغاً على الدولة مهما تظاهرت بأنها تقف مع الدولة وتشد أزرها وتحمي ظهرها وتذود عنها.. فالدولة بجيشها وشرطتها وأمنها، هي من يحمي الشعب في المدن والقرى والأرياف، وقضية دارفور حينما ترتدي عباءة الصراع القبلي، وتتبادل (البنادق) المحمولة على سيارات الدفع الرباعي والإقصاء، (تحشر) الدول الغربية (أنوفها) في تفاصيل الداخل الوطني.. واليوم في بلدة مثل كبكابية والسريف وسرف عمرة ووادي أزوم تهبط وتطير المروحيات الروسية لنقل جنود من سيراليون وبوركينا فاسو ورواندا والسنغال، جاءت بهم أخطاء السودانيين لحماية السودانيين من شرور أنفسهم وسيئات خطيئة حروبهم الداخلية.. ولولا بشاعة الحرب الدارفورية لما عرفت وفود مجلس الأمن والسلم الأفريقي الفاشر ونيالا.


    { جروح لن تندمل

    التمرد الدارفوري شأنه شأن حركات التمرد الأخرى، سعى إلى ضرب النسيج الاجتماعي والاستفادة من (التناقضات) والمطامع القبلية، وصوّب حملته الدعائية بأنه يخوض حرباً ضد دولة (متحيزة) لفئة تحارب بعض مكونات الإقليم.. ورفعت حركة متمردة مثل الحركة الشعبية في جبال النوبة شعاراً إقصائياً موغلاً في النازية (البقارى يسير والجلاب يطير)، ورفعت حركة عبد الواحد شعار (تحرير دارفور)، ثم تراجعت عنه، والتراجع هنا فضيلة تكتب في صحائفها التي تفتقر إلى فضائل أخرى، وأطلقت على نفسها حركة تحرير السودان.. ولكن سلوك الجماعات المتمردة وجنوحها نحو القبلية والعنصرية لا يبرر مطلقاً ردة فعل مثلها من جهة دولة راشدة أو يفترض ذلك.


    وتجربة أن تقاتل جماعات قبلية نيابة عن الدولة أثبتت الأيام خطلها وبؤس نتائجها ومرارة حصادها، والقبائل في دارفور لا تقاتل إلا لأجندتها الخاصة ومطامعها التي تنخر في جسد الدولة.. وقد (أنبتت) الحرب أثرياء حرب يأكلون من جثث الضحايا، ويشيدون الفلل والعمارات السوامق على حساب أمن الناس وكرامتهم في وطن لم يتبق فيه مكان لجرح جديد.. وما يحدث الآن في جنوب دارفور من فوضى هو ثمرة مرة لقرار اتخذته حكومة الجنوب بطرد حركة "مناوي" و"خليل" و"الحلو" بعد (تشوينهم) بالعتاد والذخائر وآليات الحركة ليقاتلوا حكومتهم من داخل الشمال.. وهو قرار صائب وشجاع من دولة الجنوب.. ولا ينبغي لنا أن نجزع، فالحركات المسلحة لن تحقق نصراً على القوات المسلحة مهما وجدت من السند والدعم، ولا تملك القدرة عل مواجهة الاحتياطي المركزي.. قد تحقق تقدماً هنا، وتحدث خسائر في الصفوف هناك، وتسيطر على مدينة لساعات.. لكنها لن تحقق نصراً على القوات المسلحة يستدعي أن تتنازل القوات المسلحة عن مهامها وواجبها لجماعات قبلية لتنوب عنها في قتال المتمردين.. وجروح دارفور التي تنزف منذ 2003م (عمقها) البعد القبلي في الصراع..

    والأستاذ "الصادق الرزيقي" حينما يكتب من قلب دارفور، فهو من أشار مبكراً في عام 1991م، لقراءة كتاب "خلدون النقيب" عن مفهوم الدولة التسلطية تحت عنوان (الأصول الاجتماعية للدولة التسلطية في المشرق العربي المعاصر)، والدولة التسلطية في رؤى "خلدون" تنهض أيضاً على اتكاءات اجتماعية تعمل على اختراق المجتمع المدني، وتحويل مؤسساته إلى تنظيمات تضامنية تعمل كامتداد لأجهزة الدولة، وحينما يصبح مواطن فرد في قرية (أبو عجورة) هو الدولة وحامي حماها، لكنه ينظر لمواطن آخر بعين الشك والريب ويتربص به صباح مساء، فإذا ولى الآخر وجهه شطر حركة متمردة أو جماعة مسلحة أو أضحى ولاؤه للاجئ في دولة الغرب يسأل إسرائيل المدد والعون مثل "عبد الواحد محمد نور"، فلا تثريب على المواطن الثاني.
    وتجربة حرس الحدود التي يباهي بها السيد "الصادق الرزيقي"، ينبغي إعادة تقييمها داخل المؤسسات العسكرية البحثية وليس في منابر السياسيين حيث المزايدات وطلاقة الألسن.. ولكن دعوة "الرزيقي" لا تقدح في قدرة القوات المسلحة على دحر تمرد "مناوي" المحدود وإنما تمتد إلى سهول بعيدة.


    { تفاوض القطاع والأغلبية الصامتة


    أخيراً وبصوت جهير وثقة كبيرة في النفس، أعلن الفريق أول "عبد الرحيم محمد حسين" المسؤول الأول عن ملف التفاوض مع دولة الجنوب وقطاع الشمال بعد ترجل "علي عثمان محمد طه" عن الملف وتبعه الدكتور "نافع علي نافع" بعد اتفاق أديس أبابا الموءود، أعلن الفريق "عبد الرحيم" عن الدخول في تفاوض مع قطاع الشمال وفق مرجعيات اتفاقية السلام الشامل 2005م.. وجاء إعلان الفريق "عبد الرحيم" بعد طول رفض وتردد وانتظار، حتى تم طي ملف الترتيبات الأمنية مع دولة الجنوب، وتم إقرار مبدأ الرقابة الدولية المشتركة على الحدود والشريط العازل للحيلولة دون تسلل الجماعات المسلحة لإلحاق الأذى المتبادل، وذلك ما عدّه الفريق "عبد الرحيم" بمثابة فك ارتباط لدولة الجنوب مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، لتبدأ مرحلة التفاوض التي حدد الفريق "عبد الرحيم" مرجعياتها باتفاقية السلام الشامل 2005م..

    فهل تمثل تلك المرجعية إطاراً مثالياً لتحقيق السلام والاستقرار باعتباره الهدف الذي يسعى إليه أهل المنطقة؟ أم ثمة حاجة لاتفاقية جديدة للمنطقتين تأخذ في الاعتبار إيجابيات بروتوكولات المنطقتين وتطويرها لمصلحة السلام؟ أم أن ما ينتظره سكان المنطقتين عملية (ترقيع) لثوب قديم وتقديمه في وعاء جديد؟ وهل قضية مثل المشورة الشعبية لا تزال صالحة لمخالطة القضايا الملحة في المنطقتين؟ أم تجاوزها الزمن؟ وهل يلعب أهل المنطقة دور الجنوبيين في الداخل من قبل حينما أطلقت عليهم مسميات من شاكلة الأغلبية الصامتة وأهل المصلحة كما هو حال أهل دارفور؟ وقد انتهى الحال بجنوبيي المؤتمر الوطني ما قبل الانفصال بالاستضعاف ثم (التخلص) منهم لصالح الحركة الشعبية وذهبوا وفي النفس شيء من مرارة وشعور بالخذلان، ولكن منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق تمثلان عمق دولة الشمال الحالية، ومصدر ثراء عميق لثقافتها ومصدر ثروة نفطية ومعدنية، وأهم وأغلى من كل ذلك إنسان متفرد في طبائعه وعاداته وتقاليده، وأكثر مناطق البلاد تضحية وأقلها حظاً من التنمية والعمران والرقي والتطور.. فما هي الأجندة التي يتوقع أن يفاجئ بها قطاع الشمال أو الحركة الشعبية في المنطقتين المفاوض الحكومي؟ أولاً قطاع الشمال لا يمثل كتلة واحدة تتباين داخلها المواقف والأجندة، فأبناء النوبة، وبصفة خاصة، الذين كانوا حتى الأمس القريب من المجاهدين في صفوف الدفاع الشعبي والناشطين في الحركة الإسلامية و(انقلبوا) على أعقابهم، هم أكثر التيارات تشدداً وتطرفاً وبغضاً للخرطوم ولكل ما هو عربي وإسلامي.. وأمثال "عامر عبد الرحمن" الذي عيّنه "الحلو" الآن مديراً لمصرف جبال النوبة في جوبا.. و"أرنو تقلو" و"قمر دلمان" وآخرين من الوافدين إلى الحركة الشعبية في السنوات الأخيرة، يطرحون حق تقرير المصير لشعب النوبة كما يقولون، ولكن "ياسر عرمان" و"عبد العزيز الحلو" و"ياسر جعفر" وبقايا الاشتراكيين والشيوعيين السابقين يرفضون طرح حق تقرير المصير لجبال النوبة والنيل الأزرق، (حالهم كحالهم السابق) حينما بدأ الجنوب يميل إلى الانفصال،

    اتكأ أولاد "قرنق" والمكون الشمالي في الحركة الشعبية على حائط برنامج السودان الجديد!!
    وثمة تيار داخل الحركة قطاع الشمال مع الحكم الذاتي للمنطقتين، دون أن يكون لهؤلاء تصور واضح لطبيعة الحكم الذاتي وعلاقة الإقليم بالمركز، ولا يميل تيار "عرمان" إلى الانكفاء على قضية المنطقتين، ويصب اهتمامه في البحث عن شراكة جديدة مع المؤتمر الوطني مركزياً!! فهل من مصلحة البلاد أن تنكفئ الحركة الشعبية على المنطقتين أم تمد أفقها قومياً؟ وهل يستقيم منطقاً أن تنهض شراكة في المنطقتين دون مشاركة مركزياً؟ وهل تستطيع الأطراف المفاوضة تجاوز اتفاق (نافع– عقار) الذي عدّه مجلس الأمن مرجعية أساسية للتفاوض استناداً إلى القرار (2046)؟!


    هذه الأسئلة وغيرها تشكل هذه الأيام محور نقاشات وحوارات النخب من أبناء المنطقتين، وقد تبدت علامات الرضا والارتياح في أوساطهم حينما أعلن الفريق "عبد الرحيم محمد حسين" جهراً، وبثقة كاملة في النفس، التفاوض مع قطاع الشمال صباح عودته (الأربعاء) الماضي من أثيوبيا مزهواً بنصر تحقق على يديه.. كيف لا يمثل الاتفاق نصراً وقد خاطب أسّ المشاكل بين الجنوب والشمال؟! ونجاحات الفريق "عبد الرحيم" في ملف التفاوض مع الجنوب تؤهله وتجعله الخيار المثالي لرئاسة ملف المنطقتين، ويترك له اختيار مساعديه من القيادات، وفي حال إسناد الملف إلى "عبد الرحيم" فليذهب مولانا "أحمد هارون" مفاوضاً ينوب عن الجنرال بعد انتهاء مرحلة "كمال عبيد" (جزاه الله خيراً)، فقد أدى واجبه بكفاءة وأحسن خدمة التيارات الرافضة للسلام من دعاة الحرب أمثال "الطيب مصطفى" الذي رفع أخيراً (المنديل) حينما جدّ الجدّ وتولى الفريق "عبد الرحيم" ملف التفاوض بعد أن أجهض "الطيب مصطفى" وحلفاؤه في هيئة علماء السودان اتفاق (نافع- عقار).. ولكن الحق لا يموت، فقد أصبح ذلك الاتفاق مرجعاً اعترف به مجلس الأمن.


    إن مشاركة الأغلبية من مواطني المنطقتين في المفاوضات فرض عين على الحكومة وهي مقبلة غير مدبرة على التفاوض، حتى لا تستثمر الحركة الشعبية التفاوض سياسياً وتكسب على حساب القوى السياسية الأخرى مجتمعة.. وحينما احتكرت الحركة الشعبية التفاوض باسم المنطقتين مع المؤتمر الوطني في نيفاشا، ورثت الحركة بذكاء كل قواعد الحزب القومي والاتحادي الديمقراطي وحتى البعثيين وحزب الأمة، ولما أعلنت الانتخابات وجد المؤتمر الوطني نفسه وحيداً يقاتل في بيئة نصفها ضده.. فالمشاركة السياسية في المفاوضات القادمة لأحزاب المنطقة، سواء التي تتفق مع المركز أو التي تعارضه، ضرورة ملحة جداً، بما في ذلك منبر السلام.. فليذهب إلى المفاوضات ويقول كلمته.. وقد حمل مولانا "أحمد هارون" في جولة المفاوضات الفاشلة في أكتوبر الماضي أحد أبرز قيادات المؤتمر الشعبي إلى أديس أبابا وشكل وجود "الزبير كرشوم" إضافة وليس خصماً على المؤتمر الوطني، رغم تحفظات "الترابي" على الخطوة ورفضه لها.. ولكن ما ضاقت ساحة التفاوض بأبناء الوطن إذا اتسعت النفوس!!
    أماتها الله .. فلا تبعثوها
    23 ساعات 31 دقائق منذ
    حجم الخط:
    { برتكولات (نيفاشا) - بما فيها برتكول "أبيي" ومنطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق - انتهت، وفقدت صلاحيتها بانتهاء الفترة الانتقالية لاتفاقية السلام الشامل، وقيام الاستفتاء على تقرير المصير وإعلان (جنوب السودان) دولة مستقلة ذات سيادة وعضوية في الأمم المتحدة في يوليو عام 2011م.
    { ولهذا يبدو مضحكاً إلى درجة (المسخرة)، ومزعجاً إلى درجة الخوف والقلق على مستقبل ما تبقى من السودان، إذا كانت بعض قيادات الدولة ما زالت تتحدث عن ضرورة (التفاوض) مع ما يسمى (قطاع الشمال) استناداً إلى برتكول المنطقتين وهدي اتفاقية (نيفاشا)!!
    { إذن لماذا لم يفاوض الفريق "عبد الرحيم محمد حسين" وفد جنوب السودان في ما يتعلق بالترتيبات الأمنية، بما فيها نزاع منطقة (14) ميل واتفاقيات النفط، والتجارة، والمصارف، والحريات الأربع استناداً إلى اتفاقية (نيفاشا)؟!
    { هل تحدثت (نيفاشا) عن (عشرة) معابر في الحدود بين (الشمال) و(الجنوب)، أو ما صار (السودان) و(الجنوب)؟!! هل كان برتكول قسمة الثروة يتحدث عن (الحسابات الجديدة) في تكرير وتمرير بترول الجنوب، أم أن القسمة كانت (على اتنين).. خمسين في المئة للحكومة المركزية، وخمسين في المئة لإقليم (الجنوب)، و(2%) تخصم لصالح الولايات المنتجة (أبيي لصالح المسيرية والدينكا، ولاية الوحدة، وولاية أعالي النيل)؟!
    { اتفاقيات "أديس أبابا" التسع الموقعة في سبتمبر من العام الماضي، وبدأ منذ أيام فقط (جدول) تنفيذها في ما يسمى (المصفوفة)، لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بـ (نيفاشا) وبرتكولاتها، لسبب بسيط أن (الجنوب) صار (دولة) مستقلة، ولم يعد (إقليماً) تابعاً لجمهورية السودان بحدودها القديمة والمعروفة منذ يناير عام 1956م.. تاريخ الاستقلال من حكم (الإنجليز).
    { فإذا كان الأمر كذلك، فإن ما يجب أن يفهمه (عباقرة) حكومتنا ومفاوضوها من (العسكريين) و(المدنيين)، أن (نيفاشا) اتفاقية طرفها الأول حكومة السودان، وطرفها الثاني الحركة الشعبية لتحرير السودان، وقد مضت (الحركة) إلى حال سبيلها وصارت حزباً (أجنبياً) في دولة (أجنبية) مجاورة.
    { انتهت (نيفاشا) بانتهاء مدة صلاحيتها (6 سنوات)، وبإعلان الجنوب دولة مستقلة، فعلام يتحدث وزير الدفاع عن برتوكول المنطقتين و(تراث) نيفاشا المندثر؟!
    { إن (قطاع الشمال) حركة مسلحة (متمردة) في جبال النوبة وأقصى أطراف النيل الأزرق، وينبغي التفاوض معها بذات المنهج الذي تفاوض به الحكومة حركات التمرد في دارفور. ورغم أن لي وللكثيرين رأي حتى في هذا النهج (العبثي) الذي لن يحقق سلاماً ولن ينهي تمرداً يتناسل (حركة) بعد (حركة) كلما تم توقيع اتفاق في (دوحة العرب)، إلا أن ما نعنيه هو عدم إلباس هذا (القطاع) المقطوع ثوباً (خاصاً) ومختلفاً عن لبوس الحركات المتمردة الأخرى في دارفور.
    { (نيفاشا) انتهت بخيرها القليل.. وشرها الكثير، فلا تبعثوها للحياة، أماتها الله.. وحمانا وحماكم.
    { وسبت أخضر



    ---------------------


    عم .. سنهاجم "عبد الرحيم" مثل "نافع"
    22/03/2013 13:30:00
    الهندى عز الدين


    { عندما وجهنا نقدنا الموضوعي الساخن اللاذع والقوي، للاتفاق الإطاري بين الحكومة والحركة الشعبية (قطاع الشمال) في أديس أبابا، الموقع في يونيو 2012، كان ممثل الحكومة هو رجل الدولة والحزب الأقوى.. مهاب الجناب الدكتور المحترم "نافع علي نافع"، ولم يكن ذلك ليمنعنا أو يحول بيننا واستهداف ذلك الاتفاق (المفخخ)، الذي تراجع عنه صاحبه عملاً بشعار (نراجع ولا تأخذنا العزة بالإثم فلا نتراجع)، ولهذا فإن الأمر يبدو سخيفاً إذا تساءل البعض مشككاً في إمكانية ذود ذات الأقلام عن حمى ذات الوطن، فقط لأن الذي أعلن الموافقة على الحوار مع (قطاع الشمال) هو الفريق أول "عبد الرحيم محمد حسين" وزير الدفاع الوطني!! وكأنهم أرادوا أن يقولوا إن دكتور "نافع" أقل ثقلاً ومقاماً في هذه الدولة من سيادتو "عبد الرحيم"!! مع العلم بأن الأول هو بمثابة (أمين عام) الحزب الحاكم، ثم أنه مساعد الرئيس، وبرتوكولاً ومراسيمياً - دعك من عملياً وجوهرياً - (المساعد) أعلى من (الوزير)، وللاّ ما كدا يا جماعة؟!


    { نحن مستعدون - كما استعداد الحكومة للحوار مع قطاع الشمال - لتعبئة الرأي العام السوداني ضد أي (مشروع) اتفاق يعيد إنتاج فوضى وعبثية (نيفاشا)، أو نفخ الروح في (الاتفاق الإطاري) الذي مات وشبع موتاً.. لا أعاده الله.
    { هذه البلد ليست حكراً لزمرة (ساسة)، أو بضعة (جنرالات)، ليبيعوا فيها ويشتروا كيفما يشاءون، فالحكم والفيصل هو الشعب، وقد صبر على أخطائهم كثيراً، وتسترنا جميعاً على هفواتهم عديداً، حفاظاً على وحدة ما تبقى من هذا التراب.. هذا الوطن.
    { لكننا لن نألوا جهداً في أن نقاومهم بالقلم، ونجادلهم بالحجة، ونواجههم بالحقائق، أعلنوها أو أخفوها، في زمن لا يعرف الكتمان، ولا يحب التخفي!!


    { لقد قمنا بواجبنا تجاه الوطن بكل مسؤولية وتجرد، نقداً ثبتت صحته ودقته لاتفاقية (نيفاشا) وما تلاها، فتحقق ما قلنا به، ونبهنا له بالمسطرة.. والحرف بالنقطة والشولة!!
    { انتهت (نيفاشا) إلى تقسيم بلادنا إلى دولتين متحاربتين، وسينتهي أي اتفاق مشابه مع (أولاد نيفاشا) من بقايا الحركة الشعبية في دولتنا إلى (انفصال) أقاليم أخرى من السودان (الشمالي)، بعد أن ذهب (الجنوب القديم)، وتهيأوا لعملية (بتر) الجنوب (الجديد)!!


    { "عرمان" و"عقار"، و"الحلو" و"ياسر جعفر" و"وليد حامد" ليسوا سياسيين مؤمنين بالديمقراطية والحريات، وحقوق الإنسان.. لم يمارسوها ولم يعرفوها، بل هم مجرد (ضباط) في جيش الحركة، لم يتخرجوا في (الكلية الحربية) السودانية ولم يتأهلوا في مدرسة (الوطنية السودانية)، وبالتالي فإن أي اتفاق (وهمي) معهم سيشبههم لا محالة.. يشبه سلوكهم السياسي والاجتماعي.
    { سيحترق (كل) من يقود الحوار مع (قطاع الشمال)، استناداً إلى تراث (نيفاشا)، مهما علت رتبه ومقاماته.
    { ونبقى نحن، ويبقى الوطن، بينما يظل أصحاب الأقلام (الرمادية) يتفرجون على المشهد وكأنهم غير معنيين، لا بالقضية ولا بالسودان.. يطلقون أسئلة مهزوزة من شاكلة: (هل سيهاجمون "عبد الرحيم" مثل "نافع")؟!! ثم أنهم سيتمسحون بـ (كريم) السلام (المضروب) فاقد الصلاحية.


    ------------------------

    الزمان الأغبر !
    الهندى عز الدين


    إذن فقد أصبحت السودانيات (سلعة)، والترويج يتم على الملأ ليتنافسن في المزايدة .. وعلى رأس الشروط ـ بالعربي الفصيح السافر ـ أن تكون السلعة من ذوات (البشرة غير الداكنة) حسب نص الطلب الذي يقف خلفه ذلك المتاجر ببناتنا .
    الكلام لم يعد سرأ، خصوصا وأنه بلغ أمس حد الكلام العلني في منابر الجمعة، ولذلك نقول إن الزميلة (الانتباهة) .. وقعت في خطأ أثق شخصيا بأنه غير مقصود، حين تسرب لصفحاتها في عدد أول أمس الخميس إعلان غريب جارح صادم، يطلب فيه المعلن سودانيات بأعمار تتراوح بين الحادية والعشرين والخامسة والثلاثين .. للعمل في دولة الكويت الشقيقة .. مشترطا ـ إضافة للبشرة غير الداكنة ـ أن تكون المتقدمة جميلة، مع بعض المهارات المهنية البسيطة، والتي لا نستبعد أن تكون تمويهية، ومنها (الذكاء وسرعة الفهم) !!


    مصيبة الإعلان .. أنه جاء في ربع صفحة، وأنه ورد تحت ترويسة تحمل طابع الرسمية تقول : (وزارة تنمية الموارد البشرية ـ الإدارة العامة للاستخدام ـ إدارة استخدام السودانيين بالخارج) !
    والوظائف كان من الممكن أن تكون مبلوعة .. لو كانت في مرافق خاصة ببنات حواء فقط، لكن ما يوجع القلب انها حصرية في مجالات حددها الإعلان بدقة متناهية، وهي : (مبيعات، كول سنتر، حجز تذاكر طيران، فنادق، تسويق، ضيافة، استقبال) !
    الصدمة الأكبر، أن الإعلان اشترط على المتقدمات إرسال ثلاث صور شخصية ملونة (تبيّن الشكل من الرأس إلى القدم .. على أن تكون مختلفة) .. أي بأوضاع مختلفة .. تظهر الجسد من كل الزوايا من الرأس حتى القدمين !!



    الأخطاء تقع من الصحف، وأهل المهنة يعرفون أن الصحيفة التي لا تخطئ لا وجود لها، وكم من الأخطاء التي عشناها طوال عقود من العمل الصحفي المستمر .. تقترب هولاً من قيام الساعة .. ولذلك لم أقف كثيرا عند الخطأ المهني المحرج، خصوصا وأن (الانتباهة) بادرت في اليوم التالي بنشر اعتذار عن الإعلان الكارثي، وهو نهج حضاري مشكور .. طالما أن الأخطاء لا يمكن أن تستثني عملا متواترا ومستمرا بشكل يومي دون انقطاع .
    لكن ما جعل الدم يغلي في العروق، أن الإعلان يشي بما ينم عن تجارة خارجية بفتياتنا (تحت ستر الليل)، دون أن يملأ الإعلان آفاق الدنيا بالنشر، ولا أحد يعلم إن كانت هناك سوابق غير معلنة .. تم من خلالها توظيف بناتنا بنفس الشروط والمواصفات، كما أن وجود اسم وزارة تنمية الموارد البشرية، والإدارة العامة للاستخدام، وإدارة استخدام السودانيين بالخارج، وكلها وردت في الإعلان كما أسلفنا، يرفع عشرات الأسئلة المستفهمة، ويوجه أصابع الاتهام مباشرة لهذه الجهات، بل ويجعل الريبة تتجه صوبها بشكل لا مواربة فيه !!


    مطلوبات فورية يجب توفيرها الآن للرأي العام، فتجارة الفتيات تعدت دول (الخبرة) لتصل الآن إلى فتياتنا، والمطلوبات تتعلق بأي تجارة سابقة يمكن أن تكون قد حدثت بموافقة الجهات (الرسمية) التي وردت أسماؤها في الإعلان، كما تتعلق بتقارير من سفاراتنا .. عن طبيعة الأعمال التي تمارسها السودانيات المستقدمات بالخارج .. تحسبا من أي تجارة بهن .. لم يكن لها وجود في تاريخ السودان !
    المصائب باتت تضربنا في الكبد .
    سحقا للزمان الأغبر

    (عدل بواسطة الكيك on 03-24-2013, 11:25 AM)

                  

03-28-2013, 09:14 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    5192010112752AM2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    طه يتحدث أمام الإعلام بعد صيام:
    «نيفاشا» حية وراضٍ عن نفسي وكلمتي للتأريخ ستأتي في الوقت المناسب

    الخرطوم : الصحافة:



    دعا وزير الدولة بوزارة شؤون مجلس الوزراء د.محمد المختار حسن حسين ، رؤساء التحرير وقادة الأجهزة الإعلامية وبعض الكتاب الى مؤتمر صحفي يعقده النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه أمس،ويبدو أن كل أو غالبية المدعوين لبوا الدعوة،وجاءوا تسبقهم توقعاتهم بما سيطرحه طه الذي صام أسابيع عن الحديث لغيابه في عطلة بألمانيا،بجانب صدى لقائه مع مساعد الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور علي الحاج.
    طه الذي جلس الى جواره مساعدا الرئيس الدكتور جلال الدقير،والعقيد الركن عبد الرحمن الصادق المهدي، ووزير الزراعة الدكتور عبد الحليم اسماعيل المتعافي،بجانب محمد المختار ، الذي أدار المؤتمر بطريقة أرادها غير تقليدية حيث منح الحضور فرص طرح الأسئلة بلا كلمة افتتاحية.
    طه بدا في لياقة ذهنية كاملة،وروح معنوية عالية،واستفاد من الاسئلة المتتابعة فرد عليها بطريقة الحزمة وليس حسب ترتيب طرحها،فقدم أجوبة على أخرى وربط بعضها وكانت بعض أجاباته تحمل أكثر من وجه ويمكن قراءتها من زوايا مختلفة،وتجنب كعادته الرد بنعم أو لا.
    مطلوبات الحوار الوطني
    وركز النائب الأول على الحوار الوطني، ودعا لحوار دستوري جامع للتوافق والتراضي حول مستقبل السودان وكيفية إدارته وحل قضاياه.
    واعتبر المرحلة الحالية للحوار الوطني وهو توجه الحكومة بكل مكوناتها السياسية ،وكشف عن استمرار الاتصالات للوصول لتفاهم مع القوى السياسية المختلفة في الداخل والخارج لتحديد غاياتها ومنهجها وحل مشكلات السودان عبر الحوار ونبذ العنف والممارسة الديمقراطية، ورأى أن المطلوب من القوى السياسية الجلوس والنظر في كيفية إيجاد إجابات لما هو صالح في أبواب الدستور الحالي وما هي الأبواب التي تحتاج إلي تعديل، الأمر الذي سيقود إلي دستور جديد وفقا للخبرة التراكمية في مجال الفقه الدستوري .
    وأشار إلي أن نهاية المرحلة الانتقالية تضمنت أمرين الأول يتعلق بالترتيبات المرتبطة بالجنوب وما قادت إليه وترتيبات خاصة بالمنطقتين، والأمر الثاني يتعلق بالنظام الدستوري القائم الآن والذي تضمن منهجية الحكم والإدارة الفدرالية وفق مشاركة معينة للمركز والولايات .
    ووصف نيفاشا بأنها لم تكن اتفاقية لحل قضية الجنوب في إطار سلمي أو سياسي انتهى بالانفصال فقط، وإنما اتفاقية أسست للنظر في إدارة الشأن الوطني السوداني وسعت لتقديم إجابات محددة ضمنت في مبادئ الدستور الانتقالي لعام 2005م وأشار الى أن الدستور هو الوثيقة السياسية القانونية والدستورية التي تمثل ما هو قائم من اتفاقية السلام الشامل الموقع في نيفاشا.
    وتطرق الي كيفية النظر إلي تطور العلاقة مع جنوب السودان وانخفاض التوتر والاحتقان في الساحة السياسية وتوظيف هذا المناخ لصالح تطور الأداء السياسي نحو مزيد من الاستقرار والتفاهم المشترك ، ورأى أن الاتفاقيات الموقعة مع دولة جنوب السودان ستوسع مساحة الحوار، مشيرا إلي اتخاذ إجراءات تمهيدية تتصل بتهيئة مناخ الحوار والحريات العامة وحرية الصحافة لتوسيع دائرة الحوار وانجاحه،مشيرا الى انه في ظل اجواء التوتر مع الجنوب كانت روح الحوارالداخلية مختلفة.
    واضاف هناك بشريات من القوى السياسية التي لم تشارك وهي أن إدارة الحوار لم تكن عقبة حيث لم يشترطها أي من الأطراف بحيث يمكن ان يقود هذا الحوار إلي مخرجات يكون الشعب هو صاحب القرار فيها عبر الاستفتاء او الانتخابات،لافتا الى ان التجربة السودانية بها نضج كبير يمكنها من وضع الدولة في مكانها بقدرة تهزم الأجندة الأجنبية .
    وذكر طه أن الحكومة لن تعزل أحدا في الحوار الوطني ويمكن لمالك عقار وعبد العزيز الحلو ان يشاركا في الحوار واعداد الدستور من اجل مستقبل البلاد،باعتبارهما مواطنين لهما حقوق وعليهما واجبات.
    الربيع مرَّ من هنا
    وقال النائب الاول لرئيس الجمهورية ان الحراك الذي حدث في دول الربيع العربي اذا كان بسبب البحث عن قضايا التعددية والعدالة الاجتماعية وحرية الممارسة السياسية، فان السودان قد خطا خطوات كبيرة في هذا المجال، وتابع « استطعنا في هذا الصدد تجاوز مرحلة الشعارات الي مرحلة الحقائق العملية الملموسة» .
    ورأى ان الذي أمن السودان من ثورات الربيع العربي هو ان الدولة اوجدت مسارات عديدة لحرية التعبير وأنشأت أطراً حقيقية يمكن للمواطن ان يمارس من خلالها حقوقه المكفولة بنص الدستور .
    واشار الي ان السودان بالرغم من الضغوط السياسية والتآمر الخارجي الذي تعرض له استطاع افشال كل المحاولات التي كانت تريد استغلال أي احتجاجات بشأن ارتفاع الاسعار والاتجار بها سياسيا .
    وأفاد ان كل هذه المحاولات خابت جميعها ليس لان الدولة تمارس قمعا ضد معارضيها وانما لانها اوجدت الاطر الكفيلة التي تمكن المواطنين من ممارسة حقوقهم الدستورية .
    واضاف ان السودان يشكل حضوراً في الساحة الاقليمية المجاورة له المتحركة والمستقرة ولديه حوار مع كل القوى الإسلامية والوطنية وذلك لتقوية علاقاته مع هذه الدول للوصول الى تفاهمات تصل مرحلة التكامل والتعاون السياسي والأمني.
    واعرب عن تفاؤله بمستقبل الاقليم . واضاف « يمكن ان تتبلور آليات للتفاهم بين شعوب المنطقة لمزيد من تعضيد التعاون السياسي والاقتصادي والأمني، مبينا ان قضية الحدود و»القنابل الموقوتة» لن تقف عائقا امام السودان في تبادل المنافع مع دول الجوار، مشيرا في هذا الصدد أن النزاع على حلايب ليس واردا ان يلقى بها في وجوهنا، وهذا ينطبق على الجنوب فلن تقف المناطق المختلف عليها عائقا امام تبادل المنافع .
    لقاء علي الحاج
    وحول لقائه مع الدكتور علي الحاج في برلين مؤخرا قال انه جاء بمبادرة من الاخير وتم في الاطار الاجتماعي، لكنه ناقش قضايا البلاد والمهددات التي تحيط بها ،موضحا أنه لمس منه شعورا عميقا بالتحديات والمخاطر التي تجابه الوطن ،كما انه ابدي استعدادا لتجاوز مرارات الماضي والمضي نحو احداث حوار وطني جامع يعمل علي تقريب وجهات النظر بين كافة المكونات السياسية في ساحة العمل السياسي بالبلاد.
    وكشف اتفاقهما أنهما شركاء فيما جرى بخيره وشره،وأخذ العبرة،والحرص على حماية توجه السودان الإسلامي.
    وقال ان لقاءه مع علي الحاج اكد ايضا علي ضرورة نبذ العنف وان الحوار حول مختلف القضايا هو السبيل الوحيد الذي يمكن ان تعالج به كل الموضوعات والقضايا .
    واضاف طه : نحن مستعدون للمضي قدما نحو كل ما يعزز هذا الحوار عبر ابراز صدق النوايا وفتح الابواب وطرح المبادرات والتوافق علي الاحتكام للشعب في نهاية المطاف لتحقيق مبدأ التداول السلمي للسلطة، وذلك عبر انتخابات حرة ونزيهة ،مشيرا الى ان التفاهمات والاقرارات مطروحة للنظر من جانب الحكومة والمعارضة.
    وحول إمكانية لقائه بالدكتور حسن الترابي لتذويب الخلافات، قال انه لا يمانع من لقاء أي شخص سواء الترابي او غيره، لكن المطلوب أن تكون اللقاءات مرتبطة بما يمكن أن يدفع الأمور إلي الأمام وليس لقاءات من اجل اللقاء .
    تنحي البشير
    وعن خلافة الرئيس عمر البشير بعد اعلانه عدم رغبته في الترشح، قال طه انه أمر تحدده أجهزة ومؤسسات المؤتمر الوطني والمجتمع السوداني بأكمله، و» الرئيس البشير بما عرفته عنه فهو صادق في حديثه، هذا الاحساس ينبغي ان يعبر عنا جميعا باعتبار ان المسؤولية الوطنية امانة ويوم القيامة خزي وندامة الا من أداها بحقها «.
    واوضح ان الحديث عن انه لن يترشح مرة اخري يعبر عن ذاته بصدق وعن ذواتنا جميعا والجميع يعرف هذا ولكن القرار النهائي في هذا الشأن بيد أجهزة ومؤسسات المؤتمر الوطني وربما يتجاوزها الى المجتمع السوداني بأكمله، مشيرا الي ما أحدثه هذا التصريح من ردود أفعال في أوساط المجتمع السوداني. ورأى ان هناك استحقاقات بنص الدستور والبرنامج الانتخابى لرئيس الجمهورية تقتضى ان يؤسس لها من خلال دوره ومسؤوليته الوطنية ،
    وقال النائب الاول « البشير بما اعرفه عنه ليس من الرجال الذين يلقون بالأمانة عن كاهله ويمضى فى سبيله دونما اكتراث خوفا من الفشل وانما يتسم بشجاعة ومسؤولية ويؤمن بالتغيير والتجديد» ، ودعا طه الى معالجة هذه القضية بعيدا عن العاطفة.
    تغييرات دارفور
    وحول تدهور الأوضاع الأمنية في دارفور وتزايد التفلتات، قال طه إن الحكومة تعمل علي مراجعة الأداء التنفيذي والاداري بولايات دارفور في أعقاب التفلتات الأمنية في الإقليم مؤخرا بما يؤدي الى بسط هيبة الدولة وفرض الأمن والاستقرار .
    وأضاف ان هناك ضرورة إلي معالجات سياسية وأمنية وإدارية خاصة في دارفور، مشيرا إلي أن السلاح الموجود في إطراف دارفور يشكل تهديدا كبيرا للأمن في المنطقة وهو تهديد يواجه الأنظمة والمجتمعات.
    واعلن عن صدور قرارات بتغيير في بعض ولاة ولايات دارفور قريبا.
    كما كشف عن تعيين وزير جديد للرعاية والضمان الاجتماعي خلفا للوزيرة أميرة الفاضل التي استقالت من الوزارة لظروف خاصة .
    الفجر الجديد
    وأكد طه أن الحوار مع «الحركة الشعبية - قطاع الشمال» سيكون لاستكمال المشورة الشعبية وبروتوكول المنطقتين، وقال ان اتفاق نافع - عقار لم يرفض للموضوعات التي شملها وانما بعض الموضوعات ليس منبرها واختصاصها و مرجعياتها آلية الاتحاد الأفريقي، مشيرا إلي أن الاتفاق به قضايا محلها الحوار القومي الجامع حيث يمكن لأبناء المنطقتين طرح آرائهم ومقترحاتهم.
    ورحب طه بالتوقيع علي مصفوفة تنفيذ الاتفاقيات مع الجنوب، وهنأ الفريق سلفاكير رئيس دولة الجنوب علي مواقفه ودفعه باتجاه تنفيذ الاتفاقيات، معربا عن أمله في أن تتواصل هذه المواقف .


    وأوضح في هذا الصدد أن الأيام القادمة ستشهد مزيدا من التواصل بين الرئيسين البشير وسلفاكير لتأكيد الالتزامات والاتصالات والإجراءات التي تمت بشأن الاستقرار والسلام بين البلدين.
    وعن وثيقة «الفجر الجديد» قال طه، ان الفجر الجديد إذا كان منهجا للتغيير العسكري فلن ينجح وأي محاولة لفرض التغيير عن طريق القوة العسكرية والانقلاب أو القتال المباشر لن تنجح ومصيرها الفشل ، هي محاولة عالية التكلفة، غير أنه رحب بالفجر الجديد إذا كان للحوار الوطني .
    وحمل طه الغرب خطورة ما نبه له السودان من إضفاء الشرعية علي تفكيك الدولة ذات السيادة والحدود الموروثة من الاستعمار .
    وذكّر المجتمع الدولي بصمته وعدم تدخله حيال منع فصل الجنوب مقابل تدخله ومنعه لانفصال بيافرا ومناطق أخري، مشيرا إلي خطورة اللعب علي ورقة الاثنيات في السياسة الدولية، والتي استخدمت لانفصال الجنوب في تقسيم البلدان، الأمر الذي ستكون له آثار كبيرة علي الأمن والسلم الدوليين.
    الصراع والفساد
    وعن تفشي الفساد في مؤسسات الدولة ، أكد طه أنه لا كبير على القانون مهما بلغت مرتبته السياسية ومنصبه ودرجته الوظيفية،وان التحريات ستطال كل من تظهر عليه شبهة في اي موقع،ويبقى التحدي امام من يثيرون الاتهامات باثبات ذلك امام القضاء،وناشد المواطنين الى تقديم المعلومات والبينات الصحيحة،لكشف الفساد وملاحقة المفسدين،مؤكدا ان حكم القانون سيأخذ مجراه كاملا.


    واضاف ان الحكومة ترحب بقيام منظمات للشفافية حتى تدخل قضية محاربة الفساد في الثقافة السياسية والانظمة التعليمية.
    ونفى طه ان يكون الصراع في بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية مؤشرا على اضطراب جهاز الدولة،ورأى ان النزاع بين النقابات والوزارات أمر طبيعي،واعتبر أن النصف الممتلىء من الكوب ان هذه الصراعات وان كانت تشوه صورة الدولة الا انها شفافية مطلوبة لأنها ترياق ضد «الدسدسة والغطغطة» تؤكد ان الرقابة موجودة وان المسؤول لا يمكن ان يتصرف لوحده خارج نظام السلطة والقانون،لافتا الى ان الدولة قادرة على محاسبة كل مخطىء ومتجاوز.
    كلمة للتأريخ


    وقال طه انه لم يقل كلمته للتأريخ في شأن اتفاق نيفاشا الذي وقعه مع جون قرنق في العام 2005،وقال ان البعض ينظرون اليها من خارج سياقها،وتابع:» أنا راضٍ عما فعلت من اجتهاد سياسي،وفعلت بقدر ما استطيع من اخلاص لله والوطن واهل السودان»،مؤكدا ان «الاتفاقية لم تكن املاء من الخارج وأوراقا من وسطاء وجهات أجنبية واننا كنا مجرد كومبارس،وسينظر في ذلك عندما يأتي الوقت المناسب.


    ( -----------------
                  

03-31-2013, 05:48 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    حديـــث علي وغـــازي.. مـــاذا وكـيـــف؟

    الصادق الرزيقى

    نشر بتاريخ السبت, 30 آذار/مارس 2013


    منذ فترة اختار د. غازي صلاح الدين الصمت وسكت عن الكلام المباح وغير المباح، لكنه خرج عبر مؤتمره الصحفي الذي عقده بمكتبه بالمجلس الوطني، بحديث من العيار الثقيل في كل الشواغل السياسية هذه الأيام..
    ووقف كثيرٌ من الناس عند النقاط المهمة التي تناولها، بجرأة ووضوح معروفين في الرجل، خاصة أن دقة وحساسية القضايا التي تناولها تقتضي من الجميع نقاشها في الهواء الطلق وعدم تركها للتأويلات والتفسيرات التي ملأت الأجواء السياسية وزحمتها ولم تترك مجالاً لرأي سديد..


    خلال الأيام الفائتة كان حديث السيد النائب الأول للرئيس في مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي، وقبله حديث السيد الرئيس لصحيفة الشرق القطرية، ثم جاء حديث د. غازي أمس الأول عبر مؤتمر صحفي عقده في مكتبه بالمجلس الوطني.
    كل هذه الأحاديث أثارت لغطاً كبيراً في الساحة السياسية باعتبارها تصدر عن قوس ومشكاة واحدة، فهم أهل الحكم وقيادة المؤتمر الوطني وتحمل أحاديثُهم وأقوالُهم قيمتها من كونها الإطار المؤسِّس لتوجُّهات وسياسة الدولة أو الحزب..
    حديث د. غازي فيه مفترقات واضحة مع حديث علي عثمان، وإن كان في بعض الجوانب مكملاً له أو شارحًا لمتن المواقف السياسيَّة العامة للحكومة التي وردت على لسان علي عثمان.. لكن كلا الحديثين وقبلهما حديث الرئيس صنعا حالة من الإرباك لدى الرأي العام حول حقيقة الموقف والتوقُّعات المحتمَلة.
    لكن هناك اختلافات واضحة في بعض النقاط لا بد من التوقف عندها..



    علي عثمان في مؤتمره الصحفي أطلق عبارات ذات دلالات عامة ولم يجزم بشيء محدد حول ترشيح الرئيس لدورة جديدة، بينما ذهب غازي إلى القول إن الدستور لا يسمح للرئيس بالترشح إلا في حالة تعديل الدستور ودعا للالتزام بالدستور كضامن لاستقرار النظام.. في هذه النقطة يوجد خلاف بين الرأيين والموقفين..
    في قضية الفساد، ما يصدر عن رئاسة الجمهورية خاصَّة الرئيس ونائبه الأول، أن قضية الفساد تتطلَّب جملة من الإجراءات والتدابير ومن بينهما ما يقال دائماً إن من بحوزته معلومات فليقدِّمها للجهات المختصة.. الأمر الذي يجعل الحديث عن الفساد مجرَّد تخرُّصات واتهامات معلَّقة في الهواء، لكن غازي خالف علي عثمان في هذه النقطة بأنَّ الفساد ومحاربته يحتاج لإرادة سياسيَّة تطبق القانون والموجود من تشريعات وليس لسنِّ أخرى جديدة..
    ويريد غازي بالرغم من التوافق من ناحية المبدأ والفكرة والشعار مع قيادة الحكومة، بشأن الإجماع الوطني، يريد إجراءات محدَّدة وخطوات معيَّنة لتهيئة المناخ الملائم للحوار بين مكوِّنات العمل الوطني، من بينها الحرِّيات العامة وحُرِّيَّة الصحافة وغيرها من الإجراءات المعروفة في هذا الجانب..


    لكن النقطة الأبرز في كل حديث د. غازي موقفه من الدعوات الإصلاحية التي يتصدَّرها شباب المؤتمر الوطني والحركة الإسلاميَّة ومجموعة سائحون وإقتناعه بآرائهم ومواقفهم ودعمه الكامل لهم كما قال..
    وهذا الموقف المعلَن من الدعوات والتحرُّكات الإصلاحية الشبابيَّة والسائحون وأي مجموعات وأفراد داخل الحزب، يضع غازي في مواجهة جديدة مع الرافضين لأي منحى إصلاحي والمتشككين في تحركات مجموعة سائحون والقيادات الشبابية التي تريد التغيير ويئست من أي حلول ترقيعية منذ بروز التيار الضاغط المنادي به.

    .
    يربح غازي بلا شك هذه المجموعات وقد راهن عليها منذ أوان مؤتمر الحركة الإسلامية الأخير، وتلاقى معها كما أعلن مؤخَّراً، وسيكون التيار الإصلاحي أعلى صوتاً بين شباب المؤتمر الوطني وأكثر جرأة، ولا ينبغي لقيادة الدولة والحزب إغفال تحرُّكات الشباب، فلا بد من الاستماع إليهم وتلبية مطالبهم، فكم أضاع أهل الحكم والمؤتمر الوطني فرصاً وسوانح ثمينة للغاية بصمّ آذانهم عن سماع أي صوت مغاير صدع بدعوة الإصلاح ونادى بضرورات وحتميَّة التغيير المقبول قبل أن ينسدّ الأفق
                  

04-02-2013, 05:45 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    2sudansudansudansudansudansudansudan1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




    الصراع يحتدم .. وانقسام في حزب البشير.

    .بكري وعبد الرحيم ونافع وأسامة يرفضون طه بديلاً للبشير


    04-02-2013 01:50 AM
    الخرطوم: أحمد يونس
    أثار تأكيد الرئيس السوداني عمر البشير عزوفه عن الترشح لدورة رئاسية جديدة، عام 2015، عدة أسئلة عديدة حول مدى صدقية هذا الاتجاه، وصراعات داخل حزب المؤتمر الوطني الحاكم، كما برزت تيارات بعضها داخل الحزب الحاكم وفي أوساط قوى المعارضة.

    وأدت التصريحات لانقسام المؤتمر الوطني على نفسه، بين مؤيد لتنحي الرئيس على استحياء، ورافض لفكرة تنحيه برمتها. الرافضون للفكرة هم الأعلى صوتا، أما مؤيدوها داخل الطاقم الحاكم والقيادة العليا في الحزب فيدسون رؤوسهم، صامتين، ولسان حالهم يقول «ربما كان إعلان الرئيس بالون اختبار يعرف من خلاله من معه ومن ضده»، فاختاروا الصمت على استحياء.

    ويعد رئيس كتلة المؤتمر الوطني البرلمانية الدكتور غازي صلاح الدين، وللرجل مواقفه المتميزة منذ مؤتمر الحركة الإسلامية الأخير، من أبرز الذين «قبلوا» فكرة التنحي، فقد نقلت عنه تصريحات صحافية عن تعذر ترشيح الرئيس وفقا للدستور القائم، بيد أنه تراجع عن تصريحاته تلك في اليوم الثاني. ونقلت قناة «شروق نت» شبه الحكومية عنه قوله إن تصريحاته ليست رأيا متعلقا بأهلية الرئيس ولا بجدوى ترشيحه، لكنها تستند إلى نص محكم في الدستور الانتقالي لسنة 2005. لكنه عاد ليقول «إذا أجمع الناس على أن أمور البلاد لا تستقيم إلا بالتجديد للرئيس، فعليهم عندئذ تعديل الدستور، أو إصدار دستور جديد يسمح بتجديد غير مقيد للولاية»، وهكذا عاد ليصنف نفسه ضمن الذين يؤيدون الفكرة على استحياء.

    من جهته، قال عضو المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني قطبي المهدي، في تصريحات له، إن حزبهم سيواجه أزمة كبيرة إذا لم يُعط موضوع ترشيح عمر البشير في الانتخابات أولوية، لأن القواعد تعتبر البشير أحد ضمانات الحزب نفسه، لأنه يملك قدرات استثنائية في القيادة، إضافة إلى أنه يمثل المؤسسة العسكرية، وأن غيابه سيكون له تأثير سالب على الحزب.

    في الصف المقابل فهناك مجموعات يصفها المحللون بأنها تعيش تحت جلباب الرئيس ترفض جملة وتفصيلا تنحيه، وهي تحتمي بالرئيس في وجودها في السلطة ويرتبط بقاؤها ومصيرها ببقائه. وكانت صحيفة «الصحافة» السودانية قد نقلت عن رئيس العلاقات الخارجية بالحزب إبراهيم غندور، قوله إن علي عثمان محمد طه هو الأقرب إلى خلافة رئيس الجمهورية في الترشح للانتخابات المقبلة، بحكم أنه ظل نائبا للرئيس لفترة طويلة، مقرا بوجود تحد في مسألة المرشح الآخر الذي يكون خليفة حقيقيا للبشير، رغم أنه قرار يعود لمؤسسات الحزب.

    ورغم قول غندور فإن القيادي الإسلامي وأمين الفكر والدعوة بحزب المؤتمر الشعبي أبو بكر عبد الرازق أمين يرى أن علاقة طه مع كثير من النافذين داخل الحزب تحول بينه وبين وراثة الحكم. ويقول عبد الرازق في إفادته لـ«الشرق الأوسط» إن العلاقة بين رئيس جهاز الأمن السابق وعضو المكتب القيادي للوطني قطبي المهدي ورئيس كتلة نواب الحزب في البرلمان غازي العتباني ليست على ما يرام. وكان قطبي قد قال لـ«الشرق الأوسط» في حوار إنه في حال استقالة الرئيس، فإنه كل على من حوله الاستقالة، لأنهم تحملوا المسؤولية معا وهم في سن متقاربة. ويضيف عبد الرازق أنه «تاريخيا» لا يثق الرجلان في طه، مما يضعف فرصه في وراثة الرئيس البشير.

    وقال عبد الرازق إن مجموعة العسكريين، وعلى رأسهم وزير الرئاسة الفريق بكري حسن صالح، ووزير الدفاع الفريق عبد الرحيم محمد حسين، لن تقبل جلوس طه في المكتب الرئاسي. وحسب عبد الرازق فإن مجموعة الصقور، بزعامة نائب البشير في الحزب نافع علي نافع، ووزير الكهرباء والمياه أسامة عبد الله، هي الأخرى لا تقبل بوصول طه إلى الكرسي الأول في البلاد. ويوضح عبد الرازق أن الرئيس لن يستقيل فعلا، وأن تصريحاته مجرد «بروباغندا»، لأنه إذا غادر القصر فسيصبح مهددا بمذكرة التوقيف الصادرة ضده من المحكمة الجنائية. ويعتبر عبد الرازق قرار توقيف الرئيس من الجنائية الدولية واحدا الأسباب التي أدت لتعقيد الأوضاع في البلاد. ويضيف «أما الباقون فإن هناك 47 منهم ما زالت أسماؤهم تنتظر صدور قرارات بتوقيفها من المحكمة الجنائية، وهي لن تفرط في الرئيس البشير الذي تتخذ منه حائط حماية».

    من جانب آخر، وصف عبد الرزاق دعوات طه للوفاق الوطني، وإعلانه عن استعداده لمقابلة الترابي، بأنها مجرد حديث للاستهلاك، لأن حزب المؤتمر الشعبي توصل منذ وقت طويل إلى أن الطريق الوحيد لإحداث التغيير هو إسقاط النظام عبر الثورة الشعبية، وأن أي لقاءات بين ممثلي الحزبين لن تتجاوز الإطار الاجتماعي.

    وقال السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني محمد مختار الخطيب، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعارضة لا تعتبر الصراع في السودان صراعا شخصيا مرتبطا بأشخاص محددين، بل هو صراع مع نظام وأيديولوجيته التي خلقت الأزمة السودانية الراهنة. وقال إن سياسات وأيديولوجيا المؤتمر الوطني هي التي أدت لوصول النظام لعنق الزجاجة الذي دخل فيه، وجعله لا يستطيع الحكم وأدى لتصدعه بما يهدد بانهيار الدولة، وإن على النظام أن «يذهب كله» لأن في بقائه تفتت السودان، وإنهم كمعارضة غير مهتمين بمن يجلس على رأس النظام.

    ورفض الخطيب أي حوار يصنف بأنه مساومة تبقي النظام، مؤكدا أن أي حوار يجب أن يذهب باتجاه تكوين حكومة قومية انتقالية تنفذ برنامج البديل الديمقراطي وتعقد مؤتمرا دستوريا، لوضع مبادئ لدستور يجمع عليه بعد إجراء الانتخابات. ويقسم الخطيب أطراف النظام والمتصارعين في داخله إلى مجموعتين، مجموعة مرتبطة بإيران والصين وروسيا وحماس، وهي مجموعة الصقور، ومجموعة أخرى تسعى لعقد مساومة مع المجتمع الدولي وعلى رأسه أميركا من خلال فرض حلول جزئية وإجراء إصلاحات ديمقراطية مع وجود النظام بما يحفظ المصالح الغربية في المنطقة والسودان، وهي المجموعة التي تقود هذه الأيام ما تطلق عليه الحوار مع المعارضة، وأن صراع المجموعتين برز بشكل سافر في ما وُصف بالمحاولة الانقلابية.


    الشرق الاوسط
    ----------------



    الخرطوم ـ وكالات: أعلن الرئيس السوداني عمر البشير امس الاثنين إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وجدد الدعوة إلى حوار جامع يمهد للتوافق حول دستور جديد للبلاد.
    وجدد البشير، في خطاب أمام الهيئة التشريعية القومية (البرلمان) في دورة انعقادها السابعة، الدعوة إلى 'حوار جامع يؤكد القواسم المشتركة الرابطة بين أبناء الوطن، ويقدم المصلحة الوطنية على أي اعتبارات أخرى، ويسهم في تحقيق معالجة كلية للقضايا ترضي عامة أهل السودان، وتحفظ أمنه واستقراره، ويمهد الطريق للتوافق والتراضي حول دستور جديد للبلاد'.
    وقال إن هناك استجابة مشجعة للدعوة، وأضاف :'سنمضي في الاتصالات مع القوى السياسية والاجتماعية كافة، دون عزلٍ أو استثناء لأحد، بما في ذلك المجموعات التي تحمل السلاح'.
    وقال :'كفلنا مناخ الحريات وتأمين حرية التعبير للأفراد والجماعات، وتأكيداً لذلك فإننا نعلن قرارنا بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، ونجدد التزامنا بتهيئة المناخ لكافة القوى السياسية التي أدعوها إلى إعلان استعدادها للحوار الجاد والتفاهم حول الآليات التي تنظم ذلك الحوار'.
    وأكد في الخطاب الذي نشرته وكالة السودان للأنباء (سونا) كاملا أن الحكومة تدعم مواصلة الحوار مع حكومة دولة جنوب السودان، وقال :'ظل سعينا راسخا بأهمية الحدود الآمنة، ووقف الاعتداءات التي أضرت بالعلاقة بين البلدين في الماضي، وضرورة التزام الأطراف بما تم الاتفاق عليه حتى تتحقق علاقات طبيعية يستفيد منها الشعبان في البلدين'.
    وأضاف :'من ناحية أخرى، أفضت المفاوضات مع الفصيل الميداني لحركة العدل والمساواة إلى توقيع بروتكول تدخل به الحركة إلى صف الداعمين للعملية السلمية على أساس وثيقة الدوحة. وخلال الأيام القليلة القادمة سوف يلتئم مؤتمر للمانحين بالدوحة تحت رعاية دولة قطر .. ومن جهة أخرى فإن سعيا جادا يتخذ لاستئناف الحوار حول منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بما يمكن للوصول إلى حلول مرضية تُكمل حلقات الأمن والاستقرار كافة'.
    وتحدث عن أن العام الماضي شهد استقراراً ملحوظاَ في الوضع الأمني، وانخفاضاً في معدلات الجريمة.
    وفي شأن العلاقات الخارجية، قال :'التزمنا في إدارتنا لعلاقاتنا الخارجية بسياسة معتدلة ومتوازنة قوامها الحوار والسعي لإرساء السلام والعدل .. مع مدافعة الضغوط ومحاولات التدخل في شئوننا الداخلية. وقد كان أبرز ما حققناه في هذا الصدد النجاح في تجاوز مساعي تدويل القضايا العالقة مع جنوب السودان باستخدام عصا العقوبات الدولية، حيث تمكنا من إبقاء الملف في الإطار الإفريقي وكثفنا الجهود لتعزيز التفهم الأفريقي لمواقفنا'.
    وعن الوضع الاقتصادي، قال :'رغم الإفرازات السالبة التي نجمت عن انفصال الجنوب نجحت الإدارة الاقتصادية بانتهاج وسائل إيرادات ذاتية خالصة في الإيفاء بالتزامات'.
    من جهة اخرى أكد القطاع السياسي للمؤتمر الوطني الحاكم في السودان أن الحديث عن خلافة الرئيس عمر البشير وتحديد مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية أمر تحدده ومن اختصاص أجهزة الحزب المعنية بذلك، وذلك تعقيبا على التهكنات التي دارت في الفترة الأخيرة عن اختيار خليفة له بعد تصريحات له في هذا الشأن.
    ونقلت وكالة السودان للأنباء (سونا) نقلت عن نائب أمين الإعلام بالحزب ياسر يوسف القول 'هناك قضية تشغل الرأي العام والصحف على وجه الخصوص وهى قضية تحديد المؤتمر الوطني لمرشحه لانتخابات الرئاسة القادمة، والقطاع السياسي في اجتماعه اليوم (أمس) أدار حول ذلك نقاشا واسعا، وأكد أن الانتخابات القادمة يفصلنا عنها فترة لا تقل عن عامين'.
    وأضاف 'ورغم أنه (المؤتمر) يرى أن ذلك التوقيت ليس مبكرا إلا أنه يرى كذلك أن هذه القضية لا تمثل الأولوية الضاغطة للمؤتمر الوطني لتكون الأولوية المتصدرة لاهتمامات الحزب الآن'.
    وأوضح :'لقد دار كلام كثير حول هذه القضية، لكن دعوني أقول قولا شافيا في هذه المسألة وقولا نهائيا يعبر عن القطاع السياسي الذي يعد أحد المؤسسات الحيوية والفاعلة في المؤتمر الوطني، إننا نقول : لا مجال للحديث عن خلافة البشير إلا في المؤتمر العام القادم، وبالتالي أي كلام يقال في هذا الخصوص هو مجرد اجتهادات فردية وشخصية'.
    وأضاف :'نعتقد أن مواعين الحزب من الاتساع بحيث تستوعب أي كلام حول ترشيح أو عدم ترشيح الرئيس البشير، ونعتقد أنه حتى يأتي الميعاد المناسب فإن الحزب في مقدوره أن يحسم هذه المسألة.. وخلافة البشير أو أن يقدم المؤتمر الوطني من يترشح أمر يخص مؤسسات الحزب والأجهزة المعنية فيه وأي كلام آخر دار حول هذه المسألة هو مجرد اجتهادات شخصية'


    ----------------



    فيما يأمر عمر البشير بتحرير المعتقلين هل ينجح الأمريكان في تحرير النظام من رعونته ؟!
    April 1, 2013
    (حريات)

    أعلن المشير عمر البشير في كلمته اليوم 1 ابريل امام المجلس الوطنى عن اطلاق سراح المعتقلين السياسيين في البلاد.

    وفى اشارة ربما لدواعى القرار قال ان مؤتمرا للمانحين سيعقد في الدوحة تحت رعاية قطرية خلال الايام القادمة، معبرا عن شكره لدولة قطر لاستضافتها المؤتمر.

    وكان عمر البشير أعلن عن نيته عدم الترشح مرة أخرى لرئاسة الجمهورية لصحيفة قطرية (الشرق) ، كمقدمة لحضوره قمة الدوحة ، فيما فهمه مراقبون سياسيون حينها بانه (عربون) عمر البشير للإشتراطات القطرية والتي بدورها تعبر عن إشتراطات الأمريكان لخروج آمن له .

    وفي ذات السياق قابل علي عثمان طه نائب البشير نائب الترابي علي الحاج في بون ، كمقدمه لتوحيد الإسلاميين خلف بديل متفق عليه بحسب السيناريو الأمريكي .

    ثم خرج علي عثمان بتصريحاته عن الحوار الوطني والعملية الدستورية 27 مارس ، وأشار لضرورة الحلول الجزئية ، وإلى قبولهم للمفاوضات مع الحركة الشعبية شمال في أديس أبابا ، وإستكمال عملية سلام دارفورعبر منبر الدوحة ، وهي العمليات التي تجري برعاية اقليمية ولكن تقف خلفها الولايات المتحدة الأمريكية ، والتي تسعى منذ زمن إلى تحرير المؤتمر الوطني من شططه ورعونته لتوطيد سلطته ! وهو الأمر الذي ظل المؤتمر الوطني يتملص منه لأسباب عديدة ، من بينها الآيديولوجية المغلقة وغياب العقل السياسي وصراعات مراكز القوى وضعف القاعدة الإجتماعية .

    وقال المحلل السياسي لـ (حريات) ان الإدارة الامريكية تحاول إصلاح نخبة سياسية عصية على الإصلاح ، ويكفي في سياق ثقافة هذه النخبة أن يدمغ (الإصلاح) بالعمالة أو موالاة (الغرب الصليبي) لهزيمته ، حيث ان ثقافة الإسلامويين ثقافة تكفير وتخوين ، ولهذا وعلى مر عمر نظام الإنقاذ ظل الأكثر غلواً وتطرفاً هم المنتصرون !

    وأضاف المحلل السياسي ان هذه النخبة أطاحت بنيفاشا رغم رهاناتها الكبرى حول وحدة السودان ، ورغم كل جزرها وعصيها ، بل ورغم انها وفرت لهذه النخبة فرصة التطهر من ماضيها الإجرامي والدموي ، ولكنها ورغم ذلك أطاحت بها وبوحدة السودان ، ثم باتت تصور كل ذلك وكأنه (مأثرة) ما بعدها مأثرة !

    وقال ان الحلول السهلة السريعة التي يخطط لها الأمريكان ستصطدم عاجلاً أو آجلاً بطبيعة النظام العصية على الإصلاح ، وفي حال نجاحها التكتيكى تحت الضغوط والاملاءات صعبة المقاومة ، خصوصاً على الحركات المسلحة وحكومة الجنوب ، فانها ستشكل (هدنة مؤقتة) سرعان ما ينفجر بعدها الصراع الدموي الذي لم تخاطب جذوره الحقيقية .

    واضاف انه مما يؤكد فشل سيناريو التسوية الامريكية المصممة لتوطيد المؤتمر الوطنى مع ( بربحته ) ، ان الادارة الامريكية ضغطت على حكومة الجنوب لايقاف الحرب والانسحاب من هجليج و للوصول للاتفاقات الاخيرة ، ولا تزال تضغط عليها وعلى الحكومة اليوغندية لارغام حركات المقاومة المسلحة على قبول الحلول الجزئية القابلة للارتداد ،ولكن رغم الهدايا والعطايا الامريكية فان الانقاذ لا تزال تواصل دعايتها التى تؤسس بها شرعيتها عن ( المؤامرة الامريكية ) عليها ! ويسكت الضالعون من قيادات المؤتمر المؤتمر الوطنى فى السيناريو الامريكى عن مثل هذه الدعاية لانهم عاجزون عن انتاج خطاب جديد ، ولاستفادتهم من نشر ايديولوجية الكراهية التى تفرخ الارهاب مما يجعل الامريكان فى حاجة مستدامة لهم ! و من هذه الزاوية وغيرها يتضح خطأ الرهانات التى تحاول تفادى الديمقراطية فى السودان – فالنظام الشمولى اذ يعجز عن اعادة انتاج سلطته الفئوية الا فى اطار التجزئة والاحتراب فانه كذلك عاجز عن اعادة انتاجها الا ضمن التعبئة الحربية ضد المختلف سواء ثقافيا او دينيا مما يعنى ان المنخرطين مع الامريكان فى المؤتمر الوطنى يظلون يواجهون ثقافتهم السياسية نفسها اذا حاولوا الاقتراب منهم علنا ! وهو الامر الذى يجعلهم يواصلون سياستهم النفاقية المزدوجة وكذلك تفريخ الارهاب كنتيجة ضرورية بمثل ما يفرخ استبدادهم الفساد والخراب تجاه اهل السودان


    ----------------

    الرئيس السوداني بين تحمل المسؤولية والتهرب منها
    د. عبدالوهاب الأفندي
    2013-04-01



    بعد أكثر من أسبوعين على صدور تصريحات صحافية للرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير أعاد فيها الشهر الماضي التأكيد على قراره عدم الترشح للرئاسة مجدداً في انتخابات عام 2015 المقبلة، ما يزال الجدل محتدماً حول مغزى تلك التصريحات ومدى جديتها. وكان الرئيس السوداني قد أدلى بتصريحات مماثلة من قبل في أكثر من مناسبة، ولكن يبدو أن كثيرين لم يأخذوها على محمل الجد وقتها، خاصة وأن بعض قيادات المؤتمر الوطني (حزب النظام) قد ردت على تلك التصريحات بالقول بأن الحزب، وليس الرئيس، هو من يحدد مرشحه للرئاسة. وفي هذا تلميح بأن الحزب قد يجبر الرئيس على الترشح، وإيحاء بأن تلك التصريحات لم تكن سوى 'تمنع' مدروس.


    ولكن التصريحات الأخيرة كانت قاطعة وواضحة بصورة تجعل التراجع عنها صعباً جداً، حيث ورد في المقابلة التي أجراها الرئيس مع صحيفة 'الشرق' القطرية على لسانه أن ثلاثة وعشرين عاماً من الحكم تكفي، وأنه لن يقبل الترشح مرة أخرى. وأضاف الرئيس إن ظروف السودان الصعبة تستدعي ضخ دماء جديدة في القيادة. ويذكر أن الرئيس البشير قد أدلى لأول مرة بتصريح من هذا النوع في لقاء عاصف جمعه مع شباب المؤتمر الوطني في فبراير عام 2011، حين كان الربيع العربي في أوجه. وقد واجهت القيادات الشبابية الرئيس باتهامات صريحة حول الفساد وسوء الإدارة داخل نظامه وانسداد الأفق السياسي وهو مطالب بالإصلاح والتغيير، فكان رده الإعلان بأنه لن يترشح مجدداً وأنه سيسعى إلى تمثيل الشباب في التعديل الوزاري المرتقب بعد انفصال الجنوب. ولم يتحقق الشق الثاني من الوعد، مما دفع للارتياب في شقه الأول.
    وكان من المفترض أن تثير تأكيدات الرئيس الجديدة سعادة الكثيرين داخل الوطن وخارجه، خاصة وأن المطالبات بإنهاء حكمه ظلت تترى من كل حدب وصوب منذ أن وصل إلى السلطة. ولكن العكس حدث، حيث كانت هذه التصريحات مثار جدل وانزعاج، خاصة وأن التصريحات لم تفد بإنهاء نظام حكم البشير، بل أوحت باستمراره تحت إدارة جديدة قد لا تكون أفضل كثيراً في ظل الخيارات المتاحة.


    وفي البداية فإن الحديث عن 'نظام البشير' يحتاج، مثل الشكوى من أنه استمر في الحكم لقرابة ربع قرن، إلى شيء من التمحيص. ففي حقيقة الأمر فإن الرئيس البشير لم يقض 23 سنة حاكماً للسودان، لأن الحكم خلال العشرية الاولى كان في أيد أخرى، ولم ينفرد البشير بالسلطة إلا خلال الأربع أو الخمس سنوات الماضية. فقد كان البشير أمضى سنوات طويلة يمثل دور الرئيس بإتقان شديد، بينما لم يؤد مهمة الرئيس حقيقة بإتقان في أي وقت. إلا أن المفارقة هي أن وضع الرئيس الحالي في قلب السلطة نتج أساساً من قدرته على تمثيل دور الرئيس عوضاً عن صاحب الأمر الحقيقي. فمثل هذا الوضع يتطلب زهداً من صاحب السلطة الفعلية في مظاهرها، مقابل زهد الممثل في السلطة الحقيقية. ويتطلب هذا ثقة كبيرة بين الطرفين، لأن صاحب السلطة الفعلية يسلم كل أدواتها إلى شخص آخر تصبح بيده وحده سلطة اتخاذ القرار، بينما لا تكون لذلك المنزوي في الظل سوى السلطة المعنوية، والرجاء أن ينصاع من بيده الأمر لمن يداه فارغتان. وبنفس القدر، فإن من بيده أدوات السلطة لا بد أن يثق بمن ينفذ هو نيابة عنه، لأن كل المسؤوليات والتبعات لما ينفذه تقع عليه، بينما يجب ألا يكون هناك تعارض كبير بين المطلوب منه والمقبول لديه.


    والغريب أن ثقة أصحاب سلطة الظل لم تهتز في الرئيس البشير، لأنه لم يخطر لهم يوماً الإطاحة به طوال العلاقة. وللإنصاف ينبغي أن يقال أن البشير أبدى انضباطاً غير مسبوق تجاه إغراءات السلطة من جهة، وتجاه الاستفزازات والاضطراب في الأداء من المتنفذين من جهة أخرى. وإنما جاء الاهتزاز في الثقة المتبادلة بين بعض شركاء سلطة الظل. من هذا المنطلق فإن البشير لم يكن هو الذي انقلب على الترابي، وإنما كان شركاء الترابي في سلطة الظل هم الذين انقلبوا عليه، واحتفظوا بالبشير في دوره التمثيلي لأنهم كانوا على ثقة بأنه سيؤدي ذلك الدور كما كان يفعل في الماضي. وحتى عندما وقع الانقلاب الثالث، هذه المرة ضد صاحب سلطة الظل الثاني، علي عثمان، فإن هذا تم عبر عناصر أخرى في سلطة الظل، خاصة الأجهزة الأمنية والعسكرية بقيادة مساعد الرئيس نافع علي نافع. فقد تعرض البشير ل 'هجمة' من قبل فئات تآمرية كانت تحرضه باستمرار على أن 'يستبد مرة واحدة'. ولعل الطريف أن كثيراً من فئات المؤلفة جيوبهم من قيادات أحزاب الفكة وبقايا مايو ساهموا بكثافة في هذه الحملة التحريضية. ولعل ما كان يحرك الجميع هو القناعة بأن التحول سيكون لصالح زيادة سلطتهم، باعتبار ان الرئيس زاهد في السلطة وأنه سينقل الأمر إليهم. ولكن خابت آمالهم كما خابت من قبل آمال بعض من ولى الرئيس النميري أو السادات.
    نحن هنا أمام أمر لا سابقة له في التاريخ، يتمثل في سلطة نجمت عن فراغ. فما دام هناك خصوم وشركاء متشاكسون داخل أروقة السلطة وخارجها، فإن أسهم البشير ستظل في ارتفاع. وقد كان آخر المنضمين إلى ثلة الوافدين على بلاط البشير وحملة العرضحالات إلي جنابه الدكتور الواثق كمير، القيادي السابق في الحركة الشعبية المقيم حالياً في كندا. ولكن بخلاف المتآمرين في الظلام، فإن كمير بعث برسالة مفتوحة إلى الرئيس البشير في مقالة بعنوان: 'الكرة في ملعب البشير'، يطالب فيها الرئيس السوداني باتخاذ خطوات جريئة لتحقيق نقلة ديمقراطية حقيقية. وبحسب الواثق فإن المطلوب من البشير، إضافة إلى التحول إلى رئيس حقيقي، هو أن يعبر ليس فقط عن آراء حكومة ظل أخرى تدير الأمر من وراء ستار، بل أن يتولى تنفيذ برنامج أعده هذه المرة الدكتور كمير، الذي قد يكون من المناسب وقتها دعوته لتولي مهمة مستشار أو 'مساعد' رئيس الجمهورية للإشراف على برنامج يقود إلى التحول الديمقراطي.


    ولم تكن هذه أول مرة يطالب فيها الرئيس البشير بخلع عباءته الحزبية وتولي قيادة حكومة وحدة وطنية تقود التغيير. وهذا يعني أن يقود البشير ثورة على المؤسسة الحزبية-الأمنية التي يعتمد عليها في استمرار سلطته، وهي بالمناسبة نفس التهمة الموجهة إلى ثلة الضباط الذين اعتقلوا العام الماضي بتهمة تدبير محاولة انقلابية. فقد كانت خطة هذه المجموعة بحسب ما تسرب من معلومات الإعلان عن فترة انتقالية مدتها خمس سنوات تتولى السلطة خلالها حكومة مدنية غير حزبية، ويتم خلالها إطلاق الحريات والتوافق على دستور ثم إجراءات انتخابات حرة تحدد من يحكم البلاد وفق ذلك الدستور. وهذه هي المتطلبات الأساسية لإقامة نظام ديمقراطي مستقر في البلاد.


    ولكن د. كمير لم ينس تذكيرنا، وهو يصدح بـ 'مؤامرته' المقترحة على الملأ وعلى رؤوس الأشهاد، بأن هذه أيضاً كانت تحديداً 'المؤامرة' المسماة باتفاق نيفاشا. فقد اشتملت بنود تلك الاتفاقية على إجراءات والتزامات لو تم الوفاء بها لتحقق بالفعل تفكيك النظام الاستبدادي القائم واستبداله بنظام ديمقراطي ثابت مستقر. ولو تم ذلك لتحققت كذلك أمنية الواثق في تحول البشير إلى 'بطلٌ قومي وزعيمٌ سياسي، يقود... عملية توافُقٍ سياسي على برنامج وطني يستجيب للتحديات الجسام التي تكتنف الأزمة الوطنية الماثلة، وعلى آليات تنفيذه.' وعندها قد يرتفع هذا 'البطل القومي' الذي كان في السابق مطلوباً للمحكمة الجنائية الدولية إلى مصاف القادة العظام، فإن لم يكن نيلسون مانديلا، فعلى الأقل إلى مقام بول بويويا وعبدالسلام أبوبكر (رؤساء بوروندي ونيجيريا السابقين على التوالي) ممن كرمتهم أوطانهم لأنهم فضلوا المصلحة العليا على التشبث بالسلطة.


    ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، وطرحه الكثيرون، هو لماذا لم يضطلع البشير بهذا الدور عندما أتيحت الفرصة عبر نيفاشا، وفي وقت كان العالم كله، وجل القوى السياسية السودانية، تقف وراء البشير وتدعمه لتحقيق هذه الغاية؟ فما الذي جد حتى يمنح البشير فرصة أخرى ليصبح 'بطلاً قومياً'؟ والأهم من ذلك، ما علاقة هذا الأمر بقرار البشير إحالة نفسه على التقاعد؟
    من الواضح أن قرار الرئيس إن صدق- هو تهرب من المسؤولية، حيث لا يكفي أن يعلن عدم ترشحه، بل لا يكفي أن يستقيل، وإنما عليه أن يضطلع بنصيبه من المسؤولية في ضمان أسس التحول السلمي للسلطة. وهذا يعني إما تسليم السلطة إلى حكومة وحدة وطنية تنتج عن توافق القوى السياسية، أو الدخول في مفاوضات جادة مع قوى المعارضة من أجل التوافق على انتقال ديمقراطي يبدأ بالتوافق على دستور مقبول للأغلبية ويمر عبر عملية انتخابية نزيهة تفضي إلى تحديد خيار الشعب في من يحكم.
    إن البشير على حق في أن فترة ثلاثة وعشرين عاماً هي فترة طويلة لتولي مقاليد الحكم، حتى لو كان الحاكم من الخلفاء الراشدين. أما لبعض الحكام فإن يوماً واحداً من التسلط هو أطول من اللازم. إلا أن عبرة الأمور بخواتيمها. وكنت قد وجهت في كتابي 'الثورة والإصلاح السياسي' مناشدة محددة للشيخ حسن الترابي (الذي كان بيده الأمر حينها) بأن يتولى قيادة توجه إصلاحي يفضي إلى مسار كنا نراه الصحيح. ولكنه ومن معه ومنهم الرئيس البشير ونائبه- اختاروا غير ذلك فكان ما كان، ووقعت كوارث دارفور فانفصال الجنوب وغيرها. هناك الآن أيضاً فرصة ضيقة وخيارات محددة ستحسم مستقبل السودان وكذلك مستقبل من بيدهم السلطة اليوم. وقد مر من العبر بالبلاد والعباد مما يجعل عذر من يجانب الخيار الصواب أضعف الأعذار أمام الناس اليوم وفي يوم الدين.

    ' كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن




    ---------------
                  

04-02-2013, 08:41 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    نائب الترابي : الحديث عن «وئام الإسلاميين».. أشواق بعيدة..



    طه نفى ان يكون مثلث حمدي من سياسات الحزب.


    04-02-2013 01:39 AM

    بون (ألمانيا): مصطفى سري


    أكد مساعد الأمين العام للمؤتمر الشعبي المعارض الدكتور علي الحاج محمد أن اللقاء الذي جمعه مع النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه في برلين لا علاقة له بتوحيد الحركة الإسلامية السودانية، مشيرا إلى أن عودة الوئام بين الإسلاميين في السودان «أشواق بعيدة التحقق». وقال الدكتور علي الحاج وهو الرجل الثاني في حزبه الذي يقوده الدكتور حسن الترابي، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إن لقاءه مع طه من باب المجاملة وللاطمئنان على صحته، حيث إن طه قدم إلى برلين للعلاج. وأضاف الحاج المقيم في منفاه الاختياري في بون بألمانيا، أنه يمثل نفسه وليس حزبه أو قوى المعارضة في ذلك اللقاء، مشيرا إلى أن حزبه وقوى المعارضة يسعون إلى إسقاط النظام في الخرطوم وأنه ليس خصما على ذلك. وقال إن حديثه مع نائب الرئيس السوداني تطرق إلى مواضيع سياسية «بالضرورة» وأوضح أنه اتفق معه على الحفاظ على ما تبقى من السودان، بعد انفصال جنوب السودان في يوليو (تموز) 2011، وحول خطوة الرئيس السوداني إطلاق سراح المعتقلين قال الحاج إنه ما زال حذرا إزاء هذه الخطوة، داعيا الرئيس البشير أن يكمل المشوار بإتاحة الحريات وأن لا يقف عند هذا الحد.

    وإلى تفاصيل الحوار:

    * اللقاء الذي جرى بينك وبين النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان طه أثار الكثير من الجدل، ما خلفيات اللقاء وماذا تنتظرون منه؟

    - أولا كان اللقاء عبارة عن زيارة اجتماعية حيث جاء النائب علي عثمان إلى ألمانيا للعلاج، وبعد الاطمئنان على صحته وهو الشخصية الثانية في الحكومة، كان لا بد من التطرق إلى قضايا البلاد، وهذا لم يتم ترتيبه من قبل بمعنى أننا تحدثنا بصورة عفوية عن قضايا البلاد، كما أنني لا أمثل حزب المؤتمر الشعبي أو المعارضة، بل أمثل نفسي بما أراه كسوداني يرى مآلات ما تبقى من البلاد وكيف نحافظ عليه.

    * البعض تحدث عن صفقة، في وقت يتجه النظام إلى التصالح مع خصومه؟

    - ليست هناك مخاصصات أو أي صفقات كما يردد البعض، بل حديثي تركز حول تحقيق برنامج تحول سياسي وأن يشارك فيه الشعب السوداني بإطلاق الحريات، وأن يشمل ذلك الحركات التي تحمل السلاح والقوى السياسية الأخرى. وهو طرح سياسي شخصي موجه للحكومة أولا وفي المقام الأول وإذا تجاوبت معه الحكومة يمكن أن ينقل إلى المعارضة لإبداء رأيها. وإخطاري شفاهة لقادة المعارضة حتى لا يصل إليهم الخبر تسريبا وأضطر للنفي أو الإثبات.

    * ماذا دار أيضا؟

    - أهم القضايا طبعا هي كيفية المحافظة على ما تبقى من السودان، وهذه قضية تشترك فيها المعارضة والحكومة والشعب السوداني كله، وسألت النائب الأول علي عثمان إن كانت الحكومة حريصة على وحدة ما تبقى من البلاد وهو أكد على ذلك، كما أنني سألته عما أصبح معروفا في السودان بمثلث حمدي (ورقة كان قدمها عبد الرحيم حمدي وزير المالية الأسبق إلى مؤتمر الحزب الحاكم تطالب بتركيز التنمية في مناطق شمال السودان ووسطه وشرق البلاد - تشبه المثلث - باعتبار أن المناطق الأخرى الجنوب ودارفور يمكن أن تنفصل) وهي بالطبع ورقة غير بريئة، ولكن النائب الأول رغم اعترافه بأن الورقة تم تقديمها داخل مؤتمر لحزب المؤتمر الوطني الحاكم لكنه قال إنها ليست من سياسة الحزب أو الدولة.

    القضية الأخرى التي ناقشناها هي الحريات لجميع الشعب السوداني، وأنا مع حرية مطلقة تنظم بقانون ولا تقيد، واتفقنا على أن الحكم في كل ذلك هو الشعب السوداني، وطلبت منه أن ينقل كل ذلك إلى الرئيس عمر البشير، وأنا بدوري نقلت ما دار إلى المعارضة، وننتظر رد الحكومة.

    * البشير أعلن إطلاق سراح المعتقلين ودعوته لإجراء حوار مع القوى السياسية، هل تعتقد أنها دعوة جادة للإصلاح السياسي؟

    - إلى أن نرى تلك الخطوات على أرض الواقع، لأن كثيرا ما يتم إطلاق سراح المعتقلين ولكن تتم إعادة اعتقالهم مجددا، لذلك فإنني حذر من التعامل مع هذه الدعوة ولا أعرف إن كان سيتم إطلاق سراحهم، ومع ذلك يمكننا أن نقول إن الخطوة إيجابية وتسير في الاتجاه الصحيح، ولكن على البشير أن يكمل باقي المشوار في إتاحة الحريات وألا يقف عند هذا الحد.

    * ولكنك لم تطالب بإطلاق سراح المعتقلين والمسجونين سياسيا عند لقائك مع نائب البشير قبل أيام.. ألا ترى أن ذلك مهم؟

    - هو مهم بالطبع، ولكن أنا أرى أن ذلك يأتي في مرحلة لاحقة لأننا نريد المبدأ بأن لا يكون هناك اعتقال أصلا لأسباب سياسية، بمعنى أن نطلق الحريات كي نحافظ على ما تبقى من السودان. والحلول العسكرية أثبتت فشلها في تجربتنا مع الجنوب والحلول السلمية عبر أطراف أخرى أوصلتنا إلى ما نحن فيه اليوم.

    * أي حوار بين أطراف مختلفة لا سيما في السودان يحتاج إلى إعلان مبادئ ومقر للحوار، هل تم الاتفاق على ذلك؟

    - أولا أنا لا أقوم بالحوار وإنما تقوم به المعارضة بشقيها السلمي والمسلح إذا استجابت الحكومة ورغبت وفق تدابير يتفق عليها وداخل السودان، وأنت تعلم تجربتنا في نيفاشا (كينيا) التي تم فيها توقيع اتفاق السلام الشامل مع جنوب السودان عام 2005 وأماكن أخرى إقليمية قد رأينا نتائجها، ومنها انفصال جنوب السودان. ودعوت إلى توفير ضمانات حتى يتسنى لقادة الحركات المسلحة الحضور إلى الحوار، إذن الأمر الآن في يد البشير لأن في يده السلطة والحزب، عليه أن يصدر القرارات اللازمة، وهناك عدم ثقة وشكوك بدأت من المتحدث وكل قادة المعارضة من الحكومة.

    ولقائي مع النائب الأول علي عثمان طه لم يكن فيه إعلان مبادئ، لأننا دخلنا في الموضوع مباشرة، وهو أننا نريد أن نحافظ على ما تبقى من السودان بطرق سلمية وبمشاركة الجميع، والحرية أساس في كل هذا والقناعة بالحلول السلمية ونبذ الحلول العسكرية.

    * ما الخطوة التالية في حال أصدر البشير القرارات التي تحدثت عنها؟

    - القضية ليست قرارات وإنما قناعات أولا ثم المعارضة هي التي تقرر في أي خطوات أخرى عملية حتى نتجه لخطوات عملية في الحريات، إذن القرار عند البشير وليس غيره، وأود أن أوضح أن لقائي مع طه لم نضع أوراقا، لأن القضايا حاضرة في أذهاننا، وأعتقد أنها موجودة في أذهان الآخرين.

    * هل قمت بمشاورة حزبك فيما تقوم به من حوار مع النظام؟

    - عندما أذهب لزيارة مريض لا أستأذن من الحزب وعندما أحاور المريض في شأن عام ولو كان مسؤولا أحاوره بصفة شخصية، وهذا ما حدث كما ذكرت لك، وحزبي وقوى المعارضة يسعون إلى إسقاط النظام وأنا لست خصما لذلك، لكنني أطرح برنامجا سياسيا سلميا موجها للحكومة وليس للمعارضة، بمعنى أن يتخذ النظام خطوات عملية في قضايا الحريات والإبقاء على ما تبقى من البلد.

    * لكن هناك من يقول إن اللقاء محاولة لجمع الحركة الإسلامية وعودة العلاقة بين حزبي المؤتمر الوطني الحاكم والشعبي المعارض، ما صحة ذلك؟

    - ما يردده البعض حول هذا الأمر هو هراء، الأوضاع فيما تبقى من السودان تجاوزت مسألة الحركة الإسلامية، نحن نتحدث عن أبعاد تفكك البلاد، ولم نتطرق إطلاقا إلى موضوع الحركة الإسلامية الحالية أو القديمة، والحديث عن ذلك أشواق للإسلاميين بعيدة ولن تقود إلى نتائج ملموسة، وعلى كل الحديث عن الحركة الإسلامية ليس شأنا عاما ولكنه شأن خاص.

    * الحكومة الآن تسعى للتفاوض مع الحركة الشعبية - شمال، وستوقع اتفاقا مع مجموعة منشقة من حركة العدل والمساواة، ما الذي يجعلها تقود معكم حوارا؟

    - لا شأن لي بهذا، أنا ضد الحلول الجزئية، لذلك لم أتطرق إلى موضوع دارفور لأنني أبحث عن حل شامل لكل السودان وليست هناك مشكلة بدارفور وإنما المشكلة في الخرطوم.

    وأوضحت لطه أنني لست ملحقا، كما أنني عندما أجريت اللقاء مع الرجل الثاني في النظام لم أكن أمثل المعارضة أو الحركة الإسلامية أو حتى حزبي.

    * هل وصلتك قناعة بأن الحكومة جادة وأنها يمكن أن تقوم بهذه الإجراءات؟

    - فيما مضى لا.. ولكن للمستقبل ما زال الوقت مبكرا للحديث عن جدية الحكومة من عدمه.

    * هل أنت متفائل من كل ذلك أم متشائم؟

    - من المبكر الحديث عن التفاؤل والتشاؤم، لكن هناك برنامج تحدثنا عنه وسنرى الاستجابة من الطرف الآخر، ثم لنرى أيضا ردود المعارضة.

    الشرق الاوسط

    ---------------


    هــل يـدفـع السـائحـون غـازي نحـو الرئاسـة؟


    نشر بتاريخ الإثنين, 01 نيسان/أبريل 2013 09:02
    عبد الله عبد الرحيم

    في أواخر العام الماضي «2012م» برز إلى السطح ما عُرفت بمبادرة مجموعة السائحون والتي تنادي بضرورة الإصلاح في الحركة الإسلامية التي أصبحت بحسب قولهم بدون أسنان في الوقت الذي ازدادت فيه شكيمة الأطراف المناوئة لها وتمايزت الصفوف التي قاربت من أن تقضي على إرث الحركة والجماعة الإسلامية في غفلة وخاصة حزبها السياسي المتحدث باسمها المؤتمر الوطني، ودفع هؤلاء الشباب بمذكرتهم لكل أطراف الحركة في المؤتمر الوطني وقيادة الحركة للتدخل الفوري وإبعاد شبح ابتلاع الحركة بعد أن غمض بريقها مما فسره بعض النافذين في الوطني بأنه تحريض للانقلاب ضد السلطة والحركة في آن واحد.. واتهم في ذلك قيادات لها وزنها يقودها الدكتور غازي صلاح الدين الشخصية الأقرب لتطلعات «السائحون» بالحركة الإسلامية بمختلف تياراتها الوطني والشعبي. ومن وقتها صارت لغازي مواقف داعمة علناً لتيار الإصلاح بل إنه لم يخفِ ذلك حتى قبل انطلاق مبادرة السائحون التي يقف خلفها بحسب المقربون منه ومن بعض قيادات الوطني التي ترى فيه الخليفة والمنقذ للحركة الإسلامية في ظل عدم الإجماع على شخصية الأمين العام ووريث العرش إنابة عن طه وقتها.


    وقد حدثت بعض المستجدات إبان انعقاد مؤتمر الحركة الشهير بالخرطوم جعلت صوت السائحين يعلو شيئاً فشيئاً وأصبح غازي شخصية إطارية التفت حولها هذه الجماعة بكل آمالهم وأحلامهم لجمع وحدة الصف الإسلامي.. فيما ارتفعت موجة المطالب وسط الثائرين وأصبح هدفهم تصحيح نهج الحكم بإعادة الخريطة لرقعة الدبابين وزعيمهم ود إبراهيم صاحب المحاولة الشهيرة. وكشفت التحريات وقتها أن غازي الذي اتُّهم بضلوعه في هذه المحاولة لم يكن مشاركاً فأخلي سبيله لجهة أن البينة التي تثبت تورطه في الأمر غير كافية بالرغم من أن كل المتابعين أشاروا إلى مكانة غازي وسط المتهمين بالمحاولة الانقلابية ولم يخفِ هو قربه منهم وفقًا للاتصالات الكثيرة والمقابلات التي ظل يجريها على الدوام معهم بغية الوصول لنقاط معينة يمكن أن تكون باعثًا أفضل للتجديد في الحركة، كما أنه كان قد قرر عدم الترشح لمنصب الأمين العام للحركة لقناعته بأن المقعد يصبح بلا قيمة بعد اتخاذ المؤتمر قرارًا بتفويض قيادة تنسيقية له.


    في الأثناء انحاز إلى غازي مجموعات كبيرة من شباب الحركة الإسلامية وسارعت ست مجموعات لإعلان رفضها الشديد لمخرجات المؤتمر والتعديلات التي أُدخلت على الدستور وأكدت أنها ستواصل المطالبة بالإصلاح وإقصاء المفسدين من التنظيم. كل هذه المخرجات أعطت غازي مكانة عميقة وسط هؤلاء الشباب الذين يرون فيه القائد الذي يملك «عصا موسى» لتحرير الحركة الإسلامية من هجعتها السرمدية. ومع تصاعد إعلان البشير رغبته في عدم الترشح لدورة قادمة لرئاسة الجمهورية وسط دوائر الحزب الحاكم أعلن الدكتور غازي أن أمر خلافة البشير محسوم تماماً بالدستور ولا لبس فيه حيث حدد فترة الرئيس بدورتين فقط ما لم يعدل الدستور القائم مشترطاً الدستور كضامن لاستقرار النظام وفي ذات الأثناء أعلن غازي تأييده الكامل للمجموعات الإصلاحية الشبابية كالسائحون أو أي شخصيات أو أفراد بالحزب، وردد أنه مع الشباب تماماً ويدعمهم بقوة لتولي المناصب لوطنيتهم»، الشيء الذي يفسره البعض بأن غازي يقوم بدور نشط لتقديم نفسه عبر هذه الشريحة ذات الأثر الفعَّال في إحداث الفوارق، ويريد بذلك دعمهم لخوض انتخابات الرئيس القادمة كقائد من قيادات الوطني ومرجع من رموز الحركة الإسلامية المجددين. ولكن المتتبع لمسيرة غازي منذ إعلان اختيار الأمين العام للحركة الإسلامية كل نشاطاته تؤكد أنه مغاضب على الأوضاع داخل حزبه والحركة مما جعله يأخذ هذا الركن القصي، ولما كانت مكانة الرئيس محفوفة بكل هذه المخالطات داخل الوطني وجد غازي أن الفرصة أتته في طبق سهل المنال وبقربه من شريحة الدبابين يمكنه أن ينال جانبهم وبالتالي يمكنه ذلك من أن يكون مرشح الحركة الإسلامية الأوفر حظوظاً خاصة أن البشير قد أبان عدم رغبته في خوضها مرة أخرى وسط مخالطات قانونية تمنعه من ذلك إن هو أراد الشيء الذي تمسك به غازي وأكده عبر تصريحاته التي أحدثت جلبة لم ينطفئ أوارها بعد. ومن الأشياء المحفزة لذلك تفشي الفساد وسط الحكومة التي يقودها الإسلاميون يقابلها الاستنكار الشديد وسط شباب السائحون لهذا الفساد وإعلان غازي وجوب محاربة المفسدين الشيء الذي يجعل غازي قريباً من شباب الإسلاميين.


    كما أن حديث غازي الأيام الماضية ظل دائمًا يلامس هوى هؤلاء الشباب فيما يختص بفساد الحكومة وأن مكافحته لا تحتاج إلى قوانين جديدة بل إن النظام فاقد للإرادة السياسية لتطبيق كامل الموجود من القوانين وطعنه في أهلية البرلمان ونجاعته في التعامل مع القضايا التي تهم الوطن من تشريع وخلافه. د.غازي أعلن تأييده التام لكل ما أُثير من حلقات لجمع الصف الوطني راميًا بكل اللوم على الحكومة في عدم جديتها في ذلك بل إنها ظلت تطلق الشعارات فقط وأنه قد طالبها بضرورة إتباع القول بالعمل بتهيئة المناخ للحوار أيضًا دعوته لإطلاق الحريات بإطلاق سراح بعض الصحف المحتجزة بقوله إن إجراء خارج الدستور يجب إصلاحه وتصحيحه، كل ذلك كان بمثابة تقديم ذاته للوسط الشبابي ليكون خليفة للبشير من خلال الانتخابات التي يرى هو أن البشير لا يحق له خوضها مرة أخرى، وهذا ما فسره بقوله إن جلوسه مع المجموعات الشبابية الإصلاحية كـ«السائحون« وغيرهم أقنعه كثيراً بمقدراتهم مضيفًا «إنني مع الشباب تماماً، وذلك لأن لهم إرادة عالية والتزامًا وطنيًا فضلاً عن أنهم مؤهلون لتولي الأمور» مما يفسر بحسب المتابعين آن آمال غازي مبنية على موقف السائحون الذين لا يجدون بداً هم أيضاً من دعمه في الوقت الذي لامست فيه آمال العتباني تطلعات هذه الشريحة المهمة والتي من المؤمل أن تقوم بدفع الأخير للرئاسة في خطوة محسوب توقعاتها من خلال راهن الحركة والوطني وسباق الرئاسة المحفوف بالمخاطر لجماعة الإسلاميين وشبابهم الثائر. فهل سيكسب ابن صلاح الدين رهان الجولة بكسب ود السائحون ودعوة تحقيق أحلامهم أم أن للأقدار قولاً مختلفًا ومغايرًا؟؟.



    ------------------

    لقاء الكراهية السياسية علي الحاج ...

    حار جاف صيفاً دافئ ممطر شتاءً !

    عبد المحمود الكرنكى
    نشر بتاريخ الإثنين, 01 نيسان/أبريل 2013 08:55


    هناك الكثير من اللقاءات والمواقف التي عُرِف بها الدكتور على الحاج محمد منذ مفاصلة الإسلاميين الشهيرة وإلى اجتماعاته الأخيرة في ألمانيا. حيث بعد نشاطه المثابر في مؤتمر المهمشين بألمانيا، يأتي في الرتبة ضمن أشهر لقاءاته بعد المفاصلة (الإسلامية)، ذلك اللقاء الذي عقده عام 2004م في العاصمة الأرتيرية أسمرا بالسيد/التجاني الطيب. حيث تباحث الجانبان، الحزب الشيوعي السوداني وحزب المؤتمر الشعبي، في إسقاط نظام الحكم في السودان وعودة الديمقراطية، على حدّ تعبير التقارير التي نقلتها الصحف حينها عن لقاء الجانبين.


    كان اجتماع الدكتور على الحاج مع الزعيم الشيوعي التجاني الطيب للبحث في (عودة الديمقراطية) في أسمرا. حيث كانت أسمرا حينها ليست (عاصمة الديمقراطية)، بل كانت أسوأ مكان في العالم لتكون صحفياً، حسب التقارير الدوليَّة. بطبيعة الحال لم يكن التباحث في (عودة الديمقراطية) في تحالف (إسلامي) مع الحزب الشيوعي، قد جاء بتفويض ديمقراطي من عضوية حزب المؤتمر الشعبي، بقدر ما كان مسلكاً غير ديمقراطي صادَرَ رغبة العضوية ورأيها. هل (قَلَب) السيد/ التجاني الطيب يومها إلى (إسلامي) أم (قَلَب) د. على الحاج يومئذٍ إلى (شيوعي). لماذا جاء اكتشاف ديمقراطية الحزب الشيوعي متأخراً أربعين؟. علماً بأن الحزب الشيوعي السوداني حزب متحجّر لم يعقد مؤتمراً حزبياً منذ عام 1966م .


    لماذا اجتمع الدكتور على الحاج يومها بالتجاني الطيب (المناضل) القادم حينها من العصر الحجري، في تحالف لا يفيد السودان أو الإنسانية أو الإسلام. بل كذلك لا يفيد الشيوعية!. أم أن الضرورات تبيح المحظورات، محظورات التحالف مع المنبوذين. لقد فتح يومها حزب المؤتمر الشعبي باب الضرورة على مصراعيه، من المحيط إلى الخليج!. يوم ذلك الإجتماع كان الدكتور على الحاج قد بلغ الخامسة والستين من العمر، بينما كان السيد/التجاني الطيب (رحمه الله) قد بلغ من العمر عِتيَّاً بعد أن تجاوز منتصف السبعينات. لماذا جعل التجاني الطيب يومها سنوات العمر تتجاوز منتصف السبعينات ليكتشف ديمقراطية (الإخوان) الذين ظلّ طوال عمره يقاتلهم في منامه ويقظته. هل حدث أن مارس الحزب الشيوعي وحزب المؤتمر الشعبي الحرية والديمقراطية الحقيقية داخل أحزابهم، متى وأين وكيف؟. السيد/ التجاني الطيب الذي تباحث يومها في إسقاط نظام الحكم و(عودة الديمقراطية) إلى السودان، هو الذي كتب بخط يده خطاب الإنقلاب الذي قام به الحزب الشيوعي السوداني في 19/يوليو 1971م. وقد نشرت الصحف السودانيّة ذلك الخطاب الذي كتبته يد التجاني الطيب، قبل أن تتمّ طباعته. حيث قرأ قائد الإنقلاب الرائد هاشم العطا نصّ ذلك الخطاب الذي بثَّه التلفزيون والإذاعة. غير أن التجاني الطيب أنكر في لقاء صحفي في فبراير 1998م لمجلة (الوسط) اللندنية علاقة الحزب الشيوعي بانقلاب الرائد هاشم العطا!.


    ما كان لقاء الدكتور على الحاج بالسيد/ التجاني الطيب في أسمرا يومها للتباحث في إسقاط نظام الحكم و(عودة الديمقراطية)، إلا (لقاء الكراهية السياسية) التي أصابتهما (مؤقتاً) بـ(عمى الألوان)!.
    لقاء د. على الحاج بالسيد/ التجاني الطيب، تمّ عندما كان الدكتور على الحاج (حار جاف صيفاً). لكن بعد قرابة عقد من الزمان وفي سن الرابعة والسبعين، عقد الدكتور على الحاج أخيراً لقاءات مختلفة اللون والإتجاه، ليعلن عن إسقاط إصره وأغلال الكراهية التي كانت عليه، ليظهر على الحاج في خريف العمر دافئ ممطر شتاءً!.

    الدكتور علي الحاج... حسن الخاتمة!

    عبرت ألف بحرٍ... ألف صحراء... وجئتُ... أوغلت في الصخور... في الثلوج... في الوحولِ خُضتُ... غرقت ألف مرَّة... وألف مرّة طفوتُ... كبوتُ ألف مرَّة... وقمتُ... حملت صخرتي على كتف... والرّوحَ فوق كف... وطالت الطريق... أظلمت وكشّرت ولم أقِفْ... وجنَّت الرياح والرعود زمجرت ولم أخَفْ... تمزق الذراعُ والشراعُ والجناح جَفْ... لكننّي أتيتُ... يا قِبلتي على الظمأ... من ربع قرن...
    يا فرحي من بعد حزن ربع قرن
    يا بخت من يرود سكة السلامة
    يا ويح سكة الندامة
    يا ويح راحلٍ بغير عَوْد
    كذلك كتب نجيب سرور في (مرحباً أيّها الفرح).
    عاد الدكتور علي الحاج في الرابعة والسبعين إلى سكَّة السلامة. عاد بعد رحلة شرسة قاربت عقداً ونصف.
    عودة الدكتور علي الحاج إلى السلام، إشارة إلى بداية طيّ صفحة المفاصلة الإسلامية، أو قد تكون (طلاق نهائي) عن حزب المؤتمر الشعبي. بعد حربه الضارية ومسلسل صراعه الشرس الذي اندلع منذ مفاصلة الإسلاميين، اختار الدكتور علي الحاج أن يأوي إلى محطة السلام، كأنما استيقظ خاطره لأوّل مرَّة على حقيقة ضياع السودان بسبب صراع الإسلاميين على الحكم. كأنما انبثق في ضميره لأول مرة أن صراع الإسلاميين على الحكم قد نتج عنه انفصال الجنوب، وأن مفاصلة الإسلاميين قد نتج عنها دمار دارفور، كأنمّا تجلىّ أمام عينيه للمرة الأولى أن الإدارة الفاشلة للمشروع الإسلامي وتسريح الحركة الإسلامية، أنتجت وطنًا افتقرت به الملايين. حيث تجد عشرين مليون مواطن لا يملكون شيئًا وشخصاً واحدًا يملك المليارات. كما أصبح السودان نتيجة صراع الإسلاميين على السلطة، وطنًا تتناقص سيادته من أطرافها، تعربد به القوات الأممية وتُلقي ثيابها في رحابه!. وتتجرأ (الجنائية) العنصرية على جنابه. وصل الدكتور علي الحاج في الرابعة والسبعين إلى محطة السّلام بعد أن شارك في مؤتمر برلين الذي وضع الأسس الفكرية والسياسية لتفجير حرب دارفور.

    ذلك بعد أن كان الدكتور على الحاج في مطلع الستينات قيادياً في (جبهة نهضة دارفور). في ألمانيا من قبل أيضاً عرض الدكتور علي الحاج لأول مرة انفصال السودان (تقرير المصير) على الحركة الشعبيّة (الدكتور رياك مشار). تلك المقايضة لوحدة السودان مع الحركة الشعبية، وإضمار فصل السودان، كانت واحدة من الأفكار السرية للحركة الإسلامية، والتي استبقت بها كل الأحزاب الأخرى في هذا المنحى. كانت تلك الافكار السرية مخفية عن أغلبية عضوية الحركة الإسلامية. ومن هناك، من ألمانيا، اختطفت الدوائر الخارجية المعادية للسودان فكرة (تقرير المصير) لتصبح ضمن قرارات مؤتمر القضايا المصيرية في أسمرا في يونيو 1995م. ثم من بعد مؤتمر أسمرا احتضنت حكومة السودان فكرة (تقرير المصير) لتسحب البساط من تحت المعارضة!. في لغة العرب (الهندس) تعني المجِّرب الجيد النظر و(الهندسة) تعني النظر والتجربة. وقد كان الدكتور علي الحاج أيضاً (مهندس) تقسيم السودان، بعد وصول الإسلاميين إلى السلطة، إلى (25) ولاية، منها عشر في الجنوب وستّ في الغرب وتسع في الشرق والوسط والشمال.


    أدى ذلك التقسيم الذي يفتقر إلى الدراية بأبجديات علم الإجتماع السياسي، إلى إطلاق (فيروس) القبلية في السودان. حيث أصبح السودان (خلية نحل) قبلية، حيث تدهور إلى قاع دول القبلية السياسية كالصومال وأفغانستان واليمن. ثمَّ التقى الدكتور على الحاج بالدكتور جون قرنق في لقاء تاريخي كان له ما بعده. غير أن حكومة السودان أختطفت الفكرة وانسربت في دهاليز نيفاشا حتى فصلت الجنوب!


    في 23/ يوليو 2004م أعلن قائد الجيش البريطاني الجنرال مايك جاكسون أن لندن مستعدة لإرسال (5) آلاف جندي بريطاني إلى دارفور. ما إن أعلن قائد الجيش البريطاني ذلك حتى خرج الدكتور علي الحاج من كواليسه وأعلن تأييده. حيث قال الدكتور علي الحاج يوم الأحد 25/ يوليو 2004م (لا مخرج للسودان إلا بالتدخلات والعسكرية منها تحديداً).
    باسم الأطماع الاستعمارية في ثروات السودان وباسم الحرب الصليبية الجديدة أعلن قائد الجيش البريطاني ما أعلن يوم الجمعة 23/7/204م حيث دعمه رئيس الوزراء طوني بلير ووزير التعاون الدولي هيلاري بن. باسم مَن أعلن الدكتور علي الحاج تأييده العلني التدخل البريطاني العسكري في السودان يوم الأحد 25/7/2004م.
    ربما أعلن تأييده غير العلني قبل ذلك!
    أرسل كتشنر بعد معركة كرري برقية إلى اللورد كرومر منتشياً، بأن القتلى السودانيين أحد عشر ألفًا والأسرى ستة عشر ألفًا والسبايا عشرين ألف امرأة.
    كم عدد القتلى والأسرى والسبايا الذين كانوا سيُقدَّمون هدايا إلى الجنرال مايك جاكسون... ما هي المكاسب (الإسلامية) من هكذا تأييد لدخول (الجنجويد) البريطاني أرض السودان؟


    ----------------

    قطبي المهدي : لست موظفاً فى حزب البشير ولا أحد يستطيع أن يخيرني و هذه (...) مشكلتي مع قيادة الحزب.





    لسنا اتحاد اشتراكي ويمكن لحزب البشير الاستمرار بدون البشير وحتى خارج السلطة.
    04-02-2013 08:47 AM

    أثارت تصريحات د. قطبي المهدي الاخيرة حول خلافة البشير (تسونامي) من ردود الافعال السياسية والصحفية، فالمهدي يرى الا بديل للبشير داخل الحزب الحاكم المؤتمر الوطني، وان هذا يستلزم الاستمرار فى الرهان على البشير لتولي دفة القيادة والترشح باسم الحزب فى الانتخابات القادمة، وذلك حتى يتثني للحزب تجهيز بديل مناسب.
    حوار: محمد عبد العزيز
    * اذا ما يثار حول انك احد مؤسسي منبر السلام العادل صحيح؟
    نعم، وقد كان منبرا فى ذلك الوقت وليس حزبا يضم تيارات متابينة، يجمع مستائين من الحركة الشعبية ومشروع السودان الجديد، بجانب اخرين يعتقدون ان الوحدة مع الجنوب شكلت عبئا على السودان ككل واعتقد ان منهج التفاوض فرط كثيرا لصالح مشروع السودان الجديد سواء عبر منح حق تقرير المصير والترتيبات الامنية وعدم حسم القضايا العالقة قبل الاستفتاء التى تحولت الان لقضايا دولية. بل ان الامر وصل حد تقديم تنازلات دون مقابل، كما فعل المفاوضين فى اديس ابابا بمنح الجنوب اتفاق الحريات الاربعة بعد انهيار جولة تفاوضية فقال الوسيط لا يمكن ان نذهب هكذا هذا امر غير جيد، فاتى مفاوضينا بالاتفاق.
    * بالعودة لعلاقتك بمنبر السلام هناك حديث عن انها تسببت فى خلاف لك مع مؤسسات الحزب وعلى راسها نافع؟
    الحديث عن انه تم تخييرى بين المنبر والحزب كلام فارغ، ولا يستطيع احد ان يخيرنى والقيادة فى المؤتمر الوطنى تعرف ان مشكلتى معها فى الانفصال اصلا وهم متفهمين لموقفى تماماً لماذا انا اعترضت على نيفاشا ومنطلق كتاباتى كانت فى الانتباهة هي الوحدة والخوف على السودان من الانفصال، وكذلك يعرفون اننى وحدوى تماماً ويعرفون علاقتى القوية جدا مع الجنوبيين وطبعاً لم يحدث ان خيرونى وانا اخترت لان المنبر اختار ان يكون حزب سياسى بدل ان كان يجمع ناس كثر منهم اتحاديين وحزب امة ومؤتمر وطنى وكانوا كلهم موجودون فى المنبر وكل الناس الذين كانوا ضد تيار السودان الجديد وكان هناك اعتراض شديد ان يتحول لحزب وعندما تحول كل هؤلاء عادوا لاحزابهم.. وانا كل مقالاتى كانت متطرفة تجاه الوحدة.
    * هل تعتقد ان هذا الضعف فى التفاوض بسبب المنهج ام المفاوضين؟
    الامر سيان ضعف المفاوضين ادي لضعف المنهج.
    * لماذا لم تتخذ ذات الموقف عندما وقع نافع مع عقار؟
    نعم انا اعترضت ايضاً على اتفاق نافع مع عقار وهذه يجب ان تلفت نظرهم اننى لست ضد على عثمان لاسباب شخصية، بل انني ضد مواقف سواء كان من عملها على او نافع او الرئيس البشير نفسه.
    * الم تخلق هذه الاراء (حساسية) مع من انتقدتهم؟
    اطلاقا انا علاقتى مع نافع وعلى عثمان على احسن مايكون على المستوى الشخصى وهناك قضايا كثيرة نتفق فيها تماماً وافتكر ان على عثمان من الاذكياء جدا وهو شخص دمث الاخلاق ولاتستطيع ان تعاديه عداء شخصى، يمكن ان تختلف مع فى طريقة تفكيره ومنهجه وبعض مواقفه.
    * وماذا عن نافع؟
    كذلك الامر مع نافع ويمكن ان تقول نحن الاثنين كبدو طريقتنا ايضاً قريبة من بعض، ولكن مع ذلك يجوز فى قضايا اخرى كثيرة ان اختلف مع نافع.
    * ماذا لو اصر البشير على رفضه للرئاسة ووجد الوطني نفسه للمفضلة بين مرشحيه الحاليين وعلى راسهم طه ونافع من ستدعم؟
    هناك اكثر من الاثنين...
    * هم الان الاوفر حظاً؟
    هما لايمكن ان يترشحا الاثنين معا، فلحزب الذى سيقدم فى النهاية واحد سواء كان من الاثنين او غيرهما وهناك قيادات كثيرة غيرهما تخضع لتقييم الناس.
    * ما هو تقييمك أنت؟
    لا استطيع ان اقوله لك الان، ولكن قطعاً انا واحد من الذين يعرفون هؤلاء الناس معرفة جيدة جداً مثلما ذكرت لك منذ ايام الدراسة واعرف قدراتهم بشكل جيد وبعرف عيوبهم ان كانت لهم عيوب واستطيع ان اقيم وفى الوقت المناسب سأقول تقييمي داخل مؤسسات الحزب.
    * هل تري ان لديك حظ فى المنافسة على خلافة البشير؟
    لا انا منذ العام 2005 اعتزلت العمل التنفيذي، بسبب نيفاشا فى ذلك الوقت.
    اليس الزمن تجاوز نيفاشا؟
    والله لم يتجاوزها بدليل ان الجنوب منفصل، وافتكر ان القيادات التى عملت نيفاشا مازالت على قناعة بما فعلته مثلما قال النائب الاول. وانا موقفي كبير جدا فى ان لا اذهب للجهاز التنفيذى وقررت ان اعمل بالحزب .
    * كيف تنظر مستقبلا لموقع نيفاشا فى كتاب الوطني هل هى فى خانة الاجر ام الوزر؟
    والله شوف طبعاً بالنتيجة لم تكن جيدة فى سجل الحزب ولكن الناس يعرفون ان الوفد الذى كان يتفاوض ذهب بنية صادقة جدا فى ان يحمى مصالح البلاد ولم يحتاط لنوعية من يتعامل معهم ولم ياخذ ضمانات كافية لمسالة الوحدة والسلام.
    * من يتحمل الوزر الاشخاص ام الحزب؟
    فى راى يتحملها الحزب ولو كان هناك حزب قوى كان بامكانه ان يفرض موقفه ولكن طالما فوض هؤلاء الناس تفويضا كامل وقبل بالنتيجة التى وصلوا اليها لاتستطيع ان تعفى الحزب.
    * الا تعتقد ان حكم اكثر من عقدين من الزمان فترة كافية للمؤتمر الوطنى؟
    فى هذه الاشياء لا احكم بالمدة ولكن انظر للبلد وظروفها والوضع السياسى كله وحتى الان ليس هناك بديل للمؤتمر الوطنى. والان المطلوب من الوطني عملية اصلاح كبيرة جدا سواء كان فى هياكله وقياداته او فى خطابه او فى علاقاته مع المجتمع السودانى لان هناك قطاعات كبيرة جدا لم يستوعبها المؤتمر الوطنى وهناك قيادات سياسية ومن خارج الاحزاب ولم تستفد من اقوى فئات المجتمع وهناك عدد كبير جدا من المهنييين غير مستفاد منهم وانا لو شكلت حكومة اليوم ساتى بحكومة كفاءات ولازم يطعموا الجهاز التنفيذى بكفاءات عالية جدا وحتى من داخل المؤتمر هناك كفاءات كثيرة جدا غير مستوعبة وفى تقديرى الحكومة يجب ان تديرها الكفاءات بدلا من الهيلمانة السياسية الكثيرة هذه واحدة من الاشياء التى تجعلك منفتح على المجتمع السودانى اكثر وتؤهل ماكينة الحكم بشكل افضل.
    * ألا تعتقد أن البشير أحبط وأرهق بما فيه الكفاية فى الفترة الماضية بشكل يجعله يزهد فى الحكم؟
    لم يقل ذلك وأنا أعتقد أن للرئيس طاقة غير عادية وهو لا يتعب بدليل أنه طيلة الفترة الماضية كان مشتبكاً فى معارك ومشاكل معقدة جدا داخلياً وخارجيا ولم يكن هناك شيء يهزه إطلاقأً وهذا الرأي مبني على معرفة شخصية ومباشرة، وأؤكد لك ليس هناك شيء يؤثر على نفسيته ومعنوياته.
    * ماذا يساوى المؤتمر الوطنى من دون البشير؟
    المؤتمر الوطنى طبعا ليس كله البشير انا اتحدث عن قيادة الدولة بصفة خاصة والبشير ليس كل شيئ فى المؤتمر الوطنى فهو حزب قائم على مؤسسية معينة وعلى برنامج سياسى شامل، واعتقد الحزب سيظل موجوداً.
    * هل يمكن للمؤتمر الوطنى ان يستمر خارج السلطة؟
    يمكن ان يستمر..يستمر من غير البشير وخارج السلطة.
    * الا تري فيه نسخة من الاتحاد الاشتراكى؟
    لا ابدا الاتحاد الاشتراكى خلفته السلطة والمؤتمر الوطنى لديه جذور تاريخية بعيدة جدا لانه لم يتكون فى السلطة ولكنه تكون خارج السلطة وممكن جدا يستمر بعدها.
    * الا تفتكر انه حدثت له قطيعة مع جذوره فى الفترة الماضية؟
    نعم ولكن لا تمنعه ان يستمر مع جذوره.
    * هل يمكن للبشير ان يعيش خارج السلطة فى ظل سيف المحكمة الجنائية المسلط؟
    البشير رجل شجاع مستعد للشهادة فى اي لحظة، وهو لا يضع اي اعتبار للجنائية.
    * دعني اختم معك بسؤال حول قوة تصريحاتك رغم انك لا تتبؤ موقعا تنفيذيا او سياسيا هل تستند على علاقتك بالبشير؟
    انا لست موظف فى المؤتمر الوطني، بل لدي انتماء قديم وتجربة سياسية معروفة أقدم من الوطني، اعبر عن موقفي وموقف حزبي، واميز بين الموقفين بوضوح، وانا كسياسي اقول راي الذى اقوله داخل الحزب، ودعني اسالك عن علاقتي بالبشير انا لا علاقة لي بالجهاز التنفيذي منذ وقت طويل، صحيح اتفق مع البشير فى طريقة ادارته للحكم، وهناك الكثيرين ممن علاقتهم اقوي مني.

    السوداني
                  

04-03-2013, 11:27 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الدكتور علي الحاج... الكبائر السياسية !
    عبد المحمود الكرنكى

    نشر بتاريخ الأربعاء, 03 نيسان/أبريل 2013

    08:40
    عندما أعلن قائد الجيش البريطاني الجنرال (مايك جاكسون) في يوم الجمعة 23/يوليو 2004م استعداد لندن لإرسال (5) آلاف جندي بريطاني إلى دارفور، خرج الدكتور علي الحاج من (كالوسه) الجمع (كواليس)، ليعلن تأييده. حيث قال الدكتور علي الحاج يوم الأحد 25/يوليو 2004م: (لا مخرج للسودان إلا بالتدخلات الخارجية والعسكرية منها تحديداً). كان الدكتور علي الحاج حينها في الخامسة والستين من العمر.


    تجدر الإشارة إلى أن استراليا في أعقاب بريطانيا أعلنت استعدادها للتدخل العسكري في السودان. أصبح الدكتور علي الحاج محمد (القيادي الإسلامي) من مقرَّه بألمانيا أول من قام بتأييد تدخل عسكري بريطاني في السودان. هل قام السودان حينها بتفويض الدكتور علي الحاج لإعلان ذلك التأييد الفوري لتلك التدخلات العسكرية الخارجية. هل قامت دارفور بتفويض الدكتور علي الحاج محمد لإعلان ذلك التأييد للتدخل العسكري.


    ما وزن الدكتور علي الحاج السّياسي الحقيقي في دارفور، وما عمق علاقته بدارفور التي تعيش في رحابها (43) قبيلة. ظلّ الدكتور علي الحاج يقيم بصورة مستديمة في الخرطوم منذ عام (1957م) عندما كان في الثامنة عشر من العمر، طالباً بمدرسة المؤتمر الثانوية بأم درمان.
    بدأ الدكتور حياته السياسية الجامعية بالأذان في داخليات (البركس) بجامعة الخرطوم. بالأمس ارتفع صوته بالأذان. ومن بعد ارتفع صوته بتأييد التدخل العسكري البريطاني.
    قال (ابن النديم) في كتاب (الفهرس) عن (ابن الريواندي): (كان جميل المذهب، كثير الحياء، ثم انسلخ من ذلك بأسباب عرضت له).
    وعندما اختار (التجمع) المعارض في يوليو (2004م) نهج التفاوض، أعلن الدكتور علي الحاج اختيار نهج (الإنتفاضة الشعبية «المسلّحة»). لا أحد يدري إن كان المقصود (انتفاضة) مسلَّحي (العدل والمساواة). حيث قال الدكتور علي الحاج لصحيفة (الأيام) الصادرة بتاريخ الأحد 25/يوليو 2004م: (لا مخرج للبلاد إلا بالتدخلات الخارجية والعسكرية منها تحديداً) وأضاف الدكتور علي الحاج قائلاً (إن «التجمُّع» رفع يده عن خيار الإنتفاضة «المسلحة» وبات يعوِّل على مفاوضات النظام. نحن نبقى على موقفنا ونفضِّل خيار الإنتفاضة الشعبية «المسلحة» وسنتركهم يمضون في حوارهم. ونحن واثقون أنهم سيعودون إلينا في آخر المطاف ولخيارنا). إنتهى.


    ومثلما أعلن الدكتور علي الحاج (مقيم بألمانيا) تأييد التدخل العسكري البريطاني في دارفور، كذلك أعلن السيد/ أحمد إبراهيم دريج (مقيم ببريطانيا) تأييده ذلك التدخل العسكري. تجدر الإشارة إلى الدكتور علي الحاج والسيد/ دريج كانا يقودان فصيلاً سياسيًا جهويًا صغيرًا في مطلع الستينات يحمل اسم (جبهة نهضة دارفور). كلمة (دريج) هي اسم إداري ألماني عمل في دارفور خلال الفترة الاستعمارية. تأييد الدكتور علي الحاج لتدخل عسكري بريطاني في السودان، وبرفقته السيد دريج، يعني تأييد تدخل يتدفق بموجبه الآلاف من الجنود البريطانيين في السودان. حيث أعلنت بريطانيا أنها وحدها على استعداد لإرسال (5) آلاف جندي. قام الدكتور علي الحاج وتبعه السيد/ دريج بتأييد التدخل العسكري البريطاني في السودان، ذلك التدخل العسكري الذي لن يكتفي باغتيال السلطان العابد علي دينار زعيم الفور، أو ذبح الشهيد السلطان تاج الدين سلطان المساليت، أو تدمير الزعيم رابح فضل الله، بل سيقيم قواعد عسكرية دائمة للغزاة في أرض القرآن والمحمل
    .
    نواصل
                  

04-04-2013, 07:03 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    ماذا سيحدث للسودان لو تنحى البشير؟
    April 3, 2013
    عثمان ميرغني..

    [email protected]

    يحار المرء في تفسير الضجة التي أثيرت خلال الأيام القليلة الماضية عن أن الرئيس السوداني عمر البشير لن يترشح مجددا للانتخابات الرئاسية، ويريد إفساح المجال لمرشح آخر من حزب المؤتمر الحاكم، أو بعبارة أخرى من الحركة الإسلامية المتحكمة من وراء واجهة المؤتمر. فهذا الكلام ليس جديدا، بل سبق تداوله مرارا منذ سنوات، وأكده البشير نفسه في أكثر من مناسبة، فلماذا إثارة كل هذه الضجة الآن؟

    ما يزيد في الحيرة أن الانتخابات الرئاسية لا تزال بعيدة ويفصلنا عنها عامان باعتبار أنها يفترض أن تجرى في عام 2015، كما أن مسؤولين من الحزب الحاكم ذاته أكدوا منذ بدايات عام 2011 أن البشير لن يسعى لترشيح نفسه لولاية جديدة وصوروا الأمر على أنه «محاولة لتكريس الديمقراطية»، وهي مقولة لا يمكن أن يصدقها أحد بالنظر إلى سجل النظام في وأد الديمقراطية. خذ على سبيل المثال تصريحات ربيع عبد العاطي، القيادي في حزب المؤتمر الوطني، المنشورة في فبراير (شباط) 2011 والتي قال فيها لوكالة الصحافة الفرنسية: «يمكنني أن أؤكد مائة في المائة أن البشير لن يترشح لولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية المقبلة. سيترك بالفعل لمختلف الشخصيات إمكانية الترشح إلى هذا المنصب». هذا الكلام واضح وقاطع ويدل على أن الأمر نوقش وحسم منذ ذلك الوقت. كيف إذن نفهم كلام قطبي المهدي، القيادي أيضا بالمؤتمر الوطني، قبل بضعة أيام الذي قال فيه إن الحزب الحاكم في ورطة لأنه لم يكن مستعدا لإيجاد البديل، وإن هناك اجتماعات مستمرة للخروج من هذه الورطة، رغم أن الوقت تأخر بعض الشيء لإيجاد مخرج، حسب رؤيته؟

    هل هناك شيء يطبخ في كواليس الحزب الحاكم، أم أنه مناورة من المناورات التي درج عليها النظام لإلهاء الناس بجدل لا طائل منه، ثم تمرير خطط تكون جاهزة ومعدة سلفا؟ فالنظام منذ أن أفلس وتزايدت عليه الضغوط، لا سيما بعد انفصال الجنوب، وضيق الناس من غلاء المعيشة وقصص الفساد التي باتت حديث كل المجالس، لجأ إلى سياسة إثارة الضجيج وخلق البلبلة لصرف الأنظار عن المشكلات، وإعطاء انطباع بأن تغيرات مهمة ستحدث في التوجهات وستقود البلد في طريق الانفتاح، مع أن واقع الحال كان يثبت في كل مرة أن الحكومة تلجأ إلى التضييق بمصادرة الصحف، وباعتقال معارضين، وباستخدام العنف لمواجهة الاحتجاجات الطلابية. في هذا الإطار غذى النظام أحاديث المذكرات التصحيحية، والخلافات حول خلافة البشير، وشوش بذلك حتى على بعض الانتقادات الحقيقية الصادرة عن نفر من قياداته التي كانت تطالب بإصلاحات جدية، كما استغل تلك الأجواء للانقضاض على بعض محازبيه الذين بدأوا يخططون لإحداث تغيير بالقوة داخله، وهو تغيير لو حدث لا أحسب أنه كان سيعني نهاية نظام الحركة الإسلامية، بل سيعيد إنتاجه بصورة أخرى تضمن له البقاء سنوات إضافية.

    مخطط استمرار النظام بصيغ جديدة يستمر اليوم من خلال الجدل المصطنع حول قرار البشير عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وتسريب سيناريوهات لإقناعه بالعودة عن هذا القرار لأن «البلاد تمر بمرحلة استثنائية»، على حد تعبير بعض شخصيات الحزب الحاكم. من بين التصريحات اللافتة في هذا الصدد تصريح علي عثمان محمد طه، نائب رئيس الجمهورية و«أمير» الحركة الإسلامية الحاكمة، الذي قال فيه الأسبوع الماضي إن إعلان البشير أنه لن يترشح «هو رأيه الشخصي»، وإن القرار النهائي ستتخذه مؤسسات الحزب. المثير في هذا التصريح أن علي عثمان انطلق منه ليروج لإمكانية إعادة ترشيح الحزب للبشير، مبررا ذلك بأن هناك مهام وطنية واستحقاقات تقتضي أن يواصل الرئيس دوره ومسؤوليته الوطنية، على حد تعبيره. والواقع أن هناك من يرى أن إعادة ترشيح البشير ترمي إلى تفادي حدوث انشقاقات داخل النظام، وإلى إحساس بعض الأطراف أن المؤتمر الوطني ليس لديه مرشح آخر يمكن أن تلتقي حوله كل الأطراف داخل الحزب، أو يحظى بتأييد ملموس خارجه. هناك أيضا من يرى أن علي عثمان الذي رشحته بعض التسريبات ليكون مرشح الحزب القادم، يتردد في خوض الانتخابات أمام منافسين آخرين، وأنه قد يريد الدفع بالبشير لخوض الانتخابات على أساس أن الحكم يمكن أن ينتقل إليه بعد ذلك باعتباره النائب الأول الذي يتولى السلطة في حال تنحي الرئيس لأي أسباب، ومن بينها المرض الذي اضطر بسببه الرئيس إلى تلقي العلاج مرتين في الخارج خلال الأشهر الماضية.

    في حوار مع صحيفة «الشرق» القطرية في مايو (أيار) 2011، سئل البشير عن كلامه الذي كان يردده منذ ذلك الوقت عن أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية في 2015، فقال: «في الانتخابات القادمة أكون قد أكملت 26 عاما في الرئاسة، والعمر سيكون 71 عاما، والعمر في فترة الحكم وخصوصا في حكم الإنقاذ السنة (فيه) ليست بسنة، فحجم التحديات والمشكلات التي واجهناها كبيرة». ثم أضاف: «إن 26 سنة في الحكم هي أكثر مما يجب سواء بالنسبة للشخص أو بالنسبة للشعب السوداني». الملاحظ أن الكلام هنا ليس عن إنجازات يشعر المرء بعدها أنه حقق بها ما يرضيه ويرضي الناس، بل عن المشكلات والتحديات التي يقول إن السنة فيها لم تكن بسنة، فما بال المرء إذن بالشعب السوداني الذي عانى الكثير، وشهد بلاده تنشطر، وحروبها تتمدد، ورئيسها يصبح مطلوبا من محكمة الجنايات الدولية، وإحصائياته الرسمية تؤكد أن نصف الشعب يعيش في فقر، بينما منظمة الشفافية الدولية تصنفه ضمن أسوأ أربع دول في مؤشر الفساد؟

    في نهاية يونيو (حزيران) المقبل يكون البشير قد قضى في السلطة، التي جاءها بانقلاب عسكري، 24 عاما بالتمام والكمال، ليصبح بذلك أقدم رؤساء الجمهوريات العرب بعد رحيل القذافي وتنحية مبارك وعلي عبد الله صالح وبن علي. لماذا إذن تثار كل هذه الضجة إذا قرر الرجل عدم الترشح مرة أخرى؟ لأن 26 سنة ستكون أكثر مما يجب.. وهي فعلا كذلك، فهل سيفهم أهل «الإنقاذ»؟



    ---------------

    الترابي .. البشير.. علي والقمر بستة بنسات
    اسحق احمد فضل الله

    نشر بتاريخ الثلاثاء, 26 آذار/مارس 2013 08:50


    > في السودان .. التسعينيات تلتقي عباءة أسامة بن لادن وبنطلون كارلوس الجينز.
    > وصراع الإسلاميين يصبح رمالاً متحركة تحت أقدام هؤلاء وأقدام كثيرة.
    > والعام الذي يسبق الإنقاذ وعامان يعقبان الإنقاذ كانت هي الأيام التي يتبدل فيها الكثير وحتى اليوم.
    > وتقرير تكتبه المخابرات الأمريكية عام 1992م عن رجال الإنقاذ كانت قراءة سريعة له تقول إن من يملي المعلومات هذه سودانيون لهم حبوبة مشلخة.
    > أمريكا رصدت وكتبت.
    > وما لا يعلمه التقرير هو أن البشير كان يحرص على أن يظل الرجل الثاني أو العاشر أيام التخطيط للثورة.. وأن يبقى هناك بعد قيام الثورة .. بعيداً.
    > لكن «محمدين» القائد الأصلي للثورة يستشهد..
    > وأحدهم في اللقاء التالي لاختيار قائد للثورة يرشح البشير.
    > ومن يدفع بالترشيح كان هو عبد الرحيم محمد حسين.
    > والترابي الذي لا يعرف إلا القليل عن البشير يوافق.
    > وتقرير المخابرات الأمريكية حين نشير إليه عام 1993م يهبط عندنا اثنان من ضباط الأمن «يستعيرونه» ولا داعي لأن نقول إنه يختفي.
    > لكن التقرير كان يقول إن الترابي الذي يعد نفسه للقيادة كان يجد في البشير شخصاً يصلح للمرحلة الأولى.. ثم يختفي.
    > كان الترابي يعاني من عواقب الخطأ الأول الذي يرتكبه في الحكم على الرجال.
    > فمذكرة العشرة كانت حديثة يومئذٍ.
    > وحنفي يهبط من أمريكا ويلقى علي عثمان والخطيب وقطبي يحدثهم ويجد عندهم.. ما عنده.
    > ويقدمون المذكرة.
    > واستشهاد الزبير المبكر يجعل هدف الرئاسة يعود إلى ذاكرة الشيخ الترابي.. والرجل يحمل للبشير أسماء المرشحين الثلاثة.
    > علي الحاج وعلي عثمان والترابي لمنصب نائب الرئيس.
    > وعلي عثمان كان يصنع الأمر.. من بعيد.
    > وصحيفة «الأيام» 1978م تحمل صورة للأستاذ يسن عمر الإمام وهو يقدم زعيم المعارضة الإسلامية للنميري.
    > كان الزعيم هو الطالب حديث التخرج علي عثمان محمد طه.
    > وكان اختفاء محمد عثمان مكي «ود المكي قائد ثورة شعبان وأبرز قادة الطلاب الإسلاميين.. حتى اليوم».. يجعل الأستاذ علي عثمان يلمع ويصبح هو.. عند الإسلاميين.. الرجل الثاني بعد الترابي.
    > وعلي الحاج الرجل الثاني «رسمياً» يشعر بالمرارة.
    > والمرائر تجعل الترابي وبولاد وعلي الحاج يحفرون مساراً آخر لسيولهم، وبولاد يقاتل في صفوف قرنق وبعد اعتقاله يهبط عنده الطيب إبراهيم محمد خير.. يحدق في وجهه ليتأكد من أنه بولاد.
    > والترابي يعقد مع قرنق حلفاً عسكرياً ضد البشير.. وبوجه لا يحتاج للتحديق فيه، وعلي الحاج يطوف العالم داعياً ضد البشير ويجعل مقره «بون».
    > و «بون» هي العش الذي انطلقت منه مخابرات العالم ضد السودان منذ عام 1970م.
    > وحتى اليوم.
    > وعلي عثمان يهبط الشهر الماضي هناك.
    > قالوا «مريض ذهب للاستشفاء» وكنا نعلم أنه ذهب إلى هناك «لترتيق» ثقوب عام 1992م.. استعداداً للمرحلة الجديدة الآن.
    > و «الإنتباهة» أمس في طرائف الأخبار تحمل حديثاً للسيد بدر الدين طه عام 2010م عن ابتعاده عن الوطني.
    > والشهيد الزبير كان هو من يهز رأسه ويرفض الأستاذ هذا.. وأحدهم يومئذٍ كان يرشح بدر الدين طه لولاية الخرطوم، والزبير يرشح سبدرات واثنين معه.
    > والترشيح هذا.. وترشيح الولاة من بعده.. كان هو أول ما يشعل معارك الترابي ضد الإنقاذ.. مع معركة الدستور.
    > والترابي الذي يكتب الدستور بيده تجعله المعركة في أم ضواً بان يقول بصوته المميز:
    إن سألوكم هل هذه حكومة إسلامية.. قولوا.. لا.. لا..!!
    > والمعركة تجعل أصابع معينة تتهم علي عثمان بأنه هو من دبر محاولة اغتيال مبارك، وأنه هو من أبعد فلاناً وفلاناً..
    > نعتقد أنه قد حانت الأيام التي نكتب فيها تاريخ الإنقاذ.
    > غابة من شخصيات الإنقاذ تمتد جذور كل منهم في طين أحداث ساخنة.. ومثيرة.
    > هذه أيام الحديث عنهم.. افتحوا الملفات.
    «2»
    > والسادة ذئاب الدولار الذين يذبحون الدولة بالورقة الخضراء حين يجدون أن الأمر يرتد إليهم يذهبون إلى حل عبقري.. ويجعلون شركة اتصالات ضخمة تقوم بتحويل ملايين الدولارات إلى الخارج.
    > والسيد رئيس مجلس الإدارة الذي كان مديراً لجهاز الأمن لا يشعر أن بعضهم يستغله.
    > أو هو شيء آخر


    -------------------

    تأملات في موقف المؤتمر الشعبي من وثيقة الفجر الجديد

    هاجر سليمان طه
    نشر بتاريخ الثلاثاء, 22 كانون2/يناير 2013 13:00



    لم أجد مبرراً للغضبة المضرية التي قابل بها المؤتمر الشعبي وثيقة الفجر الجديد الأخيرة، ولا أفهم استنكاره إياّها إنْ كان قد وقّع على مثلها من قبل مع الحركة الشعبية. إنّ الوثيقة تعبر عن ما وافق عليه الشعبي من موبقات وطنية ضمناً وتصريحاً بمواقفه، وتصريحات قادته وآخرها ما قاله أمينه السياسي أول من أمس من أن المعارضة موحدة!! وكان السيد كمال عمر قد لاذ بالصمت إبان مدة الإنكار والتبرّؤ ثم ها هو يعود لما اعتاده منه الناس.
    مما لا يحتاج إلى دليل أن المؤتمر الشعبي ليس نصيراً لسلام البلاد، ولا حريصاً على انتهاج طرق سلمية في المعارضة السياسية، وإلا لما حرص على زرع حركة العدل والمساواة كالسرطان في أحشاء دارفور، وأدار جرائمها من على البعد، وحرص على ألا تجنح للسلم أبداً لتظل من أكبر الجراح في خاصرة دارفور والسودان، ويظل نزف السودان عبره يشفي الصدور المليئة بالحقد والرغبة في الانتقام أكثر من أن تكون ممتلئة بأي شيء آخر.


    إنّ غضبة المؤتمر الشعبي هذه بدت غريبة لأن مواقفه وأفعاله منذ أن برز للوجود منذ أكثر من اثنتي عشرة سنة لا تشبهها، ولذا فقد نال تنصل المؤتمر من الورقة ونقده لها الكثير من التعليق في الصحف أكثر من أي حزب آخر وقف ذات الموقف، نعم إنّ الكل مندهش لموقف الشعبي، ولكنهم بين مندهش متسائل مشكك، وبين مندهش فرحٍ ذي أمل. وأجدني من الفريق الأول بلا شك.
    والراجح أنّ موقف الشعبي هو موقف تكتيكي أكثر من أن يكون موقفاً يمت للقيم الوطنية بصلة، وفي رأيي أنّ الشعبي قد وجد رهاناً جديداً سوى المعارضة التي حاول بكل ما أوتي من قوة أن ينفخ فيها الروح ولكنه وجدها جثة هامدة لا أمل فيها. لقد كانت مواقف الشعبي دائماً منسجمة مع واقع رهانه على المعارضة لا سيّما المسلحة، ولطالما دافع عنها سراً وعلانية، رافضاً إدانة واستنكار جرائمها المشهودة في دارفور وجنوب كردفان، وحريصاً على أن تظل ناشطة تستنزف الحكومة، وإن نزف معها مواطن دارفور وجنوب كردفان حتى الموت.


    ولكن الرهان الجديد للشعبي برز عندما أصبح ظاهراً للعيان أن التغيير يمكن أن يأتي من داخل أبناء الحركة الإسلامية، لقد بدا في الشهور الماضية التململ والحراك الذي كان تياره الغالب هو خيرة من أنجب هذا الوطن من مجاهدين خُلّص، بِطاقاتِهم التي عرفها كل السودان وقدرتهم الهائلة على الفعل والتغيير، ولولا أن تيارهم الجارف تميّز بالوعي، والانضباط، والتقدير الجيد للمصالح والترجيح بينها؛ لكانوا أقدر الناس على إشعال الحرائق التي لا يملك أحد أن يطفئها. لقد ظهر حراكهم منذ مذكرة الألف أخ مروراً بمؤتمر الحركة الإسلامية الأخير، وحتى مبادرة «السائحون» التي لم تنضج بعد، لقد زاد من الانتباه لما تراكم في نفوس هؤلاء من رغبة في الإصلاح والتغيير أحداث الانقلاب الأخير الذي شارك فيه أحد قادتهم التاريخيين العميد ود إبراهيم، بالرغم من أنّ ذلك التحرك لا يعبر عنهم ولا عن وسائلهم المرتضاة ولكن الحدث زاد من الانتباه لحراكهم.
    لقد كانت تلك المحاولة الانقلابية نقطة تحول ولا شك بما أحدثته من جدل وما نبهت إليه من حقائق، وما أثّرت به في زاوية رؤية الأحداث لكل الأطراف الفاعلة في ساحة السياسة السودانية. ولا بد أنها غيرت من وجهة النظر التي يرى بها الشعبي مجمل الأوضاع.


    لا بد أنّ الشعبي انتبه لخسارته الفادحة لهذا التيار الذي طالما استنكر مواقف الحزب، لا سيّما تحالفاته المشبوهة مع الحزب الشيوعي والحركة الشعبية بدلالاتها المؤسفة، ودعمه لإذكاء القتال في دارفور، ناهيك عن فتاوى زعيمه د. حسن الترابي التي وصفت إخوانهم الشهداء بـ«الفطايس» وسفهت كل جهادهم في الجنوب، وزعمت أن ليس في جنة حور عين ولطالما تغنوا بالحور العين!
    نعم، لابد أنّ الشعبي تنبه لخسارته لهؤلاء وأخذ يبحث عن درب العودة إليهم، بالتخلي التدريجي عن ما يعلم أنهم أبوه منه وأخذوه عليه ليبدأ بالنفاذ التدريجي إلى الأجسام التي تعبر عنهم، علّه يصل على أك########م إلى ما عجزت أن تحمله إليه أكتاف الحركة الشعبية والشيوعيين. ولا حول ولا قوة إلا بالله
                  

04-04-2013, 11:08 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    نص رسالة الدكتور علي الحاج إلى قوى المعارضة عقب لقاء برلين
    تنشر (الصحافة) فيما يلي نص الرسالة التي بعث بها الدكتور علي الحاج، إلى قوى المعارضة، حول لقائه بالنائب الأول لرئيس الجمهورية بمدينة برلين الألمانية بتاريخ 11/مارس/2013
    السيد: ............................. الموقر
    رئيس حزب.....................................
    تحية طيبة
    وصلا لما إبتدرته من حديث معكم خلال مهاتفتي التلفونية، بشأن الموضوع أعلاه ووفاء بعهد الكتابة إليكم بشأنه، أرجو أن تجدوا أدناه تلخيصا لما دار من حوار والسمات الأساسية لما يصلح أن يكون مبادرة سياسية، أرجو أن أتلقى عليها ما قد ينشأ عندكم من ملاحظات عليها، كما أود إبتداءً أن أقدم بعض الملاحظات العامة التي أرجو أن تلقي الضوء على الأجواء المحيطة بالحوار:
    - درجت على عيادة كل من يقصد ألمانيا مستشفيا ممن أعرف، لذلك جاءت زيارتي للأخ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية بمبادرة مني على الرغم من شعوري المبدئي بالتكتم على أخبار الزيارة.
    - الوضع السياسي الذي يعيشه بلدنا ، وما تعلمون من سابق العلاقة بيني والأخ علي عثمان محمد طه والتي كان متنها وعصب لحمتها الشأن العام الذي جمعنا لعقود ثم فرق بيننا، علاوة على إطمئناني على صحته وصحة أسرته المرافقة له، كل ذلك حتم أن يدور بيننا حوار حول الشأن العام كنت فيه المبادر.
    - وليعذرني الجميع فلست اري من المسؤولية ان تختصر هذه الزيارة في الاطر الاجتماعية بل احسب ان ذلك بنظري سيكون تهربا من واقع حال البلاد .فربما زار النائب الاول هذه الديارعدة مرات لمهام رسمية ولم يكن هناك ما يدعوني لاي لقاء به.
    - كما تتوقعون في مثل هذه الظروف فقد سار الحوار عفويا وبدون ترتيب للقضايا، بالعموم تدارسنا أخذ العبر والدروس من ما مضى من أحداث لمعالجة ما نستقبل. وبالتأكيد حظيت بعض القضايا بتفصيل أكثر لأهميتها كالحريات وانفصال الجنوب ومالآت العلاقة به، ولقاء كمبالا. وسوف أجتهد في تبيان من منا إبتدر أية قضية ومواقفنا منها قدر استطاعتي.
    - في سياق العلاقة السابقة التي ربطتنا، سألني الأخ علي عثمان عن موقف المؤتمر الشعبي بالذات، فأكدت له على أنني لا امثل الشعبي في هذه المبادرة التي أباشرها بصفتي الشخصية، وأوضحت له بان الشعبي - كما يعلم هو - واجه تضييقا خاصا - فوق التضييق العام الذي يواجهه الآخرون - على حرية شخصيته الإعتبارية كحزب، كما واجه أفراده تضييقا خاصا على ظروف معاشهم وحرياتهم الشخصية ودفع بعضهم ثمن المواقف في الشأن العام من حياته وحريته الخاصة، وأن هذه الأجواء بالضرورة خلقت مرارات مبررة ربما تيسر لي بصفة شخصية التجاوز عنها لأسباب ذاتية وموضوعية قد لا تتوفر لدى من هم بالداخل، لذلك فإنني لا أستغرب إن واجه بعض إخواني بالداخل مبادرتي هذه بالتشكك أو تعرض لشخصي بالهجوم،- وهم محقون في ذلك ولهم مبرراتهم- ولكنني أتجاوز المرارات الشخصية في إطار الشأن العام الذي وقعت فيه.


    وفي اطار الحرية لكل الشعب السوداني واطار حفظ ما تبقي من كيان السودان واطار ايقاف الحرب من قبل الحكومة والسير نحو السلام بصدق مع كل المعارضين بمن فيهم حملة السلاح .ودرءا لمآلات مستقبلية تهدد هذا الكيان .
    - اللقاء اتسم بالصراحة والوضوح أكد عليهما إختلافنا حول بعض القضايا بصورة جذرية، وحول بعضها الآخر بصورة جزئية وإن اتفقنا على مبادئها العامة.
    3/
    - خلاصة اللقاء كانت وضع مقترح اجندة سياسية ذات اولوية تتناسب مع الاوضاع الراهنة بالسودان الهدف منها وضع حلول سلمية يتفق عليها الجميع عبر حوار مفتوح يضع نهاية للحلول العسكرية والامنية ويفتح أفق الانتقال نحو الحلول السلمية الجادة وليست اجندة مصالحات او محاصصات او صفقات.
    - عند الاتفاق علي هذه الاجندة من قبل الحكومة والمعارضة يتم الاتفاق علي آليات ادارة الحوار السياسي بشفافية وحرية كاملة وبضوابط واجراءات ومواقيت زمانية ومكانية يتفق عليها الطرفان مباشرة وبدون وسطاء.
    - لا صلة لهذه الاجندة بما يدور الآن من حوار حول الدستور او الحوار الوطني ، وقد ابنت بانني ادعو الى حوار سياسي واسع وجامع ليتفق الجميع على حفظ ما تبقى من كيان ثم من بعد ذلك يمكن الحديث عن الدستور علما بان الدساتير لا قيمة لها في بلادنا وتجاربنا المعاصرة.....الخ
    - طلبت من الأخ النائب الاول رفع ما دار من حوار الي السيد الرئيس )بالطبع هو سيقوم بذلك ولكن قصدت التأكيد( - كما اكدت له نقل هذه الخلاصات -بصفتي الشخصية- الي المعارضة بما فيهم حملة السلاح - بالطبع هذا لا ينال من دور و برنامج وخطط المعارضة باي حال من الاحوال.
    4/
    القضايا:
    - الحريات العامة:
    طرحت رؤيتي بأن الأوضاع في السودان تقتضي تضافرا جماعيا لإنقاذ ما تبقى من كيان البلد، غير أن هذا التضافر يستلزم توفر الحريات العامة التي تمكن الناس من الإسهام الفاعل، وبالطبع فإن مسؤولية المبادرة إلى توفير أجواء الحرية يقع على عاتق السلطة، وأكدت على أن مثل هذه المبادرة من السلطة قد تنزع فتيل التوتر، وتخفف من حدة الإستقطاب على النحو الذي قد يفسح المجال للأطراف المعارضة لترد على مبادرة السلطة بمثلها أو أحسن منها.
    لا بد من أن أثبت في هذا المجال تحفظ الأخ علي عثمان على مدى الحرية وإن وافقني على المبدأ.
    الشكوك
    - هناك شكوك مبررة من قبل الكاتب قبل المعارضة في مدي التزام الحكومة بما يتم الاتفاق عليه والشواهد والسوابق كثيرة والمعارضون بشقيهم لهم تجارب مع الحكومة. وفي هذا السياق فقد كانت كلماتي للأخ النائب الأول على قدر كبير من الصراحة والوضوح بأن إنعدام الثقة يبلغ مبلغا يجعل ما يخرج من لقائنا نفسه عرضة للشك بشأن نواياه. ولكن الشك والريبة لم تأت من فراغ بل حصاد تجارب متعاقبة تكاد تصيب الناس بالقنوط واليأس عن جدوى القيام بمبادرات طرفها السلطة الحالية، ولولا أن المؤمن مدعو إلى عدم القنوط من رحمة ربه.لما هممت بالتحدث اليكم في هذه القضايا وبهذه الصراحة .
    - هذه قضية جوهرية وعلي الحكومة اتخاذ الاجراءات الكفيلة لا بكسب ثقة المعارضين وحسب بل وثقة الشعب ايضا .
    5/لقاء كمبالا وما تبقى من السودان
    لقاء القوى السياسية السلمية والمسلحة في كمبالا، والذي إستحوذ على إهتمام الرأي العام السوداني والإقليمي، كان حاضرا من خلال إستفسار الأخ علي عثمان بشأنه، وقد حرصت على أن أؤكد على المعاني التالية بشأن هذا اللقاء:
    . أن ظرفا خاصا هو ما منعني من حضور ذلك الإئتمار، وأنني على الرغم من تحفظاتي المشروعة على الوثيقة الصادرة عنه، مثلي مثل آخرين عبروا عن هذا الإختلاف، إلا أنني أراه إئتمارا محمودا في إطار مساعي القوى المعارضة لمعالجة أوضاع بلدها.
    /8 أن غياب الحرية في البلد هو الذي حتم مكان اللقاء، ولفت إنتباه الأخ علي إلى أن غالب حاملي السلاح الذين شاركوا في هذا اللقاء كانوا يوما ما وبدرجة ما شركاء في الحكم وحلفاء للسلطة، ولكن التضييق في الحريات هو الذي دفعهم إلى الخروج إبتداءً أو معاودة الخروج بعد أن جنحوا للسلم.
    /2 وأن رد فعل السلطة على الإعلان الصادر عن اللقاء وتعاملها مع بعض السياسيين الذين شاركوا في اللقاء من الداخل، قد جاء مصدقا لمخاوف هذه القوى التي عبرت عنها في الوثيقة، ومؤكدا على عمق أزمة الحريات في البلد.
    /4 أن العديدين من المشاركين في اللقاء دفعهم غياب الحرية في بلدهم إلى إختيار منافي ربما تبعد جغرافيا عن بلدهم، ولكن مناخ الحريات الذي يعيشونه فيها يقربهم أكثر من قضايا بلدهم ويحفزهم على الإتصال اليومي بذويهم الذين يعيشون أوضاعا مأسوية في معسكرات نزوح أو تحت غياب الحريات، هذا فضلا عن من فقدوا ذويهم او اهينت انسانيتهم وقد شكل لهم لقاء كمبالا بارقة أمل عساها تخرج أهاليهم وذويهم من ما هم فيه. وقد أشرت على النائب الأول
    6/
    إلى ضرورة عدم الإستهانة بالمرارات الشخصية المشروعة التي يحسها هولاء بسبب ما يعتبرونه سياسة رسمية متعمدة من الحكومة.
    5/ لقد إستغربت ألا ترى السلطة رمزية لقاء كمبالا الذي شكل بالنسبة لي تكوينا رمزيا للسودان المتبقي، وأن تداعي هذه الأطراف إليه يعبر عن تعاظم الإحساس بضرورة المسعى من أجل الحفاظ على هذا الكيان المتبقي، وقد كان المأمول أن تنفذ السلطة ببصيرتها إلى رؤية هذه الرمزية، ولا بأس أن تعبر مثل الاخرين عن إختلافها مع محتوى وثيقة كمبالا دون أن يغيب عنها نبل المسعى فتقابله بما يستحق من تقدير.
    - العلاقة بالجنوب:
    لدى الحديث عن العلاقة بالجنوب فلا يمكنني طلب شهادة شخص آخر بخلاف الأخ علي عثمان نفسه والرئيس عمر البشير على صحة الرأي الذي طالما جهرت به،سابقا - في اطار قضية السلام في الجنوب - بان الحلول العسكرية والامنية والقمعية لاتؤدي الا الي المزيد من الأزمات والمرارات وتنتهي الي مزيد من التقسيم ومزيد من الحروب - والتقسيم لاحدود له - والجنوب خير شاهد علي فشل الحلول العسكرية منذ قبل الاستقلال ونهاية بالانقاذ.
    موقفي هذا ليس بجديد وما حدث للجنوب زاد من ايماني الراسخ بالسلام ويجب الا نعود لمعالجة قضايا مصيرية مثل الحرب والسلام في اطر حكومية ضيقة، اذ لابد من اشراك حقيقي وشفاف لشعب ما تبقي من السودان في هذا الامر وهذا لا يتم الا عبر بوابة الحريات الواسعة. وعموما ما يتوصل اليه السودانيون طوعا مهما كان ثمنه افضل من ما قد يفرض عليهم .
    إن الإعتبار بما تقدم وحقائق الجغرافيا والتاريخ المشترك لشعبي البلدين يستلزم منا السعي الجاد والحثيث إلى جعل العلاقة بالجنوب علاقة توأمة بين بلدين كانا حتى وقت قريب بلدا واحدا.
    7/مرة أخري اكرر هذا اجتهاد شخصي ان أصاب فذلك الفضل من الله وان أخطأ نسأله تعالي المغفرة.
    } لا يُكَلِّفُ ه اللهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ
    نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبنَا
    وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا
    عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {
    والأمر إليكم
    د.علي الحاج محمد
    الي:
    قوى المعارضة السودانية والحركات المسلحة
    بصورة الى:
    السيد رئيس الجمهورية
    السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية
                  

04-07-2013, 05:33 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    نافع يزيح غازي صلاح الدين ويعلن تورط علي عثمان في المحاولة الإنقلابية
    April 6, 2013
    (حريات)

    أصدر المكتب القيادي للمؤتمر الوطني برئاسة عمر البشير قرارا بإعفاء رئيس كتلة نوابه في المجلس الوطنى الدكتور غازي صلاح الدين من امانة الشؤون البرلمانية وتعيين مهدي إبراهيم في مكانه،أول أمس الخميس.

    وقال المتحدث الرسمي باسم تيار الإصلاح في المؤتمر الوطنى عبد الغني أحمد إدريس لـ(الشرق الأوسط) بأن إعفاء الدكتور غازي صلاح الدين يعني انتصار تيار التحجر والانغلاق في الحزب، وقال إن هذا التيار الذي يقوده مساعد البشير الدكتور نافع علي نافع وآخرون يرفض انعقاد المؤتمر العام للحزب في أكتوبرالمقبل، وأضاف (هذا يكشف أن تيار التحجر والانغلاق أكثر من ذي قبل في الضيق بالرأي والرأي الآخر داخل الحزب)، وتوقع أن يحدث انشقاق داخل الحزب قبل انعقاد المؤتمر العام في أكتوبر المقبل.

    وكانت سامية هباني – عضو المجلس الوطنى وزوجة الدكتور غازى – دعت الى اطلاق سراح المعتقلين فيما يسمى بالمحاولة الانقلابية فى نوفمبر، و حذرت خلال جلسة التداول حول خطاب البشير الاربعاء الحكومة من اي استثناءات في تطبيق قرار إطلاق سراح المعتقلين السياسيين تأكيدا لمصداقية الحكومة، وأضافت(حتي لا تكون مسرحية) .

    وأطلق غازي صلاح الدين تصريحات مؤخراً يؤكد فيها عدم دستورية ترشيح عمر البشير لدورة رئاسية جديدة ، كما سبق وأبدى إعتراضات على ضعف صلاحيات المجلس الوطني وعلى تفشي الفساد ، كما رفض الترشح للأمانة العامة للحركة الإسلامية مسبباً ذلك بأن المنصب صار منزوع الصلاحيات ، إضافة إلى إعلانه عن تأييد المجموعات الشبابية الإصلاحية في المؤتمر الوطني .

    ويقول مراقبون أن تصريحات نافع قبل يومين عن حسم (التفلتات) كان المقصود بها غازي صلاح الدين ، حيث ان (التفلتات) المحببة والمرغوب بها كتفلتات قطبي المهدي التي تصب في (رؤية) المتنفذين يتم السماح والتسامح معها .

    وحقق نافع غرضه بإزاحة غازي مستغلاً مهرجانات المنافقة الجارية حالياً خصوصاً وان غالبية القيادات لا يجرأون على الجهر برفضهم لإعادة ترشيح عمر البشير .

    ويضيف المراقبون ان نافع ، وان كان يخطط لوراثة عمر البشير هو الآخر ، إلا انه على عكس علي عثمان وغازي والآخرين ليس في عجلة من امره ، ويريد كخطوة أولى التخلص من غازي وعلي عثمان ، وفي ذلك لا يرفض الإستعانة بالعسكريين ، بل وقبولهم كمرحلة أولى ، كأن يقبل ببكري حسن صالح كحاكم رسمي ، يحكم من خلفه ، وهي الصيغة التي فضلها الإسلاميون منذ بداية عهدهم – صيغة السلطة من وراء حجاب ، وبعد أن يستتب الأمر يمكن أن يقدم على خطوته الأخيرة بالظهور العلني كحاكم أوحد ، على نموذج صدام حسين الذي إستخدم الأجهزة الأمنية والمليشيات الحزبية في الإستيلاء على السلطة من العسكريين البعثيين .

    ويضيف المراقبون أن نافع بدأ – وقد اغرته سهولة الإطاحة بغازي – التمهيد لإزاحة علي عثمان ، فأعلن بالأمس في مجلسه الخاص انه يملك أدلة على إعطاء إعطاء علي عثمان ضوء أخضر للمحاولة الإنقلابية في نوفمبر ، بعد ان كان يردد بأنه ما من علاقة تجمع بين ود إبراهيم وصلاح قوش وتبرر التعاون في (انقلاب) – بحكم خلافاتهما الشخصية – وان الشخص الوحيد القادر على التنسيق بينهما هو علي عثمان ، هذا وظل نافع ، ومنذ إعلان المحاولة الإنقلابية ، يحاول تجييرها لتصفية منافسيه ، فتخلص بها من صلاح قوش ، وحاول إستخدامها لدق أسفين بين الصادق المهدي وعمر البشير فقال ان المهدي كان يعلم بلحظة الصفر، ثم أشاع تورط غازي بها ، والآن يستخدمها للقضاء على آخر منافسيه وهو علي عثمان .

    وقال المحلل السياسي لـ(حريات) انه من الإمعان في إمتهان البلاد ان نافع ( أبو العفين) يخطط لحكمها ! بل ان الصوارمي نفسه يطمع في ذلك ! وأضاف ان نافع موهوم ، فهو عبء على أي عاقل ، وغير قادر الا ان يؤثر من وراء حجاب ، وإذا إضطر عمر البشير تحت وطأة مرضه إلى تسليم السلطة فسيسلمها للعسكريين ، وأول قرار يفتتح به أي عسكري عهده الجديد سيكون التضحية بنافع البغيض ككبش فداء عربوناً لصفحة جديدة ، سواء كانت صادقة أو زائفة .

    وقال المحلل السياسي انه ومنذ باعت الحركة الإسلامية نفسها لشيطان الإنقلاب ، فإنها إنزلقت في دينامية تجعل من غير الوارد أن تكون السلطة النهائية فيها لغير العسكريين ، وقال ان (عش الدبابير) الذي شيدوه يشترط (الدبابير) كأساس للسلطة ، وهذا قصاص التاريخ ومكره – قصاص التاريخ لانه كما تدين تدان ، ومن (ينقلب يُنقلب عليه ولو بعد حين) ، واما مكر التاريخ فيتجاوز مكر الأفراد و (وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ) .

    وختم المحلل السياسى قائلا ان الانقاذ ينطبق عليها قانون التطور الهابط الرث – فكل ما تقادم عليها الزمن كلما انتقلت من سئ الى أسوأ وانحطت مواصفات ممارستها السياسية ومواصفات قادتها ، و أضاف ان الطور الاخير فى الانحطاط يعبر عنه نافع – بعدائه للشعب واستعلائه وجلافته و فجاجته وفظاظته ، وقال ان نظاما يطمع فى وراثته نافع ولو من الباطن ،لا يمكن الا ان يكون نظاما قد أوشك على الرحيل


    ----------------------

    ومن يقنع المهرولين ؟!..
    نافع يتوعد منافسيه داخل حزبه ويعرض نفسه ناطقاً أوحداً !
    April 5, 2013
    (حريات)

    لوح نافع علي نافع بمحاسبة كل من يخرج عن (رؤية الحزب) – المؤتمر الوطني – في التصريحات الإعلامية ، فيما أعتبر إحكاماً للعسكريين والأمنيين لقبضتهم على الحزب الحاكم ، على خلفية صراعات الأجنحة حول وراثة عمر البشير .

    وعقد المكتب القيادي برئاسة عمر حسن البشير اجتماعاً تركز حول رؤية حزب المؤتمر الوطني بعد أن ظهرت تيارات داخل أروقة الحزب رحبت بتصريحات البشير بعدم اعتزامه الترشح مرةً أخرى، ويدعم هذا التيار ترشيح علي عثمان محمد طه، إلا أن مصادر كشفت ( أن التيار العسكري والأمني والذي يضم بكري حسن صالح وعبد الرحيم محمد حسين ونافع علي نافع يقاوم ترشيح طه ويفضل بقاء البشير في منصبه ، ويكتسب هذا التيار شرعية استمراره في بقاء البشير لضعف قواعدهم داخل الحزب والحركة الإسلامية واعتمادهم على آلية البطش العسكرية والأمنية )، وقالت المصادر ( هو ذات التيار الذي أحبط ترشيح غازي صلاح الدين لتولي الأمانة العام للحركة الإسلامية وبعد مواليه من ما يسمون أنفسهم ” إصلاحيين”، مدعومين بجموعات من ( سائحون) وشباب الحزب ، ولوح نافع علي نافع بمحاسبة منسوبيه الخارجين على رؤيته عند التحدث لوسائل الإعلام. واعتمد المكتب القيادي ورقةً أعدها نافع نفسه حول التحدث برؤية حزبه، وكان القيادي أبراهيم غندور قد أعلن أن علي عثمان محمد طه هو الشخص المؤهل لخلافة البشير، إلا أن قطبي المهدي أكد على ضرورة استمرار البشير في السلطة لمدة خمس سنوات أخرى، وأقرت ورقة نافع كيفية معالجة التصريحات السياسية داخل الحزب، وقررت أن يكون نائب الرئيس لشؤون الحزب نافع علي نافع معبراً رسمياً عن الرؤية الجامعة على أن يحدد ناطقاً رسمياً لكل قطاع يعبر عن رأي الحزب في كل مستوى وعن مخرجات اجتماعات القطاع المعني.

    وأوضح نافع في تصريح صحفي عقب الاجتماع، أن الورقة تمت إعادتها لأمانة الإعلام لمناقشة هذه الموجهات على مستوى القطاع السياسي ومن ثم ترفع ما تراه للمكتب القيادي.

    وأعتبر ناشط سياسي لـ(حريات ) التطورات انقلاباً داخل الحزب ضد علي عثمان الذي بدأ يهيئ نفسه للرئاسة بعد أن أعلن البشير رفضه الترشيح ) وقال ( هذا يعني أن تبدأ مهرجانات النفاق السياسي والتباري في اظهار الولاء للبشير بتهديد كل من يفصح عن موقفه المناوئ )، وأضاف ( هذا التيار العسكري الأمني يكتسب شرعية وجوده من استبداد البشير )، ورأى ( لو ظهرت مستجدات واضطرت البشير للانسحاب عن المسرح السياسي بسبب المرض أو الموت أو ضغوط أكبر منه فسوف يتحالف العسكريون والأمنيون ضد طه ، ويبدو أن نافع يهيئ نفسه لخلافة البشير بالتحالف مع بكري وعبد الرحيم وأسامة عبد الله، )، سخر الناشط السياسي قائلاً ( طموح نافع يعميه عن حقيقة مهمة وهي أن الوصول لقيادة المؤتمر الوطني والترشح للرئاسة يعني الدخول إلى عش الدبابير ،وهي الجهة التي ستحسم الصراع والأرجح أن يستفيد العسكريون من تحركات نافع ليسددوا له الضربة القاضية في اللحظات الأخيرة إما بترشيح البشير نفسه، أو التنازل لأحد أصدقائه من العسكريين تحت الضغوط الصحية والاقليمية والدولية)، إلى ذلك أعتبر الناشط السياسي (ورقة نافع واصراره على السيطرة على الحزب والتهديد بمحاسبة الخارجين عن رؤيته هو تأكيد على تراجع مساحات الحرية حتى داخل الحزب نفسه، وهو ما يجب أن يفهمه المهرولون من المعارضين نحو الحوار مع المؤتمر الوطني، لأن حزب لا يتيح الحرية لعضويته ، كيف له ان يرضى بمشاركة الآخرين ؟ ) وأضاف ( نافع يتوعد عضويته بالمحاسبة وليت من يحلم بالحوار يعي هذه الحقيقة ، وهي ان التيار الأمني بوجود البشير أو بغيابه سوف يحول كل البلاد إلى زنزانة ضيقة يزج في غياهبها كل السياسيين بما فيهم المطالبين بالاصلاح داخل الحزب نفسه ، ولا سبييل غير النضال الشعبي ).



    ------------------

    دعاة السُّلطة ونُصحاء السُّلطان الدكتور غازي صلاح الدين نموذجاً
    04-06-2013 12:48 PM





    قبل ست سنوات مضت كتبتُ مقالاً بعنوان "دعاة السُّلطة ونصحاء السُّلطان"، مستأنساً بمقال نشره الدكتور التجاني عبد القادر عن "أسرَّة الحُكام"، في صحيفة الأحداث (المرحومة)، العدد 79، 16/12/2007م. وكانت إشكالية أسرَّة الحكام تدور حول الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك بن مروان، ومجالس حواره مع النُصحاء والحُكماء والعلماء أمثال رجاء بن حيوة الكندي، الذي اقترح عليه ترشيح عمر بن عبد العزيز للخلافة، وقد أثمر ذلك الترشيح في انجاب "خليفة راشد خامس، كاد أن يحدث انقلاباً داخلياً في الأسرة الأموية الحاكمة". ويرى التيجاني أن صاحب هذه المبادرة: "لم يكن مديراً لجهاز المخابرات، أو رئيساً لمجلس الشورى، أو أميناً لدائرة العلاقات السياسية، أو مبعوثاً خاصاً من قبل الإدارة الأمريكية"، وهنا إشارة ضمنيَّة إلى آليات صنع القرار في السُّودان.
    وحاولتُ في ذلك المقال أن أُذكِّر الأخ التيجاني والقارئ الكريم بأن أدبيات التراث الإسلامي، التي تدعي بعض الحركات الإسلامية الالتزام مرجعيتها لتطفيف الرأي العام، تذخر بمثل هذه الأمثلة، وذكرتُ منها موقف الصحابي الجليل أبي حازم، الذي دعاه الخليفة سليمان إلى أحد مجالس نُصحِهِ، طالباً منه أن يذكرّه في أمور الدنيا والدين، وذلك بقوله: "فما الذي تقول فيما نحن فيه؟"فردَّ أبوحازم عليه، قائلاً: "يا أمير المؤمنين أوتَعفيني من ذلك"؟ فقال الخليفة: لا، ولكن نصيحة تلقيها إليَّ. فقال أبوحازم: "إن آباءك قهروا الناس بالسيف، وأخذوا المُلك عنوة من غير مشورة من المسلمين ولا رضىً، حتى قتلوا عليه مقتلةً عظيمة، وارتحلوا عنها، فلو سمعت ما قالوا، وما قيل لهم ..." وقبل أن يكمل أبا حازم نصيحته، وقع الخليفة مغشياً عليه. فكان رد فعل أحد علماء السُّلطان: "بئس ما قلت يا أبا حازم!"، فرد عليه صاحبنا بقوله: "كذبت يا عدو الله، إن الله أخذ ميثاق العلماء ليبيننّه للناس ولا يكتمونه." وفي هذه الأثناء أفاق الخليفة سليمان وقال: يا أبا حازم كيف لنا أن نصلح للناس؟". قال: "تدع الصلف، وتستمسك بالمروءة، وتقسم بالسويَّة". ويبدو أن الخليفة في قرارة نفسه قد استحسن نُصح أبي حازم، فبعث إليه بمائة دينار، وكتب إليه أن أنفقها ولك مثلها كثير. فردَّها أبو حازم عليه معاتباً: "يا أمير المؤمنين أعوذ بالله أن يكون سؤالك إياي هزلاً وردّي عليك باطلاً، فو الله ما أرضاها لك، فكيف أرضاها لنفسي؟ يا أمير المؤمنين إن كانت هذه المائة عِوضاً لما حدثتك، فالميتة ولحم الخنـزير في حل الاضطرار أحلُّ من هذه، وإن كان حقاً لي من بيت المال فلي فيها نظر ..." ومضى في قوله: "يا أمير المؤمنين إن بني إسرائيل ما داموا على الهُدى والرُشد كان أمراؤهم يأتون علماءهم رغبة فيما عندهم، فما رئي قوم من أراذل الناس تعلموا العلم وأتوا به الأمراء يريدون به الدنيا، استغنت الأمراء عن العلماء، فتعسوا ونكسوا وسقطوا من عين الله عز وجل، ولو أن علماءهم زهدوا فيما عند الأمراء لرغب الأمراء في علمهم، ولكنهم رغبوا فيما عند الأمراء، فزهدوا فيهم وهانوا في أعينهم." فكان الزهري حاضراً في مجلس الخليفة فقال: لأبي حازم: إياي تعني وتعرِّض بي؟" فقال له أبوحازم: " لا والله ما تعمدتك، ولكن هو ما تسمع !"
    لا جدال أن هذا الحوار يذكرنا بما يدور الآن في أروقة السياسة السُّودانية بشأن ترشيخ الرئيس عمر حسن أحمد البشير (1989-2013م) لولاية ثالثة في الحكم، استناداً إلى تبريرات بعض القطاعات السياسية المشغولة بسؤال "مَنْ يحكم السُّودان"، دون التفكير في سؤال "كيف يُحكم السُّودان"، وهذه واحدة من المشكلات التي يعاني منها هذا القُطر، الغني بأبنائه وموارده الطبيعية، الفقير بقياداته السياسية. لأن قضية "مَنْ يحكم السُّودان" تجعلنا ندور في فلك الأشخاص والتطلعات الذاتية، بعيداً عن القيم المعيارية للحكم، وذلك بخلاف إشكالية "كيف يُحكم السُّودان" التي تدفعنا إلى البحث عن الخيارات والآليات المناسبة.
    ومن القيادات السياسية التي بدأت تفكر في هذا الاتجاه، بعد أن تمرقت في تجربة الحكم بخيرها وشرها، الدكتور غازي صلاح الدين، الذي يُعدُّ من قادة مذكرة العشرة التي أبعدت الدكتور حسن الترابي عن دفة الحكم، واسهمت في نشوب صراع القصر والمنشية، الذي أفضى إلى انشقاق الحركة الإسلامية والحزب الحاكم في السُّودان. ومواقف الدكتور غازي التي تصب في هذا الاتجاه نجدها منشورة في العديد من الوسائط الصحافية، وأشهرها موقع تواصله الاجتماعي على الفيس بوك

    (http://www.facebook.com/ghaziatabanifans?filter=1)،

    ومن أقواله المشهورة التي لم تحظ باستحسان النخبة الحاكمة: "and#65255;and#65198;and#65267;and#65194; and#65165;and#65247;and#65188;and#65198;and#65243;and#65172; and#65165;and#65273;and#65203;and#65276;and#65251;and#65268;and#65172; and#65187;and#65198;and#65243;and#65172; and#65187;and#65166;and#65243;and#65252;and#65172; and#65227;and#65248;and#65264; and#65227;and#65216;and#65262;and#65267;and#65176;and#65260;and#65166;، and#65261;and#65235;and#65238; and#65227;and#65260;and#65194; and#65165;and#65247;and#65176;and#65156;and#65203;and#65268;and#65202; and#65165;and#65247;and#65196;and#65265; and#65239;and#65166;and#65251;and#65174; and#65227;and#65248;and#65268;and#65258;، and#65261;and#65235;and#65266; and#65195;and#65165;and#65173; and#65165;and#65247;and#65262;and#65239;and#65174; and#65187;and#65198;and#65243;and#65172; and#65251;and#65188;and#65244;and#65262;and#65251;and#65172; and#65169;and#65194;and#65203;and#65176;and#65262;and#65197; and#65165;and#65247;and#65170;and#65276;and#65193; and#65261;and#65239;and#65262;and#65165;and#65255;and#65268;and#65256;and#65260;and#65166;"، ويقول أيضًا: "من أكثر أنواع التفكير هشاشة، وأقلها جدوى في الحكم على الأمور وتحليلها هو: and#65165;and#65247;and#65176;and#65236;and#65244;and#65268;and#65198; and#65165;and#65247;and#65228;and#65166;and#65219;and#65236;and#65266;، أو and#65165;and#65247;and#65262;and#65183;and#65194;and#65165;and#65255;and#65266;، and#65261; يُقصد and#65169;and#65258; and#65235;and#65260;and#65250; and#65165;and#65271;and#65251;and#65262;and#65197; وتفسيرها، and#65261;and#65165;and#65175;and#65192;and#65166;and#65195; and#65165;and#65247;and#65240;and#65198;and#65165;and#65197;and#65165;and#65173; and#65261;and#65235;and#65240;اً لإنطباعات and#65165;and#65247;and#65236;and#65198;and#65193;، and#65155;and#65261; الأشياء المألوفة لديه، وهذا التفسير يتسم بالسطحية، والتبسيط، والتسرع، وكل هذه من مساوي التفكير بشكل عام؛ لكن أسوأ ما في التفكير العاطفي هو أنه تفكير بخيارات محدودة، ويحصر الحلول، ويصنف الرؤي على طريقة أبيض أو أسود، وصح أو خطأ". ثم يمضي أبعد من ذلك، ويقول: "ظاهرة (الكنكشة) السياسية هي ظاهرة غير حميدة، ومن المؤكد أن التجارب التي لا تفسح المجال لقيادات شابة، ولا تخضع لتجديد الدماء، فهي ستنهار على المدى القريب، وليس البعيد". ويبدو أن بعض قيادات المؤتمر الوطني قد ضاقت زرعاً من مثل هذه التصريحات؛ لدرجة دفعت بعضهم إلى القول بأن الدكتور غازي كان يقف خلف الحركة الانقلابية الأخيرة، ويشجع من طرف آخر ما يعرف بـ "السائحين الإصلاحيين". وبناءً على ذلك اغتنموا فرصة تصريحه القاضي بعدم دستورية ترشيخ الرئيس البشير لولاية ثالثة؛ ليصفُّوا خصوماتهم السياسية التي تصب في إطار مصالحهم الشخصية دون النظر في متطلبات المصلحة العامة. واستجلاءً لهذا الموقف أصدر الدكتور غازي صلاح الدين، في موقع تواصله الاجتماعي، بياناً توضيحاً، جاء فيه:

    "and#65169;and#65204;and#65250; and#65165;and#65247;and#65248;and#65258; and#65165;and#65247;and#65198;and#65187;and#65252;and#65254; and#65165;and#65247;and#65198;and#65187;and#65268;and#65250;
    أود أن أصحح أنَّ and#65251;and#65166; and#65195;and#65243;and#65198;and#65175;and#65258; and#65235;and#65266; and#65261;and#65203;and#65166;and#65163;and#65246; and#65165;and#65273;and#65227;and#65276;and#65249; and#65169;and#65166;and#65271;and#65251;and#65202; and#65187;and#65262;and#65245; and#65175;and#65228;and#65196;and#65197; and#65175;and#65198;and#65207;and#65268;and#65186; and#65165;and#65247;and#65198;and#65163;and#65268;and#65202; and#65261;and#65235;and#65238; and#65165;and#65247;and#65194;and#65203;and#65176;and#65262;and#65197; and#65165;and#65247;and#65198;and#65165;and#65259;and#65254;، and#65247;and#65268;and#65202; and#65197;and#65155;يًا and#65251;and#65176;and#65228;and#65248;قًا and#65169;and#65156;and#65259;and#65248;and#65268;and#65172; and#65165;and#65247;and#65198;and#65163;and#65268;and#65202;، and#65261;and#65275; and#65169;and#65184;and#65194;and#65261;and#65263; and#65175;and#65198;and#65207;and#65268;and#65188;and#65258;، and#65261;and#65159;and#65255;and#65252;and#65166; and#65259;and#65262; and#65175;and#65156;and#65261;and#65267;and#65246; and#65247;and#65256;and#65210; and#65251;and#65188;and#65244;and#65250; and#65235;and#65266; and#65165;and#65247;and#65194;and#65203;and#65176;and#65262;and#65197; and#65165;and#65275;and#65255;and#65176;and#65240;and#65166;and#65247;and#65266; and#65247;and#65204;and#65256;and#65172; 2005م؛ and#65159;and#65195; and#65175;and#65256;and#65210; and#65165;and#65247;and#65252;and#65166;and#65193;and#65171; 57 and#65227;and#65248;and#65264; and#65155;and#65253;: "and#65267;and#65244;and#65262;and#65253; and#65155;and#65183;and#65246; and#65261;and#65275;and#65267;and#65172; and#65197;and#65163;and#65268;and#65202; and#65165;and#65247;and#65184;and#65252;and#65260;and#65262;and#65197;and#65267;and#65172; and#65191;and#65252;and#65202; and#65203;and#65256;and#65262;and#65165;and#65173;، and#65175;and#65170;and#65194;and#65155; and#65251;and#65254; and#65267;and#65262;and#65249; and#65175;and#65262;and#65247;and#65268;and#65258; and#65247;and#65252;and#65256;and#65212;and#65170;and#65258;، and#65261;and#65267;and#65184;and#65262;and#65199; and#65159;and#65227;and#65166;and#65193;and#65171; and#65165;and#65255;and#65176;and#65192;and#65166;and#65169;and#65258; and#65247;and#65262;and#65275;and#65267;and#65172; and#65179;and#65166;and#65255;and#65268;and#65172; and#65235;and#65188;and#65204;and#65168;." and#65261;and#65259;and#65196;and#65257; and#65165;and#65247;and#65252;and#65166;and#65193;and#65171; and#65251;and#65156;and#65191;and#65262;and#65195;and#65171; and#65169;and#65188;and#65196;and#65165;and#65235;and#65268;and#65198;and#65259;and#65166; and#65175;and#65240;and#65198;and#65267;and#65170;and#65166; and#65251;and#65254; and#65165;and#65247;and#65252;and#65166;and#65193;and#65171; 41 and#65235;and#65266; and#65193;and#65203;and#65176;and#65262;and#65197; 1998م، and#65261;and#65159;and#65195;and#65165; and#65155;and#65203;and#65240;and#65220;and#65256;and#65166; and#65259;and#65196;and#65165; and#65165;and#65247;and#65252;and#65166;and#65193;and#65171; and#65227;and#65248;and#65264; and#65165;and#65247;and#65188;and#65166;and#65247;and#65172; and#65165;and#65247;and#65240;and#65166;and#65163;and#65252;and#65172; and#65203;and#65256;and#65184;and#65194; and#65155;and#65253; and#65165;and#65247;and#65198;and#65163;and#65268;and#65202; and#65239;and#65194; and#65175;and#65262;and#65247;and#65264; and#65165;and#65247;and#65204;and#65248;and#65220;and#65172; and#65235;and#65228;and#65276; and#65169;and#65228;and#65194; and#65155;and#65193;and#65165;and#65163;and#65258; and#65165;and#65247;and#65240;and#65204;and#65250; and#65235;and#65266; and#65227;and#65166;and#65249; 2005 and#65261;and#65183;and#65194;and#65193; and#65247;and#65258; and#65247;and#65262;and#65275;and#65267;and#65172; and#65179;and#65166;and#65255;and#65268;and#65172; and#65169;and#65228;and#65194; and#65165;and#65255;and#65176;and#65192;and#65166;and#65169;and#65258; and#65235;and#65266; and#65227;and#65166;and#65249;2010م، and#65169;and#65252;and#65166; and#65275; and#65267;and#65194;and#65225; and#65251;and#65184;and#65166;and#65275; and#65247;and#65248;and#65176;and#65184;and#65194;and#65267;and#65194; and#65247;and#65258; and#65247;and#65262;and#65275;and#65267;and#65172; and#65179;and#65166;and#65247;and#65180;and#65172; and#65193;and#65261;and#65253; and#65165;and#65273;and#65191;and#65276;and#65245; and#65169;and#65228;and#65170;and#65166;and#65197;and#65171; "and#65235;and#65188;and#65204;and#65168;." and#65261;and#65247;and#65268;and#65202; and#65169;and#65208;and#65266;and#65152; and#65197;and#65155;and#65265; and#65251;and#65254; and#65197;and#65155;and#65263; and#65155;and#65253; and#65165;and#65247;and#65262;and#65275;and#65267;and#65172; and#65275; and#65175;and#65188;and#65204;and#65168; and#65159;and#65275; and#65159;and#65195;and#65165; and#65243;and#65166;and#65255;and#65174; and#65165;and#65255;and#65176;and#65192;and#65166;and#65169;and#65166;ً، and#65169;and#65246; and#65259;and#65262; and#65175;and#65188;and#65252;and#65268;and#65246; and#65247;and#65248;and#65256;and#65210; and#65251;and#65166; and#65275;and#65267;and#65188;and#65176;and#65252;and#65246;، and#65271;and#65253; and#65165;and#65247;and#65256;and#65210; and#65275; and#65267;and#65156;and#65169;and#65258; and#65247;and#65248;and#65244;and#65268;and#65236;and#65268;and#65172; and#65165;and#65247;and#65176;and#65266; and#65175;and#65156;and#65259;and#65246; and#65169;and#65260;and#65166; and#65165;and#65247;and#65198;and#65163;and#65268;and#65202; and#65247;and#65248;and#65198;and#65163;and#65166;and#65203;and#65172; and#65155;and#65259;ي باand#65275;and#65255;and#65176;and#65192;and#65166;and#65167;، and#65155;and#65249; and#65169;and#65166;and#65247;and#65176;and#65198;and#65165;and#65215;and#65266;، and#65155;and#65249; and#65169;and#65240;and#65262;and#65171; and#65165;and#65175;and#65236;and#65166;and#65239;and#65268;and#65172; and#65165;and#65247;and#65204;and#65276;and#65249;. and#65165;and#65247;and#65256;and#65210; and#65267;and#65208;and#65268;and#65198; and#65235;and#65240;and#65218; and#65159;and#65247;and#65264; and#65165;and#65169;and#65176;and#65194;and#65165;and#65152; and#65261;and#65275;and#65267;and#65172; and#65165;and#65247;and#65198;and#65163;and#65268;and#65202;، and#65261;and#65275; and#65267;and#65196;and#65243;and#65198; and#65155;and#65265; and#65207;and#65266;and#65152; and#65227;and#65254; and#65165;and#65255;and#65176;and#65192;and#65166;and#65169;and#65258; and#65159;and#65275; and#65227;and#65256;and#65194; and#65165;and#65247;and#65188;and#65194;and#65267;and#65178; and#65227;and#65254; and#65165;and#65247;and#65176;and#65184;and#65194;and#65267;and#65194; and#65247;and#65262;and#65275;and#65267;and#65172; and#65179;and#65166;and#65255;and#65268;and#65172;. and#65259;and#65196;and#65165; and#65251;and#65254; and#65165;and#65247;and#65256;and#65166;and#65187;and#65268;and#65172; and#65165;and#65247;and#65236;and#65256;and#65268;and#65172; and#65165;and#65247;and#65194;and#65203;and#65176;and#65262;and#65197;and#65267;and#65172;، and#65155;and#65251;and#65166; and#65159;and#65195;and#65165; and#65155;and#65183;and#65252;and#65226; and#65165;and#65247;and#65256;and#65166;and#65201; and#65227;and#65248;and#65264; and#65155;and#65253; and#65155;and#65251;and#65262;and#65197; and#65165;and#65247;and#65170;and#65276;and#65193; and#65275; and#65175;and#65204;and#65176;and#65240;and#65268;and#65250; and#65159;and#65275; and#65169;and#65166;and#65247;and#65176;and#65184;and#65194;and#65267;and#65194; and#65247;and#65248;and#65198;and#65163;and#65268;and#65202; and#65247;and#65188;and#65244;and#65252;and#65172; and#65267;and#65198;and#65261;and#65255;and#65260;and#65166; and#65235;and#65228;and#65248;and#65268;and#65260;and#65250; and#65227;and#65256;and#65194;and#65163;and#65196; and#65175;and#65228;and#65194;and#65267;and#65246; and#65165;and#65247;and#65194;and#65203;and#65176;and#65262;and#65197;، and#65155;and#65261; and#65159;and#65211;and#65194;and#65165;and#65197; and#65193;and#65203;and#65176;and#65262;and#65197; and#65183;and#65194;and#65267;and#65194; and#65267;and#65204;and#65252;and#65186; and#65169;and#65176;and#65184;and#65194;and#65267;and#65194; and#65231;and#65268;and#65198; and#65251;and#65240;and#65268;and#65194; and#65247;and#65248;and#65262;and#65275;and#65267;and#65172;، and#65247;and#65244;and#65254; and#65259;and#65196;and#65257; and#65239;and#65216;and#65268;and#65172; and#65203;and#65268;and#65166;and#65203;and#65268;and#65172; and#65195;and#65165;and#65173; and#65175;and#65208;and#65166;and#65227;and#65268;and#65168; and#65267;and#65216;and#65268;and#65238; and#65165;and#65247;and#65252;and#65184;and#65166;and#65245; and#65227;and#65254; and#65165;and#65247;and#65192;and#65262;and#65213; and#65235;and#65268;and#65260;and#65166;."

    لكن يبدو أن موقف الخصوم كان أقوى من موقف الدكتور غازي صلاح الدين داخل أروقة الحزب الحاكم، بدليل أنهم تمكنوا من إصدار قراراً يقضي بإعفائه من رئاسة الكتلة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني. فعلَّق الدكتور غازي، بطريقة غير مباشرة على هذا القرار، عندما استأنس بقول and#65165;and#65247;and#65188;and#65204;and#65254; and#65165;and#65247;and#65170;and#65212;and#65198;and#65265; and#65197;and#65187;and#65252;and#65258; and#65165;and#65247;and#65248;and#65258;: "and#65235;and#65204;and#65166;and#65193; and#65165;and#65247;and#65240;and#65248;and#65262;and#65167; and#65251;and#65176;and#65262;and#65247;and#65194; and#65251;and#65254; and#65203;and#65176;and#65172; and#65155;and#65207;and#65268;and#65166;and#65152;، and#65155;and#65261;and#65247;and#65260;and#65166;: and#65267;and#65196;and#65255;and#65170;and#65262;and#65253; and#65169;and#65198;and#65183;and#65166;and#65152; and#65165;and#65247;and#65176;and#65262;and#65169;and#65172;، and#65261;and#65267;and#65176;and#65228;and#65248;and#65252;and#65262;and#65253; and#65165;and#65247;and#65228;and#65248;and#65250; and#65261;and#65275;and#65267;and#65228;and#65252;and#65248;and#65262;and#65253; and#65169;and#65258;، and#65261;and#65159;and#65195;and#65165; and#65227;and#65252;and#65248;and#65262;and#65165; and#65275; and#65267;and#65192;and#65248;and#65212;and#65262;and#65253;، and#65261;and#65267;and#65156;and#65243;and#65248;and#65262;and#65253; and#65197;and#65199;and#65237; and#65165;and#65247;and#65248;and#65258; and#65261;and#65275; and#65267;and#65208;and#65244;and#65198;and#65261;and#65253;، and#65261;and#65275; and#65267;and#65198;and#65215;and#65262;and#65253; and#65169;and#65240;and#65204;and#65252;and#65172; and#65165;and#65247;and#65248;and#65258;، and#65261;and#65267;and#65194;and#65235;and#65256;and#65262;and#65253; and#65251;and#65262;and#65175;and#65166;and#65259;and#65250; and#65261;and#65275; and#65267;and#65228;and#65176;and#65170;and#65198;and#65261;and#65253;." فلا شك أن هذا الاقتباس من البصري، يعكس طرفاً مما يدور بخلد الدكتور غازي تجاه ممسكين بزمام السُّلطة، ومن طرف آخر يوضح شعوره بالمرارة والغبن. وفي الاتجاه المعاكس يقودنا هذا القرار إلى الزعم بأن المؤتمر الوطني الحاكم ربما يسعى إلى إصدار مسوغ دستوري لترشيخ البشير لولاية ثالثة.


    إذاً إلى أي جهة يسير الدكتور غازي صلاح الدين؟ هل تجاه تكوين حزب جديد كما زعمت صحيفة الشرق الأوسط؟ أم سيواصل صراعه داخل المؤتمر الوطني وقبة البرلمان بأن الدستور يجب أن يكون المرجعية بشأن ترشيخ ممثل الحزب الحاكم في الانتخابات القادمة لسنة 2015م؟ وفي كلا الحالين موقفه أشبه موقف الراهب الكاثوليكي مارتن لوثر؛ لأنه عندما نشر رسالته المناهضة لصكوك الغفران، وممارسة الكنسية الكاثوليكية غير الشرعية، كان مصيره "الحرمان من رحمة الكنيسة"، وتعاظم الأمر بحرمانه من حقوقه المدنية، عندما حدث التحالف بين الكنيسة والإمبراطورية. والسؤال المحوري الذي يطرح نفسه، هل ستكون نهاية الدكتور غازي صلاح الدين احتراقاً سياسياً داخل أروقة الحزب الحاكم؟ أم تأسيس حزب "بروتستانتي" مناهضٍ للمؤتمر الوطني؟ فالزمان جدير بأن يجيب عن السؤال، في ذاكرة القراء قول الدكتور غازي: "أنا ابن تراب هذا البلد، سأكتب بدمي وثيقة and#65165;and#65247;and#65176;and#65216;and#65166;and#65251;and#65254; and#65165;and#65247;and#65262;and#65219;and#65256;and#65266; and#65215;and#65194; العصابات الإرهابية المجرمة العميلة التي استحلت دماء مواطنينا وأموالهم، سأوقع علي دفتر الشهادة دعماً لراية جيشنا الوطني، والتي رفعناها and#65183;يلاً and#65169;and#65228;and#65194;and#65183;and#65268;and#65246;، and#65261;and#65191;and#65248;فاً بعد and#65203;and#65248;and#65234;، and#65155;and#65211;and#65248;and#65260;and#65166; and#65165;and#65247;and#65180;and#65166;and#65169;and#65174; and#65165;and#65247;and#65194;and#65249; and#65165;and#65247;and#65262;and#65165;and#65187;and#65194;، and#65261;and#65235;and#65198;and#65261;and#65227;and#65260;and#65166; and#65165;and#65247;and#65188;and#65168; and#65165;and#65247;and#65192;and#65166;and#65247;and#65210;، and#65261;and#65165;and#65247;and#65262;and#65275;and#65152; لتراب هذا البلد".
    أذاً ما الدروس والعبر المستقاة من هذا الواقع السياسي المتمركز في سؤال مَنْ يحكم السُّودان، دون النظر في إشكالية "كيف يُحكم السُّودان"، التي تحتاج إلى حلٍّ موضوعي يتجاوز صراعات الأشخاص ومصالحهم، ويرتقي بالحوار والجدل السياسي إلى مصافي المصلحة العامة.

    أولاً: إن غياب الديمقراطية في أي صورة من صورها يعني فساد السُّلطة والسُّلطان، لأن الديمقراطية (أو الشورى) من مستلزمات الفطرة، ومن سنن استقرار المجتمع، فهي ليست هدفًا في حد ذاتها بل شُرعت كوسيلة لتحقيق العدل والطمأنينة بين الناس، وتنفيذ مقاصد الوجود الإنساني على أديم هذه الأرض. وتعد أيضاً مبدأً إنسانيًا واجتماعيًا وأخلاقيًا، إلى جانب كونها قاعدة لنظام الحكم وتداول السُّلطة، وحقّاً مثبوتاً للجماعة تستخدمه في اختيار من يمثلها، ومن خلاله تتحمل المسئولية الجماعية تجاه القرارات التي يصدرها ممثلوها، لأنها تملك الشعور بالمشاركة في صياغتها بطريق مباشر أو غير مباشر، ومن ثم يضحى لزاماً عليها حماية مثل هذه القرارات وصونها، لأنها تصب في معين المصلحة العامة. فلا جدال أن تطبيق الديمقراطية بهذه الكيفية يسهم في القضاء على فوضوية الإقصاء السياسي التي يمارسها الحكام، ويقلص دائرة نفوذ علماء السوء ونصحاء السُّلطان الطامعين في خزائن الدولة وشارات الحكم والولاية، والذين يصفهم الدكتور الأفندي بـ"أنصار الاستبداد"، الذين "ألفوا الاستكانة وقعدوا عن طلب حقهم، ورضوا باستصغار أنفسهم أمام أهل السُّلطان، مهما صغر شأنهم ومكانتهم، لأنهم يرون كل وظيفة مغنماً، ويرون الحاكم سيداً متصرفاً في مال الأمة لا خادماً من خدامها".

    ثانياً: إن غياب التواصل الإيجابي بين النصحاء والحكام يفضي إلى فساد السُّلطة وجور السُّلطان، وعليه فإن وجود النصحاء والعلماء في أروقة السُّلطة والسُّلطان يجب أن يكون وجوداً مؤسسياً، قوامه الكفاءة التي تسهم بدورها في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وتهدف إلى تفعيل العلاقة المحاسبية بين السلطات الثلاث (التشريعية، والتنفيذية، والقضائية)، ويجب أن تكون مرجعية هذا التواصل والتفاعل قائمة على قواعد دستورية، وقوانين مرعيَّة، تهدف إلى توجيه مسار العلاقة بين الحاكم والمحكوم، والرئيس والمرؤوس، والقضايا المرتبطة بالشأن العام والخاص.

    ثالثاً: إن انشغال الساسة في السُّودان بسؤال مَنْ يحكم السُّودان؟ ومن يدير الحزب الحاكم، أو المعارض؟ قد أفسد الواقع السياسي، وعطلَّ عجلت التحول الديمقراطي في مستوياتها العليا (إدارة الدولة) ومستوياتها الدنيا (إدارة الأحزاب السياسية)؛ لأن النخب السياسية المثقفة أضحت مشغولة بمصالحها الذاتية؛ لذلك تجدها تصدع من المنابر العامَّة بأن رئيس الحكومة، أو زعماء الأحزاب السياسية الحاليين لا بديل لهم في المرحلة الراهنة؟ كأن حواء لم تنجب بعد!! دون إدراك بأن القيادات السياسية والحزبية لا تصنعها الأماني والتصورات الحالمة، بل تصنعها المؤسسية، والحراك السياسي الديمقراطي الراشد، بعيداً عن الاطماع الشخصية. والشاهد في ذلك أن الدكتور مهاتير محمد عندما تنحى عند سُدة الحكم والحزب الحاكم في ماليزيا، كان بعض البسطاء من رجال السياسة يعتقدون أن تنحيه يعني انهيار الدولة الماليزية، دون أن يدرك هؤلاء أنَّ الرئيس مهاتير قد صنع مؤسسات حاكمة، ولم يربط وجود تلك المؤسسات باستدامة شاغلها، بل خلق آليات لتفريخ القيادات المؤهلة والقادرة على تحمل المسؤولية من بعده، وهنا تكمن عظمة القيادة السياسية، وكذلك الحال بالنسبة للمناضل السياسي الإفريقي نلسون مانديلا. ولا عجب أن هذه الشواهد تقودنا إلى تعديل صيغة السؤال المطروح دوماً في السُّودان: هل توجد قيادة بديلة؟ علماً بأن بعض القيادات السياسية والحزبية قضت في مناصبها أكثر خمسة عقود من الزمان، ولم تستطع أن تخلق قيادات مؤهلة تخلفها، هل مثل هذا الواقع يدفعنا إلى القول بأن هذه القيادات يجب أن تكون دائمة في مناصبها إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً؟ أم إلى المطالبة الملحة بأن هذه القيادات قد عجزت أن تخلق واقعاً مؤسسياً للأجيال اللاحقة لتحمل الراية من بعدها، ومن ثم يجب البحث عن قيادات بديلة لها.


    إذا أمعنا النظر في طبيعة الأسئلة التي تُطرح في مثل هذه الظروف، والإجابات الصادرة بشأنها، نجزم القول بأن الأزمة التي يعاني منها السُّودان، وبقية دول العالم العربي والإفريقي، ترتبط في المقام الأول بالتعالي النرجسي الذي يسلكه السياسي المثقف تجاه النقد الذاتي، وسماع الرأي الآخر. وإذا كانت هناك أي قدرة بشرية في هذا الكون قادرة على مسخ حياة المثقف الفكرية المتقدة، والتأثير عليها تأثيراً سالباً، ثم قتلها قتلاً معنوياً، كما يرى الدكتور إدوارد سعيد، فهي تكمن في مثل هذه الطباع السلوكية، التي دفعت ثلة من المثقفين إلى إيقاد البخور تحت أرجل غاصبي السُّلطة والسُّلطان، كما هو الحال الآن سوريا وغيرها من البلدان العربية. وعليه يجب أن ينظر القارئ في هذه الملاحظات بعين فاحصة، دون السماع إلى أراء أولئك الذين يؤثرون تضليل الحكام في الخفاء، ويعتقدون أن إفشاء النُصح في العلن فيه تشهير وتقليل من قيمة السُّلطان، دون أن يأخذوا في الحسبان أن مجالس السر تفضي إلى غياب الشفافية، وتحجب الناس من ممارسة حقهم المشروع في مساءلة سلاطينهم وحُكامهم، الذين يتولون أمرهم أما عبر قنوات انتخابات حرة ونزيهة، أو في أغلب الأحيان عن طريق القهر والاستبداد.



    ------------------

    غازى عراب التجديد من الداخل..إطاحته هل تمثل انتصاراً لتيار التقليد ؟.. المفكر الثانى فى الحركة الاسلامية بدأ يسبب إزعاجا للصقور.





    04-07-2013 04:52 AM
    غازى : أنا مع الشباب تمامًا ،لهم إرادة عالية والتزام وطني ومؤهلون لتولِّي الأمور ، وأدعم ذلك بشدَّة
    غازى قضى بالمنصب ثمانية اعوام تبنى خلالها رؤى تجديدية للتشريع وحقوق الانسان
    قالت عنه هيلدا جونسون هو سياسي متمرس ومثقف ذو مقدرات تحليلية عالية ويمكن الوصول معه الى حلول توفيقية
    اعفاء غازى ربما كان بسبب مواقف كتلة البرلمان المتشددة والتى طالبت بسحب الثقة من وزير الدفاع

    تقرير / منى البشير

    حملت الانباء الصادرة فى الخرطوم صباح امس قرار المكتب القيادى لحزب المؤتمرالوطنى باعفاء الدكتور غازى صلاح الدين من منصبه كرئيس لكتلة نواب المؤتمرالوطنى بالبرلمان ، والتى قام باعبائها منذ العام 2005 تاريخ انشاء البرلمان الانتقالى وحتى تاريخ الدورة الحالية والتى بدأت الاسبوع المنصرم حيث تم انتخابه رئيسا للكتلة وبدأ فى مباشرة مهامه ، وحسب الاستاذ الفاضل حاج سليمان عضو الكتلة فقد وافق د.غازى على اعادة انتخابه كرئيس للكتلة لدورة جديدة رغم مشغولياته ، ونفى الفاضل للمشهد الآن امس زهد د.غازى فى المنصب وقال : لم يتقدم باستقالته للهيئة البرلمانية بصورة رسمية .

    د. غازى صلاح الدين اصبح مؤخرا مصدر قلق للحزب الحاكم فقد تحول الرجل الى داعية تجديدى الامر الذى اثار حفيظة القوى التقليدية فى الحزب الحاكم ، وربما يقول قائل ان سبب اعفاء غازى من آخر مناصبه الدستورية والذى قضى به قرابه الثمانية سنوات جاء بسبب كتاباته الاخيرة حول دستورية ترشيح الرئيس لفترة رئاسية جديدة اذ يتطلب ذلك تعديل الدستور ، لكن الشاهد ان هناك سبب آخر اذ ان د. غازى وخلال رئاسته للكتلة البرلمانية لنواب الوطنى اصبح يجاهر باراء تجديدية لم تجد القبول عند قيادات نافذة بالحزب ولذلك سعت الى تجريده من آخر مناصبه ، هنا تقفز الى الذهن اسئله هامة ماهى محطة غازى القادمة ؟، هل سيتقدم باستقالته من الحزب ويذهب باتجاه المنشية ؟ هل سيقوم بتكوين حزبه التجديدى من الشباب الذين يرون فيه مفكرا تجد اطروحاته عندهم صدى كبيرا ، ام يكتفى بالتفرغ لمشغولياته الخاصة ؟

    غازى والشباب طلائع التغيير :-

    فى اول تعليق للحزب الحاكم على قرار اعفاء غازى من منصبه نفى البروفسير ابراهيم غندور ان يكون اعفاء غازى نتيجة لتصريحاته الاخيرة الخاصة بترشيح رئيس الجمهورية لدورة رئاسية جديدة ، وعزا فى تصريحات صحفية ان الاعفاء جاء فى اطار تعديلات طبيعية لحزب المؤتمرالوطنى فى هياكله التنظيمية .

    الشاهد ان الاعفاء سواء كان فى سياقه الموضوعى اوغير ذلك فانه لايغير حقيقة الازعاج الذى بدأ يسببه الدكتور لصقور الحزب خاصة وان الرجل اصبح له حواريون ومريدون من الشباب وهم الفئة الغالبة الآن فى الحزب الحاكم والمرشحة لاستلام راية التغيير والمنادية باجراء اصلاحات داخلية فى الحزب تسمح للشباب باخذ فرصتهم بعد ان بلغ الصقور من العمر عتيا .

    انظر الى غازى يقول على صفحته فى الفيس بوك وهو يعلن تاييده لمجموعة السائحون وغيرهم من الشباب فيقول : and#65155;and#65255;and#65166; and#65251;and#65226; and#65165;and#65247;and#65208;and#65170;and#65166;and#65167; and#65175;and#65252;and#65166;and#65251;ًand#65166; and#65261;and#65155;and#65193;and#65227;and#65252;and#65260;and#65250; and#65169;and#65240;and#65262;and#65171; and#65247;and#65176;and#65262;and#65247;and#65266; and#65165;and#65247;and#65252;and#65256;and#65166;and#65211;and#65168; and#65247;and#65262;and#65219;and#65256;and#65268;and#65176;and#65260;and#65250; ، وأوضح غازى أنَّ جلوسَه مع «السائحون» أقنعه كثيرًا بمقدراتهم، وقال: «أنا مع الشباب تمامًا»، وأضاف: «لهم إرادة عالية والتزام وطني فضلاً عن أنَّهم مؤهلون لتولِّي الأمور»، وزاد: أدعم ذلك بشدَّة.

    وكان غازي في لقاء مغلق مع مجموعة «السائحون» وعندما سألوه عمَّا إذا كان سيوافق على تولي قيادة مناصب مفصلية.. كرئاسة الحركة الإسلامية أو رئاسة الجمهورية، قال:«بكل صدق أنا لا أطلب منصباً ولا أزاحم من أجله، فقد علمتني الحياة أن الملك الذي تطلبه يكلك الله إليه، والملك الذي يؤتيكه الله يعينك عليه.. وإذا كان تولِّي أمر سببًا لوحدة المسلمين لا تفرقهم فسآخذه بحقه وأسأل الله الإعانة.

    ومجموعة السائحون (مجموعة من الشباب الذين قاتلوا ابان حرب الجنوب) اصبحت حاضرة فى المشهد السياسى منذ المحاولة التخريبية وتهديدها بعدم المساس بالمعتقلين المشاركين فى التخريبية جعل منها لوبى ضغط ربما توجس منه المؤتمرالوطنى ، وارتباط شخصية دكتور غازى بهذه المجموعة كان مدعاة لانتشار اخبار وقتها بالتحقيق معه على خلفية التخريبية ، الاستاذ هشام بابكر من مجموعة السائحون اكد للمشهد الآن ان لقاءات متكررة جمعتهم بدكتور غازى صلاح الدين ، وانهم يلتقون معه فى وجهات نظر عديدة ، ووصف هشام د.غازى بانه رجل صاحب مبادىء ونجح فى مطابقة افعاله مع مبادئه واقواله فى كثير من القضايا ، واستبعد هشام مغادرة غازى للحزب الحاكم لانه ملتزم نحو حزبه ونقل هشام عن لسان غازى صراحة : انه ملتزم بحزبيته الى حد كبير .

    ولعل ما يؤكد حديث هشام حديث غازى نفسه لقناة امدرمان حيث استبعد انبثاق حزب جديد للإسلاميين من المؤتمر الوطني في الظروف القائمة الآن .

    وفى معرض رده فى حوار مع الانتباهة بانه محبوب من الشباب ويترجونه لقيادة التغيير قال غازى : أحبهم الله في ما أحبوني من أجله، وقد نذرت أيامي في هذه الحياة للإصلاح وأرجو أن يعينني الله على ذلك .

    الاقصاء حصاد المواقف :-

    لم يكن راى د.غازى فى ترشيح البشير هو الاول من نوعه وان كان الاكثر ازعاجا لكن لدكتور غازى مواقف واراء كثيرة لانستطيع حصرها فى هذه المساحة ولذلك سنستدعى منها انه انتقد فى حوار له مع صحيفة الانتباهة فى وقت سابق تمدد المؤسسة العسكرية والامنية وزحفها على مفاصل الحياة الاجتماعية فقال : تمدد الدولة عموماً في مناشط المجتمع هو من الأدواء التي يصعب علاجها.. نحن أولينا الدولة اهتماماً يفوق اهتمامنا بالمجتمع، بينما المجتمع هو الأصل والدولة فرع ناشئ منه.. في التجربة الإسلامية المجتمع القوي هو الذي يصنع الدولة القوية، بينما العكس مستحيل، بمعنى أن المجتمع الضعيف لا يمكن أن يصنع دولة قوية .

    وقد وضح جليا فى الفتره الماضية ان دكتور غازى صلاح الدين اصبح مهموما بالاصلاح والتجديد فقد نشر على صفحته بالفيس بوك : and#65169;and#65156;and#65253;َّ and#65165;and#65247;and#65236;and#65176;and#65198;and#65171; and#65165;and#65247;and#65240;and#65166;and#65193;and#65251;and#65172; and#65175;and#65188;and#65176;and#65166;and#65181; and#65159;and#65247;and#65264;and#65155;and#65243;and#65170;and#65198; and#65239;and#65194;and#65197;ٍ and#65251;and#65254; and#65165;and#65273;and#65183;and#65252;and#65166;and#65225; and#65165;and#65247;and#65262;and#65219;and#65256;and#65266;، and#65261;and#65239;and#65166;and#65245;» :and#65235;and#65266; and#65195;and#65259;and#65256;and#65256;and#65166; and#65165;and#65247;and#65212;and#65262;and#65197;and#65171; and#65165;and#65247;and#65176;and#65266; and#65175;and#65256;and#65224;and#65198; and#65169;and#65260;and#65166; and#65165;and#65271;and#65187;and#65200;and#65165;and#65167; and#65247;and#65252;and#65180;and#65246; and#65259;and#65196;and#65257; and#65165;and#65247;and#65194;and#65227;and#65262;and#65165;and#65173;،« and#65261;and#65155;and#65215;and#65166;and#65233;» :and#65247;and#65268;and#65202; and#65243;and#65166;and#65235;and#65268;ًand#65166; and#65155;and#65253; and#65255;ُand#65228;and#65248;and#65254; and#65155;and#65255;and#65256;and#65166; and#65203;and#65256;ُand#65194;and#65267;and#65198; and#65187;and#65262;and#65165;and#65197;ًand#65165; and#65235;and#65240;and#65218;. and#65169;and#65246; and#65255;and#65176;and#65170;and#65228;and#65258; and#65169;and#65160;and#65183;and#65198;and#65165;and#65152;and#65165;and#65173; and#65247;and#65176;and#65260;and#65268;and#65164;and#65172;and#65165;and#65247;and#65252;and#65256;and#65166;and#65189;،« and#65261;and#65193;and#65227;and#65166; and#65273;and#65183;and#65198;and#65165;and#65152; and#65251;and#65198;and#65165;and#65183;and#65228;and#65166;and#65173; and#65247;and#65170;and#65228;and#65214; and#65165;and#65273;and#65183;and#65198;and#65165;and#65152;and#65165;and#65173; and#65165;and#65247;and#65176;and#65266; and#65175;and#65252;َّand#65174; and#65243;and#65160;and#65231;and#65276;and#65237; and#65165;and#65247;and#65212;and#65188;and#65234; and#65261;and#65251;and#65200;and#65165;and#65227;and#65250; and#65247;and#65248;and#65252;and#65228;and#65166;and#65197;and#65215;and#65172; and#65169;and#65262;and#65183;and#65262;and#65193; and#65175;and#65216;and#65268;and#65268;and#65238; and#65227;and#65248;and#65264; and#65165;and#65247;and#65188;and#65198;and#65267;and#65166;and#65173;، and#65261;and#65239;and#65166;and#65245;» :and#65155;and#65265; and#65159;and#65183;and#65198;and#65165;and#65152; and#65191;and#65166;and#65197;and#65181; and#65165;and#65247;and#65194;and#65203;and#65176;and#65262;and#65197; and#65275; and#65169;and#65194; and#65155;and#65253; and#65267;ُand#65212;and#65188;َّand#65186;،« and#65251;and#65158;and#65243;and#65194;ًand#65165;and#65169;and#65220;and#65276;and#65253; and#65155;and#65265; and#65159;and#65183;and#65198;and#65165;and#65152;and#65275;and#65267;and#65204;and#65176;and#65256;and#65194; and#65159;and#65247;and#65264;and#65165;and#65247;and#65194;and#65203;and#65176;and#65262;and#65197;، and#65261;and#65155;and#65227;لن عن and#65175;and#65156;and#65267;and#65268;and#65194;and#65257; and#65271;and#65265; and#65251;and#65220;and#65166;and#65247;and#65168; and#65169;and#65160;and#65219;and#65276;and#65237; and#65165;and#65247;and#65188;and#65198;and#65267;َّand#65166;and#65173; and#65175;and#65204;and#65176;and#65256;and#65194; and#65159;and#65247;and#65264; and#65165;and#65247;and#65240;and#65166;and#65255;and#65262;and#65253; and#65261;and#65165;and#65247;and#65194;and#65203;and#65176;and#65262;and#65197;، مشيرا الى وجود مشكلات عويصة تكتنف الخطاب السياسى .

    ومن خلال منصبه كرئيس لكتلة نواب الوطنى والتى تعتبر الاغلبية الساحقة فى البرلمان فقد تبنى د.غازى المضى قدما فى كثير من الاجراءات التى تحقق العدالة التشريعية والاجتماعية فقد أكد د. غازي صلاح الدين رئيس كتلة نواب الوطني بالبرلمان، ضرورة مطالبة البرلمان بتعديل القوانين التي تتيح الاعتقال لفترات طويلة دون تقديم المعتقلين إلى محاكمة .

    وكشفت صحيفة (الرأي العام) الصادرة صباح الأحد 31 مارس 2013 أنّ د. غازي قال في اجتماع بالبرلمان مع عدد من رؤساء اللجان من عضوية المؤتمر الوطني: نحن لا نستطيع أن (نبيض وجوه السياسيين) إذا كان هناك خطأ في هذا الشأن بوجود معتقلين لفترات طويلة دون تقديمهم إلى محاكمة، وأضاف: لابد أن يُعدّل الخطأ وأن يشمل التعديل الدستور فيما يتعلق بالاعتقال. وطالب د. غازي، رؤساء اللجان من منسوبي حزبه رصد أهم القضايا كل حسب اختصاصات لجنته، ولفت لوجود قضايا مهمة تتعلق بالدستور وحقوق الإنسان .

    وإعترف غازى بإن لائحة البرلمان غير مواكبة لوظائف التشريع، وعبر عن تعاطفه مع نظرة الموطنيين للبرلمان بإنه يبصم فقط رغما علي انها غير صحيحة –علي حد تعبيره-، وأعرب عن أمله في إن يكون البرلمان اكثر فعالية، مشيراً إلى إن مكافحة الفساد لايحتاج لقانون جديد بل لإرادة سياسية ولتطبيق كامل للموجود من القوانين.

    كما طالبت كتلته فى ابريل من العام المنصرم 2012 وبثلثى العضوية طرح الثقة عن وزير الدفاع على خلفية احتلال هجليج لجهة ما أسموه وجود علة في قيادة القوات المسلحة، وأبان العضو البرلماني عبد الرؤوف بابكر سعد فى تصريح لصحيفة الانتباهة وقتئذ ان رئيس الكتلة تعهد برفع مقررات الاجتماع للرئيس عمر البشير، القائد الأعلى لقوات الشعب المسلحة .

    وبحسب صحيفة المجهرالسياسى اكتوبر من العام المنصرم فقد وجهت كتلته خلال اجتماع مغلق بالبرلمان برئاسته ــ انتقادات لاذعة للجهاز التنفيذي واتهموه بالتعجل والحماس في تطبيق السياسات الاقتصادية "السهلة" كزيادة المحروقات والضرائب والتهاون في تنفيذ قرار تقليص الهيكلة الحكومية والدعم الاجتماعي للأسر الفقيرة في الموازنة السابقة .

    وأقر د. "غازي"، في تصريحات صحفية وقتئذ بأن الموازنة السابقة كانت قاسية تجاه المواطنين، وقال:" سنطالب وزير المالية والوزارات المختصة بتقديم رد واضح على استفسارات النواب الذين انتقدوا عدم تطبيق الهيكلة بنفس الحماس الذي نفذوا به الزيادات"، وقال: "من جانبي لا أتبنى هذا الرأي ولا أعارضه"، مستدركاً: "لكن أؤكد أن أي تقليص في الجهاز التنفيذي سيكون إيجابياً".

    اذا نظرنا بعين المراقب لمواقف غازى عاليه من خلال رئاسته للبرلمان نجد انها مواقف ربما تصنف انها معارضة فليس من سمات البرلمانيين الوقوف مع حقوق الناس لانهم فى شغل عن ذلك بزيادة رواتبهم ومخصصاتهم ، ومن الطبيعى ان تنادى المعارضة بحقوق المعتقلين السياسيين واحترام حقوق الانسان وبما ان البرلمان جله من الحزب الحاكم فقد عنّ لغازى ان يقوم بهذا الدور الذى لم يجد الرضا من قيادات بالحزب اعلى منه نفوذا ، فكان قرار الاقصاء وعدم السماح له بفترة رئاسية جديدة ربما يتعاظم فيها دوره الاصلاحى فيجد الحزب الحاكم نفسه محرجا فاما الاستجابة والتى قد تكون مكلفة واما التغاضى الذى له كلفته ايضا خاصة اذا كان الرؤى الاصلاحية والتجديدة هى من صميم التنظيم .

    خوف وقلق من غازى المفكر :-

    يصنف الدكتور غازى صلاح الدين بانه المفكر الثانى بعد الترابى فى الحركة الاسلامية وبحسب كتاب وصحفيين سبروا غور الرجل فهو من العباقرة على المستوى السياسى بالاضافة الى كونه عالماً ومُفكراً ومن البارزين في ميادين التجديد في العمل العام ممايؤهلة لقيادة التغيير فى الفترة القادمة ، ولذلك ازعجت رؤاه التجديدة ولمعان نجمه القوى التقليدية بالحزب والتى تحيط منصب الرئيس بالعناية ولذلك رأوا فى اراءه خروجا على التنظيم وان لم يقال ذلك صراحة .

    وفى هذا الجانب فقد أشار المتحدث الرسمي باسم تيار الإصلاح في الحزب الحاكم عبد الغني أحمد إدريس لـ«الشرق الأوسط» بأن إعفاء الدكتور غازي صلاح الدين يعني انتصار تيار التحجر والانغلاق في الحزب، وأضاف «هذا يكشف أن تيار التحجر والانغلاق أكثر من ذي قبل في الضيق بالرأي والرأي الآخر داخل الحزب»، وتوقع أن يحدث انشقاق داخل الحزب قبل انعقاد المؤتمر العام في أكتوبر المقبل .

    لغازى كثير من المحبين حتى خارج السودان فقد قالت عنه هيلدا جونسون : فى كتابها بعنوان: (تحقيق السلام في السودان: القصة الخفية للمفاوضات التي أنهت أطول حرب أهلية في أفريقيا)، ووصفت فيه العتباني بأنه إسلامي حتى النخاع ومتشدد في مواقفه، وقالت عنه: (هو سياسي متمرس ومثقف ذو مقدرات تحليلية عالية، ويمكن أن يحسب المرء دون تردد أنه يمكنه أن يتوصل معه الى حلول توفيقية والى صفقات مرضية وهو عادة ما يستعيض عن الجلابية ببدلة وربطة عنق انيقتين ويستقبل الزوار من الشخصيات العالمية بدون كثير عناء، معبرا عن رؤية الحكومة بلغة فرنسية أو انجليزية رصينة).

    وتضيف جونسون: (هو السياسي السوداني الوحيد الذي اعرفه يتواصل منذ البداية عن طريق البريد الإلكتروني وبصورة فورية، وباختصار فإن الكثيرين كانوا يظنون أنهم يمكنهم التعامل معه بسهولة ويسر، إلا أنه اتضح فيما بعد أن العديد من السياسيين والمسئولين الغربيين الكبار قد اخطأوا فهم الدكتور غازي وهم قد فعلوا ذلك في الماضي وما زالوا يخطئون فإنه من الممكن أن يظن الواحد أنه براغماتي إلا أنه إسلامي حتى النخاع وهو شديد الولاء للقيم والمبادئ التي قامت عليها الجبهة الإسلامية القومية السابقة أو حزب المؤتمر الوطني الحالي، والدكتور غازي يجيد تماما اللعبة السياسية ولا تجب الاستهانة به وهو لا يتقبل بسهولة التنازلات التي تهدد الوضع الراهن).

    بروفايل :-

    بحسب وكيبيديا فقد ولد د.غازي صلاح الدين عتباني فى 15 نوفمبر 1951 في أم درمان ، نشأ د. غازي في مشروع الجزيرة. حيث كان والده موظفا ومن الذين سودنوا الوظائف التي كان يشغلها الإنجليز ، كان غازي من القيادات الشبابية الفاعلة في الجبهة الوطنية في منتصف السبعينات وشارك في العمليات العسكرية للجبهة، وعاد مع المصالحة الوطنية في [1977] مع نظام مايو وعاد الى الجامعة ليكمل دراسته.

    تخرج من جامعة الخرطوم كلية الطب في عام 1978، حيث حصل على شهادة البكالوريوس فى الطب والجراحة. بعد فترة قصيرة قضاها في التدريب كطبيب في السودان، سافر إلى جامعة سري، كيلدفيلد، انكلترا، لقضاء تدريب ما بعد التخرج، وحصل على شهادة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية المعملية عام 1985. عند عودته إلى السودان عمل كمحاضر في كلية الطب جامعة الخرطوم .

    كان أول ظهور لغازي على المسرح السياسي في عهد الانقاذ حين اصبح مستشارا لرئيس الجمهورية للشؤون السياسية في 1994 ثم تولي منصب وزير دولة بالخارجية في منتصف التسعينات، ومن ثم كلف بامانة المؤتمر الوطني في وقت لم تتبلور فيه فكرة حزب المؤتمر الوطني بصورته النهائية. وفي وقت شهد بدايات نشأة التكتلات الجهوية داخل كيان المؤتمر الوطني، وظهر ذلك في اول انتخابات لاختيار امين عام منتخب، المنصب الذي تنافس عليه غازي صلاح الدين، والشفيع احمد محمد. وفاز غازي بالامانة العامة مخلفا تساؤلات من نوع، هل يصلح غازي ان يكون زعيم الحزب الحاكم.. هنا فقط كشفت الاضواء شخصية غازي النازعة نحو الزعامة للتيارات الشابة داخل الحركة الاسلامية.

    كان مسؤولا عن ملف السلام والمفاوض الأول مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، قبل أن يقدم استقالته ويتسلم الملف من بعده النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه ، وكان مستشار لشئون السلام للرئيس البشير كماعمل وزير للإعلام والناطق الرسمي لحكومة السودان.


                  

04-07-2013, 11:00 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الطاهر يطلب إعفاءه من رئاسة البرلمان

    التفاصيل
    نشر بتاريخ الأحد, 07 نيسان/أبريل 2013 08:50


    اجتماع مهم لكتلة الوطني لمناقشة إقالة العتباني..د. مصطفى: الطاهر طالب بإعفائه من رئاسة البرلمان

    أمدرمان: معتز
    كشف القيادي بالمؤتمر الوطني د. مصطفى عثمان إسماعيل أن رئيس المجلس الوطني أحمد إبراهيم الطاهر تقدم بطلب للمؤتمر الوطني بإعفائه من رئاسة البرلمان، ونفى د. مصطفى لـ «الإنتباهة» في ذات الوقت أن يكون المؤتمر الوطني قد أعفى أمين أمانة الشؤون البرلمانية د. غازي صلاح الدين من منصبه، وقال د. مصطفى إن المكتب القيادي للوطني في اجتماعه الأخير قبل طلب د. غازي إعفاءه من الأمانة.
    مشيرًا إلى أن غازي ألح أكثر من مرة وأصر على ضرورة قبول طلبه، نافيًا أن تكون الخطوة لها أي ارتباط بتصريحات د. غازي الأخيرة حول خلافة الرئيس عمر البشير. وفي غضون ذلك يلتئم مساء اليوم اجتماع مهم للهيئة التشريعية لنواب المؤتمر الوطني بحضور رئيس الكتلة البرلمانية المقال د. غازي صلاح الدين العتباني.
    وفيما يناقش الاجتماع جدول أعمال الهيئة للمرحلة القادمة، سيتم التطرق لأمر إقالة رئيس الكتلة، في وقت ذكر فيه قيادي برلماني ــ فضل حجب اسمه ــ لـ «الإنتباهة» أن الإقالة والتعيين لم تتما بطريقة صحيحة، وأكد أن المكتب القيادي للوطني خالف لائحة الهيئة التي تؤكد على ضرورة أن يتم ترشيح «3» أسماء من قِبل الهيئة البرلمانية على أن يختار المكتب القيادي أحد الأسماء الثلاثة المرشحة.
    وأبدى استغرابه للإقالة في هذا التوقيت، باعتبار أن رئيس الكتلة سبق له وأن قام بتقديم استقالته ليفسح المجال لغيره إلا أن المكتب القيادي حينها رفض الاستقالة



    -----------

    رأى أن من مصلحة الدولة أن يكون لها برلمان قوي
    غازي:لم أتسلم ما يفيد بإقالتي من رئاسة الهيئة البرلمانية للوطني

    الخرطوم:الصحافة:

    قال الدكتور غازى صلاح الدين العتبانى، انه لم يتسلم ما يفيد بإقالته من رئاسة الهيئة ولا بتعيين شخص آخر فيها، «ولم استشر في هذا الأمر»، مشيراً الى انه لم يحضر الاجتماع لأنه كان خارج السودان.
    وأكد العتباني في تعميم صحافي رداً على ما نشر حول إقالته من رئاسة الهيئة البرلمانية، ان رئيس الهيئة يأتي بالانتخاب من الهيئة وإقالته وتعيين شخص جديد يقتضيان موافقة الهيئة،ورأى انه من مصلحة الدولة أن يكون لها برلمان قوي ورقيب ومدقق في أعمال الحكومة، ولا ينبغي التخوف من وجود مثل ذلك البرلمان، كما أنه من مصلحة الحزب أن تكون له هيئة برلمانية حية وفاعلة ويجب ألا نتخوف من ذلك. وقلل العتباني من الخطوة قائلاً ان فاعليته السياسية لا تعتمد على وجوده في البرلمان،»ويمكن للمرء أن يكون فاعلا أينما وجد نفسه».[


    التاريخ: 7-أبريل-2013

    غازي صلاح الدين .. مواجهات لم تكتمل

    تقرير: علوية مختار :


    لم يكن قرار اقصاء الدكتور غازي صلاح الدين من رئاسة الهيئة البرلمانية للمؤتمر الوطني بالامر المستغرب لاسيما بعد التصريحات الجريئة التي اطلقها الرجل بشأن اعادة ترشيح رئيس الجمهورية مرة اخرى، وقضية الحوار مع القوى السياسية، وموقفه من تجمع السائحون، اضافة للأزمة التى احدثها الرجل في المؤتمر الاخير للحركة الاسلامية والمعركة التي قادها ضد النائب الاول علي عثمان طه ومساعد رئيس الجمهورية د نافع علي نافع في الحزب والحركة، وان لم تكن معلنة بالكامل. اضافة لتزايد الشائعات حولة بشأن المحاولة الانقلابية الاخيرة وموقفه من قادتها.كلها معطيات تبدو كفيلة بالاطاحة بالرجل .


    البداية كانت بتكوين مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني للشؤون السياسية نافع علي نافع للجنة خاصة لدراسة لائحة الهيئة التشريعية والكتلة البرلمانية ، ومن ثم لترفع تقريرها للحزب لاتخاذ الخطوات اللازمة، لكن معلومات «الصحافة « أكدت ان اللجنة حتى الان لم تنه مهامها و ان القرار الذي اتخذه المكتب القيادي للمؤتمر الوطني في اجتماعه الاخير جاء استباقا لتوصيات اللجنة . وخرج قرار المكتب القيادي بتكوين أمانة للشئون البرلمانية لاول مرة داخل الحزب أوكلت للنائب البرلماني مهدي ابراهيم ليكون بحكم ذلك رئيسا للهيئة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني في الهيئة التشريعية القومية . واكد نواب فضلو حجب اسماءهم ربما خوفا من المساءلة التنظيمية باعتبار ان القرارات الصادرة تنظيمية بحتة، أكدوا ان الخطوة فيها إلجام للأصوات البرلمانية التي بدأت تظهر علي السطح وتلعب ادوار المعارضة وخطوة لاعادة البرلمان لجلباب الحزب ليعملان معا في تناغم .
    مصدر موثوق أبلغ «الصحافة « أن الخطوة من وراء اقالة غازي صلاح الدين خلفها قيادات كبيرة داخل الحزب ظلوا يحيكون للرجل منذ زمان بعيد مخططات ترمي لابعاده،


    واشار المصدر لاحتجاج رسمي دفع به رئيس البرلمان أحمد ابراهيم الطاهر في اجتماع لمجلس شورى المؤتمر الوطني أكد ان غازي لاينسق معه اطلاقا وان كل واحد منهما يغرد في غصن مختلف. ويرى ذات المصدر ان الطاهر يرى ان غازى يقوي النواب عليه لاسيما وانهم يلتفون خلفه بشكل لافت وبعضهم ظل في الفترة الاخيرة يمنى نفسه برئاسة غازي للبرلمان .
    ويشير مصدر آخر الى ان الاجتماع الاخير الذي عقده د غازي مع رؤساء اللجان البرلمانية والكتل ربما كان هو القشة التي قصمت ظهر البعير، وقال ان غازي في الاجتماع بدا أكثر حسما واصرارا في محاربة الفساد، واكد ان الرجل دفع بتوجيهات قوية للنواب بالعمل في قضية الفساد بطريقة عملية وملموسة وليس بمجرد التصريحات، قاطعا بان القانون كفيل بتحقيق ذلك، وذكر المصدر ان غازي اخبر المجتمعين بالحرف بفتح التحقيق في اي حديث يشاع عن الفساد وان يلحق التحقيق الكل بمن فيهم المسئولون بالدولة اذا طالتهم التهم ، وتحقيق مبدأ لا كبير على القانون .


    «الصحافة « استفسرت عن مدى قانونية ولائحية قرار المكتب القيادي الذي اتخذ بشأن د غازي صلاح الدين لاسيما وان المتعارف ان الهيئة البرلمانية هي من ترشح ثلاثة لرئيس الجمهورية ليختار واحدا من بينهم لرئاستها ، وان خلو المنصب باستثناء الاقالة يكون بتوصية من الهيئة نفسها والتي تعد البدائل ايضا . لكن رئيس اللجنة التشريعية بالبرلمان الفاضل حاج سليمان أكد ان اجراء المكتب القيادي صائب، وقال لـ»الصحافة « ان علمه بالنبأ جاء من الصحف «فلم نبلغ حتى الان ان المكتب القيادي للوطني اتخذ قرارا بإنشاء امانة للشئون البرلمانية، وانه بحكم موقعة يكون رئيسا للهيئة البرلمانية». واوضح سليمان من حق المكتب ان ينشئ الامانات التي يراها.
    «الصحافة « اجرت اتصالات بعدد مقدر من النواب فاق الـ16 نائبا بعضهم شهد له بمواقف اكثر قوة داخل قبة البرلمان لاستجلاء رأيهم في الخطوة، لكن جميعهم اعتذر باعتبار انه حتى الان لم يبلغ بالقرار وسينتظر اجتماع الهيئة البرلمانية الذي دعوا له اليوم لاستجلاء الموقف .
    لكن النائب البرلماني علي التوم أكد لـ»الصحافة « أن القرار شكل له مفاجأة ، وقال لـ»الصحافة « داخل كل نائب ثلاثمائة سؤال حول اسباب القرار، واضاف «اعتقد اننا قد نجد عليها الاجابة في اجتماع اليوم الخاص بالهيئة»، واشار الي انهم لم يطلعوا على القرار الا على صفحات الصحف السيارة، واكد ان الدكتور غازي صلاح الدين يتمتع باحترام كبير لدى النواب ولا يوجد لهم اي مشكلة معه .
    في المقابل وفي تعميم صحفي، اكد الدكتور غازي صلاح الدين انه لم يستلم مايفيد باقالته من رئاسة الهيئة ولا بتعيين شخص آخر فيها كما لم يستشر في ذلك واكد انه لم يحضر الاجتماع الذي اتخذ فيه القرار لانه كان خارج البلاد، واكد ان رئيس الهيئة يأتي بالانتخاب وان الاقالة ايضا تتم بموافقتها، وشدد على ان مصلحة الدولة في برلمان قوي وحي وفعال ومدقق في اعمال الحكومة، واضاف «لا ينبغي التخوف من وجود مثل ذلك البرلمان» ، ونبه صلاح الدين الى ان فاعليته السياسية لاتعتمد على وجودة في البرلمان
    ومع ذلك فان القرار الذي صدر من الحزب الحاكم سينفذ لتنقطع معه امنيات الرجل في تفعيل دور البرلمان وقيادة اصلاح حقيقي للجهاز التنفيذي من داخل القبة وقيادة تمرين ديمقراطي في مدى مقدرة المجلس على الخروج من عباءة الحكومة، ونفي كون الاثنين وجهان لعملة واحدة .. ليبقى السؤال هل سيقود تجريد الرجل من منصبة للاعتكاف والخروج طواعية من البرلمان، أم سيظل فاعلا وخميرة عكننة داخل القبة، خاصة وان للرجل كارزما وحضور قوي يجمع حوله اغلبية النواب، وهل يستغل حضوره في تسجيل مواقف قد تحرج الحكومة .

    ( /B]
                  

04-08-2013, 05:44 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)


    احكام بالسجن على سبعة عسكريين من حزب البشير في المحاولة الانقلابية ضد النظام


    04-07-2013 04:45 PM


    أصدرت محكمة عسكرية سودانية ظهر اليوم الأحد أحكاماً بالسجن والطرد من الخدمة بحق 7 عسكريين متهمين بمحاولة الانقلاب على حكومة الرئيس عمر البشير في نوفمبر الماضي.

    وقضت المحكمة التي عقدت جلستها في إحدى القواعد العسكرية بمدينة "الخرطوم بحري" شمال العاصمة بالسجن خمس سنوات والطرد من الخدمة العسكرية على كل من: العقيد محمد إبراهيم عبد الجليل، والرائد حسن عبد الرحيم، بحسب شقيق أحد المعتقلين الذي رفض الكشف عن هويته لدواعي أمنية.

    وقضت المحكمة بالسجن أربعة سنوات والطرد من الخدمة على كل من: العقيد محمد زاكي الدين والعقيد فتح الرحيم، وبالسجن ثلاث سنوات والطرد من الخدمة على كل من: المقدم مصطفى ممتاز، واللواء عادل الطيب، وبالسجن عاما واحدا والطرد من الخدمة على الصول عمر عبد الفتاح.

    ومن جانبه قال قال المعز عبد الله المحامي والناشط في تيار الإصلاح بحزب المؤتمر الوطني الحاكم لوكالة الأناضول إن "هذا الحكم غير متوقع ونحن في تيار الإصلاح كنا نتوقع أحكاما مخففة".

    وتابع: "مازلنا نأمل من الرئيس البشير القائد العام للقوات المسلحة أن يصدر قرارا بتخفيف هذه الأحكام عند عرضها عليه للمصادقة عليها خوفاً من الفتنة في البلاد".

    وأعلنت الأجهزة الأمن السودانية في نوفمبر الماضي أنها اعتقلت مجموعة من ضباط الجيش وجهاز الأمن والمخابرات وعناصر مدنية "لتورطهم" في محاولة انقلاب فاشلة ضد البشير.

    وكالات
    ----------

    مجموعة المجاهدين ترفض الحكم جملة وتفصيلا ..

    شقيق ود ابراهيم :
    إذا لم يكن قرار البشير بالعفو فإن حديثنا سيكون وقتها.


    04-08-2013 02:50 AM

    الخرطوم: أحمد يونس لندن: مصطفى سري

    حكمت محكمة عسكرية سودانية خاصة بالسجن والطرد من الخدمة ضد 7 عسكريين متهمين بتنفيذ محاولة انقلابية على نظام حكم الرئيس السوداني عمر البشير.

    وقضت المحكمة التي انعقدت داخل منشأة عسكرية شمال العاصمة الخرطوم أمس، بالسجن 5 سنوات والطرد من الخدمة العسكرية، على القائد الأسبق للحرس الجمهوري العقيد محمد إبراهيم عبد الجليل، والرائد حسن عبد الرحيم.

    وأصدرت أحكاما بالسجن 4 سنوات والطرد من الخدمة على العقيد محمد زاكي الدين، والعقيد فتح الرحيم، والسجن 3 سنوات مع الطرد من الخدمة على المقدم مصطفى ممتاز واللواء عادل الطيب، وبالسجن عاما واحدا على المساعد عمر عبد الفتاح.

    وأطلقت المحكمة سراح المقدم حسن مصطفى، وكانت قد أطلقت سراح كل من العقيد محيي الدين أحمد عمر، والعقيد الطيب السيد عمر، في المرحلة السابقة لصدور الأحكام.

    وقال عضو هيئة الدفاع عن المتهمين المحامي هاشم ابوبكر الجعلي لـ«الشرق الأوسط» إن الهيئة ستقدم طلبات ضد الحكم، قد تكون استئنافا أو قد تكون طلبات عفو، وأنها ستجتمع اليوم لترى ماذا ستفعل فيما يتعلق بموكليها.

    وقال علي إبراهيم شقيق العقيد «ود إبراهيم» لـ«الشرق الأوسط» إنهم رأوا عدم استئناف الأحكام، وينتظرون وصول القضايا للرئيس للمصادقة، «فإذا كان قراره بالعفو فهو المطلوب، أما حال تأييد الأحكام فإن حديثهم سيكون وقتها».

    ووصف «علي» الأحكام بـ«المخففة» وفقا للاتهامات الموجهة إلى شقيقه وزملائه حسب قانون 2007م العسكري، رغم إدانتهم من دون دليل أو بينة. وقال: «لو أرادوا محاكمتك لحاكموك».

    من جهته اعتبر الناشط في تيار الإصلاح بحزب المؤتمر الوطني المعز عبد الله الحكم بـ«غير العادل والظالم وغير المتوقع». وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن مجموعة المجاهدين ترفضه جملة وتفصيلا وتراه ظالما، بحق رجال وصفهم بأنهم مجاهدون خلص، وقال إن المجموعة ستتخذ ما تراه مناسبا بقوله: «لكل حدث حديث».

    وقال عبد الله إن المجموعة وإخوان «ود إبراهيم» يأملون أن يصدر القائد العام للجيش السوداني الرئيس عمر البشير قرارات بتخفيف الأحكام بعد عرضها عليه للمصادقة لدرء ما سماه الفتنة في البلاد.

    وحسب شقيق مدير جهاز الأمن السابق عبد العظيم عبد الله، فإن شقيقه الفريق أمن صلاح عبد الله «قوش» ومدير المخابرات الأسبق اللواء أمن معاش صلاح محمد عبد الله التوم (أقيل الرجلان من مناصبهما في وقت واحد) لم يقدما للمحاكمة حتى الآن، فيما تجري محاكمة 6 من رجال الأمن المتهمين في المحاولة.

    وقالت مصادر تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، إن الحكم «مخفف جدا» قياسا بالتهم الموجهة، ورجحت أن تكون ثمة تسوية قضت بصدور أحكام مخففة يعقبها عفو رئاسي، ويطلق سراحهم مع الإبقاء على حكم الطرد من المحكمة.

    وكانت السلطات السودانية قد أعلنت نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عن اعتقال 13 من العسكريين وضباط في جهاز الأمن والمخابرات والمدنيين بتهم تدبير محاولة انقلاب ضد الرئيس البشير، على رأسهم رئيس جهاز الأمن السابق صلاح عبد الله الشهير بـ«قوش»، وقائد الحرس الجمهوري الأسبق العقيد محمد إبراهيم الشهير وسط رفاقه بـ«ود إبراهيم» في نوفمبر الماضي، وقالت إنها ألقت القبض عليهم قبيل شروعهم في تنفيذ انقلابهم.

    والمجموعة التي صدرت ضدها الأحكام هي مجموعة العسكريين في الجيش السوداني، فيما تستمر محاكمة أفراد الأمن حتى الآن، دون أن يكون من بينهم الفريق معاش صلاح عبد الله «قوش».

    الشرق الاوسط

    --------------

    السجن لتسعة ضباط سودانيين بتهمة تدبير محاولة انقلاب

    2013-04-0

    الخرطوم - ا ف ب:

    حكم على تسعة من ضباط الجيش السوداني بالسجن ما بين عامين وخمسة اعوام لضلوعهم في تدبير محاولة انقلاب العام الفائت، وفق ما افاد احد محامي المحكومين الاحد.


    وقال المحامي هاشم الجعلي لوكالة فرانس برس 'اصدرت المحكمة العسكرية اليوم احكاما بالسجن ضد تسعة من المنتسبين الى القوات المسلحة السودانية، تراوحت بين عامين وخمسة اعوام بعد اتهامهم بتدبير محاولة انقلابية' العام الماضي.
    واوضح المحامي انه تم 'طرد التسعة من الخدمة بالقوات المسلحة' مقابل تبرئة متهم عاشر لعدم كفاية الادلة.
    واضاف ان 'العقوبة الاقسى صدرت بحق العميد محمد ابراهيم عبد الجليل' الذي كان اضطلع بدور في الانقلاب الذي اوصل الرئيس السوداني عمر البشير الى السلطة العام 1989.


    ومعظم المتهمين قريبون من مقاتلين جهاديين سابقين، خصوصا مجموعة تسمي نفسها 'السائحون' سبق ان شاركت في الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه بين العامين 1983 و2005.



    ----------------



    تقارب الوطني والشعبي.. هل يختزل الأزمة الوطنية في الإسلاميين؟!
    06/04/2013 16:29:00


    يوسف عبد المنان

    ظل الدكتور "حسن الترابي" صامتاً لشهور طويلة.. لم يطلق تصريحاً (يعكر) صفو ومزاج المؤتمر الوطني، و"الترابي" حينما يتحدث يثير حديثه جدلاً، وحينما يصمت تتداعى الأسئلة عن أسباب الصمت!! وفي معسكر المؤتمر الوطني منذ توقيع بعض أحزاب المعارضة على وثيقة أسبغ عليها د. "نافع علي نافع" اسم (الفجر الكاذب) بينما سمّاها أمها وأبوها بـ(الفجر الجديد)، لم يدعُ د. "نافع" قادة المؤتمر الشعبي للحس (كيعانهم) أو حتى أصابعهم بعد تناول الطعام.. وشهدت ساحة العراك اللفظي بين الإسلاميين هدوءاً ووقفاً لإطلاق أعيرة الألسن التي قتلت الكثير من (القيم)، ووأدت غير قليل من بيارق الأمل، وأضحى الهائمون في محراب عودة الصفاء لأيام خلت حينما كان الدرب واحداً والهم مشتركاً، مثل حال الشاعر "متمم بن نويرة" الذي جرحه موت شقيقه مالك مقتولاً بنصل مزق أحشاءه.. فجلس الشاعر على قبر شقيقه وأنشد أبياتاً من الشعر نستعيرها هنا، لتشابه حاله وحال التيار الإسلامي في السودان لمحنته التي طالت..
    فقال أتبكي كل قبر رأيته لميت ثوى بين اللوى فالدكادك
    فقلت له إن الشجى يبعث الشجى فدعني فهذا كله قبر مالك!!


    انسابت ما بين الأشواق والأتراح اتصالات صامتة بين قيادات في المؤتمر الوطني وأخرى في المؤتمر الشعبي، تجاوزت مرحلة العتاب المتبادل ومآخذ كل طرف على الآخر، وولجت ساحة قضايا الوطن الحقيقية.. كيف ينظر إليها كل طرف؟.. وأي مخرج تسلكه القضية الوطنية بعد أن احتشدت الساحة بكل احتقانات النفوس وتباعدت المسافات بين القوى السياسية حتى كادت أن تبلغ مرحلة التعايش المستحيل؟! وحينما جلس "علي عثمان" ود. "علي الحاج" في برلين تحت صقيع أوروبا كانت الخرطوم تشهد في لياليها الصامتة لقاءات جمعت رموزاً فاعلة في المؤتمر الوطني بأخرى نافذة في المؤتمر الشعبي.. وقيادات الوطني مسموح لها من الرئيس "البشير" بالتفاوض والحوار، ونافذو الشعبي حصلوا على دعم الشيخ ومباركة جهودهم للتقارب مع إخوان الأمس، وما بين الرياض والمنشية وشارع المطار مسافة قريبة بأبعادها الهندسية، وبعيدة كأن ما بين مكة ونيودلهي حيث الإسلامي "محمد إقبال" وهو يصف طريقه نحو حركة التجديد الإسلامي في مجتمع بعضه يعبد الشجر، وآخر يقدس البقر، وثالث يعتقد في الحجر، و"محمد إقبال" يقول (أرافق في طريقي كل سار وأعطيه نصيباً من طريقي ولم أر في طريق مستعداً يكون نهايته رفيقي).


    وقد اعترف د. "علي الحاج" في رسالته للقوى السياسية بأن للغربة الجسدية عن الوطن أثرها على عاطفة الإنسان وميوله وشخصيته، حيث قال: المرارات التي ترسبت لبعض ممن في الداخل ربما تيسر لي بصفة شخصية التجاوز عنها لأسباب ذاتية وموضوعية قد لا تتوفر لدى من هم في الداخل). ولكن قطار التقارب بين الإسلاميين اتسع لأكثر من تعريف، التيار الإسلامي الذي يختزله في الفرقاء الوطني والشعبي، ويضيف إليهم أحياناً السلفيين والتكفيريين وبعضاً من الصوفية المشتغلين بالسياسة والدنيا وبهارجها من غير الصوفية (معتزلة) السياسة كـ"البرعي" الذي استعاذ من الوقوف أمام أبواب (الحاكم والحكيم)، طلب رزق ومال وزاد دنيا عند الأول، أو شفاء من علة تصيب الجسد أو النفس عند الثاني.. وحينما يطلق شباب الإسلاميين أيام صفوهم وعنفوان مشروعهم (لا لدينا قد عملنا) يهيم الشباب في دنياوات من الصفاء الروحي، وتتوق النفوس لجنة عرضها السماوات والأرض قبل تجريد تلك الشعارات لواقع حيث تتبدى المفارقة، فالذي لا لدنيا قد سعى لا يؤسس حزباً ولا مصارف ودوراً ويجري الانتخابات ويجعل صناديق الانتخابات هي الطريق المفضي إلى كراسي الحكم.. ولكنه يصوم عن الشهوات ويفطر على شق تمرة ويقيم الليل.. ونسائم الليل تشهد له حينما يأتي الناس ليوم الحساب أفواجاً.


    واقعية السياسة وإحساس المؤتمر الوطني الحاكم بأن السلطة في ذاتها إذا اتخذت كغاية وليست وسيلة، لن يشفى الوطن من جراحاته، وأن الحوار مع "عرمان" و"عقار" من عصبة العلمانية المسلحة لا قيمة له إن كان الأقربون الأولى بالحوار، وليس المعروف، بعيدين وأقرب إلى صف التيار العلماني الذي يتدثر بعباءة عرقية، ويتكئ على دعم دولي يتربص بالنظام ليل نهار، وبلغ الرسل في هجعة الليل د. "الترابي" من الإسلاميين قبل أن ينقل الإعلام لقاءات "الترابي" بشركاء القصر من غير أبنائه كالسيد "موسى محمد أحمد"، ثم ابن صهره "عبد الرحمن الصادق المهدي" الذي بات بفضل "البشير" الأقرب لوراثة الأب وإن تعثر ذلك على المدى القريب.


    وما بين برلين حيث اعترف د. "علي الحاج" بأن مبادرته للقاء "عثمان" نبعت من قناعة ذاتية بقوله: (درجت على عيادة كل من يقصد ألمانيا مستشفياً مما أعرف لذلك جاءت زيارتي للأخ "علي عثمان محمد طه" النائب الأول للرئيس بمبادرة مني على الرغم من شعوري المبدئي بالتكتم على أخبار الزيارة)، وشجاعة د. "علي الحاج" بالاعتراف بالمبادرة جعلت لما يقوله في رسالته مصداقية لمن تلقاها على وسائطه، الخاصة من أطلع عليها بعد أن بعث بها صاحبها للصحف والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي. إلا أن لقاءات (العليين) في برلين سبقتها لقاءات هنا في الخرطوم بين رموز في الشعبي وأخرى في الوطني.. كان لنائب رئيس الجمهورية د. "الحاج آدم يوسف" الفضل أولاً في فتح ثغرة صغيرة في الجدار المسدود..


    وتواصلت حوارات ومهاتفات من البروفيسور "إبراهيم غندور" الذي يعدّ من القيادات التي لها قبول في معسكر الشعبي ونفوذ واسع في مرابع الوطني!! والمياه التي جرت في الأيام الماضية ما بين المنشية والقصر عبر شارع النيل الجديد، لن تغني عن التفاوض بصدق واحترام للآخرين ممن يحملون السلاح في المنطقتين والدارفوريين، والأحزاب المعارضة الأخرى، وأحزاب المنطقة الدافئة ممثلة في (السيدين) "الميرغني" و"الصادق" و(السيدين الصغيرين) في القصر، حيث الحاجة الوطنية لحوار القصر والقصر تماثلها حاجة الحوار بين (الرئيس وخاله)، وتلك من عجائب السياسة التي لا تنقضي.. فأحزاب المعارضة بتعدد مشاربها الفكرية، ودون استثناء، لها تجارب في الحوار مع حزب المؤتمر الوطني.. و(المعارضة الدافئة) ممثلة في الحزبين الأمة والاتحادي الديمقراطي يفصلها عن المؤتمر الوطني كرسي الحكم فقط.. وبين الوطني والسلفيين والتكفيريين إرث في التعاون والأرضية التي تجمع ولا تفرق، ولكن الحوار الحقيقي بين المشروعين النقيضين (الإسلامي الحاكم، والعلماني حامل السلاح).. وحتى لا ينتهي التقارب بين القوى الإسلامية إلى اصطفاف جديد و(فرز) آخر، فإن فكرة المؤتمر الجامع أو المؤتمر القومي لا غنى عنها لكل الأطراف.. وقد عبر "علي عثمان محمد طه" في مبادرته الأخيرة عن عافية نفسية لحزبه بالحوار مع كل صاحب رأي آخر، بمن في ذلك الذين (اصطفوا) خلف حاملي السلاح في كمبالا..


    وقد أطلقت السلطات سراح المحبوسين لأسباب سياسية.. في انتظار إطلاق مبادرة لجمع الصف الوطني ووقف إطلاق النار على جبهتي الجبال ودارفور.. فالتعدد هو سنة الله الطبيعية، وحتى مجتمع الصحابة وهو أكثر المجتمعات تجانساً فكرياً لم يكن يخلو من بعض الاتجاهات المختلفة لها اجتهاداتها المختلفة في الحكم على الرجال والسياسة، لكن اختزال الأزمة الوطنية في محيط الإسلاميين واعتبار التفاهم مع المعارضة الدافئة ممثلة في الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي، ثم إعادة الصفاء بين الإسلاميين الحركيين من الوطني والشعبي، لن يكتب وصفة الدواء المناسبة لأمراض الوطن التي استعصى علاجها.. فالسودان (المتبقي) بعد ذهاب الجنوب أحرى به الاعتراف جهراً بوجود تعدد إثني وثقافي وفكري، وذهاب الجنوب إلى سبيله لا يعني أن البلاد قد حسمت فيها تباينات الهوية.. فالسودان متعدد ثقافياً وإثنياً ودينياً ما بين فور وزغاوة ومراريت ومساليت دياناتهم الإسلام ومشيختهم في فاس، حيث مرقد الإمام "أحمد التجاني"، وما بين شكرية وجعليين وشايقية ينسبون أنفسهم إلى شجرة النبوة، أجدادهم إما "العباس بن عبد المطلب" أو "يزيد بن معاوية" أو "بنو هاشم"، فعرب السودان ومستعربوه لا ينسبون أنفسهم لغير قريش من عرب الجزيرة، وما بين نوبة في طروجي وقمز ووطاويط في النيل الأزرق، وبجة وبني عامر في الشرق تمتزج السحنات والأعراق، وتتباين الثقافات، وفي ذلك مصدر ثراء وقوة لا مصدر ضعف وشقاق وانقسام.. فالسودان كيف يدير (تنوعه) ويقتسم سلطته ولا تتعسف جماعة على أخرى.. تلك هي الدروب المفضية إلى توافق وطني وجمع صف ووحدة كلمة، أكثر من اختزال كل الأزمة في لقاءات النخب من الإسلاميين وشركائهم في المعارضة والحكم..


    -----------------

    Backأنت هنا: الرئيسية الأخبار الموضوعات أخبار محلية الترابي: مرسي لم يحمل مبادرة لتقريب شقة الإسلاميينالترابي: مرسي لم يحمل مبادرة لتقريب شقة الإسلاميين
    . .الخرطوم: كشه:

    نفى د. حسن عبد الله الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي، علمه بوجود مبادرة لتقريب وجهات النظر بين الإسلاميين حملها الرئيس المصري د. محمد مرسي خلال زيارته للسودان، وقال: ما عندي علم بوجود مبادرة لتقريب الشقة بين الإسلاميين أو بين الحكومة والمعارضة

    وأضاف عقب لقائه الرئيس المصري ببرج الفاتح أمس: لم نتطرّق لمسألة السودان فيما يخص (الحكومة والمعارضة) لأنّ السودان يحاسب عالمياً وليس محلياً. وأكد الترابي للصحفيين أنه أبلغ مرسي بضرورة وجود علاقات حقيقية بين شعبي البلدين، وقال إنّ العلاقة بين الشعوب هي الدائمة وتنشط في مجالات التجارة والسياحة، وشدّد على ضرورة خلق وحدة شبيهة بنموذج الإتحاد الأوروبي، ونوه إلى أن ما يجمع المنطقة هو وحدة أكبر. إلى ذلك، وصف الترابي، الصحافة وحرية الرأي بأنها محاصرة، وقال للصحفيين عقب خروجه من قاعة الاجتماعات مع مرسي: أنتم محاصرون


    -------------
                  

04-08-2013, 11:11 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    لجنة برلمانية للتحقيق في ملابسات إعفاء د. غازي


    نشر بتاريخ الإثنين, 08 نيسان/أبريل 2013 09:44


    غازي: ما زلت رئيسًا لكتلة الوطني بالبرلمان

    أم درمان: معتز محجوب
    أوصد رئيس الكتلة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني د. غازي صلاح الدين العتباني الباب أمام التكهنات حول إقالته من رئاسة الكتلة من عدمها وأعلن أنه لا يزال رئيس الكتلة لحين تسلم الهيئة البرلمانية للقرار بصورة رسمية، وفيما شكلت الهيئة في اجتماع لها أمس لجنة برئاسة نائب رئيس الهيئة هشام البرير للجلوس مع المكتب القيادي للحزب لاستجلاء الأمر تحفظ العتباني على الخوض في أي تعليقات سلبًا أو إيجابًا حول وجهته أو القرار الذي سيتخذه إذا صحَّ قرار المكتب القيادي بإقالته، واكتفى بالقول «لا تعليق»، في هذه الأثناء قوبل قرار الإقالة بموجة من الاعتراضات من قِبل عدد كبير من نواب الوطني وقالوا ــ مفضلين حجب أسمائهم ــ نريد أن تتأكد لنا صحة القرار، وإذا صحَّ فعندئذٍ سيكون لكل مقام مقال».
    وقال العتباني للصحفين أمس عقب اجتماع له برؤساء الكتل الفرعية بالهيئة البرلمانية لنواب الوطني قال إن الكتلة شكَّلت لجنة للجلوس مع المكتب القيادي، وزاد: «القرار غير واضح وبه تفاصيل غير واضحة، واللجنة ستستجلي مدى صحة القرار»، وجدَّد تأكيده أن القرار لم يصل للكتلة بصورة رسمية، وأكَّد أنه لا يزال رئيسًا للكتلة.


    وفي ذات الاتجاه قالت مقررة اللجنة التي شكَّلتها الهيئة البرلمانية للجلوس مع المكتب القيادي للوطني د. عفاف تاور قالت إنهم سمعوا بالقرار من الإعلام، وأوضحت أن اللجنة ستتصل بنائب رئيس الحزب د. نافع علي نافع لتحديد مواعيد قبل اجتماع الهيئة البرلمانية غدًا الثلاثاء، من جهته صوَّب القيادي البرلماني وعضو الوطني مهدي أكرت انتقادات لاذعة لعضو المكتب القيادي للوطني د. مصطفى عثمان إسماعيل على خلفية حديثه أن العتباني قد تقدم باستقالة، وأكد لـ«الإنتباهة» أن الاستقالات كانت جماعية لكل رؤساء اللجان ورئيس البرلمان ونوابه قبل ستة أشهر إبان عمليات إعادة هيكلة الدولة، وعبَّر عن استغرابه قرار الإقالة وقال إنه لم يسمع به إلا من وسائل الإعلام، وقطع بأن المكتب القيادي خالف لائحة الهيئة البرلمانية.



    ----------------

    إصدار أحكام ضد العسكريين المشاركين في الانقلابية


    نشر بتاريخ الإثنين, 08 نيسان/أبريل 2013 09:42


    إدانة عدد من المشاركين في المحاولة الانقلابية

    الخرطوم: الإنتباهة


    أدانت محكمة عسكرية عدداً من المشاركين في المحاولة الانقلابية الأخيرة بالطرد من الخدمة في القوات المسلحة وعقوبات بالسجن تراوحت بين سنتين وخمس سنوات، فيما أعلنت المحكمة حق الأطراف في الاستئناف خلال خمسة عشر يوماً.


    وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد لـ «سونا» إنه فور اكتشاف قيام عدد من الضباط بقيادة ضابط برتبة العميد بالاتفاق والتخطيط للمساس بالنظام الدستوري والأمني وتعريض وحدة البلاد والقوات المسلحة للخطر باستخدام القوة المسلحة، تم تشكيل فريق أمني يتبع لهيئة الاستخبارات العسكرية وفريق قانوني يتبع للإدارة العامة للقضاء العسكري للتحري عن المقبوض عليهم، حيث أكدوا في اعترافاتهم وجود الاتفاق والتخطيط. ومن ثَم تمَّ القبض على باقي المتهمين وعددهم خمسة عشر فرداً. ثلاثة عشر من الضباط وضابطي صف. بالاشتراك مع بعض المدنيين وأفرادٍ يتبعون لجهاز الأمن.


    وأضاف الصوارمي بعد التحري وُجهت للمتهمين تهم مبدئية تحت المادة «162» من قانون القوات المسلحة «التمرد على النظام الدستوري» والمادة «165» من قانون القوات المسلحة «التمرد على النظام العسكري». لافتاً إلى أنه تم تبرئة اثنين من الضباط أثناء التحري. وقضت المحكمة بالسجن خمس سنوات والطرد من الخدمة العسكرية على العميد ود إبراهيم، والسجن ثلاث سنوات والطرد من الخدمة على اللواء عادل الطيب، والسجن خمس سنوات والطرد من الخدمة على الرائد حسن عبد الرحيم، وقضت بالسجن أربع سنوات والطرد من الخدمة على العقيد محمد زاكي الدين، والسجن أربع سنوات والطرد من الخدمة على العقيد فتح الرحيم عبد الله، والسجن ثلاث سنوات والطرد من الخدمة على المقدم مصطفى محمد زين، والسجن ثلاث سنوات والطرد من الخدمة على العقيد الشيخ عثمان، وحكمت على المقدم محمود صالح بالسجن ثلاث سنوات والطرد من الخدمة العسكرية، والسجن عامين على المساعد عمر عبد الفتاح. وبرأت المحكمة حسن مصطفى من مجموعة «السائحون»، وقضت ببراءة الرقيب أبو عبيدة الذي قبل أن يكون شاهداً. ويُنتظر مصادقة الرئيس عمر البشير على الأحكام بوصفه قائداً للقوات المسلحة.


    -------------



    كتلتهم بالبرلمان تستوضح الحزب حول إبعاده
    نواب لـ«الوطني» يرفضون إقالة غازي

    البرلمان : علوية مختار: حمد الطاهر :

    رفض نواب من البرلمان قرار المؤتمر الوطني بإقصاء رئيس الهيئة البرلمانية غازي صلاح الدين من رئاسة الهيئة وتعيين القيادي البرلماني مهدي ابراهيم بدلا عنه، وكونت الهيئة لجنة خماسية لاستجلاء القرار من حزب المؤتمر الوطني اليوم لاتخاذ قرار بشأنه في اجتماع حاسم بعد غد الثلاثاء.


    وعقد رئيس هيئة المؤتمر الوطني غازي صلاح الدين اجتماعا بمكتبه امس ضم رؤساء الكتل النيابية الولائية بجانب عدد من النواب نوقشت خلاله قرارات المكتب القيادي للمؤتمر الوطني بشأن تحويل الهيئة البرلمانية الى امانة، وايكال رئاستها لمهدي ابراهيم، واحتج المجتمعون على الخطوة واعتبروها «تجاوزا وعدم احترام للنواب».
    وابلغ مصدر موثوق «الصحافة « ان غازي أكد للمجتمعين ان في الخطوة اضعافا للبرلمان، قاطعا بزهده في الموقع وذكر انه قال حرفيا «ان القضية اذا مرت بشكلها الحالي بلا شورى ولا ديمقراطية ستضعف البرلمان».


    وأكد المصدر ان الاجتماع أقر ارجاء اجتماع الهيئة الذي كان مقررا له امس الى غد الثلاثاء وتم تكيلف لجنة خماسية برئاسة نائب رئيس الكتلة هشام البرير وعضوية كل من رئيس لجنة الامن والدفاع محمد الحسن الامين ورئيس لجنة الاعلام عفاف تاور بجانب اثنين اخرين للاتصال بحزب المؤتمر الوطني اليوم واستلام نسخة من قرار المكتب القيادي لدراسته في اجتماع الكتلة المنتظر، ووصف المصدر الاجتماع بالساخن، واكد ان المجتمعين ابدوا غضبا تجاه القرار باعتبار انه تجاوزهم بجانب انهم علموا به عبر الصحف، واكد ان هناك تمسكا ولوبيا كبيرا بدأ وسط النواب للتمسك بغازي ورفض قرار الحزب في اجتماع الثلاثاء، ورجح المصدر ان يشهد الاجتماع انقساما حادا.


    ونفى غازي في تصريحات بالبرلمان امس تسلمه قرارا رسميا بإقالته من رئاسة الكتلة، واكد انه ما زال رئيسا للهيئة البرلمانية حتى الان قائلا «اعتقد ذلك» واستبعد غازي وجود علاقة بين القرار وتصريحاته الاخيرة، واضاف «هناك لبس بالقرار» مشيرا الى ان اللجنة المكونة ستنظر في حيثيات القرار والدفع بها في اجتماع لاحق للكتلة. واوضح أن أمر إقالته نشر بالإعلام ولم يصله أمر رسمي بالإقالة.
    وكشف غازي، أن الاجتماع قرر تكوين لجنة برئاسة نائب رئيس الكتلة هشام البرير للاتصال بالمكتب القيادي بالمؤتمر الوطني للاستجلاء حول تفاصيل القرار، وإن كان الأمر متسقاً مع اللوائح والنظام الأساسي أم لا، على أن يعقد اجتماع الهيئة البرلمانية مساء غد الثلاثاء للنظر في تقييم ما تأتي به اللجنة، مؤكدا أن هناك أشياءَ غير واضحة لذلك لابد من الاستجلاء حول الامر.


    من جانبها، اكدت مقررة اللجنة المكونة ورئيسة لجنة الاعلام بالبرلمان عفاف تاور ان غازي ما زال رئيسا للكتلة حتى تاريخه، مبينه ان اللجنة ستلتقي نائب رئيس الحزب نافع علي نافع لمعرفة حيثيات القرار والدفع به للكتلة، وقالت تاور ان الكتلة علمت بقرار اقالة العتباني من وسائل الاعلام ولم تخطر به رسميا حتى الان.
    في ذات السياق اعتبر مسؤول الاعلام بالمؤتمر الوطني ياسر يوسف ان قضية اقالة غازي حملت الكثير، واصفا الخطوة بأنها «عادية» واضاف ان المؤتمر الوطني درج على تعديل اماناته بشكل روتيني وتابع «امانة الشؤون البرلمانية انشئت حديثا واوكلت لغازي وهي من ضمن امانات الحزب».و نفى امكانية حدوث انشقاق في المؤتمر الوطني، مؤكدا تماسك الحزب


    الصحافة
    8/4/2013
                  

04-09-2013, 06:48 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    شيوخ المكائد) في الميدان !
    عبد المحمود الكرنكى

    نشر بتاريخ الخميس, 04 نيسان/أبريل 2013 09:09



    السيد/ صلاح بندر كان المسؤول التنظيمي للحزب الشيوعي السوداني لفترة ثمانية أعوام، وكان مراسل صحيفة الحزب (الميدان)، المعتمد لدى السلطات الإعلامية البريطانية والعالمية منذ عام 1985م إلى 1995م. وقد أفاد السيد/ صلاح بندر أن فرع الحزب الشيوعي السوداني ببريطانيا، جهة معترف بها تكتب خطابات إلى السّلطات البريطانيّة، بالإنابة عن مركز الحزب الشيوعي السوداني، لدعم طلبات اللجوء السياسي.


    وذكر السيد/ صلاح بندر أن الحزب الشيوعي السوداني فرع بريطانيا، قد كتب أيضاً في هذا الشأن إلى السُّلطات المعنيَّة في عدد من دول الإتحاد الأوربي وكندا وأمريكا. وأشار السيد/ بندر إلى أن الخطاب الذي كُتب لـ(نهلة محمود) لدعم طلبها اللجوء السياسي ببريطانيا، كان الخطاب رقم (13823) منذ 30/ يونيو 1989م.



    في هذا السياق تجدر الإشارة إلى الخطاب الذي كتبه السيد/ فاروق أبو عيسى (الأمين العام لاتحاد المحامين العرب) إلى السلطات البريطانية، لدعم طلب اللجوء السياسي للسيد منير شيخ الدين الذي زعم أنه ضحية تعذيب ارتكبته حكومة السودان. حيث أصبح منير شيخ الدين بعد حصوله على اللجوء السياسي ببريطانيا بطل فضيحة أن السودان دولة تمارس بيع الرقيق، ثم أصبح منير شيخ الدين دستورياً في حكومة السودان يؤدي القسم!. كان خطاب الشيوعي القديم أبوعيسى لصالح منير شيخ الدين (شهادة زور) فاضحة. إلى جانب خطابات شهادة الزور التي بلغ عددها (13823) خطابًا، نشط فرع الحزب الشيوعي السوداني ببريطانيا في مسار موازٍ بتقديم الإفادات والشهادات المزيّفة إلى منظمات (حقوق الإنسان)، وفي مقدمتها منظمة (أمنستي).



    بعد المفاصلة الشهيرة بين الإسلاميين غادر عدد من قيادات وكوادر الإسلاميين المفاصلين السودان إلى ألمانيا وبريطانيا وفرنسا. حيث أقاموا بعواصم تلك الدول، وطلبوا اللجوء السياسي، وانسربوا في كواليسها ودهاليز منظماتها ودوائرها المختصة بالشأن السوداني. حيث أصبحت معيشتهم وفعالياتهم تعتمد على ميزانيات تلك الدول ومنظماتها وواجهاتها. غير أن أولئك (الإسلاميين) يفتقدون صلاح بندر (الإسلامي) الذي بشجاعة أخلاقية ووطنية صادقة ويقظة ضمير وتديُّن حقيقي يكشف كم خطاباً قد كتبه (شيوخ المكائد الإسلاميون) إلى السلطات البريطانية والألمانية والفرنسية والكندية والأمريكية، كم خطاباً كتبه شيوخ المكائد في (جهادهم) ضدّ (أخوانهم في الله) سابقاً!. وكذلك كم شهادة زور، وكم إفادة مزيَّفة، عن الشأن السوداني. وكم بلغت فواتير معيشتهم وأسفارهم وعلاجهم وأكلهم وشربهم وسكنهم وملابسهم وأثاثهم ونثرياتهم وغاز تدفئتهم وكهرباء سكنهم وفاتورة مكالماتهم الهاتفية ووقود سيَّاراتهم، وغير ذلك. أعلن الجنرال مايك جاكسون قائد الجيش البريطاني يوم الجمعة 23/7/2004م استعداد لندن لإرسال (5) آلاف جندي بريطاني إلى السودان، أعلن الدكتور علي الحاج يوم الأحد 25/7/2004م تأييده التدخُّل العسكري البريطاني في السودان، كما أضاف الدكتور علي الحاج أيضاً (نحن نبقى على موقفنا ونفضل خيار الإنتفاضة الشعبية المسلحة). لا يفوت على أحد أن التدخل العسكري البريطاني لن يقرأ (دلائل الخيرات) في جبل مرّة، بل سيقيم قواعد عسكرية دائمة للغزاة في أرض القرآن والمحمل. وذلك لتدمير دولة الإسلام في السودان، في الحاضر أو المستقبل، وستحلّ القواعد العسكرية محلّ الخلاوي، لتطويق ليبيا النفطية عسكرياً من الجنوب، وتحجيم مصر لتصبح أم الدنيا زوبعة في فنجان ودولة كبرى من العصر القديم. تلك أماني إسرائيل.


    تأييد التدخل العسكري البريطاني يعني خدمة استراتيجية إقامة قواعد عسكرية بريطانية ــ أمريكية دائمة، لطرد النفوذ الفرانكفوني (الفرنسي) في تشاد وإفريقيا الوسطى وساحل العاج والكونغو والنيجر، وغيرها، وذلك ليستولي التحالف الأنجلو فوني (الأمريكي ــ البريطاني) بالكامل على نفط دارفور ومعادن ويورانيوم دارفور. تأييد التدخل العسكري البريطاني في دارفور الذي أعلنه الدكتور علي الحاج، يعني تأييد أن يؤذِّن (رودلف سلاطين) في الفاشر أبو زكريا فاشر السلطان، بعد أن أُخرِج منها صاغراً على يد ثوار المهدية الإسلاميين!. غير أن رودلف سلاطين سيتمكَّن هذه المرَّة بعد مذابح تسيل فيها الدماء، كمذبحة (برنجية) التي استشهد فيها السلطان الشهيد علي دينار، سيتمكن من إنشاء سجن أبوغريب السوداني وسجن غوانتنامو السوداني، وستصبح أرض القرآن أرض الذين كفروا من أهل الكتاب. سينشر آلاف الجنود البريطانيين الغزاة البغاء والإيدز في أرض الطُّهر، ليعيدوا استعمار السودان، ليصبح (حلالهم) الذي يمتلكون بحقّ الفتح!، ويتم (تحرير) دارفور على الطريقة الأمريكية والبريطانية.


    القواعد العسكرية والجنود الغربيون نشروا البغاء في and#1700;يتنام وكمبوديا والفيلبين، وغيرها، ولن تكون دارفور استثناءً. في (البوسنة) هدموا المساجد ونشروا الدعارة، حيث ستعقب المذابح الدموية الجديدة المذابح الأخلاقية. باسم مَن تحدث الدكتور علي الحاج حين أعلن تأييد التدخل العسكري البريطاني في السودان، وقد كان تدخلاً عسكريًا دوليًا تقوده بريطانيا بتنسيق مع أمريكا. حيث صرَّح وزير التنمية الدولية البريطاني (هيلاري بن) يوم الجمعة 23/ يوليو 2004م لإذاعة (BBC): إن بريطانيا تقود تحرّكًا دوليّاً للتدخل العسكري في السودان. باسم مَن كان يعلن الدكتور علي الحاج تأييد التدخل العسكري، باسم حزب المؤتمر الشعبي؟. هل منحه الحزب التفويض الديمقراطي. مَن منحه التفويض، هل (كرادلة) محفلٍ سريٍّ أفتوا بجوازه!. باسم مَن كان الدكتور علي الحاج يعلن تأييد التدخل العسكري البريطاني في السودان، باسم السودان، أم باسم الإسلام، أم باسم الملايين... من جراثيم الضغينة التي استوطنت خلاياه؟. أم أن الدكتور علي الحاج رأى في زيارة وزير الخارجية (الجنرال كولن باول) حينها مدينة الفاشر، زيارة وزير دفاع يلقي نظرة ميدانية على الطبيعة على ميدان معركة قادمة؟.
                  

04-09-2013, 10:53 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    اجتماع بين د. نافع ونواب الوطني بشأن إقالة غازي
    . .الخرطوم: رقية الزاكي:

    تسلّم د. غازي صلاح الدين رسمياً أمس، قرار إقالته من رئاسة الهيئة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني بالبرلمان، ممهوراً بتوقيع المكتب القيادي للوطني، فيما تعقد الهيئة البرلمانية اجتماعاً مع د. نافع علي نافع نائب رئيس الحزب حول القرار.

    وأنهى القرار تكليف د. غازي من رئاسة الهيئة وسمى أمانة عامة للهيئة وكلّف مهدي إبراهيم برئاستها. وسرد القرار الذي اطلعت عليه (الرأي العام)، مجاهدات الرجل ومواقفه الوطنية وأزجى له الشكر، بينما كشفت مصادر الصحيفة عن جدل بشأن احتواء القرار تكليف أمانة عامة لنواب الحزب، وتساؤلات عما إذا كان سيتم دمج الأمانة مع الهيئة البرلمانية التي أقيل منها غازي، وقالت المصادر إنّ الشؤون البرلمانية أمانة يكونها الحزب وتتبع للقطاع السياسي، بينما الهيئة البرلمانية مكونة بموجب القانون ويختار لها رئيس منتخب من (3) شخصيات ترشح للحزب، وأضافت المصادر: الآن السؤال هل دمجت الهيئة والأمانة، أم أن الحزب يريد إفساح المجال لترشيح رئيس للهيئة،

    وأوضحت المصادر أن كتلة الوطني تريد استجلاء الأمر. ولم يستبعد مصدر برلماني أن ترشح الكتلة د. غازي مجدداً ضمن الأسماء الـ (3) التي يفترض رفعها للحزب لانتخاب رئيس للهيئة. ورصدت (الرأي العام)، موجة غضب بسبب قرار إقالة د. غازي والطريقة التي تم بها، شملت أسماءً بارزة من منسوبي الوطني بالبرلمان. وفي الأثناء، كشف مصدر مطلع لـ (الرأي العام)، أنّ د. غازي رصد الكتابات التي أصابته من بعض كُتّاب الأعمدة للرد عليها


    -----------------

    في ليالي الظلم الحالكة: الفُرّار يُحاكمون الكُرّار(2)


    «العقيد الركن أحمد زاكي الدين»


    04-08-2013 09:39 PM
    عبد الغني أحمد إدريس

    أعتذر للقاريء الكريم على تعجلي نشر هذه المادة في شكل مقالات صحفية وذلك لارتباطها بالشأن الجاري – محاكمة الضباط الإصلاحيين في الجيش كما وصفهم أستاذ العلوم السياسية بجامعة كمبردج د.عبد الوهاب الأفندي- وهو تطور مؤسف ما كان لقيادة الحزب أن تعمد إليه إلا بعد أن تيقنت توهماً بأنها قامت بعملية اخضاع وتدجين كامل لعضوية الحزب التي باتت مغلوبة على أمرها، فوصل بها الهوان أمام قيادتها إلى أن يُقال لها (هذا هو الحزب ومن لا يعجبه الحال فعليه أن يذهب ويؤسس لنفسه حزباً آخر، هذا قبل تعيين "ألفة" مؤخراً لإخراس الألسن وتكميم الأفواه) وكأنهم ورثوا هذا الحزب عن أجدادهم ولم يشاركهم آخرون في تأسيسه، تعميماً للفائدة سيجد القارئ الكريم مزيد من التفاصيل في الكتاب الذي هو تحت الطبع (مائة يوم من أجل الإصلاح ) والذي يتناول مسيرة الأيام المائة التي انصرمت منذ فجر 21 نوفمبر الماضي وحتى مطلع مارس المنقضي. وحال الفتية الاشأوس الذين يرسفون الآن في الأصفاد مثل أبي فراس سيفتقده حتماً قومه إذا جد جدهم، لأن الليلة الظلماء يُفتقد فيها البدر، فهم الفرسان بين بني زمانهم ما اشتكت قط ساحة قتال لأجل الوطن أو العقيدة من فقدهم كانوا كُراراً بين بني قومهم، وسقى الله أيام طرفة بن العبد:
    وكَرّي إذا نادى المُضافُ مُحَنَّباً
    كسيٍد الغضا نبّهته المتورِّد
    حوار وتسجيل:
    غير بعيد عن الحراك لأجل الإصلاح هذا رغم حالة القمع التي يتعرض لها الجيل الجديد الناهض ما صدر عن الحزب من أمرين جديرين بالتسجيل والتوقف عندهما، الأول صدور دعوات متتابعة من أعلى قمة النظام يطلقها قادة الحزب للحوار الوطني وللتصالح مع القوى السياسية الشريكة في الساحة وذلك شئ محمود ولنا فيه عودة، والثانية تفويض المكتب القيادي للحزب نائب الرئيس لشئون السياسة والتنظيم بما وصفوه "حسم التفلتات" والتي أقل ما تفعله تجاه العضوية هو ممارسة العنف اللفظي كما حدث في مجلس الشورى الأخير، وما قدم إليه من ثقافة لها منشورة ومعلومة أدواتها في اللغة كان العيار الخفيف منها ما نموذجه (قامت قيامته، وحرق نفسه، ولن نرحم ..الخ)، وتلك أيضاً تكون من محن السياسة في السودان، إذ أن الأحزاب السياسة في كل العالم واحدة من وظائفها الرئيسية هي "تحرير الطاقات" البشرية الكامنة في المجتمع أو بعبارة أخرى حث وتشجيع عضويتها "إطلاق المبادرات" الذاتية والعمل على تبنيها، لأنه بهذا يتحول الحزب إلى مجرد مؤسسة بيروقراطية يكون العمل فيها عبارة عن دولاب روتيني بارد مجرد من أي تواصل فاعل، وتصبح خطوط الاتصال بين القيادة والقاعدة عبارة عن مسار واحد (اتجاه واحد) تعليمات تصدر من أعلى إلى أدنى وتصبح العضوية عبارة عن بيادق أو قطع نرد تنتظر التعليمات والتلقين، وهذا ليس حال حزب "حضاري" يريد أن يقود مشروع نهضوي يقارع به الثريا.


    في الأمر الأول يتبادر إلى الذهن تساؤل ألا يجدر بنا أن نرى حواراً بين قيادة الحزب وقاعدته ولكن ألا تقتضي الحكمة أن يتصالح ويتواثق مع القاعدة التي يقف عليها بلغة هادئة ورزينة غير تلك التي ذكرناها بالأعلى؟؟ نروي هذه القصة بين "رجل" من أهل الريف أجرى الله حكمة بالغة على لسانه وكأنه من جيل لقمان الحكيم الذي سمي ابنه الشهيد عليه فهي خير معبّر عما نحن فيه من حال. لما في بساطة الحوار وجزالة الحكمة المتحدرة فيه، كان الراحل عمر ود محمد أحمد والد الشهيد لقمان والمجاهدين انس والدخري وعبده، في مطلع الثمانينات يلاحظ غياب فوق العادة لابنه المهندس بدر الزمان الذي أكمل دراسته الجامعية والتحق بوظيفة في منظمة الدعوة الاسلامية، وصار قليل الزيارة لقريتهم في أعمال الحوش بالجزيرة بغير الصورة التي عهدها عليه، فدار بينهما الحوار التالي:


    الوالد: إنت يابدُر يا ولدي بتزوغ كدي تمشي وين؟
    بدر: والله يا بوي أنا بسافر أمشي يوغندا.
    الوالد: ويوغندا دي بلاد كفر ولا إسلام؟
    بدر: بلد كفر.
    الوالد بتعجب: الله!! وبتمشي بلد الكفار تسوي فيها شنو يا ولدي؟
    بدر: والله يا بوي بنمشي نوزع عليهم أكل وشراب وملابس وأدوية عشان نرغبهم في دخول الإسلام.
    الشيخ عمر يتصنع هنا الدهشة فيتساءل: يعني انتو دي الوقتي بتمشو للكفار توزعوا ليهم الأكل والشراب عشان يدخلوا الإسلام؟؟!! طيب لمن تجو راجعين تلقونا نحنا مرقنا منو.
    (وكان مطلع الثمانينات كما هو معروف سنوات قحط وجدب في بلاد السودان فيما عرف بالجفاف والتصحر)
    وحاشا لله من أن يخرج، فقد توفي رحمه الله موحداً ميمماً شطر القبلة، ربى أبناءه وأحفاده على التوحيد، بل غرس فيهم من الشجاعة والفداء ما جعلهم منارات بين أقرانهم، ورأى الناس أحدهم يحمل شقيقه المصاب اصابه بليغة في ركبته إلى مصاف العلاج بجوبا، ويعود متعجلاً إلى الصفوف الأمامية، بل وقع أحد هؤلاء في الأسر ولكنه كأبيه لم يبدل دينه أو يقايضه بعرض من الدنيا، حتى اصطفي الله منهم الشهيد والمجاهد والجريح ولا نزكيهم على الله فهو حسبهم.
    الحكمة التي أجرها الله على لسان هذا الرجل الشيخ الذي لم يدرس السياسية في أمريكا أو كندا أو السوربون فيها من الدروس والعبر ما لو تدبرها أهل الرأي فينا لكان حري بهم تجنيب البلاد مزالق كثيرة، ولعل شيخ عمر لم يقرأ مبادئ صون توزو التي كتبها قبل أربعة ألاف عام والتي يشدد فيها على ضرورة تمتين القواعد التي تقف فيها وتثبيت أقدامك وحماية مواطن قوتك قبل أن تتجه إلى التطّلع إلى ما في يد الخصم. ولكن ما حيلة من قرأ في زماننا هذا ولم يتدبر.



    عودة لفصل أصوات الإصلاح في الجيش:


    ونعود مرة أخرى إلى الفصل الثالث في الكتاب، وتطرقنا في بداية هذا الفصل إلى موضوع الأصوات المنادية بالإصلاح في مؤسسة القوات المسلحة، وناقشنا دلالة التوقيت والزمان والطريقة التي جرى بها تفجير هذه القضية والآن نحاول مناقشة الأسباب الجوهرية الكامنة في تلك الدلالات، وذلك بطرح سؤال بديهي لماذا تم ما قد تم وبهذه الطريقة؟؟ ونتعرض لموضوع المكان.
    هذا السؤال الذي يفرض نفسه يمكننا طرحه بصورة أخرى، ألم يكن لدى القيادة السياسية أي خيار آخر غير هذه الطريقة الدرامية للتصدي لهذا الحراك الإصلاحي داخل الجيش هذا إذا سلمنا بصدق زعمها أن هؤلاء الناس كانوا على وشك التحرك؟؟(1) الإجابة هي بكل تأكيد: نعم، كان هناك أكثر من طريقة غير هذا الأسلوب لمعاجلة الأمر وإبقائه في حدوده المعقولة. ولا نقول هذا من باب الضرب على الرمل أو "رمي الودع"، بل تسعفنا وقائع التاريخ والحاضر لظروف وملابسات مشابهة لذات هذا الذي وقع، ولعلنا نشير إلى هذا تعرضا دون أن نسُرِف في التفاصيل. فالعالمون ببواطن الأمور يعرفون أن المذكرات والاجتماعات والدعوات الإصلاحية في الجيش بتعبيراتها المختلفة لم تكن وليدة العامين الماضيين، وإن كان يدور حولها في السابق تكتم وتعتيم شديدين مراعاة لطبيعة المؤسسة وحساسية ظروفها خاصة فترة اشتداد الحرب في الجنوب، إلا أنها كانت معروفة لكل من له علاقة بالأمر والأحوال.


    يمكننا أن نذكر عدة تجارب متقطعة، إلا أن التوقف المتمعن جدير عند تجربتين محددتين وقعتا في توقيت مختلف لكن في ظروف مشابهة لأحوال الحاضر، لما لهما من اتصال وثيق بما يجري الآن رغم تبدل الأشخاص والأسماء إلا أن الوقائع تكاد تكون متطابقة والرابط الأهم هو انحراف أو غياب المشروع الإصلاحي أو النهضوي الذي بايعت قيادة الإنقاذ مقاتليها عليه وألهمتهم روح الفداء من أجل انفاذه (أو على الأقل هذا ما ترآءى لهؤلاء النفر من أبناء هذه المؤسسة).
    التجربة الأولى تلك التي حدث فيها شئ مشابه كانت في صيف 1994م عندما اجتمع عدد كبير من ضباط القوات المسلحة (ما اصطلح على تسميتهم بمجموعة الخنجر) في الكلية الحربية بوادي سيدنا بغية مناقشة الأمور السياسية والعسكرية على ضوء مرور خمس سنوات على التغيير ومطالبتهم بجرد الحساب فيما تحقق وما لم يتحقق ولماذا لم يتحقق؟؟ وبلغت القيادة السياسية الأخبار فتدبرت أمرها وقررت الانخراط معهم في حوار سياسي، ومن الواجب أن نعترف أنه كان لها من الحكمة في ذلك الوقت ما يجعلها كفيلة بأن تنهج إلى ابتدار تلك الخطوة المتعقلة (حوار مغلق ومطول) انتهى في مكانه بالكلية الحربية – من الطريف أن د.علي الحاج محمد وزير الحكم الاتحادي وقتها هو من أبرز من تصدر للحوار وكان لدرجة كبيرة مقنعاً في نقاشه -. والثانية وقعت في العام 1998م كانت لتقييم تجربة عمليات العدوان الثلاثي في العام السابق لها ولكنها انجرفت إلى حديث في السياسة والدستور الذي كان وشيكاً ثم انتهت كسابقتها بإعادة تشتيت العناصر التي تطالب بالإصلاح والمتماسكة إلى أطراف البلاد.غير أن الثقة التي كانت قد بنيت على مدار السنوات التي خلت كانت كفيلة بأن تحفظ بقية التماسك بين الناس خاصة مع وجود شخصيات ذات وزن أخلاقي وقيميّ تلتصق بالناس وتعيش معهم جل وقتها وتتمتع بخُلق عالي وتجرد حقيقي وكاريزما لا نظير لها مثل الشهيد ابراهيم وبقية من الرجال من الذين ما يزالون على قيد الحياة وإن كانوا خارج الخدمة الآن، ولا نريد قصم ظهورهم أو احراجهم بالذكر بل كما أشرنا نترك ذلك للتاريخ أو مستقبل الأيام في تسجيل حقهم.



    التجربة الثالثة كانت عشية استشهاد ابراهيم (فبراير 2001م) وللغرابة أنها كانت لاختيار خليفة له فرفض جملة الحضور تعيين (ملكي) أو جنرال آخر كان مرشحاً، بل انحرف الحوار لمناقشة قضايا أخرى هي المعتادة في مجالس الضباط (ظروف البلاد بعد انشقاق الترابي، الوضع الأمني في الجنوب، الفساد وسوء توزيع الثروة) بالجملة فإن مطالب الإصلاح المشتتة لم يحدث لها تجميع لتتبلور في مشروع سياسي هدفه التغيير إلا في الآونة الأخيرة وكان انفصال الجنوب هو المحرض الرئيسي لذلك كما ذكرنا، فقد تمت مخاطبة القائد العام فيه كتابة وجلس إليهم (أكتوبر 2010م) واستمع إلى مطالبهم ولكن بعد شهرين فقط (يناير 2011م) صدرت كشوفات الترقية السنوية المعتادة من القيادة العامة وملحق بها كشف التنقلات ومدرج معها أسماء من تمت احالتهم للتقاعد، فإذا بـ "بربون" الديناصورات السياسية يكرر ذاته ويعيد نفسه في ظرف وتوقيت مختلف "لم ينسى شئ ولم يتعلم شئ" فكرر تجربة الخطأ الذي مارسه في العام 1994م والعام 1998م والعام 2001م


    وجرى التعامل مع أصوات الإصلاح بذات الطريقة القديمة نقل وتشتيت إلى الولايات، إحالة للتقاعد ..الخ. ونسى أن قرابة العشرين عاماً مرت تحت الجسر بين حوار الكلية الحربية في صيف 1994م ومذكرة أكتوبر خريف 2010م، فعلي سبيل المثال في تجربة 1994م كان وقتها النقيب ود ابراهيم يشارك في عمليات فشلا وشرق الاستوائية والملازم أول فتح الرحيم يرابط في خيمة تحت كبري النيل الأبيض والملازم أول الشيخ عثمان "يكومج" في صيف العبور، إلا أن تطورات الحياة صارت الآن ودارت دورتها، فتدرج النقيب إلى رتبة العميد أو جنرال وصار الملازم عقيد، ولكنهما إلتقيا في ذات الدرب ولذات المعاني القديمة والمطالب الواجبة في واقع متغير وظروف متبدلة، بمعني تحول قائد السرية إلى قائد لواء، وقائد الفصيلة إلى قائد كتيبة وفي الحقيقة قائد لواء مدرع في ذات الوقت حدث النقيض للعقل السياسي القيادي الذي ضربته حالة من التقزم والضمور الشديد، فأصبح يتناقص مثل مساحات الدولة السودانية في تراجع غير منهجي ودون أي رؤية منهجية أو خطة تقهقر استراتيجية، فكابويتا التي قاتل الطيب السيد فيها وفقد بعضا من أطرافه على ثراها تم تسليمها بكل سهولة ويسر ودخلها جيش الخوارج "ثانياً من عنانه" وليست فقط الأرض بل تركت فيها الإخوة والصلات التي توثقت مع المقاتلين من أبناء قبيلة التبوساء أمثال عبد الله كافيلو والله جابو وكل الذين عاهدوهم بأن لهم معهم "عهد وقضية وأن باطن الأرض خير من ظاهرها إذا نحن سلمناكم للعدو" وغيرها من الكلمات والعهود التي كان يقطعها بصدق شباب الجيش السوداني لإخوانهم في الجنوب والذين قاتلوا معهم من عرفوا بفطرتهم السليمة أنه عدو مشترك للجميع.
    كانت تلك العهود يقطعونها نيابة عن دولتهم وأمتهم وقيادتهم التي كانت تقول إن هذا هو العهد وتلك هي البيعة وأن الموت في سبيل الله هو الثمن المقبوض وأنه عهد لا ينقضه إلا الموت قبل أن ينكشف المستور ويصبح طلب السلطة عارية من كل كرامة مشروع أو دفء رسالة، يغادر الشباب محطة كابويتا ويتجهون إلى توريت وفي الطريق يفقد بدر الدين أحمد حسن نصف جسمه ليجد عبد الله البرت ورجال اللاتوكا شاكي


    السلاح للدفاع عن مدينتهم قبل أن يصل الرجال إلى جوبا ويتجهون شمالاً إلى المنداري وسلطانهم كلمنت واني الذي يناديه (ياسر العطا وياسين والشهيد الراحل منتصر بـ يابا كلمنت، وينحر لهم العشار مودعات) ربطت صلات وثيقة كلمنت واليقا بالشهيد فيصل أبو فاطمة تماماً مثل السلطان الحاج اسماعيل كونجي سلطان المورلي الذي كان يرافق ابراهيم شمس الدين وأبوفاطمة إلى الحج كل عام. وكما ذكرنا في كتاب "أزمة الرؤية والقيادة" فإن هذه ليست اسماء مكتوبة بحبر على الورق بل عناوين لرجال وقبائل وأيام لمعارك ودماء وشهداء وعهود قطعت ودعوة تجذرت وترسخت في فسيفساء الاستوائية وبحر الغزال وأعالي النيل، روت شجرتها دماء غزيرة وعزيزة ونمى غرسها على مدار سنين وسنين وتتابع مع الأيام مع زيارات هؤلاء للخرطوم أو تطوع أولئك للسفر للجنوب، لذلك هذه الطامة التي حلت مع البؤس الذي جرّته كان أشبه بصدمة زلزال عنيف أخرج كل ما في الجوف من حرق وحمم وغصص.


    هذا التسلسل خضبته الدماء وصقلته الأيام حفظ فيها الشباب أسماء القرى والدساكر والحواضر والتصقوا بواقعها سنين عدداً وكل منهم يمكنه أن يروي ذات الشئ، يستطيع العقيد الشيخ عثمان أن يروي عن غرب الاستوائية وروكنّا وتفري وسيرموني التي وقف بها بكتائبه من المظلات (قطعاً مع آخرين لا نريد ذكرهم) يصدون العدو عن بوابة جوبا الجنوبية، على ذات المنوال يمكن أن يقص فتح الرحيم ومعه حسن عبد الرحيم على الناس من معارك عداريل والبونج قبل أن يصيبه الرصاص في ساقيه ويلزمه الجبص شهورا، وبلغ من فتيح الارتباط درجة أنه كان يسافر إلى تلك المناطق متوكأ على عكازة برفقة ابراهيم شمس الدين، ومصطفي ممتاز في المناطق التي خدم فيها في الجنوب أو هجليج أو بحر أبيض، وحتي بعد توقيع إتفاقية السلام الشامل كانت القيادة السياسية التي ركبت موجة الإعلام وصارت من النجوم اللوامع وقتها تقول بأننا على العهد ولن نتخلى عن حلفائنا (القيادة السياسية هنا نعني نواب رئيس الدولة الأول لشئون الجهاز التنفيذي والثاني لشئون السياسة والتنظيم وإن كان الأخير يحاول أن ينسل من نيفاشا وكأنه لم يكن الرجل الثاني في الوفد المفاوض ويقيم في المنتجع شهوراً ويحمل الرسائل للخرطوم).
    جاءت أحداث ملكال في صيف العام 2007م عاصفة لتكشف بجلاء حالة التضليل والتزييف التي رسمتها القيادة السياسية المشار إليها في رأس العقل العسكري للجيش وهو بأن تحالفه مع إخوانهم في الجنوب قد تم بيعه بثمن بخس وإن - بكل أسف - الحديث الذي كانت تقوله الحركة الشعبية في الجنوب لهذه القوات الوطنية الشعبية ليس "مجرد دعاية سياسية مغرضة" بل هو الحقيقة المجردة أن الدولة السودانية قد تخلت عن حلفائها حتي دون مقابل في عملية أقل ما توصف بها أنها إفلاس سياسي إن لم نقل أخلاقي. ولم تفلح كل جلسات الحوار الطويل التي قاموا بها مع الضباط الممسكين (ابتداء من الفريق عوض بن عوف مدير استخبارات الجيش وقتها والعميد أحمد زائد وانتهاء بالعقيد ود ابراهيم) بهذا الملف في التوصل إلى نتيجة، فتوصل القائمون على الأمر إلى نتيجة ممعنة في الغرابة وهي أن يتم نقل العقيد محمد ابراهيم إلى نيروبي كملحق عسكري ظناً بأنه هو العثرة التي تقف حائلاً دون إكمال الترتيبات الأمنية وإنفاذ "السلام على الطريقة التي تبتغيها القيادة" وذلك باتهامه بأنه يميل عاطفياً للجنوبيين ويعرقل كل محاولة لاسترضائهم، من ناحية أخرى فإن ظروف العقيد المادية ليست على ما يرام فيمكن في نيروبي أن يجمع قليلاً من الدولارات ويبني منزلاً وذلك كما يظنه الجالسون في تلك الحوارات من السياسيين أقصى حلمه ولهم العذر فقد عود هؤلاء أنفسهم على الجلوس مع من لهم هذه الطلبات وطال بهم العهد على مجالسة من يسمعهم الحق وضرورة الإلتزام بالعهود وضرورة إنفاذها، وضحك أحد الساسة المزعومين بعد الاجتماع وعلّق لجليسه (جايبين ليهم ضابط "شاعر" بيتكلم عن نشر الإسلام واللغة العربية والثقافة ... إلخ،

    أنا وقفتّه وقلت ليه انت ما تتكلم في القضايا العسكرية والأمنية وسيب قضايا اللغة والثقافة والشعر لغيرك)، وتلك من محن الزمان ولعل هذا السياسي على حق فمحمد فعلاً يقرض الشعر ولكن حديثه المشار إليه كان من باب الفهم لاستراتيجية القتال كمبدأ فلم يكن هناك في يوم قتال في التاريخ دون مفهوم حضاري يؤطر له أو رسالة خلفه حتى قتال الاستعمار كان يتدثر بنشر رسالة المدنية والحضارة. وهذا هو الفرق الذي درسه الفرس بين واقعة ذي قار في الجاهلية وموقعة القادسية في الإسلام، ذي قار توقفت وانتهت بنهاية ملك المناذرة بعدها بأعوام، والقادسية بقيت آثارها إلى اليوم وامتدت لأنها اتصلت بنشر فكرة ورسالة ودعوة ولم تكن لطلب ملك عضوض أو "سلطة وثروة ومناطق ثلاث".



    المفارقة تكمن في أنه لو كان هذا السياسي ورصفاؤه قد اهتموا بالقضايا الاستراتيجية والفكرية وتركوا الإتفاقات الأمنية لأهلها ما كان ليقع الذي وقع ولكن التناقض الذي وصل إلى درجة الخيانة التاريخية وتقسيم البلاد الذي عجز عنه الاستعمار، هو أن أهل السياسة هؤلاء تصدوا لقضايا الأمن والدفاع وتركوا مهمتهم الأساسية فلا نجحوا في ما هم غير مؤهلين له ولا استطاعوا العودة إلى قواعدهم سالمين الأدهى والأمر هو محاولتهم المستمرة بإلقاء الأخطاء على غيرهم والسعي للخروج من ذلك مثل الشعرة من العجين، أنكى وأمرّ عندما جاء من يذّكرهم بواجباتهم عوضاً عن شكره والاستماع إليه إذا بهم يبطشون به، ثم يبحثون عن المبررات الفطيرة بأن هؤلاء يتحالفون مع فلان ، وقد كان هؤلاء وبشهادة الرئيس البشير نفسه قد حالوا دون أن يستولي فلان هذا على البلد يوم ضربة خليل لأم درمان في مايو 2008 والتي توارى يومها مدعيّ البطولات، ومن مفارقات المواقف أن قائد سلاح المدرعات اللواء ركن صديق فضل - وبناء على نصيحة العقيد (أس) محمد ابراهيم كما ذكر الرئيس (2) لإسحاق فضل الله- فصل 40% من قوته لمواجهة خليل في منطقة كباري أمدرمان ووضع الـ 60% احتياطي لمواجهة "طارئ من الداخل" وكان الاتصال بين رجال هذه المجموعة الموزعة بين القيادة العامة التي غادرها الكبار ومدرعات الكباري والشجرة وكان يقوم بعملية الربط هذه ود ابراهيم الذي كان خارج الحدود.


    إذاً هناك رصيد طويل ومتصل تم بناؤه بين هؤلاء الرجال وبين مجموعات الشباب الخلّص من عضوية الحزب والحركة التي كانت تتجرد لخدمة ما كانت تظنه مشروعها وهدفها قبل أن يتم حرف مساره وتغيير سكته، وكان وقتها كما وصفهم علي عبد الفتاح في ملحمته الرائعة:
    أماه لو ابصرتنا في معمع
    والقصف يرعد والدخان مُثار
    الهام تصرخ والحديد مزمجر
    والموت فوق رؤسنا دوار
    لرأيت من حولي يرابط إخوة
    ما زمموا هرباً ولم ينهاروا
    إخوان صدق عندما احتدم الوغى
    لحمى العقيدة والشريعة ثاروا
    إيان ما استمعوا لهيعة فارس
    يدعو إلى نيل الشهادة طاروا
    لم يميز علي يومها بين مدني متطوع أو عسكري محترف فوصف من رآهم أمامه لأمه - الحاجة كريمة حفظها الله - هذه هي الروح التي تربط بينهم وتجعل الشاب من هؤلاء لا يتغير ولا يتبدل إذا بُعث إلى أدغال الكونغو أو إلى صحارى تشاد أو غابات كينيا أو مجاهيل أفريقيا (هو هو لا يتأثر بل يؤثر كما يقول الشهيد حسنوك) العقيدة هي حب الوطن والفداء لترابه بغض النظر عن العنصر أو اللون أو الجغرافيا سافنا غنية أو فقيرة استوائية أو صحراء لا يهم، هذا هو السياق الذي أنضج هذا الجيل الجديد وليس الدفاع عن الأندلس أو الفردوس المتوهم مفقوداً أو على وشك الفقدان، الذي من حقه الخروج اليوم بل نقول من واجبه أن يخرج الآن وليس متأخراً لقيادة هذه الأمة لأن الذي اصطلى بنار القتال في مناطق العمليات فيما يظن أنه دفاعاً عن الوطن والعقيدة واسترخص حياته فداءً لها لن يرى تخلف سرجه اليوم على حرب الفساد والمفسدين إلا خيانة لقسمه للشهداء، بل يرى أن من واجبه أن يقف اليوم ضد الفساد والتسلط وأكل أموال الناس بالباطل واستدامة الإقامة في الكراسي إلى أبد الآبدين لا يرجون إلا عزرائيل أن يزيحهم من مقاعدهم تلك، وفي المقابل يريدون أن يُسيّلوا كل عزيز وعظيم من أصول البلاد ورصيدها الذي ابتناه آباء الصدق على مدار القرون إلى وقود للاستمرار في السلطة لا يهمهم غير تلك النشوة بالإنفراد بالقرار أياً كانت النتيجة وبال على الوطن والمواطن، تفكك أوصال البلاد،


    تحول الناس عن دينهم وردتهم، ذبح وقتل في كل مكان، انفراط لعقد الأمن، تردي أخلاق الناس، من ضعاف النفوس الذين لم يصمدوا أمام امتحان الصبر، وربما كان لهم عزاء في ما نسب من قول إلى أمير المؤمنين علي كرّم الله وجهه (ما رحل الفقر إلى بلاد إلا قال له الكفر خذني معك). وينظر الشباب إلى رجال الجيش باعتبارهم رواد في هذا المجال ليقودوا مسيرة التصحيح فها هو المجاهد عثمان حسن خليفة طالب الدراسات العليا بجامعة ادنبرا يكتب رسالة من اسكتلندا إليهم (and#8235;الجيش البشيلا الغيرو ما بشيلوها والهبرة الوسيعة ناسو بتعدوها، التحية لكل أبطال القوات المسلحة الذين ما زالوا يؤدون واجبهم، لا عليكم أيها الأشاوس فغداً يهب الشعب وإنّا على ثقة بأنكم يومها ستنحازون لخياره وستهتف الجموع حينها ... رب واحد شعب واحد جيش واحد).


    لذلك شقّ على هؤلاء الرجال والشباب أن يروا الفقر ينتشر في أهلهم ومن هم حولهم وفي ذات الوقت تكون هناك بسطة عن تفضل في أماكن أخرى ليس معروف عنها أي تاريخ معرفة بشئ ليهبط عليها كل هذا الثراء الخرافي المفاجئ غير الارتباط بدوائر معينه موصولة بالسلطان وحظوته وما ينطوي هذا على فساد كبير واجب تقديم النصح فيه وتنبيه الغافل ولم يلبثوا في حواراتهم تلك حتى ضرب الفساد بساحهتم هم وبدأت القصص تتواتر عن مشتروات خارج النظام (System) لمعدات وأجهزة ووسائل العمل ومباني بغير عطاءات ولجان وفرز بل تأتي اتصالات لتخبر الشخص المسئول في المكان المعين أن عليه أن يذهب ويقوم بتخليص عدد كذا من القطع التي تم التعاقد على شرائها، هكذا من السماء إلى الأرض دون أي لجان تذهب وتبحث وتفتش وكانها ضيعة مملوكة للورد أو نبيل أو بارون يتصرف بتلك الطريقة، ولأن المؤسسة حساسة ووضعها لا يحتمل مثل تلك الفوضى فقد جرت وعُقدت اجتماعات لغرض المناصحة وتصحيح الطريقة إلا أن أغلبها إنتهى بالقمع والتوبيخ ثم يعقب ذلك إحالات للتقاعد أو تشتيت في أصقاع الولايات ومناطق القتال التي أضحت كالمنافي ولم تعد هي ساحات الشرف والبذل التي كان يتقاطر الناس ليتم اختيارهم للخدمة فيها، ونذكر الناس بقصة الشهيد أسامة (3) المقبول الذي كان يجتهد في الوساطة للسماح له بالسفر إلى مناطق العمليات قبل ميقاته المحدد سلفاً (الدور) حتى اتم الله له ما أراد فسافر ولم يعد وظلت روحه الوضيئة تنير لمن خلفوه الطريق وتعينهم على الدرب، هذا في أعداد الرجال وليس المعدات والمباني إلا أن كان كل الغرض منها أخذ العمولات ورفد الحسابات الشخصية المتضخمة بكل مال مسحوت.


    دلالة المكان:


    لقد ظلت المؤسسة العسكرية صامتة طيلة فترة الإنقاذ وهي ترى الدنيا كلها تؤخذ باسمها وهي لا تنال شيئاً وبل الأقسى من ذلك تتحمل كل كبوات النظام السياسي كما أشرنا إلى ذلك في أكثر من موضع فعندما ترتكب السياسة خطيئة مجاملة الحركة الشعبية والأمريكان في أبيي يكون الضحايا ضباط وجنود الجيش أمثال العقيد عثمان (أحسن الله قبوله) (مايو 2008) وعندما تفشل الدولة في تحقيق سلام عادل مع الجنوب يكون ضباطها وجنودها هم من يدفع الثمن في هجليج (أبريل 2012م) وعندما تعجز الدولة عن إدارة التنوع الثقافي والعرقي في دارفور يكون الجيش ومعه القوات النظامية الأخرى هم من يحملون عبء ذلك يومياً من جنودهم وقادتهم وعندما تتراخى التحركات السياسية في حسم وإيجاد حلول ناجعة لقضية النيل الأزرق وجبال النوبة يضطر الجيش إلى قتال أهله في تلك المناطق ويفعل كل ذلك وهو في قمة الصمت والانضباط يتم الفساد والنهب باسمه ومن لحمه ودمه ولا صوت لهم ولا وجيع عليهم:


    وكائن ترى من صامت لك معجب
    زيادته أو نقصه في التكلم
    إن إخواننا المتربص بهم اليوم هم الذين حموا ظهورنا يوم أن ولى الكثيرون الأدبار ونزلت على هؤلاء الشباب السكينة التي غابت عن الكثيرين فتشبهوا بقدوتهم وأُسوتهم خير البشر (ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها (التوبة 26 ) إن الذين "وسعوا السكة" أدنى الواجب هو أن يلزموا الصمت وليس محاضرة الآخرين في الشجاعة أو استفزاز الأبطال الذين قادوا جنودهم ساعة المفاصلة وليست الشجاعة في التشدق بالقول والتطاول باللسان ثم التولي عند اللقاء، ثم الأدهى من ذلك ما ينكبنا به الزمان الآن وهو أن تكون القسمة الضيزى نصيب "الفُرّار استدامة الكراسي" والبقاء في السلطة وثم التربص والتحرش بـ "الكُرّار" الذين وقفوا وصدورهم عارية للموت وصدق ابن الوردي حين قال:
    كم شجاع لم ينل فيها المنى
    و######## نال غايات الأمل
    لقد أصبحت السِّمة اللآزمة للمسئولين في قيادتنا بعد ضربة أمدرمان هو تتبع العناصر التي قاتلت وتشتيت تجميعها، ربما في محاولة لمداراة الخجل عوضاً عن قيامها بالواجب الأول وهو إعادة الثقة بها وتقوية وتمتين روح التماسك والقوة التي أثبتت أنها أهل لها، ولكن لأن الحال مثل قول الرصافي عن بغداد السيف عند ########ه والمال عند بخيله وقد استبد كثيره بقليله طمعاّ وزل كثيره لقليله. فلهم فيه الهناء عن ماء مصر وعن تدفق نيله.



    إن التجارب الإنسانية التي جرت فيها مثل هذه الظروف تكشف مستوى الإحساس بالمسئولية ودرجة وعي الشعوب واحترام قياداتها لنفسها ولشعوبها التي تقودها، لقد حاسب صدام حسين قادة جيشه حساباً عسيراً بعد سقوط مدينة الفاو كما فعل حافظ الأسد مع القيادة العسكرية المسئولة عن سقوط ############رة والجولان في 1973م بعد تحريرهما، ويبقى الدرس النموذجي هو المحاسبة التي أجراها جمال عبد العناصر عقب هزيمة يونيو 1967م أو ما عرف بالنكسة ولم يكن لها كبير يتوقف عنده و "استراحة لمحارب" فقد طالت كل من ثبت فيه الإهمال أو التقصير في إدارة القوات وكان شعار ناصر الذي يقوله في كل مكان (أرواح الناس مش لعب) فأجرى محاسبة خرج بسببها المشير عبد الحكيم عامر من السلطة ووضع في الإقامة الجبرية فور انقشاع غبار المعارك، وتم تقديم مجموعة قيادات تلك الفترة للمحاكمات مثل الضابط علي شفيق ووزير الدفاع شمس بدران وقائد سلاح الطيران الفريق صدقي محمود ووضع الفريق عبد المحسن مرتجي قائد عام القوات البرية وقائد الجبهة في الإقامة الجبرية في منزله وتم احالته للتقاعد بعد التحقيق معه ومساومته بكتابة تاريخ مفصل لأسباب الهزيمة استفاد منه القادة من بعده الذين ثبتت براءتهم من تهمة الإهمال في إدارة القوات مثل الفريق محمد فوزي فتمت ترقيته وصار وزير دفاع والفريق الشهيد عبد المنعم رياض اللذان تمكنا من إعادة بناء الجيش المصري فأنجز العبور العظيم بعد ذلك ومسح صورة الهزيمة وغسل عار النكسة،


    ولولا حزم عبد الناصر وتصديه للمسألة بكل مسئولية وحسم وتنحيته للعواطف الشخصية جانباً لما تمكن الجيش المصري من النهوض بتلك القوة وتمكن من مصارعة القوة الإسرائيلية التي توصف بأنها قفّاز أصابعه من الداخل في الحقيقة هو جيش الإمبراطورية الأمريكية.
    وفي التجربة السودانية عندما وقعت اضطرابات وقلاقل السبعينات وكان الرئيس النميري غائبا قام بعزل اللواء الباقر من منصبه كنائب أول فور وصوله أرض المطار رغم العلاقات الشخصية والزمالة التي كانت تربط بينهما، لما رأى أنه تصرُف فاق الحدود المطلوبة للقوة مما أدى إلى تفاقم المشاكل وزاد من قتامة الأحداث. لقد راح ضحية أحداث دارفور عشرة ألاف – باعتراف الرئيس نفسه - ولم يتم محاسبة أحد وفي غزوة ام درمان قتل قرابة المائتي شخص من المهاجمين والمواطنين الأبرياء العزل ولم نسمع بمحاسبة بل بقي الحال أسوأ وأسوأ فوقعت هجليج أبريل 2012م وبعدها نكسات جنوب كردفان ودارفور والنيل الأزرق التي لم يسمع بها أحد ولا نريد أن نستفيض فيها.
    -------------------------------------
    (1) قال الناطق الرسمي باسم الجيش في حوار تلفزيوني (برنامج في الواجهة) إن توقيف هؤلاء النفر الكريم من ضباط الجيش قبل التحرك كان فيه "إكرام لهم"، بمعنى أنهم إذا تم توقيفهم أثناء التحرك ربما يتسبب ذلك في إيذائهم، علّق احد المجاهدين بطريقة قاسية بالقول "معذور الأخ المتحدث هذا فهو لم يشهد في حياته قتالاً إلى جوار هؤلاء، والذين يعلم الكافة عنهم أنهم ما خرجوا لشئ إلا عادو به أو هُلكوا دونه". وفي الحقيقة أن هذه الروح هي ما يعرفها الناس عن هذه الثلة الخيّرة من فرسان القوات المسلحة في كل المعارك التي خاضتها
                  

04-10-2013, 06:15 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الصوارمي: الضباط المدانون تقدموا بطلب استرحام ليشملهم عفو البشير.

    تنازلوا عن حقهم في الإستئناف الذي كفلته لهم المحكمة
    04-10-2013 01:36 AM
    الخرطوم
    (سونا)
    أعلن العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة لوكالة السودان للأنباء أن الضباط الذين تمت محاكمتهم أمام محكمة عسكرية بالخرطوم في السابع من أبريل الجاري والمدانين بضلوعهم في المحاولة الإنقلابية الأخيرة والذين كانت عقوبتهم الطرد من خدمة القوات المسلحة والسجن لفترات مختلفة قد تنازلوا عن حقهم في الإستئناف الذي كفلته لهم المحكمة وطالبوا في ظل بيئة العفو عن السجناء السياسيين الذي أعلنه السيد رئيس الجمهورية أن يشملهم العفو وتقدموا بطلب استرحام بهذا المضمون



                  

04-10-2013, 10:43 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    محمد الحسن الأمين :

    د. غازي (مؤتمر وطني ملتزم)

    وإقالته لن يجد فيها الأعداء فرصة لإحداث تفرقة بين قيادات الحزب



    04-10-2013 11:52 AM

    الخرطوم: رقية الزاكي :

    أكّد محمد الحسن الأمين القيادي بالمؤتمر الوطني، رئيس لجنة الأمن والعلاقات الخارجية بالبرلمان، أنّ د. غازي صلاح الدين الذي أُقيل من رئاسة هيئة نواب الوطني (مؤتمر وطني ملتزم)، وأن إقالته لن يجد فيها أعداء الوطني فرصة لإحداث تفرقة بين قيادات الحزب. وأبان الأمين في تصريحات أمس أن ما حدث ستتم معالجته

    وقال إن نواب الوطني ملتزمون بقرارات الحزب، والقرار ملزم لكل الأعضاء، لكنه أشار إلى وجود ملاحظات للنواب حول القرار من بينها موضوع الهيئة والأمانة العامة، وكشف أنه أمرٌ شرحه د. نافع علي نافع نائب رئيس الحزب للنواب، وقال إن الهيئة لديها لائحة، ولفت الى أن المكتب القيادي هيئة عليا، وأن الموضوع سَتتم مُعالجته بصورة حزبية.

    الرأي العام

    ---------------

    كتلة (الوطني) بالبرلمان تبحث إقالة غازي مع نافع

    البرلمان: علوية مختار :

    تشهد اروقة البرلمان استقطابا حادا بسبب قرار المكتب القيادي للمؤتمر الوطني بإقالة رئيس الهيئة البرلمانية غازي صلاح الدين عن رئاسة الهيئة، وتعيين مهدي ابراهيم بدلا عنه، بينما عقدت لجنة خماسية من الهيئة البرلمانية اجتماعا اول امس مع نائب رئيس المؤتمر الوطني نافع علي نافع، للاستفسار بشأن القرار، وارجأت الهيئة اجتماعا كانت اعلنت عنه أمس لصباح اليوم بمباني البرلمان لاتخاذ موقف حاسم بشأن القرار.


    وابلغت مصادر موثوقة «الصحافة» ان اللجنة في اجتماعها مع نافع ابلغته بتحفظاتها على اصدار قرارات تخصها دون مشاورتها ومحاولة فرض الواقع، وذكرت ان نافع دافع بقوة عن الخطوة، وشدد على أهمية إحترام قرارات الحزب التنظيمية، واكدت ان الطرفين فشلا في الوصول لنقاط تلاق وقررا عقد اجتماع اخر يضم الى جانب نافع رؤساء الكتل النيابية.
    في ذات السياق، اكدت مصادر اخرى لـ»الصحافة» ان هناك تحركا داخل الهيئة البرلمانية لجمع توقيعات ترفض خطوة الحزب بفرض شخصيات معينة على الهيئة، واكدت ان قضيتهم الاساسية ليست في اقالة غازي وانما في تجاوز النواب في انتخاب من يرأسهم ويمثلهم داخل الحزب، وشددوا على تمسكهم بحقهم.


    وعزت المصادر ارجاء اجتماع الهيئة لاكثر من مرة لمحاولة تلافي أية انفلاتات او استقطابات يمكن ان تتم داخل الاجتماع قد تقلب الطاولة على رأس الحزب ويظهر عدم انصياع لقرارات الحزب من النواب لاول مرة.


    الي ذلك، اكد رئيس لجنة الدفاع والامن وعضو اللجنة الخماسية للاتصال بالحزب محمد الحسن الامين، التزام نواب المؤتمر الوطني بقرارات المكتب القيادي «سواء اقتنعوا بها ام لم يقتنعوا» باعتبارهم اعضاء ملتزمين، وقال في تصريحات صحافية امس ان امر الاقالة كان يمكن ان يخرج بصورة افضل من التي خرج بها، واوضح ان امر الاقالة وتعيين البديل ستتم معالجته في اطار الحزب .
                  

04-14-2013, 07:42 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    إطلاق سراح (4) من كوادر الشعبي والترابي يقول أن نجاة الناس في رحيل النظام
    الجمعة, 12 نيسان/أبريل 2013 15:54


    أفرجت السلطات السودانية الخميس عن أربعة معتقلين من حزب المؤتمر الشعبي المعارض كانوا اعتقلوا باتهامات تتعلق بالتخطيط لمحاولة انقلابية في العام 2003 بينما طالب زعيم الحزب حسن الترابي بإتاحة الحريات بشكل كامل. و قضى المفرج عنهم ما يقرب من 9 اعوام في السجن اثر اتهامهم بالتخطيط لقلب نظام الحكم في العام 2003.

    و كان ذات المتهمين إفرج عنهم قبل عدة أسابيع لحسن السير و السلوك و تجاوزهم أكثر من نصف المدة لكن الأجهزة الأمنية أعادت اعتقالهم دون إبداء أى أسباب قبل أن تعود لإطلاقهم أمس، ووصف الأمين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي إطلاق سراح معتقلي حزبه بأنها إنشراحة صدر عارضة لحزبه و أن الفرحة لن تكتمل إلا بإزالة أصول النظام قبل قوانينه.

    و قال الترابي للصحفيين عقب استقباله للمفرج عنهم بمنزله أن الناس و البلاد لن يأمنوا و يسلموا و ينجوا الا برحيل النظام و سلطانه وجبروته ، مشيرًا الى أن بشائر رحيل النظام ظهرت بالاضطراب الذي بدأ يضرب صفوف المؤتمر الوطني و الذي انعكس على كل البلاد ، و أضاف" ستأتيهم البغتة وهم نائمون بعد أن استيأس الناس".

    و شدد الترابي على أنه يريد رحيل النظام بإنتقال لطيف دون تكليف البلاد لخسائر و أن يأتي للحكم نظام يمثل الشعب السوداني و يبسط السلطان و الحريات و يكون أكثر إستقلالاً، و أشار الى أن الحريات لا تزال منزوعة و منقوصة ، مشدداً على أن الطريق للحوار يحتاج الى تهيئة المناخ و تلبية شروط المعارضة.

    يذكر أن المفرج عنهم هم عبدالحليم أدم صبي و موسي إسحاق و على أحمد الطيب و إبراهيم أدم هارون.
    و استثنى قرار الإفراج أحد أبرز كوادر الحزب الأمنية وهو يوسف محمد صالح لبس الذى يعتبر من العناصر المتشددة في عدائها للحزب الحاكم وعرف قبل مفاصلة الإسلاميين في 1999م بالتخطيط و تنفيذ عمليات إنتحارية ضد قوات الجيش الشعبى فى جنوب السودان أبان الحرب الأهلية بين السودان و الجنوب فى أواخر التسعينات .

    و يعتبر لبس من القيادات الأمنية التى تحتفظ بأسرار عسكرية خطيرة و تتخوف الأجهزة الأمنية من الإفراج عنه خشية توظيف تلك المعلومات لخدمة المؤتمر الشعبى أو الحركات الدارفورية المسلحة.

    و وصف الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر عبد السلام إطلاق سراح معتقلي حزبه بالجيدة لكنه شدد على ضرورة إتباع الإجراءات الحالية بإتاحة الحريات بشكل كامل دون أن تكون "هبة من الحزب الحاكم يفرج عنها وقت ماشاء ولمن شاء".

    و قال عبد السلام أن السلطات أطلقت سراح أربعة معتقلين بإستثناء يوسف لبس رغم أنه أدين ضمن المعتقلين باتهامات تتعلق بالمحاولة الإنقلابية في العام 2003 .
    سودان تريبيون


    ----------------

    كيف استطاع الدكتور نافع علي نافع أن يقصي خصومه ..

    بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن
    السبت, 13 نيسان/أبريل 2013 10:32



    يعتقد عدد كبير من السياسيين السودانيين, إن الدكتور نافع علي نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني ومساعد رئيس الجمهورية قليل الخبرة بالعمل السياسي, و تظهر تلك في اللغة الاستفزازية التي يستخدمها, و بالتالي لا يستطيع أن يدير معاركه السياسية بمفرده, أنما يستفيد من قربه لرئيس الجمهورية, أو بالأحرى مجموعة العسكريين الذين يقبضون علي عصب السلطة, و الرأي يكون صائبا إذا كانت النظرة سطحية دون سبر الغور في تاريخ الرجل السياسي منذ قيام الإنقاذ, و لكن إذا تتبعنا معارك الرجل السياسية و كيف أدارها تؤكد أن الرجل بذكاء مكنه من كسب معاركه داخل السلطة, و استطاع أن يتخلص من الذين يعتقد أنهم يشكلون عائقا أمام طموحاته السياسية.


    معروف لدي كل السياسيين السودانيين أن الدكتور نافع هو مؤسس بيوت الأشباح, و التي كان قد عذب فيها عددا كبيرا من المعتقلين السياسيين, و استشهاد بعضهم نتيجة للتعذيب, ثم إشرافه الكامل علي خطة لمحاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك في أديس أبابا, و جاء إبعاده الرجل من جهاز الأمن و المخابرات الذي كان رئيسه, من قبل الرجل القوي في لنظام ذلك الوقت " الدكتور حسن الترابي" في ذلك الوقت كان الدكتور نافع تحت مظلة السيد علي عثمان محمد طه, و الذي لم يستطيع أن يشفع له عند الترابي, فأبعد عن واجهة السلطة, و بعد حادث الطائرة الذي مات فيه نائب رئيس الجمهورية الزبير محمد صالح و تم اختيار علي عثمان نائبا للرئيس, بدأ نافع يعود للعمل بطريق غير مباشر, و كانت علاقاته مع العسكريين في السلطة مستمرة بحكم موقعه السابق كرئيس لجهاز الأمن و المخابرات, حتى جاءت المفاصلة, و التي بموجبها حدث الانشقاق الكبير داخل الحركة الإسلامية, و لعب الدكتور نافع دورا كبيرا في المفاصلة في إقناع العناصر التي كانت مترددة في اتخاذ مواقفها, و عقب الانشقاق اقنع الدكتور نافع كل من عبد الرحيم محمد حسين و بكري حسن صالح أن النظام يجب أن يفتح الباب لعناصر من القوي السياسية الأخرى, لكي يشكلوا توازن للقوة في النظام مع بقايا الحركة الإسلامية, و الذين بقوا في السلطة حتى لا يشكل الإسلاميين أية أداة للضغط علي النظام في المستقبل, و قد أوكلت المهمة للدكتور نافع.



    كانت خطة الدكتور نافع في استقطاب القوي السياسية, أن لا يفتح حوارا مع القيادات التي في قمة الهرم, أنما يفتح الحوار مع قيادات الصف الثاني التي تتطلع إلي السلطة, و القيادات التي ليست علي وفاق مع قيادات تنظيماتها, و أول عمل هو الذي كان وراء اختيار احمد عبد الحليم سفيرا للسودان في مصر, بسبب إن الرجل بحكم علاقاته الطيبة مع كثير من القيادات المصرية, و في نفس الوقت مع بعض من قيادات المعارضة, و لديه القدرة علي أن يحدث اختراقا في القوي السياسية المعارضة, و بالفعل أن الرجل قد نظم اللقاء بين الرئيس عمر البشير و الشريف زين العابدين الهندي, ثم توالت عملية الاستقطاب من القوي السياسية للعناصر التي تبحث لذاتها موقعا في السلطة, و نجح الدكتور نافع في استقطاب عناصر من القوي السياسية, أحدث بها توازنا مع مجموعة الإسلاميين, هذا الفعل جعله أكثر قربا من الرئيس و من مجموعة العسكريين, و في نفس الوقت كان الدكتور قريبا من جهاز الأمن و المخابرات الذي قام هو شخصيا بتأسيسه و اختيار عناصره من الحركة الإسلامية في الأيام الأولي للإنقاذ, لذلك تجد هناك ولاءات من العديد من ضباط الجهاز لشخصه, و لم يقف عند ذلك بل استطاع أن يملأ نصف مقاعد السلطة التنفيذية من المقربين له في الجهاز, الأمر الذي جعلهم يدينون له بالولاء, و الغريب في الأمر إن المهندس صلاح عبد الله قوش هو نفسه صنيعة الدكتور نافع.


    لم تكن هناك عناصر كثيرة في مخيلة الدكتور نافع خاصة من الذين صنعهم داخل الجهاز أو غيره, كان الإشكالية كيف يستطيع تجاوز أثنين فقط لكي يصبح الطريق سالكا, الأول مجذوب الخليفة رحمة الله عليه, و الثاني علي عثمان محمد طه, الأول توفي في حادث حركة, الأمر الذي أتاح للدكتور نافع أن يصبح نائبا للرئيس لشؤون التنظيم بسند قوي من مجموعة العسكريين و جهاز الأمن و المخابرات, لكي يضعف الدور السياسي لعلي عثمان, و رغم إن قوش كان مواليا لعلي عثمان و لكن كان من مصلحته إضعافه لكي يصبح الطريق أيضا سالكا أمامه لأنه كان يعتقد أن الدكتور نافع ليس لديه القدرات القيادية التي تجعله يقف أمام طموحاته, و بدأ الصراع بين الدكتور نافع و علي عثمان بالضرب تحت الحزام, حتى ظهر في الواجهة الفريق صلاح قوش من خلال كرزمته التي لها مقومات أكبر من الدكتور نافع في المواجهة و القدرة علي الفعل المباشر, و هذه كانت نقطة الضعف عند قوش, استطاع نافع مع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين إبعاد صلاح قوش من جهاز الأمن و المخابرات لكي يحمله مسؤولية دخول حركة العدل و المساواة أم درمان, و إبعاد المسؤولية عن وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين, و ذهب صلاح قوش لمستشارية الأمن القومي التي حاول إن يلعب من خلالها دورا سياسيا يضعف دور نافع في الحزب, فأعلن عن الحوار الوطني مع القوي السياسية تقوده المستشارية تحت مظلة رئاسة الجمهورية الهدف منها إضعاف دور الدكتور نافع السياسي و إظهاره ليس لديه القدرة علي خلق مبادرات سياسية مع القوي السياسية تؤدي لوفاق وطني, و الثانية أن يكسب ود الرئيس الذي يقبض علي مفاصل السلطة و قراراتها, في هذا الوقت كان الدكتور نافع يجمع أخطاء الفريق قوش و يلفت نظر العسكريين لطموحاته الشخصية باعتباره هو الذي يملك القدرة علي صناعة الأحداث, و إذا نجح صلاح قوش في الحوار الوطني سوف يجد قوة كبيرة تقف من خلفه تدعم طموحاته الأمر الذي سيكون خصما علي العسكريين, لذلك تم أقناع الرئيس البشير بإبعاد الفريق قوش من المستشارية, و لم يجعل الدكتور نافع إن القضية متعلقة فقط بالفريق قوش أنما صور المسألة إن هناك تخطيطا من مجموعة الإسلاميين لإحداث تعديلات جوهرية في السلطة و وراء هذا التخطيط علي عثمان محمد طه, الأمر الذي تم فيه إبعاد علي عثمان من الشؤون السياسية المتعلقة بالتنظيم السياسي, و أوكلت إليه شؤون العمليات التنفيذية و إستراتيجية التنمية, و من هنا أصبح الدكتور نافع هو المتحكم في الحزب و العمل السياسي,


    و عندما عقد الدكتور نافع اتفاق أديس أبابا مع الحركة الشعبية باعتباره الرجل القوي في النظام استطاع علي عثمان تحريك العناصر الإسلامية و القريبة من الرئيس في رفض الاتفاق و يجب عدم قبوله, شعر الدكتور نافع أن خصمه ما يزال قويا و قادرا علي تحريك البساط من تحت أرجله متى ما أراد ذلك, لذلك حني رأسه للعاصفة, ثم جاءت عملية حركة الإصلاح التي يقودها الدكتور غازي صلاح الدين و التي أيضا كانت تريد أن تحدث تغييرا في القيادات السياسية, لكن علي عثمان كان يريد موقفا وسطا لا يجعله يخسر الرئيس إذا فشلت العملية, و العملية كانت تريد أن تعيد القوة و المبادرة لمجموعة الإسلاميين في السلطة مستفيدين من المحيط الذي حول البلاد, و الذي أحدثته ثورات الربيع العربي, هذه التحولات السياسية في المحيط كانت خصما علي الدكتور نافع, لذلك نجده ذهب بعيدا للبحث عن شراكة إستراتيجية في موسكو و بكين, و لكن تلك لم تخفف المعركة السياسية التي فجرها الإسلاميين, و استطاعت المعركة أن توضح ليس للدكتور نافع أية سند داخل الحركة الإسلامية, و تم إسقاطه من داخل المؤتمر و بعض مؤيديه, و لكن وضحت لصورة للدكتور لذلك جعل معركته في الخفاء مع الدكتور غازي, و بدأ يرصد كل تحركاته حتى جاء موقفه من قضية ترشيح الرئيس استنادا للدستور, لذلك استطاع أن يبعده من رئاسة كتلة نواب المؤتمر الوطني, رغم أن الوظيفة نفسها شكلية لآن البرلمان 99,9% مؤتمر وطني, و لكن لماذا أتخذه نافع لبرلمان لتصفية حسابه مع الدكتور غازي...!


    لآن البرلمان هو صنيعة الدكتور نافع و أغلبيتهم لا ينتمون للحركة الإسلامية أنما ينتمون للمؤتمر الوطني, و بالتالي يحاول الدكتور نافع أن يظهر قوته في المؤسسات التي صنعها, هذا الإبعاد كان بمثابة توجيه إنذار لآخرين, لذلك نجد إن الدكتور إبراهيم غندور بادر في أن ينفي أن هناك صراعا أنما هي تغييرات روتينية, الهدف من التصريح ليس النفي أنما تعديل موقف الرجل من الصراع باعتبار أن غندور نفسه كان قد صرح إن البديل للبشير هو علي عثمان لبقائه الطويل في السلطة, و لكن عندما أتضح للرجل أن هناك قوة تدير العملية بحنكة اضطر لتغيير موقفه من الصراع داخل الحزب, ثم هناك تصريحات الدكتور قطبي المهدي التي أكد فيها " ألان يمكن قبول الحوار مع قطاع الشمال علي أٍساس اتفاق أديس أبابا, و جعل الاتفاق مرجعية للحوار هو إعادة الاعتبار للدكتور نافع الذي كان قد أهين برفض الاتفاق و رد الاعتبار يعني انتصار للرجل علي مواقف الآخرين.



    أراد علي عثمان أن يفجر قضية من العيار الثقيل يعتقد أن الدكتور نافع لا تسعفه قدراته في الاقتراب منها, و هي ذات القضية التي لعب عليها الفريق صلاح قوش, و كانت سببا في إبعاده, هي قضية الحوار الوطني حيث التقي علي عثمان بعلي الحاج في ألمانيا لكي يكسب ود الإسلاميين داخل السلطة و خارجها, و أن يفتح معركة لا يستطيع الدكتور نافع الاقتراب منها, فعقد مؤتمرا صحفيا و نادي فيه بالحوار الوطني, ثم عاضده الرئيس بخطابه في البرلمان, و أصبحت القيادات في السلطة تتحدث عن الحوار, و أطلق سراح المعتقلين السياسيين الستة, و كان يجب علي الدكتور نافع أن يبين قدرته و قوته في الصراع, لذلك لم يتم إطلاق سراح جميع المعتقلين في سجون النظام, ثم زاد التضييق علي حرية التعبير و الصحافة, و إبعاد غازي صلاح الدين إشارة أن النظام لا يقبل الرأي الأخر, حتى داخل صفوفه و يخلق حالة من التشكيك و إبعاد رئيس تحرير جريدة الصحافة النور احمد النور و هو من الإسلاميين الذين ذهبوا مع المؤتمر الشعبي ثم تراجع عن موقفه دون الانخراط في المؤتمر الوطني, و قد كان أول من كتب مؤيدا الحوار, ثم جاء التحقيق مع عدد من الصحافيين و مدير مكتب الجزيرة, و كلها نشاطات يقوم بها جهاز الأمن و المخابرات بهدف إجهاض عملية الحوار الوطني التي نادي بها النائب الأول لرئيس الجمهورية و هي تعتبر جزءا من الصراع في السلطة, رغم إن الكتلتين ليس لديها أية علاقة بقضية الديمقراطية و لا اعتقد أنها سوف تتبني أية حوارا جادا يؤدي لوفاق وطني, و لكن شعارات الحوار هي جزءا من شعارات مرحلة يضطرهم إليها الصراع الداخلي.


    إذا نظرنا لموقف الرئيس البشير من الصراع نجده قد أيد قضية الحوار التي نادي بها نائبه الأول, من خلال خطابه في البرلمان و إطلاق سراح المعتقلين السياسيين. و لكنه أيضا سكت عن نقد الإجراءات التي اتخذها جهاز الأمن و المخابرات, و هي إجراءات الهدف منها تعطيل عملية الحوار, و يعلم الرئيس وراء هذه الإجراءات الدكتور نافع, ثم موافقة الرئيس علي إبعاد غازي من رئاسة كتلة المؤتمر الوطني في البرلمان, كل هذه الإجراءات يعلمها الرئيس و يريد أن يقف في منطقة أوسطي في هذه المرحلة لكي يشغل الناس بأنفسهم و يكشف مواقف الآخرين من الصراع.



    القضية الأخرى التي يجب الإشارة إليها عندما ترك كل من محمد الحسن الأمين و الدكتور الحاج أدم حزبهم المؤتمر الشعبي, قال الدكتور الترابي هؤلاء ضغطتهم ظروف الحياة و أصبحوا يبحثوا عن معايشهم, و لكن كان الاثنان قد صرحا أنهم جاءا إلي المؤتمر الوطني و أنهما سوف يلعبان دورا من أجل التقارب و توسيع دائرة الحوار, و بعد أيام قلائل نجد إن الرجلين تغيرت لغتيهما و أصبحا يتخذان المواقف الحادة ضد المعارضة, و شن حرب كلامية ضدها, إن تغيير هذه المواقف تؤكد أنهما قد تبين لهما إنهما يجب أن يسيرا في الخط المرسوم داخل التنظيم, و إلا سوف يحرقا كسياسيين, لذلك كانا ملوك أكثر من الملك, مما يؤكد قدرة الدكتور نافع علي التأثير علي الآخرين و من الصورة نجد أن الدكتور نافع يراهن علي حزب المؤتمر الوطني بعيدا عن مجموعة الإسلاميين التي تستظل بمظلة علي عثمان و يراهن علي جهاز الأمن و المخابرات الذي أغلبية عناصره ولاء للدكتور نافع و أيضا يراهن علي المؤسسة العسكرية من خلال العسكريين الذين يعتمدون عليه سياسيا. و نحن نسأل الله يكف الشعب شرور هذا الصراع.


    zainsalih abdelrahman


    ----------------

    معركة خلافة البشير بدأت مبكرة !ثلاثة سيناريوهات تحكم المشهد على المسرح.

    بقلم: أمير التهامي طه
    الجمعة, 12 نيسان/أبريل 2013 15:57


    هل يترشح البشير تحت ضغط صقور المؤتمر الوطني بعد أن قطع بعدم ترشحه للرئاسة مرة أخرى ؟ ، ومن هو المؤهل لقيادة المرحلة القادمة إذا قُدر لنظام الإنقاذ أن يستمر ؟ ، وهل تطفح الخلافات الداخلية التي تعصف بالحزب على السطح بحكم وجود تيارات متصارعة داخله وطموحات شخصية شرسة لا يهم أصحابها مصير البلاد والعباد ، ولكن المكسب والمصلحة الشخصية هو همها الأكبر والأوحد؟ ، وإلى أي مدى ستستمر حالة الشقاق والصراع المكتوم والتنافر الداخلي رغم محاولات إخفاء حقيقة التشظي التي بدأت منذ ما سُمى بالمفاصلة عام1999 والتي قسمت الجماعة إلى فسطاطين(جماعة القصر وجماعة المنشية) ؟ ، وأخيراً هل ستقبل المؤسسة العسكرية بقيادة جديدة تأتي من خارج (الثكنات) ولا يلبس (الكاكي) ؟
    هذه أبرز التساؤلات التي يمكن أن تدور في ذهن أي متابع لحالة الهرج والمرج التي تعتري الساحة السياسية في بلادنا منذ أن أعلن الرئيس البشير زهده عن الحكم ، وعدم رغبته في الاستمرار على كرسي الرئاسة.
    ورغم التطمينات التي أتت من هنا أوهناك ، وتقطع كلها بأن الأمر داخل (حوش )المؤتمر الوطني (مُستتبٌ وتحت السيطرة ولا شيء يدعو لقلق أعضائه) ، إلا أن الواقع يقول بغير ذلك تماماً ، بل أن ما رشح يؤكد بأن تحت الرماد ناراً والتنُور يفور بمن فيه وما فيه ، وذلك بما ظهر من ردود أفعال وتعليقات لأعضاء بارزين ، بل هم من داخل (كابينة القيادة) في الحزب والمدهش أن كان بعض من علا صوتهم جهرة هم ممن يوصفونهم بـ(الحمائم) إذا فهمنا أن للصقور دوافعهم وأهدافهم للاعتراض على تنحي البشير وغيابه عن المسرح .


    وما ينبغي التأكيد عليه ، هو أن الجماعة ليسو على قلب رجل واحد وإن أدعوا ذلك ، والدليل على ما نقول هو ظهور تيارات يبدو الصراع بينها خفياً حتى الآن على الأقل ، ولكن كرة ثلج (الصراع الداخلي) تكبر يوماً بعد يوم ، فظهر من أسموا أنفسهم بـ(السائحون) وهم يؤمنون بأنهم الأولى بوراثة النظام ، ويقولون بأن تضحياتهم في سبيل حماية النظام ، والتمسك بمبادئه التي قدموا من أجلها أرواح ودماء زملاء لهم إبان حرب الجنوب ، وما أسموه بالجهاد المقدس آنذاك يجب ألا تذهب هدراً، فكل ذلك حسب زعمهم يعطيهم الحق في هذا الإرث ، وعللوا ظهورهم بانحراف بعض القيادات القديمة عن مبادئ الجماعة التي تربوا عليها، أضف إليها الفساد الذي ينخر النظام من الداخل وأصبح مهدداً بزوال النظام ، وما يتبع ذلك من مستحقات قانونية ستلحق حتماً الأذى بكل من ساهم في ما لحق بالبلاد طيلة رُبع قرن من السنين العجاف .
    ثم ظهرت مجموعة العسكريين المشاركين فيما وُصفت بالمحاولة الانقلابية وضمت إلى جانب إسلاميين بارزين من صفوف القوات المسلحة مثل ود إبراهيم ، قياديين أمنيين ظلوا يعملون طيلة عقدين مضيا لحماية النظام وتأمينه من محاولات الإسقاط أو مجرد اختراق وزعزعة صفوفه مثل الفريق صلاح قوش ، وهؤلاء كالسابقين يعتقدون أنهم أكثر كفاءةً ، وأحق من الآخرين بوراثة النظام لما يرون أنـهم قدموه لحماية ظهر النظام وتأمين بقائه واستمراره لهذه العقود .
    أضف إلى هؤلاء وهؤلاء ، جماعة الـ( ألف أخ ) والذين كان لهم رأي ناقد وحانقٌ في كل ما يحدث على مسرح النظام ، وهم من عناهم البشير صراحة في لقاء تلفزيوني مع الطاهر حسن التوم بأنهم (خارجون عن أنظمة الحزب ومؤسساته) وتوعدهم بالتحقيق ، مطالباً إياهم بمناقشة هذه المطالب عبر قنوات الحزب وداخل أسواره .


    أما أحدث التيارات المتشظية ، فيقودهم الدكتور غازي صلاح الدين الذي علا صوته عقب إعلان البشير رغبته بعدم الترشح ، وغرد خارج السرب بقوله (أنه لا يحق للبشير حسب بنود الدستور الترشح لدورة جديدة ) ، ثم عاد وخفف لهجته حين ووجه بهجوم كاسح من صقور الحزب قائلاً ( أن الأمر متروك للحزب شرط أن يُعدل الدستور ) . وأنضم إليه ــ وإن برؤية مخالفة ــ الدكتور قطبي المهدي الذي قال صراحة أن الحزب لم يعمل لمثل هذا اليوم ، وأن لا بديل للبشير في ظل عدم وجود كوادر شبابية عجز الحزب عن تأهيلهم لسد الفراغ أو تقديم البديل المناسب طيلة أربعة وعشرين عاماً مضت.
    ولم يكن مفاجئاً لأحد أن يعمل المتشددون والصقور على إفشال أي مسعى أو إسكات أي صوت نشاز يخرج من وسطهم مؤيداً ترجل البشير ، فسرعان ما التأم الرهط وتنادوا فيما بينهم ونصبوا الدكتور نافع (قيماً) أو قُل (ألفةً) على الحزب يرفع عصا التأديب لكل من تسول له نفسه ، أو (يهرف لسانه بما لا يعرف) على طريقة (والفايت الحُدود واسووه) ، وكان أول قرار لمعالجة هذا الأمر إقالة الدكتور غازي عن موقعه كرئيس للكتلة البرلمانية للحزب ، وهو عقاب يبدو في ظاهره تنظيمياً ، ولكنه يدخل حقيقة في صُلب الصراع الدائر بين مراكز القوى المتشظية والمتباينة المواقف والرؤى ، (وهل نافعٌ إلا من غزية إن غوت ،غوى ،، وإن ترشُد غزية لا يرشد !).
    هذه المواقف المتباعدة والمتباينة ، وبينها برزخٌ وموجٌ فوقه ظُلل وعُتمة ، ينم على ما وصل إليه النظام من تآكل بداخله يكاد يهوي به ، وإن بدا الأمر غير ذلك على الواجهة الإعلامية التي تبدو فيه أمواج النظام هادئة و(رايقه) ، فالحسابات عند كل جماعة أو تيار ، غير حسابات الآخرين ، والرؤية للخروج من نفق التضارب والفوضى في التصريحات والأقوال هي ما حاول المكتب القيادي للحزب أن (يلجمها) ويحاصرها ، ويجعل لها متحدثاً واحداً ، يمسك بـ(مايك) واحد وهو الدكتور نافع وقد (دقسوا) في الاختيار ، فمن نصبوه ( ألفةً) لمراقبة تفلتات أعضاء الحزب ، ولترويض الجامحين ، هو في الحقيقة أكبر مهدد لوجود الحزب ، وأكثرهم خطراً عليه لأنه ــ أي نافع ــ (الأقدر) على تأليب الناس على المؤتمر الوطني وسياساته ، وبعث الشكوك في قلوب الشعب حول نوايا النظام وسدنته لما عُرف عنه بالغلظة في القول والفعل ، وإطلاق العنان للسانه دون ضابط ولا رابط !


    يبقى ما بدأنا به ، وهو السيناريوهات الثلاثة التي يمكن التوقف عندها ، والتنبؤ بها ، ليس ضرباً بالغيب ولا تنجيماً من فعل السحرة ، ولكن بربط كل الوقائع والأحداث التي سقناها هنا ببعضها، وهي في النهاية عبارة عن تحليل اجتهادي يمكن أن يحدث عكسه متى ما تغيرت خطط اللعبة داخل أروقة الحزب ، ومتى ما تبدلت التحالفات بين حلفاء الأمس ، غُرماء اليوم خاصة ممن يمسكون بخيوط اللعبة ويخفون وراء ظهورهم (كرت الجُوكر) الذي سيُنهي اللعبة برُمتها متى ما أستدعى الموقف ذلك .
    أول هذه السيناريوهات ، هو تراجع الرئيس البشير عن قرار التنحي تحت ضغط الصقور بحجة أن القول الفصل في النهاية للحزب وليس للرئيس ، وأن عليه أن يخضع لما يقرره الحزب وإن كانت ضد رغبته الشخصية . وهذا ما قاله النائب الأول في مؤتمره الصحفي الأخير حين أكد أن الرئيس صادق في نيته ، ولكن للحزب قنواته ورأيه وقراره في النهاية .


    وعضد هذا التوجه كثير من القيادات الكبيرة ومنهم الدكتور قطبي المهدي وإن كان رأيه يتلخص في عدم وجود كوادر شبابية أهلت ودربت لذلك ، وأن المرحلة تتطلب بقاء الرئيس لئلا يحدث تنازع على خلافته .
    وقويت فرص هذا الخيار بعد أن تم تحريك قيادات حزبية في بعض الولايات لكي تنادي برفض فكرة تنحي الرئيس ، وسيعمل هؤلاء قطعاً على حشد قواعدهم الحزبية في ولاياتهم ،ثم يُصعَد ليصل إلى الخرطوم فيقوم الحزب بتبني الرغبة لتجعل منها الفئة التي تخشى على نفوذها ومواقعها ومصالحها قاعدة لتمرير رغبتهم لإثناء الرئيس عن قراره . وهذا هو السيناريو الأقرب والأقوى فقرار بقاء الرئيس قد إتُخذ بالفعل في دوائر الحزب ، وحججهم في ذلك كثيرة ، منها ــ حسب رأيهم ــ عدم وجود البديل المناسب الذي يمكن الاتفاق عليه والالتفاف حوله في الوقت الحالي ، ولمنع تشظي الحزب وتفادي الانقسامات التي تُنذر بتصدع الكيان ، خاصة وأن موعد الاستحقاق الانتخابي قاب قوسين أو أدنى ، وأن الظرف السياسي والمهددات التي تحاصر البلاد كبيرة وخطيرة تستوجب بقاء البشير.


    يقود هذه المجموعة مساعد الرئيس ونائبه في الحزب الدكتور نافع علي نافع ، والذي يُعتبر حقاً كبير الصقور الجارحة ، وهؤلاء لن يستسلموا بسهولة ، كما سيحاولون عرقلة أي خطوات عملية يشرع فيها غيرهم لتقديم بديل عن البشير ، كما لن يرضوا بأي تغيير جدي ، وسيعملون على الدفاع عن مصالحهم ومكتسباتهم حتى الرمق الأخير من أنفاسهم وذلك لأن بقاء الحزب بشخوصه وحرسه القديم وبسياساته العقيمة يعني بقاؤهم على المسرح لجني المزيد من المكتسبات ، ولكونهم مثل (التوأم السيامي) الذي يجب التضحية بأحدهما في حال أريد فصلهما عن بعضهما ، حيث يموت أحدهم فيحي الآخر .
    السيناريو الثاني يقول بأن يتم تقديم النائب الأول الأستاذ علي عثمان طه كمرشح وحيد للحزب ليخلف البشير ، وقد صدرت تلميحات من الرئيس بهذا الاحتمال . ويأتي هذا التوجه لعدة اعتبارات أولها تفادي انفجار الصراع على خلافة الرئيس بين (الطامحين والطامعين) ، ولقطع الطريق أمام هؤلاء وآخرين مغامرين أو مرفوضين في صفوف القواعد .
    ثم أن النائب الأول هو بمثابة (صمام أمان) للحزب باعتباره (فرملة يد) لكل المتشاكسين والمتصارعين داخل التنظيم ممن وصفتهم مجموعة الإصلاحيين بـ(الانتهازيين والطفيليين) وحددت شخصيات قيادية بالاسم !
    كما أن علي عثمان يُعتبر حسب تاريخه في النظام (العقل المفكر والمدبر) طيلة عقد ونصف مضيا من عمره ، وإن ظل يعمل في الخفاء ودون ضوضاء ولا صخب .


    ثم يجب ألا ننسى أن ترشيح علي عثمان لسُدة الرئاسة ، يعني ضمنياً أن أمر عدم ملاحقة البشير للمحاكمة دولياً سيكون حتماً جزءاً من (الصفقة) ، وضماناً لاستمرار النظام في الحكم لفترة أخرى قد تطول أو تقصر حسب تقلبات الأحوال جراء الأزمات التي تعصف بالبلاد وتمسك بعضها بخناق بعض دون بصيص أمل أو ضوء في نهاية النفق .
    السيناريو الأخير في هذا التحليل هو سؤال يطرح نفسه ، ويبحث عن إجابات في دهاليز السياسة السودانية المعتمة ، وهو موقف المؤسسة العسكرية من كل هذا الصخب والضجيج المتعالي ؟ وهل ستقف متفرجة على ما يحدث وفيه ما فيه من مهددات حقيقية وخطيرة لأمن الوطن والمواطن ؟ وهل يرضى قادتها أن يؤدي طموح جماعة ما أو حماقاتها أوطموحات أفرادها وطمعهم وتكالبهم على السلطة والمصالح والمال ، إلى تفتت البلد أمام أعينهم ، واستمرار حالة عدم الاستقرار وتآكل حدودنا وأراضينا من أطرافها دون أن يحركوا ساكناً ، باعتبار أن واجبهم الوطني والمهني والأخلاقي هو الدفاع عن أرض البلد وعرض الشعب المغلوب على أمره ؟


    وهل ستظل المؤسسة العسكرية تجلس على مقاعد المتفرجين في مسرح اللامعقول الذي يمارس فوقه حزب المؤتمر الوطني تقديم عرض بال لكوميديا تراجيديا كفيل بأن يمحو السودان من على خارطة العالم ويزيله من الوجود ؟
    يقيننا أن المؤسسة العسكرية ليست بعيدة عن المشهد فهي جزء من (الترويكا) ، وهي تراقب من بعيد (لعبة القط والفأر) التي يمارسها أعضاء هذا الحزب فيما بينهم (بدريين / انتهازيين / طفيليين / سائحون / أصليون مهمشون / مغامرون لا وطنيون) ، ولكن هذا لا يعني أن اللعبة ستمضي هكذا بلا نهاية حتمية ، وإذا كان النظام قد عمل على (تقليم أظافر) المؤسسة العسكرية منذ زمن بعيد ، إلا أن اختيار البديل في حال نفذ البشير وعده وصدق في موقفه المعلن ، أو لم ينصاع لرغبة الطامعين والطامحين في استمراره كـ(حائط صد) لكل تجاوزاتهم وموبقاتهم ، سيكون للمؤسسة العسكرية رأي لا يمكن تجاوزه ، وربما تكون كلمتها هي الأخيرة في ظل واقع لا يرضي رجالها الذين ملوا الحروب التي أنهكتهم على مدى عقدين، فبعد أن كانت حرباً واحدة انحصرت في رقعة جغرافية واحدة هي جنوب السودان ، هاهي البلاد اليوم وقد مزقتها الحروب التي صنعها النظام شرقاً وغرباً .
    نقول بأن القوات المسلحة لا يشرفها قطعاً انزلاق البلاد ودخولها في أتون فوضى عارمة كما حدث في الصومال وأفغانستان ويوغسلافيا السابقة . كما أن لا أحداً في السودان يتمنى مثل هذه النهاية لوطن ظلَ محافظاً على مقدراته وهيبته وتماسكه الاجتماعي وحدوده الجغرافية حتى أتى النظام الحالي فأصبح الناس في حيرة من أمرهم ، يتساءلون بعجب وغضب : أليس في هؤلاء عاقل ؟


    وفي هذا الصدد ، فقد رشحت تكهنات دارت همساً في المجالس ذهبت إلى حد تسمية الفريق بكري حسن صالح لخلافة الرئيس ، وذلك بحكم انتمائه للمؤسسة العسكرية ولكونه مقبولاً أكثر من غيره لدي كبار القادة والضُباط من زملائه . وإن صحت هذه التكهنات فذلك يعني (إعادة إنتاج نبيذ الإنقاذ القديم في قنان جديدة ) لأن تغيير رأس الهرم دون المساس بقاعدته لن يُغير في الأمر شيئاً ، ولن يقبل السودانيون استمرار ماكينة النظام المهترئة التي أصابها العطب في كل أجزائه ، ولمعرفة راعي الضأن في سهول البطانة وتخوم كردفان ووديان دارفور بأن وجود نفس الوجوه والأشخاص الذين أودوا بالوطن إلى المهالك والتشرذم لن يُنهي مأساة السودان، وإنما سيعمق الأزمة وسيخلق واقعاً أكثر سوءاً ومرارة ودماراً .


    هذه قراءة لخارطة الوطن في ظل الضبابية التي تحيط به ، ووجود جماعة (يركبون رأسهم) ولم يُحسنوا قراءة التاريخ فقادونا جميعاً إلى سراديب المهالك فصرنا نهيم كما قوم موسى في صحراء التيه لربع قرن . نسأل الله العلي القدير بقدرته ولطفه أن يُجنب بلادنا الفتن ، وأن يحفظ ما تبقى من شعبنا العظيم ليعيد بناء دولته من جديد على قيم التسامح والمحبة والتآزر التي نشأنا عليها وطمسها الانقاذيون بعجرفتهم وسوء تخطيطهم وغياب العقول .
    ameer altohami [[email protected]]

    ---------------------

    عواقب تراجع فرص "الحوار الوطني" ..

    بقلم: خالد التيجاني النور
    الجمعة, 12 نيسان/أبريل 2013 22:02


    اللهم أكفنا مجازر سوريا, ومغامرة الكابتن امادو, وزحف سيليكا

    [email protected]

    لم يكن حتى أكثر الناس تشاؤماً, بمن في ذلك غلاة خصوم النظام الذين يرفضون الحوار معه ولا يرون لإسقاطه بديلاً وإن طال السفر, يتوقعون أن تذوى رويداً رويداً الامال التي ارتفعت أخيراً بالدخول إلى مرحلة جديدة من الحوار الوطني الجامع بهذه السرعة المفاجئة بمثل ما جاءت الدعوة له مفاجئة وبلا إرهاصات. ولكن هل يمكن الجزم بأن هذه المبادرة ذوت فعلاً, أم أنها لا تزال على الطاولة تكافح من أجل الصمود في مواجهة الفراغ ومآلاته المخيفة؟.
    ففي أيام قليلة تحول المناخ السياسي في البلاد من النقيض إلى النقيض, فماذا حدث, وما هي الوقائع والخلفيات, وما هي المآلات, ولماذا وكيف تجري محاولة وأد هذه السانحة النادرة ل"حلحلة" الأزمة السودانية وتفكيك تعقيداتها المتشابكة, وما هي السيناريوهات الأكثر احتمالاً في ضوء هذه التطورات والمواقف المتناقضة؟ أسئلة تترى لا بد من الإجابة عليها لمعرفة إلى تساق البلاد, ولكن ذلك غير ممكن بغير قراءة دقيقة لطبيعة النظام الحاكم الراهن وما يجري في كواليسه, وتوازنات وحسابات الفاعلين فيه.
    لم يكن أكثر السودانيين يصدقون أنفسهم وهم يستمعون بعد انتظار طال لكلام عاقل, إلى المسؤول الإنقاذي الرفيع الشأن, وهو يتحدث بلغة الواقع المعاش بكل تعقيداته ومخاطره الماثلة على وجود ما تبقى من الدولة السودانية, وقد تجاوز لأول مرة التصريحات الوردية لدهاقنة الطبقة الحاكمة يتحدثون عن حال بلد سعيد لا يوجد إلا في مخيلتهم, ولا يبدو أن هناك أحداً غيرهم يعرفه. بل ويقدم كذلك لأول مرة على محاولة رسم ملامح خريطة طريق ممن الممكن أن تشكل بوادر مخارج من المأزق التاريخي الذي يعيشه السودان ويكاد يذهب بريح ما تبقى منه بعد "تناقص أوتاده وتكاثر زعازعه" في وصف جامع مانع للدكتور منصور خالد.
    كان أغلب ظن التوقعات بين يدي المؤتمر الصحافي للنائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه أنه لن يذهب أبعد من إخراج نفسه من حرج إقحامه في "معركة الخلافة" المحتدم أوارها في دوائر "المؤتمر الوطني" المنقسم على نفسه والتي تجددت عقب إعلان الرئيس عمر البشير عزوفه عن السلطة بنهاية ولايته الحالية., والتوقع الآخر أن طه سيحاول التقليل من المضمون السياسي للقاء النادر الذي جمعه بالدكتور علي الحاج, الذي طغى على دوافع البعد الاجتماعي المعلن لاجتماع برلين, أيضاً بسبب ضغط حسابات توازن القوى داخل المؤتمر الوطني.
    وكانت المفاجأة أن طه ذهب أبعد من ذلك بكثير, ولئن كان متوقعاً أنه سينأى بنفسه عن الدخول في متاهة "الخلافة" الملغومة معتبراً خروج البشير من الملعب غير وارد في هذه المرحلة. فقد خالف التوقعات وهو يقدم دعماً غير متحفظ ل"مبادرة بون" التي خرج بها الدكتور علي الحاج مسارعاً إلى إعلانها من طرف واحد بعد لقائهما, مؤكداً اشتراكه في الاتفاق مع علي الحاج حول ما من شأنه أن يعزز الحوار بصدق النيات وطرح المبادرات, وتأكيد الاحتكام للشعب في نهاية المطاف, وأن الأمر بات يتعلق بكيفية الحوار حول تنفيذ مجمل هذه الاتفاقات, مشيرا إلى أن هذه التفاهمات بينه وعلي الحاج مطروحة للنظر في جانب الحكومة أو المعارضة باعتبارها رؤوس أقلام ومادة للحوار السياسي.
    بيد أن ما أطلق موجة من الارتياح العام إقدام طه على الذهاب بعيداً بتوجيه رسائل مباشرة بأهمية الحاجة للولوج إلى حوار وطني شامل إلى جميع أطراف الساحة السياسية في المعارضة بشقيها المدني والمسلح, وللمفارقة أن رسائله كانت من طرف خفي موجهة أيضاً إلى حزبه "المؤتمر الوطني". صحيح أن تلك البادرة السياسية اللطيفة وجدت ترحيباً متحفظاً من أغلب المعنيين بها, وقدموا جملة مطلوبات يستلزم الحكم الوفاء بها من بين يدي قبولهم بعرضها, وهو أمر مفهوم في ظل حالة انعدام الثقة الكامل في وفاء السلطة بتعهداتها مما خبرته أكثر الأطراف السياسية المعارضة التي تعاطت مع النظام في أوقات سابقة.
    لم يكن متوقعاً أن يقدم طه حلولاً مثالية من طرف واحد للأزمة, وإلا لما كان هناك داع اصلاً للحوار, إلا أنه يجب الاعتراف أنه قدم مقترحاً أكثر وضوحاً لما ينبغي أن تمضي عليه الأمور بإتجاه التسوية السلمية الشاملة, سواء من ناحية المواقف من قضايا أساسية أو الإجراءات المطلوبة لتعزيز مناخ الثقة, بالطبع كان الوقت مبكراً لطرح آليات محددة لتفعيل المبادرة وهي مسألة تالية للوصول إلى قاعدة أساسية مقبولة للتفاهم بين الأطراف السياسية على إطلاق المرحلة الجديدة.
    ثمة أمور أساسية تضمنتها مقترحات طه تشكل ما يمكن أن نعتبره مدخلاً جديداً مختلفاً عما هو معهود حكومياً في شأن مقاربة الأزمة السودانية الوطنية المتطاولة, أولها الاعتراف بأن البلاد تواجه مخاطر جدية تهدد وجودها مما يستدعي جهداً استثنائياً عبر الحوار الشامل لتجنب الإنزلاق إلى هاوية التشرذم والتفتت, وليس مهماً وقت الحريق البحث عمن يتحمل مسؤولية إشعاله بقدر أهمية التعاون على إطفائه أولاً, وأهمية الوصول إلى هذه الحقيقة البدهية المعلومة للجميع, وهي ليست اكتشافاً, أنها ظلت محل إنكار في أوساط الطبقة الحاكمة, وهذه قضية بالغة الأهمية لأنه بدون وعي وإدراك وإحساس حقيقي في أوساط السلطة بالمخاطر الوشيكة غلى لن تكون هناك قاعدة جدية للحوار ابتداءً.
    الأمر الثاني الذي أسس له طرح طه تأكيده أنه لم يعد هناك من سبيل للاستمرار في الحلول المجتزأة, وأن الوقت حان لحل سلمي شامل جامع لا يستثني أحداً, وهذه هي القاعدة الذهبية لأية تسوية سلمية شاملة أو لنقل الفريضة الغائبة في الحوارات السودانية, وما من نظام حكم تفنن في الدخول في مفاوضات ثنائية وعقد صفقات جزئية لا حصر ولا حدود لها مثلما فعل نظام الإنقاذ, ومع مظهرها الخارجي الدال على البحث الحثيث عن السلام, إلا أنها في الواقع أسست لحالة تشرذم وتفتت سياسي غير مسبوقة في السودان يفعل الولع الشديد للحكم بإبرام صفقات ثنائية بغرض بعثرة صفوف المعارضين والتكسب من سياسة فرق تسد.
    وقد فعلت إذ مكنت النظام من البقاء في السلطة لربع قرن, ولكن بثمن كارثي باهظ تعريض وحدة الوطن للتشرذم.ومع ذلك لن تحقق له الخلود في السلطة. ولذلك فإن مغادرة محطة الحلول الجزئية والمفاوضات الثنائية لا مناص منها قبل الحديث عن أن أية حلول جدية تكتسب صفة الشمول والقدرة على مخاطبة واقع التحديات الخطيرة الراهنة.
    الأمر الثالث يتعلق بلغة الخطاب تجاه المعارضة لا سيما المسلحة وبصفة أخص ما يمكن وصفه بقوى "الهامش" الصاعدة, بتثبيت أنها تملك حقاً أصيلاً في تقرير مستقبل السودان الموحد بطرح رؤاها والإسهام والمشاركة في تشكيله ضمن الجماعة الوطنية في حوار جامع, وهي مسالة بالغة الأهمية الإقرار بألا طرف واحد يملك حقاً حصرياً في تحديد مستقبل السودان ووجهته وتقرير مصيره في غياب الآخرين من شركاء الوطن.
    وما من شئ أضر بالوحدة الوطنية السودانية من عقلية الإلحاق السائدة منذ بواكير التشكل السوداني الحديث, واحتكار نخبة المركز التمثيل والتعبير عن السودانيين بمعزل عن الأطراف الوطنية كافة إدى إلى هذا الفشل بامتياز في تشكيل جماعة وطنية تتوفر لها أسباب توحيد الأمة السودانية, وخطاب طه الموجه لهذه المجموعة على وجه الخصوص يمثل توجهاً جديداً مهماً وضرورياً في كسر جمود الصراع على ثنائية المركز والهامش والانتقال إلى حوار شامل يشارك فيه الجميع على قدم المساواة لرسم خريطة طريقة لسودان موحد في سلام واستقرار مع نفسه ومع الآخرين.
    واللافت في خطاب طه القبول ب"وثيقة الفجر الجديد" الموقعة في كمبالا من جماعات معارضة مدنية وسياسية باعتبارها تمثل وجهة نظر لجماعة سودانية وطنية مطروحة للحوار في إطار المدافعة لتشكيل مستقبل السودان, وهو تحول مهم على خلفية الموقف الإنقاذي الحاد من الوثيقة ومن موقعيها وتصنيفها في خانة المؤامرة وحتى الخروج على الدين, وتعيدها إلى سياقها بحسبانها عملاً سياسياً يمثل وجهة نظر طائفة معتبرة من السودانيين, يملكون الحق في طرحها وتسويقها سياسياً.
    ومسألة رابعة تشكل قاعدة مهمة في مقترح طه أن من يملك الحق الوحيد في نهاية المطاف لتقرير مصير السودان هم مواطنوه بالإحتكام إلى الشعب لتحديد توجهاته ومستقبله السياسي, وهي مسألة بديهية, ولكن المهم هنا أن الشعب لن يكون بوسعه القيام بهذا الحق الأصيل بدون توفر شروط موضوعية لازمة أولها توفر الحرية بلا استثناءات, والإرادة الحرة للتعبير عن موقفه في عملية شفافة ونزيهة.
    تلك هي أهم الأركان المؤسسة للمقترحات السياسية التي طرحها طه من وحي تفاهماته مع علي الحاج في برلين, وهي في مضمونها العام تشكل قاعدة جيدة للحوار الوطني الشامل, لكنها تبقى بالطبع مجرد تمنيات ما لم يتوفر لها المناخ الملائم لتنفيذها وفي مقدمة ذلك توفر إرادة سياسية موحدة عند الطرف الحاكم تتجلى في توفر بيئة حرية يكفلها إصلاح قانوني لا يجعلها عرضة لحسابات الفريق الحاكم, ولذلك لم تكن استدراكات المتحفظين او الرافضين تتعدى اختبار صدقية وجدية ما طرحه طه, والقدرة على تنفيذه في أرض الواقع.
    كان واضحاً من البداية أن التحدي الحقيقي امام مقترح التسوية الشاملة في عرض طه سيأتي, وللمفارقة, من داخل "النظام الحاكم" ومعادلاته, وليس من قبل المعارضة بشقيها المدني والمسلح, والمهم في هذه الحالة هو فعل من بيده السلطة, وليست ردة فعل المعارضة المتوجسة اصلاً بحكم رصيد عريض وتجربة طويلة من الوعود المجهضة, أو الممارسة المخالفة للتعهدات المعلنة من قبل الحكم.
    جاء أول اختبار لجدية التوجه الحكومي نحو حوار وطني شامل ما تضمنه خطاب الرئيس عمر البشير أمام البرلمان الأسبوع الماضي, والقراءة الفاحصة لما وراء ظواهر الأمور تشير إلى أن الخطاب شكل اول بوادر تراجع عن المدى التي يمكن أن تذهب إليه الطبقة الحاكمة في قبول مقترحات طه طه حول مسألة الحوار الوطني, صحيح جاء فيه الإعلان عن إطلاق سراح سبعة من المعتقلين على ذمة "وثيقة الفجر الجديد" وهي خطوة جيدة في حد ذاتها إلا أنها لا تعدو أن تكون إجراء لتصحيح وضع خاطئ أكثر من كونها عربون تأكيد لعهد جديد من الحرية.
    لقد خلف إطلاق سراحهم علامة استفهام كبير حول الدوافع والحسابات التي يدير بها الفريق الحاكم السلطة, ومن يسترجع تلك الحملة المضرية التي قادها الحكم ضد الوثيقة وضد هؤلاء المعتقلين قبل اسابيع قليلة لما وجد رابطاً بين ذلك الموقف البالغ التطرف, وبين إخلاء سبيلهم بهذه الأريحية, وهي خطوة على أية حال تشكل إحراجاً للنظام أكثر من كونها باعثة على التقدير. إذ أنها تزيد أيضاً من التشكيك في سلامة الإدارة الحكومية للامور السياسية, وإلا فما الذي تغير في غضون أسابيع قليلة فالمخاطر الجمة التي تحيط بالبلاد لم تبرز بالأمس فجأة, فالحاجة الملحة لحوار وطني شامل كانت دائمة حاضرة.
    غير ان الملاحظة الجديرة بالاهتمام في الخطاب الرئاسي أمام المجلس الوطني أن قضية الحوار الوطني طرحت بطريقة شديدة العمومية وبدا أنها مجرد إبداء نيات وقد تفادت بشكل واضح الدخول في تفاصيل محددة من المفترض أن تخاطب مطلوبات تهيئة مناخ الحوار الوطني وتحديد آلياته, بصراحة جاء سقف الخطاب أدني بكثير مما التوقعات الكبيرة التي رفعت الآمال في مقترح طه.
    لقد كان واضحاً إن إطلاق سراح المعتقلين السبعة شكل دخاناً كثيفاً حجب الرؤية عن موقف كان منتظراً ان يأتي بخطوات أكثر تقدماً على طريق دفع عجلة الحوار الوطني للدوران والوفاء بمتطلباته العملية, وتحديد خريطة طريق لها, وإطلاق آليات معلومة لتنفيذها, لقد كان الاكتفاء بالعموميات المكررة في خطابات رسالة واضحة أن ثمة "فيتو" في دوائر البيت الحاكم ضد إطلاق عملية حوار وطني بمواصفات حقيقية وجدية.
    وما حدث أنه بدلاً من أن ينصرف اهتمام قيادة الطبقة الحاكمة إلى توفير مستحقات إطلاق مرحلة الحوار الوطني بكل جدية وبالسرعة المطلوبة, خاصة في ظل تجاوب معقول وتحفظات موضوعية من المعارضة تتعلق بالإجراءات السياسية والقانونية لتهيئة المناخ, إذ سرعان ما انقلبت الأمور بإتجاه "معركة كسر عظم" للسيطرة على مقاليد الامور داخل البيت الحاكم وبدا الصراع المكتوم بين الأطراف المتنافسة داخل "المؤتمر الوطني" يأخذ شكل تصفية حسابات تارة باسم خلافة البشير, وتارة بإسم محاربة الفساد في توظيف صراعي واضح, وتارة باسم توحيد التعبير الإعلامي عن مواقف الحزب في حين أن المشكلة ليست هي تعدد الألسن المتحدثة باسمه والتي كشفت عن تناقضات صارخة ولكنها تعبير صريح عن عدم وجود وحدة موقف أصلاً في ظل غياب رؤية أو مشروع وطني للطبقة الحاكمة مع انعدام فاعلية حقيقة لمؤسسات الحزب في صناعة مواقفه, ولذلك يلجأ الجميع للإعلام للتعبير عن مواقف لا تجد متنفساً مؤسسياً لطرحها وإدارة نقاش موضوعي حولها للخروج بموقف يعبر عن ممارسة ديمقراطية حقيقية.
    ويقود هذا في الواقع إلى بيت القصيد في شأن قواعد لعبة السلطة في العهد الإنقاذي برمته, فهذه الصراعات ظلت سمتاً ملازماً لتجربة الإسلاميين في السلطة تظل متفاعلة مكتومة وراء الكواليس لفترة من الزمن تحت غبار إنكار لوجودها ثم ما تلبث حتى تنفجر, وهو ما حدث مراراً في اوائل التسعينيات حين بدأت تتشكل قواعد قوة النظام الجديد, فقد كان قيادة الحركة الإسلامية مطمئنة إلى أن العسكريين "الإسلاميين الملتزمين" سيعيدون بحسبانهم"مؤتمين مؤقتاً" على سلطة الإنقلاب العهدة إلى التنظيم ليعهد بها إلى "المدنيين االملتزمين" لتنفيذ "خطته في الحكم", ربما لم يكن يدور بخلد العسكريين في أول عهدهم بالسلطة أن تغييراً جذرياً سيطرأ على حساباتهم ستقلب حسابات قيادة الحركة راساً على عقب, خاصة وأن تدبير الإنقلاب وتصنيعه كان عملاً يقوده مدنيون بالكامل بينما شكل العسكريون قيادة واجهة التنفيذ.
    ثلاثة تطورات غيرت نظرية قواعد اللعبة التي وضعتها قيادة الحركة, أولها أن الممارسة الفعلية للسلطة خلقت حضوراً سياسياً وشعبياً مستقلاً لشخصيات النظام الجديد العسكرية مكنتهم من تحقيق "شرعية" أمر واقع بحكم انتماءهم للمؤسسة العسكرية وليس "للتنظيم" الذي كان يختفي وراءهم.
    الأمر الثاني الذي عزز من ثقة العسكريين في أنفسهم أنهم كان يعتقدون أن التنظيم الذي كان يعد نفسه جاهزاً بخططه لإدارة شؤون الحكم والدولة تبين أنه لا يملك منها شروى نقير, وانه يحاول التعلم مثلهم من الأساس وسبقوه بأنهم كان في واجهة التصدي لإدارة مشاكل الحكم أكسبتهم خبرة ذاتية كان قادة الحركة يظنون أنهم يحتكرونها.
    أما التطور الثالث فقد اكتشف العسكريون مبكراً الانقسام الداخلي بين المدنيين مع بدايات الصراع الخفي بين قادة الحركة على النفوذ في السلطة الجديدة وأن طرفاً يحاول ان يتحالف معهم في مواجهة الطرف الآخر.
    في تلك اللحظة تحديداً بدأ "مكر التاريخ أو سخريته" في مقولة هيغل تفعل فعلتها ليحدث في العام 1993 الانقلاب العسكري الحقيقي على الإنقلاب المدني "المستتر" في العام 1989, حين رفض العسكريون ليس إعادة السلطة لل"الحركة" التي لم تعد موجودة بعد حلها في إطار محاولة قيادتها بناء تحالفات جديدة, بل رفضوا طلب اقل شأناً أن يواصلوا ممارسة السلطة كمدنيين على أن يخلعوا بذاتهم العسكرية, وكان لسان حالهم "تلقوها عند الغافل"فقد كان يدركون جيداً أن قاعدة نفوذهم الحقيقية هي "المؤسسة العسكرية" التي ليس بوسعهم التخلي عن بزاتها وليس "الحركة الإسلامية" التي لم يعد يعرف لها صرفاً ولا عدلاً.
    قد يتساءل البعض عن أهمية التفصيل فيما يبدو حدثاً تاريخياً وعن علاقة ذلك بتطورات الأوضاع الراهنة, في الواقع ان ما حدث حينها ذي صلة وثيقة بمجريات الأمور في الوقت الراهن ومآلاتها, ولأنها تجيب على الاسئلة المهمة عن طبيعة النظام الحقيقية, وأين هو مركز قوته, وما هي حساباته وخياراته.
    لقد تغيرت في تلك اللحظة نهائياً المعادلة الحاكمة فبعدما كانت قيادة الحركة الإسلامية تطمع في توظيف العسكريين كغطاء للوصول إلى السلطة ولتعزيز نفوذها, انقلب السحر على الساحر حيث سارع العسكريون إلى بسط سيطرتهم الكاملة على اللعبة ونجحوا في تبديل قواعدها بتوظيف "مدنيي" الحركة الإسلامية كغطاء مدني لخدمة نظام حكم عسكري يستمد قاعدته قوته من قوة المؤسسة العسكرية, الحزب الغالب في اللعبة السياسية السودانية طوالي سني الاستقلال.
    وما ساعد على تعزيز نفوذ العسكريين استغلال ضعف المدنيين الإسلاميين تجاه السلطة والثروة وإزكاء الصراع بينهم في سبيل الحصول على نصيب منها, ولذلك كان هناك دائماً فريق من المدنيين مستعد للتحالف مع العسكريين ضد رفاقهم, وتكررت هذا اللعبة في الصراع بين الترابي وتلاميذه, ثم في صراع المدنيين في "عصر نيفاشا", ثم صراع الانداد الراهن في عصر ما بعد تقسيم السودان.
    لقد كان العسكريون دائماً الكاسب الاكبر من هذا الصراع, وتحول المؤتمر الوطني إلى مجرد محلل "مدني" لحكم عسكري كامل الدسم, ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد زًفت ما تبقت من قوة معنوية "للحركة الإسلامية" في مؤتمرها الأخيرة إلى العسكريين في صفقة تبقيها أسماً عوضاً عن حلها, لتكتمل فصول مأساة الحركة الإسلامية التي بادرت بدواع واهية إلى عسكرة مشروعها السياسي استعجالاً للوثوب على السلطة, على الرغم من أنها كانت الجواد الأسود في حقبة الديمقراطية الثالثة, لينتهي بها الأمر إلى العسكرة الكاملة لما تبقى من التنظيم.
    صفوة القول إن طبيعة النظام العسكرية المستمدة من قاعده نفوذه في القوات المسلحة تجعل التنافس المحتدم بين المدنيين حول خلافة البشير معركة عبثية بامتياز في غير معترك, وصراع مفتعل حول مسألة هم ليسوا معنيين بها أصلاً, ذلك أن بعض المدنيين أخطأوا الفهم حين تصوروا أن تصريح البشير باعتزامه عدم الترشح رسالة موجهة لهم, في الواقع لم يكن مدنيي "المؤتمر الوطني" معنيون بأية حال بهذه الرسالة كما أنهم لا يملكون القدرة في التقرير بشأن ترشحه, وإلا فقد كان المنطق السياسي يقتضي أن الأولي بالرئيس البشير أن يطرح موقفه داخل مؤسسات حزبه لتتخذ بشأنه قراراً ومن ثم يعلن للرأي العام في الوقت المناسب, أما ذهابه لإعلان ذلك في الصحف السيارة فذلك يؤشر أن المقصود بالرسالة جهات آخرى ذات تأثير في رسم مستقبل الأوضاع السياسية في السودان. وما ثار من جدل وتصريحات متناقضة بين أقطاب "المؤتمر الوطني" جعلته مثار سخرية وقد انكشف حاله على الملأ, وكشفت حالة الغيبوبة السياسية التي يعيشونها بعيداً عن الاجندة الوطنية الملحة..
    ولذلك فإن بقاء النظام نفسه, وخيارات دخوله في حوار وطني للبحث عن تسوية شاملة, مرتبطة بحسابات "العسكريين" ورؤيتهم لمآلات الأمور وليس لحسابات "المدنيين" بأي حال, الذين لا سبيل أمام أي منهم لوارثة الحكم في ظل طبيعة تركيبته الخاضعة للنفوذ العسكري, ومن غير الوارد أن يبقى النظام بلا رأس عسكري حتى لو لم يكن البشير لأي سبب من الأسباب, وإن كان الأرجح بحكم معادلات وتبعات وتداعيات ربع قرن في السلطة القول إن النظام الحاكم لا مستقبل له في غياب البشير.
    تلك صورة أقرب للواقعية في شأن معادلات القوة والنفوذ في النظام الحاكم, فكيف تؤثر وتنعكس على مستقبل الأوضاع في البلاد, في ضوء مقترح طه الذي فصلناه آنفاً, من الواضع أن السودان لم يعد يملك الكثير من الخيارات وأمامه واحدة من ثلاثة سيناريوهات, وهي بالطبع ليس العامل الوحيد فيها النظام, بل ستؤثر فيها بلا شك فاعلية الأطراف الأخرى في مسار الأحداث الشعب, القوات المسلحة, القوى المعارضة المدنية والمسلحة, والمجتمع الدولي:
    الأول, وهو السيناريو الأكثر عقلانية وأقل كلفة, أن تقبل قيادة الحكم مقترحات طه للخروج من الأزمة الوطنية بالانخراط الفوري الجاد في مسار حوار وطني شامل تهيأ له كل الأجواء الموضوعية ليفضي إلى تسوية حقيقية نهائية وليس مجرد هدنة محاربين. وهو سيناريو حتى في حالة اتفاق الأطراف عليه أمامه طريق طويل معقد وشائك ولكنه مع ذلك سيكون الخيار الوحيد الذي يضمن تحولاً سلمياً.
    الثاني: سيناريو استمرار حالة الاحتقان الحالي بدفع أطراف متشددة داخل النظام ترفض رؤية المخاطر المحدقة بالبلاد, وتصر على استخدام الأساليب القديمة نفسها عسى أن تطيل عمر بقاءها في السلطة, وسيكون ذلك أسرع وسيلة لتمهيد الأجواء لإعادة إنتاج السيناريو السوري في السودان مع الأخذ في الاعتبار ان السودان لا يملك مؤهلات "الصمود" السوري بكل تقاطعاته وتعقيدات حساباته الإقليمية والدولية. أو قد ينتج مثل انقلاب الكابتن أمادو سانوقو في مالي الذي جر عليها تدخلا دولياً عسكرياً, أو زحف سيليكا الذي أطاح الجنرال بوزيزيه في إفريقيا الوسطى.
    الثالث: استمرار حالة توازن الضعف بين أطراف المعادلة السودانية وهو ما يقود بالضرورة إلى سيادة سيناريو تآكل وتفتت بطئ لوحدة البلاد ومخاطر ذلك على حسابات القوى الإقليمية والدولية قد يفضي إلى تدخل خارجي يفرض تصوراته لتسوية الازمة السودانية. وليس سراً أن القوى الغربية على وجه الخصوص فيما تتناقله الأوساط الديبلوماسية في الخرطوم تراهن على أن البشير لن يترشح بالفعل وأن ما يبحث عنه ضمان تسوية لملف الحكمة الجنائية الدولية مما يفتح الطريقة لنضوج "طبخة ما" تعد لها أكثر من عاصمة.
    ونسال الله أن يكفينا سيناريوهات مجازر سوريا, ومغامرة الكابتن أمادو سانقو المالي الذي حدثتكم عنه في مقال سابق العام الماضي, وزحف سيلكيا الأفرو-وسطى.

                  

04-15-2013, 09:20 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    أمام الرئيس فرصة ليربح التاريخ ويربح الآخرة

    لو أنه انقاد إلى فطرته السليمة وقاد البلاد في ما تبقى له من ولاية نحو إصلاح سياسي جذري


    من يحكم السودان؟
    04-14-2013 07:12 PM
    غازي صلاح الدين العتباني

    في صراعنا مع الرئيس الراحل نميري رحمه الله -وقد كنا طلاباً معارضين يافعين- ما كان يلجمنا سؤال مثل السؤال الأبله: "ما هو البديل؟" أي البديل لجعفر نميري. كان الرد دائما تعبيرا حائرا، فقد زحم نميري الآفاق بنشاطه الجم ومناوراته السياسية التي جعلته في معظم الأحيان متقدما على المعارضة ومبادرًا إلى "وضع الأجندة"، وهو فن السياسة الذي يجعل المرء متحكما في الأحداث وليس محكوماً بها.

    وبغض النظر عن احتسابك إياه في زمرة "الرجال الأشرار" أم "الرجال الأخيار"، كانت لنميري شخصية أكبر من الحقيقة، الشيء الذي جعل تفكير كثير من الناس يقصر عن تصور بديله. كانت الإجابة في حاجة إلى خيال يرى ما وراء الإطار الذهني السائد، فكانت المجادلة تنتهي إلى همهمات مبهمة وإجابة غير مشبعة.

    كانت العلة في منهجية الإجابة التي سلّمت بأن الإطار القائم هو النموذج، فالرئيس هو إما نميري وإما شخص يشبهه من بين أعوانه، وحتى هذا عزّ طلبه.

    كانت السياسة في السودان -وهي لا تزال- تبنى على الشخصيات أكثر من أن تبنى على النظم والتقاليد والمؤسسات. وما زالت السياسة مثقلة بتقليد "مات الملك، عاش الملك"، الذي يستديم الأوضاع القائمة وعلاقات المصالح المرتبطة بها من خلال عملية استخلاف محدودة الرؤى والخيارات، على الطريقة البدوية القائلة:

    إذا مات منا سيد قام سيد قؤول لما قال الكرام فعول
    وذلك في تكرار ممل لذات الوجوه وذات السادة.


    والآن يسود في السودان وضع مشابه لسابقة عهد نميري في السبعينيات والثمانينيات: ما زال بعض الناس يسألون السؤال الغريب، وما زال آخرون يجاوبون بالنظرة الحائرة. وقد فاقم من تلك الحالة مفاجأة رئيس الجمهورية للطبقة السياسية المسترخية بإعلان نيته عدم الترشح لرئاسة أخرى.

    لقد نشأت من تلك التطورات حالة تثير القلق. فالمجتمعات التي ترهن نفسها للأشخاص غير خليقة بأن تحمل رسالة من أي نوع، حضارية أم غير حضارية. وربط البقاء وسنن العيش بالأشخاص هو ما حذر منه القرآن حين زجر الصحابة من أن يرهنوا أنفسهم لبشر، حتى لو كان ذلك البشر نبيا مرسلا، وحتى لو كان هو سيد البشر: "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم".

    إن اختيار قيادة الأمة هو عملية تجديدية حيوية تتوفر من خلالها شروط المدافعة التي وصفها القرآن بالضرورية لبقاء الحياة: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض". إنه تكليف لا يستقيم أن يعامل بخفة واستهانة، بل يجب أن ينظر إليه بكل الجدية الخليقة بشعب يطمح إلى الانعتاق والنهضة.

    إنه جهد تربوي وتنويري عظيم تتدافع في سياقه الآراء والمواقف والبرامج إزاء كل قضايا الحياة السياسية وغيرها، وتشخص الأمة من خلاله مشكلاتها، وتتداول الرأي حول معالجاتها. إنه جهد تتفجر من خلال تفاعلاته طاقات القيادة وتتجلى ملكاتها. إنه باختصار أهم عملية تعبئة سياسية اجتماعية تأتي بصورة دورية راتبة لتمكن الأمة من تجديد النظر في ذاتها وتأكيد وحدتها، وتنمية وعيها، وتعزيز رسالتها.

    تأسيسا على تلك الحقائق فإن تجديد القيادة يجب أن يستهدف بصدق وجدّ إجراء أكبر عملية تنقية وتنخيل من بين مواهب الأمة ممن يملكون مقومات القيادة، خاصة بين أجيالها الصاعدة. فاختيار القائد في هذه الحالة لا يعني اختياراً لشخص واحد، ولكنه اختيار لأجيال وكفاءات وخبرات عديدة. إنه اختيار لرؤى وليدة واختبار لأفكار ناشئة. إنه جهد يحرك المجتمع ويقلب البحث في طياته عن زعيم يجدد الحياة في أوصال المجتمع المتيبسة ونظام حكمه المرهق. والبديل لمنهج الاختيار الحيوي التجديدي للقيادة هذا هو تكريس مبدأ التوارث الطائفي الذي كثيرا ما أوسعناه لعناً في "القِبَل الأربع".

    أن نحيل اختيار الرئيس القادم إلى أكبر عملية تربوية تعبوية تجديدية في المجتمع -كما أشرنا من قبل- هو أهم مطلب يواجه السودان وهو يقترب من أجل الرئاسة الحالية. لكن المقلق هو أن ردود الأفعال لتصريح الرئيس تبدو حتى الآن رهينة لذهنية التقديس التقليدية التي تستلذ بالانجراف العاطفي ولا تريد أن تجهد ذهنها في المسألة.

    لقد سمعنا آراءً مدهشة مثل القول إن هذا الأمر ستقرره مؤسسات الحزب، متجاهلين حقيقة أن مؤسسات الحزب قد قررت فعلاً أن تكون هذه هي الدورة الرئاسية الأخيرة، حيث ينص النظام الأساسي للمؤتمر الوطني في المادة 36 على أنه: "لا يجوز إعادة انتخاب أو اختيار شاغلي المهام التنظيمية للمؤتمر في كافة المستويات التنظيمية لأكثر من دورتين" جزَماً لزماً.
    وأي مؤسسات تقول بعد ما قال النظام الأساسي؟ النظام الأساسي هو الفيصل، بالطبع. إلا إذا قصدنا إلى أن نشي برغبتنا في إعادة النظر في النظام الأساسي نفسه والتخلي عن هذا المبدأ الجوهري الذي أصبح العالم برمته يسلم به، بمن في ذلك أشقاؤنا الإسلاميون في دول الربيع العربي.

    وحيث إننا -كما يرى البعض على الأقل- كنا سبّاقين إلى ابتدار ثورة الربيع العربي في نهاية القرن الماضي فمن الواجب علينا أن نلزم أنفسنا بهذا المبدأ ولا نعبث به تحت أي ظرف. إن هذا أدعى لتأكيد المصداقية.

    هذا ما كان من أمر النظام الأساسي الخاص بالمؤتمر الوطني، لكن أمر الرئاسة هو شأن يخص جميع السودانيين، وهناك دستور معتمد يفصل في هذه المسائل، وهناك المادة 57 من ذلك الدستور التي لا تدع مجالا للشك في أن هذه الدورة هي الدورة الرئاسية الأخيرة، إلا إذا رغبنا في تعديل الدستور أيضاً. ولم أطلع حتى الآن على رأي قانوني رصين يفسر هذه المادة تفسيراً آخر.

    للأسف، فإنه حتى الذين يتعايشون مع فكرة تغيير القيادة يفعلون ذلك من واقع التسليم الجبري بالقدر لا عبر اختيار حيوي يحمل بذرة التجديد التي يولدها التنافس البناء. وهؤلاء لا يمضي خيالهم إلى أبعد من تقرير المقرر وهو أن الرئيس يخلفه بحكم الطبيعة نائبه أو أحد نوابه بكل ما في هذا التقرير من خلو روح النصفة والمشاركة بين جميع أبناء السودان وأجياله وكفاءاته.

    إن من أهم أهداف العملية التربوية التي نسميها "انتخاب الرئيس" ينبغي أن تأخذ في الحسبان الحساسيات التي تطورت من كونها مجرد حساسيات صغيرة إلى مسعرات للحروب بدعوى العنصرية والتهميش، أصابت تلك الدعاوى أم أخطأت. إن أية عملية اختيار للقيادة تهمل هذه الوقائع هي وصفة تستديم الصراع تحت الرئاسة الجديدة.

    وينبغي أن تعي كل الأحزاب الراغبة في التنافس على رئاسة الجمهورية هذه الحقيقة وتستوعبها في نظامها التأهيلي للانتخابات. من الضروري أن يتضمن النظام التأهيلي للمرشحين مبدأ أن يكون الترشيح عملية حقيقية لا صورية. عملية مفتوحة يشعر كل سوداني أنه يمكن أن يصبح جزءاً منها، حتى لو لم تكن فرصه العملية كافية ومواتية لينال قصب السباق.

    إن مجرد ظهور اسم من يرغب في المنافسة في القائمة الطويلة للمرشحين كفيل بأن يزيل الغبن عنه وعمن يرتبطون به. أما إذا كانت القائمة الطويلة هي نفسها في الواقع العملي قائمة مقفولة، على عرق أو قبيلة أو نسب أو حسب أو جيل، فإن ذلك سيفجر طاقات الغبن إلى نهاياتها. ومن هنا ندرك بؤس الرأي الذي ينادي بالوراثة التلقائية للرئاسة، وحسم التنافس حتى قبل أن يبدأ.
    من معرفتي بالرئيس خلال العقدين الماضيين، أرجح أنه جاد في إبداء زهده في الترشح للرئاسة القادمة. وهو في نظري قرار قد صدر من تقديرات صحيحة. لعل الرئيس بخبرته قد أدرك استحالة أن يأتي زعيم -أي زعيم- بجديد في الحكم بعد أن قضى فيه خمسة وعشرين عاما. قوانين الطبيعة والفيزياء والكيمياء وحدها تمنع ذلك. ولعل الرئيس رأى أجيالاً ناهضة تموج موج البحر تطلعا لحظّها في القيادة وتجريب رؤاها المجددة.

    وربما حدق الرئيس في الأفق ونظر في أقاصيص الزمان فأدرك أن التاريخ سيكون أرأف به في أحكامه لو أنه أحسن توقيت تنازله. وربما نظر الرئيس إلى أحكام التاريخ على حكام آخرين لم يعوا دروس الوقت فاستبرأ من أن يستن بسنتهم. ربما نظر الرئيس إلى كل تلك الاعتبارات، وربما لم ينظر إليها ولكنه علمها بالسليقة والفطرة الصحيحة. أيا كان الأمر فإنه قد أحسن الحزّ وأصاب المفصل بقراره.

    المشكلة في ما يبدو -كما هي دائماً- ليست في الرئيس ونواياه الصائبة، ولكن في بعض من يجرون حسابات خاصة دون نظر إلى مصلحة عامة ودون اكتراث لنصوص القانون. فنصوص القانون عندهم هي إما قابلة للتغيير وإما قابلة للتأويل، وبذلك يفقد القانون أهم خصيصتين له وهما الحياد والثبات.

    إن أمام الرئيس فرصة ليربح التاريخ ويربح الآخرة لو أنه انقاد إلى فطرته السليمة وقاد البلاد في ما تبقى له من ولاية نحو إصلاح سياسي جذري. وهذا يعني ألا يقتصر دور الرئيس على الخيار السلبي بالامتناع عن الترشح، بل يعني أن أمامه فعلا إيجابيا كي ما ينجز الإصلاح الشامل.

    إن هذه الكلمة المختصرة لا تتسع لحديث مطول عما هو الإصلاح، لكن أي إصلاح لا بد أن يحقق بضعة أهداف ضرورية، من بينها إجماعية القرار الرئاسي المستند إلى إرادة وطنية عامة، وإعادة بناء أدبيات العمل العام وأخلاقياته، وتهيئة مناخ التنافس العادل، وإعادة بناء صيغ الحكم بتحريرها من الانحيازات والعصبيات.

    لو أن الرئيس فعل ذلك لربح هو وربح المجتمع الذي سيلد "البديل" الذي أعجزتنا ولادته حتى الآن، شخصاً سودانياً، مؤهلا للقيادة، يرقى إليها من خلال نظام عدالة عمياء لا تحابي، ومن خلال نظام انتخابات ينقي من بين المواهب التي يزخر بها السودان. وسيكون بوسعنا يومئذ أن نحيي الرئيس القائم، ونحيي معه الرئيس القادم.

    الجزيرة نت

    -----------

    ما بين قرارات العفو الرئاسية (الفشنك) وحديث الأنفال في البرلمان
    April 15, 2013
    صديق محمد عثمان..

    الإنقاذ: نهاية الأماني المترفة..

    ثمة رواية صفوية جدا يحول دون توثيقها ميراث الحزب الشيوعي العتيد في (الغتغيت)، تقول الرواية بأن أغنية الراحل مصطفى سيداحمد الحزن النبيل هي في الحقيقة رسالة عتاب على لسان الحزب إلى موسكو، في أعقاب موافقة الأخيرة تحت ضغوط جمهورية مصر على أن يقوم القذافي بتسليم قيادات حركة 19 يوليو 1971 وإعطاء الضوء الأخضر للنميري لإمضاء إرادته المنقوصة في إعدام السكرتير العام للحزب الراحل عبدالخالق محجوب ورفاقه، وتمضي الرواية إلى القول بأن تعبير الشاعر صلاح حاج سعيد:

    ومشيت معاك كل الخطاوي الممكنة وبقدر عليها وبعرفها

    أوفيت وما قصرت في حقك ولا كان عرفة غيرك أصادفها

    وقدر هواك يجيبني ليك جمع قلوبنا وولفها

    وكتين بقيتي معاي في أعماقي في أعماق مشاعري المرهفة

    هو في الحقيقة خطاب مباشر لموسكو بأن الحزب ليس له ما يقدمه من تنازلات للنميري بشأن المحاولة التصحيحية. وللتأكيد على خط الحزب يمضي الشاعر بالخطاب إلى موسكو يقول:

    لا منك ابتدت الظروف لا بيكي انتهت الأماني المترفة.

    ويختم:

    أهو نحن في الآخر سوا … باعنا الهوى، ماشين على سكة عدم.

    وتتكئ الرواية على تراث من الادب السياسي المماثل، فبعد ذلك بسنوات استخدمت قيادة الحركة الإسلامية التي كانت تقبع في سجون مايو ذات الطريقة لإيصال رسالة تحمل موافقتها ومباركتها لثورة شعبان التي قادها الراحل أحمد عثمان مكي رئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم حينها، فقد خرجت من المعتقل قصيدة أظنها من نظم الدكتور جعفر ميرغني :

    والي التطريب غرد وانا منك قريب يا حمام

    غرد بلسان مغرور وابك الإحسان والجور

    طال الهمسان أيقظ قيم الإنسان ….. يا حمام

    انا قلبي صريع هيّام، أنا فكري نجيع ما نام

    لغرامي سجيع ، همي بات التسجيع … يا حمام.

    ولكن الرواية الصفوية جدا تواجه أسئلة صعبة ليس أقلها هل كان الشاعر صلاح حاج سعيد غمينا على مشاعر واحاسيس الحزب العتيد ؟!!! خاصة في تلك الظروف الصعبة مع ما عرف عن الحزب من ميل للسرية التي تجعل من إقتراب أمثال الشاعر من مركز الإحساس للحد الذي ينتج شعرا، أمرا مستبعدا للغاية.

    بقدر كبير من الدهشة قرأت حديث الأخ الزبير أحمد حسن ( امين عام الكيان الخاص) في البرلمان السوداني الأسبوع الماضي، في إطار التعليق على خطاب وزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين، ومصدر الدهشة أن الزبير دعا إلى خلق ( جيش إسلامي) وذلك من خلال إعطاء الجنود جزء من غنائم “العدو”، وكانت هذه رؤية تأصيلية في الإجابة على شكوى وزير الدفاع بان مرتبات الجند (غير مفزة على بذل الأرواح) هكذا، ولا أدري ما هو الثمن الذي يقدر وزير الدفاع أنه مناسب لشراء أرواح الجند بالقدر الذي يدفعهم إلى بذلها في سبيل بقاء السلطة الحالية؟!! كما أنني لا أدري أين كان الزبير احمد حسن كل هذه المدة التي مكثتها سلطة الإنقاذ (24 عاما) حتى يقدم رؤيته ( الإسلامية) متأخرا جدا ؟!! أم انه كان ينتظر تعيينه امينا عاما للكيان الخاص حتى يكون له وضعيه تمكنه من ( الفتوى) بقلب قوي؟!!.

    حديث وزير الدفاع و( فتوى) الأمين العام للكيان الخاص يتماهي إلى حد كبير مع حديث ماري انطوانيت، ويخطئ في تشخيص أزمة النظام، ففي العام 2009 ولدى محاولة حركة العدل والمساواة غزو الخرطوم تبدى عجز النظام الفاضح عن حماية حدود عاصمته، ووجد مدير الامن حينها فرصته مواتية للحديث عن قدراته في تعويض النظام عن عجزه هذا فكتب تقريرا مفخخا عن قواته الخاصة (قوات الصفوة)، ولكن تقرير قوش بدلا من يطمئن النظام فقد بث في اطرافه الهلع فالرجل لم يكن يخفي طموحه الشخصي في وراثة النظام باكمله، وهكذا جر عليه ذلك التقرير ما هو معلوم من مؤامرات أودت بمركزه في رئاسة الامن ولم تكتفي بذلك بل لاحقته في مستشارية الامن التي تمت حياكتها له بمقاس محدد ولكنه استعان (بالترزي الشاطر) حسب الله ليعدل له المقاسات فاصبحت المستشارية تزور السيد الصادق ىالمهدي في داره وتدير حوارا بالحسنى مع القوى السياسية وتتكلم في القضايا التي يتقاصر عنها ظل الحكومة وحزبها، وهكذا قامت عليها (قيامة) علماء السلطان الذين يهرفون بما لايفقهون فحكموا بكفر حسب الله الذي (تحدث في أمر الشريعة).

    وزير الدفاع وامين عام الكيان الخاص كانا يتحدثان في برلمان احمد ابراهيم الطاهر الذي هدد بالإستقالة لعجزه التام عن لقاء الرئيس ولمدة شهرين متتابعين، بينما كيانات النظام الأخرى مشغولة بإدارة مؤامرات الخلافة المزعومة، وجهاز الامن مشغول باعتقال القادة السياسيين الذين إنتزعوا من الحركات المسلحة عهدا موثقا بتقديم خيار الحل السياسي على العسكري، فكانت النتيجة أن الحركات المسلحة بعثت برسالة إلى القادة المعتقلين : هدهد .. إلتزمنا باتفاقنا معكم حتى لحظة وصولكم مطار الخرطوم … قف علمنا بفقدانكم شرط الحرية الذي يؤهلكم من الوفاء بجانبكم من الإتفاق… قف أخطرونا حين تستردون حرياتكم لنوقف العمل العسكري …. قف حتى ذلك الحين سنبقى على مشارف نيالا نبادر بحسن النوايا باطلاق سراح من يغرر بهم النظام طلبا للغنائم عندنا من العساكر المساكين. إنتهى.

    لا أدري حتى متى يظل قادة النظام في امانيهم المترفة بوجود ثمة عساكر ينتظرون زيادة المرتبات أو حتى (الأنفال) ليبذلوا أرواحهم فداءا لنظام يصطرع قادته على كرسي رئاسة؟

    لقد توفرت لهذا النظام من الفرص ما لم يتوفر لنظام آخر، ليس أقلها التضحيات الجسام التي قدمها ثلة من الشباب كسروا بها غرور الحركة التي تمردت على إرادة الوطن الحرة بعد الإنتفاضة، وظنت أنها قادرة على فرض إرادتها على الجميع، ثم لاحت العديد من الفرص منذ اتفاقية الناصر وما تلاها من اتفاقات لا تحصى ولا تعد، ولكن النظام بمواهب لا يحسد عليها حول الإتفاقات إلى مزيد من الضغائن والغبن على النحو الذي قسم البلاد وقاد إلى خروج المعاهدين له إلى ساحات الحرب مرة أخرى.

    إن حديث وزير الدفاع وامين عام الكيان الخاص يصلح وثيقة إتهام في عريضة المحكمة الجنائية ضد قادة النظام، الجديد فيها هو إنضمام متهم جديد !!!

    ( ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته) هل من مفسر حداثي يجعل الأماني المترفة (دابة الأرض) ؟!!. أم أنها كذلك فعلا.



    --------------

    أبو العزائم يستخف بقراء «الإنتباهة» وهم كرام.

    .وقيع الله حمودة شطة

    نشر بتاريخ الخميس, 11 نيسان/أبريل 2013


    09:05
    على إثر إعلان مجلس الصحافة والمطبوعات «الإنتباهة» الصحيفة الأولى توزيعاً وإعلاناً حملت مصطفى أبو العزائم ... فسقط وتعرَّى وبدا كأنه صحافي مبتدئ مغمور يتخبط في النقد ويتعثر في التحليل الذي انطوى عن غرض وحساسية مفرطة وغَيرة في غير موضعها أفقدته الحكمة والعقل والرشد فلا عزيمة دع عنك عزائم!!


    كان العلمانيون والشيوعيون والعملاء والمرتزقة ودعاة مشروع السودان الجديد وخدام الطائفية الهالكة هم أولئك الذين يصفون المنبريين والإنتباهيين بالعنصرية والكراهية، وهي آخر محاولتهم اليائسة في مواجهة صوت الأغلبية الصامتة وانتباهة في زمن الغفلة، في محاولة منهم لممارسة الاغتيال المعنوي لنا بعد أن هُزموا في معارك الفكر والجدال والمناظرة والمساجلة كتابة وخطابة ومناقشة ومجادلة، ولذا طفقوا يرمون بتلك الألقاب ويبدو أن هذا السبيل أغرى آخرين عاجزين عن المواجهة مثلهم فساروا على طريق التوهم الوعر هذا!!
    صاحب آخر لحظة الذي انحدر بها كثيراً توزيعاً وإعلاناً على ما كانت عليه أيام حسن ساتي، بل ما بعد حسن ساتي ــ رحمه الله ــ أيام الهندي الذي صعد اليوم في ميدان آخر ــ أراد أن يغطي صدمة الفشل والتقهقر بافتعال معركة في غير معترك فركب رأسه وهو يدري أنه يحاول الانتحار، حين وصف «الإنتباهة» بأنها منشور عنصري وأن قراءها هم العوام من الناس، يعني ليس النخب والمثقفين وأنهم حسب توصيفه هذا هم الجهلة الذين لا يفهمون ولا يرتقون إلى مستوى فهم ما يُكتب في الصحف الأخرى، ولذلك اكتفوا بقراءة المنشور العنصري «الإنتباهة». ومصطفى أبو العزائم رئيس تحرير جريدة «آخر لحظة» بهذا الكلام الذي وصف به «الإنتباهة» وقراءها من خلال الحوار الذي أُجري معه في صحيفة «المشهد الآن» يستخف بقراء «الإنتباهة»!! وهذا سلوك وتوجه لن نقبله أبداً في حق قرائنا الكرام الذين نعلم رجاحة عقولهم وحصافة ألسنتهم وعزة نفوسهم، وقد عهدناهم لسنوات يزيدون ولا يقلون ويستدركون علينا نحن ــ معشر المحررين والكتاب ــ برسائلهم ومشاركاتهم وملاحظاتهم وتشجيعهم فكانوا لنا الزاد والدافع في مسيرة هذه السنين نسهر لرضاهم ونتحسب لنقدهم فهل هؤلاء بهذه الصفات يمكن أن يكونوا أنصاف مثقفين وعوام كما يدَّعي أبو العزائم؟ هذه ليست المرة الأولى ولا الثانية ولا الثالثة التي تسيئ فيها «آخر لحظة» إلى «الإنتباهة» مما يعني تبييت النية السيئة! ومع احترامنا وتقديرنا لبعض الإخوة في «آخر لحظة» إلاّ أننا لن نرضى أن ينقل أبو العزائم معاركه الوهمية مع المنبر و«الإنتباهة» إلى ساحة قراء «الإنتباهة» بالإساءة إليهم والاستخفاف بهم.
    فإذا كان الذين يكتبون في «الإنتباهة» ويحررون صفحاتها صفوة الشامة من المحررين والكتاب وإداريين وفنيين ولذا تحققت لهم الريادة والسبق بشهادة الجهات المختصة والمعنية.. فهم متفردون بجمال اللغة وقوة العبارة ورجاحة الفكر والأمانة والصدق والشجاعة وحلاوة الأسلوب، ولذا يتميز قراؤها كما تميز كتّابُها ونعلم أن من قرائها العلماء والأئمة والدعاة وأساتذة الجامعات والأطباء والمحامين والقضاة والمعلمين والمؤرخين ورجال الأعمال والمجاهدين وكبار رجالات القوات المسلحة والشرطة، وكبار الإعلاميين وصفوة الشباب والطلاب والمرأة وكبار التجار والمزارعين والرياضيين والقادة في مجال الاقتصاد والسياسية والفكر والثقافة والاجتماع وكبار علماء اللغة والأدب والشعراء والأدباء، والفنانين والتشكيليين فهل هؤلاء عوام الناس يا أبو العزائم أم هو الادّعاء والعجز وقلة الحيلة وجنون الغرض والتشفي؟
    ولو فرضنا جدلاً أن «الإنتباهة» يقرأها عوام الناس ــ ونعتقد ذلك وهم على رؤوسنا وفوق حدقات عيوننا ــ هذا يؤكد دليل نجاح «الإنتباهة» وليست مذمة لها، لأنها بهذا تكون قد وُفقت في أن يفهم ويدرك رسالتها كل الناس وهذا أسمى درجات البلاغة والخطابة والفصاحة والبيان أن تخاطب الناس بما يعلمون، وبما يفهمون، وهذا من أوجب دور الرسالة الإعلامية من مصدرها نحو جماعة المتلقين فأين العيب إذن؟
    إن الحاسدين .. الغائرين.. الساخطين.. والمتشفين.. نقول لهم إن «الإنتباهة»..
    خيرُ الصنائع في الأنام صنيعةٌ.. تنبُو بحاملها عن الإذلالِ
    سعدتْ بغرّةِ وجهكِ الأيامُ.. وتزيّنتْ بلقائك الأعوامُ
    بكِ اقتدتِ الأيام في حسناتها.. وشيمتها لولاكِ همٌّ وتكريبُ
    and#1645; قالوا عن قرائها هم عوام!! وهم
    هذا الذي ترك الأوهام حائرة.. وصيّر العالم النحرير زنديقا
    and#1645; لغتها
    ولي منطقٌ لم يرضَ لي كُنْهَ منزلي.. على أنِني بين السماكَينِ نازلُ
    السماكان نجمان عظيمان في السماء يمتازان بالعلو الشاهق
    and#1645; منزلتها
    ومكارمي عدد النجوم ومنزلي.. مأوى الكرام ومنزلُ الأضيافِ
    and#1645; لكتاب الإنتباهة ومحرريها:
    عش ما بدا لك سالماً.. في ظل شاهقةِ القُصُورِ
    and#1645; للحالمين باغتيالنا معنوياً نقول لهم..
    فدع الوعيد فما وعيدك ضائري.. أطنينُ اجنحةِ الذّبابِ يضيرُ؟
    and#1645; قالوا منشور عنصري ونقول لهم..
    يا أيُّها السادرُ المزُوَرُّ من صلفٍ.. مهلاً فإنك بالأيام منخدعُ
    إذا لم تستطع شيئاً فدعه.. وجاوزه إلى ما تستطيع
    and#1645; وصبرنا على حسادنا سيكون على شاكلة القائل..
    وإنُي لصبّار على ما ينوبُني.. وحسبُك أنّ الله أثنى على الصبرِ
    and#1645; وعلى الذين يودون المنافسة الشريفة في حلبة صاحبة الجلالة نقول لهم..
    لا تيأسُوا أن تستمدُّوا مجدَكم.. فلرُبَّ مغلوبٍ هوى ثم ارتقى
    ولا يكون أحدكم يقطع نهاره بالمنى ويتوسد ذراعَ الهمِّ إذا أمسى
    إن كثيراً من الذين نظنهم إخواناً لنا وزملاء مهنة ومصير مشترك يذكرنا القائل فيقول لنا..
    إن الذين ترونهم إخوانكم.. يُشفي غليلَ صُدورهم أن تُصرعوا
    ولذاك سوف نكون ــ بعون الله ــ على العلمانيين والإسلاميين المتنكرين الذين بدلوا وللشانئين كما قال القائل..
    الضاربين بكلِّ أبيضَ مِخْذَمٍ.. والطاعنين مجامع الأضغانِ
    ذلك لأن..
    ومن لم يذُدْ عن حوضه بسلاحه.. يُهَدَّمُ ومن لا يظلم الناسِ يُظلم
    وذلك إذا صار الناس ظلاماً وحساداً وساء فعالهم..
    وستبدِي لك الأيام ما كنت جاهلاً.. ويأتيك بالاخبارِ من لم تُزَوّدِ
    إذا أراد الله نشر فضيلة طُويت سخر لها لسان حسود.. «الإنتباهة» فضيلة هذا الزمان.. زمان التأذي من نجاح الآخرين وتغطية عورات الفشل بالتشفي.. التحية لكم قراء «الإنتباهة» على امتداد هذا الوطن العزيز الشامخ وخارجه، ولن تنال منكم شائنة شائن وسيكون هو الأبتر.. وعلى هذا الدرب نمضي لا نبالي وستثبت الأيام ــ كما هي الآن ــ من هم أصحاب الرسالة الفاضلة والمبادئ الراسخة والعزائم الحقيقية لا العزائم المزيفة والمواقف المتضعضعة والنفوس الممزقة ألماً من نجاح الآخرين.. ونختم ونقول لأبي العزائم رمى المهدي ظبياً فشق فؤاده.. ورمي علي بن سليمان
    ######اً فصاده فهنيئاً لهما كل ُّ أمرئ يأكل زاده.
    «الإنتباهة» يقرأها الرجال والنساء والأطفال والكبار والشباب والطلاب والفقراء والأغنياء والنخبة تجد فيها ضالتها، وعامة الناس يرتشفونها كما القهوة، لأنها صوت الحق والفضيلة، ولأنها صوت الأغلبية، ولأنها انتباهة في زمن الغفلة، ولأنها صوت الصدق والأمانة والشجاعة والجرأة في زمن الانكسار والوهن، ولأنها مشروع نهضة الأمة: تحرر عقلها وتحفظ هويتها وتذبّ عن حياضها، وتدافع عن لسانها، وتطرد الكلاب من الأعداء أن يتبولوا في ساحاتها المقدسة الممهورة بعزة أهل السودان وكرامتهم وتاريخهم النضالي.. ونقول للكسعى من أهل العزائم المنكسرة..
    دع المكارم لا ترحل لبغيتها.. واقعد فإنك أنت الطاعمُ الكاسي
                  

04-16-2013, 11:20 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)


    غازي صلاح الدين والطريق المسدود أمام فكرة ‘الإصلاح من الداخل

    ’د. عبدالوهاب الأفندي
    April 15, 2013


    تمثل إقالة د. غازي صلاح الدين من موقعه كرئيس للهيئة البرلمانية للمؤتمر الوطني رابع أو خامس ضربة يتلقاها مشروع الإصلاحيين من داخل المؤتمر الوطني، وهي فكرة قديمة جديدة لم يكتب لها يوما النجاح، ولكن يبدو أن شهادة وفاتها قد كتبت أخيراً. وكانت أول مغامرة إصلاحية دخلها د. غازي بدأت حين تولى الأمانة للمؤتمر الوطني في عام 1996، حيث سعى لأن يجعل من الحزب مؤسسة سياسية فاعلة، ولكنه ما أن نجح جزئيا في ذلك حتى قرر أولو الأمر انتزاع قيادة الحزب منه، لأن المؤسسة أصبحت أهم من أن تترك في يده.


    تمثلت القفزة الإصلاحية التالية في مذكرة العشرة التي قدمت لمجلس شورى المؤتمر الوطني عام 1998، وقصد منها إعادة توزيع السلطات داخل الحزب الذي كان وقتها حاكما، وذلك عبر تقليص صلاحيات أمين عام الحزب لصالح الجهاز التنفيذي في الدولة. وقد قيل الكثير عن ‘مذكرة العشرة’، ولكنها في جوهرها كانت خطوة متقدمة لممارسة الديمقراطية داخل الحزب، وعبر مؤسساته، حيث أنها قدمت وفق دستور الحزب الذي يتيح لأي عشرة من أعضاء مجلس الشورى تقديم تعديلات على نظمه ولوائحه، على أن ينظر فيها مجلس الشورى فيجيزها أو يرفضها.
    وقد نظر المجلس في التعديلات وأجازها. ولو قبل الجميع بهذا السلوك الديمقراطي لربما ساهم ذلك في تثبيت مؤسسات الحزب وتعزيز مشروعيتها، وبالتالي تعزيز مشروعية الدولة ومؤسساتها. ولكن ما وقع فيما بعد هو الذي دمر الحزب وأفرغ مؤسسات الدولة من محتواها. ذلك أن الصراع الذي حسمه مجلس الشورى انتقل إلى مؤسسات أخرى، حيث أصبح الحزب ومؤتمراته ساحة صراع، ثم انتقل الصراع إلى البرلمان ثم بين البرلمان والسلطة التنفيذية، وأخيراً تم استخدام الجيش والمؤسسة الأمنية لحسم الصراع بالقوة.
    وهكذا تحول مشروع إرساء الديمقراطية داخل الحزب وتوزيع السلطات في الحزب والدولة إلى تركيز أكبر للسلطات في يد واحدة. وقد اصطدم د. غازي بهذا الواقع حين وقع الخلاف حول اتجاه مفاوضات السلام مع الجنوب، حيث أجبر على تسليم الملف بعد أن حقق أهم اختراق فيه عبر توقيع بروتوكول ماشاكوس عام 2002. وهكذا تكررت قصة الحزب، حيث رؤي مرة أخرى أن ما تحقق من نجاح يستلزم أن يجني الثمار من هم أكبر حجما ووزنا داخل المؤسسة الحاكمة.


    في العام التالي ترشح غازي لأمانة ‘الحركة الإسلامية’، وهي ‘النافذة الإسلامية’ التي أنشأها المؤتمر الوطني في داخله لاستيعاب تطلعات عضويته الإسلامية ومنافسة المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة الشيخ حسن الترابي، وكسر احتكار الأخير للحديث باسم الإسلاميين. ولكن غازي منع من تولي ذلك المنصب عبر ضغوط قوية من أعلى المستويات، وتحايل منظم على قواعد الانتخاب (سماه بعضهم تزويراً). وآلت الأمانة وقتها لنائب الرئيس علي عثمان محمد طه، الذي ظل ممسكا بها حتى تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، حيث ظلت الحركة تحت قيادته في سبات عميق.
    في نفس الوقت، تم إقصاء غازي من كل مواقع صنع القرار، رغم بقائه في منصب مستشار لرئيس الجمهورية. ولكن الأحداث فرضت عودته إلى الساحة بعد أن أصبح المحاور المفضل لمبعوث الرئيس باراك أوباما للسودان، سكوت غرايشون. وقد فرض هذا بدوره توليته أهم ملفين في السودان في ذلك الوقت، هما ملف دارفور وملف العلاقة مع الحركة الشعبية. ولكن ما حدث مع نيفاشا والحزب تكرر، حيث ما أن أدى غازي المهام الموكلة إليه عبر إنجاز اتفاق الدوحة حول دارفور، وانتهاء الحوار مع الحركة الشعبية بعد انفصال الجنوب، حتى تم إقصاؤه من جديد.


    في العام الماضي تم إيقاظ هذه ‘الحركة الإسلامية’ من موتها السريري لمواجهة تحد جديد، تمثل في الانتفاضة الشبابية وسط كوادر المؤتمر الوطني وأنصاره من الإسلاميين ضد سياسات رأوا أنها كرست الفساد والدكتاتورية والفشل وقسمت البلاد.
    ورغم أن غازي لم يتبن رسمياً مواقف الشباب، إلا أن قناعة نمت وسط هؤلاء بأنه كان الأقرب إليهم بفكره وتوجهاته. ولهذا السبب كانوا يرون في توليه منصب قيادة الحركة فرصة لإسماع صوتهم. ولكن أهل الشأن في المؤتمر الوطني كان لهم رأي آخر، فحشدوا كل إمكانياتهم لدفن الحركة مرة أخرى وإرسالها إلى القبر الذي بعثت منه، وقد كان.


    لم تكن مصادفة أن أعلن عن ‘المؤامرة التخريبية’ المتهمة فيها عناصر محورية من الجيش عقب هذه النتيجة الكارثية لمؤتمر ما سمي بالحركة الإسلامية، لأن الصدام بين دعاة الإصلاح وخصومه داخل النظام أصبح حتمياً. وعليه أعلن عن هذه ‘المؤامرة’ الاستباقية كخطوة أولى لتصفية العناصر المشكوك في ولائها لمن بيدهم السلطان. وقد توقع الكثيرون أن يعلن غازي موقفه بحسم من الأوضاع كرد فعل على هذه الضربات القوية لكل آمال الإصلاح من الداخل، ولكنه لم يفعل، مما خيب آمال الكثيرين من أنصاره.
    هذا لم يشفع له عند شركائه في المؤتمر الوطني، كما يظهر من القرار الذي اتخذ على عجل بإقصائه من رئاسة الهيئة البرلمانية، بحيث لم تستشر الهيئة نفسها كما صرح أعضاؤها، وفي هذا استخفاف جديد بمؤسسات الدولة، بما في ذلك البرلمان، المفترض فيه تمثيل الشعب وكونه السلطة الأعلى في البلاد. وإذا كان د. غازي ما يزال يعتقد بعد كل هذا بإمكانية نجاح جهد إصلاحي من داخل مؤسسات المؤتمر الوطني فإنه بلا شك يستحق جائزة أكثر إنسان تفاؤلاً على وجه الأرض.


    هناك بالطبع قناعة عند كل أهل الشأن داخل وخارج السودان بأن الإصلاح الذي تقوده الحكومة عبر حوار جاد مع قوى المعارضة هو الخيار الأفضل والأقل كلفة. ولكن هناك قناعة متزايدة كذلك بأن القيادة الحالية غير قادرة وغير راغبة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك.
    وقد اتضح هذا جليا من مبادرة الرئيس الأخيرة التي تحدث فيها عن إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإطلاق الحريات، ولكن ما أعقبها كان تدهورا في الحريات والمزيد من الانغلاق، كما اتضح من استمرار التعديات على حرية الصحافة والمسارعة بإقالة غازي والناطق الرسمي باسم الحزب بتهمة الاعتدال عند كليهما.
    وفي نظري أن د. غازي قد أخطأ التقدير ليس فقط بسبب ثقته بإمكانية تقبل القيادة الحالية لتغيير لن يأتي إلا على حسابها، ولكن لاعتقاده بأن القيادة الحالية ما يزال لديها سند وسط جماهير الحزب الحاكم، إن وجدت، وكوادره العاملة.
    والواقع يقول إن فئة تضطر في أسبوع واحد لفصل الناطق باسم الحزب ورئيس الهيئة البرلمانية ولإصدار أحكام سجن في حق أخلص كوادرها العاملة في القوات المسلحة لفي عزلة لا تحسد عليها.


    ولا شك أن استمرار الدعم غير المباشر لهذه المجموعة عبر إعطاء الوهم بإمكانية الإصلاح سيطيل عمر الأزمة وعذابات الشعب.
    ومهما يكن فإن الإصلاح ـ إن جاء- لن يأتي عن طيبة قلب المجموعة الحاكمة الحالية التي لا ترى حاجة لإصلاح أصلاً، بل ترى أن الحال على أحسن ما يمكن، وإنما يكون ذلك عبر الضغوط. وتأتي الضغوط من عدة أوجه، أولها أن يعلن أنصار الإصلاح داخل الحزب الحاكم بوضوح عن مواقفهم، وأن يسموا الأشياء بأسمائها، ويحددوا بالضبط الجهات التي تقف في وجه الإصلاح، وأن يكون ذلك علناً. من الضغوط كذلك أن يتحرك الشارع وتتحرك النقابات والفئات الطلابية والشبابية وغيرها لتطالب بالتغيير، لأن ذلك يدعم مواقف المنادين بالإصلاح داخل النظام وداخل القوات المسلحة.


    وقد رأى البعض أن أفضل وسيلة للضغط على النظام الحالي هي حمل السلاح في وجهه، وهو اعتقاد كان النظام للأسف من أشد المروجين له بالقول بالفعل، لأنه يستفز الناس للتمرد ولا يتعامل إلا مع من يهدده بالسلاح. ولكن كل الدلائل تؤكد أن حمل السلاح اخذ يأتي بمردود عكسي، وأصبح من دواعي استمرارية النظام لأنه يعزز مخاوف عامة الناس من التغيير والمجهول.
    بعد فراغي من كتابة هذا المقال اطلعت على مقال للدكتور غازي نشر الأحد على موقع قناة الجزيرة، جدد فيه بقدر ما تسمح به الدبلوماسية معارضته لإعادة ترشيح الرئيس، مستشهداً بذلك، إضافة إلى كون الدستور السوداني لا يسمح بذلك، بأن لوائح المؤتمر الوطني بدورها لا تسمح بالتجديد. وقد محض غازي الرئيس النصح حين ذكره بأنه سيجعل لنفسه ذكرى طيبة لو كرس ما بقي من عهدته الرئاسية لمشروع إصلاح سياسي جذري يكرس العدالة بين مكونات السودان وحق الشعب في الاختيار الحر.
    ولا شك أنني أحسد غازي على استمراره في التفاؤل بأن الرئيس الذي أقاله لأنه ذكره بالدستور سيستمع لهذه النصيحة المخلصة، ولكنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.



    ---------

    في سودان المشروع الإسلامي من يرى الشكوى إلى الله مذلةّ!
    04-16-2013 08:48 AM




    (1)

    في مساء الثلاثاء الثاني من أبريل الجاري، أي قبل مرور يوم واحد على إعلان قرار الرئيس السوداني بإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين في البلاد، وقعت مشادة داخل مباني صحيفة "الصحافة" السودانية بين رئيس تحريرها النور أحمد النور ورجل الأمن الملكف بالرقابة حول خبر أصر الرقيب على حذفه. وعندما وصل الأمر بين الرجلين إلى طريق مسدود، استسلم رئيس التحرير، ولكن بعد تلفظ بعبارة مفادها أنه يشكو خصمه إلى الله تعالى.

    (2)

    ولإثبات أن رجال الأمن السوداني أهل بأس وشجاعة، ولا يهمهم إلى من يشكوهم النور أو غيره، فقد حضر ممثلهم في اليوم التالي إلى مكتب الصحيفة وطلبوا إقالة رئيس التحرير فوراً. وبالفعل رضخت الصحيفة وأقالت رئيس تحريرها، رغم عدم وجود أي سند قانوني لهذا الطلب حتى في القوانين الجائرة التي سنها النظام القائم في السودان.

    (3)

    في نفس اليوم استدعى جهاز الأمن مدير مكتب الجزيرة في الخرطوم المسلمي البشير الكباشي، حيث احتجز لمدة ثمان ساعات استمع خلالها لانتقادات لتغطية الجزيرة للشأن السوداني. وقد تم استدعاء الكباشي مرة أخرى في اليوم التالي حيث استجوب لثمان ساعات، ثم لخمس ساعات في اليوم الذي تلا، مما يعتبر عملياً اعتقالاً جزئياً لمدة ثلاثة أيام بدون حكم محكمة. وكانت التهمة التي وجهت للكباشي أنه قلل من شأن قرار الرئيس حين قال إن سبعة أشخاص فقط أطلق سراحهم.


    (4)

    جدير بالذكر أن النظام السوداني كان قد أعلن من قبل إنهاء الرقابة المسبقة على الصحف، ولكن الرقابة ما تزال مستمرة. وكان الرئيس قد أعلن أيضاً قبل أكثرمن عقد من الزمان إغلاق سجن كوبر وقام بتحطيم جزء من جداره في معية طيب الذكر العقيد القذافي، إلا أن السجن ما يزال قائماً. وبنفس الطريقة صدر قرار بإنهاء فرض تأشيرة الخروج على السودانيين المغادرين، ولكن التأشيرة المسبقة ما تزال شرطاً تقتضيه شرطة المطار. إذن فلماذا يظلم الكباشي إذا أعلن أن وعداً آخر من وعود الرئيس لم ينفذ ولم تكن هناك نية لتنفيذه أصلاً كما فهم؟

    (5)

    كل هذا يهون أمام العمل الاستفزازي الذي قام به منسوبو الأمن ضد شخص كان كل ذنبه أن شكا بثه وحزنه إلى الله تعالى، فعوقب شر عقوبة. ولا شك إننا نحسد هؤلاء الأشاوس على شجاعتهم، فقليل من الناس من يجرؤ على تحدي مالك المشرقين والمغربين بهذه البجاحة ثم يذهب إلى سريره آمناً.


    (7)

    إننا بالطبع نعلم أن الله رءوف حليم، بدليل أنه لم يعذبنا بذنوبنا حتى اليوم. ويكفي أنه لم يخسف بجبل قاسيون الأرض حتى الآن، ويترك كثيراً من الظلمة سادرين في غيهم، حتى من يقل منهم أنه إله من دونه (أو يتصرف كما لو كان إلهاً، وإن لم يصرح بتلك الدعوى). ولكننا نعترف بأننا قوم "خوافون"، لا نملك الجرأة لمنازعة مالك الملك سلطانه، أو نتجرأ على من استجار بجنابه. وعليه ننصح من هم على شاكلتنا أن يتجنبواكل المناطق المحيطة بمباني أجهزة الأمن السوداني وقصور الرئاسة وغيرها من مقار الحكم التي يقطنها أولئك الشجعان الأشاوس الذي يتحدون من عز جاره وجل ثناؤه، وينكلون بمن استجار به وشكا إليه. فما نعلمه أن النور ليس الوحيد الذي يشكو إلى السماء الظلم في أرض السودان صباح مساء. والاحتياط والحذر واجب.

    (8)

    ما يحيرنا هو أنه إذا كان القوم بكل هذه الشجاعة، ولا يخافون الله ولا من هو دونه، فلماذا يكثرون الكذب وهو شيمة الجبناء الخوارين؟ لماذا ينادون بالحوار وهم لا يقبلون الحوار حتى مع إخوتهم من قيادات المؤتمر الوطني، الذين يطرد منهم كل من اجتهد في أمر خلافي؟ لماذا يتحدثون عن إطلاق سراح المعتقلين وهم يريدون اعتقال المزيد؟ لماذا يقولون إنهم أوقفوا الرقابة على الصحف وهي مستمرة؟ لماذا يسنون قوانين ودساتير ليست لديهم نية لاحترامها؟

    (9)

    وبنفس المنطق: لماذا ينشيء النظام مؤسسات لتأدية مهام بعينها، ثم يوكل نفس المهام إلى جهات أخرى؟ ويبدو أن كلاً من اتحاد الصحفيين ومجلس الصحافة والمطبوعات، وكلاهما مؤسسة مستقلة لتنظيم الصحافة في الظاهر، وواجهات حكومية في الواقع، قد اكتشفا مؤخراً أن تغول أجهزة الأمن أفرغ مهامهما من مضمونها، مما دفع بهما إلى احتجاج نادر على هذا التغول الذي لم يبدأ الأسبوع الماضي ولا يبدو أنه سينتهي. فهل ستلقى المنظمتان مصير رئيس الهيئة البرلمانية للحزب الذي أقيل من منصبه لأنه ذكر النظام بأن هناك دستور سنه النظام ونسيه؟ وهل سنسمع قريباً عن حل اتحاد الصحفيين وإلغاء المجلس؟


    (10)

    من مصلحة الجميع أن يكون هناك وضوح. فإذا كانت قادة النظام لا يريدون حواراً مع أحد، بل يصرون على فرض إرادتهم على الجميع بالقوة أو المخادعة، ولا يحترمون ديناً ولا قيماً ولا خلقاً، فلتكن لهم الشجاعة ليقولوا هذا بوضوح، حتى يحزم الناس أمرهم، ويروا رأيهم. ولعلهم فاعلون على كل حال.

                  

04-17-2013, 10:24 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    خلافات عميقة بين طه ونافع بشأن قوش ورفاقه..





    البشير يسدل الستارعلى مسرحية المحاولة الانقلابية.. بعد تدخل الزبير محمد الحسن
    04-16-2013 03:51 PM
    الخرطوم : الراكوبة


    كشفت مصادر عليمة للراكوبة أن البشير بصدد اصدار قرار وشيك يقضي باطلاق سراح جميع المحكوميين العسكريين على ذمة المحاولة الانقلابية الاخيرة وعلى راسهم العميد ود ابراهيم قائد المدرعات بمبادرة قادتها الامين العام للحركة الاسلامية الزبير احمد الحسن واكدت المصادر المطلعة للراكوبة ان الامين العام اخطر البشير بان هؤلاء المحكومين ينتمون اليه فى الحركة الاسلامية وبناء على ذلك طالب باطلاق سراحهم حتى لا تدث فتنة.

    فيما اكدت المصادر ان اسباب تاخير اطلاق سراح المحكومين العسكريين يعود الى خلافات مابين على عثمان محمد طه الذى يرى ان قرار اطلاق المحكومين يجب ان يشمل جميع الموقفين بما فيهم الامنيين وعلى راسهم الفريق صلاح قوش بينما يرى نافع على نافع ان يتم اطلاق سراح مجموعة ود ابراهيم ومحاكمة مجموعة الامنيين وعلى راسهم الفريق قوش مدير الامن السابق


    --------------

    حكومة البشير أشعلت الحروب وأفقرت البلاد.. وباتت أمام خياري «الإصلاح» أو «الربيع المدمر» والجيش يعيش صراعه الخاص وبرز بشكل لافت الصراع بين صقور الحزب وحمائمه





    من يطفئ نيران «الإنقاذ»؟
    04-17-2013 07:12 AM


    الخرطوم: أحمد يونس

    ظن القيادي الإسلامي السوداني المخضرم غازي صلاح الدين العتباني أن ظل الحركة الإسلامية هو ظله.. فتحدث عن رئيس جديد، ووصف عزوف الرئيس عمر البشير عن الترشح لدورة رئاسية جديدة «تحصيل حاصل»، لأن دستور 2005 حدد للرئيس دورتين، وقد أكملهما، وبالتالي لا يصح ترشحه مرة أخرى.

    ولأن العتباني يعرف «التقية» ويجيدها، فقد حاول إيجاد مخرج لما صرح به، وقال متراجعا بالإمكان تعديل الدستور، فلم يحاوره ولم يحاسبه على قوله أحد، لكنه وجد نفسه يغادر منصبه كرئيس للهيئة البرلمانية لنواب حزب المؤتمر الوطني الحاكم، حزب الرئيس البشير، لأنه تجرأ على «تأييد» الرئيس في إعلانه التخلي عن الحكم، وحاول إيجاد سند دستوري يقطع الطريق أمام رجعة محتملة عن ذلك الإعلان.

    قصة العتباني تكشف للناس كم هي معقدة قضية تداول السلطة داخل الحزب الحاكم، ناهيك عن تداولها مع آخر! بدأت الحكاية ولم تنته، بتأكيد الرئيس البشير في حوار مع صحيفة خليجية مجددا، رغبته في التنحي عام 2015، وتحول الأمر لكرة ثلج تزيد حجما كلما اقترب العد العكسي من نهايته، فأعيد كتابة سؤال الرئيس البديل والنظام البديل.

    يقول معارضو حكم الرئيس البشير، إن أزمة النظام هيكلية، أزمة اقتصادية مستفحلة بسبب انفصال جنوب السودان، وذهاب النسبة الغالبة من عائدات النفظ جنوبا، وزادها سوء طريقة التعامل السياسي في إدارة العلاقة مع جنوب السودان، وأدى إيقاف جنوب السودان لتصدير نفطه لأكثر من عام، إلى تراجع سعر العملة الوطنية الجنيه من (2.7) إلى (7.3) جنيه مقابل الدولار الأميركي، وعاش الناس ضائقة معيشية حادة، بسبب ارتفاع أسعار السلع، وضعفت القدرة الشرائية للمواطنين مع ثبات الدخول، وانتشرت البطالة الماحقة.

    سياسيا، فشلت الحكومة في إدارة العلاقة مع الجنوب، بل وصلت بها حافة الحرب، ولولا الأزمة الاقتصادية الخانقة، وضغوط المجتمع الدولي وقرار الأمم المتحدة رقم 2046، لما وصل الطرفان إلى تسوية الحادي عشر من مارس (آذار) الماضي في أديس أبابا.

    عسكريا، فإن النظام فشل في حل مشكلة دارفور سلميا، وفشل في مواجهة الحركات المسلحة، وواظب على سياسة قديمة اتبعها مع الجنوب «فرق تسد»، فأدت لانفصاله، فهل يا ترى يسوق دارفور لذات المصير؟

    سياسة تقوم على استمالة جناح متمرد ومنشق عن حركة مسلحة لا أثر لها على الأرض، أو الاتفاق مع فصيل مسلح ونقض الاتفاق معه، كما حدث لاتفاقية أبوجا عام 2006، مع حركة تحرير السودان جناح مني أركو، التي عادت للتمرد مرة أخرى. ومثل اتفاقيات الدوحة مع أجنحة منشقة من حركة العدل والمساواة، أو صناعة حركة مثل التحرير والعدالة بقيادة تجاني السيسي، لتوقع على اتفاق سلام تعطى بموجبه سلطة وصولجانا.

    ميدانيا، زاد نشاط الحركات المسلحة الدارفورية، وأصبحت تهدد المدن الكبرى في الولاية المضطربة، وصارت مدينة «نيالا» حاضرة جنوب دارفور تعيش هلعا يوميا، فقوات التمرد لا تبعد عنها أكثر من 25 كيلومترا، فيما تخوض الحركات المسلحة المتمردة، عمليات شبه يومية ضد القوات الحكومية، وتزعم أنها تكبدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وينفي النظام كالعادة، ثم يعلن تحرير المناطق التي أنكر سقوطها بادئ الأمر.

    وانفلت عقال حلفاء الحكومة من الميليشيات القبلية «الجنجويد»، ولم يعودوا خاضعين لأحد، وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن المعارك القبلية التي دارت في دارفور مؤخرا، أطرافها هؤلاء المسلحون، وأن السلاح الحكومي والسيارات والآليات الحكومية تقاتل مع طرفي المعركة.

    وفي جنوب كردفان والنيل الأزرق، حيث ولدت الحرب السودان بين القوات الحكومية، وقوات الجيش الشعبي قطاع الشمال بمجرد انفصال، وحولت المنطقة إلى «مأساة إنسانية كبرى»، ونزوح مئات الآلاف من سكانها، وسيطر التمرد على المناطق خارج المدن، وبقاء المدن الكبيرة وحدها بيد الحكومة، وصعوبة التحرك خارج المدن دون حراسة لمسافات لا تتجاوز أحيانا العشرين كيلومترا مغامرة كبرى.

    وبلغت الحرب ذروتها بطلب قوات الجيش الشعبي - الشمال الأخير من سكان مدينة «كادوقلي» كبرى مدن الولاية مغادرتها، لأنها تنوي الهجوم عليها.

    سياسيا بلغت الأزمة السياسية بين الحكومة والمعارضة ذروتها، وبلغ عدم الثقة مداه الأقصى، لدرجة أن القوى السياسية المعارضة تعاملت مع دعوة النائب الأول للرئيس، والرئيس نفسه للحوار، باعتبارها مناورة جديدة تريد الحكومة بها كسب بعض الوقت.

    ويؤيد ما قامت به السلطات مذهب المعارضة، فتم إطلاق عدد محدود من المعتقلين السياسيين، وتراجع وضع الحريات في البلاد، وحدثت انتهاكات جديدة لحرية الصحافة، بلغت حد أن جهاز الأمن أوقف رئيس تحرير إحدى الصحف عن العمل رغم أنفه.

    بل ودخلت الأزمة «حوش» الحزب الحاكم نفسه، وبرز بشكل لافت الصراع بين صقور الحزب وحمائمه، فور إعلان الرئيس البشير رغبته في التنحي.

    وخرج إلى السطح معسكران متصارعان داخل الحزب الحاكم، أحدهما تقوده من خلف ستار شخصية من القصر الرئاسي، والآخر يقف خلفه أحد الصقور الجارحة، يسعى كلاهما لحكم السودان.

    وتقول هذه المصادر، إن أيدي الصقر الإنقاذي ظلت تعمل منذ وقت طويل في تهيئة الأجواء، فهي التي أبعدت رئيس جهاز المخابرات السابق صلاح قوش من منصبيه، وأبعدت القيادي الإسلامي غازي العتباني، وتعمل بكل جد للقضاء على ما تبقى من منافسين، واستخدمت ملفات الفساد بقوة بين التيارين لتصفية الحسابات.

    ونشطت تيارات إصلاحية وشبابية داخل الحزب، ورفعت صوتا جهيرا مطالبا بالإصلاح، مثل «تيار الإصلاح» في الحزب الحاكم، ومجموعة المجاهدين السابقين «سائحون»، وتنادي بالتغيير الشامل وتقترب مما تنادي به المعارضة السياسية والمسلحة.

    ويجلس العسكريون في الكرسي الثالث من الصراع، فالمعسكر الذي يقف فيه «أصدقاء الرئيس»، وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين، ووزير رئاسة الجمهورية بكري حسن صالح، لن يسكت على محاولات الطرفين للاستئثار بالسلطة.

    ويعيش الجيش صراعه الخاص، فالضباط الذين تمت محاكمتهم بتدبير محاولة انقلابية، بقيادة العميد محمد إبراهيم عبد الجليل «ود إبراهيم»، يمثلون تيارا مؤثرا داخل الجيش يرى أن قيادة الجيش مسؤولة عن ما يحدث في الجيش والبلاد ويدعون لتغييرها.

    وقدم زهاء (700) ضابط مذكرة تطالب بإصلاح الأوضاع في الجيش عرفت بمذكرة الجيش الثانية، مذكرة الجيش الأولى قدمت في فترة حكم الصادق المهدي، وكان من نتائجها أن جاء انقلاب عمر البشير، ومحاولة النظام إنكارها بادئ الأمر، ثم اضطر للاعتراف بها على استحياء في وقت لاحق.

    وداخل «الحركة الإسلامية» فإن أصوات الشقاق تسمع من أماكن بعيدة، بلغ علوها ذروته أيام «المؤتمر العام» الذي عقد قبل أشهر، وخرجت بعده تصريحات غاضبة عن «سرقة الحركة» من عضويتها.

    * إطفاء نيران وطن

    * «خلفت ثورات الربيع العربي كثيرا من الخراب والدمار في البنى التحتية وأحدثت خسائر بشرية لافته، والمواطن السوداني لن يلجأ لخيارات لا يمكن التكهن بنتائجها». بهذه النظرة استهل الأستاذ بجامعة الخرطوم د. فتح العليم عبد الله حديثه لـ«الشرق الأوسط»، متوقعا وصول الأطراف السودانية لمصالحة وطنية، لأن الدولة تسعى لتجنب تفتيت ودمار الوطن، ولمنع عودة البلاد قرونا إلى الوراء.

    ويعتقد عبد الله أنه لا خيار إلا الجدية في الوصول لمصالحة لتجنب ما يحيق بالبلاد، ويرى في المصالحة طريقا وحيدا لإطفاء نيران الوطن، ويقول: «تقوم الحرب من أجل السلام، ولا يقوم السلام من أجل الحرب».

    حدد مساعد الأمين العام للعلاقات الخارجية بحزب الأمة السفير نجيب الخير، عدة عوامل تساعد على «التغيير السلس»، فاستحكام عزلة النظام خارجيا، وخروج قضايا الحرب والسلام من يده، وسوء علاقته بالغرب، لا يترك مجالا أمامه سوى العودة للشعب.

    ويلعب العجز عن إيقاف الحروب المستعرة في ثلاثة أقاليم دورا مهما في تعقيد الأوضاع السياسية والأمنية، ويضع البلاد على فوهة بركان، لا مخرج منه غير «الحل الاستباقي».

    كما تلعب العزلة الاقتصادية، دورا ضاغطا باتجاه الحل السلس، فالحكومة بلا علاقات مع مؤسسات التمويل الدولية والأميركية، ما يجعلها خارج «الاقتصاد العالمي»، وتثقلها 42 مليار دولار دين خارجي، لم تستطع اقتسامها مع الجنوب، ولم تنجح في إلغائها وشطبها.

    ويوضح أنها فقدت البترول المصدر الرئيسي للعائدات، وتبقت لها عائدات عبوره وحدها، وأن الاتفاق مع دولة الجنوب لا يقوم على أسس راسخة، لأن المشكلات التي أدت إلى الحرب بين الشمال والجنوب لا تزال قائمة، وبالتالي فانهياره وارد، وأن الاتفاق مع قطاع الشمال لن يتم دون التسوية الكلية والشاملة للقضايا العالقة بين الشمال والجنوب، تلك القضايا المفترض حلها قبل تقرير المصير.

    ويشترط الأخير الاتفاق على الإطار المرجعي للحوار، وتحديد قضاياه، وأهما قضية «الشرعية»، والموقف منها، فالمؤتمر الوطني يفهما بأنها «سياسة الأمر الواقع»، فيما تفهما المعارضة بمعنى «التفويض الشعبي».

    ويوضح أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم يريد حوارا باعتباره حزبا حاكما، فيما تراه المعارضة يقوم على المساواة، يتم من خلاله تحديد مفاهيم التحول الديمقراطي، وقوانين الانتخابات ودوائرها، ومفوضيتها، وألا يستخدم سلطان الدولة في كسبها.

    بشأن الحوار على الدستور، فإن الخير يرى أن الدستور عبارة عن مدونة للحقوق والواجبات، وبالتالي فإن الحديث عن دستور في الوقت الذي يفقد فيه المواطن إلى الحق الأساسي «حق الحياة» في مناطق الحروب، فإن أي حوار حول الدستور يصبح بلا معنى.

    ويضيف: «حال تنحي الرئيس، فمن المنطقي تنحي كل الطاقم الذي جاء معه، ليبدأ الناس بداية جديدة، وبآلية توافقية وترتيبات انتقالية، تفضي إلى وضع دستور دائم».

    * النظام يتداعى يقول إبراهيم السنوسي نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي الذي يقوده حسن الترابي، إن النظام يتداعى، وإن التنافس الحاد، والغلاء والفوضى الأمنية، ترجح حدوث تغيير على طريقة ثورات بلدان الربيع العربي، ولا يستبعد حدوث تفلتات أمنية وفوضى أثناء وبعد الثورة.

    ويضع «انقلاب القصر» واحدا من الفرضيات القائمة، بسبب الخلافات داخل النظام، ويقول: «نحن نرفض انقلاب القصر لكن إمكان حدوثه ليس بعيدا».

    ولا يستبعد اجتياح قوات «الجبهة الثورية» للخرطوم، ويعتبره أمرا يتخوف منه البعض الناس لما قد يحدثه من خسائر.

    وحول «الانتقال السلس» يرى السنوسي أن رئيس النظام وحده يستطيع إطلاق سراح المعتقلين، والحريات الصحافية، وكفالة حرية التعبير، وحق إقامة الندوات والتظاهر، بما يوفر مناخ الحرية اللازم للحوار. وللدخول في حوار يدعو السنوسي إلى إلغاء قانون الأمن باعتباره سيفا مسلطا على رقاب الجميع، وإلى عدم تجاهل الحوار لحملة السلاح، ولأن النظام لم يفعل شيئا من هذا، فإن الإسلامي المخضرم يرى في الدعوة للحوار «بالونة اختبار».

    * سيلان الدماء استبعد الأكاديمي والناشط في المجتمع المدني د. الباقر العفيف «سيناريو الانتقال السلمي الحضاري» تماما، وقال إن إصلاح الحكومة ذاتيا «غير واقعي»، لأن النافذين في الحكومة ليس لديهم استعداد لقبول بعضهم البعض، ناهيك عن الآخر، وأن بعضهم مقتنع إما أن يكونوا في الحكم أو تحت الأرض، لذا سيواجهون أي هبة شعبية بعنف شديد، ما يرجح احتمال حدوث تغيير «عنيف جدا»، تواجه فيه الحكومة الغضب الشعبي بعنف تسيل جراه دماء كثيرة.

    ولا يعتبر العفيف دعوة الرئيس للحوار جادة استنادا على تجربة النظام مع الاتفاقات والدعوات، بما في ذلك اتفاقية نيفاشا التي انتهت بكارثة.

    وأن النظام يحتفظ بالكثير من المساجين السياسيين، ويمنع المجتمع المدني من ممارسة عمله، ويتحكم في الإعلام، وهي مؤشرات على عدم جديته، وبالتالي فإن دعوته للحوار مجرد تكتيك اعتادت الحكومة على لعبه للضغط أو خلق علاقات عامة تكسبها بعض الدعم الدولي.

    * تجديد البيت الحاكم

    * يقول القيادي الإسلامي غازي صلاح الدين العتباني: «المجتمعات التي ترهن نفسها للأشخاص غير خليقة بأن تحمل رسالة من أي نوع»، ويرى في اختيار قيادة الأمة عملية تجديدية حيوية، باعتبارها جهدا تربويا وتنويريا عظيما تتدافع في سياقه الآراء والمواقف والبرامج، إزاء كل قضايا الحياة السياسية وغيرها.

    ويدعو العتباني الذي أبعد من وظيفته كرئيس للهيئة البرلمانية لنواب الحزب الحاكم في البرلمان إلى تجديد القيادة، وإجراء عملية تنقية وتنخيل من بين مواهب الأمة ممن يملكون مقومات القيادة، خصوصا بين أجيالها الصاعدة.

    ويضيف العتباني في مقالة الذي نشرته مواقع إلكترونية، أن المشكلة ليست في الرئيس ونياته الصائبة، لكن في بعض من يجرون حسابات خاصة دون نظر إلى مصلحة عامة ودون اكتراث لنصوص القانون.

    * رائحة الشواء

    * ومن خصائص البيت الحاكم ينظر الكاتب والمحلل السياسي خالد التجاني النور إلى مدى جدية التوجه الحكومي نحو الحوار الشامل، وما تضمنه خطاب الرئيس عمر البشير أمام البرلمان بإطلاق سراح المعتقلين، وعلامة الاستفهام الكبيرة التي خلفها حول دوافع وحسابات الفريق الحاكم.

    ويقول التجاني في مقاله المنشور في «الأسافير»، إن الإعلان الرئاسي بإطلاق سراح المعتقلين شكل دخانا كثيفا حجب الرؤية عن موقف كان ينتظر أن يأتي بخطوات أكثر تقدما تدفع عجلة الحوار الوطني للدوران والوفاء بمتطلباته.

    ويرى النور أن هناك ثمة «فيتو» في دوائر البيت الحاكم ضد إطلاق حوار وطني بمواصفات حقيقية وجدية، ويضيف: «سرعان ما انقلبت الأمور باتجاه معركة كسر عظم للسيطرة على مقاليد الأمور داخل البيت الحاكم، وبدا الصراع المكتوم بين الأطراف المتنافسة داخل «المؤتمر الوطني» يأخذ شكل تصفية حسابات تارة باسم خلافة البشير، وتارة باسم محاربة الفساد في توظيف صراعي واضح، وتارة باسم توحيد التعبير الإعلامي عن مواقف الحزب.

    ويحدد النور سيناريوهات ثلاثة للتغيير تتضمن قبول قادة الإنقاذ لمقترحات النائب الأول علي عثمان محمد طه للخروج من الأزمة الوطنية، بالانخراط في حوار وطني شامل، أو استمرار الاحتقان الحالي بدفع من المتشددين داخل النظام الذين يرفضون رؤية المخاطر المحدقة بالبلاد، ويصرون على الأساليب القديمة لتطيل بقائهم في السلطة، وهو ما يقود لإعادة إنتاج السيناريو السوري في السودان، أو استمرار «توازن الضعف» بين أطراف المعادلة السودانية الذي قد يقود لتآكل وتفتت بطئ للبلاد، وهو قد يفضي إلى تدخل خارجي يفرض تصوراته لتسوية الأزمة السودانية.

    ويشم التجاني رائحة طبخة خارجية من مطابخ دبلوماسية غربية في الخرطوم، تزعم أن البشير لن يترشح مرة أخرى، وأنه فقط يبحث عن ضمان لتسوية ملف المحكمة الجنائية الدولية، وأن أكثر من عاصمة تريد غمس يدها ودس أنفها في الحالة السودانية.

    * توازن الضعف

    * كل الاحتمالات واردة، بعض أطراف المعارضة تدعو النظام لتفكيك نفسه، فيما يقف رئيس الوزراء الأسبق الصادق المهدي وحيدا يدعو إلى «كودسا سودانية»، بينما يريد النظام احتواءها، يتسع الرفض الشعبي، والحركات الشبابية، «شرارة، التغيير الآن، قرفنا، حركات الطلاب»، تدعو لانتفاضة شعبية تسقط النظام، لكن الجميع يقفون عند المسافة نفسها من تحقيق أهدافهم، «توازن الضعف.

    * الربيع السوداني عمره 50 عاما

    * يطلقون عليها في السودان «الدورة الخبيثة».. انتفاضة شعبية تسقط نظاما ديكتاتوريا عسكريا، يعقبها انقلاب يعيد الديكتاتورية من جديد. هكذا يراوح التاريخ السياسي السوداني المعاصر مكانه، فيما تتراجع البلاد عشرات السنين إلى الوراء.

    عرف السودان الثورات الشعبية قبل ثورات الربيع العربي بنصف قرن، ففي الحادي والعشرين من أكتوبر (تشرين الأول) من عام 1964 ثار الشعب السوداني وخرج في مظاهرات شعبية عارمة، وأسقطوا حكم الرئيس الفريق إبراهيم عبود. خرج الجميع في مظاهرات تطالب بالحرية، وانحاز خلالها الجيش للشعب، وتنحى الرئيس عبود سلميا.

    عقب سقوط «الديكتاتورية الأولى» قامت انتخابات حرة ونزيهة تمخضت عنها حكومة منتخبة ديمقراطيا استمرت تحكم لخمس سنوات، لكن صوت المارش العسكري أعاد البلاد مرة أخرى ل«الديكتاتورية»، وجاء انقلاب الرئيس جعفر النميري الذي استمر في الحكم أكثر من 16 عاما.

    لكن السودانيين عادوا وأسقطوا ديكتاتورية النميري بانتفاضة شعبية وعصيان مدني في السادس من أبريل (نيسان) عام 1985، وانحاز الجيش للمرة الثانية للشعب، وتكونت حكومة انتقالية برئاسة المشير عبد الرحمن سوار الذهب، أعقبتها انتخابات أتت بحكومة الصادق المهدي المنتخبة ديمقراطيا.

    تكرر السيناريو مرة أخرى ودقت موسيقى الجيش معلنة انقلاب الرئيس عمر البشير المدعوم من الإسلاميين في الثلاثين من يونيو (حزيران) 1989، وظل يحكم البلاد منذ ذلك الزمان.

    الآن وفي مرحلة الربيع العربي تتشكل في رحم السودان ملامح ثورة جديدة، يرى المراقبون أنها ستكون مختلفة، تنهي «الدورة الخبيثة» وتضع البلاد أمام مرحلة جديدة، كيف ستكون هذه الثورة، سلمية، عنيفة، ربيع سوري، أم ليبي، أم يمني، أم مصري، هي الخيارات الماثلة، لكن السودانيين يرون أن في تجربتهم ما يغنيهم عن تجارب مستوردة.

    الشرق الاوسط



    --------------

    حزب الترابي : على الحاج فقد تلقائياً وظيفة مساعد الأمين العام التنظيمية لوجود ترتيبات متعلقة بالجنسية الألمانية ووضعه.





    طلب منه أن ينوب عنه في عقد القران..البشير لعلي الحاج : "عندك الأمان، تعال أعقد لي بنتك وأرجع".
    04-17-2013 07:04 AM
    تقرير: لينا يعقوب

    الأسرة هنا في (الخرطوم) كانت تستعد للاحتفال باكتمال مراسم زواج ابنتها.. قبل اليوم المحدد اتصل والد (العروس) د.علي الحاج من مقر إقامته بألمانيا بالرئيس عمر البشير طالباً منه أن ينوب عنه في عقد القران.. البشير وإن لم يستغرب كثيراً للطلب إلا أنه قال لعلي الحاج "عندك الأمان، تعال أعقد لي بنتك وأرجع"..غير أن الأخير أصر على موقفه، "بأن يكون البشير هو وكيل العروس ويتمم لها عقد القران".. وهذا ما حدث، حيث حضر البشير وبعض من أعضاء المؤتمر الوطني، وأيضاً الشيخ حسن الترابي وعدد من منسوبي المؤتمر الشعبي للمناسبة وهناك تصافح (المتخاصمون) وتحدثوا قليلاً في غياب صاحب المناسبة.

    ما سبق يعكس أن أعضاء الحركة الإسلامية على شقيها إذا أمعنا النظر فيهم لعرفنا أن الاختلاف بينهم بسيط جداً ويمكن أن يزول في لحظة حيث لا يمكن لأحد أن يتكهن بمستقبل علاقاتهم أو قوة تأثيرهم على بعضهم فهم في حالة مد وجزر يلتقون ويتقاطعون، يتفقون ويختلفون، دون أن تكون توقعات المراقبين المسبقة أو حتى اللاحقة دقيقة لما حدث أو ما سيحدث لذلك عندما التقى النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان بمساعد الأمين العام للمؤتمر الشعبي د.علي الحاج لم يندهش من يعرف بواطن الأمور فإسلاميو "تيار المنشية" بين ليلة وضحاها يمكن أن يتنقلوا بخفة الهواء ليلتحقوا "بتيار القصر" دون حتى إبداء أسباب تخفف من دهشة المراقبين، فبعد أن ضجت الصحف بلقاء ألمانيا الشهير بين –العليين- الذي انتهى بوعود ببدء حوار بين الحكومة والقوى السياسية، وهمس أن الأمر قد يصل لتوحيد الإسلاميين فيما بينهم لكن ما لبث أن هدأت أصداء ذلك اللقاء حتى بدا كأنه فقاعة صابون.. البعض يقول أن المبادرة أعطيت أكبر من حجمها والبعض الآخر يشير إلى أشواك وعراقيل كانت تقف أمامها.
    جنسية علي الحاج
    قبل أن نخوض كثيراً في تلك المبادرة دعونا نطرح السؤال الصعب على من يقف وراء المبادرة لحل إشكال هذا البلد وإخراجه من الظلمات إلى النور "سؤال المليون دولار" على د.علي الحاج الذي يجلس وسط صقيع برلين هل مايزال يحمل جنسيته السودانية وجواز سفره الأخضر أم أنه تخلي عنه في سبيل –العيون الخضراء- للجواز الألماني حيث قالت إحدى المصادر التي تحدثت لـ(السوداني) إن الرجل سقطت عنه الجنسية السودانية بعد أن حمل الجنسية الألمانية التي وبحسب القانون الألماني لا يحق بأن يحمل الشخص لجنسيتين وهذا قد يرجع للذاكرة الألمانية التي تعتز بأصلها الآري الذي يرونه لا يمكن أن يتساوي مع أي جنس كان، وحتى وإن كان من جيرانهم من أهل أوربا فالقانون الألماني يمنح الجنسية، بعد أن يُسقط الجنسية الأم، إلا في حال تعثر طالب الجنسية التواصل مع سفارة بلاده في جلب بعض الأوراق الثبوتية حسب مصدر من السفارة الألمانية، والذي أضاف في حديثه لـ(السوداني) أنه من النادر جداً أن يُمنح مواطن الجنسية الألمانية وهو يحتفظ بجنسيته السابقة.
    المعلومة من شأنها أن تُحسب على علي الحاج إن صحت، فمن غير المقبول أن يقود مواطن سوداني فاقد للجنسية (السودانية) حواراً بين قوى سياسية، أو هكذا يعتبر أحدهم..غير أن (السوداني) اتصلت بمحور الحديث علي الحاج بألمانيا تستفسره عن صحة سقوط الجنسية السودانية عنه بعد أن حصل على الجنسية الألمانية، إلا أنه استنكر السؤال وطرح بدلاً عنه استفساراً آخر "وهل من يحصل على جنسية أخرى ليس من حقه التحدث في الشأن السوداني؟"
    السؤال الذي كررته (السوداني) لأكثر من مرة على علي الحاج "هل أُسقطت الجنسية السودانية عنك بعد حصولك على الجنسية الألمانية؟" إلا أنه أجاب "أرفض الإجابة على هذا السؤال".!

    وفي هذه الحالة يبقى الاحتمالان مفتوحان، إما أنه يحتفظ بكليهما – كحالة نادرة يسمح بها القانون الألماني- أو أن علي الحاج هو الآن مواطن ألماني من أصول سودانية إلا أن مصدر مطلع اكتفى بالتعليق لـ(السوداني) حول هذه المسألة قائلاً "الجنسية السودانية بالنسبة لعلي الحاج ليست مشكلة، لأنه إن حدث توافق بين المؤتمر الوطني والقوى السياسية أو حتى بين الوطني والمؤتمر الشعبي، فأسهل وأسرع خدمة يمكن أن تقدم هي الجنسية حال أسقطت".
    نظرة من الداخل
    نظرة أخرى فاحصة على وضعية علي الحاج داخل تنظيمه –المؤتمر الشعبي- حيث يقول الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر إن علي الحاج، له سنوات طويلة وهو يقيم في ألمانيا ويحمل جنسيتها وكان يشغل مساعد الأمين العام للمؤتمر الشعبي، إلا أن التعديلات الأخيرة التي طالت عدداً من الوظائف داخل الحزب أنهت وظيفته كمساعد للأمين العام، وأصبح هناك نواب للأمين العام، "سمية يوسف وعبد الله حسن أحمد وإبراهيم السنوسي" ونوه إلى أن الحاج فقد تلقائياً وظيفة مساعد الأمين العام التنظيمية والتي تمت برغبة مباشرة منه وليس بطريقة إقصائية، لوجود ترتيبات متعلقة بالجنسية الألمانية ووضعه.
    وقال عمر خلال حديثه لـ(السوداني)إن علي الحاج محرر الآن من أي التزام تنظيمي إلا الالتزام بأزمة بلده، فهو يرى أنها مساحة تعطيه حق للتحرك بصورة أكبر من أن يكون مرتبطاً بالمؤتمر الشعبي.. ويذكر بأن وزنة علي الحاج واسمه مفيد لحل أزمة البلد أكثر من أن يكون مرتبطاً بحزب.
    جنسيات مزدوجة
    إذا نظرنا إلى خارطة القادة السياسيين سنجد العديد من منهم يحملون جنسيات مزدوجة لدرجة أن السفير البريطاني إيان كلف قال قبل سنوات ماضية إن ثلثي وزراء الحكومة السودانية يحملون الجواز البريطاني مما أثار هذا التعليق الكثير من ردود الأفعال المنتقدة لهذا الأمر لدرجة المطالبة بمنع أي شخص يحمل جنسية مزدوجة أن يحتل منصباً دستوراً وهذا يعمل به في كثير من بلدان العالم ومن أشهر الشخصيات التي تحدث عنها علناً بأنها تحمل جنسية أخرى القيادي بالمؤتمر الوطني د.قطبي المهدي وهو يحمل الجنسية الكندية بجانب التصريح بأن أبناء مرشد الطريقة الختمية مولانا محمد عثمان الميرغني يحملون جوازات سفر يوغندية وقد يكون نجله مساعد رئيس الجمهورية جعفر الصادق حاملاً لجنسية أجنبية غير السودانية.
    مستقبل المبادرة
    وبالرجوع لمبادرة علي الحاج التي انحسرت من حولها الأضواء يقول كمال عمر إن الحزب لا يحجر على عضويته في أي مكان لقاء أي سياسي وأن علي الحاج نفسه اعترف أنه غير مفوض من قبل المؤتمر الشعبي لقيادة مبادرة مع المؤتمر الوطني، وكشف أن علي الحاج أبلغ الشيخ حسن الترابي أنه التقى علي عثمان بعد اللقاء وأنه أخطره وإبراهيم السنوسي والصادق المهدي و فاروق أبو عيسى، وسكرتير الحزب الشيوعي بما دار في اللقاء موضحاً أن شكل الإخطار يظهر أنها لا تعني الحزبين أو الإسلاميين كما يتوهم البعض..
    وحول مستقبل المبادرة قلل عمر من جدواها أو أن تثمر شيئاً في مستقبل الأيام مشيراً إلى أن علي الحاج نفسه لم يكن يعول على اللقاء بدليل أنه طلب من علي عثمان أن يوصل الرسالة إلى الرئيس.
    والناظر إلى مبادرة الرجل لوجد بها عدداً من الثغرات التي قد تقف ضد نجاحها حيث انقسم الناس من حولها خاصة داخل المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني فثمة من مضى متشائماً ومتهماً جهات لم يسمها بالسعي لقطع الطريق أمام لقاء العليين وإفراغه من محتواه داخل الحزبين، ويرى أنصار هذا الاتجاه أن سباقاً للمبادرات واللقاءات المتبادلة تقوم به أطراف هنا وهناك لتحقيق إنجازات إلا أنهم يتبعون أسلوباً يضر بعملية الحوار ويبعثر أوراقه.
    المؤتمر الوطني ترك الباب موارباً أمام هذه الاجتهادات ولم يرغب بتغذية الساحة بتصريحات تصب في سياق التفاؤل، كما أنه لم يصدر منه نفياً بلقاء رئيس قطاعه السياسي ونائب رئيس الجمهورية الحاج آدم ورئيس قطاع العلاقات الخارجية إبراهيم غندور بالدكتور حسن الترابي الشهر الماضي.
    كما أن هناك دلائل تشير إلى أن المؤتمر الشعبى لازال منقسماً على مستوى قياداته، ففي الوقت الذي ينشط فيه تيار معتدل لإنهاء حالة الجمود والرغبة بتسريع الحوار -وهو تيار تمثله قيادات بارزة- يقف على الجانب الآخر تيار ثان به قيادات وسيطة، تعمل على التقليل من العملية برمتها، وتصورها للقواعد كأنها محاولة من النائب الأول لامتصاص انتفاضة قواعد الحركة الإسلامية والمجاهدين .
    ذر رماد
    إن كان المؤتمر الشعبي قلل من المبادرة وما يمكن أن تحققه من نتائج مرجوة، فبلا شك أن القوى السياسية الأخرى تشعر بذات الأمر.. فرئيس قوى الإجماع الوطني فاروق أبو عيسى أكد بأن اللقاء الذي تم والمبادرة التي طرحت ما هي إلا ذر رماد في العيون، واصفاً إياها بأنها "غير جادة ولا يحزنون" وأوضح في حديثه لـ(السوداني) أن هناك شروطاً عديدة يجب أن تتوفر حتى تثق القوى السياسية في دعوات ومبادرات المؤتمر الوطني.
    ويتضح أنه في حال لم تحدث أي خطوت جادة في "تطبيع العلاقات" بين المؤتمر الوطني وقوى الإجماع الوطني في مسألة الحوار فسيظل الطرف الأخير فاقداً للثقة بأي شيء يمكن أن يطرحه الأول، ذلك لأن الأحزاب نفسها لا تثق في مبادرات يقودها أعضاء منتمين للحزب.!
    ومع ذلك هناك آراء فردية للأحزاب، تظهر بين فينة وأخرى في الصحف، تشير إلى أن الحوار يمكن أن يستمر، فقد قال نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبى عبدالله حسن أحمد أمس إن هناك إمكانية لتوحيد الحركة الإسلامية مرة أخرى إذا ما توفرت حسن النوايا والنظرة الواقعية للحركة، وربط ذلك بحوار لابد أن يجرى مع القوى السياسية الأخرى، لأنه في نهاية الأمر "الحوار مع توفر الحريات أفضل من الدعوة إلى إسقاط الحكومة"!.

    السوداني
                  

04-18-2013, 05:35 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan9.jpg Hosting at Sudaneseonline.com





    بالامس تم اطلاق سراح ضباط من القوات السلحة اتهموا بمحاولة انقلاب على السلطة وسط استقطاب حاد داخل حزب المؤتمر الوطنى الذى ظل يعانى منذ فترة طويلة من صراع داخلى بين تياراته المتعددة بدات بين الترابى وتلاميذه وتطورت الى انقسام فى الحزب ما بين وطنى وشعبى وتشرذم الوطنى الى تيارات مختلفة تتصارع على السلطة كل مجموعة تسعى الى الهيمنة المطلقة على الحزب والدولة والمال والمنصب والجاه باى اسلوب وباى طريقة .. وانتهى الامر بالفساد البائن فى اجهزة الدولة ووصل الى القوات المسلحة عبر وزارة الدفاع التى اتهمها مجموعة من الضباط باستيراد اسلحة فاسدةتقتل الصديق قبل العدو وهنا بادرت المجموعة المتهمة بالفساد باعلان ان هناك مخربون داخل القوات المسلحة تطور الى اتهام بالانقلاب على السلطة نفسها وشمل الاتهام امنيون فى مقدمتهم رئيس جهاز الامن الاسبق ويبدو ان التسرع وعدم الذكاء فى التصرف برؤية سليمة صاحب هذا الاتهام الذى استتبعته اجراءات كانت لابد ان تقوم مثل الاعتقال ومن ثم توجيه تهم ومحكمة تحولت الى محاكمة للنظام نفسه واستطاع الضباط المتهمون اثبات ولائهم الحزبى والرسمى للجهة التى يتبعون لها وكشفوا ان لا محاولة انقلابية وانما ثورة ضد المفسدين وكانوا يملكون الادلة على قضية الاسلحة الفاسدة مما ادى الى تطاعطف شعبى وحزبى معهم وضعفت حجة الانقلاب وبقيت ازمة الفساد بائنة تشير الى من ادعى وكان لابد من معالجة للامر ولملمة الموضوع بعد ان بان كل شىء للانسان العادى داخل الوطن بان هناك استقطابا داخل الحزب الحاكم وصراعا بائنا حول السلطة استفحل ولا علاج له الا بمصالحة داخلية تضع حدا لصراع الاسلاميين حول السلطة والمال والجاه والمنصب فكان هذا القرار القاضى باعفاء هؤلاء والذى ينبغى ان يكون بداية اصلاح داخل هذا الحزب باسلوب واضح وكاشف لكل من افسد الحياة السياسية والاقتصادية وابعاده مهما كان منصبه ..

    ليبدا الاصلاح والا فان الحال سوف يظل كما هو صراع ومن ثم انتقام والوطن يدفع الثمن ..




    إطلاق سراح محكومي الانقلابية
    الأربعاء, 17 نيسان/أبريل 2013 18:28


    حزب الأمة القومي يرحب باطلاق سراح المحكومين العسكريين
    أفرجت السلطات السودانية، يوم الأربعاء، عن مجموعة الضباط المدانين في المحاولة الانقلابية في ديسمبر الماضي بقيادة محمد إبراهيم عبدالجليل، وتحرّك المفرج عنهم من السجن إلى منزل الأخير في حي جبرة بالخرطوم ليجدوا حشداً في استقبالهم.


    وكانت المحكمة أدانت المعنيين بالطرد من الخدمة العسكرية وعقوبات بالسجن تراوحت بين السنتين والخمس سنوات، ومنحتهم مهلة 15 يوماً لاستئناف الأحكام الصادرة بحقهم.


    والمفرج عنهم هم سبعة على رأسهم العميد محمد إبراهيم عبدالجليل، الذي حوكم بخمس سنوات سجناً، والعقيد فتح الرحيم عبدالله المحاكم بأربع سنوات، إلى جانب محمد زاكي الدين، وثلاث سنوات للواء عادل الطيب والشيخ عثمان، مع طردهم من الخدمة العسكرية جميعاً.


    وفي وقت سابق، قال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد، إن المحاكمين أمام محكمة عسكرية بالخرطوم في السابع من أبريل الجاري، قدموا استرحاماً للرئيس عمر البشير يطلبون عفواً رئاسياً.

    بيان هام: الأمة القومي يرحب باطلاق سراح المحكومين العسكريين17 أبريل 2013م

    بيان هام
    من حزب الأمة القومي

    يرحب حزب الأمة القومي بإطلاق سراح المحكومين من مواطنينا العسكريين ويرى العفو عنهم خطوة في الاتجاه الصحيح نحو الوفاق الوطني.
    إن للوفاق الوطني استحقاقات، نناشد الأخ الرئيس وزملاءه والحزب الحكام الاقبال عليها بإخلاص وجدية، وهذا يعني الالتزام بالأجندة الوطنية التي تحقق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل، وهذا من شأنه أن يزيل أسباب الاحتقان والانسداد والنزاع.
    كما ينبغي أن تتوافر في مجال كافة القوات النظامية التحرير من القضبة الحزبية، وأن تلتزم كافة القوى السياسية بالتعامل مع القوات النظامية باعتبارها مؤسسسات قومية لا مجال فيها للاستقطابات الحزبية التي تأتي دائما بنتائج عكسية على الضبط والربط المطلوب، ونرى أن تضمن هذه المعاني في الوطن المنشود، كما ينص عليها في الدستور القادم لنحافظ لقواتنا النظامية على وظائفها المهنية، وكما يطالب حزب الأمة بإطلاق سراح بقية المعتقلين.

    والله ولي التوفيق،،



    -------------

    (عدل بواسطة الكيك on 04-18-2013, 05:43 AM)
    (عدل بواسطة الكيك on 04-18-2013, 05:55 AM)

                  

04-18-2013, 07:37 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)



    إطلاق سراح محكومي الانقلابية الأربعاء, 17 أبريل

    ( الخميس, 18 أبريل 2013 08:30 ) .

    أفرجت السلطات السودانية، الأربعاء، عن مجموعة الضباط المدانين في المحاولة الانقلابية في ديسمبر الماضي بقيادة محمد إبراهيم عبدالجليل بعفو رئاسي، وتحرّك المفرج عنهم من السجن إلى منزل الأخير في جبرة بالخرطوم ليجدوا حشداً في استقبالهم.

    واصدر الرئيس عمر البشير قرارا بتخفيف العقوبة الصادرة بحق الضباط الـ 8 زائداً ضابط صف برتبة رقيب أول وتم إطلاق سراحهم اليوم بناء علي هذا القرار .


    والغي القرار عقوبة الطرد من خدمة القوات المسلحة واستبدالها بالإبعاد من الخدمة إضافة الي الاكتفاء بالفترة التي قضوها في الحبس من تاريخ اعتقالهم بدلاً عن عقوبة السجن كلاً حسب المدة الصادرة في حقه .


    وكانت المحكمة أدانت المعنيين بالطرد من الخدمة العسكرية وعقوبات بالسجن تراوحت بين السنتين والخمس سنوات، ومنحتهم مهلة 15 يوماً لاستئناف الأحكام الصادرة بحقهم.


    والمفرج عنهم وعلى رأسهم العميد محمد إبراهيم عبدالجليل، الذي حوكم بخمس سنوات سجناً، والعقيد فتح الرحيم عبدالله المحاكم بأربع سنوات، إلى جانب محمد زاكي الدين، وثلاث سنوات للواء عادل الطيب والشيخ عثمان، مع طردهم من الخدمة العسكرية جميعاً.


    وفي وقت سابق، قال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد، إن المحاكمين أمام محكمة عسكرية بالخرطوم في السابع من أبريل الجاري، قدموا استرحاماً للرئيس عمر البشير يطلبون عفواً رئاسياً


    --------------

    السودان يطلق سراح 7 ضباط أدينوا بمحاولة انقلاب


    حشد عفوي من جيران وأهالي المفرج عنهم يرحبون بهم لدى وصولهم إلى منزل ود إبراهيم (أ ف ب)
    تاريخ النشر: الخميس 18 أبريل 2013


    الخرطوم (وكالات) -

    أفرج أمس عن سبعة ضباط في الجيش السوداني حكم عليهم في السابع من أبريل بالسجن لمدد تتراوح بين سنتين وخمس سنوات بتهمة القيام بمحاولة انقلابية في 2012. وقد أُفرج قبل يومين عن ضابطين آخرين أدينا معهم. وتوجه الضباط السبعة وهم يرتدون ثياباً مدنية ويهتفون “الله أكبر”، إلى منزل أحدهم في حي جبرة، العميد محمد إبراهيم عبدالجليل الملقب بـ”ود إبراهيم” الذي حكم عليه بأقسى حكم، واستقبلهم هناك مئات الأنصار والأقارب والجيران وهم يطلقون النار في الهواء. والمفرج عنهم هم سبعة على رأسهم العميد محمد إبراهيم عبدالجليل، الذي حوكم بخمس سنوات سجناً، والعقيد فتح الرحيم عبدالله المحاكم بأربع سنوات، إلى جانب محمد زاكي الدين، وثلاث سنوات للواء عادل الطيب والشيخ عثمان، مع طردهم من الخدمة العسكرية جميعاً.

    ولم تتضح على الفور أسباب هذا الإفراج، لكن الجيش أكد أن الضباط طلبوا العفو في التاسع من أبريل، وقالوا إنهم “معتقلون سياسيون”، وهي فئة وعد الرئيس عمر البشير في الأول من أبريل بأنه سيفرج عنها. وصرح إبراهيم للصحفيين “الآن نحن أحرار والقضية قد انتهت بالنسبة لنا”، ورفع الأنصار الرجال السبعة الذين شطبوا من الجيش على أك########م وهم يبتسمون، وذبحت أربعة خراف للاحتفال بالإفراج عنهم. وكان الضباط يواجهون عقوبة الإعدام في هذه القضية التي يرى الخبراء أنها تعكس خلافات داخل نظام البشير الذي تولى الحكم قبل 24 سنة على إثر انقلاب عسكري لعب فيه إبراهيم دوراً. ومعظم الضباط المتورطين مقربون من قدماء المقاتلين الجهاديين خصوصاً مجموعة “سائحون” وهم أيضاً من قدماء الحرب الأهلية ضد الجنوبيين (1983 - 2005 التي أسفرت عن سقوط مليوني قتيل



    اقرأ المزيد : السودان يطلق سراح 7 ضباط أدينوا بمحاولة انقلاب - جريدة الاتحاد http://www.alittihad.ae/details.php?id=37990andy=2013#ixzz2QnAHhKCu



    ----------------
                  

04-18-2013, 11:49 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)


    بعد عفو رئاسي مدانو المحاولة الانقلابية ..خارج الأسوار! (....) هذه هي أول الكلمات التي قالها ود إبرا


    الخميس, 18 أبريل 2013 11:14 عدد المشاهدات : 58

    - فى السودانى اليوم



    بعد عفو رئاسي
    مدانو المحاولة الانقلابية ..خارج الأسوار!


    (....) هذه هي أول الكلمات التي قالها ود إبراهيم بعد خروجه


    غازي صلاح الدين: هذه خطوة صحيحة و لدينا حديث كثير سنقوله لاحقاً
    نجل ود إبراهيم: كنا ننتظر هذا اليوم بفارق الصبر
    لماذ رفض الرد علي هذا السؤال؟!
    تقرير:خالد أحمد
    تصوير:أحمد طلب



    "العفو" كالموت يأتي عندما لا تتوقعه ليلحق بك المفاجأة وهول الاندهاش فعندما نزعت من أك########م الرتب العسكرية وسحبت منهم الأنواط والنياشين التي أخذوها بعد أن كادت أرواحهم أن تزهق على أيدي مقاتلي الجيش الشعبي في آخر معارك هجليج وأدخلوا للمعتقلات كان أقرب سيناريو يحيط بفكرهم أنهم ملاقين ربهم خاصة وأن العقوبة لمحاولة الانقلاب على الحكم هي الإعدام إلا أن الفرح كان يعد لهم "كميناً" من نوع آخر لم يتدربوا على التعامل معه حيث يوم أن اعتلى الرئيس المشير عمر البشير منصبة المجلس الوطني وأعلن العفو عن كل المعتقلين السياسيين تخيلت أن العميد محمد إبراهيم –الشهير بود إبراهيم- يتبسم في معتقله هو رفاقه بعد أن عرف أن الأمر لن ينتهي بالطريقة الإفريقية في معالجة الانقلابات !
    في تمام الساعة الثانية ظهراً انطلقت الزغاريد وزخات الرصاص وضجت في نواحي منطقة جبرا بالخرطوم ابتهاجاً بإطلاق سراح ود إبراهيم وإخوته حيث كان الدم أكثر القرابين ابتهاجاً بالخروج حيث ذبحت الذبائح ونصبت الخيام وتوافد الكل من حكومة إلى معارضة مباركين .


    سر التكبيرة


    وسط الخيمة الواسعة التي تجمعت فيها أعداد كبيرة الناس أغلبهم من الشباب إذا نظرت إليهم عن قرب ستعرف أنهم من (مجموعة السائحون) التي كانت تدافع عن ود إبراهيم وهم من شباب الحركة الإسلامية أغلبهم من المجاهدين السابقين لذلك كانوا كلما دخل أحد على ود إبراهيم مهنئاً وقفوا يكبرون ويهللون وجلس وسطهم ود إبراهيم تبدو على ملامحه الراحة وبعض الرهق وهو الذي لم يتعود على هذا الضجيج والإعلام والكاميرات التي كانت تحاصر وتتابع كل خطواته وسكناته وهي تنتظر أن يدلي إليها ببعض الكلمات تشفي تعطشها لرجل شغل الساحة بتحرك غامض لم تتكشف جوانبه إلا أنه كان لا يريد الحديث ولكن بعد إلحاح تحدث بلسان الدبلوماسية وليس العسكري حيث إنه شكر كل السودانيين للوقوف إلى جانبه وبذل الدعوات لإطلاق سراحه كما خص بالشكر خلال حديثه لـ(السوداني)


    رجالات الطرق الصوفية وأعلن عن استمراره في خدمة المجتمع لكنه اكتفى بالابتسامة رداً على سؤال عما إذا كان عملية الإفراج جاءت كرد على استرحام تقدم به ولم يجب على السؤال معرباً عن سعادته بعملية الإفراج ومعانقة أبنائه وأصدقائه بعد فترة امتدت إلى 5 أشهر كما أعرب عن تقديره للإعلام وقال إنه وقف على الحياد.
    حتى وهو يستلم قرار إبعاده من سلك الجندية لم ينسَ ود إبراهيم رفاق السلاح حيث حياهم بشكل خاص أثناء حديثه حيث قال إنه يرسل تحاياه للمجاهدين في الثغور والمدافعين عن تراب الوطن كما أشاد بالقوات المسلحة ومجموعة سائحين وأسر المعتقلين وقال إنه يتضرع لله أن يحفظ السودان كما أعرب عن تقديره لبعض الشخصيات التي لاقت الرئيس من أجل عملية إطلاق سراحهم.
    لم يستطع نجل ود إبراهيم ويدعي محمد سوى الابتسام أمامي وهو يحاول أن يخفي ارتباكه فهو صغير السن ولا يعرف دربة الحديث إلا أنه عبر بصدق عندما استجمع قواه وقال لي "أنا فرحان إنو أبوي طلع واليوم قاعد معانا، ونحن كنا ننتظر هذا اليوم"، أنا من جانبي لم أضغط عليه ليزيد فبعض المشاعر يصعب ترجمتها لكلمات لانها ستفسد وكيف يكتب فرح ابن بعوده والده سالماً.


    شقيق ود إبراهيم الذي تهرب من أن يذكر اسمه قال بلسان السياسي إن إطلاق سراح أخيه خطوة في الاتجاه الصحيح مشيراً إلى أن الأسرة لم تفاجأ لأنه كان لديها اتصالات بقيادات في الدولة أبلغتها بقرب إطلاق سراحه.


    الأكثر فرحاً


    عقب اعتقال مجموعة ما سميت بالمحاولة الانقلابية ضجت بالحدث مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفيس بوك حيث غيرت أغلب صور البروفايلات الشخصية لـ(مجموعة السائحون) لصورة ود إبراهيم وبدأت بعدها حملة كبيرة تطالب بإطلاق سراحه لذلك كان بالأمس محاطاً بهم، ومن يعرف الإسلاميين يعرف أنهم اختاروا مكاناً قصياً عندما انقسم الاسلاميون بين تيار القصر والمنشية فقد باتت لديهم آراء أقرب للمعارضة للنظام الحالي إلا أنهم لايريدون إسقاط النظام بل يعملون على إصلاحه.


    الابتسامة العريضة


    تكبيرة مدوية وتهليلات أعلنت عن وصول القيادي بالمؤتمر الوطني د.غازي صلاح الدين الذي جاء متلفحاً جلبابه الأبيض وجسمه متشح ببعض النحول إلا أن ابتسامة عريضة ارتسمت على وجهه وهو يعانق ود إبراهيم ويطمئن عليه وسرعان ماتحلق حوله الشباب .
    غازي الذي يناصح إخوانه في الحكم هذه الأيام بشكل ناعم عبر المقالات والأحاديث جعلت البعض يغضب منه وقد تكون زيارته لود إبراهيم بالأمس رسالة أخرى قد ينشغل البعض في تفسيرها وهو بعد أن أدى صلا ة العصر في خيمة فرح إطلاق سراح ود إبراهيم استمسك عن التعليق إلا أنه قال إطلاق سراح المعتقلين خطوة مرحب بها وصائبة وجاءت في الوقت الصحيح وأضاف خلال حديثه لـ(السوداني) أن هذا الأمر سيسهم في وحدة الصف الوطني للبلاد وستساعد في الاستقرار وأضاف "لدينا حديث كثير سنقوله بعدين" وعندما الحيت عليه بالسؤال "بعدين متين" لم يرد وانسحب بهدوء.


    تخفيف التخفيف


    وبحسب وكالة السودان للأنباء (سونا) فإن إطلاق السراح يرجع لقرار صدر من رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بتخفيف العقوبة الصادرة بحق الضباط المشاركين في المحاولة الانقلابية نوفمبر الماضي بعد توصية وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين على ضوء الاسترحامات التي تقدم بها المحكوم عليهم.
    وشمل القرار ضباط القوات المسلحة الثمانية مضافاً إليهم ضابط صف برتبة رقيب أول وتم إطلاق سراحهم أمس بناءً على هذا القرار.


    ونجد أن القرار الرئاسي خفف عقوبة الطرد من الخدمة إلى الإبعاد الذي تم فيه إلغاء عقوبة الطرد من خدمة القوات المسلحة واستبدالها بالإبعاد من الخدمة إضافة الي الاكتفاء بالفترة التي قضوها في الحبس من تاريخ اعتقالهم بدلاً عن عقوبة السجن .


    على الرغم من أن العميد ود إبراهيم قد أخذ الأضواء كلها إلا أن هنالك رفاقاً له في السجن شملهم العفو أيضاً منهم اللواء الركن عادل الطيب الأمين الذي كان حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بجانب العقيد الشيخ عثمان كان حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات كما أطلق سراح العقيد الركن فتح الرحيم عبدالله بعد أن كان حكم عليه بالسجن خمس سنوات وتم فقط إبعاده من الخدمة
    بجانب العقيد الركن محمد زاكي الدين والمقدم ركن محمود صالح والمقدم ركن مصطفى محمد والرائد حسن عبدالرحيم فضل وأخيراً أصغرهم رتبة هو الرقيب أول عمر عبدالفتاح عبدالفراج .


    هذا القرار الذي تم بموجبه إطلاق سراح ود إبراهيم ورفاقه على الرغم من أن ظاهره يأخذ الطابع الفجائي إلا أنه في حقيقة الأمر مضى عبر الطرق القانونية المتبعة حيث لم تمضِ سوى أيام قليلة على إعلان حكم المحكمة بالإدانة لمتهمي المحاولة الانقلابية بالسجن والفصل من الخدمة العسكرية سارع محامي المعتقلين إلى عدم الاستئناف وإنما تقدم باسترحام لرئيس الجمهورية حيث يقول رئيس هيئة الدفاع عن العميد ود إبراهيم المحامي هاشم الجعلي إن هيئة الدفاع قدمت نيابة عن كل المدانين طلب استرحام وفقاً لنصوص المادة (140) من قانون القوات المسلحة لسنة 2007م وهي مادة تعطي الحق للرئيس والقائد العام للقوات المسلحة النظر في أي طلب استرحام يسقط العقوبة أو يخففها وأضاف خلال حديثه لـ(السوداني) أن الطلب المقدم يحتوي على بيانات تحتوي على أعمال المدانيين وجهودهم في الخبرة العسكرية وخدمتهم الطويلة في القوات المسلحة وأنهم يحملون أنواطاً ونياشين وأوضاعهم الإسرية وعائلاتهم مع الاعتبار أن ماقاموا به عمل تحضيري ولم يحدث فعل مباشر، وحول عدم تقديم المدانين طلب استئناف لقرار المحكمة وتفضيلهم طلب الاسترحام يقول الجعلي إن المتهمين أقروا بالتهم وأنها كانت في طور الإعداد وبالإضافة لأن هذا التحرك لا يعد جريمة جنائية كاملة .



    فيما يقول القانوني المعز حضرة حول العفو الرئاسي عن المتهمين إن المحكمة التي أصدرت الأحكام بحق المتهمين هي محكمة عسكرية ولها إجراءاتها المختلفة عن المحاكم العادية مشيراً إلى أن المحاكم العادية حال صدور الحكم في القضايا الجنائية تقدم للمحكمة الأعلى وهي محكمة الموضوع مبيناً أن الطبيعي في المحاكم ليس تقديم الاسترحام وإنما الاستئناف ويختلف الأول عن الثاني في أن الأول (الاسترحام) يقدم عندما يقتنع الجاني أنه مدان لأن الاسترحام يعد هنا السبيل الوحيد لتخفيف الحكم عليه وهو وسيلة استثنائية ويرمى به الشخص لدى المحكمة عندما يكون مداناً لأمل البراءة ويشير المعز إلى أن المحكمة العسكرية بحكمها المخفف على حد قوله أرادت أن تعطى الرئيس فرصة إصدار عفو مؤكداً على أن الرئيس له الحق في إصدار العفو وانه مارس حقه القانوني باطلاق سراح المتهمين.

















    .
                  

04-21-2013, 08:42 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    وما أدراك ما (سائحون ) .. مصلحون أم تائهون أم حانقون أم للحية جلدٌ جديد ؟



    (كتب فايز الشيخ السليك)


    قبل أيام وقف الناجي عبد الله القيادي المعروف في المؤتمر الشعبي يخاطب مظاهرة نظمتها (مجموعة سائحون) أمام مسجد جامعة الخرطوم مطالبين بإطلاق سراح مجموعة العسكريين والمدنيين المعتقلين فيما اطلق عليه النظام ( المحاولة الإنقلابية أو التخريبية ) بعد أن حكمت المحكمة عليهم بأحكام متفاوتة بالسجن لفترات تتراوح ما بين خمس سنوات إلى سنة مع الطرد من الخدمة العسكرية ، إلا أن خطاب المجموعة، وطريقة حشدها وتكوينها تثير عدد من التساؤلات، وحول علاقة المجموعة بمراكز القوى داخل الحركة الإسلامية ونظامها الحاكم، ومدى سقف التغيير والإصلاح الذي تتطلع إليه المجموعة ، والتي تنطلق من ذات قاعدة النظام، وتشرب من ذات منبعه، وتربط جذورها الأيدلوجية بشجرة المؤتمر الوطني .
    ويشير المراقب السياسي للاحدث إلى عدد من الملاحظات حول تحركات ( سائحون ) ، وهو ما يعكس حجم الدور الذي يمكن أن تلعبه المجموعة في صراعات المؤتمر الوطني، وتكيتيات الحركة الإسلامية ، وبدائلها في حالة احتدام المعركة، ودنو أجل سقوط نظام عمر البشير، وتتمثل الملاحظات في الآتي ..


    1- إن المجموعة المعنية خرجت في مظاهرة سلمية دون أن تتعرض لها أجهزة النظام بأي تحرش مثلما تفعل مع كل التجمهرات، حتى ولو كانت مسيرة طلابية تطالب بتحسين أوضاع الداخليات، أو لمجموعة ” لا لقهر النساء” والتي تطالب بتعديل بعض القوانين المقيدة للحريات والمهينة للنساء، ولكرامة الإنسان بشكل عام .
    2- إن المجموعة تضم في تكوينها عناصر من قيادات المؤتمر الوطني في أعلى الصف الثاني ، وقيادات في الصف الأول في المؤتمر الشعبي وعلى رأسهم الناجي عبد الله ؛ بالإضافة إلى الدكتور محمد مجذوب الذي يريد القيام بدور المفكر لخلفيته الأكاديمية ولهدوئه، وميله للفكر والفلسفة .
    3- إن المجموعة ظلت تدير حواراتها لفترة طويلة عبر مواقع التواصل الإجتماعي،” الفيس بوك ” على وجه التحديد دون أن تحمل الحوارات أية هوية سوى شعارات معروفة، وذكريات القتال في الجنوب ، واشواق الجهاد ، وهو ما جعلها تختار اسم ” سائحون ” واقتباسه من الآية الكريمة من سورة التوبة (والتائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله ( 112 ) )
    4- اجرت هذه المجموعة حوارات مع عدد من القادة الإسلاميين بما فيهم الدكتور حسن الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي والأب الروحي للحركة الإسلامية في شقيها ” الوطني والشعبي” ، وعراب الإنقاذ في سنواتها العشر الأولى.، إلا أن المجموعة لم تحاور عدد من قادة الأحزاب الدينية الطائفية مثل الصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني ، أو تعلن عن حوارات مع جماعات السلفية الحربية مثل عبد الحي يوسف ومحمد عبد الكريم.


    ويفسر مراقبون ظهور ( سائحون ) بأنه يمثل حالة إحباط من نتائج ما يعتبرونه ” مجاهدات” ، وحصاد مر لربع قرن من الحكم الإسلامي، إوتمثلت الحصيلة المفجعة ؛ في انفصال الجنوب الذي دفنوا فوق أرضه مئات من “أخوان الأمس”، ومن ما يرونه من فساد الحكام الإسلاميين، وفي ذات الوقت فإن محاصصات السلطة والثروة تخطت بعضهم، وظلت “حكراً على الحرس القديم” من عسكريين، وأمنيين، وسياسيين؛ بل أن غنائم الدولة التي سطوا عليها بليل شملت حتى ” القادمين من أحزاب أخرى ومتواليين فروا ساعة المواجهة، واقتربوا من النظام زلفى ساعة المغنم .
    ومع بروز جماعة سائحون إلى السطح في ( حالة هلامية ) بلا برنامج واضح المعالم أو رؤية جديرة بالحوار ، سرت همهمات عن علاقة المجموعة بالدكتور غازي صلاح الدين، وهو يعبر عن احباطه من حال نظامه، وميله في الآونة الأخيرة إلى االإنتقاذ ودعوته لإصلاح شأن بيته الداخلي ،دون أن يتخذ خطوةً جريئة بالمصادمة، أو المواجهة المباشرة، وربما أراد العتباني الإستفادة من عمل ( سائحون ) ليكونوا له عصا يتوكأ بها في معركته، ويهش بها خصومه داخل حزبه الحاكم وحركته الإسلامية التي وجهت له ضربة خلال المؤتمر السابق قبل بضعة اشهر برفض رؤيته الإصلاحية وانتصار الصقور من تحالف العسكريين والأمنيين من بيادق الإنقاذ.



    وفي ذات السياق كشفت تطورات الأحداث الأخيرة المتمثلة في مسرحية ( المحاولة الإنقلابية ) بقيادة العقيد محمد أبراهيم عن تعاطف وعلاقة روحية بين العقيد والمحاربين القدامي، حيث أعرب قادة (سائحون ) عن رفضهم لإعتقال ود أبراهيم، في موقف نادر في مثل هذه الحالات، والتي يخفي فيها كل فرد تعاطفه أو علاقته مع متهمين بالعمل على تغيير النظام بالقوة ، وبالسلاح، وعقوبة ذلك القتل رمياً بالرصاص مثلما حصل مع مجموعة ضباط 28 رمضان، الذين قتلوا في ساعات بعد احباط محاولتهم الإنقلاب ضد الإنقاذ وهي لا تزال في المهد صبية . وهو ما يؤكد أن تحركات غازي صلاح الدين وسائحون وود أبراهيم بأنها حلقة في سلسلة حلقات صراعات وتحركات ومناورات مراكز القوى داخل النظام، ولذلك تعاملت معهم السلطات الأمنية بطريقة مدروسة، و غير معهودة، وليس من المستبعد أن توفر عناصر نافذة الحماية للتحركات وشل يد السلطة الأمنية الباطشة في الوقت المناسب ، حتى توصل المجموعة كلمتها ، ورسالتها إلى المشير عمر حسن البشير ، وتذكره بوعوده بأطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، بما فيهم حملة السلاح، وهو اتجاه يتصادم مع رغبات بعض صقور الإنقاذ مثل نافع علي نافع، وبكري حسن صالح، وعبد الرحيم محمد حسين، والذين كانوا يقفون وراء اعتقالات عناصر المحاولة، لا سيما نافع الذي يريد استمرار البشير في ولاية حكم أخرى حتى يكتب الله أمراً آخرا، لضعف فرص نافع في الوصول إلى الكرسي الرئاسي،

    ولذلك لم يخف نافع امتعاضه من تحركات المجموعة منذ أمد بعيد حين قال ” ان اى عمل يتم خارج إطار المؤسسات لن يؤتى اى ثمار وأضاف في تصريح صحفي «اى عمل تقوده فئة او مجموعة سينتهي بان يدخلوا المؤسسات ويعملوا من خلالها او يخرجوا ولن يصلوا لاى نتائج “، أما عبد الرحيم محمد حسين فهو يمثل أحد اهداف ( جماعة سائحون ) ومن يمسك بخيوط تحريكها فوق خشبة المسرح ، وقد كشفت تفاصيل محاكمات مجموعة ود أبراهيم عن فساد يزكم الأنوف داخل المؤسسة العسكرية وشراء مئات الدبابات والأسلحة منتهية الصلاحية في صفقات يقف وراءها وزير الدفاع وهو الصديق المقرب للبشير وبعض اخوة الرئيس . ولذلك ليس من الغريب أن يقاوم حسين وجماعته أية محاولة عفو عن شباب الإسلاميين من العسكرييين باعتبار أن المعركة أصبحت له معركة شخصية، واللافت هنا هو أن البشير المعروف بلغته العنيفة فضل اللغة الهادئة والمهادنة مع المجموعة منذ اعلان سنياربو الإنقلاب ليستمر في مناورته بخفة وسرعة بغرض كسب ود أبراهيم ومجموعته من جانب، ولامتصاص غضب رفاق السلاح ليصدر قرارات العفو على دفعات بدأها بمسرحية ” العفو العام باطلاق مجموعة الفجر الجديد، والتي ضمت 7 من معتقلي قوى الإجماع الوطني ، وكانت تلك الخطوة هي التمهيد لأطلاق سراح المجموعة المستهدفة بالقرار، برغم أن بعض النافذين حاولوا عرقلة قرارات العفو بتأخير إطلاق سراح المجموعة وهو ما دفع ” سائحون ” على التظاهر رغم أنف الأجهزة الأمنية!.



    والغريب أن ناجي عبد الله الذي طالب باطلاق سراح جماعته ، كان قد أقحم اسم القيادي في المؤتمر الشعبي ، المهندس يوسف لبس ” باستحياء” ضمن المطلوب اطلاق سراحهم ، إلا أن الأيام مرت وخرج الجميع سوى معتقلي جبال النوبة ودارفور ومن بين هؤلاء يوسف لبس الذي قضى 11 عاما في سجن النظام، دون أن يتفاعل ( سائحون) بما فيهم الشعبيين مع قضيته ، أو قضية عبد العزيز نور عشر القيادي بحركة العدل والمساواة وعشرات آخرين من اسلاميي دارفور لتكشف الأيام أولى عورات المجموعة وبشرة جلدها التي لا يختلف لونها عن لون جلد الإنقاذ ، أما الحديث عن أن سقف طموحات (سائحون ) هو السماء ، فإن الوضع كان يقتضي أن يكون العمل هو اطلاق سراح كل الوطن، لا مجموعة محدودة، تتمتع بالحماية منذ البداية،


    ولا يمكن أن تتعرض لأي خطر، ولو كان لـ (سائحون ) برنامجاً حقيقياً للتغيير لشاركوا في مظاهرات العام الماضي المطالبة باسقاط النظام وحماية المتظاهرين الشباب من عنف السلطة المفرط، إلا أن الأيام تثبت حتى الآن أن المجموعة لا تزال توظفها السلطة ، ويمارس بها البعض ” تكتيكاته السياسية في لعبة توازن القوى داخل الحركة الإسلامية، لكن ربما تثبت الأيام مفاجآت في منعطف الطريق، وأنها مجموعة تعمل من أجل اصلاح لكن تنتظر طبختها فوق نارٍ هادئة، إلا أن الأحداث لا تزل تؤكد أن ( سائحون ) ليست سوى ورقة في يد (الزعيم رقم صفر) ، الذي يجلس من وراء حجاب يوزع ابتساماته في خبث، ليضرب الخصوم الداخليين، ويمتص غضب الإسلاميين الحانقين بوجود أمل في إنقاذ الإنقاذ من نفسها، أو ربما جلد جديد ستلبسه الحية ضمن عمليات تبديل جلودها .




    -----------------


    04-18-2013 10:01

    البشير عندما يراني يقول لي ياشيخنا... وعلي عثمان قتله الحياء مني.

    دراستي مع نقد ونميري بحنتوب قربتني كثيرا من الأول وجعلتني لا أنتقد الثاني رغم ظلمه لي.

    حنتوب علمتنا حب الوطن... ونلت جائزة فاروق الأول في الشهادة العامة.

    لا أحب تعدد الزوجات... واخترت وصال لأنها كانت من القليلات جدا التي وصلت للجامعة آنذاك.

    الشفيع وعبد الخالق أعدموا بجوارنا في السجن وسمعت صوت مشنقتهم.

    الأطباء قالوا أني سأموت بعد ضربة كندا وأني سأعود طفلا من جديد.

    هاشم بدر الدين كان يعلم أين يضربني حتى أموت.. والقائم بالأعمال الأمريكي نبهني قبل السفر.

    الخرطوم- أفريقيا اليوم: صباح موسى

    عندما يذهب أي إعلامي للدكتور حسن الترابي من الصعب عليه أن يكون حواره خاليا من السياسة، فالرجل دائما لديه الجديد على الساحة السياسية بالخبر والتحليل والرؤية والافادة، وفكرة أن أجري حوارا للذكريات فقط مع الشيخ كانت بعيدة بالنسبة لي، فاللقاء معه دائما فرصة، ويجب ألا نهدرها دون التطرق للحديث عن السياسة، كان هدفي الأول هو اجراء حوار مختلف للوقوف على أهم المحطات التاريخية للترابي يرويها لي بنفسه، ولكن الأوضاع السياسية أخذت مني زمنا ليس بقليل، وكنت بين طيات سؤال سياسي وآخر أسأل عن حدث في تاريخ الشيخ، لأكتشف أن الترابي ليس مفكرا ولا سياسيا فقط، فالرجل أيضا فيلسوفا ومن نوع خاص، له رؤية وفلسفة في كل الأحداث التي يطوعها حسب مفهومه، وجدته فنانا، بل ناقدا فنيا خبيرا، وليس مجرد متابع، جمع سيمفونيات الموسيقى للمشاهير وحفظها واستطاع التفريق بينها، سمع لمحمد الأمين وسيد خليفه وأم كلثوم، وقرأ للعقاد وطه حسين ولم يفضل كاتب بعينه، فكان يرى في كل منهم ميزة عن الآخر، وهكذا كان حكمه على الأشياء لا يوجد لديه الأفضل، بل يوجد في أي شخص حسنة تميزه عن الآخرين، كان لاعبا للكرة يلعبها بطريقة بها مثالية عالية، فهو لا يفعل شئ خلف الحكم، ولا يضرب لاعب الخصم، ولا يقف خلف المدافع، يشجع اللعبة الحلوة ويهنئ الفائز عليه، ويحلل المباراة بعد نهايتها ليكتشف مناطق التميز والخلل بها، تعجبت في نفسي هل الترابي لعب السياسة هكذا أم أن هذا لعب وذاك لعب آخر؟! خرجت من الدردشة الجانبية مع الشيخ عن محطات مهمة في حياته، بافادات أكثر أهمية هي شهادة موثقة لتاريخ السودان الحديث لشخص بحجم الترابي أثر كثيرا في الأحداث وتأثر بها. وفيما يلي ونسة خفيفة للشيخ حسن على هامش حوار سياسي أعددته قبل أسابيع في اطار الاستعداد لـ " اليوم التالي".



    ماهي ذكرياتك مع مدرسة حنتوب؟

    · حنتوب كانت في السودان مدرستان ثانيوتان، وكان هناك مدراس ثانوية أهلية لكن دونها في المستوى، لكن حنتوب كانت بها داخلية واحدة للطلاب ودروسهم كانت واحدة، غالبا ناس حنتوب كانوا من السياسين، الذين درسوا مع بعض، فدرست أنا والرئيس جعفر نميري وزعيم الشيوعي محمد إبراهيم نقد، وفي الداخلية كنا نلعب كرة مع بعض، رياضة سوا وسباحة سوا وناكل سوا ونصلي سوا كالبيت الواحد، المدارس كثرت الآن، والسودان لم يعد به الوطنية، لكن حنتوب كان لها نكهة خاصة، كنت في ثانية وأريد أن أمتحن ثالثة للشهادة طوالي، الخواجات قالوا لي صعبة عليك، قولت لهم بحاول بجتهد، قالوا ننقلك رابعة طوالي، ونقد كان صديقي، ونميري كان متقدم عني بسنتين، ولكن كان معي في نفس الداخلية، وكنا قريبين لبعض وعدد كبير من السودانيين، حنتوب كان بها قومية علمتنا أننا أولاد السودان وكان معنا طلاب من كل السودان، وكانت تدب فينا روح الوطنية، كان والدي متنقلا من طرف إلى طرف وهذا أفادني، لكن الطلبة الآخرين كانوا يأتون من منطقة معينة في السودان، فعملت فينا تقارب، (نقد) المعرفة الشخصية معه كزميل جعلته حتى وهو شيوعي، لم يخاصم خصومة الشيوعين مع الإسلاميين، وفترتنا معا بحنتوب أفادت، جعلتنا نتكلم ونتبادل الكتب، كانت البداية من حنتوب، حتى في القبر كنت سأاصلي عليه، لكنهم أتوا بشخص من الشمالية صلى به، وتكلمت في ميتمه، وبعد سنة من وفاته تحدثت عنه، فهو درس الجامعة بالخارج، أما دراستي كانت معقدة، وفوت سنة كاملة، وأتوا لي بكتب إنجليزية لأني أخذت جائزة فاروق الأول، كنت أول الشهادة العامة.



    وأين درس رفقاء دربك الميرغني والصادق المهدي؟

    · مولانا الميرغني قرأ في مدرسة الأشراف، وهي مدرسة بناها لهم والدهم، كانوا ثلاثة إخوان، وكانوا يأخدوا 100% تلقائيا، الأصغر ذهب إلى انجلترا، ومحمد عثمان لازم والده وكان خليفته، كنا في الإتحاد مع بعض، أما الصادق المهدي، قرأ في كمبوني، وفيكتوريا في مصر وبعدها إلى إكسفورد، وأذكر أنه جلس معنا شهرين أو ثلاثة في الداخلية بحنتوب، وكان يصلي معنا، لم يكن أخا مسلما، وكنا نريد أن نتبناه.



    كيف تزوجت من السيدة وصال؟

    · وصال كانت طالبة معي، ولم يكن هناك طالبات حتى أختار من بينهم، كان فيه فقط واحدة كبيرة، كانت بتسقط كثيرا، وواحدة ثانية أمها كانت مصرية.



    يعني اختارت السيدة وصال لأنه لا يوجد بديل؟

    · لا... أكلمك بصراحة هي كانت شكلها جميل جدا، هي الوحيدة التي كانت شقيقة الصادق، وكون وصال تصل الجامعة في هذه الفترة معناه أنها متفوقة ومختلفة، فكان هناك 40 من كل ألف بنت تصل للجامعة آنذاك، وصال هي التي زوجت علي عثمان من بنت عمتها التي التقاها في بيتنا.



    شيخ حسن لماذا لم تعدد؟

    · أعدد ماذا؟



    تعدد زوجات؟

    · ضحك عاليا... هو تعدد أحزاب ولا إيه؟، هل الله خلق 2 حواء، وآدم واحد؟ الخوف من أنك لا تعرف أن تعيشهم قدر بعض، هل نسيتوا آدم وحوا؟ فالطبيعي واحد لواحدة..



    هل تمنع هذا الموضوع تماما؟

    · لا أمنعه تماما، ولكن زوجة ثانية بالنسبة لي، لابد أن يكون هناك سببا قويا جدا، عقم مثلا، أو تقدم بها العمر، حتى نساء النبي لا يتزوجن بعده، نساء النبي وأمهات المؤمنيين شئ ثاني، العرب زمان كانت المرأة عندهم مضهدة أصلا، وأقول لكي (أي واحد يأتي إلي ويقول لي زواج ثاني مابمشي ليه، الا أن أتأكد أن الضرورات حاصرته).



    هل تزوج والدك أكثر من زوجة؟

    · والدي تزوج بعد أمي ماتوفت زوجة ثانية لأنه كان قاضيا شرعيا، وكان لابد أن يكون فيه زوجه، وعندما سفر لبلدة أخرى فاضطر للزواج مرة أخرى لأن زوجته الأولى لم تكن ترغب في السفر معه فاضطر للزواج، وإستمرت الأولى، وحصلت قطيعة بينهما وعندما رجع أصبح لديه زوجتين.



    عندك كم من الاخوان؟

    · عندي أخين أصغرهم ولد أيام ثورة اكتوبر، وأول مرة يظهر الحزب الشيوعي وقتها، وكان إسمه حركة التحرير قبل الإستقلال، فلما ظهرت ثورة أكتوبر كانت البلد كلها حريات، إستغرب أبي وقال لي واحد إسمه عبد الخالق يبقى رئيس الحزب الشيوعي، قولت له يقولوا له الزميل خالق ولا يقولوا عبد الخالق، فعندما رزق أبي ولدا سماه عبد الخالق، حتى لاينفر الناس من الإسم، مثل معاوية الناس بتكرهه نسبة لمعاوية إبن ابي سفيان، فالعاطفة كانت مع علي وفاطمة فهم ليسوا شيعة، وكان لا يريد أن تنفر الناس من الإسم، ومرت الأيام ودخل الجهاد وتطوع أخي وذهب الجنوب وعاد إلى السنة الثانية بالهندسة، وإمتحن نهائي وذهب واستشهد وكنت في السجن وقتها، وشهادتة التخرج كان بها في المركز الأول أعطوها للاتحاد، ووقتها قبضوا على إنقلاب الشيوعين على نميري، وكان منهم الشفيع وعبد الخالق، وواحد جنوبي، وكانوا بجوارنا في السجن، وحكموا عليهم بالإعدام، وسمعنا صوت المشنقة ( قاك قاك)، وأتى إلينا أحد العساكر، وقال (أنهم قالوا لعبد الخالق ده يقول الشهادة أبى، فأنا قولت لهم مابغسله)، أما شفيع أهله متدينين جدا، والجنوبي أتىوا له إسيسا. فكم هذه الدنيا غريبة، عبد الخالق أخي هو أول دفعته في الهندسة، وعبد الخالق الثاني من الحزب الشيوعي بنفس الإسم والإثنين يموتوا الأول كان يجاهد وترك الهندسة، أحدهم في المشنقة، والآخر في الميدان، وبعد سنين طويلة دخلت السجن مرة أخرى جاءتني زوجة عبد الخالق وابنه، وكانت علاقتي معهم جيدة جدا، فتأملت الدنيا، (نوح بعد 500 سنة ويطلع أبوه زفت)، والعكس أبو إبراهيم زفت ويطلع إبراهيم أبو الأنبياء وخليل الله، هذه الدنيا عجيبة جدا، نقرأها في التاريخ، لكن ان حدثت في حياتنا لا نستوعبها، فمايحدث للانسان بها صعب عليه، أما أهل بيت نقد أتوا لي شكر، فكنت أزوره، وحضرت في ميتمه، وزرته وهو مريض، أقول لناس الأحزاب والطوائف الدينية لا تطمتطعوا.



    وماهي ذكرياتك مع زميل الدراسة الرئيس نميري؟

    · نميري ماذا فعل بنا؟ قبض مئات من المسلمين، وسجنني 7 سنوات وهو زول داخليتي، نميري بعدما انتهى عمره لم أتحدثت عنه، وترك الحكم وأنا في السجن، ولم أتحدث عنه، وفي الآخر لأنه زارني في مكتبي زرته في بيته، جمعنا صديق مشترك مع بعض فلم يكن بيننا شئ شخصي.



    ولماذ لم تفعل ذلك مع البشير؟

    · ولا البشير بيني وبينه حاجة شخصية، عندما نلتقي مرات في (بكا) يسلم علي ويقول لي شيخنا بصوت عالي ، ضحك...أما من ورا بسمع بيقول حاجات تانية.



    وعلي عثمان؟

    · علي عثمان هذا أظنه قتله الحياء، فهو يتجنبني دائما، فلو جمعنا بكا أسمع أنه كان موجودا وانصرف سريعا عندما يعلم أنني وصلت المكان.



    كان أقرب الناس إليك في بداياته بالحركة وقالوا أنه تلميذك النجيب؟

    · عندما أتينا به أنا لم أكن أعرفه، قولنا وقتها نأتي بأعمار واحدة تمسك الحركة، وأول واحد قولنا نأتي لنا طالب، لم نجد في الخرطوم غيره فكان رئيس إتحاد طلاب، وغضب الناس الذين كانوا معه في الإتحاد، أتينا به وأصبح النائب مباشرة، إلى الآن هو نائب الرئيس، رغم أنهم كانوا يريدون نائبا للرئيس غيره، إلا أن الرئيس قال على الحاج أكبر منه ولا يستطيع التعامل معه، وكل الناس قالوا وقتها على الحاج مؤهل اكثر درس بالخارج، وكان وزيرا من قبل، ويسطتيع أن يوزن السودان، والرئيس قال لا أستطيع أن أكون رئيس وعلى الحاج نائب وهو أكبر مني شوفتي كيف؟، ومنذ أن أصبح علي عثمان نائبا للرئيس من يومها بدأ يحدث ماحدث، في السابق قولت لهم اسجوننا مع ناس الأحزاب، وكنت متوقع شهرين أو شهر على الأكثر ويتركونا جميعا افتكرتها بديهية، وقولنا على عثمان أحسن نتركه خارج السجن، لأنه لا يتحمل السجن، حتى آخر سجن مع نميري لم يتحمله ، وفي الجامعة كان رئيسا للاتحاد ضغطوا عليه الشيوعيين أيام مايو، وقال بيجمدوا الاإتحاد، الباقيين سجنوهم ناس قطبي ديل، فعرفنا الزول ده بيكشفنا أمام الناس فضغط السجن صعب عليه، وخيرا يجلس مع ديل بيعرفهم، طالت المدة كانت 8 شهور، وقالوا لي سافر بره وأعطوني جواز دبلوماسي، ليس إكرامية فكنت وزيرا للخارجية، وبعدين حصلت ضربة كندا.



    ذكرياتك مع هذه الضربة؟

    · وقتها الجميع قالوا لن يرجع السودان اتركوه في سويسرا هناك، لسوء حظهم أني صحيت مرضان واستطعت الرجوع، وأول مرة الوعي لم يعد لي مباشرة، عندما رأيت زوجتي وصال لم أعرفها، وقالوا بعد 5 سنوات سيعود لي الوعي، وأتوا لي بطبيبة، وانا كنت بتحدث انجليزي طوالي، وقالت لي بالفرنسية 2+3=5 وبعدين تهكمت عليها واستغربت الطبيبة من ذلك، ولم أتذكر اي شئ، حتى القرآن لم أتذكره، وقتها الناس دعوا لي في الحج، فهم فكروا أن اليهود هما الذين ضربونني، وعندما رجعت السفراء الأوروبين قالوا لي أن (السي اي ايه) وراء ذلك ، أما القائم بالأعمال الأمريكي كان قد أتاني هنا قبل السفر، وقولت له عاوز أسافر أمريكا، فقال لي (اديني الجواز بس هناك خلي بالك من أمنك)، وقال لي بعدها أنا قولت لك. نفذوها في كندا، وهاشم بدر الدين الذي ضربني هو أصلا مدرب كارتيه كان يدرب الشرطة الكندية.



    في تقديرك لماذا كانوا يريدون التخلص منك؟

    · كانوا يريدون أن ينتهوا من واحد اسلامي، وبرأوا بدر الدين بعدها لأنه قال في المحكمة أني إرهابي وأنه كان يريد أن يخلص العالم مني، بدر الدين هذا شويه عنده خلل، نعرف أسرته هنا، أتيت للخرطوم بعد ذلك بغير رغبة علي عثمان، فكنت قد ضربت لكابتن طيار اسمه شيخ الدين وهو إسلامي، وقالوا لي أنه في الحج، وقولت له طائرتكم بتيجي إنجلترا أحسن أرجع بلدي لو حصل موت أحسن أموت في بلدي، كان الأطباء يقولون أن حالتي مستحيلة، بعد خمس سنين سأكون كالطفل وكانوا يعاملوني بالفعل كطفل، والطبيبة كانت تعاملني كطفل، فكان هذا هو التشخيص الطبي للحالة لكل الأطباء بالخارج، حتى أصدقاء لي كانوا أطباء بأمريكا أكدوا نفس الكلام، شعرت أنه من الأفضل أن أعود وتحركت على كرسي، قال لي كابتن شيخ الدين أن الطائرة تمشي فرانكفورت ومرات بنمشي (ترانزيت) لندن ولكن حسب الركاب، حددنا يوم وعينوا لي حراسة كثيرة هناك، وعدت وإستقبلني في مطار الخرطوم عوض الجاز وعلي عثمان، وخطفوني وأركبوني سيارة وذهبوا بي، ولم يعرف أهل بيتي وكانوا خمسه عادوا معي أنا ذهبت إلى أين؟، ولم يعرفوا عني أي شئ، ، قولت لعلي عثمان (ايه الي جابني هنا؟، أنا عاوزه أروح بيتي اذا مارجعتني لو عندك رأي تاني برجع بتاكسي)، وهذا كان صعبا عليه، فهو مؤدب معي، وقال برجعك برجعك.



    إلى أين أخذوك؟

    إلى بيت في الرياض، وبعدها أتيت هنا البيت.



    ولماذا أخذوك بهذه الطريقة؟

    لم أعرف لماذ أخدوني هذا البيت، ربما كانوا يرون أني فقدت العقل وأصبحت مجنونا، وستكون فضيحة للترابي خطبه وكلامه ويمكن اتكلم مطرطش، وضحك...أنا الحمد لله ماطرطشت مع واحد، وخافوا اتكلم مع الناس وأخرف.



    كيف عاد إليك الوعي؟

    · عرفت وصال زوجتي ثاني يوم، الأسماء عرفتها بعد أربع أيام صديق إبني، وطبيب كنت أعرفه كويس جدا، القرآن حاولت ماقدرت، بعد شوية كانت تيجي الصور لواحدها في ذهني، حاولت لم أستطيع ، كان الناس يدخلوا علي ويكرروا لي أسماءهم حتى أعرفها.



    شيخ حسن كيف كانت ضربة هاشم لك؟

    · هاشم هذا ضربني 3 خبطات واحدة في الرقبة، وواحدة في الجانب الأيسر من الرأس، وأخرى في الجانب الأيمن، في الأنف ضربني وهذه أتت بدم كثير وهذا أغراه إني خلاص، الضربة في الجهة اليسار عملت الشلل، ومن الخلف وقعتني، وقلبني بعدها وقال خلاص انتهيت، وكان هناك بوليس يقف ويرى ذلك، في الرقبة ضربها فوق شوية وكان هذا هو الخطأ الذي نجاني، لو كانت تحت قليلا كان نجح في فصل المخ عن الجسم مباشرة، هو كان يعرف تماما أين يضرب، كان عندي أطباء اسلاميين أميريكين اصدقائي قالوا خلاص، والكل إتفق إني خلاص انتهيت، كانوا يعطوني حقنة، وبعد سنة لم اتكلم إنجليزي كثير كنت أنسى بعض الكلمات، إستمريت أخد الحقنة، كنت أحرص عليها، عندما يدخل علي أحد يذكر اسمه بالكامل حتى أتذكره.



    نعود لـ حنتوب هل كانت لك هوايات أيام المدرسة؟

    · كنت أحب الكرة وأمارسها وأنا في الثانوي، كنت ألعبها بتجرد، ولا أنظر للحكم فقط، ولم أأذي أحدا، حتى لو الحكم لم يراها، ولا يمكن أن أفعل خطأ يمكن ألا يراه الحكم.



    حلال وحرام في اللعب ياشيخنا؟

    · نعم... اذا كنت مؤمن بالله، ألم يراقبني الله؟، لم أقف في لعبي خلف المدافعين، فالذي يدخل البيوت يدخلها من أبوابها هكذا قال الله، هي منافسة مباشرة ومن خلالها تسجل هدفا تسجل أنت أو آخر ليست لدي مشكلة، إذا حوصرت لابد أن أمرر الكرة لم أكن أنانيا، وأمررها لشخص فاضي، لا أريد أن ينسب لي وحدي، كنت ألعب بروح الجماعة، وإذا هزمنا لم أغضب، كنت أرى أن المنافس كان الأفضل، وانتقد طريقتنا في اللعب، وأحلل لماذا هزمنا، ولو فزنا خلاص، لابد أن يتعلم السياسيين الروح الرياضية فبها فوائد للسياسة والاقتصاد

    ----------------------------------------------------




    لــغــز لا يُفسَّـــر!
    االصادق الرزيقى

    نشر بتاريخ الخميس, 18 نيسان/أبريل 2013 08:34
    أُفرج أمس عن الضباط المشتركين في المحاولة الانقلابية الأخيرة بعد أن صدرت ضدهم أحكام متفاوتة ما بين سنتين وخمس سنوات، وتجريدهم من رتبهم العسكرية ورفتهم من القوات المسلحة، وجاء إطلاق سراحهم بناء على عفو من رئيس الجمهورية.. وتم طي الملف إلا قليلاً..
    هذا الإفراج يمثل خطوة جيدة بلا شك، تعزز من فرص الحوار والتفاهم والتسامح في الممارسة السياسية السودانية، فقد شبعت البلاد حتى أتخمت من الانقلابات العسكرية والتحركات الليلية لقلب نظام الحكم والمواجهات المسلحة من أجل كراسي السلطة الوثيرة...
    ربما تنهض عدة أسئلة ملحاحة في هذه القضية اللغز، فلم يمضِ على هذه المحاولة إلا خمسة أشهر تقريباً، لم يتم التعامل معها كسابقاتها من المحاولات، وكانت تدور الكثير من التوقُّعات والتكهنات بشأنها منذ اليوم الأول، حيث انقسم الناس ما بين مصدِّق بحذر ومشكِّك في الرواية الرسميَّة، ومن فزع بآماله إلى الكذب..
    وكل ما يُقال إن المشتركين في هذه المحاولة من العسكريين لم ينكروا تدبيرهم لها واعترفوا بشجاعة نادرة بها وبرَّروا ما كانوا ينوون فعله، ولذلك لم تتطاول المحاكمات وصدر الحكم خلال أيام معدودات... تقدَّمت بعدها هيئة الدفاع بالتماس لرئيس الجمهورية للعفو عنهم وقد كان..
    يذهب كثيرٌ من الناس إلى أن ما تم تسوية داخلية في لبّ البيت الإسلامي الحاكم، قادها الأمين العام للحركة الإسلامية، ووجدت القبول لدى قيادة الدولة والحزب الحاكم، واقتضتها ظروف ودوافع كثيرة، بعضها معلوم وبعضها يقرِّره الواقع الشاخص الذي لا يحتاج لكثير تأويل وتحليل..
    وأياً كان الرأي والحقيقة فإن استجابة الرئيس الفورية لطلب العفو وموافقة كل الجهات المشتركة في صناعة القرار، تهدف لتهدئة الأوضاع الداخلية لدوائر الحكم وقطاعات وتيارات المؤيدين وتجميع الشتيت الذي كاد أن يتفرق أيدي سبأ بفعل التفاعلات الساخنة التي تجري في مفاعله الحيَّة..
    ومن بين الأسئلة التي تحتاج لإجابات حولها، معرفة حقيقة ما جرى.. كيف ولماذا؟ فالمحاولة الانقلابية التي بدأ الحديث عنها في البداية أنها تخريبية، ضاعت حقائقُها وسط ركام الروايات المتعارضة والأغطية التي حجبت كل شيء والسواتر التي أُحيط بها كل ما يُعلم عنها.. ولم يُكشف عنها إلا الضئيل حتى اليوم.. وبقيت الكثير من المعلومات والتحريات والتحقيقات مطمورة تحت التراب.. بخلاف ما جرى في تاريخ الانقلابات العسكرية في السودان، حيث كانت المعلومات تُملَّك للرأي العام وتسهل عملية الحصول على كل صغيرة وكبيرة عنها...
    لكن هذه المحاولة تظل «لغزاً لا يُفسَّر» كما يقول الشاعر الكبير صلاح أحمد إبراهيم في قصيدته مريا التي غناها حمد الريح، فالمعروف أن الضباط الإسلاميين الذين دبروا المحاولة الانقلابية الأخيرة واعترفوا بها كانوا بلا شك سيواجهون أحكاماً ربما أكثر قساوة وردعاً من التي صدرت ضدهم، ثم إنهم لم يلبثوا بعد صدور الأحكام، إلا أياماً وليالي وأُفرج عنهم متمتعين بعفو رئاسي أسقط عنهم عقوبة السجن وأبقى على الطرد من القوات المسلحة، دون أن تُبدي أي جهة مسؤولة رغبتها في قول كل الحقيقة حول هذا الانقلاب الغامض!
    تظل الحقيقة بين المتسارع من هذه الأحداث خافية متدثرة بغلالات سميكة، لن يستطيع حتى المفرج عنهم إماطة اللثام عنها وكشف المستور والمحجوب فيها!
    فنصف الحقيقة الانقلابية لا يزال كامناً في الإجراءات التي ستُتخذ حيال المتهمين الآخرين مثل صلاح قوش ورفيقه الآخر وهما لا يزالان رهن الاعتقال ولم تجر محاكمة لهما حتى تصدر أحكام بشأنهما، ومن الطبيعي أن يُفرج عنهما لأن المحاولة الانقلابية التي بموجبها تم اعتقالهما، قد طُوي ملفها وأُفرج عن المنفذين الذين تصدَّوا للقيام بها..
    فمهما يكن من أمرٍ فإن هذه المحاولة التي جرت أحداثُها ووقائعها بسرعة وأُغلـق ملفها بعجلة لافتة.. تظلُّ لغزًا شديد الغموض حتى يُعلم ما وراء الأكمة!

    ----------





    .




    -
                  

04-22-2013, 05:08 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)


    مسيرة تضامنيه مع صلاح قوش..!!


    04-21-2013 06:54 AM

    عبدالوهاب همت


    قال احد اعضاء اللجنة العليا لمؤازرة نائب الدائرة 5 الفريق صلاح عبدالله قوش في تصريح خاص - انهم يستعدون للقيام بمسيرة في مدينة نوري في صباح اليوم الاحد 21 أبريل وذلك تضامنا مع نائب دائرتهم وسيشارك في المسيرة التضامنيه كل ابناء المحلية بشقيها شرق وغرب وبكل طوائفهم واحزابهم في الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني وقيادات الختمية , وأضاف أن الناس هناك خلعوا ثوب الحزبيه وتوحدوا جميعا في سبيل الدفاع عن ابنهم وممثلهم في البرلمان الفريق اول صلاح قوش والذي تم استهدافه من قبل جهات غرضها بث الشتات والفتنة,
    هذا وقد اصدرت اللجنة العليا لمؤازرة صلاح قوش البيان أدناه والذي سيتم توزيعه في المسيرة التي ستخرج في تمام العاشرة من صباح اليوم الاحد 21 أبريل



    والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وبعد

    ألا أن المصاعب حين تأتي تحيط هنا وتضطرب الامور

    وتجتاح المظالم كل امراً وتنداح المأسي والشرور

    يكون الصبر مفتاح الأماني ونيل الحق يتبعه الصبور

    ويقول تعالى في محكم تنزيله وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ

    ويقول سيدنا عمر رضي الله عنه نحن أحق بالعدل من كسرى

    يا مواطنين مروي بالدائرة 5 يا من خرجتم من أصلاب رجال رفضوا الظلم والطغيان, يشهد لهم التاريخ حينما واجهوا باسلحتهم البيضاء مع العزيمة الماضية وقوة الشكيمة كل الحملات التي حاولت الدخول من شمالنا الحبيب منذ التركية السابقة واللاحقة ويشهد بشجاعتهم الا‘عداء, نافحوا عن ديارهم وصانوا عروضهم وواجهوا الاسلحة النارية بصدور عالية وبارادة قوية.

    ايها المواطنون الشرفاء لا بد أنكم تابعتم بقلق وترقب استهداف ابن المنطقة ونائب دائرتها في البرلمان المهندس فريق أول صلاح عبد الله محمد صالح في فبركة جهوية مكشوفة وكريهة, أيها المواطنون النبلاء لقد صبرنا نزولاً عند رغبة ممثل دائرتكم عندما تم استهدافه واستبعاده من رئاسة جهاز لاامن الوطني, ثم صبرنا ونحن نرى استهدافه للمرة الثانية واستبعاده بصورة مسيئة لا تتوائم مع تاريخه النضالي والبطولي في مستشارية رئاسة الجمهورية, وصبرنا أكثر من ثلاث أشهر ونحن نرى فبركة التهم والاستهداف الجهوي فقد استهدفت في شخصة كل الدائرة فتعطل بها ما بدأه من انجاز نحن نعلم وندري تلك الايادي الخبيثة التي ما فتئت تبث الحقد والكراهية في جهوية مقيتة ماكرة, ايها المواطنون الاوفياء يقول الشاعر

    أرى تحت الرماد وميض نار عسى أن يكون لها ضرام

    فان النار بالعودين تزكى وأن الحرب أولها كلام.

    ايها المواطنون الابرار نحن نرى بان الفتنة قد اطلت براسها الجهوي الكئيب والذي سوف يكون السبب في تشتيت أهل السودان شيعاً وطوائف, وعليه نخاطب عبركم السيد المعتمد والسيد والي الولاية الشمالية ومن خلاله السيد رئيس الجمهورية بأن يتدارك الامر ونحن فيه نثق وعلى الله نتوكل وسيكون لنا شأن اخر إن لم يستجب لمطلبنا هذا, ونقول لابننا صلاح وهو بين قضبان السجون وتحت غياهبه الظالمة المظلمة نذكره بقول الله تعالى ولا تركنوا الىى الذين ظلموا وتمسكم النار من دون الله من اولياء ثم لا تنصرون.

    وصيتنا لك ايها الابن البار صلاح بان لا تلين لك قناة ولا تحنى لك هامة ولا تضع اعتباراً بعد اليوم لشق الصف أو صدع وفاق كنت تخشاه, ولقد انكشف الغطاء وافتضح أمر الجهوية الكريهة, ونحن سنقف بقوة وصرامة وعزيمة لا تلين أمام الذين يكيلون بمكيالين وسنرفع عقيرتنا ننادي في اخلاء سبيلك فوراً ولن نسكت بعد اليوم ولن نستكين لظلم لانهن ظنوا ان سكاتنا خنوع وصبرنا استكانة وذل وسيكون هذا اليوم الاغر بداية فاصلة بين الحق الابلج والباطل اللجلج والمنطق الاعرج ولن يهدأ لنا بال حتى نراك عزيزاً مكرماً, فلا تلن وشعبك لاذي انتخبك نائباً للدائرة موجود خلفك بقوة وعزيمة يزود عنك بكل غالً ونفيس سنقتلعك من براثن الظلم والطغيان وندك بك قلاع الجهوية النتنة الكريهة, وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون

    والسلام على من اتبع الهدى

    اللجنة العليا لمؤازرة نائب الدائرة 5 مروي الفريق أول مهندس صلاح عبد الله محمد محمد صالح قوش

    الاحد 21 ابريل
    --------------

    center>sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan115.jpg Hosting at Sudaneseonline.com





    ليس هنالك انقلابا جيدا يا ود ابراهيم..!!
    04-20-2013 07:52 PM

    عبد الباقى الظافر

    قبيل ايام والشمس تميل للغروب دخل الدكتور غازي صلاح الدين سرادق الفرح التي نصبت بمناسبة العفو عن ضباط المحاولة الانقلابية..لم يجد غازي غير ان يرسم ابتسامة ناصعة البياض ثم يرفع ابهامه مكبرا ومهللا وهو يحتضن ضابط شرع في الانقضاض على الدستور عبر تدبير انقلاب عسكري يعود بالبلاد الى زمن بيان رقم واحد..المؤسف ان الدكتور غازي صلاح الدين قبيل ايام معدودة كان يذكر الرئيس البشير بضرورة احترام ذات الدستور وعدم الترشح مجددا.
    قبل الشروع في هذا المقال يجدر التنويه ان شخصي الضعيف أول من دعى لعرض المتهمين وقتها لمحكمة عادلة..وان ذات القلم كتب قبل ايام مقالا لم يرى النور الا في الصحافة الاسفيرية طالب رئيس الجمهورية ان يمارس حقه الدستوري ويصدر العفو عن الضابط المحكومين.


    بداية علينا ان نقر ان هذه الحكومة كانت متسامحة مع العميد محمد ابراهيم عبدالجليل..هذا الرجل رغم انتمائه للمؤسسة العسكرية كان ناشطا سياسيا..منزله الحكومي بالمزاد كان يحتضن سنويا افطارا كبيرا يؤمه عدد كبير من الساسة والمجاهدين..هذا الامتياز كان حصريا على العميد ود ابراهيم دون سواه.


    العميد ود ابراهيم كان مصدر ثقة لقادة الدولة وكان قائدا للفريق المكلف بحراسة رئيس الجمهورية ونوابه لعدة سنوات..استغل هذا الرجل الثقة في التدبير لمحاولة انقلابية تعيد الانقاذ الى نسختها الاولى.. لنفترض ان الرجل اكتشف ان الثورة حادت عن الطريق وان الاصلاح اصبح واجبا..اليس من الاوفق ان يستقيل هذا الجنرال ويتصدى للسياسة من ابوابها المشروعة.
    برغماتية ود ابراهيم جعلته يختار طريق الاسترحام بدلا عن استئناف الاحكام الصادرة ضده..خرج ود ابراهيم من السجن محمولا على الاعناق فيما بعض رفاقه مازالوا رهن الحبس..ان كان مبدئيا لقال نسجن جميعا او نخرج جميعا.


    الحكومة مازالت تواصل تسامحها من حاول الاجهاض عليها ليلا..العفو الرئاسي شمل تخفيف الاحكام وعبر هذا بات ودابراهيم يحتفظ بكل مخصصاته المعاشية..رغم هذا قال للصحفيين انه غير نادم على فعله الطائش..الا ان السؤال ان لم يكن ودابراهيم نادما لماذا كتب استرحاما للقائد الاعلى..الاسترحام يعنى من ناحية ابجدية ان مقدمه مقر بذنبه ونادما عليه.
    يخطيء الدكتور غازي صلاح الدين ان ظن الاصلاح يمكن ان يصنع عبر دبابات تحتل الجسور وتعتقل السياسيين

    وتعلن حالة الطواريء..ان كان الاصلاح يأتي عبر التغيير العسكري لما انفق ميشيل عفلق نصف عمره طريدا من سوريا التي مازال (ال) الاسد يحكمون فيها بأسمه..وان كانت الانقلابات تحترم منظريها ماكان الترابي يمسي صاحب اطول سجل في سجون الانقاذ.


    في تقديري يجانب الصحافة الصواب ان حاولت تقديم اي انقلابي باعتباره بطلا يستحق الاحترام..الانقلابات العسكرية لا تلد الا شمولية تقهر الشعب وتمارس سلطة فوقية..كل الانقلابات العسكرية حينما تولد تحمل شعارات براقة تستهدف كسب تأييد العامة وعندما تتمكن تمارس الملك العضوض.


    تراسيم
    عبدالباقي الظافر
    [email protected]

    الاهرام اليوم


    --------------





    ود إبراهيم والدور الجديد

    الطيب مصطفى

    نشر بتاريخ الأحد, 21 نيسان/أبريل 2013 09:36


    حسناً فعل الرئيس بإصداره عفواً كريماً عن ود إبراهيم وصحبِهِ الكرام وكم سعدتُ أنَّ الأخ الزبير أحمد الحسن الأمين العام للحركة الإسلاميَّة كان حاضراً في ذلك الفعل العظيم الذي كشف عن أحد الجوانب التي يمكن أن تنهض بها الحركة الإسلاميَّة لو أُعيدت إليها روحُها القديمة قبل أن تُحال إلى التقاعد من قِبل ابنها العاق المؤتمر الوطني.
    لقد نزل ذلك العفو برداً وسلاماً على الناس وكان وقعُه أكبر على الإسلاميين بمختلف مدارسهم الفكرية فقد أزال احتقاناً وتوتراً عظيماً كان يُهيمن على المشهد السياسي ومن شأن اتخاذ خطوات أخرى أن يُحدث تغييراً هائلاً في الأوضاع العسكريَّة والأمنيَّة في البلاد.
    لقد كتبنا كثيراً عن واقعنا الأمني المأزوم ونحن نرضخ لإملاءات الاتحاد الإفريقي ومجلس السلم والأمن الإفريقي وأهم من ذلك قطاع الشمال والجبهة الثورية الذين كثفوا من هجماتهم العسكريَّة في جنوب كردفان ودارفور وزادوا من قصفهم لكادوقلي وقلنا إنه لو كنا في عافية عسكريَّة استطعنا أن نفرض بها واقعاً جديداً على الأرض لكان الحال غير الحال ولما كنا في حاجة إلى التفاوض مع الرويبضة وغيره من العملاء.


    كنا قديماً قبل نيفاشا لا نُتيح للحركة الشعبيَّة وجيشها الشعبي أن تهدِّد مدن الجنوب الكبرى وكان المجاهدون وقتها يشكِّلون سنداً كبيراً للقوات المسلحة ولا تزال ذاكرة الشعب السوداني مترعة بتلك الملاحم البطوليَّة التي قلَّ نظيرُها في التاريخ مثل الميل (40) وسندرو وجبل الملح والتي سطَّر فيها المجاهدون نماذج فريدة نفاخر بها الدنيا ونباهي بها التاريخ في مختلف عصوره بل إن معركة تحرير هجليج التي لم يمضِ عليها أكثر من عام واحد تقف شاهداً على ما يمكن أن تفعله القوات المسلحة عندما تجد سنداً من المجاهدين من كتائب الدفاع الشعبي.
    قد أجد العذر للقوات المسلحة التي تزايدت مهامها بعد أن زادت رقعة المناطق التي امتدت إليها الحركات المتمرِّدة ولذلك كانت من قديم تعتمد بدرجات متفاوتة على الدعم الذي كان يوفره الدفاع الشعبي الذي توقف تماماً أو كاد لأسباب كثيرة لن أخوض فيها الآن.
    هنا تأتي مهمة ود إبراهيم وإخوانه فقد كان الرجل ممن شاركوا في تحرير هجليج وهو اليوم خارج المؤسسة العسكرية التي لطالما خدمها وجاهد من داخل عرينها وقاتل.
    ود إبراهيم وفتح الرحيم وبقية من صدر العفو الرئاسي بحقهم أخيرًا ليسوا مجرد عسكريين أو أفراد في القوات المسلحة إنما مجاهدون لهم حضور وتأثير بين مجاهدي الدفاع الشعبي ويكفي دليلاً على ذلك التفاعل الذي أبدته مجموعة السائحون مع قضيتهم والهرج والمرج والاستياء داخل الصف الإسلامي الذي صاحب اعتقالهم ومحاكمتهم.


    لقد أعمل الرئيس البشير قِيمة العفو تأسِّياً بقصَّة حاطب بن أبي بلتعة الذي كان قد ارتكب خطأ بل خطيئة كُبرى يمكن أن ترقى إلى درجة (الخيانة العظمى) بمعايير اليوم حيث تخابر مع العدو (قريش) ضد المسلمين وعفا عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وقال مقولته الخالدة (ما يدريك يا عمر لعلَّ الله اطَّلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم).. كان حاطب قد شارك في معركة بدر الكبرى وكان ذلك سبباً للتكفير عن خطيئته ثم شارك الرجل في جميع الغزوات بعد ذلك إلى أن توفي في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان وكان محل تكريم وتعظيم طوال مسيرته الظافرة بل إنه ابتُعث من قِبل الرسول الكريم إلى المقوقس عظيم مصر ولم يُمنع حاطب بعد فعلته تلك أو يُحرم أو يُعامل معاملة المنافقين الذين صدَّوا عن المشاركة في الجهاد مع المؤمنين.
    ذلك ما يدعوني إلى أن أطلب من الرئيس البشير أن يُكمل جميلَه ويُعيد ود إبراهيم وصحبَه الكرام إلى الخدمة في مقابل أن يعود الرجل إلى المسيرة الجهاديَّة ويقود كتائب المجاهدين لتحرير الأرض والذَّود عن العِرض.


    ظللتُ أنبِّه إلى أنَّ الجهاد اليوم لن يكون دفاعاً عن الإنقاذ أو المؤتمر الوطني فقد زهد الكثيرون فيهما بعد أن اهتزَّت الثقة في مشروعيتهما الإسلاميَّة أو الأخلاقيَّة بل إن كل وثائق الحركة الشعبيَّة والجبهة الثوريَّة السودانيَّة وميثاق الفجر الجديد لم تجعل إسقاط النظام هدفاً لها إنما جعلت من ذلك وسيلة لتحقيق الهدف المتمثل في إقامة مشروع السودان الجديد القاضي (بإنهاء النموذج العربي الإسلامي) حسب التعريف الدقيق لمعنى مشروع السودان الجديد الذي صرَّح به قرنق في خُطبه ومحاضراته ودستوره وأضاف إلى ذلك عبارة (إعادة هيكلة السودان من خلال الإحلال والإبدال بين النموذجين) ولذلك فإنَّ الجهاد سيكون دون الإسلام المستهدَف بمشروع السودان الجديد ودون أرض الإسلام.
    إذن فإن قطاع الشمال الذي يحتل أجزاء من جنوب كردفان والنيل الأزرق والذي تحالف مع الحركات الدارفوريَّة العلمانيَّة العنصريَّة والتي تحمل اسم (حركة تحرير السودان) المشابه لاسم الحركة الشعبية لتحرير السودان... أقول إذن فإن قطاع الشمال الذي كوَّن مع حركات دارفور الجبهة الثورية السودانية لإقامة مشروع السودان الجديد واتَّخذ النيل الأزرق وجنوب كردفان منصَّة انطلاق نحو بقيَّة أنحاء السودان لم يتخلَّ عن المشروع ولذلك فإن عرمان رئيس وفد التفاوض يُصِرُّ على أن يتجاوز التفاوض حول المنطقتين إلى السودان بكامله ليُقيم ويوقِّع نيفاشا أخرى تمهِّد لقيام مشروعه الإستراتيجي (السودان الجديد العلماني العنصري) ومن أجل ذلك يسعى لكسب مزيد من الأراضي ليفرض واقعاً جديداً على الأرض في المنطقتين وفي دارفور من خلال حلفائه مناوي وعبد الواحد وجبريل.
    الواقع على الأرض هو الذي سيحدِّد الخطوة التالية ومسار التفاوض الذي مُهِّد له بإزاحة الصقر كمال عبيد والإتيان ببعض الحمائم المهيضة الجناح ومن هنا يأتي دور ود إبراهيم الذي أرجو أن يتجاوز مراراته ويعلم أنه يقاتل دون الإسلام وليس دون الإنقاذ سواء أُعيد إلى الخدمة أم لم يُعد وهنا ستتجلَّى أصالة الرجال وتُمحَّص المعادن ونرى نموذجًا جديدًا لخالد بن الوليد المنتصر لله وليس لنفسه بنيَّة صادقة وعزم جديد أمَّا أن يقول ود إبراهيم إنه سيتحوَّل إلى العمل الدعوي فإنه يذكِّرني بفقه الفضيل بن عياض الذي اعتكف في المسجد الحرام بينما كانت خيول الصليبيين تدكُّ حصون الأقصى!!


    -----------------------------

    جنوب كردفان أزمة الأمن والبدائل العقيمة..وقيع الله حمودة شطة

    وقيع الله شطة

    نشر بتاريخ الأحد, 21 نيسان/أبريل 2013 10:06



    كل يوم جديد تماط اللِثامات وتتمزق النِقابات الكثيفة وتتلاشى الغشاوات الساحرة التي ظل يتعلق بها الأخ الوالي أحمد هرون كأنه غريق في بحر لُّجيّ يتعشم أن تنقذه قشة تتراءى أمامه تعبث بها أمواج عاتية متلاطمة!! إن اللثامات تتمزق وتتساقط كأنها أوراق أشجار «الفيتر» يغازلها مطر البُخات، وقد هبَّت عليها رياح «قروة» فهي أضعف ما تكون لا تقوى على الثبات أمام ثورة العاصفة والخريف يلوح بالوداع.
    هكذا اليوم أيضاً بدت عورات السياسة العقيمة التي انتهجها السيد الوالي في جنوب كردفان فلا أمن ولا استقرار سياسي ولا تنمية ولا وفاق.. زادت وتيرة الخصام وارتفعت مقاييس الغبن وتجلت الحقيقة وتعرَّت لتؤكد أن كل الحوارات والملتقيات والتظاهرات التي شهدتها كادقلي ومدن أخرى ما هي إلا ذر رماد في عيون الغفلة وحراثة في البحر يستحيل حصاد وزن «قِطمير» منها، لقد تعضدت في الأذهان خديعة الشراكة الذكية والحالة الاستثناية المزعومة التي سوّد بها الوالي صفحات الإعلام كلما راح وغدا على الخرطوم وما أكثر مجيئه إليها وبقاءه بها!.


    لقد وضح جلياً أن الشراكة الذكية بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني التي صدّع بها السيّد الوالي رؤوس الرأي العام غايتها التي انتهت إليها مكَّنت الحركة الشعبية الأم ووليدها اللقيط قطاع الشمال بعد الانفصال، حيث حصلت في تلك الفترة على السلاح ووجدت ميدان التدريب وشرعية الحماية والحركة والتخطيط، حيث التقطت أنفاسها وتنفست الصعداء بعد الزفير، واستجمعت قواها، وداوت جراحها من قوت وبلسم أبناء الولاية، فلما اشتد ساعدها وبرأ عُوارها وجرى الدم في عروقها أمطرت الولاية بـ«الكاتيوشا» وتفننت في اختيار أسماء عملياتها العداونية تارة الهجمة إذا غابت النجمة، وتارة «كتمة» «الستات» الثلاث وتارة أخرى الصيد الثمين!! والذي مهد وأطَّر لهذه العمليات الاستفزازية التي حصدت أرواح الشيوخ والنساء والطلاب البرايا والمدنيين العُزل هو الجراب المخروم الذي كان يُدخل فيه السيّد أحمد هرون يده ويزعم أنها تخرج بيضاء من غير سوء.
    إن جنوب كردفان تعيش أزمة حادة في الأمن نتيجة السياسة العقيمة التي انتهجها السّيد الوالي بدأها باختيار أضعف العناصر في تشكيلة الحكومة والمجلس التشريعي الولائي الضعيف المغلوب على أمره الذي عجز حتى الآن أن يسائل الوالي في شأن جناح بعوضة دع عنك الكبائر واكتفى بالتنافس في كعكعة الحوافز والأجور من عرق جبين أبناء الولاية الذين حصدتهم طاحونة الحرب وطارت بهم ريح النوى والنوائب!!.
    ويستنبئونك عن التنمية قل هي وهمية إي وربي! وأن أحسن حالاتها هي أنها تنمية بالعجز ويكفي دليلاً الشكوى التي تقدمت بها بعض الشركات ضد الولاية كما نشرت ذلك صحيفة «الجريدة».. إن الحاشية العاطلة عن كل مهارة ودراية، والرجال الأصنام الذين أحاطوا بالوالي هم الذين ألبسوا الوالي ثياب القيصر ولحنوا له «ما أريكم إلاّ ما أرى أيّها السمّاعون المطبّلون وهل يوماً فارقت بكم سبيل الرشاد.. على وزن ما حصل فارقت دربك وشلت أملي عليك سراب.. ما بحاول يوم أسيبك أو أنحيك لأنك مذعن لي على الدوام لا تعرف لا.. لماذا.. أو نقطة نظام!! مع الاعتذار في التصرف في هذا النص.


    إن الدليل الدامغ الذي يثبت أن الولاية ليس بها خطة أمنية تصون أرواح المواطنين الضربات الصاروخية المستمرة على حاضرة الولاية ومن جهة واحدة، وهي الجهة الشرقية تتم عملية القصف بصواريخ الكاتيوشا على مسافة بضعة كيلومترات دون أن يوضع حد لهذا العبث، والسيد الوالي أسمعنا الوعد رقم ألف أنه سوف يهزم التمرد ويحرر الأرض ويحقق السلام الذي عزّ، وأن السودان لن يؤتى من جنوب كردفان، مع تكرار أسطوانته المشروخة «الممطورة ما بتخاف الرش» وخطابه السياسي والتعبوي الذي لا تتغير فيه إلاّ «ديباجة» التاريخ واليوم!!
    إن أحداث الدندور التي احتُلت من قبل الحركة الشعبية ثم أُحرقت، وُهجّر منها أكثر من خمسمائة طالب يدرسون القرآن في خلوة منظمة الدعوة الإسلامية، وقتل إمام المسجد الأخ «رجب» رحمه الله وتقبله شهيداً ــ بعد أن جُرِّد من ملابسه ثم ذُبح كما تُذبح الشاة، هذه أحداث تهز الضمير إلاّ ضمير الغفلة العاجزين، بالرغم من أن موقع منطقة الدندور كاشف إلاّ من غابة صغيرة جاءت جيوش العدو بـ 9 دبابات من «3» محاور وقد استبسلت القوات المسلحة القليلة التي كانت بالمنطقة، وهذا أمر يفتح الباب على مصراعيه، ويطرح سؤالاً أين خطة الولاية الأمنية التي استفادت من الدروس السابقة أيام ملتقى كادقلي للسلام الفاشل إعداداً، والفاشل تنزيلاً عبر توصياته وما بعده؟


    وأمّا وقد آذن رحيل الوالي الذي فشل في تحقيق السلام والأمان والتنمية والوفاق ــ وهو الذي جاء مسنوداً دون غيره من السابقين بإرادة سياسية وتنظيمية ودعم مالي وفير ــ وبعد أن ارتفعت الأصوات تنادي في كل مكان برحيله وأنه صار جزءًا من الأزمة بل إن بقاءه هو الأزمة نفسها، صارت تتحرك بعض «الديناصورات» كأنها أفاعٍ رقطاء سامة تريد أن تقذف بدمية جديدة لتسيل دماء ودموع الولاية أكثر فأكثر..!! نحن نعلم أن هناك ملفات غامضة، وعورات مستورة، ومن هنا تأتي الحاجة الماسة إلى إيجاد خليفة!!
    إن تمدد الحركة الشعبية في المنطقة الشرقية ما كان ليتحقق هذا التوجه الشنيع لولا ضعف وفشل المعتمدين المغمورين الذين أتى بهم الوالي أحمد هرون في «كالوقي» وأبوجبيهة ورشاد والعباسية السابقين منهم وخلفهم الحاليين الذين إن يسلبهم الذباب شيئاً لن يستنقذوه منه حيث يخشى الواحد منهم اليوم الخروج للتبول خارج مكتبه دع عنك أطراف محليته، ولذلك مجرد التفكير في ترشيح واحد من هؤلاء الضعاف بدءًا من كالوقي إلى آخر محلية في الشرقية في خلافة الولاية يشعل الولاية حرباً ودماراً لا يدرك مداه إلاّ الله.. ثم ثمة تساؤل آخر يقفز إلى الأذهان اين ترشيحات الأحزاب الأخرى أم هي ضيعة تخص المؤتمر الوطني فحسب؟


    إن الولاية سوف تعاني أكثر بعد ذهاب بترول غرب كردفان مع استمرار الحرب، وأقوال الوالي وخطبه في مسجد كادقلي حول التقدم وقرب الانتصارات في ميدان القتال كثرت دون فاعلية عملية على أرض الواقع ولذلك هي استهلاك سياسي ليس إلا.
    وآخر مطلب مشفوع بالأدلة والبراهين والمقومات من حيث الرقعة والموارد الزراعية والحيوانية والغابية والمقومات البشرية والسكانية هو طلب قيام ولاية المنطقة الشرقية، وهو مطلب عادل ظلت المنطقة تعطي كل شيء ولم ُتمثل لا ولائياً ولا مركزياً وحُرمت من التنمية والخدمات وهي أكثر المناطق أمناً أيام التمرد الأول وحتى الآن، وما يجري فيها الآن من أحداث شيء مفتعل سوف تُكشف ملفاته ولكن هذا كله لن يثني أهل المنطقة عن مطالبهم العادلة والأيام القادمة سوف تشهد تقدماً أكبر في هذا الموضوع.
    اللهم إني قد بلغت فاشهد.


    ..
                  

04-22-2013, 05:16 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    center>sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan115.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    غازى صلاح الدين يحيى ودابراهيم قائد المحاولة الانقلابية بعد عفو الرئيس البشير عنه وزملائه

    للصورة اكثر من معنى

    نشرت الصورة بالفيس بووك وموقع الراكوبة نشرها احد الحضور

    (عدل بواسطة الكيك on 04-22-2013, 05:25 AM)

                  

04-23-2013, 05:31 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)


    مواجهة مفتوحة مع الأمين العام للحركة الإسلامية
    مواجهة مفتوحة مع الأمين العام للحركة الإسلامية
    الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2013 16:17


    الزبير: غازي يعتقد أنه مستهدف ولم أزر ود إبراهيم هذا هو الفرق بيني والترابي (...)نعم، نصحت بتقسيم (الغنائم) على المقاتلين لم أر (ختماً) للحركة الإسلامية ولا توجد حسابات في البنوكحاوره / ضياء الدين بلال
    [email protected]

    طلبت إجراء حوار معه بعد ساعات قلائل من انتخابه أميناً عاماً للحركة الإسلامية، وعدني دون أن يقطع زمناً محدداَ، الشيخ الزبير أحمد الحسن في كل حواراتي معه منذ أن كان وزيراً للمالية ثم للطاقة، كنت أجد فيه رحابة صدر وشجاعة نادرة في مواجهة الأسئلة الصعبة والمستفزة في بعض الأحيان، وهو يقول ما يعتقد دون أغطية دبلوماسية أو سواتر من ردود الأفعال.. هذا الحوار هو الأول الذي يجرى معه منذ اختياره أميناً عاماً للحركة الإسلامية في نوفمبر الماضي.


    صمتك طال منذ توليك منصب الأمين العام للحركة الإسلامية، ماذا وجدت وماذا تفعل الآن ؟ ما صمتُ.. هو قلة ظهور إعلامي، وسببه أن العمل الداخلي في ترتيب الأمانة العامة الجديدة والإشراف على وضع الخطه للعام الأول من الدورة التنظيمية ومعالجة القضايا التنظيمية الداخلية على مستوى المركز والولايات وتفعيل العمل التنظيمي الداخل أخذ منا وقتاً طويلاً.
    الأمانة العامة منذ تكوينها في يناير الماضي تجتمع كل أسبوعين بانتظام شديد، لكن لأن طبيعتها تنظيمية لا نُظهر نتائجها في الإعلام.


    هل طبيعة عملكم سرية؟


    لا، خطة الدعوة والتزكية الداخلية لا تتطلب السرية، فهو يمكن أن تقول عنه عملاً إدارياً داخلياً .
    الحركة الإسلامية أين تدعو لبرامجها وأين منابرها ؟ نحن ندعوا في أي منبر، في المساجد والصحف والتلفزيون ونخطط لذلك.
    الآن تخططون أم في مرحلة التنفيذ ؟


    نحن لسنا في بداية عمل الحركة الإسلامية، نحن امتداد لأجيال كثيرة في حقل الدعوة الإسلامية .
    معظم أئمة المساجد إما سلفيون وإما صوفيون وإما تقليديون، ما يشير إلى أن عددكم قليل في المساجد؟ (ما قليل) لكن من المفترض أن يكون (أكثر من كده) وهذه واحدة من همومنا، وليس شرطاً أن يكون كل أئمة المساجد حركة إسلامية وإنما الأفضل أن يكونوا حاملين الفكر الإسلامي الوسطي المعتدل الشامل .
    أنتم تقومون فقط بـ (شرْعَنة) الأفعال السياسية أو القرارات السياسية للمؤتمر الوطني لا أكثر ولا أقل ؟ لسنا فقهاء سلطان.
    الحركة الإسلامية هي التي وضعت الأطر الرئيسية للمشروع الإسلامي في المستوى العام من حيث تطبيق النهج الإسلامي في الحياة، ودورها أن ترعى التطبيق وتعالج المشاكل بالاجتهادات الفكرية.


    الفصل بين الحزب السياسي والحركة الدينية، يعبر عن ذهنية علمانية، تقارب الفصل بين الدين والسياسة؟ ليست علمانية، لأن كل المنتمين للحزب يعلمون أن حزبنا ينادي بتطبيق الشريعة الإسلامية.. وكون الحركة الإسلامية لها عضوية ملتزمة في الحزب لا يعني أنها علمانية، فوجود علاقة بين الحزب والحركة في هذا الإطار لا يعبر عن ذهنية علمانية.
    هل الحركة الإسلامية ذراع ديني للمؤتمر الوطني أم أن المؤتمر الوطني ذراع سياسي للحركة الإسلامية ؟ الحركة الإسلامية في دستورها ونظامها أقرت أن يكون لها حزب سياسي تسعى لتكوينه مع آخرين، لأنها تؤمن بالعمل الأقرب للجبهوي الإسلامي الواسع، وهذا منهج قديم منذ جبهة الميثاق.
    هل آراء الحركة الإسلامية ملزمة للحزب ؟
    ليست ملزمة، وإنما نحن نؤثر في الحزب من خلال وجود عضوية الحركة الإسلامية داخل الحزب .
    يمكن أن نقول إنها شبيهة بالتجربة المصرية الآن، المزاوجة بين حزب العداله والإخوان المسلمين ؟ ضحك... العكس، التجربة المصرية شبيهة بنا من ناحية زمنية، من خلال أن تكون الحركة موجودة ولديها حزب يعبر عنها، وكذلك مثل تجربة تركيا (جماعة النور وحزب العدالة والتنمية).

    هل أنت تقوم بدور المرشد ؟
    بدهشة!.:
    لا. أنا أقوم بدور الأمين العام... الحركة الإسلامية السودانية اختارت نظام الأمين العام وليس المرشد، لأن المرشد شاملة لكل الحركات الإسلامية التابعة للإخوان المسلمين في العالم.

    هل دور الأمين العام إرشادي أم دور تنظيمي إداري فقط ؟

    الأمين العام انتخب للقيام بمهام وفقاً لدستور الحركة، وهذه هي الحدود الدنيا التي تم توصيفها للقيام بها.. لكن في المجتمع الإسلامي بصفه عامة بقدر مساهمة الإنسان التزكوية والتربوية داخل مجموعة ممكن تكون هناك عدة أدوار غير الدور الرسمي، فالحركه الإسلامية بوضعها الحالي شخصية القيادة محكومة بفاعلية في أداء الأدوار المخطط لها .
    ما الفرق بين إدارتك الحالية لمنصب الأمين العام للحركة الإسلامية وإدارة الأمين العام الأسبق د. حسن الترابي ؟ الترابي ظل أميناً عاماً (قيادة كارزمية لفترة طويلة) العلاقة بينه وبين الحكومة والحزب مختلفة جداً عن الدور الحالي الذي أقوم به.
    هل كانت قيادته فردية ؟
    قيادته كانت أقرب للإرشادية الأبوية الإشرافية.
    هل يمكن الآن أن نعتبره عضواً في الحركة الإسلامية ؟ -بشيء من الغضب- "وإنت منو حتى تعتبره؟.
    كصحافة؟
    ليس لديك وضع كصحافة وإعلام أن تعتبره ولا تعتبره.
    هل الترابي الآن عضو في الحركة الإسلامية ؟ ليس عضوا في الحركة الإسلامية.. هو جزء من الحركة في معناها العريض الشامل لكل التيار الإسلامي السني .
    كأنكم تنظيم مغلق؟
    بالعكس نحن لدينا مكاتب لنشر الدعوة وندعوا الناس للانضمام إلينا..
    ضحك.. (وإنت ذاتك ندعوك للانضمام لنا للقيام بعمل دعوي).
    *شكراً لكم على الدعوة.
    (......)
    مبنى مركز دراسات المستقبل الذي نجري فيه هذا الحوار، هل هو المقر الرئيسي للحركة؟ لا.. نبحث عن مقر منذ فترة، والآن وجدنا مقراً بأركويت نعمل على تجهيزه .
    هل لديكم وضعية اعتبارية للتعامل مع الجهات الرسمية والحكومية؟ نحن ننفذ كل أعمالنا بالطريقة المؤسسية .
    هل للحركة (خِتْمٌ) خاص بها للمخاطبات الرسمية ؟ لم أره من قبل .
    هل لديكم حسابات بنكية ؟
    -باقتضاب-
    ما عندنا.
    إذن هو تنظيم غير قانوني؟
    الحركة تنظيم قانوني طوعي، أهلي، له جذور وتاريخ ممتد لعشرات السنين .
    الإسلاميون يمرون بحالة إحباط ؟
    بالعكس، عقب المؤتمر العام الأخير ومن خلال الحوار العميق الذي دار فيه وتشكيل الأمانة العامة بتغيير كبير، وما ألحظه الآن من خلال حراكي مع الإخوان في جولاتي وزياراتي المختلفة داخل مؤسساتهم والولايات هم في أشواق كبيرة جدا ولديهم توقع أن تساهم الحركة في عملية الإصلاح والتغيير داخل الحزب وداخل الحكومة والمجتمع ومواجهة التحديات الأجنبية والمد العلماني.
    هل تجربة الإنقاذ في الحكم يمكن أن نطلق عليها بوضوح دون استدراكات هي تجربة الحركة الإسلامية ؟ نعم.
    بعض القيادات الإسلامية تقول إن الحركه الإسلامية لم تحكم بعد ؟ الحركه حكمت كثيراً، حكمت وأنجزت في الاقتصاد وأسلمة المجتمع ورعاية استقلال البلد من التبعية، وعندها نموذج وبرنامج موجود، وكون أن برنامجها واجه تحديات وسلبيات لا يعني أنها لم تحكم.
    يقولون إنها فصلت الجنوب؟
    الجنوب فصله السودان (كلو) وليس الحركة الإسلامية وحدها.
    الحركه الإسلامية اهتمت بالإسلام الشكلاني فقط، القائم (على المظهر لا على الجوهر) ؟ زيادة عدد المساجد في العاصمة من مئات المساجد إلى 5 آلاف مسجد عامرة بالمصلين، ليس كلاما شكلانياً، كون أن في العام 1974 (العام الذي دخلت فيه الخرطوم) يوجد 3 مساجد فقط تصلي التراويح بجزء من القرآن (مسجد الملك فيصل في العرضة، ومسجد شيخ يوسف إبراهيم النور، ومسجد البركس) أما الآن إذا أردت أن تصلي صلاة قصيرة إلا تبحث عنها، بمشقة.


    لكن هناك زيادة في الجرائم وانهيار في الأسر وارتفاع الإصابة بالإيدز والأطفال مجهولي الوالدين ؟ جزء كبير من هذه الأزمة أن الإعلام بات يظهر أشياء ما كان يهتم بها في الماضي، كما أن أعداد سكان السودان في زياده بالإضافة إلى أن سكان المدن في زيادة.. وتطورت الجرائم مع تطور الحياة، والعولمة لها تأثيرها.
    الحركة الإسلامية ضعيفة في برنامجها الاجتماعي والروحي (غرقانة في السياسة) ؟ الإعلام يركز على الجانب السياسي، الآن نحن لدينا أكثر من 50 مسجداً في الخرطوم تقام فيها صلاة التهجد في كل يوم خميس من نهاية الشهر، و (ما في صحيفة أوردت عنها خبر واحد).
    الجماعات السلفية الآن هي أكثر سيطرة على المساجد من أي تنظيم آخر؟ ليست أكثر سيطرة لكنها موجودة بنشاط كبير جداً وانتشرت انتشارا كبيرا خلال الفترة الأخيرة.
    هل انتشار السلفية مؤخراً أمر إيجابي أم سلبي ؟ طبعاً إيجابي، وأي زيادة في صف الإسلاميين بالنسبة إلينا إضافة كبيرة وستحفز على النشاط والمنافسة.
    الحركه الإسلامية بمزاجها الداخلي وأفكارها أصبحت أقرب للسلفية؟ لا أعتقد، بل بالعكس، أرى أن الحركة (هي من زمان عقيدتها سنية) قائمه على صحة التوحيد والعقيدة، ومع ذلك بها مسحة صوفية منذ بداياتها في عهد الشيخ حسن البنا .
    هل السلفيون مكمِّلون للحركة أم منافسون ؟ (في شنو؟ في المساجد والدعوة؟).
    نحن نعتقد أن كل الجماعات الإسلامية ـ سوى التكفيرين ـ مكملة لنا وتبني معنا المجتمع. والتباين في فهم الإسلام لا يمثل مشكلة.
    هناك حديث عن قيادتك للوساطة في العفو عن المتهمين بالانقلابية؟ لم أقم بأية وساطة (ولا أريد أن أقول كلام كتير في هذا الموضوع).
    ألم تكن جزءاً من الاتصالات التي تمت في هذه القضية؟ لا أريد الإجابه عن هذا الحديث (خلوا الحديث حولوا شوية).
    نرغب في الحصول على إجابة ؟
    لم أقد وساطه بالمعنى الشامل، و(لكن ممكن تقول كنت جزء من الحراك وظليت أناشد) .


    هل اكتفيتم بذلك؟


    كان هناك حراكٌ كبيرٌ من الجماعات الصوفية، ومعروف أن جزءاً من المحكومين لديهم مساهمات في حماية الوطن جعلت الناس يناشدون السلطة للتخفيف عنهم رعاية لهذا الأمر وتمشيا مع الروح الوفاقية العامة في البلد .
    هل زرت ود إبراهيم ورفاقه بعد خروجهم من المعتقل ؟ لم أزرهم .
    هل تفاجأت بالتصريحات الأخيرة لغازي صلاح الدين ومواقفه الأخيرة؟ لم أتفاجأ بأن له رأياً مغايراً بالنسبة لي ولبعض رؤى الحزب، وكنت متوقعاً منه بعد المؤتمر الثامن ومخرجاته أن يكون أكثر وضوحاً وأكثر تصريحاً فيما يخالف فيه الحزب والحكومة ويعبر عن آرائه بصورة أوضح مما كانت.
    هل آراؤه لم تكن واضحة بالنسبة لكم ؟
    لا، قلت هو بدأ يعبر عن أرائه بصورة أوضح مما كانت .
    هل تتوقع أن يقود انقساما جديدا؟
    -صمت فترة-
    ثم قال: معرفتي بالأخ د.غازي هو عضو ملتزم بالحركة الإسلامية وأصولها الفكرية الواضحة في مسألة الحفاظ على الوحدة والجماعة، لا أتوقع أن يفعل نقيض ذلك، ومن حقه أن يعبر عن رؤاه الإصلاحية و الرأى الآخر في الحزب أو الحركة أمر طبيعي وعندما أعدنا تكوين الأمانة العامة للحركة الإسلامية ضممنا إليها عدداً من الإخوان المحسوبين على التيار الآخر أو الإصلاحي أو عندهم رأي آخر. دكتور غازي يعتقد بأن هناك استهداف له (وأنا حاولت أشرح ليهو بإنو ما في حاجه ذي دي) ، وحتى في استكمال هيئة شورى الحركة الإسلامية هنالك مجموعة من الشباب يعتبرون جزءاً من السائحين أنا رشحت 40 عضواً لاستكمال المجلس.
    إذا وصفتهم بالإصلاحيين، بماذا تصفون أنفسكم ؟ نحن إصلاحيون وهذه مناداتنا الرئيسية ونسعى للإصلاح، وخطة الحزب لخمس السنوات القادمات من خلال بناء الحزب بالإصلاح والتجديد، وأن يتم من خلال بناء المؤسسات والحوار داخل الحكومة والحركة وليس بأجسام جديدة والعمل خارج الحزب والحركة.


    إذن أنتم اعتمدتم وجود كيان باسم "سائحون"،وتتعاملون معه؟ (نحن ما معتمدين حاجة اسمها سائحون ولا نتعامل معها لكن في حاجة اسمها سائحون موجودة في الإعلام) .
    هل هم تيار داخل الحركة الإسلامية؟
    هم مجموعة من الناس، جزء منهم مؤتمر شعبي وجزء منهم مؤتمر وطني وجزء منهم إسلاميون بالمعنى العام لا هنا ولا هناك.
    طلبوا مقابلتنا قبل ثلاثة أشهر أو أربعة، في حوار حول الإصلاح والنهضة، وقدموا لنا عرضا وناقشناهم فيه، وناقشناهم في وضعهم المؤسسي، والسؤال حول هل هم حزب؟ وهم ما متوافقون داخلياً؟، نعلم أن بينهم من يدعو لإسقاط الحكومة لأنهم مؤتمر شعبي، وفيهم من يسعون لإصلاح الحكومة وهم مؤتمر وطني، وكوننا حاورناهم فهذا لا يعني أننا في المؤتمر الوطني لدينا مجموعة تسمى (سائحون).
    موضوع اختيار مرشح الرئاسة القادم هل هو اختيار الحركة أم اختيار الحزب؟ المؤتمر الوطني كحزب هو الذي يقدم خيارات مرشحيه.
    ما دور الحركة الإسلامية ،هل حتشارك في الاختيار أم تصدر القرار؟ لا تصدر قراراً، ولن تشارك كمؤسسة في الاختيار وإنما هي كمؤسسة لديها حزب مع آخرين، ومن خلال الوجود المؤسسي يحسم هذا الأمر، ولا يوجد مرشح خاص بالحركة الإسلامية.


    قبل يومين ورد حديث منقول عنك قلت فيه لا بد من تقوية الجيش بالإسلاميين ومنح غنائم الحرب للمجاهدين؟ هم ابتسروا كلاماً متكاملاً، تحدثت في جلسة المجلس الوطني عن الظروف الصعبة التي تعمل بها القوات المسلحة في دحر التمرد في مختلف مناطق السودان في دارفور وجنوب كردفان، وعددتُ هذه الظروف في بُعد المسافات وقلة الإمكانيات وضعف المرتبات ووجود طابور خامس في هذه المناطق ينقل أخبار القوات المسلحة ويدخل في هذه القرى - في ناس قالوا أنا قلت في طابور خامس في القوات المسلحة- وتحدثت عن الحاجة التي تواجه وزارة الدفاع لأن تحسن شروط خدمة الأفراد عشان تكون أوضاعهم أحسن مما كانت عليه وتحسن خطط إدارة العمليات وتجدد فيها الروح الجهادية لمولجهة حرب العصابات.
    وقلت يجب أن يكون هنالك عملاً معنوياً كبيراً جداً للقوات المسلحة عبر رفع الروح الإسلامية وروح التدين..
    وماذا عن الغنائم ؟
    تحدثت عن زيادة مرتبات القوات المسلحة وتحسين أوضاعهم، وقلت لوزير الدفاع اعطوهم من الغنائم. في الفقه الشخص عندما يأتي بغنيمة من العدو يجب أن يعطوه منها، وهناك فتاوي عن تقييم قيمة الغنائم وإعطائه حافزا (مثل الزول لو جاب ليهو عربية أو سلاح ، يعني تحفزو أو تديهو جزء من الحكاية عشان يقدر يحسن وضعوا ويخدم المعالجات المقترحة لزيادة مخصصات القوات المسلحة وممكن أجيب ليك التسجيل كامل).
    نقلا عن صحيفة السوداني


    -----------------

    المؤتمر الشعبي: المشورة الشعبية للمنطقتين (ماتت وشبعت موت)

    ومنبر الدوحة لايساوي ثمن الحبر الذي كتب به
    الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2013 21:35

    كمال عمر: الحوار بين الشعبي والوطني ووحدة الإسلاميين (أحلام)الخرطوم :حسين سعد


    أعتبر حزب المؤتمر الشعبي المشورة الشعبية للمنطقتين بإنها(ماتت وشبعت موت) واكد الشعبي انحيازه الكامل خلف حقوق ومطالب اهل الهامش في قيام وضع ديمقراطي كامل،وجدد حزب المؤتمر الشعبي موقفه الثابت والرافض للدخول في حوار مع ثنائي مع النظام وأكدعلي ضرورة إسقاط النظام وكنسه عبر ثورة شعبية ووصف الحديث عن وحدة الحركة الاسلامية والحوار بين الشعبي والوطني بأنه (أحلام) وحمل الشعبي المؤتمر الوطني مسوؤلية الحرب في دارفور،ووصف منبر الدوحة للسلام بإنه لايساوي (ثمن الحبر) الذي كتب به، وأكد الشعبي وجود انتقائية في اطلاق سراح المعتقلين مشيرا الي وجود أعداد كبيرة من ابناء شعبنا في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق يقبعون في سجون النظام.وقال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي المحامي كمال عمر في مؤتمر صحفي عقده (اليوم) بمقار حزبه بالرياض ان موقفنا الثابت من الحوارمع حزب المؤتمر الوطني هوعدم قبول إي حوار(ثنائي وعبثي ) وشدد كمال نحن مع إستراتيجية إسقاط النظام عبر ثورية شعبية،


    وأكد لن نقبل باي حوارما لم تكون نتائجه قبول المؤتمر الوطني بتسليم السلطة بوضع انتقالي كامل مع أحتفاظ أولياء الدم من الذين قتلوا عبر(ألة حرب) المؤتمر الوطني بحقهم في القصاص وحول الحديث عن وحدة الحركة الاسلامية والحوار بين حزبي المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني قال الأمين السياسي للشعبي (هذه أحلام) يطلقها وتروج لها الاجهزة الامنية للنظام لاضعاف موقف المؤتمر الشعبي الثابت لاسقاط النظام .


    واوضح انهم استعرضوا الاوضاع في دارفور وقال نحمل المؤتمر الوطني مسوؤلية الدماء التي تسيل بسبب الصراع القبلي والمواجهات التي تشنها مليشيات الحكومة ووصف منبر الدوحة للسلام بانه لايساوي (ثمن الحبر) الذي كتب به وردد(بلادنا بحاجة الي حل سياسي غير جزئي يشمل كنس واسقاط النظام وقيام وضع انتقالي كامل).وقال كمال عمر ان النظام مارس إنتقائية في اطلاق سراح المعتقليين مشيرا الي وجود أعداد كبيرة من ابناء شعبنا في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق يقبعون في سجون النظام بينما يتم الافراج عن بعض المتهمين في المحاولة الانقلابية الاخيرة لانتسابهم للنظام ولاثنية بعينها.وبشأن المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية (شمال) التي من المنتظر ان تنطلق جلساتها غد الثلاثاء بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا قال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي يجب ان تستند مرجعيةهذه المفاوضات علي الاتفاق الاطاري (نافع عقار) وان يكون الاتفاق علي ذهاب هذا النظام وليس المشورة الشعبية التي قتلها النظام و(شبعت موت)


    واكد كمال عمر انحيازهم الكامل خلف حقوق ومطالب اهل الهامش في قيام وضع ديمقراطي كامل يعطي تلك المناطق حقوق دستورية في اطار سودان ديمقراطي وكان رئيس وفد الحكومة المفاوض البروفيسور إبراهيم غندور قد قال إن المفاوضات مع الحركة الشعبية شمال ستبداء غداً الثلاثاء بالعاصمة الإثيوبية ، وذكر في تصريحات صحفية بقاعة الصداقة أمس أن وفد الحكومة سيتوجه إلى إثيوبيا اليوم
                  

04-25-2013, 07:04 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    إبراهيم والدور الجديد
    الطيب مصطفى
    نشر بتاريخ الأحد, 21 نيسان/أبريل 2013

    09:36
    حسناً فعل الرئيس بإصداره عفواً كريماً عن ود إبراهيم وصحبِهِ الكرام وكم سعدتُ أنَّ الأخ الزبير أحمد الحسن الأمين العام للحركة الإسلاميَّة كان حاضراً في ذلك الفعل العظيم الذي كشف عن أحد الجوانب التي يمكن أن تنهض بها الحركة الإسلاميَّة لو أُعيدت إليها روحُها القديمة قبل أن تُحال إلى التقاعد من قِبل ابنها العاق المؤتمر الوطني.


    لقد نزل ذلك العفو برداً وسلاماً على الناس وكان وقعُه أكبر على الإسلاميين بمختلف مدارسهم الفكرية فقد أزال احتقاناً وتوتراً عظيماً كان يُهيمن على المشهد السياسي ومن شأن اتخاذ خطوات أخرى أن يُحدث تغييراً هائلاً في الأوضاع العسكريَّة والأمنيَّة في البلاد.
    لقد كتبنا كثيراً عن واقعنا الأمني المأزوم ونحن نرضخ لإملاءات الاتحاد الإفريقي ومجلس السلم والأمن الإفريقي وأهم من ذلك قطاع الشمال والجبهة الثورية الذين كثفوا من هجماتهم العسكريَّة في جنوب كردفان ودارفور وزادوا من قصفهم لكادوقلي وقلنا إنه لو كنا في عافية عسكريَّة استطعنا أن نفرض بها واقعاً جديداً على الأرض لكان الحال غير الحال ولما كنا في حاجة إلى التفاوض مع الرويبضة وغيره من العملاء.


    كنا قديماً قبل نيفاشا لا نُتيح للحركة الشعبيَّة وجيشها الشعبي أن تهدِّد مدن الجنوب الكبرى وكان المجاهدون وقتها يشكِّلون سنداً كبيراً للقوات المسلحة ولا تزال ذاكرة الشعب السوداني مترعة بتلك الملاحم البطوليَّة التي قلَّ نظيرُها في التاريخ مثل الميل (40) وسندرو وجبل الملح والتي سطَّر فيها المجاهدون نماذج فريدة نفاخر بها الدنيا ونباهي بها التاريخ في مختلف عصوره بل إن معركة تحرير هجليج التي لم يمضِ عليها أكثر من عام واحد تقف شاهداً على ما يمكن أن تفعله القوات المسلحة عندما تجد سنداً من المجاهدين من كتائب الدفاع الشعبي.
    قد أجد العذر للقوات المسلحة التي تزايدت مهامها بعد أن زادت رقعة المناطق التي امتدت إليها الحركات المتمرِّدة ولذلك كانت من قديم تعتمد بدرجات متفاوتة على الدعم الذي كان يوفره الدفاع الشعبي الذي توقف تماماً أو كاد لأسباب كثيرة لن أخوض فيها الآن.
    هنا تأتي مهمة ود إبراهيم وإخوانه فقد كان الرجل ممن شاركوا في تحرير هجليج وهو اليوم خارج المؤسسة العسكرية التي لطالما خدمها وجاهد من داخل عرينها وقاتل.
    ود إبراهيم وفتح الرحيم وبقية من صدر العفو الرئاسي بحقهم أخيرًا ليسوا مجرد عسكريين أو أفراد في القوات المسلحة إنما مجاهدون لهم حضور وتأثير بين مجاهدي الدفاع الشعبي ويكفي دليلاً على ذلك التفاعل الذي أبدته مجموعة السائحون مع قضيتهم والهرج والمرج والاستياء داخل الصف الإسلامي الذي صاحب اعتقالهم ومحاكمتهم.
    لقد أعمل الرئيس البشير قِيمة العفو تأسِّياً بقصَّة حاطب بن أبي بلتعة الذي ك


    ان قد ارتكب خطأ بل خطيئة كُبرى يمكن أن ترقى إلى درجة (الخيانة العظمى) بمعايير اليوم حيث تخابر مع العدو (قريش) ضد المسلمين وعفا عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وقال مقولته الخالدة (ما يدريك يا عمر لعلَّ الله اطَّلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم).. كان حاطب قد شارك في معركة بدر الكبرى وكان ذلك سبباً للتكفير عن خطيئته ثم شارك الرجل في جميع الغزوات بعد ذلك إلى أن توفي في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان وكان محل تكريم وتعظيم طوال مسيرته الظافرة بل إنه ابتُعث من قِبل الرسول الكريم إلى المقوقس عظيم مصر ولم يُمنع حاطب بعد فعلته تلك أو يُحرم أو يُعامل معاملة المنافقين الذين صدَّوا عن المشاركة في الجهاد مع المؤمنين.
    ذلك ما يدعوني إلى أن أطلب من الرئيس البشير أن يُكمل جميلَه ويُعيد ود إبراهيم وصحبَه الكرام إلى الخدمة في مقابل أن يعود الرجل إلى المسيرة الجهاديَّة ويقود كتائب المجاهدين لتحرير الأرض والذَّود عن العِرض.
    ظللتُ أنبِّه إلى أنَّ الجهاد اليوم لن يكون دفاعاً عن الإنقاذ أو المؤتمر الوطني فقد زهد الكثيرون فيهما بعد أن اهتزَّت الثقة في مشروعيتهما الإسلاميَّة أو الأخلاقيَّة بل إن كل وثائق الحركة الشعبيَّة والجبهة الثوريَّة السودانيَّة وميثاق الفجر الجديد لم تجعل إسقاط النظام هدفاً لها إنما جعلت من ذلك وسيلة لتحقيق الهدف المتمثل في إقامة مشروع السودان الجديد القاضي (بإنهاء النموذج العربي الإسلامي) حسب التعريف الدقيق لمعنى مشروع السودان الجديد الذي صرَّح به قرنق في خُطبه ومحاضراته ودستوره وأضاف إلى ذلك عبارة (إعادة هيكلة السودان من خلال الإحلال والإبدال بين النموذجين) ولذلك فإنَّ الجهاد سيكون دون الإسلام المستهدَف بمشروع السودان الجديد ودون أرض الإسلام.


    إذن فإن قطاع الشمال الذي يحتل أجزاء من جنوب كردفان والنيل الأزرق والذي تحالف مع الحركات الدارفوريَّة العلمانيَّة العنصريَّة والتي تحمل اسم (حركة تحرير السودان) المشابه لاسم الحركة الشعبية لتحرير السودان... أقول إذن فإن قطاع الشمال الذي كوَّن مع حركات دارفور الجبهة الثورية السودانية لإقامة مشروع السودان الجديد واتَّخذ النيل الأزرق وجنوب كردفان منصَّة انطلاق نحو بقيَّة أنحاء السودان لم يتخلَّ عن المشروع ولذلك فإن عرمان رئيس وفد التفاوض يُصِرُّ على أن يتجاوز التفاوض حول المنطقتين إلى السودان بكامله ليُقيم ويوقِّع نيفاشا أخرى تمهِّد لقيام مشروعه الإستراتيجي (السودان الجديد العلماني العنصري) ومن أجل ذلك يسعى لكسب مزيد من الأراضي ليفرض واقعاً جديداً على الأرض في المنطقتين وفي دارفور من خلال حلفائه مناوي وعبد الواحد وجبريل.
    الواقع على الأرض هو الذي سيحدِّد الخطوة التالية ومسار التفاوض الذي مُهِّد له بإزاحة الصقر كمال عبيد والإتيان ببعض الحمائم المهيضة الجناح ومن هنا يأتي دور ود إبراهيم الذي أرجو أن يتجاوز مراراته ويعلم أنه يقاتل دون الإسلام وليس دون الإنقاذ سواء أُعيد إلى الخدمة أم لم يُعد وهنا ستتجلَّى أصالة الرجال وتُمحَّص المعادن ونرى نموذجًا جديدًا لخالد بن الوليد المنتصر لله وليس لنفسه بنيَّة صادقة وعزم جديد أمَّا أن يقول ود إبراهيم إنه سيتحوَّل إلى العمل الدعوي فإنه يذكِّرني بفقه الفضيل بن عياض الذي اعتكف في المسجد الحرام بينما كانت خيول الصليبيين تدكُّ حصون الأقصى!!



    -----------------

    التفاوض مع قطاع الشمال لماذا؟!
    االصادق الرزيقى

    نشر بتاريخ الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2013 08:55
    (

    تعود حالة الالتباس في مواقف الحكومة من قطاع الشمال بالحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب، إلى غياب تعريف محدد لهذا الفصيل الذي يعد أكبر تكتل مسلح يستهدف البلاد وأمنها واستقرارها، فهو ليس فصيلاً مستقلاً وحركة سياسية وعسكرية وطنية المنشأ والتوجه والشعارات والاسم، تتبنى مشروعاً سياسياً يتعلق بالداخل السوداني وتختلف مع الحكومة حوله، ولا صلة له ولا ارتباطات بدولة أجنبية تجعل منه مجرد صدى لصوت أجنبي ومخلب قط يستخدم في إضعاف السودان واستنزافه.



    فقد تعاملت الحكومة مع الضغوط الخارجية والرأي الغالب لتيار داخلي مؤيد للحوار مع هذا القطاع دون أن تتريث قليلاً في إيجاد توصيفات وتعريفات للطرف الآخر في الحوار، هل هو طرف وطني أصيل له قضية معلومة ومعروفة ينبغي التوصل لحلول لها، أم هو نقل لجرثومة الحرب والتمرد مثل البعوض الذي يحمل داء الملاريا والذباب المحمل بجراثيم تسبب العلل والأمراض.
    وحتى لحظة موافقة الحكومة على الحوار مع قطاع الشمال بالحركة الشعبية، ليست هناك ملامح جاهزة لنوع وشكل الحوار والمتحاور معه الذي سبق أن اتخذت الحكومة وحزبها المؤتمر الوطني موقفاً شبه نهائي بعدم الحوار معه، وعملياً كان الحوار الذي بدأ وتم تشكيل وفد له برئاسة د. كمال عبيد ينحصر في مشكلة جنوب كردفان والنيل الأزرق، وليس قطاع الشمال.. لكن الحكومة التي وافقت على خريطة طريق مجلس السلم والأمن الإفريقي في العام الماضي وقبلت بقرار مجلس الأمن الدولي رقم «2046»، تبدو اليوم أكثر حماساً من أي وقت مضى للجلوس إلى طاولة التفاوض مع قطاع الشمال بالحركة الشعبية، وهي سكرى وثملة بما حققته من توقيع المصفوفات الأخيرة، وعاد وفدها منتشياً كأنه أُعطي الحكمة وفصل الخطاب.


    ومن الخطأ إعطاء ما يسمى «قطاع الشمال» دون أن نعرفه تعريفاً دقيقاً، اعترافاً مجانياً يجعله يأخذ مشروعية لا حد لها في التحرك السياسي في الفضاءات الدولية التي كان يدخلها من الأبواب الخلفية.. ولا يخفى على أحد أن موقف الحكومة السابق من قطاع الشمال وعدم الاعتراف به ورفض مفاوضته، نزع عنه أي غطاء يؤهله لتلقي معاملات وتعاملات مباشرة في كثير من دول العالم حتى الدول الغربية التي كانت تحاذر في استقبال قياداته بصورة رسمية وفي العلن، وقبل عام تقريباً لم تستقبل دولة أوربية كبيرة أحد قيادات هذا القطاع، ولم تسمح له بعقد لقاءات مع وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية، مما اضطر السفارة الأمريكية في تلك الدولة إلى مجاملته بعقد اجتماع له مع بعض الجهات غير الرسمية في مبنى السفارة مع ما سببه ذلك من حرج.
    وعلى الحكومة التفريق بين مساعي الحل لقضية جنوب كردفان والنيل الأزرق والبحث عن سبل لوقف الحرب في هاتين الولايتين، بعيداً من صنع وتضخيم عدو سياسي وعسكري لا يفيد التفاهم معه في شيء.


    وكنا نتوقع من الحكومة ووفدها العودة من أديس وفي أيديهم اتفاق كامل بفك الارتباط بين دولة الجنوب وقطاع الشمال بالحركة الشعبية، لكن للأسف جاء الوفد مذعناً للضغوط الخارجية ليعلن أن الحوار سيكون مع قطاع الشمال.. وبدلاً من إزهاق روح هذا القطاع والتضييق عليه وحصره وتحجيمه بفك الارتباط وحصاره ووقف الإمداد الذي يصله ووقف مساندة جوبا له، تنفض عنه الحكومة الغبار وتعيده لأرض الملعب من جديد ليكون لاعباً أساسياً في الساحة وربما بعد حين شريكاً في الحكم!!
    هذا التخبط الحكومي أمر محير للغاية ولا تفهم أسبابه، فهل هو تلاعب أم غفلة؟ ففي يونيو 2011م أبرم اتفاق مع قطاع الشمال، وقبل أن يجف المداد الذي وقعت به الحكومة ذلك الاتفاق يُلغى بقرار من المكتب القيادي للحزب ومن الرئيس شخصياً، فكيف تعود الحكومة لما هو أسوأ منه وتحت تهديد سيف القرارات الدولية المسلط على رقبتها، فقد أصبحنا لا نفهم ماذا تريد الحكومة وكيف تفكر وماذا تريد أن تفعل بكل هذه التنازلات؟!


    ------------------


    احتيالات الدكتور عبد الوهاب الأفندي لعلمنة الإسلام

    ..د. محمد وقيع الله

    نشر بتاريخ الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2013 08:40


    أعاد المتطرفون العلمانيون القائمون على ما يسمى «منبر الحرية» بالأردن نشر الترجمة العربية لكتاب الدكتور عبد الوهاب الأفندي الموسوم:
    Who Needs an Islamic State?
    وفي هذه الترجمة اتخذ الأفندي لكتابه عنوانًا مغايرًا حيث أصبح العنوان بالعربية «لمن تقوم الدولة الإسلامية؟»
    وواضح ما في الترجمة من تزييف وخلل.
    فعنوان الكتاب باللغة الإنجليزية يرسل معنى مختلفًا ويبث إيحاء مغايرًا.
    وكان من الأمانة والدقة أن تكون ترجمة العنوان إلى العربية «من يحتاج الدولة الإسلامية؟»
    وجلي أن هذا المعنى مختلف عن ترجمة التزوير والتغرير، التي صدر بها العنوان الجديد.
    فإيحاء العنوان القديم استنكاري، وليس استفهاميًا فقط. فهو يستنكر على من يطالبون بقيام دولة إسلامية طلبهم هذا.
    وأما العنوان المدلس الجديد فقد جاء إيحاؤه استفهاميًا خالصًا.
    وكأنه أراد أن يتخلص من موقفه الاستنكاري السابق. وهكذا يصنف الأفندي بضائعه المشبوهة، ويصطنع لها العناوين الملائمة، حسب أذواق المستهلكين.
    فما تقبله الجمهور الإنجليزي من عنوان وضعه على غلاف الكتاب.
    وما عافه الذوق العربي الإسلامي ومَجَّه، حذفه وجاء بعنوان بديل له على صفحة الغلاف.
    هذا بينما ظلت بضاعة الكتاب على حالها لم تتغير في شيء عرضي أو جوهري.
    أحباب الأفندي
    ولقد راقت لهذه الفئة العلمانية الشعوبية، التي تطلق على نفسها اسم «منبر الحرية» وهي جماعة مشتطة في حرب الإسلام والعروبة معًا، محتويات كتاب الأفندي، وما نضح به من فكر مناف للإسلام، ومجاف له، فسعت في ترويجه في إطار رسالتها لهدم الإسلام.
    وحتى لا نتهم برمي الكلام على عواهنه، يحسن أن نعرِّف القارئ بفكر هذه الفئة المارقة، من خلال مقتطفات من أفكارها، المنشورة على موقعها الإلكتروني.
    هللت هذه الفئة الضالة، لانفصال جنوب السودان، وزعمت أن الجنوبيين تحرروا بذلك من ربقة العروبة، وادعت أن العروبة تتماهى مع الاستبداد، وأنها تزيد من قمعها كلما طالبت الأقليات غير العربية بحقوقها.
    وما زالت هذه الفئة العلمانية المفسدة، تعيد تنشيط الحرب الاستشراقية القديمة، على اللغة العربية الشريفة، وتقاوم جهود التعريب التي تبذلها بعض الحكومات العربية، لنقل محتويات الكتب العلمية الحديثة إلى لغة الضاد.
    وقد زعمت هذه الفئة التغريبية في كتابات لها حملت عنوان «هل العربية لغة علم؟» أنها ليست كذلك، وإنما: «حملت اللغة العربية إبداع العرب الوحيد ألا وهو الشعر قبل الدعوة الإسلامية ومنحها القرآن التقديس فيما بعد لتكون لغة إعجازية مقدسة».
    ولم تتردد هذه الفئة المنحرفة في الزعم بأن الإسلام هو المشكلة لا الحل!

    وترددت هذه الشكوى كثيرًا في كتاباتهم، ومن ذلك هذا المثال عن مصر، حيث يقول أحد كتابهم: «المعضلة التي تشغل مصر ومعها العالم الخارجي هو الظاهرة الإسلامية، فقد عرفت مصر خلال الثلاثة عقود الماضية الظهور الكبير لجماعات سياسية تسعى بطريقة عنيفة أحيانًا لتطبيق الشريعة الإسلامية، وارتفع شأن الإسلام كإيديولوجية، وكقوة سياسية وكجزء من المجتمع المدني. ورغم ما يبدو من تماسك تلك الظاهرة، فإنها تحت الرداء الفضفاض لكلمة الإسلام أكثر تعقيدا وتعددية».
    ولم يكتف الكاتب بحرب الجماعات الإسلامية، وإنما هاجم الشعب المصري برمته، لأنه أصبح أكثر تدينًا: «أصبح المصريون يصلون ويصومون ويذهبون إلى الحج بأكثر مما كان الأمر في السابق، وأصبح الملبس الإسلامي للرجال والنساء أكثر شيوعًا، وحتى أجهزة الدولة والنقابات والأحزاب السياسية «بما فيها العلمانية» تحتفل بالمناسبات الدينية وتقوم بتجهيز رحلات حج مدعمة».
    وحرض هذا الكاتب الذي يتشبث بالمبادئ الديمقراطية النظام المصري، في عهده القديم، لئلا يسمح بقيام حزب إسلامي:« فهل يسمح النظام الديمقراطي بأن تستخدم آليات الديمقراطية وإجراءاتها لتقويض هذا النظام من أساسه، وهو ما حدث في جمهورية فيمار بألمانيا، عندما وصل الحزب الوطني الاشتراكي «النازي» إلى السلطة من خلال الآليات الديمقراطية، ثم قام بإلغائها بعد وصوله إلى مقاعد السلطة».
    كانت تلك نماذج يسيرة مما طفح به الموقع الإلكتروني لمجموعة «منبر الحرية» الناشطة في حرب الأديان على العموم، وحرب الإسلام على الخصوص.
    ومن أراد أن يراجع الموقع بنفسه فسيجد مئات الدراسات والمقالات الشبيهة بما أشرت إليه هنا على سبيل الاختصار.
    وبحسبنا أن ننهي هذه النماذج بمقتطف ينبئ عن ذعر هذه الجماعة، التي تستخدم الشابكة الدولية لنشر أفكارها، من هذه الأداة نفسها، لأنها ــ حسبما قالوا ــ أسهمت كثيرًا في الآونة الأخيرة في نشر الدين.
    ضد الأديان جميعًا
    ففي دراسة بعنوان «الدين الهوس المعولم» قال أحد كتاب هذه الطائفة المتطرفة: «إن الدين يزداد حضوره بقوة على شبكة الويب خاصة المدونات الدينية، التى تحول أصحابها إلى فاعلين دينيين ينافسون رجال الدين فى الديانات الكبرى، وسيكون صعبًا على هؤلاء أن يسترجعوا مكانتهم التقليدية!
    فحتى وقت كتابة المقال إذا دخلت جوجل وكتبت
    «Religious»
    سوف يظهر لك أكثر من 223 مليون صفحة ويب مرتبطة بالدين بشكل أو بأخر. فالدين أصبح هوسًا معولمًا».
    وبعد أن ناقش الكاتب الجانب السلبي، في موضوع نشر الدين عن طريق الشابكة الدولية، عاد فعزَّى نفسه، وخفَّف وقع الخطب على أتباع خطه الفكري العلماني، قائلاً: «لكن الجانب الآخر للإنترنت فتح الباب على مصراعيه للتعرف على الانتقادات والآراء المخالفة، ليغير كثير من المؤمنين والأتباع دياناتهم بسرعة بعد أن ظلوا سنين متمسكين بها، فمنهم من ارتدوا وكفروا».
    فهذه الطائفة الغالية التي تستبشر بارتداد الناس وكفرهم هي الطائفة التي احتفت بأفكار الدكتور الأفندي.
    وهي الطائفة التي تكرم عليها بأن منحها إذنًا لتقوم بإعادة طبع كتابه وتوزيعه.
    ولو لم يكن كتابه محققًا شيئًا من مآرب هذه الطائفة الخبيثة، وملبيًا بعضًا من مقاصدها المريبة، لما حفلت به وما اعتنت بترويجه في الخافقين.

    فاتني أن أذكر أن الدكتور عبدالوهاب الأفندي قام بتزوير فاضح آخر لعنوان كتابه في الطبعة الأولى لترجمته العربية. وهي الترجمة التي صدرت قبل سنوات، عن دار الحكمة، بلندن، وجاءت تحت عنوان «الإسلام والدولة الحديثة: نحو رؤية جديدة».
    وفي هذا العنوان المزيف خطأ آخر.
    لأن الرؤية التي قدمها للفكر السياسي الإسلامي ليست جديدة، وإنما هي رؤية الكتّاب الاعتذاريين القدامى، الذين لم يبصروا كمال مبادئ الإسلام، وتناهيها في الحسن. وأرادوا أن ينتحلوا أعذارًا عن قصور المبادئ الإسلامية في التجاوب مع العصر الحديث، والتساوق معه، قدموها إلى معاشر المفكرين والمثقفين الغربيين والمتغربين، اعتذروا بها عما لا يروق هؤلاء، ولا يعجبهم من دين الإسلام.
    وفي مقدمة الكتاب دفع الدكتور عبد الوهاب الأفندي بنفسه ناقدًا بصيرًا، قديرًا على تقويم الفكر السياسي الإسلامي، وتحويره ليلائم ظروف العصر الحديث.
    ولكنه لم يحرص على التحلي بقيم النزاهة الفكرية، والأمانة الأدبية، التي يقتضي منهج البحث العلمي أن يتحلى بها كل باحث علمي رصين.
    وحتى يبرر تنازله عن ثوابت الدين الإسلامي، كان لابد أن يُبديَ - كعادته - تشاؤمه المطلق من كل حال، فقال« يواجه العالم الإسلامي في هذه المرحلة واحدة من تلك الحقب التاريخية التي تحدد مصير الأمم، فإما أن تتوجه إلى آفاق مستقبل عظيم، وإما أن تهوي إلى درك سحيق في اتنظار لحظة مماثلة قد تأتي وقد لا تأتي. وكل الشواهد تشير إلى أن الطريق الذي تتجه نحوه الأمة هو طريق الهاوية». فقد شان التشاؤم المطلق رؤية هذا الكاتب، ووصم التعميم الذميم منطقه، وإلا فانظر إلى «كل» هذه التي يزعم بها أن الشواهد تشير إلى أن الأمة الإسلامية تنحدر إلى الهاوية!
    وقد جاء في الحديث الشريف: «إذا قال الرجل: هلك الناس فهو أهلكُهم». أي أشدهم هلاكًا!
    روى الحديث الإمام مسلم، وقال الإمام ابن عبد البر في شرحه: «هذا معناه عند أهل العلم أن يقولها الرجل احتقارًا للناس، وإزراء عليهم، وإعجابًا بنفسه».
    وزعم هذا المعجب بنفسه أن: «المخرج من هذه الأزمة ــ الكارثة لا بد أن يبدأ من إعادة صياغة كاملة للفكر الإسلامي المتعلق بالدولة وشؤونها».
    وما عَتَّم أن نصب نفسه لأداء هذه المهمة الضخمة، بعد أن انتقد حذر المفكرين الإسلاميين المحافظين، وتجنبهم لأداء مطالبها. وذكر أن التناول الجاد لهذه المهمة الضخمة، التي تتعلق بنقد الفكر الإسلامي، وتجديده، وإعادة صياغته، قد اقتصر على كُتَّاب الإسلاميات، من المستشرقين والأكاديميين الغربيين، ومعهم: «العناصر المعادية للإسلام التي تسعى للنيل من هذا التراث والتركيز على نقائصه». وربما حاول بإشارته الأخيرة، إلى ممارسات أعداء الإسلام، المفترين، أن يوحي إلى القارئ أنه يبرأ من ارتكاب هذه الممارسات، التي أخذها عليهم. ولكن دعونا ننظر إن كان قد برئ حقًا، أم انخرط فعلاً، في ارتكاب الممارسات عينها، واجتراح السيئات ذاتها، وإتيان ما هو شر منها.
    وهذا مثال من الأمثلة. يعرف دارسو الفكر االسياسي الإسلامي أن الإمام أبا الأعلى المودودي هو أحد رواده المجددين الكبار. ولذلك وجه إليه سهام النقد الحاد المستشرقون الحاقدون. رَادَهم في ذلك كاهن الاستشراق الكبير، وأستاذ جامعة ماكغيل، التي تعد أحد أخطر الأوكار الفكرية المعادية للإسلام، البروفسور وليم كانتْ وِلْ سميث، الذي تخصص في نقد فكر الإمام المودودي، ومثلت كتاباته المعادية الكِنانةَ التي احتقبها كل أفاك أثيم، ناش الإمام الهمام بالسهام.
    ثم جاء يسدر على الخط نفسه الدكتور الأفندي، ليفتري على الأستاذ الإمام المودودي الكثير مما نعرض لبعضه في هذا البيان.
    ولننظر إلى المثال الأول من أمثلة خيانات الدكتور الأفندي لقيم العلم الشريف.
    فقد شاء أن يشوه فكر الإمام المودودي على نحو عن طريق «الدمغ» الإعلامي، فدمغه بتهمة الفاشية، التي هي أشنع تهمة يوصم بها إنسان في الغرب.
    وقد جاء الأفندي بنص مقتطع من أحد كتابات المودودي ليؤيد به هذا الزعم المنكر.
    جاء في كتاب المودودي المنشور بالعربية بعنوان «نظرية الإسلام وهديه في السياسة والقانون والدستور»، والذي نستند هنا إلى ترجمته إلى اللغة الإنجليزية، بقلم تلميذه البروفسور خورشيد أحمد، أن الدولة الإسلامية تتعامل مع شتى نواحي الحياة، التي يقدم الإسلام معالجاته لها في القرآن، والحديث، ومصادر التشريع الأخرى. وأن الدولة الإسلامية تعتبر شمولية بهذا المعنى، أي بمعنى شمول تناولها ومعالجاتها لشتى نواحي الحياة.
    ورغم وضوح المعنى الذي أراده الإمام، إلا أن الدكتور الأفندي شاء أن يلبسه معنى آخر، هذا المعنى يرتبط بصفة الدولة الدكتاتورية، القابضة على جوانب السلطة جميعًا بالقهر، والتي تستأصل أعداءها أجمعين.
    وهو المعنى المنبثق من كلمة
    «Totalitarianism» في اللغة الإنجليزية.
    وابتهج الأفندي لدى عثوره على كلمة للإمام المودودي، ذكرها عرضًا، وهو يوضح مقصده عندما شرح معنى الشمولية، قائلاً: «إن الدولة الإسلامية تشبه في شمولها هذا الدول الفاشية والشيوعية».
    واستنبط الأفندي من هذه العبارة العارضة، أن فكر الإمام المودودي فكر فاشي، قائلاً: «وقد استنتج المودودي من هذا أن الدولة الإسلامية لا بد أن تكون شمولية، أقرب نموذج لها في عصرنا هو الدول الشيوعية والفاشية».
    ولأننا متعودون على فكر الإمام المودودي، الذي قرأنا جل ما ترجم منه إلى العربية في عهد الشباب، ولأننا قرأنا له كتاباته الكثيرة، التي شجب بها الأفكار القومية والعنصرية، ومنها الأفكار النازية والفاشية، فقد هالنا أن ينسبه هذا المفتري، المتجرئ، المسمى الأفندي، إلى شيء من ذلك. ورحنا نراجع بعض كتابات المودودي بدءاً بهذا المقتطف الذي جاء به هذا المفتري.
    فماذا وجدنا؟!
    وجدنا الإمام المودودي يستدرك، ويقول مباشرة، وبلا فاصل، بعد عبارته التي جاء بها في تشبيه شمولية الدولة الإسلامية بمبدأ الشمولية الفاشية والشيوعية:» ولكنك ستكتشف لاحقًا أن الدولة الإسلامية، رغم اتساع نطاق وظائفها، لتشمل نواحي الحياة جميعًا، إلا أنها تختلف اختلافًا جذريًا، مع الدول الشمولية والدكتاتورية. لأن الدولة الإسلامية لا تقمع الحريات الفردية لمواطنيها، ولا يسمح قانونها لها بأن تمارس، أدنى سلطة دكتاتورية على مواطنيها. إنها دولة تمثل التيار الأوسط، بين التيارات السياسية، وتحتوي على أرقى ما يمكن أن يرقى إليه مجتمع إنساني».
    ثم قال المودودي، في مقطع آخر، ميز فيه شمول التعاليم التي تقوم على تنفيذها الدولة الإسلامية، عن طابع الشمولية، التي توصف به الدول الشيوعية: «إن الدولة الإسلامية تقوم على إيديولوجية معينة، ويؤمن مجتمع تلك الدولة بالإيديولوجية نفسها. وهنا نلمس مرة ثانية بعض أوجه الشبه، بين طبيعة الدولة الإسلامية، وطبيعة الدولة الشيوعية. ولكن ينفي هذا الشبه، طريقة تعامل الدول مع المواطنين، الذين لا يحملون إيديولوجيتها. والإسلام، على عكس الشيوعية، لا يفرض مبادئه الاجتماعية بالقوة، على الآخرين. ولا يقوم بمصادرة ممتلكاتهم، أو ينشر حالة من الرعب، بممارسة القتل الجماعي، أو تحويل الناس إلى عمال مسخرين، مسترقين للدولة، كما كان حال المنفيين الروس إلى مجاهل سيبيريا».
    فلماذا حذف الأفندي هذا المقطع الطويل، الذي استدرك فيه المودودي على نفسه، ونبَّه سامعه به، وحذره من أن يكون سطحيًا، شكليًا، متسرعًا، يأخذ التشبيه على علاته، ويبلغ به أقصى المدى؟!
    يصعب علينا أن ننسب الأفندي إلى حسن الظن، وأن ندعي أنه لم يطلع على هذا الاستدراك، وذلك للآتي:
    1- أن الاستدراك ملتحق بالعبارة التي قطفها الأفندي سابقًا، وملتصق بها أشد الالتصاق. فلا يمكن أن تكون عينا الأفندي قد أبصرتا القسم الأول من العبارة الطويلة وعَشَتْ عن باقيها!
    2- إن المفكر الجاد الذي ينصب نفسه لمهام النقد الفكري، لابد أن يكون قد استفرغ الوسع في الاطلاع، على ما زعم أنه اطلع عليه ونَخلَه جيدًا، قبل أن يتصدى لنقده وتقويمه. 3- أن للإمام المودودي نصوصًا أخرى قاطعة، في نقد الدعوة الفاشية، وردت في العديد من كتبه منها كتابه «معضلات الاقتصاد وحلها في الإسلام» وكتابه «أسس الاقتصاد بين الإسلام والنظم المعاصرة» وكتابه «بين الدعوة الإسلامية والرابطة القومية» وغيرها من الكتب النيرة. 4- أن أي ملم بتيارات الفكر الإسلامي الحديث، يعلم أن العلامة الدكتور محمد إقبال، وتلميذه العلامة الإمام المودودي، كانا أشد أعداء الفكرة القومية بين المفكرين الإسلاميين. وأنهما ربما وصلا إلى حدود التطرف في موقفهما هذا، الذي نقله عنهما سيد قطب إلى العالم العربي، وأنشأ من وحيه فصلاً غير موفق في كتابه الخطير «معالم في الطريق».


    تحدثنا عن اختلال المنهج الذي استخدمه الدكتور عبد الوهاب الأفندي، في تحليل فرضات بحثه، عن إشكاليات الدولة الإسلامية، التي لا يحتاج إليها أحد كما زعم.
    وهي النتيجة التي أراد أن يصل إليها من وراء إصداره لكتابه المريب، المغرض، ذي العناوين المتباينة.
    وقد تبدى جلياً تقصير الدكتور الأفندي في البحث، وقلة أمانته في تناول الأدبيات، التي عرض بالتحليل، والنقد، والتشويه، والتسخيف.
    وهي أدبيات المفكرين الإسلاميين، الذين دعوا إلى قيام الدولة الإسلامية، وقدموا بعض الأدبيات التنظيرية الريادية في شأنها.
    وقدمنا مثالاً لممارسات الدكتور الأفندي غير المستقيمة، من الطريقة التي اقتطف بها نصاً من كتاب الإمام المودودي «نظرية الإسلام وهديه في السياسة والقانون والدستور» من خارج سياقه العام الذي ورد فيه.
    وإدراجه في سياق آخر مخالف، وبالطريقة التي حلا له أن يتخذها، وذلك حتى يستخرج منه مضموناً مغايراً تماماً لمراد الأستاذ الإمام!
    وقد حان الأوان لكي نقدم للقارئ مثالاً آخر، يكشف عن تقصير الدكتور الأفندي، في الإحاطة بمادة بحثه، الذي فرغ نفسه له، وقال مفتخراً إنه نال رضا الكثيرين في الشرق والغرب.
    لقد أورد الدكتور الأفندي في كتابه هذا الذميم، نصاً آخر من كتابات الأستاذ الإمام المودودي القديمة، واستنتج منه أن الأستاذ الإمام ما كان يؤمن بمبدأ الشورى، أو بالأحرى ما كان يؤمن بقيمته الإلزامية للحكام.
    وقال الأفندي في نقله لكلام الإمام المودودي، من غير أن يوثقه التوثيق العلمي الأكاديمي اللازم: «وقد زاد المودودي فأعاد تأكيد متطلبات النظرية الإسلامية التقليدية، كأساس للدولة الجديدة، فالحاكم في هذه الدولة لا بد أن يكون شخصاً فرداً، هو أعدل المسلمين وأتقاهم، ويتولى منصب الخلافة. ويعاون الخليفة في أداء مهمته مجلس استشاري، ولكن للخليفة حق رفض مشورة المجلس، حتى وإن كان ذلك رأي أغلبية الأعضاء. وليس للمجلس ولا للأمة بكاملها أن تعارض أي قرار يتخذه الخليفة، ولكن للأمة أن تخلع الخليفة إذا فقد ثقتها».
    «ورد هذا النص في كتاب الدكتور الأفندي، عندما صدر بعنوان: الإسلام والدولة الحديثة، عن دار الحكمة، بلندن، د.ت. ص 98 - 99».
    «ثم صدر في كتابه نفسه عندما صدر بعنوان: لمن تقوم الدولة الإسلامية، عن منبر الحرية، بعمان، الأردن، عام2011م، ص 134».
    وقد كان لنا شأن مع نص المودودي هذا، الذي ورد في كتابه عن «نظام الحياة في الإسلام»، من ترجمة الأستاذ محمد عاصم الحداد، رحمه الله، وفيه قال المودودي:« بل يجوز لرئيس الدولـة في تلك الحال أن يستأثر بحق الرفض والرد، ويرفض آراء سـائر أعضاء مجلس الشـورى في أمر يرى فيه أن الحق على خلاف ما يرون».
    «أبو الأعلى المودودي، نظام الحياة في الإسلام، ترجمة محمد عاصم الحداد، دار الفكر، دمشق،1377هـ، ص 36».
    لقد اطلعنا على هذا النص قديماً، ثم والينا البحث في تراث شيخ الإسلام الإمام المودودي، لنرى إن كان قد احتفظ بهذا الرأي إلى يومه الأخير، أم نبذه ونأى عنه في وقت لاحق.
    وقد وجدناه انقلب، في وقت الأخير، على قناعته القديمة، وتخلى عنها تمام التخلي، وقال: إن الحاكم يجب عليه: «التسليم بما يجمع عليه أهل الشورى أو أكثريتهم. أما أن يستمع ولي الأمر إلى آراء أهل الشورى ثم يختار ما يراه هو نفسه بحرية تامة، فإن الشورى في هذه الحالة تفقد معناها وقيمتها. فالله لم يقل: تؤخذ آراؤهم ومشورتهم في أمورهم، وإنما قال: وأمرهم شورى بينهم، يعني أن تسير أمورهم بتشاور فيما بينهم، وتطبيق هذا القـول الإلهي لا يتم بأخذ الرأي فقط وإنما من الضروري لتنفيذه وتطبيقه أن تجري الأمـور وفق ما يتقرر، بالإجمـاع أو بالأكثرية... فالإسـلام مع حتمية تشاور قادة الدولة وحكامها مع المسلمين والنـزول على رضاهم ورأيهم وإمضاء نظام الحكم بالشورى».
    «أبو الأعلى المودودي، الحكومة الإسلامية، المختار الإسلامي، القاهرة، 1980م، ص 205».
    وهذه هي حقيقة أمر المودودي كما كشفها الرصد المنهجي القاصد لكتاباته الفكرية المختلفة.
    وبعد ذلك نسأل، ولنا الحق، كل الحق، أن نسأل:
    هل يجوز، يا ترى، لباحث في مجال الفلسفة السياسية، أو في مجال النظرية السياسية الإسلامية، وهل يليق به أن يرتكب مثل هذه المخالفة الواضحة لمبادئ البحث العلمي التي تلزمه أن يطلع على مادة بحثه، اطلاعاً شاملاً قبل أن يشرع في تحليلها والاستنتاج منها، دعك من أن يتجرأ على نقدها وتسخيفها كما فعل؟ّ!
    وقد رأينا من رصدنا لآراء المفكر الكبير، أبي الأعلى المودودي، أنه قد تراجع عن رأيه القديم، الذي عضد فيه مبدأ إعلامية الشورى، وآب إلى رأي، نقيض لرأيه القديم، أكد فيه تأكيداً واضحاً، لا يحتمل اللبس، على مبدأ إلزامية الشورى، ودعم رأيه الموضوعي الجديد، بحجج قوية، لا تتزلزل.
    رأينا ذلك، ولكن الأفندي لم يره ولم يُحط به خُبراً!
    نقول هذا إذا أحسنا به الظن بالطبع.
    أما إن أسأنا الظن فإنا قائلون بأنه قد قام بإخفاء نص المودودي الجديد عمداً عن قارئه.
    وذلك حتى يضلله ويسوقه إلى رأيه المسبق، الذي أصدره على الإمام المودودي ممثلاً للمفكرين الإسلاميين، الداعين إلى قيام الدولة الإسلامية، بدعوى أنه مفكر يدعو إلى الفاشية ويروج المبادئ الدكتاتورية.
    ومع تكاثف إغراء شديد يدعونا بل يكاد يسوقنا سوقاً إلى إساءة الظن بدوافع الدكتور الأفندي ومراميه، إلا أننا فضلنا أن نحسن به الظن. فاكتفينا بنسبته إلى التقصير عن الإلمام بمادة بحثه، الذي فرغ له وتفاخر بإنجازه إياه.
    مع أنه عجز عن تقصي مادته بالحد الأدنى الذي تفرضه مناهج البحث العلمي ومبادئه.

    يشذُّ من يؤبه به من علماء السياسة، عن اتفاقهم الاجماعي، على أن السياسة هي امتلاك القوة، والتمكن من تصريف المصالح العامة التصريف الأمثل.
    وهو الأمر الذي لا يتم إلا باستخدام ذلك الضرب من القوة العظيمة، الذي تحتكر الدول امتلاكه، وتسخره لتحقيق الوظائف المنوط بها تحقيقها.
    ولكن عالم السياسة، الدكتور عبد الوهاب الأفندي، يخالف هذا الإجماع، ويريد أن يجرد الدولة الإسلامية وحدها من هذه الميزة التي تتمتع بها دول الدنيا قاطبة.
    فالدولة الإسلامية عنده مجرد تجمع طوعي، ليست له سلطة إلزامية قهرية على أتباعه.
    وقد اختار لتعزير هذا الزعم الفاسد، حجة انتقائية، اقتطعها من حديث غزوة تبوك، الذي تحدث عن منع بعض المتخلفين منها: «من المشاركة في أي غزوة أو عمل عسكري آخر. هذه العقوبات وغيرها اعتمدت أساساً على الوازع الأخلاقي، وكانت معنوية صرفة، مما يميزها عن كل الوسائل التقليدية، التي تستخدمها الدولة لفرض سلطتها، والتي تعتمد على الحوافز والعقوبات المادية».
    وقد اجتزأ هذا الجانب العقابي، الذي تعرض له المتخلفون الثلاثة عن الغزوة «كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومُرارة بن الربيع» رضي الله تعالى عنهم، وغفل عن جوانب العقاب الصارم الذي لحق بهم.
    حيث قررت الدولة الإسلامية أن يقاطعهم عموم مواطنيها، مما عنى ضمنياً أنهم تعرضوا لمقاطعة اقتصادية كاملة.
    ثم مُنعت أزواجهم من الاقتراب من فُرُشِهم، ومازالت سلاسل الحصار تضيق عليهم، حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، كما عبر القرآن الكريم.
    فهل كان ذلك مجرد عتاب معنوي طفيف لطيف، كما أراد الأفندي أن يوحي للناس؟!
    أم أن الدولة الإسلامية مارست حينها قوتها بأشد وأشمل مما تمارسه أي دولة أخرى على مواطنيها؟!
    ولسوء حظ الدكتور فإن المثال الذي جاء به، يحمل دلالة مغايرة للمعنى الذي استشهد به من أجله، بل إنه يدل على معنى نقيض!
    وقد أغضى الدكتور عن أمثلة أخرى، كثيرة لا تحصى، متناثرة في تاريخ السيرة النبوية، كلها يدل على غير ما أراد أن يصل إليه!
    كما أغضى عن حقيقة شرعية، لا مراء فيها، تدل على أن مهمة الدولة الإسلامية الكبرى، هي أن تحرس الدين وتسوس الدنيا به.
    وهذا هو في الحقيقة التعريف الأمثل للدولة الإسلامية، عند فقهاء السياسة الشرعية المعتبرين، ولكنه تعريف لا يعترف به الدكتور، كما لا يعترف به أشباهه، من شيعة الكتاب اليساريين الإسلاميين المحدثين!
    وهنا تغافل الدكتور أيضًا عن أن من بين مهام الدولة الإسلامية الأولى، أن تطبق الشرائع الإلهية بمعناها الواسع.
    وأن تطبق الحدود الشرعية، بمعناها المخصوص، فتوقع العقاب المادي الصارم على من جاوزها.
    ويدخل في ذلك ألوان من العقاب البدني، الذي نص عليه القرآن الحكيم، وجاءت بتفاصيله السنة النبوية الصحيحة.
    لقد تغافل الدكتور عن كل هذا، ليتيسر له تمرير زعمه القائل بأن الدولة الإسلامية غير مخولة باستخدام القوة، وأنها رابطة طوعية عاطفية معنوية ليس غير.
    ولهذا السبب ربما توجه لكي يخطئ، ثم يدين سيدنا أبا بكر الصديق، رضي الله تعالى عنه، لأنه تشدد ضد من منعوا دفع الزكاة للدولة الإسلامية، ظانًا أن الدولة الإسلامية لم يكن لها الحق في استخدام القوة ضد المرتدين المحاربين الجناة.
    وقد جاء هذا في لغة مغالطة متأرجحة حاول فيها الدكتور أن ينسب سيدنا الصديق، رضي الله تعالى عنه، إلى صفة اللين، التي قال إنه عاد وانصرف عنها، من غير وجه حق، إلى استخدام العنف.
    فقال: «إن تقييد استخدام العنف كأداة في السياسة يعد السمة المميزة لنموذج الخلافة الأصيل كما ظهر في عهد الصديق ... وعمر بن الخطاب ... لأن هنالك مفارقة في هذا الأمر، لأن تأسيس الخلافة، وبرغم كونه مثالاً نادرًا، وربما كان فريدًا للدولة الأخلاقية، لم يكن خلوًا من العنف فهذا النموذج ظهر للوجود في الواقع بعد سلسلة من الحروب الشرسة والتي عرفت بحروب الردة فأبو بكر، الذي نودي به الخليفة الأول للنبي، اتخذ موقفًا متشددًا ضد القبائل التي رفضت الاعتراف بسلطته وشن حربًا ضروسًا ضد المتمردين إلى أن هزمهم».
    فبهذا النص أراد الأفندي أن يخطئ سيدنا الصديق، رضي الله تعالى عنه، الذي أنقذ الدولة الإسلامية بحزمه، وعزمه، وتوكله على ربه عز وجل، وحماها من أن تجتاحها جيوش المرتدين، التي كانت تسندها جيوش الفرس المتربصة من وراء الحدود.
    فالدولة الإسلامية، بالمفهوم الأفندي الرخو، لا يحق لها استخدام القوة، حتى ولو تعرضت إلى غزو خارجي!
    هذا ولم يكن منطق الأفندي، وهو يتطوح في نقد الخلفاء الراشدين، على وفاق واتساق.
    وإذا أرت مثالاً لتأرجحه وتخبطه، وصدوره عن شهوة شيعية عارمة توجهه إلى نقد الخلفاء الراشدين، فانظر إلى هذا المثال، الذي أورده في السياق نفسه، حيث لوى عنان القول، وقام بتثريب الخليفة الراشد عثمان بن عفان، رضي الله تعالى عنه، ووصفه بالتنطع، قائلاً إنه لم يستخدم القوة حتى في حراسة نفسه: «لكن هذا المبدأ السلمي تم استخدامه بتنطع عندما واجه الخليفة عثمان ... تحديًا مباشرًا لسلطته من قبل المتمردين المسلحين، لكنه رفض كل العروض من مناصريه لحمايته بعد أن احتل المتمردون المدينة وحاصروا بيت الخليفة العجوز». وهكذا لم ينج الخليفة الراشد الأول، رضي الله تعالى عنه، من لوم الأفندي وتثريبه لاستخدامه ما دعاه بالعنف!
    وكذلك لم ينج الخليفة الراشد الثالث، رضي الله تعالى عنه، من لوم الأفندي وتثريبه لتخليه عن استخدام العنف!
    وهذا القول الأخير إنما يدل على أن قراءة الدكتور لوقائع تلك الفترة من التاريخ الإسلامي قاصرة.
    لأن سيدنا عثمان، رضي الله تعالى عنه، عمل بمقتضى وصية ونبوءة أفضى إليه بسرها، حبيبه وصهره الرسول الأعظم، صلى الله عليه وسلم، فامتنع عن حماية نفسه من المهاجمين.
    ولم يكن الدكتور مهذبًا حينما وصف سيدنا ذا النورين، رضي الله تعالى عنه بالتنطع.
    ولم يلتزم بأدب العقاد العظيم، الذي سرق الأفندي منه هذه الملاحظة، وهي التي أوردها صاحب «العبقريات»، رحمه الله، في مستهل كتابه «ذو النورين عثمان»، وفيها لم يوجه نقدًا ولا لومًا من أي نوع إلى سيدنا عثمان، رضي الله تعالى عنه.
    وإنما استثمر عبقري الفكر ملاحظته السديدة لصالح مقارنته وموازنته بين سيدينا الجليلين، عثمان، ومعاوية، عليها الرضوان، فذكر أن إحاطة سيدنا معاوية، رضي الله تعالى عنه، لنفسه بالحرس والجيش هي التي مكَّنته من تحقيق استقرار الحكم.
    وليس أعجب من تمادي الأفندي في نقد الخلفاء الراشدين، وزرايته بوجه خاص بسيدنا عثمان، عليه الرضوان، إلا أن انقلابه من ذلك إلى الإشادة بمن قتلوه قائلاً: «لكن التمرد نشأ كذلك على خلفية أزمة أكبر، وهي أزمة الشرعية، التي يتفق الكثيرون على أنها نشأت بسبب خروج عثمان بشكل ملحوظ عن نموذج الخلافة الأصلي كما بناه الشيخان أبا بكر «كذا في الأصل!» وعمر. وقد وضع المتمردون مطالب محددة تتعلق بالعودة إلى السياسات السابقة التي ضمنت معاملة عادلة ومتساوية للجميع».
    فهو يرى أن الذي انحرف عن النهج الصحيح كان سيدنا عثمان، عليه الرضوان، أما قتلته المجرمون فكانوا، في اعتقاد الأفندي، دعاة للشرعية ومناضلين في سبيل العدالة والمساواة!
    وبهذا النص، ونصوص أخرى في كتابه، يؤمِّن الأفندي على مزاعم هؤلاء القتلة المجرمين الأوباش، الذين قدموا إلى المدينة المنورة من أقصى الأمصار، قبل أن تستقر في قلوبهم حقائق الإيمان.
    وقبل أن ينطبعوا بالتربية الإسلامية الصحيحة، التي تلقاها الصحابة الذين عاشوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    وتجرأوا من ثم على ارتكاب الجرم الأشنع، بقتل الخليفة المسلم المسالم غير المقاوم، الذي كان حينها مكبًا على مصحفه يرتل كلام الله تعالى
                  

04-25-2013, 09:58 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    والسائحون ماذا يريدون؟

    April 24, 2013

    صلاح شعيب..

    إلى الآن لم يتيسر لنا الحصول على فكرة شاملة أو حتى مختصرة عن الأهداف الأساسية، أو قل الإنسانية إن وجدت، لحركة “السائحون”. فضلا عن ذلك فإن تفهم معاني ودلالات مصطلح “السائحون” ما يزال عصيا على التشكل في تصورات عامة الشعب، وخاصة البحاثة. أهو تأصيل لغوي لظاهرة قويمة وموحية من التاريخ الإسلامي أم أن المصطلح واحد من غمامات المصطلحات التي جاء بها الإسلاميون، وهي تضمر معان معلومة بالضرورة لعضويتهم، إذ يتخيلون في البدء معرفة تطبيقاتها على أن يدركها الناس بالتجربة في المنتهى؟ وما جدوى هذا المصطلح في ظل سريان المصطلحات التي هي في محك التجربة الآن. مرة ثانية..السائحون: أهو مصطلح ذو علاقة بالسياحة في سبيل الله، مثلا، من ناحية أن الأرض يرثها عباده الصالحون بالسياحة الدينية، أم أن “السائحون” ليس سوى مصطلح فضفاض ندركه نحن بالتجربة المرة أو الحسنة لاحقا؟ نتساءل هكذا آخذين في الاعتبار عالمية دعوة الإخوان المسلمين التي جعلت الأخ سائحا، وسلاحه في كتفه، في بيئات أمريكية، وأفغانية، وشيشانية، وسورية، إلخ.

    حقا ما أكثر المعاني الفضفاضة التي أفرزتها تجربة الإسلام السياسي السوداني وما أتت بشئ ثمين. فمصطلحات مثل المشروع الحضاري، إعادة الصياغة، أسلمة المجتمع، بسط الأمن الشامل، الذكر والذاكرين، الحسبة الإدارية، البكور، النفرة الزراعية الشتوية، المعسرين، الأغنية الجهادية، وغيرها، لم تسبقها تعريفات جامعة حتى يلم العامة بمعانيها ويتم بعد ذلك تمثلها بشكل أفضل أو مناوأتها. والملاحظ أن هذه المصطلحات كانت تجد حظها من التداول وسط عضوية الحركة بوصفها شفرات للتمكين الذي ينوب عنا في إصلاح العلاقة مع رب العالمين.

    ورغم تكاثف كل هذه المصطلحات “المنجورة” إلا أن أكثرها سقط من ذاكرة الذاكرين، وغير الذاكرين بعد الثراء الاقتصادي. بل وصار الإسلاميون أنفسهم يتجنبون ذكرها بخير أو بشر. فالتجربة الحياتية بوصفها حقل الاختبار لاستدامة المصطلح السياسي، أو بواره، لا بد أن تسقط معظم هذه المصطلحات التي حاولت الحركة الاسلامية غرسها في الأرض السودانية قسرا، عوضا عن التشاور مع المستهلكين أمثالنا، وذلك قبل غذ السير نحو التطبيق. ولأن الحوار السلمي كان غائبا بدا أن مصير هذه التقليعات الجديدة الاصطدام المحتوم مع الواقع السودانوي الذي صهره حراك سبع آلاف سنة، مثلما تبين بعض الحفريات التاريخية. وبالتالي بقي “الرندوك الإسلاموي” مثل أغنيات شنان التي لا تبثها القناة الرسمية وقناة النيل الازرق الآن بشكل مماثل للبث الكثيف لأغاني الحقيبة الحسية. ولعلنا شاهدنا واستمعنا في قناتي التمكين الذكيتين وهما “النيل الأزرق والشروق” إلى بعض من أصوات نسائية لا تجد الصادحات بها حرجا من التمايل بأك########ن المرصعة بالماس، وعيونهن الملونة بالأخضر أمام عدسات برنامج السر قدور.

    يذكر، والحال على ما هو عليه، أن “الدكتور الآن” محمد الأمين خليفة كان من أشد المتحمسين لفكرة البكور وشوهد مرة في التلفزيون متحذلقا، وسابرا لمعنى البكور، وضرورته التي غيرت ميعاد العمل ليبدأ ساعة قبل الميقات المتعارف عليه. ولكن اتضح لاحقا أن فكرة البكور قد عرضت أطفالنا التلاميذ للكلاب التي تنبح في الهزيع الأخير من الليل فيعودون أدراجهم صارخين، وباكين، وهلوعين. كذلك كان هناك عمال يخرجون لساعات العمل في الصباح ولا يجدون مواصلات تقلهم في الوقت المناسب. ومع ذلك استمر العمل بنظام البكور دون أن يحقق وفرة في الإنتاج، ومن ناحية أخرى لم يزد البكور السودانيين إسلاما فوق إسلام الجدود، والحبوبات. بل إن ذلك التبكير لم يلتزم به الإسلاميون أنفسهم في زيادة الإنتاج. فالنائمون من عضويتهم في البرلمان قد ضبطتهم الكاميرا وهم في عمق الأحلام البنفسجية بسبب التبكير. ولعلهم لو تذكرو قصيدة إلياس أبو شبكة التي ترنمنا بها في ساعة الطلب لأدركوا أن قيمة البكور غير المؤدلج في شتل الصباح بالعمل، لا بالشعارات:

    زارِعَ الحَقلِ في البُكور

    عَيشُكَ الدَهرُ أَخضَرُ

    أَنتَ في هَيكَلِ الزُهور

    فَيلَسوفٌ مُفَكِّرُ

    إن الإخوة السائحين هم شحمنا ولحمنا. ومثلما يوجد الإسلاموي في كل بيت، أو حي، أو فريق، فإنهم مبثوثون داخل حوزات المجتمع. وقضيتهم، إن فهمنا أبعادها من خلال بعض من الأدبيات التي توفرنا عليها بصعوبة، توحي لنا أنهم مغبونون على الحركة الإسلامية التي لم تف بمتطلبات المشروع الحضاري. ولذلك يريدون تغييرا جذريا في البرنامج الحكومي، ونفيا لقيادات بعينها من سدة الحكم. وربما يرى “الشباب الدباب” أنه أولى بوراثة الدولة وتوجيهها وجهة الحق الديني. ونحن لا ندري إلى أي مدى هم متغلغلون في الجيش، والخدمة العامة، والقطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني، وفي الخارج. ولكننا ندري أن لهم خلايا سرية، ومتعاطفين مع مشروعهم الذي لم تكتمل ديباجته الفكرية حتى يتحول إلى حزب مستقل، أو منظومة مطالبية، أو عصبة حقوقية، أو جماعة ضغط فحسب.

    حسنا فمصطلح المشروع الحضاري وتطبيقاته الميدانية لم يحقق غبنا للسودانيين تجاه السلطة فحسب، وإنما شمل الغبن عضوية كبيرة داخل الحركة الإسلامية في حزب المؤتمر الوطني. ولكن بين “الغبنين” هناك مسافة بعيدة يا إنسان. فغبن عامة الناس هو أن أهل المشروع تجردوا من الخلق الديني، والسودانوي، عند التعامل مع غير المسالمين، والمنضويين، للفكرة وتنفيذياتها. ولذلك فصلوا من فصلوا من العمل، وقتلوا من قتلوا، وسرقوا ما سرقوا، وعذبوا من عذبوا، وكذبوا ما كذبوا، ودمروا من المؤسسات السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، ما دمروا، وسحلوا من سحلوا. باختصار أنهم فعلوا كل موبقة في سبيل التمكين الذي يتيح لهم الأسلمة الكاملة لأفئدة، وسلوك، السودانيين. ولقد تم كل ذلك أمام مرأى ومسمع السائحين بل إن شيوخهم كانوا جزء من أفكار التأسيس لكل هذا الخراب.

    أما غبن السائحين فهو مفهوم بحسب أنه غبن له علاقة بفئة، ولا علاقة له بالمظالم التي حدثت لغير عضوية الإسلام السياسي. فالسائحون من خلال هذه الأدبيات الشحيحة لا يولون قدرا من الاهتمام بمعالجة الجريمة التي ارتكبت طوال هذه السنين، وإنما يركزون فقط على هيمنة انتهازيين داخل الحركة الإسلامية على قيادة القاطرة. إنهم، بالأحرى، غير معنيين ـ بطبيعة حالهم ـ بالدعوة إلى محاسبة النظام على قتل الضباط، والجنود، في شهر رمضان، أو فتح هذا الملف. لا يهتم السائحون بهذه المنغصات القديمة مثل اهتمامهم، وفرحهم، بإطلاق سراح ود إبراهيم وركبه. وود إبراهيم، كما نعلم، ترقى تصاعديا أثناء محارق الجنوب، ودارفور، والنيل الأزرق، وجنوب كردفان. بل كان شاهدا على إفراغ القوات المسلحة من ضباطها المتميزين، هذا إن لم يكن عضوا في لجان التصفية. كذلك وجدنا أن السائحين غير معنيين بالمطالبة بتغيير النظام بشكل جذري حتى يتسنى للسودانيين جميعهم تشكيل حكومة انتقالية للتعامل مع القضايا المطروحة. إن السائحين لا يوضحوا لنا رأيهم في المقدمات الفكرية التي قادت البلاد إلى التشظي ولا ينوون تعريف المطلوبات الجوهرية لاستدامة الحرية، والديموقراطية، وحقوق المرأة مثالا. فقط هم يريدون تصحيح التجربة وفقا لهياكلها، وآلياتها، الفكرية، والسياسية، التي أوجدتها، وبعدها يكون لهم قصب السبق في إدارة جديدة للعمل الإسلامي حفاظا على مشروع الأسلمة في البلاد.

    عمليا، وفي ظل تصاعد الرفض للإسلاميين، وغليان دم المواطنين بسبب ما فعله إسلامهم في العقدين الماضيين، يوجد حل واحد أمام الشباب السائح، إذا أراد التكفير عن إتباع شيوخ الحركة الذين ضللوهم، وقادوهم، إلى حميات الوغى بينما يتبارى الطفيليين منهم في اصطياد زيجاتهم من الكليات الجامعية، ومراكمة الثروة المالية، والأفدنة، والشركات عابرات القارات. على هذه الشباب السائح الذي تحتاج إليه بلادنا أن يحس بأن هناك أمة تم استعمارها بفكرة بائسة وشردتهم في المنافي بواسطة أثرياء الحرب. عليك يا أيها السائح أن تتحرر من مصالح الفئة الضالة لتنظر إلى مصالح الجماعة المكلومة، وهذا هو السبيل السهل الذي يدخل به الناس الجنة، سلميا لا عسكريا. الناس كل الناس
                  

04-27-2013, 03:45 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    قراءة في الثابت والمتحول: النظام والمعارضة في السودان


    04-26-2013 12:06 AM
    صديق محيسى


    تتسارع الإحداث في السودان وتتداخل في صعود ملتو يضفي علي المشهد السياسي كله غموضا عجيبا لا يجد له المراقب تفسيرا موضوعيا يمكن إن يقود إلي نتائج محددة, فقبل شهر توجهت الأنظار إلي ألمانيا حيث أبرزت الصحف الورقية والكترونية لقاء النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان طه , وعلي الحاج نائب رئيس حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده الدكتور حسن الترابي, وبدا واضحا للمراقبين من داخل وخارج المجموعة الحاكمة إن ما قام به السيد طه لا يدخل في خانة الأجتهاد الشخصي من كونه نائب الرئيس وفي قدرته بعيدا عن أي تأثير من اجتراح المبادرات , ولكنه أمر جري تداوله مع الرئيس البشير شخصيا ضمن تحركه كزعيم للبلاد ورئيس للحزب الحاكم وذلك لجس نبض المعارضة في تكتيك الهدف منه فك العزلة عن النظام الغارق في الحروب والمشاكل الاقتصادية , إضافة إلي مستنقع الفساد الذي يغطس فيه الجميع .

    سؤال هام في سياق ما جري وهو لماذا حزب المؤتمر الشعبي من خلال علي الحاج وليس من خلال الترابي الموجود أصلا في الخرطوم وليس بون , والإجابة علي السؤال هو إن الترابي لن يقبل في كل الأحوال إن يكون جسر البشير إليه هو علي عثمان الابن العا ق الذي بصق في إناء زعيمه , وعليه كان اختيار مخاطبة الترابي من خلال جهاز التحكم من بعد , ولمن لا يعرف أساليب النائب الأول في الوصول إلي أهدافه فهو شديد الحذر متفوقا في ذلك علي الغراب الذي عرف بهذه الخصية , ومما لا يذاع علي الملأ مباشرة يكشف المراقبون بأن النائب سجل زيارة خاصة لرئيسه لوداعه في رحلة العلاج إلي ألمانيا, ولكنه لإثبات ولائه وقدرته علي تقديم المفيد أستأذن منه ضمن تحرك الرئيس السياسي إن يجرب بالونا في ألمانيا , أولا لدعم توجهات الرئيس في" المصالحة الوطنية" وثانيا الالتفاف علي قوي الإجماع الوطني وإظهار إن خطوة كهذه من شانها إبعاد الترابي وحزبه عن هذه القوي وإذا لم يتحقق هذا افتراضا " نكون قد خلقنا ربكة في صفوف المعارضة ثم أرسلنا رسالة إلي الناس جميعا بأنها إي المعارضة ترفض الحوار", ولكن في دهاليز المتصارعين يفسر بعض أركان حزب المؤتمر الحاكم إن علي عثمان بهذا التحرك يحاول كلما وجد فرصة إزالة شكوك البشير في ولائه له والرد بهدوء علي صقور الحزب الذي يحتكرون إذني الرئيس فهو هنا يريد فيتو من الرئيس لفتح قناة مع الترابي من خلال علي الحاج, ومن ثم تعطيل خطط مجموعة نافع عبد الرحيم في مهدها فيضمن له ذلك الاستمرار كنائب للرئيس, وفي الوقت نفسه إبعاد ذئاب المؤتمر الوطني عن حظيرته .

    كيف كان المشهد بعد إن طيّرت وكالات الإنباء والصحف, والأسافير إخبار لقاء بون الذي اعتبرته الصحف الموالية وكتاب أعمدتها ضربة معلم , وسارع علي الحاج وابلغ قوي الإجماع الوطني عبر بيان بطلب من غرابه الترابي يشرح فيه ما جري مع علي عثمان, ولكن علي الحاج نفسه عاد وقال إن اجتماعه مع علي عثمان كان من باب المجاملة وهو عيادة مرض أكثر من كونه مشروع حوار, وتلك تصريحات فيها كثيرون الدبلوماسية إذ إن علي الحاج لا يستطيع الإقدام علي خطوة كهذه دون إعطاء ضوء اخضر من زعيمه الترابي . والترابي نفسه ينظر الي محاولات استبدال الحوار حول السلطة إلي حوار حول إعادة توحيد الحركة الإسلامية بكثير من السخرية بكونه بيع ماء في حارة تجار الماء , أو في حارة السقايين كما يقول المصريون وهو ما طرحه علي في حواره مع علي .
    إن استهداف الترابي يظل الهاجس المستمر لنظام الإنقاذ لكونه الأكثر خطورة عليهم من كل أطياف المعارضة الأخرى فهو الذي يفهمهم ويفهموه كما قال ذلك هو نفسه وكما هم يعلمون ذلك جيدا وبالرغم من نفي الرجل المستمر إن العلاقة له بالحركات المسلحة التي تقاتل الحكومة في جنوبي النيل الزرق ودافور والتي شكلت ما يطلق عليه الجبهة الثورية أخيرا فأن النظام لا يزال تتملكه الريبة من إن جزءا من أوراق هذه اللعبة في أيدي الترابي وهو أمر استبعدته قيادات هذه الجبهة كلية , ولكن ذلك لا ينفي إن الرجل يؤيد هذه الجبهة في مسعاها إسقاط النظام عن طريق العمل المسلح كما له اتصالات معها لا تنقطع .

    ما يعزز من عملية خلط الأوراق داخل المؤتمر الوطني" استهداف لعبة علي عثمان في بون هي زيارة الحاج ادم نائب الرئيس الثاني للترابي شيخه الأول الذي تنكر له مفضلا بريق المال والسلطة علي بريق الكاريزما’ الحاج ادم الذي استقبله الترابي كان محاولة من مجموعة نافع إجهاض مساع عثمان الألمانية , وهؤلاء يريدون القول له أنت خاطبت الحوار, وها نحن نخاطب الشيخ نفسه , ويقال سرا أيضا إن الحاج ادم انتهز الفرصة وقدم معلومات عن عثرات النظام للشيخ الدكتور حتما ستفيده في وضع خططه في صراعه الشخصي مع البشير والحاج ادم فعل ذلك لتكفير ذنوبه عندما خان شيخه بانضمامه إلي المؤتمر الوطني
    , في سياق المناوشات تطرح مجموعات داخل المؤتمر الوطني دائما إمكانية ما يسمي توحيد الحركة الإسلامية كخطوة للمصالحة مع الترابي, ثم يعقب ذلك توحيد الحزبين, وهذه المجموعا ت ترخي السمع دائما لتصريحات رئيسهم البشير, فإذا تحدث , أو صرح عن ضرورة جمع الصف الوطني سارعت وطوّرت خطابه بما يحمل نواياه ورغباته حتي ولو كان لا يقصدها حقيقية, ومقولة توحيد الحركة الإسلامية ورقة يستخدمها بعض النافذين في النظام دائما عندما يضيق الخناق علي الجميع .

    في الوجه الأخر للمسألة يربط المراقبون زيارتي علي عثمان لألمانيا والحاج ادم للترابي بزيارة الرئيس المصري محمد مرسي الأخيرة للسودان والذي تحدثت بعض الصحف المصرية عن حمله مشروع مصالحة بين الترابي والبشير تحت عنوان إعادة اللحمة للحركة الإسلامية السودانية وتزيد الصحف المصرية المعارضة" الأهالي" الثالث من ابريل إن مرسي يذهب إلي السودان وفي جعبته ومن بين موضوعاته وصفة سحرية لحل الخلاف التاريخي بين ألأخوة الأعداء , وكان سبقه رئيس حزب الحرية العدالة محمد سعد الكتاني إلي السودان وشارك مع إخوان الخرطوم في إعداد جدول الزيارة لرئيسه
    ويربط إخوان مصر الحالة المتدهورة لجمهورية مرسي بالوضع في السودان فهم يرون بل ويعتقدون بقوة إن استقرار نظام الخرطوم سيكون ظهيرا لهم إذا تطورت الأوضاع في مصر وأطيح بنظامهم المتآكل هناك إن عبر صندوق الانتخابات , أو مغامرة عسكرية ربما يقوم بها صغار الضباط علما بأن الوضع المصري قابل لأي مفاجأة إذا تسارعت وتيرة التدهور هذا النحو .

    لو استبعدنا هذا السيناريو فأن خلاص النظام المرشدي سيكون في المشروعات النظرية" العملاقة " التي طرحها مرسي إمام السودانيين, إذن ثمة علاقة بين المناورات التي تدور في داخل نظام الخرطوم وزيارة مرسي التي شملت الترابي كطرف رئيس في المشروع المصري , وبالفعل القي الإنقاذيون باللأئمة علي الترابي عندما رفض المصالحة معهم وفق شروطهم , وابلغوا مرسي بذلك واتهموا الترابي بأنه تحركه أحقاد شخصية ضد البشير ومجموعته المنتفذة واخبروه بأنهم بادروا قبل مجيئه الخرطوم بالمساعي التي بذلها علي عثمان في بون والحاج ادم في الخرطوم ولكن كل ذلك لم يؤت اؤكله.
    علي صعيد قضية حلايب كان الإنقاذيون يرون في ان وصول اخوانهم الي السلطة في مصر بعد اكثر من ستين سنة من الإضطهاد سيحل هذه المشكلة , وسوف يعيدون حلايب الي جنسيتها السودانية ,ومن هذا المنظور فأنهم استجابوا لطلب الطرف المصري بعدم وضع القضية في اجندة المباحثات , وهي المهمة التي قام بها الكتاتني في زيارة المقدمة وانصاع لها الإنقاذيون, لكن الناظر الي الصحافة المصرية بكل توجهاتها , وكذا القنوات الفضائية فأنها شنت هجوما متلاحقا علي مرسي لأنه حسب تصريحات خرجت من مسئول انقاذي بأنه وعد الإنقاذيين بأعادة حلايب الي السودان قريبا , وهو التصريح الذي عاد ت الرئاسة المصرية ونفته جملة وتفصيلا, ومثلما تنظر الأفلام المصرية الي السودانيين من خلال شخصية "عصمان" تنظرالأنظمة المصرية المختلفة الي حلايب بكونها عصمانا اخر وعلي الجميع عدم تكرار هذه السيرة .

    مع الصراع الذي بدأ يخرج من قوقعة التنظيم إلي الهواء الطلق ينظر العليمون بخطط الغرفة السرية والتي تضعها الدائرة الضيقة لمخابرات الرئيس إن اللجوء لخلط الأوراق عبر فلسفة الإرباك المستمر هو السلاح الذكي الذي تعتمد عليه الغرفة دائما في التعامل مع المعارضة , فهي إي الدائرة تستخدم دائما علم الإحتمالات في صنع إحداث تريد إن تجني من وراءها مجموعة نتائج محددة, وعلي ضوئها تفكر في الخطوة التي تليها , ومن بين هذه الخطوات رفع صوت المذياع السياسي فجأة , والحديث عن ضرورة الوحدة الوطنية لينتهي الأمر في خطاب كخطاب البشير الذي ختمه بالإفراج عن معتقلين سياسيين وقعوا مع الجبهة الثورية مشروع الفجر الجديد "كبادرة حسن نية " تجاه المعارضة التي رحب بعضها بالخطوة باعتبارها تغيرا في محتوي موقف السلطة , بينما اعتبرها جانب منها إن المسألة مجرد خدعة سياسية, أو فيلما تمت مشاهدته من قبل كما نقول في أمثال المدينة , وهذا الجانب هو الذي يمتلك القراءة الصائبة لثعبانية الإنقاذ .إما الجانب الذي لازال يراهن علي دفع الإنقاذيين لطاولة المحادثات وليس المفاوضات مثل السيد الصادق المهدي الذي يرى بعض المراقبين انه حواره لم ينقطع ابدا مع النظام لإنزاله سالما من الحصان الجامح استعدادا لوراثة الحكم , ويتمظهر هذا الجانب في تفعيل السلطة ابنه عبد الرحمن اخيرا وتسليط الضوء إعلاميا عليه كمبعوث الي عدد من الرؤساء والزعماء العرب حاملا رسائل من الرئيس البشير وهي البادرة التي فسرها مراقبون بأنها تلويحا للمتصارعين داخل السلطة بأن هناك من يخلط ارواق اللعبة .
    يسوقنا الحديث عن المشهد السياسي إلي العودة مجددا إلي طبيعة نظام الإنقاذ, وما إذا كان قد تغير مع مرور ما يقارب ربع قرن من الزمان هو عمر حكمه البلاد ؟ أو هو مستعد لمجرد الجلوس مع أعدائه لبحث قضية الحكم لسودان ذهب ربعه إلي غير رجعة وتهدد باقي إطرافه حروب تحاكي الأعاصير في تكونها , في ناحية حركة التغيير فأن التأكيد مهم في إن نظام الإنقاذ لم يتوقف لحظة عن عملية التطور نحو الأسوأ , وهو في مسيرته السياسية هذه لايعول كثيرا علي أجهزته التنفيذية, أو التشريعية في بقاء حكمه كما حاول النميري ذلك عن طريق حزب الاتحاد الاشتراكي, فهذه الأجهزة هي مجرد ديكور للنظام يزين به خشبة مسرحه ذي الممثلين المحدودين, وكأي نظام شمولي فقد جري إحلال أجهزة الأمن وظيفة ودورا محل هذه الأجهزة , ولم يعد لها تأثير يذكر, حتي برلمانه تحول إلي تجمع متثائبين ينشط نوابه في جني الأرباح عبر السعي دائما لتحسين شروط عملهم , وفي الإجابة علي السؤالين يواجهنا الرد بأن نظام الإنقاذ لم ولن يجلس مع المعارضة المدنية وفق شروطها هي ’ لأن أية محاولة من هذا القبيل ستكون بداية لانتحار اختياري يخافه النظام ويرفض إن يساق إليه .

    لماذا يقبل النظام دائما الحوا رمع المعارضة التي تحمل السلاح ويرفض بشدة القيام بهذه الخطوة مع المعارضة السلمية؟, ولماذا يتراجع في كل مرة ويلحس تصريحاته العنيفة والخارجة في معظم الاوقات عن ادب الخطاب عندما يجد نفسه محشورا في ورطة لاسبيل له من الخروج منها, واذا تتبعنا مثلا تصريحات رئيس النظام فسنجده يعتمد القوة في مخاطبة المعارضة منطلقا في ذلك من طبيعته العسكرية , فا لعسكريون الإنقلابيون الذين يصلون الي كرسي الحكم بواسطة البندقية والدبابة تتنافر طبيعتهم مع طبيعة السياسي المسالم الذي يستخدم لسانه سلاحا له.




    صديق محيسي
                  

04-28-2013, 05:17 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    احتيالات الدكتور عبد الوهاب الأفندي لعلمنة الإسلام «5»

    ..د. محمد وقيع الله

    نشر بتاريخ الخميس, 25 نيسان/أبريل 2013 09:17


    هاجم الدكتور الأفندي الخلفاء الراشدين، ووجَّه اتهامه إلى الخليفة الراشد أبي بكر الصديق، رضي الله عنه وأرضاه، باستخدام العنف غير المبرر ضد مانعي الزكاة، واتهمه بأنه: «لم يقبل رأي واجتهاد مانعي الزكاة كما أنه لم يقبل نصيحة قادة الأمة الذين حذروه من قتالهم».
    ثم اتجه إلى تأسيس استنتاجه العام، القائل إن دولة الخلافة الراشدة، لم تكن دولة إسلامية، بل دولة تقليدية، تجنح إلى استخدام وسائل العنف.
    وقال: «هذا الوضع اختلف بصورة جذرية بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث لم يكن هناك شخص يقوم مقامه، ويتمتع بما يتمتع به من كلمة ونفوذ، مما جعل إقامة دولة تقليدية تعتمد على القهر، ضمن وسائلها ضرورة لا مفر منها».
    وقد كانت تلك خطوة خطرة خطاها الأفندي، باتجاه تأكيد فرضية بحثه الأساسية، التي تفيد أن الدولة الإسلامية لا ضرورة لها وألا حاجة للناس إليها.
    وما فاته أن يستعين في هذا الصدد، بفكر مارق عن إجماع علماء الأمة الإسلامية، هو المدعو علي عبد الرازق، الذي كان أول من أثار هذه الفرضية في العصر الحديث، في كتابه الشهير «الإسلام وأصول الحكم».
    وقام الأفندي بتلخيص أطروحة الشيخ السابق علي عبد الرازق، في أحد فصول كتابه، وعقب عليها قائلاً إنه قد شابها بعض التشويش الذي أدى إلى: «أن يحرم جهود عبد الرازق وأفكاره من تحقيق المساهمة الإيجابية التي كان من شأن النقاش الجريء حول قضايا الفكر السياسي أن يحققها».
    فأفكار عبد الرازق التي تفصل الدين عن الدولة وتدعو إلى العلمانية، وتؤصل لها بأدلة «إسلامية!» مغلوطة ومزورة، هي في جملتها صحيحة، في نظر الأفندي، لولا ما ثار عليها من تشويش.
    وعندما تراجع المدعو علي عبد الرازق عن أطروحته لاحقًا «ولا دليل في الحقيقة لتراجعه عن أطروحته، وإنما جبن فقط عن الاستمرار في التبشير بها» أسف الأفندي لذلك، وقال: «فلا نجد مثلاً في ما أورده من أسباب لموقفه الجديد أية إضافة ذات معنى للفكر السياسي الإسلامي».
    فالإضافة ذات المعنى للفكر الإسلامي، بنظر الأفندي، هي تلك التي تنفي وجود الدولة في الإسلام، كما فعل صاحب كتاب «الإسلام وأصول الحكم»، وكما فعل خالد محمد خالد في كتابه «من هنا نبدأ»، أما إذا حدث تراجع عن هذا النفي المنكر فهو أمر لا نفع فيه!
    وفي الحقيقة فإن الثابت فقط، هو أن خالدًا هو الذي تراجع عن رأيه القديم، وأصدر في تصويبه كتابه عن «الدولة في الإسلام».
    وقد أخذ الأفندي على عاتقه مهمة تطوير فكر المارق علي عبد الرازق، وراق له أن يعيد ترديد ما زعمه بشأن الطبيعة العلمانية للدولة الإسلامية، فقال: «إن مفهوم الدولة الإسلامية الذي عمر به الخطاب الإسلامي الحديث لا يحتاج للمراجعة الشاملة فقط، بل ينبغي نبذه تمامًا من مفردات الخطاب السياسي حتى تعود العافية والعقلانية إلى هذا الخطاب. والتعبير البديل الأفضل قد يكون دولة المسلمين، أو الكيان السياسي الإسلامي، أو أي تعبير آخر يعكس حقيقة أن الدولة التي ينبغي للمسلمين أن يسعوا لإقامتها ليست نموذجًا جاهزًا يتنزل من عل وإنما هي ما ينتج عن الإرادة الحرة للأمة وبالتراضي من أفرادها وجماعاتها».
    ولا يجب أن يدهش القارئ، لدى افتراض الأفندي أن الدولة الإسلامية لا يمكن أن تنتج عن الإرادة الحرة للأمة، ولا يمكن أن تنبثق عن التراضي بين من أفرادها وجماعاتها، فهذه هي المغالطة التي ترددت كثيرًا في كتابه حتى وسمته بميسمها ووصمته بوصمها.
    فالدولة الإسلامية عنده هي دولة عنف وقمع بالضرورة، حتى تلك التي قامت في عهد أرشد الخلفاء الراشدين، لأنها لم تسمح للمرتدين أن يرتدوا عن الإسلام، ولم تقف مكتوفة اليد إزاء خروجهم عن سلطة الدولة الإسلامية، وحملهم السلاح لتهديد أمن المجتمع الإسلامي!
    ورئيس الدولة الإسلامية، وإن كان هو أبو بكر الصديق، رضي الله تعالى عنه، فهو عند الأفندي، مستبد برأيه، يسيِّر الجيوش لمصادمة المرتدين، ولا يقبل نصيحة قادة الأمة إذا حذروه من قتالهم!
    وقد نسي الأفندي، أو تناسى كما يحلو له أن يتناسى ما لا يخدم حجته، أن أبابكر الصديق، رضي الله عنه وأرضاه، قد حاجَّ معارضيه وناصحيه من الصحابة، بحديث نبوي شريف، ما إن سمعوه من فيه الشريف، حتى اقتنعوا بموقفه المنيف.
    وعندما رفض الأفندي مفهوم الدولة الإسلامية، ولو جرى تطبيقه في عهد الخلافة الراشدة، فإنه قد أعلن قَبوله لأي نموذج آخر للدولة، يختاره المسلمون، ولو لم يتأسس على مفاهيم الإسلام، ولم يلتزم بإلزاماته!
    فكأنما أصبح المسلمون حكَما على الإسلام، لا محكومين به!
    وهذا المفهوم هو ذاته مفهوم ابن عربي الهائم للدين، الذي شرحه في أشعاره المتذبذبة حين قال:
    لقد كنتُ قبلَ اليوم أنكرُ صاحبي إذا لم يكنْ ديني إلى دينِه دَانِ
    فقد صار قلبى قابلاً كلَّ صورةٍ فمَرعىً لغزلانٍ وديْرٌ لرُهـبَانِ
    وبَيتٌ لأوثانٍ وكعْـبةُ طَائفٍ وألواحُ تَوراةٍ ومُصحفُ قُرآنِ
    أَدين بدينِ الحُبِّ أنَّى تَوجَّهتّْ رَكائبُه فالحبُّ دِيني وإيماني!
    وكما كان الحب مهمًا عند ابن عربي الحاتمي، وشرطًا وحيدًا في صحة دينه، القائم على الحلول والاتحاد ووحدة الوجود، فإن المهم عند الأفندي، والشرط الوحيد لقيام دولته المثالية، هو أن تسودها مفاهيم الحرية والعدالة والتسامح، وغير ذلك لا يهم.
    وبالطبع فلا خلاف بين المسلمين على أهمية مفاهيم الحرية والعدالة والتسامح، التي هي من كبريات مفاهيم الإسلام ومن أهم إلزاماته للدولة والأفراد.
    ولكن يجب أن نلاحظ أن الإسلام لا ينحصر في هذه المفاهيم، التي يلتقي فيها مع بعض صنوف الفكر الوضعي «الإنسانوي»، وإنما يتخطاها إلى آفاق أبعد يرتادها، ويحقق فيها رسالته، حيث إن مهمة الرسالة الإسلامية الأولى أن تعين على تعبيد العباد لرب العباد.
    وبالتالي فإن من أولى وأكبر غايات الدولة الإسلامية أن تعين مواطنيها على الاتصاف بقيم الإسلام وتعاليمه وإرشاداته.
    ومنها ما يختلف كثيرًا، ويتعارض تعارضًا جوهريًا، مع بعض دعاوى الفكر الوضعي، العلماني، «الإنسانوي»، الذي يدين به عبد الوهاب الأفندي، ويدعو المسلمين إلى اتباعه، ونبذ ما يخالفه من واجبات الدين الحنيف



    ---------------------





    ياسين وزهران وبكري وعلي يفتحون الملفات السرية لـ «الجماعة»
    السلطة كشفت نوايا «الإخوان» وممارساتهم تهدد الدولة واستقرار المجتمع




    بكري (يمين) وعلي وياسين وزهران خلال الندوة (تصوير عبدالعظيم شوكت)
    تاريخ النشر: الأحد 28 أبريل 2013
    سلمان كاصد

    أكد الباحث المصري في شؤون الحركات الإسلامية عبدالرحيم علي أن الوطن العربي يمر بمرحلة حساسة وخطرة من الانهيارات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية، ترجع أسبابها إلى وصول الإخوان المسلمين إلى حكم بعض الدول العربية التي قامت فيها ثورات استهدفت التغيير السلمي قبل هيمنتهم على السلطة بطرائق مشبوهة متعددة.

    وأشار الباحث إلى أن تاريخ الإخوان المسلمين في مصر مليء بالدم والعار حيث تلطخت به أثواب كل من تولى المسؤولية في تلك الجماعة الموغلة في الخديعة والغدر والتحالفات المشبوهة.

    وشدد عبدالرحيم علي على أن الإخوان المسلمين قدموا في استيلائهم على الحكم والسلطة في مصر أنموذجاً متخلفاً لكيفية قيادة الشعب وحكمه، واستعرض تاريخ تشكّل تلك الجماعة منذ ثمانين عاماً وتحركاتهم وأساليبهم في العمل السياسي داخل مصر منذ الملك أحمد فؤاد حتى تولي محمد مرسي الرئيس الإخواني مقاليد السلطة في مصر.





    جاء ذلك خلال ندوة ثقافية قدمت أمس الأول في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، تحت عنوان “الطريق إلى الاتحادية.. الملفات السرية للإخوان” لمناقشة كتاب الباحث عبدالرحيم علي مدير المركز العربي للبحوث في القاهرة الذي يحمل العنوان نفسه، واشترك في الندوة التي حضرها حشد كبير من المثقفين والمهتمين بالشأن السياسي العربي كل من المفكر والكاتب السيد ياسين أستاذ علم الاجتماع، والكاتب في صحيفة “الأهرام” وعضو مجلس الشعب السابق ورئيس تحرير صحيفة “الأسبوع المصرية” مصطفى بكري، ومدير عام مركز المحروسة للنشر والمعلومات الصحفية فريد زهران.

    منهج نقدي

    وقبل تقديمه للمحاضرين في الندوة قال الباحث السيد ياسين: “إن عبدالرحيم علي الباحث والكاتب المعروف ومؤسس المركز العربي للبحوث، المتخصص في دراسة حركات الإسلام السياسي كرّس سنوات طويلة من البحث العلمي الجاد في دراسة حركات الإسلام السياسي منذ فترة طويلة قبل أن تندلع ثورة 25 يناير في مصر”.

    وأضاف: “لقد تميزت كتب عبدالرحيم علي المتعددة التي أصدرها والتي قامت بتشريح الفكر المتطرف لجماعة الإخوان المسلمين بالتطبيق الإبداعي للمنهج التاريخي النقدي الذي يقوم على إقامة العلاقة الوثيقة بين النص والسياق كما يذهب إلى ذلك علم اجتماع المعرفة”.

    وقال السيد ياسين: “الواقع أن المشروع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها على يد حسن البنا في مصر عام 1928 يقوم على أساس عدد من المبادئ الأساسية أهمها العمل على إحياء نظام الخلافة الإسلامية، وقد ثبت هذا المبدأ في العقل الإخواني إن صح التعبير، وبخاصة أن التصريح الذي أدلى به المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع بعد أن حصلت الجماعة على الأكثرية في انتخابات مجلس الشعب التي عقدت بعد ثورة 25 يناير ونصه: “يبدو أن تحقيق حلم حسن البنا في استعادة الخلافة الإسلامية قد اقترب” يؤكد ما ذهبنا إليه.

    الفردوس المفقود

    ويرى السيد ياسين أن حلم الجماعة هو استرداد “الفردوس المفقود” وهو نظام الخلافة الإسلامية الذي لا يخضع لأي قواعد منطقية، وأنه ليس في تراث الجماعة الذي يتسم بالفقر الفكري أي إشارات لكيفية اختيار الخليفة، وهل سيكون بالانتخاب؟ ومن سينتخبه؟ أو بالتعيين ومن سيعينه؟ وماذا سيفعل الخليفة في وجود عشرات من الحكام المسلمين على رأس دولهم سواء أكانوا ملوكاً أو رؤساء جمهوريات أو أمراء؟

    وشدد بأنه ليست هناك إجابات مقنعة لأن الأجوبة الصحيحة أن ذلك لن يتم إلا بالانقلابات على الدول العربية والإسلامية القائمة ولو باستخدام العنف وهم الذين عن طريق منظرهم الأكبر ـ سيد قطب ـ من أسس العنف والذي كان هو ملهم الجماعات الإسلامية الإرهابية التي مارست الإرهاب ضد دول عربية شتى في معارك سقط فيها مئات القتلى والمصابين من الجماهير الإسلامية.

    وحدد السيد ياسين المبدأ الثاني من مبادئ الجماعة وهو أسلحة المعرفة ومعناه عدم الاعتداد بالمعرفة الغربية على أساس السطو عليها وأسلمتها. والمبدأ الثالث أن الشورى الإسلامية أفضل من الديمقراطية الغربية وإن كان الإخوان قد عدلوا مؤخراً عن هذا المبدأ على أساس أن الانتخابات الديمقراطية يمكن أن توصلهم إلى السلطة، كما فعلوا ما بعد ثورة 25 يناير.

    ويحدد السيد ياسين المبدأ الرابع برفض مبادئ الاقتصاد العالمي وتأسيس ما يطلقون عليه بالاقتصاد الإسلامي.

    السمع والطاعة

    أما المبدأ الخامس، بحسب السيد ياسين، فهو مبدأ السمع والطاعة مما يحول أعضاء الجماعة إلى مجموعة من العبيد الذين يخضعون خضوعاً كاملاً للمرشد العام، ومن لا يطيع يتعرض للفصل والإقصاء.

    ووصف السيد ياسين فكر الإخوان المسلمين بأنه فكر متطرف وانقلابي وانتهازي يقدم أنموذجاً متخلفاً لإحياء نظام الخلافة الإسلامية ولو بالعنف.

    وقال: “إن هذه الجماعة تتبنى فكراً متطرفاً مضاداً لحركة التقدم التاريخي، وأن مشروع الفكر المتطرف لا يمكن تحقيقه إلا باستخدام العنف ضد الدول العربية والإسلامية القائمة”.

    وأضاف: “غير أن الفشل الذريع لتجربتهم القصيرة في مصر بعد الثورة التي سرقوها من الثوار الحقيقيين الذين فجروها تكشف بوضوح عن السقوط التاريخي لهذا المشروع الانقلابي المتطرف”.

    وأشاد السيد ياسين بآراء عبدالرحيم علي في كتابه هذا وإنجازه البحثي المتميز الذي ربط الوثيقة بالدلالة التاريخية والاجتماعية التي نظمت فيها، وبالنتائج التي خرج بها الباحث لكي يستطيع قارئ الكتاب أن يكون رأيه في جماعة الإخوان المسلمين.

    ملفات سرية

    بعد ذلك تحدث الباحث عبدالرحيم علي مؤلف الكتاب، فقدم تمهيداً وشرحاً مختصراً عن أبواب وفصول الكتاب وما اشتمل عليه من تتبع تاريخي للإخوان المسلمين وتحالفاتهم منذ تشكّلهم حتى استيلائهم على السلطة في مصر وبعض الدول العربية.

    وقال عبدالرحيم علي: “ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أبواب وكل باب ينقسم إلى عدة فصول متعددة ومختلفة، حيث يعنى الباب الأول بالإسلام والانتهازية السياسية، وهو توصيف لكيفية قيام علاقاتها من عهد السراي والملكية حتى ثورة يوليو 1952 ثم السادات ثم حسني مبارك، وكيف تحافظ تلك الجماعات الإسلامية المتمثلة بالإخوان المسلمين على علاقاتها حتى تنتهز الفرصة لتنقض على السلطة في أي وقت يسنح بذلك، حيث استطاعت أن توصل الناس إلى قناعات وأفكار مزيفة كونها البديل السياسي لكل من مرّ على قيادة زمام مصر، وهي بذلك قفزت على المنجز الثوري الذي قام به شباب 25 يناير.

    وأشار عبدالرحيم علي إلى أن الباب الثاني من الكتاب تناول الملفات السرية للإخوان وهي خمسة ملفات أولاً: الإخوان وملف الأيديولوجيات، وثانياً الإخوان وملف الديمقراطية، وثالثاً الإخوان وملف التنظيم الدولي، ورابعاً الإخوان بين الديني والسياسي، وخامساً الإخوان والعلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية.

    وتطرق الباحث إلى علاقة الإخوان المسلمين بالعنف وكيف مارسوه منذ مقتل قاضي الخازندار ومروراً بمقتل النقراشي ومحاولات قتل جمال عبدالناصر والسادات “حادث المنصة العسكرية”، وقال: “حاولت أن أعتمد على وثائقهم ومقابلاتي لأكثر من 20 ساعة مع شخصيات منهم أو كانت منهم، وكذلك على الوثائق بخط أيديهم وعلى كتبهم أنفسهم، وبخاصة كتب محمود عبدالحليم وأبو شادي وعزيز كامل الذين كتبوا تجاربهم وهم أعضاء في الجماعة وما رووه عن هذه الفترة وبخاصة 1988”.

    وعن الملفات السرية التي كشفها الباحث عبدالرحيم علي أكد على العلاقة الخفية بين الإخوان المسلمين والأميركان، وعما رواه محمد مهدي عاكف وما اعترف به عن تطور علاقاتهم مع الأميركان.

    وتحول الباحث إلى رؤى الإخوان المسلمين ونظراتهم الفكرية إلى الأقباط والمرأة والقضية الفلسطينية وشكل الحكم والأميركان والديمقراطية وكيف يرون من خلال وثائقهم منذ 1974 إلى 1981 الذي نقلته صحيفتهم الدعوة كيف يمكن أن تكون دولة الإخوان.

    وقال: “عندما تولى محمد مرسي الحكم في مصر والغنوشي في تونس كنت أكتب حقائق عن كيف حكم هؤلاء الناس وكيف سيحكمون وكتبت ذلك منذ عام، وبعد ذلك قارنت أوراقي التي كتبتها مع ما حدث لاحقاً وكانت هناك مطابقة بين الأمرين وكأني كنت أتوقع ما سيحدث فعلاً”.

    وأضاف: “لقد اعترض الناس وقرائي على ما استنتجت وما كنت أكتب عن أفكار الإخوان الهدامة وأواجه بسؤال واستفسار محير يتهمني بأنني أكتب عن الضمائر غير المكشوفة للإخوان، ولكن اتضحت الحقيقة فيما بعد وبدأ الإخوان يكشفون عن زيفهم وفساد رؤاهم، وخطل أفكارهم ومشاريعهم الفاشلة التي جعلت الناس يعيدون أحكامهم إزاء ما توصلت إليه وما كتبته، حيث أصبح الكثيرون ممن اعترض عليّ في البدء يتفقون معي في آرائي ضدهم”.

    ويقول عبدالرحيم علي: “لقد طرحت في الفصل الأول الجانب التاريخي لمسيرتهم المخادعة وكيف استطاع الإخوان أن يطرحوا أنفسهم كبديل سياسي منذ حكم الملك أحمد فؤاد وعلاقتهم بالقصر على حساب حزب الوفد، حيث مال الإخوان المسلمين إلى الملك”.

    ويتبع الباحث علاقة الإخوان المسلمين بالملك فاروق ثم جمال عبدالناصر وعلاقتهم بالسجون التي زجوا بها وتصالحهم مع أنور السادات ثم علاقتهم بحسني مبارك وأخيراً توليهم السلطة متمثلة بمحمد مرسي.

    ويصف عبدالرحيم علي كل ذلك التاريخ بأنه حقب متوالية من الانتهازية التي توجت باستيلائهم على السلطة بعد ثورة 25 يناير، ورؤيتهم إلى هذه الثورة التي وصفوها بأنها دعوة خبيثة ومشبوهة ولا يعرفون من خلفها، ولذا فإنهم لا يشاركون بها وهم بعيدون عن صراعاتهم.

    ويتابع عبدالرحيم علي: “لقد أخذ الشباب الصدمة وامتصوها وتعاملوا معها بثورية عالية غير أن الإخوان المسلمين نزلوا في 28 يناير مع الشباب واختطفوا إنجازهم بعد ثلاثة أيام”.

    ووصف عبدالرحيم علي حكم الإخوان في مصر الآن بالحكم الفاشل الذي ازداد فيه جوع الإنسان المصري الفقير والانهيار الاقتصادي وتدني الاحتياطي النقدي وهذا - بحسب قوله - “ما جعل الرئيس المصري شحاذاً يسافر و”يشحت” ويرد خائباً”. وقال إن القتل والسحل أمام قصر الاتحادية يجعل الأمر لا يمكن السكوت عنه، ولهذا السبب نرى أن حسني مبارك قد استعاد قوته الذاتية على أقل تقدير إذ هو يجد هذا الانهيار دليلاً على أن حكمه كان أفضل من حكم مرسي بكثير. ويقارن علي بين قرارات حسني مبارك الذي لم يصدر أمراً بالقتل وبين قرارات محمد مرسي الذي جاء بوزير يجيد قتل المصريين.

    محاكمات شعبية

    وتوقع عبدالرحيم علي حصول محاكمات شعبية قادمة يحاسب عليها من قتل الشعب المصري، كما رأى أن نظام الحكم الإخواني في مصر آيل إلى الزوال، وأن كل نقطة دم مصرية اهدرت وتسبب بها الإخوان المسلمين سيقابلها محاكمة عادلة، ينتصف فيها الشعب للأمهات والأخوات الثكالى بأبنائهن وأخواتهن والذي سيأخذ حقهن ممن سحل المصريين في التحرير وأمام الاتحادية.

    ويؤكد الباحث أن كل من انتخب الإخوان المسلمين في مصر يقدمون اعتذارهم حتى أن بعضهم قدم نفسه لتلقي العقوبة من الشعب بضربه بالأحذية لقاء ما أقدم عليه من انتخابه لهذه الحركة الفاسدة.

    ويرى الباحث أن رصيد الإخوان المسلمين قد انخفض حتى وصل إلى 15% بسبب الانهيار الاقتصادي وسحل الناس في الشوارع ومحاولة السيطرة المطلقة على مؤسسات الدولة المصرية العريقة التي بنيت عبر التاريخ، ومحاولتهم الدؤوبة لهدم الجيش المصري وأعمدة الدولة وبخاصة مؤسسات العدل والقضاء.

    وكشف عبدالرحيم علي عن نوايا الإخوان المسلمين في الإمارات وعن علاقاتهم بتنظيم الإخوان الدولي الذي يديره خيرت الشاطر المعني بنواياهم المدمرة، ووصف تنظيم الإخوان المسلمين الذي يدار عبر تنظيمين وهما:

    أولاً: تنظيم دولي ينطوي تحت خيمته أبناء البلد أو القطر الذي يوجد فيه هذا التنظيم كأن يكونوا قطريين إن كان التنظيم قطرياً، وإماراتيين إن كان التنظيم إماراتياً.

    وثانياً: الإخوان المصريون الذين يقيمون في الخارج والمنضمون إلى رابطة الإخوان المسلمين في الخارج، وبعضهم من قبض عليهم في تلك الخلايا المشبوهة.

    وأشار إلى محمود عزت وخيرت الشاطر والأخير هو المسؤول الأول عن تحركات الرابطة في الخارج، وأن صلات جماعة الإخوان المسلمين في الدول غير مصر ترتبط تلقائياً بالمرشد في مصر وتعتبره الجهة المسؤولة عنها، وهم يدينون بالولاء، وغايتهم الكبرى هي خلخلة الأمن والأمان في الدول التي يتواجدون فيها، ولهذا فإن خيرت الشاطر يتولى عدة مهام في إدارة تحركات الرابطة في الخارج ومنها استلام الأموال والتكليفات التي يصدرها عبر بناء معلومات دقيقة عن البلد الذي يتواجد به الإخوان ومحاولتهم المستمرة في إثارة المشاكل والتشهير بالحكومات الرشيدة التي تحكم تلك البلدان.

    السقوط المتوقع

    وتوقع عبدالرحيم علي سقوط حكم الإخوان المسلمين خلال الثلاثة الأشهر المقبلة بسبب ارتكاباتهم، مستعرضا ما حصل بعد فوزهم من متغيرات، ومنها:

    أولاً، المتغير الدولي الذي أدار ظهره للإخوان المسلمين بمعدل 180 درجة وبخاصة ما صرح به جون كيري وزير الخارجية الأميركية أمام الكونجرس والذي وصف نظام الإخوان في مصر بأنه نظام سيئ، وأن هذا النظام لا يعرف شيئاً عن قوانين الحكم وقد امتنع عن منح النظام مساعدات تصل إلى مليار دولار أميركي، وكذلك موقف الاتحاد الأوروبي. وثانياً، أن القوات المسلحة لم تعد كما كانت، إذ هي الآن في حالة استقلالية عن نظام الحكم وأن رأي الجيش يتلخص في عدم خذلانه الشعب المصري وأنه يحمي الشرعية.

    وثالثاً، أن هناك تحركات جماعية كل يوم ضد نظام الإخوان كون الدولة تعاني من اقتصاد منهار وأمن متردٍ، وما حصل من خطف لأكثر من 600 سائح أوروبي في أبو سنبل لدليل على حالة الانهيار، وكذلك ظهور الطائفية كما حصل في بني سويف. وأشار إلى أن الكثيرين ممن هم في بطانة محمد مرسي قد بدأوا يقفزون من المركب الغارق في لجة السياسة الإخوانية المتخلفة، وخير مثال على ذلك ما أقدم عليه أحمد مكي بالتخلي عن موقعه. وبتفاؤل قال: “إن ثورة متوقعة قادمة لابد أن تتفاعل في مصر وتتعاطف معها القوات المسلحة ولن نذهب إلى انتخابات برلمانية مزيفة”.

    بكري: انقلبوا على شعاراتهم

    الكاتب وعضو مجلس الشعب السابق مصطفى بكري، توجه في مستهل كلمته بالشكر إلى أبناء الإمارات على كل ما قدموه للشعب المصري من حفاوة واستقبال وقال: “إنكم أشقاؤنا الأعزاء” ودعا بالرحمة إلى روح حكيم العرب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وقال: “كان يرحمه الله في حرب أكتوبر عام 73 قد قال كلمته الشهيرة: “إن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي”، ففتح خزائن دولته من أجل المعركة التي اعتبرها معركة كل العرب”. وقال بكري: “ثقوا أن كل مصري يعرف دور الشيخ زايد رحمه الله وما يقدمه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وما يجود به الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة من أفعال كبيرة وجليلة للأمة العربية”، وأضاف: “إن ما يجري سحابة صيف وعلاقة شعبينا المصري والإماراتي علاقة دم تتجاوز ما يثار هنا أو هناك من خلافات سياسية ومشاكل عابرة عبور سحابة”. وتطرق بكري إلى ما قدمه عبدالرحيم علي في كتابه واعتبره خبيراً بالإسلام السياسي وبالإخوان المسلمين، وأشار إلى أنه كتاب اللحظة الحاضرة، ونوه بما قدمه المؤلف من وصفة تفسر الأحداث التي نمر بها هذه الأيام. وتحدث بكري عن الانتهازية السياسية والداخلية عند الإخوان وعلاقتهم بأميركا منذ 2003 من خلال جهود سعد الدين إبراهيم الذي مدّ جسور التعاون والتصالح بينهم وبين أميركا، بحسب قوله. وحدد بكري وجهة نظره في الإخوان المسلمين بعدد من النقاط وهي:

    أولاً أن كافة الشعارات التي رفعها الإخوان المسلمين في ظل الأنظمة السياسية عندما كانوا معارضة قد انقلبوا عليها بل أنكروها وتنصلوا منها. وقال إن شعارهم في حرب إسرائيل وأميركا ووصف الأخيرة بالشيطان الأكبر كان كاذباً، إذ أنهم عندما وصلوا إلى السلطة تعانقت أيديهم مع الشيطان الأكبر واتفقوا بليل في 21 نوفمبر من العام الماضي على تصالح حماس وأميركا برعاية محمد مرسي متناسين فعل أميركا في العراق وفلسطين، وما جاء في البند الثاني من اتفاقهم أن المقاومة تعتبر من الأعمال العدائية. ويتساءل مصطفى بكري: “هل المقاومة ضد الاحتلال يا جماعة الإخوان المسلمين تعتبر عملاً عدائيا؟”.

    وقال: “لقد بيعت حماس وبيعت المقاومة وتوقفت المقاومة الفلسطينية بفضل الإخوان المسلمين”. وثانياً: كانت شعارات الإخوان المسلمين ما قبل الثورة المصرية في 25 يناير تتلخص في احترام الآخر والدفاع عن الديمقراطية وصندوق انتخابي نظيف ولكن عندما وصلوا إلى السلطة تنكروا لكل شعاراتهم، واعتذر من كان يدافع عنهم حيث اعتذر علاء الأسواني وأحمد ماهر وحمدي قنديل وتأسفوا للشعب المصري.

    وثالثاً: عندما نتحدث عن قوى المجتمع المصري نجد أن المصريين الآن قد راجعوا أنفسهم على مدى 11 شهراً واكتشفوا أن الرئيس يقول كلاماً ويناقضه في اليوم الثاني، وهذا ديدن الإخوان المسلمين، ومثال ذلك ما صرح به عن توافقية الدستور والتي تنصل منها بعد 48 ساعة، وثانياً احترامه للمحكمة الدستورية وقد هاجمها بعد أيام. وتوقع بكري أن الإخوان المسلمين في مصر سيكونون لجنة “حماية الثورة” على غرار ونسق لجنة حماية الثورة في إيران وأن شروط الاستبداد في حياة مبارك كانت أكثر هوناً. وأضاف: أن الإخوان المسلمين يقفون مع فصيل فلسطيني وينسون القضية الفلسطينية، ويقفون مع فصيل سوري وينسون القضية السورية، وبهذا أصبحوا خطراً على الإسلام ذاته”.

    ويتساءل بكري: هل هناك أمل؟ ويجيب نعم هناك أمل، ويتساءل: هل ذهبت مصر؟ وينقل رؤية البسطاء الذين يقولون “وحشتينا يا مصر”.

    زهران: يجيدون العنف ويبرعون بنقله إلى الدول العربية الأخرى

    في مستهل حديثه أشاد مدير عام مركز المحروسة للنشر والمعلومات الصحفية فريد زهران بالدور الذي يلعبه معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وأثنى على كتاب عبدالرحيم علي الجديد، وعلى كتبه السابقة التي قدم فيها رؤى تحليلية للخطاب السياسي الإخواني الذي وصفه بالعاجز والمتخلف والتي وصلت إلى ما يقرب من 12 كتاباً تشكل له شرطه الفكري في محاولة للتعرف على المشروع السياسي الإسلامي. وقال زهران إن المسألة متنوعة بين الكتاب والمؤلف والموضوع، وأن الموضوع/ القضية، تتمثل في التفات العالم إلى مفصل الإخوان المسلمين الذين وصلوا إلى الحكم في بعض الدول العربية بطريقة الغدر ونقض العهود، وقال: “عندما نناقش الكتاب فإننا نناقش فكر الإخوان المسلمين، وأننا أمام مشروع مدمر، حيث يقدم عبد الرحيم علي في كتابه محاولة للتعرف على 3 أسئلة وهي أولاً قصة الإخوان وكيف بدأوا وما هي وثائقهم وتحالفاتهم وتاريخهم؟ وثانياً محاولة لتقييم أداء الإخوان المسلمين حيث يحكي القصة برؤية تقييمية وإلى أي حد كانوا انتهازيين؟ وثالثاً يحاول الكتاب أن يكون طرفاً في المعرفة ومساهما فعليا وقويا في المعركة ضد الإخوان المسلمين أينما وجدوا. وأشار زهران إلى حيدة الباحث العلمية وانحيازه السياسي الذي يحاول أن يلتزم بما يقصه من سيرة هؤلاء الذين أصبحوا نقمة على مصائر الشعوب التي اختارت أن تعيش بسلام بعيداً عن هرطقة الفكر الإخواني المتخلف. وشدد على تقييم عبدالرحيم علي لأفكار الإخوان المسلمين بعين الطائر وهذا التقييم مفيد للمعركة السياسية ضد الإخوان بأفكارهم المدمرة.

    وتوقف زهران عند توصيف الانتهازية السياسية التي أطلقها الكتاب عن الإخوان والتي تتمظهر بـ”تحالفاتهم الانتهازية وحرصهم على استبدال الآخرين وبخاصة علاقتهم بعبدالناصر والسادات ومبارك والمجلس العسكري، وتحالفاتهم معهم التي ما يلبثون أن يتراجعوا عنها كل مرة ونقض عهودهم معهم”. وتناول زهران ما أسماه الانتهازية الداخلية عند الإخوان وخاصة في مسألة الديمقراطية، والتي تبرز في عدم ديمقراطية البناء الداخلي لتنظيمهم، وكذلك الإخوان والعنف والتي يثبت فيها الكتاب أن العنف ديدن الإخوان المسلمين وأنهم آفة مدمرة، تهدم ما تبنيه الشعوب التي تطمح إلى الاستقرار والرفاهية، وقال: “إن الإخوان المسلمين يطمحون إلى انتقال العنف على أيديهم من مكان لآخر، ومن ميدان إلى ثانٍ حتى وصلوا إلى أفغانستان”. وأكد زهران أن الكلام عن المفاهيم والمرجعيات وسيد قطب “منظرهم الأول وقائدهم” وعن الديني والسياسي يعتبر مهماً جداً وضرورة كشفه ودراسته. وشدد على أن الكتاب مفيد جداً في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها الأمة وبمحاولة هؤلاء البائسة للهيمنة السياسية إلا أن فشلهم يقودهم إلى نزول السلم يوماً بعد آخر. وقال إن الكتاب مفيد أيضا بالمعركة السياسية لأن وضع الإخوان في مصر قادهم إلى تكشف خساراتهم وافتضاح نواياهم وخطل أفكارهم، وأن مجيئهم إلى الحكم زادت منفعته لأنه كشف فشلهم في إدارة الدولة العصرية بدليل خسارتهم في انتخابات أربعة وهي انتخابات اتحادات الطلبة والصيادلة والصحفيين والبيطريين. ويرى زهران أنه بوصول الإخوان المسلمين إلى السلطة خسروا سمعتهم التي وصلت إلى الحضيض منذ 9 شهور، وأن تغلغلهم في بنية مجتمعات الدول العربية الهادئة سوف يكلفهم الكثير، وأن موضوع اجتثاثهم سوف يأخذ بعض الوقت وأنهم يخسرون السلطة في مصر وفي الدول العربية التي وصلوا فيها للحكم وأنهم سيخسرون كل شيء فيما بعد.



    اقرأ المزيد : المقال كامل - السلطة كشفت نوايا «الإخوان» وممارساتهم تهدد الدولة واستقرار المجتمع - جريدة الاتحاد http://www.alittihad.ae/details.php?id=41477and...ull#ixzz2Rj6cH4iD[/B]
                  

04-28-2013, 09:41 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    منــبر الســـلام العـادل..بيان للشعب السوداني


    التفاصيل نشر بتاريخ الأحد, 28 نيسان/أبريل 2013 09:12


    يقول الله تعالى: «وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ»
    صدق الله العظيم

    ظللنا نحذِّر ونُطلق صيحات التنبيه، للحكومة ولكلِّ الشعب السوداني، من مغبَّة الحوار مع ما يسمَّى بقطاع الشمال في الحركة الشعبيَّة وعملاء دولة الجنوب، وشُذَّاذ الآفاق المنضوين تحت مسمَّى الجبهة الثوريَّة، والتي تمثل ذراعًا آخر للنَّيل من السودان وكسر عظمه واستضعافه والسيطرة على مقدراته ومسخ هُوِيَّته.. لكن لم يُعر أيٌّ من أطراف الحكومة وحزبها ومؤسساتها اهتمًا لما نقوله ونحذِّر منه، حتى وقعت الكارثة!!
    هاجمت قوات التمرُّد القادمة من جنوب كردفان يوم أمس مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان، بعد أن احتلَّت مناطق أبو كرشولا ونقاطًا عديدة في جنوب كردفان قبل تقدِّمها نحو الطريق القومي (كوستي ــ الأبيِّض) في أوَّل سابقة في تاريخ البلاد لم تحدث من قبل ولم تكن متوقَّعة طيلة فترة النزاع السابقة..
    وهذا التطوُّر، خطير للغاية، ويُنذر بحادثات جسام وله مدلولات أمنيَّة وسياسيَّة بالغة السوء، حيث تنتقل الحرب التي حذَّرنا من توسعها وقلنا إن التهاون عن حسم قطاع الشمال وفلول عملاء دولة الجنوب، والركون إلى مفاوضتهم والتلطُّف واللين معهم لن يُجدي شيئاً، فهم أصحاب مشروع سياسي لن يتنازلوا عنه ولن يتركوه وهم أكثر حقداً وتعصُّباً وكراهية لكل قِيم وأخلاق وتوجُّهات السودان وأهلِهِ.
    واختارت الحركة الشعبيَّة قطاع الشمال ومن يقف وراءها هذا التوقيت الدقيق، وهي تُخادع الحكومة بالتفاوض مع وفدها في أديس أبابا بالهجوم على هذه المناطق وتخريبها بعد أن عاثت فيها فساداً، وأحرقت المنشآت العامَّة ونهبت المصارف وأموال المواطنين وممتلكاتهم واعتدت على الأبرياء وروَّعت المدنيين.


    هذا العمل الغادر، لا يصدر إلا عن نفوس مريضة مملوءة بالحقد الأعمى الدفين، فما واجهه مواطنو أبو كرشولا والسميح والله كريم، وأم روابة المدينة الوادعة الآمنة المطمئنَّة، هو جزءٌ أصيل من تفكير الحركة الشعبيَّة الأم وربيبتها في قطاع الشمال وما يُسمَّى بالجبهة الثوريَّة..
    وما كان ذلك ليتم لولا تهاون الحكومة وتقاعُسها عن حماية هذه المناطق والتباطؤ في التعامُل مع الإرهاصات والمعلومات التي كانت ترد إليها عن نيَّة هذه الحركة الاعتداء على أم روابة وأخواتها والقتل بدم بارد لعشرات الشهداء.
    إن منبر السلام العادل، ظل يحذِّر وينادي بضرورة الأخذ بأسباب القوَّة وعدم التفاوض مع هؤلاء المارقين، ونادى بالوقوف بقوَّة خلف القوات المسلَّحة والقوات النظامية الأخرى ودعمها وإسنادها، وكان يُطلق صافرات الإنذار، وصوتُه كان صوت حق، أمام جحافل المخذِّلين المتواطئين بتخذيلهم مع العدو المتربِّص حتى وقع ما وقع.
    وينادي منبر السلام العادل، اليوم بوقف التفاوض فوراً مع قطاع الشمال، وفتح الطريق أمام المجاهدين الأشاوس لرد المعتدين ودحرهم ليكونوا خير سند للقوات المسلحة والشرطة والأمن، لتحرير كل شبرٍ من ولاية جنوب كردفان والنيل الأزرق وطرد المعتدين من شمال كردفان وحسم التمرد في دارفور.


    إننا ندعو بكل قوة لمحاسبة كل من تسبَّب في هذا التقصير المدمِّر وكل المسؤولين عن هذا الاختراق في العمق، وندعو أيَّ مسؤول في كل موقع له صلة بما يجري أن يسارع بتقديم استقالته والتنحي فوراً بعد هذه الفضيحة.. بعد أن صار اسمُه لُطخة في سجلِّ التاريخ.
    ويبعث المنبر بتعازيه لأسر الشهداء والشعب السوداني ويرجو عاجل الشفاء للجرحى والمصابين. ويدعو منبر السلام العادل، إلى بعث روح الجهاد والاستشهاد في أوساط الشباب وأمتنا الباسلة وتجييش الشباب واستنفار المجاهدين واستنهاض القدوة السياسيَّة والعسكريَّة، وفتح كل المعسكرات للنفرة الجهاديَّة وإعلاء قِيم المجاهَدَة والدِّفاع عن التراب وجمع الصفِّ الوطني.. حتى تذهب هذه الجائحة وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون..
    27/4/2013م
    منــــــــبر الســـــــلام العـــــــادل
                  

04-28-2013, 09:56 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    وهنا الطيب مصطفى الاخوانى الذى شق طريقه مسنودا بالتطرف وباركان النظام فى مشهد سياسى بائس يخلط الخاص مع العام ويتباكى على حال القوات المسلحة ومال البلاد السياسى بهمز ويلمز فى اخوانه مستغلا احداث ام روابة لصالح تياره الذى يسعى به الى وراثة المؤتمر الوطنى الذى ينهار كل يوم فى نفوس اعضائه كحزب حاكم ..
    اقرا مقال الطيب مصطفى بعد هجوم ام روابة ..



    وَاحَرَّ قَلْبَاه!!
    الطيب مصطفى



    ا نشر بتاريخ الأحد, 28 نيسان/أبريل 2013


    09:29
    وتُحتلُّ مدينة أم روابة في قلب السودان النابض.. يحتلُّها أوباش الحركة الشعبيَّة وقطاع الشمال العملاء لدولة جنوب السودان وللحركة الشعبية لتحرير السودان ويشارك في القتال متمردو الحركات الدارفورية المسلحة الذين وقَّعوا ميثاق إعادة هيكلة الدولة السودانية تحت اسم الجبهة الثورية السودانية مع قطاع الشمال.
    تُحتل ام روابة العزيزة لأول مرة في تاريخ السودان الحديث منذ الاستقلال وتُلحق بالسودان هزيمة ساحقة ماحقة لم يشهدها في عمره الطويل.
    قبل لعنة نيفاشا كانت قواتنا المسلحة المسنودة من الدبابين تسيطر على جنوب السودان ولا تُتيح للأوباش دخول مدن الجنوب الكبرى أما اليوم فحدِّث ولا حرج.. إنها أيام الذل والانكسار فيا حسرتاه!!


    عندما انفجرت الإنقاذ أعلنت أنها ما جاءت إلا لتنقذ السودان من الهزائم التي كان يُلحقها به قرنق.. كانت قواتنا تقاتل في ميوم في أرض الجنوب وكان الإنقاذيون يومها يشتكون من حالة القوات المسلحة التي كانت تقاتل بأقدام حافية من الأحذية العسكرية لكن كيف هي اليوم وأين تقاتل اليوم وأين كانت تقاتل في تلك الأيام بأرجلها وأقدامها الحافية؟!
    إنه زمان الهزائم والانكسارات الكبرى.. إنه زمان التراجع والانبطاحات الكبرى.


    نهار أمس بينما كانت أُم روابة محتلة كانت قناة النيل الأزرق تستضيف الشيوعي محمد لطيف ليحذِّر من وقف المفاوضات حتى بعد أن احتُلت أم روابة.. قارنوا بين فضائياتنا اليوم التي تستضيف الشيوعيين ليفتُّوا في عضدنا ويستبشروا بسقوط أم روابة ويعتبرونه أمراً هيناً ينبغي ألا يؤيه له وحال قنواتنا في تلك الأيام العطرة التي كانت فضائياتنا خلالها تدوِّي بالتكبير والتهليل وبصيحات الجهاد والمجاهدين.
    قارنوا بين أيام (في ساحات الفداء) في تلفزيون السودان وأيام (في ساحات محمد لطيف) في قناة النيل الأزرق.
    محمد لطيف وظَّف البرنامج ليشنَّ الهجوم علينا وعلى «الإنتباهة» في يوم احتلال أم روابة لا ليشنَّ الهجوم على عرمان والحلو وعقار ممَّن سفكوا الدماء ونهبوا الأموال ودمَّروا المنشآت وحطَّموا البنيات الأساسيَّة.. لماذا يهاجمنا يا ترى؟! لأننا دعاة حرب نحن الذين تُحتل أرضنا دعاة حرب وكأننا نقاتل داخل مدينة جوبا!!
    ماذا أقول وعمّاذا أتحدث؟! لقد كتبنا ما كان ينبغي أن يُوقظ الموتى ولكن!!
    أقسم بالله العظيم إن أخبار التحرُّك نحو أم روابة كانت معلومة منذ أيام ولكن من يسمع ومن يبصر ومن يعقل؟!


    حدث في هجليج ألم يكن يستحق أن يدفع ثمنه من تسبَّبوا فيه؟! من الذي عوقب عند احتلال هجليج؟! لا أحد ولكن ما إن حُرِّرت هجليج حتى خرج المهزومون علينا بالفرح الغامر وكأنهم لم يعانوا ويعاني السودان من تقصيرهم هزيمة لا نزال نسدِّد فواتيرها المليارية!!
    إننا نعيش والله في بلاد بلا وجيع.. بلاد تشهد انحداراً سيهوي بها إلى القاع.. بلاد يستجدي مفاوضوها وقف إطلاق النار بينما يرفض المتمردون على سلطانها.. بلاد لا يزال مفاوضوها يجلسون في أديس أبابا في انتظار عطف عرمان بينما قوات عرمان تدك مدنهم وتهتك أعراض نسائهم وتنهب وتصادر أموالهم ومركباتهم وأملاكهم.
    هل كانت خُدعة حين دُعي البشير لزيارة جوبا وفي نفس اليوم قُصفت كادوقلي بالكاتيوشا؟!
    لم يمضِ يومان من قصف كادوقلي حتى أعلن رئيس وفد التفاوض الجديد إبراهيم غندور عن استعداده للتفاوض مع قطاع الشمال وقد اتصل هو برئيس الآلية الإفريقية ثابو أمبيكي ليبدي استعداده للتفاوض بينما كان عرمان رئيس الوفد المقابل يتدلل ويعاند ويفرض شروطه ويضم دارفور ومشروع الجزيرة وغير ذلك من القضايا متجاوزاً المنطقتين!!
    واهم واهم من يظن أن المفاوضات السياسية لا يُمليها الواقع في مسرح العمليات العسكرية.. مخطئ مخطئ من يحمِّل غندور المسؤولية عن أي تنازلات يقدمها وهو منهزم مكسور ممن يقاتلون في الميدان.
    لذلك ولأنهم يعلمون أنهم ما عادوا كما كانوا ذات يوم مسنودين بعلي عبد الفتاح ودبّابيه أبعدوا كمال عبيد وجاءوا برجل لا يزأر كما يزأر كمال عبيد الذي كان يتحدَّث وكأنَّ علي عبد الفتاح على يمينه والجنى المكحّل بالشطة اللواء عبد المنعم الطاهر على يساره هل مات أمثال هؤلاء؟! لم يموتوا لكن من الذي يستنفرهم في عهد ساحات محمد لطيف ووزراء لا يستحون بقدرما يضحكون ويهرِّجون.. وزراء مفروضون علينا لا نملك إلا أن نقبل بهم حتى لو احتُلت الخرطوم ونُصِّب عرمان ملكاً على السودان.
                  

04-29-2013, 08:49 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    احداث ام روابة جعلت من كتاب المؤتمر الوطنى الغاضبين يكشفون وبرؤية نقدية لاول مرة ما قبل وبعد الاحداث وهى من الاسرار التى ما كانت تقال من قبل ..
    هنا يوسف عبد المنان الغاضب يكتب ويكشف الكثير وتجد بالاسفل راى جماعة السلام العادل الطيب مصطفى وكتاب الانتباهة يحاولون الاستفادة من مثل هذا الحدث بازكاء نار الحرب والعنصرية عافانا الله منها ..طمعا فى وراثة مريض بالانعاش اسمه المؤتمر الوطنى




    قصة ماحدث
    20 ساعات 36 دقائق منذ
    يوسف عبد المنان


    انتقلت الحرب الدائرة في جنوب كردفان منذ ثلاث سنوات لمرحلة جديدة من حرب عصابات تقليدية .. لحرب تستهدف المدن وتمد عنقها لمناطق أقرب للعاصمة الخرطوم.. مستفيدة من الطبيعة وتضاريس الجبال والعقيدة القتالية لمتمردي دارفور..
    وتقف عمليات الأمس بشمال كردفان وشرق جنوب كردفان كشاهد على تطور الحرب وبلوغها مرحلة إحداث تفجير إعلامي كبير بالهجوم علي مدينة أم روابة في قلب السودان وقطع الطريق القومي الأبيض الخرطوم وهي عملية كانت متوقعة من شخصية عسكرية مغامرة مثل "عبد العزيز الحلو" وهو يقود بنفسه قوات الجبهة الثورية من بحيرة الأبيض على الحدود مع دولة الجنوب حتى شمال كردفان وهي مساحة تقارب الـ(700) كلم ..


    ويوم وصولي لمناطق الكويك وكادقلي ومحلية الريف الشمالي التي تعرضت لهجوم وتهجير قسري يوم (الخميس) الماضي كانت المعلومات العامة لدى المواطنين في أي مكان .. الأسواق .. القرى مجالس الأنس عند القوات النظامية معلومات عن عدد القوات التي حشدت وآلياتها ونواياها العدوانية ..
    كل شيء كان معلوماً لدى صناع القرار السياسي وللأجهزة العسكرية .. وحينها تحدثنا لنحو ثلاثة عشر ألفا من النازحين في منطقة الكويك..كان على اتفاق بأن قوات التمرد تتقدم شمالاً نحو أمبرمبيطة ورشاد وأبو جبيهة .. ومساء (الأربعاء) الماضي أمير الحوازمة بأبي كرشولا "النور الطاهر" يبلغ كل أجهزة الدولة عن (40) عربة (لاندكروزر) تعبر المنطقة نحو الشمال الشرقي ثم يتحدث الأمير لكاتب هذه السطور عن وجود "عبد العزيز" في مناطق أم بركة متخفياً وسط القوة ومساء (الجمعة) تصل قوات التمرد أبوكرشولا وتستبيحها وتعبث بها، كما شاءت وحيث أرادت.
    ولم تفيق الدولة إلا صباح أمس حينما وجدت القوات المتمردة نفسها بالقرب من الأبيض .. تحرق قرية الله كريم بمحلية الرهد وتنال مبتغاها من الوقود وتمضي إلى أم روابة في جرأة تحسد عليها..
    - الآن أصبح خيار قتال التمرد بكل قوة وصلابة هو خيار من لا خيار له حتى تنكسر شوكته ويدرك التمرد أن السلام هو خياره للبقاء على قيد الحياة السياسية..


    - هل تستيقظ الخرطوم من غفوتها الحالية وتضع في أولوياتها أمن جنوب كردفان وشمالها، أم تتمادي في الإصغاء لتقارير كاذبة تجمل واقعاً لا يمكن تجميله.. وقد حصدت جنوب كردفان ثمرة الحرب المرة تدميراً وتشريداً ونزوحاً .. والآن في محلية الريف الشرقي كادقلي ثلاثة عشر ألف من ضحايا التمرد بعد الهجوم على مناطق الدندور وبجعاية والحركة تقتاد (150) أسيراً من المدنيين وتحرق الأطفال حتى يلفظون أنفاسهم والخرطوم عن تلك المأساة لاهية تغني وتطرب ولا تشعر بوخز الضمير الإنساني.
    - ليواجهها الآن انتقال الحرب لمناطق أقرب للعاصمة مثل أم روابة .. وما حدث بها من انتهاك لأمن المواطنين وقد كان معلوماً لكل ذي بصيرة أن في مناخات التفاوض تلهث الحركة نحو تحقيق مكاسب على الأرض بالهجوم على بعض المناطق ..
    - ولكن ما كان أحد في الخرطوم يعتقد .. ويصدق ويضع في حسابه أن التمرد يمكنه وصول حتى الطريق القومي وإحداث تفجير إعلامي في يوم تأسيس الخرطوم لأكبر تجمع حزبي أفريقي لصرف الأنظار عن المؤتمر لحدث آخر من شأنه (هز) السودان من أقصاه لأدناه..
    وقد تحقق للتمرد شيء من ذلك ولكن فلترد عليه قواتنا ودفاعنا الشعبي بعملية تعيده لحرب العصابات وتقلم أظافره .. ولا يزال في الصيف ستون يوماً لفعل الكثير إذا ما استيقظت الخرطوم من نومها العميق وأدركت أن أمن مواطنيها مسؤولية أخلاقية وليست وظيفة تؤديها نظير أجر


    ----------------

    ماذا دهانا؟!
    الطيب مصطفى

    نشر بتاريخ الإثنين, 29 نيسان/أبريل 2013 08:38


    ما الذي دهانا حتى تردَّينا إلى هذا الدرك السحيق الذي نقل التمرد لأول مرة في تاريخ السودان الحديث إلى أم روابة؟!
    حتى بعد أن انسقنا إلى جحر أو قل نفق نيفاشا ــ قاتلها الله ولعنها ودمَّرها تدميراً ــ كنا نملك من إرادة القتال والصمود والقرار ما نحفظ به الكرامة ونوطِّد به العزَّة ونستنهض به قِيم الكبرياء والشموخ فما الذي صيَّرنا إلى ما صرنا إليه؟!
    عندما خَدَعَنا الهالك قرنق مستغلاً ثقتنا في الأفعى التي كُنا قد توهَّمنا أنها يمكن أن تخلع أنيابها السامَّة وتجنح للسلم بعد الجلوس على مائدة التفاوض وقام باقتحام توريت زأر البشير وأوقف التفاوض مُقسماً إنه لن يعود إليه إلا بعد تحرير توريت.. أُكرِّر توريت التي تنتمي إلى جنوب السُّودان الذي لم يعُد اليوم جزءاً من وطننا فما بالنا اليوم نتكبكب على التفاوض ــ ليس مع قرنق القوي نسيباً ــ إنما مع الرويبضة الحقير عرمان وأرضنا في الشمال الحبيب ــ جنوب كردفان أوقل دولة تقلي الإسلامية ــ وليس الجنوب الذي لم يكن في يوم من الأيام من ديار الإسلام أو حتى من ديار السودان إلا اسماً... أقول أرضنا العزيزة محتلة من قطاع الشمال الذي نهرول من أجل الجلوس معه واسترضائه؟! ما الذي تغيَّر بين الأمس واليوم؟!


    لو استطعنا أن نجيب عن هذا السؤال ونملك الإرادة والقدرة على الفعل لن يُعجزنا العلاج.
    كيف تمكَّن الغزاةُ من انتهاك ستمائة وخمسين ميلاً من أرضنا المكشوفة محمولين على مائة وخمسين عربة حتى أم روابة لأول مرة في تاريخ السودان الحديث؟!
    لستُ في مقام تعداد العلل التي تنهش السودان اليوم فذلك حديث يطول إنما قصدتُ أن أقول بعد أن قلناها مئات المرات.. كفى كفى كفى فقد بلغ السيل الزبى والروح الحلقوم فماذا بعد أن وصل التمرد إلى أم روابة وماذا بعد أن بتنا نستجدي التفاوض مع المتمردين وهم في حالة انتصار يغزوننا في عقر دارنا ويبلغون ما لم يبلغوه في أي يوم من الأيام منذ أن أشعلوا تمردهم اللعين؟!
    بربِّكم متى متى متى فرض مهزومٌ شروطَه في مائدة التفاوض؟! لماذا أوكلوا قيادة التفاوض لعرمان؟! ما هي علاقة عرمان بجنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور حتى يفاوض باسمها جميعًا بل بجميع الملف السوداني بما في ذلك مشروع الجزيرة؟!
    إنه ــ أهلي الكرام ــ مشروع السودان الجديد الذي لم تتخلَّ عنه الحركة الشعبيَّة لتحرير السودان في يوم من الأيام منذ أن أنشأها قرنق عام «1983م» والذي ظلوا يستنسخون بأشكال ومسمَّيات مختلفة تحمل نفس المفهوم.. آخرها ميثاق الفجر الجديد وقبله ما عُرف بميثاق إعادة هيكلة الدولة السودانيَّة الذي دشَّن ميلاد الجبهة الثوريَّة السودانيَّة التي تضم قطاع الشمال التابع للحركة الشعبية لتحرير السودان والحركات الدارفوريَّة العلمانيَّة العنصريَّة المسلَّحة وهم جميعاً من فعل فِعْلته النكراء في أم روابة وغيرها من المناطق.


    إنه مشروع يعمل على استئصال هُوِيَّة هذه البلاد وطمْسها وعلى إعادة هيكلة السودان بما يُحيله إلى كائن آخر غريب الوجه واليد واللسان.. لقد كتبنا عن ذلك كثيراً موردين نصوص ما دعا إليه قرنق وما ظل أولادُه باقان وعرمان والحلو يعملون من أجل إنفاذه.. إنه أيُّها الناس مشروع استئصالي سيُحيل حياتَكم إلى جحيم... إنه أيُّها الناس مشروع استعماري حَقُود يجعلُكم أذلَّة مُستعْبَدين داخل أرضِكم... إنَّه مشروع يُعيد قصة الأندلس وزنجبار في سودان علي عبد الفتَّاح... إنه مشروع يطول عنه الحديث فهل تستسلمون أم تحتشدون وتنفرون للدفاع عن أنفسكم ودينكم ودياركم؟!



    -----------------

    ما بين التفريط والتفاوض.. تسيل دماء أم روابة!!
    الصادق الرزيقى

    نشر بتاريخ الأحد, 28 نيسان/أبريل 2013 09:29


    يحتبس البيان وتتقاصر الكلمات... ويعتصرنا ألم قاتل وحزن مقيم لا يفارق..
    ما حدث يفوق الوصف... ولا يمكن قبوله على الإطلاق!! بالرغم من أننا حذَّرنا منه وبُحَّت أصواتُنا في القول بأن هؤلاء المتمردين خونة وتجار حروب وعملاء لدولة أجنبية لا يمكن الوثوق فيهم أبداً والحوار والتفاوض معهم مضيعة للوقت!
    لكن لا أحد يستمع للنصح ولا يستبينه حتى ضحى الغد!


    من كان يتصور أو يتوقع أن محلية أم روابة ومحلية الرهد أب دكنة بولاية شمال كردفان يمكن أن تتسلل إليها أفعى التمرد لتلدغها هذه اللدغات السامة وينتشر ويلعلع فيها الرصاص وترفرف فوقها رائحة الموت والأشلاء..
    من كان يتصور حتى في أسوأ التوقعات وأضغاث الأأحلام، أن تهاجم مناطق آمنة مطمئنة مثل أم روابة وأبو كرشولا والسميح وغيرها من الأطراف الشمالية الشرقية لولاية جنوب كردفان والمنطقة الشرقية من ولاية شمال كردفان!! من كان يتوقع أو يتصور ذلك؟
    لقد قامت قوات ما يسمى بقطاع الشمال في الحركة الشعبية وقوات ما يسمى بالجبهة الثورية يوم أمس بارتكاب أبشع جرائم الحرب ضد المواطنين الآمنين في قراهم ومدنهم ومزارعهم وبيوتهم ومراعيهم وقتلت العشرات ونهبت الأموال والممتلكات ودمرت المنشآت العامة في أم روابة وأب كرشولا وغيرها من المناطق، في هجوم غادر ######## مستغلة أمن وسلامة هذه الأصقاع والنواحي التي لم تطأ قدم متمرد على ترابها من قبل!


    هذا الهجوم الذي نفذته شراذم التمرد وسفاكي الدماء وقتلة النساء والأطفال والعجزة والعزل الأبرياء، لم يكن ليحدث، لو كانت أجهزة الدولة يقظة مفتوحة الأعين تراقب كل صغيرة وكبيرة وكل دابة ونملة تدب على الأرض!!
    وما كان ليحدث هذا الحدث الجلل، لو كانت المعلومات التي تصل أولاً بأول للأجهزة العسكرية والأمنية والسياسية، يتم التعامل معها بسرعة وتؤخذ بالجدية الكافية، وتتخذ التدابير والترتيبات لصد أي هجوم واعتداء..


    لكن للأسف كل المعلومات كانت متوفرة «على قفا من يشيل»، منذ أسبوع أو أكثر تتدفق صنابير المعلومات من داخل صفوف المتمردين، وكانت التحركات لقوات التمرد مرصودة من المواطنين والإدارات الأهلية ومنسوبي أجهزة الدولة النظامية، منذ تحركهم من مناطق هيبان والأزرق، وتوغلوا في خور الدليب وأم بركة وتحدروا جبال تومي وأم الحسن وأم درمان وقاموا بمناورات في المنطقة حول رشاد والعباسية ثم توجهت مجموعة إلى منطقة طاسي ثم هاجموا أب كرشولا ليل الجمعة ومن كرشولا هاجموا أم روابة عن طريق الحجيرات قاطعين خور أبو حبل، ودخلوا بين السميح والله كريم «طريق الهوا» وبدأوا الهجوم بـ «الله كريم» وهاجموا خلاوي القرآن للشيخ محمد عبد الله الأسد وقتلوا أربعة من طلبة الخلاوي من حفظة القرآن الكريم، وهاجموا الخلاوي للدور الكبير الذي تلعبه الخلاوي في عمليات الاستنفار والتعبئة الشعبية طوال الفترات الماضية.


    في هجومهم على أم روابة هاجموا محطات الكهرباء والأسواق والبنوك والمحلية ودمروا وحرقوا طلمبات الوقود والمرافق الحكومية وعاثوا فسادًا وقتلوا وجرحوا العشرات، وحاولوا مخاطبة المواطنين... قبل أن يفروا هاربين..
    هذا الحدث بكل مأساويته يجب ألّا يصرفنا عن قول الحقيقة، وهي أن هناك تفريطًا لا يُغتفر وجريمة تقصير في حق الوطن يجب ألّا تمر دون حساب حاسم وحازم وقاطع....
    يجب ألّا نجامل في حق الوطن مهما كانت المبررات والدعاوى الباطلة، وألّا يستثني أي شخص من المحاسبة الصارمة من كان وزيرًا أو خفيراً... فما جرى جريمة.. وعدم مسؤولية، خاصة في عدم التعامل مع المعلومات والتحذيرات التي كانت تصل وهي معروفة للقاصي والداني..
    نحن لا نطلب من الحكومة سوى الحقيقة الكاملة... من يتحمل مسؤولية هذه الأرواح التي أُزهقت والدماء التي سالت والنفوس التي رُوِّعت والنساء والأطفال الذين شُرِّدوا من ديارهم وأُخرجوا منها؟ من.. من؟!
    أمام الحكومة والرئيس شخصياً.. قول واحد وفعل واحد... المحاسبة الصارمة ومواجهة الشعب بالحقيقة... فما عاد هناك احتمال لكل هذه الأخطاء الجسام!


    وشيء أخير... للذين ادَّعوا أننا دعاة حرب، وشتمونا ونهشوا لحومنا، وتباروا في التودد لقطاع الشمال وملأوا أشداقهم برياح الكذب الصراح وأظهروا أنفسهم حمامات سلام ودعاة تصالح... وزايدوا حتى على قطاع الشمال والمتمردين... ما الذي ستقولونه لأرواح الشهداء والضحايا وللأطفال والجرحى وللدموع الطافرة من مآقي النساء في أب كرشولا وأم روابة؟!!
    يا دعاة الحوار والتفاوض... هل ربح بيعكم لأهليكم ووطنكم؟؟!!

    (عدل بواسطة الكيك on 04-29-2013, 09:01 AM)

                  

04-30-2013, 08:49 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    المؤتمر الشعبي: (موقفنا) واضح ولن ندين أحداث أم روابة


    الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2013

    06:35
    سياسات النظام وحروبه العنصرية سبب كل الأزماتأكد حزب المؤتمر الشعبي عدم إدانته لأحداث أم روابة وأبو كرشولا والتي وصفها بانها نتيجة طبيعية لسياسات النظام وادارته للحروب البشعة والعنصرية في مناطق دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق.وقال حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه المفكر الاسلامي والسياسي الدكتور حسن الترابي هذا الأحداث أثبت تماماً ان هذا النظام يرتكز علي أرضية (هشة) واكد الشعبي ثقته الكاملة في الشعب السوداني لقيادة التظاهر والانتفاضة في (هبة) واسعة بكل ولايات السودان لاقتلاع النظام...

    وقال ان الشعب السوداني الذي صنع ثورتي أكتوبر وأبريل قادر علي الاطاحة بهذا النظام. وقال الامين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي المحامي كمال عمر ان موقفنا الرسمي بالحزب بشأن احداث ام روابة وابو كرشولا واضح ونعتبر ماحدث بإنه نتيجة طبيعية لسياسات النظام وادارته للحروب البشعة والعنصرية في مناطق دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق. واضاف هذا الاحداث اثبت تماما ان هذا النظام يرتكز علي ارضية (هشة)وحمل الامين السياسي ان المؤتمر الوطني مسوؤلية الاحتقان الذي تعاني منه البلاد وقال كمال عمر انهم في حزب المؤتمر الشعبي (موقفنا ثابت وواضح ولن نسجل ادانة لهذه الاحداث التي تسبب فيها المؤتمر الوطني بسياساته العنصرية وقتله للمواطنين الشرفاء في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق وبورتسودان وكجبار وأمدوم وغيرها) وتابع(كل هذه الدماء سالت بسبب سياسات النظام وعقيدته الامنية والعسكرية التي تصادر الحريات والديمقراطية)



    وقال ان راس النظام الفاسد الموجود في الخرطوم هو سبب كل هذه الازمات التي يمر بها السودان واكد الامين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي ثقته الكاملة في الشعب السوداني لقيادة التظاهر والانتفاضة في (هبة) واسعة بكل ولايات السودان لاقتلاع هذا النظام وقال ان عقيدة الشعب السوداني التي صنعت ثورتي اكتوبر وابريل قادرة علي الاطاحة بهذا النظام وردا علي ما نشرته بعض الصحف من ادانات لحادثة ام روابة قال الامين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي هذه الصحف تابعة للمؤتمر الوطني وحاولت تغبش وعي وارداة الشعب السوداني الذي (ضاق ذرعا بها النظام ورفض استمراره




    ---------------


    إخوان السودان" يطالبون بإقالة وزير الدفاع ويصفونه بـ"الفاشل"
    الإثنين, 29 نيسان/أبريل 2013 19:31


    قالت: دعم القوات المسلحة بكافة أشكال الدعم نراها اليوم أوجب واجبات هذه المرحلةطالبت جماعة الإخوان المسلمين فى السودان يوم الاثنين، بإقالة وزيد الدفاع عبد الرحيم محمد حسين، واصفة إياه بأنه "فاشل فى الدفاع عن مواطنيه"، معتبرة الإبقاء عليه فى منصبه "جريمة وطنية". وأرجعت الجماعة طلبها هذا إلى الهجوم الذى تعرضت له مدينة "أم روابة" السودانية جنوب غرب الخرطوم السبت الماضي، من قبل تحالف "الجبهة الثورية" المعارض، وأسفر عن سيطرتها على المدينة، قبل أن تخرج منها مساء اليوم ذاته.

    وقالت الجماعة فى بيان لها، يوم الاثنين، إن "هذا الفعل من الجبهة الثورية لا يمكن إخراجُه إلى الفعل السياسي المعارض، وأى مواطنٍ هذا الذي ينتظر معارضةً تقتله؟!"، مضيفة "هذا مسلكٌ منكر، واجب تجريمُه وإدانتُه من الجميع ولا يجوز السكوت عليه فحرمةُ دماء المواطنين وحرمة أعراضهم وأموالهم خطوطٌ حمراء لا يتعداها إلا مجرمٌ أثيم"، إلا أنها تابعت "ليس من واجب الحكومة أن تدين قتل المواطنين بل واجبها اللازم حمايتهم والدفاع عنهم، من هنا فإنَّ الإبقاء على وزيرٍ للدفاع يثبتُ مرة بعد أخرى أنه فاشل في الدفاع عن مواطنيه يُعدُّ هو الآخر جريمة وطنية".

    وشددت على أن "إقالة وزير الدفاع ودعم القوات المسلحة بكافة أشكال الدعم نراها اليوم أوجب واجبات هذه المرحلة، لا سيما وأن ضربة مدينة كأم روابة فى قربها من العاصمة قد أعادت إلى الأذهان ذكرى غزو أم درمان"، مؤكدة "ضرورة تكثيف تأمين المدن والطرق والمصالح الإستراتيجية القريبة من نشاط الحركات المسلحة منعاً لتكرار مثل هذه الأحداث مع ضرورة تعويض المتضررين من هذه الأحداث الأخيرة".

    واعتبرت أن "الذهاب إلى حوار وطنى حقيقى جامع لا يستثنى أحدا للاتفاق على حل وطنى شامل للأزمات الراهنة أولى من فكرة الذهاب إلى وضع دستور أو إلى انتخابات كالانتخابات السابقة لا تُجمِّد المشهد السياسى على ما هو عليه من أزمات فحسب بل تزيده تعقيدا".

    ولجماعة الإخوان المسلمين فى السودان نواب يمثلونها فى البرلمان غير أنها لا تشارك فى الحكومة منذ فترة ما جعل محللين سياسيين ومقربين من الجماعة يرون أنها انتقلت من المشاركة فى الحكم إلى محاولة "الإصلاح بالمناصحة"

    سودانايل

    ----------------

    الناطق الرسمي باسم جبهة الدستور الإسلامي وعضو المكتب القيادي لمنبر السلام العادل
    الأحد, 28 أبريل 2013 12:24 الاخبار - حوارات


    حوار: هبة محمود :

    اخر لحظة

    الخلافات وإعادة الهيكلة التي حدثت داخل جبهة الدستور الإسلامي وإيقاف عمود الناطق الرسمي باسم الهيئة وعضو المكتب القيادي بمنبر السلام العادل وعضو هيئة علماء السودان الشيخ سعد أحمد سعد الذي كان يكتبه بصحيفة الانتباهة تحت عنوان «أصل المسألة» قاد للتكهن بأن هنالك رياحاً هبت وقد تعصف بالجبهة التي لم تصل إلى أهدافها بعد، غير أن الشيخ سعد قطع بأنه لا يوجد انشقاق داخل الجبهة، مشيراً إلى أن خلافه مع صحيفة الانتباهة ليست له علاقة بالجبهة ولا عمود «أصل المسألة» وقال إنه سيتوجه إلى المحكمة لإحقاق الحق ونوه إلى أن الدعوة إلى دستور إسلامي قديمة ولم يبتدعها منبر السلام العادل ولا السلفيون ولا الصوفية وهي فكرة راسخة في السودان منذ أكثر من خمسين سنة، ووصف المؤتمر الوطني بالحزب المسيطر وقال لديه تبعية كبيرة جداً بالحق والباطل وساعٍ إلى تحجيم الأحزاب السياسية الأخرى، وأوضح أن المواطنة أخطر ما يمكن أن توجد في دستور يحكم السودان وأن يقال إن الحقوق والواجبات تقوم على المواطنة، وأبان أن ما يقوم به النظام في أخذ الأموال من التجار غير الزكاة يعتبر مكوساً، وأكد أن صاحب المكس في النار.



    الشيخ سعد متهم بالتشدد في آرائه؟


    - لست متشدداً.. بل شخص وسطي ولي آراء واضحة فيها.

    كنت أمين أمانة بالمؤتمر الوطني قبل انشقاق الحركة الإسلامية في عام 1999م، هل ابتعادك عن الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي نتيجة ذلك الانشقاق؟

    - أنا عضو حركة إسلامية من 1968م وما زلت حركة إسلامية بالرغم من أن الوطني لديه رأي ويقول من لا ينتمي للوطني ليس حركة إسلامية وكنا مشاركين في اجتهادات الشيخ الترابي ولكن المؤتمر الوطني عندما كان بقيادة الترابي كان منحاه علمانياً وظهر ذلك في دستور 1998م وكان من المفترض ان أروج للدستور من خلال أمانة محافظة كرري التي كنت أشغلها في ذلك الوقت ووجدت نفسي مناوئاً له لذلك استقلت من أمانة الوطني.

    وأين اتجهت بعد استقالتك من أمانة محافظة كرري؟

    - عرضت عليّ وظيفة في المجلس الأعلى للدعوة ولم تكن دعوية ولكن كانت عبارة عن شركة لدعم أنشطة المجلس بالمال، وبعد تسجيل الشركة حدث ظرف جديد ورشحت أميناً عاماً لصندوق تطبيق الشريعة الإسلامية ولاية الخرطوم من 1999 -2004م وكان عملاً دعوياً كبيراً جداً اشتمل على الجوانب التأصيلية فيما يتعلق بالسياسة الشرعية والمعاملات التجارية والاجتماعية وجوانب اللغة.

    ما هي الأسباب التي جعلتك تتجه إلى منبر السلام العادل بعد ذلك؟

    - اعتقد أن هنالك مشكلة سياسية في المجتمع والناس غير منتبهة لها، فقد كانت الدعوة إلى الانفصال بالنسبة للجنوبيين تجارة، حيث يتاجرون بالوحدة مع الحكام في السودان وبالانفصال مع الجهات الأجنبية، أما بالنسبة للشماليين كانت عقدة فالشمالي يخاف أن يتحدث عن الانفصال بالإضافة لوجود تنازع شديد وأناس امتطوا هذا التنازع والادعاء الفارغ بأن الجنوبيين لهم خصوصية ومن أجلهم لا تطبق الشريعة لتصبح الحكاية أن السودان الشمالي يخرج من جلده لكي يسمح للجنوبيين بأن يكونوا جزءاً من السودان، والرؤية الصحيحة حتى يصفو السودان لأهله ويقف التنازع كان لابد أن ينفصل الجنوب، والجهة الوحيدة التي كانت تحمل هم هذه الفكرة منبر السلام ولقناعتي انضممت للمنبر من هذا الباب لاعتقادي بأن هذا التنازع عطّل مسيرة السودان، فهو دولة إسلامية وينبغي أن تكون هي المحرك والأساس.

    رغم الانفصال ما زال المنبر موجوداً، ما هو التحول الذي حدث له بعد تحقيق فكرة انفصال الجنوب التي يحملها؟

    - المنبر بعد الانفصال كان يتمنى ألا تكون هنالك حرب أو تنازع لكن للأسف الشديد عملية الانفصال التي أتت عبر اتفاقية نيفاشا لم تحقق للشمال شيئاً من أهدافه، بل حققت كل أهداف الجنوب على حساب الشمال ولم يخرج بشيء إلا الصفاء الاجتماعي، والحرب ما زالت مستمرة والتكالب الأجنبي لا زال هو هو وحتى الحدود فالمعروف أن أي دولتين تنفصلا أول شيء تتفقا عليه هو ترسيم الحدود وهذا غاب عن المفاوض الشمالي أو غيِّب عنه، والواضح أن الانفصال لم يحل للشمال شيئاً والتنازع ما زال قائماً والهوية مهددة والحرب مستمرة وحتى دارفور الآن يريدون الدخول فيها لذلك المنبر يرى حتى الآن أن القضية مفتوحة.

    الواضح أن المنبر أصبح يطمح لخلافة الوطني في الحكم وليس كما أشرت؟

    - أي تنظيم سياسي لن يكون صادقاً مع نفسه إذا لم تكن أهدافه وبرامجه أن يصل إلى سدة الحكم، وهذا شيء طبيعي جداً ولكن المعطيات مختلفة، فالمنبر واقعي جداً، صحيح يعتقد أنه لابد أن يحكم لكن في الوقت الحاضر لا اعتقد أنه بديل مطروح للمؤتمر الوطني نسبة لظروف كثيرة.

    وما هي تلك الظروف؟

    - الوطني حزب حاكم ومسيطر وغني ولديه تبعية كبيرة جداً بالحق والباطل وهو محجم الأحزاب والتنظيمات السياسية الأخرى وساعٍ إلى تحجيمها ولا يألو في ذلك جهداً وصعب أن يكون المنبر مطروحاً بديلاً حقيقياً في الانتخابات القادمة ويمكن أن ينافس على المقاعد في المجلس التشريعي وقد يجد تأييداً.

    لكن المنبر مغلق على فئات معينة فمن أين يجد التأييد باعتقادك؟

    - المنبر أكثر تنظيم سياسي مفتوح وهو تيار وليس حزباً سياسياً والمنضوون تحته لديهم قضية مركزية متفقون عليها وقد يختلفوا في بعض التفاصيل غير المهمة ولكنهم يتفقون في القضية وهي الهوية والآن الناس يقفون مع المنبر لأن دعوته الأساسية هي الحفاظ على الهوية من التغول الذي كان سائداً وجائراً في ذلك الوقت وهو طمس الهوية بوجود أقلية من الجنوبيين.

    الجنوب ذهب والمنبر ما زال مستمراً بنفس الفكر والفهم، ما هي الهوية التي تعنونها؟

    - الشريعة وإقرار دستور إسلامي يحكم الحياة سياسة واقتصاداً واجتماعاً وتعليماً وعلاجاً.. الخ.

    يرى البعض أن منبر السلام لم يقف عند تثبيت الهوية في الشمال، بل ظل يلاحق الجنوبيين بعد الانفصال ويشعل نار الفتنة بينهم، وهذه ليست من صفات الإسلام؟

    - ما الذي قام به منبر السلام.

    غالباً ما يصف متمردي الجنوب بالثوار ويناصرهم على النظام القائم في دولتهم عبر مؤسسته الإعلامية وهو ما زال موجهاً إعلامه صوب دولة الجنوب وليس الشريعة، كيف تفسر ذلك؟

    - الحركات الثورية في الدنيا تبحث عن المصير في أي مكان وقال تعالى «وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيراً»، فإذا كان الجنوبي مظلوماً على الأقل يجب أن نناصره بالكلام وهذه قناعتنا، فالحركة الشعبية ظالمة الجنوبيين ومضطهداهم وآكلة أموالهم وهذه حقائق يعيشها الجنوب، كما أن النظام في الجنوب يطحن في الشعب وفيه جنوبيون وديانات مضطهدة والآن القتل في الجنوب يفوق عشرات المرات القتل في السودان.

    ما هي قراءاتك لمستقبل منبر السلام العادل؟

    - كفكرة لا غبار عليها أما أداء الأفراد يختلف، فيه ما يستدرك عليهم وفيه الصواب لكن المسألة مرهونة بالزمن، فهو الذي يحدد هل يسير أم يقف، فالحركة الإسلامية كانت تسير بصورة جيدة ولكنها الآن لا تسير جيداً، كذلك المنبر كان يسير بصورة جيدة ولكنه الآن متعثر وفيه مشاكل.

    فيما تكمن المشاكل؟

    - كثيرة والانتباهة مشكلة أساسية...

    مقاطعة: ما هي مشكلة الانتباهة، هل كصحيفة أم إدارة أم توجه؟

    - الانتباهة كتوجه ليست فيها إشكالية ولكن الكتّاب غير متساوين، ناس يكثرون من الإحسان وناس يقلون منه، وهذا شيء طبيعي ولكن الإشكالية تكمن في مشكلتنا القائمة الآن.

    ما هي الأسباب التي قادتك إلى ترك الكتابة بصحيفة الانتباهة؟

    - هناك مشكلة داخل المنبر ونحن مجموعة قدمنا نصيحة ومذكرة حولها...

    مقاطعة: وما علاقة مشكلة المنبر بإيقاف عمودك، هل هنالك تداخل اختصاصات بين المنبر والصحيفة، أم العلاقة مرتبطة بعمود «أصل المسألة»؟

    - الإيقاف ليست له علاقة بأصل المسألة لا من قريب ولا من بعيد وهي قضية خاصة بالانتباهة حدث خلل وانتبهنا له وقدمنا فيه نصيحة ومذكرة ورد الفعل كان إيقاف عمود أصل المسألة لعدة مرات وعوقبت بإيقاف العمود.

    كم عدد الناصحين معك؟

    - الآن الذين معي عشرة ولكن إذا تطور الموضوع سيكونون أكثر.

    ذكرت أنك عوقبت بإيقاف عمودك، ماذا عن البقية الذين قدموا معك النصيحة؟

    - لم يجدوا ما يعاقبوهم به ولكن لأنني أكتب عوقبت بإيقاف العمود.

    ألم يتدخل المهندس الطيّب مصطفى لتعود إلى الكتابة؟

    - الطيّب عندما كان في مصر طالب بعودتي إلى الكتابة وبالفعل كتبت ثلاث مقالات ثم وقفت وسألت عن أسباب الإيقاف ولم أجد إجابة وفي نهاية الأمر علمت أنهم اتفقوا وقرروا إيقافي لأتنازل عن نصيحتي ولم أتنازل.

    هل تتوقع أن تتطور الإشكالية لانشقاقكم من منبر السلام العادل؟

    - هذا يعتمد على معطيات القضية، هل ستحل بالخارج أم داخل المحكمة، فإذا حلت داخل المحكمة معطيات المحكمة تحدد من يبقى ومن يذهب، لكن إذا حلت بالخارج اعتقد أن أغلب الناس سيكونون موجودين لأنه سيكون هنالك تفاهم أو حلول معقولة ومناسبة.

    التوجه إلى المحكمة من أجل ماذا؟

    - لإحقاق الحق، فإذا تم النصح في حق عام وأنا شخص قريب من الانتباهة والمنبر ومن حقي أن أتبع هذه المسألة حتى القضاء...

    مقاطعة: تتوجه هل إلى المحكمة من أجل الأخذ بنصيحتك؟

    - المسألة فيها حق مالي ولم نختلف في وجهة نظر عادية.

    منذ الانفصال ظلت الحكومة تدعو الى الشريعة، وأوضحت أنها تسعى الى دستور قائم على الإسلام، ما هو السبب الذي جعلكم تسارعون إلى تأسيس جبهة للدستور الإسلامي؟


    - جبهة الدستور الإسلامي شُكلت منذ حوالي سنتين أو ثلاث، وبدأت نشأتها في منبر السلام العادل واستمرت اجتماعاتها في هيئة علماء السودان، وكانت هناك لقاءت في أماكن أخرى حتى أصبح لها مقر، والدعوة الي دستور إسلامي قديمة ولم يبتدعها منبر السلام العادل ولا السلفيون ولا الصوفية فهي فكرة راسخة في السودان منذ أكثر من خمسين سنة.

    هل قدمت لكم دعوة للمشاركة في الدستور القادم كجبهة الدستور الإسلامي؟

    - كجبهة الدستور الإسلامي لم تقدم لنا ولكن كهيئة قدمت لنا.

    ما الذي حدث داخل جبهة الدستور الإسلامي قبل أن تصل الى هدفها هل انشقت؟

    - جبهة الدستور لم تنشق وهي ليست حزباً سياسياً وأشبه ما تكون بمجموعة الضغط، ومهتمة بقضية واحدة وهي الهوية والذي حدث في جبهة الدستور كان تعديلاً في الهيكل برؤيتين مختلفتين، رؤية غالبة ورؤية ضعيفة، وفي الآخر الرؤية الغالبة هي التي سادت وأعادت تشكيل المكتب القيادي والأمانة، والأمر الآن يسير بصورة جيدة ولم يخرج من صفوف الجبهة إلا الأشخاص الذين كانوا مناوئين ومختلفين وهم ناصر السيد ومحمد مالك.

    مجموعة ضغط لمن؟

    - للحكومة، لتطبق الإسلام والشريعة ولن نترك الدستور الإسلامي حتى نموت.

    هل تتوقع نجاح الشريعة فمعظم الممارسات التي تدعيها الأنظمة الإسلامية جعلت البعض ينفر من الإسلام ما قولك؟

    - أخطر شيء أن ترفع شعار الإسلام ولا تطبقه، فلن تنطلي الحيلة ولن ينفر أحد لأن هؤلاء لم يطبقوا الإسلام أو يدعوا بأنهم يطبقوا الإسلام.

    هل تتوقع أن تطبق الشريعة في السودان علماً بأنه لم يطبقها نظام منذ عهد سيدنا عمر بن عبد العزيز؟

    - لا تسألي أسئلة تورطك هل لك شك في الكتاب أو السنة!!.

    مقاطعة... لم أتحدث عن الكتاب والسنة، ولكن عن تطبيقهما فنحن نسمع الشعارات الإسلامية ولا نرى دولة إسلامية؟

    التطبيق تطبيق بشر والخالق يحاسبهم، وهذا شيء طبيعي، فإذا لم يطبقها فلان أو علان، فهذا لا يعني أنها لا تطبق، فعندما أنزل الله الكتاب وقال احكموا أنفسكم بالكتاب، فهذا يعني أن تطبيق الكتاب جاهز، ولأنها لا تطبق كونها جبهة الدستور .

    إذا أخذنا التطبيق أنتم كهيئة علماء السودان محسوب عليكم بانكم لا تفتون كثيراً في الفساد وعدم إقامة الحد وغيره، ولكنكم تفتون في سفر الرئيس والمظاهرات وتحالف كاودا؟

    إقامة الحدود عمل قاضي، وحكم الحاكم يرفع الخلاف والفساد نعرفه ولا يوجد شخص كتب في الفساد أكثر مني .

    المراقبون يرون أن ميثاق جبهة الدستور الإسلامي ووثيقة الفجر الإسلامي ما هي إلا ردة فعل لميثاق كاودا ووثيقة الفجر الجديد ما تعليقك؟

    لا استطيع أن أفتي بأنه لم يكن ردة فعل مطلقاً، فقد كان فيه جانب من ردة الفعل، لكن الإشكالية التي نراها في جبهة الدستور الإسلامي وهي ليست حزباً سياسياً ولا نطرح فيها قضايا سياسية، وفيها قضية واحدة، وهي قضية الدستور، وأي شيء يمس الدستور نتصدى له، وإذا قارنا ميثاق الفجر الجديد بالفجر الإسلامي نجد أن الفجر الجديد علماني، يسعى الى نسف الهوية جملة وتفصيلا ويدعوا إلى تغيير السلطة بالسلاح ويطرح المواطنة.. والمواطنة أخطر ما يمكن أن يوجد في دستور يحكم السودان، أن يقال أن الحقوق والواجبات تقوم على المواطنة.

    ما هو الخطر في أن تقوم الحقوق والواجبات على أساس المواطنة؟

    - الخطر سوء الفهم.. بعض الناس يظنون أن المساواة هي العدالة، ولكن المساواة شيء والعدالة شيء، فأحياناً تكون العدالة من غير المساواة، وعندما ندعو الى المساواة في الحقوق والواجبات الإنسانية، نحن كسودانيين متساوين في المثول أمام القضاء، ولا نميز ديناً على دين، ولا عنصر على عنصر، ولكن في الواجبات لا يمكن أن نجعل واجب الغني كالفقير، ولا القوي كالضعيف، ولا الصغير كالكبير، فحتى النظام الاقتصادي الإسلامي نظام صارم جداً، وفيه عدالة ليست مثلها، ولم تسمع بمثلها الإنسانية، فحرمة مال المسلم في الدول الإسلامية كحرمة دمه، لذلك لا يمكن أخذ ماله، إلا أن يكون راضياً، لذلك الإسلام أوصي عندما تكون هناك جانحة أو شح في الموارد، على الحاكم أن يوظف في أموال الأغنياء، ولكن النظام العلماني سيفرض ضريبة على المواطن.

    مقاطعة... الآن في الدولة الإسلامية التي نعيش تخت ظلها وترفع شعار الشريعة تفرض علينا ضرائب وزكاة، والزكاة لا تؤخذ من مال الأغنياء فقط، بل أصبحت فرضاً على كل من يعمل أو يدخل سلعة من الخارج، حتى لو كان قد احضرها بالدين أو هدية منحت له؟

    - النظام المالي القائم الآن ليس نظاماً إسلامياً، والجبايات خطر كبير جداً، والنظام الفقهي يجوز للحاكم التوظيف في مال الأغنياء وليس الفقراء في الظروف الاستثنائية ويأخذ على قدر الحاجة، وشرط أن يكون بيت المال ليس فيه شيء، وما يقوم به النظام في أخذ الضرائب والزكاة خطأ وحرام، والأموال التي تأخذ من التجار غير الزكاة تعتبر مكوساً، والمكوس هو المال الذي يؤخذ من الكلف على غير الوجه الشرعي، وصاحب المكس في النار، يقال يوم القيامة ربنا يدني كل عبد من عبيده وكل أماء ويخاله في إذنه بما فعله في الدنيا، فإن شاء غفر له وإن شاء عذب إلا صاحب المكس فإنه يؤخذ ويلقى في النار.

    مقاطعة... وأين أنتم- كهيئة علماء السودان- من كل ما يحدث في النظام المالي القائم؟

    - هيئة علماء السودان رأيها واضح بأنه ليس في المال حق سوى الزكاة، وأنا عضو الهيئة منذ عشر سنوات، والفتوى في الهيئة مرتبة، وليس من حق كل شخص أن يفتي باسم الهيئة، ولكني اكتب رأي الشخصي عبر مقالاتي الصحفية، وليس باسم الهيئة.

    يرى البعض إننا شعب يتعالى بعضنا على البعض بالرغم من إننا مسلمين بالإضافة إلى أننا متعددو الثقافات واللهجات، لذلك ينادي كثيرون بالحقوق والواجبات على أساس المواطنة ما تعليقك؟

    - من يتعالى غلطان، والتعددية لا تفرق في شيء لقوله تعالي (إنا خلقناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله اتقاكم) المواطنة التي يتحدثون عنها هي الأساس الوحيد للحقوق والواجبات، فالآن السودان فيه 98% مسلمين، لذلك ليس من حق غير المسلم أن يحكم لأن الحكم بالشريعة، وهو شخص غير مسلم فنحن أغلبية 98% فهل نقبل أن يحكمنا من 2%.

    مقاطعة.. وإذا اختاره الشعب؟

    - الدول المتقدمة في دساتيرها لا يحق لبعض المذاهب أن تحكم كما في أمريكا وبريطانيا، ويجب أن نحترم غير المسلمين، ونحترم عبادتهم، فلا إكراه في الدين، لكن لن نطلق له يده في المجتمع كي يغير الهوية.

    هل إبعاد الأمين العام السابق لجبهة الدستور الإسلامي ناصر السيد تم بموجب خلافه مع رئيس منبر السلام؟

    رئيس المنبر لم يختلف مع ناصر السيد، ولكن كان هناك حراك معين بالجبهة في اطار ضيق جداً، متمثل في رؤية لأشخاص لا يزيدوا عن أربعة في المكتب القيادي للجبهة، وكان لديهم موقف من المنبر وهذا الموقف كان خاطئ.

    وما هو هذا الموقف الخاطئ؟

    - كانوا يظنون أن المنبر يريد أن يستولي على جبهة الدستور، وهذا موقف غير صحيح وليس للمنبر فكرة كهذه، وهو مكون واحد من مكونات الدستور، فالجبهة تتكون من أفراد وجماعات وليس لها شكل محدد تشترطه للانضمام تحت لوائها.

    ما هي طبيعة خلافكم مع ناصر السيد؟

    - ليس لنا خلاف، ولكن ناصر السيد كان يغلب سوء الظن مع إخوانه في الجهة وهذه مضرة وغير مفيدة، وأيضاً كان يريد أن يسوق آرائه الشخصية وقناعاته من داخل جبهة الدستور والمنصب في الجبهة تكليف ليس فيه عائد، والتمسك به شيء غير جيد، ويزرع في الجبهة جذور غير طيبة، لذلك طلبنا بشخص زاهد إذا طلبنا منه شيئاً لا (ينقنق) أو يفسر الأشياء بتفسيرات أخرى، فالأخ ناصر وأحمد مالك يفسرون تفسيرات غير صحيحة.

    ألم يكن منصب ناصر السيد قد تم بالترشيح؟

    - الفترة التي اختير فيها ناصر السيد أميناً عاماً كانت في الفترة الأولى بالرغم من أننا عندنا عليه مأخذ.

    ما هو هذا المأخذ ؟

    - كلامو كتير وقد اعترف هو بذلك، وكثيراً ما يخرج من الاجتماع ويسرح ثم يرجع، وخلفيته الحزبية كانت الحزب الاشتراكي الإسلامي، ونحن ننظر لهذا الحزب بريبة شديدة، فالإسلام كامل ولا يحتاج لاشتراكي، وتاريخ ناصر نحن نعرفه واختياره كان في تلك الظروف، وهذا لا يعني انه سيكون في المنصب مدى الحياة، وعندما رأى إخوانه ضرورة التغيير غيرناه.
                  

05-01-2013, 08:30 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الهندى عز الدين هو الاخر بانت عليه اثار احداث ام روابة فتشجع وانتقد هو الاخر لعله احس بقرون استشعاره ذهاب الوالى العيان والوزير اياه المعنى بالجيش والدفاع عن نظام المؤتمر الوطنى ..
    اقرا جراءة الهندى فى النقد وفسر وتامل كمان كما يقول ملاسى ..


    افتراءات "زاكي الدين" و(شفقة) "غندور"!

    الهندى عز الدين

    { اتهامات ضعيفة، لا تسندها أدلة ولا منطق، تلك التي رمى بها والي شمال كردفان "معتصم ميرغني زاكي الدين"، أحزاب المعارضة، مؤكداً أنها قدمت (معلومات) للجبهة الثورية وقطاع الشمال، ساعدتها في تنفيذ عملية "أم روابة"!!
    { الأغرب أن السيد الوالي تباهى بأنهم في حكومة ولاية شمال كردفان كانوا يعلمون بالهجوم الغادر قبل (يومين) من وقوعه، وأنهم وضعوا ترتيبات لتأمين الولاية من جهة (جبل الداير) و(خور الرهد)!!
    { وبمثل هذا الاضطراب في المواقف والأداء والاهتزاز في التصريحات، كان لا بد أن يتعرض موكب والي شمال كردفان للحصب بالحجارة عند زيارته "أم روابة" بعد خروج (الغزاة) سالمين.. غانمين، وكأنهم كانوا في رحلة صيد برية على رمال (الغرّا.. أم خيراً جوه.. وبرّا)!!
    { يشن "زاكي الدين" هجوماً على أحزاب المعارضة (المسكينة) ما بين "الخرطوم" و"الأبيض"، ويتهمها بتسريب المعلومات إلى متمردي (قطاع الشمال)، بينما (الجاني) والمجرم المعترف - على الملأ - بجريمته هو (القطاع) وليس (الأحزاب)!!
    { يعترف المجرم بجريمته عياناً وبياناً عبر وكالات الأنباء والفضائيات، بل ويزعم أن قواته في طريقها إلى "الخرطوم" لتنفيذ المزيد من (الجرائم)، ورغم ذلك تعلن الحكومة على لسان بروفيسور "غندور" أنها مستعدة للتفاوض في مايو القادم مع المجرم (القاتل) فور تسلمها دعوة الوساطة الأفريقية!!


    { إذن، علام يهاجم والي شمال كردفان أحزاب المعارضة، على زعمه بتسريب المعلومات؟! أي معلومات يا "زاكي الدين"؟!
    إن متمردي (قطاع الشمال) في جبال النوبة أعلم بطرق و(دروب) و(جبال) و(خيران) و(قيزان) كردفان، أكثر من منسوبي الأحزاب السياسية، وليسوا في حاجة إلى المعلومات، فهي يا سيادة الوالي (على قفا من يشيل)!!
    { إذا كان "غندور" يعلن بالفم المليان أنه مستعد باسم الحكومة للسفر إلى "أديس أبابا" قبل أن تجف دماء الأبرياء من أهالي "أبو كرشولا" و"أم روابة"، فإن الأفضل للسيد "زاكي الدين" أن يلتزم الصمت، ويستغفر الله بكرة وأصيلاً، بعد أن يحاسب نفسه، وحكومته، وسلطات الخرطوم على هذا التقصير الفادح والكبير.

    { أية مفاوضات مع هذا (القطاع) المجرم قبل (رد) الحكومة القاسي عسكرياً، يعني المزيد من استبداد المتمردين.. المزيد من وقاحات "عرمان" الذي استفز "غندور" ووفده قبل أيام في "أديس" عندما قال لهم: (نحن نحتل 40% من أرض جنوب كردفان)..
    { دماء الأبرياء لم تجف بعد يا بروفيسور "غندور".. فلماذا العجلة و(الشفقة) على مفاوضات (عبثية) جديدة؟!
    { قلبي على وطني




    -----------------------

    الا ان يوسف عبد المنان وهو من كتاب المؤتمر الوطنى ايضا يرى الامر من زاوية اخرى اشمل من زاوية الهندى ..
    شوف عبد المنان وكيف يمن على قومه بالراى



    أفعالا- لا أقوال!!
    29/04/2013 15:39:00
    يوسف عبد المنان


    هل ماتت فينا النخوة والشجاعة والمروءة، وانطفأ بريق الثورة، وأحال الإحباط وخيبات الأمل أولئك الأشاوس - الذين حرروا توريت وكتبوا في سفر التاريخ ملاحم خور "إنجليز" و"سندرو" - إلى متكأ التأمل والحسرة.. وهل دبت الشيخوخة في أوصال الحكومة والأرض منهوبة والعرض مغتصب في "أبوكرشولا"؟!


    أين تلك الحشود التي كانت تزحف نحو القيادة العامة وتطالب بتحرير "نمولي" والجيش الشعبي على أبواب "يوغندا" يشكو السودان لمجلس الأمن خوفاً على عرشها؟ أين نحن اليوم وقوات التمرد تبلغ مدينة "أم روابة" في شمال كردفان.. تدخلها صباحاً تنهب وتقتل، وردة فعل الخرطوم باردة لا ترقى لمسار الأحداث وتصاعدها.. وقد تبدى غضب الجماهير على والي شمال كردفان أمس في مدينة "أم روابة" حينما وصلها متفقداً حالها بعد (24) ساعة من دخول التمرد المدينة، وبث الأهالي غضبتهم في الوالي وحكومته، ولكن الوالي المسكين لا يملك فعل شيء وأرضه تستباح في رابعة النهار الأغر، والخرطوم شعبياً لا تهز أخبار التصفيات والاغتيالات شعرة في جسدها.. والخرطوم الرسمية في شغل عن الأحداث في الميدان بالمؤتمرات الإقليمية التي تبدد الثروة والمال في ما لا طائل من ورائه..


    والتصفيات الانتقائية والانتهاكات البشعة لحقوق الإنسان من قبل الحركة المتمردة تبلغ حد إحراق الأطفال في "الدندور".. وأمس (الأحد) ارتكبت الحركة الشعبية مجزرة بـ "أبو كرشولا" وهي تذبح الشهيد العالم "محمد أبوبكر" من الأذن اليمنى حتى اليسرى، وسط فزع السكان، ويعلن المتمردون جهراً أن كل منسوبي المؤتمر الوطني مستباح عرضهم ودمهم، والمؤتمر الوطني في الخرطوم يبني مركزه الجديد و(يتدبر) شؤونه السياسية، ولا ينهض إلا قليل من المخلصين الأوفياء لمسح دموع الحزانى والمفجوعين.
    هل الرجال الذين كتبوا في سفر التاريخ ملاحم البطولات في الجنوب أكلتهم دودة الأرض أم رحلوا عن دنيانا؟! الرجال هم الرجال والقوات المسلحة هي صانعة التاريخ، وهي تحمل على ظهرها السياسيين، ولكنها في كثير من الأحيان تجد نفسها ضحية لأخطاء غيرها..
    والقوات المسلحة ليست مسؤولة عن تفكك الجبهة الداخلية، ولا هي من كانت سبباً في تفشي القبيلة والعنصرية والجهوية حتى أصبحت الجبهة الداخلية مفككة ضعيفة، لا تشعر حتى بانتهاكات التمرد لقلب السودان.


    ما يحدث الآن في جنوب كردفان بات مهدداً لأمن الخرطوم، وليت الخرطوم تحسست وجودها وأقبلت على علاج مر لداء تفشى ومرض أخذ يتمدد في الجسد. والعلاج إما توحيد الجبهة الداخلية ودفع استحقاقات الوحدة فقداناً لمقاعد وامتيازات، وإقرار سياسات توحِّد ولا تفرق وتعيد السودان للأمس القريب، حينما كانت دارفور هي عصب ولحم المشروع الدفاعي، وجبال النوبة ترياق لكل اختراق، والجزيرة هي الأمل، والشمالية هي العطاء.. وإذا لم تُقبل الحكومة على مشروع توحيدي للسودانيين حتى يقاتل الجميع التمرد ويحجّمون وجوده ويقتلعون أظافره ويردوه إلى أطرافه البعيدة ثم التفاوض بعد ذلك.. ودون ذلك فلتتنازل الحكومة لما يطلبه المتمردون وتمنحهم ما يريدون.. ولا طريق ثالث في هذا المنعطف الذي دخلت فيه بلادنا.. ولكن هل أنت عزيزي القارئ تشعر بالمخاطر كما نراها نحن في جنوب كردفان؟!




    ------------------

    ولكن اجمل مما بالاعلى ما كتبه عبد المنان بوضوح عن بطولة زائفة لجماعة الانقلابيين مجموعة ودابراهيم

    وكيف استطاع بكل شجاعة قول راى تحاشاه كثيرون من اهل الحكم اهل المؤتمر الوطنى وظلوا يهمزون ويلمزون فقط


    البطولة الزائفة
    27/04/2013 17:39:00
    يوسف عبد المنان


    منذ خروجه من السجن بالعفو الرئاسي بات الضابط المتقاعد "ود إبراهيم" في دائرة الضوء الكثيف.. سواء بتوافد القيادات السياسية نحو منزله كعادة السودانيين في المطايبات والتآزر في الأفراح والأتراح أو بنشاطه الكثير وسط أهله بمنطقة العبيدية التي قرعت الدفوف ورفعت السيوف كما رواها الصحافي النابغة "طلال إسماعيل". "ود إبراهيم" الذي قاد محاولة انقلابية شكك فيها من شكك وصدقها من صدق في بداية الاعتقال كان الكثيرون ومن بينهم هذا القلم يعتقد ويظن أنه اعتقل لأسباب أخرى لا علاقة لها بتدبيره للمحاولة الانقلابية.. وقد تكشف بعدها أن كل ما ذكرته الحكومة عن المحاولة الانقلابية صائباً ونحن المتشككين كنا على خطأ يتوجب علينا الاعتذار علناً لمساهمتنا في تضليل الرأي العام وإثارة شكوك حول حقائق دامغة.. حيث اعترف "ود إبراهيم" وجماعته من العسكريين بتدبيرهم للمحاولة الانقلابية ولكن الذي يحدث الآن شيئاً مثيراً للتعجب والدهشة..


    أن يصبح الانقلابيون أبطالاً تحملهم الجماهير على الأعناق ويتوافد لزيارتهم بعض المسؤولين في جنح الظلام وآخرون من المفصولين والمبعدين من السلطة في رابعة النهار الأغر.. وشباب يهتفون ونساء يطلقن زغاريد ومقالات تمجد من سعى للانقلاب على نظام مهما اختلف الناس حول الكيفية التي جاء بها في 30 يونيو 1989م، إلا أنه الآن أصبح نظاماً ديمقراطياً أنتخب الرئيس "البشير" من الشعب وتعهد بإجراء الانتخابات في موعدها عام 2015م،



    فكيف (نهلل) ونحمل ضابطاً دبر محاولة انقلابية في هجعة الليل لتغيير نظام ديمقراطي. { نعم يعتبر اللواء "ود إبراهيم" من الضباط المجاهدين له إسهاماته في سنوات الحرب بجنوب البلاد وله دوره في الإنقاذ منذ مجيئها حتى انقلابه عليها، ولن يهضم أحد حقوق "الترابي" و"إبراهيم السنوسي" ولا "مكي بلايل" و"أمين بناني" ولكن أن ينقلب ضابط في القوات المسلحة على قائده ويحرض الجنود على قيادتهم ويخطط للقفز على السلطة والزج ببلادنا في مغامرة جديدة تبدأ بحظر الأحزاب وحل النقابات وإعلان الطوارئ وإغلاق الصحف وإصدار المراسيم الثورية من الأول حتى الألف. مثل هذا الفعل والسلوك ينبغي أن يواجه بالرفض والإدانة والشجب لا التحريض عليه كما تبدى ذلك من سلوك بعض المحيطين بالأخ "ود إبراهيم" ممن لهم أجندتهم التي دفعتهم (للتعلق) بالانقلابيين بعد أن عفا عنهم الرئيس ساعة مقدرة، وكان أحرى بالذين (التفوا) حول الانقلابيين إسداء الشكر والتقدير لرئيس الجمهورية الذي صفح وعفا وتذكر صلات القربى وزملاء المهنة الذين سهروا معه الليالي لتنمو بذرة الإنقاذ في أرض السودان. ولكن أن يصبح "ود إبراهيم" وجماعته من الانقلابيين أبطالاً تحملهم الجماهير على الأعناق! لا يعدو هذا السلوك إلا تشجيعاً للتمرد على السلطة وتحفيزاً للانقلاب عليها، فبئس قصر النظر وعمى البصيرة لقوم لا يعقلون!



                  

05-02-2013, 07:49 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    أسرة صلاح قوش : حياته في خطر
    May 1, 2013
    (عبدالوهاب همت- الراكوبة)


    أفاد أحد أفراد اسرة مدير جهاز الامن السابق الفريق صلاح قوش أنه وبعد أن أفرجت الحكومة عن عناصر جهاز الامن يوم الثلاثاء الموافق 30 أبريل والتي كان قد ألقي القبض عليها ضمن قائمة الذين شملهم الاعتقال كمتهمين في المحاولة الانقلابية أن الامر قد أصبح واضحا وجليا في أن الحكومة تستهدف ابنهم صلاح قوش وتسعى لاغتياله معنويا وسياسيا.


    وقال ان لجنة التحقيق التي كونها النائب العام مهمتها الاساسية هي التسويف والمماطلة ، وكان يتوجب عليها أن تقوم فورا بنقل قوش من مباني جهاز الامن الى أي سجن عمومي خاصة وانه تم فتح بلاغ ضده وتحويل ملفه الى النيابة وهذا يعني حتمية تحويله أي أي سجن عمومي يكون خاضعا لسلطة النائب العام .


    وأضاف أن هناك العديد من الطلبات أمام النائب العام لمقابلة المتهم لمحاميه, لكن النائب العام يتذرع بحجج واهية مثل أن التحقيق لم يكتمل بعد, ونحن طالبنا كأسرة بترحيله من مباني جهاز الامن لانهم خصومه الاساسيين وهو بمثابة رهينة في أيدي اعدائه, وأن اللجنة التي كونها النائب العام تضم عضوين من جهاز الأمن, ونحن لدينا طعن حول تكوين هذه اللجنة والذي علمنا به أن لجنة التحقيق هذه والمنوط بها أن تتابع عملها ليل نهار لم تجتمع منذ عشرة أيام, واللجنة هذه عاجزة تماما عن اتخاذ أي قرار بخصوص هيئة الدفاع . ووفقا لرواية ممثل الاسرة فان صلاح قوش يعتقد أنه جاهز للمحاكمة والتي يجب أن يقدم اليها فاما براءة واما ادانة.
    ويقول ممثل الاسرة انه لامناص أمامهم سوى التصعيد, وقال ان لجنة الدفاع عن قوش ستجتمع صباح الغد الاربعاء الاول من مايو في مكتب الاستاذ نبيل أديب رئيس المجموعة وعضوية الاستاذ علي السيد ومجموعة من المحامين يمثلون قوى سياسية مختلفة وستتحرك لجنة الدفاع بعد الاجتماع لمواجهة تعسف لجنة التحقيق التي كونها النائب العام والتي فشلت في الرد على خطابات هيئة الدفاع أو نقله للسجن العمومي ولم تكمل تحقيقاتها , كما ستطالب هيئة الدفاع بمقابلة المتهم وستطالب النائب العام بتسليمهم ملف القضية.


    وأوضح المصدر أن زوجة صلاح قوش وابنته الكبرى وابنه سمح لهم بزيارته ظهر اليوم (أمس) لفترة 25 دقيقة بحضور ضابط من جهاز الامن وتم منعهم من الحديث عن أي شيئ سوى وضعه الصحي , وأنه عندما كانوا يحاولون سؤاله عن أي شيئ آخر كان ضابط الامن المرافق يمنعهم وبحسم.وقد تم منع ابنه الاصغر وابنته الصغرى من الدخول لمقابلته.
    وحسب افادته فان هيئة الدفاع ستقوم صباح الغد بوقفة أمام مكتب النائب العام والمدعي العام مطالبين بنقله من جهاز الامن لان فترة اعتقاله القانونية قد انتهت.


    وقال ممثل الاسرة أن قوش يعيش في عزلة تامة حيث يحتجز في غرفة ملحق بها حمام ولايسمح له حتى في أداء صلاة الجمعة في شكل جماعي وأنه لايعرف شيئا حول مايدور لاداخليا ولاخارجيا ولايصله سوى الاكل والشراب والدواء..
    وختم مؤكدا أن جماهير مدينة مروي سيخرجون عن بكرة أبيهم في مسيرة كبرى فجر الاثنين الموافق السادس من أبريل تضامنا مع ممثلهم البرلماني وقال ان هناك تذمرا شديدا من الموطنين هناك وأن الحكومة اذا لم تستجب لمطالبهم فان العواقب بلاشك ستكون جسيمة


    ------------------

    الأجهزة الأمنية تقمع تظاهرة (سائحون) وتكسر يد احد افراد المجموعة
    May 1, 2013
    (حريات)
    تظاهر أعضاء مجموعة (سائحون) أمس الثلاثاء بالخرطوم – ميدان جاكسون – للمطالبة باطلاق سراح بقية المعتقلين فى المحاولة الانقلابية الأخيرة .
    وتبقى من المعتقلين على ذمة المحاولة عدد من المحتجزين ابرزهم مدير جهاز الأمن السابق صلاح قوش .
    ولاول مرة فى مواجهة احتجاجات (سائحون) قمعت الاجهزة الامنية التظاهرة بعنف مفرط ، فاعتدت على المتظاهرين بالضرب بالهراوات ، وكسرت الشرطة يد جميل الله – وهو من المشاركين في معركة الميل اربعين وفقد فيها عينه ، كما اعتقلت حوالى (15) فرداً من المجموعة أطلقت سراحهم لاحقاً ، ومن بينهم : أسامة عيدروس, مصعب حمزة, عثمان فقيري ، محمد عباس الفادني، عمر عبد الفتاح .
    وقال متحدث باسم المجموعة ان (هذه الاحتجاجات لن تكون الاخيرة سنتظاهر الجمعة المقبلة من مسجد جامعة الخرطوم بشكل موسع لنطلق سراح الوطن باكمله


    --------------

    «علماء السودان» تطالب بإعادة المصحف من السفير الأمريكي
    الانتباهة

    نشر بتاريخ الخميس, 02 أيار 2013 08:39
    الخرطوم: علي البصير
    أصدر أمين دائرة الافتاء بهيئة علماء السودان الشيخ د. عبد الرحمن حسن أحمد، فتوى بشأن إهداء المصحف للسفير الأمريكي، وطالب من قام بهذا الفعل الآثم بالتوبة فوراً وإعادة هذا المصحف، وإلا فإنه يتحمل إثم ما يفعله هذا الكافر بهذا المصحف. وقال في نص الفتوى التي تحصلت «الإنتباهة» على نسخة منها: «إن ما قام به بعض المنتسبين للدعوة الإسلامية من إهداء المصحف لبعض الكفرة أمر محرم شرعاً، وذلك لقول الله تعالى «لا يمسه إلا المطهرون»، وقوله تعالى «إنما المشركون نجس» وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يمس القرآن إلا طاهر». وعلى ذلك قرر الفقهاء أن بيع المصحف أو إهداءه لكافر لا يجوز وذلك لأمرين هما نجاسة يد الكافر ومخافة أن يدنسه إن انفرد به. وجاء في نص الفتوى: «أنه ورد في الموطأ النهي عن حمل المصحف إلى أرض العدو حتى لا تناله الأيادي الخبيثة لعظمة الكتاب.



    ----------------

    و«قـــال الجـــراح علـــي عثمـــــان»


    اسحق احمد فضل الله

    نشر بتاريخ الأربعاء, 01 أيار 2013 09:09


    > والمشرط صغير نظيف حاسم.
    > وأحداث أمس الأول لها كل صفات المشرط.
    >.. ولها لسان فضَّاح.
    > والأستاذ علي عثمان يحدث في أم روابة.
    > وبدقة دقيقة ينطق بعشرين كلمة.. وهي عزاء من هنا.. ولا تفاوض من هنا.. يعني أن «وقت الكلام انتهى».
    > وبدقة دقيقة كان جيش آخر ينطلق في تناسق ليقول شيئاً آخر.. آخر تماماً!!
    > وبـ «إلهام» غريب، التلفزيون وبعد نصف ساعة من حديث على عثمان يجمع المنتخب العتيد «ضياء الدين بلال وسامية وآخر» ليقولوا
    : نفاوض.. نفاوض!!
    > وبدقة دقيقة الصحف تنطلق فيها أقلام معينة «عثمان ميرغني وفرقته المتحدة» ليقولوا
    : نفاوض.. نفاوض.
    > وما يذهل هو «الوحي» الذي ينزل على كل هؤلاء في ساعة واحدة.
    > وبدقة دقيقة جهة ما تجعل الصحف تتجاهل حديث نائب الرئيس كله.. وتحشره بين سيل آخر من الحديث.
    > ومثلها فصاحة الأحداث تجعل لكل حدث ظلالاً أثقل من جسم الحدث.
    > والأستاذ علي عثمان الذي يزور منطقة حربية «أم روابة» يتعمد ألا يصحب معه وزير الدفاع!!
    > وبدقة دقيقة الأستاذ علي عثمان يجعل طائرته تتجه إلى الأبيض حين تقلع طائرة وزير الدفاع متجهة إلى أم روابة!!
    > وبدقة دقيقة البرلمان يعلِّق جلسته حتى حضور وزير الدفاع «حتى يجيب» أو يعجز.. كلمة نهائية.
    > وبدقة دقيقة يلتقي أمس الأول كل وزراء الدفاع السابقين وكل رؤساء الأركان السابقين وكل قادة المجاهدين السابقين.
    > ويرفعون للرئيس حديثاً دقيقاً.. له نتائج تظهر الأيام القادمة.
    > والأحداث التي لها الآن كل صفات مشرط الجراحة، وكل أجواء الجراحة «دقيقة حاسمة باترة» تجعلنا نكتفي بكلمات لها مواصفات حديث علي عثمان


    -----------------

    نيفاشا فصلت الجنوب ونقلت الحرب إلى الشمال! من كمبالا إلى أم روابة...

    دماء في محليَّة القرآن


    عبد المحمود الكرنكى

    نشر بتاريخ الأربعاء, 01 أيار 2013 09:17


    أم روابة عاصمة عريقة من عواصم الإقتصاد السوداني. وقد أصبحت الأبيض بمساهمة أم روابة وشقيقاتها، عاصمة السودان الإقتصادية في العهد التركي. ولم تكن الخرطوم حينها تقارن بها في (البيزنس). حيث أن (الخرطوم ليست شيئ) بالنسبة إلى الأبيض، كما أوردت مراسلات الحكام الأتراك.
    محلية أم روابة هي محلية القرآن الكريم. حيث يوجد بها مسيد الشيخ البرعي ومسيد الشيخ عبد الله ود العجوز ومسيد الشيخ الشايقي ومسيد الشيخ المجذوب ومسيد الشيخ أبو عزَّة. ذلك إلى جانب (مسايد) أخرى اشتهرت بها كردفان، مثل مسيد الشيخ اسماعيل الولي ومقام الشيخ حاج عريب ود مكاوي وتلميذ ود العجوز الشيخ أحمد الهواري وولده الشيخ المكاشفي الهواري صاحب الترنيمة الدينية (يا ذاكر). وكذلك مسيد (ود دوليب) في (خُرسي) وعبد الله ود أم كتيرة في الأبيض وود الهندي في الرَّهد. لكن محلية أم روابة، تلك المحلية الوادعة، تعرَّضت صباح السبت 72/4/3102م لهجوم دموي من عصابة الجبهة الثورية. وهي نفس العصابة التي قامت في العاصمة الأوغندية بتوقيع (ميثاق كمبالا) لإسقاط الشريعة وإقامة النظام العلماني العنصري في السودان.


    في الساعة الرابعة وتسعة وثلاثين دقيقة وثانيتين عصر يوم الأربعاء 42/4/3102م وصلت معلومات تفيد بأن قوة عددها (51) عربة لاندكروزر مسلّحة، قد خرجت من (قردود چاما) متّجهة إلى (أبو كرشولا) شمال الموريب. وفي تزامن مع تلك القوة خرجت قوة أخرى عددها (002) سيارة مسلّحة، قدِمت من معسكر (أبو الحسن) واتجهت إلى (أبو كرشولا) عن طريق شمال أبو كرشولا. ذلك بالإضافة إلى قوَّة دعم تحرَّكت من أم برمبيطة (الآن) عن طريق جنوب أب كرشولا. ذلك أسطول حربي من (512) سيارة مسلّحة تحرّكت عصر يوم الأربعاء 42/ أبريل 3102م. أيضاً هنالك معلومات عن دبابات توجد اليوم بحوزة قطاع الشمال في معسكرات التمرد. في الساعة الرابعة وتسعة وأربعين دقيقة وإحدى عشر ثانية عصر يوم الأربعاء 42/ أبريل 3102م،


    وردت معلومات تفيد باشتباكات تدور (الآن) ومحاولات لحصار مدينة (رشاد) وإغلاق طريق أم روابة - العباسية - أبو جبيهة. تلك المعلومات تفيد أن عنصر المفاجأة في الهجوم على أم روابة كان غير وارد، عندما اكتسحتها صباح السبت 72/ أبريل 3102م مائة وواحد وخمسين عربة مسلّحة. وذلك نظراً لأن التوقعات بنوايا المتمردين احتلال الطريق القومي كانت واضحة. بينما توزعت أربعاً وستين عربة مسلحة لتشن هجوماً متزامناً علي السميح والله كريم والرهد أب دكنة. وبعد هروب عصابات النهب المسلح للجبهة الثورية، وخوفاً من القصاص العادل، أمسك المتمردون في (أبو كرشولا) بعدد كبير من الرهائن من النساء والأطفال حيث يستخدمونهم دروعاً بشرية. لكن تحرير الأبرياء وتدمير العملاء وشيك. عدد سكان أبو كرشولا (051) ألف نسمة، نتيجة للهجوم الدامي على أبو كرشولا وذبح المواطنين وأسر الأطفال والنساء، نزح عدد كبير من (أبو كرشولا) وما حولها إلى مدينة الرهد. حيث بلغ عدد النازحين في الرهد (31) ألف نازحاً يفتقدون حتى مياه الشرب. الصحف السودانية لم تنشر صور اليتامى الذين فقدوا آباءهم، أو الرجال الذين أختطِفت زوجاتهم وأطفالهم ليصبحوا دروعاً بشرية في يد قطاع الشمال. الصحف السودانية لم تنشر بعد الدماء التي سالت في مسايد القرآن على يد العصابات العلمانية العنصرية المسلّحة. الصحف السودانية لم تنشر بعد الخرائط الإيضاحية لتنقل إلى قارئ الصحيفة (جغرافيا الحدث) التي تقرع أجراس الخطر بقوّة.


    الحرب اليوم ليست في (نمولي) على حدود أوغندا أو (ياي) على حدود الكنغو، بل في الغرب الأوسط السوداني!.
    بعد سقوط القذافي ودخول كتائب القذافي وعصابات القذافي أم درمان بقيادة خليل إبراهيم في 8/ مايو 8002م، جاء اليوم دور كتائب سلفاكير بقيادة عبد العزيز الحلو لتذبح حَفَظة القرآن وتضمّ كردفان بقوَّة السلاح إلي دولة جنوب السودان. ثم في نهاية المطاف يتمّ الزحف إلى الخرطوم لإقامة السودان الجديد. الدرس الأهم المستخلص أن (نيفاشا) التي فصلت الجنوب ونقلت الحرب إلى الشمال، إذا كانت تداعيات الأحداث تسير على تلك الوتيرة، ستعلن قيام دولة السودان الجديد في الخرطوم، هذا إذا لم تكن استراتيجية الخرطوم هي إسقاط حكم الحركة الشعبية في جوبا!.
                  

05-02-2013, 11:24 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    ام درمان .. هجليج .. ام روابة و بالعكس ( منع من النشر)
    May 2, 2013
    محمد وداعة..

    [email protected]

    وفى كل مرة تحدث فيها غزوة يستدعى البرلمان السيد وزير الدفاع للادلاء ببيان عن العدوان السيد الوزيريسهب فى التفصيلات متحسرآ هذه المرة على كميات الغزلان البريئة (قدرها السيد الوزير ب 2 طن )التى التهمتها القوات المعتدية وهى فى طريقها الى حيث استباحت ولاية بكاملها ، وأكثر مايؤلم فيها بعد ضياع الارواح وترويع المواطنين ، هو انه فى كل مرة يقول أن القوات المعتدية كانت مرصودة وان المعلومة كما يثبت لاحقا عن تحركات واحتشاد تلك القوات كانت متوفرة ،


    ولكن لحكمة لانعرفها بالطبع وأستراتيجية جديدة ، وفقآ لنظرية ( فاجأنا العيد) و هى ابتكار سودانى خالص ، حيث يتم انتظار وقوع العدوان ومن بعد ذلك يتم التعامل معه و مطاردة فلوله بعد ان تكون قد انجزت ما ارادت، نعم هى صناعة سودانية خالصة ولايمكن لاحد ان يطعن فى هذه الاستراتيجية اذ لاتوجد بعد دولة شهدت حروبا كالتى شهدتها بلادنا ولاجيوشا حاربت كما حارب جيشنا ! ولذلك على الخبراء فقط ان يبينوا لنا ماخفى علينا من هذه الاستراتيجية ! وفى كل مرة يناقش برلماننا بيان السيد الوزير ويجيزه كما جاء بالقاء اللوم على الطابور الخامس والتسلل و”كنا راجينهم بى هنا جونا بى هنا” ،


    و اننا اذ نعجب فيما يذهب اليه قادتنا فى القاء اللوم على العدو لجرأته علينا وأستغفاله لنا ،وحسب معلوماتنا العامة عن الجيوش والحروب فان التسلل والتمويه هى خدع و فنون عسكرية وليس ” عيبآ ” يلام عليها العدو ويصور الامر كما لو انه اتى أمرا منكرا ، ولاينسى البرلمان وهو يجيز خطاب السيد الوزير ان يطالب الدولة بمزيد من الدعم للقوات المسلحة والتى من فرط مانستهين به من شأننا فيها ان يطالب السيد المحترم وزير الدولة بالمالية الهيئات العامة والشركات الحكومية ويستنفرها لدعم القوات المسلحة ، وبداية هل عليه ان يفصح لنا عن ايفاءه بالميزانية المخصصة لها ،


    تلك الميزانية مع القطاع السيادى التى تتجاوز 80% من ميزانية الدولة ؟ وهل اسنفذت القوات المسلحة ميزانيتها المصدقة ونحن على أعتاب الشهر الخامس حتى يطلب لها الدعم بهذه الطريقة البائسة ، واى قوات مسلحة تلك التى يرجى منها حماية البلاد وتتعرض لمثل هذا العدوان ولايزور السيد وزير دفاعنا تلك القوات ليطلع على أحوالها ولينظر بعينه الى ماجرى الا بعد خمسة ايام على وقوع العدوان ، وبماذا هو مشغول ياترى أن لم يشغله هذه الأمر ، وهل التهوين من أمر جلل سيجعله هينا! وهذا الوالى يزيدنا غضبا وهو يحكى ” صولة الاسد” بتصريحاته الفارغة ، وهى كافية ليس لعزله من منصبه فحسب ، بل واقتياده مخفورآ الى المحكمة ” العسكرية” لتفريطه وتهاونه وعدم قيامه بواجباته الدستورية و غيابه عن مسرح الاحداث ،


    ماذا فعل هذا الوالى لرد عدوان يعلم به سلفا وقبل مدة كافية ؟ ، مئات من عربات الدفع الرباعى تجوب ولايته من أقصاها الى أقصاها دون مقاومة تذكر ولايظهر سيادته الا فى اليوم التالى بعد انقشاع غبار المعركة، وعلو غبار المواطنين المنددين به وبسياسته ليفاجئ الجميع باتهامات للطابور الخامس الذى ساعد المتمردين ومدهم بالمعلومات ، اى معلومات سيادة الوالى ؟ ان كان هنالك طابور خامس قد ساعد المتمردين فهو سيادتكم ، حيث وصلت المعلومات اليكم قبل يومين ولم تحرك ساكنا… و نحن ليس بلائموك اكثر من هذا ، فمسؤلية الدفاع عن البلاد و صون كرامتها هى من صميم عمل وزارة الدفاع ، و هو عمل اتحادى تقع المسؤلية الاولى فيه على الحكومة الاتحادية ،


    و لأن الوزير لا يشعر بالحرج و لن يتقدم باستقالته و لن يقال من منصبه الذى اصابه فيه رهق 25 عامآ من العمل المتواصل دون هوادة وحتى يحين وقت خصخصة الدفاع و تقسيم اصول الوزارة من طائرات و دبابات و جنود على الولايات و المحليات بعد الفشل المتكرر للسيد وزير الدفاع فى القيام بواجباته فهو قد قال دائمآ بانه كان لديه معلومات منذ غزوة ام درمان ، و قال بذلك بعد احتلال هجليج ، و لن نصدق ذلك حتى يعلن فى المرة القادمة و على رؤوس الاشهاد ما هى المنطقة المستهدفة ، نعتذر منكم اهلنا فى شمال كردفان فنحن نطعن فى ضل الفيل و ننفخ فى قربة مقدودة و السادة المسؤلين عاملين ( اضان الحامل طرشها ) ،
    و الى اللقاء فى العدوان القادم ( ان شاء الله ) !! ،،

                  

05-02-2013, 04:57 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)


    العتباني يدعو لإنشاء حركة إسلامية جديدة برؤية مختلفة


    الخميس, 02 مايو 2013 11:36 عدد المشاهدات : 14 الاخبار - فى السودانى اليوم



    تقييم المستخدمين: / 2
    سيئجيد



    العتباني يدعو لإنشاء حركة إسلامية جديدة برؤية مختلفة
    الخرطوم: السوداني


    قال القيادي بحزب المؤتمر الوطني د. غازي صلاح الدين العتباني أن السلطة أضرت بالحركة الإسلامية كثيراً، وأفقدتها الروح الرسالية وشغلتها بقضايا التأمين، وعزا ذلك لأنها وصلت إلى السلطة عبر الانقلاب فانشغلت بالحفاظ على السلطة بأي ثمن.


    وكشف العتباني في صفحته الرسمية بـ(الفيسبوك) أمس، عن مطالبته بإعادة استيلاد الحركة الإسلامية برؤية جديدة، أهم ما فيها أن تكون حركة حرة في إرادتها مستقلة بمواردها وأولوياتها، موضحاً أن الحركة الإسلامية الآن هي كيان موظف من قبل الدولة وتابع لها في كل شيء حتى التمويل، لذلك لا يتوقع منه أن يؤدي أية وظيفة رسالية،

    ودعا إلى ضرورة نشوء حركة إسلامية جديدة برؤية مختلفة عما هو قائم ولا بد أن يكون مشروعا مستقلا يحمله دعاة ذوو ضمائر حرة.

    -------------------


    معتمد أم روابة شريف الفاضل لـ(السوداني):-

    أنا لم أهرب من أم روابة


    الخميس, 02 مايو 2013 14:44
    - فى السودانى اليوم



    معتمد أم روابة شريف الفاضل لـ(السوداني):-
    أنا لم أهرب من أم روابة
    أنا رجل مدني وغير مطالب بمواجهة القوات المهاجمة
    أهالي أم روابة طلبوا مني إما الحماية وإما تسليحهم
    (....) لهذا السبب قدمت استقالتي قبل الهجوم
    الأحزاب التي وقعت على الفجر الجديد ساندت الهجوم
    ما يزال أهل أم روابة في حالة غضب مزدوج لما حصل لهم إلا أنهم يطالبون بشكل عاجل محاسبة من تسبب في أن تستباح مدينتهم بهذا الشكل، خاصة والي الولاية، ومعتمدها شريف الفاضل الذي حاصرته (السوداني) بالأسئلة الصعبة والاتهامات التي طالته بأنه كان يعلم وقت الهجوم وغادر المدينة قبل وقوعه فإلى تفاصيل الحوار:

    حوار: خالد أحمد


    نريد تقييم آخر الأوضاع في مدينة أم روابة؟


    الحدث كان كبيراً لأهل أم روابة والسودان، وعبر عن ذلك كل أهل البلاد بالتضامن، لأن الصدمة كانت كبيرة، وأهلنا لم يستوعبوا الحدث ونحاول امتصاص هذا الحدث الكبير. وما تم استهداف من الجبهة الثورية للخدمات في المدينة، حيث دمروا القطاع الاقتصادي من كهرباء ومياه وبنوك، وهي عملية كانت سياسية أكثر منها عسكرية، وآثارها كانت كبيرة، وخرجوا ولكن ما تركوه لن ينسى ولن تمحوه الذاكرة. والآن بعد الحدث مساء نفس اليوم بدأنا مرحلة التعميير وإعادة الخدمات الأساسية
    الضرر كان بنسبة كم؟
    دمروا محول الكهرباء بنسبة 100% ولكن يوجد محول آخر يعمل الآن بعد الإصلاح، ولكن انعدام الكهرباء أدى لتعطل الخدمات، خاصة المياه وعمل المخابز، ولكن هنالك خطة أسعافية بواسطة مولدات كهربائية، حيث جاءتنا من ولاية الجزيرة والأبيض. ونحن الآن أعدنا خطة المياه بنسبة 75% بجانب وجود تناكر للمياة توزع في الأحياء، وهنالك تناكر قادمة من كنانة.
    هل يوجد تقييم أولي للأضرار؟
    كوَّنا لجنة من وكيل النيابة في المدينة وممثلين من الشرطة والأمن والغرفة التجارية والإدارة الأهلية لتلقي البلاغات في الضرر الشخصي بجانب الضرر العام.
    المدينة تضررت بنسبة كم؟
    المدينة تضررت في المرافق، حيث انقطعت كافة الخدمات عن الأحياء، بجانب تضرر المباني الحكومية. حيث احتسبنا عشرة من الشهداء من رجال الشرطة نتيجة العدوان.
    هنالك معلومات قالها والي ولاية شمال كردفان بأن المعلومات عن تحرك القوات كانت متوافرة منذ فترة والمواطن هنا يسأل لماذا لم تتحرك الحكومة لصد هذا الهجوم أو حتى الاحتياط له؟
    تقديرات القوات أن الهجوم سيكون على الأبيض أو الرهد والاحتمالات كانت كلها قائمة.
    هل كنت تعرف أن هنالك هجوم وشيك؟
    بغض النظر عن معرفتنا، ولكن معروف أن في وقت المفاوضات يكون هنالك عملاً عسكرياً على الأرض لكسب مزيد من المكاسب التفاوضية، ومن هذا التوقع كنا نتوقع ضرب مطار الأبيض لإحداث ضجة إعلامية، وضرب أم روابة والرهد والاحتمالات الأكبر للأبيض. ولكن القوة الكبيرة الموجودة في جبل الداير واحتمال وجود قوات أكبر في الأبيض وجبل كردفان جعلتهم يتجهون لأم روابة، لعلمهم أنها منطقة أمن ولا توجد بها قوات، وكانت توجد تعليمات بأن تأتي قوات من بعض المناطق ، ولكن الضربة كانت خاطفة وتعامل معها الطيران وأخراجهم من المدينة. وعموما هذه تقديرات عسكرية.
    هنالك حديث أن قائد العملية العسكرية من مدينة أم روابة ؟
    هنالك معلومات عن ذلك، ولكن نحن نتقصى عنها، ونحن لا يشغلنا كيف أتوا ولكن نتعامل الآن على ما فعلوه في المدينة وتجاوز الآثار وإعادة الخدمات، ولكن الآليات تعمل خاصة الآلية الأمنية، فهي تبحث في هذا الأمر والاحتمال وارد وقائم.
    ما هي قصة الطابور الخامس في المدينة؟
    وثيقة الفجر الجديد التي وقعت في كمبالا وعرفت منهج الجبهة الثورية تعرف أنها تنظيمات سياسية ولديها أحزاب سياسية تنتمي لهذا العمل المسلح، وبالتالي الأحزاب الموقعة لوثيقة الفجر الجديد هي كانت سنداً، وهي موجود في المحلية وموجودة في كل السودان، وهي تمثل سنداً أرضياً ومعلوماتياً للقوات المهاجمة، وعلى الرغم من الشهداء فإن هنالك من يفرحون بهذا الأمر.
    داخل مدينة أم روابة؟
    نعم داخل المدينة ومدن أخرى.
    هنالك معلومات عن اعتقالات تمت لمواطنين بالمدينة؟
    نحن الآن نعمل على معالجة الآثار السالبة للهجوم، وعمل خدمي في المدينة حتى لا نترك مجالا للاستثمار السياسي للجبهة الثورية في تحريض أهالي أم روابة.
    مع ذلك يوجد غضب شعبي عليكم وضح في التعامل مع الوالي وشخصم وأنكم تتحملون الأخطاء التي وقعت؟
    نحن لا نتحدث عن التقصير ونتحمل مسؤوليتنا كاملة، ونحن ننظر للغضب والثورة من أهلنا في أم روابة نتيجة هذا الهجوم، وهو غضب مبرر، ولكن لا نسمح لأحد أن يقوم باستقلال الموقف لأجندة سياسية، وساعة المحاسبة ستأتي لتحديد من المقصر، ونحن سنتحمل النتيجة أمام الله وأمام التاريخ وشعبنا.
    لماذا لا تتقدم باستقالتك في إطار تحمل الخطأ الذي وقع ؟
    *يرد بغضب* أنا استقالتي مقدمة منذ أن عملت معتمداً.
    بعد الأحداث هل ستعيد تقديمها؟
    إذا كنت مقصراً سأقدمها أول شيء، سأقدمها لكم لنشرها في الجريدة.
    كل هذه الثورة ضددكم والاحتجاجات من قبل المواطنين وتقبل أن تستمر في منصب معتمد أم روابة؟
    هي ليست مظاهرات وإنما انفعالات تعبيرية من المواطنين العاديين وكانوا يطالبون منا أن نحميهم أو نسلحهم، وهذا تعبير انفعالي صادق يمثل الموقف، ونحن قدمنا هذا الأمر للنائب الأول للرئيس علي عثمان وهو قال إنه سيستجيب من أجل تمكيننا من حماية المدينة.
    هل هذا يعني أنكم ستسلحون المواطنين؟
    نحن نقول إن المواطنين واجب تسليحهم أو غير ذلك متروك للأجهزة العسكرية، وتسليح المواطنين عمل بالقانون متاح إذا انتسب إلى الأجهزة الأمينة الشعبية، مثل الشرطة الشعبية والدفاع الشعبي أو الخدمة الوطنية. ونحن من خلال هذه المؤسسات المساندة يمكن أن نسلح المواطنين، ولكن نحن لن نسلح المواطنين حتي تصبح المدينة دارفور أخرى، وقد رأت أن الجيش هو الحامي.
    هنالك اتهام واضح لك بأنك وقت الهجوم انسحبت مع أسرتك وتركت المواطنين يواجهون مصيرهم؟
    * يرد بغضب * أنا رجل مدني وغير مطالب بمواجهة القوات المهاجمة وأهل المدينة يعلمون أين كنت وأولادي كانوا في إجازة قبل الهجوم. وهذه القوة كانت تريد عملاً إعلامياً وتريد البحث عن أول شخصية حكومية وهو المعتمد وأن تعمل ضجة إعلامية، ويمكن إذا قبض عليَّ أن تقايض به، فكيف سيكون موقف الحكومة؟.
    هنالك أقاويل بأن الذين هربوا من المدينة ليس المعتمد فحسب وإنما مدير الشرطة ومدير النيابة؟
    إذا كان الحديث صحيحاً لماذا لم يقبضوا عليهم؟. كل القيادات كانت موجودة في المدينة ولكن ليس من الحكمة أن يظهروا في ذلك الموقف وأن يعرفوا أنفسهم.
    حتى أنت؟
    نعم كنت داخل المدينة وأدير المعركة وأوجه وأتلقى المعلومات، وكانت لدي غرفة عمليات متنقلة. ولكن كيف كان هذا الأمر؟، الوقت ليس للبطولات ولكن أنا لم أهرب ووجهت بأن تكون عربتي أمام المنشآت الحكومية وألا تتوقف أمام منزل مواطن حتى يستهدف.
    هنالك حديث عن معلومات دقيقة متوافرة للقوات المهاجمة؟
    هي ليست معلومات دقيقة ولكن تم القبض على بعض المواطنين وسألتهم عن المواقع الحيوية والخدمية في المدينة.
    هل مدينة أم روابة آمنة؟
    هي آمنة منذ خروج القوات المهاجمة، وهي كانت لا تريد القتال والاستمساك بالأرض وإنما هي ضربة عسكرية من أجل هدف سياسي وإعلامي، وإذا تم القبض على أي مسؤول كان سيكون هدفهم قد تحقق بشكل كبير.
    هل كانوا يخططون لأخذك أسيراً؟
    هذا هدف مشرع في مدينة دخلوها.
    هل خرجت القوات لوحدها أم بفعل عسكري من قبلكم؟
    خرجوا وحدهم وتحت تهديد الطيران.
    ما هي التدابير التي ستتخذ حتى لا يتكرر هذا الهجوم؟
    التدابير مستمرة وهنالك تدابير سياسية وأمنية.
    هنالك حديث عن إقامة حامية عسكرية في المدينة؟
    نعم التدابير العسكرية كثيرة ويمكن أن تكون الحامية إحدى الوسائل الاحترازية
                  

05-05-2013, 07:01 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)


    الكاروري يفند رأي (الترابي) حول قتال الملائكة وعمر السيدتين (خديجة) و(عائشة)


    05-05-2013 06:51 AM
    الخرطوم ــ متوكل أبوسن

    فند الشيخ "عبد الجليل النذير الكاروري" ما ذهب إليه الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. "حسن عبد الله الترابي" بأن قتال الملائكة مع المسلمين كان معنوياً. وأكد أن قتال الملائكة مع المسلين حدث بالطريقتين معنوياً ومادياً، مشيراً إلى أن "الترابي" إذا ما نفى المشاهدة لربما كان على صواب، وقال : (أما نفيه لفعل القتل مادياً فهذا غير مقبول). وأكد أن القتل فعلياً قد حدث في معركة بدر الكبرى، وأن هناك من مات هلعاً من المشركين ممن كانوا يراقبون معركة بدر حينما سمعوا أصوات الملائكة في المعركة. وأشار إلى أنه ورد أن من شاركوا في معركة بدر الكبرى قالوا إن (الضرب) وطريقته في جثث المشركين لم يكن بالضرب المعروف والمألوف .
    واستدل "الكاروري" فى رده على "الترابي" بما جاء به القرآن على لسان إبليس (إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ)، ونبه إلى أن سيدنا "جبريل" الوحي كان أحياناً يأتي في صور غير مرئية، وأحيانا أخرى كان يأتي في صور مرئية. وقال لـ (المجهر): (حديث "عمر بن الخطاب" بأنهم حينما كانوا عند رسول الله (ص) جاءهم رجل قال الرسول (ص) لهم إنه "جبريل" جاء ليعلمهم أمور دينهم).
    وشكك "الكاروري" في صحة حديث "الترابي" بأن السيدة "خديجة بنت خويلد" حينما تزوجها الرسول لم تكن في الأربعين وإنما في الثلاثين ، وأن السيدة عائشة رضي الله عنها لم تكن في سن التاسعة حينما تزوجها الرسول (ص ) وإنما في سن السابعة عشرة .
    وأكد الكاروري إلى أن ما ورد حول السيدتين رضي الله عنهما مجرد أخبار وأن من أراد نفيها فعليه الإتيان بالدليل، وقال: (لو شكك "الترابى" في الأرقام لكان مقبولاً ولكن أن يأتى برقم هنا المشكلة وعليه الإتيان بالدليل).
    ورأى "الكاروري" أن الأحزاب الجماهيرية يجب أن تركز في طرحها على ما هو متفق عليه، وقال: (لكن الفتاوى الخاصة والشاذة تؤدي إلى جماعة منغلقة)، واستطرد: (كأنما يريد الشعبي أن ينغلق) ــ في إشارة منه لأمينه العام د. "حسن الترابي" .


    المجهر
    ------------

    شرح تفاصيل لقائه باستافورد
    رئيس أنصار السنة يطالب «علماء السودان» بضبط فتاويها

    الخرطوم:عزالدين أرباب:


    كشف الرئيس العام لجماعة انصار السنة المحمدية اسماعيل عثمان، انه دعا القائم بالاعمال الامريكي بالسودان ،جوزيف ستافورد الي الإسلام بالحكمة والحوار، واعرب عن امله في ان يعتنق الإسلام، وقال نتمني ان يشرح الله صدره للإسلام.
    وقال عثمان في خطبة الجمعة امس بمسجد الجماعة بالمركزالعام ، وخصصها للرد علي تداعيات لقائه باستافورد أخيراً، انهم جماعة دعوية وانه سعيد بجلوسه الي الدبلوماسي الاميركي، في اطار مبادئ الجماعة الدعوية، وقال «ان الرجل جاءنا في دارنا وبدأ حديثه بتعظيم الإسلام».
    واشار الي انه دعا الولايات المتحدة كدولة صاحبة امكانيات ان تعمل لخير هذا البلاد.


    ودعا اسماعيل، هيئة علماء السودان لضبط الفتوى بالبلاد ، وضبط عضويتها ، وحذر من الفتاوى غير المنضبة التي تهز الثقة في الهيئة، وتساءل عن العقاب الذي يناله العضو الذي اصدر الفتوى باسم الهيئة وتطالب برد المصحف من الدبلومسي الامريكي ، وطالب بالتريث وعدم التعجل في الاحكام، وقال «ان بعض الاحكام تتناسب مع الفتوى في اوضاع معينة فقط».


    وقال اسماعيل انه حدث ستافورد عن كل الشؤون الإسلامية من معاملات وعبادات، واخبره بأن الإسلام صالح لكل زمان ومكان ،واشار الي ان السفير الامريكي سأله عن السلفية الجهادية، وابلغه انه لايوجد سلفية جهادية، وان هناك تشويه من اجهزة الاعلام العالمي للسلفية، مبينا انه نقل له ان الجهاد موجود في الإسلام، ولكن الذي يجري في بعض الاماكن باسم الجهاد من قبل بعض المنتسبين للإسلام غير صحيح، كما نوه اسماعيل الى انه اخبر الدبلوماسي الامريكي عن كيف نظم الإسلام وضعية المسلمين في حالة اقامتهم في بلاد كانوا هم اقلية او اغلبية، واشار الي انهم في كل الحال بينهم الاحترام.


    واستنكر اسماعيل بشدة اعابة اهداء المصحف لغير المسلم ، وتساءل كيف يعرف الكافر الإسلام اذا لم يقرأه، وقال انهم قدموا له المصحف ليقولوا له ان هذا دستورنا وهذا رمزنا ورمز كل الشعب السوداني .
    واشار الي انه اذا كان الناس تحرم وفقا لنجاسة الكافر فانه قام باهداء المصحف الي السفير الامريكي مغلفا بالزجاج،واشار الي ان ستافورد ابلغه ان السودان دولة مهمة وانه يتمني ازالة بعض الخلافات لتطبيع العلاقات.
    واشار اسماعيل الي ان السفير الامريكي ابتدر حديثه بتعظيم الإسلام، وكيف ان المسلمين يعيشون في امريكا بالملايين وان حقوقهم محفوظة ولهم دور مؤثر في الحياة الامريكية.


    ------------

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحركة الاسلامية السودانية
    مجلس الشورى القومى دورة 2013-2016م
    دورة الانعقاد الثانية
    البيان الختامى

    الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات وبفضله تتنزل الخيرات والبركات، وبتوفيقه تتحق المقاصد والغايات،والصلات والسلام على الرحمة المهداة والنعمة المسداة سيدنا محمد بن عبد الله الصادق الامين وعلى اله وصحبه اجمعين-وبعد.

    فبعون من الله وتوفيقه عقد مجلس الشورى دورة انعقاده الثانية يومى الجمعة والسبت 22-23 جمادى الاخير 1434ه الموافق 3/4/مايو 2013م بمعسكر الطلاب بالعيلفون تحت شعار قوله تعالى (والذين استجابوا لربهم واقاموا الصلاة وامرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون)
    افتتح الدورة الاستاذ مهدى ابراهيم محمد رئيس المجلس بكلمة رحب فيها بالاعضاء منبها الى ان اجتماع مجلس الشورى ينعقد والبلاد تشهد حلقة جديدة من سلسلة التامر والاستهداف للبلاد مشيرا الى عظم التحديات والمهددات التى تستجوب اتحاد الصف ووحدة الكلمة وقوة التأذر لمواجهة المتطلبات الداخلية والتصدى لها بخطط كلية استراتيجية ومعالجات جذرية،كما اشاد بجهود هيئة المجلس فيما بين دورتى الانعقاد والتى تمثلت فى عدد من الانشطة التنظيمة من لقاءات وزيارت وغيرها.
    وخاطب مجلس الشورى الاستاذ الزبير محمد الحسن الامين العام للحركة الاسلامية السودانية بكلمة دعا فيها الى وحدة الصف وجمع الكلمة والعمل عل تنشيط العضوية والنهوض بها،واشار الى الحراك الواسع الذى شهدته الامانة العامة خلال الفترة السابقة.
    ومن ثم باشر مجلس الشورى القومى النظر فى الموضوعات المدرجة فى جدول اعماله فى جلسات خمس،حيث عرضت عليه خطة الامانة لعامة 2013م وتقرير اداء الامانة العامة للثلث الاول من العام 2013م ولائحتى القيادة العليا وتنظيم اعمال مجلس الشورى القومى،كما استمع المجلس الى تقارير من رؤساء مجلس شورى الولايات،وتقارير عن الاوضاع الامنية والسياسية والعمل التنفيذى بالبلاد فيما بين دورتى الانعقاد,
    وبعد التداول المستفيض اجاز المجلس الموضوعات المدرجة بجدول اعماله مع التصويب والتوجيه.
    والمجلس اذا ينهى جلسات دورة انعقاده الثانية يؤكد على الاتى:-
    1/ يشيد المجلس بالقوات المسلحة ومجاهداتها فى حماية الدين والوطن ويؤكد وقوفه وكافة اعضاء الحركة الاسلامية معها باسنادها ودعمها.
    2/يقدر المجلس جهود الحكومة وسعيها الحكيم لتجاوز اسبابا التوتر والخلاف مع دولة جنوب السودان الشقيقة والشروع العملى فى تنفيذ مصفوفة الاتفاق مما انعكس اثره على حياة المواطنين ومناخ الاستثمار الذى بات مواتيا وسوق العمل الذى اضحى جاذبا كما يشيد المجلس بنجاح مؤتمر الاحزاب الافريقية الذى استضافة السودان مؤخرا مما يعد انفتاحا رشيدا على الاقليم.
    3/يهيب المجلس بكافة اهل السودان واعضائه وكل منسوبى الحركة الاسلامية بالبلاد استنفار كافة الجهود وقيادة المبادرات لتوفير الاحتياجات العاجلة لكل المتضررين من ( غذاء وكساء وايواء) استدعاءً لقيم التكافل والتراحم ونجدة الملهوف.
    4/ينظر المجلس بقلق شديد لاستمرار الاقتتال القبلى فى بعض مناطق دارفور رغم النداءات المتكررة والجهود المبذولة ويدعوا كافة الاطراف لتحكيم صوت العقل واستشعار مسئولية حرمة الدماء واستقرارا الوطن.
    5/ادنة سلوك المعتدين على مدينة ابو كشولا والدندور والمناطق الاخرى بجنوب كردفان ومدينة ام روابة بشمال كردفان ويستنكر الانتهاكات الخطيرة والممارسات البشعة التى تمت ضد المواطنين الابرياء مما يندى له جبين الانسانية وضمير المروءه.
                  

05-06-2013, 09:58 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    من صاحب الانقلاب القادم؟!!


    05-06-2013 04:00 AM
    أبوذر علي الأمين ياسين

    لم يتوقع مساعد الرئيس نافع علي نافع أن يتدخل الجيش ويبطل اتفاقه مع مالك عقار!، كما أجبره ذلك على التودد علناً لعلي عثمان مذعناً وعلى الهواء مباشرة عبر برنامج "حوار اذاعي" بأن قدراته دون علي عثمان وكذلك مكانته!!. كانت لكلمات الجيش التي نشرت عبر صحيفة "القوات المسلحة" وتهديدها العلني واستهدافها المباشر لكل "المؤتمر الوطني"، -"... أيها المؤتمر.. مانفقه كثيراً من ما تقول.. وإنا لنراك فينا ضعيفاً.. ولولا «بقيةٌ من أملٍ» لرجمناك.. وماأنت علينا بعزيز..".

    فعلها ليس في انهيار نافع بل دفعت به للتفكير في لملمة باقي مدنيي الحركة الاسلامية المتصارعين على السلطة في مواجهة البروز الجديد للجيش ولأول مرة على ساحة صراع كانت حكراً ويوظف فيها الجيش نفسه بين المتصارعين. اصبح الحزب (العريض) عُرضة للاجتياح (العسكري) المعلن، وعز على نافع بكل الزخم الذي رسمه ورسخه لشخصيته أن يستقيل، بل فضل أن يلحس كوعه واتفاقيته، وكان موقف الجيش دافعاً له للاستعداد لمعركة لم تكن ضمن افق الصراع حول كرسي الرئيس.

    وتوضح عملية الجيش ضد قوات التحرير والعدالة علي بعد 40 كيلو من مدينة الفاشر، كيف أن الجيش كان من ادوات الصراع الفعالة بين اقطاب المؤتمر الوطني!!. بل توضح أن التمادي في توظيف الجيش لم يقتصر على رموز وقادة المركز من الاسلاميين وبينهم، بل تطور ليكون أداة للصراع بأيدي ولاة ضد من يتهدد موقعهم. توضح ذلك العملية التي وقعت بولاية شمال دارفور ضد قوات السيسي أو حركة التحرير والعدالة، والتي ادت لتبادل الاتهامات بين التجاني السيسي ووالي الولاية عثمان كبر والتي دخل على خطها بحر ابوقردة وزير الصحة الاتحادي في اعقاب تلك العملية التي انتهت باحتفال الوالي بها في سابقة تعد الاولي اذ لم يشهد الاقليم اي احتفال بانتصار الجيش على الحركات المسلحة إلا في واقعة قوات السيسي هذه!!.(راجع بخصوص تلك التفاصيل موقع الشروق، وموقع النيلين نقلاً عن المجهر السياسي).

    كما مثلت اقالة صلاح قوش، انفراط عقد (القوى الضاربة)، وانطلقت المذكرات والتحركات (التصحيحية) التي يقودها المجاهدون أو ما باتوا يعرفون بـ "السائحين".. وبات الانقسام شاملاً في وسط الجيش والامن والمجاهدين وحتي شباب المؤتمر الوطني. وأصبحت الساحات كلها توظف في الصراع الدائر بين اقطاب المؤتمر الوطني من الاسلاميين، بما في ذلك الصراع المسلح بجنوب كردفان والنيل الازرق، ودارفور، بل حتى الحوار مع دولة جنوب السودان كان اداة صراع فعال بين اقطاب الاسلاميين المتنفذين، تدلل على ذلك اتفاقيات الحريات الاربع، وما تبعها من صراع ادى إلى فشلها "المؤقت" الذي كان عنوانة بكاء رئيس وفد المفاوضات وقتها ادريس محمد عبدالقادر.

    اصبح كل ما يحدث يتم تحريكه من داخل المؤتمر الوطني وحكومته، تُوقع الاتفاقات، ثم ينقضها طرف آخر لانها بحساب الصراع تؤثر على وضعهم الحالي والمستقبلي. تسوى القضايا ثم فجأة تجري عمليات عسكرية تعيد كل شئ إلى المربع الاول. كل شئ بات داخل المؤتمر الوطني بما في ذلك الصراع مع القوى السياسية وتوظيفه في دعم مجموعة ضد أخرى، أو توظيفه في التلويح والتهديد ضد خط بدأ في البروز ولو جاء من قمة السلطة.

    ترتب على ذلك انسداد الافق تماماً، فليس بالامكان الجزم بأن اتفاقاً ما سيسير إلى نهاياته برغم أنه لحظة التوقيع عليه لم يعترض عليه احد وربما أُحتُفي به علناً، وبدأ وكانما حوله اجماع غير مسبوق. ولكن المتصارعين بكل شئ قد يدهشونك غداً بأنه لا أمل لأي اتفاق بالعبور إلى فضاء التطبيق بذات أريحية التوقيع عليه رغم عناء المفاوضات وتطاولها الذي هو الآخر لا يخلو من آثار الصراع وتدخل اطرافه فيه كُلٌ بحساباته. بات كل شئ داخل المؤتمر الوطني وحكومته بما في ذلك الصراع مع الحركات المسلحة والجنوب والقوى السياسية.

    سقطت وستسقط كل المبادرات والسيناريوهات التي تتبنى حلاً سياسياً متفاوضاً عليه بين أهل السودان، لان المتصارعين سيسعون بكل الادوات لإفشاله.ان تَفكك الحزب وانقسام القوات الضاربة – الجيش، الامن –لايمكن ان يدفع بخط ايجابي باتجاه حل سياسي شامل وجامع للكل، ولن يسمح به.بل الذي سيحدث سيكون عن طريق القوة (انقلاب) لانه لا مكان مع المتصارعين ومنهجهم الذي شرحناه لحل سياسي أوتراضي سياسي خاصة اذا تعلق بحكومة قومية ومرحلة انتقالية. انسد الافق السياسي تماماً لم يعد هناك مجال إلا للتغيير بـ (انقلاب) ولكن كيف؟، ومن صاحب الانقلاب القادم؟.

    هناك ثلاثة احتمالات قد يأتي الانقلاب عبرها، ولكن من الصعب تحديد أيهما أكثر حظوظاً وقابلية للنجاح، بل لايمكن ترتيبها أولاً وحتى ثالثاً!!؟. ذلك لأن طبيعة الصراع داخل المؤتمر الوطني والحكومة شائك ومتشابك للدرجة التي قد يقلب فيها الموازين حدث هامشي وبسيط يدفع بتقديم وتأخير احتمال نجاح انقلاب جهة على الاخرى.

    الانقلاب المتوقع قد يأتي من الجيش، او أن ينقلب الرئيس نفسه على الكل، أو يأتي من قبل الاسلاميين استباقاً لأي تحرك عسكري، بعد أن يلملموا اطرافهم خوفاً على وضعهم من جهة ومصيرهم من جهة اخرى. نتناول الأن هذه الاحتمالات واحداً بعد آخر.

    انقلاب الجيش

    احتمال أن ياتي الانقلاب من الجيش بات قويا، خاصة وأن الانقلاب الاخير يوضح أن الانقسام داخل الجيش بات لا يخفى خاصة بين من هم محسوبون من الاسلاميين. فشله على الاقل يعكس ذلك بدرجة ما. لكنه يوضح أن الانقسام طالهم وبقوة، كما يوضح أن التململ آخذ في التفاعل وسط الجيش فالحروب تزداد ولا حل بالافق. وميزانيات الجيش رغم ضخامتها الا أن راداراتهم لا تعمل أو أنها ليست موجودة ( لا احد يعلم)، وسمعة الجيش ومكانته عرضة للاستباحة وفي قلب الخرطوم مركز قيادته، وضربة اليرموك الاخيرة خير دليل. أما أثر الازمة الاقتصادية الراهنة فلا يخفى أثره خاصة وأن الحلول السياسية للحروب الدائرة والتي تنهك الجيش معدومة بل هي غير موجودة بالافق القريب. ورغم كل ذلك يبقى الصراع على وراثة الرئيس هو أقوى الدوافع. فالاسلاميون انتهت تجربتهم الاولي بهيمنة العسكر عليها، وبعد خمسة وعشرين عاماً تقريباً من غير المقبول أن يأتي (مدني ساي) بلغة العسكر ليرث تركة كان على رأسها عسكري. كما أنه وبعد الانقلاب الاخير بات توريثها لأحد قادة العسكر من الاسلاميين مشكلة شائكة!!، فإما أن يحسم أحد الاجنحة المعركة لصالحه ويقود انقلاباً، أو أن يذهب الانقسام بينهم بريحهم ويأتي الانقلاب من حيث لا يحسبون ومن داخل الجيش، فالصراع على السلطة يعمي ويضفي قناعاً كثيفاً يسمح بحركة وساحة للتحرك خارج اطار الاسلاميين وباريحية كاملة.

    نقطة الضعف التي سيكون أثرها كبيراً على انقلاب من قبل الجيش تأتي من القوى الاخرى المحسوبة على الجيش من مجاهدين وقوات الامن الضاربة احدى تركات صلاح قوش، وغيرها من القوات من ما لا نعلمه خاصة مع الانتشار الكثيف للسلاح بين القبائل (الموالية)، والتي كلها تحت سيطرة اسلاميين بطريقة أو بأخرى. وهذه قد تتسبب ليس في افشال تحرك انقلابي من قبل الجيش، بل قد تكون سبب حرب أهلية وفوضي في تصديها لأي انقلاب من قبل الجيش.

    أما نقطة القوة فهي الفوضى الحالية نفسها، وشيوع الازمات وغياب الحلول والتي قد تدفع عكس المتوقع، الجميع بما فيهم القبائل والفصائل المسلحة لتمرير أي حركة انقلابية مهما كان مصدرها، وهذا يصدق على الاحتمالات التي سيرد ذكرها.

    انقلاب يقوده الرئيس

    احتمال آخر أن يقوم الرئيس ذاته بانقلاب على المؤتمر الوطني والاسلاميين تحديداً!!. ليس وارداً ضمن هذا الاحتمال، سيناريو الحكومة الانتقالية التي ستتشكل من القوى السياسية أو غيرهم من أهل الخبرات. بل في الغالب أن يُستعاد مشروع (حزب مؤتمر الامة الاتحادي) بعد نجاح الانقلاب. وذلك لتوفير عدد من الضمانات التي تجعل الامر بيد الرئيس ولدرجة كبيرة مرةً اخرى، خاصة بعد تجربته وخبراته التي كسبها من صراع الاسلاميين والصراع معهم.

    أولاً لقد جرب الرئيس من قبل ذلك، وازاح رمزهم وقائدهم الشيخ الترابي. صحيح أن المبادرة والترتيب لم تكن له، لكنه جرب، ومن وقتها ظل الصراع يدور. فقد بات كل كبار الاسلاميين من من قاد ابعاد الترابي يطرح نفسه هو البديل للترابي بالحركة والحزب والسلطة. وأخذ التنافس بينهم يتحول إلى صراع، لم ينجُ الرئيس منه، فقد كان بعضهم (بل أكثرهم مكراً) يعُد مرحلة ما بعد الترابي أسهل من شرب الماء من سبيل على قارعة الطريق، وكان ينقصه فقط (القبول الخارجي)، وكان اتفاق السلام مع الحركة الشعبية هي قمة الاعداد والاستعداد لتقلد قيادة الحركة الاسلامية (قطع المفاوضات ليشارك في مؤتمر الكيان الخاص أو الحركة الاسلامية) والدولة السودانية، و ربما جائزة نوبل للسلام.

    ثانياً بسبب صراع الاسلاميين لوراثة الرئاسة فقد الرئيس الكثير من الثقة فيهم، وقد جاء الانقلاب الاخير نذيراً بأن أي مثقال ذرة من ثقة يمنحها الرئيس لهم هي خطر بالغ عليه، حتى وسط الجيش مركز ثقل الرئيس وحصنه الآمن. فقد يكون الرئيس هدفاً كما الترابي وبترتيب هو بعيد عنه يشارك فيه عسكريون كما كان الحال معه عند انقلاب الثلاثين من يونيو.

    ثالثاً لقد جرى تفريط كبير بالسماح بتكوين قوات ضاربة عالية التسليح في الفترات السابقة، وابقائها ولمدة طويلة بأيدي اسلاميين، من ما يجعل من تفكيكها أو أيلولة قيادتها لاحد ثقاته أمر غير مفيد كونها بنيت على الولاء لأشخاص أو مجموعات بعيداً عن القوات المسلحة أو غيرها، برغم أن المعلن أنها تحت أمرة الجيش أو الأمن. ورغم ذلك هذا يرجح أحتمال استهداف انقلاب الرئيس للاسلاميين.

    نقطة قوة الرئيس تكمن في الجيش اذ هو الوحيد الذي يستطيع أن يعبر انقسامات الجيش ويقود حركة يسندها الجيش. لكنها ستعود للجيش مرة أخرى بالسيطرة على مقاليد السلطة وبلا تشويش من أي قوى مدنية هذه المرة أو سياسية. ولكن الى أي مدي ستصمد كتلة الجيش هذه فهذا غير واضح. خاصة وأن نقطة ضعف احتمال انقلاب الرئيس تبقى هي القوات الاخرى التي قد تثير الاضطراب في مقاومتها له لدرجة اشعال حرب أهلية شاملة. كما يمثل اتهام محكمة الجنايات الدولية له أقوى نقاط الضعف، فمن الصعب الركون لقوى أخرى مهما كان مقدار السيطرة عليها في أمر هذه المحكمة. وهذا يضعف كثيرا عزم الرئيس على القيام بالانقلاب خاصة وأن أمر المحكمة الدولية هو كرت من الصعب الركون فيه لاسلاميي المؤتمر الوطني فهم طرف في النزاع.

    وقد تنجح هذه الخطوة مرحلياً لكنها لن تجد سنداً وقبولاً شعبياً لمدى طويل من الزمن خاصة وأن الرئيس ظل طويلا بالسلطة، وظلت الازمات والصراعات تراوح مكانها وتستفحل دون حسم. كما أن استسلام الاسلاميين لإزاحتهم أمر غير وارد عندهم بل دونه المهج والدماء. فالبقاء بالسلطة أثمن حتى من الاسلام ذاته.

    انقلاب اسلاميي المؤتمر الوطني

    احتمال أن يقوم بخطوة الانقلاب اسلاميو المؤتمر الوطني ذاتهم. خاصة وأن الممسكين منهم على زمام السلطة لا يرغبون في ذهابها مهما كلف الامر من تكاليف. فقد يدفع بهم الخوف من خطوة العسكريين إلى تشكيل كتلة واحدة في مواجهتهم، فحديث نافع عن قدرات ومكانة على عثمان في اعقاب ضرب اتفاقيته مع مالك عقار تشير إلى أن هذا الاحتمال وارد. خاصة إذا تذكرنا أن المجموعات المسلحة اضحت كثيرة، كما أن إمرتها موزعة بين العسكريين "الاقحاح" و"غير الاقحاح"، ومن هؤلاء وأؤلئك من ولاؤه للتنظيم والحزب أو للدولة أو لفرد. فيكون لهم بذلك مجال لاستخدام السلاح لحسم أمر الصراع على السلطة وكرسي الرئاسة لصالحهم.

    ولعله واضح أن قوة هؤلاء إنما تعود بالاساس للقوات الضاربة التي ظلت تحت أمرة اسلاميين تُبِّعوا للجيش على اعقاب انقلاب 30 يونيو، وظلوا طيلة هذه السنين على رأسه أو خَلفه فيهم من هو من زمرتهم وليس من العسكريين الاقحاح. كما أن هؤلاء ما زالوا يتذكرون تنفيذ انقلاب 30 يونيو بقوة من خارج الجيش لم يكن دور الجيش فيها إلا داعماً وسببا في مرور ونجاح الانقلاب. فليس من المستبعد أن يجدوا دعماً رمزياً يكون كافياً لإتمام عملية حسم استلام السلطة وفقاً لذات الاسس مع اختلاف التكتيكات والاخراج.

    ولكن نقطة ضعف هؤلاء أنهم وفور نجاح استلامهم للسلطة، وقبل أن يستتب لهم الامر، سيتنازعون فيها وبضراوة تفوق ما يجري بينهم الآن من صراع. وليس ببعيد أن من تُوكل له قيادة الانقلاب أن يستلم هو السلطة ويبعدهم ومن أول وهلة. كونه ليست هناك ثقة بينهم ولا توادد إلا على خطر ابعادهم عن السلطة.

    يبقى العامل الخارجي هو المعادل الراجح لصالح اسلاميي المؤتمر الوطني والحكومة، وليس للعسكريين من دعمه نصيب. ذلك أن كل الاتصالات والمعاملات (وتبادل المعلومات) ظلت موكولة للاسلاميين دون العسكريين، توضح ذلك بصورة أوسع من الدهشة وثائق ويكيليكس، ولكن الذي يحسمها تماما لصالح اسلاميي المؤتمر الوطني اللقاء (السري) الاخير الذي جري في بداية النصف الثاني من شهر مارس 2013 بتركيا بين الرجل الثاني في السلطة بعد زيارة لألمانيا للاستشفاء. خاصة وأن مثل هذا اللقاء تكرر مرات وفي فترات اضطراب وتصعيد للصراع الداخلي.

    لكن تكاثر مراكز القوى المتنافسة، وتشابك ملفاتها وحبائلها، تضعف كثيرا اثر هذا العامل. لعدم وجود توافق بين هذه المراكز المتصارعة، أضف لذلك أن الاستفادة من الدعم الخارجي دخل هو الآخر حلبة المتصارعين، وأقوى دليل على ذلك اتفاق نافع الاخير بأديس أبابا والصور التي نشرت في أعقابة مصافحاً هيلاري كلنتون التي كانت أثناء تلك المفاوضات بأديس أبابا. وكذلك كثرة المبتعثين (في الغالب بصورة غير رسمية) لإيصال رسالة أو استقبال أخرى، حيث يقوم كل طرف بتسويق أوراقه للخارج.

    لاتحلموا بغدٍ سعيد. لن يحدث التغيير إلا عبر انقلاب ومن داخل السلطة وحزبها، ستكون أولي نتائج هذا التغيير هو تفتت السودان إلى عدة دويلات، ستكون دارفور أولها وستتبعها أخريات، كما ستنضم بعض مناطق السودان إلى دول الجوار أول هذه المناطق ستكون جبال النوبة والنيل الازرق، وستتبعها مناطق اخرى بالشرق لصالح كل من اثيوبيا واريتريا، والشمال لصالح مصر ليس من بين هذه المناطق حلايب لأنها وقتها ستكون قد حسم أمرها لمصر مع التفتت الكبير للسودان. وسيبقى مثلث حمدي دولة ستُنازعها الاخريات في اسم السودان. أيها السودانيون ...تصبحون على وطن.

    التغيير
                  

05-07-2013, 08:37 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    خطاب مفتوح للرئيس عمر حسن أحمد البشير


    عقيد ركن(م)
    إسماعيل البشارى زين العابدين حسين





    أصدر أوامرك لقادة وحداتك داخل وخارج العاصمه بقفل مخارجها أولا..وقم بالقبض عليهم جميعا
    05-07-2013 03:55 AM
    عقيد ركن(م) إسماعيل البشارى زين العابدين حسين

    بسم الله الرحمن الرحيم

    سيادة المشير عمر حسن أحمد البشير /رئيس الجمهوريه
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


    فكرت كثيرا فى أمر هذا الخطاب قبل أن أقدم على كتابته ,فكرت فى معناه ومضمونه وهل سيصل لسيادتكم أم لا ولكنى قررت أن أكتب فالإحجام عن قول الحق أو تقديم النصح قدر المستطاع وحسب فهمى وإدراكى هو أمر حض عليه ديننا ورسولنا فالدين النصيحه ،وهنا أحاول جهدى نقل ما أحسه ويحسه غيرى الكثير من بنى هذا الوطن. ولابد لى من مقدمه حتى يفقه قولى وبعضا من القصص كى أوضح مقصدى.

    فى بداية عهد الديمقراطيه ونحن بالقياده الوسطى جاء رئيس المجلس العسكرى وفى معيته بعضا من الساده نواب رئيس الأركان وكان ضمن الوفد على ماأذكر تحديدا السيد اللواء(فيصل منصور شاور)عليه رحمة الله وأجتمع بنا فى (جنينة) القياده الوسطى بعد لقائه بالصف والجنود وكان محور حديثه ورئيس المجلس أنهم سيسلمون السلطه فى الموعد المحدد وكنا ضباطا صغار السن والرتبه وكثرت الهمهمات وبعض التعليقات المكبوته مما أوحى إليهم بنوع من عدم الموافقه ..ولكن لن أنسى رفعة أصبع السبابه للواء شاور عندما قال (ياأخوانا الضباط الصغار وكلكم أسمعونى جيد ماتفكروا فى الإنقلابات خلوها تجيكم زى ماحصل لينا نحنا عساكر والملكيه يقولوا ليك نعمل إنقلاب تمش تعمل الإنقلاب لو نجح وحكومتك حققت أى نجاحات يقولوا ده عسكرى قام بالإنقلاب وبس وماعارف حاجه نحن من خطط ونحن من أدار السياسه الخارجيه والماليه وووووو ولو حدثت ثوره وحكومتك طارت يقوم نفس الملكى تلقاه لابس بدله وآخر أناقه وربطة عنق يلمسها كل دقيقه ويشير ليك فى قفص الإتهام ويقول سيدى القاضى الساده هيئة المحكمه إن المتهم الماثل أمامكم قام بخرق الدستور ووووو لمن يوديك السجن أو الدروه)وقد عدت من ملكال بعد 6 أشهر من إنقلاب الإنقاذ وأنا برتبة الرائد وشاءت الأقدار أن ألتقى بسيادته وهو على المعاش وتحديدا فى تعاون سلاح الأسلحه بحضور دفعتى عبد المنعم وذكرته بتلك المقاله وكنت بروح الشباب أرى أن الإنقلاب كان مبررا ولكنه قال لى( يابن أصبروا كلامنا حتلقوه حقيقه)وظننه مغرضا أو حانقا بذهابه ولكن ياسبحان الله..حقا يقول مثلنا العامى الماعندو قديم ماعندو جديد .

    قال القوم الذين شاركوكم تنفيذ الإنقلاب إنهم هم من قام بالتدبير والتنفيذ وعلى فضائية الجزيره يقول أحدهم فى برنامج الإتجاه المعاكس بالفم المليان(أنه كان له الشرف فى المشاركه الفعليه فى تنفيذ الإنقلاب!! )هذا الحديث على الهواء وسمعه العالم وكنت أظن أنه كان يجدر به ألا يقول ذلك إحتراما لك ولتلك المؤسسه التى بإسمها قمت أنت شخصيا بتلاوة البيان رقم (1)وهذا الحديث يدل دلاله واضحه على أنهم هم أصحاب القرار وأنتم واجهه !!ولم ينته الأمر هنا ففى صحف الخرطوم السياره يقول أحدهم وهو منظر من منظرى النظام أنهم كانوا يديرون البلاد بمجلس مصغر يقوم بالتشريعات ويتخذ القرارات وعندما سأله الصحفى عن دور مجلس قيادة الثوره برئاستك وحاول أن يوحى إليه بأنكم كنتم ديكورا لم يتردد فى التصريح صراحة بأن المجلس لم يكن له دور !!!!!!!!

    سيادة الرئيس ...

    لقد سمعنا الكثير ..وقرأنا أكثر ..والمؤسف شاهدنا ورأينا ..عين اليقين ..يقولون أن القرارات حتى الخطيره منها هم يتخذون وينفذون وأحيانا للعلم فقط يقررون !! هل نضع البشير فى الصوره أم لا ؟؟وقد قلت بنفسك فى المفاصله أن هنالك سفيرا تم سحبه من سفارة السودان وتحديدا فى القاهره إن لم تخنى الذاكره تم سحب هذا السفير ولم تك تعلم حتى وجدته شخصيا فأخبرك !!وحتى إعدام إخوتنا (عفوا) رفاق دربنا الذين تم إعدامهم ..هم يقولون أنهم قاموا بكل (شئ) كل شئ سيدى الرئيس !!!وأنك علمت بالأمر بعد التنفيذ!!!هذه الجزئيه ظلت تؤرقنى وقسما بالله لو سالت الدموع كمجرى النيل لن تزيل الغصه !!ففى مهنتنا حضرنا تنفيذ الإعدام العسكرى وكان ضمن عملنا وواجبنا ومن قبل قام الفريق إبراهيم عبود كما قرأنا بإعدام بعض الضباط والمشير جعفر محمد نميرى قام أيضا بتنفيذ بعض الإعدامات ولكنها كانت داخل هذه المؤسسه ووفق قوانينها وبواسطة ضباطها وجنودها وحسب اللوائح ...

    سيدى الرئيس

    تعلمنا وقمنا بتعليم من أتى بعدنا لهذا الصرح أن تنمية الروح العدائيه فى الطالب الحربى والجندى المستجد أمر مرغوب فيه ومطلوب التدريب عليه وممارسته حتى يقوى عود هذا المتدرب ولكن لم نتعلم ولم نعلم أحدا أن يقوم بتنمية روح الحقد والتشفى!!وبكل أسف دخلت هذه الدابه تلك الدار وعاثت فيها وفى بنيها فمزقت وفرقت وقسمت وشرذمت وأدمت القلوب وسمعنا من يقول أنه يريد أن يرى يوما فى فلان !!!وقام القوم الذين وثقت فيهم بالتغلغل فى ذلك العرين الذى جئت منه حتى سمعنا بالإنقلاب الذى قيل أنه كان مزمعا تنفيذه ولكن الغريب فى الأمر سمعنا لأول مره بضباط لهم قبول لدى (المجاهدين)وآخرون يتبعون لأجهزه أخرى !!وأن هنالك قوه ضاربه غير القوات المسلحه!!!!ياسبحان الله!!!حتى وكالة المخابرات الأمريكيه التى ميزانيتها تفوق ميزانية عدة دول تحاول أن تجمع المعلومات التى تجعل من المارينز أكبر قوه عسكريه فى العالم ولم تسع لتحل محل قوات المارينز!!!بل وسمعنا بالتهديد المنشور بأن هؤلاء الذين تم القبض عليهم بتهمة التآمر والإنقلاب لو لم يتم إطلاق سراحهم سيكون هنالك أمرا آخر !!!نحن لانجرم المتهمين .ولا مأخذ لنا عليهم ولكنا نتساءل ماهى تلك القوه التى ترهب القائد الأعلى للقوات المسلحه ؟؟!!من أين جاءت ؟؟بل أين القوات المسلحه التى يتم تهديد قائدها الأعلى وبواسطة من ؟!؟!أقسم بالله لو تم تنفيذ الإنقلاب وقام الإنقلابيون بإعدامك فهو خير لك من أن يتم ذلك بواسطة مليشيات !!!فهل حقا قامت تلك المليشيات بإعدام ال....(واحسرتاه)ثم واحسرتاه على من جعلته الظروف يقول تلك الكلمه!!

    شاركنا فى القتال فى الجنوب وفقدنا الكثير من إخوتنا(عفوا)رفقاء دربنا.وعند قيام الإنقاذ ظننا أن النصر قاب قوسين أو أدنى يعقبه جلوس على مائده مستديره أو مستطيله ويتم بسط العدل والحق بين الناس ويتوحد السودان !!وكانت النفرات التى شهدنا بعدد سنين عمر الإنقاذ ولكنها بكل أسف لو تم العمل العسكرى بعقول عسكريه حقه (أقسم بالله )كان النصر حليفنا !!ولكنا شهدنا الشيوخ يتوافدون على مواقع العمليات وكانوا فى العمل العسكرى البحت يتدخلون بل وللضباط يقيمون !!!وهذه ياسيدى الرئيس لو ذهبت بكل إخوتك للدروه كى ترميهم بالرصاص رميا فهو أحب إليهم من أن يقيم أداءهم (ملكى)آسف للمدنيين فلهم حقول لانتدخل فيها ونحترم عقولهم المضيئه فى كل ميادين العلم بضروبه ولكنهم بتدخلهم هنا تجدنى قد بلغت مرحلة التقيؤ والإشمئزاز!!بل وأبعد من ذلك وسل غيرى ممن هم مقربون إليك فسيقال لك أنهم كانوا يصنفون الدفعات ويحفظون أقدمية الضباط ..وقد يقول قائل على الملفات السريه هم يطلعون ويعلمون الكثير !!!؟؟؟؟؟من هنا فشلنا فى الحرب لم ننتصر بقينا فى المدن الثلاث الكبيره واو وملكال وجوبا وبعض المناطق وتمددت الحركه الشعبيه !!لماذا لأنها تقاتل جيشا يقوده (الملكيه )من الشيوخ والصبيه يملأهم الغرور والكبرياء والصلف والعنجهيه بالفتح الربانى الذى جعلهم يتسنمون السياده وصناعة القرار فى هذه البلدة الظالم أهلها.

    حتى إتفاقية السلام المشؤومه تم إختيار مهندسيها من سادة النخبه التى قالت إنها أتت بكم !!!هكذا قالوا ويقولون وعلى قارعة الطريق ستجد من يسلمك تلك الأقوال !!!وأنا شخصيا كتبت على الصحف لم أك فى يوم من الأيام مشايعا وحتى فى بواكير عهدكم عندما نتسامر مع الرفاق _أكرر كلمة الرفاق ولست بشيوعى ولا بعثى ولا مأخذ لى عليهم ولكنى تقززت من كل الأخوه!!_أقول عندما يسألك أحدهم أيه رأيك فى نظام الجبهجيه؟كنت وبعض الرفاق نقول نحن لم نشق صدر أحد حتى نعلم صدقه من كذبه ولكنا عندما نجد شخصا يدعو لله فمن الواجب إن لم نكن معه فلنتخذ الحياد موقفا حتى لانؤثم !!ولكنى اليوم قد أقف ضد من يدعو لله قبل أن أعرف من هو !!لماذا؟؟؟فقد كفرت سيدى الرئيس ؟؟عفوا لم أكفر بالله بل كفرت بكل من يدعو لله !!لماذا ؟؟سمعت وقرأت وشاهدت فاقتنعت !!ومن أوصلنى لهذه المرحله؟؟؟قد يجاوبك مستشاروك سيدى الرئيس !!!وهل أنا أساوى شيئا حتى يشيروا عليك ؟؟؟كلا !!!ولكن المؤسف أن غالبية إخوتك بهذه المؤسسه وخاصة القدامى قد بلغوا هذه المرحله !!والأخطر من ذلك أن الذين معك الآن منهم من بلغ حدا يفوق حالتى وبعض الرفاق!!لماذا لأنهم شاهدوا أكثر وترسبت مشاهداتهم فى تلك الذواكر البضه التى كان من الممكن أن تقوموا بتخزين النافع فيها...ولكن أين هو النافع ؟؟ذهب النفع لنافع وصحبه...لهذا كانت الإتفاقيه وباء على البلاد والعباد .وذهب الجنوب ولم نستقر.ووصلت طلائع قوات الجبهه الثوريه كردفان ولكن وزراؤك من المدنيين يصرحون بما كان يجب أن يقوله الناطق الرسمى بإسم القوات المسلحه وأحيانا يوحون إليه فيدخل فى تصريحاته أمورا سياسيه!؟!؟

    سيدى الرئيس ..إختلط الحابل بالنابل !!وضاقت ثم ضاقت ..ولا أظنها تفرج بهذه الصوره !!فالحرب فى الجنوب الجديد بعد الذى ذهب وفى الشرق تذمر وغياب للأمن وفى الغرب حرب ضروس بسببها تم إتهامكم فى محكمة دوليه أنت وبعضا من العسكر غالبا وشئ من (الملكيه) قليل ؟؟وتم إتهامك وأسرتك بالثراء والحيازه وكثير ومثير !!فإن قلنا إنك تطمع فى الخلود فهذا يجافى العقل !!وإن قلنا إنك زاهد فيها يقولون إن الذين زجوا بك لمحكمه الجزاء الدوليه وخرجوا كما تخرج الشعره من العجين هم الذين يقومون بعملية(حليب)البقره وأنت ممسك بالقرنين !!وإن بقاءك هو حفظا للتوازن حتى لاتتصارع الأجنحه المستفيده فتنهار دولتكم ويذهب ريحكم جميعا..وتساقون للمحاكم !!

    سيدى الرئيس وددت كتابة هذه الرساله على أجزاء وقد تبلغ العشره ولن يكون لك وقت للإطلاع عليها ولا مستشاروك فقررت عرض اليسير جدا وسألخص المطلوب منك تجاه شعبك بإختصار شديد..رغم علمى وقناعنى بقول إخوتك فى بدايات الإنقلاب بأن يقوموا بتنفيذ إنقلاب جنرالات ويتم القبض على كل الجبهجيه وتنفرد بالسلطه (عسكريه)حتى إشعار آخر وقد قلت بأنك أديت قسما ستبر به مهما كانت الأسباب ولن تخون أو تحنث بقسمك ..وهذه سمعتها بأذنى من إثنين من إخوتك كانا من المقربين ولا أشك فى صدقهما وكان قائل الإقتراح أول من غادر صرح المؤسسه العسكريه ..بررت بقسمك ولكن القوم بك غادرون وبالمؤسسه العسكريه أحذيتهم يمسحون!!ألم تصل بعد للحقيقه حتى ترد لتلك المؤسسه حقها الذى هو دين على عنق يبقى حتى قيام الساعه ولأفرادها الذين عشت بينهم ؟؟؟نكث قومك بالعهد وحنثوا باليمين !!باعوا واشتروا وأثروا ثم إفتروا وهددوا وتوعدوا ؟؟فحقا يقول المثل العامى(الدنيا فرندقس والزمان دفيس المرفعين نايم يلبلب فيهو التيس !!!)ألا يكفى هذا سيدى الرئيس ؟؟هل تعتقد بأن فيهم خيرا يرجى ؟؟أمازلت تعشم فى أن يقوم مشروعهم الحضارى ويحكمون شرع الله ؟؟شرع الله الذى أصبح تهديدا ووعيدا مقولة حق يراد بها باطلا !!!

    الختام ..سيدى الرئيس ..أصدر أوامرك لقادة وحداتك داخل وخارج العاصمه بقفل مخارجها أولا.قم بالقبض عليهم جميعا حتى العسكريين الذين يأتمرون بأمرهم أقبض عليهم قبلهم جميعا..قدم نفسك للشعب كحاكم عسكرى لكل السودان لفترة إنتقاليه حددها بناء على متطلباتها ..قم بتعيين الولاه ممن تثق فيهم وليس بالضروره أن يكونوا عسكريين ..أدع إخوتك الذين يحملون السلاح وكل قادة الأحزاب للجلوس فى مفاوضات للإتفاق علي كيفية حكم السودان وليس من يحكمه ولتكن الغلبه للأغلبيه..عفوا عاما وإطلاق الحريات للتعبير والصحافه حتى يعلم القوم إلى أين هم مساقون ...دع الثوابت والخطوط الحمراء يثبتها الشعب ويخطها بيده لا أن يقوم جماعة بالوصايه عليه..على كل من شاركك المرحله الإنتقاليه أن يكون محرما عليه المشاركه فى الإنتخابات وليكن رهطك من التكنوقراط كما يحلو للبعض القول..أعد للمؤسسه العسكريه هيبتها حتى يقال عنها أنها عندما فشلت أو كانت سببا فى الفشل أعادت الأمانه لأهلها فالسودان واسع متعدد عريض لايمكن أن يحكم وفق رؤيه آحاديه ولا بواسطة جماعه مهما كانت...فانظر للإقتصاد المتهالك وهم فرحون بضخ بترول الجنوب وكان البترول ملك لنا كاملا فلم نر منه شيئا فكيف بإيجار (ماسوره)يغنى شعبا أصابه الجوع والمرض وعمه الجهل والفقر وفرقته الحروب والضغائن وتشتت وتمزق وأصبح الحقد مستشريا بين القبائل والقتل أمرا عاديا والسرقه بالسلاح والنهب المسلح و(المصلح)فقد عم الفساد ونحن نصحو على صوت أحد أئمة نظامك يقول لنا بأن الشريعه خط أحمر ؟؟هل تصدق سيدى الرئيس بأن هذا الشخص لو وقف براياته يقاتل سأقاتل ضده ويحكم بيننا الله يوم القيامه؟؟هذا الشخص جرنى بعيدا بأفعاله وأقواله جرنى جرا بعيدا عن معسكر شريعته ؟؟؟قبل أن يتمزق ماتبقى من السودان سيدى الرئيس ليكن ماقلته أخيرا هو مؤشرا فقط لايمكن تطبيقه برؤيه سياسيه واعيه ولكنى قصدت منه أن يكون لك قرارا فرديا بعيدا عن القوم فهم قالواإنهم العين التى بها ترى والأذن التى بها تسمع ولسانك الذى به تتكلم فهل تعلم ؟!؟!؟!إن كنت لا تعلم فتلك مصيبه وإن كنت تعلم فتلك أم المصائب..دونك صدام قضى أكثر من ثلاثين عاما فى الحكم والقذافى ناهز الثانيه والأربعين خريفا فى الحكم حتى خرف ..وحسنى مبارك ..وعلى عبد الله صالح وبشار الأسد وأكثرهم فهما هو زين العابدين بن على الذى فهم شعبه فى آخر لحظات عمره فى السلطه فهم ماذا يريدون!!!هل تريد أن تدخل التاريخ مع هؤلاء أم تريد أن تدخله بقرار منك لأن التاريخ سيكتب عنك أنت ..عمر حسن أحمد البشير...

    ختاما ..أذكر سيادتك بأن ذهاب الجنوب مكتوب فى التاريخ بأنه تم وفق مسببات يحللها المؤرخون سلبا أو أيجابا فتلك مشيئة قضت ومضت ولكن ماأذكرك به هو أن العديد من أرض السودان اليوم تحت الإحتلال ولست عليما بالأمور كعلمك فكل الأجهزه تحت قبضتك وكل المعلومات بين يديك ..وحتى لا يطول الزمن وتكون أرضنا قد ذهبت للغير بوضع اليد لعد مطالبتنا بها ولقعود وزرائك الذين يلتمسون الإعذار للمحتل ويقللون من قيمة أرضنا دعهم يذهبوا لشأنهم حتى يأت نظام بتفويض من الشعب ووفق إرادة الشعب يتنازل عن تلك الأراضى شرقا وشمالا وجنوبا وغربا ولايقال أنك قسمت السودان وفرطت فيما تبقى من أراضيه..كتبت الكثير سيدى الرئيس للعامه وأنتقدت وقلت أن (الإنفصال هو الحرب) وتم نشرها على صحيفة أجراس الحريه التى تتبع للحركه الشعبيه ؟؟!!!ولكن قومك لاعلم لنا إلا ماعلمونا ..فهم أفهم خلق الله أجمعين...ألا هل بلغت اللهم فاشهد ..والسلام عليكم ورحمة الله ختاما..

    عقيد ركن(م)
    إسماعيل البشارى زين العابدين حسين




    ----------------------


    عن ديمقراطية المالكي وإنسانية الأسد و"أمانة" نافع .. بقلم: د. عبدالوهاب الأفندي
    الإثنين, 06 أيار/مايو 2013 15:33



    (1)

    في تصريحات له يوم الأربعاء الماضي، حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من خطر الطائفية في العراق، قائلاً إنها صدرت للعراق من الخارج. وحذر المالكي أشخاصاً لم يسمهم من "جعل مواقع الدولة مواقع لاحزابكم ولقومياتكم ولطائفتكم وللمخابرات الاقليمية"، وأضاف قائلاً: "عار على مسؤول ان يتحدث بلغة طائفية ليخرج من موقع المسؤولية وليذهب الى مستنقعات الطائفية لنعرف من هو وان يتكلم وهو بموقع المسؤولية تعد خيانة".

    (2)

    نشكر السيد المالكي على تنويرنا وإزالة جهلنا. فقد كنا نعتقد خطأً أن الطائفية أصبحت هي دستور العراق منذ أن تم تشكيل مجلس بريمر قدس الله سره على أساس طائفي. ويسرنا أن نعلم أن المالكي يرفض الطائفية، ويقود حزباً تمثل فيه كل طوائف العراق غير الشيعية بنفس نسبتها في البلاد (أي صفر). ويسعدنا أن نعلم أن المالكي شكل جيشاً لا طائفياً كانت مجرد مصادفة أن كل قيادات المناطق فيه هي من الشيعة، بسبب انعدام الكفاءات في كل مكونات العراق الأخرى. ونحمد الله كذلك أن التحالف الوطني العراقي الذي يشكل الائتلاف الداعم لحكومة المالكي تشكل فيه نسبة الأحزاب غير الشيعية نفس نسبتها داخل حزب المالكي وجيشه اللاطائفي (أي صفر كذلك). فلعنة الله إذن على تلك القوى الأجنبية الشريرة التي صدرت الطائفية إلى العراق.

    (3)


    في يوم الأربعاء الذي سبق، طمأننا وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في كلمة ألقاها في موسكو بأن الجيش السوري لن يستخدم الأسلحة الكيماوية ضد مواطنيها أو ضد إسرائيل، "وذلك
    لأسباب أخلاقية في المقام الأول ثم لأسباب قانونية وسياسية". نحمد الله إذن أن للقيادة السورية وازعاً أخلاقياً وإنسانياً، فقد كنا تحت وهم خاطئ بسبب الدعاية الصهيونية والامبريالية بأن مفاهيم مثل الأخلاق والإنسانية لا وجود لها في قاموس النظام السوري. نستغفر الله من الوقوع في حبائل التضليل، والدعاية الكاذبة حول وقائع مختلقة في تل الزعتر وحماة وسجن صيدنايا وتدمر وما تنشره القنوات المشبوهة كل يوم من صور وأخبار ملفقة عن تدمير لا أخلاقي ولا إنساني لكل سوريا.

    (4)

    نحمد الله أن سوداننا الحبيب لا يعاني كحال العراق وسورية من طائفية محلية أو مستوردة، وليس فيه أي حروب أو نزاعات، بل يسود عندنا السلام والوئام. أما عن الديمقراطية، فحدث ولا حرج، حيث أصبح عندنا منها فائض نصدره على بقية أرجاء الدنيا، كما أثبتنا خلال الأسبوع المنصرم باستضافة المؤتمر التأسيسي لمجلس الاحزاب الافريقية الذي نصح أحد المشاركين فيه زملاءه –على ما أوردت تقارير صحفية- بتحقيق تطلعات شعوبها وتبادل السلطة مع الاحزاب اسوة باوروبا واميركا.

    (5)

    وليس أدل على ذلك من انتخاب الدكتور نافع علي نافع، نائب رئيس المؤتمر الوطني، وأحد رموز الديمقراطية في السودان، أميناً عاماً لهذا التجمع الافريقي، واختيار السودان دولة مقر له. فهل نحتاج شهادة على كون الخرطوم عاصمة تصدير الديمقراطية إلى القارة والعالم؟ ولا شك أن أوباما يتلظى من الغيظ بعد أن خطفت الخرطوم من واشنطون دور الريادة في نشر الديمقراطية في أرجاء المعمورة.

    (6)

    لا نستبعد أن يسيء بعض المغرضين والحساد تفسير تصريحات د. نافع بين يدي المؤتمر، والتي جاء فيها أنه "سيشكل نواة اساسية لرفض المحكمة الجنائية الدولية"، وكذلك إشادته بانتخاب الكينيين رئيساً أصبح الزعيم الافريقي الثاني المطلوب للمحكمة. فقد يفهم من هذا خطأ على أن السودان يريد أن تصبح القارة الافريقية كلها محكومة بمجرمي الحرب ومرتكبي الكبائر في حق شعوبهم، معاذ الله. فالدكتور معروف عنه أنه من أكبر دعاة حقوق الإنسان في القارة، ولا يؤيد من يرتكب الجرائم ضد الإنسانية أياً كان موقعه، ويطالب دائماً بتطبيق الشريعة الإسلامية التي لا تقبل بحصانة لزعيم ولا لنبي من القصاص.

    (7)

    المأمول هو أن يلقم الدكتور منتقديه والمغرضين حجراً، حيث سينقل الممارسات الديمقراطية التي شهدها المؤتمر الوطني وما يسوده من شورى ومؤسسية إلى كل الأحزاب الافريقية حتى يثبت أن السودان منارة لكل من يطلبون الديمقراطية والحكم الرشيد. وبهذا يكذب ما يروج له الشانئون من أن المؤتمر الوطني الرائد ما هو إلا حزب كرتوني وأداة مخابراتية، لدرجة أن رئيس كتلته البرلمانية يقال دون علم هذه "الكتلة" البرلمانية، وغير ذلك من الافتراءات.
    (8)

    أن يرتكب السياسيون الجرائم والكبائر أمر لا يثير الاستغراب وإن استدعى الإدانة والاستهجان. ولكن أن يضيفوا إلى آثامهم الكذب والتضليل فهذا ما لا يغتفر، لأنه أوضح دليل على إدراكهم لعظم ما ارتكبوا وخجلهم من الاعتراف به. فحين ينتقد المالكي الطائفية وهو عرابها الأول، وحين يتغزل الناطق باسم دمشق في إنسانية وأخلاقية النظام السوري، فإن هذا يعتبر جريمة إضافية في حق ضحاياهم.


                  

05-09-2013, 10:59 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)


    موسي هلال في حوار النيران الملتهبة :

    كبر يأخذ 8 مليار شهرياً من منجم جبل عامر وانا امتلك وثائق باليوم والتاريخ واثبت ذلك ومسؤول عنه
    May 8, 2013
    ( ابراهيم بقال)


    لا احتاج لاخذ الاذن من الدولة للاتصال بالحركات المسلحة وهم اصدقائي ونعرف بعضنا جيداً
    هلال : انا غير راضي عن هذا الوضع والمستشارية بلا مشاورة .
    كبر قال لو ما ادوه جيش قومي ما بيمشي الفاشر ماذا يقصد الوالي كبر بالقوات القومية ؟
    ليس لدي مشكلة شخصية بيني وكبر وليس لدي اي صراع شخصي معه بل احترمه واقدره كأخ وهو ابن بلدي


    اجري الحوار / ابراهيم بقال سراج / ادم منان


    تصوير / محمد طاهر عبد الله دهب


    مقدمة الحوار /
    بمكتبه المتواضع جداً بديوان الحكم الاتحادي التقينا بالشيخ موسي هلال وهو مستشار بديوان الحكم الاتحادي بدرجة وزير وعضو بالبرلمان وزعيم قبيلة المحاميد بدارفور وهو شخصية مشهورة ومثيرة للجدل ويحمل بداوخله العديد من القضايا ودارفور شعلة متقدة فيه لم يبخل لنا بكلمة ولا بسؤال وجهناه له الا وهو كان مجيباً له وطرحنا له العديد من الاسئلة في الساحة السياسية علي المستوي القومي ودارفور بصورة اخص وحول الصراع الدائر هناك وخلافاته مع والي شمال دارفور كان سيد الحوار .. قارورة مياء وكباية الجبنة كانت علي تربيزة الضيافة من كرمه الفياض الذي استقبلنا به فألي مضابط الحوار:-


    اولاً نبد الحوار ياشيخ موسي هلال


    مقاطعاً قبل البدء اولاً اتقدم بالتعازي الحارة للاهل في شمال كردفان علي الهجوم علي بلدهم من قبل قوات التمرد ونحن نشجب وندين هذه الممارسات السيئة الذي طال المدنيين ونطالبهم باللجوء للحوار ونبذ الحرب لان الحوار هو الحل الامثل لحل كافة مشكلات السودان وبالطبع قضية دارفور لا تنفصل عن قضية كردفان وقضايا السودان ونحن مع الحل السلمي لكافة القضايا . ومرحب بيكم اتفضلوا


    ما هو تقيمك للاوضاع في دارفور بعد مرور عشرة سنوات منذ تفجر الازمة ؟؟


    منذ العام 2003م قامت الحرب في دارفور وقضت علي الاخضر واليابس والاوضاع في دارفور يوماً بعد يوم تذهب نحو الاسوء بسبب القتال الدائر هناك من قبل الحركات المتمردة والدولة واجهت هذه الحركات بقوة السلاح ومع ذلك الدولة ايضاً لجأت للحل السلمي مع الحركات المسلحة في دارفور وكانت اول المفاوضات معهم تمت في ابشي ثم تحولت الي انجمينا فأديس ثم ابوجا التي افضت لسلام ولم يستمر الحركة الموقعة للسلام وعادت للحرب من جديد والوضع تأزم للغاية والحكومة لم تقف مكتوفة الايدي وقاتلت الحركات في مناطق باردي وعدار وعين سيرو ودوبو وتارني شرق جبل مرة وغرب الجبل وحسكنيتة وبير مزة وطور وام سدر وكلها كانت معاقل الحركات المسلحة ومعسكراتها وتم تشتيتهم واصبحت الحركات في دارفور بلا ملجأ الان وشبه معزولة وتكاد تنتهي تماماُ من الوجود تماماً وهي تمارس عمليات السلب والنهب وقطاع الطرق الان والحركات اصبحت عصابات للنهب فقط وليس لديهم قضية واضحة ولا يهمهم دارفور ولا انسانها ولا التنمية ولا الخدمات بل يهمهم انفسهم والتهافت واللهث وراء المناصب الدستورية .


    هل تتوقع حلول سياسية لقضية دارفور ؟


    مقاطعاً لا اتوقع اي حلول سياسية في الوقت الراهن ولا في الوقت القريب لان الحركات المسلحة نفسها غير راغبة في الحل السلمي وهم منقسمون علي انفسهم في شلليات وجزيئات ولا تريد السلام . واذا ارادت الحركات حل شامل لقضية دارفور عليها ان توحد نفسها اولا ومن ثم البحث عن سلام دائم وشامل لدارفور وبهذه الطريقة لا تصل لحل للقضية لمئة عام .
    هل تعتقد ان الاتفاقيات التي تم توقيعها كفيلة بتحقيق الاستقرار في الاقليم ام انها تصب في خانة الحلول الجزئية ؟
    انا ضد الحلول الجزئية لقضية دارفور وانتقدها بشدة لان الحلول الجزئية والتفاوض مع افراد هذا لا يؤدي لسلام دائم والحكومة سياستها انها تتعامل بسياسة المتاح وتأتي بالمجموعات الجزئية واحداً تلو الاخر وتترك البقية اي تتعلق بالذنب وتترك الراس ,, انا افتكر ان الحل لابد ان يكون شاملاً وعادلاً والحكومة هي في موقف القوة ولن تنهزم وعليها فرض راي واضح في منابر التفاوض ولما تبدأ الحوار في اي جولة تفاوضية حقو تكون جادة في شمل كل الحركات المسلحة في منبر تفاوضي واحد وهذا افضل بكثير من كثرة المنابر وجولات التفاوض . والدوحة ما حققت اي استقرار لدارفور الان .


    ما الذي ادي الي تفكك النسيج الاجتماعي بعد ان كانت دارفور امنة ومستقرة ؟

    وخصوصا بعد احداث كتم ودار السلام وجبل عامر
    دارفور بلدة يمكن ان يحدث فيها نسيج اجتماعي وجعل دارفور امنة ومستقرة تماماً وهذا لا يتم الا بأرادة صادقة وواضحة من قبل اهل دارفور انفسهم ونحن من قبل قمنا بالعديد من المبادرات لرتق النسيج الاجتماعي المهتري ورتق النسيج والسلام الاجتماعي سيكون مدخلاً لحل المشاكل الامنية ومدخلاً للتنمية ومدخلاً للاعمار واصلاح الدار من الخراب والدمار الذي حدث .. الحكومة جابت المعتمد السابق لمحلية كتم بشمال دارفور ونحن نعرف هوية المعتمد وخلفيته السياسية وهو كان كادر شيوعي وكادر من كوادر الحركات المسلحة وهو لا ينتمي للمؤتمر الوطني وهو السبب في البلاوي والمشكلات التي حدثت في كتم وما صاحبها من مقتل معتمد الواحة وهو السبب في شرخ النسيج الاجتماعي وهذا خطأ كبير يتحمله الوالي عثمان كبر الذي افرغ الولاية من سياسات الحزب وهو يعيين علي كيفه وبمزاجه دون الرجوع لمؤسسات الحزب السياسية لا بالولاية ولا المركز .
    هل تعاطي المسؤولين في ولايات دارفور مع الازمة ساهم في الاستقرار ام انهم فشلو في ت

    حقيق التعايش المنشود ؟


    انسان دارفور مل وسئم من الحرب ومل من الممارسات السياسية الخاطئة المفروضة عليه اجباراً وخصوصاً في شمال دارفور التي انطلقت منها شرارة الحرب لان التعامل مع القضية من بعض الولاة ازمت وعقدت المشكلة وهم لا يتعاملون مع التقارير بحيادية ومصداقية بل كانوا علي تضليل متعمد للمركز وحكومة المركز للاسف تبني علي تلك التقارير وهي خاطئة وبعض الولاة ويوجد طابور خامس من الولاة يتعاملون سراً مع الحركات المسلحة وجهراً مع الحكومة وذلك لاطالة فترة بقائهم في الحكم لمصلحتهم الزاتية والشخصية . ولا يستطيعون البقاء في الحكم في ظل سلام بل يعتمدون علي الحرب وهم تجارها .
    ذكرت في اكثر من مناسبة ان لك خطوط اتصال مع قيادات التمرد هل تم ذلك بعلم من الحكومة ام انها مبادرة شخصية منك ؟
    نعم انا عندي اتصال مباشر مع الحركات المسلحة ولن انقطع منهم واقولها علناً وليس لدي ما اخفيه والتفاوض مع الحركات المتمردة بدأتها منذ العام 2004م ونحن جزء من مكونات الدولة كنا منذ عهد الراحل مجذوب الخليفة في اتصال دائم بالحركات المسلحة وتم ارسال مناديب للحركات بالخارج وكنت معهم والحكومة علي علم بكل تحركاتي واخذت تفويض منها بحكم علاقاتي الشخصية مع قيادات التمرد وجزء كبير منهم اصدقائي واصحابي وهم من نفس المناطق الذي ننحدر منها في دارفور ونحن كأبناء لدارفور نعرف بعضنا البعض والمهم في ذلك اننا استخدمنا علاقاتنا الشخصية لمصلحة مواطن دارفور ولمصلحة البلد وانا لا احتاج لاخذ الاذن من الدولة للاتصال بالحركات المسلحة كما ذكره وزير ولائي في حكومة كبر الذي تساءل عن من فوضني ؟ انا احد زعماء دارفور ومستشار بديوان الحكم الاتحادي وعضو في البرلمان وانا اتحدث من واقع المسؤلية وانا لست بنكرة ومعروف بالنسبة لفعاليات دارفور والسودان ولست مثل الذين خلقتهم السلطة في الفترة الوجيزة واصبحوا سياسيين بقدرة قادر هؤلاء شياطين الانس والعياذ بالله منهم والكل يعرفني وكل العالم يعرف من هو الشيخ موسي هلال وهؤلاء لديهم مركب نقص يريدون اكمالها ولا احتاج لان ابرز نفسي في الاعلام وردي لوزير مالية شمال دارفور عبده داؤد اقول له انا كنت اشهر شخصية تناولته الاعلام في العام 2005م وكنت خامس اشهر شخصية في العالم وورد اسمي في احدي المجلات الغربية مع اشهر خمس شخصيات في العالم وليس السودان ولا شمال دارفور ولا الفاشر بل علي مستوي العالم . وعلي الاخ وزير مالية شمال دارفور مراجعة نفسه قبل الخوض في مثل هذه التفاصيل فهو ######## ويطبل لاسياده وولي نعمته كبر ودونه لا يعيش فلذا كان دفاعه عن الوالي …


    شخصية موسي هلال شخصية مثيرة للجدل من خلال اجهزة الاعلام اليس كذلك ؟


    الخطاب المضلل عني خلق سمعة سيئة عن شخصي في الاعلام الغربي والحركات المسلحة هم السبب في ذلك ولكن انا موقفي كان وما زال وطني والغرض منه ان ادفع دارفور الي الاستقرار واستهداف الحركات لزعماء القبائل ليست بجديدة فقتلت العمد والشراتي واعتقلت الشرتاي ادم صبي وكانت تسمي نفسها بحركة تحرير دارفور والتحرير الذي يقصدوه هل تحرير دارفور من العمد والشراتي والنظار والسلاطيين ام من المواطن ام التحرير من من ؟
    هل تمثيل شمال دارفور في الحكومة المركزية مرضية لكم ؟
    تمثيلنا في حكومة المركز كأبناء لشمال دارفور لو قارناه بشعار الانقاذ الوفاء لاهل العطاء فنجد ان هذا الشعار مقلوب تماماً ونحن لم نجد الوفاء من حكومة المركز بقدر العطاء ولم نمثل في الحكومة المركزية حسب الكثافة السكانية ونشعر بالظلم الواضح من الحكومة المركزية تجاهنا .
    برايك ماهي اسباب الصراع القبلي في شمال دارفور وهل هناك ايادي لعبت دور لتاجيج الصراع
    هناك اسباب متعددة للصراع القبلي في شمال دارفور ابان فترة تولي الوالي عثمان كبر شمال دارفور مرت بالعديد من المشكلات القبلية بدءاً بالصراع الذي اختلقه كبر وفتنة معتمد الكومة وناظر الزيادية وكبر افتعل الصراع بين البرتي والزيادية وكذلك هو سبب البلاوي والمشاكل في مناطق جنوب الفاشر وسبب الفتنة في قتل ابناءنا الزغاوة عبر مليشيات تابعة للوالي كبر وهي مليشيات من اهل بيته وبعدها اندلعت الفتنة في محلية كتم وقتل فيها الناس واستشهد فيها معتمد الواحة المرحوم عبد الرحمن احمد عيسي وكبر هو السبب في ذلك وكذلك مشكلة السريف بني حسيين ومشاكل كبكابية كل هذه المشاكل مفتعلة من الوالي كبر .
    حدثنا قليلاً عن ما يدور في جبل عامر وماهي اسبابها ؟
    مواطنون مساكين يبحثون عن رزقهم في المنجم ومنجم الذهب في جبل عامر توافد اليها كل قبائل السودان وقبائل دارفور وكانوا ينقبون بأنتظام يتنظيم انفسهم دون حدوث اي اشكاليات بينهم وبسبب فتنة الوالي كبر تشتت المنجم ودار الصراع القبلي بتغذية وتعبئة من الوالي كبر بين القبائل هناك والبني حسين ومن التضليل الاعلامي الذي مارسه كبر ادعي ان الصراع ما بين البني حسين والابالة ومافي حاجة اسمها الابالة والابالة ليست قبيلة وهذا نوع من انواع التضليل الاعلامي الزائف الذي يمارسه كبر ,, والارض للجميع والخير للجميع وارض الله الواسعة للكل وليس لقبيلة بعينها .


    انت اتهمت الوالي كبر بأنه السبب في صراع جبل عامر كيف ؟؟
    زيارة عثمان كبر للمنجم كان فيه تحريض واضح وبعد زيارته هو وكمال عبد اللطيف وزير المعادن اندلعت الفتنة هناك والوالي كبر يمتلك ابار خاصته ولزوجته ابار ولوزير ماليته ابار وكبر يأخذ من المنجم 8 مليار شهرياً وهذه معلومات مباشرة من المنجم ومن اللجنة التي تورد المبالغ لكبر وانا امتلك وثائق باليوم والتاريخ واثبت ذلك ومسؤول عنه وبحوزتي مستندات تؤكد ذلك وعلي استعداد لتقديمها لكافة الجهات.
    الوالي التقي بالامس بوفد من البني حسين كجزء من المعالجة ؟
    لقاء كبر بالبني حسين في منزله بالخرطوم بهذا اللقاء يريد ان يفتح جبهات اخري للقتال وهو لم يلتقي بالبني حسين الاصليين من السريف بل التقي بقبيلة البني حسين المقيمين في الجزيرة والخرطوم وبلقاءهم اراد الفتنة وحرضهم ايضاً علي الحرب في جبل عامر بحجة ان الارض ارضهم وخاصتهم . علي ارض الواقع هناك حلول في منجم جبل عامر وولكن كبر يريد ان يعرقل ويفرتق الحلول .


    ولكنه طالب بجيش قومي لحماية الاهالي بجبل عامر ما تعليقك علي هذا المطلب ؟


    مطالبة كبر بجيش قومي ليذهب به لجبل عامر مؤامرة منه لطرد الناس من المنجم ليستولي عليها عبر شركاته الخاصة وكبر قال لو ما ادوه جيش قومي ما بيمشي الفاشر ماذا يقصد الوالي كبر بالقوات القومية ؟ هل القيادة العامة بالفاشر الفرقة السادسة والقيادة بالجنينة ونيالا وكتم وزالنجي ما فيها جيش قومي ؟ هل القوات الامنية والعسكرية والجيش والشرطة والاحتياطي المركزي ديل ما جيش قومي ؟ هو يريد ان يذهب للمنجم بمليشيات خاصته ويعتبرها جيش تابع له للاستلاء علي المنجم ويريد من خلال اثارته لهذا الموضوع فتح جبهات اخري وخلق بطولات زائفة لنفسه وهو بتاع مسرحيات ويعرف ليها كويس .


    فسر البعض الصراع بينك والوالي كبر بأنه صراع شخصي ؟


    لن اسكت عن قول الحق ولا اخشي في ذلك لومة لائم واذا استمر كبر والياً علي شمال دارفور فلنا حديث اخر ولكل حادث حديث ونحن طالبنا بأقالته والحكومة المركزية استجابت لطلبنا ولو لو يفعل ذلك في الفترة المحددة وقتها لنا راي نقولها بصراحة وبيان بالعمل . انا من الانتخابات الفات كنت رافض بشدة ترشيح الوالي كبر للولاية وكنت وقتها نريد شخصية جديدة للولاية بوجه افضل فيه رحمة للناس ولكن خيار الحزب كان فوق كل الخيارات وقبلنا وقتها براي الحزب ووقفت مع كبر في الانتخابات وانا لست ضده في الاطار الشخصي بل في سياساته تجاه الولاية وان الاوان لتغييره وان الاوان ان يذهب كبر لمزبلة التاريخ نريد شخصية قومية قوية لشمال دارفور وقلت رايئ بوضوح للسيد رئيس الجمهورية والنائب الاول لرئيس الجمهورية والدكتور نافع علي نافع وكل قيادات الدولة .واؤكد لكم ليس لدي مشكلة شخصية بيني وكبر وليس لدي اي صراع شخصي معه بل احترمه واقدره كأخ وهو ابن بلدي وابن منطقتي ولكن في السياسة نختلف ولا اجامل في قول الحق ولا اطبل له وهو علي الباطل ومافي صداقات شخصية بيني وبينه ولا زيارات .
    ولكن قيل انه تقدم بشكوي لرئاسة الجمهورية ضدكم ؟


    لم اسمع بذلك من الرئيس ولا نائبيه ولا منه ولم اتلقي اي مساءلة من قيادة الدولة حول الصراع بيني والوالي كبر وعلمت انه تقدم بشكوي ضدي للرئيس ولكن الرئيس لم يسألني حتي الان وهم كلهم يعرفون اكاذيبه ونفاقه وتضليله ,, كبر مارس سياسة افقار الناس في الفاشر عبر سوق المواسير الذي اوجد له الشرعية وسوق المواسير كانت من صنعيعة كبر وهو المسؤول عنه وحتي الان نطالب كبر الذي ضلل الناس وكذب عليهم واخذ منهم حقوقهم واموالهم بالقمار والشعوذة والدجل وبالغش نطالبه بأرجاع حقوق الناس وحكومة المركز استشعر مؤخراً وحس يأباطيل كبر وكل الناس الان تطالب بأقالته وسيحدث ذلك في القريب العاجل بأذن الله . كبر ليس مريض ويوجد مستشفيات حديثة بالداخل للعلاج وسفره للخارج كان مخارجه منه لانه اتصدم بأشارات تدعو لاقالته فقرر البقاء خارج البلد حتي ينسي الناس امره فعاد الان ولكن ….و قد يعود للفاشر والياً لايام وقد لا يعود والامر بيد السلطات العليا بالدولة .
    هل انت راضي بهذا الوضع في المستشارية ؟
    الاستشارية منصب سياسي وليست تنفيذي وتم مشورتي في بعض القضايا ولكني مغييب من بعضها وقمت بعدة مبادرات لاعادة الناس لقراهم ونجحنا في بعضها وما زال مبادراتي قائمة اما المستشارية شبيهة بعمل مفرغ وغير راضي عن هذا الوضع علي الاطلاق لان المستشارية بلا مشاورة .
                  

05-12-2013, 06:16 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    تعديلات المؤتمر الوطني ..

    السياسة تحسم جدلية الدستور!
    08/05/2013 14:23:00


    فاطمة مبارك

    إجازة المجلس القيادي للمؤتمر الوطني مقترح تعديل دورة رئيس الحزب ومرشحه للرئاسة من (4) سنوات إلى خمس (5) في اجتماعه أمس الأول، لا يمكن أن تقرأ بعيداً عن الجدل القانوني الذي أثير مؤخراً في الساحة من قبل بعض منسوبيه حول ترشيح الرئيس "البشير" لدورة قادمة، وطالما أن من اعترضوا على التجديد استندوا على القانون الذي سبب حرجاً لمؤسسات الحزب وقيادته المتبنية لموضوع التجديد للبشير، فهذا وحده كافياً للتفكير في ترتيب الأوضاع بما يشبه قيام ثورة قانونية تبدأ من لوائح الحزب وقد تنتهي بالدستور نفسه، حتى يتمكن المؤتمر الوطني من امتصاص موجة تياراته الغاضبة التي قررت الدخول في معركة دستورية مع حزبها، وهذا ما ذهب إليه بعض المراقبين، فالقيادي بالحزب الشيوعي "صالح محمود" عندما سألناه عن رأيه في هذا التعديل الذي أجراه المؤتمر الوطني قال هذه مسائل داخلية تخص الحزب وقد تكون لديه مبررات قادته لذلك، لكن من ناحية سياسية أعتقد هناك مأزق حقيقي يتمثل في من يخلف "البشير" وما تثبته الوقائع أن غيابه سيؤدي الى احتدام الصراع بين تيارات مختلفة داخل المؤتمر الوطني، تعزيزاً لهذا القول فهم بعض المراقبين للصراع ما تم في سياق عجز المؤتمر الوطني حتى الآن في تسمية هذا المرشح حول اختبار مرشح، بينما قال آخرون إن قياداته حاولت اختزال الإصلاح الذي تطالب به مجموعة كبيرة داخل الحزب فيما تتخذه من مثل هكذا إجراءات.


    "أمين بناني" رئيس حزب العدالة من ناحيته مضى في ذات الاتجاه الذي توصل إليه "صالح محمود"، حيث أشار الى أن المغزى السياسي لهذا التعديل يؤكد أن حزب المؤتمر الوطني حسم مسألة ترشيحه للرئيس "البشير" لدورة جديدة، والآن حزبه يحاول إزالة الموانع الموضوعية سواءً على مستوى النظام الأساسي أو الدستور وإحداث توافق في المدة بين فترة رئيس المؤتمر الوطني ومرشح الرئاسة، وفترة المرشح للرئاسة وإذا لم يحدث هذا التوافق سيفقد الرئيس الشرعية السياسية والقانونية.
    وتبعاً لذلك توقع أن يتم تعديل في الدستور واختيار الرئيس "البشير" مرشحا للرئاسة، قانونيون كثر اتفقوا مع بناني وأشاروا بدورهم إلى أن ما يقوم به المؤتمر الوطني من تعديلات يؤكد ما قاله قبل ذلك دكتور "غازي" وهو أن الدستور لا يسمح للرئيس بالترشح إلى دورة ثانية إلا إذا قام المؤتمر الوطني بإجراء تعديل في الدستور.


    وهؤلاء توقعوا أن يقوم الحزب الحاكم في الفترة القادمة بإجراء تعديلات في الدستور تتيح للرئيس "البشير" الترشح لدورة قادمة.
    على الصعيد ذاته اعتبر عضو البرلمان، القيادي بالمؤتمر الشعبي "إسماعيل حسين" القصد من التعديلات التي أجراها المؤتمر الوطني على مستوى الحزب هو تفادي الحرج الذي سينجم من موضوع اختيار مرشح الرئاسة الآن، لاسيما أنه سيضعف وضع الرئيس الحالي حيث يصبح هناك رئيس وهناك مرشح للرئاسة، وقال خلال العام سيحاولون إنجاز الدستور وإذا التزموا بالمادة (57)، الرئيس سيكون ملزماً بعدم الترشح لدورة جديدة بنص الدستور لكن إذا تم تعديل الدستور عندئذ سُتفتح السقوف (إلى ثلاث ولايات فأربع) وتنهال علينا الفتاوى من شاكلة أن الإسلام لم يحدد سقفاً للحاكم.


    ورغم الارتباط الموضوعي بين ما تم وانتخابات الرئاسة القادمة، إلا أن المؤتمر الوطني حاول أن يقول إن هذا الخطوة تأتي في إطار طبيعي حتى تتوافق مع النظام الانتخابي في البلاد الذي حدد الدورة الرئاسية بخمس سنوات، وقال أحد قياداته النافذة لـ(المجهر) إذا ظلت مدة رئيس المؤتمر الوطني ومرشح الرئاسة (4) سنوات سيضطر المؤتمر الوطني لإقامة مؤتمره العام واختيار مرشحه للرئاسة قبل عام من الانتخابات الرئاسية وهذه تعتبر فترة طويلة لاختيار مرشح بجانب ذلك المؤتمر الوطني يريد توفير المال والجهد حتى تصاحب حملة إعادة البناء، حملة التعبئة الانتخابية، وأكد القيادي أن هذا التعديل يعني تلقائياً أن المؤتمر العام للمؤتمر الوطني سينعقد في 2014.


    في السياق يبدو أن المؤتمر الوطني أراد بهذا التعديل تأجيل انعقاد المؤتمر العام الذي سيختار مرشح الحزب للرئاسة حيث ما زالت هناك اختلافات حول هذه المسألة بين بعض القيادات الفاعلة والمؤثرة، والمؤتمر الوطني الآن غير مستعد للدخول في مثل هذه الصراعات على ضوء ما تشهده الساحة من تعقيدات، وما يؤكد هذا الاختلاف أن أحد أعضاء المكتب القيادي عندما اتصلت عليه (المجهر) لمعرفة دواعي هذا التعديل، أفادنا بأنه ليس لديه معلومات ولم يحضر هذا الاجتماع، وحينما قرأنا له التفاصيل من الصحف حتى يحاول تكون رؤية ويجيب علينا قال: (في البداية لابد أن أتصل وأعرف الحاصل).


    من ناحية أخرى أكد رئيس حزب العدالة "أمين بناني" أن المؤتمر العام لحزب المؤتمر الوطني لا ينعقد إلا بعد كتابة الدستور وعرضه على الشعب وإجازته، وبين يدي الاستفتاء سيعقدون مؤتمرهم حتى يستفيدوا من تعبئته.
    ويبقى السؤال هل ستوافق التيارات المعارضة على هذه التعديلات التي ستقود الى ترتيبات ق

    د لا تتوافق مع رؤيتها وهل شاركت فعلاً فيما تم أم أن ما صدر كان يعبر عن مجموعة محددة متفقة حول سياسات المرحلة القادمة بمن في ذلك ترشيح الرئيس، وما مصير التيارات المعارضة لهذه السياسات هل ستبتعد عن الحزب في هذا الظرف المفصلي وتحاول إعداد نفسها لمنافسة مخالفيها كما توقع القيادي "أحمد عبد الرحمن" عندما قال: (لا أستبعد حدوث انشقاق في الحزب). عموماً يبدو أن المرحلة القادمة موعودة بمزيد من المفاجآت السياسية أو القانونية.

    المجهر

    -----------------

    الأمين: الحلو مات ودفن في واو

    الخرطوم:الصحافة:

    أكد رئيس لجنة الأمن والدفاع والعلاقات الخارجية في البرلمان، محمد الحسن الأمين، أن المعلومات المتوفرة للسلطات الرسمية تقول ان قائد متمردي قطاع الشمال والجبهة الثورية عبدالعزيز الحلو مات ودفن في مدينة واو بجنوب السودان.
    وحكى الأمين لبرنامج «المحطة الوسطى» بالشروق، مساء الأربعاء، مزيداً من التفاصيل حول الحادثة التي دار حولها الكثير من اللغط خلال الأيام الماضية بعد الهجوم الذي تعرضت له مدينة أبوكرشولا بجنوب كردفان.
    وقال الأمين، ان الحلو أصيب اصابات بالغة حول منطقة أبوكرشولا، وهو في طريقه اليها عندما كان متحركاً من منطقة عرديبة في موكب به رتلٌ من السيارات. وأوضح أن جميع السيارات التي كانت ضمن الموكب تعرضت جميعها لضربة وصفها بالقاضية من قبل القوات المسلحة.


    وأضاف الأمين «الحلو أخلي بعد الاصابة عبر طائرة مجهولة الهُوية، تم توجيه ضربة لها فيما بعد، مما أدى لهبوطها اضطرارياً لتأتي بعد ذلك مجموعة من السيارات قامت باخلاء من كانوا داخل الطائرة ومن بينهم الحلو».
    ومضى يقول «السيارات أخلت الجرحى الى مدينة واو بجنوب السودان، حسب ماهو متوفر من معلومات، والحلو مات ودفن هناك»، مؤكداً أن الساعات القادمة ستكشف المزيد من التفاصيل حول هذه الحادثة.
    وتابع: «المهم، أن الحلو أصيب اصابات بالغة حول أبوكرشولا ولو بقي بعدها على قيد الحياة فلن يعيش حياةً طبيعيةً بل سيكون معاقاً».ورأى الأمين، أن فقد الحلو سيكون له تأثير كبير على متمردي قطاع الشمال والجبهة الثورية لأنهم سيفتقدون حنكته العسكرية، وسيتصارعون حول من سيكون خليفته».




    ---------------

    ما بعد العفو عن المتآمرين من داخل الحصن الحصين..

    د. محمد وقيع الله

    نشر بتاريخ الخميس, 09 أيار 2013 08:46
    لم يكن البشير في حاجة إلى شفاعة أحد لكي يعفو عن بنيه من ضباط القوات المسلحة وجهاز الأمن والمخابرات الوطني من بعد أن تقدموا بالتماس إلى سعادته بغية نيل عفوه، وذلك بعد أن أقروا ضمنيا أو علنيا بما كان منهم من تعدٍّ ومخالفة خطرة لولي الأمر.
    وهي مخالفة بيِّنة للشرع الحنيف ولا يمكن تبريرها ولا الحديث عن مشروعيتها من أي وجه.
    فقد قال الله تعالى:« يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ». النساء:59.
    وجاء في الصحيحين قوله، صلى الله عليه وسلم:« السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ».


    وفيهما عن حذيفة بن اليمان قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله ، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم، فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دخن، قال: قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي، ويهتدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر، فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم: دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، فقلت: يا رسول الله، صفهم لنا؟ قال: نعم، قوم من جلدتنا، يتكلمون بألسنتنا، قلت: يا رسول الله، فما ترى إذا أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. فقلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة ، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ». وهكذا فما دام هناك إمام شرعي فلا يجوز الخروج عليه بالقوة.


    ولخطورة هذه الفتن المستحدثة عدَّ صاحب (العقيدة الطحاوية) الإمام أبو جعفر الخروج على الحاكم من مهددات الإيمان، وقال:« ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا، وإن جاروا، ولا ندعو عليهم، ولا ننزع يدا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة، ما لم يأمروا بمعصية، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة ».
    ومن الملاحظات الواضحة على تصرفات بعض الإسلاميين السودانيين أنهم أصبحوا يتخطون قواعد الشرع الحكيم ونصوصه المحكمة، معتمدين على العقل المحض والحس العام أو ما يدعى بلغة العجم
    (Common Sense)
    وترى البعض ممن ينحون هذا المنحى اللا شرعي يفاجؤون عندما يواجهون بالدليل الشرعي، فيلجأؤون إلى الالتفاف عليه بالمماحكات العقلية، وفرضيات فقه التمكين، التي ربما استبطنت أن إسلاميي السودان الحاكمين قد صاروا كبني إسرائيل ليس عليهم للأميين سبيل!
    ويتفرع من ذلك حديث عن شرعية القوة الذي اعتمدت عليه فرق الخوارج قديما وفرق المتطرفين الإسلاميين ليوم الناس هذا، فأحدثوا التدمير وبثوا الفوضى في أرجاء الأوطان.
    والأواخر، ممن نعنيهم في هذا المقال، وهم المتشددون من إسلاميي هذا الزمان، ممن تآمروا على ولي الأمر، ربما انطلى عليهم شيئ من هذا الزيف.


    وربما أفتاهم متطرف مثلهم بما أرضى نزعاتهم وأغراهم بحنث العهد واتخاذ سبيل الغي سبيلا.
    وبعض المفتين من الإسلاميين المحدثين، ممن لا قدم راسخة لهم في علوم الشرع، يعتمدون على منطق الثورة الليبرالي العلماني، ولا يجدون في أنفسهم حرجا من تطبيقه في سياق (إسلامي) مبتدع!
    وأكاد أتصور فتيا المفتين بهذا الحال وهي تنطق بأن الفساد والانحراف المنتشر يتطلب تدخلا ثوريا عسكريا لحسمه. وبمنطق كهذا استحل المتطرفون المحدثون، كما استحل الخوارج الأقدمون، حراما بيِّنا، وهو الخروج على الحاكم الشرعي.
    صحيح إن هنالك الكثير من الفساد المعلن والمستبطن في حكم دولة الإنقاذ الوطني. وصحيح إن هنالك محسوبية كثيفة وبيلة وخيمة تعتمد باسم فقه التمكين المزعوم.
    وصحيح أن حلقة الحاكمية العليا تضيق وتضيق باسم هذا الفقه المشوؤم.
    ولكن ألم تكن هذه نتائج حديثة لظواهر قديمة ظلت شاخصة بارزة منذ اليوم الأول، ولكن كان الكل يغضون الطرف عنها ويدافعون عمن اجترجها؟!

    بلى! ولذلك فلا أجد عذرا لمن يزعم اليوم أنه ما كان يرى قديما ما يراه اليوم من ضروب الفساد الضارب رأي العين.
    ولا أجد عذرا لمن يزعم أنه حين رأى ما رأى - متأخرا- فار وثار، وعقد العزم على تصحيح الأوضاع بالقوة، وصمم على التآمر بليل مع شيعته على انتزاع الحكم من يد ولي الأمر.

    ولا شك أنه مشهد عجيب أن يبقى امرؤ مراقبا للباطل وهو ينمو و يستشري عقدا أو عقدين من الدهر، ولا يشجبه لا سرا ولا علنا، بل يدافع عنه ما استطاع، ثم ينهض فجأة لتقويمه بحد السيف! لقد كان مقبولا في لغة المنطق أن يتجه أمثال هؤلاء الذين كانوا (ممكَّنين) في مفاصل الدولة، وذوي كلمة مسموعة في أرجائها، إلى شجب الفساد والإطاحة به متى رأوه - وقد رأوه طارفا وتليدا- ولكنهم صمتوا صمت القبور، كما صمت فريق أوسع من إخوانهم من الإسلاميين، من يسمون بفريق الإصلاح أو الاصلاحيين، أو اسم قريب من هذا من هذه التسميات التي سئمناها من انقاذ وطني، وإصلاح للإنقاذ الوطني، ومؤتمر وطني للإنقاذ الوطني، ومؤتمر عام للمؤتمر الوطني، ومؤتمر شعبي غير شعبي، ومؤتمر عام للمؤتمر الشعبي غير الشعبي!


    ولا يساورني شك في أن من أرادوا أو يريدون سلوك سبيل التغيير الاصلاحي أو الانقلابي سيعودون إلى سيرة من سبقوهم في طريق الفساد الذي يحتجون عليه، فالجميع انبثقوا من طينة واحدة، وسيبقى معدنهم واحدا، وسيظل توجههم متشابها.
    ثم لنعد إلى ما استفتحنا به من قول، وهو أن العفو من عند البشير قد كان مأمولا مأمولا لهؤلاء الذين خرجوا عليه أخيرا، فهم من أهل الفضل والسبق في الذود عن الحياض.
    ولا ريب أنه قد كان للبدريين مقام خاص، كما كان للأُحديين مقام خاص.
    وكان الكثير من الأُحديين يتطلعون إلى أن يكونوا من أهل بدر، ولكن فاتهم ذلك الشرف العزيز بسبب من تسارع الأحداث، فعملوا على التعويض بحماسة فائقة (أكثر من اللازم!) حيث أجبروا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على الخروج إلى جبل أحد، بدلا عن البقاء بالمدينة والقتال من شوارعها، كما رأى صلى الله عليه وسلم، وكان رأيه الأصوب من حيث التكتيك العسكري.
    وأسهم هؤلاء (ضمن عوامل أخرى) بنكبة للمسلمين بسبب من فرط تحمسهم و(رجالتهم) رضي الله تعالى عنهم.
    ولكن مع ذلك نزل القرآن الكريم يأمر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالعفو عنهم والاستغفار لهم:« فاعْفُ عنهم واسْتغفرْ لهم« آل عمران :159.
    ومن وحي هذا المثل الخالد عفا البشير عمن من تحدثنا عنهم من أفاضل ليسوا في فضل السابقين.
    فالمرجو من هؤلاء وأشباههم أن يراجعوا فقه الدولة في الإسلام، وأن يقفوا بوجه خاص عند باب طاعة أولي الأمر، وأن يتدبروا عواقب عصيانهم وخيانتهم.

    والمرجو ألا نصدم بشبيه لهذه الحركة المارقة كرة أخرى، لا بحسن نية ولا بسوئها.
    والمرجو أن يفحص كل من تسول له نفسه الخروج على الحاكم بواعثه جيدا، فما أكثر ما تختلط الأطماع الشريرة في طلب العظمة والزعامة والعلو، بنوازع التجرد والغيرة ودعاوى مناهضة الفساد.
    ولا عاصم من هذه الأمراض النفسية المصيبة إلا التقوى وعقاب رادع.
    وقد أعذر من عفا مرة ثم أنذر.
    فلا يستخفن مارق أثيم بعقاب أليم يطاله إن هدد أمن الوطن الكريم.
                  

05-13-2013, 10:18 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الوطني: لا مفاوضات مع المتمردين وعلى جوبا وقف دعم المتمردين
    الإثنين, 13 أيار/مايو 2013 06:56


    طالب القطاع السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، يوم الأحد، حكومة جنوب السودان بالكف عن دعم المتمردين السودانيين، وعدم إيواء أي من قادة التمرد، مؤكداً أنه لن يفاوض متمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال إلا بعد هزيمتهم، وتحرير الأراضي السودانية. المجلس الوطني يدعو وسائل الإعلام لدعم القوات المسلحة معنوياً

    طالب القطاع السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، يوم الأحد، حكومة جنوب السودان بالكف عن دعم المتمردين السودانيين، وعدم إيواء أي من قادة التمرد، مؤكداً أنه لن يفاوض متمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال إلا بعد هزيمتهم، وتحرير الأراضي السودانية.

    وقال المتحدث باسم القطاع السياسي؛ ياسر يوسف -في تصريحات صحفية عقب اجتماع القطاع- "إن دعم جوبا للتمرد، عمل يعيق تنفيذ اتفاق التعاون المشترك مع دولة الجنوب.


    ولفت إلى أن حكومة الجنوب، وعلى رأسها الرئيس؛ سلفاكير تم إخطارها فور وقوع الهجوم الأخير بالمعلومات المتوافرة لدى السودان، بتقديم الجنوب دعماً لهذه العملية .


    ولم يستبعد يوسف أن يناقش موضوع دعم جوبا للتمرد خلال القمة التي ستجمع البشير وسلفاكير خلال زيارته المرتقبة للخرطوم .


    وأكد أنه لا حديث حول المفاوضات مع الحركة الشعبية قطاع الشمال إلا بعد هزيمة التمرد، وتحرير الأراضي السودانية كافة.


    وقال لن نتحدث خلال الفترة الحالية عن التفاوض مع المتمردين، بل سنهزمهم ونأخذهم إلى مائدة التفاوض صاغرين، ثم نبحث حينها عن حلول سياسية أخرى.


    ودعا يوسف القوى السياسية، والشعب السوداني إلى الوقوف صفاً خلف القوات المسلحة للدفاع عن الوطن.




    شبكة الشروق


    ---------------


    المهندس طارق محجوب القيادي بالمؤتمر الشعبي: علي الحاج يبحث عن مصالحة مع النظام أشبه بما حدث مع نميري
    الإثنين, 13 أيار/مايو 2013 06:58


    حاوره في نيروبي : عبد الحميد عوض
    نقلا عن القرار
    جمعني به الناقد الناشط السر السيد أثناء مشاركتنا في ورشة عمل صحفية في العاصمة الكينية نيروبي؛ بمجرد سماعي لاسمه حتى تذكرت شيئين؛ وثيقة الفجر الجديد, وما أدراك ما وثيقة الفجر الجديد؟ وتذكرت الرجل حينما كان عضواً في المجلس الوطني وقيادياً في اتحاد الشباب الوطني, وقبل ذلك رجعت الى قصة الصراع ما بين (وطني/ شعبي)؛ إنه القيادي في المؤتمر الشعبي المهندس طارق محجوب .
    أخذنا - أنا والسر السيد - في جولة (ليلية) في العاصمة نيروبي؛ التي خبرها تماماً بعد الاقامة فيها لمدة خمس سنوات ولسان حاله يقول (ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق)؛ وخلال الجولة بدأ يحدثنا بإنبهار عن التجربة الكينية بتجلياتها السياسية الاقتصادية والاجتماعية والدينية وحتى التعليمية؛ وفي كل مرة يضع بأسف شديد المقارنة بين تلك التجربة مع نظيرتها السودانية.
    انتهت الجولة في مقهى بوسط العاصمة؛ وفيه بدأت حواري معه تحت حبات المطر الذي لا تمل التساقط على بلاد جومو كينياتا؛ فضَّلت أن يكون السؤال الأول عن التجربة الكينية من منظوره كمعارض للحكومة السودانية التي كان قبل ذلك جزء من تركيبتها السياسية والتنظيمية.
    *يقول المهندس طارق محجوب :(إن التجربة الكينية بحكم مشاهداتي ومعايشتي لها خلال السنوات الماضية أجدها متقدمة جداً)؛ ويضيف (على المستوى السياسي مثلاً؛ انتقلت كينيا من حكم ديكتاتوري تمثَّل في فترة الرئيس السابق دانيال أراب موي الى حكم ديمقراطي عبر آليات تحوٌّل شكلت الاختبار الحقيقي للديمقراطية؛ وهذا ما بدا خلال الانتخابات الأوليى بعد ذهاب موي, ومن المؤكد أن أهم تلك الاختبارات هي الأبعاد الإثنية التي صاحبت الانتخابات)؛ لكن الجيِّد في رؤية طارق هو أن الكينيين استفادوا تماماً من التجربة وطوَّعوها لصالح مشروعهم الديمقراطي؛ فبرزت الحكومة الإئتلافية التي نجحت الى حد بعيد في إعادة الأمن والسلام للبلاد؛ (بل نجحت فعلياً في اشاعة ثقافة السلام عبر اتفاق وطني يتجاوز ثقافة العنف؛ كان ذلك بالاستجابة الكاملة لتدخل المجتمع الدولي)؛ ضف الى ذلك والحديث لا يزال للأستاذ طارق محجوب إن الاستجابة تمت حتى حينما أٌتهم بعض المسؤولين بواسطة المحكمة الدولية؛ حيث ذهب نائب الرئيس ونائب رئيس الوزراء الى "لاهاي" حيث مقر المحكمة الجنائية الدولية؛ واستمعوا الى الاتهامات؛ ودافعوا عن أنفسهم (ونتج عن كل تلك التطورات استقراراً سياسياً؛ وتطور في العملية الديمقراطية حتى وصل الجميع الى الاتفاق على مرحلة صياغة واجازة الدستور الجديد؛ وكانت عملية الاجازة الدستورية قفزة عالية للكينين).
    هنا يضغط المهندس طارق محجوب أكثر على الكلمات لأنه سيتحدث عن اتفاق الكينيين من خلال الدستور على تطبيق نظام الحكم اللامركزي؛ وهو النظام الذي كان "قشة" قصمت ظهر بعير العلاقة بين أطراف الصراع 1999م (القصر والمنشية)؛ حيث يشير الى أن تطبيق اللامركزي في كينيا أعطى قوة وسطوة للمجالس التشريعية؛ وبات حكام المقاطعات بمعزل عن أي تأثير من قبل السلطة المركزية لأن الحكام ينتخبون مباشرة من سكان الولايات.
    ويضيف محدثي إن التجربة الكينية بعد ذلك استمرت في التطور بقيام المؤسسات القومية بالانتخاب المباشر عبر الترشيح المفتوح عبر أجهزة الإعلام المفتوحة والمعاينات لها تتم بواسطة قيادات الخدمة المدنية؛ مثلاً المراجع العام للدولة يتم انتخابه؛ والنائب العام، ورئيس لجنة الانتخابات، ورئيس القضاء؛ اضافة الى ذلك حدث فصل حقيقي بين السلطات ووجد الشعب الكيني حرية سياسية؛ ووجدت وسائل الإعلام حرية أوسع لأن أجهزة الاعلام لاتمتلكها الدولة؛ بل تتبع لشركات مساهمة عامة أو خاصة من صحف واذاعات وتلفزيون؛ كما أن الدولة لا تتدخل فيها ولا تراقبها.
    وفي كل هذه الأجواء تمت الانتخابات الأخيرة بعد إحصاء سكاني شاركت فيه المنظمات الدولية، والمنظمات الوطنية غير الحكومية، وبمنتهى الشفافية والموضوعية، وبناءً على التعداد تم إعداد سجل وطني انتخابي؛ وأٌدخلت الأجهزة الالكترونية؛ وبدأت الحملة الانتخابية بحملات دعائية مفتوحة لكل القوى السياسية؛ في منصب رئيس الجمهورية بلغ عدد المرشحين ثمانية فيهم مرشح مسلم؛ وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ كينيا؛ وفيهم امرأة؛ وكان الاقتراع متزامن مع ترشيحات نائب الرئيس، ونائب الدائرة، وحاكم المقاطعة، وممثل المنطقة في مجلس الشيوخ، وممثلة المرأة التي حدد لتمثيلها في الجهاز التشريعي والتنفيذي والمحكمة العليا بـ 30 بالمائة؛ أقول ـ والقول لطارق ـ ( إن الانتخابات جرت بشفافية عالية؛ وشاركت في مراقبتها المنظمات الدولية، والاتحاد الافريقي، والأحزاب السياسية بالرغم من إخفاق الأجهزة الالكترونية؛ وقد احتكم الجميع حول نتائج النهائية التي أعلنتها لجنة الانتخابات للمحكمة العليا؛ وكان قرارها فاصلاً).
    *قلت له باشمهندس طارق محجوب أنت كنت جزءاً من التجربة السياسية السودانية في نسختها الأخيرة؛ هل تستطيع أن تعقد مقارنة بينها وهذه التجربة؟!
    *أخذ محدِّثي نفساً عميقاً قبل أن يجيب إنه بالفعل راقب التجربة السودانية عن قرب وعن بعد؛ وأهم مراحلها وأخطرها مرحلة الخلاف داخل المؤتمر الوطني؛ والتي أدت الى تجميد الدستور، وحل المجلس الوطني، وإعلان حالة الطواريء، من ثم اتفاقية السلام الشامل 2005 م التي انتجت دستوراً مؤقتاً للبلاد؛ وانتهت بانفصال جنوب السودان؛ وعاد بعدها السودان الى مرحلة إعداد الدستور الدائم في ظل واقع خلافي واسع بين القوى السياسية في عدد من المواضيع وحتى في آليات وضع الدستور وإجازته؛ هل عبر مؤتمر دستوري أم استفتاء عبر جمعية تأسيسية؛ الحكومة ـ والحديث لطارق ـ تعلن عن تشكيل لجان لإعداد الدستور وتدعو الأحزاب الأخرى للمشاركة في إطارها؛ حتى في الوضع الراهن المجلس الوطني قابل للحل في أية لحظة متى ما قرر رئيس الجمهورية ذلك؛ فضلاً عن أن صلاحيات البرلمان في المراقبة ضعيفة جداً؛ إن لم تكن معدومة، الحريات الاعلامية غائبة، والأجهزة الاعلامية نفسها إما مملوكة للدولة أو مشاركة فيها بشكل أو بآخر سواء بالتمويل أو التحكم في الإعلان, أما الوضع السياسي بصورة عامة فمتدهور الى أبعد حدود؛ انفصل الجنوب والحرب في كل من النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور؛ وهنالك ضعف في التوافق الوطني؛ وانعدام للأرضيات المشتركة حتى يتم التفكير في حوار وطني بين الحكومة والمعارضة.
    *قاطعته قائلاًُ الحكومة لديها دعوة عريضة للحوار؛ وذهبت أبعد بإطلاق سراح المعتقلين؛ لم يتردد هو أيضا في مقاطعتي حتى أكمل السؤال حيث ذكر:(إن الدعوة الأخيرة للحوار من جانب الحكومة تشكك فيها القوى السياسية المعارضة لأنه ترسَّخ لديها اعتقاد بعدم مصداقية الحكومة استناداً لتاريخها السياسي مع الاتفاقيات من نيفاشا، والدوحة، والشرق، والأنكا والأمَّر إن الحكومة تبدو أكثر حرصاً على الحوار مع الحركات المسلحة مع تجاهل الأحزاب التي تعمل في الإطار السلمي والقانون وهي مفارقة كبيرة جداً؛ آفاق التطور الديمقراطي واضحة جداً كما ذكرت لك في كينيا وكل دول ما يسمى بتجمع شرق ووسط افريقا؛ يا سيدي الوضع في السودان يتجه نحو التمزق) .
    *سالته بعبارة واحدة : أين الحل ؟
    *الحل بحسب اعتقاد مهندس طارق محجوب يكمن في إشاعة حرية العمل السياسي، والعمل الإعلامي حتى تتهيأ ارضية جيدة للحوار الوطني (هذا مطلوب تؤديه الحكومة)؛ الأمر الثاني هو محاربة الفساد بالقانون؛ (أنا اعتقد إن ذلك من الأسباب الأساسية المطلوبة لتحقيق المصالحة الوطنية في إطار الحريات ليبدأ حوار مناقشة اشكالات الأزمة السودانية والشرط الأهم أن لا يستبعد أي طرف من الأطراف عن مائدة التفاوض حتى ولو كان حاملاً للسلاح أو يعارض في إطار القانون؛ بعد ذلك أي اتفاق يتم التوصل اليه يحتاج الى وضع انتقالي يتفق على مؤسساته الجميع سواء كانت مؤسسسات تشريعية أو تنفيذية أوهيئة انتخابات)؛ ويسترسل محجوب في التنظير للحل: (خلال الفترة الانتقالية يتم الوصول الى انتخابات وفق منهج سليم يبدأ بالإستعداد والسجل الانتخابي والمراقبة والحيدة والنزاهة والشفافية) .
    *هنا توقفت عن نقطة كنت اتلهف في الوصول اليها في الحوار مع مهندس طارق محجوب وهي الحديث عن وثيقة الفجر باعتبار أنه شخصياً من الموقِّعين عليها في كمبالا؛ فسألته عن الخلاف، عن الحلول التي ينظر لها، وعن الوثيقة, حينها أشار عليِّ أن فكرة الفجر الجديد تبدو مختلفة قليلاً إذ أن الفكرة فيها تقوم على حوار بين قوى وتنظيمات مسلحة وأخرى مدنية؛ وكان الهدف الوصول الى أرضية مشتركة بين الطرفين عبر حوار يناقش القضايا الوطنية؛ والدافع الأساسي لهذا الحوار هو أن الحكومة تتجاوز الجميع الا الذي يحمل السلاح وتعمل على تهميش القوى السياسية في الداخل؛ (كما أن وثيقة الفجر هدفت الى الرد على النظام الذي يدَّعي إنه لا بديل له فأردنا أن نضع هذا البديل بالتحاور مع القوى الحاملة للسلاح ضف الى ذلك أننا لا نريد أن نكرر تجربة الحركة الشعبية نفسها التي استبعدت في نيفاشا كل القوى السياسية التي كانت تتحالف معها؛ لذا كان القرار والهدف أن لا يتم حوار مع الحكومة الا مع مجموع القوى السياسية التي تحمل السلاح والتي لا تحمل السلاح؛ الوثيقة نصت على وقف التصعيد العسكري فوراً بعد بدء الحوار أو حدث تغيير سياسي للنظام من الداخل؛ كما عمل لقاء كمبالا على صياغة إعلان سياسي وليس وثيقة بالمعنى على أن يقدم الإعلان السياسي رؤية مبدئية لعموميات المصالح الوطنية السودانية؛ بشرط عرضها قبل الاتفاق النهائي على قيادات الأحزاب للموافقة عليها حتى تصبح أجندة للمؤتمر الدستوري؛ وقد عرضت بعد الأطراف مقترح التوقيع حتى يكون هنالك شيئاً من الالتزام فكان الاتفاق على توقيع الحضور.
    *وكنت أنت طارق محجوب ممثلاً للمؤتمر الشعبي ؟
    * لا؛ التوقيع لم يكن باسم الأحزاب؛ ولا القوى السياسية؛ بل كان بإسم الأفراد الذين حضروا وشاركوا كنوع من الالتزام؛ كما قلت لك على أن ترفع الوثيقة لقيادات الاحزاب؛ وتم تفويض ممثل التحالف الوطني، وممثل القوى الثورية بذلك.
    *كيف ترى تعامل الحكومة مع الوثيقة ؟
    *الحكومة تعاملت معها برعب؛ لأن الخطوة فيها تجميع للقوى السياسية كبديل متماسك للنظام؛ بل إن ردة الفعل الحكومية مضت أبعد من ذلك حينما اعتقلت قيادات الداخل ودعت الى حل أحزابهم؛ وللأسف الشديد استجابت القوى السياسية بالداخل الى الترهيب، والتهديد والابتزاز.
    * حتى حزبك المؤتمر الشعبي ؟
    *حتى المؤتمر الشعبي؛ الوزنة الوحيدة أحدثها توقيع حزب الوسط الاسلامي الذي أصر على موقفه ما أحدث طفرة في ممارسة العمل السياسي.
    *هل تعرضت الى أية محاسبة من المؤتمر الشعبي على توقيعك في كمبالا ؟
    *لم تكن هنالك محاسبة؛ كان هنالك توضيح من جانبي والتأكيد للحزب أنني وقَّعت على الوثيقة بصفتي الشخصية.
    *انتقلت مع المهندس طارق محجوب بعد ذلك الى موضوع الحوار الذي ابتدره في ألمانيا الدكتور علي الحاج محمد نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي مع الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية؛ حيث أعاد مهندس طارق على مسامعي إن الحوار الذي تم عبارة عن مبادرة شخصية لا تمثِّل المؤتمر الشعبي؛ وقال طارق إنه تحدث كثيراً مع دكتور علي الحاج في هذه الموضوع؛ وأن الأخير أكد له إنه ذهب ليطمئن على صحة علي عثمان؛ وبعدها تطرقا الى صحة الوطن؛ وكان الحوار بينهما على قضايا تهم كل السودان؛ ولم يكن باسم الوطني ولا الشعبي.
    أضاف طارق إن دكتور علي الحاج أبلغه كذلك أن الحوار ارتكز على محورين أساسيين تم الاتفاق عليهما هما حرية العمل السياسي بالداخل وتحسين العلاقات مع دولة الجنوب؛ ويضيف طارق (عين ما يطلبه علي الحاج هو اتفاق مع النظام أشبه تماما باتفاق المصالحة الوطنية مع نظام جعفر نميري.
    *يعني المشاركة ؟
    *لا الاتفاق مع نميري لم يكن فيه مشاركة.
    *كيف؟؟, ألم يكن لديكم وزراء ومستشارين ورواد أيام نميري ؟
    *الاتفاق في بدايته مع نميري لم يشتمل مشاركة في الحكم كان فقط على الحرية؛ والمشاركة لم تكن شرطاً في الاتفاق نميري طلب المشاركة لاحقاً.
    مصحح/رحيم
    *لكن حوارات (العلين) اثارت عند الاسلامين اشواق الوحدة ؟
    *لا اعتقد ذلك .
    *اخيرا : لماذا انت هنا في نيروبي مقيما ؟
    *وجودي في نيروبي ليس له اي اسباب سياسية , انا خرجت من السودان بعد ان طاردوني في رزقي , جئت الي كينيا بحثا عن هذا الرزق , وكنت اعود السودان باستمرار , اكرر اسباب وجودي هنا ليست سياسية .
    *هل رجعت الي السودان بعد وقيعك علي الفجر الجديد ؟
    *لا , لكن يمكن ان افعل ذلك في اي لحظة
    *دون ان تخشي الاعتقال ؟
    *انا متعود .
    *اننتهي

    نقلا عن القرار


    -------------

    شقيق البشير : د.غازي أفضل من يخلف البشير..لا علاقة لنا بالجعليين أسرتنا تنتمي للبديرية وهذه علاقتنا بالطيب مصطفى





    لست ثرياً ولا أملك بيتاً وسيارتي أقساطها لم تدفع بعد ..الرئيس عنيد جداً ورفض مصافحة مبارك لهذا السبب.
    05-12-2013 05:08 PM
    حوار: عبد الباقي الظافر - إمام محمد إمام - يوسف الجلال

    دفع شقيق الرئيس البشير اللواء طبيب (م) عبد الله حسن البشير بوجهة نظر مثيرة للجدل، وقطع بأن الدكتور غازي صلاح الدين يعد أكثر قيادات المؤتمر الوطني تأهيلاً لخلافة الرئيس البشير، ونفى وجود شخص أنسب لقيادة وزارة الدفاع بدلاً عن الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين. وقال عبد الله في حواره مع (الأهرام اليوم) إن الدكتور غازي صلاح الدين من أفضل الموجودين في الساحة على الإطلاق، وهو أكثر إنسان مؤهل ليكون خليفة الرئيس، لجهة أنه يمتلك مقدرات وملكات عالية مكنته من إحداث اختراق في كل الملفات التي أؤكلت إليه. وتمسك شقيق الرئيس بعدم الخروج مع الدكتور غازي حال انسلخ من المؤتمر الوطني وكوّن حزباً سياسياً جديداً. وزاد: "لن أخرج مع غازي إذا أنشأ حزباً، لكنني سأساند رؤيته الإصلاحية إذا استمر في الحزب"، منوهاً إلى ضرورة انتهاج خط إصلاحي داخل المؤتمر الوطني حتى لا يحدث تكلس سياسي. وفي منحى آخر كشف عبد الله أن أسرة الرئيس ترى أنه أفضل للبشير أن يتنحى في أحسن حالاته وكامل عطائه، بيد أنه عاد وأكد أن تلك الرؤية تتكسر عند عدم تجهيز خليفة الرئيس، لافتاً إلى أنه أفضل للرئيس والمؤتمر الوطني أن يواصل "البشير" لدورة ثانية يستصحب فيها فريق عمله على أن يقوم بتقديم خليفة بعد الدورة القادمة. وفي سياق مختلف أكد شقيق الرئيس أن الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين يعد ركيزة الجيش الأساسية، وأنه أفضل من يتولى حقيبة الدفاع، ومضى يقول: "إن الرئيس نفسه قال لو كنت أنا وزيراً للدفاع ما كنت أنجزت 50% مما أنجزه عبد الرحيم".
    """"""""""""""""
    بداية حدثنا عن جذور الأسرة؟
    نحن أسرة بسيطة تمتد جذورها إلى منطقة حوش بانقا، ومنطقة صراصر بالجزيرة، ونحن من قبيلة البديرية الدهمشية ولسنا جعليين كما يشاع.
    ما هي علاقة أسرة الرئيس بمنطقة صراصر؟
    الأسرة لم تنتقل إلى صراصر، وانتقل إليها عمنا الصديق وشقيقته، لكن والدي وعمنا خالد استمرا في حوش بانقا. وأبي كان يعمل تاجراً بالأبيض، ثم عمل في معمل ألبان كافوري من سنة 1953م واستقر بها ولحقنا به بعد سنتين، بعد أن سبقنا حاج مصطفى والد الطيب مصطفى والأسرة إلى كوبر.
    ما هي صلة القربى بينكم والطيب مصطفى؟
    حاج مصطفى والد الطيب وحبوبتي أم أمي وحبوبة كمال حسن بخيت أشقاء، وحبوبتي أم أمي وحاج بلال وأم حسن بخيت أشقاء، أمي بنت عمة الطيب مصطفى وهو ابن خالها.
    متى بدأت علاقة الرئيس البشير بالإسلاميين؟
    في البداية لم تكن العلاقة معروفة بالنسبة لنا، خاصة أن والدنا كان اتحادياً، وكان يعطيهم القروش لكي يدفعوا اشتراكاتهم في جماعة الإخوان المسلمين، وكان يقول إنه مع إخوان حسن البنا، لكن كان له رأي في الترابي منذ ذلك الزمن، ويقول إن "الترابي زول دنيا" وزول سياسة، وكان والدي يعتد بنفسه جداً، وله شخصية قوية، وكثيراً ما كنت أقول له إنني سآتي بالترابي يقنعك، فكان يقول لي "أنا عليّ الطلاق أكتفوا وكلمة ما يقدر يقولها". وصفة الشخصية القوية ظهرت في اثنين من إخواني هما عمر والعباس.
    هل تعني أن الرئيس عنيد؟
    عندما حدث الزلزال في مصر، كانت العلاقات بين القاهرة والخرطوم سيئة جداً. وأذكر أن البشير وحسني مبارك التقيا في داكار في مؤتمر القمة الاسلامية، وتحاشى كل منهما مصافحة الآخر، لأن كليهما كان ينتظر الآخر أن يبادر باللقاء، وعندما حدث الزلزال، رأى المتنفذون في الحكومة السودانية أن يذهب الرئيس البشير إلى مصر لكنه رفض، وقال "عليّ الطلاق ما بمشي" لأنه وارد أن أذهب ويرفض مبارك مقابلتي، ويومها ذهب الشهيد الزبير محمد صالح بدلاً عن الرئيس.
    لم تحدثنا بعد عن علاقة الرئيس بالإسلاميين؟
    أول ملاحظة لنا حول علاقة الرئيس بالأسلاميين تمثلت في أنه كان يذهب لزيارة الترابي بمعية عطا المنان صالح وهو من الرعيل الأول للإخوان.
    هل كان وقتها طالباً أم في المؤسسة العسكرية؟
    الرئيس حينها كان في الجيش، والترابي كان يسكن في الواربوات بحري أيام كان النائب العام في عهد النميري.
    هل كان الرئيس ميالاً للحوار في السياسة في سنواته الأولى؟
    الرئيس كانت له نقاشات معنا وبالأخص في وجود الوالد، وكان يحتد فيّ، لكن مع ذلك لم نعرف انتماءه للإخوان المسلمين أصلاً إلا عندما جاءت الانتفاضة، وكنا نحن جزءاً منها بل إن جريدة الدستور كتبت عن الرئيس وعلاقته بالإسلاميين، وأذكر أن الترابي عندما خرج من سجن شالا عقب الانتفاضة، كنت أنا ضيفاً على أخي عمر، وأمرني أن أقوم بتوصيل الترابي إلى منزله. وقال لي بالحرف الواحد "قوم وصّل الشيخ"، وكان هذا في العام 1985م.
    تقصد أن الرئيس البشير هو الذي طلب منك توصيل الترابي إلى منزله؟
    نعم.. وقمت بتوصيل الترابي من مطار الخرطوم في عربة "داتسون"، وهي ذات العربة التي دخل بها الرئيس القيادة العامة.
    لماذا إذن لم تظهر إلى العلن إلا عقب انقلاب الإنقاذ، وأنت لك مساهمات إبان الانتفاضة؟
    أنا درست في الإسكندرية ست سنوات وذهبت بعد التخرج إلى السعودية، وفي المرحلة الثانوية كنت سكرتيراً للاتحاد الى ان جاءت مايو، وحلت الاتحاد العام للطلاب.. وعندما ذهبت الى مصر كنت ضمن قائمة اتحاد الطلاب ونلت ثاني اعلى اصوات.
    كنت تعمل طبيباً في المملكة العربية السعودية وعدت إلى السودان بصورة مفاجئة؟
    تخرجت في 1979م وحضرت من الإسكندرية الى الخرطوم، وعملت سنتين في مستشفى بحري والخرطوم، وبعدها تزوجت بالدكتورة نور الهدى، وسافرنا الى الاسكندرية ومن هناك ذهبت انا الى الرياض ورجعت زوجي إلى السودان، ومكثت هناك عشر سنوات، عدت بعدها للسودان بصورة عادية، صحيح ان ذلك تزامن مع دخول صدام الى العراق لكن لم يتم طردي او خلافه.
    هل كنت تجد تقديراً خاصاً في السعودية كونك شقيق الرئيس؟
    عندما زار الرئيس مدينة جدة، بحثت عني الحكومة السعودية، بغية ملاقاة الرئيس، وبعدها نقلوني من الهفوف الى الرياض.
    هذا أول تعامل بروتوكولي معك كأخ للرئيس؟
    نعم.. ونقلي إلى الرياض جاء في هذا الإطار.
    بعد اجتياح القوات العراقية للكويت ما الذي حدث لك؟
    لم يتم إبعادي واستمررت حتى العام 1991م إلى ان عدت الى السودان بكامل اختياري.
    هل كنت تتوقع أن يقود شقيقك انقلاباً عسكرياً وهل تمنيت ذلك؟
    أثناء دراستي للجزء الأول من الزمالة في بريطانيا، مع شقيقي صديق، كنت أتذكر الاوضاع السيئة في السودان، وفكرت ان يعمل اخي عمر انقلاباً، لكن تذكرت ان اسم "عمر حسن أحمد" لم يكن رناناً مثل النميري أو فاروق.
    هل كنت تتوقع أن تنفذ الجبهة الإسلامية انقلاباً عسكرياً؟
    أنا لم اتخيل ان للجبهة الاسلامية وجوداً عسكرياً كبيراً يتمكن من تنفيذ انقلاب عسكري، لكن كنت اعلم ان اخي عمر ذو شخصية محبوبة في الجيش، خاصة عندما زرته سنة 1987م في كادقلي وكان الرئيس وقتها في ربكونا يُحضّر لمعركة ميوم.
    هل حضر الرئيس إلى الخرطوم بعد زيارتك له؟
    نعم، حضر إلى الخرطوم وسجلّ البيان الأول في شهر مايو، حتى ان شقيقي صديق طلب منه مازحاً ان يقوموا بانقلاب عسكري، فما كان من الرئيس الا ان قال له "ما في عاقل بيرضى يقلبها".
    أين كان الرئيس في يوم الانقلاب واليوم الذي سبقه؟
    ليلة الانقلاب ذهب الرئيس إلى وداع ابن خالتنا الذي يستعد للسفر الى الامارات، بل طلب من الرئيس ان يقوم بتوصيله الى المطار، فقال له الرئيس "ما بوصلك".. واذكر ان اخي علي كان مشاركا في الانقلاب، لكنه لم يكن يعرف ان البشير مشارك، بل ان علي صلى بهم المغرب وقرأ آيات الجهاد، وعمر كان المأموم، وتمنى ان يكون عمر له دور في الانقلاب.
    كيف بدأت علاقتك بالقوات المسلحة؟
    عقب عودتي عملت بالخرطوم، واذكر انه ظهرت فكرة الانقاذ الطبي، وجاء من يطلبني للالتحاق بالعمل في الجنوب.
    كم من المدة أمضيتها في الجنوب؟
    أمضيت شهرين بين بور وملكال، بعدها ذهبت مرتين إلى الجنوب.
    هل كان ذلك مدخلك إلى الالتحاق بالجيش؟
    في 1993م طلبوا مني مرة ثانية الذهاب الى غرب الاستوائية برفقة دكتور عامر وهو ليس له علاقة بالإسلاميين وهو بطل الجمهورية في التنس. وفي نهاية 1997م طلبوا منا الدخول الى الجيش بصحبة مجموعة من الجراحين.
    في أي رتبة تم استيعابك؟
    في رتبة العميد، وبالنسبة لي لم تكن جيدة فقد قيدت حركتي.
    حدثنا عن حادثة استشهاد شقيقك عثمان؟
    كان ذلك في العام 1996 وكنت حينها في إيرلندا في تحضير الجزء الثاني من الزمالة.
    لماذا كان عثمان ميالاً للانضمام إلى كتائب المجاهدين دون إخوته؟
    صحيح أن عثمان كان أكثرنا تقوى، لكن كل اخوتي ذهبوا الى الجهاد، واذكر انه في العام 1992 كنا كلنا في العمليات في توقيت واحد، واخي علي كان في كسلا وانا في بور وصديق في منقلا والشهيد عثمان كان في اريات في الاستوائية والعباس ومصعب كانا في جوبا مع الشهيد عبيد ختم.. حتى ان عضو مجلس قيادة الثورة التجاني آدم الطاهر قال لي في بيت القائد في جوبا انه قابل اخي العباس، فاخبره بموقع اخوتي، فقال لي "كلكم في العمليات إلا عمر".
    لماذا يجد الشهيد عثمان الاحترام وافراً مقارنة مع أشقائه؟
    الشهيد عثمان كان أكثرنا ورعاً وتقوى، وما كان عندو حب الدنيا، وكان يجند نفسه لتنفيذ مشروع مصحف افريقيا الذي كان فكرة، وكان دائما يركب الموتر الخاص به لجمع التبرعات لمشروع مصحف افريقيا، وقبلها اشتغل في صحيفة الصحافة والراية كمدقق لغوي.
    هل كان يجد تمييزاً في حياته أو بعد استشهاده كونه شقيق الرئيس؟
    الشهيد عثمان كان لا يكمل تعريفه الى الاسم الرابع او الثالث، وكان يكتفي باسم "عثمان حسن" وصديق كان يعرّف نفسه بـ"صديق حسن أحمد"، ومحمد اخي كان عندما يذهب الى وزارة الداخلية يقوم موظف الاستقبال بإرجاعه، وانا قلت له عرّف نفسك بأنك شقيق الرئيس فرفض، فقلت له انا اول حاجة بقول (انا اخو الرئيس).. وعثمان ربنا يتقبله لم يكن يستخدم صفة شقيق الرئيس، وحتى في الجهاد كان يقول انه عثمان حسن وكثيرون لم يعرفوه الا بعد استشهاده.
    تم قبولك في جامعة الخرطوم كلية الزراعة فلماذا تركتها وذهبت لدراسة الطب في الإسكندرية؟
    أمضيت سنة في كلية الزراعة، واثناء ذلك قمت بالتقديم الى جامعة الاسكندرية بواسطة السيد محمد عثمان الميرغني مرشد طائفة الختمية وزعيم الحزب الاتحادي، وكان عنده قائمة لترشيح الطلاب، وانا دخلت الطب بهذه القائمة، عبر مدير مكتب محمد عثمان احمد عبد الله يرحمه وهو صديق عزيز لي.
    بعد ان اصبحت عميداً في الجيش هل استمتعت بامتيازات شقيق الرئيس؟
    لم يحدث هذا مطلقاً وحتى عند احالتي للمعاش.. اصلاً ليس لديّ حرس ولا سائق يتبع للجيش. حتى ان الاخ بكري حسن صالح في مناسبة افتتاح بعض المباني بالسلاح الطبي، قال لي امشي اقيف هناك مع اقدميتك ودفعتك، بعد ان كنت اقف بجانبه بحكم علاقتي معه.
    ماذا عن دخول زوجتك الدكتورة نور الهدى إلى الشرطة؟
    هي سبقتني إلى الشرطة وانا من قدمتها لذلك..
    نالت الدكتورة نور الهدى لقب اول امرأة تترقى إلى رتبة العميد وكذلك رتبة اللواء في الشرطة فهل هذا لكونها زوجة أخ الرئيس؟
    أبداً.. هي في الشغل ممتازة جدا، وحادبة على عملها، صحيح لم تكن هناك امرأة برتبة عميد او لواء لكن كما قال وزير الداخلية وقتها عبد الرحيم محمد حسين لا يوجد ما يمنع ترقي النساء.
    هل فوجئت بقرار إحالتك إلى المعاش؟
    لم يفاجئني القرار لأن الرئيس قال لي احسن تنزل.. لكن فوجئت بقرار فصلي من مستشفى القلب.
    هل كان ذلك بسبب إحالتك إلى المعاش؟
    المركز يتبع للجيش لكن به مديرون من المدنيين.
    هل يعني ذلك أنك خُيرّت بين التجارة والعسكرية فاخترت الأولى؟
    لم يتم تخييري، ونزلت للمعاش لأن ذلك رغبة الرئيس، انا كنت اكون في الخدمة طالما ان الرئيس في السلطة، لأن هناك قضايا كثيرة مثل المحكمة الجنائية، وهناك فرق بين ان تكون في الخدمة او ان تكون بالمعاش.
    هل أوجعك قرار الإحالة للمعاش؟
    عملت بالجيش ثماني سنين، وكنت اثق انني سأنزل برتبة فريق، وعندما تنزل في نفس الرتبة فهذا يعني ان هناك مشكلة ادارية او مالية او عملية.
    هل أنت ضابط بالمعاش فقط حالياً؟
    أنا الآن مدير مركز تدريب طب الطوارئ، وهو مركز خاص أملك 35% من اسهمه ومعي سبعة اطباء طوارئ وكلهم سودانيون.
    هناك حديث عن أن الرئيس كوّن لجنة تنظيمية للوقوف على حقيقة استغلال أشقائه لنفوذهم؟
    في العام 2002م كان العباس يعمل في الكيميائية وهي تتبع للتصنيع الحربي، وعلي تفرغ لاستقطاب الدعم لبناء التصنيع الحربي وجياد، واخي علي قطع على نفسه في مرة ان يستقطب 15 مليون دولار ومشى السعودية وجاب القروش وما شال منها دولاراً، ومن شخصية واحدة جاب 100 مليون دولار، ووقتها جاءني ناس الهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة لكي امسك الموارد، وانا اعتقد ان لي علاقات واسعة ويمكن ان ادخل الى اي وزير او اي مدير، وقلت يمكن ان اوظف هذا الاسم للشغل العام سواء داخليا او خارجيا وبدأنا بالهيئة.
    ما الذي حدث بخصوص اللجنة؟
    في 2006م لما كان الزبير احمد الحسن وزيراً للمالية برز الحديث عن ان اخوان الرئيس شغالين في "البزنس"، فقام الرئيس بتشكيل لجنة من بكري حسن صالح والزبير وعلي كرتي وجاءوا إلينا في الهيئة انا وعلي والعباس، وطلبوا منا ان نتوضأ حتى نحلف على المصحف فقال لهم عباس انا طاهر، وسألونا وقلت لهم انا بصراحة شغلي مع الهيئة الخيرية كون علاقات كبيرة، وقلت لهم انا ذهبت الامارات وقابلت عبيد بن ناصري وزير البترول بصفته رئيس بنك ابو ظبي الاسلامي، وقابلت محمد بن خرباش وكان وزير الدولة للمالية بصفته رئيس بنك دبي الاسلامي، وقابلت شيخ منصور بن زايد بصفته رئيس بنك الخليج الاول في ثلاثة ايام، واذا لم يكن اسمي عبد الله حسن البشير هل كنت ممكن أقابله.
    ما الذي حدث بعد ذلك؟
    المهم قلت للزبير انني عندما جئت للهيئة كان عندها دورة مياه في السوق ويتم ايجارها بـ300 جنيه في الشهر، وعملت مشروعاً في جامعة الخرطوم شراكة بين الهيئة والجماعة وادخلنا منه في ستة شهور للهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة 40 مليار جنيه، ولو ما انا شقيق الرئيس ما كان ده حصل.
    لمذا تركت الهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة إذن؟
    تركت الهيئة بعد هذه الحادثة والزبير يعتقد إلى الآن انني لا يفترض ان اشتغل.
    أين كانت وجهتك بعدها؟
    كونت علاقات كبيرة جدا وعملنا شركات لكن كلها فشلت ما عدا شركة واحدة اسمها البطريق، وانا ليس لي فيها اسهم وكنت رئيس مجلس الادارة، وكان عباس مديرها وهي مملوكة لعبد الكريم موسى.
    هل سمعت بحي حوش بانقا في كافوري؟
    نحن نشأنا في المنطقة دي، والرئيس قال أحسن نسكن كلنا مع بعض، واصلاً كافوري تربينا فيها ووالدنا عمل فيها.
    لماذا أنت بالذات هدف للأحاديث التي تتكلم عن استخدام أشقاء الرئيس لنفوذهم؟
    أنا رجل علاقات عامة ولا اعرف البزنس ولا افرق بين خطاب الاعتماد وخطاب الضمان، وليس لي تعامل مع اي بنك الا حسابي الجاري، ما عندي قروش لكن عايش كويس جدا، ومن نعم الله عليّ انني انفق نصف ما املك.. والآن العربة التي اقودها لم اتمكن من دفع اقساطها.
    لماذا حينما يأتي مستثمر إلى السودان يقترن اسمك باسمه دائماً؟
    أي مستثمر يجي إلى السودان يعتقد ان اقرب الطرق للحكومة هو شقيق الرئيس.. اخي علي يتحرج جدا والعباس برفض وكلهم برفضوا وانا بقول "أوكي". وأي مستثمر بجي بقدم ليه مساعدة من أجل خدمة البلد..
    ألا تخشى أن يفتح هذا الباب الحديث عن فساد أشقاء الرئيس؟
    أشقاء الرئيس اصلاً مستهدفون، وكذلك الرئيس وهذه حملة منظمة ومرتبة في مناظرة بقناة الجزيرة، بين د. عمر القراي وربيع عبد العاطي، القراي قال: ان هناك فساداً وراءه اخوان الرئيس وخاصة عبد الله، وانا اقول ان الهدف هو الرئيس لأن رأس ماله سمعته.
    كنت تشغل أكثر من خمس وظائف فماذا تشغل حالياً؟
    كلها راحت.. تركت الهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة، وفصلت من شيكان بخبر او اعلان في الجريدة، وكانوا بدوني 1500 جنيه، ومن الجيش كضابط اتلقى 1500 جنيه رغم كل مؤهلاتي.. ومركز القلب يمنحني 8000 ألف جنيه، وحالياً في مركز تدريب طب الطوارئ فقط.
    ترشحت للمنافسة على مجلس إدارة نادي الهلال فلماذا لا تتحول إلى السياسة؟
    لا يوجد ما يمنع ذلك وأنا دخلت الرياضة مجاملة للأخ أشرف الكاردينال.
    ذكرت أنك نادم على نزولك للمعاش بسبب المحكمة الجنائية فهل هذا يعني أنك لا تثق في الجيش والحزب لحماية الرئيس؟
    لا طبعاً.. أنا ليس لديّ دور مثل الجيش او البوليس او المؤتمر الوطني.
    الدكتور غازي صلاح الدين يطرح رؤية إصلاحية ما رأيك في ذلك؟
    غازي صديق عزيز، وأنا أعتقد أنه من حيث الصدق والزهد والأمانة والأداء والعلم، ومن حيث التاريخ والرؤية، هو من أحسن الموجودين في الساحة على الإطلاق.. وإذا سئلت عن رأيي الشخصي فهو افضل خليفة للرئيس، وله مقدرات وملكات وعمل اختراق في كل الملفات التي اؤكلت له.
    هل أنت متعاطف معه؟
    نعم، أنا متعاطف معه جداً.
    هل ستخرج معه إذا كوّن حزباً سياسياً جديداً؟
    لن أخرج معه، لكن سأساند رؤيته الإصلاحية من الداخل، لأن الاصلاح من الداخل مطلوب حتى لا يحدث تكلس.
    ما رأيك في الانتقادات العنيفة التي توجه إلى وزير الدفاع؟
    في تقديري لا يوجد أفضل من عبد الرحيم لوزارة الدفاع، واقول ليك شهادة ما في زول سمعها، وهي ان الرئيس قال "لو كنت انا وزير دفاع لن استطيع فعل 50% مما فعله عبد الرحيم".. وانا اقول انه ممتاز جدا واعتقد انه ركيزة الجيش الأساسية.

    الاهرام اليوم


    --------------

    الترابي يربط الحوار مع حكومة البشير بتسليم السلطة وقيام حكومة قومية





    05-13-2013 06:12 AM
    الخرطوم - بليغ حسب الله

    ربط الزعيم الإسلامي السوداني الدكتور حسن الترابي قيام أي حوار بين حزبه المؤتمر الشعبي وحزب المؤتمر الوطني الحاكم بتسليم الأخير للسلطة أولا وتشكيل حكومة قومية، في وقت أعلن تحالف المعارضة عن اتفاق تم بين مكوناته، على أن تكون فترة إدارة الحكومة الانتقالية البديلة لحكومة الرئيس عمر البشير 30 شهراً.

    وأقر الترابي خلال مخاطبته مؤتمرا لطلاب حزبه في الخرطوم بان من أخطائهم التي ارتكبوها عندما كانوا جزءا من النظام الحاكم هو عدم تقديرهم لفتنة السلطة، وأضاف " ما كنا نقدر خطر فتنة السلطة وهذه واحدة من أخطائنا ". ورأي الترابي أن الحركة الإسلامية في السودان ليست بطائفة وان الاختلاف بين الإسلاميين في البلاد ليس اختلافا حول منهج الحركة وإنما ما اسماه بسقوط الشورى وخيانة العهود.

    وقال " إذا تابوا ورجعوا إلى الدين فهم إخواننا في الدين " وأضاف "إنهم في الحزب لا يسعون إلى وحدة البلاد فحسب وإنما وحدة كل الأمة الإسلامية".

    وأبدي الترابي خشية من أن تؤدي الأوضاع الراهنة إلى تمزيق بلاده، وقال إن أحزاب المعارضة التي كانت في يوم ما من ألد أعدائه أصبحت الآن الأقرب إليه.

    وانتقد الترابي ما اعتبره تناقضاً للحكومة بملاحقة المتمردين وفي نفس الوقت السعي للتفاوض معهم.

    إلى ذلك أعلن تحالف المعارضة السودانية، عن اتفاق تم بين مكوناته، على أن تكون فترة إدارة الحكومة الانتقالية البديلة لحكومة البشير 30 شهراً.

    وكشف عن اتفاقه على التفاصيل الخاصة بتشكيل الأجهزة التنفيذية والقضائية والتشريعية، وكافة مؤسسات الدولة، خلال الفترة الانتقالية.

    وشدد القيادي في التحالف كمال عمر والأمين السياسي لحزب الترابي في كلمة ألقاها في لقاء الطلاب على توافق حزبه مع رؤية التحالف المعارض في قيام حكومة انتقالية بالبلاد. وأشار إلى أن الواقع الراهن للسودان يستدعي فرض فكرة سياسية جديدة تستهدي بها كافة الأحزاب، مؤكداً في هذا الخصوص، أن حزبه يمتلك ناصية الحلول لمشكلات البلاد الحالية والمستقبلية. ووصف عمر، رؤية حزبه لقيادة السودان لبر الأمان، بالرؤية التي يمكن أن تتوافق عليها مكونات المجتمع السوداني - على حد قوله -.

    وشدد على أن المعارضة أجمعت على موجهات وسياسات الفترة الانتقالية، وعلى كل مراحلها، بما في ذلك تشكيل الجهاز التنفيذي والجهاز القضائي والتشريعي ومؤسسات الدولة. وقال عمر "من يسأل، إذا سقط النظام الحالي، فما هو البديل، فإننا نقول له إن البديل هو الشعب السوداني".

    الرياض

    --------------


    --------------------------------------------------------------------------------
    حوار

    مدير إدارة الجودة والتطوير بوزارة الصحة
    بروفيسور حسن عبد العزيز لـ «الصحافة»:«2-2»

    حوار: إخلاص نمر : and#1645; البروفيسور حسن عبد العزيز يشغل منصب مدير الادارة العامة للجودة والتطوير بوزارة الصحة الاتحادية، وهو يفتخر بعضويته فى الحركة الاسلامية، اضافة الى مستواه العلمى المرموق وتخصصه النادر الذى حصل عليه، وكنت حريصة وانا اتلمس خطواتى للوزارة لإجراء حوار معه على استجماع افكارى وقراءاتى حول شخصية الرجل العلمية والعملية والسياسية، فدارت فى خلدى عدد من التساؤلات فى ما يتعلق بعضويته بالحركة الاسلامية وبرجالها وخاصة رموزها الحاليين وعلاقته بالشيخ الترابى ورأيه فى اسلوبه السياسى...الخ.. ولم تتوقف افكارى فى هذا المحيط فقط، بل ذهبت الى وزارة الصحة واحوالها التى يعلمها الجميع واسباب اتهامات التردى واضرابات الاطباء وغيرها من التساؤلات، ولكن بعد اجراء هذا الحوار كانت المخرجات مدهشة، فالرجل يحمل كثيراً من الهموم والحسرة، فاتحاً نيرانه فى كل الاتجهات.. وهو حوار مطول من حلقتين ندعو القارئ للوقوف على مفرداته وما بين السطور.
    and#1645; عهدت اليك الوزارة إدارة الطب العلاجى ماذا قدمت؟
    ــ من منطلق خبرتى ومؤهلاتى عكفت على وضع نظام هيكلى سليم للمستشفيات، وشرعت فى الاشراف على المجالس الاستشارية لعمل العديد من البروتكولات العلاجية، واعداد برامج تدريبية وتوعوية عن جودة الرعاية الصحية ومكافحة العدوى وتطبيق سلامة المرضى والحرص على تقليل الاخطاء الطبية، اضافة الى دلائل وسياسات العمل المهنى والصحى، وكان هذا كله فى عهد تابيتا بطرس وأبو عائشة، واعترف بأن هذا العهد شهد استقراراً غير مسبوق فى وزارة الصحة.
    and#1645; قبل هذا التاريخ ماذا واين كانت علة الوزارة؟
    ــ قبل هذا التاريخ لم أكن موجوداً، ولكن على حسب معرفتى كانت الصراعات موجودة، وقد ادت الى تغيير الطاقم الوزارى، وبعد انتهاء فترة تابيتا تم اسناد الوزارة للحركة الشعبية، وتم تكليف حسب الرسول وزير دولة، وبعد تكليفه مباشرة بدأت الحرب ضدى، اذ صدر قرار بتكليف طبيب اختصاصى جراحة اطفال ليتولى الادارة العامة للطب العلاجى، رغم انه ليس من منسوبى الوزارة وليس من اختصاصه ادارة النظام الصحى.
    and#1645; هل اصطدمت معه؟
    ــ لا.. لم اصطدم معه، والغريب فى الأمر أن القرار صدر باتفاق المتشاكسين ووزير الدولة والوكيل.
    and#1645; ماذا كان ردك حينها؟
    ــ اعترضت على القرار طبعاً، فصدر قرار بتكليفى مساعداً للوكيل للجودة والاعتماد، وهو قرار ترضية فقط وليس رؤية استراتيجية للوزارة، لأن الجودة ترتبط بتقديم الخدمة.
    and#1645; يعنى «طبطبوا»عليك؟
    ــ نعم.. وواصلت العمل رغم ذلك فى الادارة العامة للجودة، ووضعت نظاماً هيكلياً متكاملاً وخطة استراتيجية لم تجد اى دعم او التزام من قيادة الوزارة، او دعماً مالياً الا قليلاً من منظمة الصحة العالمية وجهودي الشخصية، فالادارة تعانى من نقص تام فى الموارد البشرية واللوجستية.
    and#1645; ما هو تعليقك على اتفاق الوكيل والوزير بعد الصراع؟
    ــ ربما كان لحاجة فى نفس يعقوب!!
    and#1645; هل تعرضت لمضايقات بعد ذلك؟
    ــ نعم تعرضت لعملية اغتيال مهنى ووظيفى متعمد منذ عودتى من الاغتراب.
    and#1645; ما هو السبب من وجهة نظرك؟
    ــ استخفاف بمقدراتى ومؤهلاتى من أناس منحوا مواقع لا يستحقونها أبداً بسبب الشللية والانتقائية، اذ كنا نتوقع بعد اعفاء الوكيل السابق ان يتم اختيار الوكيل وفق لوائح وموجهات الخدمة المدنية والاستحقاق والاسبقية والخبرة الوظيفية، لكننا فوجئنا وللأسف بقلب الهرم الوظيفى واختيار وكيل بترشيح من امين امانة العاملين السابق فى المؤتمر الوطنى صلاح قوش ووزير الدولة السابق الصادق قسم الله، ولم يخضع لمعايير مهنية أو وظيفية، مما يعنى أنه اختيار ظالم تجاوز أكثر من «15» دفعة مستحقة، حيث أننى اسبق الوكيل الحالى وظيفياً بحوالى «15» دفعة، فهل يعقل ان يقبل احد بتجاوزه بهذه الصورة غير المقبولة؟ وبفضل الله اننى خلال فترة وجودى خارج الوطن قدمت الكثير لهذا البلد، ولكنى قوبلت بجزاء سنمار، وفوق ذلك وقبل عودتى تعرضت ومازلت اتعرض لممارسة ازدواجية غير اخلاقية من قبل المجلس الطبى الحالى، وذلك لرفضهم تسجيلى طبيباً اختصاصياً فى التخصص الذى احمله باكثر من شهادة دكتوراة مكتملة العناصر العلمية والمهنية والعملية، فالمجلس الطبى يقدم تبريرات وحججاً واهية للرفض، بينما تتم معالجة الكثير من الشهادات «الاقل مستوى»، وهنا اقول لن اتراجع عن حقى المهنى، وساظل ادافع عنه بكل السبل القانونية المشروعة، حيث اننى احمل تخصصاً فى الطب غير مسبوق فى هذا البلد، وحصلت عليه بجدارة بعد مثابرة وجهد.
    and#1645; ما هو الوضع الحالى لوزارة الصحة فى رأيك؟
    الوضع فى وزارة الصحة مقلوب تماماً، وحديثى هنا مظلمة أرفعها الى الله اختصم اليه بشأنها فى الدنيا والآخرة، وهو الناصر ولو بعد حين، فالوضع متهالك ومتردٍ، ومرجع ذلك الشللية والمحسوبية والصمت على الاخطاء الفادحة مثل الإخفاق الذى صاحب توطين العلاج بالداخل وغياب الشفافية والمساءلة حوله وحول كثير من الأخطاء والتجاوزات التى حدثت فى جسد النظام الصحى دون اتهام لاحد، اضافة الى اقصاء منسوبى الوزارة وسيطرة الاطباء المعارين من الجامعات والقوات النظامية، فكل ذلك ادى الى السخط والملل الذى يستوجب المعالجة والاصلاح قبل فوات الأوان، ففى داخل الوزارة العديد من المتسلقين والمستجدين فى ما تعرف بالدائرة الصحية الذين يحاولون عزلى عن العمل التنظيمى والسياسى رغم تاريخى الناصغ فى هذا المجال، والدليل على ذلك التجاوز المتكرر فى كل اجتماعات ولقاءات الدائرة الصحية، على الرغم من اننى الممثل الوحيد للقطاع المهنى الصحى فى مجلس الشورى القومى!!
    and#1645; أنت اذن مسجل فى مجلس التخصصات الطبية؟
    ــ نعم بوصفي ممارساً عاماً، لكن المجلس يرفض تسجيلى اختصاصياً فى جودة الرعاية الصحية والصحة العامة، على الرغم من اننى احمل المؤهلات بوصفي معتمداً ومستشاراً من الجامعات الامريكية التى منحتنى هذه الدرجة العلمية.
    and#1645; المجلس الطبى .. هل هو احد الدوافع لهجرة الاطباء؟
    ــ أنا أعتقد أن المجلس بهيئته الحالية يحتاج الى اعادة هيكلة وتصحيح مفاهيمه، لأنه بوضعه الحالى وضع نفسه فى الدوائر التخصصية التقليدية، بينما اتجه العالم الى التخصص الدقيق قبل سنوات عديدة، واصبحت التخصصات الدقيقة لا تحصى ولا تعد، وسوف ألجأ للجهات العدلية لكشف ازدواجية التعامل داخل المجلس الطبى مع الاطباء.
    and#1645; ماذا تعنى بازدواجية التعامل؟
    ــ معالجة أمر بعض الشهادات، بينما يمتنع عن الأخرى.
    and#1645; لماذا ذلك فى نظرك؟
    ــ لأسباب شخصية بحتة.
    and#1645; هل هنالك تداخل فى العمل بينك بصفتك مساعد الوكيل للجودة وبين مدير إدارة الجودة فى وزارة الصحة الولائية؟
    ــ حسب النظام يجب ألا يكون هنالك تداخل، لأن وزارة الصحة الاتحادية بصفة عامة وبموجب قانون الصحة العامة لسنة 2007م هى صاحبة الولاية على امر الصحة فى كل انحاء السودان، وتقوم بالإشراف ووضع السياسات والمعايير ومراقبة وتقييم أداء العمل الصحى بكل الولايات، وهنالك مهام وانشطة اتحادية ليست من شأن الولائية مثل المجلس القومى للادوية والسموم والهيئة العامة للامدادات الطبية والهيئة القومية لاعتماد المؤسسات الصحية، وهى هيئة وطنية مستقلة أنشأتها وزارة الصحة الاتحادية، وهى الآن فى طور الاعداد بدعم من منظمة الصحة العالمية، ومهمة الولايات هو إعداد مؤسساتها الصحية بمختلف المستويات لنظام الاعتماد، ولكن لا يحق لها القيام باعتماد مؤسساتها، لأن ذلك شأن اتحادى بحت.
    and#1645; أنت الآن مع الانقاذ فى خندق واحد.. ما هي رؤيتكم حول عدم ترشح الرئيس واختيار خلف له؟
    ــ أنا جزء لا يتجزأ من الانقاذ منذ قيامها، وانا ابنها وصادق فى ذلك بتوجهى ومنهجى، واؤمن بالمنهج وصدقه وصحته، والمنهج يبقى والاشخاض ذاهبون، والمنهج الاسلامى بطبيعته يعتمد على الجماعة وليس الافراد، فمسيرة الاسلام منذ الرسالة فقدت الكثير من القيادات مثل الرسول صلى الله عليه وسلم وحمزة والخلفاء والصحابة، فهم ذهبوا وبقى المنهج، ومهما حدث من تغيرات فلن تتغير الرسالة ولا المنهج، ولكن يتميز الاشخاص كثيراً، فالرئيس صديق شخصى منذ ان كنا طلاباً، وهو رجل ملتزم وصادق ومنضبط وقيادى وسياسى، وسيظل رمزاً إن بقى او ذهب، والانقاذ بها العديد من القيادات الصادقة الوفية التى تستطيع قيادة المسيرة.. وأنا اؤمن بتوحيد الجهود واصطحاب الآخرين، وقد عملت بصدق خلال قيادتى للإخوة المغتربين فى السعودية، ولا أؤمن بعزل الناس الا من أبى، والانقاذ قدمت انجازات غير مسبوقة، ولا انفى وجود اخفاقات تحتاج الى تصحيح وإصلاح.
    and#1645; ودعت الرجل وعلى لسانه سؤال ينتظر الاجابة عن كل ما ذكر ووثقته الصحافة، بجانب سؤال آخر لمبادرة جمع الاموال لمرضى الكلى والقلب فى السودان، والتى تمت فعلاً بمعاملة رمزية خمسة ريالات مع كل جواز، ولكن الاموال ومنذ ذلك الوقت ابان فترة وجوده فى الخارج لم يأت ذ كرها ثانية، وهنا تأخذ أمنيات الرجل منحى التحرى والتحقيق فى ما ذهبت اليه هذه الاموال!!
    and#1645; مرارات كثيرة تسكن قلب الرجل الذى ما انفك يؤكد ان الادارة التنفيذية لوزارة الصحة الآن «الوكيل الحالى لوزارة الصحة» ليست موقعاً سياسياً أو دستورياً حتى يسند بالموازنات او المعالجات الحسبية لأية شخص مهما كان!!
    ودعت البروفيسور حسن عبد العزيز وفى داخلى امنية الجلوس ثانية معه فى لقاء قريب، فصراحة البروفيسور فى تحليل الوضع الصحى وادارة العمل بوزارة الصحة الاتحادية وكراسى الوزارة والجالسون عليها، تشدنى ثانية لمحاورته، ففى حقيبته الكثير الذى لم يخرجه بعد، والذى يشكل جلسة اخرى مع البروف الذى يردد دائماً إن مبادراته حمد بها «الذين يحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا».
                  

05-15-2013, 11:15 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)


    التاريخ: 15-مايو-2013



    الوطني: تغييرات وشيكة في الحزب والدولة لمصلحة الشباب

    الخرطوم: حمد الطاهر :

    كشف المؤتمر الوطني عن تغييرات وشيكة داخل أجهزة الحزب والدولة لصالح قطاعات الشباب، وأماط اللثام عن رغبة رئيسه عمر البشير في إحداث تغيير لصالح الشباب في المرحلة القادمة. ودعا الشباب لتحمل المسؤولية والاستعداد للمرحلة المقبلة.
    وطالب رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني د. الحاج ادم يوسف، في مؤتمر صحفي عقب لقاء له مع أمانة الشباب بالمؤتمر الوطني امس «كل الذين تقدم بهم العمر في اجهزة الحزب والدولة بإفساح المجال للشباب اينما كانوا، وقال «ان الشباب هم الطاقة التي تصنع التغيير في الحاضر والمستقبل، ونعول عليهم ان يكونوا قادة البلاد علي جميع المستويات» ودعا الحاج آدم الشباب (الذين غرر بهم الشيطان ) حسب وصفه واتبعوا التمرد للعودة الي الصواب ووضع السلاح، واردف قائلا « ان التجربة العملية في حمل السلاح والحرب للذين سبقوهم لاخير فيها «.


    واكد يوسف دعم الحزب لشبابه في اتجاه حواراتهم مع شباب القوي السياسية الاخري وقال نحن ندعم ونشجع هذه الجهود واشاد بمشروعات الشباب التي قال انها غطت جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية وتستهدف جميع قطاعات المجتمع ولا تقتصر على عضوية الجزب وحدها.
    من جهته، أوضح مسؤول الشباب بالمؤتمر الوطني، عبد المنعم السني، انهم استمعوا الي تنوير حول الوضع السياسي والامني من رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني الحاج ادم. وقال ان الشباب في جميع الولايات الان سلموا انفسهم لقوات الدفاع الشعبي للوقوف مع القوات المسلحة، وكشف عن توجيهات لتطوير المشروعات التنموية وقطاع الشباب ووضع خطط للبناء الحزبي.


    من ناحيته، كشف نائب امين امانة الشباب بالمؤتمر الوطني، عبيد الله محمد عبيد الله، عن تغييرات وشيكة داخل اجهزة الحزب والدولة لصالح قطاعات الشباب، وقال انه بنهاية هذه الدورة التنظيمية سيكون هنالك تغيير حقيقي في اجهزة الحزب، وازاح عبيد الله اللثام عن رغبة رئيس المؤتمر الوطني رئيس الجمهورية في إحداث تغيير لصالح الشباب في المرحلة القادمة، وقال ان البشير اكد لهم في اكثر من موقع بأن نهاية الدورة الرئاسية ستشهد تغييراً في جهاز الدولة لصالح الشباب، وطالبهم بتحمل المسؤولية والاستعداد للمرحلة القادمة، مبينا بأن هنالك قيادات ظلت لفترات طويلة في مناصبها.

    ووصف عبيد الله الاحداث التي احدثتها الجبهة الثورية بشمال كردفان بـ» المؤسفة»، وقال ان الجبهة الثورية تدعي مناصرة المهمشين ولكن للاسف اذاقت المواطين شر العذاب والتقتيل، وان ماتقوم به يكذب نواياها. وطالب بالوقوف مع القوات المسلحة والدفاع الشعبي لتطهير تراب البلاد من التمرد.


    ---------------

    بأفواههم!!


    2يوسف عبد المنان



    { من يقرأ تصريحات بعض المسؤولين في الدولة أو من يفترض أنهم مسؤولون (يتيقن) من قدرة التمرد على الوصول إليه في فراشه وسلبه حلي زوجته ونهب ماله واغتصاب بناته!! في يوم الاثنين خرجت تصريحات من البرلمان (أعلى مؤسسة) في الدولة تقول التصريحات "توعد البرلمان قادة الجبهة الثورية أصبحت بكارثة حال تجرأوا على دخول الخرطوم"، والبرلمان بهذا الخبر يوحي للقارئ بأن الجبهة الثورية أصبحت قريبة من الخرطوم ومسألة دخولها شارع العرضة وطلمبة الغالي وشارع الستين وارد بنسبة، وإلا لما أعلن معتمد الخرطوم- وهو ضابط كبير في جهاز الأمن الوطني تقاعد برتبة اللواء- عن كتيبة من القيادات لحماية الخرطوم وكتيبة قيادات السيد اللواء "عمر نمر" هي من يتصدى للدفاع عن الخرطوم المهددة بأقوال البرلمان، وليس القوات المسلحة والشرطة وجهاز الأمن والقيادات المستنفرين لحماية الخرطوم من خطر الجبهة الثورية برلمانيين ووزراء ومديري شركات ورؤساء تحرير صحف وناشطين في العمل العام.. ومعتمد الخرطوم نفسه حينما يلتقي المستثمرين الأجانب الراغبين في الحصول على فرص استثمار يقول "الخرطوم أكثر عاصمة أمناً في العالم"، ويغمض عينيه عن تصريحاته عن تكوين كتيبة من القيادات تحمي الخرطوم.. كيف لمستثمر (يغدق) على مشروع زراعي أو صناعي في عاصمة بلد يضطر واليها وحاكمها لاستنفار وحشد القيادات السياسية للدفاع عنها؟


    ولماذا لا تطالب الجبهة الثورية بهيكلة السلطة والحكم والمطالبة بنصيبها في القصر وتبديل هوية البلاد من إسلامية لعلمانية إذا كان البرلمان المنتخب بتوعد قيادات الجبهة بالثبور وعظائم الأمور إذا هم تجرأوا على دخول الخرطوم.
    { وجهاز الأمن الوطني يجد نفسه (مضطراً) للتضحية بسمعة وذمة بعض الصحف وبعض القيادات ويصدر بياناً مكرهاً عليه لإثبات حقائق لا ينبغي تغافلها.. والمواطنون أصبحوا ضحايا لفخ نصبته الحركة الشعبية وطعماً سربته عن قصد لتنشغل الساحة بمقتل "عبد العزيز الحلو" ويختلفون في مكان دفنه هل في واو البعيدة جداً عن مسرح العمليات أم في مقبرة (اللويرا) بالقرب من "يوسف كوة".. وتحليلات كلها تصدق خبر مدسوس عن مقتل "الحلو" وفي (غفلتنا) تلك توجه الحركة الشعبية بقيادة "الحلو" ضربة موجعة باحتلال إحدى المدن الكبيرة.. لكن جهاز الأمن أنقذ السياسيين من التمادي في الوقوع جهلاً في أحضان الفخ الذي نصبته الحركة الشعبية فمن ينقذ المؤسسات مثل المجلس الوطني من ترديد تصريحات ضررها أكبر من نفعها، ومن يحدث معتمد الخرطوم بأن محليته محمية بالجيش والشرطة والأمن، والجبهة الثورية عاجزة عن مجابهة قواتنا في ريفي "أم دورين" دع تهديد "كادوقلي" أو حتى "دلامي" فما الذي يجعلك تزج بالخرطوم وتجعل حمايتها تحت رحمة كتيبة من القيادات؟.



    --------------

    د. قطبي المهدي في حوار ساخن مع (الأخبار)
    التفاصيل
    المجموعة: لقاء خاص
    تاريخ النشر
    أبيي شمالية والحكومة أخطأت بالمساومة عليها
    كل مرافق الدولة تعاني سوء الإدارة
    المؤتمر الوطني فشل في أم روابة
    الصقور موجودون في الأحزاب الأخرى
    لا نقبل وساطة الجنوب وعرمان عميل وخائن
    حاورته – لبنى خيري
    تصوير – كرار
    لا أعلم هل هي الخلفية الاستخبارية أم هي طبيعة الرجل.. فكلما جلست إلى د. قطبي المهدي وحاولت استفزازه أجده يبتسم ويجيب بهدوء ودبلوماسية مغلفة!! وأعود لأهاجم ويرد الكرة بهدوء غريب وهو القيادي بالمؤتمر الوطني والإسلامي منذ سنوات الشباب كل ما يدور في الساحة من حراك عسكري وسياسي وتخوفات من تشرذم متوقع للبلاد وأحاديث عن فساد في السلطة والإسلاميين كلها طرحتها على د. قطبي.. فأجاب وأوفى.. لكنه لم يستفز!!
    # د. قطبي خروجك من المؤتمر الوطني غاضباً ومغضوباً عليك حاولت تعديله بتصريحاتك الداعمة لعودة البشير رئيساً لولاية أخرى وهو أمر لم يحمد لك بل أخذ عليك؟ وهناك همس بأنك تتطلع لموقع أفضل؟
    = كثير من المواقف التي يأخذها الناس عن مواقف السياسة تكون مجرد تخمينات غالباً في أذهانهم فقط فأنا لم أخرج من المؤتمر الوطني وموجود في المكتب القيادي والشورى والمؤتمر العام وكل هذا لا يعني شيئا طالما أنا مقتنع بفكر وطرح الحزب ومواقفه، فعلاقتي بالمؤتمر ليست علاقة مواقع، والشيء الثاني أنا ليست لديَّ رغبة ولا أتطلع لأي وضع خاص داخل المؤتمر الوطني أو الدولة واياً كان الموقع الذي سيختار لي سأقبل به وإن تركت كل هذه المواقع فلن يؤثر هذا في وضعي كمناصر لخط فكري معين فأنا نشأت في هذا التيار الإسلامي الذي أصبح جزءا من شخصيتي.
    # إذن لست غاضباً؟
    = لا .. لا أنا كنت ناقداً وهذا أمر طبيعي لكل شخص حادب يجب أن ينظر للأمور بمنظور المقيم الذي يسعى للإصلاح والتقدم.
    # موقفك السالب حيال ما حدث لغازي صلاح الدين يؤكد حديثي وأنت تتحدث عن الانتقاد؟
    = عندما ظهرت مذكرة الألف كنت أمينا سياسيا للحزب وكان موقفا واضحا وقلت أن هذه المطالب طرحت داخل الحزب وأننا متوافقون مع هذه الأطروحات وهي لا تعني تمردا، أما التطورات الأخيرة فكل شخص كان لديه رأي حول إعادة ترشيح الرئيس البشير أنا كان عندي رأي، وغازي كان لديه رأي.
    # ما يحدث داخل المؤتمر الوطني وما حدث لغازي يعود بنا لاتهامات قديمة وهي سيطرة الصقور داخل الحزب؟
    = الاصطلاحات لا تنطبق على كل وضع بل تستخدم في السياسة التقليدية فلا يوجد صقور وحمائم داخل الوطني الخلافات موجودة لكن ليس بهذا التصنيف والمؤتمر الوطني لديه خاصية وهو أنه حزب عقائدي والناس يلتقوا في فكر معين يذوب الفوارق لوجود مرجعيات يلتزم بها أما الأحزاب الأخرى فطبيعة الناس فيها متشددين أو متساهلين هي التي تحكم وفي هذه الأحزاب يجوز وجوود صقور وحمائم.
    # د. قطبي ما يحدث خاصة ما حدث في أم روابة يدل على أن المواطن آخر أولويات الدولة وكان على الحكومة إعلان فشلها بل الاستقالة حسب مراقبين؟
    = هذا حكم تعسفي فالطبيعي أن توجد الإدانة للمتمردين الذين حملوا السلاح ودحروا المرافق التي أقامتها الدولة من قوت وعرق الشعب.. ففشل الحكومة أو الحزب الحاكم في أنه لم يكن حاضراً في أم روابة فلو كان حاضراً لتصدت كوادره لهذا الهجوم وهم يعلمون أن هذه المنطقة معرضة أصلاً للهجوم فالدفاع الشعبي كان يجب أن يكون حاضراً وحتى بعد الهجوم لو كانت كوادر الوطني موجودة لاختلف انطباع الرأي العام ولتوجه سخطه للمتمردين وآزروا الدولة والقوات المسلحة فغياب الحزب والمبادرة السياسية له في أم روابة وفشله في تعبئة الرأي العام هناك هو سبب خروج مظاهرات غاضبة على الحكومة بدل المتمردين.
    # الرأي العام ظل يتحدث عن أبراج وزارة الدفاع والميزانية المفرطة للأمن والدفاع وهذا الصرف لا يبدو على أرض الواقع بل أن وزير الدفاع قد طالب بزيادة مرتبات الجيش بعد الأحداث؟
    = رجال القوات المسلحة يحتاجون لرفع روحهم المعنوية وهم يستشهدون من أجل الوطن ومرتباتهم كانت ضعيفة لا يقبل بها عامل.. أما عن أبراج الدفاع فأنا أذكر أنني كنت اتحسر وأنا أمر في السابق أمام مباني القيادة العامة والتي كانت مجرد أكواخ عشوائية متهالكة وأي شخص يشاهدها يأخذ فكرة محيطة عن قدرات القوات المسلحة وكنت أرى في ذات الوقت مبنى قوات اليونميس في شارع عبيد ختم عبارة عن قلعة مبنية ومؤسسة جيداً تعطيك انطباعا أن هذه هي القيادة العامة بالتالي هذه واحدة من أساليب رفع الروح المعنوية من قبل وزارة الدفاع والأموال التي صرفت شرحها وزير الدفاع من قبل.. فهذا الأمر إيجابي لأجل القوات المسلحة التي ظلت تعمل في الخطوط الأمامية من أجل الوطن والمواطن.
    # د. قطبي ألا ترى بأن تعنت الحكومة فيما يخص رفض مناقشة بند الشؤون الإنسانية استخدم من قبل قطاع الشمال ككرت ضغط بحسبان أن الحكومة ترفض وتتعنت فلماذا لم تقبلوا بالتفاوض من الآخر؟
    = الحكومة ليست ساذجة وعرمان لم يلق هذا الكرت لترفض الحكومة عرمان يعتمد استراتيجية معروفة وهي استغلال العامل الإنساني في الوسط الدولي لإثارة المجتمع الدولي لأنه ليس لياسر أو حركات التمرد قضية حقيقية فما هي قضية التمرد في جنوب كردفان نحن وقعنا سلام نيفاشا فما هو المبرر للمتمرد الذي عطل التنمية والخدمات هناك خطف لعمال ومهندسين صينيين وطرد لمستثمرين فإذا كانت المسألة مسالة مشاركة فالحركة الشعبية نالت قسطا وافرا والمشورة الشعبية قطعت شوطا كبيرا وأبناء الولاية أصلاً مشاركين فلا مبرر للتمرد فهم اضطروا لخلق مشكلة إنسانية لاستعطاف المجتمع الدولي وحتى يجدوا مبرراً للتدخل الأجنبي وهذا ما حدث فالمرة الأولى كانت هناك مشكلة نازحين في المناطق التي يسيطر عليها الحلو ولم تكن هناك مشكلة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة بل إن الحكومة عالجت مشاكل النازحين وما حدث في أبو كرشولا سببه التمرد ضمن الذي تسبب في المشكلة الإنسانية هناك ذبح وسجل للمواطنين وقيادات المؤتمر الوطني ذبحوا الأطفال أمام آبائهم وشرودوا آلاف الأسر من الذي تسبب في المشكلة الإنسانية هذا الأمر المقصود منه استعطاف المجتمع الدولي والذي عليه إدانة التمرد.. فكرة التدخل هو المطلوب لأن عرمان والآخرين مستأجرون ليقوموا بذلك.
    # نفس هذا الحديث يقوله د. غندور إذن وأنتم تعلمون أجندتهم ويرفضهم معظم أبناء المناطق بحسبان أنهم لا يمثلونهم فلماذا تجلسون إليهم؟
    = في رأيي الشخصي أن هؤلاء خونة وعملاء ويجب ألا نجلس معهم لأنه ليست لديهم قضية وأهل المنطقة موجودون هؤلاء لديهم مكاتب في إسرائيل ويتعاملون معها فهم مجرمون.
    # ما أن تجلس الحكومة للحركات إلا ويصبحوا إخوة سلام وما أن يهاجروا ويرفضوا التفاوض يصبحوا متمردين ويبدأ الإعلام الحكومي في بث الأناشيد الجهادية وتسميتهم بالعملاء والخونة.. لماذا يتعامل المؤتمر الوطني وفق أمزجته التي تتغير وفق التطورات؟
    = ربما كان تأرجح موقف الآخرين له دور في ذلك الجبهة الثورية أوالحركة الشعبية لأن المؤتمر الوطني ومنذ فترة طويلة أعتبر السلام خيارا استراتيجيا لكن عندما يشعر بتهديد فهو يستقر والطرف الآخر متأرجح جداً فأحياناً يميل للسلام وأحياناً يميل للحرب.
    # مطالبة سلفاكير التدخل بينكم وقطاع الشمال.. هل هو مصدر ثقة للتوسط؟
    = أذكر في أول مرة طرح فيها سلفاكير هذا الأمر شعرت بأن الجنوب ليس وسيطا في هذه القضية لكن يمكن أن يلعب دور إذا التزم بالمصفوفة لكن مع هؤلاء لا نحتاج إلى رسالة خاصة من دولة الجنوب التي تعرف ما عليها فعله وهو الارتباط مع قطاع الشمال وطرد الحركات المتمردة من أراضيها وتفكيك معسكراتهم.
    # وماذا عن موقف يوغندا الأخير والحديث عن منع الجبهة الثورية إقامة اجتماعاتها على اراضيها؟
    = هذه مجرد تكتيكات ومواقف سطحية من يوغندا لأن الجبهة الثورية بعد أحداث أم روابة أدينت من المجتمع الدولي فهي فقط منعت اجتماع الحركات لكن لم تطردها من أراضيها.. فهذه مواقف لا تبني الثقة مع يوغندا.
    # تجاوز الحكومة للقضايا الأساسية خاصة المنطقتين وابيي وعدم الاهتمام بالتفاصيل أعاد للأذهان مقولة قرنق أن الشيطان في التفاصيل وما حدث في أبيي قبل أيام بين المسيرية والدينكا أكبر دليل على ذلك؟
    = المشكلة بدأت عندما قبلت الحكومة المساومة في منطقة شمالية مع قرنق فأبيي شمالية حتى لو وجد فيها جنوبيون أو أثيوبيون فالحدود هي الحدود فالآن يوجد مساليت وعرب وزغاوة في تشاد.. ما المشكلة فأي شخص داخل الحدود السودانية هو سوداني ابن سودانية، ففي نيفاشا اخطأت الحكومة عندما ساومت حول منطقة شمالية والمؤامرة كانت أن يمد التمرد أقدامه في الشمال أما الخطأ الثاني فهو أن الاتفاقية وضعت حلولا للمناطق لم تلتزم بها الحركة لذا عدنا للمربع الأول، أما المشكلة الثالثة أن الحركة الشعبية هي التي خلقت هذه المشكلة حينما دخلت للمنطقة ففي تقديري أن تكون خيارات الحكومة واضحة وهي التمسك باتفاقية نيفاشا ويجب أن يكون التحسن في العلاقة مع دولة الجنوب عاملا مساعدا وأنا واثق أن الدينكا والمسيرية يستطعيان التعايش مع بعضهما البعض.
    # مبادرة علي الحاج صمت صوتها فجأة وبدأ الحديث عن أسرار وراء المبادرة لا يعلمها سوى الإسلاميين أنفسهم؟
    = لم أسمع في المكتب القيادي عن أسرار حول المبادرة وطبيعة العلاقة بين الشعبي والوطني لا تقتضي أسرار فهي قضية حزب أنفسهم والشعبي ليس دولة فلا توجد سرية والمبادرة حلقة من حلقات التواصل وهي أخذت أهمية لأنها مع النائب الأول فحتى لو كانت على المستوى الشخصي وأدت لأن ينضم علي الحاج للحكومة فهذا حدث كبير لأن علي الحاج أيضاً شخصية اعتبارية.
    # لكن هي أجهضت؟
    = لا أعتقد أنها أجهضت وهي تعبير عما يحدث داخل الشعبي ووجود مجموعات ترى بأن الخلاف يجب أن يزول واحدة من أسباب هذه المبادرة.
    # وماذا عن تأجيل المؤتمر العام للحزب؟
    = التأجيل كان مرتبطابقضايا معينة.
    # الخلافات داخل الحزب تقصد؟
    = أبداً لكن موضوع مداولات حول مستقبل خط الحزب ومنها التعديلات فالغرض منه أن يكون هناك توافق بين الدستور والنظام الأساسي للحزب.
    # وماذا عن التمديد للرئيس لخمس سنوات؟
    = لم يكن المعني بالتمديد الرئيس البشير بل أي رئيس قد يأتي.
    # الشعب الآن يعيش معاناة كبيرة والاقتصاد متدنٍ والطبقية أصبحت سائدة.. كيف الخروج؟
    = أعتقد مقارنة مع كثير من الدول أن انتقالنا كان سهلا جداً لم يخلق أزمة أو كارثة اقتصادية وهذا نتيجة لأن الحكومة كانت واعية للمشاكل التي يسببها هذا الانتقال، وهناك مشروعات اهتمت بها الدولة لمعالجة الأمر مثل التمويل الأصغر تشجيع البنوك لتمويل الحرفيين وظهرت كثير من البنوك لدعم المواطنين وللاسهام في معالجة مشكلة الفقر لكن طبيعة اقتصاد السوق كثيراً ما يخلق فجوة بين الطبقة الوسطى والفقيرة والطبقة الوسطى الآن ليست كبيرة.
    # لكن مع معاناة وفقر مدقع يعاني منه الشعب أثرى الإسلاميون وطالتهم الاتهامات بالفساد والغنى على حساب الشعب؟
    = كنا نتهم قدامى السياسيين بالفساد والثراء بدءاً من عبود وعبد الله خليل والأزهري لكن أثبتت الأيام أن بعضهم ماتوا فقراء هذا هوس في أذهان بعض الناس. زمان كنا نعرف بيت أبو العلا وعمارات فلان.
    # شخصيات معروفة لكن الآن مئات القصور لا يملكها الإسلاميون بل شخصيات غير معروفة؟
    # مئات القصور التي تتحدث عنها ظهرت فترة الإنقاذ وكأنها خرجت من باطن الأرض اليست هذا اعتراف مباشر بالفساد الحاصل؟
    = كل هؤلاء غير إسلاميين نعم أنا اعترف بوجود عشرات العمارات والأبراج لكن لا علاقة للإسلاميين بها.
    # الاتهامات التي طالت أخوان الرئيس بالفساد هل تأتي ضمن هذا السياق؟
    = أنا أعرف أخوان الرئيس ما فيهم واحد غني محمد موظف في وزارة التربية في أبو ظبي عاد للسودان بعد المعاش، وعلي درس معي في أمريكا وما يثار عن امتلاك اخوة الرئيس لشركات هذا أمر طبيعي لكن أخوان البشير غير مفسدين والفساد عملية أخلاقية وربما أن الانقاذ لم تهتم بهذا الجانب أي أن الفساد ليس في البزنس بل أخلاقي واجتماعي وكما أسلفت الإنقاذ لم تهتم بتربية الأفراد على قيم معينة.
    # إذن في رأيك كيف الخروج من كل هذه الأزمات؟
    = توجد مشاكل تنمية وسوء إدارة في كل المرافق الملفات السياسية فيها سوء إدارة وحتى الرياضة مما أودى بمستوى الفرق وهناك عدم احتراف في الإعلام أما الحزبية فهي أكثر ما اضر بالسودان وهي اسوأ من القبلية فالأحزاب عندها هم واحد وهو الوصول للسلطة.
    # حتى الحزب الحاكم؟
    = نعم الحزب الحاكم ايضاً يعاني من هذه المشكلة والسودان الآن في مرحلة بناء وأي دولة من الدول المتقدمة مرت بهذه المرحلة مرحلة يجب أن تكون فيها خطة تنمية واضحة المعالم وهي تحتاج لتعبئة شاملة ولتضحيات وصبر لانجاز هذه الخطة أيضاً نحتاج لحكومة كفاءات فالبشير بعد الانتخابات تحدث عن حكومة قاعدة عريضة لكن الناس انصرفوا لانها حكومة تضم الأحزاب بكل ضعفها بل كان يجب أن تكون حكومة كفاءات ببرامج تنمية واضح مبرمجة زمنياً ويجب على أي سوداني وطني ان يقتنع بهذه الفكرة هذا هو المخرج للازمة الاقتصادية والإدارية والتوجه لترسيخ القيم الأخلاقية التي تعيد بناء المجتمع بطريقة معافاة وتغرس قيم الفضيلة والنزاهة بحيث تصبح ثقافة وطنية بحيث يستطيع النزيه أن يهمش الشخص غير الأمين هذه ثقافة تحتاج لجهد كبير من قبل المؤسسات الارشاد والاوقاف والتربية والإعلام الذي له دور في اعلاء القيم الأخلاقية.
    # وماذا عن الأمن؟
    = من الخطأ الغاء مسئولية على الأجهزة الأمنية فالشعب السوداني جرب معاناة الحرب ونحن مثلا في شرق السودان الوعي لدينا متقدم خاصة بأولوية التنمية على الحرب أو الصراع فأهل الشرق متنبهين ان لا يتحول الشرق إلى دارفور فبجانب تهيئة القوات يجب أن يكون الشعب واعي لرفض الحرب ودور المنظمات الشعبية والسياسية القاعدية فالحكومة تعتقد أن ثقافة السلام تعني إنشاء معهد خاص بالسلام في احدى الجامعات ليكون منتدى لبعض المثقفين وينتهي دوره هنا، لكن نحن واعين بالاستهداف الخارجي الذي في تقديري لن يؤثر إذا لم يجد ثغرات داخلية وأنا القى بعض اللوم على استراتيجياتنا واسلوب التفاوض والاتفاقيات التي توقع هذا اسلوب غير سليم لحل المشاكل والتي بدلاً عن أن يتم فيها التنازل للحركات يكون البديل تقديم خدمات للمواطنين وليس الجلوس لعملاء يستنزفون البلاد


    --------------

    المسرح السياسي السوداني..
    موسم الهجرة إلى المعقول !! (3)

    محطات -

    د. النجيب قمر الدين

    الاخبار

    ** إنقسام الإسلاميين عمّق الأزمة السياسية السودانية وشوّه الخطاب والمشروع !
    ** حكومات الوحدة الوطنية فشلت في تحقيق أهداف المشاركة السياسية !
    ** الواقع السياسي المأزوم هو حصاد الصراع علي السلطة في السودان !!
    ** (حضرنا ولم نجدكم ).. معيار الجدية والإلتزام لدى قوى الإجماع !!
    ** الحركة الإسلامية.. هل أضاعت فرصة الخلافة الديمقراطية في السودان ؟؟
    ** الإسلاميون والشيوعيون متساوون في السلوك الإنقلابي على الشرعية الديموقراطية
    \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
    ** أهي الريح تهب من تلقاء كاظمة؟
    ** أم هل هو البرق يومض في الظلمات من أضم ؟
    ** أم هي ريح الصبا تهب من نجد، ودريت، ما نجد!
    ** أم هل هي الأزمة تشتد فيؤذن ليلها بالبلح!!
    ** أم هل هو الضوء في آخر النفق، كما يقول أهيل زماننا هذا؟
    هل هو موسم الهجرة إلى المعقول؟!
    الإسلاميون.. دعوة لمواجهة مع الذات



    * الحركة الإسلامية السودانية التي نشأت كحركة صفوية وسط الطلاب وأبكار المتعلمين، في خواتيم الأربعينيات، دخلت المعترك السياسي الجماهيري في مطلع الستينيات ولعبت دوراً طليعياً بارزاً في ثورة أكتوبر 1964, وطرحت قياداتها على الساحة السياسية وعلى رأسهم الرقم البارز الدكتور حسن الترابي.


    * وسط أبكار المتعلمين السودانيين برزت الحركة الإسلامية نداً كفؤاً لحركة اليسار السوداني، ممثلة في الحزب الشيوعي السوداني، الذي قدم نفسه جماهيرياً بواجهات متعددة منها الجبهة المعادية للاستعمار، والجبهة الديمقراطية. وشكلت الحركتان، الإسلامية والشيوعية، نواة لما اصطلح على تسميته مؤخراً بالقوى الحديثة، في مقابل ما عرف بالأحزاب التقليدية أو القوى التقليدية، وطفقت القوتان تطرحان أفكارهما كبديل محتمل لقيادة الحياة السياسية في سودان ما بعد الاستقلال، وقد شهد برلمانا الستينيات (1965و 1968) تمثيلاً جد محدود للحركتين، إلا أنه كان كافياً لتدشينهما كقوى سياسية جماهيرية عالية الصوت!
    * الحزب الشيوعي والأقمار التنظيمية اليسارية الدائرة في فلكه، قرر القفز على مراحل النمو الطبيعي للحركات الفكرية والسياسية، فأقدم على تجربتي مايو 1969ويوليو 1971، وكان ما كان مما لا تزالون تذكرون!!


    * الحركة الإسلامية السودانية كانت بكل المقاييس المستفيد الأول من مغامرتي مايو ويوليو. إذ قفزت، بفضل القدرات التنظيمية العالية التي كانت تتمتع بها، إلى مرتبة القوى الأكثر تأثيراً وفاعلية في ساحة المعارضة أو المشاركة مع مايو، ولا سيما في مجال السيطرة على القطاعات الفئوية من نسوية وشبابية وطلابية، وقفزت بعد مايو إلى مرتبة ثالث قوة برلمانية حجماً في ما عرف بالديمقراطية الثالثة. وغدت وفق التحليل المنطقي للتطور السياسي، المرشح الأكثر أهلية لقيادة المسار الديمقراطي، غير أنها استبطأت خطى المسار، وقفزت على السلطة في يونيو 1989، مثلما فعل اليسار في مايو1969، ولم يعد في مقدور أي من اليمين واليسار (أن يرمها بحجر)!!
    * المبررات التي ساقتها الحركة الإسلامية لم تكن محل اقتناع لدى القوي السياسية المعارضة لها، ولفيف من أتباعها، وكان طبيعياً أن تتصدى تلك القوى لما كان، بما يمكن!!
    * وكان ما كان من رمضان 1991، حتى نهايات ابريل 2013، حيث أحداث أم روابة وأخواتها المفجعة.
    في جرد الحساب:


    انفردت الإنقاذ بحكم البلاد لنحو أربع وعشرين عاماً، وهي أطول فترة حكم في الأنظمة التي تعاقبت على حكم البلاد.
    ** اعترت الإنقاذ حمى الانقسامات، فانسلخ المؤتمر الشعبي، ليشكل أقوى حلقات المعارضة، ولتساهم تداعيات الان

    قسام في تعقيدات لا حصر لها، ليس أدناها الأزمة في دارفور ومآلات الوضع في الجنوب، وعلى الأداء العام للحركة والدولة، بجانب تأثير الانقسام على صورة المشروع الحضاري الذي قدمت الحركة نفسها من خلاله.
    ** أحدثت الإنقاذ نقلات نوعية وكمية واسعة في مختلف مناحي العمران البشري والسكاني في السودان، ظلت باستمرار محل أخذ ورد في مختلف الأصعدة داخلياً وخارجياً، وغدت محل تشابك واسع بين إيجابيات واسعة، وسلبيات واسعة بيد أن الإجماع يكاد ينعقد على أن الإنقاذ قد نقلت البلاد إلى واقع جديد، مختلف تماماً عن سودان ما قبل 1989. واقع إن استعصى تقييمه اليوم، فإن التاريخ سيُصدر غداً أحكامه في ذلك.
    ** خاضت الإنقاذ معارك شتى مع مختلف معارضيها في مخلف الجبهات والمواقع، وصاغ كل من طرف الحكم، وأطراف المعارضة دفوعاً متصادمة ومتعارضة وأسفر العراك عن الواقع المأزوم الماثل بين أيدينا اليوم!! وهو واقع ساهمت في تشكيله القوى السياسية السودانية مجتمعة، بتقديرات ونسب متفاوتة، وإن تولي كبرها الإنقاذ من واقع مسؤولية الحكم التي في عنقه. من ملامح الأزمة.
    ** تردي الأوضاع في دارفور وتعاظم الخسائر البشرية والمادية وتدهور الوضع الأمني بشكل لم يسبق له مثيل.
    ** استشراء التنازع القبلي والعرقي والجهوي، والآثار المأساوية التي ساهمت في تمزيق النسيج الاجتماعي في مختلف ولايات السودان.
    *** ذهاب الجنوب، وما يحتشد خلف ذلك من تداعيات تطال الواقع السكاني والجغرافي والسياسي والاقتصادي للسودان، وامتدادات تفاعل ذلك إقليمياً وقارياً ودولياً!!
    ** التوترات والاضطرابات والتوجسات الناشبة حالياً والكامنة مستقبلا، على طول مراحل تنزيل الاتفاقيات مع دولة الجنوب.
    ** العلاقات السياسية المتشابكة والمتداخلة بين الحركة الشعبية في الجنوب والحركة الشعبية قطاع الشمال، وتجليات ذلك على الأوضاع في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وأبيي وتحالفات جبهة القوى الثورية، وميثاق الفجر الجديد، وغير ذلك.
    ** التردي الأمني الواسع في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وتطوره المقلق جراء امتداد العمليات العسكرية إلى شمال كردفان، وما أسفر عن ذالك من انتهاكات غاية في الوحشية، وما تردد من أنباء عن استعداد لدورات أوسع من العنف، علق، تحسباً منها، المجلس الوطني جلساته لمدة أسبوع، ليقود تعبئة شعبية واسعة لموجهة تطورات الموقف.
    القوى السياسية في الواجهة:
    * القوى السياسية المعارضة للإنقاذ انتظمت منذ سنوات فيما عرف بقوى الإجماع الوطني، ورفعت، فيما يشبه الإجماع، شعار إسقاط النظام وإحلال بديل ديمقراطي محله.
    * غير أن الخلاف يكاد يدب في كل مفاصل العهد الذي تجمعوا حوله، فطرف مع إسقاط النظام بأي وسيلة، سلماً أو حرباً، وبأي ثمن، رخص أو غلا، وفريق مع إسقاط النظام، بالوسائل السلمية، والانتقال السلس دونما تدمير لآلة الدولة، وفيما بين ذلك تعشش الفروق المبدئية في العقائد السياسية، على نحو ما نعلم بين الإخوان المسلمين أو الحركة الإسلامية ممثلة في حزب المؤتمر الشعبي، وطوائف اليسار الممثلة في الحزب الشيوعي السوداني وحزب البعث العربي بأفرعه، والحزب الناصري، فضلاً عن فروق مذهبية ومنهجية في العمل العام، تُلقي بظلالها على سائر أداء قوى الإجماع.


    * قوى الإجماع الوطني تعرضت لاختبارات جدية وفاعلية عدة مرات، منها العجز عن تنفيذ قراراتها بتحريك الشارع، في مواجهة التطورات عقب إعلان انفصال الجنوب، وفي مواجهة المعالجات الاقتصادية التي انتهجتها الحكومة من بعد، ولعل العبارة التي نُقلت عن الراحل محمد إبراهيم نقد، (حضرنا ولم نجدكم) ، تصلح أن تكون معياراً لدرجة الفاعلية والجدية في هذا المجال.
    * ثم جاءت وثيقة الفجر الجديد، وما صاحب التوقيع عليها من تراجعات واستصوابات واشتراطات، واستدراكات، وملاومات، بل مزايدات (صباحية) مثل الفجر الإسلامي والفجر الصادق، وما بدت من ذلك من نذر مواجهات تنطوي على سمات جهوية وعرقية وقبلية، تضع البلاد في مهب رياح هوج، دونها رياح الصومال، سيما وأن الميثاق تبنى خياري الحرب والسلم معاً. ذلك فضلاً عن خطأ توهم أن القوى المسلحة المنضوية تحت الميثاق ستضع السلطة المنزوعة بقوة السلاح بين يدي قوى الإجماع الوطني التي هي، في النهاية، قوة مدنية (ملكية)!!
    * في مساعي إسقاط النظام بالقوة تبدو خيارات قوى الإجماع الوطني محدودة جداً، ومكلفة جداً، ومحاطة بمخاطر تهدد أمن البلاد ووحدتها وتماسكها، بل وبقاءها في خارطة هذا الجزء من إفريقيا،
    * في الجانب الآخر يقف حزب المؤتمر الوطني، بكل ما يتمتع به من إمكانات، وما يستند إليه من قوة، غير أن الحزب والحكومة معاً أدركا منذ وقت باكر أن المشاركة السياسية في إدارة البلاد أمر لا مناص منه، فشرعت في تشكيل منظومة حكومات الوحدة الوطنية، التي تشكلت غالبها من الفصائل المنشقة من حزبي الأمة والاتحادي الديمقراطي.
    المراقب للمنظومات المتعاقبة من حكومات الوحدة الوطنية يلحظ أنها لم تحقق، بشكل مقنع، المشاركة السياسية المطروحة، ولم تحدث انفراجاً سياسياً ذا أثر في معادلة السلطة في السودان، الأمر الذي أبقى على راية التنادي بائتمار قومي واسع أو دستوري جامع، وحكومة قومية أو تكنوقراطية، أبقت عليها مرتفعة على الدوام.


    السودان إلى أين؟




    طول التحديق واستدامة التأمل في المسرح السياسي دعا طوائف معتبرة من الكتاب والمفكرين وقادة الرأي لطرح السيناريوهات المحتملة والخيارات المتاحة للتعامل مع الوضع السياسي الراهن في السودان. شملت هذه الطوائف كل ألوان التعدد النوعي الذي يذخر به السودان سياسياً واجتماعياً وثقافياً، وقد قدموا مقترحات عديدة تنم عن حرص على التئام الصف الوطني أو تقاربه لمواجهة التحديات الماثلة. ونذكر من هؤلاء الأستاذ محجوب محمد صالح الذي ما فتئ ينبه ويحذر ويدعو إلى ضرورة فتح منافذ الحوار، والبروفيسور الطبيب زين العابدين الذي قدم الديمقراطية التوافقية، خلاصة ما توصل إليه المجتمع الديمقراطي، بديلاً مناسباً للواقع السوداني، والدكتور الواثق كمير الذي قدم بإخلاص وطني ملحوظ، وأمانة علمية غاية في التجرد بحثه الرفيع بعنوان: "تفكك الدولة السودانية.. السيناريو الأكثر ترجيحاً". والدكتور الواثق هو ممن نعلم فعلاً أن له فاعلية في مجال العمل الوطني، وقد حظي بحثه باهتمام سياسي وأكاديمي كبير.
    وبعد
    ** المتحسس لاتجاهات الرأي يمكنه أن يلحظ بوضوح أن الظروف الموضوعية للتنادي للحوار الجامع قد تهيأت بشكل كبير، وأن دفعة من الرئيس البشير قد تساعد رسم خارطة الطريق إلى مسرح المعقول في السياسة السودانية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 3:   <<  1 2 3  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de